سجال بمصر بعد اختيار أوباما القاهرة لمخاطبة العالم الإسلامي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 01:13 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-10-2009, 07:37 AM

Nazar Yousif
<aNazar Yousif
تاريخ التسجيل: 05-07-2005
مجموع المشاركات: 12465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سجال بمصر بعد اختيار أوباما القاهرة لمخاطبة العالم الإسلامي

    رحبت جماعة الإخوان المسلمين بزيارة باراك أوباما لمصر واختياره مصر لإلقاء خطاب مهم للعالم الإسلامي، بينما تباينت ردود أفعال المحللين المصريين حول العلاقات الأمريكية المصرية وملفات حقوق الإنسان في مصر، خاصةً بعد فترة التوتر التي سادت بين البلدين طوال الخمس سنوات الماضية.

    وأعلن المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس في وقتٍ سابق أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سيوجه رسالةً مهمةً إلى العالم الإسلامي في الرابع من يونيو/حزيران المقبل من مصر، وأوضح غيبس أن أوباما سيلقي خطابًا في مصر يتناول علاقات أمريكا بالدول الإسلامية.


    وقال صبحي صالح أمين عام الكتلة البرلمانية لجماعة الإخوان المسلمين بمصر لـ"العربية.نت" إن اختيار أوباما مصر وإلقاءه خطابًا مهمًا للعالم الإسلامي ليس اختيارًا طوعيًا أو شخصيًا، ولكنه اختيار المكانة التاريخية والموقع الجغرافي والمشروع الحضاري الإسلامي، فهي المكان المناسب لمخاطبة العالم الإسلامي".

    وأكد صبحي صالح "على وجه التحديد وبصفةٍ عاجلة نريد نحن كجماعة الإخوان المسلمين من باراك أن يحدد موقفه من تهويد القدس، وأن يعلن أيضًا كفَّ العداء الأمريكي ضد الحركات الإسلامية، وأن يصحح السياسة الأمريكية الخارجية تجاه الإسلام والمسلمين".

    ولفت صبحي صالح إلى أنه "ينبغي على الإدارة الأمريكية أن تفهم جيدًا أن للعالم الإسلامي مشروعه الحضاري وهويته الثقافية، فإذا أقصت أمريكا الإسلامَ وعمد أوباما في خطابه على الكلام المطاطي والدجل السياسي فستقابَل هذه الزيارة باستهجانٍ شديد، وستزيد الكراهية ضد أمريكا".

    وأكد د. جمال عبد الجواد مدير المركز الدولي للدراسات المستقبلية بالقاهرة للعربية نت "أن اختيار باراك مصر لإلقاء خطاب موجه للعالم الإسلامي يعبِّر عن فهم للإدارة الأمريكية عن طبيعة الوسطية الإسلامية التي تتمتع بها مصر، كما أن هذه الزيارة تغيرٌ أصيلٌ في الموقف الأمريكي تجاه مصر بعد فترة التوتر التي سادت في عهد إدارة بوش".

    وأكد د جمال عبد الجواد "أن إدارة أوباما تدرك أهمية الدور المصري في المنطقة وهو الدور الداعم لعملية السلام، فمصر بميراثها الوطني والعربي والإسلامي ووسطيتها المميزة هي الأكثر تعبيرًا عن المزاج العام السائد في المنطقة والعالم الإسلامي".ورأى د. جمال "أن في مصر علمانيةً كافيةً لوضعها ضمن مجتمعات القرن الحادي والعشرين، وفيها إسلامٌ يضمن مركزيتها في العالم الإسلامي".

    وحول عدم إلقاء أوباما خطابه للعالم الإسلامي من تركيا رغم أنها أول دولة إسلامية زارها أوباما؟ يقول د. جمال عبد الجواد "إن تركيا بها مزيج من الديمقراطية والعلمانية، والحزب الإسلامي الحاكم يجعل من تركيا نموذجًا يحتذى. لكن تركيا مع هذا ليست جزءًا من التيار الغالب في بلاد الشرق الأوسط، الإنجاز الاستثنائي والخبرة التاريخية الاستثنائية لا تجعل تركيا نموذجًا قابلاً للتطبيق في بلاد أخرى، ولهذا هي لا تمثل أهميةً إسلاميةً على نطاق واسع".

    وأكد د. عبد الجواد "أن الرئيس الأمريكي بزيارته لمصر يريد تشجيع مجتمعات المسلمين على فتح صفحة جديدة مع الولايات المتحدة، ففرص إحداث الأثر الذي يريد الرئيس الأمريكي تحقيقه تزيد إن حط الرحال في قلب الشرق الأوسط والعالم العربي وهو مصر".

    وأضاف "لو أخذنا الأردن بحجمها وتاريخها وعلاقاتها الاستراتيجية الوثيقة مع الغرب فلن يصلح لإلقاء هذا الخطاب لأنها لا تعبِّر عن التيار العام السائد بين المسلمين، وكذلك السعودية بنموذجها شديد المحافظة بلدٌ مهمة ومؤثرة لكن أوضاعها شديدة الخصوصية لا تجعلها المنصة المناسبة لإطلاق دعوة الرئيس الأمريكي لمجتمعات المسلمين".
    http://www.alarabiya.net/articles/2009/05/09/72398.html





    من جانبه يرفض د. أيمن نور المعارض المصري ورئيس حزب الغد اعتبار هذه الزيارة مفاجئةً لمصر، قائلاً لـ "العربية.نت" "لا أشعر بأية مفاجأة في الأمر، فستبقى مصر هي الدولة الأكبر لتوجيه مثل هذه الرسالة من قبل الرئيس الأمريكي للعالم الإسلامي".
                  

05-10-2009, 07:41 AM

Nazar Yousif
<aNazar Yousif
تاريخ التسجيل: 05-07-2005
مجموع المشاركات: 12465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سجال بمصر بعد اختيار أوباما القاهرة لمخاطبة العالم الإسلامي (Re: Nazar Yousif)

    يبدو أن الادارة الأمريكية الجديدة
    اختارت الانحياز الى معسكر مصر والسعودية
    وستلطق رؤيتها من مصر فى رسالة واضحة لجماعات
    الاسلام السياسى وداعمى الأرهاب فى المنطقة .
                  

05-12-2009, 06:17 PM

Nazar Yousif
<aNazar Yousif
تاريخ التسجيل: 05-07-2005
مجموع المشاركات: 12465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سجال بمصر بعد اختيار أوباما القاهرة لمخاطبة العالم الإسلامي (Re: Nazar Yousif)

    بانوراما: أوباما وخطابه من القاهرة
    http://www.alarabiya.net/programs/2009/05/12/72635.html




    اسم البرنامج: بانوراما
    مقدم الحلقة: محمود الورواري
    تاريخ الحلقة الأحد 10/5/2009

    ضيوف الحلقة:
    محمد سعد الكتاتني (رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين)
    د. مصطفى علوي سيف (عضو مجلس الشورى المصري)
    الشيخ صباح الساعدي (رئيس هيئة النزاهة في البرلمان العراقي)
    طه درع (نائب عن الائتلاف العراقي الموحد)


    - الأزهر يرحب والإخوان منزعجون من اختيار أوباما مصر مكاناً لمخاطبة المسلمين، فما مرد هذا الانزعاج؟

    - هل تكسب الحكومة العراقية معركة التصدي للفساد كما كسبت معركة استتباب الأمن؟

    محمود الورواري: أهلاً بكم إلى بانوراما الليلة، هذان العنوانان سيكونان محورحلقتنا لكن نتوقف أولاً مع موجز للأنباء.
    [فاصل إعلاني]

    محمود الورواري: أهلا ًبكم من جديد. يبدو أن الزيارة المرتقبة للرئيس الأميركي باراك أوباما إلى مصر بداية شهر المقبل، ستظل تشغل الرأي العام المصري والأوساط السياسية والدينية حتى ذلك الحين. فمنذ الإعلان عنها أثارت الزيارة العديد من ردود الفعل والتي تعلقت أساساً باختيار أوباما مصر مكاناً لإلقاء خطاب وعد به المسلمين خلال حملته الانتخابية، فقد رحب علماء الأزهر بهذا الاختيار، وذهب البعض منهم إلى حد دعوة أوباما إلى إلقاء خطابه من داخل الأزهر باعتباره منارة للإسلام المعتدل، وأن ذلك سيساهم في تشجيع ثقافة الحوار بين العالم الإسلامي والولايات المتحدة الأميركية.

    إلا أن هذا الاختيار لم يلقَ القبول من جماعة الإخوان المسلمين التي انتقدته، ورأت فيه محاولة لبث الفرقة في صفوف الدول العربية والإسلامية. وقال نائب المرشد العام للجماعة السيد محمد حبيب قال إن خطاب أوباما سيُستخدم في تعزيز البرنامج الأميركي المؤيد لإسرائيل، وفي خدمة الأجندة الأميركية الخاصة.
    فما الذي يزعج جماعة الإخوان في اختيار أوباما مصر لإلقاء خطاب للمسلمين على العكس من موقف الأزهر المرحب؟


    إعلان أوباما مصر لمخاطبة العالم الإسلامي.. لماذا؟

    أحمد عثمان: وأخيراً حسم الجدل وأعلن أن مصر هي الدولة التي قرر الرئيس الأميركي باراك أوباما أن يخاطب منها العالم الإسلامي، ويوجه إليها رسالته. إعلان ألقى الضوء على دور القاهرة على المستويات التاريخية والسياسية والإسلامية، ومن هنا جاءت الدعوة لتكون خطبة أوباما من الأزهر الشريف كرمز للإسلام المعتدل.
    - موقف جيد وطيب وعظيم ورائع أن يكون خطاب الرئيس من حرم الأزهر الشريف، الإسلام المعتدل للعالم كله وأيضاً الأزهر معروف أنه مصر حين تذكر يذكر الأزهر الشريف وحين يذكر الأزهر الشريف تذكر مصر.

    أحمد عثمان: إلا أن هذا الإعلان شابه الحذر من بعض التيارات، جماعة الإخوان المسلمين حذرت من أن يكون هذا الاختيار لمصر هو مجرد دعوة للترويج لمشروع الاعتدال، وضغطاً على محور الممانعة على خلفية أزمة غزة الأخيرة.
    - أن تستغل.. أن تستغل الساحة المصرية الساحة المصرية ونقصد هنا الساحة المصرية بشعبها وبحضارتها وبتاريخها لنقل رسالة خطأ ورسالة مخالفة لتوجهات هذه الساحة، حتى لو كانت فيها دعم للنظام المصري لكن هذا سوف يسيء للرئيس أوباما وجهازه أكبر إساءة.

    أحمد عثمان: وجاء اختيار أوباما للقاهرة فرصة للرد على بعض المنتقدين للأداء المصري، والذين روجوا لاتهامات حادة حول الدبلوماسية المصرية في الفترة الأخيرة، مرددين أن القاهرة فقدت دورها الإقليمي لمصلحة دول أخرى في المنطقة.
    عبد الله كمال (رئيس تحرير روزاليوسف): وتفعل هذا إيران وأنصارها بأشكال متنوعة، وبما في ذلك ما يسمى بمحور الممانعة العربية. القضية هي ليست في الدور ومن يسعى إليه وإنما هل الدولة التي تقوم بالدور تمتلك مقوماته؟ مقوماته في إطار منظومة القوى الشاملة لهذه الدولة التاريخ والحضارة والقوة العسكري والتأثير والقوى البشرية والاقتصاد أيضاً العمق التاريخي والثقافي والجيوبولتيكي.
    أحمد عثمان: اختيار الرئيس الأميركي باراك أوباما للقاهرة كمنبر لرسالته للعالم الإسلامي يحمل أكثر من إشارة، إشارات تحمل العديد من الدلالات لكثير من دول هذه المنطقة. أحمد عثمان - العربية - القاهرة

    محمود الورواري: أسئلة وجدل في الداخل والخارج حول زيارة أوباما إلى القاهرة، جدل في الداخل وتساؤلات تأتي من الخارج حول الهدف والدور، هذه التساؤلات أضعها على طاولة ضيفيّ الكريمين من القاهرة محمد سعد الكتاتني رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين في مجلس الشعب المصري، ومن القاهرة أيضاً الدكتور مصطفى علوي عضو مجلس الشورى المصري، لضيفيّ الكريمين التحية والتقدير وأبدأ مع السيد سعد الكتاتني. سيد سعد يعني ربما تصريحات السيد عبد المنعم أبو الفتوح تصريحات السيد عبد المنعم حبيب يقول أن خطاب وزيارة أوباما تفرز الفرقة تعزز الفرقة بين المسلمين وتقوي الدعم لإسرائيل، هذا الرأي بُني كيف؟ ما هي معاييره ومبرارته؟ يعني كيف لخطاب أن يعزز فرقة وكيف لخطاب أن يقوي دعم لإسرائيل؟
    محمد سعد الكتاتني: بسم الله الرحمن الرحيم، اختيار الرئيس أوباما مصر لإلقاء وتوجيه خطاب للعالم الإسلامي من مصر له عدة دلالات، لعل الدلالة الأولى وهي الأهم وهي دعم النظام المصري الحليف بعد أن تراجعت سياسته الخارجية في المنطقة في الفترة الأخيرة، الدلالة الثانية أن ما سمي بمحور الاعتدال والتي تقوده مصر والسعودية تراجع دوره أيضاً إبان الحرب على غزة أخيراً في مقابل محور الممانعة الداعم للمقاومة، والذي بدا أكثر التحاماً مع الشعوب العربية. الدلالة الثالثة لطمأنة النظام المصري والأنظمة الأخرى الموجودة في المنطقة، والتي انزعجت من إعلان الأميركان أو الإدارة الأميركية الحوار مع إيران، ومجيء أوباما إلى مصر لإلقاء خطاب لطمأنة مصر ولطمأنة الأنظمة الأخرى أن هذا الحوار لا يكون على حسابها. أيضاً إرسال رسالة طمأنة للعالم الإسلامي وتحسين صورة الإدارة الإدارة الأميركية التي ارتبطت بالاحتلال، وارتبطت بضرب أفغانستان والعراق والتي يراها الشعب العربي سياسة ما أتت إلا لاستغلال ثرواته والتحكم في مقدراته، فاختيار مصر له دلالة لأن مصر تمثل قلب العالم العربي والإسلامي، ومصر دولة لها ثقلها فيأتي الرئيس أوباما وليستغل هذه الساحة المصرية لإعطاء كل هذه الدلالات السابق ذكرها.


    زيارة أوباما لمصر بين مؤيد ومعارض

    محمود الورواري: طيب دكتور مصطفى هذه وجهة النظر التي تقرأ قدوم أوباما واختيار أوباما للقاهرة بهذا الشكل، هو دعم للنظام بعد أن تراجع دوره ودور دول الاعتدال كما يقول السيد سعد، وأيضاً طمأنة للعالم العربي بأن علاقته وحواره مع إيران لن تكون على حسابها، وأيضاً محاولة لتحسين صورة أميركا بشكل أو بآخر، هذه هي مبررات موقف الجماعة إذا جاز أن نسميها هكذا أو رأي السيد سعد الكتاتني إذا جاز أن نخصصه.

    د. مصطفى علوي سيف: يعني دعني أقول أن زيارة الرئيس أوباما لمصر وإلقائه خطاب إلى العالم الإسلامي جميعه من مصر له دلالات تختلف تماماً عما ذهب إليه السيد سعد الكتاتني وجماعة الإخوان المسلمين، الدلالة الأولى والأهم على الإطلاق هي أنه بالنسبة للرئيس الأميركي أوباما فإن مصر هي قلب العالمين العربي والإسلامي، وهي الدولة الأقوى والأهم والأكثر تأثيراً ثقافياً وفكرياً وتاريخياً بل وسياسياً. وأن الدور السياسي لم يتراجع على الإطلاق لمصر في الإقليم العربي ولا حتى على مستوى العالم الإسلامي، ألف باء علم السياسة تقول أنه حينما يتراجع دور لدولة ما فإن وزن هذه الدولة النسبي لدى كل دول العالم يتناقص وينخفض، وبالتالي لا تكون هناك مبررات موضوعية مفهومة لكي يأتي رئيس أهم وأكبر دولة في العالم إلى هذه الدولة التي يُدعى دون دراسة علمية أن دورها الإقليمي قد يعني تراجع إلى حدٍ كبير، أود أن أذكر الإخوة المشاهدين أن نفس هذا الكلام قيل عندما ذهب الرئيس أوباما إلى تركيا، فكان تفسير نفس هذه القوى السياسية أنه ذهب إلى تركيا لإلقاء كلمته من هناك لأن دور مصر تراجع ولم يعد من الأهمية بالحد الذي يقنع أوباما أن يأتي إلى مصر، وحينما قرر في مفاجأة كبيرة لهم الرئيس أوباما أن يأتي إلى مصر استُخدم نفس هذا التفسير الذي لا يمكن أن يستخدم على الإطلاق في تفسير حدثين لا يعبران عن ذات الدلالة، وبالتالي هذا موقف سياسي وأيديولوجي مسبق لا علاقة له بقراءة حقيقة والواقع، وإنه استبق أيضاً مضمون الخطاب الذي سوف يوجهه الرئيس أوباما إلى العالم الإسلامي ليسعى فيه إلى فتح قنوات للحوار وإلى تعددية الحلول والأطراف مع العالم الإسلامي، وإلى إنهاء فترة الثماني سنوات العجاف في العلاقات الأميركية مع العالم الإسلامي، وهي علاقات شهدت تدهوراً غير مسبوق وصداماً غير مسبوق. الرجل يأتي إلى قلب العالم الإسلامي ليحاول أن يذيب كل هذه المشكلات، وأن يفتح صفحة جديدة مع العالم الإسلامي نتيجة عن تقدير موضوع يجب احترامه من جانبنا جميعاً، ويأتي إلى البلد الأهم من وجهة نظري من العالم الإسلامي، فإذا فريق من الذين ينتمون إلى هذا البلد أو يفترض أنهم ينتمون إلى هذا البلد يعني يقدمون تفسيرات غير مقنعة وغير علمية وغير موضوعية بأنه جاء لكي يعزز ويدعم النظام الذي بين قوسين كما يقولون تراجع دوره في المنطقة، أود أن أشير أن تراجع هذا الدور ليس هناك أية علامات له، ما زال الحوار الفلسطيني الفلسطيني ترعاه مصر وتلعب فيه الدور الأهم على الإطلاق، وليس هناك دور مماثل لما يسمى قوى الممانعة، ولا أعرف ممانعة لماذا بالضبط، وهذا طبعاً موضوع فرعي الآن لكن يمكن أن ندخل في حوار مطول فيه إذا شئت حضرتك.

    محمود الورواري: طيب دعني أصنف الحقيقة هذا الرد إلى جملة من التساؤلات أحيلها إلى السيد سعد الكتاتني، سيد سعد يعني هو أولاً الدكتور أنا أريد إجابات على كل سؤال حتى نفسر المسألة، حكمكم بأن دور مصر تراجع هو حكم غير علمي لأن وجود أوراق اللعبة في القاهرة يدل على أن الدور موجود، كون أوباما يختار مصر إذاً مصر ما زالت هي المرتكز الأساسي واللاعب الرئيسي واعتراف لدور وليس انتقاص لدور، موقفكم هو موقف أيديولوجي مسبق، وأنتم استبقتم حكم الخطاب يعني لم تنتظروا أن يلقي الرجل خطابه فتعرفوا مضمون الخطاب وتحللوه، وكأنكم تعرفون الغيب قلتم حكمكم في الخطاب، جملة من التساؤلات من كلام الدكتور مصطفى أضعها أمامك.
    محمد سعد الكتاتني: أولاً تراجع الدور المصري هذا حقيقة لا يحتاج إلى دليل، فهناك ملفات هامة في المنطقة كان يجب على مصر الدولة الكبيرة والدولة العظيمة، وبهذه المناسبة نحن نفرق بين مصر الكبيرة ومصر العظيمة وبين سياسة النظام المصري. نحن نختلف مع سياسة النظام المصري ولكن نعترف ونقدر أن مصر هي دولة كبيرة بشعبها وبأبنائها وبعلمائها وبمفكريها، أما سياسة النظام المصري فهي سياسة متراجعة، دليل على ذلك أن هناك دول صغيرة مثل قطر أخذت ملفات هامة كان يجب أن تقوم بها مصر، مثل الدور الذي أخذه قطر في دور الرئاسة اللبنانية وفي ملف المصالحة في دارفور وفي غيرها. أما ما يقال عن الدور المصري في الملف الفلسطيني، نعم ما زال لمصر دور في هذا الملف وهي ترعى الحوار الفلسطيني الفلسطيني المتعثر، ولكن على الجانب الآخر مصر توجد لها علاقات رسمية مع الكيان الصهيوني، مصر أيضاً لعبت دور.. الإدارة المصرية لعبت دور مختلف عن إرادة الشعب المصري في موضوع الحصار وموضوع المعابر، وهكذا.. وهذه الأدوار التي تقوم بها الإدارة المصرية لا تتناغم مع طموح الشعب المصري التي تدعي أنها تمثله، فهذا يعني لا يستطيع أحد أن ينكره. تراجع الدور المصري تراجع.. في حرب غزة في الأيام الأولى بدا الدور المصري مضطرب مؤيد لفتح وللكيان الصهيوني، وأخيراً وعلى استحياء دعمت المقاومة في آخر الأدوار، هذه الأدوار ليست من عندي بل كل يعني مصري يشعر بهذا الدور المضطرب للدبلوماسية المصرية وللسياسة المصرية في الملف الفلسطيني.


    توقعات لفحوى خطاب أوباما


    أعتقد أن الخطاب لا بد وأن يعكس الاستراتيجية الجديدة والتوجهات الجديدة التي أعلنها بوضوح الرئيس الأميركي حتى أثناء حملته الانتخابية
    مصطفى علوي سيف

    محمود الورواري: يعني ربما كان هناك رأيان مختلفان ولكن ننتقل إلى نقطة أخرى أحيلها للدكتور مصطفى، دكتور مصطفى كان هناك حديث ربما في عام 2005 حينما كان هناك خطاب لرايس قيل وقتها أنه خطاب يورخ لانفتاح على الشرق الأوسط، كان هناك شعار وقتها موضوع الإصلاح الديمقراطي وتسويق هذه الشعارات، البعض يتخوف الآن من خطاب يحمله أوباما بهذا الشكل، كيف سيكون شعار هذا الخطاب. فحوى أو توقعاتك لمحتوى هذا الخطاب، ما الذي يأتي من وراء هذا الخطاب؟ هل يحمل استراتيجية أميركية جديدة فعلاً أم أنه سيكون خطاب علاقات عام؟
    د. مصطفى علوي سيف: لأ، أعتقد أن الخطاب لا بد وأن يعكس الاستراتيجية الجديدة والتوجهات الجديدة التي أعلنها بوضوح الرئيس الأميركي حتى أثناء حملته الانتخابية، وبعد أن تولى السلطة. ومن بين عناصر هذا التغير في الاستراتيجية الذي حمله معه أوباما إلى المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض في العاصمة الأميركية واشنطن، ما يتعلق بفتح صفحة جديدة مع العالم الإسلامي، صفحة من الحوار، صفحة من التعاون، صفحة من الاحترام المتبادل مع العالم الإسلامي بكل مجتمعاته وكل دوله، هذا خط جديد تماماً على السياسة الأميركية، إذا قارناه بما كان عليه الوضع خلال السنوات من عام 2001 إلى عام 2008 نهاية عام 2008 وسيكون ذلك الخط معبراً عنه ومنعسكاً تماماً في توقعي في خطاب الرئيس أوباما في القاهرة حينما يأتي إلى مصر في يوم 4 يونيو القادم، أيضاً العنصر الثاني الذي يمكن توقعه بناء على.. ويجب أن يكون التوقع ليس تنجيماً أو قراءة للغيب كما يفعل البعض، وإنما يجب أن يكون التوقع مبني على دراسة علمية لتصريحات لبعض كبار مساعدي الرئيس أوباما بل والرئيس أوباما نفسه، قال أن القضية الثانية التي سوف يتعامل معها في هذا الخطاب هو محاولة بناء موقف عالمي يكون الجميع جزء منه بما في ذلك العالم الإسلامي ضد الإرهاب الدولي، على شرط أن لا تنفرد الولايات المتحدة الأميركية باقتراح الحلول أو بتنفيذ هذه الحلول عن طريق القوة العسكرية المفرطة فقط، ولا عن طريق الانفراد بالقرار من جانبها فقط وإنما تتشاور مع كل العالم ليس فقط حلفائها في أوروبا بل ومع العالم الإسلامي، وهذا تغيير جوهري ومهم في منهج التعامل مع ظاهرة أو مشكلة الإرهاب من جانب الرئيس الأميركي أوباما أيضاً، بل أني استطيع أن أقول أنه ربما يضمّن خطابه لست متأكداً من هذا لكن ربما يضم من خطابه إلى العالم الإسلامي أيضاً بما يعني يدركه من أهمية للقضية الفلسطينية جزء عن القضية الفلسطينية وتأكيده على ما سبق أن أكده تكراراً ومراراً من أن حل الدولتين هو الحل الوحيد الذي يمكن أن يكون متصوراً وعملياً للمشكلة الفلسطينية، وأن على الدولة الإسرائيلية أن تقبل هذا الحل. أضيف إلى ذلك أن الرئيس أوباما نفسه في إطار دعوته إلى عالم خال من الأسلحة النووية، أضاف نائبه جو بايدن في خطابه في الجلسة الأخيرة للإيباك ذراع إسرائيل في الولايات المتحدة الأميركية اللوبي الصهيوني الرئيسي حينما فاجئ يهود أميركا وفاجئ الإسرائيليين أيضاً بدعوته إلى ضرورة انضمام إسرائيل إلى معاهدة حظر أو منع انتشار الأسلحة النووية في خطوة غير مسبوقة لم يقبل عليها أي رئيس أو نائب رئيس أو أي حتى مسؤول كبير في إدارة أميركية سابقة، هذه عناصر جديدة بالغة الأهمية يجب استثمارها واقتناص هذه الفرصة من جانب مصر والعالم الإسلامي، وإن ضاعت هذه الفرصة سوف نندم عليها ويجب تنحية المواقف الإيديولوجية جانباً التي تخدم مصالح ضيقة ليست حتى مصالح وطنية إنما مصالح جماعات أو قوى سياسية بعينها، لا تريد لهذا المنهج الجديد أن يثمر لأن هذا المنهج الجديد سوف يضعف من الموقف السياسي لهذه القوى إلى حدٍ كبير وهو ما تخشاه، ولذلك تتخذ هذه المواقف المتعجلة بل الاستباقية.
    محمود الورواري: طيب سيد سعد الكتاتني يعني موقف الجماعة مع أميركا تحديداً ربما يحتاج توضيحات في هذه الفترة تحديداً، ربما في ولاية بوش كان هناك بعض الانفتاح كانت هناك تحفظات صحيح من الجماعة، كان هناك خطاب كان هناك حديث بشكل أو بآخر، في عهد أوباما هي شروطكم إذا كان هناك حوار إذا كان هناك انفتاح إذا كان هناك لغة أياً كانت هذه اللغة بين الجماعة وبين أميركا؟
    محمد سعد الكتاتني: أولاً نحن نرى أن سياسة الإدارة الأميركية وأميركا بالذات تقوم على سياسة المؤسسات وليس الأفراد، فالإدارة الأميركية ما زالت سياستها الواضحة أمامنا في الشرق الأوسط النظر إلى قضايا حقوق الإنسان والكيل بمكيالين في هذه القضايا بالذات، والصمت عن انتهاك حقوق الإنسان في العالم العربي في غزة رأينا ذلك، في مصر في العراق نرى ذلك. دعمها للأنظمة المستبدة في المنطقة، الدعم اللا محدود للكيان الصهيوني أيضاً بلا حدود، ما زالت هذه الصورة واضحة أمامنا، لا نستطيع أن نحكم على السياسة الأميركية حكماً مسبقاً ما لم نرَ ذلك واقعاً على الأرض. أنا أتصور أن السيد أوباما حينما يأتي إلى مصر سيقول خطاباً إنشائياً، هذا الخطاب فيه بعض العبارات لطمأنة العالم الإسلامي ولاستغلال مشاعره لأن الشعوب الإسلامية فرحت بمجيء أوباما..
    محمود الورواري: أنتم كجماعة سيد سعد..
    محمد سعد الكتاتني: وليغير الصورة التي تركها.. الصورة قاتمة التي تركها سلفه عن الإدارات الأميركية.
    محمود الورواري: كانت هناك لغة في بين الجماعة وبين أميركا في عهد بوش، هل استراتيجيتكم معروفة تحديداً أو موضحة تحديداً إذا حدث كذا يمكن أن تبادر الجماعة بكذا، وإذا لم يحدث.. ما هي شروط؟ لأن السيد مثلاً صبحي صالح أو سالم يقول نرفض صعود الجماعة سياسياً على حساب التدخل الأميركي في مصر، هذا فهم يحتاج توضيح مثلاً في إطار علاقاتكم مع أميركا كجماعة إخوان مسلمين؟
    محمد سعد الكتاتني: ليس لنا علاقات مع الإدارة الأميركية مطلقاً ولا يوجد بيننا وبينها أي حوار، ولا نستقوي بالإدارة الاميركية إنما نريد إصلاحاً داخلياً بدون تدخل أميركي، الشعب المصري قادم نحن نطالب النظام المصري أن يجري سلم من الإصلاحات دون الاعتماد أو دون استخدام الإخوان فزاعة..
    محمود الورواري: طيب خلينا الشعب المصري، خلينا نتوقف مع أمام آراء المصريين حول هذه الزيارة المرتقبة للرئيس أوباما إلى القاهرة في بداية الشهر القادم نتابع.


    رأي الشارع المصري في زيارة أوباما

    طبعاً هو ما كان رح يختار أحسن من مصر، وما فيش أفضل من مصر عشان مصر مركز ومركز للحضارة الإسلامية ومركز للإسلام ومركز.. أي حاجة تقولها في مصر لازم تسمع للعالم كله طبعاً اختياره مزبوط جداً.
    - هي مصر أرض الكنانة ودي شرف لنا كليتنا أنه مصر تمثل الإسلام في دول العالم كله، خلينا بلدنا يعني ونحسن صورتنا أمام العالم كله.
    - يعني طبعاً هي مصر تعتبر زعيمة العرب وبعدين برضو لها موقعها متميز ولها تأثيراتها على الدول العربية طبعاً هو اختار الصحيح ما في شك يعني وبعدين نأمل ربنا يجيب الخير وتتزن الأمور هي طبعاً لمصلحة أميركا ومصلحتنا.
    - هو لازم اختار القاهرة القاهرة دي يعني مصر لازم يختار القاهرة ومصر كلنا نختار بلد إسلامي ده شيء مش متوقع هو متوقع مصر ده الشيء الطبيعي.
    محمود الورواري: ده رأي الشارع، يعني دكتور مصطفى الرئيس أوباما سيستقبل الرئيس مبارك في واشنطن وأيضاً سيستقبل محمود عباس وسيستقبل نتنياهو قبل أن يأتي إلى القاهرة في الرابع من الشهر القادم ويلقي هذا الخطاب، ما هو المتوقع ربما هناك توقعات بأنه سيحمل شيء جديد بعد لقاء هؤلاء القادة؟
    د. مصطفى علوي سيف: يعني دعني أؤكد أولاً يعني على أن لقاءاته هذا جزء مهم جداً من هذا البرنامج، اللقاءات التي تمت في الشارع مع يعني عينة من أبناء الشعب المصري شباب وكبار، يعني أكدت كلها على قراءة مختلفة تماماً لهذه الزيارة ودلالاتها ودلالات اختيار مصر مكاناً يعني لإلقاء أوباما لخطابه إلى العالم الإسلامي، هذه الشهادات من جانب يعني هذه العينة من أبناء الشعب المصري تقف على طرف النقيض وفي تناقض تام مع ما استمعنا إليه من رموز جماعة الإخوان في مصر، بما في ذلك الكلام الذي استمعنا إليه في هذه الحلقة. هناك موقف يختلف تماماً عن الموقف الذي تمثله جماعة الإخوان من هذه المسألة، إذاًَ نستمع إلى صوت الشعب وإلى رأي الشعب وإلى موقف الشعب، وأعتقد أن المساندة شعبية ستكون مع الرئيس مبارك في زيارته إلى لولايات المتحدة الأميركية، ثم ستكون معه في لقائه مع الرئيس أوباما واستقباله له هنا في القاهرة، وأن ذلك سوف يترجم إلى مواقف وبالذات فيما يتعلق بإشراك العالم الإسلامي في كل الحلول الخاصة بمشكلة الإرهاب وغيرها من المشكلات العالمية، وأيضاً الخاصة فيما يتعلق بطريقة التعامل مع القضية الفلسطينية بحيث تكون هناك رؤية أميركية ودولية أصح وأسلم مما اعتدنا عليه في السنوات الثمانية الماضية.
    محمود الورواري: دكتور مصطفى معي نصف دقيقة فقط لسعد الكتاتني، سيد سعد هناك دعوة شيخ الأزهر المفتي رجال دين يدعون أوباما لأن يلقي خطابه من الأزهر، موقفكم ربما كانت هناك تحفظات لا أدري؟
    محمد سعد الكتاتني: لأ يعني لا توجد تحفظات، وإنما إذا اختارات القيادة السياسية الأزهر فهذا يحمل ثلاث معاني، أولاً المعنى الإسلامي للأزهر والدلالة التاريخية لهذا المكان العريق، ودلالة ثالثة سياسية هامة أن منطقة الأزهر وهي منطقة قلب القاهرة والتي تم فيها آخر حادث إرهابي تم في منطقة الحسين في جوار الأزهر، فاختيار هذا المكان له عدة دلالات دلالة دينية دلالة تاريخية دلالة سياسية أن الإرهاب انتهى من مصر، ويمكن لرئيس أكبر دولة في العالم أن يأتي إلى قلب القاهرة..
    محمود الورواري: وهذا لا تعارضه جماعة الإخوان.
    محمد سعد الكتاتني: لا نعارضه ولكن هناك تعليق على كلام الذي ذكره..
    محمود الورواري: أنا اعتذر لأن الوقت انتهى دكتور..
    محمد سعد الكتاتني: حول الشعب.. أعطيني فرصة.. نحن لا نختلف حول قيم مصر في الزيارة، ولكن نختلف مع السياسة المصرية في هذا المجال واستغلال الساحة المصرية لإرسال رسالة من خلالها.
    محمود الورواري: شكراً سيد محمد سعد الكتاتني رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين في مجلس الشعب، شكراً جزيلاً لك. وأيضاً الشكر موصول للدكتور مصطفى علوي عضو مجلس الشورى المصري لضيفيّ الكريمين التحية والتقدير شكراً لكما.
    ونحن سنعود إليكم بعد قليل ونتابع في بانوراما: هل تكسب الحكومة العراقية معركة التصدي للفساد كما كسبت معركة استتباب الأمن؟
    [فاصل إعلاني]

