دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: السودانوية في شعر محمد المهدي المجذوب (Re: Agab Alfaya)
|
أستاذنا العجب ،،، تحياتي ،، لك بعض مقتطفات من قصيدة المجذوب( سـوسـو) والتى كتبها في مارس 1935 - ديوان أصوات ودخان .
أنا لا انسى وتنسين جفاء و إقتدارا فصليني مرة واختبرى آمرى اختـبارا
خالك القاعد في القهوة مسطولا راني وتشاغـلت وأسرعـت نجيا إذ دعـاني
من تري خبره عني أفي الحـي رقـيب هل تري أرشوه والرشوة أحياناطبيب
ياعجوز الخير والحكمة ياذات الامور اطلبي ماشئت يوم الصرف من خير وفير
خبري سوسـو بميعادي وعـودي ياعجـوزي سوف أشري لك مركوبا من الصنف العزيز
لاتخـافي كلبة الجيران أغـناها ربيتي والغفيرالعابس السهران أهوى في نبيتي .....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودانوية في شعر محمد المهدي المجذوب (Re: Agab Alfaya)
|
المريسة : كلمة فصيحة من مرس يمرس مرسا . ومرس الدواء والخبز في الماء : انقعه . ومرس التمر يمرسه اذا دلكه في الماء حتي ينماث (يذوب ) فيه . ومرست التمر وغيره في الماء اذا انقعته ومرثته بيدك . والمريسة بذلك كلمة عربية صحيحة . مرة سالني احد الاخوة كان يترجم نصا انجليزا لكاتب سوداني الى العربية فاحتار هل يترجم عبارة خمر بلدي الي مريسة فقلت نعم لا يوجد مشكلة فهذه هو اسمها فتردد كثيرا ظنا منه انها كلمة غير لائقة وعير فصيحة .
نواصل بقية المفردات السودانوية .
*
اهلا وسهلا الصديق / شلبي وشكرا على هذه المساهمة
سوف اتي على المفردات السودانوية التي وردت في القصيدة التي تفضلت بها .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودانوية في شعر محمد المهدي المجذوب (Re: Agab Alfaya)
|
راية الحانة : عنوان القصيدة والحانة هي الانداية في اللهجة السودانية وهي من النادي ، تنادي اي اجتمع .
دلق : ينطقها البعض دلقن .وهو الدن .
البرمة : هي القدر ، وجمعها برم (معجم الصحاح )
قرع : حمل اليقطين ، الواحدة قرعة (الصحاح ) . والقيطين هو القرع .
الدلاليك : واحدة دلوكة وهي مشتقة من الفعل : دلك يدلك تدليكا .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مفاهيم وليست مدارس ! (Re: bayan)
|
العزيزة بيان الف مرحب بك في حضرة المجذوب وشكرا على احتفائك بالبوست تقولين :
Quote: فقط اعترض على استخدام مصطلح السودانوية لانه قد يخلط المعني في اذهان الناس بمصطلح السودانوية المتعارف على انه يطلق على مدرسة بعينها..
|
اعتراضك على العين والراس ،،
ولكن السودانوية ليست مدرسة وانما مفهوم . بدأ هذا المفهوم مع حركة 24 ودعوة حمزة الملك طمبل ،الي ادب سوداني ثم تبلورت مع جماعة مجلة الفجر الي ان جاء المجذوب فاحياء دعوة طمبل . ولم ياخذ هذا المفهوم مصطلح "سودانوي" الا في اوائل الثمانينات . ويقول كمال الجزولي ان المصطلح من نحت نور الدين ساتي . ولكن الفضل في شيوع المصطلح يرجع الى المرحوم احمد الطيب زين العابدين . ولذلك انظر دائما الي هذه التوصيفات كمفاهيم وليست كمدارس . المفهوم اقدم واشمل وابقي من المدرسة . المدرسة تأطير وحجر وتضيق على على المفهوم لهذا لا انظر الى الغابة والصحراء فقط في شخوض محمد المكي والنور ابكر وصلاح ابراهيم . مفهوم الغابة والصحراء يشمل جمال محمد احمد وعلي المك ومنصور خالد وابراهيم ابو سليم وعلي فضل وحامد حريز ومحمد بشير عمر وفرنسيس دينق وكل الآفروعربين .
