الحبــــ السري ــــــــــل السري (رواية)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 07:36 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-26-2009, 03:28 PM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحبــــ السري ــــــــــل السري (رواية)
                  

03-26-2009, 03:30 PM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحبــــ السري ــــــــــل السري (رواية) (Re: محمد الطيب يوسف)

    الرواية كاملة من نسج الخيال

    ولكن أي تطابق مع الواقع يعتبر مقصود وعن عمد


    محمد الطيب

    (عدل بواسطة محمد الطيب يوسف on 03-26-2009, 04:22 PM)

                  

03-26-2009, 03:33 PM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحبــــ السري ــــــــــل السري (رواية) (Re: محمد الطيب يوسف)

    الفصــــــــــــــــل الأول











    حسناً لم يكن سر قرية الشيخ جابر يسري همساً بين البيوت التي تشاركت الجدران فتقاربت حتى أضحت مثل بناء واحد ضخم ولكن كان له دوي الانفجار فتمدد بين الأزقة والشوارع وسكب مع القهوة في جلسات النميمة وتغلغل في ضجة السوق الصغير الذي توسطها فكان يعلو بين صراخ الباعة علي بضائعهم الكاسدة فلقي سوقاً رائجاُ لم ينجو منه حتى مسجد القرية فبعد صلاة الظهر دنا الحاج طه برأسه قريباً من الهميم وهو يسأل

    - وماذا حدث بعد أن عرف ؟؟
    لم يتلفت الهميم حوله كما هو المعتاد في نقل هذا النوع من الأخبار بل أجاب بصورة مباشرة رغم علمه بثلاثة رؤوس قد دنت منه مصغية

    - لم يتجرأ أحد علي طرق بابهم حتى الآن فمازال موصداً , فمازال موصداً حتى الشيخ الضوء لم يأت لصلاة الفجر هذا الصباح ولم يخرج للسوق كما هو معتاد

    أومأ الحاج طه برأسه دليلاً علي الفهم ولم تتوقف حبات السبحة عن الانزلاق بين أصابعه وهو يتمتم

    - لا حول ولا قوة إلا بالله

    بدأ الأمر برمته ليلة أمس عندما وقف مبارك ذو الثمانية عشر ربيعاً بقامته الفارعة عند باب غرفة والدته النقية حاجباً الضوء المتسلل من مصباح الجازولين إلي الغرفة وصوت تنفسه المسموع أحدث شرخاً في ستار الصمت الذي لف الغرفة بعد أن تمددت النقية في فراشها في انتظار أوبته التي قد تمتد إلي ساعات الصباح الأولي, فغفت غفوة صغيرة دون أن تدرك ذلك ولكن صوت تنفسه العالي أيقظها مذعورة وهي تظنه كلباً ضل طريقه إلي البيت فنهضت في سرعة تتناول عصاه من أسفل السرير ولكن عندما رفعت عينيها عرفته علي الفور
    - المبارك ؟؟

    هكذا كانت تنطقها معرفة بالألف واللام
                  

03-26-2009, 03:45 PM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحبــــ السري ــــــــــل السري (رواية) (Re: محمد الطيب يوسف)

    لم يرد عليها ولم يتحرك من مكانه ولكنها لمحت أصابعه وهي تنفرد وتنقبض في توترفسألته في جزع

    - ماذا هناك ؟؟
    دنا منها في بطء حتي لامس طرف السرير بقدمه ثم سألها بصوت مخنوق
    - هل صحيح ماسمعته؟؟
    أحست بقلبها يهوي فأمسكت بصدرها في قوة وهي تسأله

    - ماالذي سمعته ؟؟
    - هل صحيح أن أبي ....

    لم يستطع أن يكمل عبارته ,فبلع ريقه في صعوبة ولكنها ظلت صامتة وهي شاخصة إليه ببصرها فأضطر أن يكمل بصوت ملؤه الرجاء والتوسل فجاء خافتاً أقرب للهمس

    - ليس أبي ؟؟

    أغمضت عينيها في ألم فقد كانت تنتظر هذا السؤال طويلاً وكانت قد إستعدت له جيداً ولكن يبدو أن الأمر كان أصعب مما ظنته
    - من قال لك هذا ؟؟
    كانت ترغب في أن يأتي سؤالها إستنكارياً ولكنه أتي ضعيفاً متاخذلاً أقرب للإعتراف منه للإنكار

    - التوم ود مسرة (1)

    قالها هكذا وكأنه يبصق

    - هذه الأشكال لا يأتي منها الا المصائب
    رفعت نبرة صوتها قليلاً وقد إستعادت شيئاً من رباطة جأشها

    تغيرت ملامح وجهه وبدا أنه قد وصل للجزء الأصعب في كلامه وهو ينظر الي أمه بعينين ملأتهما الدموع

    -وهل صحيح أن أبي هو خالي الصادق ؟؟
    ثم علت نبرته وهو يبدو منفعلاً

    - ألم تجدي رجلاً غير خالي لتخوني..

    قطع عبارته لأن صفعة قوية هوت علي خده ثم لم تتمالك نفسها وهي تستند الي الجدار بسنواتها التي تقارب الخمسين وصوت نحيبها يعلو فيتجاوز حدود غرفتها الصغيرة
                  

03-26-2009, 04:11 PM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحبــــ السري ــــــــــل السري (رواية) (Re: محمد الطيب يوسف)

    ولج شيخ الضو بظهره المحني الي الغرفة وهو يبدو منزعجاً

    - ماذا حدث؟؟

    لم يرد عليه أحد فنظر الي مبارك الذي كان يجلس متكوماً علي الأرض مستنداً بظهره الي الجدارو دافناً رأسه بين ساقيه ثم حول نظره للنقية إبنته ودنا منها معيداً سؤاله مرة أخري

    رفعت رأسها في ألم وهي تقول

    - بعد كل هذا العمر جاء ولدي ليتهمني في شرفي يا ليتني مت قبل هذا

    هبط صمت ثقيل علي الغرفة حتي الريح توقفت عن اللعب بالنافذة وعواء كلب يأتي من عالم آخر ربما وأحاديث متقطعة مثل همهمة الجان تأتي من العدم وترحل إليه فلا تخلف سوي صوت السكون الذي كان قاتلاً في تلك الليلة المشؤومة خانقاً مثل كابوس مزعج يحمل الآلاف من الأسئلة التي تدور داخل قلوبهم وكثير من الأسرار التي أعيا كتمانها الصدور فأنت من ثقلها وتهيأت للإفضاء بمكنونها بعد طول عذاب
                  

03-26-2009, 04:22 PM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحبــــ السري ــــــــــل السري (رواية) (Re: محمد الطيب يوسف)

    بلا مجاملات

    السرد جميل وممتع وينبئ عن رواية تستحق القراءة والمتابعة ...
                  

03-27-2009, 05:21 PM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحبــــ السري ــــــــــل السري (رواية) (Re: Gafar Bashir)

    Quote: بلا مجاملات

    السرد جميل وممتع وينبئ عن رواية تستحق القراءة والمتابعة ...



    جعفر شكراً لحضورك المبكر ياخ

    البتاعات ماجني منتظرك
                  

03-26-2009, 04:35 PM

هيثم بابكر

تاريخ التسجيل: 10-28-2006
مجموع المشاركات: 423

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحبــــ السري ــــــــــل السري (رواية) (Re: محمد الطيب يوسف)

    المبدع : د.محمد الطيب ...
    تحياتى الخاااصه ...
    Quote: هبط صمت ثقيل علي الغرفة حتي الريح توقفت عن اللعب بالنافذة وعواء كلب يأتي من عالم آخر ربما وأحاديث متقطعة مثل همهمة الجان تأتي من العدم وترحل إليه فلا تخلف سوي صوت السكون الذي كان قاتلاً في تلك الليلة المشؤومة خانقاً مثل كابوس مزعج

    استوقفتنى الكلمات ، ففى ثقافتنا التى فيها الصمت بين الاثنين .... ضربا من النفاق ...
    كلنا يعلم ، ويعلم ان الاخر يعلم ... لكن حدود المجتمع تجتذب بسكون الخوف الكلمات من اللسان الى أسفل ... ولا تتجاوز حدود الاسنان قط ...
    ضربا من الهمهمة ...
    والغمز ...
    وتحريك عضلات الوجه باحترافية عجيبة ...
    لكن القول ... يظل هناك تحت ظل لا يسمع الطير حداه ...
    هذه ثقافتنا .. برغم ما فيها من نفاق الا ان شرها اقل من خيرها ... فالكلمة هى الشئ الوحيد الذى لايرجع ...
    اما ما تكتبه .. بابداعك الخاص .. فيقينى انه .. سيلامس حبال الصوت فى عنق كل قارئ .. لحنا .. وشدوا ... واهتزازا لا يخل بالايقاع " كرقصة .. العاشق ، فى حفلات بحرى " ...
    فمزيدا من الابداع ... ولا تباعد الخطى ..
    ولك الود كله
                  

