من شاء أن يراني مُشككًا في العقائد؛ فليكن. من شاء أن يراني مُجادلًا بباطل؛ فليكن. من شاء أن يراني مُكابرًا؛ فليكن. من شاء أن يراني باحثًا عن الحقيقية؛ فليكن. من شاء أن يراني حاملًا رسالة استنارة؛ فليكن.
أيَّما يكون الأمر، فالمهم عندي أن نناقش الأمر بموضوعية، وبهدوءٍ تام: كيف يُمكن إثبات وجود الله؟ هذا البوست مفتوح لكافة الآراء والتيارات: السلفيين، القرآنيين، الصوفيين، الشيعية، الجمهوريين. المهم أنَّني هنا، فعلًا، أبحث عن إجابة عقلانية، يُمكن الاستناد عليها في هذه القضية بعيدًا عن التشنج والتعصب الذي لا يُفضي إلى شيء فالأمر جدُ خطير.
Quote: المهم أنَّني هنا، فعلًا، أبحث عن إجابة عقلانية، يُمكن الاستناد عليها في هذه القضية بعيدًا عن التشنج والتعصب الذي لا يُفضي إلى شيء فالأمر جدُ خطير.
الصديق هشام تحياتي لا إجابة عقلانية في العقائد، وفي إعتقادي لا فائدة من دراستها من داخلها إلا لمن أراد أن يتفقه في دينه أو كان يبحث عن دين مختلف يؤمن به في رأيي من الأجدى أن تدرس الأديان من خارجها مربوطة بالعلوم الحديثة لفائدة هذه العلوم.
لن يتخلى أحد عن دينه حتى لو كانت كل أدلتك صائبة عقلانياً ببساطة لأن الدين والروحانيات عموماً ليست مربوطة بالحجج العقلية وحتى لو تم إستنساخ إنسان أو خلقه من العدم لن يكفر أحد... ببساطة سيتم تأويل الفهم الديني لكل الأديان وستستمر الأديان والحياة.
ما أبحث عنه ليس الإلحاد... ما أبحث عنه نظام يتيح للجميع العبادة بدون تكفير أحد وبدون إقصاء أحد ما أبحث عنه أن يصبح الدين أمراً شخصياً بين الإنسان وما يعبده أو ما لا يعبده لا يتم بإسمه التسلط على رقاب الناس. وتحية
05-20-2013, 08:59 PM
هشام آدم
هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
فهمي للإلحاد ببساطة هو أنَّه موقف الإنسان من مسألة وجود أو عدم وجود خالق لهذا الكون، وبالتالي خالق لكل الموجودات. ولكن هذا يستتبع بالضرورة القول ببشرية الأديان ووضعيتها، ومن هذه الناحية يتصادم الإلحاد مع الأديان. ولكني، أيضًا، لا أرى في الإلحاد عقيدةً أسعى إلى الدعوة إليها، وأشعر بسعادةٍ غامرة عندما أُناقش أشخاصًا ذوي أفهام مفتوحة، يتقبلون الرأي الآخر المُخالف، ويميلون إلى ما يميل إليه العقل المُجرَّد. أنا، أيضًا، يهمني تمامًا أن أرى بلدي (السودان) بلدًا مفتوحًا للجميع: المُتدينين وغير المُتدينين، المُؤمنين وغير المُؤمنين لأنَّ الحياة هي حق مكفول للجميع، وليس لفئةٍ دون الأخرى.
الحقيقة أنَّ بُعدي عن الإسلام أتاح لي رؤية الإسلام بشكل أوضح، بعيدًا عن هالة القداسة التي تجعلنا لا نرى الأمور إلَّا كما يُراد لنا أن نراها. أتاح لي قراءة التاريخ الإسلامي بشيء من الوضوح أكثر مما كان عليه وأنا داخل الإسلام، وبطبيعة الحال، هكذا أرى المسيحية وبقية الأديان الأخرى: رغبة من البعض (الأنبياء) في بناء مجتمعات طوباوية خالية قدر المُستطاع من الشرور، حتى وإن كان ذلك عبر تشريعات قاسية وعنيفة و"شريرة" بمعايير زمانية ومكانية أخرى. أتاح لي رؤية الأشياء وتسميتها بمُسمياتها الحقيقية بعيدًا عن التبرير والظنيات الحسنة.
أُحييكَ، عزيزي، على حُلمك المشروع، وأُقاسمك الحلم ذاته، فالتدين أو عدمه أمر شخصي جدًا، ولا يُمكن أن يكون لذلك علاقةٌ بالأخلاق. ولكن هل فعلًا من الصعب مُناقشة فكرة (الله) بعيدًا عن الإيمان الديني؟ أعني أنَّني، حتى الآن، لم أستبعد أبدًا فرضية أن يكون لهذا الكون خالق، ولكن كيف يُمكن أن أصل إلى يقين قاطع حول هذا الأمر دون الاعتماد على الإيمان واليقين القلبي الروحاني المتوفر في الأديان؟ هذا هو ما يُؤرقني.
محبتي الخالصة لك، والنقاش مفتوح لمن شاء
05-20-2013, 09:32 PM
aydaroos
aydaroos
تاريخ التسجيل: 06-29-2005
مجموع المشاركات: 2965
Quote: ولكن كيف يُمكن أن أصل إلى يقين قاطع حول هذا الأمر دون الاعتماد على الإيمان واليقين القلبي الروحاني المتوفر في الأديان؟ هذا هو ما يُؤرقني.
قال ليك يا هشام في ناحية من نواحي السودان المنسية كان الشيخ صاحب الخلوة غرب النيل وأهالي المنطقة وحيرانو في شرق النيل يوم من الأيام بي يدرس فيهم قال ليهم (البي يأآمن بي الله صح يقطع البحر مشي ، ولا يغرق). ومضت الأيام والسنين وفي يوم من الأيام عزموه بعد الدرس لي مناسبة في الشرق وقام يمشي معاهم لمن وصلو قيف النيل كل واحد فيهم شال نعالو في إيدو وففففففووووووووووووو مشوا في البحر الشيخ إنخلع ومسك أقرب واحد منهم من كتفو وقل ليهو (وينا مركبكم يا زول) الحوار قال ليهو (مركب؟!! مركب شنو؟!!!! .. والله يا شيخنا من قلتا لينا كلامك دي، البحر دا بس مشي ساااااااااااي)
يا صديق، من إكتمل إيمانه يموت ... وكلنا (على قلَقٍ)
05-20-2013, 09:43 PM
محجوب البيلي
محجوب البيلي
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 2016
عزيزي هشام إن الجوهر الإنساني السوداني لا يسمح بطرح مثل أسئلتك هذه على الملأ.ويقصد بالجوهر الإنساني كما عرفه ماركس ( كلية العلاقات الاجتماعية) وهو موجود خارج الإنسان كفرد .موجود في ممارسات الإنسان ككل في الصناعة الزراعة والتعليم والفنون والعبادة . كلية العلاقات الإجتماعية في السودان تتخلف عنها في اروبا والدول الصناعية المتقدمة.لا يسمح بطرح مثل هذا السؤال على الملأ اقصد به ان يظل طرحه عبر طريقين إما في حجرات الدرس المغلقة مثل الجمعيات الفلسفية والفكرية أو عن طريق التاويلمن داخل الدين نفسه وهو الطريق الذي وخطه الأستاذ محمود محمد طه شهيد الفكر وقد اودى بحياته بسبب تقاطع ما كان يطرحه مع الجانب الغليظ من الجوهر الإنساني السوداني الذي رفع السيف مستنداً على دعم جهالات غالبة . لو ان جميع السودانيين خريجي تعليم متقدم أو كانوا قد اكتسبوا ممارسات في الصناعة والتجارة والفنون وجميع مفردات الجوهر الإنساني بالتعريف اعلاه لاكتسبوا مرونة flexibility بالقدر الذي تتيحيه المجتمعات المتقدمة علينا ولكان النقاش في هذه المواضيع سيتم بمستوى أعلى وبدرجة من التسامح كما لو أن الأمر نقاش حول إبداع روائي لا يغضب فيه المتحاورون. ومن ناحية اخرى فإن هذا السؤال الانطولوجي القديم سار عبر تاريخ المعرفة بمنعرجات وصعود وهبوط لكنه ظل ابداً يؤرق المفكرين طوال هذا التاريخ .واعتقد أن المهتمين به يجب أن يقوموا بذلك على نحو تخصصي كما يفعل الدكتور محمد احمد محمود لكن الأهم في نظري بالنسبة إلى شعبنا هو تقديم الاستنارة التي تضرب عن مثل هذا السؤال للبحث عن وسائل لتجميع الشعب حول قيم الديمقراطية والدفاع عنها ومن ثم تتولد الاستنارة عبر التعليم النوعي واستقلال القضاء غلى ىخر القائمة المعروفة .حينها تكون قد اديت رسالتك بينما تنضم إن اردت لجمعيات مخصوصة وليس على الملا للنظر في قضايا الوجود والعدم والأسئلة المتصلة بوضع الكائن في الكون. لابد لك من أن تغير من منظور رؤيتك للعالم للتركيز على القضايا الاهم كشخص مفترض فيه أن يساهم في تقديم الاستنارة للشعب الجائع للمعرفة جنباص غلى جنب مع جوعه للحياة الكريمة.الظلاميون نحاربهم بأدائهم البائس المعادي لتطلعات الشعب ،لا بمحاولة البحث عن الحيقيقة عبر هذا الدرب العصي .
05-20-2013, 10:40 PM
Bushra Elfadil
Bushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252
أتمنى أن تكون قد قرأت مقالي (الحواس التوأمية للإنسان) ففيه تبيان للأمر على نحو جلي وواضح، والأمر، في نهايته، ليس بهذه السهولة والبساطة. ليس من المعقول أن تكون معرفتي بالله أقل من معرفتي بما سواه.
05-20-2013, 10:04 PM
هشام آدم
هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
عزيزي الفاضل عيدروس القلق شيء، والشك شيء، والتكذيب شيء آخر. واقرأ معي إن شئت: {وإنا لنعلم أن منكم مكذبين * وإنه لحسرة على الكافرين * وإنه لحق اليقين} واقرأ كذلك: {فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين} وكذلك: {أفي الله شك فاطر السماوات والأرض} فالمطلوب من المُؤمن ألا يُكذب وألا يُشكك وإنَّما يُؤمن إيمانًا قاطعًا: {من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب} وقوله: {قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم} ودائمًا يرتبط الإيمان اليقيني بالقلب، وليس بالعقل. فهل المطلوب أن تكون قلوبنا مُطمئنة، وعقولنا قلقة؟ علمًا بأنَّ الخطاب في بعض الآيات كان موجهًا للرسول نفسه، فهل كان الرسول في شك أيضًا؟ قد لا ننكر القلق الوجودي الذي يعترينا بين الفينة والأخرى، وربما باستمرار، ولكني هنا أتكلَّم عن إمكانية أن يكون هنالك هذا القلق الوجودي في ضوء ما نتمتع به من معارف علمية تضيء لنا قليلًا من العتمة كما كان في تلك الأزمنة الغابرة. فما الذي يدعو إنسان القرن الواحد والعشرين إلى التمسك بفرضية خالق للكون (حسبما تقترحه الأديان) رغم كل هذه المعارف العلمية المتوفرة؟ وكيف يُمكنه الدفاع عن هذه الفكرة الآن؟
النظام الدقيق للكون و قوانين الطبيعة تحتم وجود قوة ما super power او almighty power تسيطر على الكون وتوجهه ، بحسب النظريات العلمية الموجودة حتى الآن فإن الكون او كوكب الارض ليس ازليا والكثير من النظريات تحدثت عن اصل ونشوء الكون واشهرها نظرية الانفجار العظيم ، اي ان الكون نشأ بفعل ما جيولوجي او فيزيائي لا ادري ، لكن هل يمكن ان يحدث اي فعل بدون فاعل او مؤثر ونحن نعيش في ازهى عصور العلم ؟ بعنى آخر ، هل تخلق الصدفة نظاما؟ اعتقد ان وجود خالق للكون سهل الاثبات بالنسبة لي ، لكن اذا ما كان هذا الخالق هو الله تعالى ، إله المسلمين والمسيحيين واليهود ، فهنا يكمن السؤال صعب الإجابة ..
تحياتي هشام
05-20-2013, 10:20 PM
aydaroos
aydaroos
تاريخ التسجيل: 06-29-2005
مجموع المشاركات: 2965
شكرا يا هشام لإعطائنا هذه الفرصة النادرة للخروج من جحورنا, ورغم أنني لا أأخذ كلامك محمل الجد إلا أنني سأتعامل معك بالظاهر. المثل بيقول يا هشام: أسمع كلام الببكيك من يضحك يمشي يخليك,,اها نصيحتي لك (بالعقل) دع كل شيئ وأحضر خارطة لجسم الإنسان, تأمل الكبد والكلى والقلب والرئة والدم والهواء والعقل وفكر في الروح وهكذا, أنت إنسان ذكي يا هشام فلا تضع هذه الفرصة من يدك,,, أنظر كيف أن الكلي تسير سائر الجسد وتنظف الدم وتطرد السموم, أمسك كل عضو في الجسم بمفرده وأقرا وظائفه وتأمل وتأمل ثم تأمل, فكل شيئ بداخل الإنسان معجزة, فستصل إلى: انت موجود إذن الله موجود,, ثم بعد ذلك تحرك إلى الطبيعة وتأمل فيها وفي الآية الكريمة: (وجعلنا من الماء كل شيئ حي) وبمناسبة الماء أنظر إلى كل مكان في جسمك وتأمل,,,,, كل المخارج الموجودة في الجسم: الأنف الأذن العيون السرة وغيرها كلها تخرج إفرازات,,, لماذا؟ ومن الذي خلق كل هذه المخارج وأوجدها؟ هل كل هذا صدفة؟ لماذا أيضا يقوم شعر في الإبط الوجه والذقن (للرجال)...ألخ, كل هذه التفاصيل البسيطة لا تهملها, فقط بالتأمل وليس بالقراءة وليس بالبحث وليس بالمعرفة وليس بالإجتهاد وليس,,, (إلى الصبح) بالتأمل كيف يسير هذا الكون بدقة دقيقة, تأمل في جسمك في حواسك في من حولك في الطبيعة في الفلك في الفضاء في الحيوانات في الجماد في الجبال في النبات والاشجار في إختلاف الألوان واللغات والأشكال والمقاسات والاحجام في الليل والنهار في البرد والحر في الجليد والنار ففففففففففففففففييييييي يا هشام في كل شيئ من حولك, والله يا هشام من شدة عظمة الله لمن الواحد إحتار زاتو من التأمل وما عارف يعمل شنو,,,وكما لا يفوتك أيضا ان تنظر الى ذلكم الكم الهائل من المعلومات والأخبار والإرشادات ووووووووووووو المذكورة في القرآن,,, كيف يمكن للنبي الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) أن يخترع كل هذا القرآن ولماذا؟ دقة متناهية ومنقطعة النظير لغة سلسة وعميقة كلام حازم ومؤسس لحياة شاملة متكاملة قصص وروايات سابقة عن أنبياء ورسل وشعوب,,, كل شيئ يا هشام موجود في هذا القرآن الذي بين يديك والذي سيكون حجة لقرائته وعدم التصديق به, ثم ماذا ستستفيد حقيقة بعنادك وعدم تصديقك وعندما تذهب للقاء ربك تفاجأ بأنه موجود وأنه حق وأن هذا الكون لم يخلق صدفة كما تزعم وأن كل ما تتسامر به الآن ما هو إلا هراء لا يقدم ولا يؤخر ولا أساس متين له لأنك تصدق إناس مخلوقين مثلك وتتنكر لإلاهك الذي وهبك الحياة والذي لا يحتاج إلى أي مخلوق منا بل على العكس فنحن من نحتاجه وإن عبدناه كل الدهر لن نفي له ولو ذرة من جمائله علينا ونعمائه الكثيرة التي لا تحصى ولا تعد,,فنحن عندما نمرض نلجأ إليه لكشف الضر عنا وعندما نموت لن نجد غيره ليرحمنا, فقم يا هشام وألعن الشيطان مائة مرة وشغل القرآن في بيتك ليطرد الشيطان (وستحس براحة وطمأنينة) وأبدا حياة جديدة متفائلة ونسال الله لك ولنا الهداية بإذنه تعالى, وحقيقة كلامي ده ما ترميه البحر وما تستهزأ به.,, وتقبل مني هذه الهدية المتواضعة (بهذه المناسبة السعيدة).
05-20-2013, 10:42 PM
محجوب البيلي
محجوب البيلي
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 2016
Quote: البيلي، شكلك شفقان علي هشام دا شديد .. ما تخاف عليهو هشام عقلو يوزن بلد وكيفما كان حا يفيد الناس
عارف يا أخي عيدروس من أجل هذا "العقل" أفرح لأقل بصيص ضوء في نفق هشام آدم المظلم. لن أدعي أنني "محايد" تجاه الكفار والملحدين والمجدفين أو أولئك الذين يسيئون إلى عقيدتي بأي وسيلة. ومع ذلك لا أجد نفسي أميل إلى الاحتفاء بما يُقال عن هوس هشام بالأضواء ـ حتى ولو كان ذلك صحيحاً... ولن أعين عليه الشيطان أبداً. موقفي الذي اطمأننتُ إليه، بعد أن قرأت له العديد من الكتابات في هذا الموقع، فيه طمع وعشم ورجاء في أن يرده الله رداً جميلاً.
وأذكر أنني كتبت عنه قبل عام ونصف في بوست لأخينا حاج العوض المسلمي حول "وسام الجرأة المنبر ،، من ترشح له ؟" ووصفت بأنه
Quote: جريء في الباطل. كلما قرأت له، قلت: اللهم انصر الإسلام بأحد الهشامين: هشام آدم ...وهشام آدم.
ولهذا السبب حمدت الله عندما قرأت له ما أشعرني أنه اقترب شيئاً ما من دائرة الإيمان، ولعلها المرة الأولى التي أقرأ له فيها شيئاً كهذا.
................. DONE
05-20-2013, 11:47 PM
Mohamed Adam
Mohamed Adam
تاريخ التسجيل: 01-21-2004
مجموع المشاركات: 5450
لايمكن إثباته البته.. الشافو مابقدر يوصفه(التحول في المدخلات)..أي متدين يقول هو بيعرف الله،في الحقيقه هو زول كذاب. أنا لما أقول ليك بعرف(الأسد) معني ذلك بمقدوري أن أثبته لك بالبرهان وبالدليل القاطع وأصفه لك بالتفاصيل(راسو، وضنينو، أنيابو..إلخ) .. لكن..عندما أقول لك أنا بعرف الأسد، بس في الحقيقه أنا عمري كلو ما شاهدت الأسد!! عندما أحاول إثباته لك من خلال كتابي أو من خلال أبي أو شيخي قطعاً أنا زول(كضاب) ..ضحكت عليك وعلي نفسي بوصف شيئ أنا أصلاً لم أره ولا أعرف عن حقيقته أي شيئ(مجرد قال كتابي) جاي ناطي وعايز أثبته لك!! بالله في كضب أكتـر من كدا؟. أها أي إنسان بيقول ليك بيعرف الله في الحقيقه هو أكذب الكذابين حتي لو قال الكلام دا بحسن نيَه وببرائه.. أضف لذلك أن الله هو مطلق !!. لايمكن لرسول كان مايكون، نبي ملاك أو أي مخلوق آخر يستطيع رؤيته أو إثباته. بمدخلات إدراكاته المحدوده!!. لماذا؟ لأن المطلق لايتقيد للمحدودين(كل ماهو مخلوق). .
لكن.. نجد داخل الإنسان كـ(وعي) ماهو مهول جداً...عشان كدا أي شخص يسحب طاقته للداخل سوف يجد بداخل ذاته(المعقول واللامعغول) .. قد يسميه البعض الله والبعض الآخر قد يسميه البراهما، العقل القديم، السيوبرمان- الإنسان الكامل....إلخ .. كذلك تجد منهم أناس يأتون:برسالات، أشعار، نظريات،وبعضهم يكون هائم علي وجه الأرض ما بيكون شغال بأي مخلوق.
ماهو الحل يا أخ هشام؟. الحل: علي أن يرجع الشخص إلي أعماقه وأن يحلم بالحب ويجعل ذلك الحب يتسرب داخل مسامات جسمه أو روحه! بعدها سوف يسكن (هذا الهم) - حركة الفكر داخل الزمن - إثبات هذا وذاك.. أو هذا الهاجس المتطرب! الإنسان عندما يمارس عملية التفكير في الحقيقه يبدد طاقه مهوله.. لو إدخر ربع هذه الطاقه داخل أعماقه لإستطاع الشخص أن يجيب علي معظم الأسئله التي يبحث لها عن أجوبه، ولتكشفت له بعض حقائق الأشياء. لاحظ ، الرسل والحكماء عندما يهتموا بإجابة أمر من الأمور تجدهم يخلوا جانباً ليجدوا المناخ المناسب- الهادي ليتمكنوا من أن دخول إعماقهم حتي إذا كلفهم ذلك الأمر شهور (الرسول محمد في سؤال الروح واليوم الآخر) والأمثله هنا قفا علي من يشيل!!.طبعاً .. بعضهم يقول يخلو هو ليلتقي بالوحي .. لكن القول أي كان هنا ليس هو موضوعنا! في الختام: السؤال بتاعك دا إجابته موجوده في أعماق أعماقك .. وليس في خارج أعماقك إلا الضلال والسراب. إطمئن تماماً لايمكن أن تجد أي جهه من الجهات أو أي شخص (صادق وأمين) في هذا الكون بمقدوره أن يثبت لك وجود الله ...
