|
دارفور وبناء الدولة الأفريقية ....... فرانسيس فوكوياما
|
هذا مقال كتبه أحد المقربين من مراكز صنع القرار في العالم الغربي .... الأمريكي بوجه خاص ..
Quote: دارفور وبناء الدولة الأفريقية
فرانسيس فوكوياما
Darfur and African State-Building
by Francis Fukuyama http://the-american-interest.com/contd/?p=577
ترجمة محمد الصائم
أدى انتصار متمردي دارفور على القوات المسلحة السودانية في اشتباكات متفرقة خلال الأسبوع الماضي إلى طرد ممثل الأمم المتحدة يان برونك من الخرطوم، وذلك بسبب كتابته حول الموضوع في مدونته الالكترونية. هذه المعارك يجب أن تذكرنا بأنه اذا كان نزاع دارفور جريمة إبادة بشرية، فإنها أيضا جد مختلفة من معاملة اليهود على يد الألمان أو مذابح التوتسي على يد الهوتو في رواندا. خلافا لتلك الأمثلة، فإن النزاع يبدو صراع مجموعة إثنية ذات اقليم جغرافي محدد تسعى للحكم الذاتي او الاستقلال عن وحدة سياسية أكبر.
وفي زحمة النقاشات التي تتناول الوضع في دارفور، فإنها كلها تقريبا تخلو من مناقشة السياق السياسي للنزاع، وتغفل الخاتمة النهائية لشكل الدولة التي نرغب في رؤيتها بعد انتهاء ذلك النزاع. ترغب الولايات المتحدة والأمم الأوروبية في زرع قوات حفظ سلام جادة في المنطقة بديلا لتلك القوات الكسيحة التي قام بتوزيعها الاتحاد الأفريقي، وذلك حماية للسكان المدنيين من دمار الابادة الذي تمن به عليهم مليشيات الجنجويد. والحكومة في الخرطوم، بصورة طبيعية، لا ترغب في هذا التدخل في سيادتها. ومجلس الأمن في الأمم المتحدة ممنوع من التصرف ضد السودان بواسطة الصين والتي تدفعها مصالح طاقتها للتمترس داخل معسكر السودان. اذا كان لنا مطلق الحرية لاخترنا أن نرسل بعثة قوات ضخمة من الناتو لدارفور، وستقوم تلك القوة بحماية السكان المحليين، وإدارة العون الانساني، والبقاء هنالك إلى مالا نهاية بلا استراتيجية خروج. كل ذلك لأننا لم نضع هدفا سياسيا أبعد من إنهاء هجمات الجنجويد.
المشكلة الأساسية لدارفور هي السودان نفسه. فالسودان مثال صارخ للانشاء الاستعماري للدول الأفريقية. رقعة قبلية غزتها مصر أولا في 1820 (العشرينيات)، ثم أعيد غزوها وأخضعت للادارة الأنجلومصرية عندما استعاد اللورد كيتشنر الخرطوم عام 1898. إنه (السودان) لا يعطي، بأي شكل، معني لكونه دولة – فهو قطر ضخم، ومساحاته الى الجنوب والغرب هي أقرب إثنيا لافريقيا السوداء على الحدود منها للعرب في الوسط. وقد حارب الجنوبيون بقيادة جون قرنق وجيش تحرير السودن الشعبي حربا أهلية طويلة ضد الحكومة في الخرطوم تواصلت، ماعدا توقف قصير لأحد عشر عاما، منذ الخمسينيات وحتى اتفاقية السلام في يناير 2005. هذه الاتفاقية أعطت جنوب السودان حكما ذاتيا وأملا في الاستقلال الكامل في مقبل الطريق.
لم تبتدر حكومة الخرطوم النزاع حول دارفور، بل هي مجموعات متمردي دارفور والتي استلهمت انجازات جيش تحرير السودان في 2005. وهؤلاء المتمردون يمثلون نفس المجموعات العرقية، أو حقيقة نفس القبيلة، التي تتسنم القيادة في تشاد المجاورة. واذا كانت حدود الأقطار الأفريقية قد رسمت بالمنطق لتمثل الواقع الإثني والقبلي لكان الأولى أن تكون دارفور جزءا من تشاد وليس من السودان.
إن جذور العديد من المشاكل الأفريقية يتمثل في أنها ورثت هيكلا للدولة من الاستعمار الأوروبي لا يشكل أي مغزى، ليخلف دولا إما أنها ضخمة ومتنوعة مثل السودان، وإما أنها أصغر من أن تصبح جديرة بالحياة مثل دول الساحل. وجرت العادة منذ الاستقلال على احترام قدسية الحدود الموجودة، بدعم من النخب الأفريقية التي ورثت تلك الكيانات السياسية والمجتمع الدولي.
ويتناسي الأمريكيون والأروبيون بعفوية أن عملية بناء الدولة خاصتهم كانت مصحوبة بقدر هائل من العنف، وشملت تغيرات جسيمة للحدود. ثلاث عشرة المستعمرات (اول ولايات أمريكية) لم تشعر بالانتماء للامبراطورية البريطانية، وتكساس وكاليفورنيا لم يشعرا بالانتماء للمكسيك؛ انتقلت أوروبا من 300 كيان ذي سيادة عند نهاية القرون الوسطى الى أقل من ثلاثين عند بداية القرن العشرين، مصحوبة بقدر هائل من التصفيات العرقية عندما أجبر ألمان وبولنديين وتشيك وأكرانيين وغيرهم على الدخول أو الخروج لتشكيل دول أكثر تجانسا عرقيا. إن أوروبا وأمريكا هم الآن في نهاية عملية طويلة ومؤلمة لبناء الدولة وتركيز دعائمها. في المقابل فإن أفريقيا قد بدأت تلك العملية لتوها. وبرغم ذلك فإن الغرب يدعي أن للدول الأفريقية نفس القدسية التي لديه.
ونحن بالطبع نرغب أن تتفادى أفريقيا كل الدماء التي أراقتها أجزاء أخرى من العالم وعانت منها أثناء عملية بناء الدولة. لكننا نبدو كما لو أننا فقط نعطيهم تجميدا للوضع الراهن كما هو. اننا لا نعطيهم أي مخرج لانشاء دول ذات قابلية للحياة أكثر وبحدود أكثر معقولية. إن وقف إطلاق النار الذي فاوض لأجله بوب (روبرت) زوليك في مايو الماضي هو مثال آخر على ذلك. لم تتم مناقشة السؤال الأكبر حول سيادة السودان على دارفور. لم يرفض وقف إطلاق النار ذاك من حكومة السودان، بل رفضته حركتان من ثلاث حركات للتمرد. لقد انهار ذلك الاتفاق ليس بسبب تعنت الحكومة في الخرطوم، ولكن لأنه لم يحقق مطالب متمردي دارفور. وعلى المدى البعيد، لا أرى أي مانع من أن تنال دارفور نفس خيارات الجنوب – إما أن تمنح حكما ذاتيا كاملا تحت قيادتها السياسية الخاصة، أو أن تصبح جزءا من تشاد اذا كان ذلك ما يرغب فيه السكان المحليون.
