|
Re: مكتبةعمر كانديك بالشكابة علم الدين ...أعلان هام (Re: عبدالمجيد صالح)
|
عُمر كانديك، استعجلت الرحيل
بعد ظهر السبت 14 أبريل 2007 سار الناعي برحيل الأستاذ عمر صدِّيق كانديك، مسئول البناء و التنظيم بحركة القوى الجديدة الديموقراطية (حق)، توخّاه الموتُ متعلِّلا بحادث حركة مشئوم على طريق الخرطوم ود مدني و هو في طريقه لتأدية واجب العزاء لأسرة صديقه و زميل دراسته الطيّب الحلاويين الذي فارقنا بدوره صباح ذات اليوم، عليهما الرحمة.
رأينا الفتى تتنسّمه أشواق الحركة الطلابية بجامعة الخرطوم على أيّام تجربة لجان السكن، التي بلغت أوجها ذيول العام 2000 و مطلع العام 2001، فعُمر شاب لا انفصام فيه، رشّحه صدقه النادر، و إخلاصه الأكيد ليقود تلك اللجنة النضيرة، فكان خطيبها ذلق اللسان دون ذرابة، وسيم المحيّا، عفيف اليد، أعطته اللجان جانبها فساسَها بلا تخبّط. و شخص عمر كانديك كان سببا مباشراً في لجم تلكم المناوشات التي أثارها التنافس السياسي مطلع أمر اللجنة الواعدة، فعُمّال السياسة اليوميّة من كل حزب كانوا يحسِبون الشرف في توليتهم مقاليد أمر اللجنة المخصّبة بعدالة مطلبها و مدافعة طلّابها، فكان ترشيح كانديك حجّة على الجميع لا مندوحة بعدها للمحاصصة العصبيّة، لما اتفق في صفاته من النقاء و الاستقامة و سعة الأفق، و لولاه ما كان لتلك الجهود أن تكلّل بحب الطلاب و تكاتفهم، من ساكني الداخليات و من خارجها، و مرّت على الجامعة أسابيع، كان الآلاف من أبناء تلك المؤسّسة وقتها يدينون إلى حلقته، يأتمرون بأمره، يقدِّمونه لمفاوضة الإدارة و سلالاتها، و يثقون بحسن إبالته كرّا أو تحرّفا، حتى تقاطرت مبرّدات الماء على داخليات البراكس، و على أسرّة داخليات الوسط اضطجعت المراتب، فارتوت القلوب بذكره و من معه طلابا و طالبات. و لا أجوز ما أظنّه الحق، إذ أقول إنّ تلك التجربة الكبيرة، في قيادة آلاف الطلّاب من مشارب شتّى ، قد كانت لبنة أساس في تخليق كانديك القيادي الحصيف الواعد، و مدخل صدقه لعالم السياسة التي احتبله الموت قبل تمام استفادتها من حكمته الرازّة.
ثم كان نبأ انتخابه لقيادة حركة حق و تقلّده السكرتارية الثقافية في مؤتمرها الأخير، بشارة و فأل، لا لحركة حق وحدها، لأن عمر كان إحدى الصوى اللامعة في خارطة مستقبل خيّر و نظيف يأمله اليسار الديموقراطي بالبلاد، بعد أن تقافزت على سفنه الهوام، فانصاعت لعمر دفّة العمل معاندا موج الشحّ و معاكسات السلطان، كتَب و حاضر، و استقرّ بسعيه منتدى حركة حق، و هذا مما يراه ألقاصي، أما سيرته بين زملائه فبأحسن المقال، هكذا تشي ثقتهم فيه، و هذا طَرحُ ترحهم به و شجاهم عليه. سمعتُهم غير مرّة، يصفون الواجب التنظيمي فرض كفاية، إذا قام به كانديك، انصرفوا عنه في شغل مطمئنون.
التقيت عمر كانديك العام الماضي و مرّة أخرى هذا العام، بعد أن كان آخر عهدي به أيام الجامعة، كان هو هو، ما ربى لحمه من دعة العيش و لا انطلى على هندامه حبر الموضة، كان مطابقا لسجلّات الذاكرة، كأنما لتوّه عائد من مخاطبة أو في طريقه إلى مسيرة، وجبات طعامه متباعدة جاحدة و ثقافته جمّة متقنة، متفرِّغا بغير أجر –سوى المحبّة- لأنشطة حركة حق و راعياً كدأبه مصالح أهله البسطاء، الذين كان تعليمه و معرفته، كأنما قد تم بمعاولهم و محاريثهم، فما انبت إلّا ما يحصدون.
