الزنوج المنبتين والهوية السودانية!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 10:33 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-02-2008, 07:13 PM

Abdulgadir Dongos
<aAbdulgadir Dongos
تاريخ التسجيل: 02-09-2005
مجموع المشاركات: 2609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الزنوج المنبتين والهوية السودانية!!

    +





    كتب أديبنا الأريب منصور خالد بسفره
    جنوب السودان بالمخيلة العربية صفحة 466 الي صفحة 470:

    مثل هذه الايماات نحو زعيم وطني جنوبي يملك من مقومات القيادة ما لا يملكه الكثيرون لا تصدر من مثقف سوداني نحو أي زعيم شمالي حقق نصف ما حققه قرنق في معركة التأثير علي المفاهيم، بل لا تصدر عن قائد عسكري سياسي شمالي تحلي صدره النياشين حتي وان كان خبا مركب الجهل، وهؤلاء كثر في تاريخناالمعاصر. نجئ، من بعد، الي مؤامرات الدول ضد وحدة السودان ومصر (وماأشقانا بقصة التآمر هذه!) فان كانت عقارب ساعة الناقد السياسية قد توقفت عند بيروت الستينات في حديثه عن القضية الفلسطينية الا أنا نراها واقفة عند عالم الحرب الباردة في احالته لكل أزماتناوانتكاساتنا الي مؤامرات الدول الكبري ضد وحدة الشعوب. ولعل الناقد لم يحسن قراءة تاريخ الأستقلال فلو فعل لما أورد ما جاء به من قول عجاب. فاختيار السودان للاستقلال كبديل للوحدة لم يجئ بانتصار الأستقلاليين ـ أو من كانوا يسمون يوم ذاك بالأنفصاليين ـ في الأنتخابات بدعم من "القوي الأجنبية"، وانما جاء عبر قرار طوعي اتخذه أكبر الأحزاب الأتحادية في ذلك الزمان (الحزب الوطني الأتحادي). فما هي مسئولية المؤامرات الدولية في هذا؟ المفارقة الكبري هي أن الولايات المتحدة أم المؤامرات كانت تحث بريطانيا في محادثات السودان بين مصر وبريطانيا علي تأييد وحدة السودان مع مصر دون استفتاء علي تقرير المصير. يروي المستر جاك مافرقيرداتو المحامي العمومي لحكومة السودان في كتابه "خلف الأحداث" (Behind the Secnes) وقائع الصراع الحاد
    الذي دار بين السير رالف رتشاردسون (السفير البريطاني بالقاهرةآنذاك) وبين زميله الأمريكي جفرسون كافري لاثنائه واثناء حكومته (الحكومة البريطانية) عند تأييد حق تقرير المصير للسودانيين حتي يختاروا بأنفسهم الوحدة مع مصر أو الأستقلال التام، وكانت أمريكا آنذاك تسعي لكسب ود عبدالناصر. في واحدة من محاولات الأغراء والأثناء هذه قال كافري لرصيفه البريطاني : "لماذا تهتمون مثل هذا الأهتمام بمصير 10 مليون عبد Ten million niggers،"كلمات غليظة تملأ الفم لا نستغربها من سفير عنصري ولكن نوردها لايضاح مخاطر التعميمات وركوب العشواء في الأقاويل حول مؤامرات الدول الكبري ضد وحدة مصر والسودان. نفس التعميم نلمسه في الأشارة لعلي عبداللطيف وحركته وهي حركة توفر الكثير من المصادر الأولية عن منشئها ومسارها (التحقيقات الرسمية مع المشاركين في الحركة والتي حللها في واحدة من دراساته القانونية الدكتور سعيد المهدي جامعة الخرطوم 1974)الروايات الشفوية لثوار 1924 (معهد الدراسات الأفريقية الآسيوية، جامعة الخرطوم 1974) مذكرات بعض مناضلي الحركة أو اللصيقين بها( سليمان كشة1957، عبدالكريم السيد 1970)، بجانب
    البحوث الجادة مثل رسالة الدكتور جعفر بخيت للدكتوراه (جامعة كامبردج)، ورسالة الدكتور خالد الكد للدكتوراه أيضا(جامعة ريدنق 1987)، وكتيب الباحثة اليابانية يوشيكو كوريتا وهو مبحث جيد أجلاه علي القارئ العربي من بين ما ظل يجليه علي الناس مركز الدراسات السودانية. الذي يقرأ كل هذا الأرث لن يتوقف فقط عند دور علي عبداللطيف كأول داعية للوحدة مع مصر وكضحية لمؤامرات الدول ضد هذا الهدف وانما عند أمر أدهي، تآمر بعض أهل الشمال علي هذا السوداني ذي الأصل "الحقير" رغم دعوته للوحدة مع مصر. فعلي عبداللطيف حالة مأساوية تعبر عن كل مآخذنا علي السودان القديم وكل انعكاساتها الراهنة. توقف مؤرخو حياة علي عبداللطيف كثيرا عند ظاهرتين في حياته، الأولي هي دعوته لوحدة مع مصر والسودان أو بالأحري تفويض مصر وليس بريطانيا لمعالجة المسألة السودانية.
    وكان عبداللطيف فيما يبدو، يري في الرباط مع مصر ما يدعم الوحدة الداخلية ويشد من أزر قيادة جديدة قوامها خريجو المدارس
    النظامية كبديل لقيادة الوجهاء والأعيان. تلك كانت أولي محاولات خريجي المدارس مما يعرف الآن بأسم القوي الحديثة للانفلات من قبضة القيادات التقليدية. الظاهرة الثانية هي مسعي عبدالطيف لتوحيد السودان بتجاوز الفجوة التي كانت قائمة بين العناصر العربية في الشمال والمنبتين من أبناء الرقيق الذين أنتهي بهم الأمر للعيش في الشمال بعد الألغاء الرسمي للاسترقاق. ومن المعروف أن هؤلاء كانوا يعيشون في أحياء معروفة بالمدن: أم درمان (الموردة والعباسية)، والخرطوم (الديوم). وتبين المورفولوجيا الأجتماعية للسكان (أين وكيف تسكن المجموعات، ارتباطهم بمن حولهم، توزيع الأدوار فيما بينهم) أن تعامل الشماليين ذوي الأصول العربية مع هؤلاء في ذلك الزمان كانت تشوبه دوما نظرة تحقيرية. ففي الموردة ظللنا نتحدث عن حي آلنا المستعربة كفريق العمراب (نسبة لأصلهم القبلي ذي الجزور العربية) ولكن نسمي السودانيين من ذوي الأصول الزنجية"عبيد الموردة" وكأن ليس لهؤلاء أصول قبلية سودانية ينسبون اليها. تلك هي نفس النظرة التي وصفها محمد بدوي: "السيد يولد فيسميه أبواه، ولكن من يسمي العبد مع انخلاعه عن مسقط رأسه، ولا بد انه يحمل بعد ذلك اسما يطلقه عليه النخاس". وفي العباسية(1)نسمي حي المستعربة من أهل الغرب فريق التعايشة أو حي الأمراء (أبناء وأحفاد أمراء المهدية) ونسمي غيرهم من ذوي الأصول غير العربية "الزناقد" والتعبير الأخير وصمة (Slur) ابتدعناها في الشمال لنصف به ذوي السحن السوداء والشعر الأجعد. هذا التمايز قررناه بأنفسنا، لم يفرضه الاستعمار ولم يكن نتيجة ل "قانون المناطق المقفولة"، أو مؤامرات الدول الكبري.
    عبداللطيف كان واحدا، من هؤلاء "المنبتين"، ومن قلة منهم حظيت بمكانة اجتماعية مرموقة بحكم وضعه كضابط في الجيش. وكان لعبداللطيف أيضا فضل المبادرة في حمل أبناء جلدته ممن كان يسميهم البريطانيون "بالزنوج المنبتين" "Detribalized Negros"
    علي اطلاق نعت سوداني علي جنسيتهم بدلا من الأنتماء الي قبائلهم في الجنوب. وفي ذلك الزمان كان جميع أهل الشمال ينسبون أنفسهم في الوثائق الثبوتية الرسمية (شهادات الميلاد، الوفيات، تسجيلات الأراضي الخ) الي قبائلهم مما أصبح معه تعبير سوداني لا يطلق الا علي أبناء الزنوج المنبتين بالمدن. لم يرض البريطانيون بالطبع جرأة علي عبداللطيف مما تكشف عنه وقائع تعذيب كثيرة تعرض لها الذين أصروا منهم علي وصف أنفسهم بالسودانيين بدلا من نسبهم العرقي (القبلي) كما تحدثنا الباحثة اليابانية. الوقائع تشير أيضا الي توبيخ علي عبداللطيف لسليمان كشة وهو شمالي ذو أصل عربي كان رفيق كفاح لعبداللطيف في الأتحاد السوداني (التنظيم الذي انبثقت عنه حركة اللواء الأبيض فيما بعد) لاصداره بيانا من الحركة وجهه الي "الشعب العربي" أي شعب السودان. ألح عبداللطيف داعية الوحدة علي رفيق سلاحه بأن يوجه البيان للشعب السوداني لأن شعب السودان يضم العربي وغير العربي (1). هذا "الزنجي المنبت" الذي دعا لوحدة السودان بحسبانه بلدا يضم العرب وغير العرب وتجاوزها للدعوة للوحدة مع مصر لم يجد نصرة في مواقفه الجريئة تلك الا من قلة من أولي العزم والبصر في شمال السودان العربي، من هؤلاء( عبيد حاج الأمين، حاج الشيخ عمر دفع الله، الطيب المنا...الخ) ذوو العزم والبصيرة هؤلاء ناصروه لفكره وموقفه دون اعتبار لأصله وفصله، أما الآخرون (الأعيان والوجهاء ومن تحلق حولهم من مثقفين) فقد عبروا عن رأيهم بجلاء في "حضارة السودان" الصحيفة التي كانت تصدر باسم السيدين. كتب "ابن النيلين" ( ويحسب بعض المؤرخين أنه اسم رمزي لرئيس تحرير الصحيفة السيد حسين شريف كما يقول آخرون أنه سليمان كشة وهذا هو الأرجح) عند اختيار علي عبداللطيف لرئاسة الحركة:
    "أهينت البلاد لما تظاهر أحقر وأوضع رجالها دون أن يكون لهم مركز في المجتمع... من هو علي عبداللطيف والي أي قبيلة ينتسب".
    هذا هو السودان مطلع القرن، ومازالت قلة من مثقفيه تعيش اليوم بفكرها ووجدانها ومفاهيمها في ذلك الزمان بالرغم من أن العهد غير العهد، والظروف غير الظروف، وواقع حال "المنبوذين" قد تبدل في مساقط رؤوسهم القصية وليس فقط في غيت "العبيد" بأم درمان.
    يدل علي الأولي موقع الحركة الشعبية في ساحة السياسة السودانية، ويدل علي الثانية قياس مؤشرات الأندماج الذي نجم عن الترقي الأجتماعي لأبناء المنبتين. جاء علي عبداللطيف وذهب ولكن تداعيات التاريخ المأساوي بقيت معنا حتي مشارف الأستقلال في الأربعينات ومطلع الخمسينات. فقد ظل السودان الي قريب اعلان الحكم الزاتي يعاني من الأنشطار العرقي وافرازاته السياسية. لولا هذا الأنشطار لما اضطر المتعلمون من أبناء "المنبتين" لأن ينشئوا لهم تنظيما سياسيا(تنظيم الكتلة السوداء) تحت ستار العمل الطوعي الأنساني لترقية زويهم اجتماعيا.
    انتظمت الكتلة أعضاء من أبناء القبائل الأفريقية السودانية ذات الأصول غير العربية الذين يعيشون في الخرطوم. ولم نجد لهذا التجمع وصفا في خطابنا السياسي الشمالي غيرأنه تكتل "عنصري"يسعي للقضاء علي عروبة السودان. من هذا الأتهام الجائر لم تنج
    الكتلة رغم دعوة بعض رجالها لوحدة مصر والسودان، مثل أمينها العام ولسانها المعبر عبدالنبي عبدالقادر مرسال الذي كان يهز المنابر بشعره العربي الفصيح، كما لم ينتبه أصحاب ذلك الخطاب الي أن ليس من بين "المنبتين" الذين استظلوا بالتنظيم الجديد
    واحد يتحدث لغة آبائه الأوائل؛ لغتهم الجامعة وثقافاتهم السائدة كانت هي العربية.


















    دنقس.








                  

06-02-2008, 07:43 PM

Mohamed Suleiman
<aMohamed Suleiman
تاريخ التسجيل: 11-28-2004
مجموع المشاركات: 20453

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزنوج المنبتين والهوية السودانية!! (Re: Abdulgadir Dongos)

    العزيز عبدالقادر دنقس
    لك التحية و الإحترام

    و التاريخ يعيد نفسه ...
                  

06-02-2008, 07:55 PM

Abdulgadir Dongos
<aAbdulgadir Dongos
تاريخ التسجيل: 02-09-2005
مجموع المشاركات: 2609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزنوج المنبتين والهوية السودانية!! (Re: Mohamed Suleiman)

    +



    ألأخ العزيز محمد سليمان
    تحيات طيبات لك والأسرة الكريمة.

    دون شك التاريخ يعيد نفسه لكن هذه
    المرة يا صديقي بشراسة.
    تسلم يا حبيب وكن بخير

    ومازال النضال مستمر...









    دنقس.
                  

06-02-2008, 07:49 PM

Abdulgadir Dongos
<aAbdulgadir Dongos
تاريخ التسجيل: 02-09-2005
مجموع المشاركات: 2609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزنوج المنبتين والهوية السودانية!! (Re: Abdulgadir Dongos)

    +


    كتب الدكتور منصور خالد في سفره جنوب السودان في
    المخيلة العربية صفحة415:



    لاجلاء الحقائق حول علاقات الرق في السودان تصدي أيضا
    الأستاذ الباحث أحمد العوض سيكاينجا في كتابه من "رقيق الي عمال" ( جامعة تكساس 1996) وهو بحث يهنأ صاحبه عليه، آملين أن تدفع مبادرته الشجاعة غيره من الباحثين لاقتحام هذا الموضوع المحظور. تناول الباحث في ذلك الكتاب ماحاق بالعبيد بعد تحريرهم في مطلع الحكم الثنائي حيث تولوا مستودع للعمالة في القطاع الزراعي كما في خدمات المدن. ذلك التحرير لم يكن محل رضي الطبقات المهيمنة في الشمال وأكبر دليل علي هذا العريضة التي رفعها "أعيان أمدرمان" الي اللورد كتشنر يستعطفونه لتعطيل تنفيذ ذلك القرار. في تلك الرسالة جاء: "ان عمارة الوطن بالسواقي والمزارع لا تتيسر لأهاليه (أي أهالي السودان) الا بمساعدة التوابع (أي الرقيق) وبدون ذلك لا تتم الراحة في المعايش لأحد من أهالي السودان ولا تتقدم حالتهم وتتحسن حتي يبلغ سائر الأقطار". علي تلك العريضة وقع السادة أحمد محمد عثمان الميرغني، السيد مكي، الشيخ اسماعيل الولي، الحاج عبدالله قلندر، عبدالحميد بك محمد، الشيخ محمد عمر البنا، السيد ادريس أبو غالب، الشيخ كرار بشير العبادي، الشيخ يوسف كورتي، فضل السيد تاتاي، عثمان مكوار، المكي الياس أم برير الخ، وهؤلاء جميعا هم عليه أهل الشمال. هذا الرأي لم يسبقهم اليه الا الملك جورج الثالث عندما حاول ايقاف قرار الغاء تجارة الرقيق لأنه يؤثر تأثيرا ضارا علي التجارة. وجهاء أهلنا في الشمال كانوا يريدون لبلدهم أن يرتقي حتي يبلغ مستوي "سائر الأقطار " بعرق غيرهم لا ب"عرق جبين" أبنائهم؛ وفي هذا يسيرون وفق منطق زمانهم الذي كان يزدري العمل اليدوي لأنه عمل عبيد. فمن الأمثال السائرة "الحش مو شورة شغلة العاني والعورة" والحش هو حصاد الزرع الذي لا يحتاج الي شورة أي فكر بل هو مهمة العاني أي العبد والعورة أي (الأبله). تلك هي ثقافة الأقطاع لا سنة الأسلام؛ ففي السيرة أن رسول الله صلي الله عليه وسلم أمسك بيد أحد أصحابه فوجد فيها خشونة لم يألفها. قال له: "ما هذا؟" أجاب: "هذا من العمل يا رسول الله". قال الرسول: "يدان يحبهما الله ورسوله". غير أن لهؤلاء الوجهاء سند في نظرتهم الدونية للسود من بعض المواريث العربية، كما لهم سند فيما ذهبوا اليه حول الرق من أحكام الأسلام التقليدي حسب الفقه السائد؛ وكما سنبين هناك بون شاسع بين السنة التاريخية والممارسات التي سادت بعد عهد الرسول والعهد الراشد للدرجة التي طغت فيها الممارسات علي السنن. ففي ظل الفقه يعتبر العبيد والاماء (وطء اليمين) متاعا لأسيادهم حتي بعد اسلامهم. لهذا لم يكن غريبا أن يستنجد ونجت باشا بأحد الشيوخ الأفذاذ، الشيخ مدثر ابراهيم الحجاز لاصدار فتوي تجيز تأجيل تنفيذ
    قرار اطلاق سراح الرقيق في الشمال لسبع سنوات حفاظا علي الأمن العام والمصلحة العامة(1)


    --------------------------------

    (1) رسالة كرومر الي اللورد سالسبري 11/14/1898،وثائق الخارجية البريطانية.















    دنقس.
                  

06-02-2008, 09:07 PM

Abdulgadir Dongos
<aAbdulgadir Dongos
تاريخ التسجيل: 02-09-2005
مجموع المشاركات: 2609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزنوج المنبتين والهوية السودانية!! (Re: Abdulgadir Dongos)

    +


    فِى مَأْزَقُ الهُجْنَةِ والاسْتِعْرابْ!







    كمال الجزولى [email protected]

    حقَّ لنا ، نحن المستعربين والمسلمين السودانيين ، بالأخص ، وأيدينا فى النار ، دَعْ غيرنا ، أن نتساءل عن جدوى الزيارات التى قام بها مؤخراً للخرطوم عدد من الوفود العربية والاسلاميَّة ، كان آخرها وفد من (علماء الأمة) ، بقيادة الشيخ القرضاوى ، وصف أزمة دارفور بأنها محض (فتنة) دبَّرها أعداء الاسلام والمسلمين! وصبَّ جام شكوكه على الاغاثات كونها تأتى من الغرب بالأساس! ثم دعا الاطراف إلى مؤتمر لحل المشكلة فى مكة المكرَّمة ، قبل أن يحزم حقائبه ويقفل راجعاً من حيث أتى!

    وفى الحقيقة لا تكاد تخلو صحيفة أو منبر سياسة أو منتدى ثقافة فى السودان ، هذه الأيام ، وربما بمناسبة انعقاد مجلس الجامعة العربية المشمولة أجندته بقضية دارفور ، من غمز أحياناً، أو نقد مستقيم أحياناً أخرى ، للعجز المزرى الذى ما انفكَّ يتبدَّى من جهة العالمين العربى والاسلامى بإزاء هذه القضية ، حيث أضحت تتنامى لدى بعضنا ، فى أسوأ الاحتمالات ، نزعة اليأس المرير من أدنى رجاء يُرتجى فى تلك الوشائج أصلاً ، على حين ما ينفكُّ بعضنا الآخر يستبطن ، فى أفضل الحالات ، ضرورة المراجعة النقدية لمحتواها جذرياً!