03-27-2009, 05:25 PM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحبــــ السري ــــــــــل السري (رواية) (Re: هيثم بابكر)

    يا ولدي نحن هنا في بلاد لا مناص لها من التسليم بالقدر والمكتوب فنحن نرمي البذرة في الأرض ثم ننتظر ماقدره لنا الله من المطر فنسأله الا يقطعه عنا فتقحط الأرض ,وألا يزيده فتحرق الزرع ثم نحصد حصادنا فنسأل الله أن يجنبنا كساد السوق وغلبة الرجال نرضي بالقليل وأقل من القليل ولا يبطرنا الكثير فإن زاد علينا كان جارنا به أولي لا نفتأ نردد (أراد الله) في كل فعل فلا نملك الا التسليم بقضائه ولا نعلم أين كتب لنا من الخير فنجنيه ولاندرك أين موطئ الشر فنتجنبه وأنا والله لو علمت ما في زواج النقية بنتي من محمد ود الحسن لمنعته بحياتي ولكن من له القدرة علي مواجهة المقادير وتغييرها غير الله فحسبي الله ونعم الوكيل


    صمت الشيخ قليلاًً وكأنه يرتب أفكاره ثم واصل حديثه دون أن ينتبه الي أن صوته يتجاوز نافذة الغرفة الي حوش الهميم ود جبرالله ومنه الي أذن الهميم مباشرة

    بعد زواج أمك النقية من محمد ود الحسن طوتنا الأيام بحلوها ومرها حتي مضت أربعة أعوام وأمك لم يكتب لها الله أن تحبل فلم تدع شيخاً الا وذهبت له ولم تترك ضريحاً الا وزارته وتبركت به ولكن ماذا نقول في ماقدر لنا فحل اليأس في قلبها مكان الأمل وتعللت بالقسمة ورضيت بالمكتوب حتي وصل الي حلتنا شيخ جديد يدعي شيخ الخبير
                  

03-27-2009, 05:59 PM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحبــــ السري ــــــــــل السري (رواية) (Re: محمد الطيب يوسف)

    Quote: فمزيدا من الابداع ... ولا تباعد الخطى ..
    ولك الود كله


    الأديب الذي ضل طريقه بين أزقة السياسة هيثم بابكر

    التحيات الطيبات

    أعدكـ بأن أكون قريباً
                  

03-27-2009, 07:12 PM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحبــــ السري ــــــــــل السري (رواية) (Re: محمد الطيب يوسف)

    عالج بعض الحالات المستعصية في القري المجاورة فأحيا الأمل في قلب أمك من جديد فزارته هي وأمها


    صمت قليلاً وكان واضحاً عليه التردد ولكنه أكمل قائلاً:

    كان يعطي أم النقية قماشاً مبللاً ويأمرها أن تمسح به فرج أمك ولم يمض شهر علي هذا الحدث حتي حبلت أمك بك فطارت بك هي وزوجها من الفرح وأقرت بفضل الشيخ الخبير عليها وقربه محمد الحسن وأغدق عليه من المال ثم جئت أنت الي الدنيا وأطلقنا عليك إسم المبارك تيمناً ببركة الشيخ الخبير وفضله

    صمت قليلاً ثم واصل قائلاً:

    لكن تصاريف القدر أعجب من كل خيال فبعد ولادتك بشهرين بدأ يتكشف السر الرهيب
    عرف أن الشيخ االخبير كان يعالج النساء العقيمات بماء الرجال , باح بذلك خالك الرشيد في واحدة من جلسات السكر حيث كان يتباهي بفحولته وفحولة أخيه الصادق التي أخصبت العواقر وأجرت الزرع في الأرض البور وحين صحا من سكرته علم بأي هاوية رمي أمك
    .. فكلامه تخاطفته الأفواه وحمله الهواء فطبق الآفاق وأضحي ترنيمة في شفاه الشمات وعلكة في في أفواه النساء حتي وصل الي محمد ود الحسن فاتي بالشيخ الخبير فاعترف بذنبه وألبس أمك لباساً لا فكاك منه الا بالموت فطلقها زوجها في الحال .. ولم يتحمل خالك الرشيد عظم فعله فاختفي بليل ولم ندرك له أثراً وظل خالك الصادق بين الناس الحاضر الغائب , لا يعرف هل هو مجنون أم عاقل , سكران أم واعي , أما أنت وأمك فأسأل الله أن يتداركما بلطفه ورحمته .

    صمت الشيخ أخيراً وحل الصمت ضيفاً ثقيلاً لا يقطعه سوي نحيب النقية الذي كان يمزق نياط القلوب غير أن كلمات الشيخ لم تغادر فضاء الغرفة بل ظلت معلقة في الهواء وكأنها ربطت بخيوط خفية تدوي كالطبل في رأس الفتي (الخبير محمد الحسن الصادق الرشيد النقية ) آخ يا مبارك ياابن تصاريف الأقدار
















    نهــــــــــاية الفصل الأول
                  

03-27-2009, 09:19 PM

هيثم بابكر

تاريخ التسجيل: 10-28-2006
مجموع المشاركات: 423

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحبــــ السري ــــــــــل السري (رواية) (Re: محمد الطيب يوسف)

    مزيجا من خمر الاحساس الحارق فى جوف عميق ، ونفس ساخن ، وانتباهة بعيون حمراء .. اغرورغت فى دموع صافية نقية لم يقدر لها ان تخرج مع قطرات العرق المهراق فى هجير يوم امس الساخن ... هى ذاتها القطرات التى جاءت بعد معاناة عطش فى سفر طويل ساقنى معصوب العينين الى " زير حاجة زينب " .. ذاك الزير العجيب ... قطراته المتمرده تشق طريقها فى واحة الطحلب الاخضر النامى على جدار الفخار ،بزهو وتبختر ، فقد آن لها ان تغادر ... وجاءت ساعة الرحيلة ... هى ذاتها اليوم ... تجافنى رغم اختلاطها بدمى ، وخروجها من بيت الكلاوى ، لا تريد ان تسكن فى احشائ بل لا ترضى الا بالرحيل ... آثرت ان تخرج من علياء العين لا علياء الجباه .. فهى التى ساقتها يد القدر على زير الحاجة زينب لتخرج متمرده لا تؤمن بحدود كوكب الزير .. خرجت لتنظر الى الواحة الخضراء .. والهواء الرطب .. وتلاشت بايقاع عجيب على " نقاع الزير " .. فكيف لها ان تستقر فى دحية العين الصغيره ؟
    قدرها اخى محمد انها تنتهى فى النقاع ... " الذى هو عند لغة العرب .. اسم فاعل من نقيع .. نقيع التمر ونقيع العنب " لكنه فى ثقافتنا ... بمقام الدم الفاسد ... يخرج من الزير الى فم السواسيو الصغار ...
    تمردت دمعاتى وانا اعيش مع الفصل الاول ...
    فلا تقسى علينا بطول السفر ، ولا بعد المسافة ، ولا " رى السواسيو " ...
    ولك الود كله
                  

03-27-2009, 10:53 PM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحبــــ السري ــــــــــل السري (رواية) (Re: هيثم بابكر)

    Quote: مزيجا من خمر الاحساس الحارق فى جوف عميق ، ونفس ساخن ، وانتباهة بعيون حمراء .. اغرورغت فى دموع صافية نقية لم يقدر لها ان تخرج مع قطرات العرق المهراق فى هجير يوم امس الساخن ... هى ذاتها القطرات التى جاءت بعد معاناة عطش فى سفر طويل ساقنى معصوب العينين الى " زير حاجة زينب " .. ذاك الزير العجيب ... قطراته المتمرده تشق طريقها فى واحة الطحلب الاخضر النامى على جدار الفخار ،بزهو وتبختر ، فقد آن لها ان تغادر ... وجاءت ساعة الرحيلة ... هى ذاتها اليوم ... تجافنى رغم اختلاطها بدمى ، وخروجها من بيت الكلاوى ، لا تريد ان تسكن فى احشائ بل لا ترضى الا بالرحيل ... آثرت ان تخرج من علياء العين لا علياء الجباه .. فهى التى ساقتها يد القدر على زير الحاجة زينب لتخرج متمرده لا تؤمن بحدود كوكب الزير .. خرجت لتنظر الى الواحة الخضراء .. والهواء الرطب .. وتلاشت بايقاع عجيب على " نقاع الزير " .. فكيف لها ان تستقر فى دحية العين الصغيره ؟
    قدرها اخى محمد انها تنتهى فى النقاع ... " الذى هو عند لغة العرب .. اسم فاعل من نقيع .. نقيع التمر ونقيع العنب " لكنه فى ثقافتنا ... بمقام الدم الفاسد ... يخرج من الزير الى فم السواسيو الصغار ...
    تمردت دمعاتى وانا اعيش مع الفصل الاول ...
    فلا تقسى علينا بطول السفر ، ولا بعد المسافة ، ولا " رى السواسيو " ...
                  

