دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
أحداث العنف في الخرطوم هل هي بداية لعنف اكبر!!
|
أحداث العنف في الخرطوم هل هي البداية لعنف اكبر
أحدث مقتل فقيد البلاد الزعيم جون قرنق دي مابيور هزة كبيرة لدي أنصاره من جنوب الوطن و دفع الكثيرين منهم في ثورة تلقائية لموت الحلم الذي تحسسوه بأيديهم و اخذ منهم على حين غرة، كمن ينقذ من الصحراء بجرعة من الماء و يعاد إلى الصحراء من جديد، فكان ردهم هستيريا و عنيفا فاق كل التوقعات خاصة و أن جسور الثقة مع سلطة الشمال التي انقطعت منذ أمد بعيد لم يتمكن الفقيد من ترميمها في أسابيعه الثلاث كنائب أول للرئيس السوداني بصلاحيات كبيرة.. و إن كنت و معي الكثيرون لا أؤيد هذا العنف إلا أنني أتفهمه و لحد بعيد.. و أنادي العقلاء في هذا الوطن بتحكيم الفكر و الرأي السديد حقنا لمزيد من الدماء..
إن وجود الكثير من المنابر الإعلامية في أيادي غير مسئولة يضع السلام الهش في مهب الريح،.. إن توطين السلام يحتاج لنشر ثقافة السلام، و الحكومة السودانية تتعامل مع هذه المسألة بازدواجية خطيرة للغاية.. أقامت السلطة السودانية مؤسسات و منظمات موازية لشحن الرأي العام و توجيهه في اتجاه معين معاد حتى لاتفاقاتها حتى تتمكن من الضغط على حلفائها عبر هذه المؤسسات و حتى تتمكن من قول الرأي و الرأي المضاد في نفس الوقت.. إن وجود منظمات غير حكومية غامضة مثل هيئة الدفاع عن العقيدة و الوطن و هيئة علماء السودان... إلى غيرها من المنظمات التي تمتلك صلاحيات واسعة و ميزانيات شبه مفتوحة و يكون على قيادتها متشددون محترفون إعلاميا يجيدون فن إذكاء الفتن و تأجيج الرأي العام، أمر شديد الخطورة على أي سلام و أي نظام حكم قادم، فهذه المؤسسات وهي كثيرة لها أجندة سياسية معينة و ليس لها ضوابط سوى ولائها السياسي و معظمها أنشئ في زمان التمكين الذي أقامته الجبهة الإسلامية القومية لغرض سهولة تنظيم الثورة المضادة حين الحاجة في هذه الحالة بدأت هذه الثورة المضادة منذ أن وطئت أقدام جون قرنق مطار الخرطوم حيث لم تنقل وسائل الإعلام مقدمه بالصورة اللائقة.. ناهيك عن فتاوى التكفير التي صدرت لصد الشماليين من الانتماء للحركة الشعبية.
أيضا تمتلك الجماعات المتشددة في السودان المؤيدة للحكومة و التي تكون في بعض الأحايين أكثر تطرفا منها منابر إعلامية ضاربة تتمثل في أئمة المساجد الذين يمثل الكثيرين منهم شبكة كاملة للتأثير على الرأي العام و تأجيج المشاعر.. و قد ذكر لي احد المطلعين على الأخبار في السودان إن بعض الأئمة ظلوا يخطبون في الناس لمدد طويلة بعد عشاء يوم الاثنين الأسود - الأول من أغسطس الجاري- تأجيجا للفتن و دعاء للثأر و الجهاد، هذه المنابر التي تخاطب ملايين العامة تعتبر قلاعا منيعة ضد أفكار الاستنارة و العقلانيين من أبناء السودان البررة الذين يكتبون عبر الجرائد و الانترنت التي تصل إلى فئات محدودة، و من ابرز الأدلة على هذا التناقض و خطورة هذه المنابر ما ورد على لسان الوزير عصام احمد البشير في خطبة الجمعة 6 مايو الماضي حيث ذكر الكاتب محمد الربيع ذلك في مقال وصلني عبر الانترنت انقل منه هذا الاقتباس