نرحب أشد الترحيب بحبيبنا منعم جزولي وعساه يكون بخير واتم صحة .
ادناه مقالة عن السودانوية نشرت قبل فترة نعيدها هنا لفائدة واحياء لذكري المجذوب .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: منظور سودانوي (Re: Agab Alfaya)
|
أحمد الطيب – والمنظور السودانوي
الدعوة إلى أدبي سوداني يحمل مكونات وملامح الإنسان السوداني بكل أبعاده الثقافية والاجتماعية المميزة ، دعوة قديمة بدأت منذ عشرينات القرن الماضى بعد أن بدأت ملامح الأمة السودانية تتضح وتتبلور إثر بروز السودان بمساحته الجغرافية المعروفة الآن .
ويعتبر الأديب والشاعر حمزة الملك طمبل ، من أوائل من نادوا بضرورة أن يعبر الأدب عن الهوية الثقافية لأهل السودان ، وذلك في كتابه ( الأدب السوداني ومـا يجب أن يكون عليه ) الذي صدرت طبعته الأولى في عام 1928م ، والذي أنتقد فيه شعراء مدرسة الإحياء : محمد سعيد العباسي ، محمد عبد الله البنا و عبـد الله عبـد الرحمن لاكتفائهم بتقليد الشعر العربي القديم ودعاهم إلى التعبير عن البيئة السودانية في أشعارهم . وكان حمزه الملك طمبل قد نشر هذه المقالات في جريدة " الحضارة" التي أغلقت في وجهه قبل إتمام نشر هذه المقالات التي ضمها كتابه " الأدب السوداني وما يجب أن يكون عليه " وذلك لأن الدعوة كانت في ذلك الوقت جديدة وغريبة . ويرى المرحوم الدكتور / خالد الكد في بحث له نشر بمجلة الدراسات السودانية ، أن حمزة الملك طمبل هو أول من أستعمل كلمة ( سوداني ) لوصف الهوية الثقافية لأهل السودان .
وفي الثلاثينات واصلت جماعة مجلتي " النهضة " و " الفجر " عرفات محمد عبد الله ، محمد أحمد المحجوب ، عبد الحليم محمد ، محمد وعبد الله عشري الصديق ، التجاني يوسف بشير ، التني ، السيد الفيل ، أحمد يوسف هاشم وخضر حمد ، واصلت الدعوة إلى الأدب القومي السوداني وإبراز الشخصية السودانية وخصوصيتها . وقد تزامنت دعوة جماعة ( الفجر ) إلى أدب قومي مع الدعوة إلى الأدب القومي التي أطلقها في مصر في الثلاثينات ، محمد حسين هيكل وتبناها معاوية محمد نور ومجموعة من أصدقائه عرفوا بجماعة العشرين . وقد قاد معاوية نور في الصحف المصرية حملة نشطة للدعوة إلى الأدب القومي ودافع عن الفكرة بشدة . والمقصود بالقومي هنا ، المحلي ، وليس المقصود به المعنى السياسي والحزبي .
ولم تنقطع الدعوة إلى أدب سوداني يعبر عن المكونات الحضارية والثقافية واللغوية للأمة السودانية . وفي الخمسينات والستينات وبتأثير من حركات التحرر الوطني والمد الثوري والدعوة إلى القومية العربية ، برز تيار جديد ينادى بخصوصية الهوية الثقافية للشخصية السودانية التي لا هي بعربية صرفة ولا إفريقية صرفة ، وإنما هي مزيج متجانس من العنصرين العربي والإفريقي . وعرف هذا التيار بمدرسة ( الغابة والصحراء ) ، الغابة إشارة إلى البعد الإفريقي ، والصحراء إشارة إلى البعد العربي .
وقد نجح هذا التيار في ترسيخ فكرة الأفروعربية للثقافة السودانية حتى أصبحت من الثوابت التي لا يمكن التشكيك فيها . لكن يبدو أن بعض المثقفين لم ترقهم مصطلحات مثل ( الغابة والصحراء ) أو ( الأفروعربية ) إذ رأوا أنها غير كافية للتعبير عن الواقع المتشابك الذي تموج به الساحة السودانية . ففكروا في مصطلح يبرز هذا التشابك . فكــان مصلـــح ( السـودانوي ) و ( السودانوية ) الذي اشتهر على يد الأستاذ أحمد الطيب زين العابدين .
