كتاباتي عن اعمال الطيب صالح - بمناسبة منحه جائزة الرواية العربية ،،

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-11-2024, 08:35 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبد المنعم عجب الفيا(agab Alfaya & عجب الفيا )
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-04-2005, 01:04 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كتاباتي عن اعمال الطيب صالح - بمناسبة منحه جائزة الرواية العربية ،،
                  

03-05-2005, 08:21 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاباتي عن اعمال الطيب صالح - بمناسبة منحه جائزة الرواية العربية ،، (Re: Agab Alfaya)

    حقيقة لم افرح بخبر منح جائزة ملتقي الرواية العربية للطيب صالح للعام 2005
    ربما لاحساسي ان ان الطيب صالح اكبر من هذه الجائزة بكثير،
    سيما وانها منحت له في دورتها الثالثة !

    صحيح ان الطيب صالح يرفض الترشيح لاي جائزة من تلقاء نفسه،
    لذلك رفض ان يرشح نفسه مرارا لجائزة العويس ،


    ولكنه كان جديرا بجائزة نوبل ولا يزال ،
    قد يقول قائل ان الطيب كاتب مقل ،
    واقول ان نوبل لا تمنح بسبب الكم ،
    هنالك كتاب فازوا بنوبل بسبب رواية او روايتين ،
    لو لم يكتب الطيب صالح سوي موسم الهجرة لكان جديرا بنوبل .
                  

03-20-2005, 12:27 PM

خدر
<aخدر
تاريخ التسجيل: 02-07-2005
مجموع المشاركات: 13188

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاباتي عن اعمال الطيب صالح - بمناسبة منحه جائزة الرواية العربية ،، (Re: Agab Alfaya)

    Quote: حقيقة لم افرح بخبر منح جائزة ملتقي الرواية العربية للطيب صالح للعام 2005
    ربما لاحساسي ان ان الطيب صالح اكبر من هذه الجائزة بكثير،
    سيما وانها منحت له في دورتها الثالثة !

    الحبيب الفيا
    انت عبرت عن الاحساس العندي بالضبط












    شكرا
                  

03-06-2005, 04:41 AM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاباتي عن اعمال الطيب صالح - بمناسبة منحه جائزة الرواية العربية ،، (Re: Agab Alfaya)

    الاخ منعم ،،

    حيّاك الله وابقاك ،،


    كِتاباتك عن أعمال المبدع الكبير / الطيب صالح ، والتي أشرت إليها
    في هذا البوست ، قد عمّقت من فهمنا لهذه الاعمال الإبداعية الكبيرة، بما
    ألقيتَـه فيها من إضاءات موفّقة وإحالات واستشهادات مفيدة . فلك الثناء عليها .

    سؤال : ألم يكن من الممكن تقديم كتاباتك هذى لملتقى الرواية العربية الثالث ؟


    في رأيِّ ، أنّ جائزة ملتقى الرواية العربية ، الثالث ، ستزيد من التنويه بأعمال
    الطيب صالح ، فلها بعض فائدة ، إن لم يكن كل الفائدة ، فاستحقاق هذا الأديب العالمي
    أكبر من جائزة علي هذا النحو .. ولا أقول : يكفيه ما ناله من تكريم في المنتدى النرويجي للكتاب ، حيث اُختير الطيب من العمالقة المئة الكاتبين للروائع العالمية منذ فجر التاريخ .. فما زلنا نأمل أن يحوز الطيب ، جائزة نوبل في الآداب ..

    ولك الود ،،/
                  

03-06-2005, 07:07 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاباتي عن اعمال الطيب صالح - بمناسبة منحه جائزة الرواية العربية ،، (Re: Agab Alfaya)

    عزيزي الاستاذ ابو جودة
    شكرا علي حضورك الباهي وعلي ثناءك علي هذا النذر اليسير من الحديث عن كبيرنا الطيب صالح
    فالحديث عن كتابات الطيب لا ينقضي منه الوطر ،

    حقا ان اختيار المنتدي النيرويجي ، الطيب صالح من بين اعظم مائة كاتب علي مدي التاريخ البشري فخر لا يعادله فخر ،
    وعلي ذكر ذلك لا ادري ان قرأت الكلمة الرائعة التي خطها الدكتور منصور خالد بهذه المناسبة ونشرت بجريدة الشرق الاوسط بعنوان : الزين يغيب عن عرسه " .
                  

03-06-2005, 11:09 PM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاباتي عن اعمال الطيب صالح - بمناسبة منحه جائزة الرواية العربية ،، (Re: Agab Alfaya)

    Quote: حقا ان اختيار المنتدي النيرويجي ، الطيب صالح من بين اعظم مائة كاتب علي مدي التاريخ البشري فخر لا يعادله فخر ،وعلي ذكر ذلك لا ادري ان قرأت الكلمة الرائعة التي خطها الدكتور منصور خالد بهذه المناسبة ونشرت بجريدة الشرق الاوسط بعنوان : الزين يغيب عن عرسه "
    .

    العزيز/ عبدالمنعم ،

    قد قرأتـُها مرّة ومرّات ، وما أزال ، أعود لها بين الحين والآخر ..

    لله درّه هذا المنصور خالد ، في قدراته البيانية والمعلوماتية والموسوعية في حقول
    المعارف الخصيبة ..

    وقد كدتُّ أن أنزلها ها هنا ، بعد إذنك ، لولا أنّى خشيت علي الباندويث ، كما يقولون
    علاوة علي ظنّى الكبير بأن معظم ناسنا في هذه ال" سودانيزأون لاين " قد قرأوها .

    وافر التقدير ،،/
                  

03-07-2005, 04:19 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاباتي عن اعمال الطيب صالح - بمناسبة منحه جائزة الرواية العربية ،، (Re: Agab Alfaya)

    Quote: وقد كدتُّ أن أنزلها ها هنا ، بعد إذنك ، لولا أنّى خشيت علي الباندويث ، كما يقولون
    علاوة علي ظنّى الكبير بأن معظم ناسنا في هذه ال" سودانيزأون لاين " قد قرأوها .


    عزيزي ابو جودة هلا تفضلت بانزال رائعة منصور خالد :" الزين يغيب عن عرسه "
    بمناسبة اختيار الطيب صالح من بين اعظم مائة كاتب في التاريخ ،
    وذلك للتوثيق ولعل الكثيرين لم يقرأوها بعد.
                  

03-07-2005, 04:30 PM

Raja
<aRaja
تاريخ التسجيل: 05-19-2002
مجموع المشاركات: 16054

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاباتي عن اعمال الطيب صالح - بمناسبة منحه جائزة الرواية العربية ،، (Re: Agab Alfaya)

    منعم العزيز..

    ســـلام وتحية..

    شكرا جزيلا لإحضار هذه الكتابات "مجمًعة" هنا..

    ومبروك للكاتب الكبير الطيب صالح جائزة الرواية العربية..

    انا مثلك.. لم أفرح له بالجائزة.. لأني أحسست ان اسمه استخدم لإستعادة إسم الجائزة..
                  

03-08-2005, 09:48 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاباتي عن اعمال الطيب صالح - بمناسبة منحه جائزة الرواية العربية ،، (Re: Raja)

    Quote: انا مثلك.. لم أفرح له بالجائزة.. لأني أحسست ان اسمه استخدم لإستعادة إسم الجائزة..

    هو كذلك يا رجاء العزيزة ،
    اضف لي ان فوز الطيب صالح بهكذا جائزة - كما تقولون في لغة الصحافة التي ادخلها الشاميون - قد تاخر كثيرا جدا .
                  

03-07-2005, 04:46 PM

إسماعيل التاج
<aإسماعيل التاج
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 2514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاباتي عن اعمال الطيب صالح - بمناسبة منحه جائزة الرواية العربية ،، (Re: Agab Alfaya)

    عبد المنعم، العزيز

    كيف حالك.

    شـكراً على الموسوعة الرائعة.

    ولماذا لا تـكـون هنالك جائزة بإسم الطيب صالح؟؟

    مجرد سؤال.










    الإجابة:
    ربـما في ســودانٍ جديد، قـد نـقطـع له ملايين السنين الضوئية،

    ذاك السودان، في ذاك الزمن الموغـل في المـسـتـقبل البعيد











    حين يكتشف السودانيون

    أنَّ أديـبـاً عملاقــاً

    إسمـه الطيب ود أحمـد ود صالح







    قــد مــرَّ من هــنا.
                  

03-08-2005, 09:53 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاباتي عن اعمال الطيب صالح - بمناسبة منحه جائزة الرواية العربية ،، (Re: إسماعيل التاج)

    Quote: ولماذا لا تـكـون هنالك جائزة بإسم الطيب صالح؟؟

    مجرد سؤال.

    العزيز اسماعين ،
    شكرا علي حضورك الباهي ومرورك من هنا علي حد تعبيرك ،
    لكني كما مااخاف الكضب هنالك جائزة باسم الطيب صالح انشاها مركز عبد الكريم ميرغني !
                  

03-07-2005, 11:18 PM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاباتي عن اعمال الطيب صالح - بمناسبة منحه جائزة الرواية العربية ،، (Re: Agab Alfaya)

    عزيزي منعـم ،،
    حُبـَّاً و " كــرامــة " .
    ولك وفير تقديري لإسماحك الهتون بإنزال رائعة المنصور النِّحرير والأكاديمي القدير ، في رائعة الرائع الطيِّب (موسم الهجرة ) ضمن "بوستَك " القيِّم ، هذا في احتفالياتنا بالجوائز المــُــستحقة للطيِّب صالح ، وتلك الجوائز التي تتشرّف بأن تتسمَّى به ..
    وقد كنتُ في أوّل قراءتى لهذه اللوحة الآسرة ، كذاك الذي وصف إقباله العذب علي فعلٍ مُــتًمـَـنَّى ، وقد ساورته ظنون قطع التواصل المرغوب ، فطَفِق يخصف على ظمئه مليـّا بالنَّهلِ والعَللْ ( جُغَمـاً كُبار) ..

    أُقَبِّله علي فَزِع ! كَشربِ الطائر الجَزعِ ! رأى ماءً فواقَــعـَـه ، وخاف مغبـَّة الطّمــعِ !!

    توطئة : إقتباسية من المقال :
    Quote: [[موسم الهجرة، اختارته تلك النخبة ذات الحس والزكانة مع ما اختارت من آثار من الأدب المكتوب، منذ ان عرف الانسان الكتابة. ويا لها من رفقة: حكايات كانتربري (جيوفري شوسر)، الكوميديا الالهية (دانتي)، هاملت ولير وعطيل (شكسبير)، أوديب الملك (سوفوكليس)، الالياذه (هومير)، فاوست (جوهان ولفقانق جوته). إلى جانب تلك الآثار في الأدب القديم; اختيرت ايضا لآلئ فرائد من الأدب الوسيط والمعاصر: دون كيخوته (ميخيل سرفانتس)، الحرب والسلام وآنا كارنينا (ليو تولستوي); الأعمال المختارة (انطون شيخوف); مدام بوفاري (جوستاف فلوبير)، يوليس (جميز جويس)، أوراق العشب (والت هويتمان)، مرتفعات وذرنق (ايميلي برونتي)، الغرور والتحيز (جين أوستن)، القلعة والمحاكمة (فرانز كافكا)، الترقبات العظيمة (تشارلس ديكنز)، مائة عام من العزلة والحب في زمن الكوليرا (جبرائيل غارسيا ماركيز). تلك صحبة تزهي «الموسم»، كما يزهي الطل الورود.]]


    وهنا اقتباس آخر من نفس المقال :
    Quote: [[. قلت للطيب: «ما القصة؟». قال: «واللّه ناس النرويج دعونا لحفل في قاعة نوبل لأنهم اختاروا موسم الهجرة مع كتب لجماعة تانين». قلت: «ومن هم الجماعة؟». قال «شكسبير وبرونتي وهمنجواي». لو لم اكن اعرف الطيب عن ظهر قلب، لقلت «يا للافتراء!». ولكني أعرف هذا «الزول»، تواضعه يعتصر الدموع، بل يثير الغضب لدى أصحابه في بعض الأحيان.]]


    وإلي المقال الآن ::


    مقال للدكتور : منصور خالد * ،، منشور بجريدة الشرق الأوسط في 20يونيو 2002م
    .. [ الزين يغيب عن عُرسِه ] ..


    في الحادي والعشرين من أبريل/ نيسان بعث تورهيلد فايكن والففان ديرهيقين، رسالة للطيب صالح يدعوانه فيها باسم المنتدى النرويجي للكتاب للقاء يعقد في معهد نوبل في السابع من مايو. طوت الرسالة القارة لتستقر حيث تستقر الرسائل التي يحملها بريد الطيب، لا يلتفت لها إلا لماما. ففي تلك الرسائل فواتير الكهرباء والماء والغاز، ومطالبات لندن كاونسل، وإعلانات الناشرين; كما فيها اطراءات المعجبين والمعجبات، وما يُبرده الأصدقاء والحادبون. كثيرا ما يترك الطيب أمر هذه الرسائل لأم زينب، في حين يغرق في صومعته مع صحب وشجت عُرى مودته معهم مثل الجاحظ، وأبي الطيب، وأبي تمام; وصدق أو لا تصدق، ذي الرمة والراعي النميري. لأمثال الطيب عوالمهم الخاصة، لا يهربون اليها فرقا من الحاضر أو استهانة به، وانما لأنهم يدركون في قرارة انفسهم بأنهم أتوا هذا الزمان بآخره، فلم يسرهم كما سر من أتوه على شبيبته. العود إلى أولئك حُبّب إلى نفسه، دون ان يلهيه عما يدور حوله في عالم الفكر والأدب.

    أيا كان الحال، أغفل الطيب رسالة النرويجيين كما أغفل رسائل أخريات. على أن تلك الرسالة كانت دعوة لعرس هو صاحبه; تكريم المنتدى لفريدته «موسم الهجرة إلى الشمال»، بين مائة أثر أدبي كان لها، فيما قالت الدعوة، أثر على التاريخ الثقافي للعالم، كما تركت أثرا مميزا في خيال كاتبيها وتفكيرهم. المائة أثر أدبي انتقاها مائة أديب وشاعر من بينهم أربعة من النوبليين هم وولي سونيكا، (نيجيريا)، نادين قولدمر، (جنوب افريقيا)، ف. س. نايبول، (ترينداد)، شيموس هيني، (ايرلندا). وكان المحكمون المائة، في مجموعهم، يمثلون ثقافات العالم المتنوعة، وبينهم رجال ونساء من العرب والمسلمين لا ينكر اسهامهم في الحقل الأدبي إلا جاهل أو مغلاط: آسيا جبار (الجزائر)، أمين معلوف وحنان الشيخ (لبنان)، نور الدين فرح (الصومال)، صنع اللّه ابراهيم ونوال السعداوي (مصر)، عبد الرحمن منيف (المملكة العربية السعودية)، سلمان رشدي (الهند)، يشار كمال (تركيا)، فؤاد التكرلي (العراق)، سيمين بهبهاني (إيران). موسم الهجرة، اختارته تلك النخبة ذات الحس والزكانة مع ما اختارت من آثار من الأدب المكتوب، منذ ان عرف الانسان الكتابة. ويا لها من رفقة: حكايات كانتربري (جيوفري شوسر)، الكوميديا الالهية (دانتي)، هاملت ولير وعطيل (شكسبير)، أوديب الملك (سوفوكليس)، الالياذه (هومير)، فاوست (جوهان ولفقانق جوته). إلى جانب تلك الآثار في الأدب القديم; اختيرت ايضا لآلئ فرائد من الأدب الوسيط والمعاصر: دون كيخوته (ميخيل سرفانتس)، الحرب والسلام وآنا كارنينا (ليو تولستوي); الأعمال المختارة (انطون شيخوف); مدام بوفاري (جوستاف فلوبير)، يوليس (جميز جويس)، أوراق العشب (والت هويتمان)، مرتفعات وذرنق (ايميلي برونتي)، الغرور والتحيز (جين أوستن)، القلعة والمحاكمة (فرانز كافكا)، الترقبات العظيمة (تشارلس ديكنز)، مائة عام من العزلة والحب في زمن الكوليرا (جبرائيل غارسيا ماركيز). تلك صحبة تزهي «الموسم»، كما يزهي الطل الورود. لم تكن رائعة الطيب هي الكتاب العربي المعاصر الوحيد الذي وقع عليه الاختيار، بل تضاممت إلى درة القصة العربية «اولاد حارتنا» لشيخ الروائيين ومتصوف الأدباء نجيب محفوظ. تلك درة أبى لها الذين يقرأون نيابة عن الناس ان تُجلى على أهلها في موطنها. أهو تدني السقف العقلي؟ أم هو ضيق الوعاء؟ فتبين الابعاد الصوفية العميقة في قصص محفوظ لا يشكُل إلا على أمثال هؤلاء. لم يكن «الموسم» أيضا هو الأثر الافريقي الوحيد الذي انتقاه المحكمون، إلى جانبه كانت قصة الأديب النيجيري المتميز شنوا اشيبي «تتساقط الأشياء». اشيبي كاتب لا يكل، ولكن «تتساقط الأشياء» هي جواده الرابح، الفرس الذي سبق كل أفراسه بلا منازع، أو هكذا نحتسب. هي أبرع تصوير للمجتمع الافريقي المأزوم، وفد اليه المبشرون البيض، واقتحمه الاستعمار، فقضيا على الموروث، ولم يتجذر فيه ما اقحموا عليه من صفات وخصائص. وان كان «الموسم» يعبر عن قلق وجودي عميق، فإن قرية اشيبي في «تتساقط الأشياء» هي رمز لأزمة لم تعان منها نيجيريا وحدها، بل تتكرر في كل قطر في القارة، والأزمة تبدأ دوما عندما يتساقط القديم قبل، أو دون، أن يولد الجديد.