وقد قمت بكتابة مقالة مشتركة مع أنتوني ليك عند توقيع وقف اطلاق النار في الربيع الماضي عبر صحيفة النيويورك تايمز مؤيدين ذلك الاتفاق وداعين لمزيد من الجهود الدولية لوقف العنف الدائر هناك. مازلت أعتقد أنه من الضروري على المجتمع الدولي أن يفعل شيئا لحماية أهل دارفور من القتل، على المدى القريب. ولكن على حسني النية الخارجيين أن يفكروا في حلول طويلة الأجل وفي النتائج التي يرغبون في إخراجها. ليس علينا أن نرغب في رؤية دارفور وقد أصبحت عنبرا دائما للمجتمع الدولي، جزيرة معزولة يحميها الأوروبيون البيض داخل دولة عربية. على دارفور، مثلها مثل الجنوب، أن تصبح ذات حكم ذاتي. لقد تم الأمر في خمسين عاما من العنف حتى تمكن جيش التحرير السوداني من تحقيق الحكم الذاتي في الجنوب؛ نحتاج طريقا أقصر زمنا وأقل عنفا لنحقق نفس النتائج في الغرب أيضا. سيحاجج كثيرون بأن هدفا مثل ذلك علانية من شأنه أن يجعل الحكومة السودانية تمنع أي عون انساني لدارفور على المدى القصير. ولكن اذا علمنا أنهم يمنعون العالم الخارجي من مساعدة دارفور كما هو الحال الآن، فلنا أن نسأل ماذا سنخسر؟ يمكن لكم أن تتخيلوا بأنفسكم ماذا يعني ذلك لو أن السياسة الغربية توجهت للسماح لأهل دارفور بحماية أنفسهم، بدلا من تجميد الوضع الراهن بكل بساطة كما هو، حتى تندلع دورة جديدة للعنف؟
المقالة التي أشار إليها الكاتب في نيويورك تايمز
http://www.sais-jhu.edu/insider/pdf/2006_articles/fukuyama_nyt_052106.pdf
-------------------------------------------------------------------------------- . |
.
المقال منقول من موقع سودانايل
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: دارفور وبناء الدولة الأفريقية ....... فرانسيس فوكوياما (Re: Mohamed Suleiman)
|
الأخ محمد سليمان
سلام
شكراً لنقل المقال الواقعي والأمين من اكاديمي ومفكر غير متشنج ..
Quote: هذه المعارك يجب أن تذكرنا بأنه اذا كان نزاع دارفور جريمة إبادة بشرية، فإنها أيضا جد مختلفة من معاملة اليهود على يد الألمان أو مذابح التوتسي على يد الهوتو في رواندا. خلافا لتلك الأمثلة، فإن النزاع يبدو صراع مجموعة إثنية ذات اقليم جغرافي محدد تسعى للحكم الذاتي او الاستقلال عن وحدة سياسية أكبر. |
هذا الحديث الذي قد يقبله الكثيرون من فرانسس .. قد قلته في البوست بتاع اجابتي على السؤال : بماذا بنيض قلب القلب النابض .
اعتبرني الكثيرين أنني أقل من شأن الأزمة .. أو لا احس بها
وها انت تأتي بدليل صحة كلامي ..
شكراً لك مرة أخرى ..
المقال فيه الكثير من الجوانب المضيئة التي تستحق القرأة والتحليل ..وفيه كثير من الرؤى التي يمكن تبنيها من قبل الحركات أو الحكومة أو أي جهة تسعى لحل مشكلة دارفور حلاً جذريا..
تحياتي واحترامي ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دارفور وبناء الدولة الأفريقية ....... فرانسيس فوكوياما (Re: القلب النابض)
|
القلب النابض
أرجو ان تعيدي قراءة المقال كله قبل أن تتصيدي منه كلمات و جمل تستعينين بها لتقوية وجهة نظرك . الكاتب يريد أن يلفت نظر الجميع أنه آن الأوان الي التخلي عن تطبيب الأعراض و الإقلاع عن صرف روشتة تخفيف الآلام لقضية دارفور و الشروع في حل قضية دارفور جذريا ... القضية السياسية . فالمسألة ليست إعتداءات الجنجويد و قوات الحكومة السودانية علي المدنيين العزل فحسب .... القضية هي ضرورة الإنعتاق التام من نظام الجلابة الحاكم لأن الفروقات الإثنية ( برأي الكاتب ) عميقة جدا في السودان و لا يمكن القفز عليها بتعاطي هذه المخدرات و المسكنات السياسية ( إتفاقيات هلامية لا تفي بها حكومة المركز مع إستفحال الظلم و التهميش ) . فالكاتب يلخص ما يرمي اليه هنا و بوضوح :
Quote:
وفي زحمة النقاشات التي تتناول الوضع في دارفور، فإنها كلها تقريبا تخلو من مناقشة السياق السياسي للنزاع، وتغفل الخاتمة النهائية لشكل الدولة التي نرغب في رؤيتها بعد انتهاء ذلك النزاع. ترغب الولايات المتحدة والأمم الأوروبية في زرع قوات حفظ سلام جادة في المنطقة بديلا لتلك القوات الكسيحة التي قام بتوزيعها الاتحاد الأفريقي، وذلك حماية للسكان المدنيين من دمار الابادة الذي تمن به عليهم مليشيات الجنجويد. والحكومة في الخرطوم، بصورة طبيعية، لا ترغب في هذا التدخل في سيادتها. ومجلس الأمن في الأمم المتحدة ممنوع من التصرف ضد السودان بواسطة الصين والتي تدفعها مصالح طاقتها للتمترس داخل معسكر السودان. اذا كان لنا مطلق الحرية لاخترنا أن نرسل بعثة قوات ضخمة من الناتو لدارفور، وستقوم تلك القوة بحماية السكان المحليين، وإدارة العون الانساني، والبقاء هنالك إلى مالا نهاية بلا استراتيجية خروج. كل ذلك لأننا لم نضع هدفا سياسيا أبعد من إنهاء هجمات الجنجويد.