03-28-2009, 06:03 AM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحبــــ السري ــــــــــل السري (رواية) (Re: محمد الطيب يوسف)

    هيثم

    .

    ..

    ...


    رفقاً بي قليلاً فليس لي القدرة علي كل هذا الدفق
                  

03-28-2009, 07:05 AM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحبــــ السري ــــــــــل السري (رواية) (Re: محمد الطيب يوسف)

    الفصل الثاني







    كان يري نفسه فيه جميعاً سوداً كظلال الليل وبيضاً كنفس الصباح في أعينهم كان يقطن في خلطة روحهم السرية , نساء شاهقات الحسن ورجال كاملي الدسم , كان يري نفسه في لفتاتهم وهمساتهم وفوران غضبهم ولحظات إنكسارهم .. رجال من العامة يقطنون العراء ويشربون الهواء , ملكات يذهبن وأخريات يأتين , فرسان يمتطون الخيل وفلاحون يحرثون حقولاً تمتد لتلتقي بالأفق , جواري وأسياد وعبيد ,خونة وقوادون ومومسات يأكلن من عرق أجسادهن , قساوسة بصلبانهم وعبدة أوثان يذبحون عند أقدامها الذبائح وأئمة مساجد يتلون القرآن في جوف الليل , تائهون وزاهدون وبخلاء , كان يعرفهم جميعاً رغم أنه يراهم لأول مرة , شاهد إتحادهم وهم يغوصون في جوف الشيخ الضوء , الذي تنتهي إليه كل الخيوط كان معهم في جوفه ,إندمج في الخلق الأول ثم إنبثق عن جده قابيل وهابيل والنقية.
    - النقياااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

    يد تمسد جبينه الملتهب بالحمي , أطرافه ثقيلة وفراشه بحر من العرق , همهمة أمه تصله من مكان بعيد ورغم تعبه قرأ فيها الحيرة وقلة الحيلة
                  

03-28-2009, 07:21 AM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحبــــ السري ــــــــــل السري (رواية) (Re: محمد الطيب يوسف)

    كان يعلم تماماً أن القادم من الأيام سيكون مختلفاً بالنسبة له ولمن يحيط به .. أمه النقية .. جده الشيخ الضو .. خاله الصادق و ... ونادية .. كلهم كانوا يعلمون وهو الأعمي الوحيد في وسطهم.. يا لألم الصفعة حين تباغتك في جوف الظلام وأنت مشلول القوي عاجز عن حق الرد فلا تؤازرك حتي الدموع وهي تهرب من عينيك اللتين لا تجودان عليك الا بالدهشة و عدم الفهم أو عدم الرغبة في الفهم .. أي يد سوداء كانت تحبك خيوطها حوله وهو الآمن في سربه ولا يدرك أن الفاجعة منه علي مرمي حجر .. لماذا دائماَ يد القدر ليست رحيمة فلا تمتد الا لتبطش أو تحرق أو لتفيقه من سكرته وهو المعتد بذاته المزهو بنفسه فتسحق كرامته بالأرض وتعفر أنفه بالتراب.. ترقرقت الدموع في عينيه .. غصباً عنه وانسابت علي وجهه وحلقه يكاد أن ينفجر من محاولاته المتكررة لبلع ريقه التي باءت جميعها بالفشل

    - المبارك

    قالتها ويدها تمسح الدموع عن وجهها وصوتها مزيج من الحزن والإشفاق

    لم يرد عليها فقالت بانكسار

    - الا يكفي ما ألقاه من الناس؟؟
    كان يرغب في أن يواسيها ويواسي نفسه معها ولكنه بدلاً عن ذلك تكور علي نفسه في الفراش وهو يعطيها ظهره فتداعت علي نفسها وهي تئن أنين الثكلي فقد أدركت حينها أنها ربما فقدت إبنها للأبد .. فنهضت في تثاقل وغادرت الغرفة وهي تجمع ثوبها لذي عانق الرمل المفروش علي الأرض
                  

03-28-2009, 10:46 AM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحبــــ السري ــــــــــل السري (رواية) (Re: محمد الطيب يوسف)




    تناول كوب الماء من المنضدة بجواره وهو يشمل غرفته الحقيرة بعينيه .. نظر الي سقفها المنبعج الي الداخل وقد تدلت أعواد الحصير منه كأنها حراب موجهة إليه وخيوط العنكبوت التي غطت أركان الغرفة الأربعة وتمددت الي الجدران المطلية باللون الأخضر الباهت والتي شيدت من الطوب اللبن ونافذتها الخشبية المصنوعة من خشب النيم والمطلة علي الطريق المؤدي الي منزل نادية .. شعربوخزة في صدره ونادية تعبر في خاطره فلابد أن وداع اليوم كان الأخير وماعاد يرجو من بعده لقاء .

    أصلح الوسادة تحت رأسه وأحداث هذا اليوم المشؤوم تتداعي في رأسه

    كان الوقت ليلاً .. حين تطفو حلة الشيخ جابر فوق موج الليل ولا تفلح الأنوار الشاحبة التي تتسلل الي الطريق الا لنسج الأساطير والنيل الأزرق الذي يصنع قوسه المحيط بخصر القرية يتمطي ليلاً فيصل حتي أهداب الجروف فتحس بالأمواج كأنها تفضي بسر في أذن الشط ثم تقفل راجعة الي حضن النيل

    هنالك جلس مبارك في إنتظار نادية
                  

03-28-2009, 10:52 AM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحبــــ السري ــــــــــل السري (رواية) (Re: محمد الطيب يوسف)

    فاكهة الشيخ جابر المحرمة التي يشتهيها الكل ولا يجرؤ علي قطفها .. بنت جادين الفران الذي أتي القرية وهو دون العاشرة من العمر ’ فاستقر في مسيد القرية يحفظ القران مع الطلاب ويأكل مع الفقرا في زاوية المسيد فأوكل له الإمام نظافة المكان وتعبئة الأزيار وعندما يطويه الليل يفترش الحصير المفروش في الحوش .. كان ليناً رغم خشونة حياته .. كثير الصمت و دائم الفكر يحكي قصصاَ مبهمة عن قرى طحنها الجوع والجفاف .. حكايات مبهمة لم يفهم منها شئ ولكن جبهتة العريضة وشعره الخشن وأنفه الأفطس وبنيته القويةكانت تدل علي أنه من منطقة جبال النوبة .. كان دميماً ولكن استعاض عن الوسامة بطيبة قلبه .. تشرب إيقاع حلة الشيخ جابر بمضي السنين .. فتجده حاضراً في أفراحها وأتراحها وبما أنه لم يكن يملك غير جسده الفارع فلم تكن تلمحه الا تحت جوال يرفعه أو حطب يكسره أو قبراً يحفره وغيرها من الأفعال التي يعف غيره عن فعلها دون من أو أذى.

    عندما بلغ العشرون من عمره أخذه دفع الله الفران الي مخبزه فتعلم أدق أسرار الصنعة في زمن قصير فاضحي الخباز والمحاسب كما استقر فيه .. فينظفه في آخر الليل وينام فيه, بعد مضي اربعة أعوام إنتقل دفع الله الفران الي جوار ربه فبكي معلمه كأنه أباه ولازم الفراش أكثر من أهله فقد كان يعده الأب والأم والأهل.

    لم يخالفه إخوة دفع الله في الفرن خاصة وأن أخوهم لم يتزوج ولم يكن له أبناء ولكن إشترطوا عليه أن يجري نسبة من رباح الفرن علي أمهم فوافق علي ذلك .. كما أجري من نفسه صدقة علي روح ولي نعمته من الخبز علي الفقراء والمساكين فكبر في نظر أهل قرية الشيخ جابر
    ولم يلبث إلا قليلاً حتى أضحي من الموسرين فاكتري بيتاً في القرية
                  

03-28-2009, 12:13 PM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحبــــ السري ــــــــــل السري (رواية) (Re: محمد الطيب يوسف)

    وكما هو الحال مع حلة الشيخ جابر تتعامل مع الغريب مثله مثل كل طارئ تترقبه في الأول ثم تتقبله فيضحي جزءاً منها يتنفسها وتتنفسه ,كذلك كان الحال عندما ظهرت في سوحها و أزقتها مسرة الحلبية .. بلونها الحنطي وجسدها المتثني تحت العباءة السوداء وهي تحمل في رأسها آنية النحاس والألمونيوم والبايركس والصيني ,وسجادات السعف وآنية البلاستيك قد ملاءت يديها الإثنتين حتي إنك لتعجب كيف تستطيع حمل كل هذا في وقت واحد ورغم كل هذا الثقل كانت تمشي في الطريق وكأنها ترقص , إمرأة في النصف الثاني من الثلاثينات تضج بالأنوثة والحياة .

    نصبت خيمتها بجوار فرن جادين والتي كانت تغادرها مع تنفس الصباح عارضة بضاعتها علي نساء القرية وعارضة معها قصة نزوحها هي وزوجها من فلسطين الي شندي حيث توفي زوجها وتركها وحيدة بلا عائل تستدر بذلك العطف والسند لضعفها ولكن نساء القرية أصررن علي لقب الحلبية وأستبدلن أسمها بمسرة بدلاًعن ثرية الذي لم يعتدن عليه وإن كنت أكاد أجزم في قرارة نفسي أنها من الغجر الذين لا موطن لهم وديدنهم الترحال.

    حدث الأمر فجاءة , ربما كان لغربتهما الإثنان أكبر الأثر فإن الغريب الي الغريب قريب , فذات صباح أعلن جادين عن رغبته في الزواج من مسرة الحلبية والتي وافقت علي ذلك ففغرت القرية فاها من الدهشة فما الذي يجمع جادين بمسرة ولكن كالمعتاد تعاملوا مع الأمرمثل مجاعة سنة ستة وفيضان سنة ست واربعون فأضحي تأريخ يؤرخ فيقال سنة زواج جادين ومسرة الحلبية
                  

03-28-2009, 12:29 PM

Bushra Elfadil
<aBushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحبــــ السري ــــــــــل السري (رواية) (Re: محمد الطيب يوسف)

    يا محمد الطيب
    أتمنى لعملك هذا ان يبلغ غاية موفقة. من رأيي أن تكتب الحوار بالعامية إذ لا يمكن أن تخاطب الأم ابنها باللغة العربية الفصحى حتى في اوساط المثقفين بينما setting عملك هذا يتم في بيئة قروية الشيء الذي يستوجب ضرورة اللجوء للحوار بالعامية حتى يكتسب العمل مصداقية اكثر. بالنسبة لمكاء الرجال كما تقول شخصة الضولايمكن ان يصدق قرويون وإن كانوا سذجاً أنه يمكن ان يكون ذا فاعلية خصوبةبعد أن يتعرض للهواء الطلق ومرور الوقت بمثل تلك الكيفية فهذه الحيامن لا تقوى على البقاء حية ولول لدقائق معدودة ونظراً لقرائن اخرى فهذه الحبكة حبكة نقل هذه الحيامن من المتبرعين إلى الشيخ الخبير ثم غلى امرأة اخرى وسيطة حتى يصل إلى المراة الهدف بتلك الكيفية حبكة في نظري ضعيفة.فالروائح وحدها كفيلة بفضح المسالةبرمتها ناهيك عن الموت الاكيد لتلك الحيامن.
    لكن هذا لا يعفي ان تمضي هذه الرواية وهي لازالت في حالة تخلق إلى غاية جيدة. اتمنى لك النجاح فيها واعتقد أن طباعتها على الورق مما يساعد أكثر في خلق صلة افضل بها مع القراء.
                  

03-28-2009, 02:30 PM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحبــــ السري ــــــــــل السري (رواية) (Re: Bushra Elfadil)

    إعتزلت مسرة عملها بعد أن زفها جادين لجنته الصغيرة , فكان ثمرة هذا الزواج كمال الذي أتي بعد عام واحد من الزواج ,صورة طبق الأصل من أبيه بهيئته الضخمة و أنفه الأفطس وشعره الخشن فأطلق عليه أهل الحلة كمال ود مسرة علي سبيل السخرية من المفارقة الكبيرة بينه وبين أمه فالتصق به الإسم وصار لايعرف الا به .

    نشأ كمال مدللاَ دلالاً أفسد طبعه فساءت أخلاقه وعرف طعم الخمر والسهر حتي الساعات الأولي من صباح اليوم التالي , وكان بعيداً عن أبيه فلا يقرب الفرن الا ليطلب المال ثم يختفي من جديد وأحياناً قد يغيب بالليالي الطويلة , صبر عليه جادين طويلاً منتظراً أن يؤوب الي رشده وحين أعيته الحيلة قرب إليه عوض اليتيم وهو واحد من العمال عنده فعلمه أسرار الصنعة ورفع منزلته في المخبز وأصبح يعامله كأنه إبنه

    بعد عامين من إنجاب مسرة الحلبية لكمال أتت نادية الي الدنيا لافتة إليها الأنظار وهي مازالت طفلة في المهد بلونها الخمري وشعرها الأسود الغزير ثم طوتها الأيام والسنين لتبلغ الخامسة عشرة من العمر فإذا بالوردة تتفتح ويفوح أريجها فيملأ خياشيم الأزقة والدور وإذا بالقوام يعتدل والصدر يبرز والطفلة تتحول لامرأة فتخلب الألباب وتصبح قبلة الأنظار يخطواتها الراقصة ومشيتها المتثنية التي تشبه مشية أمها , فتخطر في الطريق وكأنها تطأ القلوب فأضحت أمل الشباب , يختلون بها في أحلامهم فيمارسون معها كل ما يشتهونه وومضة في قلوب الشياب , تشعل فيهم ناراً أخمدتها العادة والملل قتبرق أعينهم ببريق الشهوة , فتناوشتها الأيدي بحثاً عن متعة وقتية أو مغامرة عابرة أو حتي صحبة طويلة فابت وتمنعت حتى أعيت طلاب الوصال ولم يفكر أحد منهم بالزواج منها فمن ذا الذي يجرؤ علي ذلك , حتي أن الرفيع ود العمدة قالها صريحة :

    - لو أنها لم تكن بنت جادين ومسرة الحلبية لكان لي معها شأن آخر
                  

03-28-2009, 02:51 PM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحبــــ السري ــــــــــل السري (رواية) (Re: محمد الطيب يوسف)

    د/ بشري الفاضل

    التحيات الطيبات الزاكيات

    يظل الجدل طويلا ما بين الدارجية والعربية ولكل ميزاته وسلبياته

    بالنسبة للحيوانات المنوية لها القدرة عاي المعيشة ما بين ساعة الي ساعتين

    بكامل حيويتها في درجة حرارة الغرفة العادية أضف الي ذلك في تسعينات القرن الماضي

    تم القبض علي محتال في اواسط السودان يمارس نفس هذه الطريقة في الشعوذة


    شكراً لإطلالتك المشرفة
                  

03-28-2009, 03:31 PM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحبــــ السري ــــــــــل السري (رواية) (Re: محمد الطيب يوسف)

    ***




    لابد أن رموز الكيمياء كان لها نبض وهي تتسرب الي أذني نادية من بين شفتي مبارك بعد أن طلبت منه مسرة الحلبية أن يأتي لتدريس بنتها في البيت وهي تخطو أولي خطواتها في الثانوي , فقد كانت نادية تبدو أكثر تألقاَ وجمالاً وهو بالقرب منها مما جعله يبدو مرتبكاَ ساذجاَ وهو يمسح العرق عن جبهته ويتلعثم في أول دروسه معها .

    جحظت عيناه ويدها تتسلل الي يده وتضغط عليها ضغطات صغيرة وإبتسامة مشجعة تشي بالكثير إرتسمت علي وجهها فلم يستطع أن يكمل الدرس .

    كان جسده يشتعل بالحمى وهو يغادر بيت جادين كالسهم وهواء الليل يضرب وجهه ببرودته , لم يرجع الي البيت مباشرة فقد كان يحتاج لأن يجمع شتات نفسه حتي يستوعب ماحدث قبل لحظات فتبعثر في أزقة الحلة وهو يتذكر شحوبها لردة فعله غير المتوقعة , نعم هو لم يخطط لرفضها ولكنه حمد الله لإرتباكه وسذاجته فلم يكن له القدرة علي هذا الإحتراق وقرر أنه لن يعود الي هناك مرة أخري.

    ولكن ما أن غربت شمس الغد حتي وجد خطاه تقوده إليها فلم يقاوم لأن الفراشة ذاقت لسعة اللهب ولم تعد تملك إلا الإحتراق.

    بدا مرتبكاً وهو يبدأ درسه وإن بدت هي أكثر هدوءاَ وتحرراَ بشعرها المسدل علي سجيته وقد تغافلت عن الطرحة التي سقطت علي كتفيها , كان يسترق النظر الي صفحة عنقها البيضاء المشربة بالحمرة وهو يتظاهر بالإنغماس في الرموز الكيمايئية المعقدة أمامه , ثم أخيرا لم يعد يستطيع الإحتمال فوضع القلم جانباً وهو يحدق فيها ثم تسللت يده الي يدها

    والتقتا في عناق حميم .
                  

03-28-2009, 04:44 PM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحبــــ السري ــــــــــل السري (رواية) (Re: محمد الطيب يوسف)

    أدمنا اللعبة ,

    لعبة الأصابع التي تتحدث وتتناجى ولا تفترق إلا عند سماع خطوات مسرة
    وهي تأتي حاملة الشاي ثم تغادر سريعاً حتى لا تشغلهما عن الدراسة
    فتعود لتلتقي من جديد.

    لم يتحدثا عما يفعلانه, فقط كانا يقومان به فتظل يده محتوية يدها
    وهو يتظاهر بالشرح وهي تتظاهر بالفهم ثم يودعها علي أمل اللقاء غداً
    ولم يمر أسبوع حتي ضاقت الغرفة الشرقية بما يعتمل في داخل مبارك

    فسألها في تردد

    _ ألا نلتقي خارجاً ؟؟

    لم ترد عليه وهي تقلب في الكتاب امامهاولكنه أكمل

    - سأنتظرك غداَ عند بداية الطريق الي البحر بعد صلاة العشاء

    لم ترد عليه أيضاً ولكنه إنتظرها بين الترقب والخوف وأتت

    فرا الي رمل الشاطئ وأختبيا بين ربوة تغطيها شجيرات الصفصاف

    ونبتة المستحي والتي تركت الحياء جانباً وهي ترنو إليهما

    منحته كل شئ

    حبها وروحها وجسدها .. تجلس أمامه وكأنها حورية تسللت من جوف النيل والقمر

    يسترق النظر والنجوم حضور

    سألها مرة بعد خمود نشوتهما وهي تغفو علي كتفه كقطة أليفة

    _لماذا منحتني كل هذا

    ردت عليه سريعاَ وهي تنظر إليه

    -لأني أحبك

    ثم أتبعتها بصوت فيه شئ من المرارة

    -ولكنك لا تحبني

    الحب؟؟
    عبرت الكلمة أذنه وكأنها صفعة, نعم هو سعيد لأنه فتح حرمها المقدس الذي
    تحطمت أمامه حملات الغزاة , مزهو بنصره وبأنها إختارته من بينهم جميعاَ
    وأعطته مفتاح العبور اليها , لكن الحب هو ما لم يفكر فيه قبلاً واعترف
    بينه وبين نفسه بأنه لا يحبها

    أتاه صوتها راجياً

    - أنت لن تتركني بعد كل مافعلناه؟؟

    هدير الموج كان قوياَ وطائر ضل الطريق الي سربه ملأ صدى نعيقه الفضاء

    لم يرد عليها
                  

03-29-2009, 06:25 AM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحبــــ السري ــــــــــل السري (رواية) (Re: محمد الطيب يوسف)

    نحيبها المكتوم كان يخترق حاجز السكون , ضمها إليه وهو يحاول تهدئتها
    -لا تخشي شيئاً لن أتركك

    صوته بدا متردداَ

    -غداَ ستذهب الي الجامعة فهل ستذكرني؟
    ربت علي ظهرها

    _قلت لك لاتخافي فلن تحل أخرى في مكانك

    رفعت رأسها وهي تنظر إليه
    -أقسم علي ذلك

    - أقسم لك أني لن أتركك

    أحس بنفسه صادقاً فاندهش

    شهقت نادية في فزع .. شعر بالهواء يعبر ثقيلاً من حوله وكأن الوقت قد تجمد للحظة ,خفقان قلبه كان ينبؤه بمن خلفه , لوهلة بدا له وكأنه يتابع مايحدث من الخارج

    تنافرت العضلات وبرزت عروق اليدين ,تطاير الرمل من حولهما ,بحث عن الهواء ليملأ رئتيه ,كان يصارع في يأس وقلة حيلة , لمح بطرف عينه نادية شاخصة إليه فانبعثت فيه قوة جديدة كانت ذرات الرمل تسحق تحت قبضته القوية وهو ينهض في عزم ثم أخيراً إعتلي صدر خصمه ونظر الي وجهه

    - كمال؟؟
    قالها في فزع

    بصق كمال في وجهه ثم قال

    - أجل كمال إبن جادين الرجل الذي وثق فيك وأدخلك بيته ثم غدرت به وطعنته في شرفه

    نهض عنه وهو مطرقاً ونظر الي نادية التي كانت ترتدي ملابسها في ارتباك وذعر وواصل كمال في ثورته

    - ولكن ماذا كان يرجو من وضيع مثلك طالما أنك رجل أما كان من الأجدى لك أن تعرف
    من هو أباك ؟
    إلتفت إليه مبارك في دهشة فشعر ببعض الزهو فواصل قائلاً

    - أجل أباك هو خالك إذهب وأسأل أمك من هو اباك وكيف أنجبتك من خالك

    صمت كمال وصدره يعلو ويهبط وهو ينظر في غل الي مبارك الذي تتداعي الي الأرض وتابع كمال ببصره وهو يضرب أخته ويجرجها في عنف متوجهاً الي القرية








    نهاية الفصل الثاني
                  

03-29-2009, 08:09 AM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحبــــ السري ــــــــــل السري (رواية) (Re: محمد الطيب يوسف)

    الفـصـــــــــــــــــــــــــــــــــل الثالث





    لا يتوقف الزمن عند حدث إلا للحظة ثم يواصل ركضه الأبدي الي ما لانهاية , تلتصق الأحداث بذاكرته وتبهت مع مرور الوقت ثم تذبل وتتداعى وكأنها لم تكن , وهكذا كان الحال في حلة الشيخ جابر بعد أن غادرها مبارك لبدء دراسته الجامعية فانشغل الناس بأمور حياتهم اليومية وركضهم وراء لقمة العيش فخفت الحديث عن الحادثة ثم انقطع كأنها لم تكن في يوم من الأيام , غير أن مبارك الذي كان وقتها قد مرت عليه ثلاثة أشهر منذ دخوله الجامعة لا يزال هناك لم يغادر القرية ولازال ظلام تلك الليلة حالك وكأن شمس صباحه لم تشرق بعد.

    - لماذا ترك لي محمد حسن اسمه يا جدي ؟؟

    - ربما لأن لديه بصيص من الأمل أن تكون ابنه .......... ربما

    - هذا البصيص لم يكن كافياً ليقوم بدوره كأب ؟؟

    الصمت كان ثقيلاً حتى أنك تستطيع أن تتلمسه بيدك

    -هل هذا جزاء ثقتنا فيك وإدخالك بيتنا

    كان الغضب والحزن ممتزجان في وجه جادين الفران وهو يقف بقامته العملاقة مواجهاً مبارك

    -لا أملك في هذه القرية سوى سمعتي الطيبة أرجو أن تراعي هذا

    رد عليه مبارك دون أن ينظر إليه

    - لم أفعل ما يشين إلي سمعتك

    - ولكن

    قاطعه مبارك قائلاً

    - بنتك صاغ سليم يا جادين وإن لم تصدقني اذهب بها إلي الطبيب لتتأكد بنفسك

    كان يدرك بأن جادين لن يعرض بنته للقيل والقال بالكشف عليها وكان كذلك يدرك بأنه يكذب ولكنه كان قد حزم أمره علي أن يغادر حلة الشيخ جابر الي غير رجعة ولم يكن علي استعداد بأن يربط نفسه بأي رابط متجاهلاً مسئوليته اتجاه ما فعل

    شعر بقلبه يعتصره وهو يتذكر جادين وهو يغادر متهدل الكتفين يجرجر أثواب الخزي والهزيمة
                  

03-29-2009, 09:48 AM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحبــــ السري ــــــــــل السري (رواية) (Re: محمد الطيب يوسف)

    انتبه من شروده علي صوت حمزة زميله في السكن وهو ينبهه إلي أن وقت المحاضرة قد حان فارتدى ملابسه سريعاَ وانطلق صوب الجامعة , كان يخشي افتضاح أمره إذا اختلط بالناس فضرب حول نفسه سياجاً من العزلة يصعب اختراقه واقتصرت علاقاته علي زملائه في السكن

    الباقر الذي كان ربعة ممتلئ القوام وحمزة القصير الضئيل الجسم وعباس الطويل النحيل ورغم التباين الشديد بينهم في المظهر الخارجي ولكن رغم ذلك فقد جمعتهم طيبة القلب ونقاء السريرة .