إنَّه لمن دواعي سروري وغبطتي تواجدكَ في هذا البوست، والذي أتمنى أن لا يقتصر على مُداخلةٍ واحدة. واسمح لي أن أتناول الأمر على نحوٍ مُخالفٍ لما تفضلتَ به في مُداخلتك القيمة، فأنا لا أرى أيَّ خصوصيةٍ للشعب السُّوداني أو (الجوهر الإنساني السُّوداني) كما أسميته، وحتى لا أبدو صادمًا أو مُتجنيًا في هذا الرأي؛ فاسمح لي باستعدال الفكرة على هذا النحو: كل الشعوب، بلا استثناء، لها خصوصيتها المُتفرِّدة، وفي حال كانت الفرادة ميزةً مشاعيةً فإنَّها تظل غير مُتميزة؛ ولكنها تظل فقط في إطار التمايز لا أكثر. هل الجوهر الإنسان السُّوداني مُتميِّز عن الجوهر الإنسان السُّعودي مثلًا؟ أم أنَّه مُتمايز عنه فقط؟ أقول هذا وأنا أفهم تمامًا الفارق النوعي بين التميَّز والتمايز، وهو كالفارق الذي يجعلكَ أنت بُشرى الفاضل، ويجعلني أنا هشام آدم دون توقع أن يكون هذا التمايز ميلًا إلى تميّز أحدنا على الآخر سلبًا أو إيجابًا، وعلى العموم فإنَّ فكرتي بوضوح، أستاذي الفاضل، قائمةٌ على أساس أنَّ (الله) كفكرةٍ ميتافيزيقيةٍ لها سيطرتها على التفكير هي، بطريقةٍ أو بأخرى، سببٌ رئيسٌ في أكثر قضايانا تعقيدًا، مما قد يبدو بعيدًا عن هذا الإطار. فما هو سبب جوع وفقر ومرض شعبنا؟ هل هي السِّياسة أم الله؟ ألا يتم استغلال هذه الفكرة في قهر وقمع الشعب والتلاعب بأحلامه وآماله؟ ألا يتم استغلال هذه الفكرة في النيل من الخصوم السِّياسيين؟ ألا يتم استغلال هذه الفكرة في الترويج للمشاريع الحضارية المُتوهمة، والتي تُسهم بشكلٍ مُباشرٍ في إعادة تشكيل بنى الوعي العام والشعبي كمظاهر اجتماعية سائدة؟ الآن وأنتَ ترى أيَّ مظهر اجتماعي ترى أنًّ "التكبير" مثلًا أصبح نموذجًا اجتماعيًا سائدًا، بصرف النظر عن موقف الطبقات من السُّلطة، وبصرف النظر عن كون هذا السلوك محمودًا أو مذمومًا، فهذا يعني بطريقةٍ أو بأخرى دور هذه الفكرة في إعادة تشكيل الوعي الاجتماعي. أنا لا أرى أنَّ هذه القضية بعيدة، كل البُعد، عن القضايا الحقوقية والإنسانية؛ إن لم تكن وثيقة الصلة بها بشكلٍ قاطعٍ ومُباشر. نظرةٌ بسيطةٌ، ولكن عميقة، للوضع السِّياسي والاجتماعي في السُّوداني قد تُوحي لكَ بهذا الترابط الغريب بين فكرة الله وفكرة الإنسان، ولكَ، على سبيل المثال لا الحصر، أن تُلق نظرةً على بوست (الحكومة تلجأ إلى (الله) بالدعاء لاسترداد أبي كرشولا) وتداعياته لتقف، معي، على امتداد هذه المُشكلة وتجذرها بصورة أصيلة في مكونات التفكير الإنساني، لتخرج، معي أيضًا، بنتيجة أنَّ الله كفكرة ميتافيزيقية أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الوعي الجمعي والفردي في هذا الكيان. وإن كنتُ أتفق معك في صعوبة هذه الطريق، ولكنها تظل، من وجهة نظري، الطريق المُثلى، لتجفيف منابع الفشل السِّياسي والاجتماعي. أو هكذا آمل أن يكون. وربما أكون مُخطئًا في تقديري.
محبتي الخالصة لك.
05-21-2013, 00:48 AM
هشام آدم
هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
تقول: "هل الإيمان بالأديان في القديم بوابته علوم ذلك العصر؟"(انتهى الاقتباس) حدود علمي أنَّ العكس هو الصحيح، فالإيمان بالأديان، وبالأفكار الميتافيزيقية كانت ناتجًا عن نُدرة المعرفة التي كان من الممكن لها أن تُساعد في فهم الظواهر الطبيعية على حقيقتها بعيدًا عن التفسيرات الماورائية. تلك الظواهر التي كان يُعتقد أنَّها مُرتبطة بقوى عظمى تتحكم في الكون وفي مصائر البشر والكائنات، وظلَّت فكر الله (الغيبية) هي التفسير المُناسب والوحيد لهذه الظواهر، وبالتالي فإنَّ اكتشاف ومعرفة مُسببات هذه الظواهر هو ما يجعلني مُستغربًا من بقاء الفكرة حتى الآن.
وتقول: "هل أثبتت العلوم الحديثة وقطعت بعدم وجود خالق؟"(انتهى الاقتباس) العلم، يا عزيزي، لا يبحث أصلًا عن إثبات وجود أو عدم وجود خالق، فهذه ليست إحدى وظائف العلم، ولكن للعلوم نتائج فلسفية يُمكن الاعتماد عليها، أو أخذها بعين الاعتبار. ولكن السؤال الذي قد يتناسل من مثل هذا السؤال: "هل فعلًا من الممكن إثبات عدم وجود الشيء غير الموجود؟" لأنَّ مجموعةً لا يُستهان بهم من المُؤمنين عندما تتناقش معهم حول مسألة عدم وجود الله، يقولون لك: "العلم والعلماء لم يستطيعوا أن ينفوا وجود الله." وهذا، كما أراه، شيء غريب، فالمسألة، كما أراها، هي أنَّ العلم يتعامل مع الأمور المادية المحسوسة، وبالتالي فإنَّ فكرة أنَّ العلم قد ينجح في إثبات وجود الله (الله كما تقترحه الأديان) هو أمر غير وارد على الإطلاق. ولكننا هنا نأخذ بنتائج هذه المُنجزات العلمية بشكل عام، فما هي القيمة الحقيقية المُتبقية لفكرة الله إذا كان العلم يسحب من صلاحيات هذه الفكرة كل يوم، وأصبحنا نعرف تفسيرًا لكل شيء تقريبًا، وحتى تلك الأشياء التي لا نعرف تفسيرها اليوم، يظل الباب مفتوحًا لمعرفتها غدًا أو بعد غد. فماذا تبقى لله؟
الأديان تُخبرنا أنَّ بداية الخليقة كانت بانفصال الأرض والسماء عن بعضهما: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ}(الأنبياء:30) واليوم نعرف أنَّ الكون ظهر مع الانفجار الكبير، وليس مع انفصال السماء عن الأرض. الأديان تُخبرنا أنَّ السماء جسم مادي يُمكن أن يقع علينا {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ}(الحج: 65) ونحن اليوم نعرف أنَّه لا توجد سماء؛ بل هو فضاء لا متناهٍ، أو يُمكن التعبير عنه كما أسماه أينشتاين بالزمكان Space-time. الأديان تخبرنا أنَّ الأرض مُسطحة وأنَّ سبب ثبات الأرض هي الجبال: {وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا}(النبأ:7) وكذلك: {وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}(النحل:15) ونحن نعرف اليوم أنَّ الأرض ليست مُسطحة وأنَّ الجبال ليست لها وظيفة تثبيت الأرض، ونعلم كيف ولماذا نشأت الجبال، وأن الجبال ليست لها جذور في الأرض أصلًا، وإذا كان البعض يُفسر كلمة {تميد} على أنَّها الحيلولة دون الهزات الأرضية، فإنَّنا نرى أنَّ أكثر مناطق الأرض تعرضًا للهزات الأرضية هي تلك التي تقع على مرتفعات جبلية مثل اليابان. الأديان تخبرنا أنَّ القمر منير وله نور: {تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا}(الفرقان:61) وكذلك قوله: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْس ضِيَاء وَالْقَمَر نُورًا}(يونس:5) ونحن نعرف اليوم أنَّ القمر ليس له نور ولا ضوء، وأنَّه مُظلم ومُعتم تمامًا، بل هو يعكس ضوء الشمس فقط. الأديان تقول إنَّ الإنسان "يُخلق" من ماء الرجل وماء المرأة؛ فنقرأ: {خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ َخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ}(الطارق:6-7) ونحن اليوم نعرف أنَّ ماء المرأة ليس له علاقة بتكوّن الجنين، فالجنين يتكوَّن من السائل المنوي للرجل وبويضة المرأة وليس ماءها، فماء المرأة لا علاقة له بتكوّن الجنين، وإنما هو لتسهيل عملية الإيلاج في الممارسة الجنسية، كما أنَّ ماء المرأة لا علاقة له بترائبها على الإطلاق. الأديان تقول إنَّ أصل الإنسان من طين أو تراب، والعلم يُخبرنا أنَّ الإنسان (وكل الكائنات الحيَّة) مرَّت بسلسلة طويلة جدًا من العمليات التطورية، ومازالت عمليات التطور مُستمرة حتى اليوم. وهنالك أمثلة عديدة على عدم توافق المقولات الدينية مع المعارف العلمية البسيطة اليوم. وإذا قلنا إنَّ القرآن كلام (الله) فإنَّ وقوفنا على خطأ واحدٍ مما يُنافي المعرفة العلمية المُؤكدة يجعلنا أمام حقيقة أنَّ هذا الكلام لا يُمكن أن يكون كلام إله على الإطلاق. فما نقول به، يا عزيزي، ليس أنَّ العلم يُثبت أو ينفي وجود الخالق، وإنَّما يُفهم ذلك من نتائج العلوم، وليس من نصوصه ونظرياته.
تحيِّاتي لك
05-21-2013, 00:53 AM
هشام آدم
هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
تقول: "النظام الدقيق للكون و قوانين الطبيعة تحتم وجود قوة ما super power او almighty power تسيطر على الكون وتوجهه، بحسب النظريات العلمية الموجودة حتى الآن فإن الكون او كوكب الارض ليس ازليا والكثير من النظريات تحدثت عن اصل ونشوء الكون واشهرها نظرية الانفجار العظيم، اي ان الكون نشأ بفعل ما جيولوجي او فيزيائي لا ادري، لكن هل يمكن ان يحدث اي فعل بدون فاعل او مؤثر ونحن نعيش في ازهى عصور العلم ؟ بعنى آخر ، هل تخلق الصدفة نظاما؟ اعتقد ان وجود خالق للكون سهل الاثبات بالنسبة لي ، لكن اذا ما كان هذا الخالق هو الله تعالى ، إله المسلمين والمسيحيين واليهود ، فهنا يكمن السؤال صعب الإجابة ."(انتهى الاقتباس) أشكركَ، يا عزيزي، على المُشاركة في البوست. أولًا: أنا أتفق معك أنَّ الكون ليس أزليًا، ولم يقل العلم بأزلية الكون على الإطلاق. ثانيًا: أتفق معك، كذلك، في أنَّ (أي فعل) لا يُمكن أن يحدث بدون فاعل أو مُؤثر، وعلى هذا المنوال، فإنَّك إن افترضتَ وجود الله، فلي الحق (بناءً على هذه القاعدة التي وضعتها، وأنت مُقتنع بها) من أوجد الله؟
لقد توصل العلماء إلى أنَّ الكون يُفسِّر نفسه بنفسه لأنَّه نظام مغلق أو مُنعزل، ولا حاجة لنا بوضع فرضيات خارجة أو زائدة، فمبدأ السَّببية الذي تتحدث عنه يضعك، كمُؤمن، في حرج كبير، وسوف تجد نفسك مُضطرًا إلى التخلي عن هذا المبدأ عندما تصل إلى الله (وهو في هذه الحالة: منتهى معرفتك العلمية) ولكن دعنا نتساءل: هل معرفتنا الآنية هي فعلًا الحدود النهائية للعلم؟ أم أنَّ هنالك المزيد مما يُمكن أن يكشف عنه العلم لاحقًا؟ قبل 2000 سنة كان من الممكن أن تستدل على ظاهرة مثل ظاهرة البرق والصواعق لتستدل على وجود الله، ولم يكن بيد أحد أن يُثبت غير ذلك، فظاهرة البرق والصواعق كانت في ذلك الوقت ظاهرة غريبة ومُحيِّرة وتبدو بلا سبب مادي معروف، فكان الله هو التفسير الوحيد المقبول، وبعد ذلك، كانت الظواهر الفلكية مثل الكسوف والخسوف ليس لها تفسير إلَّا الله، ولم يكن بمقدور أحد أن يُعارض ذلك، وهكذا فإنَّ كل الظواهر الطبيعية سابقًا كانت هي أدلة قوية على وجود الله، ولكن مع تقدّم العلوم وقدرة الإنسان على تفسير أسباب هذه الظواهر أصبحت حاجتنا إلى هذا التفسير تنحصر شيئًا فشيئًا، فأمام أيَّ دليل نقف الآن؟ (كيف بدأ الكون؟ وماذا كان قبل الانفجار الكبير؟) فعلًا هي أسئلة مُحيِّرة، ولكن تذكر أنَّه ليس بأقل من تلك الأسئلة القديمة عن مصدر الصواعق وسبب كسوف الشمس، وإذا كان عدم امتلاك الأولين إجابات لتك الأسئلة سببًا في بقاء فكرة الله واستمرارها، فإنَّ عدم امتلاكنا الآن إجابة عن هذه الأسئلة هو كذلك سبب في بقاء فكرة الله واستمراره.
في عام 1989 عرضت قناة BCC برنامجًا بعنوان (God, The Universe and everything else) استضافت فيه البروفيسور ستفين هوكينج Stephen Hawking وفي إجابة للبروفيسور ستيفن هوكينج عن بداية الكون كانت إجابته على النحو التالي: "نلاحظ عمليًا أن المجرات البعيدة تتحرك بعيدًا عنا، مما يعني أنَّها لابد وكانت قريبة جدًا من بعضها في الماضي. في الواقع، يُمكن لنا أن نبيِّن أنَّ المجرات لابد وأن كانت متكدِّسةً فوق بعضها، قبل حوالي 15 بليون سنة. كان هذا هو الانفجار الكبير حقًا، وليست تلك التقلبات التفاهة التي حدثت في سوق تبادل الأوراق المالية قبل نحو عامين. كان الانفجار بداية الكون، وبداية الزمن نفسه. أيًا كان الذي حدث قبل الانفجار لا يُمكنه أن يُؤثر على ما حدث بعده، هكذا يُمكننا أن نُهمل الأحداث التي وقعت قبل الانفجار الكبير وأن نقول إن الزمن نفسه بدأ مع الانفجار الكبير. بعد الانفجار نعتقد أن الكون تمدد بشكل مُطرد جدًا في طوره التضخمي. أكرر: هذا التضخم الكوني يتضاءل بجانبه التضخم في الاقتصاد الحديث. زيادة مقدارها بلايين بلايين بالمائة في جزء ######## من الثانية، بالطبع كان هذا قبل حكومتنا الحالية. خلال تلك الحقبة التضخمية استدان الكون بكثافة من طاقته التجاذبية حتى يُموِّل عملية "خلق" المزيد من المادة، وكانت النتيجة نصرًا اقتصاديًا: كونٌ نشط ومتمدد مليء بالأجرام المادية. دين الطاقة التجاذبية لن يكون مُستحقًا حتى نهاية عمر الكون."(انتهى كلام البروفيسور ستيفن هوكينج: المصدر)
لاحظ معي كلامه عن أنَّ ما حدث قبل الانفجار لا يُؤثر على ما حدث بعده، وأنَّه بإمكاننا تجاهل هذا الحدث نهائيًا، ولكن وبما أنَّ الكلام قد قادنا إلى موضوع الانفجار الكبير، ومع معرفتنا أنَّ مفهوم الزمن بدأ أصلًا بعد الانفجار الكبير، فهل فعلًا بإمكاننا القول إنَّ الله كان "قبل" الانفجار الكبير؟ ألا تعتقد معي أنَّ وجود أيَّ شيء قبل وجود الزمن هو أمر مُستحيل؟ أعني أنَّ الذات الإلهية لو كان لها وجود قبل الزمن، فهذا يعني أنَّها كانت ذاتًا مُعطلة؛ بحيث أنَّه لم يكن لها أن تفعل أيَّ شيء، لأنَّ فعل أيَّ شيء يحتاج إلى "زمن" وهو لم يكن متوفر قبل الانفجار الكبير أصلًا، هذا إضافةً إلى أنَّ فكرة الانفجار الكبير لم تقل به الأديان أصلًا، وهو ما يجعلنا نتساءل: إذا كانت الأديان من الله فعلًا، فكيف لا يُمكن لهذا الله ألا يعرف على وجه التحديد ما الذي أدى إلى نشوء الكون؟ أليس أمرًا مُحيِّرًا؟ أمَّا عن الصدفة والفوضى، فأرجو أن تُراجع مقالي بعنوان (انفجار .. صدفة .. فجأة ... تطور) فربما تجد فيه إجابة على تساؤلاتك.
تحيِّاتي لك
05-21-2013, 01:11 AM
هشام آدم
هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
قرأتُ كلامكَ مِرارًا، وفهمتُ جزئيًا ما ترمي إليه. وحتى لا أبدو وكأنَّي أُحاول اختزال فكرتك، فسوف أُسهب في تعقيبي على كلامك. أنا هنا لا أبحث عن من يصف Describe لي الله، وإنَّما أنا هنا لاُناقش فكرة المُطلق نفسها عبر فكرة الله. فهل فعلًا من المُحال أن يُدرك الإنسان الأفكار المُطلقة؟ قد أستشفُ من قولكَ هذا: "لكن نجد داخل الإنسان كـ(وعي) ماهو مهول جداً. عشان كدا أي شخص يسحب طاقته للداخل سوف يجد بداخل ذاته(المعقول واللامعقول) قد يسميه البعض الله والبعض الآخر قد يسميه البراهما، العقل القديم، السيوبرمان- الإنسان الكامل....إلخ"(انتهى الاقتباس) ما يتوافق مع فكرتي في أنَّه الأفكار المُطلقة غير ممتنعة عن العقل البشري؛ بل هي من إنتاجه الخاص، ولهذا فإنَّني أقول إنَّ الله ما هو إلَّا صناعة بشرية، وربما كانت من أكثر الأفكار المُلهمة على مرَّ العصور، مستحضرين أنَّ فكرة الله نفسها تطورت مع تطور الإنسان وتطور معارفه وعلومه، وحتى فلسفاته. ولكن: ما مدة معقولية أن تصبح هذه الأفكار حقيقية إلى الدرجة التي تتمكن فيه من السيطرة على حياتنا وسلوكنا إلى هذا الحد؟ إنَّني هنا أبحث عن نقطة ارتكاز معرفية واضحة يُمكنني فيها الانطلاق من الإنسان وإليه، لنفهم معًا، أنَّ تلك الأفكار المُطلقة يُمكن فعلًا الاستغناء عنها، ببساطة لأنَّنا نحن من أوجدناها، ولكن لماذا أوجدناها؟ هل أوجدناها لنسد بها عيبًا ما، أو نقصًا ما، أو خوفًا ما؟ أو ربما أوجدناها لأسباب لم تعد متوفرة إلى الآن؟
تقول: "الإنسان عندما يمارس عملية التفكير في الحقيقه يبدد طاقه مهوله.. لو إدخر ربع هذه الطاقه داخل أعماقه لإستطاع الشخص أن يجيب علي معظم الأسئله التي يبحث لها عن أجوبه"(انتهى الاقتباس) أعتقد أنَّ الإنسان عندما يُفكر هو إنَّما يُفرغ طاقته داخله، وليس إلى خارجه، فالتفكير عملية تعصب بوجدان الإنسان من داخله أوَّل الأمر، ومن ثم تخرج كناتج عملية هذا "الاحتراق" إذا جاز التعبير، فقد يُمكننا تشبيه الأمر على أنَّ النقاشات الفكرية هي إنَّما الشكل المادي لتلك العمليات الذهنية الداخلية، التي تتمظهر في شكل لغوي: حوارات أو مقالات فكرية، وفي كل الحالات فإنَّها لن تكون طاقات مُهدرة على الإطلاق.
محبتي الخالصة لك
05-21-2013, 01:12 AM
هشام آدم
هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
الاخ هشام ... سؤالك يا اخى سؤال قديم قدم الانسان ... وان كنت تبحث عن اجابه شافيه فلا ترهق نفسك وترهقنا معك فليس هناك اى اجابه ستشفى فضولك لسبب بسيط وهو انك بدلا من تامل الكون ومافيه من مخلوقات وتسال نفسك نفس السؤال .. رحت تنبش فى دواخل الناس باحثا عن اجابه .. ولعلك وجدت اجابه ارتاح لها قلبك .. فاتيت هنا كى تقنعنا بها وتنتظر احدنا ياتيك بمعادله رياضيه تغير ما رسخ فى دواخلك يا اخى جاءنا امر من نؤمن بوجوده دون شك او ريبه ونعبده راجين رحمته وحسن ثوابه .. جانا منه الامر الاتى ..
((وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى; يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ )) فدع عنك الخوض فى الايات .. قد تكون غير مقنعه لك او تشك فى صحتها ... لا باس فالواجب والامر ان نعرض عنك وعن ما تكتبه هنا حتى تخوض فى مواضيع اخرى فا يا اخى من تعتقد بعدم وجوده قد ارسل رسول كريم يدعو الى الايمان والطريق القويم ... وقد اختصر كتيرا من الاسئله من شاكله سؤالك فى عباره مختصره ومفيده ..
((قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا )) وبعد كل ما حولك من مخلوقات وكون وعجائب وابداع خالق .. جئت بسؤالك العجيب فدع عنك عناء الاجابه {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} .. فدعنا فى ايماننا ودعك فى عدم ايمانك او شكك حتي يتبين لك اليقين وارجو ان لا يكون بعد فوات الاوان ارجو ان ترجع هشام ادم من نبحث عن كتاباته ومرواياته وقصصه وادبه .. امتعتنا بها فى الماضى فارجو ان ترجع كما كنت ونسال الله الهدايه لنا ولك
05-23-2013, 10:51 AM
aydaroos
aydaroos
تاريخ التسجيل: 06-29-2005
مجموع المشاركات: 2965
Quote: تقول: "هل الإيمان بالأديان في القديم بوابته علوم ذلك العصر؟"(انتهى الاقتباس)
وتقول: "هل أثبتت العلوم الحديثة وقطعت بعدم وجود خالق؟"(انتهى الاقتباس)
انا لم أقل .. أنا سألت بناء على كلامك دا : فما الذي يدعو إنسان القرن الواحد والعشرين إلى التمسك بفرضية خالق للكون (حسبما تقترحه الأديان) رغم كل هذه المعارف العلمية المتوفرة؟ وكيف يُمكنه الدفاع عن هذه الفكرة الآن؟
أنا من بداية لبوست بقول ليك لا يمكن مناقشة منطق الإيمان (من داخله) بمنطق العلوم ... أجي ألخبتهم ليك براي !!!
05-21-2013, 02:36 AM
عمار يس النور
عمار يس النور
تاريخ التسجيل: 07-14-2006
مجموع المشاركات: 1858
Quote: سؤالي في هذا البوست، وبلا مواربة: هل الله موجود فعلًا؟ كيف؟ ولماذا؟
الإجابة نعم. الله موجود وهو خالق هذا الكون. كيف: لابد لاي شئ من صانع. هذا الصانع لا يشابه هذا (الشئ). لماذا: المصنوع لا يسأل الصانع بل ينقاد لأوامره.
وجود خالق للكون هو أفضل الإستنتاجات المنطقية. أما السؤال المضاد: من خلق الله؟ فهذا سؤال خاطئ. لان من أسس المنطق السليم أن أفضل الإستنتاجات لا يحتاج لتفسير (The best explanation does not require any explanation) و إلا ذهبنا إلى تساؤلات لا منتهية تفسد هذا المنطق.
05-21-2013, 04:07 AM
هشام آدم
هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
تقول إنَّ "وجود خالق للكون هو أفضل الإستنتاجات المنطقية"(انتهى الاقتباس) وأنا سوف آخذ بهذه الحجة، ولنفدها معًا، إن لم يكن لديك مانع. لنطرح هذا السؤال على سبيل الشرح، لا أكثر. "كيف ينزل المطر؟" ولننظر إلى الاستنتاجات المطروحة، لنحكم بعدها أيها "أفضل": 1- المطر ظاهرة طبيعية تحدث نتيجة تعرض مسطح مائي إلى مقدار معين من الحرارة ليحدث التبخر، وبتخبر الماء والتقائه بسطح بارد يحدث تكثف ثم يهطل المطر. 2- الله يُنزل الله
سنجد أنَّ أجزاء الاستنتاج الأول قابلة للتحقق والتثبت، في حين أن أجزاء الاستنتاج الثاني غير قابلة للتحقق أو التثبت. وبإجراء تجارب معملية بسيطة (أو حتى بُمجرَّد الملاحظة العملية) يُمكن فعلًا التأكد من صحة الاستنتاج الأول، بينما لا يُمكن التأكد من صحة الاستنتاج الثاني؛ فكيف يكون الاستنتاج الثاني هو الأفضل؟
أولًا: من جُملتك في المُقتبس أعلاه لدينا مُعطيين (1) كون (2) خالق للكون. ثانيًا: المُعطى الأول (الكون) هو حقيقة موجودة ومُشاهدة ماديًا، فمن المتوقع ألا يكون تفسير هذا المُعطى أقل ثباتًا ووضوحًا من المعطى المُفسَّر. ثالثًا: المُعطى الثاني (خالق الكون) هو غير مادي ولا يُمكن إثباته وجوده، فكيف يُمكن الاعتماد على ما لا يُمكن إثبات وجوده وقبوله كتفسير لمُعطى موجود ماديًا؟ رابعًا: المُعطى الأول (الكون) حقيقة، ولكي نتمكن من تفسير حقيقة، فإننا بحاجة إلى حقيقة مقابلة لها. خامسًا: المُعطى الثاني (خالق للكون) مُجرَّد استنتاج، ولا يقوم الاستنتاج بوظيفة التفسير بل بوظيفة "الاستنتاج" فهو على هذا يقبل الخطأ والصواب حتى وإن كان منطقيًا.
كون الاستنتاج منطقيًا لا يجعله حقيقةً مُطلقة، فوجود كائناتٍ فضائيةٍ هو استنتاجٌ منطقيٌ جدًا، ولكن هل يُمكننا الجزم قطعيًا بوجود كائنات فضائية دون أدلة مادية؟ من الناحية العلمية لا يُوجد ما يمنع من أن يكون هنالك فيل وردي اللون، فطالما أنَّ الطفرات الجينية تحدث بصورة عشوائية فليس هنالك ما يمنع من حدوث طفرة في الجين الخاص بلون الفيل؛ فهل استنتاج أنَّ هنالك فيل وردي يُمكن أن يصبح حقيقةً لمُجرَّد أنَّه استنتاج منطقي لا يمنع حدوثه مُبرر علمي؟ إذا كان (خالق الكون) بالنسبة إليك هو أفضل استنتاج منطقي، فيجب أن يكون هو، فعلًا، أفضل الاستنتاجات المطروحة، حتى يُمكننا الحكم على أنَّه هو الأفضل. من خلال معرفتنا العلمية البسيطة جدًا نعرف أنَّه لا وجود لأي تأثير غير مادي على الأشياء المادية، فحتى يكون استنتاج أنَّ هنالك خالق للكون، فلابد أن يكون هذا الخالق ماديًا كذلك لأنَّ المادة لا تؤثر عليها إلَّا القوى المادية، فهل الخالق الذي تُؤمن بوجوده مادي؟ إذا كانت إجابتك بنعم، فأرجو إفادتي: لماذا إذن يستعصي علينا، حتى الآن، إثبات وجوده بالأدوات العلمية المادية. وإذا كانت إجابتك بلا، فأرجو إفادتي: هل هنالك تأثير على الأشياء غير المادية على المادة؟ أرجو إيراد أمثلة على ذلك على سبيل التوضيح.
تقول: "لابد لاي شئ من صانع. هذا الصانع لا يشابه هذا (الشيء)"(انتهى الاقتباس) أهذه قاعدة مُطلقة؟ (أي شيء لابد له من صانع)؟ إن لم تخني الذاكرة فإنَّ هذا المبدأ هو ذاته مبدأ السَّببية الذي قال به ديفيد هيوم، وإذا كُنَّا سوف نتكلم عن مبدأ السَّببية لهيوم فليس أقل من أن نفرد المبدأ كما صاغه صاحبه، فقط من باب تحري الدقة:
“Experience only teaches us, how one event constantly follows another; without instructing us in the secret connecxion, which binds them together, and renders them inseparable. We then call the one object, Cause; the other, Effect. We suppose that there is some connexion between them; some power in the one, by which it infallibly produces the other, and operates with the greatest certainty and strongest necessity. I say then, that, even after we have experience of the operations of cause and effect, our conclusions from that experience are not founded on (a priori) reasoning, or any process of the understanding.
هذا هو مبدأ السببية الذي صاغه ديفيد هيوم، وبالإمكان الرجوع إلى المصدر، ووفقًا لديفيد هيوم، فإنَّ مبدأ السَّببية لا يعمل إلَّا بالملاحظة، وهذا يعني أنَّ العلاقة بين السَّبب والمُسبب ليست مُجرَّد اقتضاء عقلي واستنتاج منطقي، وإنَّما هو علاقة تجريب، وهذا يجعلنا نستبعد استنتاجك المنطقي لأنَّه لا يقوم على تجريب، وإنَّما على الاقتضاء العقلي. ولكن لم يتكلَّم ديفيد هيوم في مبدأ هذا عن أيّ استثناءات، فمن أين جئتَ باستثناءٍ تستخف بموجبه من سؤال (ومن خلق الله؟)؟ هذا السؤال يستمد وجاهته وقوته من قوة المبدأ نفسه، فإن كان لكَ أن تستخدم المبدأ فلستخدمه كما أراد له صاحبه، وليس كما يحلو لك، وإذا كان بمقدورنا أن نصوع استثناءات من عند أنفسنا بناءً على الاقتضاء العقلي، فإنَّ بإمكاني أنا أيضًا أن أقول: "الكون وُجد من الانفجار الكبير" وأي سؤال عن من أين جاء الانفجار الكبير هو سؤال لا معنى له وإلَّا ذهبنا إلى تساؤلات لا نهائية تفسد المنطق(!) ما الذي يمنعني من ذلك؟ الحقيقة، يا عزيزي، أنَّ لكل سبب مُسبب وأنَّ الأسباب مُتسلسلةٌ بطريقةٍ لانهائية فعلًا، وذلك لأنَّنا نؤمن بأنَّ المادة أزلية، وفقًا للقانون الأول من الديناميكا الحرارية وهو مبدأ علمي، مثله مثل مبدأ السَّببية الفلسفي: "المادة لا تفنى ولا تستحدث من العدم" ومن سُخرية القدر فقط أنَّ الطرف الثاني من هذا المبدأ الأخير يتنافى مع أحد أهم خصائص فكرة "الله" التي يعتقد بها البعض وهي: خلقه للأشياء من عدم، فلا شيء يُوجد من عدم على الإطلاق.
وللمزيد من الفائدة حول موضوع: (The best explanation does not require any explanation) أُحيلك إلى هذا الروابط: هنا ففيه الكثير المُفيد، فقط أريدك أن تُراجع معلومات حول: "هذا الصانع لا يشابه هذا (الشئ)" لأنَّه يتعارض مع نص نبوي صريح يقول إنَّ الله خلق الإنسان على صورته، وهو حديث وارد في صحيح البخاري وصحيح مُسلم. وعلى ذكر الأحاديث النبوية الصحيحة، كيف يُمكن تفسير قوله: "لا تسبوا الدهر فإنَّ الله هو الدهر" على ضوء اكتشافنا أنَّ الزمان ليس أزليًا؟
تحيٍّاتي
05-21-2013, 04:08 AM
هشام آدم
هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
عزيزي هشام السلام عليك وعلى ضيوفك الكرام، ويؤسفني أن الشواغل تمنعني من قراءة كل المداخلات فهي من خلال نظرة عجلى تستحق ذلك، وبعضها يستثيرني للرد عليه، وبعضها ألمس فيه عمقاً يقربنا من الحقيقة! فإلى أن يُتاح لي ذلك، اسمح لي بالإدلاء ببضاعة مزجاة: كلّ شيء يثبت بالعقل! ووالله لو لم يكن وجودُ الله عز وجلّ ثابتاً بالعقل الإنساني الفطري؛ لما آمنتُ به! ومن المعلوم أن عامة الناس، لديهم نفس الشعور، بأن معرفتهم بالله عز وجلّ معرفة عقلية، وفي ذلك يقول قائلهم: ربنا ده عرفوه بالعقل، ما شافوه! طبعاً أنت لا تريد توكيد ذلك، إلا مقترناً بالدليل، وما عندي ليك غير الدليل الحسي البدهي الفطري، المستند إلى مبدأ السببية! فإذا لم أجد جوالي في مكانه الذي أنا واثق من أنني قد تركته فيه، سأجزم بأن هناك من أخذه، وذلك استناداً إلى طبيعة عقلي الإنساني وفطرته! والإنسان في النهاية لا يستطيع أن يخرج عن هذه الطبيعة! وبمقتضاها: لما يرى هذا الكون، وما فيه من دلائل الإتقان العجيب، وأنه لا بد أن يكون من ورائه فاعل عاقل حكيم قويّ مدبر... إلخ ولكن بالطبع من كانت هذه صفاته، أي مطلقةً لا قيد يقيدها، وعرفنا ذلك من طبيعة خلقه الذي خلقه، وعظمته واتساعه و...، فمن كانت هذه صفاته، لا يمكن الإحاطة به، فزي ما تقول: افترضنا افتراضاً: أن من صنع هذا الكون فلا بد أن يتصف بصفات معينة: العلم الكامل الشامل، والقوة والعظمة و... وهذا الافتراض أطلقنا عليه اسم (الله)! وعزّزه في أنفسنا: تفكر كل إنسان في مسيرة حياته وسياقها الخاص، وشعوره الباطني بوجود تلك القوة العظيمة المطلقة القوّة! ثم تعزز ذلك أكثر برسالات الأنبياء، وصار الافتراض بأن الله هو الفاعل لهذا الكون، لا افتراض غيره يزاحمه، إذ لم يرد ولم يُرو أن أحداً غيرُ هذا (الله) ادّعى بأنه هو الذي فعل ذلك! وهذا أمر مقرر في الحضارات كلّها! هشام، أقدر أقول: الله عز وجلّ هو افتراض عقلاني فطري، قد تم تعزيزه عبر سياق حياة الإنسان، فرداً وجماعة! وبعد ده كلو تجد في القرآن الله عز وجلّ ذاتو يخاطب الإنسان، فلو قرأت القرآن على أساس أنه خطاب من الله ذاتو إليك، يخاطبك في حدود خبرتك ومعارفك، يتنزّل إليك، ولا تستطيع أنت بالطبع أن ترتقي إليه، إلا به! إضافةً إلى ذلك أخي هشام أدعوك إلى زيارة بوست افترعته اليوم تحت عنوان (منطق البداهة: انتصاراً للمعرفة العامية والرأي العام)! معليش: أنا أعلم أن الموضوع أعمق من ذلك، ولكن أراه كذلك أبسط من كلّ ذلك! واحترامي!
05-21-2013, 04:58 AM
أحمد ابن عوف
أحمد ابن عوف
تاريخ التسجيل: 04-26-2010
مجموع المشاركات: 7610
ربما تجد في تعقيبي على الأخ عمَّار يس النور جزءًا من الرد على ما جاء في مُداخلتك، ولكن إكرامًا لك، سوف أخصُّك بالإضافة، ولأبدأ معكَ من "الفطرة" والفطرةُ هي الغريزة أي ما جُبل ووُلد عليه الإنسان، فهل معرفة الله هي مما يُولد عليه الإنسان؟ في ظنِّي فإنَّ هذا من أكثر ما يُخطيء الناس فيه لأنَّنا نعرف الله بالتلقين وليس بالغريزة، فالناس لا يُولدون مُؤمنين، فعندما نُولد يتم تلقيننا بمعرفة الإله بحسب ما هو عليه مجتمعنا، فمن نشأ في بيئة مسيحية فإنَّه سوف يعرف أنَّ يسوع المسيح هو الله الظاهر في الجسد، ومن نشأ في بيئة إسلامية سوف يعرف أنَّ الإله الذي له عرش في السماء على الماء ومستوٍ عليه استواءً غير معلوم هو، ومن نشأ في بيئة يهودية سوف يعلم أنَّ يهوه هو الإله الحق، وهكذا. ولكننا، يا عزيزي، نولد وفينا غريزة التأمل وحب المعرفة والسؤال، ولهذا فإنَّنا حتى وإن لم نجد أنفسنا في مجتمعات بشرية؛ فإنَّنا سوف نتساءل عن أنفسنا، وعن الكون الذي يُحيط بنا: من أين جاء، وكيف جاء، ولماذا جاء .. هذه التساؤلات الوجودية تظل تعصف بنا حتى نجد لها إجابات. بطبيعة الحال، فإنَّ إجابات هذه الأسئلة متوفرة في مجتمعاتنا المُتدينة حتى قبل أن تتاح لنا فرصة التأمل والتساؤل، ولكن ماذا إذا لم تتح لنا هذه الفرصة المجانية لمعرفة إجابة هذه التساؤلات؟ هل سوف نظل نتساءل؟ بالتأكيد! وهل سوف نصل في تفكيرنا إلى "الله"؟ ربما! ولكن ما هي مواصفات (الله) الذي سوف نتوصل إليه؟ هل هو بتلك المواصفات التي وصفتها أنت: عاقل حكيم قويّ مدبر ... إلخ؟ حتى نستطيع أن نجاوب على هذا السؤال بموضوعية بعيدًا عن المُؤثرات المعرفية الحالية، فإنَّه لابد لنا أن نعود بالزمن إلى الوراء كثيرًا، لنعرف كيف بدأت الأديان، وكيف اهتدى الإنسان الأول إلى الله، لنجد أنَّه كان يفترض وجود أرواح خيِّرة وأرواح شريرة تتحكم في هذا الكون وتراقبه، تعاقب المُسيء بالعقاب: أعاصير، فيضانات، زلازل، براكين ... إلخ. وتجازي المُحسن بالثواب: خصب، أمطار، نجاح مواسم الصيد، نجاح مواسم الزراعة ... إلخ. وإذا قرأنا في تاريخ الإنسان فسوف نعرف أنَّ فكرة الله نفسها أخذت تتطور مع تطور المجتمعات الإنسانية، وأنَّ فكرة الآلهات كانت على الدوام في صراع مع بعضها البعض: من آلهات أنثوية إلى آلهات ذكورية، ومن آلهات مُتعددة إلى إله واحد، ومن إله واحد مصري إلى إله واحد يهودي، ومن إله واحد يهودي إلى إله مُتجسد في ثلاث تمظهرات، ومن ذلك الإله إلى الإله الإسلامي الذي لاشك أنَّه كان له وجود أقدم من الإسلام أيضًا. إذن؛ ففكرة أنَّ الله نعرفه بفطرتنا هذه ليست فكرة سليمة أو دقيقة على الإطلاق.
من جانبٍ آخر، إذا أخذنا مثال "الجوال" الذي طرحته، فكم احتمالًا موجودًا لديك عندما لا تجد جوَّالك في مكانه؟ بالتأكيد سوف تكون هنالك احتمالات مفتوحة، ولكن كلها تصب في خانة مادية، أي أنك لن "تشطح" بذهنك إلى أنَّ عفريتًا من الجن قد سرق جوَّالك، أو أنَّ إحدى الملائكة (رقيب) أو (عتيد) هو من فعلها، أو أنَّ طائر الفينيق قام من رماده واختطف الجوَّال، أليس كذلك؟ سوف تختزل كل الاحتمالات في من هم حولك (آخر خمسة أشخاص قابلتهم مثلًا) ثم تخضع هذه الاحتمالات إلى عملية عقلية قائمة على التجربة: 1- أحمد: لا يُمكن أن يسرق الجوال فهو ليس بحاجة إليه فهو غني ويمتلك جوَّالًا أعلى تقنيةً من جوَّالك. 2- عماد: لا يُمكن أن يكون السارق لأنَّه لا يعرف أنَّ لدك جوَّالًا أصلًا. 3- محمود: يعرف أنَّ لدك جوال، وهو لديه جوَّال، ويكنه يُمكن أن يسرق (معرفة مُتأتية بالخبرة السابقة) 4- مرتضى: يعرف أنَّ لدك جوال، وهو لا يملك جوَّالًا، ولكنه لا يُمكن أن يسرق (معرفة مُتأتية بالخبرة السابقة) 5- طلال: يعرف أنَّ لدك جوال، وهو لا يملك جوالًا، ويُمكنه أن يسرق (معرفة مُتأتية بالخبرة السابقة).
وهكذا سوف تحصر شكوكك في أحد شخصين: (محمود وطلال)، وبالمقارنة بين محمود وطلال، وسوف تجد أنَّ طلالًا أقرب إلى أن يكون هو السارق لأنَّه لا يملك جوالًا، بينما محمود يملك جوالًا. وهكذا فإنَّ كل العمليات التي تقوم بها مبنية أساسًا على الخبرات السابقة، وليس فقط مُجرَّد اقتضاء عقلي وبداهة. البداهة فعلًا قد تقول لك إنَّ الجوال لابد أن سرقه (أحد)، ولكن كيف تصل إلى هذا السارق؟ هل بمُجرَّد البداهة؟ أبدًا، لا يُمكنك أن تبني استنتاجاتك بناءً على هذه البداهة. وحتى هذه الاستنتاجات العقلية المبنية على الخبرات السابقة، لن تكون لها أي قيمة تذكر إذا كان لديك دليل مادي قوي يُثبت أنَّ أحمد هو من سرق جوَّال(!) إذن؛ فالاستنتاج العقلي لا يساوي شيئًا أمام الدليل المادي الدامغ؛ ولهذا فإنِّني أبحث عن هذا الدليل المادي.
الكون قد يكون له خالق، ولكن لماذا يجب أن يكون هذا الخالق عاقلًا وذكيًا ومُدبرًا؟ ألا تُلاحظ معي أنَّ هذا الاستنتاج هو استنتاج مبني على تجربة بشرية؟ أعني أنَّ التلفزيون اختراع ذكي ومُعقد جدًا، هذا يعني أنَّ من صنعه لابد أن يكون أكثر تعقيدًا وأكثر ذكاءً! وهكذا نقيس الأمور حتى على مستوى الكون، ولكن هل كل ما في الكون خاضع لهذا الاستنتاج؟ انظر إلى هذا المثال التبسيطي: طفل شقي يلعب في بستان، وقام (دون أن يدري) بحمل حبيبات اللقاح من زهرةٍ إلى أخرى بسبب أنَّها تعلقت بأطراف ثوبه، فهو فعليًا سيكون من خلق الجيل الجديد من الأزهار، ولكن هل فعل الطفل ما فعله بعقل وذكاء وقصد؟ أم أنَّ هذا الأمر حدث بعفوية ودون قصد؟
أرجو أن تقرأ تعقيبي على الأخ عمَّار ... ولك تحياتي
(عدل بواسطة هشام آدم on 05-21-2013, 05:32 AM) (عدل بواسطة هشام آدم on 05-21-2013, 05:41 AM)
05-21-2013, 05:50 AM
صلاح عباس فقير
صلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482
Quote: أنا هنا لا أبحث عن من يصف Describe لي الله، وإنَّما أنا هنا لاُناقش فكرة المُطلق نفسها عبر فكرة الله. فهل فعلًا من المُحال أن يُدرك الإنسان الأفكار المُطلقة؟
أهـلا وسهلاً بيك أخونا هشام وألف مرحب. أناعندما أصف لك شيئ ما ، بمقدوري أن أثبته.. لأنه داخل في حيز الإمكان(الحواس)!.أما للإجابه علي الشق الأخير من السؤال: هل بتقصد إدراك المطلق أم الأفكار المطلقه؟ إذا كنت تقصد الأخير ستكون هنالك إشكاليه، ليش:لأن ، الأفكار ليست مطلقه لأنها تتحرك في حيز الزمكان.. وكل شيئ يتحرك في ذلك الحيز بالضروره هو مقيد.. لكن سأجاوبك بإعتبار أنك قصدت إدراك المطلق!!. هنا سأقول: نعم مُحال أن يدرك الإنسان المطلق... وسوف أفند لك هذا الأمر في التعقيبات التاليه.
Quote: ما يتوافق مع فكرتي في أنَّه الأفكار المُطلقة غير ممتنعة عن العقل البشري؛ بل هي من إنتاجه الخاص، ولهذا فإنَّني أقول إنَّ الله ما هو إلَّا صناعة بشرية، وربما كانت من أكثر الأفكار المُلهمة على مرَّ العصور، مستحضرين أنَّ فكرة الله نفسها تطورت مع تطور الإنسان وتطور معارفه وعلومه، وحتى فلسفاته..
ما مدة معقولية أن تصبح هذه الأفكار حقيقية إلى الدرجة التي تتمكن فيه من السيطرة على حياتنا وسلوكنا إلى هذا الحد؟ إنَّني هنا أبحث عن نقطة ارتكاز معرفية واضحة يُمكنني فيها الانطلاق من الإنسان وإليه، لنفهم معًا، أنَّ تلك الأفكار المُطلقة يُمكن فعلًا الاستغناء عنها،..
هنا أكرر للمرًه الثانيه ليس هنالك أي أفكار مطلقه! أي فكر هو مقيًد(ينطلق من االحاضر ليمر بباقي الأزمنه)..الأفكار هي توليف للقديم من معارفك وتجاربك وكل شيئ يستخدم القديم وسيله ليصل لغاية ما حتماً سيكون محدود!. ليس بمقدور القديم معرفة الجديد(في حالة المطلق).لايمكن للفكر أن يحيط بالمطلق لذا حتي العقل ذات نفسه الذي تتم فيه عمليات التعقل- أو عمليات التفكر - يكون هو محدود. من الناحيه الأخري أعطيك هذه الحكمه ومن ثم أشرح لك ما أنا بصدده: لايمكن تتعرف علي الخالق ما لم تتعرف علي المخلوق! بمعني آخر لاتستطيع معرفة أو الإحاطه بالمطلق مالم تتعرف وتحيط بالمقيد أولاً!!. هل بمقدورك تتعقل كنهه أصغر شيئ بهذا الوجود؟ إذا كانت الإجابه بنعم فأنت حتماً ستتعقل المُطلق! شوف ياأخ هشام لو إجتمعت الأرض والسماء للإحاطه بقلم رصاص مرمي بهذه الطاوله وهو(مقيد) لعجزت عن الإحاطه به تماماً!! هي تعجز عن الإحاطه بوجوده(الآني)!!.كيف تستطيع أن تتعقل المطلق أو كيف تستطيع إثباته كموجود؟ من مشاكلنا يا أخ هشام نحن لانخضع المفاهيم التي تعلمناها في الكتب أو أنتجناها كمعارف لوعينا بقدرما نمسك بها علي مستواها الخام كما هي!.