    ولئن كانت الأولى عدميَّة ، بطبيعتها ، دون أن يشكل ذلك مُبرِّراً لتجاهلها أو تسفيهها ، فإن الأخرى أميَل للعقلانية ، فى رأينا ، وأجدر ، لهذا السبب ، بالاعتبار والحوار. فهى ، على الأقل ، تحاول أن تتلمَّس العوامل الباكرة التى أدت ، فى ملابسات نمطٍ تاريخىٍّ محدَّد من التطور الاقتصادى ، إلى بروز هذا النهج الاستتباعى السافر للثقافة العربيَّة الاسلاميَّة فى بلادنا ، ومن ثمَّ نشوء الحجاب الكثيف فى الوعى الاجتماعى العام بين العنصرين المستعرب وغير المستعرب ، المسلم وغير المسلم ، منذ ممالك الفونج والفور وتقلى وغيرها ، مروراً بتعميم النموذج مع الحكم التركى المصرى ما بين 1820 ـ 1885م (محمد المكى ابراهيم ، 1969م ـ أبكر آدم اسماعيل ، 1999م) ، وانتهاءً بمرحلة الحكم الوطنى بعد الاستقلال فى 1956م ، وحتى الآن.

    فى هذا الاتجاه يكشف الكثير من الباحثين عن الوضعيَّة المقلوبة التى تنزع لتوهُّم (نقاء) العِرْق العربى وكذا اللغة والثقافة ، والتى استقبل بها مستعربو البلاد ، (الجلابة) منهم بالأخص ، صورة الوطن ومعنى الوطنيَّة والمواطنة ، بالمفارقة لحقائق الهُجنة التى ترتبت على خمسة قرون ـ بين التاسع والرابع عشر ـ من اختلاط الدماء العربية الوافدة بالدماء المحلية النوبية والبجاوية والزنجية ، وإن بشكل متفاوت. وتشهد سلاسل الأنساب وأشجارها ، وجُلها مختلق ، على مدى ما أهدر الجلابة من جهد ووقت وعاطفة فى (تنقية) أصولهم من العنصر المحلى ، وإرجاعها ، ليس فقط لأعرق الأنساب القرشيَّة فى الجزيرة العربيَّة ، بل وإلى بيت النبوَّة نفسه!

    وفى سعيهم لتفسير الظاهرة من منطلقات معرفيَّة مختلفة ، أحالها بعض هؤلاء الباحثين إلى مجرَّد الجهل (يوسف فضل ، 1975م) ، بينما نسبها البعض الآخر إلى ما أسماه (أيديولوجيا الأصالة) ، مجترحاً مقاربتها من بوابة علم النفس الاكلينيكى ، بإحالتها إلى مجرد (عقدة نقص) مُزمنة تجاه الوضعيَّة التراتبيَّة لأصول المصادر فى الثقافة العربيَّة الاسلاميَّة (أبكر آدم اسماعيل ، 1999م).

    معرفياً حفرت حركة الاستعراب والتأسلم مجراها العميق فى بعض أجزاء البلاد ، خصوصاً على الشريط النيلىِّ من الشمال إلى الوسط ، وبالذات خلال القرون التى تلت صلح البقط عام 652م ، ثم انداحت ، من هنا ومن مسارات أخرى ، إلى بقية الأجزاء ، تؤثر وتتأثر. وأى تقدير سليم لهذه الحركة التاريخيَّة لا بد أن يقوم على النظر إليها كمصدر إثراءً مفترض ، ليس فقط للخارطة الاثنيَّة السودانيَّة ، بل وللثقافة العربيَّة الاسلاميَّة برمَّتها. فلا الهُجنة مطعن فى جدارة الانتماء لهذه الثقافة ، ولا الانتماء لهذه الثقافة يلغى شيئاً من خصائص هذه الهُجنة ، دَع أن يَحول دون الحوار السلمى مع غيرها من مكوِّنات المركب الفسيفسائىِّ الذى سوف يُطلق عليه مستقبلاً (الثقافة السودانيَّة) و(الأمَّة السودانيَّة)!

    غير أن التيار (السلطوى/التفكيكى) الذى ترعرع وسط كتلة الجلابة التاريخيَّة ، كما يترعرع الحنش الفاتك فى البرارى الخصيبة ، إنطلق يؤسِّس ، من فوق كل هذا التنوُّع الثرىِّ ، منظوره (الاستعلائىَّ) الخاص للبلاد التى لم تعُد ، من أقصاها إلى أقصاها ، غير كنف موطأ لامتيازه وحده ، وعلى مدى قرون طوال ، بالأرض والزرع والماشية والتجارة والعبيد ، وتبعاً لذلك بالعِرْق واللغة ونمط التديُّن والثقافة ، أما كلُّ ما (دون) ذلك فصقعٌ خلاء!

    ليست المشكلة ، إذن ، فى الاستيعاب المعرفىِّ لوقائع الهُجنة أو حقائق الثقافة ، بل ، على العكس من ذلك ، فى إنكارها أو تحاشيها ، أو تزييفها أيديولوجياً من جانب تيار الاستعلاء (السلطوى/التفكيكى) ، أو ما يُعرف فى الأنثروبولوجيا (بالمركزويَّة الاثنيَّة) التى تعكس نزعة الاحتقار وسوء التقدير داخل ثقافةٍ ما تجاه الثقافات الأخرى ، والسعى لتسويقها ، بهذه الكيفيَّة، فى الوعى الاجتماعى العام ، مقابل القصور التاريخى ـ الذى هو إلى الاستخذاء أقرب ـ فى ما يتصل بتمام التأهُّل لمنازلتها من جانب التيار (العقلانى/التوحيدى)!

    وقد لا تنتطح عنزان ، بالطبع ، على الدور القصدىِّ المباشر الذى لعبه الاستعمار البريطانى فى تكريس المشكلة ومفاقمتها. غير أن نقطة اختلافنا هى أنه لم (يخلقها) ، فلا معنى للتركيز على دوره وحده كما فى اجترارنا المتثائب لبعض المتداول غير المفكر فيه. بل إن بعض الكتاب لا يُخفون الآن ميلهم الصريح للمطابقة بين الاستعمار وبين مركز المستعربين الثقافى الاجتماعى المتبوع ، فى ما يتصل بالمنافسـة على الهامش الثقافى الاجتماعى المستتبع (المصدر نفسه). فليس الاستعمار ، على أيَّة حال ، مَن غرس هذا الاستعلاء الجهير فى حمولة الوعى الاجتماعى للمستعربين من (حِكَم) شعبيَّة وصياغات لغويَّة "تشكل حاجزاً نفسياً بين أهل السودان .. أمثال: جنس عبد مِنُّو الخير جَبد ـ عبداً تكفتو بلا غبينة ـ سجم الحلة الدليلها عجمى وفصيحها رطان ـ الهملة السـوَّت العبد فكى .. الخ" (الصادق المهدى ، 2004م).

    من هنا وجب النظر للمشكلة ، فى تجلياتها المعاصرة ، من زاوية الدور الذى لعبته إنتلجينسيا الجماعة المستعربة المسلمة (الجلابة) ، ونخبها المختلفة مدنياً وعسكرياً ، فى التصدِّى لقيادة الحركة السياسية الشمالية منذ فجر الحركة الوطنيَّة. لقد اشتغلت هذه النخب على ذات الخلفية الفكرية التى بلورت مقدمات الأزمة قبل الاستقلال فى الاتجاهات والميول الغالبة على فكر وثقافة المستعربين المسلمين ، وعلى الحركة الوطنيَّة عموماً ، ووسط إنتلجينسيا (الجلابة) بالأخص.

    فعلى سبيل المثال كرَّس الشيخ عبد الله عبد الرحمن الأمين عام 1921م كتابه (العربية فى السودان) لإثبات (نقاء) اللسان العربى فى السودان (كلِّه)! وفى ذات الاتجاه انطلقت الحركة الشعريَّة ، والتى كانت تمثل وقتها صورة الفكر الرئيسة ، تستلهم أمجاد العرب التالدة من على منابر الموالد وفعاليات الخريجين والمناسبات الدينيَّة والاجتماعيَّة المختلفة.

    ولعل المفارقة تتجلى هنا كأوضح ما تكون فى أنه ، وعلى حين كان على عبد اللطيف ، نوباوىُّ الأب دينكاوىُّ الأم ، يتزعم الحركة الوطنية فى عقابيل الحرب الأولى ، كان شاعرها الأكبر خليل فرح ، نوبىُّ الأصل ، ينشد ممجداً الثوار الوطنيين بأنهم:

    أبناءُ يعرُب حيثُ مجدُ ربيعةٍ

    وبنو الجزيرةِ حيثُ مجدُ إيادِ!

    ثم جاء محمد احمد محجوب عام 1941م ، وكان من أبرز مثقفى تلك الحقبة قبل أن يصبح من أميز قادة الفكر السياسي فى حزب الأمة ، وأحد الزعماء المرموقين الذين تقلدوا الوزارة فى ما بعد ، ليحدِّد شروط المثل الأعلى للحركة الفكريَّة "فى هذه البلاد" ، على حدِّ تعبيره ، بأن ".. تحترم تعاليم الدين الإسلامي الحنيف ، وأن تكون ذات مظهر عربىٍّ فى تعبيرها اللغوى ، وأن تستلهم التاريخ القديم والحديث لأهل هذه البلاد وتقاليد شعبها. هكذا يمكننا أن نخلق أدباً (قومياً) ، وسوف تتحول هذه الحركة الأدبية فيما بعد الى حركة سياسيَّة تفضى الى الاستقلال السياسى والاجتماعى والثقافى" (ضمن: أسامة ع. النور ، موقع أركمانى على الشبكة).

    ومن نافلة القول بالطبع أن المحجوب لم يكن يرى فى كلِّ البلاد ، بكلِّ ثرائها الاثنى والثقافى والدينى واللغوى المتنوِّع ، سوى تاريخ وثقافة ودين ولغة المستعربين المسلمين وحدهم! واستطراداً ، فإن عودة الإمام الصادق المهدى ، رئيس حزب الأمة ، بعد ما يربو على نصف القرن ، لينتقد ما أسماه (الأحاديَّة الثقافيَّة) لدى القوى السياسيَّة الشعبيَّة التى حكمت السودان بعد الاستقلال مما أدى إلى استقطابات دينيَّة وثقافيَّة حادة (مصدر سابق) ، تكتسى ، بلا شك ، دلالة وأهميَّة مخصوصتين فى هذا السياق.

    مهما يكن من شئ ، فإن الجماعة العربيَّة الاسلاميَّة الكبرى فى المنطقة لم تقصِّر ، إلى ذلك ، فى رفد هذه الأزمة الفكريَّة بتفسيراتها الأحاديَّة لمعوِّقات الوحدة الوطنيَّة فى بلادنا ، حيث عكفت على تصويرها كمجرَََّّّد "حواجز صناعيَّة أقامها المستعمرون لتجزئة القطر الواحد" (محمد فوزى مصطفى ، 1972م) ، أى كمحض مؤامرة استعماريَّة قطعت الطريق أمام التحاق الاثنيات الافريقيَّة السودانيَّة بحركة الاستعراب والتأسلم!

    بالنتيجة ، وبإزاء عدم تأهُّـل تلك النخب لمجابهة مصاعب البناء الوطنى بعد الاستقلال السياسى ، وبفعل الدفع المعنوىِّ الهائل من الجامعة العربيَّة والمنظمات الاسلاميَّة التى انتمى إليها السودان أوان ذاك ضربة لازب ، والتى أناطت به مهمة (الجسر) الناقل للاسلام والثقافة العربيَّة إلى الأفارقة جهاداً على مبدأ الغلبة ، بل وتريد أن تنصِّب خرطومه عاصمة للثقافة (العربيَّة!) ، دونما استشعار لأدنى حساسيَّة واجبة فى هذه الأيام بالذات ، جرى إفراغ معظم تلك التصوُّرات فى سياسات الدولة الوطنيَّة الوليدة ، وفى برامجها الرسميَّة للتعريب القسرىِّ والأسلمة القهريَّة.

    ولأن الجامعة العربية كانت ، ومنذ بواكير يفاعتها ، قد انعجنت وانخبزت بحليب (العروبة) و(القوميَّة العربيَّة) و(الوحدة العربيَّة) واندياحاتها فى سائر أقطار المنطقة ، فإن نخب المستعربين التى توارثت الحكم عن الاستعمار فى بلادنا ما لبثت أن انغلقت على تلك الاستلهامات ، جاعلة منها ، بضيق أفقها الغالب ، (الممكن) التاريخى الوحيد لحلِّ مشكلة (الوحدة السودانيَّة).

    غير أن المردود العكسىَّ الفاجع لتلك الخطة البئيسة ، ضغثاً على إبالة المظالم الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة الأخرى ، سرعان ما وقع لدى الذهن (الآخر) غير المستعرب أو غير المسلم كمحض تمظهرات استعلائيَّة فجَّة ، واستقطابات دينيَّة وثقافيَّة حادة ، وترميزات ناجزة بنفسها للتيئيس من هذه (الوحدة) وحفز الميل (للانفصال) ، وسبحان من يقنعها بغير ذلك ، مِمَّا أورثنا هذا الحريق المأساوىَّ الشامل فى الجنوب ودارفور وجبال النوبا وجنوب النيل الأزرق وغيرها من أصقاع ما أصبح يعرف لاحقاً (بالهامش).

    لذلك كله فإن ألزم ما يلزمنا بإزاء التحديات المستقبليَّة فى بلادنا ".. أن نعترف ، نحن العرب المسلمين ، أن ثقافتنا مارست استعلاءً ثقافياً على الآخرين (وأنْ نعى أنَّ) الاستعلاء الثقافى فى أوحش صوره بضاعة غربيَّة ، وقد مارسته كلُّ الثقافات المركزيَّة فى عالم الأمس ، لكن الانسانيَّة أدركت مضاره وبدأ مشوار الاستقامة والعدالة" (الصادق المهدى ، 2004م). بل ويتوجَّب علينا ، أبعد من هذا ، أن نتجاوز محض (الاعتراف) إلى "النفاذ القوى برقائق الروح وسهر الثقافة إلى خبايا الاستضعاف المؤسسى ، الاجتماعى والتاريخى ، لأقوام الهامش السودانى .. فبغير (ذلك) .. لا ينفذ الشمالىُّ المدجج بامتيازاته التاريخيَّة إلى مشاهدة قبح نفسه فى مرايا تلك الامتيازات الظالمة" (عبد الله على ابراهيم ، 2004م).

    إن أجزاء أخرى من العالم العربى تعانى بلا شكٍّ من هذه المشكلة أيضاً ، كما فى العراق وشمال أفريقيا مثلاً ، مِمَّا بات يشكل ، بما لا يُقاس ، مهدِّداً أعظم أثراً من المهدِّد الأجنبىِّ ، وأكبر خطراً! فقد تأسَّس الفكر (القومى العربى) بمختلف أطروحاته ، سواء عند البعثيين أو الناصريين أو القوميين السوريين أو الكتابأخضريين الليبيين أو خلافهم ، علي فكرة أساسيَّة واحدة مفادها أن (العرب) في شتي أقطارهم ، مشرقاً ومغرباً ، يشكلون أمة (واحدة) هي الأمة (العربيَّة) التى ينبغى توحيدها فى دولة قوميَّة (واحدة) تعيد لها أمجادها التاريخيَّة ورسالتها الخالدة.

    لقد أوقعت هذه التهاويل ُالفكرَ القومىَّ فى شبهة العنصريَّة المعاديَّة للتكوينات القوميَّة المغايرة في بعض بلداننا ، ومن بينها السودان ، إلى حدِّ الانخراط في حرب أهلية طويلة بهدف حرمان هذه التكوينات من حقوقها ضمن وحدة الأقطار التي تنتمى اليها (كريم مروة ، 2003م).

    ولعل هذا ، بالتحديد ، هو ما حدا مؤخراً ببعض ذوى البصيرة والاستنارة من المفكرين والكتاب القوميين لأن يلتفتوا بجديَّة إلى هذا المأزق ، فأضحوا ينبِّهون إلى ضرورة إجراء المراجعات الواجبة ، واستصحاب الخاصِّيَّات (القطريَّة) فى التفكير القومى العربى الذى ما انفكَّ يتعاطى معها بشئ من الخفة ، إن لم نقل العداء ، بزعم أن (الأقليات) لا تختلف فى الرأى عن النهج القومىِّ العام (إيليا حريق ، 1996م). فما تلك ، فى واقع الأمر ، غير خطة (عنصريَّة) مبطنة ، وسواء جرى ترسيمها بوعى أم بدونه فإنها ما عادت تنطلى على أحد!

    هذه المراجعات هى بالضبط ما تحتاجه الآن الجامعة العربيَّة ، وتنظيمات العالم الاسلامى ، وسائر مؤسَّسات هذين الكيانين ، رسميَّة كانت أم شعبيَّة ، حيث يلزمها ، أكثر من أىِّ وقت مضى ، لجمُ مناهجها البالية ، والنأى بتقديراتها عن التبسيط الساذج لقضايانا ، وإبداء قدر أكبر من التفهُّم لمشكلاتنا فى تعقيدها ، والاحترام للفروق القائمة فى دولتنا القطريَّة ، ومساعدتها ، من ثمَّ ، على التكامل والازدهار من هذا الباب.

    فإذا كنا نريد فعلاً نصب (خيمة وطنيَّة) آمِنة ، تسَعُ قضيَّة الوحدة بقدر ما تسَعُ حركة المثاقفة الطبيعيَّة المسالمة بين مفردات منظومة التنوُّع السودانى ، بما فيها العروبة والاسلام ، على قدم العدل بالتأكيد ، والمساواة من كلِّ بُد ، فإن على هذه المؤسَّسات أن تكف ، وفوراً ، عن الاستمرار فى تبنى نفس الخيبات القديمة ، ودعم ذات الخطوط الفكريَّة والسياسيَّة الكاسدة للنخب الحاكمة باسم الجماعة المستعربة المسلمة ، وتوهُّم الواجب (المقدَّس!) ليس فى إدراك طبيعة المأزق الذى توحَّلنا فيه ، تاريخاً وجغرافيا ، وإنما فى محض التعرُّف الكسول على موقف (الإخوة) فى السودان لأجل نصرتهم (ظالمين أو مظلومين!) ، والدفع ، فى المحصلة النهائية ، باتجاه تلك الايديولوجيا القامِعة التى لا يُنتظر من ورائها سوى إعادة إنتاج نسخ متكرِّرة من الضغينة الاثنيَّة ، والحرب الأهليَّة ، والأسلحة المُشرعة فى وجه السلطة المركزيَّة، دورة من بعد دورة ، وحريقاً فى إثر حريق!




    "منقول من سودانيل"


























    دنقس.
                  

06-03-2008, 03:12 PM

آدم صيام
<aآدم صيام
تاريخ التسجيل: 03-11-2008
مجموع المشاركات: 5736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزنوج المنبتين والهوية السودانية!! (Re: Abdulgadir Dongos)

    العزيز عبد القادر دنقس
    تحية طيبة

    نقلت سفراً مهماً لأرباب فكر ثاقب
    لو يفهم البقر!
    تبقى العنصرية كوضع يد تحت خيارين: التقسيم فتذهب ريحهم ،
    أو الحرب فتعيدهم رقيقاً يستجدى ، أما الخيار الثالث المساواة لا أظنه وليد هذا القرن الذي يظللنا

    آدم صيام
                  

06-04-2008, 00:52 AM

Abdulgadir Dongos
<aAbdulgadir Dongos
تاريخ التسجيل: 02-09-2005
مجموع المشاركات: 2609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزنوج المنبتين والهوية السودانية!! (Re: آدم صيام)

    +


    العزيز آدم صيام، تحية واحترام

    من قال لك أنهم لا يفهمون؟
    هم يفهمون يقينا، لكن التشاطر
    يا سيدي.
    وصلنا أو بالأحري أوصلونا لمآزق
    ليس لنا فيها خيارات.
    كن بخير

    ومازال النضال مستمر....







    دنقس.
                  

06-04-2008, 00:42 AM

Abdulgadir Dongos
<aAbdulgadir Dongos
تاريخ التسجيل: 02-09-2005
مجموع المشاركات: 2609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزنوج المنبتين والهوية السودانية!! (Re: Abdulgadir Dongos)

    +




    بعد أن نقلنا من "بيت الكلاوي"
    نجي للحم الحي.


    كتب الدبلوماسي الحصيف الدكتور فرانسيس دينق
    في سفره صراع الرؤي صفحة 357:


    الفصل العاشر

    حدود الهوية

    للاثنية في السودان صلة بتعريف الهوية العربية الأسلامية
    وبتطبيقها علي المحيط الوطني. وتلعب الأثنية جزءا من
    الأزدواجية العربية الأفريقية للبلاد وفي نزاع الشمال والجنوب.
    يعالج هذا الفصل عددا من الموضوعات المتداخلة التي تحدد
    الهوية. أولا، يقر بأن الهوية تعد في الأساس أمرا زاتيا؛ وهي
    ما يعتقده الناس عن أنفسهم، وتحدد أساسا من هم وماذا يكونون.
    ثانيا، يقرر الفصل بأن العنصر الهام لتعريف الذات، فيما
    يتعلق بالهوية الأثنية، يرتبط بالدم. ويربط هذا المفهوم في
    السودان العروبة بالعرق. وثالثا، يدفع بأن الأعتراف بالهوية
    (متضمنة عنصري الدم والعرق) كأمر ذاتي، لا يعني استحالة
    معارضتها أو الأرتياب فيها علي أرضية حقائق ومعايير موضوعية.
    والتعريف للذات يمكن أن يتعارض بحدة مع واقع حقيقة هذه الذات
    عند تطبيق المعايير القياسية المتفق عليها. ورابعا، يؤكد هذا
    الفصل أنه في حالة تعارض الهوية المعينة، الخاصة بالبعض،
    مع متطلبات الوحدة الوطنية في أطار تعدد الهويات، يصبح
    من الواجب اعادة تعريف وتحديد تلك الهوية لتصبح جامعة وأكثر
    شمولا؛ ويجب تصميم اطار جامع للهويات المتعددة، وبالعدم
    السماح لتلك الهويات المتباينة أن تتخذ لها مسارات مستقلة.
    بعدها يتم تطبيق هذه القضايا علي حالة السودان في اتجاه
    التعرف علي المفاهيم الذاتية السائدة، وما تعنيه من أمور
    عرقية وثقافية ودينية؛ ومدي تبريرها حسب معايير واقعية؛
    ومعرفة ما اذا كانت قادرة علي توفير اطار للوحدة أو مبرر
    للترتيبات البديلة. وتتراوح البدائل بين الوحدة الوطنية
    المحتضنة للتنوع أو الأنفصــــــال.





    ....يتبع













    دنقس.
                  

06-04-2008, 01:31 AM

Arabi yakub

تاريخ التسجيل: 01-27-2008
مجموع المشاركات: 1948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزنوج المنبتين والهوية السودانية!! (Re: Abdulgadir Dongos)

    الاخ العزيز/ دنقس لك التحية والتقدير وشكرا لك علي هذه النافذة التاريخية الهامة. ونحن اذ ننام ونصبح اسئ وحزن علي واقعنا المؤسئ هذا حيث لم استطيع مشاهدة بوست الاخ/ امير عن ابيي لان صور دارفور وقبله معسكرات ماسئ الجنوب الفتية لم تفارق ذهننا لحظة فبتنا اسئ في اسئ . كان هناك كوكب اخر تقصفنا بشرره المستطير لهبا ودمار
    فالسودان قد بلغ الارقام القياسية في قتل وتدمير شعبه عمدا، وياريت لو كان لنا قضاء لتنصب لنا المشانق كمجرمين. ولكن المؤسف الطيران المقنبلة من عرق نفس الشعب الابرياء تدكهم لتجعلهم اثرا بعد عين ولا عزاء.
    شكرا لك وانت توثق للعالم البار الدكتور/ منصور خالد واخرون من الاوفياء الابرار الذين لا يخشون لومة لائم في نطق الحقيقة وتوثيقها حتي ولو علي انفسهم وعبرك التحية والتجلي لهم جميعا.
    بالمناسبة اين الاخ الاستاذ/ عمر علي لقد افتقده طويلا عله يكون بخير!
    فائق شكري وتقديري
                  

06-04-2008, 09:05 PM

Abdulgadir Dongos
<aAbdulgadir Dongos
تاريخ التسجيل: 02-09-2005
مجموع المشاركات: 2609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزنوج المنبتين والهوية السودانية!! (Re: Arabi yakub)

    +



    Quote: فالسودان قد بلغ الارقام القياسية في قتل وتدمير شعبه عمدا،
    وياريت لو كان لنا قضاء لتنصب لنا المشانق كمجرمين. ولكن
    المؤسف الطيران المقنبلة من عرق نفس الشعب الابرياء تدكهم
    لتجعلهم اثرا بعد عين ولا عزاء.




    الأخ أستاذ عربي يعقوب،
    تحية واحترام.
    الحال يا صديقي بقي لا يعجب
    عدو أو صديق، لذا وجب استقطاع
    الزمن لنضع النقاط فوق الحروف
    لنبين ماهيتنا ونحافظ علي النسل
    من الأنقراض.
    تسلم، وخليك قريب.







    دنقس.
                  

06-05-2008, 00:52 AM

Abdulgadir Dongos
<aAbdulgadir Dongos
تاريخ التسجيل: 02-09-2005
مجموع المشاركات: 2609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزنوج المنبتين والهوية السودانية!! (Re: Abdulgadir Dongos)

    +



    رسالة الى الاخ التجانى حاج موسى .....

    شوقي بدري
    [email protected]

    هذا الموضوع كتبته للتجاني قبل بضع سنوات . والآن سمعت خبر الاعتداء عليه ويؤلمني ما حدث له لأن التجاني رجل مسالم ولا يؤمن بالعنف إلا أن الوضع الآن مختلف والكثيرين قد فقدوا أرواحهم ، والإنقاذ تظهر وجهها الأقبح والتجاني قد صار بوق للإنقاذ . الغربه الغير محتمله التى تحدث عنها الاخ التجانى فرضت على كثير من السودانيين . بواسطه رجال الانقاذ . والآن التجانى رضينا ام ابينا هو جزء من الانقاذ .

    ................................

    بالرغم من ان روايه الحنق قد رفض اعاده طبعها لصالح مركز عبد الكريم ميرغنى لانها كما قالوا تجاوزت الخطوط الحمراء . والمجموعه القصصيه المشبك منع نشرها من قبل لان الاهداء كان لجوزيف قرنق , الشفيع وعبد الخالق محجوب . وحكاوى امدرمان منع بيعه لانه يتعرض للناس ......... الخ .



    الا ان الحديث فى التلفون مع الاخ المبدع التجانى رئيس لجنه المصنفات له حلاوه امدرمان وحميه العباسيه . ولقد قراء على التجانى مشكوراً هذه القصائد ووعد بإرسالها لكى اقدمها لكم . ولشهور لم تصلنى القصائد والتجانى يقول انه ليس عندهم كمبيوتر فى المكتب او انترنت ويقول ضاحكاً نحنا لسه ما وصلنا التكنلوجيا دى . وفى سبتمبر كانت الكهرباء مقطوعه من المكتب بسبب الامطار . الى ان تكرم الابن يحى ميرغنى بالذهاب لمكتب الاخ التجانى مرات عديده , والقصائد كانت ضائعه عند شخص واخيرا استلمتها .

    التجانى يقول لى كثيراً ( يا شوقى بتقدروا على الغربه دى كيفن , انا لمن اقضى ايام ذى ايام سويسرا دى بكون عاوز ارجع بأسرع طريقه , انتو كيف قدرتوا قضيتوا عشرات السنين ؟ . ) وانا لا املك الاجابه ..

    ولكن الجميل ان القصائد امامكم الآن ... رمضان كريم .

    شوقى ...

    مقاطع للوطن من جنيف

    تهفو إليك النفس يا وطني الحبيب

    هذي بها ذات تباعد بيننا

    لا زاد فيها لا قريب..

    ولقد حسبتها بضع أيام من العمر

    ستمضي..

    لكنها وا حسرتي..

    دهر من الساعات والقلق الرهيب!!

    يا وحشة الليل البهيم هنا

    لا لذة في العيش

    لا شيئاً يطيب

    ***

    الطائر النجس الذي قد ضمني

    يومين يمخر في السحاب

    ويحيط جمع الناس في البلد العجاب

    تكسو ملامح رهطتهم شيئاً

    يشابه اكتئاب

    وأنا الذي قد كنت أحسب سفرتي

    أمراً جميلاً مستطاب

    بلد الفرنجة قد أتيتك مرغماً

    أنا قد خبرتك مرةً

    حين اطلعت على الكتاب..

    ما كنت أحسن ما قرأت

    سوى نذراً قليلاً من ضلالات كذاب

    فالناس في الطرقات تجري

    لست أدري.. ما اعتراهم؟! ما المصاب؟!

    ما بالوهم يتعجلون تبلداً في هذه الدنيا الخراب؟!

    ***

    هم يأكلون طعامهم متسابقين على الطريق

    لا يحفلون بأي شيء..

    وحين يلقون التحايا والسلام،

    يغمي عليَّ..

    وحينما أصحو أفيق،

    الحافلات المسرعات تبجحاً لا تلقي بالاً للأنام

    فالكل محكوم بما كتبوه في أمر النظام..

    ***

    ما باله الآذان في تلك البقاع

    قد غاب عن ذاك الفضاء؟!

    هذي الحضارة عندكم؟!

    هذا مآب الارتقاء؟!

    أفرغتم الإنسان من حسناته

    قد صار مسخاً من شقاء

    أنا افتقدتك يا جميل الحسن

    قد صار مسخاً من شقاء

    أنا افتقدتك يا جميل الحسن

    يا حلو السجايا والعطايا

    أنا افتقدت دقائق الأشياء يا وطني

    وطعم الكبرياء..

