|
إمكانية الصداقة بين شعبي السودان وإسرائيل في فكر المناضلة /تراجي مصطفي
|
إمكانية الصداقة بين شعبي السودان وإسرائيل في فكر المناضلة /تراجي مصطفي
لقد فجّرت الأخت المناضلة تراجي مصطفي مفاجأة كبيرة عندما دعت إلي إنشاء علاقة صداقة بين الشعبين السوداني والإسرائيلي ، حسب رؤية الأخت/ تراجي أن لهذا الإلتقاء أكثر من ضرورة ، أوله أننا لسنا جزء من الصراع العربي الإسرائيلي ، وثانيه أن الشعب الفلسطيني صاحب القضية قد أرتأي الحوار مع إسرائيل فما بالنا نحن في السودان نكبل أنفسنا بقضايا غيرنا ، ولماذا يتحمل السودان وهو البلد الأبعد كُلفة النزاع العربي الإسرائيلي ، وبالذات نحن نري دول تتبني خط العروبة القومي مثل قطر تُسارع إلي إقامة علاقات دبلوماسية مع الدولة العبرية نفسها ، متجاوزةً الظرف الراهن الذي يمر به الفلسطينيين ، دعوة الأخت تراجي تأتي في سياق مختلف عن ذلك ، هي تريد علاقة طبيعية مع المربع الموجب من الشعب الإسرائيلي ، وهي تعني بالتأكيد أولئك النفر الذين خرجوا من بيوتهم وتظاهروا من أجل قضية شعب دارفور ، يأتي ذلك في إطار تجاهل الدول العربية لهذه الأزمة وتأييدها الضمني لحكومة الإنقاذ في سعيها لاستئصال هذا الشعب من الوجود ، وبالفعل إن الإعلام العربي لا يركز في اهتماماته إلا علي قضية فلسطين علماً أن ضحايا النزاع في دارفور فاقَ شهداء فلسطين ، ولا أعتقد أن الشعب الفلسطيني فقدَ أكثر من 500 ألف شهيد في ظرف ثلاثة أعوام ، ولا حتى المهجرين وصل عددهم إلي 3.5 مليون إنسان ، وإن وقع ذلك فإن الدور العربية سوف تستضيفهم في أراضيها و تسهم في مساعدتهم عن طريق تكوين الصناديق المالية ، فأين شعب دارفور من كل ذلك ؟؟ الشعب الفلسطيني يملك الحسنيين علي عكس أهل دارفور الذين لا تغيثهم سوي المنظمات الغربية ، وحتى هذه المنظمات تتعرض للطرد والمضايقة من قبل نظام الإنقاذ . أنا لست ضد اليهودية كديانة لأن الإختلاف في المعتقدات أمر رعاه الإسلام وأحترمه ، لكنني ضد الصهيونية كمشروع سياسي يغتصب الأرض ويطرد ساكنيها ، وأنا مع كل خطوة توقف المذابح العرقية في دارفور وتضع حداً لإغتصاب النساء هناك ، وعلينا أن لا نعارض فكرة المقارنة بين قضية دارفور و قضية فلسطين ، فكل الشعبين نال حظه من التهجير والطرد والقتل ، الفارق الوحيد أن قتلة أهلنا في دارفور من المفترض أن يكونوا شركائنا في العقيدة والتاريخ والوطن . وتساؤلاتي بخصوص دعوة الأستاذة /تراجي مصطفي كما يلي : هل تعيد الصداقة بين الشعبين السوداني والإسرائيلي الأمن المفقود في دارفور ؟؟ أم أن هذه الخطوة تأتي كرد فعل للتجاهل العربي لقضية دارفور ؟؟ كيف يكون شكل التواصل بين الشعبين من دون تدخل الحكومة الإسرائيلية ؟؟ لكن مهما بدأت الإجابة علي هذه التساؤلات إلا أن السودان في يوم ما أرتبط بعلاقة سرية مع إسرائيل ، في ما عُرف وقتها بفضيحة الفلاشا إبان فترة حكم الرئيس النميري ، عشرون ألفاً من يهود الفلاشا نفذوا من السودان إلي إسرائيل ، لم تتم محاسبة الرئيس النميري علي هذه الفعلة ، وضباط المخابرات السودانية الذين أشرفوا علي هذا العمل برّأتهم الإنقاذ بعفو رئاسي وعينتهم في ممثليات السودان في الخارج ، وكأنها تستعطف الشارع الإسرائيلي بهذه الخطوة ، لأن هذا الترتيب كان أشبه بالمكافأة علي قيامهم بهذا العمل . تقول الأخت تراجي أن يوم وقوع مجزرة حانون في فلسطين صادف وقوع مجزرة دامية في دارفور راح ضحيتها 37 طفلاً من غير أن يعرف بها أحد ، فقد تجاهل الإعلام العربي هذا الحدث وركّز علي مجزرة بيت حانون ، لكن ماذا يفعل الإعلام العربي إن كان الإعلام السوداني نفسه يستضيف الإنقاذي عثمان خالد مضوي في واجهته لمدة ثلاثة أشهر ، وهو يحدثنا عن الماضي والحاضر والمستقبل في حلقات طويلة ومملة ، وفي نفس الوقت يردد هذا الإعلام في ركن آخر أن أزمة دارفور سببها ( جمل ) سائب !!، أو في سياق آخر يزعم بعدم وقوع كارثة في دارفور ويعتبر ما يجري فبركة إعلامية صنعها الإعلام الغربي !! سارة عيسي
|
|
|
|
|
|