دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
لن أنوح وحيدة... الى النواحات بيان، جندرية وتماضر وكل النواحيين
|
ولانى لا استطيع وحدى على هذا النواح لابد من استجدى النواحات مثلى الدمعة واقفه على طرف الروح واسألوا/ن تماضر اسألوا الجندرية عندما يسألها يسار عن احمرار نشيدها المعبأة بالصمود وتراث وما تقربوا من بيان حرفها دمع حنين ينجرف من عطبرة الى جبل مرة امانة هى مانواحة حد ارتجاف عصب القصائد
عاوزينى ابكى وانوح براى انا تعبت
نقلا عن سودانايل
Last Update 21 September, 2003 10:03:08 AM الي صقيع النمسا(اشراقة) ومدن القمح (اخلاص) هذا برح الطفولة العائدة نزار بيرو [email protected] من مدن اللية (كوستي) ورائحة جرف النهر الى تعاليم السماكة الى بواكير (الملجة) والطير تغدو في وكناتها في استشراق الصباح واستخلاص النشيدتتعانق (النمسا) و(ملبورن) بسيمفونية رائعة في البحث عن ملاذ الطفولة الامن علي نمط (الان بوسكيه) عن رواية (ميرفت مصطفي) وفنتازيا نزار (الا ليت المرء صار حجرا) او عادت بنا الايام الي الوراء ونحن نسير بشارع السينما وتدلف الي شارع الديك ابوحبل او جامع الديك ابوحبل قبالة مدخل العزيز كشيب وانت تملا خيالك من لوحة جميل كوستي بعد ان تتمازج في داخلك رائحة التسالي مخلوطا بالنسيم في الخريف ممتناغما مع حفلة عرس وصدي فنان يمكن ان يكون عثمان ربك نابع من الحلة الجديدة لعرس احد الذين تموا قصص حبهم بعضهم البعض واسسوا لمشوار حياتهم وبداخلنا قصة للتو لأحد المعارك الطاحنة بين البطل الهندي والخائن الهندي دارت رحاها ردحا من الزمن قبل ظهور عهد الدولار والريال المغترب ثم نتجه شرقا الي شارع سلا او كما قال تعانقنا رائحة دخان الباصات القديمة وهي تحمل ارتالا من الكوستاويين الذين يتناوبون دفع اجرة بعضهم البعض لفرط المعرفة وانت اذا كانت لاتمتلك (حق نفرين) عليك بالذهاب راجلا حتي مقابر(ود ام جبو) وهي الاخري تبدو وادعة لعزة موتاهاوهي ترسل علي الرديف اشعة انوارها الخافتة اعيدوا الي طفولتي من زج بي هم الفاقة والعيش الكريم انا ولدت كي اكون طفلا حتي هذه اللحظة حتي كتابة هذه السطور انا لدي اصدقاء انطمرت ملامحهم في داخلي اذا اسقطت عليهم نظرية ارتباط المكان والزمان قلما استحضر واحدا منهم ذلك لان مدينتي صارت محافظة كبير تضم في معيتها الاف القري والدساكر ونتج لهذا هروب البعض الي مدن بعيدة لم يطرقها كولمبس حتي هذه اللحظة وتعذبنا بقيمة المراهنات علنا اننا لم ولن نتبدل كوستي في اعماقنا والنهر الوادع قبالة طيبة يبعث علينا ريحا طيبة تبدا في الدخول الي خياشيمنا مع بداية الكوبري الجديد غريب امر هذا الكوبري وارتباطه بالمدينة شوقيا انت ما ان تودع مدينة ربك حتي تتململ في معقدك خشية ان يفوتك مدخل الكوبري الجديد الي كوستي الذي هو مدخل لاستعراض من هم الذين تشتاق لهم اولا بمعادلة استباقية هل جربتم هذا ؟؟؟ في داخل كل منا طفل رضيع لاننكر هذا وذلك لسهولة ارتباط الذكريات الصادقة بالطفولة الصادقة ما ان تدخل الي باحة السوق الصغير حتي تترتب في داخلك روائح الكسرة ومنتوجات الخريف وابداعات الشتاء الطماطمي) وانبهارات اخري احبتي من لم يعيش في هذه المدينة لايمكن ان يستدرك هذه المعاني علي الاخرين غير اهل كوستي ان ياخذوها رواية عابرة والقراء من اهل كوستي علي مدي بالمزيد من ريحة الكوبري وشوارع الحلة الجديدة واللية وسوق ام دفسو وجزر السمك الي ميدان الحرية اغادر اليك شراعا لصارية لم تنكسر علي ضفة النهر العجوز متكا الي بارحة وومعنا صمتي اليك وجلا الا من تذكري وحصار الاصدقاء حتي نعود والهم شرق الا همومي نعورد
نزار بيرو 21.9.2003
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: لن أنوح وحيدة... الى النواحات بيان، جندرية وتماضر وكل النواحيين (Re: Ishraga Mustafa)
|
احن الي كوستي طول وقتي اشراقة صدقيني النواح كاتلنا والغربة حارة احن الي مدينتي احن الي السوق الكبير وميدان الحرية حيث كانت اغلب العابنا هناك ثم بعد اذان المغرب نتجمع في المساحة جوار زنك اللحمة والخضار نقضي ما تبقي من ليل نلعب كثير من العاب ذلك الزمن الجميل حتي تتم مناداتا كي نذهب للبيت اغلب طفولتي قضيتها في السوق حيث محلات والدي رحمه الله( معروضات زينة)00 وحيث محلات جدي لامي ( مخازن المدينة )00 كثيرة كانت مشاكلنا مع اولاد الصياغ ابناء الصاغة وكثيرا ما كانو يهجمون علينا ليقتلعو كورتنا التي نلعب بها اتزكر عندما نذهب لناكل الايس كريم عند حلواني روضة المدينة // محمد عمر//00 واتزكر قهوة حامد في مساءات رمضان واحن الي كشك الليمون لصاحبه الحاج واحن الي باتا ونحن نشتري منها الكبك للمدارس في الخريف هيجتم زكرياتي انزف انا الان حنينا اليك كوستي وكما قال نزار مدخل الكبري الجديد اول مدخل لك لتملا خياشيمك من رائحة البحر ومدخل لبداية الذكريات وعفوا ان جاءت كلماتي بغير ترتيب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لن أنوح وحيدة... الى النواحات بيان، جندرية وتماضر وكل النواحيين (Re: zico)
|
صديقتنا العزيزة جدا ، اشراقة وكل ركاب هذا الزورق النائح لكم الود والمحبة امعاناً في النواح ، وتذكارات تلك المدينة / الفكرة .. انقل لكم " وثيقة " سبق وقرأها بعضكم/ن .. في هذا الموقع او في سودانايل .. انقلها لكي اعيد دموعي الى نصابها ، في ذكرى مدينة عنّ لبناتها وابنائها ان يتقاطروا بدموعهم ، ليدفعوا عنها غبار الزمن ، ويصوغوا تراتيل عشقهم لكل ما فيها من جمال يضيع .. كلما عجزت الذاكرة عن استحضاره ،، وسأعود
ــــــــــ السمـــندل
كوستي : قصيدة الغياب المستحيل نحو اشراقة مصطفى في زنزانتها الاوروبية البيضاء
" بعد أن خرجَ إلى الأرض التي ليس إليها دخولٌ . ورأى أدراجاً تقودُ إلى الأرض التي أتى منها . بعد أن نجا من النار وقضى أيَّامه حالماً بالاحتراق فيها ، بعد أن سار أيَّاماً من المدينة المظلمة في يده اليسرى إلى المنيرة في اليمنى ليحمل الرسالة من هنا إلى هناك ، ومن هناك إلى هنا ، كانت الرسالة هي المدينة التي احترقت فيها كلماتها النبيلة ، ورأى بعينيه أدراجاً للصعود والنزول ، وناراً وماءً في عالمٍ يجري نحو المكان ، حيث الرسالة التي تستيقظُ وتنامُ وتموتُ وتحيا فيها المدينة " ( إذا كنتَ نائماً في مركب نوح ) .. سركون بولص هذا مؤلم ومريع يا إشراقة .. يحاصرك الضباب ،إذاً، وتزدريك ملوحة الطقس الفييني الرهيب . وينفتح في داخلك بهو من الذكريات المنضدة بعناية