دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
تفكيك : موت جاك دريدا !
|
ما نشر بجريدة الاسبكتيتر البريطانية عن خبر وفاة رمز التفكيك جاك دريدا، يعد اعمق دلالة في توصيف هذه الفلسفة التشكيكية،
** **** ****
Is Derrida really dead؟
Rod Liddle: grapples with the life and meaning of the great deconstructionist
Jacques Derrida, the famous French philosopher, is ‘dead’. But as there is no straightforward, one-to-one relationship between the signifier (‘dead’) and the thing signified (the termination or otherwise of the actual person, M. Derrida), we cannot be entirely sure what has happened. We are faced instead with an endless multiplicity of truths, a string of infinite possibilities. I suppose it is entirely up to the reader to decide. It would be logocentric of us all to assume that Jakki’s corporeal remains are in a state of decomposition simply because of the unbidden and puzzling presence, in our newspapers, of that signifier ‘dead’ in relation to the name ‘Jacques Derrida’ — a name which is, of course, itself merely a signifier bearing no straightforward relationship with the actual thing which we have come to call ‘Derrida’. The ‘Jacques Derrida’ which has ‘died’ was, or is, merely a refraction of a refraction of reality. So ‘Jacques Derrida’ might indeed be ‘dead’. After all, he was getting on a bit and had been suffering from that thing which we have come to call ‘cancer’. And then again, he might not be ‘dead’, whatever that is. Take your pick. We have to allow for the possibility that, contrary to the doctor’s notes, which are a refraction of reality again, and contrary to the lamentations of family and friends and admirers and the newspaper obits and the undertaker’s report, what has actually happened might well be this: somebody who isn’t ‘Jacques Derrida’ hasn’t ‘died’. Go on, write that headline ................ At heart, Derrida was for the individual, and his brilliance was to question everything in which we believe. So, Jakki, rest in peace. If you are Jacques Derrida. And if you are dead
© 2004 The Spectator.co.uk
* اعمل الان علي كتابة دراسة عن التفكيك اتمني ان انجزها في الايام القليلة القادمة .
(عدل بواسطة Agab Alfaya on 10-16-2004, 07:29 PM)
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك : موت جاك دريدا ! (Re: Agab Alfaya)
|
عن الكتاب الذين تاثر بهم دريدا في فلسفة التفكيك ، يقول كاتب المقال انه علي الرغم من اصرار دريدا بانه ينتمي الي اليسار الماركسي مثله مثل نظرائه : رولان بارت وجاك لاكان ومشيل فوكو ، الا ان الفلاسفة الذين كان لهم التاثير العميق في فلسفته هم من اقصي اليمين: فرويد ونيتشة وهايدجر؛
Nor was Jacques Derrida necessarily a man of the Left. Sure, along with his sulphurous Francophone fellow travellers — Roland Barthes, Jacques Lacan, Michel Foucault — he considered himself a man of the Left. But by his own lights we are not obliged to take him at his word. Certainly there is nothing very left-wing about the people from whom Derrida drew his philosophical inspiration. Sigmund Freud was a bourgeois liberal. Friedrich Nietzsche, I think we have to concede, was somewhat right-of-centre. And Martin Heidegger, whom Derrida adored and was later forced to become an apologist for, cheerfully supported the Belgian Nazi party. I mean, come on, be honest. As mentors go, it’s hardly William Morris, Gramsci and the Ragged Trousered Philanthropist, is it
(عدل بواسطة Agab Alfaya on 10-18-2004, 07:02 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك : موت جاك دريدا ! (Re: Agab Alfaya)
|
العزيزة بت فاطنة اولا الف حمدلله علي السلامة وان شاء الله الاهل كلهم بخير
ويظهر اني ما محظوظ ، كلما اقول احصل اركب البنطون يفوتني ، الجماعة ديل لسع ما دايرين يسوا ليكم كبري السجم دا
الحقيقة انا سعيد بزيارتك ومساهمتك وسعيدا جدا بمعافرتك مع دريدا سوف نتناول التفكيك بصورة اكثر تفصيلا ، فابقي معنا لاثراء الحوار ،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك : موت جاك دريدا ! (Re: Agab Alfaya)
|
الأستاذ الفاضل عبد المنعم .. حقيقة لك الشكر .. في تفكيك موت دريدا الذي يحمل سمات فلسفته .. دريدا كان يؤسس لفوضي عارمة ومنطق مقلوب وكان منهجه في بعض من قراءاتي له هو تفكيك فلسفة المنطق كانت فلسفته برؤيته هو لا للآخر ..ولعله كان يؤسس لفكرة ما تخدم أقلية ما في زمن ما ولكنه لم يجد القبول .. أن الأفتتان به جريمة في حق المنطق. ودمت أخي الفاضل رجائي المواصلة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك : موت جاك دريدا ! (Re: malamih)
|
الاخ MALAMIH الف مرحب بك بالمنبر الحر ، وشكرا للزيارة ، صحيح التفكيك عند دريدا يقوم علي تقويض اسس المنطق والعقلانية وسوف نحاول ان نفصل ذلك فابقي معنا .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: التفكيك ، ليس هو التحليل (Re: Agab Alfaya)
|
يظن الكثيرون ان التفكيك ،هو التحليل .وهذا غير صحيح . الحقيقة ان التفكيك هو نقيض التحليل .التحليل هو ارجاع الشئء الي عناصره الاولية والي اصله ورده الي مرجعية او بنية محددة ، وفق معايير المنطق واسس العقل .والتفكيك ينطلق من نفي فكرة الاصول الاولية والبني الثابتة للاشياء والظواهر او الدوال .وهو يهدف اصلا الي تقويض المفاهيم والتصورات الكلية والاسس العقلانية وقوانين المنطق التي ترجع الظواهر والموجودات الي كليات وعلل تفسرها وتوحد بينها .
ويؤكد دريدا علي هذه الوظيفة للتفكيك وينفي بشدة ان يكون التفكيك تحليلا او منهجا نقديا عقلانيا . يقول دريدا في رسالته الي صديقه الياباني : Professor Izutsu والمؤرخة 10 يوليو 1983 :
All the same, and in spite of appearances, deconstruction is neither an analysis nor a critique and its translation would have to take that into consideration. It is not an analysis in particular because the dismantling of a structure is not a regression toward a simple element, toward an indissoluble origin. These values, like that of analysis, are themselves philosophemes subject to deconstruction. No more is it a critique, in a general sense or in Kantian sense. The instance of krinein or of krisis (decision, choice, judgment, discernment) is itself, as is all the apparatus of transcendental critique, one of the essential "themes" or "objects" of deconstruction.
يقول دريدا هنا ان التفكيك ليس تحليلا ، لان تقويض البنية ليس الهدف منه ارجاعها الي عنصر اولي بسيط او الي اصل نهائي او علة اخيرة. مثل هذه المعايير التي يقوم عليها التحليل ، هي بالتحديد المستهدفة من قبل التفكيك .
Quote: It is not an analysis in particular because the dismantling of a structure is not a regression toward a simple element, toward an indissoluble origin. These values, like that of analysis, are themselves philosophemes subject to deconstruction. |
وبنفس القدر ان التفكيك كما يقول دريدا ليس هو منهجا نقديا عقلانيا يستند الي قوانين العقل والمنطق كسبيل لادراك الحقيقة وتحصيل المعرفة . بل ان هذه المعايير العقلانية في المعرفة والادراك هي الاهداف الرئيسية للتقويض الذي يمارسه التفكيك :
Quote: all the apparatus of transcendental critique, one of the essential "themes" or "objects" of deconstruction.
|
يعني تقويض الجهاز المفاهيمي للعقل النقدي هو من اهداف التفكيك . transcendental : الترجمة التي نجدها لهذه الكلمة في الترجمات العربية غير دقيقة في راي .فهي نجدها تترجم الي : متجاوز ، مفارق ، متعالي.وهذه الكلمات العربية لا اعتقد انها مناسبة لنقل المعني الفلسفي لهذه الكلمة . ربما من المفيد ان ننظر الي ما يقوله هنا معجم اكسفورد المركز: CONCISE OXFORD DICTIONARY
TRANSCENDENTAL: 1. OF OR RELATING TO A SPIRITUAL REALM 2. IN kANTIAN PHILOSOPHY, PRESUPPOSED IN AND NECSSARY TO EXPERIENCE; A PRIOR اذن الكلمة بالمعني الفلسفي تعني :كل ادراك سابق وضروري للتجربة ، قبلي او سابق للتجربة.وذلك بالاضافة لمعناها الدارج وهو :روحي ، متسامي .
TRANSCENDENTALISM :2. A SYSTEM DEVELOPED BY IMMANUEL kANT,BASED ON THE IDEA THAT, IN ORDER TO UNDERSTAND THE NATURE OF REALITY, ONE MUST FIRST ANALYSE THE REASONIG PROCESS WHICH GOVERN THE NATURE OF EXPERIENCE
اذن التحليل العقلاني للنظام والقوانين التي تحكم الطبيعة بغرض ادراك هذه الطبيعة ادراكا تجربيبا صحيحا ، وهذه هي الفكرة التي قامت عليها الحضارة الغربية في مجملها ، هو هدف التفكيك كما يقول دريدا في رسالته الي صديقه الياباني .
ولذلك يمكن القول ان ترجمة DECONSTRUCTION بالتفكيك هي الاخري ترجمة غير موفقة .ولم يعمل الكتاب العرب بنصيحة دريدا عندما قال في الكلام الذي اوردناه اعلاه :
Quote: deconstruction is neither an analysis nor a critique and its translation would have to take that into consideration |
لان التفكيك تعطي ايحاء بان المقصود بها التحليل وهذا ما نفاه دريدا.
نشرت رسالة دريدا الي صديقه الياباني حول التفكيك في : Derrida and Differance, ed. Wood & Bernasconi, Warwick: Parousia Press 1985, p. 1-5
ونواصل
(عدل بواسطة Agab Alfaya on 10-21-2004, 09:46 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: التفكيك ، لماذا ؟! (Re: Agab Alfaya)
|
اذا كان التفكيك يهدف الي تقويض سلطة العقل destruction the rules of reason والتفكير العقلاني ، فلماذا كل ذلك ؟!
الاجابة علي هذا السؤال تقتضي الحديث عن ، ما بعد الحداثة التي يندرج تحتها التفكيك ، ثم المقارنة بينها وبين الحداثة . واسمحوا لي ان استهل الاجابة علي هذا السؤال بشيء مما كتبته في النصف الاول من التسعينيات تحت عنوان :" في نقد الحداثة وما بعدها - قراءة في اطروحات رولان بارت " . ولم ينشر هذا المقال ، وان جاءت الافكار الوارد هنا مبثوثة فيما نشرته من مقالات حول هذا الموضوع :
" يرجع تاريخ الحداثة الاوربية الي عصر النهضة الذي توج بالثورة الفرنسية والثور الصناعية في انجلترا. وتستمد الحداثة جذورها الفكرية من فلاسفة عصر التنوير ومن الفلسفة العقلانية عموما ، لا سيما فلسفة كانت وهيجل التي تعتمد العقل النقدي اداة للعلم والتقدم . الا ان خط صعود الحداثة لم يمض قدما دون انحناءات وانكسارات .فقد تعرضت النزعة العقلانية للحداثة لهزة عنيفة في اعقاب الحربيين اللتين خاضتهما اوربا في النصف الاول من القرن العشرين .فقد اصابت الحرب الانسان الغربي بصدمة عنيفة ادت الي احساسه بخيبة الامل في العلم والتقدم والي تشكيكه في قدرة العقل علي التحكم في مصير الانسان . فافرز كل ذلك نزعات فلسفية وفنية وادبية اعلنت تمردها علي سلطة العقل ، مثل السيريالية والدادية وادب العبث واللامعقول واللارواية واللاقصة .وفي النقد وفلسفة اللغة ، ظهرت ، البنيوية وما بعدها والتفكيك .وقد اطلق علي هذه النزعات الخارجة علي سلطة العقل مصطلح ما بعد الحداثة . وذلك تمييزا لها عن الحداثة التي تستند علي العقل وتعلي من دور الفرد وتراهن علي قدرة الانسان في التغيير والتقدم والتحكم في مصيره ومستقلبه .
واذا كانت الحداثة تري في التقدم العلمي وسيلة ، وهي تحقيق انسانية الانسان وتراهن علي قدرة الانسان بلوغ الحقيقة ، فان ما بعد الحداثة تري في هذا التقدم العلمي نقمة وليس نعمة ، وتري فيه وسيلة الي تدجين الانسان وتنميطه وتحويله هو الاخر الي سلعة، الي شيء .لذلك يمكن القول ان ما بعد الحداثة هي نقد للحداثة او قل هي الوجه الاخر الذي يكشف عن الجوانب السلبية للحداثة . وبلغت النزعة النقدية للحداثة قمتها في الستينات والسبعينات وحتي النصف الاول من الثمنينات ، في كتابات ميشيل فوكو وجاك دريدا ورولان بارت وجلك لاكان وجوليا كرستيفا واخرين .الا ان ما بعد الحداثة لم تطرح مشروعا بديلا يساهم في الخروج من المازق الذي تمر به الحداثة الغربية وانما تماهت مع الواقع الذي افرزته الحداثة . فنبذت لغة العقل والمنطق والفهم المشترك بحثا عن الشاذ واللامتجانس . وجردت النشاط الادبي من المعني والقصدية ، وتعاملت معه كلعبة شكلية بلا عمق او محتوي ."
من المهم جدا ان نورد حديث الفيلسوف الفرنسي فرانسوا ليوتار في كتابه الذي اطلعت عليه مؤخرا :The Postmodern Condition والذي صدر لاول مرة سنة 1979 . حيث يري ليوتار ان ما بعد الحداثة حالة خاصة تتنكب المجتمعات المتقدمة جدا : "The object of this study is the condition of knowledge in the most highly developed societies" ويفرق ليوتار بين الحداثة وما بعد الحداثة ، ويقول :انه يصف بالحديث ، كل معرفة او علم يستمد مشروعيته من الاستناد الي مقولة مرجعية مثل ، جدل الروح او الفكر او من معني او تفسير ما او من الذات العاقلة او تحرير الطبقة العاملة او الي غير ذلك من مقولات فلسفة التنوير، لبلوغ غاية اخلافية او سياسية كونية مثل السلام الشامل والعدل الخ.. " I will use the term modern to designate any science that legitimate an explicit appeal to some grand narrative, such as the dialectics of Spirit,the hermeneutics of meaning,the emancipation of the rational or working subject,or the creation of wealth.For example the rule of consensus between the sender and addressee of a statment with truth-value is deemed acceptable if it is cast in terms of a possible unanimity between rational minds:this is the Enlightenment narrative,in which the hero of knowledge works toward a good ethio-political end-universal pease
بينما يقول انه يصف ما بعد الحداثي بانه تشكيك في مشروع الحداثة وفي النظريات والمشاريع الكونية الكبري مثل التقدم الانساني وتحقيق السلام الشامل والعدل وبلوغ الحقيقة الخ.. " I define postmodern as increduality tword metanarrative. this incredulity is undoubtedly a product of progress in the sciensces:but that progress presupposes it. to the obsolescence of the metanarrative apparatus of legitimation crrespond, most notably, the crisis of metaphysical philosophy and of the university institution which in the past relied on it. the narrative function is losing its factors,its great hero,its great dangers,its great voyage,its great goal.It is being dispered in clouds of narrative language elements
تكررت في هذه المقتطفات من كلام ليوتار مصطلحي :grand narrative وmetanarrative وهي من مصطلحات ما بعد الحداثة ويقصد بها الغاية الكبري من مسيرة التاريخ والتقدم مثل بلوغ الحقيقة او تحقيق المجتمع الشيوعي او تحقيق جنة الارض اوالسلام الشامل او تحقيق الرفاهية والعدل. والترجمة الشائعة في الكتابات العربية هي :السرديات الكبري .ولكن اظن ان هذه الترجمة غير واضحة بما يكفي .وافضل تعبير :المقولات او النظريات والمشاريع الكونية الكبري .
ولعله من المناسب ان نورد ايضا تعريف ما بعد الحداثة عند تيري ايجلتون ،استاذ نظرية الادب بجامعة اكسفورد في كتابه :The illusions of postmodernism الذي صدرت طبعته الاولي سنة 1996 وترجمه الي العربية ثائر ديب وصدر عن دار حوار سنة 2000 .يقول تيري حسب الترجمة العربية :
" ما بعد الحداثة هي اسلوب في الفكر يبدي ارتيابا بالافكار والتصورات الكلاسيكية كفكرة الحقيقة والعقل والهوية والموضوعية والتقدم او الانعتاق الكوني والاطر الاحادية والسرديات الكبري او الاسسس النهائية للتفسير .وهي تري العالم بخلاف معايير التنوير هذه ،بوصفه طارئا عرضيا ،بلا اساس ،متباينا ،بعيدا عن الثبات ، وبعيدا عن الحتمية والقطعية وبوصفه مجموعة من الثقافات او التاويلات الخلافية التي تولد قدرا من الارتياب حيال موضوع الحقيقة والتاريخ والمعايير والطبائع المتعينة والهويات المتماسكة . وهذه الطريقة في الرؤية لها شروطها المادية الواقعية ،كما يمكن ان يقول البعض .فهي تنبع من تحول تاريخي شهده الغرب صوب شكل جديد من الراسمالية ،صوب عالم من التكنلوجيا والنزعة الاستهلاكية وصناعة الثقافة ،عالم سريع التبدل والزوال ،بعيد عن التمركز ،انتصرت فيه صناعات الخدمات والمال والمعلومات علي المصنع التقليدي ، واخلت فيه السياسات الطبقية الاستهلاكية الميدان لسلسلة واسعة من السياسات المرتبطة بقضية الهوية ...عكست هذه الرؤية اسلوب في الثقافة ..فن بلا عمق ولا مركز ،ولا اساس ،فن استبطاني متامل لذاته ،لعوب واشتقاقي ،انتقائي ،تعددي ،يميع الحدود بين الثقافة الرفيعة و الثقافة الشعبية ،كما يميع الحدود بين الفن والتجربة اليومية .."
نواصل الحديث عن كيف يعمل التفكيك
(عدل بواسطة Agab Alfaya on 10-22-2004, 09:52 AM) (عدل بواسطة Agab Alfaya on 10-22-2004, 11:14 AM) (عدل بواسطة Agab Alfaya on 10-23-2004, 08:59 AM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كيف يعمل التكفيك ؟ (Re: Agab Alfaya)
|
يبدا التفكيك عمله بالتخلص من مركزية الفكر في وظيفة اللغة .التخلص من مقولة ان اللغة ادة للتفكير ووسيلة لتبادل المعرفة .ان الاعتقاد بان اللغة هي نقل لما في وعي المتحدث الي عقل السامع هي بالضبط الميتافيزيقيا التي يتحدث عنها جاك دريدا metaphysics of presence هدف التفكيك هو التخلص من هذه الميتا فيزيقا.وذلك يتم بتقويض مركزية logocentrism وهو الاعتقاد ان اصل اللغة هو الوعي او العقل .وتقويض هذه المركزية يبدا بتقويض الطريقة التي يفكر بها العقل ،والعقل يفكر عن طريق الثنائيات المتعارضة binary oppositions : الله/الانسان ، الخير /الشر ،الصح /الخطا ،الروح/ المادة حار/بارد الخ.. هذه الثنائية التي يفكر بها العقل ينتج عنها التراتيبية او الهرمية التفاضلية وينتج عنها القيمة وحكم القيمة . لذلك نجد النقد ما بعد الحداثي يسخر من هذه التراتيبية ومن حكم القيمة . ان الحضور الميتافيزيقي هو حضور القيمة والمعني والمفهوم ، والاعتقاد بان اللغة هي تمثل representation للوعي او الفكر . ومن هنا ياتي النقد الذي وجهه دريدا لسوسير لان الاخير لم يخلص اللغة من الحضور الميتافيزيقي ،وانه ما يزال ينظر اليها كتمثل للوعي او لمفهوم او مدلول او قيمة او رسالة ما . ومن المناسب ان نستعيد كلام دريدا في هذا السياق الوارد في كتابه قراماتولوجي :
Quote: "From the moment that there is meaning there are nothing but signs. We think only in signs. Which amounts to ruining the notion of the sign at the very moment when, as in Nietzsche, its exigency is recognised in the absoluteness of its right. One could call play the absence of the transcendental signified as limitlessness of play, that is to say as the destruction of ontotheology and the metaphysics of presence |
حيثما هنالك معني فالواقع لا يوجد شئ سوي العلامة ، نحن في الواقع لا نفكر الا في العلامة ، ذلك يتم بتقويض الوجود الميتافيزيقي للعلامة والتلاعب بازاحة واستغياب المدلول الذي يقبع وراء العلامة .
ان اشارة جان فرنسوا ليوتار التي وردت ضمن المقتطف الذي سبق ذكره من كتابه : حالة ما بعد الحداثة ، مهمة جدا هنا حيث يقول في التمييز بين الحداثة وما بعد الحداثة :
For example the rule of consensus between the sender and addressee of a statment with truth-value is deemed acceptable if it is cast in terms of a possible unanimity between rational minds:this is the Enlightenment narrative,in which the hero of knowledge works toward a good ethio-political end-universal pease
ان الفهم التقليدي للمعرفة الذي يفترض في المعرفة انها تقود الي غاية محددة و يفترض ان كل معلومة متبادلة تحتوي علي قيمة معرفية متفق علي حقيقتها سلفا بين المرسل ( الكاتب ) مثلا و( المتلقي ) هذا المفهوم المستمد من فلسفة التنوير هو ما يميز الحداثة . اما ما بعد الحداثة فتشك في حقيقة و قيمة اي معرفة بل تري انه لا توجد قيمة قابلة للتبادل ولا غاية كونية يمكن بلوغها من خلال المعرفة .
* يلاحظ القاريء الكريم اننا لانقوم بترجمة المقتطفات التي نوردها بالانجليزية وانما نقوم بتلخيص فحوي هذه المقتطفات .
نواصل الحديث عن كيف يعمل التفكيك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كيف يعمل التكفيك ؟ (Re: Agab Alfaya)
|
دائما فى العلالى يا الفيا
نرمقكم بكثير من الاعجاب وشكرا لك لتبسيطك لهذه المصطلحات العضم وجلعها مفهومة..واها انا مع اخيتى عشوشة دى حاتلين هنا...
وشكرا ليك مرة اخرى ومنك نستفيد..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رد الاعتبار ل grand narrative (Re: Agab Alfaya)
|
قبل ان نواصل الحديث عن الية عمل التفكيك ، دعونا نتوقف مرة اخري عند مصطلح grand narrative او metanarrative الذي تحدث عنه ليوتار وقال ان ما بعد الحداثة تقوم علي التشكيك في الافكار والغايات الانسانية الكبري لمسيرة التاريخ ، تشك في ان العلم يقودنا الي غاية مثل التقدم والتحرر والانعتاف .وان التاريخ يسير الي الامام صعدا بفضل المعرفة الي حيث خير البشرية .يقول :
I define postmodern as increduality tword metanarrative
انه يعرف ما بعد الحداثة بانها التشكيك في فكرة التقدم والافكار الانسانية الكونية . وقد قلت ان ان ترجمة metanarrative بالسرديات الكبري , كما يرد في بعض الترجمات العربية ترجمة غير موفقة .صحيح ان المعني الحرفي لكلمة narrative يعني حكاية او قصة narration تعني سرد ولكن الترجمة الحرفية هنا لا تؤدي المعني المقصود للمصطلح .البعض يترجمها سيرورات وهي اقرب الي المقصود ولكنها ايضا لا يؤدي المعني بشكل افضل .واري ان الافكار الانسانية الكبري و المشاريع والنظريات الانسانية الكبري لمسيرة التاريخ ،يمكن ان تؤدي المعني الاصطلاحي بشكل افضل .
ومهما يكمن من امر ان افكار ما بعد الحداثة السوداوية بدات في الانحسار منذ النصف الثاني من الثمانينات .فميشيل فوكو اكبر ناقد ومشكك في فكرة التقدم والحداثة وكونية القيم الانسانية المشتركة. يطالب قبل وفاته برد الاعتبار لهذه الافكار ولمشروع الحداثة ولفلاسفة التنوير اصحاب النظريات الكونية التقدمية grand narrative امثال كانت وهيجل وماركس :
shortly before his death(1984),Foucault called for a re-thinking of the Enlightenment.The Grand Narrative philosophers who seemed off the agenda are suddenly on again see: introducing postmodernism: Rechard Appignsanesi, UK 1995
جاك دريدا طالب برد الاعتبار لهيجل وماركس وذلك في كتابه الذي فاجا الجميع :specters of Marx شبح كارل ماركس . وهو في الرد علي فوكاياما مؤلف كتاب نهاية التاريخ الذي اعلن فيه انتصار الراسمالية الليبرالية وجعلها نهايةتاريخ التقدم الانساني ،حيث تحدث دريدا لاول مرة منذ تدشينه التفكيك في الستينات عن امور كانت بالنسبة له metaphysics يجب تفكيكها مثل الايدلوجيا والفكر والتقدم الانساني الخ .. وجادل فوكاياما جدلا عقلانيا . صدر كتاب دريدا : شبح ماركس سنة 1993
ونواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لن نفهم التفكيك ما لم نعيد انتاج مدلول metaphysics (Re: abuguta)
|
الأستاذ .. الفايا هل ممكن القول بأن (مدرسة التفكيك) أنما هو (غربلة) .. عنيفة لمزاعم( مدرسةالبنيوية) في أطروحتها القائلة ب (قادرين علي النقة)و الأجابة علي كل الأسئلة الوجودية و الفلسفية التي (كانت) تشغل العصر .. وخاصة في مسالة أن البني محض تكوينات ميتافيزيقية .. ولا ممكن نفهم العلاقة بين المدرستين بالشكل ده ..
