|
السيد/جون بولتون في صحبة الدبابين
|
السيد/جون بولتون في صحبة الدبابين
في أيام عز الإتجاه الإسلامي بجامعة الخرطوم كان قادته يقولون : والله وتالله لن تجدوننا في خانة المؤمن ضعيف الإيمان ، يعنون بذلك استخدام العنف لتصفية الحسابات السياسية ، مضت الأيام والسنون ، ومن سره زمن ساءته أزمانٌ ، لكن كل قيادات الحركة الإسلامية بعد أن غيرت ريشها أصبحت ملتزمة بحكمة المؤمن ضعيف الإيمان ، لا أعرف الكثير عن السيد جون بولتون ، مع علمي التام أنه ينتمي إلي قبيلة أهل القانون ، وهو أحد المنظرين لحرب العراق ، بالإضافة لتوليه تمثيل الولايات المتحدة في مجلس الأمن ، الرجلُ الصارم القويُ التصريحات ، الواسع النفوذ في عالم لا يُحترم فيه إلا الأقوياء ، أمثال بولتون ورتشارد بيرل يستحقون أن نطلق عليهم لقب مفكرين إستراتيجيين حتى ولو أختلفنا معهم في الرؤية والفكر ، لأنهم أستطاعوا أن يتركوا بصماتهم الواضحة بعد عالم ما بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001م . وطننا السودان بعد أن أمتلأ بمرض الملاريا وحمي اليتفويد والحمي المالطية أيضاً يُضاف إلي ذلك كثرة المفكرين الإستراتيجيين من أمثال البروفيسور حسن مكي وغازي صلاح الدين والتيجاني عبد القادر ، يستجلون لنا ما سيحدث في المستقبل ، ويدلونا علي موارد الرشد والنجاة ، لكن هؤلاء العرافين إذا صح التعبير لا يعرفون السبب الذي جعلهم يقسمون السودان علي الوجه الذي نشاهده اليوم ، جنوب علي وشك الإنفصال ، وغربٌ أنهكته فظائع الحرب الضروس ، وشرقٌ يتوجس أهله خيفة أن تتخطفهم الإنقاذ وهم نيام . نعود مرة أخري لقصة المؤمن الضعيف ، وهي المناسبة التي دعتني لكتابة هذا المقال ، في حي هادئ من أحياء الخرطوم ، و تحت جنح الظلام تقاطرت مجموعات من الأشخاص الذين حاربوا في الجنوب ، منهم من كان في الدفاع الشعبي ، ومنهم بعض منسوبي الأجهزة الأمنية ، الغرض هو بحث سبل التصدي للقرار 1706 ، طُرحت علي المائدة عدة خيارات ، بالتأكيد لم يكن من بينها المواجهة العسكرية ، لأن هذا ما تريده الولايات المتحدة تماماً ، أن تنزلق الإنقاذ في حرب غير متكافئة ، فتستغل الولايات المتحدة هذه الحرب لتقضي علي الدولة ، إذاً لا بد من تحرك سليم وواعي ، بعد فحص متأني ودراسة مستفيضة توصل المجتمعون إلي إلي حل وسط ، أن يقوم المجتمعون بطبع ورق دعاية عليه صورة الرئيس الأمريكي جورج بوش وعليها علامة (X) ، ومكتوب تحتها بخط أحمر مطلوب حياً أو ميتاً ، بالفعل طُبعت الدعاية علي هذه الشاكلة ، وتم وضع خطط عريضة لنشر هذا الملصق في كل أنحاء السودان وإلزام البصات السفرية وسيارات الأجرة والمدارس بوضع هذا الملصق في الواجهة ، تسربت صورة من هذا الملصق لشخصية شغلت منصباً مهماً في الدولة الإنقاذية ، وكانت في يوم ما تترأس مجلس الصداقة الشعبية والعالمية ، أعترضت هذه الشخصية علي الملصق ،ورأت أن هذا الأمر سوف يستفز الولايات المتحدة ، فرضيت الأطراف بحل وسط وهو أن توضع صورة المندوب الأمريكي في الأمم المتحدة السيد /بولتون في خانة ( X) التي كانت تحتلها صورة الرئيس بوش ، صفق الحاضرون وهللوا وكبروا ، إذاً بولتون الصهيوني هو العدو ، فهو الذي يشاكس الإنقاذ في مجلس الأمن ويجر عليها لعنة الأصدقاء والأعداء ، وهو لا يخفي كراهيته للإنقاذ ، ووصل به الأمر أن طالب بطرد السودان من الأمم المتحدة ، رضي الجميع بهذه التسوية ، قبل أن ينفض السامر وصلت شخصية أمنية رفيعة مستوي وهي محاطة بالحراس ، جاءت خصيصاً لمعاينة الملصق ، ذُهل هذا المسئول وشعر بالصدمة ، كيف وصلت بهؤلاء الجرأة أن يضعوا صورة السيد بولتون وعليها علامة صليب ، فقام بإجراء أكثر من اتصال مع شخصيات تفوقه في المركز والأهمية وأطلعها علي أمر هذا الملصق ، كان يهمس في أذن السماعة ويرد بكلمة حاضر ..حاضر . طاف الهدوء علي وجوه الحاضرين ، وهم ينتظرون بفارغ الصبر نهاية المحادثة ، خاطبهم قائلاً : الريس بقول نشطب الصليب من حول وجه بولتون ، ثار الحاضرون وهتفوا ..المنية ولا الدنية ..مليون شهيد من أجل التوحيد .. العار للأمريكان ، تفرق الحاضرون وهم يهتفون ، ونُشر البوستر في اليوم التالي وعليه صورة السفير الأمريكي جون بولتون ، تحتها كُتب الرقم 1706 وعليه علامة (X) . سارة عيسي
|
|
|
|
|
|