    محمود الورواري: أهلاً بكم من جديد. يبدو أن الحكومة العراقية مقبلة هذه الأيام على تحدي لا يقل خطورة عن تحدي تحقيق الأمن، والمتعلق بالتصدي لظاهرة الفساد التي يبدو أنها طالت العديد من القطاعات العمومية، ومع أن ظاهرة الفساد ليست جديدة على العراق وحذرت منها العديد من الجهات الدولية وخاصة الولايات المتحدة. إلا أن الحديث عنها عاد هذه الأيام بعد حادثتين، تمثلت الأولى في محاولة قوة عراقية اقتحام وزارة التجارة لاعتقال عددٍ من المسؤولين للاشتباه في تورطهم في قضايا اختلاس، والتي تحولت إلى اشتباك مع الحراس في حين قام المسؤولون المعنيون بالفرار من الوزارة، أما الحادثة الثانية فتمثلت في اعتقال شقيق وزير التجارة للاشتباه بارتكابه جرائم فساد، وذلك عند نقطة تفتيش جنوب البلاد والعثور على أموال وذهب وبطاقات هوية بحوزته، وتقول الشرطة إنها تواصل البحث عن شقيق آخر لوزير التجارة وتسعة من كبار موظفي الوزارة.
    تأتي هذه الحملة في وقتٍ يحاول فيه رئيس الوزراء جذب المستثمرين الأجانب الذين ما زالوا مترددين بالرغم من عودة الأمن إلى البلاد، فهل تكسب الحكومة معركة مقاومة الفساد كما كسبت معركة استتباب الأمن من قبل؟


    هل تنجح حملة مكافحة الفساد في العراق؟

    رمزي المصري: حكاية الفساد في العراق كحكاية أبريق الزيت تبدأ ولا تنتهي، الفصل الأخير الذي رفعت عن مسرحه الستارة يظهر صباح محمد السوداني شقيق وزير التجارة العراقي وقد ألقي القبض عليه عند نقطة تفتيش جنوب العاصمة بغداد، وكانت مذكرات اعتقال صدرت الأسبوع الماضي بحق تسعة من المسؤولين الكبار في وزارة التجارة بتهم الفساد، بينهم مثنى جبار المدير العام للشركة العامة لتجارة الحبوب وشقيق وزير التجارة.
    مسؤول في هيئة النزاهة العراقية وهي المكتب الحكومي المسؤول عن مكافحة الفساد، قال إن الهيئة أرسلت قواتها إلى الوزارة لتنفيذ أوامر لاعتقال المتهمين، إلا أن حرس الوزارة منعوا القوات من دخول المبنى وأطلقوا أعيرة نارية، وأن القوات ردت أيضاً بإطلاق النار في الهواء إلا أنه لم يتم اعتقال أحد سوى المتحدث باسم الوزارة محمد حنون.
    وزارة التجارة مسؤولة عن البرنامج الضخم للتأمين الغذائي في العراق وعن واردات الحبوب للبلاد، والمقدرة قيمتها بملايين الدولارات ما يشجع البعض على ارتكاب مخالفات مالية. أمر محرج لحكومة رئيس الوزراء نوري المالكي الذي يحاول تأمين استثمارات أجنبية تحتاج إليها البلاد بشدة، ويتعهد بمكافحة الفساد الواسع الانتشار. ويقول بأن الفساد أحد أكبر المشاكل التي تواجهها البلاد ولا بد من مكافحته، إلا أن منتقديه يتساؤلون عما إذا كان مكتب المالكي نفسه بمنأى عن الفساد والرشى. فيما يقول كثير من العراقيين إن الفساد أصبح أسوأ منذ الإطاحة بصدام حسين.
    مصدر رفيع المستوى في هيئة النزاهة كشف أن خسائر العراق خلال السنوات الخمس الأخيرة التي أعقبت سقوط النظام السابق نتيجة الفساد الإداري والمالي بلغت 250 مليار دولار، وإن الأمانة العامة لمجلس الوزراء تحولت إلى أخطر بؤرة للفساد في العراق، وإن وزارة الدفاع احتلت المرتبة المتقدمة في الفساد المالي والإداري خصوصاً في عقود التسليح، كما غزا الفساد قطاع الكهرباء الذي بلغ الإنفاق فيه مليارات الدولارات، ووزارة الصحة حيث الفساد يعرض حياة الناس للخطر ذلك أن 90% من الأدوية المتداولة في الصيدليات لم يتم فحصها.
    الفساد مستشرٍ إذاً ما يجعل إجراءات محاربته مهمة شاقة على أي حكومة تطلع بها. رمزي المصري - العربية

    محمود الورواري: التقرير طرح أرقام مخيفة الحقيقة في مسألة الفساد في العراق، وربما أيضاً تقرير منظمة الشفافية العالمية يطرح المسألة بشكل مخيف. هذا الموضوع أطرحه على ضيفي الكريمين، معي من بغداد الشيخ صباح الساعدي رئيس هيئة النزاهة في البرلمان العراقي، ومن بغداد السيد طه درع عضو الائتلاف العراقي الموحد، لضيفي الكريمين التحية والتقدير أبدأ مع الشيخ صباح الساعدي. شيخ صباح أشياء مخيفة خلال الخمسة أعوام الماضية 250 مليار دولار راحت هباء، يعني ميزانية مخفية غير ميزانية الدولة وربما تكون أكثر، يعني تقرير منظمة الشفافية العالمية يقول العراق ثالث بلد ربما يأتي بعده الصومال وميانمار هو من أكثر بلاد في الشرق الأوسط فساد، نحن نسأل حقيقة المشكلة فين؟
    صباح الساعدي: بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليك وعلى ضيفيك الأستاذ طه، مشكلة الفساد في العراق هي مشكلة متجذرة، لا أعتقد أن العنوان الذي بدأتم به الحلقة مناسب. أعتقد أن التحدي يواجه الدولة العراقية وليس الحكومة العراقية، الدولة العراقية هي عبارة عن استحقاق أجيال بنت هذه الدولة على مر الأجيال وبنت مؤسساتها، والفساد الذي ينتشر ينتشر في مؤسسات الدولة بأجمعها وهذا حسب ما نعيشه الآن في العراق، أما الحكومة فهي استحقاق جيل وهذا الذي انتخبها، نعم هي الحكومة تباشر الأعمال التنفيذية والسياسة التنفيذية في البلد بحسب الدستور، وهي التي تقوم على صرف الموارد المالية والبناء التنموي والاقتصادي في العراق، بالتالي يعشش الفساد فيها بالتالي هي مسؤولة بقدر ما عن محاربة الفساد باعتبار أنه يعوق التنمية ويشكك ثقة ويخلخل ثقة المواطن فيها إذا لم تستطع محاربة الفساد في داخلها، المشكلة بعيداً عن أسبابها سواء كانت من النظام السابق وآثاره في تفكيك المنظومة الأخلاقية لدى المجتمع العراقي والتشجيع على الفساد ونهب المال العام المؤسسات الدولة، وبعيداً عن النظام السياسي الجديد بما يحمل في طياته من اصطفافات سياسية تؤدي إلى بلورة نوع فساد جديد وهو الفساد السياسي الذي يحتضن الفساد الإداري والمالي، فتجد أن هذه الكتلة وهذا الحزب يدافع عن وزيره وعن مسؤوله حتى وإن كان فاسداً، ولا يدفع به إلى منصة الاستجواب أو المحاسبة. وبعيداً عن ضعف الإجراءات القضائية نتيجة تخلخل النظام القضائي وما يحتاجه من إصلاحات حقيقية سواء على مستوى التشريع أو على مستوى القوة الفردية للقضاة والقوة الشخصية والذاتية للقضاة والمحققين، بعيداً عن كل هذا أقول أن التحدي الآن كبير أمام الدولة العراقية، وعلى كل الجهات يجب أن تتضافر وأن تترك ما يمكن اعتماده والقول بأنه هو السبب الرئيسي في الفساد بأنه موروث النظام السابق، نعم ورثنا فساداً من النظام السابق لكن المشكلة ليست فقط في النظام السابق، المشكلة الآن في النظام الحالي وما يجابهه وما يعشعش فيه من فساد.
    محمود الورواري: يعني النظام السابق انتهى وخلاص ومر عليه فترة كبيرة جداً، نحن نتحدث الآن في العصر الحالي. سيد طه يعني الدولة تكافح ولكن الفساد منتشر في عمق أجهزة الدولة، يعني الأمانة العامة لمجلس الوزراء هو المكان رقم واحد في الفساد، وزارة الدفاع هي المكان رقم اثنين، قطاع الكهرباء وزارة الداخلية يعني كيف لصاحب.. من يريد أن يحدث الأمن هو الذي يكسر هذه الأشياء، من الذي يقاوم الفساد إذا كان الذي يقاومه هو مبتلى به؟
    طه درع: نعم. بسم الله الرحمن الرحيم، في الحقيقة اليوم العراقيين يمرون بتحدي كبير جداً لا يقل خطورة عن تحدي الإرهاب هو الفساد الإداري والمالي المستشري في كل مؤسسات الحكومة العراقية، وهذا التحدي أنا بتقديري يتطلب وقفة جادة من كل العراقيين على مستوى البرلمان والحكومة والمجتمع، وتناغم الأدوار وتكاملها مع بعضها من أجل أن نضع حد لهذه الآفة الاجتماعية والاقتصادية والأخلاقية التي تهدد مستقبل البلاد والحياة السياسية الموجودة في العراق، أنا بتقديري يعني الوضع الأمني اللي كان متردي والجهود كلها كانت منصبة على استتباب الوضع الأمني ومحاربة الإرهاب، استنفذت جهود الجميع بهذا الاتجاه الحقيقة. اليوم إحنا بحاجة إلى أن نقف جميعاً، وأنا متأكد إذا استطعنا أن نتعامل مع قضية الفساد الإداري والمالي بموضوعية واستقلالية وتفعيل المؤسسات الحكومية التي أقرّها الدستور العراقي، وهي مفوضية النزاهة والمفتشين العامين الموجودين في الدوائر مع وقفة مسؤولة من قبل البرلمان العراقي والحكومة العراقية، سوف نستيطع أن نتجاوز هذا التحدي كما تجاوزنا تحدي الإرهاب.
    محمود الورواري: إذاً أنت تحيل الكرة الآن إلى ملعب الشيخ صباح الساعدي، شيخ صباح أنت قلت في حديثك السابق يجب أن يكون كذا ويجب أن يكون كذا، نحن في الخارج نقول يجب واحد غير مسؤول يقول يجب، ولكن أنت رئيس هيئة النزاهة في البرلمان العراقي إذا نسألك عن الدور الذي يجب أن تقوم به، ما هي أجندتك؟ ما هي خطتك؟ ما هي برامجكم في الهيئة لمكافحة هكذا فساد أم أنكم تقاومون من قبل البعض؟
    صباح الساعدي: لجنة النزاهة في مجلس النواب تقوم بالدور الرقابي والإشراف على المؤسسات الرقابية التي هي هيئة النزاهة والمفتشين العموميين وديوان الرقابة المالية، وتباشر بالرقابة على مؤسسات الدولة بعيداً عن الإجراءات القضائية والتحقيقية التي هي من مختصات القضاء ومن مختصات هيئة النزاهة والمفتش العام بالنسبة للتحقيق الإداري، لجنة النزاهة حاولت وتحاول إلى الوقت الحاضر الدفع بالمسؤولين إلى فهم حقيقة الاستجواب والمساءلة، والتعامل مع مبدأ المساءلة والاستجواب على أنه إعطاء ثقة للمسؤول عندما يأتي للبرلمان ويساءل عن إداراته وعن مؤسسته التي يديرها، والتي حاز على الثقة من قبل البرلمان لكي يكون مسؤولاً فيها وزيراً فيها، وبالتالي نجد أن هناك معوقات كثيرة تقف أمام لجنة النزاهة في مجلس النواب، من أهمها ما ذكرته عن الفساد السياسي ووقوف الكتل السياسية أو بعض الكتل السياسية وبعض الأحزاب الحاكمة أمام الرغبات العديدة لأعضاء مجلس النواب الشخصيين الذين يحاولون قدر الإمكان الدفع بالمسؤول إلى منصة المساءلة والاستجواب، الوزير عندما يأتي إلى مجلس النواب ويستجوب إذا كان واثقاً من نفسه وواثقاً من أدائه وواثقاً من نزاهته وواثقاً من برنامجه الوزاري، أعتقد أنه سوف يحوز ثقة الثانية بالإضافة إلى الثقة الأولى التي حازها عندما صوّت على الحكومة، أما إذا امتنع عن الحضور إلى مجلس النواب ولم يلبِ متطلبات الدستور العراقي وفق المادة 61 من الدستور، فأعتقد أنه يتجاوز على دولة القانون. اليوم نحن في العراق هناك دولة اسمها دولة السياسيين، حكومة اسمها حكومة السياسيين. بينما لدينا في الواقع شعارات تقول أن هناك دولة قانون وحكومة قانون ولهذا نجد ما ذكرتموه تفصيلاً حول حادثة وزارة التجارة، لو كان هناك أي جهة أخرى تقوم بضرب القوات الأمنية وتعترض على اعتقال مطلوبين بقضايا الفساد أو قضايا جنائية لقامت الدنيا ولم تقعد، ولكننا لم نسمع ولم نرَ مجلس الوزراء يتحرك بشأن هذه الحادثة، ولم نرَ ونسمع تصريحاً لرئيس الوزراء الأستاذ نوري المالكي الذي نعرف أنه يمر بظروف صعبة في الوقت الحاضر أمام هذا التحدي، نعم لا يكتفي يجب أن لا يكتفي السيد المالكي برفع الشعارات أمام الشعب العراقي، ويقول يجب أن نصول على الفساد كما صولنا الإرهاب أو المجاميع المسلحة أو الخارجين عن القانون، يجب أن تكون هناك وقفة واضحة من مجلس الوزراء تجاه وزرائه الفاشلين الفاسدين، أمامنا وزارة الكهرباء وهذا الصيف قد أتى وقد صرح المالكي قبل سنة كاملة أنه عند منتصف عام 2009 سوف يحصل المواطن على 15 ساعة متتالية من الطاقة الكهربائية في اليوم، وبقي عشرين يوماً فقط على وعد المالكي. هل سيفي المالكي للوطن وللشعب وللمواطنين والصيف اللاهب الذي جاء إلى العراقيين بهذه الحرارة وبهذا الغبار الكثير الذي ينتج مع ضعف الحزام الأخضر لمحافظة بغداد وما كانت تحيط به ليحط بها من حزام أخضر يمنع الأجواء المغبرة على العراقيين. أقول أن المالكي الآن أمام تحدي حقيقي إذا لم يثبت جدارته في محاربة الفساد، فإن حتى جهوده المباركة بالإضافة إلى السياسيين الذين تعاونوا معه من جميع الكتل السياسية في استتباب الوضع الأمني هذه الجهود سوف تذهب هباء منثورا.


    ما الإجراءات المتبعة لملاحقة المفسدين؟


    الدستور العراقي وضح آليات تفعيل مكافحة الفساد بشكل واضح ودقيق
    طه درع

    محمود الورواري: طيب أنا فهمت سيد طه من كلام الشيخ صباح يعني هو أحال الكرة تماماً في ملعب رئيس الوزراء السيد المالكي، وربما يعني بدل ما يجيب على مسألة وزارة الخارجية يجيبه على مسألة الأمانة العامة لمجلس الوزراء كما جاء في التقرير، سيد طه فهمت أن المسألة تتعلق كل الإجراءات بعيدة عن الإجراءات القضائية، يعني لا يوجد سلطة ضبط قضائي من صلاحية هيئة النزاهة أو من البرلمان للذين يمارسون الفساد، يعني ليس من حق أي شخص يقوم بضبطية أولئك الذين يمارسون الفساد، هم محميون من كتلهم السياسية ومن القانون العراقي، المشكلة كبيرة إذا جاز أن أوصفها هكذا. بالتالي ما هي الإجراءات التي يمكن أن تنادوا بها وأنت من عضو الائتلاف العراقي الموحد ربما أكبر تكتل سياسي في العراق؟

    طه درع: نعم الحقيقة كما ذكرت في البداية أنه أولاً أن لا نخرج هذه القضية من ساحة القضاء، إذا اتفقنا جميعاً على أن تنحصر مكافحة الفساد الإداري والمالي في ساحة القضاء العراقي والأطراف الأخرى تكون داعمة بشكل نزيه لتفعيل دور القضاء، وإبعادها عن الضغوطات السياسية وصراع المصالح، هذه واحدة من المستلزمات المهمة جداً طبعاً. القضية الأخرى هو أن نتجنب الإثارة وخلق حالة من الاستفزاز، وبالتالي رح نسمم الجو العام بنشر الفضائح بعيداً عن الطريقة الموضوعية الهادئة لمعالجة هذه القضايا.

    محمود الورواري: ما هي الطريقة الموضوعية الهادئة سيد طه؟ ما هي الطريقة الموضوعية الهادئة في معالجة فساد وصل إلى هذه الدرجة؟
    طه درع: نعم. أنا أعتقد اليوم الفساد منتشر في كل مؤسسات الحكومة، إشراك الإعلام بطريقة غير إيجابية من خلال نشر الفضائح وكيل الاتهامات كل طرف للطرف الآخر، رح تدخل هذه القضية في حلبة الصراع السياسي، وبالتالي سوف تفشل جهودنا كلها. إذاً عندما أقول تكون هناك طريقة موضوعية وهادئة أن المؤسسات اللي جعلها الدستور العراقي مختصة بهذا المجال وهي مفوضية النزاهة ودوائر المفتشين العام الموجودين في الوزارة، إضافة إلى تفعيل دور البرلمان الجانب الرقابي المهني الموضوعي وإصداره للتشريعات الكفيلة بالحد من الفساد الإداري والمالي التي تتطلبها هذه العملية، إضافة إلى التناغم الإيجابي بين أداء رئيس الوزراء وأداء البرلمان لأن مصلحة الطرفين أن يكون مكافحة للفساد الإداري والمالي، بعيداً عن الحسابات السياسية وبعيداً عن الصراعات السياسية، هذا الجو الموضوع الهادئ اللي أنا شوفه أما أنه القضية تدخل في حلبة..
    محمود الورواري: يعني المشكلة أن الجو الموضوعي كيف يتحقق؟ هذا هو السؤال. يعني نسأل سياسيين في الأول والآخر وبالتالي نريد حلول، شيخ صباح يعني أنا فهمت شيخ صباح الساعدي أن هيئة النزاهة ده وظيفة شرفية، لا هي تستطيع أن تقوم بضبطية قضائية وهي بعيدة عن القضاء، وبالتالي أنتم في البرلمان العراقي.. البرلمان هو مطبخ الدساتير والمشاريع القانونية، كيف يكون هناك حلول؟ كيف يمكن أن نحيل الأمر إلى القضاء أن يكون هناك قضاء ينفذ على السياسي وغير السياسي على الوزير وعلى الغفير؟

    صباح الساعدي: في الحقيقة الدستور العراقي وضح آليات تفعيل مكافحة الفساد بشكل واضح ودقيق، لعلي أختلف مع الأستاذ طه في بعض الفقرات التي ذكرها وأتفق معه بالبعض الآخر، ما ذكره حول تفعيل الدور الرقابي لمجلس النواب يجب أن لا تكون الشعارات السياسية حاجزاً عن تفعيل الدور الرقابي، لأنك عندما تريد أن تستجوب وزيراً معين بالتأكيد سوف تقوم الكتلة التي ينتمي إليها أو الحزب السياسي الذي ينتمي إليه بالدفاع عنه، وبالتالي لو قالت بأن هذا الاستجواب سياسي وأن هذا استهداف سياسي يجب أن لا يسمع لها، يجب أن يسمع للمستجوب الذي يقوم باستجواب المسؤول، إذا كانت أدلته صحيحة فلا أعتقد أن البرلمان حتى الحزب الذي ينتمي إليه الوزير سوف يقف مع فاسده الذي تولى هذه المسؤولية.
    محمود الورواري: طيب إذا كانت الأدلة صحيحة عفواً..
    صباح الساعدي: وإذا لم تكن الأدلة..
    محمود الورواري: ما هي سلطتكم؟ تفضل..
    صباح الساعدي: وإذا لم تكن الأدلة صحيحة عند ذلك يصوت البرلمان على إعطاء الثقة من جديد الوزير، وبالتالي يرجع الوزير مفتخراً بنتائجه بأدائه هذا بالنسبة إلى الجانب الأول الذي أسسه الدستور، الجانب الثاني هو الإجراءات القضائية، الإجراءات القضائية فيما يتعلق بما لم يرد فيه نص في الدستور باستجوابه برلمانياً، المادة 61 من الدستور أشارت إلى أن من كان وزيراً أو بدرجة وزير إنما يذهب إلى الاستجواب ومن دونه يذهب إلى الإجراءات القضائية المختصة، نحن الآن نحاول تفعيل الدور الرقابي في مجلس النواب، تفعيل الدور الرقابي في مجلس النواب لا يكون إلا على رؤساء الأجهزة التنفيذية، رؤساء الوزارات رؤساء المؤسسات الحكومية، إذا قمنا بإصلاح الرأس فأعتقد أن كل المفسدين الآخرين سوف يخشون، عندما يضرب البرلمان ضربته المهنية يضرب ضربته القوية للفاسدين الذين يترأسون المؤسسات، أعتقد أنه سوف يغني عن كثير من الصراعات التي قد تأتي لو تصارعنا على بعض المسؤولين الصغار وفتحنا ملفاتهم، الضربة الحقيقية هي الضربة لرؤوس الفساد في المؤسسات لرؤوس الوزراء، كما ذكرت لك نحن الآن أمام مواطن يعاني من كل المشاكل التي خلقها النظام السياسي الجديد..
    محمود الورواري: أعتذر لأن الوقت انتهى للأسف الشديد ونعرف أن هناك أسئلة كثيرة جداً، الموضوع كبير ربما نخصص له حلقات قادمة الحقيقة لأنه يستحق، يعني الشيخ صباح الساعدي رئيس هيئة النزاهة في البرلمان العراقي والأستاذ طه درع عضو الائتلاف العراقي الموحد شكراً جزيلاً لكما.
    شكراً جزيلاً لكم ونلتقيكم غداً إن شاء الله إلى اللقاء.

                  

06-03-2009, 08:42 PM

Nazar Yousif
<aNazar Yousif
تاريخ التسجيل: 05-07-2005
مجموع المشاركات: 12465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سجال بمصر بعد اختيار أوباما القاهرة لمخاطبة العالم الإسلامي (Re: Nazar Yousif)

    جيمس زغبي
    آمال كبيرة على خطاب أوباما في مصر
    عقب لقائه عددا من قادة الشرق الأوسط، يسافر الرئيس أوباما إلى مصر الأسبوع القادم حيث يلقي في الرابع من يونيو خطابا طال انتظاره موجها للعالم الإسلامي.
    ومع أن الخطاب موضوع تكهنات كبيرة، هناك عدة عناصر يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار من قبل الرئيس أوباما والذين ينتظرون خطابه.
    أولا، أن الآمال المتوقعة من الخطاب كبيرة، ولكن ذلك ليس بدون مبرر.
    كرئيس أمريكي، واجه أوباما أيضا تحديات خطيرة في خطابات هامة. ملاحظاته للكونجرس قبل اجتماع مشترك للكونجرس قدمت للرئيس الجديد فرصة لشرح خططه للرد على الأزمة الاقتصادية المتصاعدة. ومؤخرا، سافر أوباما إلى جامعة نوتردام، وهي الجامعة الكاثوليكية الرئيسية في الولايات المتحدة، للدعوة إلى تفهم أكبر في التعامل مع القضايا المثيرة للجدل مثل الإجهاض وأبحاث الخلايا الجذعية. وعندما استمر خصومه في ازدراء قراراته لمنع تقنيات الاستجواب المطورة وإغلاق معتقل غوانتانامو، واجه منتقديه بشكل مباشر في خطاب ألقاه من الأرشيف الوطني. استنادا إلى الدستور الأمريكي الأصلي وقانون الحقوق، وضح أوباما أن قراراته بوقف التعذيب والسجن لفترة غير محددة دون اللجوء للقضاء ترتكز إلى قلب القيم الأمريكية المستمدة من الدستور.
    مع هذه الخلفية، من المنطقي أن يفترض الكثيرون في جميع أنحاء العالم العربي أن أوباما قادم إلى القاهرة ليلقي خطابا كبيرا. فهو في النهاية يخطط ويتحدث عن هذا منذ أكثر من سنة، منذ أن أعلن خلال الحملة الانتخابية نيته بالسفر إلى الخارج لمخاطبة العالم الإسلامي مباشرة.
    وحيث إنه ذاهب إلى القاهرة، في قلب العالم العربي، من المنطقي أن تكون هناك أيضا آمال كبيرة بأن الرئيس الأمريكي سيتحدث عن لب الهموم العربية، الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، ولن يكون ذلك بشكل عابر. الإطار الإقليمي يتطلب أكثر من ذلك بكثير.
    هذا يقدم لمجموعة أخرى من العوامل التي يجب أخذها بعين الاعتبار.
    أوجد انتخاب أوباما آمالا لدى الكثير من العرب والمسلمين، ولكن ليس لدى الجميع. بين استطلاع للرأي أجرته مؤخرا مؤسسة زغبي إنترناشيونال في عدد من الدول العربية أنه في المغرب، لبنان، السعودية، والإمارات العربية المتحدة، ينظر إلى أوباما بشكل إيجابي، وهناك تقدير للخطوات المبكرة التي اتخذها لاستعادة صورة أمريكا وإعادة بناء علاقاتها. ولكن في مصر، الأردن، لا تزال هناك شكوك عميقة.
    لذلك، عندما يسافر الرئيس الأمريكي إلى مصر، من المهم ملاحظة أنه سيواجه شعبا لديه وجهة نظر سلبية قوية تجاه الولايات المتحدة ودورها في المنطقة، وهم غير مقتنعين أن هذا الرئيس أو أي رئيس أمريكي آخر يستطيع أو سيعمل على تغيير السياسة الأمريكية.
    لا يزال معظم المصريين ينظرون إلى الولايات المتحدة الأمريكية بشكل سلبي. يعطي ثلاثة أرباع المصريين تقييما سلبيا للشهور الثلاثة الأولى من ولاية أوباما، ونفس النسبة يقولون إنهم لا يصدقون أنه سيكون عادلا في التعامل مع الصراع العربي-الإسرائيلي، وهي القضية التي يقول 60% من المصريين إنها أهم تحد يواجه هذه المنطقة.
    كل هذا يشير إلى التلة شديدة الانحدار التي على أوباما أن يتسلقها في إطار محاولته إقناع الشعب المصري والعربي المتشكك بأنه ملتزم بتغيير الاتجاه عقب القيادة الأمريكية الفاشلة التي سبقت توليه مقاليد الأمور في المكتب البيضاوي. ومع أنه قد يواجه جمهورا أكثر قبولا في الإمارات العربية المتحدة أو في السعودية، فإن المواقف تجاه أمريكا في مصر هي المواقف الأصعب التي تواجه أوباما، وهنا اختار الرئيس الأمريكي أن يلقي خطابه. مصر هي حليفة الولايات المتحدة، ولديها حدود مشتركة مع إسرائيل ووقعت اتفاقية سلام معها.
    ومع كل هذا، فإنه تحديدا بسبب استمرار هذه المواقف السلبية القوية كان اختيار أوباما للذهاب إلى مصر الخيار الصحيح. في ذلك البلد على الرئيس الأمريكي أن يقنع العرب المشككين أن التغيير الذي وعد به حقيقي. وبسبب حجم مصر وأهمية دورها في المنطقة، إذا لم يستطع أوباما تسويق هذه الرسالة هناك فقد لا يكون لها التأثير المرغوب في أي مكان آخر.
    ما يتبين من هذه الاعتبارات هو حقيقة أنه رغم وجود تحديات محلية عديدة تواجه هذا الرئيس الجديد، فهو مصر على مواجهة قضية سياسة خارجية رئيسية وأن يفعل ذلك، كما فعل في نوتردام، بشكل مباشر وكبير. وقد اختار أن يفعل هذا في مكان قد يكون الحضور فيه هم الأصعب إقناعا وحيث إن التغيير الذي وعد به مطلوب بشكل كبير.
    لهذا فإن الآمال مرتفعة ولا يمكن تركها تخيب. هذا الخطاب أكثر من مجرد عبارات تقليدية (مثل إننا لسنا في حرب مع المسلمين) أو تـكرارا لرؤى فارغة. يجب أن يكون الخطاب أكبر من هذا، أكثر ترابطا وأكثر مغزى.

    http://www.alwatan.com.sa/news/writerdetail.asp?issueno...7&id=11819&Rname=107
                  

06-04-2009, 09:45 PM

Nazar Yousif
<aNazar Yousif
تاريخ التسجيل: 05-07-2005
مجموع المشاركات: 12465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سجال بمصر بعد اختيار أوباما القاهرة لمخاطبة العالم الإسلامي (Re: Nazar Yousif)

    كاميرا العربية رصدت
    حضور الامام الصادق المهدى .
                  

06-05-2009, 02:08 AM

amin siddig
<aamin siddig
تاريخ التسجيل: 07-21-2007
مجموع المشاركات: 1489

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سجال بمصر بعد اختيار أوباما القاهرة لمخاطبة العالم الإسلامي (Re: Nazar Yousif)

    Quote: كاميرا العربية رصدت
    حضور الامام الصادق المهدى .


    بما أن مسلمي السودان ضمن المعنيين بخطاب أوباما إلى المسلمين ، فأعتقد - لي قدام - في محافل مثل هذه أن يتم الحرص على أن يقدم السودانييون وجههم للعالم ... و ألا يترك ( البعض ) يتفسحون و يتشعبطون لإحتكار تمثيل السودانيين .. و أن تصل وجهات النظر الأخرى بأن هؤلاء ( البعض ) لا يمثلون كل السودان و لا كل مسلمي السودان و إن حاولوا فرض نفسهم

    علينا أن نقدم وجهنا للعالم .. و جهنا و ليس ( جزءاً ) آخر من جسمنا ا !
                  

06-05-2009, 07:14 AM

Nazar Yousif
<aNazar Yousif
تاريخ التسجيل: 05-07-2005
مجموع المشاركات: 12465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سجال بمصر بعد اختيار أوباما القاهرة لمخاطبة العالم الإسلامي (Re: amin siddig)

    الأخ أمين
    Quote: علينا أن نقدم وجهنا للعالم .. و جهنا و ليس ( جزءاً ) آخر من جسمنا ا !

    وهذا ما حدث حيث قدمت الدعوات لكل المدارس وهذا محمدة والبقية شاهدوا الخطاب
    عبر ششات التلفزيون بل حرصت الادارة الأمريكسة على بثه عبر اليو تيوب
    http://www.aawsat.com/details.asp?section=4&article=522075&issueno=11147
                  

06-05-2009, 05:20 PM

Nazar Yousif
<aNazar Yousif
تاريخ التسجيل: 05-07-2005
مجموع المشاركات: 12465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سجال بمصر بعد اختيار أوباما القاهرة لمخاطبة العالم الإسلامي (Re: Nazar Yousif)

    أخبار اليوم تنفرد بنشر النص الكامل لخطاب زعيم حزب الأمة للرئيس الأمريكي باراك أوباما

    المهدي: لا معنى للحديث عن تمدد النفوذ الإيراني مع مشروعية الإحتلال والعدوان الإسرائيلي

    القاهرة: جمال عنقرة

    بعث السيد الصادق المهدي زعيم حزب الأمة بخطاب للرئيس الأمريكي بارك أوباما بوصفه رئيساً للمنتدي العالمي للوسطية، بمناسبة زيارة أوباما اليوم الأربعاء للعاصمة المصرية القاهرة ليخاطل العالم الإسلامي من داخل جامعة القاهرة وبحشضور مجموعة من المفكريين والسياسيين وأساتذة الجامعات والعلماء المصريين. ووصف السيد المهدي منتدي الوسطية بضمير الأمة العربية والإسلامية. ولقد سلم السيد المهدي الخطاب للقائم بالأعمال الأمريكي في القاهرة، الذي أبدي ترحيباً كبيراً بخطاب زعيم حزب الأمة، وقام بارساله للرئيس الأمريكي قبل وصوله.

    نص خطاب السيد المهدي:

    فخامة الرئيس

    بمناسبة زيارتكم لجمهورية مصر العربية لمخاطبة العالم الإسلامي من خلالها، فإننا في المنتدى العالمي للوسطية نرحب بكم ويسرنا الاستماع إليكم من منطلق الحوار والتفاهم مبينين لفخامتكم أن السياسات الأمريكية السابقة باعدت بين أمتنا وبين بلادكم وهذا يفضي إلى غرس عداء مستحكم بين طرفين مهمين من أهل الأرض يقود العداء بينهم إلى تدمير هذا الكوكب مثلما تقود المودة بينهم إلى تعميره.

    في مراحل تاريخية مفصلية كانت فيها شعوبنا مغيبة لعبت الولايات المتحدة دوراًً بناءً في تطور الإنسانية: فبعد الحرب الأطلسية الأولى (1914- 1919م) كانت مبادئ ولسون نبراساً هادياً. وبعد الحرب الأطلسية الثانية (1939- 1945م) كانت مبادرات روزفلت بمشاركة الحلفاء أساساً للنظام الدولي الحالي.

    النظام الدولي الذي أعقب تلك الفترة تعثر بسبب ما اعتراه من حرب باردة (1948- 1991م) بعد الحرب الباردة كان ينبغي مراجعة النظام الدولي، وذلك لأنه نظام قد جرى تكوينه في غيبة دول المحور، وفي غيبة الدول الإسلامية، والعربية، والأفريقية، واللاتينية. لذلك صارت الحاجة ماسة لتلك المراجعة الشاملة.

    ولكن صحبت نهاية الحرب الباردة تطورات في الولايات المتحدة جعلت الدور الأمريكي بعيداً عن القيادة الملهمة متطلعاً للهيمنة والإملاء توجهه طموحات الأجندة نحو قرن أمريكي جديد. أجندة تبناها المحافظون الجدد أو اليمينيون الراديكاليون الذين وجدوا في الرئيس بوش الابن قائداً مناسباً لطرحهم غير المنطقي.

    هؤلاء اعتبروا الانتصار في الحرب الباردة نصراً أمريكياً يبيح للولايات المتحدة فرض شروط السلام بعد الحرب الباردة كما يفعل المنتصر تقليدياً بعد الحروب، فجعلوها شروط هيمنة ساعدهم على إمضائها حوادث 11/9/ 2001م في نيويورك وواشنطن المؤسفة فاتخذوا منها مبرراً أخلاقياً لفرض إرادة أمريكية أحادية استباقية على العالم وجعلوها فزاعة جذبت إليهم تأييدا عريضاً.

    مضى اليمينيون الراديكاليون هؤلاء في فرض الهيمنة دون التفات لتكاليفها الباهظة. كانت تكاليف المغامرات العسكرية هائلة. وصحب ما أوجبته من ديون كبيرة وعجز غير مسبوق في ميزانية الدولة انفلات في ممارسات السوق الحر الذي أوجبت عقيدتهم الاقتصادية أن يتركوه دون أية ضوابط فشهدت الممارسات المالية والائتمانية والمضاربات عربدة غير مسبوقة فتراكمت العوامل التي أدت إلى حالة الكساد المالي ثم الاقتصادي الذي ضرب العالم انطلاقاً من أمريكا منذ سبتمبر 2008م. أي أنه لدى نهاية عهد الرئيس بوش صار النظام الدولي، والنظام الاقتصادي، كلاهما في حالة انهيار يوجب البحث عن نظام دولي واقتصادي جديد مثلما كان الحال بعد الحرب الأطلسية الثانية في 1945م.

    لقد تواقت انتخابكم في 2008م مع الحاجة للإصلاح المطلوب. انتخاب توافرت فيه شروط كثيرة جعلته يجسد تطلع الشعب الأمريكي نفسه وشعوب العالم لآفاق جديدة.

    لا يشك أنك وزملاءك قد فكرتم في هذا كله وخططتم له ولكن انتخابكم يمثل تطلع كثيرين في العالم لذلك أقدمنا لبسط رؤانا للتجديد المطلوب دون أية مداهنات دبلوماسية فالويل للعالم إذا ضاعت هذه الفرصة للتخلص من أوجاع العالم وانتشاله من المستنقع المقيت.

    المطلوب بإلحاح مراجعة نظام الأمم المتحدة الحالي كله، والنظم المتخصصة الملحقة به، لجعله أكثر إحاطة وأكثر مشاركة ومساءلة وشفافية وعدالة إنسانية.

    ومراجعة مؤسسات الإدارة الاقتصادية العالمية كالبنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، واتفاقية التجارة العالمية لجعلها أكثر تجاوبا مع مطالب التنمية والعدالة الاجتماعية.

    هذا الإصلاح ينبغي أن تضع لجنة فنية مشروعاً شاملاً به ثم تجرى حوله مشاورات واسعة للاتفاق على نسخة جديدة من اتفاقيات يالطا وبرتن ودز. نسخة جديدة تخاطب كافة المستجدات التي طرأت على العالم في الستين عاماً الماضية.

    من ناحيتنا نحن نرتب لحلقات دراسية تحدد تفاصيل الإصلاح المطلوب للنظام الدولي الحالي. للمشاركة في المشاورات الواسعة المرجوة.

    ولكن هنالك أزمات عالمية ونقاط تماس يغذي استمرارها الاضطرابات الدولية ولا بد من التحرك السريع لاحتوائها لكيلا تلتهب فتحرق الأخضر واليابس. ويهمنا هنا أن نذكر بعضها في مجال العوالم الإسلامية، والعربية، والأفريقية.


    العالم الإسلامي

    لقد تركزت العلاقة بين الإسلام والغرب مؤخراً على قضية "الإرهاب" قضية بلغت قمتها في 11/9/2001م.

    نعم أقدم مسلمون على هذه الأنشطة. ولكن كل حركات العنف السياسي المنسوبة للإسلام هذه مرتبطة بأسباب دولية:

    · فالعمل السياسي الجهادي في أفغانستان بدأ بتحالف أصحابه مع قوى غربية ضد الاحتلال السوفيتي لأفغانستان.

    · وحركة طالبان تمددت بتشجيع من جهات حليفة للغرب لملء فراغ السلطة بعد جلاء القوات السوفيتية.

    · وحركة حزب الله تكونت في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي للبنان. وحركة حماس تكونت في وجه العدوان الإسرائيلي.

    · وتنظيم القاعدة نفسه ولد في رحم التحالف المشترك ضد الاحتلال السوفيتي في أفغانستان.

    صحيح دولة طالبان جلبت لنفسها الحرب لأنها استضافت القاعدة التي شنت حرباً على الولايات المتحدة بعد أن كانت حليفتها.

    ولكن بناء الدولة في أفغانستان بعد سقوط دولة طالبان اتخذ سبيلاً معيباً واعتمد على القوات الأجنبية التي أدارت النزاع بصورة غير إنسانية فقصفت أهدافاً مدنية فألبت قواعد شعبية وقبلية ضد النظام الجديد.

    الحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أن الأوضاع في أفغانستان حولت حركة طالبان من موقفها المعزول إلى حركة تحرير وطني تحظى بدعم شعبي وقبلي واسع.

    أننا نرى أنه لا جدوى في محاولة هزيمة هذه الحركة عسكرياً والخيار الوحيد المتاح هو:

    - جلاء القوات الأجنبية وترك شعب أفغانستان ليقرر مصيره بنفسه دون وصاية.

    إن الموقف في باكستان يسرع الخطى لاستنساخ سيناريو أفغانستان. ذلك أن تحالف حكومة مشرف مع القوات الأجنبية أفقدها شرعيتها. ثم حكومة زرداري التي قامت على آلية انتخابية ولكنها أضعفت شرعيتها بإجراءات غير حكيمة منها:

    - استئناف دور مشرف في التحالف مع قوات أجنبية ضد حركات وطنية.

    المطلوب في باكستان أن تعمل القوى الوطنية على وفاق شامل يحقق التراضي بين كافة الأطراف.

    ولكن هذا الوفاق الباكستاني لا يمكن تحقيقه ما لم تحسم مسألة كشمير وفق قرار الشرعية الدولية.

    مع ما تحقق من حركات شعبية واسعة لا تستطيع أية حكومة ديمقراطية في باكستان أن تستقر ما لم تكن بعيدة من الوصاية الأجنبية وقادرة على حل مشكلة كشمير. فإن عجزت فإنها تفتح الطريق لحكم عسكري يعيد الدوامة من جديد.

    العداء الأمريكي لأمريكا في إيران يعود مباشرة لتوظيف نظام الشاه شرطياً لمصالح غربية في الخليج، ومنذ قيام الثورة الإسلامية في إيران تراكمت أسباب العداء بين إيران والولايات المتحدة.

    إن كل السياسات الأمريكية في المنطقة لا سيما غزو العراق عززت موقف إيران في المنطقة.

    لا معنى للحديث عن تمدد النفوذ الإيراني ما دام لإسرائيل دور ممتد ويشرع للاحتلال والعدوان.

    أما الملف النووي فالحقيقة فيه أن إيران موقعة على اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية ومستعدة للالتزام بالاستخدام المدني للتكنولوجيا النووية. إن ما تخشاه إيران هو قيام أمن منطقة الخليج على عزلها فدخولها في منظومة أمن المنطقة مطلب مشروع. وحرصها على امتلاك التكنولوجيا النووية كذلك مطلب مشروع.

    والمدهش حقاً هو السماح لإسرائيل الانفراد بالتسلح النووي وبالتالي الابتزاز النووي لدول المنطقة وتوقع أن يستكين الآخرون. إنها استكانة مستحيلة ومؤقتة ولا يمكن منع سباق التسلح النووي في المنطقة إلا بجعل المنطقة خالية من السلاح النووي.

    سياسات الإدارة الأمريكية السابقة نحو العالم الإسلامي خلقت انطباعات سلبية في الجانبين فمن الجانب الغربي انطلقت عبارات الإسلاموفوبيا، والفاشية الإسلامية، ومن الجانب الإسلامي أحاطت الشيطنة بأمريكا فقام جدار نفسي وثقافي هائل أعطى مراكز الهيمنة في الغرب وإسرائيل ذخيرة سياساتهم القمعية، كما أعطى تيارات الغلو في العالم الإسلامي مادة سخية لتجنيد الراغبين في قتال أمريكا وحلفائها وتوسيع مسرح نشاطهم بصورة غير مسبوقة بحيث يمكن القول إنهم أكثر المنتفعين بهذا الجدار الظلامي.

    إن نبرة أحاديثكم لا سيما كما جاءت في تركيا نبرة إيجابية بعد أحاديث سلفكم المتغطرسة ولكن الموضوع يحتاج لتحرك سريع يقوم على رؤية واضحة تفتح صفحة جديدة من الاعتراف باستقلال الدول الإسلامية واتخاذها طرحاً في علاقات سلام وتعاون وعدالة.


    العالم العربي

    العلاقة المتوترة بين الولايات المتحدة والعالم العربي هي ثمن الإقدام على غرس شعب وافد في أرض شعب مقيم دون رضاه ورغم أنف شعوب مجاورة يشتركون مع الشعب المقيم في الهوية القومية والهوية الدينية.

    ينبغي الاعتراف الآن بأن هذا الغرس يمثل خطأً قانونياً وخطيئة أخلاقية.

    الأطروحة الصهيونية تقوم على الأساس الآتي:

    - أن اليهود ديانة وقومية مضطهدة في العالم كله.

    - جمعهم في دولة واحدة هو التحصين ضد هذا الظلم.

    - أن أرض فلسطين هي الأرض التي وهبها لهم الرب وهي أرض خالية أو يمكن التعامل معها باعتبارها كذلك.

    - إن ميزان القوى الدولية في بريطانيا أولاً ثم في أمريكا داعم لهذا البرنامج.

    - إن الدول العربية المحيطة بفلسطين نفسها تحت وصاية أجنبية فهي بلا إرادة مستقلة.

    هذه الرؤية صدقت وتحققت إلى حد كبير أثناء الستين سنة الماضية لكن:

    - منذ الحرب الأطلسية الثانية تحول اليهود من الاضطهاد إلى طفل مدلل في مناطق كثيرة لا سيما في أمريكا فصارت إقامتهم فيها جاذبة، لذلك فإن أغلبية يهود العالم لن تعود لإسرائيل.

    - المنطقة العربية شهدت حركات حيوية باسم القومية، والاشتراكية، ثم باسم الإسلام. ومهما أمكن إلزام الدول العربية بحكم الأمر الواقع والمصالح الذاتية، فإن صحوة شعبية واسعة أدت إلى نهضة حركات غير حكومية أقدمت على مقاومة لم تستطع القدرات الإسرائيلية إخمادها.

    - عهد الرئيس الأمريكي السابق بوش اختبر فاعلية الإملاء العسكري اختباراً أكد فشله في العراق، وفي أفغانستان، وفي الصومال وغيرها.

    الترسانة الأمريكية العسكرية فاعلة في ظروف المواجهة المتكافئة ولكنها لا تصلح في احتواء مقاومة غير نظامية، وثبت أن الإرادة الأجنبية فاشلة تماماً في بناء الدولة بعد الإطاحة بقواتها المسلحة كما هو الحال في أفغانستان والعراق.

    نتيجة لهذه الإخفاقات تدهور موقف أمريكا الاستراتيجي ولأسباب ذكرناها كذلك تدهور الموقف الأمريكي الاقتصادي. لذلك لم يعد أمام أمريكا من خيار غير السياسة، والدبلوماسية، وسائر وسائل القوة الناعمة.

    لدى الإقدام على هذا النهج فلا بد أن تضع أمريكا في حسبانها أن الانحياز المطلق لإسرائيل كلفها تكاليف باهظة، ودمر نفوذها بسبب العداء الواسع لها. وفي هذا الصدد لا يمكن أن تكون مصالح أمريكا أكثرها مع العرب ومواقفها أغلبها مع أطماع إسرائيل.

    - إن الأساس البنيوي للمشروع الصهيوني لإقامة دولة يهودية تجمع شتات يهود العالم قد تبخر. والموقف الأخلاقي الزائف الذي أحاطت إسرائيل به نفسها كدولة صغيرة تدافع عن نفسها تراجع ليحل محله صورة إسرائيل الجلاد الذي يبطش بالمدنيين والأطفال والنساء.

    هولوكوست لبنان وغزة وما سبقهما حل في الواقع محل هولوكوست هتلر. والناخب الإسرائيلي في مارس 2009م انتخب رتلاً من الصقور والكواسر الذين لا يعرفون وعداً بل يمطرون الوعيد.

    - لا أحد يتوقع من أمريكا أن تتخلى عن إسرائيل وبقائها وأمنها. ولكن ينبغي التخلي عن فتوحات إسرائيل وإعلان موقف واضح إلى جانب الحق والعدل.

    كل مشروعات عملية السلام عقيمة ولا أحد يرجو فائدة من الحديث عنها. المهم أن تتخذ أمريكا مواقف محددة خلاصتها:

    - تأييد تطبيق كافة القرارات الدولية بشأن فلسطين دون قيد أو شرط.

    - إدانة كافة سياسات إسرائيل العدوانية التوسعية.

    - مطالبة إسرائيل بتصفية المستوطنات وبإزالة الجدار العنصري العازل.

    - عدم السماح لأي دعم أمريكي لإسرائيل أن يصرف في وجوه غير قانونية.

    لقد استمرأت إسرائيل فرض وجودها لا كدولة مدنية خاضعة للقانون الدولي، بل كتجسيد للأيديولوجية الصهيونية ذات النظرة التوسعية التي لا تعبأ بمصالح وحقوق سكان البلاد الأصليين، ولا مصالح دول الجوار، وتواصل إملاءها مستندة للتفوق العسكري، والابتزاز النووي، والدعم الأمريكي الذي تؤمن استمراره مجموعة أمريكية عقدت العزم على فرض سياسات إسرائيل على سياسة أمريكا دون اعتبار لمصالح أمريكا القومية.