أرتبط مصطلح ( السودانوية ) بالمرحوم الأستاذ / أحمد الطيب زين العابدين .. واشتهر المصطلح من خلال عموده الأسبوعي الذي كان يحرره بجريدة ( السودان الحديث ) في الفترة بين عامي 1995 – 94 تحت عنوان ( منظور سودانوي ) غير أن الأستاذ أحمد يقول إنه لم يكن أول من استعمل لفظ سودانوي فقد سبقه إلى استعماله الأستاذ / كمال الجزولي والدكتور نور الدين ساتي . ويقول إنه شخصيا لم يستعمل هذا المصطلح إلا في عام 1980 م .
ولكن لماذا ( سودانوي ) وليس سوداني ؟
يقول أحمد زين العابدين إنه يقصد بسودانوي أي مشروع نظري أو إبداعي يجعل للسودان قيمة استثنائية بحيث تبرز كقيمة قادرة على تفسير ذاتها بذاتها ، وذلك قياسا على ( إنسانوية ) التي يقصد بها الدراسات التي تجعل للإنسان قيمة أساسية في أي مشروع منهجي ، وبخلاف المعنــى المــألوف لكلمــة ( إنسانيــة ) وقاســا علـى ( مصروي ) فالمصرويات عند علماء الآثار هي الدراسات التي تقتصر على الحضارة المصرية القديمة .
إن المنظور السودانوي بالنسبة لأحمد الطيب " واقع وجداني أو شعور فردي بالاختلاف والخصوصية الثقافية لأهل السودان " إنه إحساس بالتفرد بحيث تتعدد الثقافات وتتوحد في شعور جامع " إنه رؤية للخصوصية التي تتجلى في أرقى صورها في الإبداع الأدبي والفني .
وقد قرن أحمد الطيب القول بالعمل في مجموعته القصصية الرائعة ( دروب قرماش ) التي يصور فيها الإنسان السوداني بكل مكوناته الثقافية والوجدانية المتشابكة . وقد أتخذ منطقة شرق دارفور ( ريفي أم كدادة ) مرتع صباه مسرحا لأحداث هذه المجموعة القصصية . حيث تتداخل القبائل وتتفاوت في انتماءاتها العرقية والثقافية ، من عربية بادية إلى مستعربة إلى إفريقية . وحيث الطبيعة لا تزال في بكارتها وعنفوانها وحيث البيئة المحلية لا تزال غنية بأساطيرها وأحاجيها وأهازيجها .
وقد أنعكس كل ذلك على الفضاء الداخلي للقص ، حيث تراوحت لغة الحوار بين العربية البادية والعربية الهجين التي يخالطها شئ من العجمة وتفاوقت تبعا لذلك أسماء الشخصيات وتنوعت الأهازيج والإيقاعات ، الشيء الذي أضفى على قصص المجموعة حرارة وحيوية تفتقدها الكثير من القصص . وأعتقد أن الأستاذ أحمد قد حقق بهذه المجموعة نجاحا قصصيا متميزا لم يسبقه إليه سوى الطيب صالح ، إبراهيم إسحاق وفرانسيس دينق .
وفي آخر حوار صحافي أجرى معه ونشر قبيل رحيله ، بجريدة ( سنابل ) يقول أحمد الطيب : إن هذه المحلية التي يستنكفها البعض هي العالمية نفسها . ويتساءل : ماذا كان يمكن أن يحدث للطيب صالح لو لــم يكــن يكتــب عــن دومـة ود حامـد ؟ هل ستهتم به الدنيا ؟ وما معنى أن أكون ساكنا في قطية في غرب السودان ثم أكتب قصصا أتحدث فيها عن الستائر المخملية ؟
وفي إشارة ذكية جدا إلى ضرورة التمسك بخصوصيتنا الثقافية وضرورة التعبير عنها دائما ، يقول في هذا الحوار : نحن في السودان ينبغي ألا نفتعل المواقف لارضاء الآخرين .. الحقيقة أن الآخرين إنما ينظرون إلينا باعتبار أننا الآخر الثقافي ويتوقعون منا أن نعطي ما عندنا وليس ما عندهم .