    الطيب، من بعد، رجل عميق التدين، على سنته ومنهاجه. قلما يحمل تدينه على كف قميصه، أو يتظاهر به. شأنه شأن اهل السودان الذين تصالح أهله مع دينهم ودنياهم، ففيهم الأزهري المتحذلق، وفيهم رجل الدين المؤمن والصادق مع نفسه، وفيهم بت مجدوب التي تعاقر الخمر، ولها بالطبع شركاء من الجنس الآخر. وهم يقيمون الصلاة، ويؤتون الزكاة، ويحجون إلى بيت اللّه ان استطاعوا إليه سبيلا. ومع هذا وذاك، يحسنون إلى ذي القربى والجار الجُنُب والصاحب بالجَنب وابن السبيل. كادوا يكونون ملائكة، ومن مكرورات الطيب «ولو شاء لأنزل ملائكة». التعايش السلمي بين هؤلاء، هو التسامح الديني في اعلى درجاته. التسامح الديني، واليُسر في أمور العقيدة، ميراث غرسه فينا الاباء والأجداد قبل أن نعرف الطريق إلى الكتاب المطبوع. أدواتنا للتعلم في ذلك الزمان كانت اللوح والعمار (حبر يصنع من سُخام القدور)، نستنشق رائحته الصادحة في حبور، لا ندري إن كنا نستنشق معها أول أو ثاني اكسيد الكربون. وكان الأشياخ يغرسون في قلوب الناس فضائل الدين بلا فظاظة ولا غلاظة، ولو فعلوا لانفض عنهم الحواريون. لايمان الطيب العميق أشير، إذ كان لرائعته صحاب بين أروع نصوص الأدب العرفاني: المثنوي لمولانا جلال الدين الرومي، وأريج البستان للسعدي الشيرازي. المثنوي الذي يضم ستة مجلدات شرحه وترجمه للقارئ العربي المحقق ابراهيم الدسوقي شتا، وكان للمجلس الاعلى للثقافات في مصر الفضل في نشره من بعد ان قام شتا باصدار جزءين منه على نفقته الخاصة. يشد العقل إلى جلال الدين التصاقه بجذعه، في الوقت الذي يهوم فيه بخياله الطماح إلى الآفاق الإنسانية العليا; أصله ثابت وفرعه في السماء. يقول «كل من يبقى بعيدا عن اصوله، لا يكف يروم أيام وصاله». ويقول «من افترق عمن يتحدثون لغته، ظل بلا لسان ولو كان له ألف صوت». واللغة ليست هي الأصوات التي يتحدث بها الناس، وانما هي كل دنياواتهم الفكرية والمعنوية. فجلال الدين لم يتأن عن فراق من «يتحدثون لغته» في بلخ عندما وطأتها جحافل المغول. اتجه إلى سمرقند ومكة ودمشق ثم بلاد الروم حيث أخذ اسمه. كتب جلال الدين المثنوي في القرن الثالث عشر الميلادي ليختزل فيه كل المعاني الإنسانية السامية في الإسلام في ثلاثين ألف بيت، يكاد كل بيت فيها يدعو المرء للتسامي عن العرض الزائل، ويلجم النفس عن الاغترار بالحال، ويندب الإنسان إلى الأدب والمحامد. يقول جلال الدين «ترك الوقحاء الأدب واخذوا كالمتسولين يتخاطفون قطع اللحم»، وما أكثر الذين ما برحوا يتقاتلون على الفتائت. وقال لمن ولوا أمور الناس: «من الأدب يمتلئ الفلك بالنور، وبالأدب يعصم الملك ويتطهر»، أفهل من عاصم للملك في دنيانا ومطهر، يروضه على الأدب، أي محاسن الأخلاق. أجل، فارق مولانا أرض «المتحدثين لغته» بعد ان اضناه اليأس من فجاجتهم لأن «أحوال العارفين لا يدركها فج ساذج، فينبغي ان نُقصر الكلام. سلاما».

    أما أريج البستان، فقد كان لمصر قصب السبق في نقله إلى العربية أيضا على يد استاذ محقق آخر، الدكتور أمين بدوي. آثر بدوي ان يطلق على «بوستان» السعدي اسم اريج البستان. فكلمة «بو»، في قوله، تعني العرف أو الشذى، و«ستان» لاحقة مكانية كقولك كرد (ستان)، افغان (ستان)، وترك «ستان». ظلت الترجمة حبيسة داره حتى قيض اللّه لها ناشرا يدرك قيمة العلم والأدب، الأستاذ محمد المعلم صاحب دار الشروق. البستان أصغر حجما بكثير من المثنوي، الا انه لا يقل عنه خوضا في بحور المعاني. فحكاياته وعبره توصي الملوك بالعدل وحسن التدبير، وتحض عامة الناس على الاحسان والرضا والتواضع، وتحث الجميع على كبح جماح النفس حتى لا تفرط أو تطغى. في انتقاء المحكمين لهذه الكتب، لا شك ان عنصري الانفعال والتفاعل الذاتي لعبا دورا; فالموضوعية الكاملة لا تتحقق إلا في احصاء ما هو بحت خالص كالاريثماطيقا. كما أن لاختلاف الذائقة الأدبية، والمزاج النفسي بين الناقدين أثرهما على الأحكام. بيد أننا لا نرى في انتقاء مائة كاتب وأديب مختلفي الرؤى والمشارب والأذواق لهذه القلائد عدولا عن الحق، مهما كان معنى كلمة الحق في مجال تقويم الأدب. وقد جاء على الناس زمان في تاريخ الأدب العربي كان نقاد الشعر فيه لا يتحدثون عن أعظم شعراء العرب فحسب، بل عن أجمل بيت قالته. وكان من أولئك النقاد من يصدر حكما بالإعدام الأدبي على المئيين. فابن رشيق، مثلا، يقول ان أبا نواس والبحتري أخملا في حياتيهما خمسمائة شاعر، كلهم مُجيد (العمدة). ابن رشيق غالى كثيرا في نقده وتقويمه للشعراء، إلا في حالة واحدة: «ثم جاء المتنبي فملأ الدنيا وشغل الناس». ولا ننكر أن لمزاجنا الخاص علاقة بالاستراحة إلى ذلك الحكم. نقول، مع كل، ان المحكمين لم يرتجلوا حكما عندما استنكروا المؤلفات التي قاومت عوادي الزمان، من هوميروس إلى شكسبير. ولا نخالهم، أيضا، تعاسفوا في احكامهم عندما اضافوا اليها الجديد الذي لم يمتحنه الزمان، كما امتحن ما سبقه. ولربما وجدوا في ذلك الجديد، مثلما نجد، الشمول الانساني مع الخصوصية المبهرة، والنفاذ في المحلية مع التجلي في الإنسانية. لهذا لم تعد تلك الآثار هي أدب زمانها ومكانها فحسب، بل أدب الزمان الآتي وكل مكان. مثل هذه الآثار الأدبية، قال عنها ابراهيم المازني في مقال له عما اسماه «الشعر الحقيقي»، انها «تزيد الإنسان عراقة في انسانيته». ولكن سيبقى للخلاف مجال طالما اختلفت الأذواق. في هذا الشأن قرأنا باستمتاع ما كتبه أمير طاهري (الشرق الأوسط 2 يونيو/ حزيران) حول احتفاء المنتدى النرويجي للكتاب بالمؤلفات المائة. وكشأنه دوما كان طاهري سباقا في عرضه للجديد، في الأدب كما في السياسة والاقتصاد. وعلنا نوافقه الرأي على نعيه على المحكمين غياب بعض الآثار الكلاسيكية العربية التي استذكر من اصحابها محمد عبد الجبار النفري (من النفر بالكوفة) صاحب المواقف والمخاطبات. فالمواقف والمخاطبات لا تقل جدارة عن المثنوي، وقد عرفها المستشرقون وأشادوا بها قبل ان يذيع أمرها بين قراء العربية، إذ انكب على دراستها وتنقيتها وتحقيقها الأستاذ آرثر اربري اعتمادا على النسخة الموجودة في المكتبة البوديليانية باكسفورد. وعقب ذلك التحقيق اصدرتها دار الكتب المصرية في عام 1934. ومثل النفري غاب «نبي» جبران الذي ظل طبقا شهيا في موائد الدراسات الاكاديمية في الولايات المتحدة منذ ان رعت صاحبه ميري هاسيكل وقدمته لمجتمع فكري كان يعاني يومها، بل يفتو يعاني، من الانغلاق والتمركز في الذات. غاب النبي والمجنون وأفانين من الأدب الجبراني الرومانسي الصادح في غنائيته. كما غابت عنها آثار ابن حزم في الحب (طوق الحمامة)، ومسامرات أبي حيان التوحيدي (الامتاع والمؤانسة) التي خاض فيها كل بحر وغاص كل لجة. وعلنا لا نيأس ان افتقدنا اسماء الشعراء العرب الفحول بين العصبة المئية، إذ لم يكن أيضا لكيتس، وبوشكين، وشيلي مكان بينها. ثم ان الشعر العربي، مع عمقه الإنساني، كثيرا ما يستغلق حتى على أهله، رغم انه، كما وصفه ابن سلام الجمحي، «علم قوم لم يكن لهم علم اصح منه»، كما طغت على ذلك الشعر نزعات صارخة في محليتها، ومفرطة في افتعالها، خاصة في التفاخر القبلي والمدح والهجاء. وكان الشعراء، كما يقول احد القدامى، يمدحون بثمن ويهجون بلا ثمن. لا نستبدع، إذن، غياب الآثار الشعرية العربية التي ننام ونصحو بها، بقدر ما نستبدع غياب القرآن كأثر أدبي، اعجازه في بلاغته. ولعلنا نشير بوجه خاص للقرآن المكي. فاختيار سفر ايوب، من بين كل أسفار الكتاب المقدس (العهدين القديم والجديد) كان، كما أورد طاهري بصدق، لأنه جمع بين الأدب والدين. ليس هو مدونة تشريع أو أوامر لا تفهم إلا في سياقها الزمني، وقد لا تتفق مع المزاج والقيم المعيارية للذين لا يدينون بديانتها. فالقرآن المكي يؤهله، بجانب الإبداع الأدبي فيه، ارساؤه المبادئ الإنسانية، واعلاؤه لرايات التسامح، وتكريمه للذكر والأنثى، بل للإنسان ـ بصرف النظر عن جنسه ـ كخليفة للّه في الأرض. لهذا نقول ان طاهري لم يخطئ الهدف عندما وصف ذوق لجنة الاختيار بالتطرف، ونردف: إلى حد ما. على ان الكاتب المدقق لم يصب الهدف عندما قال منتقصا من قصة سلمان رشدي «أولاد منتصف الليل»، التي احتلت مكانها بين الآثار المائة، انها كتبت «في الأصل للسخرية من فتوى الخميني ولا تنال أبدا شرف العمل الأدبي». أولا صدرت أولاد منتصف الليل (أول مؤلف لرشدي نال شهرة عالمية) في عام (1980)، في حين صدرت «الآيات» بعد قرابة العقد من ذلك التاريخ (1989). فلا يجوز القول، إذن، بأنها ما كتبت إلا للسخرية من فتوى الخميني، بالرغم من جدارة تلك الفتوى بتأليف مائة كتاب للسخرية منها. وفيما بين الكتابين أصدر رشدي كتابا آخر هو الخزي (Shame)، ولعله استوحى موضوعه من مقتل ذي الفقار علي بوتو على يد سفاح باكستان العسكري. وستظل «أولاد منتصف الليل»، القصة الاليغورية التي تصور الهند غداة الاستقلال بدرجة عالية من التوتر الدرامي والرصانة في السبك، هي أجود ما كتب رشدي. «الآيات»، من جانب آخر، لم ترق لنا، لا لفحشها (فقد قرأنا في الأدب العربي ما لا يقل فحشا فيما كتبه الزنادقة والمهرطقون)، وإنما لما تبعثه في النفس من الملالة. حجم الرواية وطولها وحدهما لا يحملان المرء على الملل، فالحرب والسلام لتولستوي بصفحاته الخمسمائة وألف لا يبرمك ولا تشق قراءته عليك. كل صفحة فيه تجعلك تتلهف إلى التي تليها. وليس هذا حال «آيات» رشدي التي يشوبها الافتعال، ولهذا يعتري نسيجها الوهن في أكثر من مكان. ليت الذين يبغضون رشدي لتفحشه في «الآيات»، لاموه على الضعف الداخلي في قصته، فالأديب يحاسب على رداءة أدبه، لا على قلة أدبه. ليتهم فعلوا معه ما فعله العامي الروماني بسينا الشاعر في رواية يوليوس قيصر: العامي: مزقوه إربا إربا فهو واحد من المتآمرين.سينا: أنا سينا الشاعر (لست المتآمر). العامي: إذن مزقوه إربا لشعره الرديء، مزقوه لشعره الرديء.

    نعود بعد استطراد، إلى زيننا الذي غاب عن العرس، ولم يستخففه الزهو بما نال من ميز ورفعة بعد ان بلغه الأمر. بداهة علمي بنبأ فوز «الموسم» كان بعد يومين من إعلان النبأ في مجلس حافل تحلقنا فيه حول أديب كبير ذي سماح يفاد من علمه وترجى بركة دعائه، الشيخ عبد العزيز بن عبد المحسن التويجري. جاء الطيب، كعهدي به إلى ذلك المجلس يمشي رويدا، لا يَزهق في السير. ثم انتحى لنفسه أقصى المواقع في المجلس رغم إلحاف الشيخ عليه ليجلس بجانبه، فهو أثير لديه. وجلس من بعد صامتا وكأن لم يخرج لتوه منتصرا في واحدة من أمهات المعارك الأدبية، وما أكثر أمهات معاركنا خبيثة الأصل، وما أكثر انتصاراتنا ظنينة النسب. جلس الطيب صامتا حتى همس اليه الدكتور نجم عبد الكريم: «يا طيب لماذا لا نكتب عن هذا الظفر التاريخي». وهمس نجم مجهور له دوي. قلت للطيب: «ما القصة؟». قال: «واللّه ناس النرويج دعونا لحفل في قاعة نوبل لأنهم اختاروا موسم الهجرة مع كتب لجماعة تانين». قلت: «ومن هم الجماعة؟». قال «شكسبير وبرونتي وهمنجواي». لو لم اكن اعرف الطيب عن ظهر قلب، لقلت «يا للافتراء!». ولكني أعرف هذا «الزول»، تواضعه يعتصر الدموع، بل يثير الغضب لدى أصحابه في بعض الأحيان. هو صادق عندما يرفض التعالي، ومخلص عندما ينأى بنفسه عن التنفج، وأبغض الأشياء إليه لي شدقه بالتفصح. لم أر رجلا كالطيب يهضم حق حقه، وهو بذلك راض حامد شاكر. هو نفس «الزول» الذي عرفته في سني الدراسة، وخبرته من بعد في لندن حيث ظللت اختلف عليه ورفيق دربه صلاح أحمد في كهف كان يؤويهما في ثيرلو بليس، يكثران فيه القرى على الأضياف بوجه خصيب. من ذلك الكهف خرج لنا طيب آخر، بعد ان غرق إلى أذنيه في المجتمع الجديد الذي اختاره لمقامه وصارت له فيه رفقة وصهرة، دون ان يتأنجل. لم ينض الوطن أبدا عن ذاكرته وعن قلبه. هذا العمق في الجذور لم يمنعه من الافادة من ذلك المقام، وتلك الرفقة أفاد منها فائدة لم تتوفر لكثيرين، ولم يحرصوا عليها، ولذا بقوا في مهجرهم، أو عادوا إلى ديارهم أخيب مما تركوها. ولعل من أهم ما أفاد الطيب إرهاف وعيه الجمالي على إرهاف، وتعميق شعوره الإنساني على عمق. ولولا هذا الشمول الإنساني الذي أضفى على أدب الطيب طابعا كوزموبوليتانيا، لما وجد كتابه الطريق إلى عشرين لغة في هذا العالم الفسيح. رأى أهل الطيب أيضا فيما أخذ يطل به عليهم شيئا جديدا، ألفوه ولم يألفوه. تناول المتاع المشاع في حياتهم العادية وصاغه في أشكال يتبينون ملامحها فيما ظلوا يمارسون ويعيشون، ولكن تدهشهم في صوغها الجديد صور ذات ظلال. هذا هو دور الصائغ المُجيد. يتناول المادة التي نعرفها جميعا، ذهبا كانت أو فضة أو عاجا، يستنطق صمتها، ويشكلها في هيئة أو وضع هو منها، وليس منها. كثيرون يقسون على الكاتب حين يتوسلون له أو يحثونه، كي يكون صاحب رسالة مباشرة، وللتعبير المباشر أهله; بعضهم يصيب هدفه، وأكثرهم يخيب سهمه عن رميته. الطيب لم يخلق ليعظ في الجبل، هو عصي على التصنيفات الجاهزة التي يجيدها من هم ليسوا على شيء. قلة هم الذين يستطيعون وضع بلادهم على خارطة الأدب العالمي بكل ما في أهلها من تمزق وجودي يعترف به البعض وينكره الآخر، واستماتة للحفاظ على مناقب الخير التي ورثوها أو ظنوا انهم ورثوها، وبكل ما فيه أيضا من فحولة واستخذاء، وآمال وخيبات. لا يحسن القراءة من لا يرى ما في أقاصيص الطيب ورموزه من رسالات الرفض، والتحدي، والانتصار للإنسانية. حتى «الدومة» (شجرة عظامية من الفصيلة النخلية) أصبحت عند الطيب رمزا للتحدي والرفض. ولعل اتخاذ تلك الشجرة التافهة محورا لنضال جبار أبلغ في تعبيره عن اتخاذ كافكا للقلعة محورا للحياة والنضال في قريته البوهيمية. لا نسمي الطيب مهاجرا أو لاجئا أو منفيا لأن الأوطان ليست ظواهر جغرافية، فالأوطان ترتحل في قلوب أصحابها. مرة أو مرتين بدا لي الطيب غنيا عن وطنه، لا يستخفه إليه إياب. هذه الاستكانة لرأي شاعره وشاعري الحبيب، ربما كانت تعبيرا عن ألم أمضه كما يُمض الخل اللسان المقروح: رؤية أهله وقد أخذهم من أخذهم قهارة وعلى كره منهم، حتى أصبح وجود الوطن كله ملحقا بوجود فئة من أهله. ولعل الذي أثار حفيظة الكاتب ـ أكثر من العذاب والتعذيب ـ غسيل الأمخاخ ومحو الحكمة المأثورة في بلاد ما عرفت حتى أشد عهودها المعاصرة احلولاكا وزارات للعقل وللحقيقة، وأخ كبير يتنفس على الرقاب. يخشى الطيب على هؤلاء مصير ونستون سمث، فمتخيلات جورج أورويل أصبحت حقيقة في وطن لم يعد لها أصلا. ومتى؟ بعد ان صوحت الأغصان في «حقل الحيوان»، ولم يعد للخنازير الذكية أثر حتى في البلاد التي أنجبتها. لهذا فشت للطيب قالة: «هؤلاء، من أين أتوا؟» تلك قلادة سوء قلدها كبير أدبائنا لمن قلد. في لقائنا المحضور قال نجم للطيب، وتبعه الأديب الفَطِن، عبد اللّه محمد الناصر لماذا أنت ضنين؟ لماذا لا تكتب؟ تلهفت لسماع الجواب. قال أديبنا: هناك ما هو أهم من الكتابة؟ لم يقنع الجواب السائلين فأردفا: مثل ماذا؟ قال الأديب الكبير: القراءة مثلا. أقطع انه لم يقلها تكلفة; بل كان صادقا فيما قال. فالطيب رجل فِكّير، والقراءة تمنح المرء أفقا غير محدود للتأمل. كما ان الكتاب، كما قال الجاحظ، هو «الجليس الذي لا يطريك، والصديق الذي لا يغريك، يطيل امتاعك، ويشحذ طباعك». وليس مثل الجاحظ قارئ. لقي حتفه بين الكتب حين سقطت خزانة كتبه على أم رأسه. ذلك الحب القتال للقراءة لم يمنع الجاحظ من أن يكون أكثر أهل عصره انهماكا في التأليف في كل ضروب المعرفة; حتى الحيوان كان له موقع في سياحاته المعرفية. لا تئد الكتابة فانها، إن صَدَقت، هي المرشد من الضلال، ولا تكسر القلم فهو المفصح عن الأحوال. يا زين، يا طيب، يا صالح، وتلك صفات لفضائل تتسابق... كتبت أم لم تكتب، نحن بك فخورون. وفخورون بأن بعض ما أورثته لنا وجد في التاريخ مكانا له مع سفر أيوب.. «ليت كلماتي الآن تكتب. ليتها رسمت ونقرت إلى الأبد في الصخر بقلم حديد» (الاصحاح التاسع عشر/ 3). لقد تُوجت يا زين في مملكتك، مملكة الأدب، مملكة الأثر الباقي; فبقية الممالك كلها أدنى من مملكة لير، لا تساوي حصانا. ويوم تعود، لن تكون عودتك إلى وطنك كعودة أودو ديسوس بعد حروب طروادة، لم يتذكره غير كلبه وممرضته. سيكون في استقبالك وطن ذو زهاء; الذين تعرف والذين لا تعرف من أين جاءوا. ففضلك لا يجهله إلا من يجهل القمر.

    * قيادي في الحركة الشعبية لتحرير السودان ووزير خارجية سابق
                  

03-08-2005, 07:48 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاباتي عن اعمال الطيب صالح - بمناسبة منحه جائزة الرواية العربية ،، (Re: محمد أبوجودة)

    Quote: وتلك الجوائز التي تتشرّف بأن تتسمَّى به ..
    وقد كنتُ في أوّل قراءتى لهذه اللوحة الآسرة ، كذاك الذي وصف إقباله العذب علي فعلٍ مُــتًمـَـنَّى ، وقد ساورته ظنون قطع التواصل المرغوب ، فطَفِق يخصف على ظمئه مليـّا بالنَّهلِ والعَللْ ( جُغَمـاً كُبار) ..

    عزيزي محمد ابو جودة
    انت رجل صاحب اسلوب متميز وموهبة كبيرة في الكتابة وقد لمست فيك ذلك منذ قدومك المبارك الي هذا المنتدي ، فلا عجب هيامك بدرر ارباب البيان : المنصور النحرير ، والطيب الصالح . فالف شكر لهم ولك علي اتحافنا بهذه السيمفونية . حفظهم الله وحفظك .

    " .. قلت للطيب: «ما القصة؟». قال: «واللّه ناس النرويج دعونا لحفل في قاعة نوبل لأنهم اختاروا موسم الهجرة مع كتب لجماعة تانين». قلت: «ومن هم الجماعة؟». قال «شكسبير وبرونتي وهمنجواي». لو لم اكن اعرف الطيب عن ظهر قلب، لقلت «يا للافتراء!». ولكني أعرف هذا «الزول»، تواضعه يعتصر الدموع، بل يثير الغضب لدى أصحابه في بعض الأحيان. هو صادق عندما يرفض التعالي، ومخلص عندما ينأى بنفسه عن التنفج، وأبغض الأشياء إليه لي شدقه بالتفصح. لم أر رجلا كالطيب يهضم حق حقه، وهو بذلك راض حامد شاكر. هو نفس «الزول» الذي عرفته في سني الدراسة، وخبرته من بعد في لندن حيث ظللت اختلف عليه ورفيق دربه صلاح أحمد في كهف كان يؤويهما في ثيرلو بليس، يكثران فيه القرى على الأضياف بوجه خصيب."


    " ..لقد تُوجت يا زين في مملكتك، مملكة الأدب، مملكة الأثر الباقي; فبقية الممالك كلها أدنى من مملكة لير، لا تساوي حصانا. ويوم تعود، لن تكون عودتك إلى وطنك كعودة أودو ديسوس بعد حروب طروادة، لم يتذكره غير كلبه وممرضته. سيكون في استقبالك وطن ذو زهاء; الذين تعرف والذين لا تعرف من أين جاءوا. ففضلك لا يجهله إلا من يجهل القمر. "
                  

03-08-2005, 11:17 PM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاباتي عن اعمال الطيب صالح - بمناسبة منحه جائزة الرواية العربية ،، (Re: Agab Alfaya)

    Quote: " ..لقد تُوجت يا زين في مملكتك، مملكة الأدب، مملكة الأثر الباقي; فبقية الممالك كلها أدنى من مملكة لير، لا تساوي حصانا. ويوم تعود، لن تكون عودتك إلى وطنك كعودة أودو ديسوس بعد حروب طروادة، لم يتذكره غير كلبه وممرضته. سيكون في استقبالك وطن ذو زهاء; الذين تعرف والذين لا تعرف من أين جاءوا. ففضلك لا يجهله إلا من يجهل القمر. "


    عزيزي عبدالمنعم ،، الله يدِّيك ألف عافية ويُحقِّق مراميك البعيدة والقريبة ، ولك عظيم امتنانى علي ثنائك الكريم ، وإنَّكَ ،والله ، لَلأجدر بالثناء لِما تُقدِّم لنا من دراساتٍ وبحوثٍ حول آدابنا وتاريخنا واجتماعنا وثقافاتنا ، تُحلِّق بنا عاليا وتزيد يقيننا بأنّ قوادم أيّامنا ، هى الاحلى والأكثر طِلاوة والأخصب معرفةً .. أو كما يقول الشاعر التركى : ناظم حكمت : فأجمل الأطفال لم يُولد بعد ! وأجمل الأيّام ، لم تأتِ بعد .

    أعجبنى اقتباسك للفقرة الأخيرة من مقال الدكتور منصور خالد حول رائعة الطيب :موسم الهجرة ، حيث أنها تمثِّل ،في نظري، خُلاصة ناجزة ومُوجِزة للأفكار التي وردت بالمقال : وخصوصا في تنويه الدكتور ، لتتويج الطيّب نفسه ، بجهده ، في مملكة الأدب ، مملكة الأثر الباقي ..وإنّها والله ، لَمملكة الأثر الباقى ، إسما علي مُسمَّى ..

    والشيئ بالشيئ يُذْكَر ، فقد نشرت لي صحيفة الشرق الأوسط ، تعليقا علي هذا المقال في باب رسائل القُرّاء ، وعلي الرغم من تعرُّض " تعقيبى " لبعض البتر ، والاخطاء ، إلآ أنّنى أُقَدِّر لهذه الصحيفة اهتمامها بما يكتبه قراؤها لهاأيَّما تقدير ، أضف الي ذلك ، إمكانيّاتهم الجيِّدة في أرشفة المواضيع ، حتى إن كانت تعقيبات قرّاء ، أمثالي، فقد أخذتُ هذا التعقيب الآن(9مارس05) من أرشيف الصحيفة(1أغسطس02)، فانعم بها من أمكانيات ، وارجو ألا يطول انتظارنا لصُحُفنا السودانية في ان تحذو حذو الصحافة العالمية بأرشفة جميع اعدادها السّابقة ، حتي تكون معينا لاينضب لتصحيح أشياء كثيرة واختصار دروب فكرية وعرة ،وجلاء مُعَمَـياتٍ كثيرة ! فالأرشيف ،هو ذاكرة وتاريخ وعُمر المطبوعة السيّارة .

    ليت وليت وليت ؛ومن هاهنا ، أقدّم " تطوُّعى " بالمشاركة دون أجرٍ في إدخال بيانات الصحف القديمة ، لأىِّ مشروع من هذا القبيل ، واعلم ان العديدات والعديدين من وطنى علي مثل هذا الاستعداد .. فهل نطمح ؟؟

    عذرا أخى العزيز منعم ،، علي هذا الاستطراد ، ويطيب لى ان اضع " تعقيبى" المُشار إليه
    أعلاه ، آملا ان يكون " بضعة " من مساهمة في هذا البوست القيِّم ، الاحتفالي بعبقرى الرواية السودانية (العالمية) الأستاذ/ الطيب صالح ، وبصديقه د. منصور خالد ..

    [أرشيف الشرق الأوسط : 1/أغسطس/2002]

    ألم يأنِ لرياح السودان ان تهب جنوبا ! ؟؟
    من : محمد أحمد أبوجودة – سودانى ، مُقيم بالرياض ..

    قرأنا بصحيفة «الشرق الأوسط» الغراء في 2002/6/20 مقالا ممتعا للاكاديمي الدكتور منصور خالد، مُـنَـوِّهاً فيه بفوز رائعة اديبنا المتميز الطيب صالح «موسم الهجرة الى الشمال» كواحدة ضمن مائة اثر ادبي عالمي، اختارتها مجموعة من الادباء العالميين للمنتدى النرويجي للكتاب . وبدء القول ، انه لا جدال في ان الشعر ديوان العرب وعلم قدمائها ونزهة ألبّائهِا في ازمانهم الماضية وبعض من الحاضر، بيد ان الرواية الناضجة والتي تسـنَّـمت ذُرى الآداب الانسانية منذ زمان موغل في القدم ، قد أضحت الآن لدى الامم الحديثة نبراسا تتلاشى امامه دياجير العتمة والتراكمات التي تعتور حيوات الناس شرقا وغربا وبين بين.. فالرواية كصورة متقدمة من فنِّ الحكي، تتـيحُ من خلال نهجها السردي رؤية عميقة للكاتب ، تعينه في التقاط الاجتراحات المجتمعية الحائرة بغية تسليط الضوء عليها ونقدها والخروج من بعد بخلاصات فكرية تسهم في ترقية الفهم وارهاف الحس ونشر الوعي الحضاري الذي يستحقبه الاديب، وعلى مر التاريخ اضاءت امثال هذه الكتابات الابداعية كثيرا من الدروب الوعرة في مسيرة المجتمعات التي كانت محل دراستها بل كانت ولا تزال رافدا حيويا يؤصِّـل لتجارب الانسانية نحو آفاق جديدة.

    لك الثناء عزيزنا الطيب صالح بما اورثته لنا من أثر باق في مملكة التاريخ، وبما بوأتنا من ذرى يسوقنا اليها الطموح ويقعدنا عنها الـ " هؤلاء " !! . فيا لتوقنا الممتد لمصطفى سعيد وشهود محاضراته في الاوكسفورد وخواطره في محكمة الاولدبيلي ويالَـشـوقنا لحاج احمد وبنت مجذوب وود الريس ومحجوب مثل نمر هرم. يا لرثائنا للواعظ الذي امتطى ظهر الآخرة لبطن الدنيا، ويا لزهونا بتلك الاريحية التي يمشي بها الراوي «محيميد» بين اهله وناسه بعد ان عاد من بلاد تموت من البرد حيتانها.


    عزيزنا الطيب صالح التهنئة والثناء مكرران.. والثناء موصول لمنصور خالد لتخليده هذه المأثرة الادبية بفكره السديد واستطراداته الجاحظية المتينة، تلك التي يسبر بها اغوار الثرى، ويرود بها اعالي الثريا ، وهوَ ثاني العنان .