و إذ يكفلها الحزن، فقد فقدت حركة "حق" بوفاة عمر كانديك قائدها في المستقبل، كما كانت فقدت في رحيل الخاتم عدلان قائدها فيما مضى، و قد فقد اليسار الديموقراطي في فاجعة موته، أحد ركائز وحدته التي كثر النشوق إليها، فعندما يتوزّع الانقياء الشرفاء من طينة كانديك بين مختلف قواه، فإن ذلك للتفاؤل أدعى، و للأمل بيسر التفاهم ملاذ، و ما من مصلحة الحركة السياسية عامتها في شيء أن تحتكر فئة منها أفاضل الناس، كي لا يستولد ذلك نازيّة سياسية أو وصاية عمياء، فيالمُصاب ما تطلّعنا إليه.
و مهما يكن من جليّ دماثته و طموح بحر صدقه على شواطئ العيان، إلّا إنني لست من يحدِّث عما هو أكثر شخصيّة في حياة الفقيد، بل لا يصح لي، إلّا أن أبعث مواساتي لأسرته و أصدقائه و محبّيه، عرفت منهم في "حق" شذى بلّة و أحمد شاكر و هالة عبد الحليم و بهاء بكري و أمجد إبراهيم و الأستاذ محمّد سليمان، و رفقائه في رحلته الأخيرة، مرتضى الدابي و هيثم الباوقة و "سينيري" أحمد علي خفف الله عليهم الآلام، و ثلّته في الجامعة، حسن بيكا و محجوب الجاك و محمّد سعيد و بقيّة زملائه في لجنة السكن، و العتبى لمن أنستني ذكره العجلة أو من لم أعرفه، و العزاء من قبل و من بعد للمستقبل الأفضل، الذي جُرِّد من عقل مهندس، و ساعد بنّاء.
محمّد حسبو أبريل 2007.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مكتبةعمر كانديك بالشكابة علم الدين ...أعلان هام (Re: Amjed)
|
وفاة عمر كانديك ،، العضو القيادي لحركة حق
إثر حادث مروري مشئوم بطريق الخرطوم مدني ، وقرب مدينة أبوعشر ، ارتفعت إلى برزخ الخلود نهار اليوم، روح الصديق والزميل عمر كانديك ، القيادي بحركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق) ، مسئول التنظيم بالمجلس القيادي للحركة ، ورئيس مكتب البناء والتنظيم وحركة القوى الجديدة إذ تـُــفـجـَع بالرحيل الباكر للزميل القيادي عمر كانديك، إنـّما تنـعى فيه حُسن الخُـلُق عن معرفة ، وصِدق الوطنية عن تجربة ، و التأتـِّي الهُمام لمطلوبات النضال بـنكران ذاتٍ ، وصدق العزيمة في السـّعي لسـودانٍ ديمقراطي تعدّدي تظلله ألوية المساواة بين مواطنيه وترومهم العدالة الاجتماعية ..
مصابنا الكبير بفقد عمر كانديك، لا تحدّه حدود ولا ترتفق عليه الضلوع ، وإنّنا إذ ننعاه ، إنّما ننعى ربيع الشباب الوثاّب ، وقامة الوعي التي تبشـِّر بالغدِ الواعد .. ننعى فيه طُهر النوايا بما لمسناه من وعيه الحازم ، ونأسى على تعجـّل الرحيل لتلك الهِمّة الكبيرة التي سقتْ مسيرة حق بالفطنة وبالوعي وبالدم وبالعرق والدموع ..
عمر كانديك، من نبت أرض السودان، فاعلٌ ومتفاعل مع ثريــّاها وثراها ، احتقب همّ الوطن ، وتضامن مع ما يُـعلـِّي القِيم ويرفد المسيرة الخيــِّرة للســودان ، امتثل طريق الحق ودحض الترّهات ، واستطاب محاياة العادات الاجتماعية النافعة ، وها هو الآن يذهب راضياً مرضيــاً عليه إذ فجعنا به الموت وهو يزمع تقديم واجب عزاءٍ في فقيدٍ من معارفِـه ..
أصدق العزاء لأسرة الفقيد عمر كانديك ، بالشكاّبة شاع الدين ، ولاية الجزيرة ؛ العزاء لأقران طفولته وصباه ، ولأصدقائه في مراحل التعليم العام والجامعي ، العزاء لأخواتِه وإخوانِه في حركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق)
اللهمّ ارحم عمر كانديك، واجزل إليه العطاء ، وألحقه بالصالحين ، اللهمّ عوّضه شباباً أنضر وخلوداً أبر .. وإنّا لله وإنّا إليه راجعــون ..
14/أبريل/2007م
| |
|
|
|
|
|
|
|