فهم لايكتبون شعراً او أدباً رفيع او مرثيات او مدحيات ولا ينتقدون السياسة في مقالات تتزعز لها اركان العالم او قصص عاطفية تلتهب لها مشاعرنا وتتكوم رماد .. هذه الشريحة التي تراها متراصّة على كراسي وترابيز قديمة (لزوم الشغل) امام المحاكم الجنائية او الشرعية منها ، ينشغلون طِوال اليوم في اصطياد مشاكل العامة من الناس ليأخذوا منهم لّب ورؤس المواضيع ويبدءون في نسجها في سيناريو مترابط رصين لغوياً ومتماسك نحوياً وخالى حتى من الأخطاء الأملاْئية وعلى خط بهيج ومحترِف *..
لكنهم يكتبون وبكل رصانة اللغة ومعافاة خطها .. فكيف يتم تصنيف هؤلاء ؟
وسنواصل ..
ـــــ *استحضرت ـ قصة السيدة التي جاءت الى العُرض حالجي وحكت له في إقتضاب موجز عن مشكلتها ، فكتب لها صاحبنا ثلاثة فلوسكاب ملئ بالجنبتين ، وعندما فرغ.. قراء لها ماكتبه للقاضي فأدهشت السيدة بالبكاء الحار، وعندما سألها لماذا تبكين ؟ ... قالت له : انا ماكُنت قايلة نفسي مظلومة قدر ده ...
12-28-2008, 10:05 AM
خضر حسين خليل
خضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087
Quote: استحضرت ـ قصة السيدة التي جاءت الى العُرض حالجي وحكت له في إقتضاب موجز عن مشكلتها ، فكتب لها صاحبنا ثلاثة فلوسكاب ملئ بالجنبتين ، وعندما فرغ.. قراء لها ماكتبه للقاضي فأدهشت السيدة بالبكاء الحار، وعندما سألها لماذا تبكين ؟ ... قالت له : انا ماكُنت قايلة نفسي مظلومة قدر ده
يديك الفي مرادك ياود الجزولي !!! قاعد أقرا وبستحضر في صف العرضحالجية القاعدين علي لإصطياد (أرازقهم)
يا محمد
الا تتفق معي في المثل البقول :
مصائب قوم عند قوم فوائد !!!
تسلم ياخ
12-28-2008, 10:20 AM
عبدالغني كرم الله
عبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323
من الفقرات التي وقفت عندها كثيرا، وأنا أقرأ كتاب، (الإسلام والفنون للأستاذ محمود)، فقرة تقول (أن الجسد عارف، وعلى العقل ان يكون مثله)،...
وللحق، الجميع ينفعل بالحياة، بطراوة النسيم، بصدر حبيب، بأغنية حالمة، أو صاخبة، بخفق كوني، بحيرة عظيمة، ولكن (كيف نملك الأسلوب للتعبير عن (ملكة التعبير)، وهي الحياة..
ودوما، تكون المعاناة، حين نحاول أن نصب الحياة (بكل انفعالتها، حتى أدق خلجات النفس)، في قوالب التعبير، في أي لغة، ودوما تحس بالإخفاق، ممكن عشان كدة، قال بعض الزهاد (ليس لسفن العبارة، في مجال التوحيد مجال)، وومكن تكون هي مقولة النفر (اذا اتسعت الرؤية ضاقت العبارة)..
ونفس القصة مع المرة التي بكت (من تصوير حالها)، فقد من الله على هذه العرضحاجلي، بالقدرة عن التعبير، عنها، وبحس انو الأدب، كما قال الحكاء العظيم ابراهيم اسحاق هو عرضحالجي بصورة من الصور، نعم له .. وفي أدق صورة عرض لحال النفس البشرية وهيهات..
وبرضو من المقولات المنسوبة لاستاذ محمود، أنو الاديب تطاول لشجرة اللغة، كي يختار ما يناسب المعاني بداخله، والعارف ينحني ليقطف من شجرة اللغة مايناسب المعنى، ويكون إطار مبنى، لإشارة معنى..
وده بيأكدو الحديث النبيو (اعطى جوامع الكلمة)، وكأن الحقائق لها معان محددة، وكلمات محددة، ولكن نضل وجود الكلمات، والتعبيرات، والاشارات، يعني اللغة بما فيها من جناس وطباق، وكل اشكال التعبير عن الانسان (فكره، وجدانه، وذاته..)...
وكان الله في عون اللغة، فهي كائن مخلوق، بسيط، ومطالب منها، أن تعبر عن أعتى وأغرب وأجمل وأغمض شئ وهي (الحياة)...
وكان الله في عون العرضحالجية، وهم يسكبون في ورق الفلسكاب، .... هموم الناس من طلاق، وشكوى، وتعويض... وحب كمان..
قال ليك في واحد غش جماعة من ثلاثين نفر بدعوى تسفيرهم للحج والجماعة ركبوا الطيارة ولقوا نفسهم في نيالا مشوا طوالي ناحية المحاكم ولقوا واحد عرضحالجي وسمع القصة من البداية وبعد داك قاليهم أقيفوا صف وكتب لأي واحد عريضة لوحدة ضد الرجل المحتال وقاليهم أمشوا للقاضي , وعند القاضي بدأ يستعرض في العرضحالات المقدمة فوجد ثلاثين عرضحال زي بعض وضد زول واحد وطبعاً القاضي طوالي قال للحاجب بتاعه أمشي جيب لي العرضحالجي فلان وطبعاً كل القضاء يعرفون العرضحالجية من خطوطهم وجاء أخونا العرضحالجي وساله القاضي لي يا فلان عملت ثلاثين عريضة والشكوى واحدة فأجاب بأن الرجل قد إحتال على ثلاثين في قروش حج فكيف له لا يحتالهم في قروش ثلاثين عريضة وضحك القاضي ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة