ذهنية التحريم (( تحريم الذهن)) 1 من2

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 10:40 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-04-2003, 07:39 AM

هدهد

تاريخ التسجيل: 02-19-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ذهنية التحريم (( تحريم الذهن)) 1 من2


    واما ثمر الشجرة التي في وسط الجنةلا تاكلا منه ولا تمساه لئلا تموتا (( العهد القديم / سفر التكوين/ فصل3)) هكذا خاطب الرب ادم وحواء في فردوسه المفترض ليعلن فكرة المحرم والتحريم ، ليصبح التحريم بداية الاشياء بالرغم من اعتبار العهد الجديد الكلمة هي البدء واعتبار الفعل هو البدء من قبل غوتة ومقابل مصدر التحريم وفكرته وادواته يظهر اكثر الشخصيات اثارة للجدل الا وهو الشيطان الذي اعتبر نبعا للشر وفق الديانات السماوية والهة يجب ارضائها تجنبا لشره من قبل بعض الديانات الاخرى واكبر الشخصيات ماساوية التي تعرضت للتشويه من قبل بعض المفكرين ، يحمل الشيطان ادوات المعرفة التي اشتهر بها في الميثولوجيا والحكايات الشعبية بل والموروث الثقافي عند الشعوب متوجها نحو حواء ليكشف الحقيقة (( لن تموتا ولكن الله يعرف انكما يوم تاكلان ثمرتلك الشجرة تتفتح اعينكما وتصيران مثله تعرفان الخير والشر /التكوين فصل 3 )) ان هذا الحوار يكشف اول عملية تزوير تعرض له الانسان ويؤدي التمرد عليه الى خلق اول انسان ثوري (( حواء)) يعد ان ياكل ادم وحواء ثمرة المعرفة التي تهز العروش وان كانت في السماء اذا ما امتلكها البشر، وينبري صوت الرب مخاطبا وبصفة الجمع المتشابه في الصفات (( صار ادم كواحد منا يعرف الخير والشر والان لعله يمد يده الى شجرة الحياة ايضا فياخذ منها وياكل فيحيا الى الابد )) وخوفا من امتلاك الانسان صفة الخلود الذي يمتاز به الرب يتم نفي الانسان من فردوس السماء وبه يسجل اول عملية نفي بالمفهوم السياسي المعاصر خوفا من ولادة (( الانسان - الالهة )) الذي تناوله ملحمة كلكامش قبل العهد القديم بالاف السنوات ان رغبة الالهة بالمفهوم الديني بالعمل على بقاء الانسان بعيدا عن المعرفة او وضع حدود لهذه المعرفة يماثله نفس الرغبة عند الالهات القديمة في الاساطير السومرية واليونانية القديمة حيث يكبل الهة الالهات زيوس الالهة برومثيوس بالاصفاد لتنهش النسور كبده لانه حمل النار هدية للانسان والنار وعبر العصور كان رمزا للنور والخير واداة للسيطرة على الطبيعة ، وفي منفاه الارضي يستمر الانسان بالنضال اليومي من اجل امتلاك المعرفة رغم قرارات التحريم وعقوبات النفي (( وكان لاهل الارض كلها لغة واحدة وكلام واحد فقال بعضهم للبعض تعالوا نبن لنا مدينة وبرجا راسه في السماء ونقم لنا اسما فلا نتشتت على وجه الارض كله..... فلما نزل الرب ينظر الى المدينة والبرج قال الرب / ها هم شعب واحد ولهم جميعا لغة واحدة ما هذا الذي عملوه الا بداية ،ولن يصعب عليهم شيء مما ينوون ان يعملوه فلننزل ونبلبل هناك لغتهم ، حتى لايفهم بعضهم لغة بعض فشتتهم الرب من هناك على وجه الارض كلها فكفوا عن بناء المدينة ولهذا سميت بابل لان الرب هناك بلبل لغة الناس جميعا )) (( التكوين فصل 3 )) وتشتت البشر وتنوعت اللغات ولكن الرغبة الازلية بامتلاك المعرفة وادواتها من قبل البشر لن يوقفه وصايا وفتوى المنع والتحريم والتكفير الذي يحاول ان يستمد شرعيته لا من علميته وانسانيته بل من جذوره التاريخية في الميثولوجيا التي بدات بالتحريم خوفا من امتلاك الانسان العلم الذي يشكل خطرا على كل انواع العبودية

    دانا جلال / السويد
    نقلاً عن الحوار المتمدن
                  

08-04-2003, 11:05 AM

THE RAIN
<aTHE RAIN
تاريخ التسجيل: 06-20-2002
مجموع المشاركات: 2761

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذهنية التحريم (( تحريم الذهن)) 1 من2 (Re: هدهد)

    هدهد

    تحايا بقدر الإشتياق وطول مسافة الدرب والغياب

    قبل لحظات كنت أرد على أحد الزملاء الأجلاء فى موضوع ال "لو" وقلت له، "لو" أن ذلك الفتى برومثيوس كان ذا عقل أكثر بلادة وجرأة أقل إقداما، لما سرق تلك النار العجيبة، ولما حكم على عقولنا، حتى تاريخه، بأن تنهشها نسور التجريم والتحريم

    ليته كان قنع بغشاوة الذهن وعتمة الروح فينا، لكان أراحنا من عناء البحث والأسئلة، ومن مكابدة الأشواق لتخضير العقول المجدبة، لكنه حكم زيوس الجبار

    تنبه الأقدمون قبلنا، وأحس بقليل خجل حين أدرك أنهم قد تنبهوا لضرورة إعمال الذهن فى تناول كل شئ وأى شئ، وهو ما عجزنا نحن الحاضرون عنه، أقول أنهم تبهوا لذلك، وتجد ذلك فى كل الحضارات الزاهية التى أشعلت نار الأسئلة والتى من خلال الإجابة عليها، يمكن الولوج الى روح المعانى وكنهها، بدءا بالصينيين والهنود ببوذاهم المشترك وكونفشيوس، والفرس بزراديشت، وحضارة الهيلينيين والأثينيين بكل ما فيها من زخم معرفى وفلسفى طاغى، والعرب، مع بعض التحفظ على هؤلاء، إستثناءا فقط للقرنين الثانى والثالث الهجريين، حيث سطع عقل عربى متميز ما فتئ أن خبأ ثانية، وأظنه هامد حتى الآن

    ما يزال العقل مسروقا يا هدهد، وكأن لعنة النار المسروقة قد حلت عليه

    ولنا عودة ثانية

    كان الله مد فى العمر
                  

09-08-2003, 07:50 PM

هدهد

تاريخ التسجيل: 02-19-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذهنية التحريم (( تحريم الذهن)) 1 من2 (Re: THE RAIN)

    ابو امنه لك التحية
                  

09-09-2003, 06:04 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذهنية التحريم (( تحريم الذهن)) 1 من2 (Re: هدهد)

    مكرر

    (عدل بواسطة bayan on 09-09-2003, 06:08 AM)
    (عدل بواسطة bayan on 09-09-2003, 06:22 AM)
    (عدل بواسطة bayan on 09-09-2003, 06:22 AM)

                  

09-09-2003, 06:20 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذهنية التحريم (( تحريم الذهن)) 1 من2 (Re: bayan)



    لقد اورد الكاتب وجهة نظره ورجع الى العهد القديم / سفر التكوين/ فصل3
    المعروف ان قصة آدم وحواء لم تروى بالتفاصل فى القرآن كما رويت فى الانجيل والتوراة و قد قامت المسيحية على مفهوم الخطيئة الاولى للبشر
    ومات المسيح للتكفير عنها و ويتعذب المسيحى للتكفير عنها
    على عكس الاسلام
    الى يركز على ان الانسان يولد وهو لا يحمل اى ذنب
    معه
    يولد ناصع الفطرة وخالى من الذنوب



    Quote: المحرم والتحريم ، ليصبح التحريم بدايةالاشياء



    هذا المفهوم يناقض المفهوم الاسلامى للحلال والحرام
    اذ ان هناك قاعدة فقهية اساسية تقول ان


    Quote: ان الاصل فى الاشياء الاباحة



    الا اذا اتى حكم وحرمها
    والذى له الحق فى التحريم هو الله سبحانه تعالى وحده
    لقد قال سبحانه تعالى لادم وحواء
    كل شئ مباح لكما الا هذه الشجرة
    فكان الاستثناء هو التحريم
    والعام هو التحليل
    ونرى الكاتب قد ذكر ان التحريم
    كان بداية الاشياء
    وهذامفهوم خاطئ لتفسير قصة آدم وحواء
    الواردة فىالعهد القديم / سفر التكوين
    وكذلك المفهوم العام
    الاسلامى لفهم
    التحليل و التحريم
    وآلياته
    وكأن الكاتب يريد ان يقول
    هناك تعارض بين
    الدين والعلم وهذا واضح فى قوله




    Quote: الرغبة الازلية بامتلاك المعرفة وادواتها من قبل البشر لن يوقفه وصايا وفتوى المنع والتحريم والتكفير الذي يحاول ان يستمد شرعيته لا من علميته وانسانيته بل من جذوره التاريخية في
    الميثولوجيا

    التي بدات بالتحريم خوفا من امتلاك الانسان العلم الذي يشكل خطرا على كل انواع العبودية




    هل يعد الكاتب الاديان السماوية من المثولجيا
    ام اننى قد فهمته خطأ؟
    اتمنى ان اكون مخطئة والا على الكاتب مراجعة
    معنى وحدود مصطلح
    ميثلوجى
    ومراجعة
    المقالات التى
    تحدثت عن كتاب ادونيس الثابت والمتحول
    لتعرف لماذا اختلف
    النقاد المسلمين معه
    اتمنى ان يكتمل لمقال
    حتى نفهم مقاصد الكاتب كاملة




    --------------------------------------------------------------------------------

    (عدل بواسطة bayan on 09-09-2003, 06:29 AM)
    (عدل بواسطة bayan on 09-13-2003, 08:07 AM)

                  

09-09-2003, 12:26 PM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذهنية التحريم (( تحريم الذهن)) 1 من2 (Re: bayan)




    هذه هى الايات التى تحدثت عن الخلق
    ولاحظ الاية35


    بسم الله الرحمن الرحيم

    وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (30) وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (33) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34) وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ (35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36) فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37) قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (3 وَالَّذِينَ كَفَرواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُولَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39)


    سورة البقرة
                  

09-09-2003, 10:36 PM

هدهد

تاريخ التسجيل: 02-19-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذهنية التحريم (( تحريم الذهن)) 1 من2 (Re: bayan)




    ذهنية التحريم (( تحريم الذهن )) ج2
    دانا جلال





    مهدي عامل ، حسين مروة واخرون ..... انهم اغتالوا التاريخ الانساني الممتد من العصر الحجري لحين العصر الذري لانهم اختصروا تاريخ العقل بالمسافة ما بين فوهة كاتم الصوت والجسد الانساني الباحث دوما عن الحرية الانسانية
    بعد الضجة الذي اثاره كتاب منصور فهمي في القاهرة عام 1913 لتعرضه لاحوال المرأة في الاسلام والضجة حول كتاب علي عبد الرزاق عام 1925 حول تساؤله عن كون النبي ملكا والضجة الاكبر في عام 1926 حول كتاب طه حسين الذي اثار مسألة قدسية اللغة العربية وصلتها بالشر العربي تزايدت الاصوات الحرة والاقلام التي لاتخاف رصاصات التكفير وبدأت رحلة البحث العلمي في التاريخ الاسلامي بكل جوانبه فها تتناول د نوال السعداوي موضوع الحج وترجع تاريخها الى ماقبل الاسلام مستندة في ذلك على النصوص التاريخية وتتناول في عصر تحجيب العقل مسألة الحجاب وتنفي وجود نص حول الحجاب ونتيجة لافكارها يتم رفع دعوى الحسبة لتفريقها عن زوجها الاديب والمفكر شريف حتاتة ويفشل ممثلي المؤسسة الدينية في ذلك حيث نجحوا قبلها مع المفكر نصر حامد ابو زيد بتفريقه عن زوجته ابتهال يونس واللذان اختارا الاغتراب في هولنده لا لشيء بل لانه قال بوحدة النص الديني مع سياقه التاريخي لان النص القراني بمعنى ان الرسالة والتنزيل حدثا في تاريخ زمني محدد وفي مكان جغرافي محدد وفي لغة خاصة محددة فهو اذن نتاج ثقافي ولن تنتهي قائمة المفكرين رغم فتاوى التكفير ويمكن اعتبار كتاب الايات الشيطانية ل سلمان رشدي اكثر الكتب اثارة للجدل على صعيد المؤسسة الدينية والاوساط الشعبية لاسباب يتعلق بفتوى الامام خميني بهدر دمه لاسباب سياسية وبرأينا ان الهدف كان هو خلق النموذج والرمز الالحادي لان الفكر والتاريخ الاسلامي يعج بالرموز وخاصة عند المذهب الشيعي وياتي اهمية التركيز على موضوع سلمان رشدي الذي يتمحور حول مسالة الغرانيق بكون الموقف من هذا الكتاب يمثل مهزلة لكثير من دعاة الفكر العربي الاسلامي حيث قام الناقد المصري باستبيان ل 13 عينة مصرية من الكتاب والمثقفين ورجال الدين ممن تناولوا رواية سلمان رشدي بالتعليق والاستنكار والتجريح والهجوم فتبين له ان عدد اللذين قرأوا الرواية لايتعدي شخصين فقط احدهم احمد بهاء الدين
    ولكن ماهو موضوع الغرانيق ؟ قيل ان الاسود بن مطلب والوليد بن مغيرة وامية بن خلف والعاص بن وائل وهم زعماء قريش قالوا للرسول يامحمد هلم نعبد ماتعبد وتعبد ما نعبد فنشترك نحن وانت في الامر وكان نتيجة العرض هذا ان الرسول لما صلى بأصحابه وقرأ سورة النجم انتهت قراءته الى قوله (( أفرأيتم اللات والعزى ومنات الثالثة الاخرى تلك الغرانيق العلا وان شفاعتهم لترتجى )) الناسخ والمنسوخ في القران الكريم / ابن سلامة ص 39 ان هذا النص هو جزء من عشرات النصوص التي تناولته الكتب التاريخية الاسلامية وكتب السيرة بما فيها الصحاحات التي تعتبر المرجع بعد القران والحديث من قبل المؤسسة الدينية وخاصة مذهب اهال السنة وهذا ماسنتناوله في الجزء الثالث
    دانا جلال /السويدِ
                  

09-09-2003, 10:45 PM

هدهد

تاريخ التسجيل: 02-19-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذهنية التحريم (( تحريم الذهن)) 1 من2 (Re: هدهد)



    ذهنية التحريم (( تحريم الذهن )) ج الاخير
    دانا جلال



    نزلت الايات 52 - 54 من سورة الحج لينسخ الايات 19 - 20 من سورة النجم التي تناولت موضوع الغرانيق (( وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبي الااذا تمنى القى الشيطان في امنيته فينسخ الله مايلقي الشيطان ثم يحكم الله اياته والله عليم حكيم )) وموضوعة الغرانيق من اكثر الموضوعات التي اثارت جدلا في الفكر والتاريخ الاسلامي ان لم نقل من اكثر الاشكالات التي مازالت تحرج المؤسسات الدينيةالاسلامية والغرانيق العلى (( الغرانيق ها هنا الاصنام وهي في الاصل من اصل الذكور من طيور الماء
    واحدها غرنوق سمي به لبياضه وقيل هو الكركي )) النهاية في غريب الحديث والاثر - ابن الاثير- ص1054 ويعرف خليل بن احمد الغرنيق في كتابه العين ص1028 بانه طائر ابيض العين اما الزمخشري والجوهري فيعرفانه بانه طائر ابيض طويل العنق من طيور الماء وكات قريش تطوف بالكعبة وتقول (( اللات والعزى ومناة الثالثة
    الاخرى فانهن الغرانيق العلى وان شفاعتهن لترتجى )) ابن الكليبي - الاصنام ص7 ويذكر النويري في كتابه نهاية الارب في فنون الادب ص3369 الظروف التي احاطت بالرسول والتي مهدت لقضية الغرانيق حيث يقول (( لما راى رسول الله ص من قومه كفا عنه جلس خاليا فتمنى فقال (( ليته لاينزل علي شىء ينفرهم عني )) فكان الذي تمناه الرسول والذي عرف بالغرانيق والذي يذكره الواحدي في كتابه اسباب نزول القران ص167 (( فانزل الله تعالى والنجم اذا هوى فقراها رسول الله ص حتى بلغ ( افرايتم اللات والعزى ومنات الثالثة الاخرى ) القى الشيطان على لسانه لما كان يحدث به نفسه وتمناه /تلك الغرانيق العلى وان شفاعتهن لترتجى فلما سمعت قريش ذلك فرحوا ومضى رسول الله ص في قراءته فقرأ السورة كلها وسجد في اخر السورة فسجد المسلمون بسجوده وسجد جميع من في المسجد من المشركين فلم يبق في المسجد مؤمن ولا كافر الا سجد الا الوليد بن المغيرة وابا احيحة سعيد بن عاص فانهما أخذا حفنة من البطحاء ورفعاها الى جبهتيهما وسجدا عليها لانهما كانا شيخين كبيرين فلم يستطيعا السجود وتفرقت قريش وقد سرهم ما سمعوا وقالوا قد ذكر محمد الهتنا بأحسن الذكر وقالوا قد عرفنا ان الله يحي ويميت ويخلق ويرزق لكن الهتنا هذه تشفع لنا عنده فان جعل لها محمدا نصيبا فنحن معه فلما امسى رسول الله ص اتاه جبريل ع فقال / ماذا صنعت ؟ تلوت على الناس ما لم اتك به عن الله سبحانه وتعالى وقلت ما لم اقل لك فحزن رسول الله ص حزنا شديداََََ وخاف من الله خوفا كبيراَ )) فاذا ما كان الواحدي يبرر الموضوع بتدخل الشيطان فان ابن سلامه في كتابه الناسخ والمنسوخ في القران ص41 يدخل موضوع النسيان في القضية مستدا على القران ( بعد ان قرأ الرسول اللات والعزى جاء جبريل عليه السلام وقال ما هكذا نزلت عليك فنسخها الله تعالى بقوله ( سنقرئك فلا تنسى ) ويعلق الثعلبي على الاية ( وفي الاية دليل على ان الانبياء يجوز عليهم السهو والنسيان والغلط بوسواس الشيطان او عند شغل القلب حتى يغلط ثم ينبه ويرجع الصحيح ) اما القرطبي في تفسير القرطبي ص3305 وعن ابن العباس يقول (ان شيطانا يقال له الابيض كان قد اتى رسول الله ص في صورة جبريل ع والقى في قراءة الرسول تلك الغرانيق العلى وان شفاعتهن لترتجى ) وقدذكر موضوع الغرانيق كل من ابن سعد / طبقات ابن سعد ج1 ص205 وتاريخ الطبري ج2 ص226 وتاريخ ابن الاثسر ج2 ص77 وسيرة ابن سيد الناس ج1 ص157 والبخاريج5 ص7 وج6 ص52 ومسلم ج2 ص88 والبهيقي في سننه ج2 ص314 وفي مجمع الزوائد ج7 ص115 وابن المطهر في البدء والتاريخ ص306 والنويري في نهاية الارب في فنون الادب ص3369 والذهبي في تاريخ الاسلام ص81 والهيتمي فيمجمع الزوائد ومنبع الفوائد ص1870ولكن ما هي النتائج التي تترتب عن عشرات المصادر الاسلامية التي تناولت قضية الغرانيق ان اقل مايمكننا القول فيه هو ضرورة حمل المؤسسة الدينية مئات الفتوى التكفيرية والمقرونة باحكام هدر الدم والعودة بالاتجاه المعاكس لمسيرة الزمن ليمارسوا اكبر عملية ابادة بحق اغلب المؤرخين المسلمين وختم كتبهم بالشمع الاحمر ليقعلوا جذورهم التاريخية لانهم وببساطة امام خيارين اما الاعتراف بالعلم والحقا ئق التاريخية وهذا ينسف شرعيتهم او تكفير الكتب والمؤلفين الذين كتبوا التاريخ الاسلامي وهذا يؤدي الى نفي وجودهم وهناك الخيار الثالث وهو عدم تكفير من قال بالغرانيق وامثالها سابقا ومن سيتناوله لاحقا من اجل الوصول الى الحقيقة العلمية

    دانا جلال /السويد
                  

09-11-2003, 09:18 AM

elsharief
<aelsharief
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 6709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذهنية التحريم (( تحريم الذهن)) 1 من2 (Re: bayan)

    فوووووق
                  

09-22-2003, 04:28 PM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذهنية التحريم (( تحريم الذهن)) 1 من2 (Re: bayan)

    up
                  

09-09-2003, 11:56 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48739

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذهنية التحريم (( تحريم الذهن)) 1 من2 (Re: هدهد)

    أشكر الأخت الكريمة الدكتورة بيان على تنبيهي لهذا البوست.. وسأعود بالتعليق فيما بعد..
                  

09-11-2003, 11:03 AM

ALazhary2
<aALazhary2
تاريخ التسجيل: 09-06-2003
مجموع المشاركات: 4966

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذهنية التحريم (( تحريم الذهن)) 1 من2 (Re: هدهد)

    اخي الكريم هدهد
    تحية طيبة الموضوع لطيف للغاية وشيق
    ومداخلات الاخوة كذلك
    فقط احب ان اورد بعض الايضاح حول مسالة الغرانيق

    ولك الود

    Quote: 19 - اسطورة الغرانيق

    قد يكون بين القرّاء من يودُّ التعرف على اسطورة «الغرانيق» التي رواها بعض مؤرّخي السنّة ومعرفة جذورها كما يودّ التعرف على الأيادي الخفية التي كانت وراء اختلاق هذه الاسطورة، وأمثالها من الأكاذيب، والمفتريات.

    ولقد أدرج بعضُ المؤلفين المسلمين بعض هذه المفتريات في مؤلفاتهم وجعلوها في عداد الحديث والتاريخ الصحيح من دون تمحيصها والتحقيق فيها، ثقة بكل من أظهر الاسلام، وتظاهر بالإيمان، وانضم إلى صفوف المسلمين !!

    ولكنّ اليوم حيث يجد العلماء فرصة اكبر للتحقيق في هذا النوع من الأحاديث والاخبار، والمنقولات والنصوص وبخاصة بعد أن توفّرت لديهم - بفضل جهود طائفة من المحققين المسلمين القواعد والضوابط الكفيلة بتمييز

    ______________________________

    (1) وهي التي يُطلَق عليها الاسرائيليات وقد ألّفَت في هذا المجال بعض الكتب.

    { 488 }

    الحسن عن القبيح، والصحيح عن السقيم، وفرز الحقائق التاريخية عن القصص الخياليّة، والروايات الاسطورية.

    من هنا لا ينبغي لكاتب مسلم ملتزم أن يعتبر كل ما يراه في مصنّف تاريخيّ أو غير تاريخيّ متقدِّم أمراً صحيحاً مقطوعاً بسلامته، ويرويه في كتابه من دون دراسة وتحقيق، وتمحيص وتقييم.

    ما هي اُسطورة الغرانيق ؟!

    يقولون : إن «الأسود بن المطلب» و«الوليد بن المغيرة» و«اُمية بن خلف» و«العاص بن وائل» وهم من زعماء قريش واسيادها قالوا لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله :

    يا محمّد هلم فلنعبد ما تعبد، وتعبد ما نعبدُ فنشترك نحن وانت في الأمر !!

    وقالوا ذلك رفعاً للاختلاف، وتضييقاً لشقّة الخلاف فأنزل اللّه سبحانه سورة الكافرين التي امر فيها نبيّه أن يقول في جوابهم :

    (لا أعبُدُ ما تعبدُون. ولا أنتُم عابِدُون ما أعبُد).

    ومع ذلك كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يرغب في أن يساوم قريشاً ويجاربهم وكان يقول في نفسه : ليت نزل في ذلك أمر يقرّبنا من قريش.

    وذات يوم وبينما كان صلّى اللّه عليه وآله يتلو القرآن عند الكعبة ويقرأ سورة «النجم» فلما بلغ قوله تعالى :

    (أفرأيتُم اللات والعُزّى. ومَناة الثّالِثَة الاُخرى).

    أجرى الشيطانَ على لسانِه الجُملتين التاليتين :

    (تِلك الغرانِيقُ العُلى مِنها الشفاعَةُ تُرتَجى)(1).

    فقرأهما من دون إختيار، وقرأ ما بعدها من الآيات، ولمّا بلغ آية السجدة سجد هو ومن حضر في المسجد من المسلمين والمشركين أمام الاصنام، إلا

    ______________________________

    (1) النجم : 19 و20.

    { 489 }

    «الوليد» الذي عاقه كبر سنه عن السجود !!

    وفرح المشركون، وارتفعت نداءاتهم يقولون : لقد ذكر «محمّد» آلهتنا بخير.

    وانتشر نبأ هذه المصالحة والتقارب بين رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله والمشركين، المهاجرين الى الحبشة، فعاد على أثرها جماعة منهم إلى مكة، ولكنّهم ما أن كانوا على مشارف «مكة» إلا وعرفوا بأن الأمر تغير ثانية، وأن ملك الوحي نزل على النبيّ وأمره مرة اُخرى بمخالفة الاصنام ومجاهدة الكفار والمشركين، وأخبره بأن الشيطان هو الّذي أجرى تينك الجملتين على لسانه، وانه لم يقله وأنه ليس من «الوحي» في شيء أبداً.

    وعندئذ نزلت الآيات (52 - 54) من سورة «الحج» التي يقول اللّه تعالى فيها :

    (وما أرسلنا مِن قبلِك مِن رَسُول ولا نبِيٍّ إلا إذا تمنّى ألقى الشيطانُ في اُمنِيّتِهِ فينسَخُ اللّه ما يُلقي الشيطانَ ثم يُحكِمُ اللّه آياتهِ واللّهُ علِيم حكيم.

    ليجعل ما يُلقي الشيطانُ فِتنةً لِلّذين في قُلُوبهم مرض والقاسيَةِ قُلُوبهم، وإن الظّالِمين لفِي شِقاق بعيد ولِيعلمَ الّذين اُوتُوا العلم أنّه الحقّ مِن ربك فيُؤمنُوا به فتُخبتُ لهُ قلُوبُهم وإنّ اللّه لهادِ الّذين آمنُوا إلى صِراط مُستقيم).

    هذه هي خلاصة اُسطورة «الغرانيق» التي أوردها «الطبري» في تاريخه(1) ويذكرها ويردّدها المستشرقون المغرضون بشيء كبير من التطويل والتفصيل !!

    محاسبة بسيطة لهذه الاسطورة

    لنفترض أن «محمّداً» لم يكن نبياً مرسلاً ولكن هل يمكن لأحد أن ينكر ذكاءه وحنكته، وفطنته وعقله.

    فهل لعاقل فَطِن، محنّك لبيب مثله أن يفعل مثل هذا ؟

    ان الذكيّ اللبيب الذي يجد انصاره يتكاثرون ويتزايدون يوماً بعد يوم

    ______________________________

    (1) تاريخ الطبري : ج 2 ص 85 و76.

    { 490 }

    وتقوى صفوفهم اكثر فاكثر بينما تتفرقُ صفوفُ أعدائه ومناوئيه ويتناقص معارضوه وخصومُه، هل يقدم في مثل هذه الحالة على عمل يوجب ان يسيء الجميعُ ظنهم به، ويشك الصديق والعدوُ في أمره ؟!