    وإن كان من سؤال مؤرِّق : فإلى متى يظل هؤلاء الرُّوَّاد العِظام ، والنّابغين الكِرام يجوبون الفيافي والقِفار ، بعيدين عن وطنهم وناسهم؟ وهذا الوطن ، وأؤلئك الناس في أمسّ الحاجة لِنبوغهم وعَظَـمـَـتهم ؟ .. وفي البلاد قد توّطَّنت زُمرةٌ كارهةٌ للوطن ، مُسِيـئةً لأهله ؟ .. فيا لها من قُبـُّرةٍ خلا لها الجو فباضت واصفرت ، ولم يكن نتاجها سوى عديدٌ من جولات التفاوض الحلزونية وغير قليل من الاتفاقات المتهافتة التي ما فتئت تأخذ الناس في حلقات مفرغة وتصيبهم بالدوار.. ورغم كل ذلك هل يكون في اتفاق «مشاكوس» الاطاري الجديد ضوء يلوح في نهاية نفق الحرب الاهلية السودانية.. فتهب رياح المتنبي جنوبا لا شمالا..؟

    (عدل بواسطة محمد أبوجودة on 03-17-2005, 03:15 AM)

                  

03-11-2005, 06:27 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاباتي عن اعمال الطيب صالح - بمناسبة منحه جائزة الرواية العربية ،، (Re: Agab Alfaya)

    شكرا عزيزي ابو جودة علي انزال تعقيبك علي درة استاذنا منصور خالد ،
    وهي حقا تستحق عناء الكتابة عنها وشكرا لناس الشرق الاوسط علي هذا الانضباط في حفظ الارشيف .
    وارجو ان تبقي معنا فالكلام بقية .
                  

03-11-2005, 09:40 PM

Roada


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاباتي عن اعمال الطيب صالح - بمناسبة منحه جائزة الرواية العربية ،، (Re: Agab Alfaya)
                  

03-11-2005, 11:03 PM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاباتي عن اعمال الطيب صالح - بمناسبة منحه جائزة الرواية العربية ،، (Re: Agab Alfaya)

    عزيزي عبدالمنعم ،،
    لك التحية الممراعة ، والدعوات الكريمة المِتراعة بكل خيرٍ يُرتجى ..

    لا أُخفي تمام علمي ، بأنّ كِتاباتك وبحوثك الفكرية في مختلف الدراسات
    التي قرأناها لك علي صفحات هذا المنتدى وغيره من المطبوعات ، تلك الكّتابات المجتناة من رصيدك الإطِّلاعي الهائل ، وموهِبتك الأدبية الباذخة ، المنسوجة بخيوط دراساتك القانونية المتينة ، والمُعبِّرة عن مشاريعك الفكرية التى تنحو لافاق العدالة والمساواة والحرية ؛ لا أخفي تمام علمي بأنّها تجد قبولا وثقة ، وثناءا مُستحَق من غالبية قُرَّائـها بما تزيد به رصيد هؤلاء القرّاء /آت معرفةً وعُمْقا إدراكيا ... ولكنّى ، مع ذلك ، ما أزال أُعالج بعض "جهلى" : لِماذا تنكأ كتاباتك القوية هذي ، جراح " مجاريح ، بأيديهم /هنَّ! لابيدي عمرو !! فلا يخفون سُخطهم عليها ؟ ولا يخفون ضيقهم بها ؟؟ ولا يرون فيها ولو - قليل صواب بالصدفة ؟!!

    -----
    الشاعر السودانى الكبير : محمد المهدي المجذوب ،واحد من ضمن المبدعين السودانيين " الحقيقيين " الذين تناولتهم يا استاذنا / منعم الفيا ، في كتاباتك الثرّة ، فهلا سمحتَ لي بإيراد " بعض " من جميل إبداعه في هذه السّاحة الإحتفالية التكريمية علي شرف " الزين ، يا زين يا طيّب " :؟

    يقول في رائعته "" ليلة المولد ""

    وعلا فوق صدى الطَّبل الكرير
    كل جسم جدولٍ فيه خريــــر
    ومشى في حلقة الذكر ، فتــور !
    لحظةٌ يذهل فيها الجسم والروح تُنيــر
    وعيون الشيخ أُغمضنَ على حُلمٍ كبيـــــــــــــر

    - - - - -

    وفتاةٍ ، لونها الاسمر من ظل الحِجاب
    تتهادى في شباب وارتيــــــــــــــاب
    قد تُحيِّيك وتدعوك بأطراف الثِّياب
    وهيَ قيدٌ وانطلاق
    واضطرابٌ واتِّســاق !!
    إن نأت عنّا ، وأخفتها الدِّيار
    فعروس المولد الحلوة جَلآهــا التِّجار !
    لَبِست ألوانها شتَّى ،، أميــرة
    مــا أُحيلاها صغيـــــــــرة
    وقفت في كرنفال
    فوق برجٍ دونه الحلوى كنوز ولآلي
    من أســاطير الخيــــــــال !!

    - - - -

    قد قيل قديما ، يغنِّي المغنى ، وكلٌّ يبكى علي ليلاه ، أو وكل علي هواه !!

    ----

    وللشاعر ، علي محمود طه ، المهندس ، في قصيدته عن ليالي " البندقية " :

    أيُّ حُلُمٍ ، من لياليك الحِسانِ
    طاف بالموج وغنـّى ، فتغنّى الشاطئانِ
    وهفــا ، كلُّ فؤادٍ ، وشَــدا كلُّ لِسان
    هذه " فاتنة الدنيا " وحســناء الزمان
    بُعِثت في زورقٍ ، مُستلهمٍ ، من كلِّ فنٍّ

    مَرِح المجداف يختالُ ، ..............
                  

03-12-2005, 00:04 AM

Bushra Elfadil
<aBushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاباتي عن اعمال الطيب صالح - بمناسبة منحه جائزة الرواية العربية ،، (Re: محمد أبوجودة)

    شكراً لكم جميعاً
    كان الطيب صالح جديراً بنوبل منذ طهور موسم الهجرة وصويحباتها وفي ظني أن مريود أو الجزء الثاني من بندرشاه ظلمت ظلم الحسن والحسين لأنها جاءت في ظل موسم الهجرة . أرتقى الطيب صالح بلغة مريود حتى ان بعض النقاد الروس قالوا لي شفاهة أن لغتها أشبه بلغة الإنجيل .طبع الروس خمسين الف نسخة من الأعمال الكاملة للطيب صالح موسم الهجرة عرس الزين دومة ودحامد بندر شاه و مريود ورايت طلاب قسم الدراسات الشرقية يدرسون الرجل القبرصي ويترجمونها . مريود هي نقطة انطلاقي كل مرة مجددا لاعمال الطيب صالح ففيها تعبير عن المحبة والفقد في ظني وصل إلى نهاياته الصافية المطلقة في الأداء الانساني :
    قلت زوديني
    قالت كلا
    قلت زوديني
    قالت كلا
    قلت زوديني
    قالت
    واحسرتا عليك يا محبوبي خير الزاد أنا .
    وقد كتبت مقالا قديما حول لغة السرد في مريود. سانشره يوماً ما .
    موسم الهجرة الى الشمال من الاوابد وكان يكفي تسويقها من قبل وزارة الثقافة السودانية عالميا لينال كاتبها نوبل فالياس كانيتي نال نوبل عن نثره غير الروائي في كتاب Crowd And Power . صدقت رجاء فالجائزة القاهرية منحت له لانقاذها ولا عذر في انها اسست حديثاً إذ انه من غير المناسب ان تمنح له بعد منيف وصنع الله ولو انها منحت لصاحب اسمهامحفوظ اولا لقلنا نعم بحكم الاقدمية لا التفوق الإبداعي . أبدع منصور خالد في كلمته عن الطيب صالح كعادته لكن كلمته أبضا جاءت متاخرة كالجوائز جميعاً فلو ان قلم منصور هذا سال حين كان وزيراً للخارجية بلغات شتى يجيدها فربما كان ذلك مما يقود لنوبل فالكتابة الابداعية تحتاج للبروموشن . تاخرت الجائزة العربية لثلاثين سنةعن الطيب صالح وعندما يجيىء الاستاذ منصور لسدة الحكم او الاستشارات في قترة السلام الانتقالية فإننا نطالبه بان يمنح الكاتب الجليل التفرغ التام مدى الحياة بمنحة وبيت ومكتبة اليكترونية وسكرتارية طوع اشارته فذلك أقل جزاء لما قدمه للوطن.وان تطبع اعماله في طبعات محققة بشتى اللغات في طبعات فاخرات من داخل الوطن ذلك عسى ان ننطلق للتجاني والمجذوب والحردلو وعيرهم فكم هي غنية خزانة الوطن بالادب البري الذي لم يتمدن بالكتب الرصينة بعد ويا محمد جودة لقد وفقت في الاتيان بهذا الروي المتشابه في الجندول والمولد لكن المولد اكثر نضارة لكن التسويق كما ترى أظهر قصيدة على محمود طه المهندس عليها عربياًعلى الرغم من لحن الكابلي وما ابدع لغة منصور خالد وسبكه .

    (عدل بواسطة Bushra Elfadil on 03-16-2005, 00:47 AM)

                  

03-12-2005, 05:33 AM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاباتي عن اعمال الطيب صالح - بمناسبة منحه جائزة الرواية العربية ،، (Re: Bushra Elfadil)

    (بالإذن من عزيزي عبدالمنعم الفيا)

    مرحبا بك ، أستاذنا المبدع / بُشرى الفاضل ،، وقد شـرّفت هذا البوست "القيِّم" بكتابات الاستاذ/ الفيا بمناسبة منح المبدع / الطيب صالح ، جائزة " ملتقى " الرواية العربية ، الثالث . ورؤية " الفيا " - نوافقه عليها - في استحقاق الطيِّب لجائزة نوبل في الأدب ..

    أسمح لي في البداية ، أن أُعبِّر لك عن مدى إعجابي - بما قرأتُه حتى الآن - من ِكتاباتك ، مقرونا بأملي في التوفّر علي قراءة البقية ، بل وأمدِّد أملي بأن تكون قراءتها في " المجموعة الكاملة للدكتور بشرى الفاضل " في طبعة زاهية ؛وامنياتي لك بالتوفيق .

    مُداخلتك الكريمة أعلاه ، تذهب بي مباشرةً الي بيت الشِّعر :

    تكاثرت الظِّباءُ علي " خراشٍ " ،،، فما يدري "خراشٌ " مـا يصيدُ ؟

    وبالجملة ، فكل نقاط هذه المداخلة ، تحوز الرضاء والقبول العام ، وسيزيدها بهاءا، مُعاودةٌ منكَ ، تزيدنا إمتاعا . فعلى سبيل المثال ، هاأنتَ تقول [مريود هي نقطة إنطلاقي كل مرة مجددا لاعمال الطيب صالح ففيها تعبير عن المحبة والفقد في ظني وصل إلى نهاياته الصافية المطلقة في الأداء الانساني ] .. وقد بدا لي ، كلمّا قرأت هذا الـ " مريود " ؛ وما أن أتوغَّل بين شِعابها ، حتى أظُنّنى في غير المكان ولا الزمان ! .. ففى رأيِّ ، ليس الحبكة فقط ، ولااتِّساع الخيال الفني ولا المماثلة في السلوك الإنسانى من بيئة لأخرى ، بل لعلَّ ، لغة السرد في " مريود " هي المحك ، وهيّ اللَّحمة والسداة ، في تعبيرها الفنّى الأوابدي .

    أستاذنا بشرى ، تقول : [وقد كتبت مقالا قديما حول لغة السرد في مريود. سانشره يوماً ما . ] .. وأقول ، عسي ان يكون قريبا ، وقريبا جدّا بالله .


    لقد صدقتَ ، أخى بشرى ، في قولك : كم هىَ غنيَّةٌ ، خِزانة الوطن ، بالأدب البرِّي الذي لم يتمدَّن بالكتب الرصينة بعد . إذن ، فلا مِشاحة ، فالأمل مخبوء بين سواعدنا جميعا ألآ تذهب هذه الخزانة أدراج الرِّياح .. وطالما، وافق رويِّ " المولد " ، ما نحن بصدده هاهنا ، فسأهديك منه بعض مقطع آخر :

    ------
    وهنا ، في الجانب الآخر ســوق
    هو سوق " الزَّلعة " ! وبه طبلٌ وبوق
    من صُراخ الرَّغبة حَفَلتْ دولتَه في " حَلَّة" سلبت كل العيون
    والظنـــون .. كيف لا ؟
    يالذّة الليل ويا أمَّ الفتون
    ربُّها ، قلَّب عينيه خطيبا في الجماهير الغفيرة
    مُرسِلا مِن ناره ، ريح شـــواء
    تتهادى في الفضــــــــــاء
    بِنداءٍ لم يجد فينا عصـيّا
    ودعانا ، ثم حيّـا وتهيـّا
    وحَواليه ال" كوانين الوقورة !"
    وبها من داخن الفحم ذريرة
    وجريرة ، وضفيرة ترشق الأسياخ فيها
    نُظِّمت باللحم نظمـا ، وارتوت دُهناً وشَحْـما

    - - - -

    عظيم التقدير لأستاذنا بشرى الفاضل ،،
                  

03-12-2005, 11:40 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطيب صالح : في بندر شاه سبقت ماركيز الي الواقعية السحرية ، وهي افضل اعمالي! (Re: Bushra Elfadil)

    استاذي بشري الفاضل البوست نور بحضورك الباهي ،
    Quote: وفي طني أن مريود أو الجزء الثني من بندرشاه طلمت طلم الحسن والحسن لأنها جاءت في ظل موسم الهجرة

    تاكيدا لوجهة نظرك ،يقول الطيب صالح ، ان ، بندر شاه بجزئيه : ضو البيت ومريود ، بالنسبة له ، هي اهم اعماله ،،

    "..والواقع انني منذ بدات الكتابة وانا اسير في هذا الاتجاه ،الان يتكلمون عن الواقعية السحرية وما الي ذلك ، لكني سرت من قبل في هذا الاتجاه.وهو للامانة لم ابتدعه لانه موجود في بيئتنا ...ولعلني لذلك اخذت اناسا عاديين امثال سعيد عشا البايتات القوي ،ومحجوب ، وعبد الحفيظ والطاهر ود الرواسي، وحاولت ان اضعهم في اطار اسطوري(ميثلوجي) رغم انهم مزارعون عاديون .
    لذلك تجدني اقول ، ان اهم عمل انجزته حتي الان علي علاته هو رواية (بندرشاه) هذا اهم عمل بالنسبة الي ،علي رغم انه لم يكتمل فقد اصدرت جزئين من هذه الرواية : مريود ، وضو البيت ، واتمني ان اكمل هذا العمل..
    في هذه الرواية تناولت البيئة والناس لعادالذين يعيشون بداخلها ، وشرعت في عملية استكشاف exploration لعلاقات البشر بعضهم بعضا ، من خلال الجانب الغامض في حياة الناس الذي تمثله السلطة. محجوب مثلا في الرواية كا هو رئيس البلد ، واذا حسبت البلد بحساب القوي الحقيقية تجدها ليست مهمة لكن محجوب كان يرمز ايضا الي حاكم الدولة .

    لقد لاحظت ان كتاب امريكا اللاتينية، خاصة غابريل غارثيا ماركيز، شغلهم كثيرا موضوع السلطة، خاصة ماركيز في رواية (مائة عام من العزلة ) لكن اعتقد ان السلطة كانت تشغلهم تاريخيا وليس اسطوريا .
    حاولت شخصيا ، في حدود اضيق بكثير ، ان اوسع الموضوع مع تضخيم للشخصيات الروائية ، لذلك خلقت اسطورة بندرشاه .بندر ، ترمز الي المدينة وشاه ، للملك ، وهذه الرواية كان يمكن ان تسمي (الملك والمدينة ) مثلا ، وهي عبارة عن وعاء حاولت ان اصب فيه كل هذه الحكاية.
    وثمة متعة اخري بالنسبة الي ، فالافكار المعقدة في الرواية لو خلقت لها اناسا متعلمين واساتذة جامعة ، يتناقشون ويفلسفون الامور سيكون اسهل ، لكن ان تخرج تلك الافكار المعقدة علي لسان اناس بسطاء هذه هي المسالة.

    لكل ذلك اعتقد ان بندرشاه هي افضل اعمالي وافضل عمل بالنسبة الي هو الفصل الاخير من ضو البيت ، حين يظهر الرجل الغريب الذي اطلق عليه اهل البلد ضو البيت ، ويختفي .هنا بالضبط خلقت منه اسطورة ورمزا . وهذا الرمز يتكون تدريجيا لانه شخص غريب جاء الي البلدة اطلق عليه اهلها عليه اسم ضو البيت، ثم ادخلوه الاسلام ، وتم ختانه وقرروا ان يزوجوه ثم بعد ذلك يذوب كما الوهم !"