    أنا افتقدت الناس في الطرقات

    في الأمصار في بيت العزاء

    قد جئتني في غرفتي الثكلى تؤانسني

    فاغزلها مقاطع من قصيدة

    تأتي عليّ حروفها السوداء أجهش باكيا

    وأعيني أعبرها المسافات البعيدة

    لو التقيك بغربة النفس الوحيدة

    وطني عشقتك منذ عرفتك يافعا

    في شرخ أيام السعيدة

    يا مأمناً للجار أهديك التحية والسلام

    ومفردات الشكر أزجيها إليك معزوفة صدق الشاعر احترام



    طيور السلام



    طيور السلم قد نادى المنادي فعم البشر أرجاء البلاد

    فغني لحنك الصداح غني يردد رجعه خفق الفؤاد

    وغني يا طيور السلم غني لأرض فجرت خيراً وفيرا

    كنوزاً مترعات بالعطايا نقي جنانها ثمراً نضيرا

    وتسقيها روافد من مياه وتهطل سحبها عذباَ نميرا

    وذاك النيل بالخيرات يحنو ويغدق من مكارمه الكثيرا

    وتلك سفينة السودان سارت ترتد المجد في البحر الخضم

    وتمضي أينما حلت حثيثاً تروم مرافئ العز الأثيم

    وتضع للحياة غداً جديداً ملامحه تجسد كل حلم

    قوام عطائها ألق مضيئ محي ظلمات ليل مدلهم



    طيور السلم فلتمضي جنوباً محملة بحبي للكرام

    وطوفي عبر دار الغرب طوفي وعودي بالمحبة والوئام

    ورفي فوق أرض الشرق رفي بأجنحة تصفق للسلام

    هناك شمالنا يلقاك حباً تمازجه البشاشة في الكلام

    وعن أنسابنا أنبيك أمراً أفارقة تمازجهم عروبة

    وعن أحسابنا أهديك عقداً نضيراً من هدندوة ونوبة

    ودينكا ثم برقو تم داجو تؤكد مجد سنار وسوبه

    ونعلم من كتاب الله علماً يحيل حياة أمتنا عذوبة

    ................................................ ...............................................

    هذا الموضوع بشكله الحالى نشر فى عدة مواقع الكترونيه وموجود الآن فى مكتبه شوقى بدرى فى سودانيز اون لاين .

    الاخ العزيز التجانى اخطأ بتقبل هذا المنصب ولا بد انه كان يعرف ان الحريات التى تكلم عنها محدوده جداً وان وجوده كان كنوع من الديكور . وحتى عندما سألته عن السبب فى رفض نشر روايه الحنق التى نشرت قبل ما يقارب من الاربعه عقود فى القاهره وبموافقه السفاره السودانيه ومدام ايمان فى الرقابه الناصريه , واخذ الموضوع شهرين من العناء والمتابعه , نشرت .

    وعندما قال الاخ التجانى , فى جمل وعبارات الناس ديل ما وافقوا عليها . قلت له طيب يحذفوا العبارات دي والجمل دى وينشروا الروايه . وعندما قال لى التجانى ان احد السخفاء قد هاجمه فى سويسرا قائلاً ( حسى شوف شكلك يا عب وشكل القاعه دى بتشبهك . انت جاى تسوى شنو هنا ؟ ) تألمت وقلت له ان الروايه التى هى اول روايه سياسيه فى السودان تتطرق لمشكله الشوفونيه الاثنيكيه . ولانها تحارب مثل هذا الكلام فيجب نشرها . الا اننى احسست بأن الاخ التجانى مكبل اليدين . وفضلت ان اكون على صله جيده معه . فتربطنى معه العباسيه وصداقه خاله ابدربين احد مشاهير المورده . وزمالته لتؤام الروح رحمه الله عليه بله فى لجنه نادى العباسيه الثقافى .

    عندما استلم صديقى وزميلى من تشسلوفاكيا عبد الوهاب عثمان وزاره الماليه نشرت موضوع فى الصحف بعنوان رساله الى صديق . وقلت له انه رجل شريف وامين وان الانقاذ ستلوث سمعته وستستغله ثم يلفظونه . ولن يجد سوى غضب الناس . وانه لن يستطيع ان يغير اى شئ مهما حاول فلا يستقيم الظل والعود اعوج . الاخ يحى مرغنى ( الناشر ) الذى حفى فى الجرى للحصول على اذن بالنشر هو الذى ارسل لى القصيدتين لانه رجل نبيل . ولقد لامنى كثيرون وعلى رأسهم محجوب شريف قائلاً كيف التجانى يرفض ينشر ليك وانت تنشر ليه ؟ يا التجانى يا اخوى قبولك لهذا المنصب كان خطأ لان التاريخ لا يرحم وهذه الحمله التى تواجهها الآن قد لا تكون مشروعه الا انها نتاج لخطأ قبول المنصب . انت شاعر وكاتب . وهذه لجنه مراقبه وتكميم افواه لا محل فيها لشاعر او كاتب . ده شغل امن يا التجانى .

    عندما سألتك عن صديقى ابدربين قلت لى انه قد كبر وصار يلبس نظارات . هكذا هى الدنيا لا تدوم . ولا يبقى الا العمل . ويذهب الجاه والمنصب والمال .

    الاخت الطبيبه ام راشد معنا الآن فى السويد قالت لى قبل يومين جعفر نميرى يكون قاعد فى شارع ود البصير وذى كأنه ما مجمع وما عارف الحاصل شنو ومافى زول مهتمى بيه .

    سمعتك فى الفيديو تدافع عن منع الديوان الذى اسئ فيه للنميرى . ولك الحق لان اللغه سيئه . ولكن كتبى التى منعتها لا تحوى اى كلمات فاحشه او بذيئه موجهه نحو شخص او مجموعه . الحنق ركز على الرق ومخلفاته واسباب حرب الجنوب فى الخمسينات . وهذه اشياء يكره الشماليون التطرق لها .

    تذكر انك كنت تقول لى فى التلفون مازحاً مورده عباسيه مريسه قويه . لك التحيه فنحن اولاد العباسيه تربطنا العباسيه وروعه امدرمان .

    شوقى.




    http://www.sudaneseonline.com/news31.html



    التحية والأحترام لأستاذنا الجليل
    شوقي البدري، وحقا كم أنسان هذا الرجل.















    دنقس.
                  

06-06-2008, 05:47 PM

Abdulgadir Dongos
<aAbdulgadir Dongos
تاريخ التسجيل: 02-09-2005
مجموع المشاركات: 2609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزنوج المنبتين والهوية السودانية!! (Re: Abdulgadir Dongos)

    +




    حالما وقفنا هنيهة وأستاذنا الأنسان شوقي بدري،
    لابد والوقوف عند كلمات زميلنا أستاذ صلاح شعيب.
    نقف عند حديث الأستاذين لأن لبه أرتوي بالماضي
    الخبيث الذي قامت عليه دولتنا المأزومة.




    الي مقال الرجل...


    بناء على ما جرى للدارفوريين

    صلاح شعيب
    [email protected]

    برغم المسافة الزمنية ـ والتي توازي عمر طالب جامعي ـ بين حادثة يوليو 1976 وحادثة أمدرمان 2008 إلا أن التمييز العرقي في السودان لا يزال المحرك الاساسي لذاكرة السلطة المركزية وقطاعات واسعة من نخب الوسط النيلي.

    أثنان وعشرون عاما لم تسهم في تقصير الفجوة العرقية بين نخب وسط السودان وغربه، وإنما أعلنت بكل وضوح أن العرق هو المعزز لهذه الدولة وليس العقل. وفي هذا لم يشفع للسلطة إدعائها في الانطلاق من "النهج الرباني" ولا حتى وجود عناصر "مؤلفة القلب" من دارفور من التعامل مع تداعيات أحداث أمدرمان بحساسية تراعي موجبات ذلك "النهج" ومستحقات خصوصية "توالي" بعض أبناء غرب السودان خلف مشروع الحركة الاسلامية الذي تم قام بتوظيفهم بما فيه الكفاية، ولعل قائد السرب العسكري الذي دخل امدرمان ليسقط السلطة نفسه كان واحدا من أبناء دارفور الذين "أبلوا بلاء حسنا"، كما قد يقول زملاؤه السابقين، في تمديد مساحات السلطة الاسلاموية، غير أنه وجد نفسه، في ملابسات مراجعة موقع اخوانه الدارفوريين في التوظيف داخل السلطة ليس مؤثرأ، وعرف حينها أن الحركة الاسلامية إنما هي لله "فقط" حين لا تجد أحدا يصارحها أن كل المؤمنين أخوة في تقاسم الرزق في الدولة، وأن لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى.

    الاعتقالات التي تمت والاهانات التي تعرض لها بعض أبناء غرب السودان والاشارات الرمزية الممعنة في العنصرية لأجهزة الاعلام الرسمية وبعض الصحف التي "توالي" النظام عبرت عن حقيقة نفوس السياسين الذين يصونون "المشروع"، وهؤلاء الذين يعتاشون من دعمهم له.

    وفي الاثناء، جاءت مبادرة التراضي، والتي سبقها ظهور للسيد الصادق المهدي في القصر الجمهوري مؤيدا ومؤازرا وداعيا إلى "عدالة رادعة" تجاه "الغزاة والمرتزقة"، لتهدم كل الافتراضات القديمة أن حزب الأمة هو المجسر في العلاقة بين غرب السودان وبقية أجزاء القطر، ولكن اتضح أنه الحزب الذي يركب قائده على ظهر أبناء الغرب ليصل إلى الكرسي الوثير في أيام الديكتاتوريات وأيام الانظمة الديمقراطية مهما كان "ثمن الكيفية" التي تنزع بها السلطة، ولعل المهدي العارف بالتاريخ يدرك كم من الموتى المغرر بهم يذهبون هدرا في سبيل اسقاط السلطان أو المحافظة عليه أيضا.