مع خالص تحياتي ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هذا هو بيت القصيد يا هاجر (Re: Agab Alfaya)
|
الأخ .. Agab Alfaya
Quote: لذلك استغرب جدا كيف جمع دعاة البنيوية في السودان بين البنيوية والتفكيك في بيانهم التاسيسي الاول كما ذكراحدهم في شهادته عن البنيوية وعندما ذكرنا له ذلك اتخذها ذريعة لشن حرب لا اول لها ولا اخر . |
بالطبع لا يمكن الجمع بين البنيوية و التفكيكية .. لسبب واحد هو أن الأخيرة هي مرحلة ما بعد بعد الحداثة .. بينماتأتي البنيوية بعد الألسنية ،أو هكذا فهمت! طيب يا أستاذ منعم .. طالما كل شئ في الدنيا دي بقت خردة (حسب التفكيكية) .. وصالح للكسر و الفك ، يكون الحراك الذهني بأتجاه أعادة تقييم .. أشياءنا السودانية المقدسة شيئ مهم ! كل الممنوعات ( الهوية ، الألهة ، الدولة ، اللغة ، ..الخ ) .. اليست كذلك ؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك : موت جاك دريدا ! (Re: Agab Alfaya)
|
الاخ حامد حجر تقول :
Quote: بالطبع لا يمكن الجمع بين البنيوية و التفكيكية .. لسبب واحد هو أن الأخيرة هي مرحلة ما بعد بعد الحداثة .. بينماتأتي البنيوية بعد الألسنية ،أو هكذا فهمت!
|
صحيح ان التفكيك ينتمي الي مرحلة ما بعد الحداثة، اما الالسنية فهي تنتمي الي البنيوية اللغوية. ويعتبر دي سوسير رائد علم اللسانيات او اللغويات وهو بالتالي رائد البنيوية اللغوية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك : موت جاك دريدا ! (Re: Agab Alfaya)
|
الأخ عبدالمنعم، أخلص التحايا، لكن ياخي خاف الله في دريدا. وسأعود إليك لأقول لماذا بمنطوق دريدا نفسه. فما تكتبه هنا هو في معظمه مماحذر منه دريدا في فهم ال"Déconstruction" على وجه التحديد. وسأحاول أن أعود بعد قليل لأقول لماذا؟ بمنطوق دريدا نفسه. دريدا يامنعم واحدٌ من أشد الفلاسفة عمقاً وتعقيداً طوال تاريخ الفلسفة، وأكثر الفلاسفة المعاصرين والتزاماً بكبريات القضايا الإنسانية. فلا يجوز لشخص غير متخصص، أو على الأقل غير متفرغ للفلسفة، وغير ملم بلغة دريدا الأم أن يخوض في أمره بمثل هذه اليقينية الصمدة، التي تخلو من أي تعبيرٍ أو تحفظٍ من احتمالٍ للخطأ في التفسير مثل "فيما أعتقد"، أو "فيما أتصور" أو "فيما يبدو لي" سبيل المثال.
بــولا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك : موت جاك دريدا ! (Re: Agab Alfaya)
|
Quote: وسأحاول أن أعود بعد قليل لأقول لماذا؟ بمنطوق دريدا نفسه. دريدا يامنعم واحدٌ من أشد الفلاسفة عمقاً وتعقيداً طوال تاريخ الفلسفة، وأكثر الفلاسفة المعاصرين والتزاماً بكبريات القضايا الإنسانية. |
دكتور بولا تحياتي او والله مشتاقين، ماطالبني حليفة.
نقطة نظام لو سمحت:
صراحة استغربت شديد خالص، من اشتراطك كل هذه الشروط، لتناول فكر دريدا او اي مجال معرفي. الاستغراب لاني بشم ريحة تكريس للصفوية الاذتنا اذية، كسودانيين، هنا.
في الاخر ده فهم عجب، واي شرح من جانبك لي فلسفة دريدا، برضو يظل فهمك انت، رغم كلامك عن منطوق دريدا نفسه.
او هنا هاانت تاتي بما انكرته علي العجب من يقينية صمدة حسب كلامك. برضو وصفك لي دريد، كاعقد الفلاسفة ينطوي علي اطلاق يرميك في محازيرك نفسها، ثم ماعارف هل من معيار محدد نستخدمو لنصل الي ان فلان اعقد الفلاسفة؟
ما اظن.
ثم استاذنا الجليل، انت بتصر علي عبارات بعينها كدليل علي عدم الصمدية، مما يحول الفهم من ممارسة الي مجموعة طقوس تكفي بي مفردها كدليل علي ان فلان ما صمدي او يقيني، والدليل ممارستك نفسها. مع خالص ودي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك : موت جاك دريدا ! (Re: Agab Alfaya)
|
عزيزي بشاشة، أخلص تحياتي، أنا والله ذاتي مشتاق ليك، لكن من ديك تاني ما جيتنا بي هناك، مع إنه الفراغ من ردود الترحيب، اللي كان شرط، تم ليه زمن والمداخلات المفتوحة بدت. نشوفك بقى. يا سِيدي أنا كان ما خاف الكضب ما قتَّ دريدا أعقد الفلاسفة، بل قلتُ إنه "واحدٌ" من أعقد الفلاسفة طوال تاريخ الفلسفة" (راجع النص). وبالتلي ما في إطلاق يا سيِدِي. وهذا، والشكية لي اب ايداً قوية، ما "يشكو" منه طلابه، وأنا منهم (في العام الدراسي 78ـ79) أيانَ التحضير للماجستير)، وقراؤه ونظراؤه إلخ. إلا أن أغلبهم يرجعون "صعوبة" فهمه إلى عمق أفكاره، وغزارة معلوماته، وقدرته المذهلة على الحفر، والحوار الإشكالي مع المفاهيم والمقولات والمسلمات، وزرزرتها ومساءلتها. ونشوف بعدين موقع الزرزرة والمساءلة ديل من "مفهوم" و"مصطلح" ال "déconstruction". بالطبع يا بشاشة كما قلت أنت "في الاخر ده فهم عجب الفيا". وأنا لم أصادر منه هذا الحق ولا يجوز لي ذلك أصلاً. لكن الحق في تكوين الرأي والفهم لا يعصمان صاحب الرأي والفهم من الخطأ، والتخطئة، ومن النقد والمراجعة و"النصيحة". وصحيح أيضاً أن "أي شرحٍ من جانبي لي فلسفة دريدا، برضو يظل فهمي أنا". لكن ليس "رغم كلامي عن منطوق دريدا نفسه". فأنت بذلك تعطل وظيفة الاستشهاد والتوثيق الدقيق في مقاربة "الحقائق الأولية". فأن تملك الحق وأن تكون على حق ليسا أمرين مترادفين يا بشاشه. وأنا (أو غيري) عندما أورد نصوصاً لدريدا (أو خلافه) تنفي بصورةٍ قاطعة ما نسبه له منعم (أو خلافه) من مفاهيم ومن رؤىً ومن مقولاتٍ ومن مقاصد واستراتيجيات معرفية (أو خلافها) إلخ فالشاهد يكون هنا دريدا نفسه لا أنا (أو خلافي). الإثبات القطعي ب"الشهود القطعي" موجود يا بشاشة وإن كان صعباً مستشكلاً في كثيرٍ من الأحيان. والنص التقريري "الواضح"، الخالي من المجاز واحتمالات التأويل، أو المستعصي عليها على الأقل، قرينة إثباتٍ دامغة، ومنعم قانوني يعرف ذلك والحمد لله. وعلى كل حال فإن ما نسعى إليه هنا هو المقاربة لا أكثر. ثم المراجعة والنصيحة لا أكثر. واشتراطي هذه الشروط يا عزيزي بشاشة "أصلٌ" في البحث "العلمي"، وإلا اصبحت المسألة طَلَقيت كل زول يقول زي ما يعجبه ويحسم الموضوع بأنه دا رايك ودا رايي وكل زول على كيفه. وقد لاحظتُ أن مثل هذا الحِجاج الدائري أصبح استراتيجيةً وتكتيكاً شائعين في معظم مناقشات البورد. وقد يصلا أحياناً إلى الحد الذي تنتفي معه أية قدرةٍ موضوعيةٍ على تمييز الخطأ والصواب القراح. بهذا الأسلوب يا بشاشا ممكن ناس الانقاذ اللنا عارف كجنتك ليهن يسوطوا في البلد زي ما دايرين و يقولو لك "دا فهمك ودا فهمنا" للمواطنة وحقوق الانسان مثلاً. أها تقول شنو عاد؟ أما موضوع "الصفوية" فله مقالٌ آخر ومقامٌ آخر. أسع ماعندي ليه طريقة. الليل أليل، والواقع الصباح أصبح، الساعة خمسة ونص. نتلاقى في ساعة خير وشكرا على انتقاداك ومراجعتك الحيوية. كل مودتي. بـــولا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك : موت جاك دريدا ! (Re: Agab Alfaya)
|
دكتور بولا اخلص التحايا.
وانت سيد العارفين، اذا الفيزيا نفسها، خضعت وخاضعة لي قدر من التقدير الذاتي، مضمن في النتيجة، فمابالك في الفلسفة، اللي هي تقدير ذاتي يمشي علي قدمين؟
من الجانب الاخر،اطلاق صفة وشروط البحث "العلمي" الاكاديمي، في مجال الفلسفة، يظل مجازي اكثر منو واقع معاش.
ده داخل قاعات الدراسة الاكاديمية نفسها، فمابالك في سوق الله اكبر هذا؟
العقل الغربي بيفترض موضوعية المعرفة، وعقل ثقافتنا المركوز فينا، يرفض هذا، ويصر علي التقدير الذاتي كأساس.
بناءا عليه ورغم كل المحازيز والشروط من جانب الاكاديميين، فالتقدير الذاتي يظل في المحصلة النهائية هو العامل الحاسم. فرغم ان النص واحد، فالتفسير والفهم للنص حيظل متعدد، وبالتحديد في الفلسفة، بما فيه التوثيق، اللي هو في الاخر نص، او اي من ادوات التحليل.
وكمثال، نسوق مقولتك عن دريدا، "كواحد" من اعقد الفلاسفة. برجع او بقول ده تقديرك يادكتور وتقدير من يشاركوك الراي، حيث يستحيل وضع اساس او معيار، "موضوعي" يمكن الاخرين باستخدامه، الوصول الي نفس النتيجة.
حبيت اقول، الصرامة الاكاديمية المعهودة في المؤسسات العلمية الغربية، تخفي ماتخفي تحت الجبة من ارهاب نفسي للخصوم، وهذا واضح في الصراع العنيف مابين المركزية الاوربية والافريقية حول تاريخ السودان القديم.
تحت غطاء هذه الصرامة المدعاة تم الاستيلاء علي تاريخنا كلو باعتبارو تاريخ بيض، كما اعلن جورج رايزنر "ابو التاريخ النوبي"، خريج هارفرد، المشهود له "بالصرامة" الاكاديمية.
طبعا، وحاشاك، ماغرضي اقول دكتور بولا بحاول ارهاب الخصوم، او "العوام"، بالاصرار علي صرامة لاوجود لها اصلا، ولكن قصدت اقول، ده ممكن يتفهم كده، لانو ثقافتنا موبوءة تماما، بالصفوية.
بالنسبة لي بشوف الاصرار علي اصطسحاب، تقاليد واصول البحث العلمي علي نحو حنبلي، الي فضاء عام كهذا، ضار اكثر من انو نافع.
علي العكس، تماما، علي الاكاديمين، خلع بزتهم الاكاديمية في عتبة المنبر، وارتداء عراقي ترابلة، سروال هدندوة، او طاقية نوبة، حمرا، او كمان مايلة بالجنب الشمال، كان ما محدرة!
ياريت بدل العربي الفصيح، نحكي فلسفة دريدا ولا غيرو بالشايقي، او بي لهجة البطانة.
ياريت لو نبعد تماما عن صيغة الطرح والخطاب الاكاديمي، الجاف، البارد، والمنفر، حتي نصل بالرسالة الي اوسع نطاق.
طبعا ده ماساهل، لكن ممكن.
علي كده اسلوب العجب الداعي للتبسيط هو الافضل، واسلوبك يا دكتور مع احترامنا، من حيث اصرارك علي الطرح الاكاديمي الصارم، ما بنفع وليس هذا مقامه.
التحدي، كيف الاكاديميين، ينقلوا الخلاصة، للفرد العادي، الاغبش، بي لغة واسلوب مبسط، غير اكاديمي.
بصر علي الكلام ده، لاننا كسودانيين اصلا ماناقصين تعالي، اوثقافتنا في جذرها التربيعي قايمة علي الصفوية، ومعادية للجماهيرية بعنف، بحكم اسلوب علاقة الحوار بي الشيخ كاساس وقاعدة لكل جوانب حياتنا تقريبا، مما اقعدنا كشعب بل كجنس بشري، اسود.
فينا ميل جيني غريزي الي تقديس من هو اعلي مننا مكانة معرفية، او اي مكانة.
نعم يادكتور بولا، "Quote: المسألة طَلَقيت كل زول يقول زي ما يعجبه ويحسم الموضوع بأنه دا رايك ودا رايي وكل زول على كيفه" |
ده عين الصواب، والمطلوب اقناع اكبر عدد من الناس بي رايك.
طبعا بنحبز انو الناس ديل يستمتعوا بقدر عال من الاستقلالية والعقل النقدي.
امافلسفة دريدا، فشخصيا فلاناقة لي فيها ولاجمل، الا من حيث انعكاسها، علي واقعي الفكري، والثقافي، كسوداني، افريقي، او ذنجي، في حالة كوما، بسبب ازمة الهوية المتجذرة فينا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك : موت جاك دريدا ! (Re: Agab Alfaya)
|
مرحبا بالاخ الدكتور عبدالله بولا
اولا ارحب بعدولك عن قرارك الاخير بعدم الدخول معي في نقاش ، لكوني لم اعتذر لك عن النقد الذي وجهته لاطروحاتك حول الهوية ! وقد صفق البعض لهذا القرار وهلل ، بحجة انني اصلا غير مؤهل لان يدخل جنابكم العال في نقاش مع مثل من هم مثلي ، وطالما رايتم ان في هذا البوست ما يستحق النقاش فالف مرحب.