    ص 118 ،119
    علي الدرب ..مع الطيب صالح ..ملامح من سيرة ذاتية
    اعداد طلحة جبريل - مركز الدراسات السودانية 1997

    Quote: أرتقى الطيب صالح بلغة مريود حتى ان بعض النقاد الروس قالوا لي شفاهة أن لغتها أشبه بلغة الإنجيل

    بلي ، يا دكتور فقد صدقوا .
    ولهذا السبب مثلك انا ايضا اجد نفسي اقرب الي مريود . ولكن بمقاييس النقد اقدم عليها موسم الهجرة .
    Quote: وقد كتبت مقالا قديما حول لغة السرد في مريود. سانشره يوماً ما .

    اظن انني قرات هذا المقال او سمعت منك هذا الكلام من قبل ، اين ؟ لا ادري !

    واليكم المشهد الاخير من مريود :

    * *

    (..حينئذ قبلتني بن عيني ،وابتسمت بكل جمال وجهها في وجهي ، وقالت :
    " بلي بلي يا رمانة قلبي .اذا احتجتني فادعني فسوف اجيء"
    قلت :
    " هيهات ، هيهات "
    قالت :
    " ولكن عليك ان تصبر وتذعن "
    قلت :
    " اذا اجعلي لي آية"
    قالت :
    " آيتك ماء .آيتك ماء.ابدا تتلفت خلفك .آيتك ان تظل يقظان الي آخر العهد. ستراني وسوف اعينك قدر المستطاع "

    " فلاسر معك خطوات اقدمك "

    قالت :
    " لا يا تفاحة فؤادي هنا مفترق الطرق وانه الواداع "
    عصر الحزن قلبي عصرا، ولم اجد الدمع الذي ابرد به حر جوفي لانها سلبتني نعمة البكاء .

    قلت لها :
    "اذا زوديني "

    قالت :-"لا "

    قلت :
    "زوديني "

    قالت :-"لا"

    قلت :-
    " زوديني "

    قالت :- "لا "
    قلت :
    "زوديني "

    قالت :

    "واحسرتا عليك يا محبوبي . خير الزاد انا .انني مفارقتك من هنا .لا شبع من بعدي ولا ري ، ولا شفيع ولا نجي .فاضرب حيث شئت ،وتود ان استطعت واطلب النجاء .الي ان تلقاني فاعطيك المن والسلوي ."
    ثم ابعدت . وسمعت صوتها كانه ينزل من السماء ن ويحيط بي من النواحي كافة ، تطويه رياح وتنشره رياح :

    " يا مريود . انت لا شيء . انت لا احد يا مريود .انك اخترت جدك وجدك اختارك ،لانكما ارجح في موازين اهل الدنيا .وابوك ارجح منك ومن جدك في ميزان العدل . لقد احب بلا ملل ، واعطي بلا امل ، وحسا كما يحسو الطائر ، واقام علي سفر ، وفارق علي عجل . حلم احلام الضعفاء وتزود من زاد الفقراء ، وراودته نفسه علي المجد فزجرها ، ولما نادته الحياة ..لما نادته الحياة .."

    قلت نعم . قلت نعم . قلت نعم . ولكن طريق العودة كن اشق لانني كنت قد مشيت .)

    نهاية رواية مريود.

    -----






    (عدل بواسطة Agab Alfaya on 03-15-2005, 07:32 PM)
    (عدل بواسطة Agab Alfaya on 03-15-2005, 07:36 PM)

                  

03-12-2005, 07:50 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا تزال موسم الهجرة هي الرواية الاولي عربيا ، (Re: Bushra Elfadil)

    Quote: موسم الهجرة الى الشمال من الاوابد وكان يكفي تسويقها من قبل وزارة الثقافة السودانية عالميا لينال كاتبها نوبل فالياس كانيتي نال نوبل عن نثره غير الروائي في كتاب Crowd And Power

    حقا دكتور بشري موسم الهجرة كانت كافية لينال بها الطيب صالح نوبل ،
    فكثير من الكتاب فازوا بنوبل لاثر ادبي واحد ،
    لعله سؤ طالع السودان ان تتخطي الجائزة الطيب صالح .

    لا ادعي اطلاعي علي كل ما كتب في الرواية العربية ،
    ولكن في حدود ما قرات وفيما هو متداول من اسماء ،
    لا توجد رواية عربية حتي الان تنافس فنيا رواية موسم الهجرة الي الشمال ،
    وانا هنا اتحدث من حيث الصنعة الروائية والموهبة الروائية .
    الرواية عندي ليست مجرد سرد وحكاية ،كما هو حال الكثير ممايطلق عليه رواية الان .
                  

03-12-2005, 07:25 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المجذوب : الانصاف علي الصفاء هو الاكسير ! (Re: محمد أبوجودة)

    Quote: ولكنّى ، مع ذلك ، ما أزال أُعالج بعض "جهلى" : لِماذا تنكأ كتاباتك القوية هذي ، جراح " مجاريح ، بأيديهم /هنَّ! لابيدي عمرو !! فلا يخفون سُخطهم عليها ؟ ولا يخفون ضيقهم بها ؟؟ ولا يرون فيها ولو - قليل صواب بالصدفة ؟!!

    اخي ابو جودة ،
    ونحن نتحدث في حضرة المجذوب لا اجد ابلغ من كلماته :

    "..انا احب الفرح - متفائل بطبعي ، لاني احب الخير لنفسي وللناس ، وبهذا تعتدل الحياة ،
    ولكن الله جلت حكمته ، ابتلاني واعانني ، وله الحمد ، فاحتملت،
    واعياني حبي للصفاء فاعتزلت واحاسب نفسي، واتهم صدقي واتعب واوسوس واتشاءم ،
    وعلمت - غير نادم - ان التطرف في الحب لا يؤذي الا صاحبه ،
    والنفوس شحاح، والانصاف علي الصفاء هو الاكسير. والاكسير خرافة. وشجرة الاكسير كانت علي الذروة من جبل كسلا - وليس غيرها في الدنيا، قيل صعد اليها رجل فاقتلعها..!!
    ولكني لن اسام من طلب الخير لنفسي ولغيري .. "
                  

03-13-2005, 10:03 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرسم بالكلمات ! (Re: Agab Alfaya)

    عزيزي ابو جودة ،
    اشارتك الي المجذوب ذو دلالة عميقة كما المح استاذي بشري الفاضل ،
    فمريود من الريدة ،والريدة : المحبة ، والمريود هو المحبوب علي حد تعبير الطيب صالح،
    والعلاقة بين المجذوب والمحبوب لا تخفي . فالجذب هو انجذاب المريد الي مريوده او المحبوب اي محبوبه ، في لغة المتصوفة.
    سئل الحلاج في مسرحية صلاح عبد الصبور :
    - امجذوب انت ؟
    فاجاب :
    - دوما نحو النور !

    وقصيدة (المولد) احدي تجليات شيخنا المجذوب وقد ظهرت فيها موهبة المجذوب في الرسم بالكلمات في اسمي صورها . وبالمناسبة المجذوب قد عالج الرسم بالفرشاة : " فقد اشتهيت ان اكون رساما ولم افلح " او كما قال في مقدمة نار المجاذيب .
    بيد انه برع وحذق نوعا اخر من الرسم :الشعر . وكانت المولد احدي تلك اللوحات الخوالد التي اتحفنا بها المجذوب :


    وهنا حلقة شيخ يرجحن
    يضرب النوبة ضربا فتئن
    وترن
    ثم ترفض هديرا او تجن
    وحواليها طبول صارخات في الغبار
    حولها الحلقة ماجت في مدار
    نقرت ملء الليالي
    تحت رايات طوال
    كسفين ذي سوار
    في عباب كالجبال،

    وتدانت انفس القوم عناقا واصطفاقا
    وتساقوا نشوة طابت مذاقا
    ومكان الارجل الولهي طيور
    في الجلاليب تثور ..وتدور
    تتهاوي في شراك
    ثم تستقر جرحي وتلوب
    في الشباك
    مثلما شب لهيب ،

    وعلا فوق صدي الطبل الكرير
    كل جسم جدول فيه خرير
    ومشي في حلقة الذكر فتور
    لحظة يذهل فيها الجسم والروح تنير
    وعيون الشيخ اغمضن علي كون به حلم كبير،


    * *

    وفتي في حلبة الطار تثني
    وتأني
    وبيمناه عصاه تتحني
    لعبا حركه المداح غني..
    ..راجع الخطو بطار
    رجع الشوق وحنا
    وحواليه المحبون يشيلون صلاة وسلاما
    ويذوبون هياما
    ويهزون العصيا
    ويصيحون به ابشر لقد نلت المراما .
                  

03-15-2005, 07:18 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مريود .. قصيدة في العشق والمحبة ،، (Re: Agab Alfaya)

    Quote: مريود هي نقطة غنطلاقي كل مرة مجدداص لاعمال الطيب صالح ففيها تعبير عن المحبة والفقد في ظني وصل إلى نهاياته الصافية المطلقة في الأداء الانساني :

    لله درك استاذي بشري الفاضل ،
    وهذا مشهد من الرواية بلغ فيه الطيب صالح قمة الاداء الانساني ، في الفقد والمحبة بالمعني (التراجيدي ) الاغريقي ، :


    " .. قالوا ، وكانت في ود حامد امرأة صاقعة الحسن تدعي حواء بنت العريبي ، هبطت من ديار الكبابيش مع ابويها في سنوات قحط وجدب .فماتا عنها وبقيت وحدها ، تمشط وتغزل وتعمل في دور الميسورين في البلد .ووصفوا ان وجهها كان كفلق الصباح ، وشعرها اسود كالليل مسدل فوق ظهرها الي عجيزتها ، وانها كانت فرعاء لفاء، طويلة رموش العينين ، اسيلة الخدين ، كان في فمها مشتار عسل ، وانها كانت مع ذلك شديدة الذكاء ، قوية العين ،مهذارا حلوة الحديث ، متبرجة ، في حديثها شيئا من فحش وتغنج . فارادها الكثيرون .ومنهم بعض عراة(عزاة) اهل البلد ، فتمنعت واعتصمت ولم تقبل منهم طالب حلال او حرام .

    قالوا ، ولم يعلق قلب حواء هذه دون الناس جميعا الا ببلال ، فكانت تعرض له وهو في صلاته وعبادته ، فلا يرد عليها ولا يجاوبها . وظن الناس اول الامر ، انها انما تعبث به ، ثم تيقنوا انها ، ويا للعجب ، قد هامت به هياما كاد يذهبها عن نفسها. ولما اعيتها الحيلة ذهبت الي الشيخ نصر الله ود حبيب ، وشكت له وتذللت وتفرعت ، فاشار علي بلال ان يتزوجها .

    فقال له :
    " يا سيدي روحي فداك . لكن لا تخفي عليك خافية من احوال عبدك المسكين . انا ماشي في دروب اهل الحضرة، وانت تامر بافعال اهل الدنيا "

    فقال له الشيخ :
    " يا بلال . ان دروب الوصول مثل الصعود في مسالك الجبال الوعرة. مشيئة الحق غامضة.يا بلال ، ان حب بعض العباد من حب الله ، وهذه المسكينة تحبك حبا لا اجده من جنس اهل الدنيا ، فعسي الحق ان يكون ارسلها اليك لامر اراده . عساه جلت مشيئته اراد لك ان تختبر مقدار حبك بميزان حب هذه المسكينة لك ،فاما صحوت وانقطع سبيلك واما ازددت ظمأ الي كاس الحب السرمدي ويكون سبحانه وتعالي قد انقذ مشيئته باذلالك في ارادته القصوي "

    فصدع بلال لامر شيخه وتزوج حواء .

    قالوا ، ولم يجتمع بهاالا ليلة واحدة ، بعدها استاذن شيخه ان يسمح له بان يبريء ذمته منها ، فاذن له .وكانت قد حبلت منه في تلك الليلة ، بابنه الذي سمي الطاهر ، وغلب عليه اسم الطاهر ود الرواس .وبعد ان سرحها بلال، ابت ان تدخل علي رجل آخر وانصرفت لتربية ابنها ، فكان شانها في ذلك شان المتصوفة العاكفين .وذكروا انها لما رحلت عن الدنيا وهي تناهز السبعين ، كانت علي ابهي هيئتها وحسنها ، ولم ينقص من جمالها مثقال ذرة ، ولم يغير الزمن منها مقدار شعرة ، فكانها كانت من تصاريفه في حصن حصين ."

    من رواية مريود.


    * * *


    من اجمل ما كتب عن مريود ، ما جري به قلم الناقد المصري رجاء النقاش ، تحت عنوان :
    " خواطر حول قصيدة في العشق والمحبة "

    " ..والمفتاح الاساسي الذي يساعدنا علي في فهم (مريود) وفهم ادب الطيب صالح كله هو انه ليس كاتبا واقعيا ، بالمعني التقليدي للواقعية ، وقد يفهم البعض من هذا النفي للواقعية في ادب الطيب صالح نخ - ببعده عن الواقعية - انما يبتعد عن معالجة هموم الانسان العربي التي يعانيها في مجتمعه وفي الحياة بوجه عام ، والحقيقة ان ابتعاد الطيب صالح عن الواقعية لا يحمل هذا المعني ، فالطيب صالح كفنان صادق اصيل - غارق في الهموم الانسانية لعصره وفي الهموم الانسانية لوطنه وبلاده ، ولكنه لا يعبر عن موضوعاته عن طريق تصوير الواقع المباشر او رصد مشاكل فئة من الناس او طبقة من طبقات المجتمع .. انه يعبر عن مشاكل الانسان الداخلية العميقة ، يعبر عن روحه ووجدانه ونظرته الي الحياة والمصير الانساني كله ، والطيب صالح يترك العالم المنطقي الواقعي الذي وقفت الرواية العربية عند حدوده قبل ظهور الطيب صالح ، وكان الفتح الادبي والروحي الذي قدمه الطيب للرواية هو انه لجأ الي نبع جديد لم يشرب منه احد من قبل في مجال الادب الروائي العربي ، لقد تجاوز الطيب العالم الروائي الواقعي الي عالم آخر اسطوري او كما يقول التعبير العلمي الدقيق (عالم ميثلوجي ) . .. والحق ان الطيب صالح رائد هذه المدرسة الروائية الجديدة في الادب العربي ، وهو مكتشف الطريق ، واقصد هنا مدرسة الرواية التي تعتمد اعتمادا كبيرا علي المثيلوجيا او الاسطورة شكلا وموضوعا وسوف نجد ان الترابط المنطقي الخارجي بين اجزاء رواية مريود ،مثلا مفقود ذلك لانها تشبه الحلم والتصورات الوهمية الخيالية والاسطورية، اما الواقع الخارجي العادي فهو كامن في باطن الرواية وليس ظاهرا علي السطح ، وهذا ما يفسر لنا تلك الابيات الثلاثة التي اختارها الطيب من ابي نواس ووضعها في صدر روايته وهي :

    غير اني قائل ما اتاني من ظنوني مكذب للعيان
    اخذ نفسي بتاليف شيء واحد في اللفظ ، شتي المعاني
    قائم في الوهم حتي اذا ما رمته ، رمت معمي المكان ".

    رجاء النقاش
    مجلة الدوحة ( القطرية ) ابريل 1978
                  

03-15-2005, 09:39 PM

abuguta
<aabuguta
تاريخ التسجيل: 04-20-2003
مجموع المشاركات: 8276

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مريود .. قصيدة في العشق والمحبة ،، (Re: Agab Alfaya)

    شرف الاديب الطيب صالح مهرجان الجنادرية الاخير
    لم اكن من الحضور ولم اعرف اين تقع الجنادرية غير المعلومة الوحيدة انها فى شمال الرياض
    على الرغم من حبى للادب...لكنى افضل حب عملى ومصدر رزقى ...احكى ويومها كنت طالب فى الهند وقد تعثرت فى الدراسة عام كامل فارسلت ابيات من الشعر لاخى الاكبر...فقال لى لقد انتهى عصر الادب والشعر نريد ان ناكل عيش ونحسن وضعنا وانت طريقنا لو تاخرت عام اخر لم تصلك منى مصاريف...فمزقت احدى قصائدى كان من المفضرت ان القيها فى احدى الحفلات يومها والان ابحث عنها ..ولم اجد منها شطرا..الحمد لله قد تحسنت حالتنا المادية...مرغم كرهت تجمعات الشعر والشعراء الفضل يرجع لامين المنتدى واداباء بلادى ..وانت منهم ياعجب...
    نعود لموضوع اديبنا الفحل ...نزل فى احدى فنادق الرياض..لمدة 20 يوما وكان ابن خالتى من ضمن سائقى السيارات المؤقته...التى خصصت لنقل الزائرين متى ارادوا والى اى مكان شاووا ...فكان ابن خالتى من اوائل المحظوظين..بحمل الاديب الى الجنادرية...ووبعد نهاية الرحلة رفض الاكرامية التى قدمت له من قبل الاديب...بكلمة لا..انا سودانى .ومن يومها اصبح اديبنا يطلب السائق الهندى...ويحدثنى ابن خالتى يقول كلما نسال الهندى عنه عنه..يقول ...( بهوت بارا ادمى)....واخر يوم اعطى السائق الهندى
    كل ماتبقى عنده من ريالات ...