عبد المنعم عجب الفيا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودانوية في شعر محمد المهدي المجذوب (Re: Agab Alfaya)
|
الاخت الدكتورة نجاة محمود باختصار اقول ان السودانوية لم تكن مدرسة في يوم من الايام ولم تكن جماعة او تيار وعندي انها منظور ابداعي لا يرتبط بزمان معين او اشخاص محددين ولذلك يصلح ان تتناول من خلاله اي نتاج سوداني ابداعي بهذا المفهوم اعتبر محمد المهدي المجذوب سودانوي حتى النخاع بل اذا كان هنالك سودانوي واحد فهو المجذوب !!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودانوية في شعر محمد المهدي المجذوب (Re: bayan)
|
Quote: هل يا ترى هناك مانفستو للسودانوية؟ |
طبعا يا دكتورة السؤال دا موجهة ليك انت انت تدعين ان السودانوية مدرسة والبينة على من أدعي اذن اين منفستو هذه المدرسة ؟ اين سجل العضوية ؟ ما شروط العضوية في هذه المدرسة ؟ متي فتح ومتى اغلق باب التسجيل في عضوية هذه المدرسة ؟
اما سؤالك عن صلاح احمد ابراهيم فهو السودانوي الثاني بعد المجذوب .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودانوية في شعر محمد المهدي المجذوب (Re: محمد بهنس)
|
الاريعاء12ابريل2006 الدكتور عمر شاع الدين لـ(الرأى العام).. (1-2)
اسعى لتجذير العامية السودانية في الفصحى
وجدت الفاظاً دارجة في لسان الجعليين غير متداولة
اجراه : عيسى الحلو
مدخل
الدكتور عمر شاع الدين، باحث ومحقق لغوي في دارجة اللغة السودانية، وبحثه يعمل في تجذير الدارجة داخل اطار فصاحتها العربية، وهو يسعى ذات السعي الذي اسسه الدكتور عبدالله الطيب وعون الشريف قاسم وبابكر بدري، وبحث دكتور شاع الدين بترابط بالواقع الاجتماعي في تحولاته التاريخية. ولهذا يأتي البحث شديد الترابط بالحياة، اذ ان اللسان هنا هو صائتة اشارية ودلالية تشير لحضارة كاملة. وقد اصدر الدكتور شاع الدين كتاباً جديداً تحت عنوان: (حول عامية السودان) فكان هذا اللقاء حول هذا كله.
المحرر
* كتاباتك حول العامية السودانية.. أهي محاولة بتجذيرها في العربية الفصحى؟
- يقيناً هذا ما اسعى إليه يا سيدي.. بل انا من المشتطين في هذا بحسبان ان عاميتنا اوفر نصيباً في الفصاحة. وقد نجاها من اللكنة انها صارعت لغات ضعيفة انتصرت عليها بسلام واقتبست خير ما عندها في وئام. لقد نهجت في مراجعتي لمعجم عامية الامارات التي نشرت في الدوحة في مجلة «مأثورات» تحقيقي مستعيناً بعاميتنا، بحسبانها اقرب للفصاحة، ثم هي ترينا مسالك العامة في لغتهم، واراني قد افلحت ما دفع منشغلين بالعاميات وقضايا اللغة للثناء عليها، ربما مثل هذا لا يرضاه نفر مما يصدح بالترهات، لكنه اليقين لوخلصت النوايا فتأثير اللغات في عاميتنا يبدو ضعيفاً. ذلك لضعفها امام سلطانها القاهر. ثم لتقارب البيئة النبع، هنا وجدت الألفاظ قوميتها وارضها فطاب لها المقام ودام لها البقاء دون تحريف او تبديل يطمس الاصل. هنا على المنكرين ان يتحروا اللغة، ذلك بمراجعة العامية السودانية ومقارنتها بالعاميات العربية، ستصيبهم الخيبة وقتها. دعني اهمس في اذن القارئ الكريم ان فلاح العبقري الطيب صالح قبلما هو فلاح (التكنيك) كان هو فلاح الاقتدار اللغوي الذي ناله مطمئناً من عاميتنا بذكاء محمود، هو فضل ندين لكتابات الطيب به. وهو عندي ممن يعرف اللغة جيداً. بل اجد للشدياف ريحاً فيه، وهذا ما سأعالجه لاحقاً.