    هل تصدّق أنت أيها القارئ الكريم أن رجلاً ترك جميع الأموال والمناصب التي عرضتها قريش عليه، في سبيل دينه الحنيف، وعقيدته التوحيد أن يصبح مرة اُخرى من دعاة الشرك، ومروّجي الوثنية ؟؟!

    إننا لن نصدّق بمثل هذا الاحتمال في حق مصلح أو سياسي عادي من الساسة والمصلحين فكيف برسول اللّه ونبيّه العظيم.

    رأي العقل في هذه القصة :

    1 - إن العقل يحكم بان المرشدين الذين يبعثهم اللّه تعالى الى البشرية لهدايتها وارشادها، وتزكيتها وتعليمها مصونون عن أي خطأ وزلل بقوة (العصمة) التي اُوتوها، اذ لو تعرض مثل هؤلاء الى الخطأ والزلل في اُمور الدين لزالت ثقة الناس بهم وبكلامهم.

    يجب علينا ان نقارن بين أمثال هذه القصص، وبين هذا الأصل العقائديّ المنطقي ونعالج بواسطة معتقداتنا القوية المبرهنة متشابهات التاريخ ومعضلاته.

    إنّ من المسلّم أن عصمة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله كانت تمنعه وتحفظه من أي نوع من هذه الحوادث في تبليغ رسالته السماوية.

    2 - إن هذه الاسطورة تقوم أساساً على أن النبيّ قد تعب من أداء مهمّته التي ألقاها اللّه سبحانه عليه، وقد شقّ عليه ابتعاد الوثنيّين عنه، فكان يبحث عن مخلَص من هذا الوضع المتعِب، يكون طريقاً - حسب تصوره - إلى إصلاح وضعهم !!

    ولكن العقل يقضي بأن على الانبياء أن يكون صابرين حلماء أكثر ممّا يتصور، وأن يكونوا مضرب المثل عند الجميع في ذلك، فلا يُحدّثوا أنفسَهم بالتهرّب من المسؤولية وترك الساحة مطلقاً، مهما اشتدّت الظروف، وتأزّمت

    { 491 }

    الأحوال.

    بينما لو صحّت هذه الرواية - الاسطورة لكانت دليلاً على أنَّ بطلَ حديثنا قد فقد عنان الصبر وأفلت منه زمام الثبات والاستقامة وانه بالتالي تعب وملّ، وضني وكلّ، وهو أمر لا ينسجم مع ما يحكم به العقل السليمُ في حق الأنبياء، كما لا يتفق كذلك مع ما عهدناه من سوابق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ومن مستقبله أبداً.

    إن مختلق هذه الاسطورة لم يمرّ بخاطره وباله أنّ القرآن الكريم شهد ببطلان هذه القصة، اذ يعد اللّه تعالى نبيه الكريم، بأن لا يتسرّب الى القرآن أي شيء من الباطل إذ قال :

    (لا ياتِيه الباطِلُ مِن بينِ يديه ولا مِن خلفِه)(1).

    كما وعده أيضاً بأن يصونه عبر جميع أدوار البشرية من أي حادث سيئ اذ قال سبحانه :

    (إنّا نحنُ نزّلنا الذِكر واِنّا لهُ لحافِظُون)(2).

    ومع ذلك كيف يستطيع الشيطان الرجيم عدو اللّه أن ينتصر على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ويسرّب الى القرآن شيئاً باطلاً، ويصبح القرآنُ الذي تقوم معارفه وتعاليمه على أساس معاداة الوثنية ومحاربتها داعياً الى الوثنية ؟؟!!

    إنه لأمر عجيب جداً أن يفتري مختلِقُ هذه الاسطورة أمراً ضدّ التوحيد في موضع قد كذّبه القرآنُ قبل هذا المكان بقليل إذ قال اللّه تعالى :

    (وما ينطِقُ عن الهَوى. إِن هُو إلا وحي يُوحى)(3).

    فكيف يترك اللّه نبيّه - وقد وعده بهذا الوعد - من دون حفيظ، ويسمح للشيطان بأن يتصرف في قلبه وعقله ولسانه ؟؟

    إن هذه الأدلة العقلية إنما تفيد من يكون مؤمناً بنبوة محمّد صلّى اللّه عليه وآله ورسالته.

    ______________________________

    (1) فصّلت : 42.

    (2) الحجر : 9.

    (3) النجم : 3 و4.

    { 492 }

    واما المستشرقون الذين لا يعتقدون بنبوته، ويعمدون الى شرح ونقل وترديد أمثال هذه الأساطير للحط من شأن دينه ورسالته فلا تكفيهم هذه الدلائل، فلا بدّ أن ندخل معهم في البحث من باب آخر.

    تكذيب القِصَّة من طريق آخر

    إنّ النصّ التاريخيّ يقول : إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله قرأ هذه السورة، وكبار قريش واكثرهم من عمالقة الكلام، وأبطال الفصاحة والبلاغة العربية حضور في المسجد ومنهم «الوليد بن المغيرة»، متكلم العرب ومنطيقها المفوّه المعروف بينهم بالذكاء وحصافة العقل والنباهة، وقد سمعوا جميعاً هذه السورة إلى ختامها حيث سجد الجميع بسجدتها.

    فكيف اكتفى هذا الجمعُ المؤسسُ للفصاحة والبلاغة الذين كانوا ينقدون كل ما يعرض عليهم نقداً دقيقاً ؟

    كيف اكتفوا بتينك الجملتين اللتين امتدحتا آلهتهم، وقد تضمنت الآيات السابقة عليهما، واللاحقة لهما على شتم آلهتهم وتفنيدها، والازدراء بها بصورة صارخة وصريحة ؟!

    كيف تصور مختلق هذه الاكذوبة الفاضحة، تلك الجماعة أصحاب اللغة العربية وآباءها ونقّاد الكلام المعدودين عند العرب كلّها من عمالقة الفصاحة والبلاغة بلا منازع، والذين كانوا أعرف من غيرهم باشارات تلك اللغة، وكناياتها (فضلاً عن تصريحاتها).

    كيف اكتفى هؤلاء بتينك العبارتين في امتداح آلهتهم، وغفلوا عما سبقها ولحقها من الذمّ لها والطعن الصارخ فيها ؟

    إنه لا يمكن قط أن نخدع العادّيين من الناس بهاتين الجملتين المحفوفتين بكلام مطوّل يذم عقائدهم وسلوكهم فكيف بمن عُرف باللب، والحصافة، والحكمة والذكاء ؟

    وها نحن ندرج هنا الآيات المتعلّقة بالمقام ونترك أصفاراً (وفراغاً) في مكان

    { 493 }

    الجملتين اللتين اُدّعي اضافتهما، ثم نترك للقارئ نفسه أن يقيم بنفسه هل لتينَك الجملتين مكان بين هذه الآيات (التي وردت في ذمّ الاصنام والقدح فيها) : وإليك هذه الآيات :

    (أفرأيتُمُ اللاتَ والعُزّى. ومناةَ الثالثِةَ الاُخرى...(1) ألكُم الذَّكرُ ولهُ الاُنثى. تِلك إذاً قِسمَةً ضِيزى. إن هِي إلا أسماء سمّيتُمُوها أنتُم وآباؤُكم ما أنزَل اللّه بِها مِن سُلطان)(2).

    ثم هل يسمحُ إنسان عاديّ لنفسه أن يكفّ عن معاداة نبيٍّ هاجمَ عقائدهُ طيلة عشرة اعوام، وهدر إستقلاله وكيانه، وجرّ عليه الشقاء بتسفيه أحلامه، وشتم آلهته، لعبارات متناقضة وكلام خليط من الذّم الكبير والمدح العابر.

    دَليل لغَويُّ على تفنيد هذه الاسطورة

    يقول العلامةُ الجليلُ الشيخ محمّد عبدُه : لم يُستعمَل لفظ الغرانيق في الآلهة أبداً لا في اللغة ولا في الشعر العربي(3).

    و«غرنوق» و«غرنيق» اللذان جاءا في اللغة استعملا في نوع من طيور الماء أو الشابّ الجميل، ولا ينطبق أيُ واحد من هذه المعاني على الآلهة.

    وقد اعتبر احدُ المستشرقين يدعى «السير وليم مويير» قصة «الغرانيق» هذه من مسلَّمات التاريخ واستدل لها بقوله : لم يكن يمضي على هجرة المهاجرين الاول إلى الحبشة اكثر من ثلاثة أشهر يوم صالح محمّد قريشاً فعادوا إلى مكة.

    إن المسلمين الذين هاجروا إلى تلك الأرض وكانوا يعيشون في أمن وطمأنينة في جوار النجاشيّ إذا لم يكونوا يبلغهم نبأ مصالحة النبيّ لقريش لما عادوا إلى مكة للقاء بذويهم.

    فاذن لا بدَّ أنّ «محمّداً» قد تذرّع بشيء لمصالحة قريش، والتقرّب اليها،

    ______________________________

    (1) مكان الجملتين المزعومتين : تلك الغرانيق.. الى آخرها.

    (2) النجم 19 - 23.

    (3) نقله عنه القاسمي في تفسيره : ج 12 ص 55 - 56.

    { 494 }

    وهذا الشيء هو قصة الغرانيق» !!(1).

    ولكن يجب أن نسأل هذا المستشرق المحترم :

    أولاً : لماذا يجب أن تكون عودة المهاجرين ناشئة عن نبأ صحيح حتماً.