    فالتحية عبركم للرجل الامة
    الطيب صالح

    (عدل بواسطة abuguta on 03-15-2005, 09:49 PM)

                  

03-15-2005, 11:42 PM

Habib_bldo
<aHabib_bldo
تاريخ التسجيل: 04-04-2002
مجموع المشاركات: 2350

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مريود .. قصيدة في العشق والمحبة ،، (Re: abuguta)


    أهلا بعجب الفيا وأهلا بعودتك مع مواضيعك الشيقة وبصراحة أعتبر بوستاتك إستراحة هذا المنبر وأستمتع ايما إستمتاع وأنا أتناول فنجان القهوة أو الشاي في محطة من محطاتك الشيقة
    نعود لموضوع البوست (الطيب صالح وكما وصفه الأخ ابو قوتة "الرجل الأمة")
    رغم إختلاف الآراء حول كتابات الطيب صالح سيظل إنتاجه علامة مميزة في تاريخ الأدب السوداني بصفة خاصة والادب العربي وحتى العالمي بصورة عامة
    أختلف مع الكاتب خالد (صاحب كتاب اللامنتمي في أدب الطيب صالح) رغم وجود بعض القواسم المشتركة في منهج الطيب صالح وكولون ولسون الا أن الأخير أهتم بالتركيبة النفسية والتعقيدات الإجتماعية في المجتمعات الغربية خاصة بعد الحرب العالمية الثانية التي أدت الى تفكك المجتمعات الغربية وزوال بعض القيم الاجتماعية وإنتشار مفاهيم جديدة وأسلوب حياة مختلف قبل وبعد الحرب أدى الى غربلة المجتمع الغربي أدى الى إرساء دعائم جديدة ومفاهيم جديدة للحياة وكذلك على شكل الاسرة والمجتمع. وكولون ولسون مفكر وعالم بخبايا النفس البشرية وأنعكس ذلك في كتابه الشهير اللامنتمي . ثم أستدرك بعض ما فاته في كتابه ما بعد اللامنتمي ولديه مؤلفات أخرى سيكلوجية أكثر منها أدبية مثل كتاب (الانسان وقواه الخفية ولا أدري متى ألف هذا الكتاب!)!!
    أعود لكاتبنا الطيب ووجه الاختلاف بينه وبين كولون ولسون
    هنالك سمة مشتركة بين كل مؤلفات الطيب صالح حتى رواية موسم الهجرة التي تعتبر أختلافاً نوعيا في مسرح مواقع الاحداث بينها وبين مؤلفاته السابقة ولكن تجد أنه يعود الى صورة المجتمع الريفي السوداني دايماً وهي حاضرة بإستمرار في كل رواياته
    نجد الطيب يصور لنا وبصورة تفصيلية حياة المجتمعات الريفية والغريبة أن التشابه الكبير في أنماط الحياة في أنحاء السودان المختلفة .. خاصة تلك التي تعيش على ضفاف النيل مما يجعلك تظن أن أحداث الرواية حدثت في قريتك أو في بيئة مشابهة تماماً
    أهتم الطيب الصالح بعكس زخم الحياة بتفاصيلها المعيشية والتراثية مع التركيز في التقاليد والأعراف والعادات بلغة حوارية فريدة من نوعها بأسلوب مسرحي تجعلك تتخيل الشخوص وتمعن فيهم ويجعل بينك وبينهم إلفة غريبة وكانهم ماثلين أمامك. دون تعقيد ولا تفصيل ولا تركيز في الجوانب السيكولوجية التي نراها طاغية في كتابات كولون ولسون
                  

03-16-2005, 10:47 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المجذوب : الشعر لا يشرك به ! (Re: Agab Alfaya)

    Quote: فالتحية عبركم للرجل الامة
    الطيب صالح

    لقد وفقت يا ابا قوتة كما قال حبيب بلدو - في وصفك بالطيب صالح بالرجل الامة
    فهو كذلك ،
    فلم يجمع السودانيين علي حب رجل مثل اجماعهم علي حب الطيب صالح ،
    حفظ الله ذخرا لهذا الوطن/ الامة .

    وبمناسة تعليق اخيك علي تعاطيك الشعر اليك حديث مشابه للمجذوب :

    " .. واذكر اول التحاقي بالوظيفة ، ان رئيسي في الديوان ، رآني اختلس النظر الي ديوان العقاد ، وكنت خبأته في احد ادراجي .
    واصلح الرجل الطيب شاربه ، وامتلا بوظيفته ، ونظر وعبس وبسر ، وقال في اشفاق واستخفاف : شعر ؟ يا بني الشعر ما يسقيش مية . واعترف هنا انني لم انتفع بنصيحة قط ، وما انتهت نفسي عن غيها ، وليس لها مني زاجر.

    وتذكرت نصح الرجل الطيب . فقد حسبني مداحا .وهو قد فطن الي ضعف الشاعر في هذا الزمان ، واكثر القوم في الشرق العربي ينظرون الي شخصه لا عمله .

    ولقد كان الشاعر في السودان مذبوحا ..دمه من المشهيات ومما اتفق عليه - ولا نعرف فظاعة القسوة التي فيه - ان الالم يعين علي الابداع . ولا يقول هذا القول من يعرف القلوب ، فالالم اذا جاوز الطاقة - مثل الفقر - يفحم ويقتل المواهب ويعمي البصرة والبصر .

    ولقد علمت ان الشعر كسائر الفنون لا يشرك به .ولم اتمكن من الجمع بين الواقع الذي اعيش فيه والشعر ، ثم غلب علي ابتغاء الاجر في طلب العيش ، فاعطيت وظيفتي ، وهي حق لا ريب فيه ، كل وقتي وتفكيري وطاقتي ( واسلم في الموضع ،بكل احترام ، علي من بيدهم امر العلاوات وزالترقيات نمن رؤسائي في خدمة الدولة ) .

    من مقدمة : نار المجاذيب
                  

03-16-2005, 07:28 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاباتي عن اعمال الطيب صالح - بمناسبة منحه جائزة الرواية العربية ،، (Re: Agab Alfaya)

    Quote: أهلا بعجب الفيا وأهلا بعودتك مع مواضيعك الشيقة وبصراحة أعتبر بوستاتك إستراحة هذا المنبر وأستمتع ايما إستمتاع وأنا أتناول فنجان القهوة أو الشاي في محطة من محطاتك الشيقة

    انه لشرف عظيم لي يا حبيب ان تصف بوستاتي بهذه الكلمات ،
    واتمني ان تحظي بوستاتي دائما برضاكم ورضي الاصدقاء والصديقات ،
    واحيك علي مساهماتك واهتمامتك المتميزة
    تقول :
    Quote: وكولون ولسون مفكر وعالم بخبايا النفس البشرية وأنعكس ذلك في كتابه الشهير اللامنتمي .

    ما ذكرته صحيح تماما يا حبيب بلدو
    الفرق بين الطيب صالح وكولون ويلسون هو الفرق بين الاديب والمفكر ،
    ويلسون مفكر وفيلسوف حاول ان يؤسس لما اسماه الوجودية الجديدة ،
    والطيب صالح اديب روائي صاحب نظرة انسانية شاملة وليس لديه مذهب فكري محدد ،
    الكاتب الروائي ايضا عالم بخبايا النفس البشرية وقد استعان ويلسون علي شرح فلسفته بالادب
    ولكن يظل الفرق بين لغة الادب والفكر ووظيفة كل منهما قائما .

    والف شكر علي هذه المساهمة القيمة مع عظيم التقدير
                  

03-17-2005, 03:05 AM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاباتي عن اعمال الطيب صالح - بمناسبة منحه جائزة الرواية العربية ،، (Re: Agab Alfaya)

    الاخ منعم ، والجميع ،، سلام وتحايا ،،،

    وشكرا علي هذا التواصل الجميل في حضرة " المبدع الأمّة " الطيّب صالح ، عبر هذه الدوحة الابداعية النّاضرة .. وأودُّ ان اضيف هذه القصيدة المُعبِّرة للوطنى والشاعر الكبير : توفيق صالح جبريل ،، له الرحمة ..

    وبداية ، أحييِّ ، الاستاذ/ عبدالكريم الكابلي في أداءه الرّائع للكثير من " عيون الشعر السوداني وغيره " في ألحان بديعةوخالدة كـــ"ليلة المولد " للمجذوب ، وكسلا لتوفيق ، و"آسيا وافريقيا " لتاج السر الحسن و"ضنين الوعد" لصدّيِق مدثر و" حبيبة عمري " للحسين الحسن ، و"الجندول" للشاعر علي محمود طه ، و "أراك عصيُّ الدمع " لأبي فِراس .. وللكابلي ، أطال الله عمره ، رمياتٍ من عيون الشعر ، للمتنبي والعباسي والنّاصر قريب الله رحِم الله ، مَنْ مضى من هؤلاء ، وأفاء العافية والسلامة على الأحياء منهم ..

    وإليكم : قصيدة كســــــــــــلا

    نضّر الله ، وجه ذاك السّاقي ،، إنّه بالرحيق ، حلّ وِثاقي
    فتراآي الجمال مُزدوج الإشراق ،، يُسبي معدّد الآفاق
    وابنة القاش ، إن سرى الطيف وهنا ، واعتلى هائما فكيف لَحاقِ ؟
    والمنى بين خصرها ويديها ، والسّنا ، بابتسامها البّراق
    كسلا ، أشرقت بها شمس وجدي ، فهيَ بالحقِّ جنة الإشراق
    كان صبحا طلق المحيّا ، نديا ،، إذ حللناها ، حديقة العشّاق
    نغمُ الساقيات حرّك أشجانى ،، وهاج الهوى أنين السواقي
    بين صبٍّ في حِبِّه متلاشٍ ! وحبيبٍ مُسْتغرقٍ في عناق
    ظلّتِ الغيد ، والقوارير صرعى ، والأباريقُ بِتْـنا في ىىىىى إطـــــراق ؟
    إإتني بالصّبوح ، يا بهجة الروح ، تُرحنى ، إن كان في الكأس باقِ

    (عدل بواسطة محمد أبوجودة on 03-17-2005, 03:10 AM)

                  

03-18-2005, 01:11 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رددت الكاس عن شفتي لعل جمالك الخمر ! (Re: Agab Alfaya)

    Quote: إإتني بالصّبوح ، يا بهجة الروح ، تُرحنى ، إن كان في الكأس باقِ

    اخي الاديب الاريب محمد ابو جودة
    ونحن في حضرة اشياخنا المجذوب والطيب الصالح فالاشارة الي القصيدة الصاعقة لتوفيق صالح جبريل تاتي في محلها تماما ،
    ولو كنا نقدر مبدعينا حق قدرهم
    لو كنا نقدر حقيقة انفسنا
    لكانت هذه القصيدة من اشهر القصائد في تاريخ الشعر العربي كله،
    ولكن !
    ولكن هذي لما لا تدعني !!!

    تاتي اهمية الاشارة الي هذه القصيدة هنا لارتباط الخمر بحديث العشق والمحبة ذي النزعة الصوفية الانسانية في ادب كل من الطيب صالح والمجذوب ،
    لقد استعار المتصوفة رمزية الخمر وعبارات العشق والهيام من الشعراء العذريين للحديث عن مواجدهم العرفانية . بل لقد رمزوا الي الذات الالهية بليلي وسعاد ولبني :"يا ليلي ليلك جن "

    اغالط عن تلك بسعاد ولبني وما قصدي سعاد ولا لبني

    لا تلمني يا عذولي في هوي الغيد الحسان
    ان ديني واعتقادي للذي خلف الجيوب
    Quote: وبداية ، أحييِّ ، الاستاذ/ عبدالكريم الكابلي في أداءه الرّائع للكثير من " عيون الشعر السوداني وغيره " في ألحان بديعةوخالدة كـــ"ليلة المولد " للمجذوب ، وكسلا لتوفيق ، و"آسيا وافريقيا " لتاج السر الحسن و"ضنين الوعد" لصدّيِق مدثر و" حبيبة عمري " للحسين الحسن ، و"الجندول" للشاعر علي محمود طه ، و "أراك عصيُّ الدمع " لأبي فِراس .. وللكابلي ، أطال الله عمره ، رمياتٍ من عيون الشعر ، للمتنبي والعباسي والنّاصر قريب الله رحِم الله ، مَنْ مضى من هؤلاء ، وأفاء العافية والسلامة على الأحياء منهم ..

    واضف الي هذه الدرر يا ابا جودة قصيدة شذي زهر ولا زهر " للعقاد :
    وبي سكر تملكني واعجب كيف بي سكر
    ...
    رددت الكاس عن شفتي لعل جمالك الخمر

    ذكر الكابلي في حوار بام بي سي انه تغني برائعة ابي فراس الحمداني " معللتي " قبل ان تشدو بها ام كلثوم . فبهتت المذيعة ولم تكد تصدق !
    ان اختيار الكابلي لهذه الاوابد يكفي لتتويجه ملكا علي مملكة التذوق الشعري .

    فاتني بالصبوح - ترحني - ان كان في الكاس باق !
                  

03-18-2005, 12:40 PM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاباتي عن اعمال الطيب صالح - بمناسبة منحه جائزة الرواية العربية ،، (Re: Agab Alfaya)

    شكراً ، عزيزنا عبدالمنعم ، على هذا السـّخاء المعرفي الوضّاء ، وجميلٌ أن تطرق بنا بوّابات النّزعات الصوفية الجبّارة والموّارة بكل رمزٍ شفيف العيان ، وخمرٍ عفيف الدِّنان .. وقد سعدتُّ برؤيتك ان قصيدة " كسـلا " قد أتت في محلّها ؛ إذ أنّها عامرة بالصور والأخيلة والمعانى الآسرة الموشـّاة بمفرداتٍ شاعرية مُنتقاة بعناية ، لاتقلّ في ذلك عن تلك الرؤي والأخيلة وجماليّات السّرد التي نطالعها في إبداعات الطيب صالح ، وصحبه الميامين : المنصور والمجذوب والعبّاسي والنّاصر وغيرهم .. وبالفعل أيضا ، أنّ : شذى زهرٌ ولا زهرُ ، من القصائد الجميلة التى شدا بها الفنّان الاستاذ كابلي ، وفيها مــا فيها من انعكاسات "نفسية العقّاد " المستعصية باعتداد نفسٍ لا ترى كبير خيرٍ في التصالح مع عاطفة الحب ! تلك العاطفة التي قلَّ أن تنهزم بسهولة ! فها هو العقّاد ، يعترف لها بــ:
    خذوا الدنيا بأجمعها .. حبيبٌ واحدٌ ذخرُ
    إذا ضاءت مطالعه .. فكلُّ سمـاءنا بدرُ

    ليرجع فيقول :
    خُذوا دُنياكمُ هذي ... فدُنياواتنا كُثرُ !

    وفي رأيِّ ، أنّ العقاد هاهنا قد حاول ان يشى بأنّه يستكثر على مثله ان يقع في براثن الحبِّ ! وإنّما عليه أن يوغل في نشر " العبقريات " وليس نشـرُ الزّهر ..

    وعن صاحب : مُعلِّلتى بالوصل ، والموتُ دونه ، إذا مِتُّ ظمآناً ، فلا نزلَ القطرُ !! ابافِراس الحمدانى ،الشاعر الفارس ،في بحبوحة و"نغـنغة " أبن عمّه " سيف الدولة " ممدوح أبي الطيب المتنبي ، فقد أساء أبو فِراس كثيرا لِفروسيـّته بعداوته – غير المنطقية - للمتنبي ، ولم يشفع لأبي فراس ، جمال وحُسن طِلاوة " روميّاته " ، ولا شَفع له بيته الوسيع الإدِّعاء :
    ونحن أُناسٌ لا توسـُّط بيننا ... لنا الصّدرُ دون العالمين أو القبرُ !!