* الاختلاف المنهجي هنا بينك وبين عبدالله الطيب وعون الشريف قاسم وبابكر بدري؟
- لا اجد خلافاً اذكره، فهؤلاء هم السابقون اولئك المقربون. هم يقيناً رواد التحقيق اللغوي في السودان، فضلهم ساطع ثاقب. وعندي ان جهود الراحل الضخم عبدالله الطيب مما لا تغفله العين الا عن رمد، فقد جاهر بعاميتنا وفصاحتها في محافل مجامع اللغة امام الجهابزة الوحاويح في اعتداد كان يسرني وكنت احرص على حضور جلسات المجمع المصري كيما امتع برؤية الراحل عيني. وقد سمعت الاستاذ الكبير الزيات يثني عليه ذاكراً عاميتنا بالفضل مثلما ذكر هذا الاستاذ ابو حديد في مقدمة ديوان العباسي. وهناك من المستشرفين من اشار لهذا. اضخم قيود العاميات في الوطن العربي هو قاموس اللهجة العامية في السودان لاستاذنا عون الشريف - عليه الرحمة -، فقد دأب في مسعاه تحقيقاً استغرق سنين عمره الطيب. اما جهد الشيخ الرائد بابكر بدري في كتابه الامثال السودانية، فهو طيب وسابق سوى انه لم يكن مقصداً لغوياً. وندين بالفضل لجهد الشيخ عبدالله عبد الرحمن في العربية في السودان فهو أول جهودنا المكرسة.
* هل هذا البحث هو لغوي بحت، أم هو بالضرورة يرتبط بالمجتمع وبالتاريخ؟
- الدراسات اللغوية انت الآن لا تستطيع فصلها عن واقع المجتمع ولا وقائع التاريخ. وانا في جهدي المتواضع الضئيل اسعى لغاية ترسيخ قناعة اننا (اقحاح) هكذا (حته واحدة) مع ما نوصم به من كيد وعيب لا يعنينا، ولو راجع (الواهمون) تراثنا العربي لعلموا ان (وصمة) السواد هي فخار العرب الاقحاح. اخضر الجلدة من بيت العرب، ما اريده راسخاً هو توطيد عروبتنا من خلال تحقيق مفردنا العامي. وهو الباب الصعيب على طويلي اللسان والمزيان والذين ينخرهم الغرض المرض فتباً لهم. لقد وجدت مفردات غير سائرة في العاميات العربية الآن وحوتها سلطانة تجول باطمئنان في لساننا. وهي جد موغلة في قدمها وحوشيتها المعجمية وليس ثمة دلالة نتحصلها هنا سوى الفصاحة، رضى ارباب الكيد ام كرهوا. ولعل هذا ما قصده القائل اننا: (عرب العرب) اي الاقحاح.. هكذا (حته واحدة).
* هناك محاولات بحثية لغوية في لبنان وفي مصر، الا انها تحاول الابتعاد عن العربية، ربما لتؤكد اتجاهات شعوبية.. ما رأيك في مثل هذه المناهج؟
- مسعى الذهاب للاتنية في لبنان او الفرعونية في مصر، أمر كائد يخرج من نفوس اوهاها الحقد بادعاء ان العربية مغلولة لا تواكب الحضارة، وهي سبب قصورنا لحاقاً بركب التقدم. هكذا وهم يتناسون عمداً ما قدمته للحضارة من باكورات. نحسب مدخل، هذا اضافة للشعوبية العرقية، استهداف الاسلام في حصنه الحصين (القرآن الكريم) العربي المبين، يريدون بهذا تلويث اللغة بجهود اضناها الجهل واعماها الحقد ابعاداً لها عن نقاء المتن، اضافة للجهل المغيت بها. اذكر اني كنت قد راجعت كتاب دكتور لويس عوض - مقدمة في فقه اللغة العربية - وقد توفرت دواعي الشعوبية ثم باب الجهل الواسع بمسائل اللغة، وهنا لأحسب جهوداً في عصرنا الحديث افادت العربية مثلما وجدنا في لبنان. وارجح ان ما قدمه الشدياق للعربية قمين بجعله من أئمة اللغة المفكرين، اريد هنا ان اشير إلى ان الشدياق الذي ترجم الكتاب المقدس للعربية اقوى ما دفعه للاسلام هو تمكن اللغة منه او تملكها زمامه. وهذا يذكرنا بذلك الاعجمي العالم باللغة الذي قال ما معناه إن من الخير له ان يهجأ بالعربية ولا يمدح بغيرها.