الهجرة . والذكرى هي كنز الراحلين وسقط متاعهم وعكازهم الذي يهشون به على غنم الموت البطيء المحدق بهم في عرصات المنافي. تحملين كوستي كشامة خد . وتتألمين لأنها تتآكل وتتحول إلى مجرد (بقعة مباركة منقرضة ) تحجين إليها بالذاكرة كلما أحاطتكِ الغربة بسديمها المرعب .. وقلة حنانها النادر . ولكن هل تعلمين أن كل السودان يفكِّر في الرحيل ( ما عدا ، طبعاً ، الأغنياء والمتسلطين ومحجوب شريف الذي ظلّ وفياً للتحدي الذي قاله منذ زمن: وعنّك بعيد أبيت الرحيل ) . الجميع يتأهب للمغادرة . وكثيرون هم الذين حلّوا في بلدان لم تكن في يوم من الأيام في وارد أمنيات أي سوداني عاقل ، كتشاد وبنين وموريتانيا؟ قوس : (من الطرائف التي يتفوّه بها الطريق ، طرفة تدّعي أن أمريكا اعتنقت الإسلام عن بكرة أبيها وفكّرت في محو ذنوبها السابقة مع السودان ، فقررت بناء مسجد كبيييييير يستوعب مليون مصلي في العاصمة .. وتم بناء المسجد الذي فرض الإنقاذيين التذاكر المدفوعة بالدولار للصلاة فيه .. وبعد فترة وجيزة ، ارتدّت أمريكا كلها عن الإسلام ، وحصل أن اشتبكت مع السودان ــ لأي سبب ــ فأمهلته خمسة أيام فقط تحمل بعدها المسجد ـ كما هو ـ إلى واشنطن .. وفي اليوم المحدد لنقل المسجد الأمريكي ، تفاجأ عمال النقل الأمميون بأن السودانيين بكامل قبائلهم وطوائفهم وأعراقهم ــ والكفيف شايل الكسيح ــ قابعون داخل المسجد وفي صحنه الخارجي .. ووجدوا جماعة الإنقاذ قد احتلوا المنبر والمئذنة ليكونوا أول الواصلين إلى جنة الوعد العصرية!) ... *** لستُ ضد السفر ولا ضد الرحيل . ففي السفر آلاف الفوائد . صحيح أنني لم أتحسس صحة الجغرافيا تحت وقع خطواتي بعيداً عن السودان . لكنني استعمل خيالي ببراعة تدربت عليها، في كل ما يتناهى إلى سمعي وقراءاتي وبصري ( بعد مجيء التلفزيون والستالايت ) لأدرك أن روما مديونة حتى النخاع لمايكل أنجلو ، وأن نيويورك تذهب كلها إلى المسرح لتشاهد عظمة شكسبير ، وأن سمفونية غروب الآلهة لريتشارد فاغنر هي أكثر ما تمنى الفرنسيون سلبه من ألمانيا بعد هزيمتها في الحرب العالمية .. لست ضد السفر .. لكنني ضد الغياب الذي أراه يتمدد في مفاصل بعض الراحلين الذين باتوا بعيدين حدّ التلاشي ..أولئك الذين عاد بعضهم محمولاً على نعشٍ في طائرة البضائع . فما ضرّ أن ترحلوا يا إشراقة .. ما دمتم تنصقلون بالتجربة وتنجزون الشهادات الكبيرة التي يحتاجها سودان الغد ؟ وما ضرّ أن تتألموا .. ما دام ألمكم هو إلى حين .. وأنه الضريبة المدفوعة من أجل النماء الذي سيتحقق على أياديكم وأذواقكم ومفاهيمكم التي صارت خبيرة وحاذقة ؟ أما الضرر ، كل الضرر .. فهو ألا تعودوا ! والضرر ، كل الضرر .. هو ألا تجدوا ، إنْ عدتم ، ملمحاً واحداً من تلك الذكريات (كنوزكم المحمولة جوا ) .. في واقع الحال السوداني بعد كل هذا الغياب الطويل ! وأخشى أن هذا هو الحاصل . نعم . هو كذلك بالضبط ! *** الآن ، كوستي كلها ـ أو ما تبقى منها ـ في الشارع العام . مجلس المحافظة ممتلئ بالمتقدمين بالمعاملات الوهمية . بنات جامعة الإمام المهدي ( التي كانت مدرسة القوز الثانوية بنين قبل الإنقاذ) يتسكعن بين دكاكين الاتصالات وطبالي " قدِّر ظروفك " . وهذه الأخيرة ، إنْ كنتِ لم تسمعي بها من قبل ، محلات لبيع الإكسسوارات والعطور وألوان المكياج بحسب ظروف المشترية .. تقف الواحدة مننا بشموخ غريب أمام المحل وتنده صاحبه مادةً له خمسمائة جنيه : لو سمحتا يا ابن العم ، عايزة أضرب مناكير برتغالي .. وديانا بالباقي بالله !! . بعض الشباب يخرج حاملاً فرشاة أسنانه معه ويدلف لدكان الحلة : صباح الخير يا عم عبد الغني .. أدينا نتسوّك بالله وسجّل على الحساب !! صار الشارع هو الحياة .. الحياة العامة والخاصة . تخرجين من البيت قاصدة العمل أو الكلية فتتسوكين من الشارع .. وتتعطرين وتتمكيجين وترتبين شعرك من الشارع وفيه . الفطور هناك . الشاي والقهوة وسماع الأغاني الركيكة . لقد مضى زمن الوفرة والحس الندي . وفي تلك الأثناء .. تشعرين أن للأرض احتقانا في المفاصل ، بسبب ما تحتمله من خبط شديد السخونة يقوم به أولاد الدفاع الشعبي والخدمة الإلزامية اليافعين بملابسهم الدمّور المغبشة .. هاهم يرفعون عقيرتهم بـ " جلالات " الهوس ذات الجمل غير المألوفة : " طلعنا فوووق في الجبل سمعنا صوت جون قرنق يا حمااااده السكّنوك دار فور جبل أوليا جبل الرسول يا حماااااده السكّنوك دار فور" و .. " يومنا ما جا شهيد ، سلاح صبيان صبيان فزّيتو السونكي رِكِب بى بيتو " ودفارات نقل المقبوض عليهم لأداء الخدمة الإلزامية تجوب الشوارع وتزرع الرعب في قلوب الكبار قبل الصغار . وتلعب مع الشباب واليافعين لعبة القط والفأر . هكذا يبدأ صباحنا عادياً في مراوغته التي حفظناها عن ظهر وجع . الكساد يصبغ كل شيء . حتى الابتسامة كسدت . صرنا نتعامل مع الابتسامة كشيء ثمين لا يجب تبديده والتفريط فيه كصدقة . تكدست الابتسامات في داخلنا حتى انتهت مدة صلاحيتها فتعفنت من قلة الاستعمال . النيل الأبيض .. الذي كان ذات يومٍ أمَّنا وأبانا : ممدّد جنازة . انقطع نَفَس البابورات في محاولتها التنقيب عن الماء فيه . عربات الموية التي تجرها الحمير تكاد تصل مشارف طيبة والجزيرة أبا للظفر بماء يمكن شربه . الخضروات هزيلة وضامرة و .. مختلفة .. نطبخ البامية فنتذوق فيها طعم الكوسة ولا ندري لماذا؟ .. المستشفى .. مستشفى كوستي الكبير ، صار مادة لفكاهة الشعراء الحلمنتيش في رابطة الأصدقاء الأدبية : " قلنا ، أخير نلغي المستشفى المورود نسقيهو محايه والأسنان دي علاجا السفّه " .. الخ التمرجية هناك حجزوا مقاعد الأطباء الذين ركبوا الموج إلى الخليج بفيز الرعاة . لا تستغربي عندما تجدين الخالة حلوم الداية أصبحت رئيسة قسم الولادة في المستشفى المهيب ! السوق الكبير تضاءل وخفت صوت الباعة فيه حتى تحول همسا . هو غير مأهول ببشر أو بضائع ، ولهذا تحسين أن شوارعه صارت واسعة للغاية . تتذكرين ، قطعاً ، الأمسيات في سوق كوستي .. كانت فترينات الصياغ تتلألأ بأضواء النيون المنعكسة على الذهب المنسوج بحذق ماهر .. النساء بكامل زينتهن يتجولن بين الدكاكين الشامخة ، ينتقين الطلبات ويفتحن شنط اليد لدفع الفاتورة . كان ذلك قبل أربع عشر سنة ( أم لعلها أربعة عشر قرناً !) . اليوم ، لا وجود لتلك الفترينات .. ولا لتلك النسوة المتأنقات . كسدت التجارة فغادر أولاد تبيدي المدينة بأكملها واستقروا في سوق أم درمان . عمر منولي صار سمساراً في سوق الحبوب بعد ما كان صائغا ملء السمع والشوف .. راجي ، القبطي ، تحول بعد كساد الذهب إلى تاجر عملة فتوقف بعد شنق بعض عائلته ثم .. هاجر إلى أستراليا . لا تتوقعي أن تشاهدي الهنديات وهن يعطرن أمسيات السوق بمماشيهن وملابس السواريه . لن تشاهديهن جنباً إلى جنب الزنداويات والشايقيات وبنات جعل في تلك اللوحة الوطنية السليمة المكتملة . ولا تتوقعي أحداً بعد الخامسة مساء في سوق كوستي . وحده صديق محمد أحمد يفتح مكتبته " دار الفكر " إلى حدود صلاة العشاء .. المكتبة خالية من الكتب الجيدة .. وممتلئة بدفاتر الإدارات وأقلام التلوين والمحابر . هو يبقى متواجداً لشيء وحيد : أن يغيب عن البيت أطول فترة ممكنة حتى يتحاشى النقار مع زوجته النقاقة . كئيب جداً ملمح الليل في كوستي . وكئيب جداً نهارها وموحش . الملل حوّل النساء إلى مدخنات شيشة محترفات . والرجال ، إنْ وُجدوا ، نصفهم نائم من فرط التعب ومطاردة اللقمة نهاراً .. ونصفهم الآخر يبحث عن فرح البلح المخادع المخبأ في قوارير الزغاوية وعاشة جون ومنحنيات أحياء الرديف والقشارات والدريسة ومربع أربعة وخمسين .. الفنانون . الفنانون العابثون المتدافعون للغناء بالمجان أو بوجبة عشاء دسمة .. خرّبوا الذوق العام وصار غناؤهم هرطقة . جيل جديد من الشباب الذي أفسده الإنصات إلى المدائح المموسقة ، ركب الموجة واستعبط أصحاب الأفراح . ما يهم ، الناس تريد أن تفرح ولو بالتزوير . هكذا يقولون . الفرقة تتألف من خمسة أو أكثر من المنشدين وعازف واحد على الأورغ وآخر على الإيقاع ما لم يعتمدوا على الإيقاع الكهربائي في الأورغ . يتمايلون بجسد واحد وينشدون " لايوق الأغاني " الذي استنكره ذات يوم عاطف خيري ، فيما أهل الفرح وأبناء وبنات السبيل يبرطعون كالممسوسين في تلك الرقصة التي باتت شهيرة : " رقصة القرد"!! الكساد حلّ بالموسيقيين أيضاً . لا مكان للأوركسترا في زمن الغناء المزوّر . عازفو الكمنجات والجيتارات والساكسفون صاروا متعطلين أو غادروا إلى الخارج أو إلى الخرطوم . نادي الفنانين تحول إلى مربط لبهائم السلخانة القريبة في مربع ستة وعشرين . نادي التنس ، على حاله ، تجمعٌ لأصحاب الحظوة والجاه على قلتهم . نادي الخريجين يضع يده على خده ويحركها ليهش ذباب المربعات الجديدة التي أغرقته في التسطيح الفكري والنغمي . أما أندية الرياضة فكما تركتيها سابقاً : دومينو وكوتشينة و .. صعلكة . هل تسمحين لي بزيارة السوق الصغير معكِ ؟ سوق أزهري يا صديقتي ورفيقة هواجسي . من زمان وأنا أقول بأن هذا السوق هو مجمع البضائع المتخصصة .. ومجمع الأعراق المختلفة لكن المتجانسة . إنه سوق اللحوم والأسماك ، ومنها الفسيخ طبعاً ، والكجيك والكول وجراد نيالا و .. و كل ما تشتهيه النفس من مأدبة . وهو سوق المقاهي ذات البنابر والأبخرة . سوق الأواني المتخصصة أيضا .. حلل القيزان وسرامس الشاي . إنه ، باختصار ، سوق للنسوان . لكنه لم يكن في يوم من الأيام حكراً عليهن . في هذا السوق بدأ كثير من الغزل العفيف بين عشاق صغار . اللقاء يكون يوم الجمعة الذي هو يوم العطلة ويوم التبضع بامتياز . يتبادل العشاق الصغار فيه نظرات الحب الأولى وابتساماته المعطونة في الخجل . وهو سوق الأحجبة ورمي الودع والنميمة وقراءة الفاتحة على المسجيين على مرمى حجر في مقابر ود أم جبو . هكذا عرفنا السوق الصغير وهكذا كان ، وأكثر . لكنه الآن محاصر بالفراغ بعد ما حلّ الكساد بكل شيء . وبعد أن تمددت المقابر التي ضاقت بضيوفها المتكاثرين . وبعد ما استطالت بنايات حوله .. كئيبة الرونق . أوووه . لم أحدثكِ عن المدارس يا إشراقة . أكثرها تحوّل إلى مربط للمدفعية ، كمدرسة التيجاني بنين ، وبعضها تهالك . بعضها صمد وترقّى وصار جامعة وكليات. لكن العزوف عن التعلّم أصاب الكثيرين ، لأسباب اقتصادية وأحياناً بتشجيع من الأهل أنفسهم. كثيرات من صديقاتي ممن أحرزن نتائج باهرة في امتحانات الشهادة تحولن إلى عاملات سنترال أو نادلات في كافيتريات السوق العربي .. أو تزوجن بعضاً من قطط الخليج " المرطبين " . وحده منظر طلبة الابتدائي يمزق القلب . وقتهم يتوزع بين الدراسة الشحيحة وبين العمل . يشتغلون كعمال بناء لتشييد منازل المغتربين ذات الطوابق .. أو يمتطون عربات الماء التي تجرها الحمير الجربانة ويفرقون ماء الشرب والغسيل على منازل الفقراء .. ومنازلهم . المعلمون بلا هيبة . العوز حوّلهم إلى كائنات متنكرة لمهنة الأنبياء . يلزمون الطلاب الصغار على دفع "المعلوم" قبل أن تبدأ الحصة الصباحية التي حوّلوها بقدرة قادر إلى درس مسائي . اللي ما يدفع يطلع بره !! أحياء المرابيع والنصر والأندلس والزهور وبعض المربعات الجديدة تعيش في وضع اقتصادي فيه شيء من البحبوحة . لذلك لا تشعرين بتذمرهم . وأحياناً لا تشعرين حتى بوجودهم . الطبقية سمة أساسية في زمن كوستي مع الإنقاذ . ومع هذا يا إشراقة . مع كل هذه الآلام يتعايش الجميع بانتظار النهاية الغامضة . النهاية التي لا أفق يبشر بحدوثها ولا عرّافة تشجّعت وكذبت علينا بقدومها . لقد تغيّرت أنماط كثيرة في المجتمع ــ وبالمناسبة هذا الكلام عن كوستي يمكن أن ينسحب على مجمل المدن ــ . الدولة التي رفعت راية الدين وبشّرت بإكمال مكارم الأخلاق تسببت ، من حيث تدري أو لا تدري ، في إرباك تديننا وموت تقاليدنا . طفتْ تصرفات عجيبة لم تحصل في السودان حتى عندما كان علمانياً ونصف ملحد .تستغربين حدوثها في زمن يقال إن الحكم فيه هو شرع الله !! المزاج العكر هو الغالب حتى في الدردشة وكلام الحب . الحب ؟ يا إلهي . صعب الكلام عن الحب وفق هذه الأجواء التي كسدت فيها العواطف . صديقاتي يستغربن استطاعتي أن أصمد كل هذا الوقت في حب رجل واحد : " وكمان منتظراه يا غبيانة " يقلن لي . أعذريني يا إشراقة على كل هذا الذي قلته في هذا الحيز .. وصدقي أنني أحببتك جدا. أحببت صراحتك الجريئة البليغة . وكنت أريد أن أكتب كلاماً خصوصياً لكِ .. لكني لا أدري كيف انجرفتُ إلى العموميات ! المهم .. هناك عدد كبير من اليافعين الذين سألتيني عنهم ، ما يزالون تلاميذاً نجباء للمعلم محمود درويش .. إنهم يرفعون ــ ويلتزمون كذلك ــ لافتته الرهيبة التي هي : ونحن نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا أنا معهم ، كذلك .. أحب الحياة إذا ما استطعت إليها سبيلا . وأحب كوستي التي هي بالنسبة لي : قصيدة الغياب المستحيل . إنها القصيدة التي تستيقظُ وتنامُ وتموتُ وتحيا ولا تنتهي .. ولا تنتهي معها كوستي !
ميرفت نصر الدين ـ كوستي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لن أنوح وحيدة... الى النواحات بيان، جندرية وتماضر وكل النواحيين (Re: السمندل)
|
نهره واحدة من عمي الصحابي ، صاحب القبضة الحديدية ، { اسكت ياولد إت مره بتبكي زي العوين مالك }بلعت دموعي ومعها حنقي عليه وعلى كل الجالسين ومن يومها تعلمت ان أداري الدمعة بالصنقيعة ، تمامآ كما يفعل جميع أسلافي ، ولا زمني ذلك زمنآ يطول ، حتى ليلة المطار وانا أودع بنياتي ، وإنهمرت على مرأ ومسمع من الجميع شرطي الجوازات الخليجي إندهش وعاتبني وسمح لي بتجاوز نقطة ألأمن لكي يتيح لي وقت أضافي معهن ،حسيت بي راحة بعدها ، هنذا ألآن كلما تقرصني الوحدة ويلسعني الشوق ،انوح ، ولما عدت إلى الوطن بعد غياب 9 سنوات رحل فيها والدي وأخي حضنت أخواتي في المطار ونحت ، نصرة قالت قادر الله الغربة عملت فيك كده ، ألآن ،كلما سنحت لي الفرصة افعلها بعد أن أ}من الوضع تمامآ هسع كان في داعي لي ده يا إشراقة؟ ، وخالد العبيد فضحني مع رشيدة عندما حكى عن نواحي عندما إستبد بي الشوق ، والغريبة رشيدة لا تبكي بي صوت ابدآ ولا يسيل لها دمع بل يتنتف ويطفر من عيونها وفي صمت موجع وبعدها بتنوم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لن أنوح وحيدة... الى النواحات بيان، جندرية وتماضر وكل النواحيين (Re: zico)
|
سلام يازيكو
دعاش كوستى ينفح الآن اجواء فيينا وصوت المداديح فى ميدان الحرية ايام المولد يرن ببهاء صوفى مازال يؤثر على حياتى
ومخازن المدينة وزينه وأيام العيد والمحجاجة وعيد مبارك عيلينا عليكم كل سنه تيبين تيبين ما أحلاها نغمة لبنات الفلاتة اللآتى اشتاقهن الآن
تبقى فقط الآهة وحرقة الذكريات
بت كوستى اشراقه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لن أنوح وحيدة... الى النواحات بيان، جندرية وتماضر وكل النواحيين (Re: Ishraga Mustafa)
|
ابو ساندرا سلام ومحبة وجع ان ينجرف الدمع بلا صوت لقد صرت انوح وانا صامته كلما تقبض الأحزان على صنوبرة ورق نيم قلبى انتحب ايوب لا يبكى اول مرة اشوفه بيبكى يوم اخد اللجوء مازال يشتهى قميصه ذاك الوحيد ومازلت انتشى لرائحة ذاك العرق المختلط بحكاوى الشماسة وبنات جميعة امل الجميلات
البكاء مريح تصور لو ما كنا بنبكى كان طقينا ذى قنابل الحرب العالمية الأولى كان كتلنا الغبن والشجن
البكاء يغسلنى من جوة مثل هذه اللحظة احسن اوقف واصل بيسألنى ماما مالك
اقول ليهو ده الحنين ما حايفهم لكنه حاسى بانى ميتة المحنه والاهل وجارتنا نجوى النباوية غيرت اسمها من كنى وباعت المريسه ورفعت الرايه كنى مازالت فى ذاكراتى ووجعى تفضح سلطة المركز وتعلن بتحدى التهميش الذى طالها حلماً وفاتحة نشيد
ولى عودة اذا لم تجرى كنى على دم حبرى لن اتمدد مثل حزنى الرابط فىّ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لن أنوح وحيدة... الى النواحات بيان، جندرية وتماضر وكل النواحيين (Re: السمندل)
|
وماذا اقوب بعد تفاحة الفصحى الأكثر شجاعة وإقداما من بقى من تسطر احلامنا المنشورة ثياب غسيل حبلى الآن عدوا وعدن معى الزمن السلحفائى سانجب لغة المعاناة لغة التماسك لغة الفقراء والمهمشات لغة لاهل كوستى ومن يحبها لجميل كوستى وحسن كاروشة ومبروك عليك الليلة يانعومة صدى صوته يتردد الآن على نغماته سطرت سهاد عشقى الاول وبكيت ولعنت القطار قطار الدغين قطار الرحيل المعبأة كخرسانة حلمنا بأن نعود انا نواحة اقر وأعترف نواحة ياتماضر قادرة على الحياة لانى اكتب وكوستى شامة وجد وسيمة تلتحف بيمرفت
ويا سمندل لنكتب كوستى المدينة التى علمتنا الغناء واناشيد الثورة لنكتب لنحس دفق النبض
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لن أنوح وحيدة... الى النواحات بيان، جندرية وتماضر وكل النواحيين (Re: Ishraga Mustafa)
|
الرئعة اشراقة
لك الود و الاحترام
لا ادرى ما هو سر هذا التلاقى كلما تكتبين عن هذه المدينة النائمة على ضفاف النيل الخالد اجد نفسىاقراء بشقف سردك الجميل وا عود بزاكرتى الى الايام الحلوة التى كنت اقضيها مع اصدقائى فى مدينة كوستى , فانا كنت من بين اصدقائى اكثرهم حبنا للسمك و لاذلت فكنا نقضى معظم اوقاتنافى المطاعم المطلة على النيل و يا لها من ايام رائعة فيا عزيزتى لك الحق بأن تنوحى و ننوح معك طالما نحن مهجرين خارج الوطن بحثا عن لقمة عيش كريمة
الفولانى ******************************** ما معنى هذا الصمت الذى لا ينتهى بغم حاتنا الصراخ
الفولانى *************************** مامعنى هذا الصمت الذى لا ينتهى برغم حاجتنا الصراخ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لن أنوح وحيدة... الى النواحات بيان، جندرية وتماضر وكل النواحيين (Re: بدرالدين شنا)
|
Hi Ishraga! What I like most in your texts is that you celebrate the 'place'! You register at the 'Emotional Office' these places in our dear homeland more than do the official people who register land property!! This is really great. I am obssessed by it. I wish I could draw the geography of Sudan on the map of my soul, but correctly,to fit every bit of emotion on the place it happened. Salute your writings! mustafa mudathir
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لن أنوح وحيدة... الى النواحات بيان، جندرية وتماضر وكل النواحيين (Re: Ishraga Mustafa)
|
الحبيبة غاليتى اشراقة اااااه الطفولة و ماادراك ما الطفولة و ذكرياتها و ما تعنيه خاصة للمنفيين طوعا و كرها منذ ايام قابلت احدى صديقات طفولتى القى بها بؤسها الى غربتى هذى واسترجعنا السكنات و كل حركة و قصة و موقف قالت لى شيئا غريبا انت يا لنا ذاكرتك اكثر حضورا منى اتعرفين لماذا؟؟ لانك كثيرة التغرب لذلك تحتفظين بتفاصيل التفاصيل و الحقيقة اننى اعض عليها بنواجذى عضا لكى لا تفلت اجروا فى بيتنا الذى نقطن فى السودان منذ عام 76 بعض الاصلاحات كسروا هنا واضافوا هناك لماذا احسست ساعتها انهم انتهكوا طفولتى بذكرياتها امكنة و زوايا فى مرتعى الحبيب ؟؟؟ الى كل من ترغب باجترار طفولتها حية حاضرة و يانعة كتبت سهام الترجمان كتابها المؤتلق يا مال الشام تحفة ادبية رائعة عن ذكرى الطفولة و الاماكن القديمة تحفة تطربنى حد البكاء كلما سبحت على غيمة اشواقى الى تلك الايام البديعة التى لن تعد ابدا محبتى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لن أنوح وحيدة... الى النواحات بيان، جندرية وتماضر وكل النواحيين (Re: Ishraga Mustafa)
|
كنا قايلين اننا برانا البنحب كوستي وصانعين منها اسطورة بس واضح انو مريدينها كتار وخاصة العبروا حدودها او اقاموا فيها لبعض الوقت بس كل البنحكي عن كوستي في الوقت الراهن حديث ذكريات الواقع غير كده تماما وين الق كوستي القديم ، ووين ناسها حتى البحر ، ضامر ويشبه الخور الميناء الزمان بقى زي المنطقة الصناعية بابورات وبنطونات راقدة خردة السكة حديد الكانت تهز وترز بقت زي بصات اب شريف ، ولا في حد بيقرب منها الشوارع خلا والبيوت قصااااار باركات في الارض والسوق كانه منطقة حظر تجول المواصلات تعبانة الدواء ، مافي المدارس قول يا لطيف والناس زهجت من صرة الوش والملاريا الابت تروح زمان الملاريا كانت عندها مواعيد معروفة بعد الخريف هسه الملاريا بقت للواحد زي توب او طرحة او جلابية ما ممكن تطلع الشارع الا تكون لابسا ، او تكون لابساك شيئ غريب غرام كوستي بي وجعها ومرضها وقبرها المفتوح برضو تلقيني ما قادرة افارقها كم زول سألني عن السر ما لاقية اجابة منطقية ومقنعة يا ربي اكون مجنونة ؟ غايتو عبد الرحمن قوى قال اني ما نصيحة بديت اشك اني فعلا ما نصيحة ولا انتو نصيحين لأنكم زيي ، لسة بتحبوا ليكم .. جثة هامدة
| |
|
|
|
|
|
|
|