و اتمني ان يتسع صدرك هذه المرة لتقبل النقد والراي الاخر، فليس هنالك صغير وكبير في مثل هذه الحوارات الفكرية الجادة فارجو ان تهئ نفسك لنقاش طويل وشاق ،
التحية ايضا للاخ بشاشا وسوف اعود للتعليق والرد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك : موت جاك دريدا ! (Re: Agab Alfaya)
|
اتفق معاك ياعجب، ان هناك ضيق بالراي الاخر، من جانب استاذنا بولا، او دي كانت تجربتي معاهو ايضا. دكتور بولا، نتمني تقبلك لوجهة نظرنا هذه، مع حقك الكامل في الاختلاف معنا حول هذه النقطة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك : موت جاك دريدا ! (Re: Agab Alfaya)
|
الاخ بشاشا هكذا قبل ان يجف الحبر الذي كتبنا به يخرج بولا كل ما عنده من الضيق بالراي الاخر ، فعند بولا ، لا يوجد راي اخر ،الراي رايه او لا راي ! فكيف نتوقع من انسان يطالب من انتقد له رايا حول موضوع عام مثل موضوع الهوية ، بالاعتذار ،ان يتسع صدره للراي الاخر ؟ فهو قد اصدر شروطه الكهنوتيه من قولت تيت :
Quote: دريدا يامنعم واحدٌ من أشد الفلاسفة عمقاً وتعقيداً طوال تاريخ الفلسفة، وأكثر الفلاسفة المعاصرين والتزاماً بكبريات القضايا الإنسانية. فلا يجوز لشخص غير متخصص، أو على الأقل غير متفرغ للفلسفة، وغير ملم بلغة دريدا الأم أن يخوض في أمره بمثل هذه اليقينية الصمدة، |
يعني بولا وحده المؤهل للحديث دريدا ، لانه عارف بالفرنسية وعايش في فرنسا ودارس للفلسفة ومتفرغ لها . ولان دريدا عميق ومعقد وهو وحده الادري بهذا العمق والتعقيد - وسوف نورد قصة حول حكاية العمق والتعقيد دي بعدين في ردنا علي بولا ، اما نحن الذين لا نعرف الفرنسية ولم ندرس الفلسفة فليس من حقنا ان نعبر عن راينا عن كتابات دريدا وعن التفكيك ! يا ليت بولا يعلم ان حوالي تسعة وتسعين بالمئة من قراء دريدا ودارسيه لا يعرفون الفرنسية فالتفكيك انطلق من امريكا وليس من فرنسا وازدهر وانتشر من هنالك وليس من فرنسا منذ محاضرة دريدا الشهيرة في جامعة جونز هوبكنس بامريكا سنة 1966 التي يؤرخ لها ببداية الانطلاقةالحقيقية التفكيك . ولهذا السبب لم يلتفت بولا ، اليه طوال فترة السبعينات التي قضاها في فرنسا رغم انه قال ان دريدا درسه لسنة جامعية في تلك الفترة .ولم ينتبه بولا الي دريدا الا بعد بدا دريدا في التراجع عن التفكيك وانحسر التفكيك في امريكا واخلت ما بعد الحداثة المسرح في منتصف الثمانينات كما نوضح ذلك فيما بعد .
لو كانت هنالك حسنة واحدة لتفكيك دريدا ،هو القول انه لا توجد قراءة واحدة ، بل لا توجد قراءة خاطئة واخري صحيحة .لانه لا توجد حقيقة واحدة او معني واحد بل لا يوجد معني او حقيقة اصلا .هنالك فقط تآويلات لا نهاية لها ، ولا تؤدي الي اي شيئ خارجها .
ولو كان بولا يدري كل ذلك لما اصدر فرماناته الكهنوتية في احتكار (الحقيقة) !
ونواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك : موت جاك دريدا ! (Re: Agab Alfaya)
|
الأخوة عبد المنعم ودكتور عبد الله وبشاشة، السلام عليكم،
أعتقد، مخطئاً أو مصيباً، أن العلماء لا يكتبون للعلماء فيكون العلم محنطاً في دائرتهم. كما اعتقد أيضاً أن العلوم الإنسانية ليست كغيرها من العلوم التطبيقية المحضة لا يفتي في دقائقها إلا متخصص (وحتى العلوم التطبيقية المحضة لم تغلق أبوابها أمام غير المتخصص). ورغم ذلك يجب توفر قدر من المعرفة والاطلاع قبل مناقشة فكرةٍ ما، وهذا أمر متاح لكل من أراد. وتتفاوت درجات المعرفة من شخص إلى آخر بطريقة لا تزيح هذا الآخر وتبعده عن تناول موضوع فلسفي أو اجتماعي أو سياسي أو …إلخ لكونه غير متخصص. هل يؤلف المفكرون كتبهم وينشرونها لكي يقرأها المفكرون حصراً أم هي نشرت أصلاً ليقرأها الكل؟. ثم ماذا بعد القراءة إذا حرمت من الحق في إبداء رأيي كإنسان غير متخصص؟. لا فائدة.
كلامي أعلاه قد يكون تكراراً من نوعٍ ما لكلام الأخ بشاشة، الذي سبقني بالتداخل؛ لكنه يعبّر عن قناعتي. وأضيف بأني لا علم لي بفكر دريدا إلا القليل جداً (وبرضو لا ناقة لي فيه ولا بعير إلا بقدر تأثيره المباشر على حيواتنا في عوالمنا المهمومة بقوت يومها). ومن باب العلم بالشيء ولا الجهل به، حرصت على متابعة كتابات الأخ عبد المنعم هنا وكتابات الأخ أسامة الخواض في البوست الآخر. ونسبة للحساسيات التي تطفو بين الحين والآخر بين الأخوين عبد المنعم وأسامة، خشيت أن تضيع المعلومة ويتحول البوستان إلى مناوشات بين أستاذين مجتهديْن ليس بينهما دريدا ولا من تتلمذ على يد دريدا، فيضع الأمل في المعرفة بضياع المعلومة.
لقد هممت بكتابة بوست منفصل أطلب فيه من الدكتور عبد الله بولا أن "يرمي لينا فكر دريدا في الواطاة" بترجمة مصطلحاته المغلقة إلى مفردات سودانية، لثقتي في مقدرته على ذلك، وأن يجعله في متناول كل راغب، على غرار الكتيبات السريعة (زي الوجبات السريعة):
Jacques Derrida Made Simple في اعتقادي أن الوقت قد حان أن يقوم الدكتور عبد الله بولا بكتابة بوست من هذا النوع، من أجل تعريف الآخرين بأساسيات وأبجديات فكر دريدا وتأثير ذلك على عالمنا المتخلف. وكفانا الله "عجاجة" المناوشات بين مؤيدي ومعارضي الشيخ دريدا.
أستأذن الأستاذ عبد المنعم لاستلاف جزء من هذه الساحة للتقدم بطلب أخوي إلى الدكتور عبد الله بولا بأن ينظر في إمكانية إنشاء بوست منفصل عن جاك دريدا وفكره وحياته وكل ما يراه مفيداً لفهم فكر أو فلسفة دريدا .. وبلغة مبسّطة سهلة الهضم لكل قارئ. الكلام ده مو صعب آآ دكتور عبد الله وحيكون مفيد جداً لقراء البورد. وسيظل بوست الأخ عبد المنعم وبوست الأخ أسامة مشوبيْن بصبغة القدح (الأول) والمدح (الثاني) بصورة قد تغبّش الرؤيا بالنسبة للمبتدئ أو غير العارف من أمثالنا.
كلامي ده لو فيه شيء غلط أو خروج عن اللياقة قولوا لي عوك، عشان أجي امسحوا وأتطلّب الله.
وللجميع خالص الود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بعد ان انفض السامر (Re: Agab Alfaya)
|
في اغسطس 1999 التقيت مع دكتور بولا بالقاهرة في اطار ندوة الثقافة والتنمية التي نظمها مركز الدراسات السودانية بالقاهرة والذي يشرف عليه الدكتور حيدر ابراهيم . اذكر انه في عشية الليلة التي نظمها مركز الثقافات السودانية ( ناس يحي فضل الله ) علي شرف بولا ،كنا في مشوار قبل الليلة انا وبولا ومحمد خلف الله عبدالله .جري حوار بين بولا ومحمد خلف ، حول دريدا .كانت بدايته ضيق بولا بافكار ما بعد الحداثة والتفكيك ، حيث عبر بمرارة عن تزمره وضجره من الافتتان بدريدا وقلل من اهميته وقال انه لا يقراءه لانه غير مفهوم .بينما كان محمد خلف يحاول اقناع بولا باهمية كتابات دريدا وانها مفهومة وانه لا يجد اي مشقة في قراءة دريدا !!
ولعل الجميع يعرف سخرية بولا من جيل ما بعد الحداثة والتفكيك في السودان حتي انه اطلق عليهم تعبير :الاولاد ابان خرتويات " في اشارة الي الحقائب الصغيرة التي كانوا يحملونها علي اكتافهم . وقد اكد بولا هذه التسمية في المقدمة التي كتبها لمجموعة صلاح الزين :" عنها والاكليل " والتي انتقد فيها صلاح الزين وجماعته الذين كانوا يهيمون حبا بجاك دريدا وافكار ما بعد الحداثة ، وقال عنهم انهم يقفون موقفا سلبيا من هذه المذاهب فياخذون ما تطرحه عليهم كمسلمات ولا يتحاورون معها.
ولكن يبدو ان بولا انتبه فجاءة لجاك دريدا بعد سنة 1999 ، كما اشار الي ذلك ، اي بعد ان انفض سامر الاولاد ابان خرتويات ، وبعد ان غابت نجمة التفكيك وانحسر تاثير ما بعد الحداثة وتراجع ميشيل فوكو ودريدا عن نقد مشروع الحداثة وطالبوا مجددا برد الاعتبار للافكار الانسانية التي بشر بها عهد التنوير ورد الاعتبار للانسان الذي اعلنوا موته ونهايته ونفيه عن مملكته وللعقل الذي ازاحوه عن مركزه !! ويبدو ان معرفة بولا بدريدا لم تتجاوز هذه المرحلة، مرحلة تراجعه عن التفكيك ،التي بدا يهئء لها من خلال الحوارات الصحفية ومن خلال كتابه : شبح ماركس او ان شئت اشباح ماركس !! والدليل علي ذلك ان رد بولا علينا انحصر حول حوار دريدا في جريدة الليموند والحوارات التي اجريت معه قبيل وفاته .فكيف لفيلسوف معقد وعميق مثل دريدا كما قال بولا ، ان تتعرف عليه من خلال ما يقوله في حواراته الصحفية والتي يجريها في اخر ايامه ؟ ثم بعد كل ذلك ياتي بولا ليؤاخذنا باننا بدانا هذا البوست بالاستشهاد بمقال صحفي ؟ قال ان حوار دريدا في الليموند اجراه متخصصون ! ومن قال لك ان من كتب المقال الصحفي بالاسبكتيتر البريطانية غير متخصص؟ ثم اننا لم نكتفي بما ورد في المقال الصحفي ولم نعول عليه، بل اوردنا نصوص من كتاب دريدا الام ومن اهم رسالة كتبها في اوج ايام عظمة التفكيك في النصف الاول من الثمانينات . وسوف نواصل ايراد المزيد من النصوص من كتبه الاساسية في الرد علي ما اثاره بولا .
حتي النصوص التي يقول بولا انه فرغ من ترجمتها عن دريدا هي حوارات صحفية . كنت اتصور انه ترجم شئ من النصوص الرئيسية مثل كتاب دريدا الام : القرامتولوجي او رايتنج اند ديفرنس او هوامش الفلسفة او غيرها من الكتابات الاساسية لدريدا التي تمثل مرحلة التفكيك حقا .
سوف نعود للرد علي كل النقاط التي اثارها بولا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بعد ان انفض السامر (Re: Agab Alfaya)
|
Quote: الخواض
اما انت فبقيت دهرا تعالج هذه المصطلحات الغربية وتستعصى عليك وتستنكف من أن تسأل عنها ومن ثم تختلق لنفسك صنعة الاغراب حتى لا يفهم الناس ماتقول وتتقول على اولئك الاعاجم بقول يراد منه ليس الافصاح بمكنون بيانهم ولكن الايغال فى صناعة الاغراب كساتر لاخفاء الجهل والاستهزاء بعقول المتلقين. واحسب ان صنعة الاغراب هى الاشكال الذى وقعت فيه رغم انك تدعى محاولات التوطين.. .. ولعل السبب فى ذلك خلفيتك العلمية .. ويبدو ان سعيك الحثيث فى الاطلاع فى كتب اولى الشأن جعلك مثل ابن حزم الظاهرى الذى لم تربه الشيوخ وصار صوتا متحاملا على الجميع ومتطاولا فى نقده حتى وصفت سلاطة لسانه بحدة سيف الحجاج.. ولقد تطاولت كثيرا بسبب خلفيتك التى اعيتك كثيرا فى فهم ما تقرأ من نصوص وصار نفيرك باتجاه صناعة الاغراب حتى تخفى ضعفك ولجاجتك فى فهم ما تقرأ من كتب لا يتجاوز فهمك لها فهم صبى اعجبته فخامة الالفاظ ورنين اصواتها دون ان يدرى بان وراء ذلك الطنين معان ارادها اولئك الكتاب ولم يتصوروا ان احدا سيقف عند ذلك الطنين ولا ينفذ منه الى المعانى المرادة. اخيرا لك الشكر على تصحيح بعض الاخطاء التى وقعت فى مداخلتى السابقة وارجو ان وجدت خطأ فى هذه ان تقومه وان تفهم بان صناعة النقد بعيدة كل البعد عن صناعة |
الاغراب
هذه جزء من بوست كتبته لك مرة ونعيده مرة اخرى لان الوضع هنا لم يختلف كثيرا ويبدو انه مثل الجوكر يدخل فى اى مكان و يلفق.. وانا اعتقد احسن رد كتب لك وشرح ما تفعله ما كتبه عبدالمنعم الجزولى حين حاولت ان تمارس عليه استفزازك واستخفافك كما تفعل عادة ..سأجد فى البحث عنه واحضره لانه هام جدا فى شرح ظاهرتك هذه..
| |
|
|
|
|
|
|
مقتل طائر غرد خارج السرب (Re: عبد الله بولا)
|
ما ان يغرد احدهم خارج السرب والا تكاثر حصبه بالحجارة..من السرب المتناغم الذى يجيد تمجيد بعضه البعض..
فى هذا المنبر هناك ديناصورات و اصنام كبرت ونمت من الشكير والتطبيل ولم نجد من يأتى و يأمر الناس بعدم ابداء ارائهم الحسنة فيهم.. بل الامر ذهب اكثر من ذلك فصار ذنبهم مغفورا ..بل نوه البعض الى حقهم فى الافتراء على خلايق الله لانهم علماء وفاهمين و البقية اهالى..
استاذ بولا لقد اوردت ما قلته للاخ الفيا ووصفته بالغلواء فى االمدح.. هناك من يحتاج للنصيحة اكثر من الفيا على الاقل الفيا لم يبنى مجده على احتقار الاخرين.. ولم يحس ان كتاباته و اسهاماته تخوله ان يحتقر الآخر.. نحن نحب الفيا لعلمه وتهذيبه و احترامه للاخرين..فلماذا لا نعبر له عن هذا..وفى النهاية هذا رأى شخصى.. يجب احترامه..وليس السخرية منه
Quote: ]زبدة منابر" المعارف الفلسفية، على معرفةٍ جيدةٍ باللغتين الألمانية والفرنسية إلى جانب لغاتهم الأصلية، وفي أغلب الأحيان، اليونانية واللاتينية، أو يستعينون بمن يعرف هاتين اللغتين. |
بهذه الشروط خرج الخواض من مولد الوصايا و المعرفة.. فلماذا يا سيدى لم تطلب من مادحى الخواض ان يخففوا من غلوائهم فى مدحه؟ وهل هذه الشروط اعلاه منطبقة عليه؟ فلماذا يا سيدى تعتقد ان له الحق قى الحديث عن دريدا و الفيا لا؟ عجبى!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك : موت جاك دريدا ! (Re: Agab Alfaya)
|
الاخ بشاشا ، الاخت بيان والاخ شنتير الاخوان المتابعون ،
لقد استبشرت خيرا بدخول الدكتور بولا الي هذا البوست وهيات نفسي لحوار فكري طويل جاد حول جاك دريدا ، ولكن لقد وضح ان هدف بولا ليس هو الدخول في نقاش متكافي متساوي ليس فيه كبير وصغير وانما هدفه اصدار فورمانات بما هو الصاح وما هو الخطا، ان الذي اثار ثائرة بولا ليس هو الدفاع عن دريدا وانما هو الدفاع عن امور شخصية في المقام الاول . فهو كان يعمل علي ترجمة نصوص عبارة عن حوارات صحفية اجريت مع دريدا في اخر ايامه ،كان يود انزالها في بوست وداعا دريدا فلما وجد هنالك تجاوبا مع بوستنا: تفكيك موت دريدا ،انزعج لذلك وشعر ان نجاح البوست قد يفسد عليه فرصة انتباه الناس لهذه الحوارات . رغم انه كان يمكن ان ينظر الامر بمنظار التفكيك نفسه ويعتبر ذلك تعدد في القراءات وتفاوت في الفهم ،او ان يحاول ان يفسر ذلك بان هنالك تحول طرا علي خطاب دريدا في الفترة الاخيرة . ومما زاد من حنقه ،النقد الذي المحت به اليه حول ضرورة تصحيح الفهم لمدلول كلمة ميتافيزيقيا حتي نفهم التفكيك ونعرف ماهية الميتايزيقيا التي يصوب اليها دريدا معاول التفكيك .وبدلا من ان يرد علي هذه الملاحظة اما ان يوافقني ،او ان يطرح فهمه للميتافزيقا الذي يراه ينسجم مع فهم دريدا ،ترك كل ذلك جانبا وبدا يتحدث عن التخصص ومعرفة الفرنسية وشخصنة الموضوع .
بل يذهب بولا اكثر من ذلك الي حد تجريح الاخوة الاعزاء المتداخلين في هذا البوست ولم يراعي حقهم في التعبير عن وجهات نظرهم ،ليفرض عليهم وصايته وليحدد لهم ماذا يكتبون ويسائلهم عن مشاعرهم وميولهم الخاصة يقول :
Quote: عبد المنعم لم يقدم نفسه هنا ولا في أي مكانٍ آخر من موقع المجتهد الذي يصيب ويخطئ بل من موقع المعلم. وقرينة ذلك إنه لم يحدث قط، في حدود علمي، أن راجع في أي بوستٍ من بوستاته مديح المعجبين الذين يصفونه بصفة المعلم هذه، وصفة العارف المتمكن من مختلف التخصصات والمعارف، من "أصول اللغات السامية إلى جاك دريدا". لم يكفكف عبد المنعم مرةً واحدة غلواء معجبيه في مدحه وإليكم عيناتٍ منها في هذا البوست:
|
هل توجد شخصنة للموضوع اكثر من ذلك ؟! وماذا يضيرك انت يا اخي ؟هل حاسبتك انا علي اطنان كلمات الاطراء والثناء التي لا زالت تتري بلا حساب ؟
ومع ذلك اقول ،انا لا اراجع كلمات الثناء التي تصدر من الاخوة القراء والاصدقاء لانني احترم مشاعرهم فاترك لهم حرية التعبير عنها ، وثانيا انني لا اعرف تصنع التواصع الزائف ،لاحساسي ان اي محاولة لمراجعة كلمات الاطراء او الاعجاب تنطوي علي تواضع زائف لذلك احجم عن التظاهر بمراجعة كلمات الثناء وارد الكلمة الطيبة باحسن منها واي كلام غير ذلك اعتبره تكبرا وتعاليا مغطغط .
والعبرة في النهاية بالسلوك العملي ورد الفعل الذي يتركه ذلك في النفس ، وليس بالمراجعة التي تخفي اكثر مما تظهر فياتي الفعل معاكس لها تماما كاشفا عن حقيقة صاحبه ، تكون مخطئا يا بولا اذا ظننت ان مراجعتك لكلمات المعجبين مثل قولك لا يا اخي انا ما عبقري ولا حاجة ، تكفي لمنحك صفة التواضع والزهد في الاطراء والثناء ،
يكفي انك تتطالبني بالاعتذار عن انتقادي لكتاباتك وتتخذ من ذلك حجة للمكاجرة ولعدم الدخول معي في اي نقاش متكافيء ، والغريب انك تطلب الدليل علي ذلك ،معقول نسيت هذا الكلام بالسرعة دي حسنا الدليل مدون في هذا المنبر وسوف اتيك به ،
سوف اواصل كل ما تيسر لي الوقت
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك : موت جاك دريدا ! (Re: Agab Alfaya)
|
يستطرد منعم في مداخلته التي أوردت منها المقتطفات السابقة أعلاه: "يعني بولا وحده المؤهل للحديث دريدا، لانه عارف بالفرنسية وعايش في فرنسا ودارس للفلسفة ومتفرغ لها. ولان دريدا عميق ومعقد وهو وحده الادري بهذا العمق والتعقيد - وسوف نورد قصة حول حكاية العمق والتعقيد دي بعدين في ردنا علي بولا ،"
لا يا منعم ليس "بولا وحده"، ولا هو أميزهم بأي حالٍ من الأحوال، فكثير من الذين يأخذون مشروعاتهم المعرفية والنضالية والتزاماتهم الإنسانية السياسية والأخلاقية والثقافية، مأخذ جد، ينحون هذا المنحى. فالدكتور محمد محمود على سبيل المثال ظل يدرُس اللغة الألمانية لسنوات عديدة في السودان وفي ألمانيا ليتمكن من قراءة المصادر الفلسفية الألمانية، وخلافها من المصادر المتعلقة بمجالات بحثه المختلفة بصورةٍ معقولة. وقد دَرَس الفرنسية أيضاً في السودان، وفي فرنسا وهو يستطيع القراءة بكليهما في حدود حاجات البحث، على الرغم من أنه من السودانيين الذين يشار إليهم بالبنان في معرفة اللغة الإنجليزية، إن لم أقل أكثرهم معرفةً به، وكان بإمكانه أن يكتفي بذلك. ويستطرد منعم: "اما نحن الذين لا نعرف الفرنسية ولم ندرس الفلسفة فليس من حقنا ان نعبر عن راينا عن كتابات دريدا وعن التفكيك!" لا أعرف من هم هؤلاء ال"نحن"، يا منعم. أكرر للمرة الثانية إن كل إنسان من حقه أن يقرأ الفلسفة ويحاور المتخصصين فيها، ويعبر عن رأيه في أعمالهم، وينتقدها، ويكون حولها أي رأيٍ وأية وجهة نظرٍ شاء. بيد أن امتلاك الحق ليس امتلاك المعرفة "الصحيحة" بالضرورة. أما أنت فلم تعبر في شأن دريدا أو خلافه عن مجرد رأي أو وجهة نظر. فلم يصدر عنك ما يفيد بأن ما تطرحه رأيٌ قابل للخطأ والصواب. بل طرحته بلغةٍ يقينية مفرطةٍ في اليقين. فلم تستخدم قط أداةً تحفظٍ أو أي تعبيرٍ يفيد التحفظ واحتمال مجانبة الصواب. وقبلت بثناء مادحيك المفرط الذين جعلوا منك "مدرسةً قائمة بذاتها" في خصوص دريدا وغيره من المعارف. ولذا لزمتك هذه الشروط "المتشددة". ويردف منعم: "يا ليت بولا يعلم ان حوالي تسعة وتسعين بالمئة من قراء دريدا ودارسيه لا يعرفون الفرنسية فالتفكيك انطلق من امريكا وليس من فرنسا وازدهر وانتشر من هنالك وليس من فرنسا منذ محاضرة دريدا الشهيرة في جامعة جونز هوبكنس بامريكا سنة 1966 التي يؤرخ لها ببداية الانطلاقةالحقيقية التفكيك. ولهذا السبب لم يلتفت بولا، اليه طوال فترة السبعينات التي قضاها في فرنسا رغم انه قال ان دريدا درسه لسنة جامعية في تلك الفترة ولم ينتبه بولا الي دريدا الا بعد بدا دريدا في التراجع عن التفكيك وانحسر التفكيك في امريكا واخلت ما بعد الحداثة المسرح في منتصف الثمانينات كما نوضح ذلك فيما بعد".
لا يا عزيزي منعم "أنا" لا أعرف كل هذا. بل أعرف تمام المعرفة أن معظم دارسي دريدا المعلمين الحقيقيين، "أسياد اللَسم" يعرفون الفرنسية. وأعرف أن أحد عوامل رواج دراسة الفرنسية في الجامعات ومراكز البحوث (الفلسفية والمتصلة بالفلسفة) في أمريكا ناجمٌ عن رغبة قرائه ودارسيه "الحقيقيين" في معرفة نصوصه الأصلية، كلٌ منهم بقدر ما يستطيع. وأعرف أن هذا قد لا يتوفر للقارئ العادي، وغالباً ما لا يتوفر للدراسين والقراء ممن هم في مثل ظروف قرائنا ودارسينا البواسل الذين لم يقصروا في ورود منابع المعرفة بشغفٍ وجسارة، على الرغم من ظروفهم المادية المجحفة، بل البالغة لبؤس، وقد أشدتُ بذلك في أكثر من موقع. وقد لحقني رأس هذا السوط أنا نفسي يا منعم، فدرست الفرنسية في سنٍ متأخرةٍ نسبياً، وليس لي من معرفةٍ بالألمانية تسد الرمق، ومعرفتي بمبادئ اليونانية واللاتينة مما لايجوز الحديث عنه أصلاً. وأتحسر كثيراً على ذلك. إلا أن هذا لا يبطل شروط المعرفة المحترفة المتقنة لهذه اللغات الضرورية لدارس الفلسفة الركن، المرجع، الحجة. و"أنا" على كل حال لم أقبل في أي يومٍ من الأيام بموقع "المعلم"، و"المدرسة القائمة بذاتها". وظللتُ أكفكف غلواء "طلابي" وأصدقائي وقرائي وأردهم عن وصفي بهذه الصفات العالية. وقد "شهدتَ" أنت نفسك بذلك للأسف. وقد طلبتُ منك أن تراجع كلمتك التي خاطبت بها النور في ترحيبك بي في بوسته للترحيب ب "شخصي". فلتسمح لي بإيرادها هنا وإيراد ردي عليها:
"قلت فا وفيت اخي دكتور النور حقا هذا هو الانسان عبد الله بولا الذي حباه الله باعظم النعم - حب الناس (...) اظن ان هذه واحدة من الصفات التي حببت الناس فيه، فهو مستمع طويل البال".
وقد راجعتُك "أنا" من جانبي في ذلك بقولي: " عزيزي منعم، تحياتي ومحبتي، لك أجزل الشكر أولاً على ترحيبك الكبير العالي، والذي هو ليس بالجديد على أفضالك الوافية التي لا أنفك أحفظها لك. وشكراً ثانياً على فضلك الذي أسبقته علىَّ من "نعمة حب الناس". وهي بلا شك أعظم النعم كما ذكرت. سوى أنني لا أدعي كمالها عندي، فهذا من فضل النور، وإنما أتمناه."
وقد اكتشفتَ الآن إن هذا "ربما" كان من باب "التواضع الزائف والتكبر والتعالي المغطغط". وأنا لا أستبعد ذلك أيضاً فما أدراني بخبايا "نفسي" وما قد تخفيه حركة خواطرها العميقة، وربما الظاهرة، من سوءات. كما اكتشفتَ أن ما وصفتني به من أنني "مستمعٌ طويل البال" هو من صنوف إخفاء وتغطية الحقيقة العميقة، وقد أقول "الطبيعة العميقة المتأصلة" من "طبائع الاستبداد" بالرأي. فالحمد لله الذي هداك إلى الصواب.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك : موت جاك دريدا ! (Re: Agab Alfaya)
|
عندما وصفتك يا بولا في بوست الترحيب بك الذي افتتحه الاخ الدكتور النور حمد بانك ، مستمع طويل البال ، قلت ذلك تعليقا علي ما اورده الاخ النور عنك في قدرتك علي الاستماع الي حكاوي ابوه عن اهله واجداده . واليك ما قلته انا منصصا ومعه كلام النور الذي جعلني اصفك بطول البال :
Quote: قلت فاوفيت اخي دكتور النور حقا هذا هو الانسان عبد الله بولا الذي حباه الله باعظم النعم - حب الناس
Quote: كما زار معنا بولا، حلة حمد الترابي، وجلس مع أبي في الحوش، ساعات طويلة. وظل أبي يحدثه، في غير ملل، عن قصص أجداده الصالحين، إذ وجد أبي فيه، مستمعا نادرا. ولم يعهد أبي مستمعين يهتمون بجنس قصصه، من قبيلة الأفندية، لابسي البناطيل.
اظن ان هذه واحدة من الصفات التي حببت الناس فيه، فهو مستمع طويل البال،
|
طول بالك المقصود هنا هو في الونسة وليس في الاستماع للراي الاخر المخالف كما في النقاشات الفكرية والادبية والفرق كبير لان طول بالك في الونسة لا يعني باية حال تقبلك للراي الاخر فقد ثبت انك اضيق الناس بالراي الاخر وانك لا تقبل الا بدور الاستاذ المعلم . وبالتالي عندما وصفتك بذلك الوصف لم اكن اجامل او اداهن او انفاق لاني الحمدلله لم يجعل الله لي نصيبا في كل ذلك والا ما كان حدث ما يجري الان . ثم تقول يا بولا :
Quote: وقد راجعتُك "أنا" من جانبي في ذلك بقولي: |
وتقصد بذلك ردك او تعليقك علي كلمة ترحيبي :
Quote: " عزيزي منعم، تحياتي ومحبتي، لك أجزل الشكر أولاً على ترحيبك الكبير العالي، والذي هو ليس بالجديد على أفضالك الوافية التي لا أنفك أحفظها لك. وشكراً ثانياً على فضلك الذي أسبقته علىَّ من "نعمة حب الناس". وهي بلا شك أعظم النعم كما ذكرت. سوى أنني لا أدعي كمالها عندي، فهذا من فضل النور، وإنما أتمناه."
|
ولكن مراجعتك كانت شكلية تخفي اكثر ما تظهر وهذا ما قصدته انا في ردي علي كلامك عن مراجعة كلمات الثناء ، فانت علي الرغم من قولك : " والذي ليس هو بالجديد علي افضالك الوافية التي لا انفك احفظها لك " الا انك لم تحفظ لي مديحي العالي ذاك - علي حد تعبيرك .بل خرجت علي العرف المتبع في هذا المنبر ولم تراعي مشاعر المرحبين بك ولا مشاعر صاحب البوست وحولت البوست من بوست ترحيب الي الي ساحة للتعارك وصبرت انا زمانا علي ذلك ،ولم تطب نفسي ان اعقب عليك في بوست الترحيب مراعاة لاصول الترحيب وعشما في ان ترد التحية باحسن منها وتزورني في بوست الافروعربية الذي كان متداولا وترد علي ما كتبته عنك وعن عبدالله ابراهيم وحسن موسي في البوست هنالك .ولكنك استكثرت علي ذلك ، وذهبت مدي بعيدا في وصف مساهمتي في نقد اطروحات الهوية ووصفتها بالملاحقات وظللت تغذي النزعات العدائية ضدي الي الحد الذي جعلك تطالبني فيه بالاعتذار لك عن النقد الذي وجهته لك حول موضوع الهوية .
بل وصل بك ذلك الي حد حرماني من ثناء الناس علي مساهماتي يا بولا ! ونسيت بوستك الديناصوري الذي لم يشبع ولن يشبع مهما القمه المعجبين من عبارات الثناء والاطراء والتمجيد !!!
تقول انني لم ارد علي من وصفني انني مدرسة خاصة ، وقد اوضحت لك سبب عدم ردي علي مثل هذه المجاملات . ولكن مالوا يا اخي اذا بقيت مدرسة خاصة ، فسوف لن تكون اول مدرسة ولا اخر مدرسة خاصة في التاريخ ولن تغلق الابواب في وجه الاخرين ان يكونوا مدارس خاصة بعدد سكان الارض .وهل حصل انني تضايقت او تزمرت من آلاف عبارات المجاملة التي تتلقاها يوميا في بوستك ؟!!!
ما دايرين تخلونا نقول راينا وما دايرين تخلوا الناس يقول فينا رايهم حاجة عجيبة والله ،
اخي فيصل عباس صديقي العزيز شنتير سوف اواصل الحديث عن التفكيك فالف شكر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تراجعات دريدا (Re: Agab Alfaya)
|
كما سبق ان ذكرت ان بولا تعرف علي كتابات دريدا بعد سنة 1999 ، يعني بعد ان تراجع دريدا عن التفكيك واعاد رد الاعتبار للعقل والمفهوم والغايات والعلل وكل ما كان يصفه بالميتافيزيقيا الغربية . ويمكن ان نلمس هذا التراجع عن التفكيك في حوار دريدا الذي اورد بولا شيئا منه حيث يقول دريدا :
Quote: ولذا فإنني لا أستطيع أن أشـرح ما هو ال"déconstruction"، في نظري، من دون إعادةٍ لوضع الأشياء في سياقها. ففي اللحظة التي كانت فيها البنيويةُ مسيطرةً في فرنسا بدأت الانخراط في عملي برفقة هذا المصطلح. وقد كان ذلك أيضاً اتخاذ موقفٍ من البنيوية. ومن جانبٍ آخر، كان ذلك في اللحظة التي كانت فيها علوم اللغة والمرجعية اللسانية، ومقولة "كل شيءٍ هو لغة" مهيمنةً أيضاً. في هذه اللحظة، أنا أتحدث عن سنوات الستينيات، بدأ ال "déconstruction" يتشكل بوصفه... لا أقول ضد ـ بنيوي، على كل حال [شيءٌ] متباعدٌ ومتميزٌ عن البنيوية، ومحتجٌ على سلطة اللغة هذه. |
فدريدا هنا كانه يعتذر عن التفكيك ويحاول ان يبرر ذلك بان الظرف الثقافي في ذلك الوقت وسطوة البنيوية اللغوية هي التي فرضت عليه التفكير بتلك الطريقة ( التفكيكية )
ولما كان بولا قد تعرف علي دريدا بعد المرحلة التفكيكية، نجده يستغرب جدا الحديث عن مقولات اساسية في التفكيك ، لا يمكن لكل من له ادني اطلاع علي ابجديات التفكيك ان ينازع او يجادل فيها . والدليل علي ذلك ان بولا لم يستشهد في رده علي هذه المقولات الاساسية التي تحدثنا عنها الا بكتابات دريدا الذي اعقبت تراجعه مثل كتاباته عن امريكا بوصفها بالدولة الخارجة علي القانون .والذي هو وصف لا مكان له من الاعرب اطلاقا في التفكيك .فالحديث عن قانون يجب علي الجميع مراعاته هو اكبر تجلي للميتافيزيقيا الغربية التي كانت الهدف الاول للتفكيك ! وسوف اعطي امثلة علي عدم المام بولا بالمقولات الاساسية للتفكيك .يقول بولا مستنكرا علينا باستغراب:
Quote: وتقول في أحد ردودك: "يعني تقويض الجهاز المفاهيمي للعقل النقدي هو من اهداف التفكيك." عندما قرأتُ هذه العبارة شعرت بدريدا يتقلب في قبره. يامنعم خاف الله دريدا كان حتى آخر لحظة في حياته في صدارة حركة العقل النقدي بالقول والفعل.
|
هذه العبارة يا بولا ليست عبارتي ، وانما عبارة دريدا بالحرف الواحد ، واقتبستها مباشرة من اشهر واندر رسالة كتبها دريدا عن التفكيك وهي الرسالة التي بعث بها الي صديقه الياباني Professor Izutsu والمؤرخة 10 يوليو 1983 ايام التفكيك كان في اوج سطوته . نشرت الرسالة في كتاب : Derrida and Differance, ed. Wood & Bernasconi, Warwick: Parousia Press 1985, p. 1-5 ويمكن مراجعة النص الكامل للرسالة علي النت،
يقول دريدا في هذه الرسالة في توصيف التفكيك : All the same, and in spite of appearances, deconstruction is neither an analysis nor a critique and its translation would have to take that into consideration. It is not an analysis in particular because the dismantling of a structure is not a regression toward a simple element, toward an indissoluble origin. These values, like that of analysis, are themselves philosophemes subject to deconstruction. No more is it a critique, in a general sense or in Kantian sense. The instance of krinein or of krisis (decision, choice, judgment, discernment) is itself, as is all the apparatus of transcendental critique, one of the essential "themes" or "objects" of deconstruction هذا الكلام لا اعتقد انه في حاجة الي شرح ، فهدف التفكيك ليس التحليل وانما التقويض وتقويض البنية او تفكيكها حسب دريدا ليس القصد منه ارجاع الاشياءاو الظواهر الي عللها واصولها الاولية . كذلك ان تفكيك او تقويض الجهازي المفاهيمي للعقل النقدي بعبارة دريدا هو من اهداف التفكيك.والحديث عن كانط استدعاه الحديث العقل النقدي . وهذه الفكرة المحورية للتفكيك مبثوثة علي طول كتابات دريدا الاساسية وعرضها لا سيما : القرامتولوجي والكتابة والاختلاف وهوامش الفلسفة وسوف نورد استشهادات من هذه الكتب لشرح هذه الفكرة بتوسع . كذلك ان اطلاقات بولا مثل قوله :
Quote: وأنت بهذا تجعل من دريدا("بمنطق" شكلي شديد التبسيط)، فيلسوفا لا أدرياً أو تشكيكياً بسيطاً يغالط حقائق الواقع وحقائق الحياة الأولية بسذاجةٍ مفرطة. |
او قوله :
Quote: أن دريدا مناضل عتيد ضد كل "الاقليات التي تحكم العالم". وهو أحد أركان حركة العولمة المناهضة للرأسمالية الليبرالية المتوحشة. وهو الذي سمى في كثير من مقالاته وفي آخر كتبه الولايات المتحدة "بالدولة "الخارجة على القانون"، "الدولة الصعلوكة" أو "الدولة الفتوة" بعبارةٍ أقرب |
او قوله :
Quote: واشتراطي هذه الشروط يا عزيزي بشاشة "أصلٌ" في البحث "العلمي"، وإلا اصبحت المسألة طَلَقيت كل زول يقول زي ما يعجبه ويحسم الموضوع بأنه دا رايك ودا رايي وكل زول على كيفه. وقد لاحظتُ أن مثل هذا الحِجاج الدائري أصبح استراتيجيةً وتكتيكاً شائعين في معظم مناقشات البورد. وقد يصلا أحياناً إلى الحد الذي تنتفي معه أية قدرةٍ موضوعيةٍ على تمييز الخطأ والصواب القراح. |
ان هذه العلمية والمرجعية الابوية والموضوعية التي تدعي القدرة علي التمييز بين الخطا والصح هي العدو الاول للتفكيك ، ولكن بولا معذور فقد تعرف علي دريدا بعد ان هجر دريدا ذلك ، اما حديث دريدا اليقيني عن الموت وهو علي فراش الموت ، لا علاقة له بتحديد مفهوم التفكيك فقد صار امام الامر الواقع والموت بالنسبة للوجودي هو الحقيقة الوحيدة وما عداه ، عدم ، او كما قال هيدجر المعلم التفكيكي والوجودي الاول
ونواصل
(عدل بواسطة Agab Alfaya on 11-03-2004, 02:20 AM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شبح ماركس ثورة علي التفكيك (Re: Agab Alfaya)
|
هذا البوست عن التفكيك ، وكتاب دريدا specters of Marx الذي صدر سنة 1993 لا علاقة له بالتفكيك لا من قريب ولا من بعيد دعك من ان يكون مرجعا في التفكيك ، بل ان هذا الكتاب يعتبر ثورة علي التفكيك ورد اعتبار للعقل (اللوغوس ) وللافكار والمفاهيم الانسانوية ذات النزعات الكونية grand narrative التي كانت مصدر سخرية من التفكيك ،حيث تحدث فيه دريدا لاول مرة عن الثورة والنضال والايدلوجيا منذ ان اعلن لاول مرة تفكيك هذه الميتافيزيقيا !!!
والحقيقة ان الذي لم يقرأ غير هذا الكتاب من كتب دريدا ليس جديرا بالحديث عن التفكيك ،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك : موت جاك دريدا ! (Re: Agab Alfaya)
|
الاشارة الي العام 1999 لم استنتجها استنتاجا، وانما ذكرتها مقرونة بواقعة محددة تجاهلتها ولم ترد عليها يا بولا وهي قولي :
" في اغسطس 1999 التقيت مع دكتور بولا بالقاهرة في اطار ندوة الثقافة والتنمية التي نظمها مركز الدراسات السودانية بالقاهرة والذي يشرف عليه الدكتور حيدر ابراهيم . اذكر انه في عشية الليلة التي نظمها مركز الثقافات السودانية ( ناس يحي فضل الله ) علي شرف بولا ،كنا في مشوار قبل الليلة انا وبولا ومحمد خلف الله عبدالله .جري حوار بين بولا ومحمد خلف ، حول دريدا .كانت بدايته ضيق بولا بافكار ما بعد الحداثة والتفكيك ، حيث عبر بمرارة عن تزمره وضجره من الافتتان بدريدا وقلل من اهميته وقال انه لا يقراءه لانه غير مفهوم .بينما كان محمد خلف يحاول اقناع بولا باهمية كتابات دريدا وانها مفهومة وانه لا يجد اي مشقة في قراءة دريدا !!"
اما الاشارة الي انك تتلمذت علي دريدا في عام 1978 فلا تفيد انك كنت علي دراية بالتفكيك لانك كنت مشغولا بسارتر كما ذكرت،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بدون تعليق (Re: Agab Alfaya)
|
Quote: فالمنبر، كما تعلمون، أصبح وجهة يرتادها الطلاب والدارسون والشباب. فكيف نسكت حينما تأتيهم معلومات ناقصة، وآراء جازمة ومؤكدة، على الرغم من أنها لا تستند في الغالب على المصادر الأصلية، وإنما من معلومات مجمّعة من هنا وهناك، ومن غير متخصصين، كما هو الحالة في هذا المقال الصحفي الذي تصدر موضوع عبد المنعم، الذي وعد بدراسة عن دريدا والتفكيك، لكنه لم يأت بها للآن، وهناك من تلاميذنا وشبابنا من يعتقد إنه يتابع هذه الدراسة الموعودة بالفعل.
|
بدون تعليق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بدون تعليق -2 (Re: Agab Alfaya)
|
Quote: منو القال ليك الكلام دا يامنعم؟ منو القال ليك ٍSpectres de Marx ما عند علاقة ب"التفكيك"؟ ومنو القال ليك دريدا تخلى عن "التفكيك"؟ أنا ياخي قلت ليك دريدا لغاية آخر لحظة في حياته قال "إنني لم أتخل عن التفكيك". قل لي الكلام دا كضب. علاقة الكتاب بالتفكيك بتحددا انت ولا سيدو" كمان جانا دا!!! ياخي قول الكتاب ماعندك وريحنا من الحجة دي. أو عنك وورينا وين دريدا قال فيه أو في غيره إنه "تخلى عن التفكيك"؟ |
؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك : موت جاك دريدا ! (Re: Agab Alfaya)
|
Quote : هذا البوست عن التفكيك ، وكتاب دريدا specters of Marx الذي صدر سنة 1993 لا علاقة له بالتفكيك لا من قريب ولا من بعيد دعك من ان يكون مرجعا في التفكيك ، بل ان هذا الكتاب يعتبر ثورة علي التفكيك ورد اعتبار للعقل (اللوغوس ) وللافكار والمفاهيم الانسانوية ذات النزعات الكونية grand narrative التي كانت مصدر سخرية من التفكيك ،حيث تحدث فيه دريدا لاول مرة عن الثورة والنضال والايدلوجيا منذ ان اعلن لاول مرة تفكيك هذه الميتافيزيقيا"
منو القال ليك الكلام دا يامنعم؟ منو القال ليك ٍSpectres de Marx ما عند علاقة ب"التفكيك"؟ ومنو القال ليك دريدا تخلى عن "التفكيك"؟ أنا ياخي قلت ليك دريدا لغاية آخر لحظة في حياته قال "إنني لم أتخل عن التفكيك". قل لي الكلام دا كضب. علاقة الكتاب بالتفكيك بتحددا انت ولا سيدو" كمان جانا دا!!! ياخي قول الكتاب ماعندك وريحنا من الحجة دي. أو عنك وورينا وين دريدا قال فيه أو في غيره إنه "تخلى عن التفكيك"؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك : موت جاك دريدا ! (Re: Agab Alfaya)
|
طالما مصر سوف اجاوبك ، لكن اسمح لي ان اعلق علي جملة في كلامك تثبت ان معرفتك بدريدا ما عندها علاقة بالتفكيك وهي قولك :
Quote: علاقة الكتاب بالتفكيك بتحددا انت ولا سيدو" كمان جانا دا!!! |
من البدهيات ليس في المناهج الحديثة بل والتقليدية ان علاقة الكاتب بكتابه تنتهي بعد وضع اخر نقطة ،اي ان الدلالة النهائية في الكتاب يحددها النص عن طريق القاري وليس الكاتب ، اما التفكيك فقد اعلن موت المؤلف وقبره من زمان بعيد ، فتقويض العلاقة بين الكاتب والنص هي مصدر الميتافيزيقيا التي يستهدفها التفكيك ! فلا شئء خارج النص ،وهذه من المقولات الاساسية للتفكيك واراك قد نازعت فيها وهذا دليل اخر علي ان علاقتك بدريدا ليست لها علاقة بالتفكيك والدليل الاخر هو ما سبق ان ذكرته لك وتفاديت الاجابة عليه واعيده لك للمرة الثالثة هو :
Quote: في اغسطس 1999 التقيت مع دكتور بولا بالقاهرة في اطار ندوة الثقافة والتنمية التي نظمها مركز الدراسات السودانية بالقاهرة والذي يشرف عليه الدكتور حيدر ابراهيم . اذكر انه في عشية الليلة التي نظمها مركز الثقافات السودانية ( ناس يحي فضل الله ) علي شرف بولا ،كنا في مشوار قبل الليلة انا وبولا ومحمد خلف الله عبدالله .جري حوار بين بولا ومحمد خلف ، حول دريدا .كانت بدايته ضيق بولا بافكار ما بعد الحداثة والتفكيك ، حيث عبر بمرارة عن تزمره وضجره من الافتتان بدريدا وقلل من اهميته وقال انه لا يقراءه لانه غير مفهوم .بينما كان محمد خلف يحاول اقناع بولا باهمية كتابات دريدا وانها مفهومة وانه لا يجد اي مشقة في قراءة دريدا !!
|
اما كتاب دريدا عن ماركس فقد قراته ، وما كنت اريد الاجابة علي هذا السؤال لغرابته وبساطته اضافة الي اننا لسنا في استجواب بوليسي !
والمسالة مسالة فهم وقراءة دريدا علي ضوء كتاباته السابقة ، وليس هل دريدا قال انه تخلي عن التفكيك ولا ما قال !!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك : موت جاك دريدا ! (Re: Agab Alfaya)
|
كتب الاخ الفيا:
Quote: ولعل الجميع يعرف سخريةبولا من جيل ما بعد الحداثة والتفكيك في السودان حتي انه اطلق عليهم تعبير :الاولاد ابان خرتويات " في اشارة الي الحقائب الصغيرة التي كانوا يحملونها علي اكتافهم .
|
وهذه المعلومة غير صحيحة جملة وتفصيلا. ولم اكن اعتقد ان الفيا سيصل الى هذه المرحلة المتأخرة من تزوير التاريخ, ولي عنق الحقيقة لاسباب غير نزيهة تتعلق باغتيال شخصية المحاور"بكسر الواو", ولذلك كان من حق بولا ان يعلن أسفه وحزنه على هذا التزوير الواضح , والذي مسه بحق في أعز وأنبل صفات بولا كانسان متفهم ,ومستمع, ولا يضيق بالاخرين والمختلفين, وقد تفهم خطابنا الجديد وناقشنا وناقشناه, حين عاد مرة من فرنسا, في زمن انصرف فيه عنا الجميع بلا استثناء, سوى قلة امنت "بالحديث" و"المختلف" من شابات وشبان ذلك الزمن البهيج. ولذلك كان من حق بولا ان يبوح متحسرا على ان تزوير الفيا للتاريخ جرحه , حين قال ان تأويل الفيا المزالف:
Quote: مسني في جانب من أعز الجوانب وفي أعز الوقائع في علاقتي بالحركة الفكرية والسياسية والثقافية والتزامي الإنساني عموماً والنقدي والحداثي على وجه الخصوص "الأولاد ابان خرتايات" |
وأكرر مرة أخرى ان كلام الفيا ذاك غيرصحيح البتة, وعليه ان يأتي للقراء من أين أتى بفكرته عن أن بولا سخر منا؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ويمكن للقراء ان يراجعوا ما قاله بولا في مقدمته لمجموعة صلاح الزين القصصية , المشار اليها في هذا البوست. وقد كتب أبان بولا في تلاك المقدمة, الملامح الايجابية والسلبية في تجربتنا حسب فهمه لتجربتنا, وقمت بالرد عليها في مقال نشر في كتابي "خطاب المشاء" واثرت مفهومي حول مديح العصامية في بوست الترحيب به, وقام بولا بالرد المفصل عليه في بوست الترحيب به, وساحاول ان اعود للتعليق على نقاط بولا الجديدة التي اثارها _ان سمح وقتي الشحيح. كما انه رد على رايي حول مقالته عن الاستاذ محمود محمد طه, وقمت بالرد عليه. كل ذلك تم في اطار الاحترام الكامل المتبادل بيننا لتجربتنا وتجربة جيلهم. وحتى وقت قريب ابدى بولا مجددا احترامه لتجربتنا حين رد على احدى القارئات , والتي حسب زعمها تكره "المسغفاتية", وقال لها:
Quote: أما "المسقفاتية"، وهو مصطلحٌ شاع في منتصف السبعينيات، واستطال واستعرض في الثمانينيات مع تكاثر وراديكالية تيارات "الحداثة الجديدة" وعلى وجه الخصوص التيارين البنيوي ثم "التفكيكي"، على أيدي من أسميتُهم في مقدمتي لمجموعة لصلاح الزين القصصية المعروفة، ب"الأولاد أبان خرتايات". وقد كنتُ من أكثر أفراد القلة التي احتفت بهم من "جيلنا"، مساندةً وحماساً لمساهماتهم ودفاعاً عن مشروعيتها، وضرورتها للمزيد من خلخلة ما استقر من مفاهيم وعاداتٍ فكرية ومسلماتٍ دبقةٍ، ولزجةٍ، وموحلة في ساحتنا الثقافية وفي شتى حقول المعارف والعلوم الإنسانية. ومنها على سبيل المثال "مفهوم الهوية الثقافية التامة الناجزة التي مثلتها "مدرسة الخرطوم و"مدرسة الغابة والصحراء"، والتي تم اختزالها وتبويبها وتصنيف عناصرها، واعتمادها وتسويقها، في سوق السُلطات، تحت مسمى وتعريف "الآفروعربية".
"والمثقفاتية هو من بعد مصطلحٌ في السخرية من المثقفين أسياد اللَّسِم والتقليل من شأنهم، والحلولة دونهم ودون فصائل الفوى الحديثة المحتشدة المتوثبة. ومن الحاجة لمساهماتهم الفكرية، ولدورهم المعرفي الاحتجاجي التنويري الموقظ لحركة الوعي النقدي، لمَلَكة الوعي النقدي، ونقلها من حالة الكمون إلى حالة الفعل اليقظ. وهو مصطلحٌ يستهدف بصفةٍ خاصة حركة النظر الفلسفي الحداثي التي نشطت في السبعينيات والثمانينيات وأعملت أدواتها حفرها ونقضها وضيائها في المناطق المغلقة، المظلمة، المتكلسة، الصدئة، في كافة حقولنا المعرفية في مجال العلوم الإنسانية على وجه الخصوص". |
وفي نهاية تعليقي أقول: رب ضارة نافعة, فبالرغم من المرارة التي يتسم بها هذا الحوار, الا انه ساهم في كشف الأقنعة, ومن ذلك قناع ان الفيا قرأ المقاربات النقدية الحديثة في مصادرها الاصلية, حين قال في بوسته عن محمود محمد طه ومصطفي محمود الاتي:
Quote: فلتعلم ايها الخواض انني قراءت البنيوية وما بعدها والحداثة وما بعدها من مصادرها الاولية |
والواضح جدا ان الامر خلاف ذلك, فما يقوله عبارة عن "تلاقيط" من الانترنت, كما في حالة رسالة دريدا لصديقه الياباني, وهو الان يتلجلج في النقاش مع بولا ولم يستطع اثبات ترجمته الخاطئة لأشباح ماركس, ولا من اين اتى ان دريدا تخلى عن التفكيك أما القناع الثاني فيتمثل في كشف القناع عن البراءة الزائفة التي يدعيها الفيا, فها هو يتخلى عن ابجديات الصراع الفكري الشريف, ليزيف التاريخ محاولا اغتيال شخصية بولا, وتاليب الناس عليه باختلاقه أي الفيا للأكاذيب عن سخرية بولا من جيلنا أم القناع الثالث: فهو ان الظاهرة الانترنتية قد اتضحت تماما, ولن يخفي ذلك مديح عابر وأرقدوا عافية المشاء
(عدل بواسطة osama elkhawad on 11-03-2004, 06:55 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك : موت جاك دريدا ! (Re: Agab Alfaya)
|
الاخ العزيز ابو قوتة
اسف جدا في تاخير الرد عليك ، كتر خيرك كتير علي المداخلة ، واضم صوتي الي صوتك واتمني من بولا ان يستجيب الي نداءك :
Quote: فانت ياستاذ فهمونا دريد دا مش تقولو كلام وتمشو....والا خلو لينا العجب دا بطريقتو دى قدرنا نفهم ايش المنهج البنيوى...لكن راجنك تفهمنا التفكيك..وابدا معنا من سنة اولى كل يوم اعمل بوست...عشان نفهم دريد هو ذاتو شنو ..وابدا لينا من اسمه ومولده وبلده...وبعدين ادخل شوية شوية فى الغريق... دا عشان نقدر نعيش حياة البنى ادميييييييين فى الادب والنقد
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك : موت جاك دريدا ! (Re: Agab Alfaya)
|
الاخ العزيز شانتير، اسف علي عدم الرد عليك في حينه ، وكتر خيرك علي وجهة النظر الوجيهة والذين من تخاطبهم بها اولي بها ولكن انقلبت الموازين في هذا الزمان العجيب :
Quote: أعتقد، مخطئاً أو مصيباً، أن العلماء لا يكتبون للعلماء فيكون العلم محنطاً في دائرتهم. كما اعتقد أيضاً أن العلوم الإنسانية ليست كغيرها من العلوم التطبيقية المحضة لا يفتي في دقائقها إلا متخصص (وحتى العلوم التطبيقية المحضة لم تغلق أبوابها أمام غير المتخصص). ورغم ذلك يجب توفر قدر من المعرفة والاطلاع قبل مناقشة فكرةٍ ما، وهذا أمر متاح لكل من أراد. وتتفاوت درجات المعرفة من شخص إلى آخر بطريقة لا تزيح هذا الآخر وتبعده عن تناول موضوع فلسفي أو اجتماعي أو سياسي أو …إلخ لكونه غير متخصص. هل يؤلف المفكرون كتبهم وينشرونها لكي يقرأها المفكرون حصراً أم هي نشرت أصلاً ليقرأها الكل؟. ثم ماذا بعد القراءة إذا حرمت من الحق في إبداء رأيي كإنسان غير متخصص؟. لا فائدة.
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك : موت جاك دريدا ! (Re: Agab Alfaya)
|
الاخ العزيز بشاشة ، ناسف لتاخير الرد علي مداخلتك الصادقة والجريئة :
Quote: صراحة استغربت شديد خالص، من اشتراطك كل هذه الشروط، لتناول فكر دريدا او اي مجال معرفي. الاستغراب لاني بشم ريحة تكريس للصفوية الاذتنا اذية، كسودانيين، هنا.
|
هذه الشروط والصفوية التي يشترطها بولا هي وما يدافع عنه علي النقيض تماما ،وهذا هو حالنا في العالم (المتخلف ) واضع كلمة تخلف بين قوسين لانو في التفكيك ما في تقدم ولا في تخلف لانو دي مجرد ميتافيزيقيا غربية .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك : موت جاك دريدا ! (Re: Agab Alfaya)
|
المصدر : الجزيرة ، القسم الثقافى الكاتب : المحفوظ الكرطيط : دريدا بين النظرية التفكيكية وهواجس الأسئلة الراهنة
لكن دريدا لم يحصر اهتماماته في المستوى النظري الصرف وإنما كان دائما منخرطا في كل القضايا الراهنة. ولفت الانتباه مبكرا بانتقاده للسياسة الاستعمارية لفرنسا في الجزائر وعاش تجربة السجن وجاهر بمنافحته للقمع وللأنظمة الشمولية. في السنوات الأخيرة من مشواره انصب تفكيره على موضوعات الحياة والموت والبقاء والحداد الأصلي وما يرتبط بها.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك : موت جاك دريدا ! (Re: Agab Alfaya)
|
ِِِ Quote : في مداخلتك أعلاه التي تبدأ ب "" مشتهدا بمقتطفٍ أوردته لك من دريدا أعيد علي نصه: "ولذا فإنني لا أستطيع أن أشـرح ما هو ال"déconstruction"، في نظري، من دون إعادةٍ لوضع الأشياء في سياقها. ففي اللحظة التي كانت فيها البنيويةُ مسيطرةً في فرنسا بدأت الانخراط في عملي برفقة هذا المصطلح. وقد كان ذلك أيضاً اتخاذ موقفٍ من البنيوية. ومن جانبٍ آخر، كان ذلك في اللحظة التي كانت فيها علوم اللغة والمرجعية اللسانية، ومقولة "كل شيءٍ هو لغة" مهيمنةً أيضاً. في هذه اللحظة، أنا أتحدث عن سنوات الستينيات، بدأ ال "déconstruction" يتشكل بوصفه... لا أقول ضد ـ بنيوي، على كل حال [شيءٌ] متباعدٌ ومتميزٌ عن البنيوية، ومحتجٌ على سلطة اللغة هذه" قلت معقباً يامنعم: "فدريدا هنا كانه يعتذر عن التفكيك ويحاول ان يبرر ذلك بان الظرف الثقافي في ذلك الوقت وسطوة البنيوية اللغوية هي التي فرضت عليه التفكير بتلك الطريقة (التفكيكية") يا منعم بطل الفطفطة والتأويل المزالف والإصرار على الخطأ. فدريدا يوضح هنا سياق ال " "déconstruction، وملابسات ميلاده والضرورات المعرفية التي "حكمته" أو "حتمته". ولا صلة له من قريب أو بعيد بالتخلي عن "التفكيك". "لا كأنه ولا يبدو". فهذه العبارة المزدوجة الصفة الاحتمالية " "يبدو كأنه يعتذر عن التفكيك" لا قرينة لها في النص. ولا أصل لها في تأكيدك بأن دريد "تخلى عن التفكيك". ولا تنجيك من مواجهة قولي بأن دريد أكد أنه لم يتخل حتى آخر لحظة في حياته". والعبارة الاجتمالية المزالفة هي، في تقديري، تقنية من جانبك لتفادي الحسم. بعدين يا خي فاطِّي الجزء المتعلق بالغرض الأصلي من الاستشهاد بنص دريدا مالك؟ وهو التالي: "فكيف تسـنى للبعض أن يتهموا ال"déconstruction"، ("التفكيك") بصورةٍ متواترة، بأنه نوعٌ من التفكير لا يعترف بوجود أي شيءٍ غير اللغة، غير النص، بالمعنى المحدد، ولا يعترف بوجود الواقع؟ هذا سوء فهم غير قابلٍ للتصحيح فيما يبدو." ده كلام دريدا نفسه في سنة 2003، خليك من تخليه عن التفكيك حوالي سنة 1999 . وإنت يا منعم ومصدرك البريطاني ممن يقولون بأن "التقكيك" نوعٌ من التفكير لا يعترف بوجود أي شيءٍ غير النص، ولا يعترف بوجود الواقع؟" وأضيف هنا قولك بأن غرضه "الهدم والتقويض للبنية وللعقل والمنطق". وقد وصف دريدا كل هذا القول بأنه: "سوء فهم غير قابلٍ للتصحيح فيما يبدو." ده الموضوع يا منعم وليس الحديث عن سياق نشأة ال "déconstruction". موع كل مودتي. بــــولا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك : موت جاك دريدا ! (Re: Agab Alfaya)
|
عزيزي منعم آسف جداًً على مداخلتي أعلاه تعقيباً على كلامك بخصوص أنني لم أعقب على موضوع الحوار مع خلف الله في القاهرة صحيح. ومداخلتبي الماضية بخصوصه كتبتها، على افتراض أنني أنزلت النص المتصل بهذا الموضوع ثم اتضح لي أنني لم أفعل. حقك علي في دي. وسوف أُنزل النص فوراً ضمن نصوص أخرى تتصل بالتعقيب على قضايا أخرى أثرتها في مداخلاتك المختلفة . إلا أن الملامة قائمة فأنت "تتهمني" (ضمناًً) في حديثك بهذا الخصوص ب"التهرب" لا بالتأخير والسهو والبرجلة. لا سيما وأنت تعرف ظروف الشقاء التي نتجشم فيها عناء مثل هذه الكتابة. فصبرك على شوية. وبعد داك أخلي ليك بوستك الذي "أوحيت" لمتابعيك بأنني خربته عليك وعليهم. مع خالص مودتي. بــــولا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك : موت جاك دريدا ! (Re: Agab Alfaya)
|
ولعله من الضروري أن نضيف هذا الرسم الساخر الذي جاء في الصحيفة مصاحباً للمقال الذي جعل منه عبد المنعم مدخلاً لـ "دراسته" لجاك دريدا
"جاك دريدا، فيلسوف، وُلد في عام 1933، فُكك في عام 2004"!!!
وكما ترون، فإن الصحفي Rod Liddle لم يسخر من دريدا وفكره، فحسب، بل ومن حرمة الموت أيضاً، بإلحاق هذا الرسم الساخر غير المناسب بالمقال غير المناسب. ورغم ذلك لم يجد عبد المنعم مدخلاً لدراسة هذا الرجل العظيم سوى هذا المقال، من هذا الصحفي.
نجاة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك فكرة الكتاب (Re: Agab Alfaya)
|
يستعمل دريدا ثلاثة كلمات للدلالة علي التفكيك وهو بالانجليزية علي التوالي : destruction,dismantling,deconstruction ويجوز ترجمتها علي التوالي :تدمير ،تقويض وتفكيك . لذلك ان ما ذكرته نجاة محمد علي في قولها ادناه ، غير صحيح :
Quote: إن عملية "الخلخلة" التي أشارت إليها عشة المبارك هي نفسها كلمة dismantling الموجودة في الاستشهاد الذي أتى عبدالمنعم به، وهي لا تعني "التقويض"، بل الخلخلة و التعرية والتفكيك |
التعرية غير التفكيك ولها فعل خاص بها وهو في الانجليزية denude اما dismantling فلا تعني خلخلة وانما ويستعملها دريدا بما يفيد التقويض والتفكيك وهو معناها القاموسي . جاء في معجم اكسفورد : dismantile: take to pieces وهذا هو المعني الذي وردت فيه في رسالة دريدا الي صديقه الياباني :
Quote: It is not an analysis in particular because the dismantling of a structure is not a regression toward a simple element, toward an indissoluble origin |
ولا يستقيم المعني هنا الا اذا قراءنا dismantling بمعني تقويض او تفكيك لان تقويض او تفكيك البنية ليس المقصود به كما يقول دريدا ارجاعها مرة اخري الي اصلها مثلما تفكك اجزاء اي مكنة ويعاد تركيبها مرة اخري . كما يستعمل دريدا كلمة destroy بمعني التفكيك .حيث يقول عن تفكيك (العلامة) في الفصل الاول المسمي the end of the book and the beginning of writing و ذلك في كتابه of grammatology
"this, strictly speaking,amounts to destroying the concept of sign and its entire logic "- page 7
ويقول في ذات الفصل عن تفكيك او تقويض فكرة الكتاب ، الكتاب من حيث هو كتاب وليس كتاب دريدا موضوع الاقتباس : "If I distinguish the text from the book,I shall say that the destruction of the book, as it now under way in all domains, denudes the surface of the text " - page ,18 يعني تفكيك فكرة الكتاب (بمفهوم الاصل او المرجع او المصدر) تؤدي بنا حتما الي تعرية النص او فضحه وتجريده من سلطته ومركزيته ومرجعيته وتماسكه المنطقي .
وبالتالي ان دريدا استعمل ثلاثة كلمات في حديثه عن التفكيك وهي : destruction ,dismantling,deconstruction وهي متداخلة في معانيها ويجوز ترجمتها علي التوالي : تدمير، تقويض ، تفكيك .
وسوف نعود للحديث مفصلا عن مفهوم الكتابة في التفكيك
(عدل بواسطة Agab Alfaya on 11-04-2004, 01:32 AM) (عدل بواسطة Agab Alfaya on 11-04-2004, 01:33 AM) (عدل بواسطة Agab Alfaya on 11-04-2004, 03:07 AM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك فكرة الكتاب (Re: Agab Alfaya)
|
لم يستطع عبد المنعم بعد أن يقدم توضيحاً مقنعاً ترجمته لـ "أشباح ماركس" بـ "شبح ماركس" (في صيغة المفرد)، وها هو يدخل في مغالطة أخرى. وعلى الرغم من أنه تحدث في بوست أسامة الخواض (وداعاً جاك دريدا) عن "فن الترجمة" الذي يسمح له بتجاوز الدلالة القاموسية، نجده الآن يبرر ترجمته لمصطلح dismantling بدلالته القاموسية (وليس معناه القاموسي كما يقول عبد المنعم. فالقاموس لا يقدم معانٍ، وإنما يقدم دلالات). والترجمة الحقة لا تعتمد على الدلالات القاموسية، وإنما على المعنى، وحسب. فما هو المعنى الذي أراده دريدا في الجملة الإنجليزية أعلاه التي بترها عبد المنعم من سياقها؟ إنه "الخلخلة. فالكلمة الفرنسية المقابلة لـ dismantling هيdémantèlement ، أي التفكيك والخلخلة. وتستخدم على سبيل المثال في التعبير عن تفكيك أجزاء مبنى، أو تفكيك بنية شبكة، إلكترونية، أو إرهابية ... أما الكلمة المقابلة للتقويض، في لغة دريدا، فهي destruction (مثلما تكتب في الإنجليزية)، ولم يستخدمها دريدا في معنى "التفكيك". لأن التفكيك، وفق دريدا ـ وكما أشار عبد الله بولا في مداخلات سابقة في هذا البوست ـ لا يعني بأي حالٍ من الأحوال، التدمير، ولا التقويض، ولا حالات الموت (كما فهم الصحفي الذي اعتمد عليه عبد المنعم في استهلال "دراسته" هذه). وعلى كل حال لا يمكن الاستمرار في نقاش حول جمل وعبارات مبتورة من سياقها الأصلي. خاصةً وإن الترجمة الجديرة بهذا الإسم هي التي تتحرر من قيود الدلالات القاموسية لتقدم معنى النص.
إن كل المداخلة أعلاه مكونة من عبارات مقطوعة من سياقها، لذلك جاءت غير متماسكة ولا "عضُم" لها. وقد وعد عبد المنعم بالانتقال لـ "مفهوم الكتابة في التفكيك" قبل أن يشرح لقارئه معاني المصطلحات الثلاثة التي أشار إليها، ولا السباب التي دعته لترجمتها بـ "تدمير، تقويض ، تفكيك" . الحل الأوحد لإشراك القارئ في نقاشٍ حقيقي هو تقديم الإستشهادات التي تستند عليها مأخوذة من مصدرها الأصلي، كاملةً غير مبتورة. وليوضح لنا عبد المنعم باستشهاد أصلي كامل وواضح، يشير إلى أن دريدا قصد إلى استعمال dismantling في معنى التقويض. للجميع خالص تحياتي نجاة
| |
|
|
|
|
|
|
|