"....دعا عصام احمد البشير وزير الشؤون الدينية والأوقاف في حكومة الإنقاذ جموع المصلين في مسجد الشهيد بالخرطوم والمسلمين في السودان في خطبة الجمعة الفائتة إلى التعاضد والتآزر للوقوف ضد من اسماهم العلمانيين والحداثيين الذين يريدون إطفاء نور الإسلام في السودان بحرمان الأغلبية المسلمة من حقها في أن تحكم بشرع الله، جاء حديث الداعية الوزير في إطار تنبيه المسلمين في السودان إلى ما يحيط بهم من مؤامرات وضرورة تجاوز الولاءات الضيقة للحزب أو الشخص أو الأشخاص ورص الصفوف في مواجهة الأعداء..." انتهى الاقتباس
الخطورة في مثل هذه الممارسات أنها تتيح للسلطة أن تكون الخصم و الحكم في نفس الوقت و تعقد الاتفاقات و تنقضها عبر منابرها غير الرسمية، كما أنها تتيح لها منابر إعلامية شعبية كالمساجد كي تكون نفاجات إعلامية للتأثير على جماهير الشعب السوداني التي تمتلك عاطفة دينية عارمة، أيضا أتسائل هل يمكن الجمع دينيا بين وظيفة حكومية كوزير و في نفس الوقت تكون خطيبا و إماما في اكبر مسجد في الخرطوم إن مثل هذه الأشياء لا تحدث إلا في سودان الإنقاذ أو دولة بني أمية بفقهاء سلاطينها، و هي ترمي إلى تزييف الوعي و التأثير على الضمير و محاصرة الشعب إعلاميا و فكريا و دينيا حتى يفقد القدرة على التفكير و التحليل في عملية غسل دماغي منظمة...
إن سلطة الجبهة الإسلامية القومية مسئولة مسئولية كاملة عن أحداث الأول من أغسطس باستمرارها و لمدة 16 عاما في إذكاء نار حرب دينية أجبرت الملايين من السودانيين من مختلف أصقاع البلاد على التسول على أبواب العاصمة القومية خالقة بذلك وضعا امنيا قابلا للانفجار في أي لحظة، مسئولو السلطة في ذهولهم عن الواقع في قصورهم المشيدة و سياراتهم المكيفة لا يستطيعون حتى تخيل الوضع الخطير الذي وضعوا فيه عاصمتهم حيث أحاطوها بملايين المعدمين و الجوعي على مرمى حجر من تلك القصور.. و قد رأيت هذا التناقض بأم عيني في زيارتي الأخيرة إلى السودان حيث أن هناك بعض القطاطي المبنية من القش للغفراء بجانب قصور رخامية مشيدة و أخرى تحت التشييد... و قد ذكرت لمحدثي آنذاك أن وضعا كهذا لا يمكن أن يستمر طويلا... وقد كان.. إن ما حدث إبان انتفاضة الأول من أغسطس التلقائية و التي أدين ما حدث فيها من عنف و أدين من قاموا به، تلك الانتفاضة التي حدثت في ثلاثة جهات من العاصمة القومية في وقت واحد و دون سابق تنسيق و إن كانت قد قامت بسبب وفاة الفقيد جون قرنق، إلا أنها عكست ما يعتمر في قلوب الملايين من المهمشين بالظلم و القهر و قلة ذات الحيلة... أوصلتهم إلى مرحلة علي و على أعدائي، لأنهم ببساطة ليس لديهم ما يخسرونه. حسب تصوري انه إذا لم يحدث تغيير حقيقي و عاجل في حياة هؤلاء فأن مثل هذا السيناريو قابل للتكرر و إن اختلفت الأسباب التي ستشعل فتيل مثل هذه الانتفاضات.