* هناك نقد يمكن ان ينظر لما كتبه الدكتور عبدالله علي ابراهيم في ترحيبه الى ارجاع الدارجة السودانية الى جذرها العربي اهمال لجذور الافريقية؟
- اشارات الدكتور (الحصيف) عبدالله مع كرمها فهي ذكية، لكني احسبها تصب في (خانة) الدفاع المنحى الذي ارغبه.. بل اراه رافضاً لنهج استاذنا الراحل بروفيسور عون الشريف الذي (يمازح) الاعراق واللألسن والراجح ان بعامية السودان حسبما في قاموس اللهجة من غير العربية نراه لا يتجاوز «10%» بل هو اقل من ذلك حقيقة، بل تراني اجلالاً اطأطئ رأسي عندما اتبينها وذلك لمنحي الدرس اللغوي البحت، وهذا ما دفعني للجزم بفصاحة عاميتنا متباهياً، اذ جاء بعد الاستقراء والاستغراق ولقد فطن الدكتور عبدالله لتوظيف (دور) اللغة في صراعات الهوية، وهو ما دفعه للثناء علي جهود الكتاب مشيراً الى ان سلاح العامية مما اغفله الدارسون في الصراع مشيراً لحقيقة ماثلة.
* كتابك الجديد (المناقرات).. اهي النقدات.. او المساجلات في الشأن اللغوي؟.. بمعني ارجاع العامية السودانية لاصلها؟
- عندي الهدف السابق هو مراد التحقيق الذي يذهب بالكلمة بعيداً عن دروب الفصاحة العربية، لاغضاضة، بل نفرح جذلاً اننا تحصلنا يقيناً ينتصر للحقيقة المجردة. ولكن هذا اليقين الذي تحصلناه هو وحده الذي قوي رأينا بمتانة العامية السودانية وسمو مكانها وسط العاميات العربية، انا هنا مدفوع قوياً بما استنتجته من رأي، لم اجعله سابقاً عند بحثي، بل قادني إليه البحث الحثيث، لذا تراني من المؤمنين به المنافحين عنه.
العامية العربية لأن تتسلل من افواه الذين لا ينتمون لها.. ما يدفع للتفاؤل قوياً. ستنتصر دونما فروض ولا قيود فهي تحمل (جينات) الخلود بعبقريتها التي اورثت الكيد نفراً.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودانوية في شعر محمد المهدي المجذوب (Re: munswor almophtah)
|
Quote: اسعى لتجذير العامية السودانية في الفصحى
|
شكرا الاستاذ الاديب / منصور المفتاح علي نقل حوار الاستاذ عمر شاع الدين فهو باحث متمكن ومهموم بامر اللهجة السودانية والتقي معه هنا حول ما سماه "تجذير اللهجة السودانية" وان اختلفت الدوافع والرؤى .
ولي عودة للحوار
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودانوية في شعر محمد المهدي المجذوب (Re: محمد بهنس)
|
الحبيب بهنس
اليك هذه الصورة تحكي مكابدة هذا الشاعر العارف بين الواقع والمثال وبين النسبي والمطلق بين الظن واليقين ،،
جلبت شيئا لما رحت امسكه لم الق سوى كفي وانفاسي ولم أجد غير معني الشوق في خلدي أفقا يعز على مرآة قرطاسي
ضوء من العدم المجهول يسمعه شعري ينادم كاسا بين أرماس وخطرة المرح المحجور غانية منها كليب يروى سيف جساس
ما دمت في شعورا لست أبصره وليس يفصح عن أكمام أغارسي ففي دموعي لك العتبي وكم عرفت يأسي ،وحسبي ايماني ووسواسي
ودومت في حضرة المجذوب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودانوية في شعر محمد المهدي المجذوب (Re: Agab Alfaya)
|
عجب الفن تحية واحتراما كنا نتحلق حول الاتستاذ احمد الطيب زين العابدين ومعنا الدهشة لم اسمعه ان صنف السودانوية كمدرسة كلامك حقيقة واليو م نواصل البحث في هذا المفهوم وكنت قد بدأت مسرحا يبحث في المفهوم السودانوي وظهرت للوجود تجاربي في المونو دراما ((حكاية الطاهر )) والتي كتب عنها ا.د.احمد الطيب ، مقالة بعنوان مسرح البراح وهي خطوة في البحث عن مفهوم سودانوي لمسرحنا الشكر الجزيل لك ارحت بالي بفض النزاع داخل عقلي الخرب بين ماهو مدرسة وماهو مفهوم مودتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودانوية في شعر محمد المهدي المجذوب (Re: Agab Alfaya)
|
Quote: عجب الفن تحية واحتراما كنا نتحلق حول الاتستاذ احمد الطيب زين العابدين ومعنا الدهشة لم اسمعه ان صنف السودانوية كمدرسة كلامك حقيقة واليو م نواصل البحث في هذا المفهوم وكنت قد بدأت مسرحا يبحث في المفهوم السودانوي وظهرت للوجود تجاربي في المونو دراما ((حكاية الطاهر )) والتي كتب عنها ا.د.احمد الطيب ، مقالة بعنوان مسرح البراح وهي خطوة في البحث عن مفهوم سودانوي لمسرحنا الشكر الجزيل لك ارحت بالي بفض النزاع داخل عقلي الخرب بين ماهو مدرسة وماهو مفهوم مودتي |
استاذنا الفنان الانسان / محمد السني دفع الله التحية لك ولكل اهل المسرح في ذكرى استاذنا احمد الطيب طيب الله ثراه ، احيك واحي جهودكم لايجاد مسرح سودانوى وتسلم ويسلم عقلك دا من ادبك وتواضعك صحيح السودانوية ليست مدرسة وهي كما قال استاذنا احمد الطيب منظور ابداعي لا يحده زمان ولا جماعة ، وسعيد جدا ان يجد هذا المنظور حظه في المسرح من خلال ابداعاتكم
نتمني لك التوفيق ولحكاية الطاهر واخواتها الذيوع والانتشار .
عظيم امتناني وفائق تقديري
ودمت
* ادناه قراءة لدروب قرماش للاستاذ احمد الطيب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودانوية في شعر محمد المهدي المجذوب (Re: Agab Alfaya)
|
بين دومة ود حامد ودروب قرماش *
في قصة " دروب قرماش " التي تحمل اسم المجموعة القصصية للأستاذ أحمد الطيب زين العابدين التي صدرت عام 1997 يعالج الكاتب موضوع الصراع بين العلم والخرافة في أسلوب رمزي في غاية الشفافية والعمق .
وجوهر القصة النقاش الذي انفجر فجأة حول علم الباطن والظاهر ، بين الفكي بليلة الذي يرمز للشخصية السودانية وتسامحها وبين صهره القادم من بلاد شنقيط ( قرماش ) قال الفكي بليلة أن النجاة والوصول لا يكونان إلا في علم الباطن ، وعارضه قرماش في أن النجاة تكون في الجمع بين الظاهر والباطن واستشهد في ذلك ببعض النصوص التي تشير إلى استخلاف الإنسان في الأرض وتحض على طلب العلم ولو في الصين .
ولما احتد الجدال بين الرجلين دخل قرماش في تحد مع الفكي بليلة وقال له أنت رجل من عامة الناس وليس لك من علم الباطن ما تستطيع أن تحمى به حتى طعامك هذا من الكلب النجس ، فغلى صدر بليلة بالغضب وقبل التحدي . واتفقا أن يؤتي لكل منهما بقدح طعام من اللحم وأن تترك القداح في قارعة الطريق وتبيت إلى صباح اليوم التالي ليريا على أي القدحين تعتدي كلاب القرية الضالة .
وفي الليلة الموعودة وضع كل منهما قدحه في قارعة الطريق ولم تنم القرية تلك الليلة توجسا وهلعا من النتيجة . وفي الصباح الباكر وجد قدح الفكي بليلة مأكولا مقلوبا وقد رتعت حوله كلاب الليل الضالة . أما قدح قرماش فقد بقى على حاله لم يقربه كلب .
وضجت القرية بالضحك والهمس والتقريع وتوافد الناس إلى دار قرماش للتهنئة ، وجاء فيمن جاء بليلة وعيناه مغرورقتان وسأل صهره قرماش : - ماذا فعلت ؟ - قرأت مثلك حزب السيف والجلجوت . - ثم ماذا ؟ - أضفت ما علمني الله من علوم الدنيا ، براز النمر فما تقربه الكلاب . - ( فصاح بليلة ) : نجس . ثم تراجع إلى داره وترك عمله في تحفيظ القرآن ودخل خلوة طويلة للعبادة .
واضح أن براز النمر الذي أضافه قرماش إلى قدحه كان العامل الحاسم في تلك المعركة غير المتكافئة . أي أن علم الظاهر أو العلم بالقوانين الطبيعية للأشياء والظواهر ممثلا في براز النمر هو الذي حسم المعركة لصالح قرماش فكلا الطرفين استعانا بعلم بما أسمياه علم الباطن وذلك بقراءة رقى وتعاويذ ( حزب السيف والجلجوت ) إلا أن قرماش لم يكتف بذلك بل أعتمد أساسا على خبرته في الحياة التي علمته أن الكلاب تعاف براز النمر ولا تقربه فكان أضمن وسيلة لحماية قدحه . أما بليلة فأكتفي فقط بما تعلمه من علم الباطن ولم يزد شيئا على قراءة حزب السيف والجلجوت فخسر المعركة .
ولكن بليلة الذي لا يعرف سوى طريق واحد للمعرفة لم يع الدرس وأصر على نبذ علوم الدنيا ووصفها بالنجاسة وقرر الدخول في خلوة طويلة للعبادة للكشف عن مزيد من علم الباطن . فهل الرسالة التي يريد إبلاغها الكاتب هي أن الفوز في الحياة الدنيا لا يكون إلا بالأخذ بأسباب العلم المادي التجريبي ( علم الظاهر ) وأن الأخذ بأسباب هذا العلم هو السبيل الوحيد لتمكين الإنسان في الأرض واستخلافه عليها على حد تعبير قرماش .
هنالك شبه بين قصة " دروب قرماش " وقصة " دومة ود حامد " للطيب صالح ووجه الشبه بين القصتين موضوع الصراع بين القديم الموروث والجديد المستحدث الوافد .
فسكان قرية ود حامد في قصة الطيب صالح يرفضون قطع الدومة وإقامة مشروع زراعي وطلمبة ماء ومحطة باخرة بمكانها . فقد كانت الدومة مزارا لولي من أولياء الله يراها سكان القرية قي أحلامهم فيتفاءلون أو يتشاءمون ويذهب إليها المرضى طلبا للعلاج والاستشفاء ، ولكن الحكومة تصر أن أنسب مكان لمحطة الباخرة والمشروع الزراعي هو الدومة ، وفي كل مرة تأتي وفود الحكومة لقطع الدومة وإقامة المشروع يهب سكان القرية في وجههم إلى حيث أتوا ، فأهل القرية يرفضون التحديث والتغيير الاجتماعي إذا جاء على حساب معتقداتهم .
وعندما يسأل الراوي محدثه : " وهل تظن أن الدومة ستقطع يوما " يطرق برهة ثم يجيبه : لن تكون ثمة ضرورة لقطع الدومة ، وليس ثمة داع لإزالة الضريــح ، الأمر الذي فات على هؤلاء جميعا أن المكان يتسع لكل هذه الأشياء ، يتسع للدومة ، والضريح ومكنة الماء ومحطة الباخرة " .
إنها دعوة إلى التغيير الاجتماعي الهادئ والبطئ الذي لا يقوم على النفي والإبعاد ، وإنما على الاحتواء والاستيعاب والهضم ، وهي نفس العقلية التي مكنت قرماش الغريب الوافد في قصة أحمد الطيب زين العابدين من فرض نفوذه على القرية وتهميش دور بليلة المسكين .
---------- * دروب قرماش : مجموعة قصصية للاستاذ احمد الطيب زين العابدين
| |
|
|
|
|
|
|
|