    فقد كان " أحمد بن الحسين ، الشهير بأبي الطيب المتنبي [ الشاعر الأثير لكلٍّ من " مولآنينا وشَيْـخَينا " : منصور خالد والطيِّب صالح ، وقبلهما أحمد بن سليمان ، الشهير بأبي العلا المعرِّي ، الذي أخرج شرحا في قريض ابي الطيِّب ، سمـّاه "مُعجِز أحمد " ، كان المتنبي هو الذي جاء ، فملأ الدنيا وشَغل النّاس ! .. ومايــزال .. فقد خصَّـه أستاذنا الطيب صالح ، بِعدّة حَلقات من عموده الشهير بـ " مجلّة المجلّة " تحت عنوان : نحو أفقٍ بعيد ، وقد نجح فيها نجاحا تامّا بعرض وتحليل رؤي " العملاق ، طه حسين " السالبة في شعر المتنبي و نفسية المتنبي ..

    عذرا علي الإطالة ، وعذري ، الأقبح من الذّنب ! إن كان في هذه المداخلة ، خروج عن موضوع الخيط ..

    ولكم المودة ،،/
                  

03-18-2005, 11:14 PM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاباتي عن اعمال الطيب صالح - بمناسبة منحه جائزة الرواية العربية ،، (Re: Agab Alfaya)

    تتّصل سلسلة الإبداع السودانى ، أخى عبدالمنعم ، لتشمل كثيرا من المعاصرين والقدماء يجلِّون عن الحصر ؛ ولعلّى في هذا السانحة الطيبة ، استذكر ، علي سبيل المثال : " إدريس محمّد جمّاع ، والتيجانى يوسف بشير ، لهما الرحمة والمغفرة بما قدّما من أصيل المعانى والمبانى الشعرية .. فلِجمَّاع ، ديوانه : لحظاتٌ باقية ، وللتيجانى ، ديوانه : إشراقة ..

    من أشعار " جمّاع " :

    ما له أيقظ الشجون ، فقاسي وحشة الليل واستطار الخيالا
    ما له في مواكب الليل يمشى ،، ويناجي أشباحه والظلالا
    هيّنٌ تستخفُّه بسمة الطفل ،، قويٌّ يصارع الأجيــــــــالا
    حاسر الرأس عند كل جمال ،، مستشفٌّ من كل شئ جمالا
    خُلقت طينة الاسي ، وغشتها نار وجدٍ فأصبحت صلصالا
    ثم صاح القضاء كونى ... فكانت .. طينة البؤس شاعرا مثّالا

    وله أيضا :
    إنّ حظِّي كدقيقٍ فوق شوكٍ نثروه
    ثمّ قالوا لحُفاة يوم ريحٍ اجمعوه
    صعُبَ الامر عليهم ثم قالوا اتركوه
    إنّ مَن يشقيه ربِّي ، ليس انتم تسعدوه


    وقد "تساخر!" مرّة د. محى الدين اللآذقانى ، السوري ، الكاتب بصحيفة الشرق الأوسط بهذه
    الابيات ، دون سبب مقنع .. اللهمُّ إلا أن يكون سببه كسبب ذاك المقدِّم للبرنامج الأدبي في إحدي القنوات العربية - كما تفضّلتَ أخي منعم بِذكره في مداخلة لك في بوست آخر - حيث قال في معرض زاوية النظر النقدية عبر ثنائية " الشرق والغرب " : أنّ الطيب صالح ، لم يأتِ بجديد !! فقد سبقَه توفيق الحكيم في " عصفور من الشرق " ويحيي حقِي في " قنديل أم هاشم " !!

    وللتيجانى ، الذي طوي الأيام سريعا ومات في ريعان شبابه ، كأنّما كان متمثلا بقول الفارس الخوارجي : قطري بن الفجاءة في قصيدته " شجاعة " التى درسناها في ثانية أو ثالثة ثانوي : ومطلعها : أقول لها وقد طارت شُعاعا ،، من الأبطال ويحك لن تُراعي ؟!
    الشاهد في قوله :
    ومن لا يُعتَبط ، يسأم ويهرم ،، وتُسلِمه المنون الي انقطاع
    فقد اعتُبِط ، رائعنا التيجانى ، كما كان الحال مع " أبو القاسم الشّابِّي " التونسي

    من روائع التيجانى الكِتَيابي :
    قم يا طرير الشباب ،، غنّى لنا غنّي

    وله في المعهد العلمي :
    السحر فيك وفيك من أسبابه ،،، دعة المحبِّ بعبقري شبابه
    وله في إحدي لفتاته الجميلة في إحدي حِسان النَّقادة :

    حسبي افتئاتا تجنِّيك عليَّ ،، زمرةً وازورارا
    آمنتُ بالحُسن بُردا وبالصبابة نار
    وبالمسيح ، ومَن طاف حوله واستجارى
    إيمان مَن يعشق الحسن في عيون النَّصارى

    **
    لقد تغنّى كابلي بكثير من الروائع ، وقد حكي في إحدي لقاءاته بقناة البحرين ، أنّه قد قام بتلحين " قصيدة ، لؤلؤة بضـة " ، وكان قد وجدها في صحيفة مـا ، دون أن يعرف شاعر القصيدة ، بسبب أنّه كان مهموما بتخليد ذكرى شهيدة النضال من أجل الحرية " جميلة بوحريد " الجزائرية ..

    ومنها :

    أغلي من لؤلؤةٍ بضـَّة ، صيدت من شطِّ البحرين
    - - - - - - - - - -
    أقلّه ، أنّ لنا - كأفارقة وعرب - " جان دارك " حقّتنا !!

    - - - - -- - - - -
    أخى منعم ، اعتقد أنّه لم يبق لي إلآ أن أدلق باقي "جك " الموية في رأس الملك (الفيّا)
    حتى أخلُص الي تلك الحكاية في حصص المطالعة بالثانوي " إعتذار لطيف " !!

    ولكم الود ،،
                  

03-19-2005, 08:14 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاباتي عن اعمال الطيب صالح - بمناسبة منحه جائزة الرواية العربية ،، (Re: محمد أبوجودة)

    لا شك عزيزي محمد ان جماع قد بلغ قمة الادء الشعري في هذه القصيدة :

    خُلقت طينة الاسي ، وغشتها نار وجدٍ فأصبحت صلصالا
    ثم صاح القضاء كونى ... فكانت .. طينة البؤس شاعرا مثّالا

    لاحظ كيف استلهم قوله تعالي :
    " صلصال من حمأ مسنون "
    ما اروع قوله : وغشتها نار وجد "
    Quote:
    إنّ حظِّي كدقيقٍ فوق شوكٍ نثروه
    ثمّ قالوا لحُفاة يوم ريحٍ اجمعوه
    صعُبَ الامر عليهم ثم قالوا اتركوه
    إنّ مَن يشقيه ربِّي ، ليس انتم تسعدوه

    وقد "تساخر!" مرّة د. محى الدين اللآذقانى ، السوري ، الكاتب بصحيفة الشرق الأوسط بهذه
    الابيات ، دون سبب مقنع ..

    هل عندما علق اللاذقاني علي هذه القصيدة - نسبها الي جماع ام الي شاعر آخر ؟!

    وونواصل
                  

03-19-2005, 05:02 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاباتي عن اعمال الطيب صالح - بمناسبة منحه جائزة الرواية العربية ،، (Re: Agab Alfaya)

    شكرا صديقي ابو جودة علي هذه السياحة المنعشة في (حدائق العشاق )
    التي استدعاها الحديث عن رائعة الطيب صالح مريود . ومريود من الريدة /العشق
    Quote: وفي رأيِّ ، أنّ العقاد هاهنا قد حاول ان يشى بأنّه يستكثر على مثله ان يقع في براثن الحبِّ ! وإنّما عليه أن يوغل في نشر " العبقريات " وليس نشـرُ الزّهر ..

    كتب العقاد رواية واحدة اسمها سارة ويقال انها سيرة ذاتية مغلفة لقصة حبه .
    ولذلك اظن ان قصيدة( شذي زهر ولا زهر) هي قصيدة في المراة وظاهر انه كتبها عن تجربة حب عنيفة وموحية :

    وانظر لا اري بدرا أانت الليلة البدر ؟
    الي ان يقول:
    هذي الدنيا باجمعها حبيب واحد ذخر
    اذا اضات ملامحه فكل سمائنا بدر


    نواصل

    (عدل بواسطة Agab Alfaya on 03-19-2005, 05:04 PM)

                  

03-20-2005, 11:39 AM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاباتي عن اعمال الطيب صالح - بمناسبة منحه جائزة الرواية العربية ،، (Re: Agab Alfaya)

    العزيز منعم الفيا ،،

    التحايا الطيّبة ،،

    الابيات ( إنّ حظِّي كدقيقٍ ...) نَسبها اللآذقانى ، ولم ينسبها تماما ؟!! لشاعرنا الراحل/ إدريس جمّاع .. وعليه ، أرجو أن تفيدنى في هذا الخصوص ، حيث أنّنى " أعتبرها " لجمّاع منذ مايقرب من عشرين عاما ! مع أنّي لم أُطالعها في ديوانه " لحظاتٌ باقية " . مع العلم ليس بالضرورة يجمع هذا الديوان جميع أشعار جمّاع ، واعتقد أنّ لجمّاع ديوان آخر ..

    هاهنا مقالان لللآذقانى ، نقلتهما من أرشيف "جريدة الشرق الاوسط " ، مؤمِّلا ان أرى رأيك في ما إذا كان اللآذقانى قد " تساخر " فيهما علي هذه الأبيات ، وبالأحرى علي بعض شعرائنا ، علي الرغم من إفتاء " أمين الارشيف بالشرق الاوسط " لللآذقانى أنّ الأبيات للشاعر السوداني إدريس جمّاع ! علاوة علي أنّ رويِّ اللآذقانى للأبيات ، ملحون ومحرّف !!

    مع وافر المودة ،،/
    - - - -
    أرشيف الشرق الاوسط 13/يوليو/2001م
    الوحدة العربية ، أقطارها وحظوظها !! د. محيي الدين اللاذقاني
    إن حظي كدقيق فوق شوك نثروه ، ثم قالوا لحفاة يوم ريح: اجمعوه صعب الأمر عليهم ثم قالوا:
    هذا من أشقاه ربي كيف أنتم تسعدوه استشهدت بالأبيات أعلاه ذات مناسبة قريبة ونسبتها إلى شاعر عربي لأني بالفعل ـ وليس بالتجاهل ـ لم أتذكر وقتها اسم ذلك الشاعر، فالذاكرة كالأحصنة تحرن أحياناً، وتمتنع عن العمل، كما يمتنع الحصان عن السير إذا تراكم عليه الإرهاق. وبعد أيام من نشرها، جاءني الزميل عماد الدين دياب، معاتباً ومذكراً بعادة شائعة، فنحن ننسب الرجل إلى قطره وبلدته، بل ونسمي أمه وأبيه حين يقوم بالأعمال الشائنة، اما في المفاخر، فإننا نكتفي بنسبته إلى العروبة، فنقول الشاعر العربي والفنان العربي والنجم العربي وما إلى ذلك من صفات تتسربل بالمبالغات. وأظن أن هذا الأمر كان يرتبط بمصر وحدها في البداية، فقد ظللنا أكثر من نصف قرن نتحدث عن سينما عربية ولم يكن هناك أية صناعة سينما إلا في أرض الكنانة، أما الذي صحح السياق هذه الأيام، فبعض الفضائيات التي صارت تستخدم تعبير «أفلام مصرية» لتمييزها عن بضعة أفلام سورية وعدة أفلام مغاربية أنتجت بتمويل فرنسي. وفي الجزيرة العربية، حيث العرب الاقحاح الذين قال الأمير خالد الفيصل بلسانهم أثناء حرب الخليج أهزوجة «حنا العرب..» نادراً ما ينسب الشاعر والفنان إلى الأمة، بل إلى القطر، فصفة مطرب سعودي مثلا تلحق دائماً باسم محمد عبده وقبله طلال مداح، وهذه مفارقة جديرة بالتأمل تفسرها التطورات السياسية، قبل علم الأنساب والجغرافيا. وخارج إطار مصر والسينما المصرية، ينسب البطل والفنان إلى قطره غالباً قبل أمته، فتجد صفة العداء المغربي إلى جانب اسم سعيد عويطة، وكذلك الأمر مع نوال المتوكل، فإذا جاءت سيرة العداءة السورية غادة شعاع وجدتها تقترن بالعروبة في الأغلب الأعم، فهل المبالغة في الدور القومي تلعب دورها في هذا المجال. لا أظن ذلك، فالعراق لا يقل مبالغة في القومية عن سورية، ومع ذلك فنادراً ما تجد صفة الشاعر العربي تسبق صفة الشاعر العراقي أثناء الحديث عن البياتي والسياب والجواهري ونازك الملائكة، والأمر ذاته يتكرر مع الروائيين الجزائريين، فأحلام مستغانمي على شهرتها نادراً ما يلحقون اسمها بصفة الروائية العربية، وكذلك الحال مع الأكثر شهرة رشيد بوجدرة والطاهر وطار. وفي دولة لم تشهد مداً قومياً متطرفاً مثل الإمارات، نجد اسم بطل سباق السيارات محمد سليم، يرتبط دوماً بصفة البطل العربي، فما تفسير هذه الظاهرة المزاجية في اختيار النسبة بين القطرية والقومية؟ وفي حالة الشاعر الذي ذكرنا بهذه الظاهرة، وهو السوداني ادريس جماع صاحب أبيات «إن حظي..»، فإن المسألة لم تكن مطروحة بهذا التعقيد، لأنه عاش فترة المد القومي في القاهرة وغنى كثيراً للعروبة ثم انتهى في مستشفى المجانين في بيروت، وهذا تطور طبيعي، فمن كان قومياً متحمساً وشاهد ما جرى للعرب ولم يجن لا بد أن تشك بأحاسيسه، وماذا كان يخسر ـ رحمه الله ـ لو قال في استهلال القصيدة: «حظ قومي..» إلى آخر معزوفة الشقاء التي تصلح لرثاء الحظ الفردي، والجماعي، والجهوي أيضاً، فكلنا في الحظ.. وفي الهمّ شرق.