    إن النفعيين وذوي الأهواء والأغراض يسعون دائماً إلى بثّ عشرات بل مئات الأخبار الكاذبة بين جماعتهم لتحقيق مآرب خاصّة لهم، فما الذي يمنع من أن نحتمل أن هناك من افتعل خبر مصالحة النبيّ لقريش بهدف إرجاع المهاجرين من الحبشة الى «مكة». وقد صدق بعض اُولئك المهاجرين هذا الخبر الكاذب فعادوا إلى أرض الوطن، بينما لم ينخذع الآخرون بها وبقوا في الحبشة ولم يعودوا الى مكة ؟؟

    ثانياً : لنفترض أن النبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وآله كان يريد أن يصالح قريشاً، فهل يكونُ الطريق إلى السلام والمصالحة منحصراً في افتعال هاتين الجملتين.

    ألم يكن إعطاء مجرّد وعد مناسب أو مجرّد السكوت عن عقائدهم كافياً لتهدئة خواطرهم، واجتذاب قلوبهم نحوه ؟

    وعلى كلّ حال فان عودة المهاجرين لا يكونُ دليلاً على صحّة هذه الاُسطورة، كما أن المصالحة، والتقارب غير متوقفين على النُّطق بهاتين الجملتين.

    والأعجب من هذا أن البعض تصوَّر أن الآيات (52 - 54 من سورة الحج) قد نزلت في قصة الغرانيق.

    وحيث أن هذه الآيات قد وقعت ذريعة بأيدي المستشرقين ومرتكبي جريمة التحريف في التاريخ، فاننا نعمدُ هنا إلى توضيح مفاد هذه الآيات، ونبين للقارئ بأنها تنظر إلى امر آخر، ولا ترتبط بهذه القصة بتاتاً.

    وها هو نصُّ الآيات المشار إليها :

    (وما أرسَلنا مِن قبلِك مِن رسُول ولا نبيٍّ إلا إذا تمنّى ألقى الشَّيطانُ في اُمنِيّتِه فينسَخُ اللّه ما يُلقي الشُّيطانُ ثم يُحكِمُ اللّه آياتِه، واللّه عليم حَكيم

    ______________________________

    (1) راجع حياة محمّد : ص 165 و166.

    { 495 }

    ليَجعَلَ ما يُلقِي الشّيطانُ فِتنَةً لِلَّذين في قُلُوبِهم مرَض والقاسِيَة قُلُوبُهُم وإن الظالِمين لَفِي شِقاقٍ بعيدٍ ولِيعلمَ الّذينَ اُوتُوا العِلم أنّهُ الحقُّ مِن ربِّك فيُؤمنُوا بهِ فتُخبتَّ له قُلوبُهُم وأنَّ اللّه لهاد الّذين آمنوا إلى صِراط مُستقيمٍ).

    والآن يجب أن نبين مفاد الآيات ولنبدأ بالآية الاُولى :

    انّ الآية الاُولى تذكِّرُ بثلاثة اُمور هي :

    1 - انّ الأنبياء والرسل يتمنون.

    2 - انَّ الشيطان يتدخّل في تمنياتهم.

    3 - انّ اللّه يمحي آثار ذلك التدخّل.

    وبتوضيح هذه النقاط الثلاث يتضح مفاد الآية والمراد منها.

    واليك توضيح تلكم النقاط الثلاث :

    1- ما هو المقصود من تمني الانبياء والرسُّل

    لقد كان الأنبياء والرسل يحبّون هداية اُممهم، ونشر دينهم وتعاليمهم فيها، وكانوا يدبّرون اُموراً ويخطّطون خططاً لتحقيق أهدافهم هذه، كما كانوا يتحملون في هذا السبيل كل المتاعب والمصاعب، ويثبتون في جميع المشكلات والمحن.

    ولم يكن رسول الاسلام صلّى اللّه عليه وآله مستثنى عن هذه القاعدة، فقد كان صلّى اللّه عليه وآله يخطط لتحقيق أهدافه كثيراً، ويهيّئ مقدمات ويبيّن القرآن هذه الحقيقة بقوله :

    (وما أرسلنا مِن رسُول ولا نبيّ إلا إذا تمنّى).

    فاتّضح إلى هنا المراد من لفظ تمنّى ولنشرح الآن النقطة الثانية.

    2 - ما هو المقصود من تدخّل الشيطان ؟

    إن تدخُّل الشيطان يمكن أن يتم على نحوين :

    1 - أن يوجد الشك والترديد في عزم الانبياء، ويوحي إليهم بأنّ هناك

    { 496 }

    عوائق كثيرة تحول بينهم وبين أهدافهم، ولذلك لن يحرزوا نجاحاً في تحقيق تلك الأهداف.

    2 - بأن الأنبياء كلما مهّدوا لأمر وهيّاوا له مقدّماته، وظهرت منهم أمارات تدلُّ على أنهم مقدِمون على تنفيذه فعلاً أقام الشيطان ومن تبعه من شياطين الانس العراقيل والموانع في طريقهم، ليمنعوهم من الوصول إلى غاياتهم.

    أما الاحتمالُ الأول فلا ينسجم لا مع الآيات القرآنية الاُخرى ولا مع الآية اللاحقة.

    أمّا مِن جهة الآيات الاُخرى فلأنّ القرآن ينفي بصراحة لا صراحة فوقها أنه لا سلطان للشياطين على أولياء اللّه وعباده الصالحين (ولو بأن يصوّروا لهم بأنهم لن يقدروا على تحقيق آمالهم، وأهدافهم) إذ يقول :

    (إنّ عِبادي ليس لك عليهِم سُلطان)(1). ويقول أيضاً :

    (إنّه ليسَ لهُ سُلطان على الّذينَ امنُوا وعلى ربّهم يتوكّلُون)(2).

    إن هذه الآيات، والآيات الاُخرى التي تنفي سلطان الشيطان على أولياء اللّه وعباده الصالحين، وتأثيره في قلوبهم ونفوسهم لخيرُ شاهد وأفضل دليلٍ على أنّ المقصود من تدخّل الشيطان في تمنيات الأنبياء ليس بمعنى إضعاف عزيمتهم، وإرادتهم وتكبير الموانع والعراقيل في نظرهم.

    أمّا من جِهَة الآيات المبحوثة فان الآية الثانية والثالثة تفسِّر وتشرح علّة التدخّل على النحو الآتي :

    إننا نختبر بهذا العمل فريقين من الناس : الفريق الأول : الّذين في قلوبهم مرض، والفريق الثاني : الذين يؤمنون باللّه واليوم الآخر.

    يعني أنّ تدخُّل الشيطان في أعمال الأنبياء عن طريق تحريك الناس ضِدَّهم وضدّ أهدافهم يوجب مخالفة الفريق الأوّل ومعارضتهم للانبياء في حين يكون الأمر على العكس من ذلك في الفريق الثاني فانه يزيد من ثباتهم وصمودهم.

    ______________________________

    (1) الحجر : 42، الاسراء : 65.

    (2) النحل : 99.

    { 497 }

    وان بيان أن لتدخل الشيطان في تمنيات الانبياء، مثل هذين الاثرين المختلفين (أي يحمل فريقاً على المخالفة وفريقاً آخر على الثبات والصمود) يفيد أن المراد بالتدخل هنا هو المعنى الثاني، يعني ان التدخل يحصل عن طريق تحريك الناس ضدّهم، وإلقاء الوساوس في قلوب أعدائهم، وخلق الموانع والعراقيل في طريقهم لا أنهم يتصرفون في نفوس الأنبياء وقلوبهم ويضعفون ارادتهم وعزمهم.

    إلى هنا اتضح معنى تدخّل الشيطان في تمنيات الانبياء والرسل.

    والآن حان الحين لتوضيح المطلب الآخر يعني محو آثار هذا التدخل.

    3 - ما هو المقصود من محو آثار التدخل ؟

    اذا كان معنى تدخّل الشيطان هو تحريك الناس وتأليبهم ضد الانبياء ليمنعوا الأنبياء والرسل من التقدم في أهدافهم، فان محو آثار التدخّل الشيطاني من قبل اللّه - حينئذٍ - يكون بمعنى ان اللّه يدفع عن أنبيائه ورسله كيد الشيطان ليتضح الحقُّ للمؤمنين، ويكون إختباراً لمرضى القلوب كما يقول تعالى في آية اُخرى :

    (إنّا لنَنصُر رُسُلَنا والّذين آمنُوا في الحياة الدّنيا)(1).

    وخلاصة القول : أن القرآن يخبر - في هذه الآيات - عن سنة للّه قديمة في مجال الأنبياء وهي :

    إن تمنّي التقدم في الأهداف وتمنّي التوفيق في هداية الناس هو فعل الانبياء دائماً.

    ثم يأتي الدور لتدخّل الشيطان وأتباعه من شياطين الإنس والجنّ، وذلك بايجاد الموانع والعقبات في طريق الأنبياء والرسل.

    ثم يأتي من بعد ذلك حلول المدد الإلهي الغيبيّ بمحو وفسخ كلّ التدابير الشيطانية المضادّة لأهداف الانبياء المعرقِلة لتحقيق أمانيّهم.

    وهذه هي إحدى السنن الالهية الثابتة التي جرت في جميع الاُمم السالفة.

    ______________________________

    (1) غافر : 51.

    { 498 }

    إن تاريخ الأنبياء والرسل وقصصهم من نوح وإبراهيم وأنبياء بني إسرائيل وبخاصّة موسى وعيسى عليهما السّلام، وتاريخ حياة الرّسول الاكرم صلّى اللّه عليه وآله خير شاهد على هذا المطلب.

    وينبغي إستكمالاً لهذا البحث أن نقول : ولأجل ما ورد على هذه القصة الاُسطورية من مؤاخذات رفضها وفنّدها بعض المحققين من أهل السنة اذ قال بعد ذكرها على النحو الذي ادرجها الطبري في تاريخه وأرسله ارسال المسلّمات :

    (وأهل الاُصول يدفعون هذا الحديث بالحجة).

    ومن صحّحهُ قال فيه أقوالاً :

    منها : ان الشيطان قال ذلك وأذاعه والرسول عليه الصلاة والسّلام لم ينطق به.

    (وذكر وجوهاً اُخرى ثم قال والحديث على ما خيّلت غير مقطوع بصحته(1).
                  

09-11-2003, 01:51 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48739

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذهنية التحريم (( تحريم الذهن)) 1 من2 (Re: هدهد)


    أشكر الأخ هدهد على نقل مقال دانا جلال من السويد..

    سأشارككم بنقل بعض ما كتبه الأستاذ محمود في هذا الأمر حتى يكون من ضمن الأرضية التي يتم حولها النقاش..

    لقد سأل أحد القراء الأستاذ محمود هذا السؤال

    هل شجرة التفاح التي أكل منها آدم وحواء في الجنة هي شجرة المعرفة ـ معرفة الخير والشر وهل يعني هذا أن المعرفة خطيئة؟

    وقد نشر السؤال والإجابة عليه في كتاب اسمه "أسئلة وأجوبة الجزء الأول"ـ
    في هذه الصفحة
    http://www.alfikra.org/books/bk019/pg18.gif
    وأنا هنا أنقل لكم الإجابة من تلك الصفحة..

    هذه الشجرة يمكن أن تكون أي شجرة.. المهم أنه قد وقع عليها التحريم، والتحريم حكم شرعي، فليس هناك شئ هو في عينه حرام، وعندما خالف آدم الأمر بالتحريم إنما أخطأ لأنه اختار إرادته هو عن أمر ربه، ولذلك فقد غوى .. فعندما كان آدم طائعاً لله لم يكن يعرف الشر، فهو في الخير المطلق، وعندما اختار نفسه عن ربه تورط في الشر .. وسميت الشجرة معرفة الخير والشر ـ وعندنا أن الشجرة التي أكل منها آدم هي شجرة التين، فإن شجرة التين، حسيا، ترمز إلى النفس الأمارة.. وترمز إلى الزوجة ـ حواء ـ ولذلك فإن المعصية، بالأكل منها، تداعت إلى اتصال آدم بحواء جنسياً، قبل أن يؤذن له، فتكون له، بذلك الإذن، زوجاً شرعية، حلالاً طيبة .
    و إذن فالمعرفة ليست خطيئة، وإنما الخطيئة الجهل، وهو هنا يتمثل في مخالفة أمر الله ـ ((وعصى آدم ربه ، فغوى)).

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 09-13-2003, 07:17 AM)

                  

09-11-2003, 02:42 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48739

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
آدم وحواء (Re: هدهد)


    الأخ هدهد والجميع
    تحية واحتراما

    الفقرات التالية التي سأنقلها لكم من كتاب "القرآن ومصطفى محمود والفهم العصري"ـ وهو كتاب كتبه الأستاذ محمود محمد طه ونشر في يناير 1971 ردا على كتاب الدكتور مصطفى محمود "القرآن: محاولة لفهم عصري"ـ وكان قد نشر على حلقات في مجلة صباح الخير تحت إسم: "القرآن: محاولة لتفسير عصري"ـ
    http://www.alfikra.org/books/bk020/index.htm
    وهذا الجزء الذي أنقله شيق جدا وفي بابه تماما في هذا البوست..
    =================
    آدم وحواء
    وفي صفحة 80 عن الشجرة أنت ترى: (أنها رمز للجنس، والموت، اللذين تلازما في قصة البيولوجيا.. حينما أخذت الكائنات الحية، بطريق التلاقح الجنسي، تتكاثر، فكتبت على نفسها، طارئ الموت.. ولم تكن الكائنات قبل ذلك تموت، بل تتجدد، وتعود إلى الشباب بالإنقسام الذاتي: كان التلاقح الجنسي، هو الشجرة المحرمة، التي أكلت منها الحياة، فهوت من الخلود إلى العدم.. وبالمثل كان زواج آدم وحواء، هو زواج إثنين، من الخالدين في الجنة.. وفي مثل هذا الزواج لم تكن توجد وظيفة للنكاح، والتلاقح الجنسي.. فالخلود حقيقة قائمة، ولا حاجة للنسل، لاستمرار الحياة.. وكان الشيطان يعلم أن شجرة النسل هي إيذان ببدء الموت، والطرد من جنة الخالدين.. فكذب على آدم، وسول له أنها شجرة الخلود بعينها.. وأغراه بأن يخالط زوجه بالجسد)..
    أنت تقول هذا بعد أن تعرضت، في صفحة 79، لرفض رأي الذين يقولون: أنها شجرة المعرفة.. حيث تقول: [يقول بعض المفسرين أنها شجرة المعرفة وأنها رمز.. وهو تفسير غير مقبول.. فالله لم ينه الإنسان عن طلب المعرفة بل هو على العكس كان يحضه على طلب العلم.. (وقل ربي زدني علما)..
    (قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق)]
    ونحن نرى معك أن الشجرة هي العلاقة الجنسية، ولكننا لا نرى رفض القول بأن الشجرة هي المعرفة، ذلك بأن الله لم ينه عن العلاقة الجنسية، وإنما نهى أن تكون تلك العلاقة بغير شريعة.. إن آدم هو زوج حواء في الحقيقة، لأنها انبثاق نفسه السفلى، عنه خارجه.. ولكن الله أراد له أن تكون زوجه في الشريعة.. والتكليف الذي وردت إليه الإشارة في الآية التالية، حين قال، تعالى: (ولا تقربا هذه الشجرة)، إنما هو بدء الشريعة.. قال تعالى: (ويا آدم اسكن، أنت وزوجك، الجنة، فكلا من حيث شئتما، ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين * فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري من سوآتهما.. وقال: ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة، إلا أن تكونا ملكين، أو تكونا من الخالدين * وقاسمهما أني لكما لمن الناصحين * فدلاهما بغرور.. فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوآتهما، وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة.. وناداهما ربهما: ألم أنهكما عن تلكما الشجرة؟؟ وأقل لكما: إن الشيطان لكما عدو مبين؟؟ * قالا: ربن‍‍ا‍!! ظلمنا أنفسنا، وإن لم تغفر لنا، وترحمنا، لنكونن من الخاسرين * قال: اهبطوا‍!! بعضكم لبعض عدو.. ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين * قال فيها تحيون، وفيها تموتون، ومنها تخرجون).. فكأن القول بأن الشجرة هي شجرة المعرفة يستقيم مع القول بأن الشجرة هي اللذة الجنسية.. فاللذة الجنسية غير محرمة داخل الشريعة، وإنما هي محرمة خارجها – هي غير محرمة إذا أخذت بحقها – وحقها يقتضي معرفة الحرام، والحلال.. والذي يسمع قولك: (ولم تكن الكائنات قبل ذلك تموت بل تتجدد وتعود إلى الشباب بالإنقسام الذاتي).. الذي يسمع هذا القول يشعر بأن مرحلة التجدد بالإنقسام الذاتي، أكمل من مرحلة الموت، وهذا خطأ جسيم.. وقولك: (كان زواج آدم وحواء هو زواج إثنين من الخالدين في الجنة.. وفي مثل هذا الزواج لم تكن توجد وظيفة للنكاح والتلاقح الجنسي فالخلود حقيقة قائمة ولا حاجة للنسل لاستمرار الحياة)، يدل على جهل بحقيقة وظيفة النكاح، إذ يجعل النسل هو همها الأول، والحق أن اتساع حياة كل من الزوجة والزوج، بممارسة اللذة التي بها يتسامى الحب، هو الوظيفة الأساسية للزواج.. فإنه، إن يكن كما زعمت، يكن الفرد وسيلة للجماعة.. وهذا أمر يضع العربة أمام الحصان.. ذلك بأن الفرد هو غاية الحياة.. وما الجماعة إلا وسيلتها إلى إنجاب الفرد، الحر، الكامل.. إن صورة الأمر كله هكذا: خلق الله خلقا هم عقول بلا شهوة، وهؤلاء هم الملائكة.. وخلق خلقا هم شهوة بلا عقول، وهؤلاء هم الأبالسة.. وخلق خلقا هم شهوة ركبت عليها العقول لتسوسها بشريعة الحرام، والحلال، وهؤلاء هم البشر.. وحين نقول: أن الشجرة هي اللذة الجنسية، أو نقول: أن الشجرة هي معرفة الحلال، والحرام، إنما نحن نتحدث عن شئ واحد، يختلف اختلاف مقدار.. فالمعرفة وسيلة الممارسة الصحيحة، وأنما ذكرنا العلاقة الجنسية في هذا الباب، لأنها أعمق اللذات، وأقربها من لذة الحياة نفسها.. وإلا فإن الشجرة تعني، في التنزلات، أي رغبة نفس، في قضاء لبانة من لباناتها.. وكل لبانة لا تقضى باسم الله، وفي سبيل الله، فهي حرام.. قال تعالى، في أمر الحلال، والحرام: (فكلوا مما رزقكم الله حلالا، طيبا.. واشكروا نعمة الله، إن كنتم إياه تعبدون * إنما حرم عليكم الميتة، والدم، ولحم الخنزير، وما أهل لغير الله به.. فمن اضطر، غير باغ، ولا عاد، فإن الله غفور رحيم * ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب: هذا حلال.. وهذا حرام.. لتفتروا على الله الكذب.. أن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون) فالحرمة إنما هي حكم شرعي، وليس شئ هو حراما في عينه.. وعند العارفين، الحرام من الكسب ما أخذ من غير يد الله، مهما كان حله في الشريعة.. إذا أخذت، ولم تر يد الله، وأنما حجبت عنها بيد الواسطة، فقد أخذت حراما.. هذا هو ما دلت علية الآية الأولى: (فكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا.. واشكروا نعمة الله، إن كنتم إياه تعبدون).. فالحكمة من شريعة الحرام والحلال هي رؤية يد الله في كل شئ.. ومعنى هذا: أن كل عمل، نعمله أو ندعه، لا يكون اعتبار مرضاة الله فيه هو دافعنا للعمل، أو للترك، فهو عمل باطل.. قولك: (وكان الشيطان يعلم أن شجرة النسل هي إيذان ببدء الموت والطرد من جنة الخالدين فكذب على آدم وسول له أنها شجرة الخلود بعينها وأغراه بأن يخالط زوجه بالجسد) قول يعطي الشيطان فضيلة ليست له.. إن الشيطان لم يكن يعلم، وإنما كان يجهل.. ولولا أنه كان يجهل لما عصى الله.. هذا لا ينفي عن الشيطان مطلق العلم، وإنما ينفي عنه العلم النافع.. فقد كان يعلم بظواهر الأشياء فقط، ولذلك يقول الصوفية: إن علم الظاهر وحده علم شيطنة، وهو لا يورث التقوى.. وكذلك كان إبليس.. كان عالما بغير تقوى.. و التفاصيل التي وردت في الفقرة التي اقتبسناها لك آنفا لا يعرفها الشيطان.. وهو، إنما أضل آدم، لجهله هو لا لعلمه، وإلى ذلك الإشارة بقوله تعالى: (فدلاهما بغرور) يعني: خفض درجتهما، بنصيحته الجاهلة..
    هذا ما تيسر، في أمر باب قصة الخلق.. وهو باب يثير مسائل في غاية الأهمية.. ولكننا نكتفي بهذا القدر، ونرجئ الحديث عن أسرار العدد إلى أن يأذن الله في فرصة أخرى.. ربما في كتاب (القرآن بين التفسير، والتأويل)..
                  

09-11-2003, 03:57 PM

نزار محمد عثمان
<aنزار محمد عثمان
تاريخ التسجيل: 02-19-2003
مجموع المشاركات: 1692

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذهنية التحريم (( تحريم الذهن)) 1 من2 (Re: هدهد)


    هل يخاف الله من عقل الإنسان
    تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا
    فالله خالق العقل
    وهو القائل: (إنما يخشى الله من عباده العلماء)
    كأن الكاتبة رفعت لفظ الجلالة بدلاً من أن تنصبه
    فجعلت الله يخاف من العلماء بدلاً من أن العقل هو الذي يقود إلى مخافة الله.
    الإسلام ليس فيه هذه النظرة البشرية لله (ليس كمثله شئ وهو السميع البصير)
    الكاتبة عندي تميل إلى فكر هلينا بتروفنا بلا فتسكي وتكاد تنقل قولها في تمجيد الشيطان]( الشيطان هو ذلك الملاك الذي كان فخوراً بما يكفي ليزعم أنه الرب، شجاعاً بما يكفي أن يشتري استقلاله بثمن تعاسته الأبدية وعذابه المستمر، جميلاً بما يكفي أن يعبد نفسه في الضوء المقدس الكامل، قوياً بما يكفي ليرزح في الظلمة و الألم الشديد... ومع ذلك يصنع لنفسه عرشاً من هذا الركام المشتعل غير القابل للإنطفاء( ..)
    كأني بها تروج لفكر حركة الأنموذج الجديد نيو ايج موفمنت) التي أسستها هلينا وقوتهاأليس بيلي ونبغ فيهادوشارده،و كارل يونغ، وإدقار كايس وآخرون.
    والتي تمثل مدرسة قديمة متجددة في الثيوصوفية أو الحكمة الإلهية كما يسمونها، والتي ليست إلا نوعاً من الوثنية في صورة جديدة.
    الإسلام يدعو إلى المعرفة ويحض عليها ويكفي أن أول أياته إقرأ
    ورسولنا الكريم لم يؤمر بأن يستزيد (يطلب الزيادة) في شئ سوى العلم: وقل رب زدني علما، ثم إن
    أكثر أيات القرآن تختم بالمتوسميين والعالمين، لقوم يفقهون، يعقلون ... الخ
    أما ربط التحريم بهذا الأصل الخاطئ فاعتساف يخدم اغراض خبيثة، هل يعني التحريم أن نلغي عقلنا؟ ألم يثبت العلم أن كل امر محرم في الإسلام خطورته معلومة على الفرد والمجتمع، من كان يماري في هذا فليراجع كتاب حجة الله البالغة للعلامة ولي الله الكاندهلوي، ففيه غناء؟ أم يريدون ديناً لا تحريم فيه، إذن ذلك ليس بدين وهذا أمر من البداهة بمكان، أتريدون أن تحرموا علينا ان نلتزم بعقائدناالمنزلة من عند الله، ثم تهاجمون التحريم أين المصداقية، حتى الكاتبة لا تنفك تحرم وتجرم، الفرق بينناأننا نرى ان حق التحريم والتحليل ملك لله، غير أن الكاتبة تبيحه لنفسها وتمنع منه الأخرين...
    أما حديث الغرانيق فقد أحسن الإخوة الرد عليه
    كذلك الدكتورة بيان وفقت في ردودها
    وسؤال أختم به ماهو راي الهدهد فيما نقل؟
                  

09-12-2003, 11:35 PM

هدهد

تاريخ التسجيل: 02-19-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذهنية التحريم (( تحريم الذهن)) 1 من2 (Re: نزار محمد عثمان)



    dana jalal

    To :
    amin hgazi

    Subject :
    dana

    Date :
    Fri, 12 Sep 2003 22:21:28 +0200 (CEST)


    الاعز الاستاذ امين محمود

    تحية واحترام / افرحني مساهمتكم الجادة في نشر الفكر العلمي الجاد أكان مواكبا مع التفسير الديني ام معارضا لها ويفرحني ان اساهم وبشكل مستمر في صفحتكم الرائعة ومرة ثانية لك الشكرلان كسب اصدقاء ومعرفة صفحات رائعة كصفحتكم شىء مفرح وكذلك افرحني التعقيبات العلمية والحضارية التي نشرت في صفحتكم وهذا ان دل على شيء فهو دليل على تميز الشعب السوداني بعمق الفكر واتساع القلب ليضم في جغرافيته كل التضاريس ، وسوف اذكر لك حادثة واقعية كنت احد اطرافها ففي الغربة قد يتغير الانسان وقد تنقطع الجذور فتتغير السلوك ففي احد عواصم اغتراباتنا سمعت ان احد الاخوة السودانيين قد اساء في موضوع يومي فذهبت اليه وكان هذا نص حديثي معه ( لقد جئت كي اشكرك لانني لم ارى ولم اسمع عن سوداني سيء في وطني وفي الدول التي عشت فيها وهذا الوضع جعلني اشك بان الحركة ليست الوحيدة في كونها المطلق الوحيد ، ان ما اريد ان اقوله ان الشعب السوداني يمتاز بصفات رائعة ويتخندق فيها في غربته فيعطي النموذج في المهجر ، الاتعتقد ان تناول الشخصية السودانية في الغربة موضوع جيد للنقاش في صفحتكم المميزة

    واخيرا تقبلوا احترامنا وتقديرنا

    اخوكم دانا جلال / السويد 12/09/ 2003

                  

09-14-2003, 08:43 AM

هدهد

تاريخ التسجيل: 02-19-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذهنية التحريم (( تحريم الذهن)) 1 من2 (Re: هدهد)

    ترحيباً بالاستاذ المفكر دانا جلال
                  

09-23-2003, 07:55 AM

عشة بت فاطنة
<aعشة بت فاطنة
تاريخ التسجيل: 01-06-2003
مجموع المشاركات: 4572

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذهنية التحريم (( تحريم الذهن)) 1 من2 (Re: هدهد)

    سلام هدهد اسمح لي بطباعة هذه الاوراق لانها تخصنى في كمرجع لاباريقى وليك الحسن يا ملك
    ام سارية
                  

09-24-2003, 10:10 AM

عشة بت فاطنة
<aعشة بت فاطنة
تاريخ التسجيل: 01-06-2003
مجموع المشاركات: 4572

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذهنية التحريم (( تحريم الذهن)) 1 من2 (Re: هدهد)

    ادم وحواء

    اذ قال الرب لحواء (اكثر اتعاب حياتك بالوجع تلدين اولادا والى رجلك يكون اشتياقك وهو

    يسود عليك )
    كذلك عوقب ادم بالكد والعناء واقعا تحت اسر حواء دائم الحنين اليها والشوق ،
    قال تعالى:- واذا قلنا لك ان ربك احاط بالناس وما جعلنا الرءيا التى اريناك الا فتنة للناس
    والشجرةالملعونة في القران ونخوفهم فما يزيدهم الا طغيانا كبيرا - الاسراء-60
    الشجرة الملعونة رمز الخطيئة الاولى لادم وحواء هذه الخطيئة التي ما زالت تطارد البشر

    وتجعلهم يربطون الجنس بالخطيئة وطرد هم من النعيم المقيم الى الحياة الفانية .
    ولكن اذا فكرنا في هذه المسالة جديا لتجلت لنا حكمة الخالق من وراء هذا الطرد ، لان الله

    لا يفعل شيئا عبثا فهدفه تعمير الارض لان حواء وادم لو استمر وجودهم ا في الجنة لما كان

    هناك بشر غيرهما لاننا نتاج لممارسة الجنس والولادة ولولا هذه الممارسة لما تكاثر البشر الى يومنا

    هذا ، وهذه الخطيئة التي ينسبها الرجل للمراة بدعوي انها هي التي اغرت ادم وتسببت بطرده

    من الجنة هي دعوة تنم عن السطحية والجهل لان الانسان اساسا خلق ليكون خليفة الله على

    الارض ، قال تعالى في البقرة-اية 30
    واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك

    الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال اني اعلم ما لا تعلمون-ص
    وعلاقة الجنس بالفناء والتجدد علاقة جدلية مستمرة فالجنس وظيفته الاساسية هي حفظ النوع

    واستمرار الحياة ، والرجل والمراة نفس واحدة التكوين لا فرق بينهما بيولوجيا وتشريحيا الا

    في ضرورة التلاقى والتكامل الحيوي الذي يخرج الحياة بينهما كذكر وانثى .وهذا العطاء

    وهذا التلاقى لابد له من شبوب عاطفي ولابد له من مودة ورحمة حتى يلتقى الجسدان في

    لحظة الحب والميلاد وان كان العبء الاخطر يقع على المراة ومن هنا كان تقديس الام

    وتفردها الجميل .





    نقلت هذا من بوست الاباريق -في بحثى عن المراة والجنس عبر العصور ، كمساهمة منى في هذا البوست ، وساكمل باقى مساهمتى لاحقا ردا على بعض النقاط المثارة بخصوص ربط الاسطورة بالنص القراني ، ثم ربطها بعقلية التحريم -تابو- وامتلاك المعرفة
                  

09-25-2003, 08:16 AM

عشة بت فاطنة
<aعشة بت فاطنة
تاريخ التسجيل: 01-06-2003
مجموع المشاركات: 4572

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذهنية التحريم (( تحريم الذهن)) 1 من2 (Re: هدهد)

    ؛خلق الانسان وهو يحمل قلق الاسئلة ، فاوجد اساطيره وواوثانه الميتافيزيقية حتى تعينه في فهم الوجود وتفسيره وتدعم صراعة مع قوى الطبيعة ن ومن رحم الميثولوجيا تطور الفكر الفلسفي ، ثم كان اشراق الحضارت في الشرق والغرب -الحضارة الهيلينية ، الفرعونية ، الرافدية ، الهندية ، الفارسية ، -وازدهرت التاويةوالكونفوشية
    ثم ظهرت الديانات السماوية لتنظم حياة الانسان وتهدي قلقه ، بالعدل والمساوة فكان الشرع لتنظيم علاقات البشر
    وحتى يكون العدل لابد من بعض التنازلات وتنظيم العائلة ،التى تعتبر الخلية الحيوية في جسم المجتمع ، بخلق فرد معافى من سليم النفس والبدن وحتى يتحقق له ذلك يحتاج لام مستقرة واب يوفر له الحماية والرعاية ، ولذ ا وجدت حكمة التحريم ليعرف الطفل من هو والده اي جينات مورثة يحمل اي رعاية يحتاج كل هذا لاياتي الا بنفي جزء من الحرية وتقييد الشهوة ، وتكريس الاسرة المكونة من ام واب واحد ، واظنه الشكل الراقى الذي وصل اليه الانسان وكرسه الدين ، كذلك حرم زواج المحارم والقتل بغير وجه حق ، والسرقة ، . هذا هو التحريم الاساسي الذي نادت به الشرائع ، .
    يرى فرويد في قلق ووهم الحضارة ان المظالم ستستمر وان وان العداء الناجم عن الحسد والتنافس الاقتصادي
    والجنسي سيتواصل ، مهما كانت ظروف الحضارة وشروطها . -وياتى السؤال حول هل -هل يمكن الغاء الامتياز الاخير بجعل الحياة الجنسية حرة تماما ، وبالتالي الغاء الاسرة ، هذه الخلية المولدة للحضارة ، بينما لا يبدوثمة شئ يفسح المجال امام توقع الدروب الجديدة التى يمكن للحضارة ان تختارهامن اجل تطورها .وفي كل حال ، لابد من توقع التالي : مهما تكن الطريق التي تختارها الحضارة من اجل تطورها فان السمة الهدامة
    للطبيعة البشرية -العدوانية-ستسير وراءها دائما )هذا هو راي فرويد رغم انه يرجع كل مصايب العالم الى الكبوتات الجنسية ، . غير ان الحتمية التاريخية ترى ان كل المظالم وجدت مع وجود الملكية الخاصة التى بدات
    كما يقول انجلز بانتقال الملكية من العشيرة الى الاسرة وبعدها كان نظام الطبقات حتى الانفجار الامبريالي والتحالفات الكبيرة التى تنشا على حساب افقار الشعوب وهذا ما نعيشة الان تحت ظل العولمة ، .
    وعليه يا اصدقائ هدهد ودانا انا ارى ان فتوى الملنع والتحريم ناتجة من المنظومات المنغلقة ، وسيطرت النخب الحاكمة وفكرويتها الحارسة ، وولانقسمات التى التي ترجع الى عصر ما بعد الخلفا وخاصة في عصر العباسيين بانقسام الدولة الاسلامية دويلات تناحر بعضها بعضا ، فكان الشيعة والخوارج والمعتزلة الذين التفو ا حول المامون فصار يضرب اعناق العلماء الذين يخالفونهم الراي واين حنبل عذب وسجن الى ان توفي ، .وكثير من قتلو وصلبو ا مثل الحلاج وابن سبعين ، وابن سينا ، سجن وشرد ، والكندي كذلك وحتى الغرب الاسلامي لم يخلومن غطرسة الحكام واضطهاد العلماء فكثرت الدسائس والفتن ، وسجن ابن رشد ، وابن الحزم احرقت كتبه وابن خلدون في مقدمته ذكر الكثير من هذه الدسائس
    اما ابن العربي فقد اتخذ التقية وقاية له من شر الحكام والمتامرين ، من علماء النقل والظاهر كما يسميهم فاهرقت دماء واحرقت كتب ، وسد الطريق امام المجتهدين وهذا من نلف لفه حتى اليوم ، مازالت المعرفةمحاربة اذا وقفت مع الحقائق ، و وديكتاتورية الاسلاميين ف يالسودان ابرز مثال لهذاا الصلف والنباح من اجل المصالح والمقاعد ،
    كذلك ديكتاتورية صدام المفضوحة التي فاقت هيمنة الحجاج ، ووفي اسلامياته يرجع طه حسين تردي الاحوال الى
    عدم الاجتهاد ، والتقليد -- وعجز الامة من تقديم مجتهدين غير الامة الاربعة الذين يقدسونهم ويتعصبون لهم _وانا اوافقه الراي حتى لا يقفل اباب الاجتهاد بالغاء صلاحية الفكر الاسلامى لكل زمان زمكان ، لان الاسلام بات باسمه تسلب الحريات وتشهر السيوف لمن يخالفهم الراي ، ويهدد انظمتهم القائمة على افقار الجماهير وازلالهم ، فكل المحرمات التى يلفقونها بهدف تكريس انظمتهم ، لا غير
    مستغلين العقليات المتعصبة المريضة التي يغذون بذرتها مثل الكلاب المسعورة حتي تحمي هم، في شخصيات عصابية مهزومة ، فعلى المفكرين اخراج الامة من هذا الكابوس بالتجديد وتغيير العقليات النقدية الفاسدة ، وايجاد اسلام انساني مستنير يحمل هموم انسان هذا العصر المسحوق في ظل العولمة والانظمة المستبدة .واختم بهذا الحديث الذي يقوله الرسول كلما ناده متطرف بقتل احدقال-امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله فاذا قالوها عصموا مني دماءهم واموالهم وحسابهم على الله -

    (عدل بواسطة عشة بت فاطنة on 09-25-2003, 08:21 AM)
    (عدل بواسطة عشة بت فاطنة on 09-25-2003, 10:13 AM)

                  

09-25-2003, 09:04 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذهنية التحريم (( تحريم الذهن)) 1 من2 (Re: عشة بت فاطنة)

    عشة بنتكنبة
    ايتها المرأة المدهشة
    ذات العقلية الجبارة
    دائما عندما يرد التحدث عن مرأة متفردة يقفذ اسمك الى ذاكرتى
    معلمتى
    مع انها زميلتى

    شكرا لك على كل شئ
    سعدت بهذه السياحة
    الجميلة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de