دراسة علمية للحمض النووي تثبت الأصول الواحدة للقبائل السودانية

Quote: فضلاً عن العلاقة بين المسيرية والدينكا

Quote: سلامات ما نشر من هذه الدراسة في وسائل الإعلام العامة ، غير كافي لتكوين حتى تصور عام عن التكوين الجيني للإثنيات السودانية المختلفة هذه دراسة مجالها الPopulation Genetics ، و الذي من الصعب جداً تخيل نتائج أبحاثه بدون النسب و الأرقام --- بالنسبة للبعد السياسي لمثل هذه الأبحاث حقيقة الإختلاط العرقي في السودان لا أعتقد أن هناك نسبة مؤثرة تنكرها ، على الأقل من الذين يمكن أن يطلعو على أخبار مثل هذه الدراسة الجينية .. و لكن الحقيقة هي أنه لا يمكن أن تقوم دولة سودانية حديثة على أساس هوية مشتركة قائمة على العرق بحدود السودان الحالية محاولات التأسيس العرقي للدولة و توجهاتها السياسية و الثقافية و الإقتصادية هي التي قادتنا إلى الوضع المزري الذي نعيشه اليوم لا يمكن أن يكون الخروج من هذا المستنقع السياسي و الثقافي بنفس التي كانت هي الداء إذا طبعنا مع ، أو لجاءنا لتأسيس الهوية الوطنية على أساس عرقي فهذا منزلق لا نهاية له .. فإذا تمت شرعنة و تعضيد التماسك القومي على أساس نسبة تشابه جيني ما بين مجموعتين .. فما الذي يمنع - و بذات المنطق - أن تكون هناك تحيزات بين بين مكونات المجموعة الجينية الواحدة المتطابقة ! و بنفس منطق التشابه الجيني .. فأعتقد أنه يمكن القول بثقة أن معظم المجموعات الإثنية في السودان لها قربى عرقية مع مجموعات خارج السودان أكبر من تلك التي مع بقية الإثنيات السودانية ..بل و الأهم من ذلك التقارب الثقافي كذلك لذلك إستخدام خطاب ال( وحدة العرقية ) نتيجته المنطقية دويلات تشمل الواحدة منها مناطق من السودان زائداً مناطق من كل دول الجوار تقريباً .. --- التنوع الإثني في السودان هو حقيقة .. ووجود أصول عرقية مشتركة بين هذه المكونات لن يلغي الإختلافات الموجودة .. و لا ينبغي أصلاً أن يكون تذويب الخلافات الثقافية بين المجموعات الإثنية المختلفة في السودان هدفاً سياسياً .. بل الهدف يجب أن يكون هو تعايش هذه المجوعات في إطار من الإحترام المتبادل و الإعتراف و العدالة .. الخطابات السياسية المؤسسة على دعاوى الوحدة العرقية من الصعب جداً تخيل مستقبل غير شمولي لها- في حال وصولها السلطة .. هذه كنظرة محايدة .. و من ناحية أخرى هذه الخطابات هي هروب / تخاذل / يأس من المطالبة بدولة المواطنة العلمانية الديموقراطية التي تكفل فيها الحقوق الأساسية و تتوفر فيها العدالة الإجتماعية لا يمكن أن يحمل مشروع دولة المواطنة على ظهر خطاب عرقي ، تماما بنفس القدر الذي لا يمكن أن يحمل به على خطاب قومي عربي أو إسلامي ربما هذه الحقيقة ليست واضحة في المشهد السياسي لتقاطع بعض عناصر خطاب ( التأسيس العرقي للهوية الوطنية ) مع بعض متطلبات دولة المواطنة .. على الأقل إعلامياً .. وربما لتشاركهما التأثير في نفس الشرائح الإجتماعية .. و ربما أيضاً لتحول بعض المثقفين من الطالبة ب ( دولة الموطنة الحقيقية ) إلى المطالبة بمشروه هوية عرقي بغض النظر عن الأسباب فهذا التقاطع ليس جوهرياً .. و لا يعبر عن أنهما شيئ واحد .. و لا ينبغي أن يسهم في تغبيش نظرتنا للأمور بعيداً من الإفتراضات و قريباً من المواقع .. كأوضح مثال لخطاب في ظاهره يطالب بدولة مواطنة و في باطنه لا يخلو من حمولة عرقية : الحركات المسلحة في دارفور : غير قادرة على توحيد مواقفها السياسية بسبب إعتمادها على الإستقطاب العرقي داخل دارفور نفسها ---- أي خطاب عرقي سيتم طرحه مهما بدا منطقياً سيكون له معارضين .. بغض النظر عن صحة موقفهم أو خطأوه .. شمال السودان عملياً كله مسلم .. أتت الجبهة الإسلامية بخطاب إسلامي .. و جدت معارضة عنيفة حتى في الشمال المسلم .. ماذا سيكون موقف الجهات السياسية التي تتبنى - أو ستفعل - خطاب الهوية العرقية الواحدة إذا وجدت معارضة من جهات إجتماعية أو سياسية .. و ما هي التمظهرات المتوقعة لهذا المشروع في : التعليم ، الإعلام الحكومي ، البرامج الثقافية ، العلاقات السياسية الخارجية في حال وصولها للسلطة ؟ حتى لا يكون الحديث مجرد تعميمات و ينتقل النقاش إلى النواحي العملية المهمة --- الإتجاه الي الدولة المنفتحة المتعددة عرقياً و ثقافياً هو إتجاه عام في العالم .. حتى في دول إلحاح حوجتها إليه أقل منا بآلآف المراحل .. ليس منطقياً تماماً أن نسير عكس كل تلك الحقائق .. و خاصة أننا عانينا ما يكفي من مشاريع التوحيد الشمولية .. و إن كان لنا أن نخرج بتجربة إيجابية منها هي ضرورة فحصها بدقة و تحديها منذ بدايتها .. و ليس التعامل معها بالتجاهل و إفتراض حسن النوايا و السذاجة و التمييع الذي أدى بنا إلى ما يحدث الآن --- مثل هذه الدراسات مهمة علمياً .. و مهمة ثقافياً .. و لكن لا ينبغي أن تكون لها أي تبعات سياسية

(عدل بواسطة Zakaria Joseph on 02-25-2009, 07:20 PM)