ما هالني أيضا هو الأقلام المسعورة التي نادت و بعد أول محنة في بناء السودان الجديد بالدعوة إلى الانفصال و إقامة دولتين متجاورتين و تنظيم تجمعات الدفاع الشعبي عن الشماليين و كأنهم نسيج متجانس من البشر متناسيين الموزاييك الثقافي لهذه المقولة الهلامية المسماة بالشمال الديني الذي يتكون من أفارقة مسلمون في غرب البلاد و قبائل في الشرق تسومهم دولة النقاء العرقي و الديني أبشع أنواع العذاب مع اشتراكهم معها في العقيدة، استغرب من سكان العاصمة الذين انفض سامرهم بعيد أحداث شغب لا ترقى للمقارنة مع قصف بالانتونوف تعرض له هؤلاء الجنوبيون طوال 22 سنة أدي إلى فناء 2 مليون مواطن منهم ما يمثل أكثر من سكان دولة مثل الإمارات العربية المتحدة الأصليين، أو سكان دارفور الذين يتعرضون لقصف مماثل منذ أكثر من عامين لم يؤد بنا إلى تسيير مسيرة احتجاج واحدة لصالح هؤلاء، إن ذلك يمثل اعتلال في الضمير الجمعي السوداني الذي يتأثر لأحداث تفجيرات في فلسطين و لندن أكثر مما يتأثر لما يحدث في تخوم بلاده من مآسي، و عدم إحساس بآلام الآخرين سيوردنا جميعا موارد التهلكة " و إني أكلت يوم أكل الثور الأبيض"، إن دولة الشعارات الدينية التي يجرنا إليها تنظيم الجبهة الإسلامية و الأحزاب الإسلامية في السودان قاطبة هي دولة شر مستطير تتعامل بعقلية أنا و أخي على ابن عمي و أنا و ابن عمي على الغريب، و ما أن تفرغ من فصل الجنوب دينيا حتى تتفرغ لتصفية الغرب عرقيا و تشرع سيوفها لحز رؤوس سكان الشرق من الوريد إلى الوريد...ولا استبعد أن يوجهوا سيوفهم شطر الشمال للفتك بمستنيريه سياسيا كما حدث إبان أزمة إهدار دماء عشرة مثقفين و مفكرين شماليين قبل أكثر من عامين، إن الدولة الدينية التي يبشرنا بها الكيزان لا حياة بها إلا لمن يتبع شريعتهم و فهمهم القاصر للدين و إقبالهم و جشعهم اللا محدود على لدنيا... لدرجة الاستعداد للتضحية بمعظم سكان السودان في سبيل البقاء على كراسي الحكم فهلا وقفنا معا ضد هذا الشطط.
و اختم هذا الموضوع بابيات المبدع محمد الحسن سالم حميد
السلطة عن غرق البلاد مسئولة هي و فوق عينا حقنا تدفعو تدينا أرضا نسكنا تدينا مشروع نزرعو....
أمجد إبراهيم سلمان [email protected]
7 اغسطس 2005
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أحداث العنف في الخرطوم هل هي بداية لعنف اكبر!! (Re: Amjad ibrahim)
|
سلام جميعا نبهني احد الاصدقاء ان الوزير عصام البشير كان من الذين دعوا لايقاف الفتن في خطبة الجمعة و قد قال لي انه كان من الافضل ان اتخذ نموذجا اكثر تطرفا مثل الطيب مصطفى، اعتقد ان الاخ عبد العزيز مصيب لحد كبير في ملاحظته هذه و سأبحث لاحقا عن لقاء الطيب مصطفى في البي بي سي مؤخرا كي ارى ما قاله.. لكم مودتي أمجد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحداث العنف في الخرطوم هل هي بداية لعنف اكبر!! (Re: Amjad ibrahim)
|
سلام جميعا
الاخ حيدر حماد شكرا على التشجيع، و قد قمت فعلا بارساله البارحة لسودانايل لكن الايميل لم يعمل بصورة جيدة و ارسلتها اليوم بعد مكاتبة مع الاخ طارق الجزولي له مني كل الشكر على مجهوداته الرائعة.. في مواصلة اصدار سودانايل رغم كل الصعوبات...