    يلج الي الجامعة فيذوب في ضجيجها بحثاً عن الأمان فيختار من القاعة ركناً قصياً ويجتهد الا يلفت إليه الانتباه وبعد انتهاء المحاضرات يفر إلي النادي الجغرافي ليحتسي كوباً من القهوة ثم يعود إلي الداخلية وعندما تعود عصابة الثلاثة وهو الاسم الذي أطلقوه علي أنفسهم تضج الغرفة بالحياة وهم يعيدون تفاصيل يومهم مابين الضحك و الزعيق , كان يستمع إليهم دون أن يشارك في نقاشهم ويتظاهر بالنوم أو بالانغماس في المذاكرة وإن كان لا يملك نفسه وهو يغرق في الضحك من مغامراتهم الساذجة مع الطالبات والتي غالباَ ما تبوء بالفشل فيتناسونها سريعاً بحثاً عن مغامرة أخرى
    وقتها كان الخريف يلملم أذياله مولياً وأول هبات الشتاء الباردة قد أزفت علي ليالي الخرطوم فأيقظت فيه الحنين إلي حلة الشيخ جابر رغم كل شيء , إنه أوان زراعة القمح لابد أن الشيخ الضوء يغادر إلي حواشته الآن مع غبش الفجر
                  

03-29-2009, 10:38 AM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحبــــ السري ــــــــــل السري (رواية) (Re: محمد الطيب يوسف)

    يهرب في الأمسيات إلي ليل الجامعة فيتوه بين ممراتها العتيقة وينصت الي صدي خطواته علي البلاط الأسمنتي العريض فيشعر بالأنس ثم يلوذ أخيراً بمنتدى الفلاسفة ,يجلس علي سطوح كلية الآداب فتبدو الخرطوم من تحته بأنوارها الخافتة مغرية كعروس في ليلة عرس , مليئة بالحكايات والأسرار .. يلجأ للقاعات التي تضج بالمنتديات وليالي الشعر ولكن ضجيجها يذوب مع طيف حلة الشيخ جابر فيعود إلي نقطة البداية .

    كان يحب الخرطوم ويخشاها فهنا لا ينتبه إليه أحد ولا يقرأ في العيون أسئلة لا يستطيع الرد عليها ولكنها تبدو مفترسة أيضاً في هدوءها وكأنها في انتظار اللحظة المناسبة لتلتهمه , عندما يمل الجلوس في السطح تأخذه قدماه إلي طريق المين فيذرعه بخطوات وئيدة وتتسلل إليه همسات العشاق الذين تناثروا علي المقاعد الأسمنتية المطلية باللون الأخضر والتي تراصت بطول الطريق أسفل أشجار اللبخ فأضحت ملاذاً آمناَ لهم .

    تخترقه تأوهاتهم فتعيده إلي حلة الشيخ جابر مجبراً , تتسلل إليه نادية فتدك حصونه جميعاً بجسدها ورائحة أنفاسها العطرة وتأوهاتها وهي تتلوى تحته ولا تغادره إلا وهو مبتل الحواس .

    يفر سريعاً قاطعاً الطريق إلي الداخلية ويلجأ لفراشه البارد ورأسه مزدحم بأسئلة لا إجابة لها إلا هناك.

    ترى ماذا فعل جادين بنادية ؟؟ لابد وأنها أضحت تمقته أكثر من أي شيء آخر وهو يجبن عن إنقاذها , هل ثوى سرهما في غياهب الصدور أم جاب بين الأزقة في قرية لا تجيد سوى الثرثرة

    يشده الحنين في أوقات كثيرة إلي أمه ولكنه لا يستطيع أن يسامحها رغم علمه بألا ذنب لها سوى جهلها ولكن إن سامحها فعلي من يضع اللوم في مأساته التي تثقل كاهله , يحل الشيخ الضو كطيف عابر فيشعر ببعض الأمان حين قدومه ولكنه يغادر سريعاَ تاركاً إياه وحيداً بين نار نادية وأمه.
                  

03-29-2009, 12:28 PM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحبــــ السري ــــــــــل السري (رواية) (Re: محمد الطيب يوسف)

    ليس بعيداَ عن مبارك كانت الخرطوم وقتها ترفل في اللون الأخضر وقد غرست عند كل ناصية منها سيارة عسكرية تعتليها دوشكا وبضع عساكر لا يتجاوز عمر أكبرهم الخامسة والعشرون , كانت السلطة قد وضعت يدها الثقيلة علي عنق الشعب وانتشر أفراد الأمن بين الناس انتشار النار في الهشيم وفرضت الرقابة علي الصحف ودفنت صيحات الاحتجاج في غياهب السجون فخفت الهمس وعرف الخوف طريقه الي الناس فأغلقت الأبواب ووجلت القلوب والسلطة الناشئة تبطش بيد من حديد على كل من خالفها الرأي و دجنت وسائل الإعلام فعرف معارضوها بالمارقين ومؤيدوها بالمجاهدين واستطاعت الثورة الوليدة أن تكسب عداء العالم المحيط بها في سرعة تثير الإعجاب .

    فُرضت سياسية الصالح العام فشردت آلاف الأسر وكل من اعترض كانت السجون وبيوت الأشباح به أولى فتجرع الناس الظلم في صمت وتوسدوا الحيف وسوء الكيل فماجت النفوس بما ماجت ولكن الشفاه ظلت مطبقة.
    غير أن الجامعة كانت على غير هذا الحال وهو تمور بالمصادمات والندوات والأركان السياسية بين جماعات اليسار والوسط المعارض واليمين الحاكم حتى أضحى المكان شبيهاَ بساحة المعركة يجوز فيه استخدام كافة أنواع الأسلحة من جميع الأطراف فظهرت المكائد والدسائس والمؤامرات التي قسمت الطلاب إلي معسكرات عدة بعد انتشار مقولة من ليس معي فهو ضدي .
    كان مبارك يمشي على هامش هذا الصراع ولا يلقي له بالاً ولم يفكر في الانضمام إلي أي من تلك الجماعات ليس زهداَ فحسب ولكن لإحساسه بثقل ما ينوء بحمله فبدت السياسة له ترف هو في غناً عنه ,حتى النقاشات التي كانت تدور بين زملاؤه في الغرفة كان يعزف عن المشاركة فيها متعللاَ بالانشغال بالمذاكرة وهو يحسب أنه بذلك ينأى بحياته عن تعقيدات تزيدها صعوبة علي ما بها , ولكن يبدو أن المقادير كان لها رأي آخر وهي تحيك شبكتها من جديد استعدادا لإلقائها عليه
                  

03-29-2009, 03:55 PM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحبــــ السري ــــــــــل السري (رواية) (Re: محمد الطيب يوسف)

    * * *

    كان الليل ممدداً بحجم الفراغ وكأنه عائد من عمل شاق وقد فرد عباءته السوداء بحجم الكون التي تسلل عبر ثقوب فيها ضوء شاحب لنجيمات أدمنَ البعاد فبدت أشعتها كصياح غريق أخذه التساب , أغدق السكون علي نفس مبارك سلاماً يفتقده وهو جالس في برحة ما يجتر ذكرياته كالماعز , قليلاً قليلاً بدأ في التحول الي كائن إجتراري يحلب ذاكرته ليلتئذٍ كبقرة محتقنة الأثداء وبساط الليل وسكينته يقودانه كالمسلوب الي ديار لاعودة لها بغير أثير الذاكرة وتوهان الأرواح , يا لهذا الحبل السري الذي لا تنفصم عراه إلا بموته , يشده الي ديار أضحت من الذاهبين تلقاء حنينه , تململ في جلسته ورفع يده الي رأسه فعانقت أنفه رائحة الحشائش والنجيل , شجرة المهوقني بدت كجليس عملاق معه ولا أنيس.




    صوت شجار يعلو من خلفه فالتفت إليه , فتاً بسطةً في الجسم ومعه فتاة وأمامه ثلاثة أصواتهم تأتي بها الرياح وتذهب وشتاء ديسمبر باسط ذراعيه بالوصيد , لم يطل النقاش كثيراً وإذا بخنجر يبرق في ليل كامل السواد , يعكس ضوء النجوم الشاحبات ثم يغيب في الجسد الضخم , الاثنان الآخران يمسكانه من ذراعيه والخنجر يرتفع تارة أخرى ولكنه كان مغطى بالدم فلم يعكس شيئاَ ثم يغوص ويرتفع ثالثة ويغوص للمرة الأخيرة , أنينه المكتوم وصله في وضوح قبل أن تخترقه صرخة الفتاة التي شقت سكون الليل.

    كالمحموم ركض باتجاههم , تعثر مرتان ثم وصل إلى هناك ,حينها كان ثلاثتهم قد ابتلعهم الظلام وتتداعى هو علي ركبتيه والفتاة ذاهلة , احتضنه في قوة وهو يضع يده علي أماكن الطعنات عبثاً والدم يفور منها ساخناً يتدفق بالحياة التي كانت تتسرب معه من الجسد المتداعي أمامه , كان الدم يتسلل إلي جلده عابراً ملابسه , يا للعجز وقلة الحيلة اللتين أحس بهما وأصوات بدأت تحيط يهما من كل جانب , شعر بثقل جسده عليه فأسند رأسه علي فخذه وشهقاته المتكررة كانت دليلاً واضحاً علي دنو أجله , ثم برقت عيناه وهو ينظر الي وجه بين الجمع يجاهد للاقتراب منه اختلجت شفتاه قليلاً وهو يشير إليه بجامع كفه ونطق اسمه بصوت خافت

    - ناصر

    ثم سعل في قوة

    إقترب منه ناصر وأمسك بكفه

    _ صلاح؟؟ من فعل بك هذا

    صمت صلاح قليلاً وهو يستجمع أنفاسه التي تكاد أن تنقطع ثم قال

    - قتلني عمر فيصل ,لاتدعو دمي يذهب هدراَ
    -لاتخف لن تموت

    (قالها وهو يحاول أن يبثه طمأنينة يفتقدها )

    تشبث بيده في قوة

    - غدرني إبن الكلب ثأري أمانة في عنقكم

    هدأ اللغط من حولهم وقد جللت المكان هيبة الموت كانت عضلات وجهه ترتجف في قوة
    وهو يجود بروحه ثم شهق شهقة أخيرة وأسلم الروح تاركاً دماءه لعنة جديدة علي جسد المبارك

    كان هذا المقتول هو صلاح أحمد الأمين الطالب بالمستوى الخامس بكلية الإقتصاد

    (عدل بواسطة محمد الطيب يوسف on 05-24-2009, 09:09 AM)

                  

03-29-2009, 04:44 PM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحبــــ السري ــــــــــل السري (رواية) (Re: محمد الطيب يوسف)

    .



    ..




    .




    أواصل؟؟؟؟؟؟
                  

05-16-2009, 07:48 AM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحبــــ السري ــــــــــل السري (رواية) (Re: محمد الطيب يوسف)

    كانت الأحداث تجري سريعاً , الصراخ والعويل في الجامعة , المستشفى , المشرحة , الكل كان يسأل ومبارك لا يملك سوى كلمات قليلة للبوح بها , ارتفع النداء لصلاة الصبح وهو مازال في المشرحة بمستشفى الخرطوم مع كم مهول من الطلاب لا يعرف منهم سوى ناصر إذا كانت الساعات القليلة الماضية تعتبر معرفة .

    أسئلة كثيرة كانت تدور برأسه , من هو صلاح ؟؟ ولماذا تم قتله بهذه الصورة الوحشية ؟؟ ومن هو عمر فيصل؟؟ كان يخشي أن يلقي به الدم المتجمد في قميصه في لعبة أكبر منه .

    تحرك إلى الداخلية مع عدد من الطلاب تكدسوا في سيارة أجرة متهالكة , لم يبال بالماء الذي اقترب من التجمد وهو يغتسل ,دعك جلده حتى احمرّ وهو يحاول أن يزيل آثار الدماء ,كان يتمنى لو أن بيده إزالة ليلة أمس كلها من حياته لكن هيهات , ارتدى ملابس نظيفة ووضع ملابسه الملوثة بالدماء في كيس من النايلون وهو لا يدرك ماذا سيفعل بها ثم عبر الممر من الحمامات إلى غرفته في آلية وهو يشعر بالعيون تراقبه من خلف النوافذ الخشبية المغلقة للغرف التي تراصت علي جانبي الممر , كان يدرك أن الجميع مستيقظ رغم صمت الأموات الذي حل بالمكان .

    ولج إلى غرفته في هدوء , النظرات القلقة التي كانت تطل من العيون التي أنهكها السهر لم تغب عنه , فتح خزانة ملابسه وألقى فيها بالكيس

    - أعطني ملابسك لو سمحت فهي فقد ارتوت بدم الشهيد
    انتبه إلى أن ناصر موجود بالغرفة , نظر إلى وجهه الذي بدا في تلك اللحظة وكأنه قد من الصخر وقد نحت عليه التصميم والغضب

    شعر تجاهه بالعرفان وهو يخلصه منها فناولها له الذي بدوره أخذها وانصرف دون أن يتكلم

    نظر إلى الجميع حمزة والباقر وعباس وعدد آخر من الطلاب لا يعرفهم , كان الإجهاد بادياً عليهم وخلف الشفاه المطبقة تتزاحم العديد من الأسئلة , لم يلق لهم بالاَ وهو يستلقي على فراشه مغطياً عينيه بذراعه

    جلس حمزة بالقرب منه وهو يسأله عما حدث فتكلم في إيجاز موضحاً الأحداث منذ البداية
    حل الصمت بعد أن انتهي من كلامه ثم قال حمزة

    - صلاح يعتبر من أصدقاء الشيوعيين وإن لم ينتمي لهم صراحة وله صولات وجولات مع طلاب الاتجاه الإسلامي
    في الصراع المحتدم بين الجماعتين وقد فتح طلاب شيوعيين بالأمس بلاغاً رسمياَ متهمين عمر فيصل باغتياله وسيؤتي بك شاهداَ في القضية وهذا سيضعك في مواجهة مباشرة مع طلاب الاتجاه الإسلامي .
    كان مبارك يشعر بأنه ينزلق إلى مدارك لم تكن في حسبانه وهو يجد نفسه في أتون الصراع بين المعسكرات في الجامعة , السلام الهش الذي عاشه في الفترة القليلة الماضية كان يولي بعيداَ , والخرطوم تفتح فاها لتلتهمه

    نهاية الفصل الثالث

                  

05-16-2009, 10:03 AM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحبــــ السري ــــــــــل السري (رواية) (Re: محمد الطيب يوسف)

    الفصـــــــــــــــــــــل الرابع




    أشرقت الشمس ناثرة أشعتها علي أسطح العمارات وأعلى أشجار اللبخ والممرات الأسمنتية , وعلى نجيل الميدان الشرقي ونفق بري وكبري المشاة و علي السيارات التي تزاحمت بطول الطريق , اغتسلت الجامعة بليل فأضحت نظيفة وممراتها تتبرأ من الدم المسكوب ليلة أمس فتطالعك بوجه برئ الملامح طفولي السمات.

    كان باب النشاط مشرعاً علي اتساعه ومبارك وحمزة والباقر وعباس يعبرون منه إلي الداخل , طالعتهم الوجوه الواجمة والعيون التي تتدفق بالغضب , كان الهواء مشحوناً بالتوقعات الوخيمة , هبات رياح ديسمبر كانت في أوهن حالاتها وهي تتوارى مترقبة في انتظار الآتي , تقاطرت الجموع إلى النشاط حتى فاض بها فتدفقت إلى الساحة الخالية من غرب كلية القانون إلى كلية الآداب وتمددت حتى وصلت إلي الميدان الغربي خلف النشاط , نصب مسرح خشبي بسيط وقد اعتلاه جمع من الطلاب وكان الهتاف سيد الموقف

    هم هم ..
    هم هم ..
    غم غم آخرتها دمدم
    ..هم..غم..دم

    عتمة وكتمة وزنقة وذم (1)

    تعالت أصوات الطلاب الذين تجاوزوا الألف وهي تردد الهتاف المصحوب بالتصفيق فاهتزت الأرض


    واحلالي القبلي شال شبال لمع برق المهيرة
    قيرة قيرة يا مطيره
    يا رزاز الدم حبابك
    لما يبقى الجرح عرضة ولما نمشي الحزن سيرة
    من دمانا الأرض شربت موية عزبة
    كل ذرة رملة شربت حبة حبة
    موية أحمر لونها قاني
    فتقت ورد الأغاني
    تهدي لى اسمك رمزاً للوطن كنز المحبة
    قيرة قيرة يا مطيرة يا شهيد الشعب أهلاً
    مش بتطلع كل يوم الشمس أجمل
    وكل يوم النخل أطول زيدو قامة
    وياما شفتك ياما ياما (2)

    تفجرت الحناجر وجحظت العيون والتهبت الأكف فسمعت السماء

    تقدم أحد الطلاب وهو ينادي بصوته الجهوري الذي شق عنان السماء

    - صلاح ... صلاااااااااااااااااااااااح
    -
    فهاجت الجموع

    رفع يديه إلى أعلى وهو يواصل

    - صلاح لم يمت صلاح هو أنا وأنت والجميع , يا أيها القابضون على جمر القضية لا تهنوا ولا تستسلموا فصلاح شهيد آخر يضيء لنا الطريق إلى الخلاص , يا قرشي (3) سلام يغشاك يا الأقرع(4) سلام يغشاك يا بلل (5) سلام يغشاك
    ثم تهدج صوته قليلاً وهو يكمل

    - يا صلاح سلام يغشاك في الخالدين


    ما ني الوليد العاق
    لا خنتّ لا سراق

    والعسكري الفراق
    بين قلبك الساساق
    وبيني هو البندم ...
    والدايرو ما بنتم (6)




    __________________________________________
    (1) (2) (6) أشعار لمحجوب شريف

    (3) (4) (5) شهداء للحركة الطلابية بجامعة الخرطوم

                  

05-16-2009, 01:47 PM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحبــــ السري ــــــــــل السري (رواية) (Re: محمد الطيب يوسف)

    صعد ناصر إلى المسرح ورفع قميص مبارك المشرب بالدم عالياً فاشرأبت الأيدي محاولة لمسه وانطلقت شرارة في الجمع فمارت الأرض وهم يتحركون في بطء في اتجاه باب النشاط .

    ربت عباس علي كتف مبارك وهو يلمح سيارات شرطة مكافحة الشغب بلونها الأزرق المميز تحيط بالسور الجنوبي للجامعة والعساكر بزيهم المبرقع يحملون الهراوات والرشاشات الخفيفة ثم قال

    - يجب أن نغادر الجامعة حالاً

    تحرك أربعتهم اتجاه كلية القانون , عبروها سريعاَ بخطوات أقرب للركض إلي المين ومنه إلي كلية العلوم , كانوا يحاولون القفز من الجهة الشرقية لسور الجامعة للوصول إلي شارع النيل ولكن وجدوا عدداً من سيارات الشرطة ينتظر هناك فعادوا أدراجهم وهم يتشاورون فيما بينهم
    ثم استقر رأيهم بالصعود إلي سطح معامل كلية العلوم فركضوا في اتجاه الدرج ووجدوا مجموعة من الطلاب قد سبقوهم إلي هناك فتزاحموا مع الجميع أعلي السطح .

    بدا المشهد كاملاً من أعلى , كان الصراع علي أشده أما بوابة النشاط والبوابة الرئيسية وسيارة للشرطة تشتعل فيها النيران و السيل الغاضب يجتاح قوات الشرطة وهو يتمدد في اتجاه السوق العربي , رائحة الغاز المسيل للدموع بدأت تنتشر في الجو وأصوات الانفجار العالية لعبواته المضغوطة توجف القلوب , أشار الباقر إلي الطريق الفرعي الذي يصل شارع الجامعة بشارع البلدية كانت سيارات الشرطة تتدفق وهي تعكس الطريق في اتجاه الجامعة والعساكر يطلقون النار في الهواء بغرض التخويف وأخيراً اخترقت الحشود وهي تقتحم الجامعة من باب النشاط

    كان المشهد مخيفاً للرائي والعساكر ينثنون بنصفهم العلوي خارج السيارات ويطلقون النار بعشوائية أقرب للعبث ثم تعالت الأصوات بأن الرصاص الذي تطلقه الشرطة رصاص حي فتبعثر الجمع بحثاً عن ملجأ آمن , خيم الصمت علي السطوح والعسكر يجتاحون الجامعة من كل الجهات ويستبيحون حرمتها وهم يفرطون في استخدام القوة ضد الطلاب العزل , أصوات الصراخ والعويل كانت تصلهم واضحة ممزوجة بصوت الرصاص , انتقل الاجتياح إلي مرحلة جديدة والعساكر يدخلون إلي القاعات ويخرجون من فيها بالقوة فشعر من في السطح بعدم الأمان خاصة بعد رؤيتهم للعساكر علي سطوح كلية الآداب فتسللوا واحداً تلو الآخر حتي أضحي السطح خالياً إلا من أربعتهم فقرروا النزول بدلاً من انتظار مصيرهم المجهول هنا
                  

05-16-2009, 02:56 PM

إسحاق بله الأمين
<aإسحاق بله الأمين
تاريخ التسجيل: 06-29-2006
مجموع المشاركات: 1371

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحبــــ السري ــــــــــل السري (رواية) (Re: محمد الطيب يوسف)

    المدهش / د. محمد

    فينك يا راجل "ولينا زمن نفتش ليك"

    واصل واسقنا من كؤوس إبداعك فما زلنا ظمأى

    تسلم يا الحبيب

    * غفران كيفنها
                  

05-17-2009, 06:01 AM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحبــــ السري ــــــــــل السري (رواية) (Re: إسحاق بله الأمين)

    أبو أحمد الزول الجميل

    كيفك وكيف أخبارك

    انشاء الله طيب


    والله يا ابوأحمد شغلة شديدة خلاص

    ربنا يهون بس
                  

05-17-2009, 09:10 AM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحبــــ السري ــــــــــل السري (رواية) (Re: محمد الطيب يوسف)

    صدي خطواتهم علي الدرج كان يثير الانقباض في النفوس , الطوابق واحداً تلو الآخر كانت خالية , مبارك كان يشعر بالخطر قريباً منه و يكاد يشتم رائحة أنفاسه الثقيلة, لم يشعر بالاطمئنان رغم وجوده في وسطهم الثلاثة , وجيب قلبه لم يكن يدل علي الخوف فقط ولكن علي الترقب أيضاً .

    وصلوا إلي الطابق الثاني , لم يكن هناك مفر من النزول إلـي الدور الأرضي ومجابهة الخطر , أوقفهم الباقر وهو ينظر من خلال النافذة الزجاجية إلي الساحة التي أضحت نهباً لأحذية السلطة ومعركة غير متكافئة تدور هناك حتى الطالبات لم ينجين من عصي الخيزران اللينة ثم يلقي بهم في السيارات مكشوفة الظهر مثل جوالات الذرة.

    - لا نستطيع النزول إلي أسفل

    قالها الباقر في حسم

    تلفتت الأعناق بحثاُ عن مخبأ , كانت الممرات الطويلة التي يحدها نصف جدار من الخارج تنتهي إلي جدار قائم آخر , ركضوا إلي الأبواب المغلقة بطول الممر محاولين فتحها ولكنها كانت جميعاً محكمة الإغلاق , بدأ اليأس يدب في صدورهم مع كل محاولة فاشلة ولكن ومن دون سابق إنذار فتح أحد الأبواب وأطل من خلفه وجه خمسيني يقبع خلف نظارة طبية , كان يلوح لهم بيده فركضوا في اتجاهه .

    سمح لهم بالدخول ثم أغلق الباب من ورائهم

    - رأيتكم من خلف شيش النافذة

    قالها د/ رضا هامساً

    كان المكتب الصغير يغص بالطلاب والكل صامت يتطلع إلي المجهول
    , دوران المروحة لم يكن مجدياً والهواء مثقلاً برائحة الأنفاس والجسد البشري
    مال حمزة علي عباس وهو يسأله هامساً
    - أليست هذه بنت الشيخ البدري ؟؟

    كان يشير إلي طالبة انتبذت ركناً قصياً محتضنة حقيبتها
    نظر إليها عباس ثم رد عليه ساخراً

    - وماذا سيفعل لها أبوها في هذا الموقف , إنه يوم الساعة لا ريب.

    صوت الأقدام الثقيلة كان يصلهم واضحاً ممزوجاً بصياح العساكر وعبثهم الماجن , الطرقات علي الباب كانت قوية فكتم الجميع أنفاسهم والدقائق تمر ثقيلة

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de