كما قلت أنت: فكرة الله هي نتاج عقلي بحت ، تتساير مع نوعية الوعي الإنساني داخل العصر.فهي تتطور بتطور إمكانياته و معارفه!. يبقي: مدي معقولية هذه الأفكار تكون نسبيه.. لذا ستأثر وتتأثر هي الأخري بتلك النسبيه عند ملامستها حياة الناس. لايمكن أن تجد نقطة إرتكاز معرفيه في عملية الإنطلاق(من الإنسان وإليه)!! لسبب بسيط: من المستحيل تجد أي منهج لتقيس به الوعي الداخلي مالم تعيشه بنفسك وهذا مايجعل منه مستحيلاً!( ليس هنالك أي جهه تقف أمامك ولكن الأمر نفسه يتطلب أن تعيشه!) يعني لازم تكون مسلم، مسيحي، أو بوذي لتعيش التجربه الداخليه كما يعيشها أصحابها!..وإلا الأمر لايتعدي مكان التنظير!(المشكله يا أخ هشام تدخل في أي دين بحجة دراسته- تذوقه- تاني ماتقدر تطلع منه)!
Quote: أعتقد أنَّ الإنسان عندما يُفكر هو إنَّما يُفرغ طاقته داخله، وليس إلى خارجه، فالتفكير عملية تعصب بوجدان الإنسان من داخله أوَّل الأمر، ومن ثم تخرج كناتج عملية هذا "الاحتراق" إذا جاز التعبير، فقد يُمكننا تشبيه الأمر على أنَّ النقاشات الفكرية هي إنَّما الشكل المادي لتلك العمليات الذهنية الداخلية، التي تتمظهر في شكل لغوي: حوارات أو مقالات فكرية، وفي كل الحالات فإنَّها لن تكون طاقات مُهدرة على الإطلاق.
أخي هشام نعم التفكير هو ينطلق من الداخل ولكن عندما يكون التفكير غير(مُوحد) أي بمعني أنه مُشتت (فكر ومفكر وشيئ مُفكر فيه)قطعاً سيكون تبديد للطاقه.. بمعني آخر التفكير هو عملية حركة الذهن في الماضي،الحاضر، والمستقبل خارج المراقبه هذا مقصدي وليس عملية الفكر الواعي التي توحد حركة الذهن بحيث لم يكن هنالك فكر ومُفكِر ومُفكر (توحيد المشتت في واحد) ، هذه العمليه حتماً لاتهدر الطاقه بل تجمعها وتركزها ليستغلها الحدس كطاقه لتأتي بما هو جديد (المطلق)!!.
في اعتقادي الشخصي جدًا، فإنَّ إدراك المُطلق بالعقول هو من الممكنات، فالأرقام مثلًا هي مُجرَّدات رياضية، فهي مفهوم رياضي مُطلق بمعنى لا بداية ولا نهاية له، وهي لا تبدأ من الصفر إنما تمتد في الماينص إلى ما لا نهاية وتمتد في الموجب إلى ما لا نهاية، ولكن الفكرة هنا ليست في اختزال المُطلق في كُتلة ذات حيز مكان أو زمان أو ذهني، أو حتى إدراك الماهية أو الجوهر؛ وإنما في فهم الفكرة المُطلقة نفسها وإدراكها بشكل كُلي، وبالتالي القدرة على التنبوء بسلوك أجزائها. فنحن نعلم مثلًا أن أيَّ عددٍ مهما قلَّ أو كثر مضروبًا في العدد صفر يُساوي صفرًا، وفي الوقت ذاته فإنَّنا نُدرك الألوان وهي من المُجردات المُطلقة، فهنالك عدد لا نهائي من الألوان، ونحن لسنا بحاجة إلى معرفة كُنه اللون، ولكن ورغم ذلك فإنَّه بمقدرونا ببساطة شديدة أن نعرف ما هو اللون الأحمر بأن نتخيَّل اللون نفسه دون الحاجة لمعرفة كُنه وجوهر اللون الأحمر نفسه. وبمثالٍ بسيط أيضًا إذا قرأنا الآية {طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ}(الصافات:65) فهو مما يُمكن تخيَّله دون إدراك كُنهه، فما منَّا أحدٌ قد رأى شيطانًا، وهذا بالتحديد ما أعنيه من إدراك المُطلق، ومن يتكلَّمون عن حاجة المُلحدين إلى إدراك الله بحواسهم، هم في الحقيقة يُخطئون في معرفة ما يُراد بالإدراك، وفي هذا الصدد أرجو أن تقرأ لي مقالي الموسوم (الحواس التوأمية للإنسان) ففيه توضيح تفصيلي بما يكفي لمُجمل الفكرة. الآن؛ فكرة "الكمال" وفكرة "المُطلق" على هذا النحو، هل هو مما يُمكن إدراكه؟ إجابتي المبدئية هي: نعم، ببساطة شديدة لأنَّها أفكار ذهنية خالصة، ومن الغريب أن نقول إنَّه من غير الممكن إدراك الأفكار الذهنية بالذهن(!) وهكا فكرة الله بكل المواصفات المخلوعة عليه من كمال مُطلق وقدرة مطلقة وعلم مطلق، فدائمًا بالإمكان الوصول إلى حدود قدرتك على تخيِّل أو إدراك هذا الإطلاق، وبإمكانك الاستمرار في "عدم الإدراك" إلى ما لانهاية وهذا بحدٍ ذاته إدارك، والسؤال الآن: هل هذا قد يتجاوز مفهوم الإدراك الذهني إلى الإدراك الحسي؟ ولكي تفهم هذا السؤال وما يعنيه بالتحديد، يتوجب عليك قراءة المقال المذكور أعلاه، ففيه إفادة وتفصيل.
أنا قلت أن وجود خالق لهذا الكون المادي هو أفضل الإستنتاجات ثم أضفت أن هذا الخالق (الصانع) لا يشبه المصنوع. هذا ما كتبته: لابد لاي شئ من صانع. هذا الصانع لا يشابه هذا (الشئ). و عندما ترى هذا الكون تعرف أن له بداية لذلك فإن صانعه يجب ان لا يكون له بداية مثله.
Quote: "الكون وُجد من الانفجار الكبير" وأي سؤال عن من أين جاء الانفجار الكبير هو سؤال لا معنى له
أما قولك أن الإنفجار الكبير هو من خلق الكون فهذا ليس أفضل الإستنتاجات لان الإنفجار العظيم له بداية لذلك لا يمكن ان يكون الإستنتاج الافضل.
كتبت:
Quote: إن لم تخني الذاكرة فإنَّ هذا المبدأ هو ذاته مبدأ السَّببية الذي قال به ديفيد هيوم
Quote: فإن كان لكَ أن تستخدم المبدأ فلستخدمه كما أراد له صاحبه، ، وليس كما يحلو لك،
انا لا أعرف ديفيد هيوم و لم أقرأ له. و الإستنتاج الذي وصلت إليه بأن لك شئ مخلوق او مصنوع من صانع إستنتاج بديهي trivial و لا يحتاج أن تخونك الذاكرة فيه لتحضره و تطالبني بان أستخدمه كما إستخدمه غيري. لذلك أقول أنه إستنتاج بسيط و ممكن لاي شخص عادي (مثلي) ان يصل إليه.
Quote: أهذه قاعدة مُطلقة؟ (أي شيء لابد له من صانع)؟
نعم
أعطني مثال واحد لشئ مصنوع يشابه صانعه؟
05-21-2013, 11:42 AM
هشام آدم
هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
أنا ناقشتُك في لُب فكرتك (كل مصنوع لابد له من صانع) ورغم أنَّ هذه الجُملة بهذه الصياغة تقصِر حدود نقاشنا في كُل ما "مصنوع" إلَّا أنَّي افترضتُ أنَّك تعني الشمول بذلك، ليشمل "الموجودات"، وليس الحديث عن "الصناعات" فالصياغة الأعم من ذلك (حتى يتطابق مع نقاشنا هذا) هو أنَّ لكل موجود واجد أو مُوجِد وهي ذاتها صياغة السَّببية لديفيد هيوم (كل سبب له مُسبب) وبمعنى آخر فلا يوجد اختلاف بين عبارة (كل سبب له مُسبب) وبين عبارة (كل موجود له مُوجد) وبين عبارتك (كل مصنوع له صانع) على اعتبار أنَّك لا تقصد المصنوعات بالضرورة. ومبدأ السببية لهيوم، حتى وإن كنتَ لا تعرفه، فهو يُناقش هذه البديهية التي تقصدها، ولكن بأسلوب فلسفي قليلًا. والآن حاول أن تُطبِقَ مبدأ هيوم المذكور على أيَّ (مصنوع وصانع) ستجده ينطبق عليه تمامًا.
أمَّا مسألة رفضكَ لاستنتاج أن يكون الانفجار الكبير ليس خالقًا لأنَّه له بداية، فأنا جئتُ بهذا المثال لأُوضح لك إمكانية أن تضع استثناءاتٍ على القاعدة البديهية التي تنطلق منها. وعلى أيَّة حال، فاعتراضك مقبولٌ من الناحية العملية، رغم أنَّ فكرة استخدام ظرف الزمان فيما قبل الانفجار الكبير ليس له أي معنىً، ولكن لنعمل بالسائد المعلوم؛ فالانفجار فعلًا له بداية، رغم أنَّنا لا نملك أيَّة معلوماتٍ عن هذه البداية، أو حتى ما قبلها، ولكن فليكن. الآن إذا عرفنا أنَّ الكون المعلوم حاليًا بدأ منذ لحظة الانفجار الكبير، بما في ذلك مفهوم الزمن، فكيف يُمكن للخالق الذي تفترضه أن يكون موجودًا قبل وجود الزمن؟ مع استصحاب الحديث الذي أوردته لكَ: "لا تسبوا الدهر فإنَّ الله هو الدهر" فالدهر (الزمن) كما نرى غير أزلي، بل له بداية تبدأ مع الانفجار الكبير!؟
نقطة أخيرة: تقول لي: أعطني مثالًا واحدًا لمصنوعٍ يُشبه صانعه، ورغم أنَّ سؤالي كان بالتحديد: "هل قاعدة كل مصنوع لابد له من صانع هي قاعدة مُطلقة؟" ولم تكن حول مُشابهة المصنوع لصانعه؛ إلَّا أنَّني سوف أتجاوز عن ذلك، وأقول: طالما أنَّنا نعني في هذا النقاش: الموجودات والكائنات الحيَّة، فإنَّ أيَّ ناتج لهذه الكائنات يُشبه مُنتجه، فجراء الحيوانات تُشبه أُمهاتها وآبائها، وهذه الجراء تم "تصنيعها" داخل أرحام أمهاتها(!) هل هذه الإجابة شافية بالنسبة إليك؟ وإن لم تكن كذلك، فماذا قد يعني لك ألَّا يُشابه المصنوع صانعه؟ وما قيمة هذه النقطة؛ لاسيما مع الحديث الصحيح الذي ذكرته لك، والذي يذكر بأنَّ الله خلقنا على صورته، وبمعنىً آخر على شببهه؟
الفكرة الأساسية التي أتمنى أن تُركز عليها من كل هذا النقاش (فيما يتعلق بالسببية البديهية) أنَّ علاقة السبب بالمُسبب ليست علاقة اقتضاء عقلي "بديهي" وإنما هي علاقة "تجريب"، فيُمكن أن تحكم بالبداهة أنَّ كل سبب له مُسبب، ولكنك لا يُمكن استخدام ذات البداهة لتربط بين سببٍ ما بعينه بمُسبب ما بعينه.
Quote: "هل قاعدة كل مصنوع لابد له من صانع هي قاعدة مُطلقة؟"
و أنا أجبتك بنعم.
Quote: وهذه الجراء تم "تصنيعها" داخل أرحام أمهاتها(!) هل هذه الإجابة شافية بالنسبة إليك؟
لا هذه الإجابة غير كافية. و السبب هو ما أشرت له أنت "تم تصنيعها". و لكن لن تكن كافية إلا إذا قلت صراحة أن الأشياء تخلق نفسها بنفسها و تحديدا في مثالك هذا أن جنس الكلاب يخلق (يصنع) نفسه بنفسه.
تحياتي لك و لضيوفك الكرام.
05-21-2013, 12:17 PM
DKEEN
DKEEN
تاريخ التسجيل: 11-30-2002
مجموع المشاركات: 6772
ردا على تعليق الاخ اشرف مصطفى بالاحمر في الصفحة الاولى
Quote: أنظر كيف أن الكلي تسير سائر الجسد وتنظف الدم وتطرد السموم,
لو فرضنا مثلا انو الجسم لم يكن يطرد السموم فالذي يحدث حينها ان يموت الانسان نتيجة لهذه السموم.. يموت الانسان وتموت معه فكرة الاله وعبادته..لانو الوحيد المشغول بمسالة مسساككة العبادة في سائر الاديان الموجودة..
لذلك فكرة تنظيم الجسم وبراعته وماتراه في تنظيم هي مسالة لايمكن القياس عليها في وجود اله، ليس نكرانا مني في وجود إله..بس لانو فكرة النظام والمعجزة نفسها فكرة انسانية تظل عاجزة عن تقدير مطلق البراعة والابداع والاعجاز خارج العقل الجمعي الانساني..
يعني مثلا لايمكن القول بان حاسة السمع لدى الانسان غاية في الاعجاز لانو الانسان نفسو اكتشف لاحقا انو ممكن يشيل جهاز صغير اسمو الموبايل ويسمع بيهو زول في ساحل الكاريبي بينما هو في الجزيرة مقرات.. وبالتالي كان من الممكن ان يكون امر خلق الاضان اكثر اعجازا اذا كان مع الاضان اريال مثلا..
الذي اود ان اقوله ان اثبات وجود الله بالقياس على الموجودات والمخلوقات مسالة قد تمكر بالقايس والمقياس..هي مسالة روحية وغيبية صرفة.. الاخ هشام:
ياسيد، الله ليس اربعة حروف وبعد داك نقوم نحنا نقيسه على انه كمثل مايمكن ان يُُسمى ويشخص فنبحث له عن وجود مادي او اثرُ كمثل ساير من يترك اثرا او وجودا ماديا..فكره الوجود قاصرة عن ادراك الذات في ظني لان "الوجود" دلالتها ارتبطت في الذهن بالمسالة الفيزيائية..
لن يثبت لك احدٌ في سودانيز اون لاين ماعجز عنه ناس ابقراط وتكنوقراط وسقراط وعييييك..
هشام ياخوي ان الله موجود..موجودٌ لان هذا العالم لايمكن احتماله دون إله..
ياخ ماسمعتا قول ابهاتنا ساعة الضيق: الله في.. ياخ دي عبارة مريحة بشكل
05-21-2013, 01:12 PM
هشام آدم
هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
دكين يا غالي* فرحتي بشوفتكَ لا تمنعني من القيام بواجبكَ كمُتداخل في هذا البوست؛ وبالتالي الرد على ما جاء في تعليقك، لكن الشوق غلب، وخلي القواسي تهون شويَّتين.
--------------- (*) عادةً؛ لا أُطلقها إلَّا قاصدًا معناها
05-21-2013, 02:02 PM
النذير حجازي
النذير حجازي
تاريخ التسجيل: 05-10-2006
مجموع المشاركات: 7170
يا دكين النظام بدل على الفاعل أو الخالق أو الصانع، مثلاً لو إنت ماري في الطريق ووجدت دهب خام مثل هذه:
ثم واصلت طريقك ووجدت هذه:
فأنت في الأولى لا تحتاج لذكاء لإثبات أنه دهب خام ولم تمر عليه يد الإنسان
وفي الثانية برضو ما بتحتاج لذكاء لإثبات بأن صائغ قد صاغ هذا القرط المنظم بغض النظر عن إنو ماهر أو غير ماهر ولكن بإنتظام القرط قد عرفت بأن هندسته من صنع صائغ.
تحياتي
05-21-2013, 02:15 PM
عثمان عبدالقادر
عثمان عبدالقادر
تاريخ التسجيل: 09-16-2005
مجموع المشاركات: 1296
Quote: وإن كنتُ أتفق معك في صعوبة هذه الطريق، ولكنها تظل، من وجهة نظري، الطريق المُثلى، لتجفيف منابع الفشل السِّياسي والاجتماعي
طيب التحايا هشام إثبات وجود الله لطرف آخر مسألة في غاية الصعوبة إن لم تكن مستحيلة ، والأصعب منها وأكثر إستحالة نفي وجوده للطرف الآخر كذلك . إن قانون الوقت يلعب دوراً حاسماً فيما تفضلت به أعلاه وفد قيل ( ليس أقوى من الفكرة لوقتها ) وهي من المؤشرات القوية على وجود خطة للصيرورة ووجود الخطة يعني هناك مُخطِّط ، فأنت مثلاً لو قصرت جهدك الآن في نقد الأديان التي جاء بها الأنبياء لأصبت نجاحاً كبيراً ، لأنها هي التي أفتت الناس فيما قاد لهذا الفشل والتشكك في المرحلة علماً أنها كانت هي الآخرى صحيحه في وقتها و ضروريّة للتراكم الذي هو من ضمن القوانين التي لا يمكن تجاوزها بالعقل الساذج ، ثم بعد مرحلة تاريخية قادمة يتم الإنتقال للتأكد من وجود الله ، وهذا لا يمنع وجود طلائع لها من الآن ، لقد أتيحت لي فرصة الحوار مع بعض الأوروبيين وكان أكثرهم من الجنسية الإنجليزية ، الفرنسية ، الألمانية فعندما يكون الحديث عن الله تجد إجابات غير واثقة وعند السؤال عن اليوم الآخر يوم الدينونة تكون الإجابة قاطعة ( لا أؤمن باليوم الآخر ) وهو من فتاوي الأنبياء . والله ما عارف وضحت نفسي والا لا وقد تعود فتسألني عن مقاصدي وأنا مستعجل الدوام انتهي وجيعان ولكن لا بأس سأحاول العودة لموضوع الفيزياء الاجتماعية وهي من القوانين في زعمي سابقة للوجود في إطار خطة ، وقد توضح لك ما أرمي إليه .
أبو حمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد
05-21-2013, 08:50 PM
احمد سيد احمد
احمد سيد احمد
تاريخ التسجيل: 01-23-2013
مجموع المشاركات: 1257
Quote: فهمي للإلحاد ببساطة هو أنَّه موقف الإنسان من مسألة وجود أو عدم وجود خالق لهذا الكون، وبالتالي خالق لكل الموجودات. ولكن هذا يستتبع بالضرورة القول ببشرية الأديان [/red/] ووضعيتها، ومن هذه الناحية يتصادم الإلحاد مع الأديان.
طيب مافي اله يعني الاديان بشرية...طيب بس بالمنطق البسيط الرسول ص استفاد شنو من اختراع الدين والقران لو بمنطقك انو هو الــ وضعو؟ عاش حياتو ابسط من البساطة وابتلي اشد الابتلاء وفقد اعز اهلو واصدقاءه واتباعو وعاداه القريب قبل البعيد ساوموه ناس قريش مساومة معروفة لو كنت داير الملك ملكناك لو كنت داير الغنى جمعنا ليك المال فاصبحت اغنانا لو كان بك مس من الجن طلبنا لك العلاج وكانت الاجابة المعروفة والله لو وضعو الشمس بيميني....الخ وبعدين لو كان هو البيألف القران ليه في حادثة الافك انتظر قريب 50 ليلة لغاية ما يجيب ايات براءة السيدة عائشة؟ زول يتهمو زوجتو بالزنا وفي امكانو يجيب ايات البراءة في الحال لماذا يعذب نفسه وزوجته واحبيبه اباها كل هذه المدة ثم تنزل الايات؟
ثم انو من اخلاقو كان معروف انو في الجاهلية ما حصل اصلا كذب وكان مسمينو الامين ...فياخ هرقل ملك الروم وقت سال عنو ابو سفيان في الحديث الطويل كان من ضمن الاسئلة أيكذب؟ ابو سفيان قال لا...وقت جا دور تعقيب هرقل قال لابوسفيان قد كنت اعلم انه ما كان ليذر الكذب على الناس ثم يكذب على الله....وبختليك حديث هرقل وابو سفيان كامل واتامل المنطق بتاع هرقل
Quote: روى البخاري في الصحيح عن ابن عباس أن أبا سفيان بن حرب أخبره : أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش وكانوا تجارا بالشام في المدة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ماد فيها أبا سفيان وكفار قريش، فأتوه وهم بإيلياء فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء الروم، ثم دعاهم ودعا بترجمانه فقال: أيكم أقرب نسبا بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟ فقال أبو سفيان: فقلت: أنا أقربهم نسبا فقال: أدنوه مني وقربوا أصحابه فاجعلوهم عند ظهره، ثم قال لترجمانه: قل لهم: إني سائل هذا عن هذا الرجل فإن كذبني فكذبوه، فوالله لولا الحياء من أن يأثروا علي كذبا لكذبت عنه، ثم كان أول ما سألني عنه أن قال: كيف نسبه فيكم؟ قلت: هو فينا ذو نسب، قال: فهل قال هذا القول منكم أحد قط قبله؟ قلت: لا، قال: فهل كان من آبائه من ملك؟ قلت: لا، قال: فأشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم؟ فقلت: بل ضعفاؤهم، قال: أيزيدون أم ينقصون؟ قلت: بل يزيدون، قال: فهل يرتد أحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل؟ فيه قلت: لا، قال: فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ قلت: لا، قال: فهل يغدر؟ قلت: لا، ونحن منه في مدة لا ندري ما هو فاعل فيها قال: ولم تمكني كلمة أدخل فيها شيئا غير هذه الكلمة، قال: فهل قاتلتموه؟ قلت: نعم، قال: فكيف كان قتالكم إياه؟ قلت: الحرب بيننا وبينه سجال ينال منا وننال منه، قال ماذا يأمركم؟ قلت: يقول: اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئا واتركوا ما يقول آباؤكم ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة فقال للترجمان: قل له: سألتك عن نسبه فذكرت أنه فيكم ذو نسب فكذلك الرسل تبعث في نسب قومها، وسألتك هل قال أحد منكم هذا القول فذكرت أن لا فقلت: لو كان أحد قال هذا القول قبله لقلت رجل يأتسي بقول قيل قبله، وسألتك هل كان من آبائه من ملك فذكرت أن لا قلت: فلو كان من آبائه من ملك قلت رجل يطلب ملك أبيه، وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال فذكرت أن لا فقد أعرف أنه لم يكن ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله، وسألتك أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم فذكرت أن ضعفاءهم اتبعوه وهم أتباع الرسل، وسألتك أيزيدون أم ينقصون فذكرت أنهم يزيدون وكذلك أمر الإيمان حتى يتم، وسألتك أيرتد أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه فذكرت أن لا وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب، وسألتك هل يغدر فذكرت أن لا وكذلك الرسل لا تغدر، وسألتك بما يأمركم فذكرت أنه يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وينهاكم عن عبادة الأوثان ويأمركم بالصلاة والصدق والعفاف فإن كان ما تقول حقا فسيملك موضع قدمي هاتين، وقد كنت أعلم أنه خارج لم أكن أظن أنه منكم، فلو أني أعلم أني أخلص إليه لتجشمت لقاءه ولو كنت عنده لغسلت عن قدمه ثم دعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بعث به دحية إلى عظيم بصرى فدفعه إلى هرقل فقرأه فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين ويَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ قال أبو سفيان، فلما قال ما قال وفرغ من قراءة الكتاب كثر عنده الصخب وارتفعت الأصوات وأخرجنا فقلت لأصحابي حين أخرجنا لقد أمر أمر ابن أبي كبشة إنه يخافه ملك بني الأصفر، فما زلت موقنا أنه سيظهر حتى أدخل الله علي الإسلام وكان ابن الناظور صاحب إيلياء وهرقل أسقفا على نصارى الشام يحدث أن هرقل حين قدم إيلياء أصبح يوما خبيث النفس فقال بعض بطارقته: قد استنكرنا هيئتك قال ابن الناظور وكان هرقل حزاء ينظر في النجوم، فقال لهم حين سألوه: إني رأيت الليلة حين نظرت في النجوم ملك الختان قد ظهر فمن يختتن من هذه الأمة؟ قالوا: ليس يختتن إلا اليهود فلا يهمنك شأنهم واكتب إلى مداين ملكك فيقتلوا من فيهم من اليهود فبينما هم على أمرهم أتي هرقل برجل أرسل به ملك غسان يخبر عن خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما استخبره هرقل قال: اذهبوا فانظروا أمختتن هو أم لا؟ فنظروا إليه فحدثوه أنه مختتن وسأله عن العرب فقال: هم يختتنون فقال هرقل: هذا ملك هذه الأمة قد ظهر ثم كتب هرقل إلى صاحب له برومية وكان نظيره في العلم وسار هرقل إلى حمص فلم يرم حمص حتى أتاه كتاب من صاحبه يوافق رأي هرقل على خروج النبي صلى الله عليه وسلم وأنه نبي فأذن هرقل لعظماء الروم في دسكرة له بحمص ثم أمر بأبوابها فغلقت، ثم اطلع فقال: يا معشر الروم هل لكم في الفلاح والرشد وأن يثبت ملككم فتبايعوا هذا النبي فحاصوا حيصة حمر الوحش إلى الأبواب فوجدوها قد غلقت، فلما رأى هرقل نفرتهم وأيس من الإيمان قال ردوهم علي وقال: إني قلت مقالتي آنفا أختبر بها شدتكم على دينكم فقد رأيت، فسجدوا له ورضوا عنه فكان ذلك آخر شأن هرقل .
بعدين اخر شي لو ما مقتنع بالله والقران اوريك حاجة يا جننتك يا رجعت...اقرا كتب تعلم السحر والاستعانة بالجن وطبق البقولوهو فيها كلو وشوف بحصليك شنو وقارن هل لو فعلت ما فعلت لتسخير الجن بالتلاعب بكلام بشر هل يحدث لك ذلك؟
هشام بعد التحيه .. اثبات وجود الله او عدمه بيحتاج الي (علم شامل وكامل بكل شئ) وليس للانسان هذا العلم الشامل او الكامل بكل شئ لكي يقرر بان الله موجود او العكس . الانسان لديه المقدره الاستنتاجيه لاشياء موجوده بعضها مرئي وبعضها غير مرئي . الانسان لجيه المقدره علي الاتيان بنتائج بعد اضافه كل الاشياء المتاحه له وهذه الاشياء تثبت له بان الله موجود او العكس حسب والاسباب التي تجعله بان .ايضا علي الطرفين الاتيان باحسن تفسير لمشكله الوجود (لدينا وجود اذن علينا تفسير هذا الموجود ) وهذه فلسفيا تمسي بالمشكله . بعض الكتاب الذين اقراء لهم اسموها بالمشكله لانه ليس من المنطق العيش بدون تفسير لما حولنا اذن علينا ايجاد توضيح او اجابه لهذا السؤال (لماذا هنالك وجود ولماذا نحن هنا ومن اين اتينا ) . المسيحيه تعطينا افضل رد لشرح الوجود وشرح المعاناه الموجوده في هذا الحيز الموجود . انا ليس ضد الملحدين ولكني اطلب منهم رد شامل وفلسفي واخلاقي للوجود ولماذا هنالك معاناه فيه . مشكله الشر من اصعب المشاكل الفلسفيه التي تواجه المسيحيه ولكن هنالك رد قوي وشامل . ارض المعكره الحقيقيه بين الملحدين واصحاب الديانات هي معركه حول اسباب الوجود او العدم وكيفيه شرح تلك الاسباب والادله الني تشير لوجود اله او العدم . ارض المعركه الثانيه هي ايجاد تفسير منطقي للوجود الموجود حاليا ونحن نعيش فيه . في نهايه الامر .الديني مؤمن والملحد ايضا مؤمن وليس هنالك ادله قاطعه تقول بان الله موجود او غير موجود . انا مستعد اؤمن لان يسوع يقدم للانسانيه دليل قوي لا يمكن تجاوزه . ايضا الكتاب المقدس كوثيقه دليل قوي علي وجود اله وهو رب الكتاب المقدس ( ليس هنالك وثيقه لها الوزن التاريخي والنبوي مثل الكتاب المقدس) .. انا شخصيا مؤمن بوجود الله ومسيحي ولكني عارف المعضله الفلسفيه ومتواضع ومتفق بان الله لا يمكن اثبات وجوده ولكن ايضا لا يمكن اثبات بانه غير موجود . كمسيحي لدي اسباب قويه جدا تدعم الاتجاه الذي يقول ان الله حقيقي وموجود وايضا متفاعل مع العالم الذي خلقه . لدينا في المكتبه المسيحيه عبر القرون نتاج كتب كثيره جدا حول الموضوع ويمكنني ان ارشح لك مجموعه .. بالنسبه لي اهم سبب ان الله موجود هو حقيقه شخص يسوع المسيح والقيامه من الموت . لدي صديق فرنسي بيحضر في الدكتوراه في فرع احدي علوم الدفاعيات وهذا العلم هو احدي علوم اللاهوت المسيحي سوف اتناقش معه وامدك باسماء بعض الكتب ..هذه الاشياء النقاش الاسفيري فيها لن يصل بنا لنتائج رغم انا لدينا حريه النقاش وانما دراسه الكتب بهدوؤ والتفكير في الاشياء المثاره في متن هذه الكتب امر مجدي سلبا او ايجابا ..
05-21-2013, 02:32 PM
هشام آدم
هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
العزيز جدًا: دكين تحيِّاتي لك ... وعودًا حميدًا يا رجل
بدايةً دعني أبدأ من كلامك هذا: "فكره الوجود قاصرة عن ادراك الذات في ظني لان "الوجود" دلالتها ارتبطت في الذهن بالمسالة الفيزيائية"(انتهى الاقتباس) أولًا خلينا نفصل بين "الذات" و "الموضوع" في النقطة دي، لأنَّ الذات ما عندها علاقة "كبيرة" بالمسائل الفيزيائية، مبدئيًا كدا. لكن بنجي راجعين ليها later on وخلينا مُركزين على نقطة ارتباط الوجود "ذهنيًا" بالمسائل الفيزيائية "المادية" وهي دي النقطة البتخليني أقول بأنَّ احتمالية عدم وجود خالق لهذا الكون (حسب التصورات الدينية) مُستحيل، على الأقل، حتى الآن. ليه؟ لأنَّه لم يثبت أنَّ في هذا الكون شيء خاج عن نطاق المسائل الفيزيائية "الماديات". الكون دا كلُّه يا دكين عبارة عن مادة بجميع أشكالها وتحولاتها، حتى إنَّ العلماء قدروا يكتشفوا مسائل لو بتحكيها لإنسان الشارع البسيط حيعتبرك بتتكلَّم عن "ماورائيات" حاجات زي: الزمكان Space-time، الطاقة المظلمة Dark energy ومادة مُظلمة Dark matter مُش كدا وبس دا حتى العلماء اكتشوف إنَّ الكون البنعرفه دا كله (بكل ما فيه من مجرات ونجوم وكواكب ومادة ومادة مضادة وهيلمانة قاعدة وهيلمانة واقفة على حيلا، كلها ما بتشكل أكتر من 5% بس من الكون، في حين إنَّ 68% منها عبارة عن طاقة مظلمة، والباقي 27% عبارة عن مادة مظلمة اللي بتتكون أساسًا من جسيم الباريون . ومُش كدا وبس، دا حتى العلماء اكتشفوا وجود الجسيمات الافتراضية اللي بتظهر وبتختفي زي "العفاريت" دي براها ما حاجة تمخول؟ أها، لمن العلم يقدر يكتشف لينا كلام زي دا، ونعرف في النهاية إن المادة المظلمة والطاقة المظلمة ديل هم في النهاية عبارة عن مادة يُمكن ملاحظتها ويُمكن قياسها ودراسة سلوكها والتنبؤ "بصعوبة" بسلوكها وقياس درجة تأثيرها، يبقى الفضل شنو في الكون ما مادي؟
هنا نجي لحتة "الذات" اللي ممكن يدخل تحتها: العواطف، المشاعر، الأخلاق، القيم، الوعي ... إلخ. ديل يبقوا شنو؟ مادة برضو؟ بالتأكيد لا، لكن برضو المسألة ما طالعة من إطار المادة ذاتها، على اعتبار إن الحاجات دي ما عندها أي وجود خارج المادة بمعزل عنها أو مستقلة عنها، بمعنى إنو لو مافي "موضوع" يبقى ما في "ذات" أصلًا، ولا مافي مادة ما حيكون في وعي أساسًا. لأنو الموضوع هو البينتج الذات، أو بمعنى آخر: المادة هي اللي بتنجي الوعي. أها بعد دا كله، وعي شنو الممكن نتكلم عنه، ويكون عنده استقلال عن المادة؟ ما في! ودي أساسًا كانت مُشكلة الفلاسفة من قولة "تيت" ياتو الأسبق للوجود: المادة ولا الوعي؟ وبالمنطق البسيط والساذج بتاعنا داك، حصل شفت ليك وعي عنده تأثير على المادة، خليك من إنه يخلقه مش يأثر عليه بس، لكن الواقع بيقول إنَّ المادة بتخلق الوعي مش بتأثر عليه وبس. ده كله كوم، يا عزيزي، وعجز الفلاسفة عن الوصول إثبات وجود الله دا كوم تاني. ولأنَّ "الله" ما في، يبقى كل الحجج على وجوده زي حجَّة أخونا النذير الجابا ليك دي دهب خام ودهب مُصاغ. حسي دا يُردّوا عليهو يقولوا ليهو شنو؟ إذا قلنا إنًّ الدهب المًاغ دا أكيد ليه صانع لأنَّه مُنظم ومُصاغ بطريقة واعية وذكية، الدهب الخام دا الجابو منو؟ ما ياهوندا قاااعد بلا نظام ولا يحزنون(!)
ومازال السؤال عن النظام: يا جماعة! القوانين الفيزيائية قوانين بشرية، ختوها العلماء "البشر" عشان يقدروا يُفسر الكون وظواهر الكون، يعني القوانين (اللي بتعني النظام) هي في النهاية صناعة بشرية، لكن على الدوام في ظواهر بتتعارض وتتناقض مع بعض القوانين دي، وبمعنى تاني: النظام والفوضى حاجات نسبية في الكون، فالكون ما نظام بالمُطلق، ولا فوضى بالمُطلق وعلى سبيل المثال: التذبذبات البتحصل في مدارات الكواكب: دا نظام؟ الطفرات الجينية في الكائنات الحية: دا نظام؟ موت النجوم: دا نظام؟ وبالتالي الثقب الأسود: دا نظام؟ الكوارث الطبيعية: دا نظام؟ بعد أينشتاين (صاحب فرضية النظام الكوني: الله لا يلعب النرد) ما اتراجع عن فرضيته بسبب مبدأ الريبة بتاع هاينزبيرغ لسَّه بيتكلموا عن النظام(!!)
نقول شنو بس!!
-------------- إهداء إلى النذير حجازي هل هذا هو الله أم الفوتوشوب؟ سيان!
05-21-2013, 02:38 PM
هشام آدم
هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
أُشاطركَ الرأي فيما ذهبتَ إليه، ولكن، وبطريقةٍ ما، أصبح تناول فكرة الله، تناولًا للأديان، لأنَّ الذي يُحاورك عن وجود الله من عدمه إنَّما يفعل ذلك مُرتكزًا على دعائم مُعتقده، وليس هنالك، إلَّا ما ندر، من يستطيع التجرَّد في مثل هذه المسائل، وعلى أيَّة حال، فإنَني أُرحب بعودتكَ مُجددًا، فهذا مما يُسعدني.
محبتي
05-21-2013, 02:46 PM
هشام آدم
هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
مرحبًا بك، وسعيد بانضمامكَ إلى هذا النقاش، وأعتز بوجودكَ كثيرًا. لا أُفشي سرًا إن قلتُ لك: إنَّ القلق الوجودي هو دافعي لطرح مثل هذه التساؤلات، وكأنَّني أبحث عمَّن يهز لي قناعتي أو يُثبتها في مكانها، وأنا مُؤمنٌ تمامًا بأنه لا توجد إجابات كاملة، ولهذا تراني أستخدم تعبير (حتى الآن) كثيرًا في مُناقشاتي، وأنا مُنفتحٌ على جميع الآراء، وهذا أمر أراهُ مُفيدًا جدًا في نقاشات عقدية شائكة كهذه، ولكن دعني أبدأ معك من هذه النقطة التي طرحتها: "المسيحيه تعطينا افضل رد لشرح الوجود وشرح المعاناه الموجوده في هذا الحيز الموجود."(انتهى الاقتباس) فكيف لكَ، كمسيحي، أن تُجيبني على سبب وجود المعاناة؟
محبتي لك ومرحبًا لك في هذا النقاش
05-21-2013, 03:56 PM
النذير حجازي
النذير حجازي
تاريخ التسجيل: 05-10-2006
مجموع المشاركات: 7170
سلام يا هشام، يا هشام والله إتوقعت ردك ح يكون من الصور الكتيرة اللي بتقابلنا في الفيسبوك دي وما خيبت ظني، ياهشام بتقدر تواصل وبتجيب لي عدد لا متناهي من الصور دي؟! أنا يا هشام ضربت مثل بسيط جداً وممكن أجيب ليك بلايين الأمثال وعدد لا متناهي لإنتظام الكون الذي يدل على الصانع. وثانياً والمهم في صورك دي لو أي زول شافها بسأل نفسو السؤال دا: هل هذه طبيعية أم من صنع البشر؟! وكونه يسأل نفسه السؤال دا بدل على فرضيتي بأن أي شيء منظم له صانع أو يشكك بأن له صانع.
ثانياً كتبت:
Quote: الدهب الخام دا الجابو منو؟ ما ياهوندا قاااعد بلا نظام ولا يحزنون(!)
يا هشام دي مشكلتك وهي ضعفك في العلوم، يا هشام منو اللي قال ليك الدهب ما منظم؟! يا هشام أي دهب أو أي عنصر كيميائي له وزن ذري منظم وواحد لكل عنصر، فمن أوجد هذا النظام في الجدول الدوري للعناصر الكيميائية؟ من أوجد هذا النظام في الكون؟ جسم الإنسان منظم الجنس منظم لحفظ النوع العناصر الكيمائية المكونة لهذا الكون منظمة في ذراتها النبات منظم دوران الأرض حول نفسها منظم وبدوره ينظم الزمن، دوران الارض حول الشمس منظم يعني الارض دي ساكت لو دارت في عشوائية لإنقرض سكان الأرض ببساطة الكون كلو منتظم وبمقياس هندسي دقيق من أوجد هذا النظام والدقة؟!
تحياتي
05-21-2013, 04:55 PM
Abdullah Idrees
Abdullah Idrees
تاريخ التسجيل: 12-05-2010
مجموع المشاركات: 3692
Quote: يا جماعة! القوانين الفيزيائية قوانين بشرية، ختوها العلماء "البشر" عشان يقدروا يُفسر الكون وظواهر الكون، يعني القوانين (اللي بتعني النظام)
هشام : القوانين ليست انتاجا بشريا ، القوانين موجودة اصلا واكتشفها العلماء من خلال بحثهم الدوؤب لتفسير الظواهر الطبيعية ومازالوا يجهلون الكثير ، حديثك هذا ينطبق على الفرضيات وليس القوانين ، و الفرضيات هي نظريات ترجيحية بينما القوانين لها صفة القطعية والقابلية للتجريب . تحياتي
05-21-2013, 05:32 PM
النذير حجازي
النذير حجازي
تاريخ التسجيل: 05-10-2006
مجموع المشاركات: 7170
Quote: يا جماعة! القوانين الفيزيائية قوانين بشرية، ختوها العلماء "البشر" عشان يقدروا يُفسر الكون وظواهر الكون، يعني القوانين (اللي بتعني النظام)
يا هشام، كلامك دا كلام غير مسئول ومع احترامي لشخصك إلا أنه يدل بجهلك التام بالعلوم، وأضرب ليك مثل صغير جداً في أبجديات الفيزياء: معروف في قوانين الفيزياء البسيطة أنو عجلة الجاذبية الأرضية بتساوي تقريباً 9.81 متر على الثانية تربيع نقوم نغيرها لتصبح صفر، حتى يتمكن الإنسان من الطيران على حسب القانون الفيزائي التالي: الوزن = الكتلة X عجلة الجاذبية الأرضية بما أن عجلة الجاذبية الأرضية بتساوي صفر الوزن = الكتلة X صفر ويصبح وزن الإنسان يساوي صفر
سيبك من القوانين الفيزائية المعقدة دي هشام، أديك مثال ممكن تفهمو بكل سهولة ونمسك قوانين الكيمياء: ما يميز الذهب من بقية المعادن هو وزنة الذري الفريد نقوم نغير الوزن الذري الفريد للدهب دا ونقوم نضع قانون إنو الوزن الذري للحديد بساوي الوزن الذري للذهب وبي كدا نكون قلبنا الحديد لدهب!! وليه الحديد؟! ما نقلب التراب دا لي دهب برضو موش التراب دا هو عنصر السيلكون؟! نضع الوزن الذري للسيلكون بساوي الوزن الذري للدهب، وبي كدا الأرض كلها بقت دهب، العلماء ديل وكت بختو القوانين على كيفهم كانوا قلبوا التراب دهب يا هشام.
غايتو الله يسامح يا هشام عولقت لينا العلوم كلها علشان تثبت فرضياتك
05-21-2013, 05:45 PM
احمد عمر محمد
احمد عمر محمد
تاريخ التسجيل: 01-10-2013
مجموع المشاركات: 1273
Quote: هي أنَّ العلم يتعامل مع الأمور المادية المحسوسة،
انت الان تتعامل عبر الانترنت ممكن تورينا حركة البيانات اللي بتكتبها في الشاشة اللي قدامك وانت قاعد في غرفتك تصلنا نحن في الشاشة القدامنا كيف ونحن قاعدين في غرفنا . علماً بان البيانات في حركتها عبر الاسلاك او الفايبر او الشبكات اللاسلكية المعروف انه يحصل لها تحور من اشكال موجودة امام ناظريك وفي حقيقتها هي ارقام ثنائية ثم تخرج من جهازك عبر الانترنت المتاح عندك ومنها عبر مقدم الخدمة في منطقتك لتصل الى الذين يقرؤون لك حيث تمر بصورة عكسية تماماً حتى تظهر عندهم كما كانت عندك في الشاشة التي امامك وانت تكتب. وقيل انه يتم تغليفها اي البيانات في شكل كبسولات و يتم تشفيرها و تدبيجها و تحركها باحجام محددة وهذا كله علم و غير محسوس بالنسبة لنا كامر نتعامل به و ده بيدحض ببساطة كلامك ان العلم يتعامل مع الامور المادية لان هذا علم وغير مادي . ماذا ردك في قولك اعلاه ان العلم يتعامل مع الامور المادية المحسوسة؟ ثانياً ذكرت في معرض تعليقك لواحد من الاخوة المتداخلين بالأتي
Quote: عفريتًا من الجن قد سرق جوَّالك، أو أنَّ إحدى الملائكة (رقيب) أو (عتيد) هو من فعلها
من اين لك ان تؤمن بهذه الاشياء و تستدل بها كموجودات وانت لم تراها فلا تكابر و تقول هذا تعلمته من البئية التي عيشت ونشئت فيها وبسبب الاحتكاك مع البشر وانها من مكونات العقل الجمعي واتت دون معنى او أستعملها لضرب المثل فهذا الكلام غير مقبول منك .فذكرك لها كمثال يعني ايمانك بوجودها واذا انكرتها برغم ضربك للمثل مستدلاً بها كما تنكر وجود الله الذي تسعى للاقتناع لوجوده من عدمه بتوافر ادلة تحس بها بوجوده فاعلم انك تجادل من اجل لا شي و اقول لك حتى سيدنا موسى سأل ان يرى ربه و لكن ربنا قال له ( انك لن تراني ولكن انظر الى الجبل ) الاية ليس هناك من يستطيع ان يقدم لك اكثر مما قدم من مداخلات الاخوة وهذه أرجأ اية اجدها في كتاب الله تخاطبك (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ) اسأل الله لك من كل قلبي بالهداية عاجلاً لا اجلاً لا لاجل شيئ ارجوه من ذلك الا لسعادتك وان تكون في حظيرة الاسلام بدلا ان تكون نافراً هكذا لك تحياتي ***تم تعديل بعض الكلمات
في الغلم يمكن ان تجعل الذات موضوع لتصبح ذاتاّ ومرة اخرى تأخذ هذه الذات لتكون موضوعاً لبحثك بفرضية جديدة.
اعتقد ان المؤمنين بالله في هذا النقاش يجب أن تكون إجابتهم لك واحدة هو ان يدعو ربهم ان يُدخِل إيمانه في قلبك وتصبح مؤمناً ولكن بالطريق المادي لن يُوصل إلا للمادية.
يعنى مثل الصانع والمصنوع دا ما بيأكل عيش وبالنسبة لي بيكون السؤال هو الصنع الله منو؟
الاديان طالبت الناس بالايمان ولم تاتي لهم بدليل، والله يأتي بالآيات ولا يأتي بنفسه، لأن الموضوع إن لم يكن بالإيمان لكان الله تجلى للبشر ونزل بينهم وحسم الموضوع.