|
و هنا يشير بوضوح أكثر الي جذور مشكلة دارفور :
Quote:
المشكلة الأساسية لدارفور هي السودان نفسه. فالسودان مثال صارخ للانشاء الاستعماري للدول الأفريقية. رقعة قبلية غزتها مصر أولا في 1820 (العشرينيات)، ثم أعيد غزوها وأخضعت للادارة الأنجلومصرية عندما استعاد اللورد كيتشنر الخرطوم عام 1898. إنه (السودان) لا يعطي، بأي شكل، معني لكونه دولة – فهو قطر ضخم، ومساحاته الى الجنوب والغرب هي أقرب إثنيا لافريقيا السوداء على الحدود منها للعرب في الوسط. وقد حارب الجنوبيون بقيادة جون قرنق وجيش تحرير السودن الشعبي حربا أهلية طويلة ضد الحكومة في الخرطوم تواصلت، ماعدا توقف قصير لأحد عشر عاما، منذ الخمسينيات وحتى اتفاقية السلام في يناير 2005. هذه الاتفاقية أعطت جنوب السودان حكما ذاتيا وأملا في الاستقلال الكامل في مقبل الطريق.
|
أنت تتناولين الأمر في تحليلك بنفس طريقة : لا تقربوا الصلاة ... أو أنك في مقالات كهذي تتخذين الأمر و كأنك في رحلة تبضع تبحثين عن كلمات و جمل بعينها توافق و توائم معتقدك في ضرورة الحفاظ علي الوضع السياسي في السودان علي ما هو عليه مهما كلف الأمر حياة الآخرين .... و ضعي تحت كلمة الآخرين ألف خط . أنت تودين لهذا الظلم ان يستمر و لو بالحديد و النار .... طالما أنك لست مكتوية به . لا يمكن أن يستمر الحال في السودان علي ما هو عليه : أقلية مهيمنة تتحكم في مصير أغلبية يديرون السودان و كأنهم يديرون مزرعة خاصة بيدهم كل مقدرات البلاد و للآخرين الفتات . أقلية أدمنت الكذب و الخداع و الإتفاقيات لديها لا تعني أكثر من حبر علي ورق .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دارفور وبناء الدولة الأفريقية ....... فرانسيس فوكوياما (Re: Mohamed Suleiman)
|
بالطبع أنت يا القلب النابض تهرولين ملتاعة و معك الشوش و إسحق أحمد فضل الله و الطيب مصطفي و تصرخون في وجوهنا : إنها مؤامرة التقسيم و تفكيك السودان .... تبا لهؤلاء اليهود و عملائهم ( ناس وليد دارفور ) ... لكن أرجو أن تقرأي بتمعن أكثر مقال الأستاذ الحاج وراق :
Quote:
مؤامرة التفكيك!
الحاج وراق كُتب في: 2006-11-05
* ونحن في معهد العلوم الاجتماعية التابع للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي، اواخر الثمانينات ، حينها كانت اجهزة الراديو المصنعة محليا مصممة بحيث لا تسقبل الا المحطات المسموح بها، ولم تكن من بينها هيئة الاذاعة البريطانية، ولكن بواسطة رفيق شيوعي سوري- د. توفيق سلوم، مقيم في موسكو وقتها، وكنا نتردد على منزله ، واسهم اسهاما مهما في تحريرنا من رق الانغلاق العقائدي- استطعنا ان نتابع الاخبار (الممنوعة) عن الاتحاد السوفيتي في محطة هيئة الاذاعة البريطانية الانجليزية. وفي احدى مرات استراقنا ، استمعنا الى نشرة مسائية فعلمنا بخروج مظاهرة شعبية حاشدة في مدينة تبلسي، في جمهورية جورجيا السوفيتية، وقد واجهتها السلطات بالدبابات و الرصاص والغاز، فقتل حوالي ثلاثمائة متظاهر! * في صباح اليوم التالي، وبحسب جدولنا الدراسي ، كانت المحاضرة الاولى في (العمل السري)، وكان استاذنا من المختصين في (التأمين)، وغالبا ما يكون هؤلاء من المتنفذين في اجهزة الحزب الشيوعي السوفيتي السرية، وفي العادة كانت المحاضرة تقوم على درس تتخلله اسئلة ومداخلات، وقد لاحظ المحاضر اني لم اكن ميالا للمشاركة يومها، بل وباديا علىّ الغم والاكتئاب، فسألني عن السبب، فأجبته بما سمعته في محطة الاذاعة البريطانية وبأني لم اكن اتصور ان دولة اشتراكية تواجه مواطنيها العزل بالدبابات والرصاص. فأجابني المحاضر بحديث قوي ومتماسك عن وجود مؤامرة امبريالية لتفكيك الاتحاد السوفيتي ، تستغل التفاوت التاريخي في مستويات التطور بين جمهوريات الاتحاد السوفيتي، والاختلافات الاثنية واللغوية، وقد دعم حديثه باستشهادات من احاديث لمخططي السياسة الغربية كبيرجينسكي وكيسنجر وتاتشر، كان يحفظها عن ظهر قلب بما في ذلك تواريخ قولها ومصادرها، ثم اضاف بأن هذا المخطط يدخل الآن حيز التنفيذ، ويتوسل بغلاة القوميين في الجمهوريات السوفيتية، الذين يؤججون النعرات ويثيرون النزاعات، وان هيئة الاذاعة البريطانية، مثلها مثل (صوت اميركا)، وغيرهما من اجهزة الدعاية الامبريالية الاخرى كلها جزء من هذا المخطط الرامي للتفكيك واعادة الرأسمالية . وبالتالي يجب عدم تصديق هذه الاجهزة الاعلامية، و في ذات الوقت، تفهم موقف السلطات السوفيتية، التي تواجه تآمرا امبرياليا واجبها التصدي له، وصحيح انه خرجت مظاهرة فعلا في تبلسي، وهي تجربة جديدة على السلطات السوفيتية، والتي لم تعهد المظاهرات الا بعد سياسة البريسترويكا- اعادة البناء- والجلاسنوست - العلانية- ، ولهذا فإن السلطات لم تكن مجهزة لفض التظاهرات، فاضطرت الى اظهار القوة بإخراج الدبابات، ولما لم تتفرق المظاهرات بسبب تهييج غلاة القوميين اطلقت السلطات الرصاص، ولكن كانت الاصابات قليلة، ولم يكن ممكنا تفاديها، وقد دفعت إليها السلطات دفعا للحفاظ على النظام الاشتراكي وهزيمة المخططات الامبريالية! بعد هذا الشرح التفصيلي والضافي انفرجت اساريري واقتنعت تماما بالمبررات التي ساقها استاذنا ، فالعقائدي كما الزوج المخدوع ضعيف الشخصية، يكذب ما يرى بعينيه! * ولكن لحسن حظنا، ولسوء حظ استاذنا، اجتمع المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفيتي في ذات اليوم وادان تعامل السلطات مع المظاهرة إدانة واضحة وصريحة ! وقد اضطر المكتب السياسي الى ذلك لعدة اسباب ، منها وجود شيفر نادزة ، وزير الخارجية، وعضو المكتب السياسي، والذي كان من جورجيا، وقد رفض حصد اهله بالرصاص ، اضافة الى ضرورات الحفاظ على (صورة) النظام بعد البريسترويكا داخليا وخارجيا، حيث كان جورباتشوف يجهد لتصوير نفسه ونظامه في صورة انسانية وديمقراطية. وبحسب التقليد الراتب فإن موقف المكتب السياسي المدين لما حدث قد تم التعبير عنه في افتتاحية صحيفة (البرافدا) - الصحيفة الناطقة باسم الحزب الشيوعي السوفيتي . ولما كان اليوم الدراسي في معهد العلوم الاجتماعية يبدأ بقراءة افتتاحية (البرافدا) بواسطة المترجمة في المحاضرة الاولى، وكانت محاضرتنا الاولى عن (العمل السري)، فقد اضطر استاذنا وبعد يوم واحد الى ابتلاع كل مبرراته الضافية والمقعدة التي ساقها بالامس! ويمكن تصور مقدار حرجه كاستاذ ومقدار الحيرة التي ضربتنا نحن في المقابل! * واذ مرت سنوات على تلك التجربة، وتراكمت معارف وخبرات جديدة، فإن استنتاجي انه لا يمكن نفي (المؤامرة) الامبريالية، ولكن استخدامها كإطار تحليلي لا ينتج اية معرفة جديدة ، ولذا فالسؤال الصحيح والمنتج حقا انما شروط نجاح (المؤامرات)، وقد علمنا لاحقا بأن (غلاة) القوميين انما كانوا يناضلون ضد مظالم واقعية وحقيقية، فقد كانت الجمهوريات الطرفية للاتحاد السوفيتي تعاني تخلفا واهمالا مريعين، مدينة كناقورنوكارباخ لم تكن توجد بها مواسير لايصال المياه! ووصل الفساد والاهمال انه في احدى الجمهوريات كان مسؤول الحزب الاول يحول كل منتوج مزارع القطن لحسابه الخاص، بل ولديه سجن شخصي خاص به! والسبب العميق لذلك واضح، فالسلطات التي لا تستشعر مسؤولية تجاه محكوميها لا تهتم بخدماتهم ومرافقهم وتتحول تدريجيا الى مافيا تفعل ما تشاء..! واضافة الى الاهمال التنموي والخدمي، عانت الجمهوريات الطرفية من انكار ثقافاتها وفرض اللغة الروسية عليها! وبالنتيجة فإن متلازمة الاستبداد والفساد شكلت الآلية الاساسية لتفكيك الاتحاد السوفيتي، وقد تضافرت في ذلك مع ذهنية (المؤامرة) - المؤامرة ليس كمقولة تدفع للتحسب والانجاز ، وانما كعدة شغل للتبرير ولإغلاق ابواب الاصلاح، يستخدمها المزايدون لقمع اية مطالبة بحق مشروع ، وقد استخدمها المحافظون هناك للاعتراض على منح الجمهوريات السوفيتية فيدرالية حقيقية ، بدعوى انها تقود الى تفكيك الاتحاد! ولهذا فإن المطالب القومية، وبدلا من ان تسكّسن في الاطار الفيدرالي، فقد تحولت بالتجاهل والمزايدة ، الى الدعوة الى الاستقلال ! وهكذا تم التفكيك! * انتهى الدرس: * التجربة السابقة مهداة الى اسحق احمد فضل الله ، الذي لا يزال عقائديا مغلقا، وقد اكتشف اخيرا مخطط تفكيك السودان، ويكتب عنه هذه الايام، واقول له المخطط واضح ويستهدف تمزيق البلاد، ولكن ما هي شروط واداة تنفيذ المخطط؟ أليست الوضعية التي اقامها حزب الاقلية، الذي تكمن مصلحته السياسية في (فرق تسد) ، فلوّث البلاد ببعث الانتماءآت المغلقة والانكفائية - انتماءات الجهة والعرق والقبيلة؟! وبعيدا عن (خفايا) المؤامرات، اقول له ان التجربة الانسانية لتؤكد بأن ( الرباعي) الذي يدفع الى التفكيك انما هم المستبدون والفاسدون والغلاة والمزايدون، فإذا كان ذلك كذلك، فتأمّل فيمن حولك، كم عدد الذين خارج المربع ؟! وليحفظ الله السودان.
|
هذا المقال من هذا البوست :
الاستاذ الحاج وراق يكتب عن مؤامرة التفكيك
.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دارفور وبناء الدولة الأفريقية ....... فرانسيس فوكوياما (Re: Mohamed Suleiman)
|
Quote: المقال فيه الكثير من الجوانب المضيئة التي تستحق القرأة والتحليل ..وفيه كثير من الرؤى التي يمكن تبنيها من قبل الحركات أو الحكومة أو أي جهة تسعى لحل مشكلة دارفور حلاً جذريا.. |
اولم تقرأ هذا ..
المشكلة انتو بتشوفوا منو الكتب الكلام وتفتشوا
فقط النقطة لأنها لفتت نظري ..
أما الجواني الأخرى فأنا جاياها بالمناسبة ما مختلفة معاه في بعض النقاط اتمنى أن يكون أبناء دارفور برضو متفقين عليها ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دارفور وبناء الدولة الأفريقية ....... فرانسيس فوكوياما (Re: القلب النابض)
|
Quote: وفي زحمة النقاشات التي تتناول الوضع في دارفور، فإنها كلها تقريبا تخلو من مناقشة السياق السياسي للنزاع، وتغفل الخاتمة النهائية لشكل الدولة التي نرغب في رؤيتها بعد انتهاء ذلك النزاع. ترغب الولايات المتحدة والأمم الأوروبية في زرع قوات حفظ سلام جادة في المنطقة بديلا لتلك القوات الكسيحة التي قام بتوزيعها الاتحاد الأفريقي، وذلك حماية للسكان المدنيين من دمار الابادة الذي تمن به عليهم مليشيات الجنجويد. والحكومة في الخرطوم، بصورة طبيعية، لا ترغب في هذا التدخل في سيادتها. ومجلس الأمن في الأمم المتحدة ممنوع من التصرف ضد السودان بواسطة الصين والتي تدفعها مصالح طاقتها للتمترس داخل معسكر السودان. اذا كان لنا مطلق الحرية لاخترنا أن نرسل بعثة قوات ضخمة من الناتو لدارفور، وستقوم تلك القوة بحماية السكان المحليين، وإدارة العون الانساني، والبقاء هنالك إلى مالا نهاية بلا استراتيجية خروج. كل ذلك لأننا لم نضع هدفا سياسيا أبعد من إنهاء هجمات الجنجويد. |
اجد نفسي اتفق تماماً مع تحليله والذي لا يخلو من قرأة صحيحة للواقع .. وهو يقر رغبات الكل يعلم انها هي الرغبات .. ومسألة الصين أعتقد واضحة ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دارفور وبناء الدولة الأفريقية ....... فرانسيس فوكوياما (Re: القلب النابض)
|
Quote: **المشكلة الأساسية لدارفور هي السودان نفسه. فالسودان مثال صارخ للانشاء الاستعماري للدول الأفريقية. رقعة قبلية غزتها مصر أولا في 1820 (العشرينيات)، ثم أعيد غزوها وأخضعت للادارة الأنجلومصرية عندما استعاد اللورد كيتشنر الخرطوم عام 1898. إنه (السودان) لا يعطي، بأي شكل، معني لكونه دولة – فهو قطر ضخم، ومساحاته الى الجنوب والغرب هي أقرب إثنيا لافريقيا السوداء على الحدود منها للعرب في الوسط. وقد حارب الجنوبيون بقيادة جون قرنق وجيش تحرير السودن الشعبي حربا أهلية طويلة ضد الحكومة في الخرطوم تواصلت، ماعدا توقف قصير لأحد عشر عاما، منذ الخمسينيات وحتى اتفاقية السلام في يناير 2005. هذه الاتفاقية أعطت جنوب السودان حكما ذاتيا وأملا في الاستقلال الكامل في مقبل الطريق.
***لم تبتدر حكومة الخرطوم النزاع حول دارفور، بل هي مجموعات متمردي دارفور والتي استلهمت انجازات جيش تحرير السودان في 2005. وهؤلاء المتمردون يمثلون نفس المجموعات العرقية، أو حقيقة نفس القبيلة، التي تتسنم القيادة في تشاد المجاورة. واذا كانت حدود الأقطار الأفريقية قد رسمت بالمنطق لتمثل الواقع الإثني والقبلي لكان الأولى أن تكون دارفور جزءا من تشاد وليس من السودان. |
الجزء الأول سياق المشكلة التاريخي لا يختلف فيه أحد .. وأمانه الرجل الأكاديمية تجعله يقول الحقائق التي لا تعجب البعض .. هو الواقع لا غير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دارفور وبناء الدولة الأفريقية ....... فرانسيس فوكوياما (Re: عبده عبدا لحميد جاد الله)
|
الأخ عبده عبدالحميد جادالله
Quote: الذي يدفع الى التفكيك انما هم المستبدون والفاسدون والغلاة والمزايدون، |
لقد كان الإتحاد السوفيتي من الخارج يبدو قويا مزدهرا و مستقرا ... و فجأة تهاوي و تشظي و تناثر ... لقد نخر فيه سوس الرباعي الذي أشار اليه الإستاذ الحاج وراق من الداخل فتجوف و إنهار . نفس الرباعي هذا هو الذي يقود السودان اليوم الي الإندثار .
لا يمكن تعاطي خدعة الإنقاذ الي ما لا نهاية . و واهم من يعتقد ان هناك حلا إعجازيا بلا آلام سيهبط علي من يقود البلاد اليوم ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دارفور وبناء الدولة الأفريقية ....... فرانسيس فوكوياما (Re: Mohamed Suleiman)
|
الأخ محمد سليمان
ارفض بشده لهجة "تهرولين ملتاعة" لأننا نتفاكر بصورة علمية في شأن الوطن فأنت إذا أردت أن تتناقش باحترام دون تجريح استمريت معاك في الحوار وإن تماديت .. أحلل المقال الفر في مكان آخر ..يحترم بيقية الأقلام التي تتناول شأناً واحداً بوجهات نظر مختلفة..
إحدى مشاكبنا أننا لا نعرف كيف ندير حوار دون استفزفز الآخر يعبارات أقرب الى الشخصية وهنا يخرج الموضوع عن الموضوعية ...
أواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دارفور وبناء الدولة الأفريقية ....... فرانسيس فوكوياما (Re: القلب النابض)
|
.. القلب النابض
Quote: الأخ محمد سليمان
ارفض بشده لهجة "تهرولين ملتاعة" لأننا نتفاكر بصورة علمية في شأن الوطن فأنت إذا أردت أن تتناقش باحترام دون تجريح استمريت معاك في الحوار وإن تماديت .. أحلل المقال الفر في مكان آخر ..يحترم بيقية الأقلام التي تتناول شأناً واحداً بوجهات نظر مختلفة..
إحدى مشاكبنا أننا لا نعرف كيف ندير حوار دون استفزفز الآخر يعبارات أقرب الى الشخصية وهنا يخرج الموضوع عن الموضوعية ... |
شوفي يا القلب النابض لسنا هنا لنناقش رسالة ماجستير أو أمام مشكلة فرضية ف ( نتفاكر بصورة علمية ) ... قبل أيام قتل الجنجويد 27 طفلا ... إجمالي القتلي 63 ... هل إستفزك هذا ؟؟؟!!! لا حوار فكري بيني و بينك و من تمثلينهم و أنهار الدم ما زالت تسيل هناك بدارفور و الأهل يتناقصون كل يوم .... لا أحفل أبدا بطلبك في تخيري للمفردات التي أعبر بها .... لأن هناك من لم يحفل بحياة مدني أعزل بوادي بدارفور ... لم أحمل قلمي يوما في السايبر قبل إندلاع قضية دارفور .... لقد إستفزني جدا أن يستفرد الجلابة المهيمنون علي الحكم بشعب أعزل في دارفور و يستعينون بأسوأ المجرمين في قتل نساء و أطفال و عزل .... و من يومها أحسست إنني سأكون خائنا لكل اهل دارفور إن لذت بالصمت .... فالقلم كان و ما يزال هو أضعف الإيمان ... و لا أحفل الي أين تذهبين يتحليلاتك لهذا المقال او غيره .. و لتاخذيه الي معمل الجنايات ... لمزيد من التحليل . و مخطئة إن ظننت أنني سأقصر نشاطي علي هذه الخربشات في حائط هذا المنبر .... فكل روح أزهقت بدارفور لابد ان يدفع الجاني ثمن إعتدائه .... لا بد من مثوله للقضاء .... و ذلك يتطلب أكثر من قلم و مداد .
. .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دارفور وبناء الدولة الأفريقية ....... فرانسيس فوكوياما (Re: Mohamed Suleiman)
|
كتبت القلب النابض :
Quote:
Quote: ويتناسي الأمريكيون والأروبيون بعفوية أن عملية بناء الدولة خاصتهم كانت مصحوبة بقدر هائل من العنف، وشملت تغيرات جسيمة للحدود. ثلاث عشرة المستعمرات (اول ولايات أمريكية) لم تشعر بالانتماء للامبراطورية البريطانية، وتكساس وكاليفورنيا لم يشعرا بالانتماء للمكسيك؛ انتقلت أوروبا من 300 كيان ذي سيادة عند نهاية القرون الوسطى الى أقل من ثلاثين عند بداية القرن العشرين، مصحوبة بقدر هائل من التصفيات العرقية عندما أجبر ألمان وبولنديين وتشيك وأكرانيين وغيرهم على الدخول أو الخروج لتشكيل دول أكثر تجانسا عرقيا. إن أوروبا وأمريكا هم الآن في نهاية عملية طويلة ومؤلمة لبناء الدولة وتركيز دعائمها. في المقابل فإن أفريقيا قد بدأت تلك العملية لتوها. وبرغم ذلك فإن الغرب يدعي أن للدول الأفريقية نفس القدسية التي لديه. |
في السودان المشكلة ليست بالحدة التي بنيت بها البنية الإجتماعية للدولة الأمريكية والتي كانت الأكثر عنفاً وإبادة لشعوب بكاملها وتهجير البعض الآخر ...الخ ..
على الأقل أنا لا أشعر أن الذي بين الأخوة في دارفور فيما بينهم يصل هذا الحد .. كما لا أرى مهما وصلت هذه الحكومة من البشاعة لا تستطيع أن تفعل ما فٌعل بالهنود الحمر أو البولنديين أو غيرهم من الشعوب التي تعرضت للإبادة ..أو الإضطهاد والتهجير .. فكم من أبناء دارفور يعيشون في مدن أخرى غير مستهدفين لا من قبل الحكومة ولا من قبل المواطين الذين تسمونهم عرباً ..لماذا ؟ لان الرابط بين أبناء السودان أكبر من فشل حكومة في السيطرة على مشكلة قبلية كان يمكن حلها محلياً.. أو حتى تدخل الحكومة لصالح طرف دون الآخر..الذي بين أهل السودان ثقافة واحدة وقبلها دين واحد وهما أكبر عوامل الوحدة ..والاندماج في المجتمعات ....
|
لقد لخصتي مشكلة السودان هنا يا القلب النابض . بصراحة ... لقد هربت مني الكلمات .... من هو الذي يشعر بالألم : الطاعن أم المطعون ؟؟!!! أنت هنا صادرت حتي حقنا في الإحساس بالألم ... هل تعين بالضبط ما كتبتيه هنا يا القلب النابض ؟؟!!!!
لا غرو إذا نحن في أعينكم مجرد جمادات و ادوات عميلة لليهود و النصاري ... فالتوق للحرية و الإحساس بالألم و الظلم و فجاعة رؤية أعزاء لك يقتلون بقسوة و تستباح إنسانيتهم و صرخات أطفال يفع تحت ألم حريق النار قبل ان يلفظوا انفاسهم الأخيرة ... هذه إمتيازات مقصورة عليكم انتم فقط !!!! لا أصدق أن أبعاد محنة أهل دارفور في ظل دولتكم لا حدود لها .... أبدا ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دارفور وبناء الدولة الأفريقية ....... فرانسيس فوكوياما (Re: القلب النابض)
|
Quote: أسألك قل لي اي من أسر أهل دارفور يعيشون في أي من مدن السودان الأخرى تعرض للإضهاد أو القتل بسبب أنه من دارفور ..هل استهدفت نساؤهم للإغتصاب .. هل قتل أطفالهم .زهل حرموا من شئ مدارس الخ .. هذا ماكان يحدث لهؤلاء" الأوربيين" .. حتى الصديق يقتل صديقة فقط لأنه من عرق آخر ..أو تكون لا تعرف ماذا جرى لليهود أو البولنديين أو الشعوب التي أٌبيدت عمداً وفي أي مكان تواجدت فيه .. يعني هم كانوا مقصودين لعرقهم كيهود أو بولنديين أو في العصر الحالي بوسنيين ...وهرسك .. |
القلب النابض نحن ندور هنا في حلقة مفرغة ... أخلاقيا المقارنة تنتفي عندما يتعلق الأمر بالإبادة ... ليست هناك جرائم ضد الإنسانية أحسن من غيرها ... و ليست المسألة تنافسا عدديا أو تفاوت اللون أو العرق ... أنت تحملين بالضبط عقلية البشير عندما يعتقد خطأ أن قتل عشرة ألف دارفوري ستتحسن صورته في عيون العالم بدلا من قتل مائة الف دارفوري .. اليوم حكم علي صدام بالإعدام شنقا حتي الموت لإدانته في مقتل 148 عراقيا ... الأرقام في الجرائم ضد الإنسانية لا تشفع أو تزيدك إدانة ....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دارفور وبناء الدولة الأفريقية ....... فرانسيس فوكوياما (Re: Mohamed Suleiman)
|
لماذا بترت الكلام من آخره ...
Quote: Quote: ويتناسي الأمريكيون والأروبيون بعفوية أن عملية بناء الدولة خاصتهم كانت مصحوبة بقدر هائل من العنف، وشملت تغيرات جسيمة للحدود. ثلاث عشرة المستعمرات (اول ولايات أمريكية) لم تشعر بالانتماء للامبراطورية البريطانية، وتكساس وكاليفورنيا لم يشعرا بالانتماء للمكسيك؛ انتقلت أوروبا من 300 كيان ذي سيادة عند نهاية القرون الوسطى الى أقل من ثلاثين عند بداية القرن العشرين، مصحوبة بقدر هائل من التصفيات العرقية عندما أجبر ألمان وبولنديين وتشيك وأكرانيين وغيرهم على الدخول أو الخروج لتشكيل دول أكثر تجانسا عرقيا. إن أوروبا وأمريكا هم الآن في نهاية عملية طويلة ومؤلمة لبناء الدولة وتركيز دعائمها. في المقابل فإن أفريقيا قد بدأت تلك العملية لتوها. وبرغم ذلك فإن الغرب يدعي أن للدول الأفريقية نفس القدسية التي لديه. |
من المقال .. كلام فرانسس
Quote: في السودان المشكلة ليست بالحدة التي بنيت بها البنية الإجتماعية للدولة الأمريكية والتي كانت الأكثر عنفاً وإبادة لشعوب بكاملها وتهجير البعض الآخر ...الخ ..
على الأقل أنا لا أشعر أن الذي بين الأخوة في دارفور فيما بينهم يصل هذا الحد .. كما لا أرى مهما وصلت هذه الحكومة من البشاعة لا تستطيع أن تفعل ما فٌعل بالهنود الحمر أو البولنديين أو غيرهم من الشعوب التي تعرضت للإبادة ..أو الإضطهاد والتهجير .. فكم من أبناء دارفور يعيشون في مدن أخرى غير مستهدفين لا من قبل الحكومة ولا من قبل المواطين الذين تسمونهم عرباً ..لماذا ؟ لان الرابط بين أبناء السودان أكبر من فشل حكومة في السيطرة على مشكلة قبلية كان يمكن حلها محلياً.. أو حتى تدخل الحكومة لصالح طرف دون الآخر..الذي بين أهل السودان ثقافة واحدة وقبلها دين واحد وهما أكبر عوامل الوحدة ..والاندماج في المجتمعات ....
أما اعتقاده بأن أفريقيا بدأت عمليه الإندماج لتوها باعتبار أن ما حدث في أوربا أو في أمريكا يجب أن يحدف في أفريقيا بذات السيناريو أعتبره افتراض خاطي ..
لأن الأوربيين لم تكن خلفياتهم الثقافية وعلى الأقل اللغة لم تكن واحدة.. والصراع بينهم أيضاً كان صراع كنيسة" ديني " .. وهذا لا ينطبق على دارفور. ولا أريد أن أكرر مسألة الوحدة الثقافية وحدة الدين واللغة مرة أخرى.
ولكن هذه الفرضية قد تصلح في مناطق اخرى في أفريقيا..ولكن دارفور لا أعتقد.. هي رؤيتي على اية حال .. |
هذا هو كلامي هكذا يقرأ كله ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دارفور وبناء الدولة الأفريقية ....... فرانسيس فوكوياما (Re: القلب النابض)
|
Quote: **ونحن بالطبع نرغب أن تتفادى أفريقيا كل الدماء التي أراقتها أجزاء أخرى من العالم وعانت منها أثناء عملية بناء الدولة. لكننا نبدو كما لو أننا فقط نعطيهم تجميدا للوضع الراهن كما هو.اننا لا نعطيهم أي مخرج لانشاء دول ذات قابلية للحياة أكثر وبحدود أكثر معقولية. |
نرغب في تجنيب افريقيا مزيد من الدماء ...ولكن الحلول المطروحة حالياً عبارة عن تجميد أوضاع مما يعني الحلول يجب أن تأخذ أبعد ما فيها لتكون حلاً نهائياً .. وما يرمي إليه فرانسس أن تكون لأهل دارفور أن يختاروا هل يبقوا في جسم السودان أو تنشأ لهم دولة ذات قابلية للحياة أكثر .. أعتقد لا أحد يمانع إن اختار أهل دارفور هذا ولكن لا أحد يتمنى تقسيم السودان الى عدة دول بل كلنا نتمنى وحدة السودان ولكن هل تتفق أمانينا مع أمانيهم .. لا أدري ..
Quote: **إن وقف إطلاق النار الذي فاوض لأجله بوب (روبرت) زوليك في مايو الماضي هو مثال آخر على ذلك. |
واتفق معه أن وقف اطلاق النار ليس هو الحل بل الحل أن تناقش المشكلة برمتها مع كل الأطراف .. ويتم فيها التوصل لحلول نهائية ..
Quote: ** لم تتم مناقشة السؤال الأكبر حول سيادة السودان على دارفور. |
كسابقه
Quote: ** لم يرفض وقف إطلاق النار ذاك من حكومة السودان، بل رفضته حركتان من ثلاث حركات للتمرد.
** لقد انهار ذلك الاتفاق ليس بسبب تعنت الحكومة في الخرطوم، ولكن لأنه لم يحقق مطالب متمردي دارفور. |
لا تعليق فلو كتبنا هذا الكلام نحن لكان غير صحيح ..
Quote: ** وعلى المدى البعيد، لا أرى أي مانع من أن تنال دارفور نفس خيارات الجنوب –
* إما أن تمنح حكما ذاتيا كاملا تحت قيادتها السياسية الخاصة،
** أو أن تصبح جزءا من تشاد
اذا كان ذلك ما يرغب فيه السكان المحليون. |
هي بعض الحلول المطروحة ويمكن مناقشتها من قبل الحركات والمتخصصين وقد قرأت هذا الرأي في ورقة لأحد مراكز الدراسات الاستراتيجية الأمريكية .ويبدو أن think tanks تتحرك في اتجاهات واحدة
السؤال الذي يطرح نفسه هل حركات التمرد الدارفورية طرحت رؤيتها كاملة ومتفق عليها في ها الأمر أم لا؟ هل الحكومة نفسها أعدت برنامجاً لمناقشة مثل هذه القضايا وما هي رؤيتها؟
هي اسئلة طرأت على رأسي وانا اقرأ كلام فوكوياما ولا أجد لها إجابة .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دارفور وبناء الدولة الأفريقية ....... فرانسيس فوكوياما (Re: Mohamed Suleiman)
|
مقال فوكوياما..يفترض أن دارفور موطن للزغاوة فقط, و يتجاهل وجود القبائل الأفريقية و العربية الأخرى..!!
يفترض فوكوياما أن فصل دارفور من السودان و ضمها لتشاد يمكن أن يكون حلاً أمثل..
و بتجاهله للقبائل الأخرى يجعلنا نفترض أحد أمرين..
إما..
أن يتم ترحيل كل القبائل الأخرى , أو من تريد منها أن تبقى (سودانية)..إلى داخل حدود السودان الجديد بعد الإنفصال و إخلاء الأرض الدارفورية خالصة للزغاوة!!
أو..
أن تصبح هذه القبائل المضمومة قسراً إلى تشاد و الخاضعة قسراً لحكم الزغاوة, بؤر محتملة لصراع إثني جديد!!
..........................................................
أنت يا محمد سليمان أتيت بهذا المقال على أساس أن محتواه قد راق لك..
فلم إذن تنكر أنك تدعو إلى فصل دارفور؟!!
و لم وقفت مؤيداً للإتفاقات الأخيرة؟!!
و كيف تفسر لنا تقلبك أنت و غالبية أبناء دارفور في تأييد هذا الموقف و رفض ذاك, و شتم هذا القائد و تمجيد ذاك..
ثم تصبحون بين عشية و ضحاها.. ناقضين لما خطته أيديكم بالأمس!!
نكشة..
بما انو دارفور اسمها دار (فور) ما اسمها دار زغاوة
رأيك شنو في ترحيل الزغاوة لتشاد..
على وزن..
شيل ده عن ده يرتاح ده من ده!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دارفور وبناء الدولة الأفريقية ....... فرانسيس فوكوياما (Re: Sana Khalid)
|
. .
Quote:
نكشة..
بما انو دارفور اسمها دار (فور) ما اسمها دار زغاوة
رأيك شنو في ترحيل الزغاوة لتشاد..
على وزن..
شيل ده عن ده يرتاح ده من ده!!
|
Wa sheel Algallabi yartah alkul
If we apply your rule , Sana , you will find yourself across the Red Sea
This discussion needs to be in Arabic . x
So, ladies I will be back in your beloved language , Arabic after few hours . x
. .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دارفور وبناء الدولة الأفريقية ....... فرانسيس فوكوياما (Re: saadeldin abdelrahman)
|
Read Gary Leupp on the Save Darfur coalition, and who created it. Note the reference to the jerusalem post
Today's demonstration in Washington was organized by a coalition called "Save Darfur." It describes itself as "an alliance of over 130 diverse faith-based, humanitarian, and human rights organizations." The Jerusalem Post provides additional information: "Little known is that the coalition was actually begun exclusively as an initiative of the American Jewish community." The American Holocaust Museum has been conspicuously involved, and while many people feel that the term "genocide" should be used very sparingly the Museum hasn't hesitated to draw parallels between the Shoah and the Darfur situation. Joining Jewish organizations are evangelical Zionist Christian groups who see Sudan as a prime mission ground in these Latter Days.
full text at http://www.zmag.org/content/showarticle.cfm?ItemID=10247
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دارفور وبناء الدولة الأفريقية ....... فرانسيس فوكوياما (Re: Mohamed Suleiman)
|
محمد سليمان ..
بالعربي باللاوندي..still the same nonsense you come with everytime!!
أنا أكان جلابية أكان عراقي.. عمري ما نسبت نفسي لغير السودان.. و لا كان ولائي لغيره..
البقية و الباقي عليك انت.. الولاءك لمنو ما معروف..لكن آخر ما أتى منك هناأنك لتشاد تنتسب..
فلتذهب أنت و كل من ينسب نفسه إليها.. غير مأسوف عليكم..و ما في داعي نظلم معاك كل الزغاوة..
أنا في انتظارك ترد علي على الجزء الأعلى من كلامي..
و لا إنت ما حتخلي عادة إلتفافك حول المطبات
(التي تردمها لنفسك بنفسك)!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دارفور وبناء الدولة الأفريقية ....... فرانسيس فوكوياما (Re: Mohamed Suleiman)
|
محمد سليمان...
كعادتك تترك الموضوعية وتلتف حول عنق الشخصية لاسباب كثيرة بعضها معروف بغير توضيح.
ثم من خول لك التحدث باسم دارفور حتي تدعي بضمه الي تشاد او غيرها!!! تحدث عن نفسك فقط و لا تتبني قيادة اقليمين متعددي و الثقافة. فهذه اضغاث احلام دولة الزغاوة الكبري من مالي الي الخرطوم.
انضم انت وحدك الي تشاد و انتم بطبعكم لا تحملون ولاء لا للسودان ولا حتي تشاد التي انتم بها اقلية و تدوسون علي رقاب الغالبية. ودليل ذلك ان احدكم يحمل اكثر من هوية و جواز سفر .
فاترك هذا الحلم الذي هو هراء فالسودان ليس بشـــــــــــــاد.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دارفور وبناء الدولة الأفريقية ....... فرانسيس فوكوياما (Re: Mohamed Suleiman)
|
نشأت الحدود الدولية للدول الافريقية تقريبا واحدة و و الدول الاستعمارية هي التي رسمت هذه الحدود. و نصت صراحة مواثيق (سافة الذكر) منظمة الوحدة الافريقية علي ضمان سريان الحدود المو######## خوفا من انتشار الصراعات داخل الدول الافريقية وبينها.
و للمفارقة دولة تشاد التي يدعو الكاتب الامريكي المرموق الي ضم دارفور اليها بها تقريبا نفس النزاعات علي خلفيات اثنية و قبلية و دينية. اذا تشاد لا تمثل وطنا متماسكا تتجانس فيه مكونات هذه الدولة, و بذلك لا اعتقد انها تمثل خيارا امثل.
و مقالة الحاج وراق مميزة, و بها الحل لمشاكل السودان اذا صفت النفوس و تضافرة الهمم الي وضع نظم حكم ترضي عنها كل القوي المشكلة لهذا البلد.
الحل الحقيقي لن يكون سوي اقامة دولة ديمقراطية تتساوي فيهاكل الاعراق و الاثنيات و تبسط فيها الحريات و حقوق الانسان. عندها يتحول الصراع الحالي من صراع جهوي و قبلي وعرقي الي صراع فكري و سياسي في المقام الاول.
وشكرا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دارفور وبناء الدولة الأفريقية ....... فرانسيس فوكوياما (Re: Omer54)
|
You wrote
Quote: أسألك قل لي اي من أسر أهل دارفور يعيشون في أي من مدن السودان الأخرى تعرض للإضهاد أو القتل بسبب أنه من دارفور ..هل استهدفت نساؤهم للإغتصاب .. هل قتل أطفالهم .زهل حرموا من شئ مدارس الخ .. هذا ماكان يحدث لهؤلاء" الأوربيين" .. |
I am glad you asked this what happened to people from Darfur and the Southern Sudan/Nuba Mountain when they live in the North they have to accept their second class citizen status in their own country, and also to endure an unimaginable injustice as has been described in this article.
http://www.sudaneseonline.com/spip.php?article18445
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دارفور وبناء الدولة الأفريقية ....... فرانسيس فوكوياما (Re: أحمد أمين)
|
القلب النابض سأعود للرد علي مداخلاتك التحليلية و التي أوجز الاخ أحمد امين الرد علي أهمها .
سناء خالد:
Quote: أنت يا محمد سليمان أتيت بهذا المقال على أساس أن محتواه قد راق لك..
فلم إذن تنكر أنك تدعو إلى فصل دارفور؟!!
و لم وقفت مؤيداً للإتفاقات الأخيرة؟!!
و كيف تفسر لنا تقلبك أنت و غالبية أبناء دارفور في تأييد هذا الموقف و رفض ذاك, و شتم هذا القائد و تمجيد ذاك..
ثم تصبحون بين عشية و ضحاها.. ناقضين لما خطته أيديكم بالأمس!! |
أتيت بهذا بمقال فوكوياما و بمقال الأستاذ الحاج وراق و أمامكم كل قرارات الأمم المتحدة و إتفاقيات السلام التي ظلت حبرا علي ورق و تهديدات كونداليزا رايس للبشير ( الخيار لك : التعاون أو المواجهة ) و خلفية عمل المدعي العام للمحكمة الجنائية ... كل هذا و المثقفون السودانيون يتصرفون كالنعام .... بل الأنكي أن ينبري بعضهم و ينحي باللائمة علي الضحية . يا سناء الوضع بإختصار : مأزق السودان الذي أدخله فيه هؤلاء المهيمنون سينتهي به الي التمزيق الؤلم و تشظي أسوأ من تشظي الإتحاد السوفيتي ... بيد الإنقاذ أم بيد المجتمع الدولي أو بيد فوضي عارمة تشمل السودان كله .... لأن تراكم مرارات الظلم و الغبن الذي لا تحس به القلب النابض سينفجر بركانا عارما لأنه لم يبقي هناك أي حكيم في السودان ( أو الأحري قد فات زمن تدخل الحكماء ) ... ضعي كل هذا أمامك علي الطاولة و سيبدو لك الأمر ك ( إنيقما ) عويصة الحل ..... ليكنكش المهيمنون علي أوهامهم ... فالطوفان قادم .... و سنواصل
| |
|
|
|
|
|
|
|