|
|
 لاول مرة ...مصر تنزل بثقلها لحل المشكلة السودانية
|
2003-09-01
لبحث تطورات المفاوضات مع قرنق والأوضاع في دارفور
مبارك يوفد ماهر وسليمان برسالة إلى البشير
الخرطوم القاهرة
بليغ حسب الله، محمد يوسف وردي:
يصل الى العاصمة السودانية الخرطوم اليوم (الاثنين) وزير الخارجية المصري أحمد ماهر ومدير المخابرات اللواء عمر سليمان في زيارة تستغرق بضع ساعات ينقلان خلالها رسالة الى الرئيس السوداني عمر حسن البشير من نظيره المصري حسني مبارك. ويلتقيان نائب البشير علي عثمان محمد طه ووزير الخارجية مصطفى اسماعيل وأعضاء وفد الحكومة السودانية الى مفاوضات السلام مع حركة التمرد الجنوبية التي يتزعمها العقيد جون قرنق. وستتطرق محادثاتهما في الخرطوم الى الصعوبات التي تعترض مفاوضات السلام السودانية والقتال الدائر في اقليم دارفور (غرب السودان)، فيما أكدت مصادر حكومية في الخرطوم ل “الخليج” ان الحكومة أقرت عقد لقاء بين نائب البشير وقرنق في منتجع كيني الأسبوع المقبل.
وأعلن في القاهرة أمس ان وفداً مصرياً رفيع المستوى سيزور الخرطوم اليوم برئاسة مبعوث الرئيس حسني مبارك الخاص اللواء عمر سليمان ووزير الخارجية احمد ماهر.
وتعكس الزيارة المقرر لها ان تستمر بضع ساعات تطورا لافتا في الاهتمام المصري بالملف السوداني، إذ من المقرر ان يلتقي الوفد الرئيس السوداني ونائبه ووزير الخارجية مصطفى عثمان قبيل اجتماعه بأعضاء وفد حكومة السودان المشارك في المفاوضات مع حركة التمرد الجنوبية.
واعتبرت مصادر مصرية مطلعة زيارة الوفد المصري بداية لضغوط مصرية على زعيم “الحركة الشعبية لتحرير السودان” قرنق بغية دفعه للتعاطي بمرونة اكثر مع عدد من الملفات المتعلقة بالحل النهائي للمشكلة السودانية. وتبدي مصر تحفظا شديدا على نقاط في “وثيقة ناكوري” ترى فيها تكريسا لفكرة انفصال الجنوب، وهي التحفظات التي سبق ان عكستها تصريحات لوزير الخارجية ماهر اتهم فيها قرنق بالتعنت، وطالب الوسطاء بممارسة الضغط عليه.
وتوقعت المصادر أن يتطرق الوفد في مباحثاته مع الجانب السوداني لقضايا أمنية تتعلق بالوضع في دارفور، والاتهامات التي وجهتها الحكومة الى حركة قرنق بدعم المتمردين الجدد هناك على خلفية ما يسببه ذلك الانفلات من إزعاج شديد للقاهرة باعتباره يهدد وحدة السودان.
ويأتي دعم القاهرة للبشير حسب المصادر في إطار تنسيق مصري سوداني يستهدف وضع تحوطات في حال دُفعت الخرطوم لكي تكون مسؤولة عن وقف المفاوضات، وتفادي أي ضغوط أمريكية في المفاوضات السودانية، وقالت المصادر: إذا وجدت الخرطوم نفسها أمام أي موقف غير منطقي في حال تعذر الوصول لاتفاق سلام فسوف يواجه ذلك بموقف مصري مؤازر للسودان، خصوصاً في ما يتعلق بالتداعيات المحتملة لأي تشدد أمريكي قد يفضي إلى فرض عقوبات.
وفي الخرطوم ذكر مصدر قريب من الدوائر الحكومية ل “الخليج” ان التحرك المصري في هذا الوقت بالتحديد يأتي بعد ضوء أخضر حصلت عليه القاهرة من واشنطن للتحرك والمساعدة في تسوية المشكلة السودانية.
وكشف المصدر ان الزيارة تأتي في المقام الأول للوقوف على آخر الترتيبات الجارية للقاء من المفترض ان يجمع بين نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه وزعيم حركة التمرد الجنوبية قرنق في نيروبي الأسبوع المقبل ضمن ترتيبات كان قد اتفق عليها وزير الخارجية الكيني كالينزو مسيوكا مع المسؤولين المصريين ابان زيارته الأخيرة للقاهرة.
وأكد المصدر ان الزيارة تعتبر مهمة جداً للتسوية في السودان، وتشكل دعماً لجولة مفاوضات السلام المقرر عقدها في 10 من سبتمبر/ أيلول. وستتطرق الاجتماعات بين المسؤولين المصريين والسودانيين الى مشكلة النزاع المسلح والمعارك الشرسة الدائرة في اقليم دارفور، فضلاً عن العلاقات الثنائية والأحداث المتسارعة في المنطقة العربية.
وقال المصدر إن الولايات المتحدة معنية كثيراً بالزيارة بعد ان ساءت أمورها في العراق ولم تستمع الى نصائح قدمتها القاهرة من قبل وتريد ان تستمع حالياً الى نصائح مصر في ما يخص السودان، مشيراً الى ان وفداً مصرياً رفيع المستوى لا يأتي الى السودان في مثل هذه الظروف التي تلتهب فيها قضيتا العراق وفلسطين إلا إذا كان هناك خطب جلل.
وأكدت مصادر سودانية رسمية ل “الخليج” ان ماهر وسليمان سيسلمان رسالة خطية من الرئيس المصري حسني مبارك الى نظيره السوداني عمر البشير تتعلق بالعلاقات الثنائية والأوضاع في المنطقة، وقالت انهم سيلتقون كبار المسؤولين في الحكومة لبحث مسائل تتعلق بتنفيذ الاتفاقيات وبروتوكولات التعاون المشترك، كما تتطرق المباحثات وفقاً للمصادر الى آخر تطورات ملف السلام بالسودان في أعقاب التقدم النسبي لجولة المفاوضات الأخيرة بين الحكومة وحركة التمرد الجنوبية خلال جولة المفاوضات السابقة.
وأشارت المصادر الى ان الأحداث الأخيرة في منطقة دارفور تدخل في اطار المحادثات خصوصاً حادثة اسقاط الطائرة الأسبوع الماضي. ولمحت الى دور مصري “استخباراتي” عبر تبادل معلومات بين الخرطوم والقاهرة في هذا الخصوص.
وفي سياق مواز، أكدت مصادر حكومية أخرى ل “الخليج” موافقة الخرطوم على عقد لقاء بين علي عثمان محمد النائب الأول للرئيس السوداني وجون قرنق في منطقة “نيفاشا” السياحية التي تقع على بعد 90 كيلومتراً من العاصمة الكينية نيروبي، قائلة ان اللقاء المرتقب تأكد عقده الأسبوع المقبل. ولم تستبعد ان تلقي زيارة المسؤولين المصريين اليوم الى الخرطوم بظلالها على هذا اللقاء.
وأفادت المصادر ان وزير الخارجية الكيني الذي زار القاهرة والخرطوم أخيراً والتقى بعد ذلك قيادات حركة التمرد في نيروبي تلقى موافقة الطرفين على اللقاء، وأشارت الى ان المقترح تدعمه مصر وتقف خلفه الولايات المتحدة. وأكدت المصادر ان الترتيبات لهذا اللقاء قطعت شوطاً بعيداً.
|
|
 
|
|
|
|
الكيك
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست