|
الحنين فى اشعار شنتير الرعوية
|
بما انى من المتناقدين الذين يعتقدون ان لحياة الشاعر اكبر الاثر على شعره فلا مشاحة ان نتحدث عن حياة شنتير الرعوية فبل حدوث النقلة الى الخارج والالتقاء بالاخر الاصفر وقد اثرت عليه حياته الرعوية ايما تاثر فهاهو شنتير يبكى و يحن ويأن ويقنت على حياته السابقة التى عاشها فى دعة رغم المشقة و النصب. ونرىهذا فى التمحور الذى حدث لشنتير الراعى وتمظهر فى هذه الاشعار المحملة بالاشوق والاحزان. نجد ان فى الغور تكنف عزابات الطفل الصغير شنتير وهو يسعى وراء اغنامه وفى السطح تظهر فى شكل هذه البكائيات على الماضى تمر العلاقة التفكيكة ببين النص فى عالمه الذاتى و النص فى عالمه الموضوعى محققا تزاوجا بين الذاتى والموضوعى.. الذى ينقض على النسق فيهده ويعيد بنيانه من جديد وهذا واضح فى قصيدته:_
--------- يا ابن عبد من تشاء دموعنا ودمع ناقة الأسفار في احتلاب وفي سفينة إبن يامنٍ قد أفرخ الغراب فانفضْ رمالَ قبرِك الكريمِ وانتفضْ فالأرض تعلوها مسوخٌ من سلالةِ الرخمْ -صوت نحاس- قد مات المتَلمّس أيضاً وقضى نحبه وانفضّ الجمعُ عن الأكوابِ الملأى بسمومِ ثمارِ الكرْمِ وصاح غرابُ الحيْ: ألا انتحروا فانتحرَ الكونْ واندلق الماءُ من النهرِ الأصفرْ قد كان دماً يا طرفة .. قد صار الماء دماً ْناداني صوتُ ابن العبدِ بجوفِ الصحراء قمْ يا شنتيرُ ترجّل ثم ألعقْ هذا الدمْ ارتعدت أوصالي في التوِّ .. فكيف يخاطبني الموتى؟ ْوبعد سماعِ صدى الصوتِ الآتي من جوفِ الصحراء أدركت بأني شيخٌ قد مات فداءَ الغبراءْ يا لعنة داحس والغبراء يا لعنة كل لقيطٍ يبعث فينا سيرة داحس والغبراء ملعونٌٌ كل الكوكبِ كل الكونِ فقد عض العقمُ الرحمَ .. ارتحلَ النجباءْ يا ابن العبدِ اسلفْني سيفَك والساعدْ لأطهرَ هذا الكونَ من اللقطاءْ
زمكانية الصمت صمتٌ يكتنف الآفاقْ الموج الصاخب يقذف بي .. حيث اللاحيثْ استيقظُ مذعوراً الظلمُة تسري في جسدي المرهقْ ويحيل سديم الكون رؤاي سرابْ أفتح عينِي لأرى نجماً يلتمع وحيداً وسْط الظلماتْ فتبدت لي هانوي!!ه هانوي مدينةُ من يعشقُ سرَّ الخلقِ وخلقَ الأسرارْ هانوي العرسْ .. هانوي الليلْ .. هانوي رحيقُ السمّارْ ها يا شنتير ها أنت الليلةَ ضيفْ فهل في الجيبِ غطاء؟ -شنتير يتنحنح- إحم إحم في جيبي حُقَّة بعض صعوطٍ ولفافةُ تبغٍٍ حالَ عليه الحولُ ْولم أشعلْ فيه ثقاب يا شنتير أطبْق الآهة فوق الآهة جر النم على هانوي وجود بغناها لا تخاف الفلس هانوي عزاز نزلاها تلقى الزمبعة ونفسك تعود لصفاها فكاهيات
لاحظ كمية عزابات ترك المكان المألوف الى مكان غير مألوف ولكن لم يتنكر شنتير لجزوره فهى تاى له فى شكل ذكريات و لكن ارجو انلا يفهم ان هناط قطيعة بين الماضى و الحاضر فى عقلية شنتير.فشنتر برؤيته الشعرية الواضحة جعل الماضى انطلاقة للمستقبل ولم يستغرقه الماضى بل تحرر منه لافاق اوسع ومستقبل ابهى فى ديمومة حياته المفضية الى صيرورة الذاتية التى حددت له سيرورته من الميلاد الى الممات. فكان راعيا عتيدا والى قصيدة اخرى قريبا
|
|
|
|
|
|