المقاربة الاساسية لك يا هشام يجب ان تكون ما هو الايمان وكيف يعمل؟ فبفهمك للأيمان ستتعرف على الاله وإلا فالامر لا يعدو ان يكون عَوة في ضُلُف. لن يجعلك تتخلى عن ماديتك ولن يتخلى المؤمنون عن ايمانهم لان النقاش بين طُُرش. واقترح محور آخر سيكون مفيداً هو كيف يمكن اثبات وجود الله بالأدلة المادية وحدها..
05-21-2013, 06:32 PM
smart_ana2001
smart_ana2001
تاريخ التسجيل: 04-17-2002
مجموع المشاركات: 5695
سلامات اخ هشام ادم بتلعب قمار ??? طيب كل الناس كان مدخلها هنا الكون ولابد ان يكون له صانع. مع انه دى حجة مكن تكون قوية...لكن كدى خلينا منها. اولا لازم ابين انى مؤمنة تماما بوجود الله. طيب.......انت عندك 4 خيارات فى الموضوع ده اذا كان الله(سبحانه وتعالى) موجود: و انت مؤمن بيه....فلقد نلت النعم الابدى. الجايزة لا تقدر بثمن. جنة ونعيم دائم و عارف انت باقى الحجات دى. اذا كان الله(سبحانه وتعالى) موجود: و انت ما مؤمن بيه...الخسارة فادحة. ح تمشي النار و تلاقي الهوايل. و الخسارة غير محدودة.
اذا كان الله(سبحانه وتعالى) ما موجود: و انت مؤمن بيه.....ما فى مكسب فى النهاية. وح تخسر شوية متع فى الدنيا. اللى احنا عارفين انا ما دايمة. اذا كان الله(سبحانه وتعالى) ما موجود: و انت ما مؤمن بيه...ما فى ربح او خسارة.
لو كنت بتلعب قمار(او بتفهم كويس فى الرياضيات) كنتا عرفتا انه اى زول عندو حبة عقل مفروض دايما to bet (تراهن) على وجود الله. لانه ده هو الرهان الرابح. _______________________________________________________________________________________________ ال نظرية دى اسمها Pascal's Wager...و كنت ناوية افتح بيها بوست بس ما اتسهلت Pascal's Wager (also known as Pascal's Gamble) is an argument in apologetic philosophy which was devised by the seventeenth-century French philosopher, mathematician, and physicist, Blaise Pascal. It posits that humans all bet with their lives either that God exists or does not exist. Given the possibility that God actually does exist and assuming the infinite gain or loss associated with belief in God or with unbelief, a rational person should live as though God exists and seek to believe in God. If God does not actually exist, such a person will have only a finite loss (some pleasures, luxury, etc.).[1]
أولًا: من أهم مبادئ الحوار الموضوعي والهادف البُعد عن الشخصنة، واحترام الطرف المُحاور، وبعد شكري لكَ على الالتزام بهذين المبدأين أقول:
ثانيًا: ردِّي لم يقتصر على الصور؛ بل إنَّ الصور لم تكن من ضمن الرد أساسًا، بل كانت من أجل إيضاح فكرة نسبية النظام والفوضى. أمَّا عن قولك: "والمهم في صورك دي لو أي زول شافها بسأل نفسو السؤال دا:هل هذه طبيعية أم من صنع البشر؟! وكونه يسأل نفسه السؤال دا بدل على فرضيتي بأن أي شيء منظم له صانع أو يشكك بأن له صانع."(انتهى الاقتباس) حتى يتضح لكَ مُرادي من كُل ذلك: لو افترضنا أنَّ شخصًا لم ير جملًا في حياته، ورأى الصورة الأولى (جورة الجبل على هيئة جبل بارك) فهل سوف تعني له شيئًا، غير نحت غير مفهوم وبلا معنى؟ هذا ما أعنيه من نسبية النظام والفوضى باختصارٍ شديد، فهو يبدو لكَ مُنظمًا لأنَّه شابه لك صورة ذهنية سبق وأن رأيتها في الطبيعة لكائن أو لأيَّ شيء آخر، ولكنها لشخص لا يمتلك نفسك خبراتها؛ فإنَّها لا تعني سوى نحت عشوائي لا معنى له.
ثالثًا: ردِّي كان في بعض المظاهر أو الظواهر التي تشكل معضلة كؤد في عجلة النظام التام الذي تتوقعه في الطبيعة، وخلاصة الكلام في ذلك أنَّ ما تراه نظامًا ما هو إلَّا نظام بالنسبة إليك، وقد لا أجد أكثر من هذا التوضيح لأُبسِّط به فكرتي إلَّا أن أضرب لكَ مثالًا سبقَ وأن ضربتُه من قبل على النحو التالي: "أنت تتصفح جريدة. تقرأ في الجريدة خبرًا غير سار. يستفزكَ الخبر لدرجة أنَّك "تكرفس" الجريدة وترمي بها أرضًا. على فرض أنَّ الجريدة "المُكرفسة" ظلت في مكانها دون تحريك لسنوات طويلة، فإنَّها قد تُصبح مأوىً جيِّدًا ومُناسبًا لبعض الحشرات، وليكن "النمل". وجدت النمل في الجريدة "المُكرفسة" ملاذًا جيِّدًا، كمأوى لها من المُفترسات الأخرى، ومكانٍ لتخزين الطعام، وحتى للتكاثر. تعرجات وتلافيف الجريدة المُكرفسة من قِبلك لا هدف ولا غاية ولا وعي، منح هذا النمل مأوىً مثاليًا قد يجعلها (لو كانت تمتلك خاصية التأمل) أن تعتقد أنَّ هذه الجريدة "المُكرفسة" تصميمٌ ذكي. ولكنها في الحقيقة غير ذلك."
رابعًا: عن موضوع الذهب، أُعيدكَ إلى ما قلتَه حرفيًا: "فأنت في الأولى لا تحتاج لذكاء لإثبات أنه دهب خام ولم تمر عليه يد الإنسان. وفي الثانية برضو ما بتحتاج لذكاء لإثبات بأن صائغ قد صاغ هذا القرط المنظم بغض النظر عن إنو ماهر أو غير ماهر ولكن بإنتظام القرط قد عرفت بأن هندسته من صنع صائغ."(انتهى الاقتباس) فأنتَ من افترض عدم انتظام الذهب الخام، وليس أنا، وما كان مثالي إلَّا لأُقيم عليك الحجة من ادعائك، بصرف النظر عن صحَّته من عدمه. وهو في ذلك يُعادل أمثلة الصور، لا أكثر.
خامسًا: تقول إنَّ جسم الإنسان مُنظم، وبالتالي فهو مصنوع (مًصمَّم) وبالتأكيد فلابُد للمصنوع من صانع، عطفًا، على مثال الذهب المُصاغ(!) حسنًا؛ هذا الكلام كان من المُمكن أن يكون به شيئٌ من الوجاهة فقط لو أنَّنا تغاضينا عن نظرية التطور بشقيها الرئيسيين: التطور "التعقيد" والاصطفاء الطبيعي، لنفهم كيف أنَّ أجسادنا، وكذلك أجساد الكائنات الحيَّة لم تكن كذلك، بل أصبحت كذلك، وأصبحت كذلك لأنَّ هذا هو "التصميم" المثالي نسبيًا لكل كائن مُتكيفًا مع بيئته وحاجاته، ولكن طالما أنَّنا سوف نُهمل التطور ونُسقطه من حساباتنا في هذه القضية، فإنَّنا سوف نجد أنفسنا في مُواجهة مُباشرةً أمام فرضية التصميم الذكي سيئة السُّمعة والتي تم رفض تدريسها في الجامعات بدعوى قضائية من قبل بسبب أنَّها ليست نظرية علمية. ولكن لا بأس لننُاقش إمكانية أن يكون جسم الإنسان تصميمًا ذكيًا من عدمه، مُعتمدين على أشهر الانتقادات التي قدِّمت إلى فكرة التصميم الذكي: 1- لا يُمكننا أن نتكلم عن تصميم جسم الإنسان دون أن نتطرق إلى موضوع الـDNA لأنَّ الغالبية العُظمى يرون في الحمض النووي (من حيث أنَّه مُستودع أمين للمعلومات الجينية) إشارةً واضحة إلى التصميم الذكي لأنَّه يصعب عليهم تصديق أنَّ المعلومات الجينية للكائن الحي هي في أساسها نتاج تراكمات وأخطاء في النسخ العشوائي، علمًا بأنَّ هنالك تسلسلات في بعض الجينات تُعاني من فقر في المعلومات الجينية، وبالتالي فإنَّها عمليًا تُعتبر جينات لاوظيفية. هذا إن نحن تجاوزًا أصلًا عن فكرة عشوائية الطفرات الجينية نفسها، فهل من الممكن فعلًا أن يكون الخطأ في النسخ الجيني عملًا أو تصميمًا ذكيًا؟ 2- للإنسان جهاز مناعي وظيفته الأساسية هو حماية الجسم من الأجسام الغريبة والدخلية، وتتمحور وظيفة الجهاز المناعي في التعرُّف على الأجسام الغريبة وتقوم بمحاصرتها والقضاء عليها أو على الأقل عزلها عن الخلايا غير المُصابة، وبما أنَّ الفيروسات والطفيليات الدخيلة تتمتع بقدرة كبيرة على اكتساب المناعة من خلال وسيلة التكيف؛ فإنَّ جهاز المناعة، بالمقابل، يتمتع بالخاصية ذاتها (خاصية التطور) حتى تتمكن من القيام بعملها في مقاومة ومكافحة هذه الدخيلات، وإضافةً إلى هذا فإنَّ هنالك خطان دفاعيان في جسم الإنسان: جهاز المناعة الفطري، وجهاز المناعة المُكتسب، وذلك لمزيد من التعزيزات "الأمنية"، ورغم كل ذلك فإنَّنا نجد أنَّ الإنسان، على الدوام مُعرَّضٌ للإصابة بالإمراض، ومنها الأمراض الدورية أو الموسمية كالأنفلونزا وغيرها، وليس بمقدور شخص واحد (رغم تملكه هذا الجهاز المناعي القوي) أن يضمن لنفسه السلامة من أتفه الفيروسات وأقلها خطورة إلى أعتى الفيروسات وأشدها شراسة مثل فيروس الأيدز أو الخلايا السرطانية. فإذا كُنا نمتلك جهاز مناعة لا يقوم بواجبه على الوجه الأكمل، فمن العبث أن نُعزو ذلك إلى تصميم ذكي؛ ولكن في الواقع فإنَّ الأمر لا يخرج من إطار الصراع الميكروبي الحيوي المُعتاد، وعلى هذا يُمكنه الإخفاق أحيانًا، تمامًا كما يُمكنه العمل بكفاءة في أحيانٍ أخرى. ولو كان تصميمًا ذكيًا من مُصمم كُلي القدرة لما كان لهذا الجهاز أن يكون بمثل هذه الكفاءة المُتوسطة. وعلى هذا أقول: إنَّ قابلية الإنسان للمرض، هو دليل على أنَّ تصميمه ليس تصميمًا ذكيًا، بل هو تصميم طبيعي Natural يُعزز مهاراته في أداء وظيفته بتراكم الخبرات والتجربة، مثله في ذلك مثل أيِّ كائن حي أو عمليات حيوية أخرى. 3- مرض الزهايمر، هو مرض يُصيب الدماغ ينتج بشكل أساسي من خلل في وظيفة الميتوكوندريا المُختصة بتوليد الطاقة للجسم. والمُشكلة في الميتوكوندريا أنَّها تمتلك DNA خاص بها وهو يحمل الشيفرة الخاصة بتوليد الطاقة، وفي أحيان كثيرة يحدث أخطاء في موروثات الميتوكندريا ينشأ عنه مرض الزهايمر وأمراض أخرى كمرض السكر وبعض أمراض القلب المُتعلقة بضعف عضلات القلب، بالإضافة إلى أمراض أخرى، والسبب الرئيس في كل ذلك، هو خطأ تصميم الميتاكوندريا على هذا النحو المُخل، وهو خطأ يعود في أساسه إلى عصور تطوريه قديمة. 4- مرض البروستاتا عند الرجال، وهو مرض له علاقة بسوء التصميم الخاص بالبروستاتا نفسها، وهي واحدة من الأعضاء التي لا تتوقف عن النمو طيلة حياة الإنسان، وعندما تكبر البروستاتا "تتضخم" إلى حدٍ مُعين تقوم بالضغط أنبوب البول، والمُشكلة هنا أنَّ أنبوب البول القادم من المثانة يمر خلال البروستاتا، وليس بجوارها، وهذا خطأ في التصميم، ولا أعتقد أنَّ مثل هذا التصميم يُمكن أن يكون ذكيًا. 5- تصميم العين البشرية هو تصميم غريب جدًا، فالطبقة الحساسة للضوء أو ما تُسمى بالعصيات والمخاريط تكون إلى الخارج في حين تكون الأوعية الدموية المُغذيَّة لها إلى الداخل، والتصميم الأكثر ذكاءًا ومنطقيًا، بحسب كثير من الأطباء وعلماء البيولوجيا، هو أن يكون على العكس من ذلك؛ بحيث تكون الشبكية إلى الداخل ويتم تغذيتها بالأعية الدموية من الأطراف أو الجوانب، ومشكلة تصميم شبكية العين على هذا النحو هو تكوُّن ما يُسمى بالبقعة العمياء، وهي المنطقة غير الحساسة للضوء، إضافةً إلى عُرضة الإنسان إلى الإصابة بمرض انفصال الشبكية نظرًا لارتباط العصب البصري بالشبكية من داخل العين، وليس من جزئها الخلفي، وبالتالي يكون الارتباط ضعيفًا، مما يجعل الإنسان على الدوام عُرضة للإصابة بانفصال الشبكية. 6- غالبية الكائنات الحية تتمتع بالقدرة على تكوين وإنتاج فيتامين C والإنسان، يمتلك خاصية تكوين وإنتاج هذا الفيتامين ذاتيًا في تركيبه الجيني، ولكن هذه الخاصية مُعطلَّة. لماذا؟ لا أحد يعلم(!!) 7- تمتلك إناث البشر "حلمات" في أثدائهن، ولهذه الحلمات وظيفة مُحددة، حيث يتدفق منه الحليب في فترة الرضاعة، ولكن الغريب أنَّ ذكور البشر أيضًا يمتلكون هذه الحلمات، ولا نعرف ما هي وظيفة هذه الحلمات عن الرجال(!)
بالإمكان الرجوع إلى كتاب (صانع الساعات الأعمى) لعالم الأحياء التطورية المعروف ريتشارد داوكنز، ففيه معلومات كثيرة جدًا، ومُفصَّلة عن الأخطاء التصميمة في جسم الإنسان. علمًا بأنَّ الدكتور عمرو شريف وهو طبيب مُسلم رئيس قسم الجراحه طب جامعه عين شمس واحد المحاضرين في البحث العلمي قد أوضح في إحدى البرامج التلفزيونية (تجد مقطع الفيديو في نهاية المُداخلة) فكرة التطور بطريقة موضوعية وتحدث عمَّا يُسمى بالتماثل، وهو التماثل في البنية التشريحية العامة لعدد كبير من الكائنات، فهذا الرجل؛ رغم مُعتقده الديني إلَّا أنَّه لم يستطع إنكار التطور (تطور الكائنات الحيَّة، بمن فيهم الإنسان، قد تطوَّر من سلف مُشترك)، على أنَّ اختلافه مع النظرية يكمن في فكرة كون الطفرات الجينية عشوائية أم غير ذلك. ولكن من أهم ما قاله، حسب ظنَّي، هو مفهوم الأعضاء الأثرية كعضلات صوان الأذن التي ليس لها أي فائدة وظيفية تُذكر الآن، ووجودها يدل فقط على أنَّ هذه العضلة كان لها استخدام في مرحلة تطورية ما؛ لاسيما وأنَّ الرئيسيات تمتلك هذه العضلة وتستفيد منه في تحريك أذنها، ومنها ما أشار إليه، بحكم تخصصه الطبي، مما أسماه "الثدي الزائد" والتي تنشأ في فخذ بعض النساء، وهو، بحسبه، إشارةٌ إلى "خط اللبن" الموجود عند الثديات كالقطط وغيرها.
تحيٍّاتي
05-22-2013, 00:37 AM
هشام آدم
هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
تقول: "انت الان تتعامل عبر الانترنت ممكن تورينا حركة البيانات اللي بتكتبها في الشاشة اللي قدامك وانت قاعد في غرفتك تصلنا نحن في الشاشة القدامنا كيف ونحن قاعدين في غرفنا"(انتهى الاقتباس) والحقيقة أنَّه ليست لي معرفة بالمسائل الإلكترونية وغيرها، وعلى هذا فإنِّني سوف اعتمد على إجابتك ذاتها والتي تفضلتَ، مشكورًا، بإيرادها في ذات مُداخلتك، وأتمنى أن تكفيكَ إجابتك: "البيانات في حركتها عبر الاسلاك او الفايبر او الشبكات اللاسلكية المعروف انه يحصل لها تحور من اشكال موجودة امام ناظريك وفي حقيقتها هي ارقام ثنائية ثم تخرج من جهازك عبر الانترنت المتاح عندك ومنها عبر مقدم الخدمة في منطقتك لتصل الى الذين يقرؤون لك حيث تمر بصورة عكسية تماماً حتى تظهر عندهم كما كانت عندك في الشاشة التي امامك وانت تكتب. وقيل انه يتم تغليفها اي البيانات في شكل كبسولات و يتم تشفيرها و تدبيجها و تحركها باحجام محددة."(انتهى الاقتباس)
أمَّا عن قولك: "وهذا كله علم و غير محسوس بالنسبة لنا كامر نتعامل به و ده بيدحض ببساطة كلامك ان العلم يتعامل مع الامور المادية لان هذا علم وغير مادي . ماذا ردك في قولك اعلاه ان العلم يتعامل مع الامور المادية المحسوسة؟"(انتهى الاقتباس) قولي إنَّ المُشكلة هي في فهمكَ للمحسوسات، والواقع أنَّ ما تفضلتَ بشرحه دليل على أنَّ هذا مثالٌ على المحسوسات، وأنَّ ليس كل المحسوسات بالضرورة تكون متوافقة مع الفهم الكلاسيكي للمادة. أعني أنَّ قدرتك على قياس الظاهرة وحسابها والتنبؤ بها وبسلوكها وتفسير أجزائها يعني أنَّها من المحسوسات، وليس من علم الغيب أو الماورائيات، وكذلك ما يُسمى بالزمكان، فهو ليس شيء مادي محسوس كما هو مُتعارف عليه في الفهم القديم، ولكنه مما يُمكن قياسه وحسابه.
تقول: "من اين لك ان تؤمن بهذه الاشياء و تستدل بها كموجودات وانت لم تراها فلا تكابر و تقول هذا تعلمته من البئية التي عيشت ونشئت فيها وبسبب الاحتكاك مع البشر وانها من مكونات العقل الجمعي واتت دون معنى او أستعملها لضرب المثل فهذا الكلام غير مقبول منك .فذكرك لها كمثال يعني ايمانك بوجودها واذا انكرتها برغم ضربك للمثل مستدلاً بها كما تنكر وجود الله الذي تسعى للاقتناع لوجوده من عدمه بتوافر ادلة تحس بها بوجوده فاعلم انك تجادل من اجل لا شي."(انتهى الاقتباس) أقول أنَّي لا أملك إزاء هذا الكلام ردًا، فأنا في بداية هذا البوست طرحتُ سؤالًا هذا نصَّه: "كيف يُمكن إثبات وجود الله؟"(انتهى الاقتباس) فهل مُجرَّد ذكري لاسم (الله) يعني لديكَ أنَّني مُؤمن بوجوده(؟)
05-22-2013, 00:46 AM
هشام آدم
هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
تقول: "الايمان والعلم (بالتعريف المنهجي) لا يلتقيان"(انتهى الاقتباس) أنا شخصيًا، أُؤيدكَ في ذلك، بل وأضيف عليه أنَّهما مُتناقضان.
تقول: "المقاربة الاساسية لك يا هشام يجب ان تكون ما هو الايمان وكيف يعمل؟"(انتهى الاقتباس) أقول، يا عزيزي، بحكم كوني مُؤمنًا سابقًا، فأعتقد أنَّني أفهم الإيمان بأنَّه ما وقر في القلب وصدقه العمل بالجوارح. ولا أعرف له معنىً آخرًا غير أن يُضاف عليه، ولا أرى أيّ دورٍ للعقل فيه، ولكني في الوقت ذاته، لا أعرف أنَّ للقلب وظيفةٌ أخرى غير وظيفته البيولوجية المعروفة "ضخ الدم إلى أعضاء الجسم" وهو مما لا يُمكن الاعتماد عليه في اكتساب أيّ معرفة.
05-22-2013, 00:59 AM
هشام آدم
هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
الأخت: smart ana تحيِّاتي وأشكركِ على المُشاركة في هذا البوست، ولحُسن الحظ فقط فإنَّ لي مقالًا سبق وأن نشرته في هذا المنبر، وفي موقع الحوار المُتمدن من قبل أتناول فيه موضوع رهان باسكال، وعنوان المقال هو (تهافت رهان باسكال) أتمنى صادقًا أن تجدي الوقت والصبر على قراءته، وسوف أنشره بتصرٌّف لتعم الفائدة على الجميع، وأعتذر لكِ ولجميع القراء إن كان المقال به ما يُسيء إليكِ وإليهم كمُؤمنين، ولكن عزائي فقط أنَّ هذا المقال نُشر في تاريخ سابق من الآن، وأنا أعتذر عن المُخاشنة التي وردت في بعض أجزائه:
يقوم رهان باسكال ببساطة على وضع احتمالين لا ثالث لهما، فإما أن يكون الإله موجودًا، أو ألا يكون موجودًا، فإذا كان موجودًا فإن عدم الإيمان به سيكون مشكلة لغير المؤمنين بوجوده، وأما إن كان غير موجود فإن الإيمان به لا يضر بشيء على الإطلاق. يعتمد بعض المؤمنون على هذا الرهان لأنه، حسب اعتقادهم، رهان منطقي للغاية لدرجة أنه غير قابل للتشكيك، فمن البديهي القول بأنه لو كان الله موجودًا فإنه من الأسلم الإيمان به، لأنه إذا لم يكن موجودًا فالإيمان به سوف لن يضرنا في شيء. حسنًا، قبل أن أبدأ في نقد هذا الرهان دعونا نتذكر مقولة الفلاسفة المثاليين والتي جئنا على ذكرها في مقالنا السابق بعنوان (خطوات مادية نحو تفكيك الإيمان) والتي أخطأنا في كتابة عنوانه (خطوطات مادية نحو تفكيك الإيمان): "الإيمان ليس أمرًا قابلًا للإدراك العقلي" إذًا فلماذا يتمسك المؤمنون بهذا الرهان العقلي للتبرير لإيمانهم؟ ألم يكن الاعتقاد الفلسفي أن الإيمان لا يخضع لأي منطق عقلي، فلماذا يخضعونه إلى رهان باسكال المنطقي بالنسبة إليهم؟ إذا كان أحد المؤمنين ذكيًا بما يكفي فإنه سوف يقول: "الأمر هنا لا يتعلق بالإيمان، وإنما بالشك." لأن الرهان قائم على فرضية أو احتمالية تحتمل التشكيك في صحة كل منهما (إذا كان موجودًا، وإذا لم يكن موجودًا) وهي إجابة ذكية فعلًا، ولكنها تنهي رهان باسكال جذريًا، لأن المؤمن في هذه الحالة سيكون كالملحد متشككًا حول وجود الله، وهو ما يتنافى مع الإيمان تمامًا وسيكون عندها الفارق الوحيد بين الملحد والمؤمن أن المؤمن يعبد ويتبع تعاليم الإله الذي يشك في وجوده بينما الملحد لا يفعل ذلك. ولا أدري إن كان الله قد يقبل إيمانًا زائفًا كهذا أم لا، لأن المطلوب من الناس حسب التعاليم الدينية هو الإيمان اليقيني الكامل والغيبي، وليس الشك. فمجرد التشكيك بوجوده (حسب رهان باسكال) ينفي الإيمان، والعبادة وإن كثرت فهي لا شيء دون إيمان، والمؤمن في هذه الحالة لن يكون في مأمن كما يعتقد وفق هذا الرهان.
