|
Re: ماذا قال الدكتور جلال يوسف الدقير عن ابى فى الراديو؟ (Re: Tagelsir Elmelik)
|
عفوا فأنا لم استمع لذلك الحديث في الاذاعة..لكنني أحب قول كلمات تناهزني: "الأستاذ شيخ الدين جبريل رحمه الله,كان رجلا من ذلك الجيل الذي لن يتردد في الزمان مرة أخرى. فيه روح الزاهد الصالح,ولسان الحكيم المعلم,انت تستمع اليه فتظن أن الزمان أستدار.. يعطيك من أحاديث الغابرين,ثم لبرهة يعود بك وأنت أبن اليوم,فكأنك ماتعلمت من أطاريف الحداثة شيئا. كان رجلا لا يعتمد على أحد.لا يكاد يرضى وقد بلغ من العمر عتيا أن تساعده.ولا يسأل أحدا المساعده,عليه رحمة الله,كأن أولئك نفر,الحياة تبتدأ وتنتهي وهم مبتسمون لا ينتصر عليهم مرض,ولا تنازعهم بأساء,كأنها ليست بحياتهم. أنا أحبه,وأرى فيه شخص أبي رحمهما الله,فقد كان معلما من خريجي الجامع الأزهر,وبينهما أجد روحا مشتركا يلطف لي المعاني حين تضيق الحياة. ذلك جيل الأدب والفطنة,فأنى لنا. كان رفيقا بالأطفال يعرف كيف ينتزع أبتسامتهم وهم في حبور ودعة ,كان الطفل لا يحس معه حاجزا ,وفي ذات الوقت لا يأتيه احساس الاجتراء. حينما يبتسم مرحبا بك في بشاشة,أنت الصغير الغرير,يعطيك وجودك لاغيا نفسه,حتى تظن أنك معطيه قبسا من علمك اذا أخذتك غرة. كان عالما بالدين واللغات وعلم النفس,غير أن الأدب أخذموقعا حبيبا الى نفسه كما بدا لي. كانت له ملكة الطرفة التي يختص بها العلماء,وعزوبة روح الفنانين,,وأنس الانسان العادي الذي يهتم فقط بأبجديات الحياة,وهيهات. أنا أسأل عن ذلك الجيل الذي ذهب,وتركنا بين حنيننا وأماكن حنيننا. غير أنهم تركونا وفي وجوهنا ملامحهم,وفي حناجرنا شيئ من أصواتهم,اذا نحن لسنا وحيدين أبدا. ربما ننظر الى جبل فنحس بما أحسوا وهم يطالعون ذات الجبل في زمان مضى. عليهم رحمة الله ورضوانه,وعلينا السلام.
(عدل بواسطة محمد بهنس on 12-24-2004, 07:15 AM)
| |
|
|
|
|