مرسل ايضا عنوان المقال الذي اقتبست منه عن الوزير عصام أحمد البشير و قد كتب في الوطن القطرية بتاريخ 8 مايو 2005 لان البعض طالبني بالنص الاصلي للمقال حتى تكتمل الصورة
=======================
مصدر المقال http://www.al-watan.com/data/20050508/index.asp?content=writer4
محمد الربيع ـــــ اختلاط أم تخليط ! دعا عصام احمد البشير وزير الشؤون الدينية والأوقاف في حكومة الانقاذ جموع المصلين في مسجد الشهيد بالخرطوم والمسلمين في السودان في خطبة الجمعة الفائتة الى التعاضد والتآزر للوقوف ضد من اسماهم العلمانيين والحداثيين الذين يريدون اطفاء نور الاسلام في السودان بحرمان الاغلبية المسلمة من حقها في ان تحكم بشرع الله‚
وجاء حديث الداعية الوزير في اطار تنبيه المسلمين في السودان الى ما يحيط بهم من مؤامرات وضرورة تجاوز الولاءات الضيقة للحزب او الشخص او الاشخاص ورص الصفوف في مواجهة الاعداء‚
ولا أكاد ارى عدوا يهدد الاسلام والمسلمين والسودان والسودانيين اكثر من هذه التعميمات التي تأخذ الظاعن بجريرة المقيم والصحيح بجريرة العليل وتخلط الحابل بالنابل‚
ولا ارى خطرا على الوطن اعظم من اطلاق هذه التعميمات من منابر يرى فيها جموع المسلمين صوتا للحق والعدل والكلام السليم حيث لا احد يحاجج او يستدرك على تعميمات الامام‚ وحتى لا نسقط في مغالطة التعميم التي اعتمد عليها الشيخ عصام في بناء وجهة نظره اشير بشكل مباشر الى بؤر التوتر في هذه الخطبة التي تجعلها مثار خطر وأولاها انه لم يطلق تعريفا محددا للعلمانية او الحداثة التي وصمها بالعداء للاسلام والمسلمين ولم يشر الى علماني او علمانيين محددين أو يلقي الضوء على حداثي او حداثيين محددين عبروا عن عدائهم لله والاسلام‚ فضلا عن انه لم يتحدث بإبانة ووضوح عن التفاصيل التي مثلت عنده علاء للشريعة‚
ان هذه الطريقة في معالجة الامور في اللحظات المفصلية من تاريخ الامم والشعوب مثل اللحظة التي يمر بها السودان الآن تفتح ابوابا للحيف والافتئات على الناس باسم الدين‚ وتجعل الدين مطيّة للسياسة وليس هاديا لها ووسيلة لتصفية الحسابات ليس غايتها رضا المولى عز وجل‚
واذا كان الشيخ عصام يقصد بالعلمانيين جون قرنق وجماعة الحركة الشعبية المتحالفة مع الانقاذ تلك مصيبة لأنه يكون عمليا قد قضى باخراج حكومته من ملّة الاسلام‚ وشكك في مواثيقها لأنه منذ توقيع اتفاق سلام السودان لم يعد جون قرنق يوصف بالكافر ولا الملحد ولا الصهيوني‚‚الخ‚ ولم تعد الحكومة تجيش الجيوش‚ او تستنفر المجاهدين للقتال ضده‚
الى جانب حقيقة اخرى يمليها فقه الحكم او السلطة التي يمثل الشيخ عصام جزءا أصيلا منها وهي ان جون قرنق قد اصبح بمقتضى هذه المواثيق نائبا للرئيس اي ان طاعته واجبة والخروج عليه مفارقة للجماعة وتفريط في وحدتهم‚
اما اذا كان الشيخ يقصد بالعلمانيين والحداثيين السيد الصادق المهدي وحزبه والسيد محمد عثمان الميرغني وحزبه وتجمعه ممن ينادون بضرورة اعتماد المواطنة وحرية المعتقد والتدابير الحداثية الاخرى في بناء منظومة الحكم ودستور البلاد فالمصيبة أعظم !
لأنه يكون بذلك قد افتى بخروج هؤلاء الذين يمثلون الاماني والطموحات السياسية لابناء اكبر طائفتين مسلمتين في السودان هما طائفتا الانصار والختمية من الاسلام‚
اما اذا كان يقصد الشيخ حسن الترابي وحزب المؤتمر الشعبي المعارض لحكومة الانقاذ فيصبح الامر بابا في التخليط لا اول له ولا آخر‚
ان تاريخ السودان السياسي القديم والمعاصر يشهد بخطورة اطلاق الاحكام والاقوال على عواهنها وبسوء المآلات التي تؤدي اليها من فقدان للارواح والاموال ووحدة الاوطان وسلام الناس الاجتماعي‚
ليس في دفاع الشيخ عصام عن حكومته ومقولاتها السياسية ما يضير‚ لكن من سوء التقدير والتدبير ان يستخدم الاسلام في الحط من شأن هؤلاء المعارضين واخراجهم من الملّة‚ لأن الامر يخرج عاجلا أم آجلا من الاختلاط في الفهم والمفاهيم الى التخليط الصريح ومآلاته المؤسفة‚
| |
|
|
|
|
|
|
|