    لقد جاءت حادثة أمدرمان لتنبئنا عن عمق الشقاق في العلاقة بين سودانيين وسودانيين. وللأسف الشديد أن العناصر المسببة لهذا الشقاق ليست في البرامج السياسية المؤدلج وغير المؤدلج منها، أو في طريقة التفكير وأخرى، أو في انتهازية الهدف أو صدقه. وبدا أن جانبا ضيقا في فرز اللون ـ وشيئا من نطق الحروف العربية واختلافا ضئيلا للملامح ـ هو الدافع الاساسي في تدعيم هذا الشقاق وتنميته وقيادة السياسة بناء عليه.

    فعدم حياد العرق في الدولة مؤسس وموطن بآليات وأفكار وممارسات، وإلا لما اشتعلت الاطراف ذات اللهجات المتمايزة والالوان غير المفضلة ضد سياسة الدولة المركزية التي تنمي أشخاصا على حساب آخرين، وتفضل تنمية مناطق محددة وتحجيمها عن أخرى وتفكر لصالح وجود أقوام خصما على آخر، وتكافح للمحافظة على سلطة فاشلة قوميا لحساب قلة ديمقراطية وشمولية ، وتختلف آيدلوجيا ما شاء لها الاختلاف والاحتراب ولكنها تتفق حول المحافظة على موازين الدولة بناء على المنظور القبلي.

    هذه هي الحقيقية التي يجب علينا أن نضعها في أولويات التفكير إن شئنا سلاما للبلد ومستقبلا طيبا ومستقرا، وهذا هو "المسكوت عنه" الذي لا ترضى بعض النخب في الوسط النيلي مجرد الاستماع إليه، مفضلة أن يكون منهج التفكير السياسي قائما على الوقوف بجانب الديمقراطية أو ضدها، بجانب الدولة العلمانية أو مواطنيتها، بجانب الحداثي في الرؤى او في جانب التقليدي منها، بجانب فكر الاسلاموية الفظ او الاسلاموية المعتدلة.

    فما فائدة الديمقراطية إن لم يسبقها إقناع المناضلين لجلبها بإعتراف مؤداه أن عدم حياد العرق لن يحمي الديمقراطية المتصور استدامتها..؟، وما فائدة العلمانية إن كانت تكرس لشلليات عرقية على حساب أخرى تواسيها بالفتات..؟، وما معني الجدل حول بناء مستقبل للتراضي الوطني، في مدلوله السياسي، والقومي في معناه العرقي/التعددي، إذا كان الظلم البائن نحو عرقيات محددة يقابل بتجاهل وعدم مسؤولية تجلب حروبات ومآس وكوارث لا يسلم منها أحد.

    فما ضر السودان شيئا مثل محاولة النخب المسيطرة على السلطة وبعض معارضيها الذين يمسون "المسكوت عنه ـ في طوره العرقي" بطرف وخجل. أما إذا مسه الآخرون المتظلمون، والذين يعايشون تمييزا عرقيا في كل سحابة يوم ، تم استهدافهم بدمغ شخصيتهم بالعنصرية، دون أن يتم الحوار الموضوعي حول طبيعة هذه التظلمات التي تبتدر منهم. وبخلاف ذلك تحاول نخبة هنا وهناك استخدام منهج اللف والدوران لنسف "مصطلحات" لم يستطع المتظلمون في تدعيمها بالحجة الاكاديمية..برغم أن المضمون الذي قصدوه يعني ميل ميزان العدالة في سودان لم يقف في قيادة قراره السياسي الاكيد لا جنوبيين ولا غرابة ولا بجا ولا نوبة جبال.

    وهكذا ـ وللمفارقة ـ أنه تقف الاعتقالات المبنية على "لون مفترض" لأبناء دارفور، والاهانات التي تعرضوا لها برهانا جديدا وساطعا على أن وجود أبناء دارفور من القياديين في السلطة إنما هو صوري لا يسمن ولا يغني من جوع في تغيير مفاضلات ومعاظلات القرار السياسي، ما دام أن لا حول ولا قوة لهم على حمل زملائهم في السلطة على احترام حقوق المواطنة وصونها في المحكات كما في الازمان العادية، وما دام أن الاعلام الرسمي وحتى برنامج "حقيبة الفن" يعمق في وصف أعضاء حركة العدل والمساواة بأنهم مرتزقة، وما دام أن لا أحد من أبناء دارفور المستشارين في القصر يستشار بالدرجة التي قد تؤثر نصائحه على خطة مسؤولي الامن ويحمي، من ثم ابرياء منطقته، حتى لا يأخذون بجريرة من فعلوا ما سمي بـ "الغزو". والغريب انه يحدث هذا دون أن يخرج علينا رشيد من القوم الدارفوريين في السلطة بالاستقالة المبررة أنه لا يرضى لاخوانه في العرق والمنشأ وضعا مهينا كما عرضه التلفزيون الحامل للمسمى القومي.

    بعد كل هذه الحيثيات التي شاهدها الناس باعينهم على الارض، ولم تكن افتراضا نظريا، لماذا ينكر بعض الكتاب عدم وجود التمييز بين السودانيين، والقول بأن الصراع هو ذي ابعاد ايدلوجية فقط منذ أن قامت قيامة الاستعمار في بلادنا..؟ ولماذا يتم الالتفاف على حقيقة الصراع بين أبناء المركز وأبناء الهامش بواسطة نفيها ما دام أن لا شفيع لأبناء الهامش الابرياء والمستوزرين يحميهم حين تقع الواقعة على الدولة المركزية ويتم توجيه الضرب والاهانة وشتم القبيلة والبصق على الوجه بناء على لهجتك..؟

    ولماذا كل هذا النفي المكرور والممجوج لحقائق "الكتاب الاسود" ما دام أن السلطة التنفيذية الفعلية ظلت تاريخيا مسيرة بواسطة أبناء الوسط النيلي ولا نحتاج حتى إلى كل تلك الأرقام المخيفة التي ذكرها الكتاب لإثبات شمس الحقيقة..؟ ولماذا إجمالا يتم وصف هذا الكتاب بالفكرة العنصرية التي توقظ الفتنة التي يقولون إنها نائمة ويلعنون من يوقظها، بينما براكين الفتن تقذف بحممها ليل نهار في اطراف البلد، وبالشكل الذي لا يحسه كليا مجموع أهل المركز حتى يتعاطفوا انسانيا مع ساكني هذه الاطراف..؟ وكيف يجوز للباحث الداحض لنظرية سيطرة المركز على الهامش، والمفترض فيه الناحية الاخلاقية، أن يقنعنا أن السلطة طوال هذه الاثنين وعشرين سنة الماضية قد عمق الصهر الاجتماعي للمواطنين بما يجعل من امكانية تصنيف السودانيين بلهجاتهم وتعذيبهم وفقها أمرا غير ممكن..؟ وإلى أي مدى يساعد هذا الاسلوب الفكري العقيم في نكران الظلم الاجتماعي في بناء سودان علماني أو ديمقراطي أو اسلاموي مستقر إذا كان الفكر القبلي ظل هو المدد الاعظم في تسيير شؤون الدولة، وبه يتم صيانتها من "أدواء الزمان".

    إذا كانت هناك ملامة موجهة للمسؤولين في الدولة فإن الملامة الكبرى يجب أن توجه للقيادات السياسية من ابناء دارفور والتي لم تسجل موقفا حازما تجاه ما حدث لأبناء غرب السودان. مرة اخرى، لم نشهد استقالة وزير سيادي واحد ـ إن وجد ـ أو وزير دولة أو نائب برلماني أو نائب والي ازعجتهم الطريقة غير الانسانية التي تم بها اعتقال او استفزاز وقتل بعض ابناء دارفور والذين لا يد لهم فيما حدث في ذلك اليوم.





    http://www.sudaneseonline.com/news17.html















    دنقس.
                  

06-06-2008, 06:59 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزنوج المنبتين والهوية السودانية!! (Re: Abdulgadir Dongos)

    شكرا دنقس

    وتجد من يعتقد في مفاهيم الرق والاسترقاق دينيا ودنيويا
    يمارس الغش والتدليس والانكار انظر الي بوست ينكر فيه احد الاعضاء بان في الحياة السودانية لا توجد عنصرية اسمه فدياس انا ارد بهناك واستمحيك ان انقل بعض ملاحظات دكتور منصور خالد
    لك الشكر
    ولا خير فينا ان لم نقولها
                  

06-09-2008, 04:23 PM

Abdulgadir Dongos
<aAbdulgadir Dongos
تاريخ التسجيل: 02-09-2005
مجموع المشاركات: 2609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزنوج المنبتين والهوية السودانية!! (Re: Sabri Elshareef)

    +



    شكرا أستاذ صبري الشريف.
    وتحيات طيبات.
    حقيقة قرأت البوست وعازم للمشاركة
    فية. أشكرك لقلمك الرشيق وكتاباتك
    المتعمقة.







    دنقس.
                  

06-07-2008, 02:59 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزنوج المنبتين والهوية السودانية!! (Re: Abdulgadir Dongos)

    Quote: حقَّ لنا ، نحن المستعربين والمسلمين السودانيين ، بالأخص ، وأيدينا فى النار ، دَعْ غيرنا ، أن نتساءل عن جدوى الزيارات التى قام بها مؤخراً للخرطوم عدد من الوفود العربية والاسلاميَّة ، كان آخرها وفد من (علماء الأمة) ، بقيادة الشيخ القرضاوى ، وصف أزمة دارفور بأنها محض (فتنة) دبَّرها أعداء الاسلام والمسلمين! وصبَّ جام شكوكه على الاغاثات كونها تأتى من الغرب بالأساس! ثم دعا الاطراف إلى مؤتمر لحل المشكلة فى مكة المكرَّمة ، قبل أن يحزم حقائبه ويقفل راجعاً من حيث أتى!
                  

06-07-2008, 04:40 AM

فارس موسى
<aفارس موسى
تاريخ التسجيل: 12-01-2004
مجموع المشاركات: 1357

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزنوج المنبتين والهوية السودانية!! (Re: Abdulgadir Dongos)

    الاخ عبد القادر دنقس

    تحياتى وإحترامى وتقديرى

    بوست مكرب ومليان بكتابه شحمانه وسمينه وشوف ما فيهو اى طشاش لناس قامات وشوافين

    والادهى والامر عدا شعيب والعلامه القامه فرنسيس دينق كل من كتبوا بهذه الامانه محسوبين شمالا


    اتمنى لو تجتهد كمان شويه وتتحفنا بكتابات استاذنا ودكتورنا المفترى عليه المفكر عبدالله بولا

    وكذا المشوطن المسخوت احد كبارات الشتر حكيم جهنم الالمعى استاذنا المفترى عليه ايضا الدكتور

    حسن ول موسى !


    للاول الغول وللثانى جهنم .

    وترانا منتظرين ومتابعين .

    وتانى شكرا ليك كتير وارقد شواف .



    فارس ول موسى.
                  

06-09-2008, 04:34 PM

Abdulgadir Dongos
<aAbdulgadir Dongos
تاريخ التسجيل: 02-09-2005
مجموع المشاركات: 2609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزنوج المنبتين والهوية السودانية!! (Re: فارس موسى)

    +




    أساذ فارس موسي، تحية طيبة،

    Quote: اتمنى لو تجتهد كمان شويه وتتحفنا بكتابات استاذنا
    ودكتورنا المفترى عليه المفكر عبدالله بولا وكذا المشوطن
    المسخوت احد كبارات الشتر حكيم جهنم الالمعى استاذنا المفترى
    عليه ايضا الدكتور حسن ول موسى !


    حقيقة لا أمتلك كتابات عن الهوية
    د. بولا أو د. حسن موسي.
    قرأت لهما من قبل هنا بسودانيزأونلاين،
    لكن لم أتعمق في دلويهما. أتمني
    أن تشاركنا بالمختصر المفيد في حديثهما
    عن الهوية.
    لك عظيم الود.






    دنقس.
                  

06-09-2008, 10:33 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزنوج المنبتين والهوية السودانية!! (Re: Abdulgadir Dongos)

    **************
                  

06-10-2008, 01:18 AM

Abdulgadir Dongos
<aAbdulgadir Dongos
تاريخ التسجيل: 02-09-2005
مجموع المشاركات: 2609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزنوج المنبتين والهوية السودانية!! (Re: Sabri Elshareef)

    +






    كتب الدبلوماسي الأممي الحصيف في
    سفره، صراع الرؤي صفحة357 الي 359





    الفصل العاشر

    قضايا تعـــريف الهويـة:

    وكما أسلفنا فان الهوية، لاغراض هذه الدراسة، ينظر اليها
    كمفهوم حول الكيفية التي يعرف بها الناس أنفسهم، أو
    يعرفهم الآخرون بها علي أساس العرق،الأثنية، الثقافة،اللغة
    والدين. ويمكن لهذه العوامل أن تصبح أسسا للتمييز والتحامل
    في الحالات التي تعرف فيها هوية الأمة أو القطر علي أسس عرقية،
    اثنية، ثقافية ودينية لمجموعة مهيمنة، سواء كانت أغلبية أو
    أقلية حاكمة. وبالرغم من النصوص الدستورية والقانونية التي
    يمكن أن تمنع التمييز والتفرقة، وبما أن الأطار قد حدد بلغة
    العزل، والأخضاع والتهميش لمن لا ينطبق عليهم تعريف هوية
    الأمة، يصبح التمييز بذلك متأصلا. والطريقة التي نعرف أو نري
    بها الأمة أو القطر تعتبر بذلك حيوية في تحديد مكانة وقدر
    المواطنين. والطريقة لتحقيق وضمان المساوآة بين المواطنين
    تتم اما بحذف عوامل الهوية الداعية للتمييز من اطار
    التعريف الوطني أو أن تعرف الهوية بمفاهيم جامعة شاملة.
    وبالنظر الي السودان علي ضوء ما تقدم، يتضمن تعريف البلاد
    معان كالعرق، الأثنية، الثقافة أو الدين، مما يؤكد استحالة
    تجنب التمييز. وتشتمل نمازج الهويات المتنافسة علي العروبة،
    والأفريقية؛ الأسلام والمسيحية والمعتقدات التقليدية. وتوصف
    العروبة بمفاهيم العرق والثقافة، وتبلور الأسلام في "الشريعة"
    التي تمثل حسب التعاليم الأسلامية اسلوب حياة يشمل الخاص والعام،
    وتشكل العروبة، والأسلام بوضوح النمازج المهيمنة. وبينما يمكن
    اعتناق شخص ما للأسلام واستيعابه في العروبة بتحدث الغة العربية،
    وتبنيه الثقافة العربية، الا أنه لا يمكن لذلك الشخص أن يصبح
    مساويا تماما للعربي بدون ادعاءات نسب تعبر بوضوح عن أصالته.
    وتتكرر ادعاءات الأنتماء للعروبة علي المستوي الوراثي، حتي وسط
    من ينم مظهرهم علي غلبة الدم الزنجي وفي مثل هذه الحالات يمكن
    قبول المدعي كعربي؛ ولكن في حالة انحداره من أصل أسود واضح،
    يصبح، اجتماعيا ايضا شخصا هامشيا وتدور الشكوك حول انتمائه
    الي خلفية الرقيق الأماء؛ وفي بعض الحالات يمكن تقصي نسب
    الرقيق. وبصرف النظر عن المعرفة أو الشك في أصل الرقيق
    لشخص ما، فان الخلفية تحط من قدره؛ وبينما يمكن له أن
    يتمتع، فيما عدا ذلك، بكامل المواطنة، فربما يحرم من الزواج
    من عائلات لها مكانتها الا اذا امكنه، بالطبع، التعويض عبر
    انجازات في مجال التعليم أو الثروة أو المكانة السياسية.
    ومن وجهة نظر النمازج الشمالية المهيمنة علي تعريف الهوية،
    تبرز توجهات تميل الي حجب تلك الحقائق الدامغة بحوارات
    نظرية، غالبا ما تكون مدفوعة بأغراض سياسية حول مفهوم الهوية
    لتجعل من انتماء الشخصية الشمالية للعروبة، يبدو أمرا معتدلا
    وأقل عنصرية. ويكمن جوهر تلك المناورات الفكرية في الأتفاق
    علي أن العروبة مفهوم ثقافي غير عرقي. وبالرغم من استغلال
    هذه الحجة بشكل واسع في العالم العربي، الا أنها تجسد
    عند السودانيين العرب خاصة استحسانا وقبولا، رغم أن تقاطيعهم
    الجسمانية تبدو أكثر قربا من السود الأفريقيين عنها من العرب.
    وتمثل الحجة نفسها قيمة نظرية أكثر من واقع أنعكاسها علي
    التصرفات السائدة. وتشير البراهين المستمدة من مقابلات عدة
    بأن السودانيين في العالم العربي يعانون من التمييز كأفارقة
    سود، وحتي عندما تثبت دعاوي أنتمائهم للعروبة، بالهوية الوطنية،
    أو اجادة اللغة العربية، فان مثل تلك الحقائق تلطف فقط
    ولا تزيل التمييز.
    الموضوع المثار في حالة السودان خاصة يرتبط بالسؤال:
    هل ما يعتقده الشخص عن نفسه عرقيا واثنيا هو ما يهم، حتي
    وان لم يدعم ذلك الأعتقاد بتقاطيع أو مظاهر وراثية واضحة،
    أم أن النظرة الي الذات، لكي تكون معافاه، عليها أن
    تتسق مع المظاهر التي ترتبط عادة بمثل تلك الأدعاءات الأثنية
    والعرقية؟ ولا تضفي الاختلافات المظهرية البسيطة، التي لا تكاد
    تري، أية مشاكل أو صعوبات جسيمة. وأيضا، عندما تكون مثل تلك
    الأدعاءات ذاتية، لا تؤثر علي الآخرين، فانها لا تثير مشكلة
    لأنها نابعة من نظرة ذاتية مشوهة ومهزوزة. ولكن لايمكن اعتبار
    الأمر ذاتيا خالصا عند النظر الي الفجوة الواضحة بين ما يدعي
    وبين المعايير المتبعة، أو عندما تقع عواقب اجتماعية فادحـة
    علي آخرين بسبب مثل تلك الأدعاءات.

























    دنقس.
                  

06-10-2008, 01:27 AM

Tragie Mustafa
<aTragie Mustafa
تاريخ التسجيل: 03-29-2005
مجموع المشاركات: 49964

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزنوج المنبتين والهوية السودانية!! (Re: Abdulgadir Dongos)
                  

06-15-2008, 07:42 PM

Abdulgadir Dongos
<aAbdulgadir Dongos
تاريخ التسجيل: 02-09-2005
مجموع المشاركات: 2609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزنوج المنبتين والهوية السودانية!! (Re: Tragie Mustafa)

    +




    الجميلة تراجي،
    شكرا ليك كتير علي الوصلة.






    دنقس.
                  

06-15-2008, 07:43 PM

Tragie Mustafa
<aTragie Mustafa
تاريخ التسجيل: 03-29-2005
مجموع المشاركات: 49964

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزنوج المنبتين والهوية السودانية!! (Re: Abdulgadir Dongos)

    .
                  

06-15-2008, 09:59 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزنوج المنبتين والهوية السودانية!! (Re: Tragie Mustafa)

    صديقنا العزيز دنقس

    شكرا على هذا البوست الشحمان على قول صديقنا فارس موسى
    اتمنى ان اجد الوقت للرجوع له برواقة.


    ارقد عافية.
                  

06-16-2008, 07:30 PM

Abdulgadir Dongos
<aAbdulgadir Dongos
تاريخ التسجيل: 02-09-2005
مجموع المشاركات: 2609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزنوج المنبتين والهوية السودانية!! (Re: Abdel Aati)

    +




    الأخ عادل، تحية واحترام
    سعيد أنا بطلتك البهية، أتمني
    أن نسمع رأيك التفصيلي وبتجرد
    من السياسة.
    عظيم الود.







    دنقس.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de