    هذا الموقف الغريب لا يمكن استمراره، لا بد أن يثير ردة فعل مضادة في أمريكا ولكن الأهم أنه سوف يثير ردة فعل في المنطقة بحجمه وعمقه وفي الاتجاه المضاد مما يرشح المنطقة لحروب مستمرة تشعل يوماً حرباً عالمية.

    العراق: لا يجادل عاقل في فساد وطغيان النظام الذي كان يحكم العراق حتى 2003م ولكن إطاحته بفعل غزو أجنبي جلبت مساوئ من نوع آخر.

    صحيح أن في العراق الآن آليات ديمقراطية، ولكن فيه كذلك انقسامات طائفية وإثنية عميقة فتحت الباب لتمزيق البلاد وشدت إلى داخلها عوامل نفوذ أجنبي كثيرة وخطيرة بل وتحاول استخدام الساحة العراقية لتصفية حساباتها.

    السبيل الوحيد لإعادة تأهيل العراق هو إقامة منبر جامع يضم القوى التي انخرطت في العملية السياسية وتلك التي بقيت خارجها للاتفاق على الإبقاء على إيجابيات ما تحقق والاتفاق على مصير حكم البلاد بصورة تعطي كل ذي حق حقه في توازن. والاتفاق كذلك على صيغة مرنة ومعتدلة للمساءلة عن تجاوزات الماضي منذ فرض الدكتاتورية في 1963م حتى يومنا هذا.

    هذا الوفاق الوطني الشامل ينبغي أن يحظى بمباركة كافة جيران العراق ليلتزم الجميع باتفاقية أمن إقليمي يحافظ على سيادة ووحدة دول المنطقة وعدم التدخل في شؤون بعضها الداخلية. اتفاقية تنال اعترافاً دولياً.

    هذا التأهيل للعراق ينبغي أن يصحبه جلاء القوات الأجنبية من العراق واعتذار أمريكي عما لحق بالبلاد من خسائر بشرية ومادية نتيجة حملة عسكرية معتمدة على مبررات زائفة.

    إن الدور الأمريكي بوسائل القوة الناعمة هذه مهم جداً لمساعدة العراقيين للخروج من المستنقع الذي تردوا فيه.

    النفط: كان النفط والغاز ولا زالا يمثلان عنصراً مهماً في سياسة الولايات المتحدة في العالم العربي. وساهم الحرص على مصالح أمريكا النفطية في بناء علاقة خاصة بين الولايات المتحدة وإسرائيل وكذلك بينها وبين بعض النظم العربية مما وضع الولايات المتحدة هدفاً لحركات التحرير.

    النفط مصلحة مشتركة للمنتجين والمستهلكين وتنظيم شئونه كسلعة مهمة بين الطرفين ممكن على ألا يكون جزءً من معادلة هيمنة أمريكية على المنطقة.

    ونظم الحكم في المنطقة ينبغي أن تكون شأن داخلي لسكانها يتخذون ما يشاءون باختيارهم من نظم ويشرعون أوضاعهم بالصورة التي توفق بين مثلهم ومصالحهم وهم الذين يقررون بين التأصيل والتحديث في حركتهم السياسية.

    الديمقراطية: صحيح أن العالم كله يتجه للالتزام بنظام عالمي يكفل حقوق الإنسان.

    وصحيح أن هناك حاجة للتنمية البشرية في كل العالم لا سيما العالم العربي. تنمية بشرية يكون الحكم الراشد أحد أعمدتها.

    وينتظر من أمريكا أن تحرص على انحيازها لحقوق الإنسان وللنظام الديمقراطي ولكن الطريقة التي اتبعتها إدارة الرئيس بوش في هذا الأمر أضرت بقضية الديمقراطية للأسباب الآتية:

    - أظهرت كأن المطلب الديمقراطي خيار منافس في الأولوية لحل أزمات المنطقة القومية مثل قضية فلسطين.

    - بدا نفاق الموقف الأمريكي من الديمقراطية عندما رفضت قبول نتائجها عندما جاءت لصالح قوى سياسية ترفضها أمريكا.

    - واتسمت الممارسات الأمريكية في مجالات مختلفة بالتعدي على حقوق الإنسان فأطاحت بمصداقيتها.

    - وظهر عدم جدية الموقف الأمريكي من الديمقراطية لأنها حرصت على بحث ملفات التحول الديمقراطي مع جهات ليست حريصة عليه.

    إن مطالب حقوق الإنسان والتحول الديمقراطي مطالب وطنية داخلية وينبغي أن تتحرك فيها قوى سياسية ومدنية ذاتية وسوف يتقدم مشروع الإصلاح السياسي تجاذباً بين ولاة الأمر وحركات التطلع. وينبغي أن يكون الموقف الأمريكي محصوراً في:

    - إعلان القيم والمبادئ المفضلة لديها.

    - تأكيد أن الدعم الأمريكي لأية دولة سوف يقترن بسجل حقوق الإنسان والحريات.

    - ترك الخيار للبلدان أن تقرر ما تفعل؟

    المشهد العربي اليوم منقسم انقسامات حادة ما بين حكومات ومطالب شعبية، وما بين سنة وشيعة، وما بين موالاة وممانعة.

    من مصلحة كافة المواطنين من حكام وشعوب البحث عن معادلات وفاقية في هذه الملفات. معادلات تحقق الوحدة الوطنية، التنمية، الأمن القومي، الإصلاح السياسي.

    ولكن إدارة الرئيس بوش إتباعاً للسياسة الإسرائيلية حرصت على استغلال بعض هذه التناقضات لخدمة أجندتها، هذا نهج خاطئ وسوف يزيد من عدم الاستقرار في المنطقة بالإضافة إلى أنه في ميزان التيارات الحالي سوف يضر الجهة التي تقف الهيمنة الدولية إلى جانبها.

    الانحياز المطلق لإسرائيل، والحرص على استخدام النفط كسلعة إستراتيجية للهيمنة الدولية بل والربط بينها في السياسة الأمريكية نحو الشرق الأوسط جعلا هذه السياسة الأبعد عن الموضوعية والأكثر حاجة للتغيير والإصلاح. وستكون هي المقياس لمدى صدقية وجدية شعار التغيير الأمريكي.

    أفريقيا

    مشاكل أفريقيا الأساسية الآن مشاكل داخلية تواجه قواها السياسية بضرورة التصدي لتحديات بناء الدولة الوطنية، وإنهاء الحروب الأهلية البينية، وإقامة الحكم الراشد، وتحقيق التنمية، وكفالة الأمن القومي، والتعاون الإقليمي عبر الحدود القطرية، ومواجهة الأوبئة الفتاكة.

    مجرد انتخابكم رئيساً للولايات المتحدة كان له فعل السحر في إحساس الإنسان الأفريقي بالفخر وفي خلق مناخ أكثر إيجابية نحو أمريكا في أفريقيا.

    انطلقت في أفريقيا تطلعات كبيرة نحو ما يمكن لأمريكا أن تحققه لصالح أفريقيا بقيادة أوباما. أذكر المجالات الآتية:

    أ‌. التنمية: معدلات التنمية في أفريقيا الآن متدنية وسوف تكون سالبة نتيجة للكساد الاقتصادي العالمي. الكساد الذي صنعه الأغنياء ويدفع الفقراء بعض تكاليفه إن أفريقيا تتطلع لانحياز دولي لتنميتها في شكل شراكة إستراتيجية للبناء التحتي وللاستثمار في كل مجالات الحياة والخدمات الاجتماعية ولمواجهة مشاكل الاحتباس الحراري.

    لقد أظهرت ظروف ما بعد الحرب الأطلسية الثانية ثم ظروف الكساد الاقتصادي الراهن إمكانية ضخ أموال ضخمة لأهداف مختارة إذا توافرت الإرادة السياسية المطلوب بإلحاح مراجعة مؤسسات الإدارة الاقتصادية العالمية لدعم التحولات التنموية في أفريقيا.

    ب‌. التجارة: النظام التجاري العالمي يدعي التمسك بمبادئ الحرية. ولكن الدعم الكبير للقطاعات الزراعية في الدول الغنية يضر بأسواق منتجات البلدان الفقيرة. المطلوب فتح الأسواق العالمية لهذه المنتجات.

    ت‌. الدين الخارجي: تعاني كثير من الدول الأفريقية من الدين الخارجي. وفي إطار الإجراءات المالية الضخمة المتخذة للخروج من الأزمة المالية ينبغي أن يدخل بند لتوفير نسبة في المائة من أموال النجدة وأموال الإنعاش للبلدان التي يقل دخل الفرد فيها عن ألفين دولار في السنة اعترافا بأن الأزمة هي من أخطاء سياسات البلدان الغنية وتدفع البلدان الفقيرة ثمناً غالياً نتيجة لها.

    ث‌. البيئة: الاحتباس الحراري من إفرازات الدول الغنية وما يحدث من تشويش للبيئة يضر البلدان الفقيرة أكثر من غيرها. المطلوب في هذا الصدد أن تدفع البلدان الغنية تعويضاً للفقيرة لمواجهة سلبيات الاحتباس الحراري – مثلا- بالتوسع في الغطاء الغابي والنباتي والتوسع في استخدام الطاقة الشمسية للأغراض المنزلية هذه الامتيازات ينبغي أن تربط بإصلاحات سياسية/ اقتصادية في البلدان المنتفعة تحقق حداً معلوماً من السلام، والتسامح، وحقوق الإنسان، والحكم الراشد، والاستقرار. وإتباع سياسات اقتصاد كلي صحيحة وعادلة. على أن يكون هذا البرنامج نتيجة شراكة إستراتيجية تتفق عليها كافة الأطراف وتحظى بتأييد أمريكي.

    هذه الصفقة تمثل صفقة القرن الواحد والعشرين.

    ج‌. هنالك مشاكل إنسانية كبيرة في أفريقيا أهمها انتشار الأوبئة مثل الايدز والملاريا..الخ وتوجد فجوات غذائية ومجاعات. هذان الملفان الصحي والغذائي ينبغي أن يدخلا في إستراتيجية شاملة ضمن مبادئ تحصين الإجراءات المتعلقة بهما من أي استغلال سياسي من ناحية المانحين والمنتفعين.

    ينبغي تبني إستراتيجية موحدة للعون الإنساني واتخاذها عهداً دولياً لا يجوز لدولة مخالفته وإلا تعرضت لمساءلة.

    انتخاب الرئيس أوباما خلق في أفريقيا تطلعات لدور أمريكي بلا حدود. تطلعات إشباعها مستحيل ولكنها فرصة تاريخية نادرة للمصالحة الإثنية العالمية. مصالحة تعزز الإخاء الإنساني للعالم كله كما تصب في مصلحة الولايات المتحدة بصفتها تجسيد مصغر لكل القارات بما صار فيها من طيف سكاني يحتضن التنوع العالمي.

    الأخ الرئيس باراك أوباما.

    لقد أطلقت شعاراً ملهماً يتطلع للتغيير في الولايات المتحدة نحو حياة أفضل وأعدل.

    إن العالم كله يتطلع للخروج من واقع مأزوم لحياة أعدل وأفضل.

    نعم تعاني شعوبنا من أخطاء ومظالم داخلية تواجه قواها السياسية بتحديات كبيرة.

    ولكن الولايات المتحدة شاركت في كثير من السلبيات التي نعاني منها ويعاني منها العالم.

    لذلك نحن نراهن على شعار التغيير ونأمل أن تحقق برامجه.

    وأول خطوة نحو التغيير المطلوب تبدأ بالاستماع لأصحاب المصلحة الحقيقية فيه فالقيادة نهج رشيد والإملاء نهج بغيض.



    هذا الخطاب الذي سلمه الإمام الصادق المهدي رئيس المنتدى العالمي للوسطية لسعادة سفير أمريكا بالقاهرة لتسليمه للرئيس الأمريكي باراك أوباما.

    ولقد وقع على الخطاب أعضاء
    المنتدى العالمي للوسطية وعدد من المفكرين والديمقراطيين واللبراليين والاشتراكين وشخصيات عربية وأفريقية وعالمية وإسلامية وسودانية.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de