    أرشيف الشرق الأوسط 23/ديسمبر/2004م
    يا لشماتة الشيخين !! // د. محيي الدين اللاذقاني
    إن حظي كدقيق فوق شوك نثروه ثروه ثم قالوا لحفاة يوم ريح: اجمعوه صعب الأمر عليهم ثم قالوا: هذا من أشقاه ربي.. كيف أنتم تسعدوه؟ سألت ذات يوم من العام الماضي عن قائل هذه الأبيات المكسرة المتفائلة وأتتني مجموعة أجوبة غير مقنعة أقربها الى الرضا وشبه الاطمئنان جواب عماد الدين شيخ الأرشيف في «الشرق الأوسط»، الذي جزم أنها للشاعر السوداني ادريس جماع، ثم أحضر لي ديوانه «لحظات باقية»، ولم تكن القصيدة في الديوان، لكن هذا لا يعني أنها ليست في دواوين أخرى، كما قال، وهي ليست بحوزتي ولا حوزته.
    وقبل إن نصل الى اليقين في نسبة هذه الأبيات وهو لا يزال بعيدا لنعترف أن المكتبيين وشيوخ الأرشيف، لهم سطوة معرفية تدفعك الى تصديقهم، فهم حسب الوصف الذي ألصق بشيخهم الصولي ـ أعلم الناس خزانة ـ: انما الصولي شيخ أعلم الناس خزانة كلما تسأله مسألة طالبا منه ابانة قال: ياغلمان هاتوا حزمة العلم فلانة أمر آخر له علاقة بالعدل لا بالعلم، يدفع الى القبول مبدئيا بفتوى شيخ الأرشيف، فالسودانيون ظلموا كثيرا في حركة الشعر الحديث، مع أن عندهم من الكلاسيكيين المجذوبين عبد الله الطيب ومحمد المهدي وأحدهما على ذمة الطيب صالح ـ وهو ثقة في الشعر والرواية ـ فحل ينزو ولا يسبق حين يعدو. وعندهم من المجددين الحردلو ومحيي الدين فارس وصلاح أحمد ابراهيم وسلطان العشاق محمد الفيتوري (في حضرة من أهوى.....)، الذي سرقته منهم الجماهيرية العظمى، لكنهم به ودونه صاروا في الشعرالعربي الحديث كشاعرهم الرقيق مع حبيبته: بعض العصير أنا والبرتقالة أنت... ومن سوء حظهم أن نقاد شعرهم جلدوهم أو تلعثموا في الحديث عنهم بدل أن ينقدوهم، فالدكتور محمد مصطفى هدارة في كتاب «تيارات الشعر العربي المعاصر في السودان» يعتبر فحل الطيب صالح متكلفا زائفا تافها يترفع فوق شعبه ولا يخرج عن الفردية الضيقة، واحسان عباس كان حين يحكي عن شعرهم كمن في فمه ماء، والاثنان (هدارة وعباس) أقاما في الخرطوم، ودرسا في الجامعة السودانية ولم أجد عندهما أيضا الجواب عن نسبة أبيات الحظ التي يريد شيخ الأرشيف أن يدعيها للسودان، وكأن السودان زائد الحظ وناقص المصائب والرزايا، لتنسب له ما بين جنوبه وغرب دارفوره هذه المصيبة الشعرية الشمالية. لقد كانت معرفة الصولي في الخزائن واللفائف والحزم، لكنها في هذه الأيام المباركة من عصر طرق المعلومات السريعة لم تعد هناك في الخزائن، انما في الإنترنت وقد صارت المسألة لا تحتاج الى غلمان وهاتوا وجيبوا وفكوا واربطوا وارفعوا، فهي تتم في ثوان أثناء بحث عن اسم أو عنوان أو جلب نص او قصيدة، مع نقرة خفيفة لزوم الطرب الإنترنتي، وقد جربت هذا وذاك، ولكني ويا لشماتة الشيخين الصولي وعماد الدين لم أعثر للشاعر المحظوظ على أثر، الأمر الذي سيدفعني في الوقت الحاضر الى اعتبار ادريس جماع ابن حلفاية الملوك، صاحب الأبيات الى أن يثبت العكس، فهل هناك من يفتينا في أمرنا بشأن هذه العويصة السودانية، لندعو له جميعا بألا يكون حظه كحظ ذلك الشاعرالعربي السعيد.
    - - - -
    الدكتور محيي الدين اللآذقانى ، من الكتّاب الذين أقرأ لهم كثيرا ، متى ما توفّر المكتوب والزمن المطلوب ..
                  

03-20-2005, 04:09 PM

Hassan Elhassan

تاريخ التسجيل: 12-14-2004
مجموع المشاركات: 487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاباتي عن اعمال الطيب صالح - بمناسبة منحه جائزة الرواية العربية ،، (Re: محمد أبوجودة)

    الأخ عجب الفيا خالص الدعاء لمزيد من العطاء

    قرأت كتاباتك وهي تعبر في الواقع عن معني واحد هو أن هذا الوطن زاخر بمبدعية العميقين جدا
    في وعيهم وثقافتهم وثراء مواهبهم رغم زخات الغم والهم من هنا وهناك
    مزيد من التوقد والبحث والنقد المثقف

    حسن الحسن
                  

03-21-2005, 02:41 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاباتي عن اعمال الطيب صالح - بمناسبة منحه جائزة الرواية العربية ،، (Re: Hassan Elhassan)

    الاخ الاستاذ حسن الحسن
    انضمامك للمنبر شرف كبير نفخر به
    فهو اضافة نوعية ولا شك
    اتابع مجهوداتكم بكل تقدير واحترام
    وتجدني عظيم الامتنان لزيارتك الكريمة وثناءك الوافر ،

    ولك الود كله
                  

03-21-2005, 02:08 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليست لجماع ! (Re: محمد أبوجودة)

    Quote: الابيات ( إنّ حظِّي كدقيقٍ ...) نَسبها اللآذقانى ، ولم ينسبها تماما ؟!! لشاعرنا الراحل/ إدريس جمّاع .. وعليه ، أرجو أن تفيدنى في هذا الخصوص ، حيث أنّنى " أعتبرها " لجمّاع منذ مايقرب من عشرين عاما ! مع أنّي لم أُطالعها في ديوانه " لحظاتٌ باقية " . مع العلم ليس بالضرورة يجمع هذا الديوان جميع أشعار جمّاع ، واعتقد أنّ لجمّاع ديوان آخر ..


    عزيزي محمد ابو جودة
    يبدو اننا لم نات علي آخر الكاس بعد ،
    وان سمرنا سيطول ،" اطويل ليلنا ام يطول "؟

    ان ابيات :"ان حظي كدقيق ....
    ليست لشاعرنا المبدع الملهم ادريس جماع وان كانت "لا تغلي عليه ،
    وانما هي لشاعر عربي قديم لا يحضرني اسمه الان ،
    ويبدو ان جماع استشهد بها في ملأ فنسبوها له حتي نسوا شاعرها الاصلي
    وسوف اعود للتعليق علي باقي ما جاء في حديث اللاذقاني ،
    والي ذلك الحين ارجو ان تسعفني ذاكرتي في استحضار اسم صاحب الابيات

    (عدل بواسطة Agab Alfaya on 03-21-2005, 02:09 AM)

                  

03-21-2005, 03:28 AM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاباتي عن اعمال الطيب صالح - بمناسبة منحه جائزة الرواية العربية ،، (Re: Agab Alfaya)

    إذن ، فلا مفـر لي إلآ أن أكون من رأي اللآذقانى ::
    Quote: ولكني ويا لشماتة الشيخين الصولي وعماد الدين لم أعثر للشاعر المحظوظ على أثر، الأمر الذي سيدفعني في الوقت الحاضر الى اعتبار ادريس جماع ابن حلفاية الملوك، صاحب الأبيات الى أن يثبت العكس، فهل هناك من يفتينا في أمرنا بشأن هذه العويصة السودانية، لندعو له جميعا بألا يكون حظه كحظ ذلك الشاعرالعربي السعيد.


    وإن سمحتَ لي باستزادة فسأقول:

    كلمة " الدَّقيقْ " دي سودانية تسع وثمانون بالمائة ! والله أعلم ، فقلّما نقول: الطَّحين!
    فلنا ، الدّقيق و الدّقّاقة و المدق و الخُدرة الدُّقاقة و " ماشي أدَقِّقْ " فضلا عن أبي الدَّقيق المشهور لدينا ، ولا نطلق عليه " الفراشة المُجنّحة ! .. والدقدقة والدقداق
    كثيران عندنا ، فدقُّ الريحة ، ودقي المحلب فوق توب احمد ، هذا ويُستحَب أن نكفَّ وإلآ خرجنا الى "دق الشلُّوفة" فيصعُب علينا التخارج !


    وللمرحوم جمّاع ، أبيات تتشابه معانيها مع أبياتنا (مثار البحث عن قائلها) ، منها:

    يوم قسّموك يا هَمْ ، كتبوا عليك إسمي !
    لو كان رووك بالدم ،، ياهم روووك دمِّي

    وعن عصيان السعادة ان تأتيه يقول :
    إن أمروها بالجبروت ،،السعــااااااادة ما بتجينى

    كما يشدو بـها المرحوم : ســـيـِّد خليفة

    ففي رايِّ ما أشبه هذا بـ" حظٍّ كدَقِيقٍ فوق شوك نثروه " ثم .....


    مع فائق ودّي ،،
                  

03-21-2005, 12:58 PM

عمار عبدالله عبدالرحمن
<aعمار عبدالله عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 02-26-2005
مجموع المشاركات: 9162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاباتي عن اعمال الطيب صالح - بمناسبة منحه جائزة الرواية العربية ،، (Re: محمد أبوجودة)

    الاستاذ منعم


    السودان بخير ما دام فيه من ينشر مثل هذا الاريج

    لقد حملت كتابتك عن الطيب صالح وجلت بها في هذا الصقع

    ابشر بها فانثر درك ونحن في الانتظار


    بخصوص جائزة الطيب صالح

    حاشاك من الكذب فعلا مركز عبدالكريم ميرغني لديه جائزة للرواية

    وقد فاز بها من قبل الروائي احمد الرفاعي من بين 17 رواية
    وكان رئيسة اللجنه الاستاذ مختار عجوبة

    وللرفاعي روايتين من منشورات جامعة الخرطوم (الطاحون) و(الشمس
    تغيب الي اعلى )
                  

03-21-2005, 07:06 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاباتي عن اعمال الطيب صالح - بمناسبة منحه جائزة الرواية العربية ،، (Re: عمار عبدالله عبدالرحمن)

    يا مليون مراحب بالاستاذ الكاتب والباحث الهمام عمار عبد الله ،

    نورت يا سيدي ،

    والشكر الجزيل علي ما تفضلت به من شان انشاء مركز عبد الكريم ميرغني لجائزة للرواية باسم الطيب صالح، وهذا اضعف الايمان ،

    والتحية لاحمد الرفاعي الذي فاز بالجائزة والتحية موصولة للقائمين علي امر الجائزة والبروفسير مختار عجوبة .

    ونحن في انتظار اشراقاتك ،
                  

03-21-2005, 06:58 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاباتي عن اعمال الطيب صالح - بمناسبة منحه جائزة الرواية العربية ،، (Re: محمد أبوجودة)

    وانا ايضا يا ابو جودة
    لا يسعني الا ان اردد مع اللاذقاني :
    Quote: Quote: ولكني ويا لشماتة الشيخين الصولي وعماد الدين لم أعثر للشاعر المحظوظ على أثر،


    رغم اني لم اكن قد اطلعت علي ما كتبه اللاذقاني قبل ان تتفضل بنشره انت هنا الا انني سالتك منذ البداية عما اذا كان اللاذقاني قد اثبت هذه الابيات لجماع . فقد كنت مثلك ومثل سائر اهل السودان اظن ان هذه الابيات هي فعلا لجماع لكثرة ما سمعت من نسبتها له ،
    ولكني اثناء قراءاتي المختلفة في كتب الادب عثرت علي هذه الابيات منسوبة في اكثر من مصدر الي شاعر عربي قديم ،وهذه مفارقة اخري ان يكون قائل الابيات شاعر قديم حيث ان روحها عصرية ، فيها نفس عصري !

    اؤيدك في اشارتك القوة الي ان هنالك شبه بين هذه الابيات واشعار اخري لجماع ، وان كلمة دقيق سودانية !! لكنها ايضا كلمة عربية قديمة للدلالة علي الطحين .فهي في الاصل صفة للطحين او للحبوب عندما تصير دقيقا بفعل الطحين والدرس .
    اشارة اخري مهمة ، هنالك اختلاف طفيف علي ما اظن في الصياغة بين الابيات التي اوردها اللاذقاني وتلك الابيات المنسوبة للشاعر العربي القديم .

    اعلم ، كما اللاذقاني ، ان حجتي ضيعفة الي ان اعثر علي ذلك الشاعر (المحظوظ ) علي اثر.

    ولك محبتي ،
                  

04-05-2005, 01:29 AM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاباتي عن اعمال الطيب صالح - بمناسبة منحه جائزة الرواية العربية ،، (Re: Agab Alfaya)

    التحايا للجميع ،،

    عزيزي عبدالمنعم ،، سلام وتحايا

    لقد أَجِـلْتُ بعض محرِّكات البحث في الشبكة العالمية بحثاً عن هذه الأبيات [إنّ حظِّي كَدقيقٍ فوق شوكٍ نثروه ،،...] فلم أحظَ إلآ ببعض استشهادات لبعض المنتدين في "منابر" متفرِّقة، بأنّ هذا البيت من أجمل الابيات الشعرية ، يعنون في " تعبيره " عن حالة ميئوسٍ جرّحت كبده كثرة التقرُّحات ! ولكن لم يتطوّع أحدٌ بنسبة البيت لأيِّ شاعر ! ..

    ما زلتُ أمْيَلْ الي استحقاق الرّاحل " جمّـاع " لهذه الأبيات ، وسيستمر تساؤلنا عنها ..

    ***
    ألديك شيئ ، أخي منعم عن رائعة ، الشاعر السوري : عمر أبي ريشـة [النّـســــر] ؟
    والتى تبدأ بــ:

    أصبح السـّـفحُ ملعباً للنِّســـور ،،، فاهدئي يا ذُرى الجبالِ وثوري !!



    وقد استمعتُ عاماًأوَّل ! او قبل ما يزيد عن ذلك ، لحلقة أدبية في إذاعة ال BBCالعربية تناولت هذه القصيدة للدبلوماسي السوري:أبوريشة ، وقد تقاسم إنشاد القصيدة ، فيما أذكر ، مديحة المدفعي وماجد سرحان ، بصوْتَيهما الرّخيمين .. وقد اعقب ذلك ، فاصل غنائي ، غنّى فيه الكابلي : سـُـكَّر سُكَّر سُكَّرْ ../
    وقد سجَّلتُ كل ذلك ، علي شريط كاسيت ، ولكن للأسف ، ليس معي الآن !
    هل تذكر أن هذه القصيدة قد تمّ تدريسها في المرحلة " المتوسطة " ؟

    ولكم الود ،،
                  

04-06-2005, 09:41 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاباتي عن اعمال الطيب صالح - بمناسبة منحه جائزة الرواية العربية ،، (Re: Agab Alfaya)

    Quote: ألديك شيئ ، أخي منعم عن رائعة ، الشاعر السوري : عمر أبي ريشـة [النّـســــر] ؟
    والتى تبدأ بــ:

    أصبح السـّـفحُ ملعباً للنِّســـور ،،، فاهدئي يا ذُرى الجبالِ وثوري !!


    كانت هذه القصيدة يا اخي ابوجودة - مقررة علينا بالصف الثالث الثانوي ،
    وكنا اول دفعة تدرس كتاب النصوص الجديد الذي ضم هذه القصيدة ،
    ورغم انها لن تكن للحفظ الا اننا حفظناها علي ظهر قلب ،
    وكنا تباري في انشادها فيما بيننا ،
    وقد قدموا لنا هذه القصيدة كنموذج من للشعر الرمزي ،
    وشعر ابو ريشة عذب ومحبب للنفس .

    والكلمة الصحيحة في مطلع القصيدة الذي تفضلت به هي فاهزئي يا ذري الجبال وثوري

    أصبح السـّـفحُ ملعباً للنِّســـور ،،، فاهزئي يا ذُرى الجبالِ وثوري

    اي انه اختلت القيم والمعايير وصار عاليها سافلها كما يقولون

    ولك عظيم امتناني
                  

04-07-2005, 03:59 AM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاباتي عن اعمال الطيب صالح - بمناسبة منحه جائزة الرواية العربية ،، (Re: Agab Alfaya)

    أوفيتَ وكفَّيْتَ ، كما العهد بك دائما ، أخي منعم .


    فَـ "سـِرْ فلا كبا بكَ الفرس "

    وقد قيل أنّ العماد الاصفهانى ، لقيَ القاضي الفاضل [مستشار صلاح الدين الايوبي] وكان الاخير راكباً علي الفرس ، فابتدره مُحيِّياً : " سر فلا كبا بك الفرس " ؛ فردَّ عليه القاضي الفاضل ، وكان من أذكى النّاس : " دام عُلا العِمــاد " ... وتُقرأ الجُملتان من الآخر ، دون أدنى تغيير !!


    ولك التحية ،،/
                  

04-09-2005, 09:32 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاباتي عن اعمال الطيب صالح - بمناسبة منحه جائزة الرواية العربية ،، (Re: Agab Alfaya)

    Quote: فَـ "سـِرْ فلا كبا بكَ الفرس "

    Quote: " دام عُلا العِمــاد "

    والله لكن حكاية !
    قلت لي تقرا كل جملة من الجملتين بالعكس وبنفس المعني !!

    سبحان الله ،


    ولا يسعني الا ان اردد مع ابن العماد :

    "سر اخي محمد ابو جودة فلا كبا بك الفرس "
                  

05-19-2005, 09:32 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الي خدر (Re: Agab Alfaya)

    Quote: Quote: حقيقة لم افرح بخبر منح جائزة ملتقي الرواية العربية للطيب صالح للعام 2005
    ربما لاحساسي ان ان الطيب صالح اكبر من هذه الجائزة بكثير،
    سيما وانها منحت له في دورتها الثالثة !


    الحبيب الفيا
    انت عبرت عن الاحساس العندي بالضبط



    الحبيب المبدع / خدر

    لا ادري كيف لم الاحظ مداخلتك الا بعد مراجعة البوست اليوم ،

    معي انها كانت تاني ، واحدة غريبة والله

    تجدني شديد الاسف

    مع عظيم تقديري واحترامي
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de