بإمكاني أن أنهي المقال إلى هذا الحد لأن النظرية كلها تهاوت تمامًا حتى قبل أن نبدأ بنقدها فعليًا، ولكنني في هذا المقال أريد أن أذهب إلى أبعد من مجرد نقد نتيجة الرهان إلى نقد الرهان نفسه، فقط احترامًا للقارئ الذي يتوقع تفسيرًا لاختياري هذا العنوان للمقال (تهافت رهان باسكال) وعندها لا مناص من تفكيك الرهان لمزيد من الاطمئنان. بالنظر إلى الرهان فإننا نكتشف أنه يقوم على أساس افتراض أن يكون الإله (في حال وجوده) متطلبًا للعبادة وقائمًا بمبدأ الثواب والعقاب الإلهي، وهي إحدى ثغرات هذا الرهان، فكيف تسنى لباسكال وضع هذه الفرضية من الأساس؟ إذ أن الفرضية يجب أن تكون منطقيًا محتملة لثلاثة احتمالات:
(1) أن يكون الإله موجودًا ولا علاقة له بالبشر على الإطلاق وبالتالي بشرية الأديان كما يفترض اللادينيون. (2) أن يكون الإله موجودًا ومتدخلًا في شؤون البشر وبالتالي إلهية الأديان وسماويتها كما يفترض المؤمنون. (3) أن يكون الإله غير موجود على الإطلاق كما يفترض بعض الملحدين.
ولكن باسكال تجاهل الافتراض الأول وقفز عليه إلى الاحتمالين الآخرين، وهو خلل منطقي خطير جدًا لكل من لديه معرفة بالمنطق أو الفلسفة بشكل عام. الثغرة الثانية في رهان باسكال هو فرضيته القائمة على وقوع غير المؤمنين بوجود الإله في حال وجوده في مشكلة، وهم الملحدون بالضرورة، وهو في هذه الحالة يقفز على منطق أهم من ذلك فإن وجود الإله وتدخله في شؤون البشر سوف يدخل غير الملحدين كذلك في ذات الإشكال بالاعتماد على إجابة سؤال بسيط: (أي الأديان هو الصحيح؟) فإذا كان الإله الموجود إلهًا إسلاميًا، فإن أصحاب بقية الأديان كلهم (بمن فيهم باسكال نفسه) سوف يواجهون ذات المصير الذي سوف يواجهه الملحدون، لأن المسيحي لا يؤمن بوجود الإله الإسلامي، والعكس صحيح وينطبق ذلك على كافة الديانات، وفي هذه الحالة لا ينفع قول القائلين: "المهم أنه يؤمن بوجود إله لهذا الكون." لأن وجوده وتدخله في شؤون البشر وقيامه على مبدأ الثواب والعقاب لا يشترط الإيمان بوجود إله للكون وإنما على معرفة هذا الإله وعبادته، وفي هذه الحالة (أي إذا كان الإله الإسلامي هو الصحيح) فإنه لن يكون هنالك أي فارق بين المسيحي مثلًا وبين أصحاب الديانات الوثنية الشركية، وعلى الأرجح فإن عدم الإيمان بوجود الإله سيكون أفضل من الإشراك بالله، لأن الإله الإسلامي لا يغفر الإشراك به، ويغفر ما دون ذلك. وكذلك الإله المسيحي فهو لا يقيم أي وزن لأي شخص لم يقبل بوجود المسيح في حياته، وهكذا بالنسبة لأصحاب بقية الديانات الأخرى.
ولنأخذ مثالًا بسيطًا لتوضيح الأمر: "قام أحمد باستئجار شقة وظل يدفع بانتظام وتفاني غير مسبوق إيجاره الشهري لزيد لاعتقاده بأن زيد هو صاحب الشقة، وبعد مضي فترة من الزمن تفاجأ باستدعاء من المحكمة بسبب شكوى تقدم بها شخص اسمه عمرو يدعي فيها بأنه صاحب الشقة وبأن أحمد لم يقم بدفع إيجاره منذ أن سكن." فهل يمكن لأحمد أن يقول: "سواء أكان زيد أو عمرو صاحب الشقة فالمهم أنني كنت أدفع إيجاري بانتظام."؟ وحتى إذا استخدم حجته هذه فإن القاضي سوف يأمر بطرده فورًا من الشقة ببساطة لأن القانون يقول: "على المستأجر أن يدف الإيجار للمؤجر وليس لأي شخص آخر." والقانون لا يحمي المغفلين، وفي المحصلة الأخيرة سيكتشف أحمد أنه رغم تفانيه والتزامه التام بدفع الإيجار لم يكن سوى مغفل لا أكثر، وأنه كان ضحية لاستغلال زيد له، وهكذا الأمر نفسه بالنسبة للمؤمنين في حال كان الإله موجودًا ومتدخلًا في شؤون البشر ومتطلبًا للعبادة وقائمًا بمبدأ الثواب والعقاب، فإن الواجب على المؤمن أن يتأكد من الإله الذي يعبده ويتفانى في عبادته قبل أن يكتشف في النهاية أنه كان مجرد مغفل وضحية لإله آخر غير مستحق للعبادة، لأن حسن النية وحدها في هذا الحال ليس كافيًا.
حسنًا .. أصبح من الواضح الآن لكي نقبل برهان باسكال أن نتأكد من الديانة السليمة والصحيحة من بين عشرات الآلاف (بل الملايين) من الديانات التي يعرفها البشر (وهو في هذه الحالة شرط أساسي وضروري للغاية): فأيهما هو الدين الصحيح؟ الواقع أن صاحب كل ديانة سوف يقفز من مكانه ليقول: "ديانتي هي الصحيحة" ولكن كلهم لا يملكون إجابة شافية للسؤال التالي: "لماذا؟" أو "كيف تتأكد من ذلك؟" فما الذي يجعلني أعتقد أن الديانة المسيحية هي السليمة وليس الإسلام مثلًا؟ وماذا لو كانت اليهودية هي الديانة الإلهية الوحيدة والصحيحة؟ هل من السهل الإجابة على هذا السؤال؟ على الأرجح لن يكون هنالك صاحب ديانة يمتلك مقدارًا من الوعي ليقدم نقدًا موضوعيًا لديانته، ناهيك عن أن يقر بأن ديانة أخرى هي الأصح، وإلا لكان اتبعها. من هنا نكتشف أننا أمام معضلة كبيرة، وحياتنا في هذه الدنيا ستكون قصيرة جدًا وغير كافية لقراءة وفهم ونقد كافة الأديان، وعلى الأرجح فإن الموت سوف يداهمنا قبل أن نصل إلى قرار وإجابة منطقية ومقنعة. ورغم أنه لا يوجد سبب واحد يجعلنا نحصر بحثنا في الأديان المسماة (أديان سماوية) إلا أننا سوف نفعل ذلك، بل وسوف نزيد عليه بأن نلغي الديانة اليهودية من باب توفير الزمن لا أكثر. فأي الديانتين أصح: الإسلام أم المسيحية؟
بإمكان الكسالى أن يستشعروا الراحة لهذا التقليص الكبير جدًا في حصر نطاق بحثنا في ديانتين فقط، لأنهم يعتقدون أن البحث في ديانتين أفضل بكثير من البحث في ملايين الديانات، ويؤسفني فعلًا أن يُصاب هؤلاء بالإحباط عندما يعرفون أن نطاق بحثنا ليس منحصرًا في ديانتين كما هو الواضح. فإذا توصلنا لأي سبب من الأسباب إلى القول بأن الإسلام هو الأصح، فإننا سنجد أنفسنا مباشرة في مواجهة عشرات الإسلامات: الإسلام السُني، الإسلامي الشيعي، والإسلامي السني به تيارات لا تعد ولا تحصى، وكذلك الإسلام الشيعي، فأي هذه الإسلامات هو الصحيح؟ ربما يقفز أحدهم ليقول: "لا بأس بأن تختار أيًا منها طالما أنك اقتنعت بأن الإسلام هو الصحيح." ولكن مثل هذا الشخص الانتهازي أعتبره مفتقرًا للعمق الديني المطلوب، فرسول الإسلام نفسه تنبأ وقال: "ستختلف أمتي على بضع وسبعين شعبة كلها في النار إلا واحدة." وعندما سئل عن الفرقة الناجية قال: "من كان على ما أنا عليه أنا وأصحابي"(الحديث) وبالنظر إلى التيارات الإسلامية فإننا سنجدها تدعي بأنها تسير على هدي وسنة نبي الإسلام ولديها من الأدلة من واقع النصوص الدينية ما يثبت ذلك، بل وما يثبت بطلان بقية الفرق الأخرى، وإذا وضعنا في اعتبارنا جملة "كلها في النار" فإن الأمر لن يحتمل مجرد التخمين الانتهازي. وإذا شعرنا بالرهق الذهني أمام تشعبات هذه الإسلامات ووعورة منزلقات هذه التيارات، وقمنا باختيار المسيحية ليس من باب القناعة ولكن من باب البحث عن الحلول السهلة، فإننا سوف نجد أنفسنا أمام عشرات المسيحيات: كاثوليكية، أرثودكسية، بروتستانية، وهنالك عشرات الكاثوليكيات، وعشرات الأرثوذكسيات وعشرات البروتستانيات(!) إذًا فالأمر ليس بالسهولة التي صورها لنا باسكال، وعندها سوف نكتشف أن باسكال عندما وضع رهانه ذلك إنما كان يقصد أحد أمرين، إما:
(1) مجرد الإيمان بوجود إله وحسب، وهو غير صحيح حسبما تقدم. أو ... (2) الإيمان بالإله الذي يؤمن به هو على مذهبه هو، وهو ما لا يمكن التثبت منه كما تقدم أيضًا.
إن رهان باسكال في الحقيقة رهان سطحي ######يف للغاية، ولا يحمل أي منطق إلا لولئك الكسالى الذين لا يحبون أن يرهقوا أذهانهم بالتفكير، ويبحثون دائمًا عن الإجابات الجاهزة. بالإضافة إلى كل ذلك فإننا نجد أن رهان باسكال له ميزة غريبة وعجيبة، فهو إضافة إلى كونه رهانًا فاقدًا للمنطق والدقة، فإنه فوق ذلك رهان انتهازي للغاية، فما معنى أن نؤمن بفكرة وجود الإله فقط لمجرد الخلاص من العقوبة، فإذا تم اكتشاف أنه غير موجود فلا مشكلة مع الإيمان؟ من وجهة النظر الدينية (كما تقول صديقتي) هل يعتقد هؤلاء أن الله غبي ليقبل إيمانهم وأعمالهم بهذه الطريقة؟ وصديقتي محقة في ذلك، فمن يعبد الله معتمدًا على رهان باسكال (سواء علم ذلك أم لم يعلم) إنما يعبده بدافع انتهازي لا يمكن لإله أن يتقبله أبدًا، إلا إذا كان إلهًا انتهازيًا بالمقابل. وإني لأتساءل فوق تساؤلات صديقتي: "هل كان يعلم باسكال خطورة ما يقول؟" إن هذا الكلام معناه ببساطة شديدة عدم أصالة الأخلاق، لأن الذي سوف يمتنع عن السرقة (مثلًا) لن يفعل ذلك إلا خوفًا من فكرة الله، وليس لقناعة راسخة بأن السرقة عمل غير أخلاقي، وكذلك الأمر بالنسبة لكافة الأعمال والأفعال الأخرى التي يفعلها المؤمنون إما طمعًا في الثواب، أو خوفًا من العقاب، وهو ما يعني أن تفقد كل القيم أصالتها لتكون مرتبطة فقط بالمصلحة الآخروية. وأنا هنا أود سؤال المؤمنين: "أيهما أفضل: الشخص الذي يتصدق على الفقراء طمعًا في الحسنات، أم الشخص الذي يتصدق على الفقراء بدافع إنساني بحت؟" إن رهان باسكال بشكله هذا يقودنا إلى نتيجة مفادها أن الدين يشوه الأخلاق وينفي أصالتها وإنسانيتها، هذا إضافة إلى تشويه شكل العلاقة بين الإنسان وبين الإله، فهي لن تكون (في هذه الحالة) قائمة على المحبة والعرفان وإنما المنفعة. ولكن لماذا الحيرة إذا كان الإله الإسلامي نفسه يُصادق على هذه العلاقة {{يدعونه خوفًا وطمعًا}} فدون أن يشعر باسكال فإنه أكد لنا أن الدين قائم أصلًا على فكرة الترهيب والترغيب، وهما دافعان يفقدان أفعالنا أصالتها، لأننا إن لم نقم بالفعل عن قناعة شخصية دون توقع ثواب ما، أو خوفًا من عقاب ما فإنه سوف لن يكون ثمة فارق بيننا وبين مرتكبي هذه الأفعال.
هكذا نرى أن الفكر الديني مهما تلون في ثوب فلسفي أو علمي فإنه فاقد للمنطق، ولا يمكن الوثوق به إلا عبر عقلية دينية أيضًا لأن العقلية الدينية خاملة ولا تذهب إلى عمق الشيء لتكتشف صحته من عدم صحته. هي ذات العقلية التي تضحك على عبدة النار والأبقار، في حين يرون أن عبادة شيء غير موجود ولا يمكن إثبات أو التأكد من وجوده أمرًا منطقيًا بل وبديهيًا، ولا يشعرون بالحياء أو الخجل وهم يبشرون بهذه الفكرة(!)
05-22-2013, 05:44 AM
أحمد ابن عوف
أحمد ابن عوف
تاريخ التسجيل: 04-26-2010
مجموع المشاركات: 7610
سلامات أخ هشام ادم. طبعا عارف ان مقالك ده ما فيه جديد و هو عباره عن رأي فولتير( وآخرين من زمن باسكال نفسه) في رهان باسكال!!! ما علينا. لكن انا استغرب جدا من قولك بانه عدم الكذب و عدم السرقة خوفا من الله( بس) ذي ارتكاب هذه الأفعال. معقولة بس!!!! ما في أصلا قانون في الدنيا بيعتبر انك سارق إذا انت ما سرقتا لانه في بوليس حايم في الشارع. الفرق الوحيد ان الخالق موجود دائماً.
و ما فارق إذا كنت بساعد الفقراء حبا في مساعدتهم أم طمعا في الأجر. لانه حتي مساعدتهم ( حبا في المساعدة) فيها دوافع تانية ( أنانية) ذي حب الظهور، حب سماع استحسان الناس لأفعال المحسن، او حتي الشعور بالعظمة لمقدرتي علي مساعدة الناس. علي العموم رهان باسكال ( علي غير ما انت فاهم ) ما دليل علي وجود خالق. هو ( ذي ما في اسمه بالضبط)، رهان. لو عاوز تربح في الدنيا دي، اختيارك مفروض يكون انه يوجد خالق. It is simple math. لكن لو عاوز تعاند بس Suit yourself أبدا من هنا و بعد داك ح تلاقي الإيمان في قلبك. أما موضوع أي دين تختار، ف عشان ما تقول الناس كسالي، go ahead ابحث عن الدين الصحيح اللي ( بيناسبك). ما تزعل، لكن لما تقول ان البشر لازم يفعلوا الخير ليس حبا في الثواب او خوفا من العقاب، لكن اصالة منهم، بحس انك زول naive جدا.
05-22-2013, 06:23 AM
أحمد ابن عوف
أحمد ابن عوف
تاريخ التسجيل: 04-26-2010
مجموع المشاركات: 7610
. الأستاذ هشام آدم مرحبا.. أشكرك علي المقال،هو عميق، وجريئ ... وفي نفس الوقت يتطرق لتطلعات خارجه عن المألوف.. .. ملاحظه: بالنسبه للأرقام، الألوان..إلخ . تعتبر هي من معارف ، تجارب، وخبرات الإنسان. وبموجب هذا هي معلومه لديَه(مُسبقاً).. لكن، كل ما يفعل الإنسان بها، هو مجرد إعاده لترتيبها وتوليفها داخل (حيًز الزمكان) ثم ينطلق من تلك الخلفيه متخيلاً مجرداتها (صاعد، هابط - موجب ، سالب مش فارق).. رغم هذا يبقي الأمر برمته ناتج من منتوج عقل الإنسان أو(حصيلة جمعيه لعقله ، منذ الخلقه الأولي إلي يومنا هذا).. من هنا: نجد مجردات هذه الأشياء سهلة التصور حتي ولو أنها غير متناهيه، لأن تركيبها تم في العقل(الذي يعمل داخل المكان والزمان)..لكن لننتبه للآتي: التعقل الذهني في هذه الحاله يعمل في وسط معروف ومألوف لديه والآليات التي يستخدمها تعمل هي الأخري داخل مساحة الخبره المُسبقه أو المعارف المكتسبه من خلال تفاعله داخل حيَز الزمان والمكان... لأن الذهن دائماً يعمل في مجال الضديًه(أبيض،أسود..إلخ) ولايستطيع أن يعمل خارجها لأنه سيحتار ويتوقف! لأنه لايمتلك أي آليه خارج ذلك الإطار.. لذا، تجد أي فكر ينبثق من العقل بالضروره أن يكون مقيد ومتناهي. تركيبة الأرقام: 012345…9 وتركيبه أخري هي اللون الأبيض بتفصيلاته المعروفه.. تعتبر هي مجرد تواليف لأشياء معلومه مسبقاً .. تخلط هذا مع ذاك،تجمع هذا مع ذاك...العمليات دي وتواليفها تعتبر(معارف قديمه) ماحتوصلنا ولا حتقربنا من المُطلق الذي دائماً هو (جديد) وغير مُجزأ..طبعاً ، إذا جزأته قيًدته!. نرجع لمعرفة المطلق أو "القوه الخالقه".. أي شخص عايز يفكر أو عايز يثبت وجود المطلق ستقابله مشكله رئيسيه تكمن في (ماهية) المنهج أو آليته التي يمكن الإعتماد عليها في عملية التفكير أو في عملية التجزئه لإثبات مايود إثباته!.قطعاً، الألوان،الأرقام........ لاتصلح، بل هي دون مساحة المُطلق..لأنها أشياء معلومه ومعقوله بأداة التعقل أي (لها أضداد وتعمل بموجب قانون الضديه)! إذاً، لاتصلح لتجربة المُطـلق.. لاتوجد أي مرتكزات عقليه يمكن أن يرتكز عليها المُفكِر أو الباحث ليصل إلي عالم المُطلق لأنه وبكل بساطه: العاقل ، المعقول والمُتعقِل تتم هذه العمليه في حيز الزمان والمكان! من حسن الحظ : متي مايصمت العقل عن تركيب وتوليف القديم سيخرج حتماً من ذلك الحيز الضيق مستمداً طاقه حيويه بمقدورها أن تعمل وثبه نحو الجديد وبصوره تلقائيه!. علينا فتح الأبواب والنوافذ ليدخل علينا الضوء .. حتماً.. سيدخل علينا حتي لو رفضنا دخوله (سنه كونيه)!. ويكون العكس صحيح.. لن يدخل علينا إذا أغلقنا الأبواب والنوافذ رغم وجود الشمس.. يبقي الأمر من جانبنا ماعايز أي مجهود عضلي أو عقلي.. بكل بساطه، نترك المقاومه والباقي يأتي من تلقاء نفسه، لأنه واجب.. والواجب لازم يكون! .
Quote: فأنت في الأولى لا تحتاج لذكاء لإثبات أنه دهب خام ولم تمر عليه يد الإنسان وفي الثانية برضو ما بتحتاج لذكاء لإثبات بأن صائغ قد صاغ هذا القرط المنظم بغض النظر عن إنو ماهر أو غير ماهر ولكن بإنتظام القرط قد عرفت بأن هندسته من صنع صائغ
كلامك صحيح من وجهة نظر عقل جمعي لفكرة ماهو النظام وماهو غير النظام.. يعني فكرة النظام نفسها هي فكرة مخلوقة عبر تطور زمني بادي من ورا وماشي برضو لي قدام ولسع ماشي.. اعني ان الانسان الاول مثلا كان يرى في الحربة المسنونة قمة الابداع لفكرة الصيد.. وتطور الامر مرورا بالنشاب لحدي ماهسي بي بي الموجات الصوتية ذاتو..
فلو اعتمدنا على فكرة ان شيئا منظما ما يصلح لكي يكون مبررا لوجود الله، فاننا بلا شك نجعل الله في مكان ضيق حين يتطور الامر وياتي النظام بنظام اخر اكثر دقة.. ودي مسالة محضورة وقاعدة تحصل يوماتي بتطور الاشياء والعلم.. يعني الاعتماد على شي ثابت لاثبات امر مطلق قد يكون فيهو اعتلال..
فالانسان مثلا ليس دقيقا وكاملا حين نقارنه حتى بفكرة الكمال الماخوذه برضو من العقل الجمعي الانساني، خليك من فكرة الكمال المطلقة.. لاعتبارات بسيطة مثلا: العقل الانساني برغم قدرته على انتاج رادار ، بس قدرته على الرصد بي عقلو ( الانتا بتفترض فيهو الابداع) قد تنتهي بي الحيطة بتاعة الجالوص الجنبو..
صحيح العقل والمخ فيهو ابداعات بمقايسسنا الانسانية الماخوذة من العقل الجمعي والتراث العلمي المكتسب عبر سنين..بس برضو لو مثلا كانت اضيفت ليهو فكرة الرصد عن البعد وكان فيهو بلوتوث جنب الاضان وعندو قدرة على ارسال فاكسات من الاسنان مثلا وفيهو خلية بتعمل زراعة جذعية ذاتية كان ممكن يكون اكثر كمالا واابداعا ..وبالتالي يليق الحاقها باله مطلق في قدراته..
الذي اود ان اقوله هو ان ماقد يتراى لك نظاما في دنيا الناس هذا هي مسالة معيارها فكرتك انتا عن دلالة معنى "النظام" نفسو، ودي فكرة اتت مدلولاتها دون شك من تقديرات تراكم الخبرات البشرية ..
دمتا رايق..
لستُ ملحدا او منكرا..ولكن اثبات وجود الموجود من موجوداته مسالة لن تجدي..
05-22-2013, 12:54 PM
garjah
garjah
تاريخ التسجيل: 05-04-2002
مجموع المشاركات: 4702
الكلام عن قدرات العقل البشري، في الغالب، يتم تقييدهُ بحيِّز الزمان والمكان، ولكن بنظرة في "التاريخ" البشري، سوف نفهم أنَّ هنالك جوانب في ميكانيزم العقل البشري مُهملة بعض الشيء، وهو جانب الاستعداد للتطور. وبالتأكيد فإنَّ التطور نفسه (على مستوى التاريخ اليومي) مُرتبط بحيِّز الزمان والمكان كذلك، وهكذا فإنَّ النظر إلى هذا الأمر من زاوية النظر الضيِّقة هذه هو ما يجعلنا نُخطئ، غالبًا، في حُكمنا على المقدرات الحقيقية للعقل البشري، ومدى قدرته على الإبداع والتخيِّل. ماذا أقصد بكل ذلك؟ خذ شريحة عشوائية من قدرات العقل البشري لإنسان العصور البدائية، واسحبه إلى واقعنا اليوم، ثم اسحبه مرَّة أخرى، إلى المُستقبل بعد ألفي سنة من الآن، وحاول المُقارنة. ستقف بنفسك على مدى التطور المُذهل (الذي يُقارب الخيال) في القدرات العقلية البشرية. وبالضرورة فإنَّه لن يُمكنك الفصل بين هذه القدرات وحركتها التطورية وبين حيزية الزمان والمكان.
ما أُريد قوله هنا، يا عزيزي، هو أنَّه، ربما للأسف، لا يُمكننا الاستغناء عن عقولنا لإدراك الكون وظواهره، لأنَّ هذه هي آلياتنا المُتاحة للإدراك، وهي آليات لا يُمكنها التعامل بشكل مُباشر وعملي مع المفاهيم غير المادية، وعلى هذا فإنَّ المفاهيم غير المادية (إن كان لها وجود أصلًا) فهي خارج إطار إدراكنا فعلًا، ولكن هذا يُمكن اعتبارًا خللًا أو عيبًا؟ بالتأكيد الإجابة هي بالنفي، على الأقل بالنسبة إليّ؛ لماذا؟ لأنَّه لم يثبت حتى الآن (لا علميًا ولا فلسفيًا) إمكانية وجود حيوات غير مادية، وبالتالي فإنَّ عدم إدراك غير الموجود ليس عيبًا في قدرتنا على الإدراك الذاتي، بل هو عيب في الموضوع المُنعدم أصلًا.
الكلام عن (الله) وكذلك أيّ شيء (لا يُمكن إثبات وجوده: ملائكة – شياطين – أرواح – كائنات خرافية) هو بالضرورة ليس مما يُمكن إدراكه، لماذا؟ لأنَّ غير موجودة أصلًا، كما أنَّ الإنسان اختار لها أن تكون كذلك، وفي اعتقادي الشخصي، فإنَّ فكرة (الله) والمُطلق بالعموم، هي من الأفكار التي ساعدت كثيرًا في تطوير العقل البشري، وتوسيع قدراته على التخيّل، وهذا شيء يُحمد للعقل البشري.
عبقرية المفاهيم غير المُدركة حِسيًا تكمن في كونها قابلة للتطور بتطور الإنسان نفسه عبر التاريخ، ولهذا فإنَّ المفاهيم المُطلقة لا يُمكن أن تكون نهائية؛ ففكرة الخير والشر مثلًا، هي مُرتبطة تمامًا بحركة الإنسان داخل التاريخ؛ وبالتالي فإنَّ مفهوم الخير المُطلق مفهوم غير مُدرك، لماذا؟ لأنَّه ببساطة غير موجود، فليس هنالك شيء اسمه "خير مُطلق" فالخير كقيمة مُجرَّد يتغيَّر باستمرار وفقًا لنمط حياة الإنسان وحاجته، وطالما أنَّ هذه الأنماط الحياتية في تغيُّر باستمرار، فإنَّ القيم المُجرَّد المُرتبطة بالإنسان سوف تظل مُتغيَّرة باستمرار كذلك، ولهذا لن يكون هنالك قيم مُجرَّدة مُطلقة أبدًا. وفكرة الإطلاق في أساسها، كما أراها، جاءت من عشق الإنسان للكمال، وبحثه الدؤوب عنه ابتداءًا من فكرة الخلود وانتهاءً بفكرة الله المُطلق.
وفي مقال لي بعنوان (الحواس التوأمية للإنسان) فرَّقتُ بين مفهومين للإدراك: الإدراك الحسي، والإدراك الذهني، باعتبار أنَّ المُدركات الحسية هي بالضرورة مُدركات ذهنية، ولكن ليس العكس صحيحًا، فلا يُمكن أن تكون المُدركات الذهنية مُدركاتٍ حسية إلَّا عند تمكننا من إخضاعها إلى منافذ الإدراك الأساسية (الحواس الخمس)، وهي أدواتنا التي لا نملك غيرها للإدراك، ولكن فكرة قصور هذه الأدوات نفسها، يترتب عليها، سابقًا، افتراض أنَّه كان بالإمكان امتلاك أدوات أخرى، وهي افتراض "تخيلي" لا يُمكن أن نبني عليه نتائج مُؤكدة. كأن تقول مثلًا: "لو كان لي جناحان لكان بإمكاني الطيران" فأنتَ، هنا، تعزو عجزك عن الطيران إلى افتراض أنَّك لا تمتلك جناحين، ولكن هل كان من المُفترض، أصلًا، أن تمتلك جناحين حتى يكون عدم قدرتك على الطيران أمرًا مُعيبًا؟
الحل هنا، يا صديقي، يكمن في قدرتنا على حل قضية الفلسفة الأساسية (أيهما أسبق إلى الوجود: المادة أم الوعي؟) وفي اعتقادي أنَّ محاولة الإجابة على هذا السؤال هو طريقنا إلى معرفة الأمر بشكل أكثر دقة، حتى نفهم على وجه التحديد ما إذا كان بالإمكان فعلًا افتراض وجود كائنات أو أشياء خارج مفهوم المادة أم لا (وأنا هنا أقصد المادة بمفهومها الواسع وليس مفهومها الكلاسيكي) وعلى هذا فإنَّ "الفوتونات" مثلًا، تُعتبر مادة، رغم أنَّها لا تمتلك كُتلة، وربما معلوماتك حول هذا الأمر تعفيني من الإسهاب في هذه النقطة، وما أريد أن أنتهي إليه من ذلك هو أنَّ: الكون كُلَّه يُعتبر مادة وبالإمكان إثبات وجود مادة مُستقلة عن الوعي، ولكن هل فعلًا يُمكن إثبات وجود وعي مُستقلًا عن المادة؟
وإذا أخذنا (القيم المُجرَّدة) على سبيل المثال: هل يُمكن أن يكون لها وجودٌ مُستقل عن المادة؟ أم أنَّ الوعي (دائمًا) مُرتبط بالمادة وبشكل غير مُنفصل؟ هل يُمكن تصوّر وعي بلا مادة؟ أعني: هل الخير كقيمة له وجود مُستقل عن المادة؟ مبلغ علمي هو أنَّه لا وجود لوعي أو فكر قيم خارج المادة؛ بل وأكثر من ذلك فإنَّ المادة هي التي تُنتج الوعي وتُؤثر عليه، وليس العكس. وبالتالي يُصبح افتراض أنَّ هنالك إله (ليس مادي) يُمكن خلق المادة هو افتراض ساقط فلسفيًا، ولا يُمكن القول به إلَّا إذا تجاوزنا عن هذا الإطار الفلسفي. ولهذا فإنَّني أقول إنَّ (الله) وكل الأفكار والقيم المُجرَّدة والمُطلقة هي من إنتاج العقل البشري المادي.
مودتي
05-22-2013, 01:35 PM
هشام آدم
هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
هل تعتبر جُملة مثل: "هسى النذير دا نقول ليهو شنو" جُملة ساخرة؟ وهل تعتقد أنَّ أي سخرية يُمكن أن تكون موجودة في هذه الجُملة مُبرر كافٍ لقفزك عن "الموضوع" وتجاوزه إلى الإساءة الشخصية لي بالجهل؟ وهل إذا كان ذلك فعلًا مُبررًا على اعتبار أنَّ جُملتي أعلاه كانت هي دافعكَ في ذلك هنا، فما هو مُبررك لتكرار نفس الإساءة في مكانٍ آخر قبل ذلك؟ هنا مثلًا: Re: هل يرضيك هذا يا هشام آدم ؟ (توجد وثيقة)
Quote: دي مشكلة هشام آدم الحقيقية وهي جهله بالعلوم ، هشام آدم كأديب ما عندنا فيهو كلام، لكنه يجهل العلوم ويرى أنها تفسر له عدم وجود الخالق في حين إنو لو فهم العلوم هو العكس صحيح، وقبل كدا ذكر هشام آدم مثل عن الصدأ بأنه ينتج من العدم، ولو كان يدري النذر الضئيل من علم الكيمياء لعرف أن الصدأ هو أكاسيد الفلزات وهو إتحاد عنصر الأوكسجين مع الفلزات.
عمومًا، أنا أحترم رأيكَ في شخصي، ولكن تأكد أنَّ لكل شخص، رأيه في أيّ شخص آخر، ولكن في الحوارات الموضوعية يتم تحييد وجهات النظر الخاصة المُتعلقة بالشخوص، والولوج مباشرةً إلى صُلب الموضوع، ومسألة جهل أو عدم جهل المُتحاور معك، هي نتيجة قد تصل إلى الآخرين أو لك شخصيًا، ولكنها ليست الهدف الذي ينبغي أن تصل إليه في الحوار، أو حتى أن تبني عليها مُرتكزكَ في الحوار. عمومًا: "حصل خير"
احترامي
05-22-2013, 02:09 PM
Muhib
Muhib
تاريخ التسجيل: 11-12-2003
مجموع المشاركات: 4084
هشام ..وانا الاسعد ..سعيد بعودتك للمنابر للكتابه ..انا شخصيا سعيد لانك باحث وطالب علم ..في اعتقداي المسيحيه سوف تجيب علي كثير من الاسئله المثاره من جانبك ..لو عندك صبر المواد متوفره من كتب وخلافه .. المسيحيه عميقه ولها اجابه جيده لمشكله المعاناه التي لا يمكن نكرانها . هنالك الم (طبيعي ائ سببه الكوارث الطبيعيه ) وايضا الم يسمي (اخلاقي) ائ سببه الانسان وتصرفاته الحره ( شخص يقتل شخص اخر او يسبب الم لاخر بطريقه ماء) هذا يسمي الم اخلاقي . انا درست هذه الاشياء بالانجليزي وتعريبي دوما ليس صحيح .. السؤال كبير وعويص واجابه قصيره له ليست عادله .. انا عايز اعطيك واحد من افضل الكتب في الموضوع وكبت بواسطه متخصص في فرع الدفاعيات وهو نفسه كان ملحد
انا طلبي منك ان تستمع لهذا الكتاب ..بالانجليزي وانا عارف انك عندك المقدره تفهمه ..لو لديك المقدره اشتري الكتاب ايضا وما غالي ولو عايز انا ممكن اشتري ليك الكتاب وارسله ليك ..رسل لي ماسنجر ولو انت في الغرب برسله ليك .. الكتاب اسمه ..
وأشكركَ على الرابط، وبالتأكيد سوف أستمع إليه في أقرب فرصة أجد فيها نفسي مُهيًا للاستماع. ولكن وددتُ أن لو تحاورتُ معك مُباشرةً حول فهمك الخاص عن هذا الأمر، فكما ذكرتَ فإنَّ مُعضلة الشر أو المُعاناة، هي من المُعضلات الشائكة جدًا، رغم أنَّها، في تقديري، تأتي لاحقةً لمسألة إثبات وجود الإله. فالأمر كما أراه، هو أن مُناقشة المُعاناة ووجود الشر، هي مما يُمكن مُناقشتها على ضوء نتيجة بحثنا حول فكرة الإله نفسه. وأنا شخصيًا، لا أرى أنَّ مُعضلة الشر هذه هي، فعلًا، مما يُمكن أن يُفيد قبل حسم هذا البحث حول وجود أو عدم وجود إله وخالق لهذا الكون، فلو ثبتَ أنَّه موجود، فإنَّه بالتأكيد سوف يسهل علينا تبرير ما دون ذلك، أو حتى الاستسلام الكامل لكُل مُقتضيات الفكرة وما يترتب عليها. لكن على أيّ حال؛ فلا بأس بمُناقشة مُعضلة الشر، وأنا أُكرر لكَ سعادتي بوجودكَ في هذا البوست.
محبتي وترقب مني رسالة على الخاص.
05-22-2013, 02:57 PM
هشام آدم
هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
تقول: "دعني اسألك من الذي كفل حق الحياة للجميع وليس لفئة دون اخرى كما ذكرت في معرض حديثك. لانني افهم أن كفالة حق الحياة للجميع هي تحريم قتل النفس الا بالحق أو كما قال جل وعلا اذا انت تؤمن بوجود من يكفل حق الحياة للجميع"(انتهى الاقتباس) المُشكلة هنا تكمن في عبارة (إلَّا بالحق) ولو كانت مثلًا (تحريم قتل النفس إلَّا بالنفس) لما كان ذلك محل خلاف. المُشكلة في "فهمنا" لماهية "الحق" الذي يحل به دم الإنسان. وفي سبيل ذلك فإنَّ فكرة "حماية الدين" قد تكون حقًا يحل بموجبه دم الإنسان، وكذلك ما يُمكن أن يُسمى في الفقه الإسلامي بمُعاداة الإسلام أو الحرب على الله ورسوله، وهو باب واسعٌ جدًا، يدخل من ضمنه تقييد حرية الإنسان في الرأي والتعبير، كأن يرى الحاكم (أو من يقوم مقامه) أنَّ نقد الأديان هو من باب مُحاربة الله ورسوله، وبالتالي إحالة الأمر إلى آية الحرابة. وفي العموم، فإنَّ عبارة (إلَّا بالحق) هي عبارة فضفاضة لا يُمكن الاتفاق حولها، لأنَّ ما تراه أنتَ –كمُسلم- حقًا قد لا يراه الآخر –غير المُسلم- كذلك، بل قد لا يتفق مسلمان على الأمر ذاته. ولكن فلنقرأ ما جاء في التفاسير من تأويل لعبارة (إلَّا بالحق) في آية {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}(الأنعام:151):
بالنظر في هذه التفاسير التي عليها إجماع بين أهل السنة والجماعة، فإنَّ عبارة (إلَّا بالحق) قد تتعدى أمر قتل النفس بالنفس إلى ما هو أبعد من ذلك مما يدخل تحتها قتل المُرتد، والزاني المُحصن، والمثليين، وحتى الخارج عن الإمام أو الحاكم (كما جاء في تفسير القرطبي) قد يدخل في باب (إلَّا بالحق) كما أنَّ مفهوم "محاربة الله ورسوله" ومفهوم "مفارقة الجماعة" هي من المفاهيم المطاطية التي لا يُمكن التعويل فيها على فهم واحدٍ، وقد يكون الأمر فيها متروكًا للتقديرات الشخصية. وعلى أيَّة حال، فإنَّ غير المُسلم (داخل المجتمع المُسلم) لن يكون آمنًا على نفسه وعلى حياته فإن لم يكن بسبب مُعتقده وديانته المخالفة، فبسبب ممارسته لحرية التعبير والرأي، والذي قد يدخل، كما قلنا، في باب مُعاداة الإسلام.
تحياتي
05-22-2013, 03:06 PM
AMNA MUKHTAR
AMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702
"الإيمان" بوجود خالق، أو "عدم الإيمان" به، هو مسألة شخصية جدًا، ومن السَّذاجة مُناقشة المسائل الشخصية: لماذا تُحب الرُّز ولا تُحب البيض؟ لماذا تُحب اللون الأزرق ولا تحب اللون الأبيض؟ لماذا تُعجبك كِتابات هذا ولا تُعجبك كتابات ذلك؟ لماذا تُحب فلان ولا تُحب علان؟ لماذا أصبحت علاقة آمنة مُختار معي علاقة رسمية؟ كُلَّها مسائل شخصية لا تُجدي مُناقشتها، رغم أنَّ كل شخص قد يحمل دفوعات وتبريرات منطقية بالنسبة إليه، سواء كانت تبريرات وحجج منطقية أو مُجرَّد ميل "قلبي" ليس له تبرير مُحدد. أنا هنا لا أُناقش "إيمان" المُؤمنين، وإنما أُناقش "فكرة" الخالق كفكرة فلسفية صرفة، تمامًا كما قد نُناقش أيّ فكرة أخرى. فمثلًا، لا يحق لأحد أن يسألني: "هل أنتَ مثلي؟" ولكن من الممكن مُناقشة "فكرة" المثلية نفسها سواء من زاوية اجتماعية أو دينية أو نفسية أو علمية .. إلخ. وربما تقاطع الفكرة مع الإيمان الشخصي، هو ما يجعل الأمر أكثر صعوبة.
مودتي
05-22-2013, 03:55 PM
أحمد ابن عوف
أحمد ابن عوف
تاريخ التسجيل: 04-26-2010
مجموع المشاركات: 7610
The Problem of P..." The YouTube account associated with this video has been terminated due to multiple third-party notifications of copyright infringement.
لا أعرف إن كانت المشكلة في الرابط أم عندي أنا
05-22-2013, 11:37 PM
النذير حجازي
النذير حجازي
تاريخ التسجيل: 05-10-2006
مجموع المشاركات: 7170
يا هشام بالجد أنا ما كنت عارف إنك رميتني بعدم احترام المحاور ليه؟ وكويس إنك وضحت السبب، يا هشام أنا لمن قلت إنك جاهل بالعلوم هنا أو في بوست آخر، والله ولم أقصد به التقليل من شأنك، بعتبرو رأي قد يقبل الصواب أو يقبل الخطأ، وأنا عن نفسي برضو بقول جاهل في أشياء معينة، وما شايف فيها حاجة، وأنا مقتنع بالقول القائل: قلت لمن إدعى في العلم فلسفة حفظت شيئاً وغابت عنك أشياء وحتى كتابتي السابقة لم تكن رد فيك لكلامك الذي لم أقبله، ولكن فقط استغربت من إنك تناشدني بالتحلي بآداب الحوار وإنت في نفس الوقت لم تطبقه.
تقبل إعتذاري ولك العتبى حتى ترضى واحتراماتي
05-23-2013, 02:05 AM
رشا احمد
رشا احمد
تاريخ التسجيل: 09-18-2010
مجموع المشاركات: 694
ربما يكون الإلحاد هو الطريق إلي التوحيد والإيمان الكامل .. ولي في الراحل الدكتور مصطفى محمود إسوة حسنة .. أحيانآ يتطلب البحث عن الحقيقة سلوك دروبٍ وعرة.
سلامات هشام ...
بــ (هدوء) ... !
معاكـ حق،
But, the music is NOTHING if the audience is DEAF
audience like Abo MALAZ ^_^ 4 example
05-23-2013, 03:07 PM
هشام آدم
هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
هشام .. يبدو لي ان الشخص النزل الكتاب علي اليوتوب ليس لديه حق النشر ..علي العموم انا رسلت ليك الكتاب من امازون واتوقعه في العنوان بعد اسبوعين .. بوضح ليك في المسنجر ..
05-25-2013, 06:53 AM
امجد محمد الأمين
امجد محمد الأمين
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 350
الاخ هشام آدم ... سلام وتحية لك ولضيوفك الكرام ... مازلت اعتقد ان العقل البشرى يعجز عن اثبات وجود الله ... وكذلك على نفيه وذلك لعدم وجود الثنائية او ال contrast التى يستند عليها العقل البشرى كآلية للاِدراك فيما يتعلق بالأشياء غير المحسوسة فمعرفة الليل لا تتم الا بوجود النهار ... وبالأبيض يُعرف الأسود ... والحق بالباطل ... وهكذا ولذلك ... وجود مفهوم واحد مطلق (الله)... واِنتفاء وجود النقيض له او قيمة مكافئة له ... يجعل من الصعوبة بمكان على العقل البشرى اِدراك هذا المفهوم والوقوف على حقيقته ناهيك عن اِثباته او نفيه بشكل قطعى وفقاً لآلية عمل هذا العقل.... اِلا من حيث الاِعتماد على القرائن ... على غرار ان البعرة تدل على البعير وان السير يدل على المسير! اما من ناحية العلم ...برضو لا يمكن حسم الأمر .... فكما ان العلم الحديث يدعو للاِيمان .... فهو يدعو للاِلحاد كذلك.. ولذا فاِن أمر الايمان بوجود الله من عدمه يقوم على مبدأ التسليم ... ويمكن اِعتبار وجود الله مُسلّمة من المُسلّمات والمُسلّمة هى الحقيقة التى لا يمكن اِثباتها علمياً .... ولا يمكن كذلك دحضها علمياً ... ولذلك يتساوى عندها العالم والجاهل ... وهى غير مرتبطة بمستوى معرفى او تعليمى. ويمكنك الرجوع لما قاله استيفن هوكينغ (بما انك أشرت اليه)عندما تحدث عن عمر الكون ... حيث أورد كل الأسانيد التى تشير الى وجود الله علمياً , وقابل كل تلك الأدلة بما يدحضها علمياً أيضاً وتساوت عنده الفرضيتين من الناحية العلمية البحته ! .... اما فلسفياً فأعتقد ان مفتاح الوصول الى وجود الله يكون من خلال الاِجابة على أهم سؤالين فى الفلسفة ... وهما : ان الكون المادى من حولنا يقوم على المشخّصات ... فمن اين جاء التجريد اِذاً ؟ مع ملاحظة ان قوانين الطبيعة تقوم على عدم الانتظام والتناقض ... بينما قانون الفكر الاِنسانى يقوم على عدم التناقض ... فمن اين جاء قانون عدم التناقض للعقل البشرى بينما قوانين الطبيعة من حولنا تقوم على التناقض ؟ اعتقد ببساطة شديدة انه عند النظر بتدبّر فى القرآن الكريم ....والوقوف على قصة سيدنا آدم بشىء من التعمّق ...يمكننا ان نقف على الاجابة ... وبالتالى فض الاِشتباك !
تحياتى
05-27-2013, 08:14 PM
النذير حجازي
النذير حجازي
تاريخ التسجيل: 05-10-2006
مجموع المشاركات: 7170
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة