رأيتنى سمندرا اعيش فى انهار وجداول الهزيمة وراية جنونى بالحياة منكسة بقدر عزيمتى التى كنت املك قبل بداية هذا العام. أرفع رأسى قليلا لاعلى, اسحب بعض هواء من البحر الى رئتيىء فتنتفخ اوداج شجرة الغار فاعدل من جثتى الهامدة وتلك الروائح تداهمنى, ارفع بصرى شاخصا يصطدم بسقف الغرفة الاسمنتى الذى لم تهده الحرب العالمية الثانية, اعود منكفئة على صدح امواج ضعفى, يتكاثر ويرعبنى ويمد لسانه ساخرا ومهددا, هاقد آن الاوان لتعترفى بى.. خرج سمندر ضعفى فى الليل, الليل الذى كانت ولوقت قريب تصحو فيه الاقمار الراقدة فى سلام تحت جلدى, ناثرة قمح الشوق فى – حمامات الوادى- ومغنية لحبيبى الغريب فى الليل مثلى. صوته هادرا, صاخبا ومجلجلا , اصطكت مفاصلى من البرد ولم تحمينى اجهزة التدفئة الحديثة, هزنى صوته, ضعفى.. فقد كان دوما رحيما وتغاضيت الاعتراف به وتجاهله من زمن طويل, من زمن يعود الى ازمنة اسئلتى الاولى عن الله والوجود , الحياة والموت....رأيته مجسدا فى ذلك الليل فى بدايات هذا العام, تغيرت ملامحه, اصبح شبيها بالاساطير الاولى, غولا يبحث عن فاطمة التى تبحث عن اخيها الاخضر صاحب الصوط الوروار. نظرت فى عينيه مفزوعة, وقف الكلام فى حلقى وتجمدت اطرافى, فانا اعرف هذه الحالة, واعرفه ضعفى, فقد زارنى وانا فى النصف الثانى من العشرينات وغاب طويلا او غيبته ارادتى وتمسكى بالحياة وعاد اخيرا منتصرا وانا فى النصف الثانى من الاربيعينات,, اذن قد حانت الساعة.. قالها الجريفن وهو يهزم تنين روحى وكايميرا صمودى وعزيمتى.. كنتى واهمة حين ظنيتى نفسك آرتيس, وقهرتينى لازمنة طويلة وحولك ناس يشدون من ازرك ويوهمونك بانك صلبة وقوية وشديد البأس والعزيمة, صدقتى الوهم وتجاهلتينى ولم تنتبهى الى انى اعشقك ومستعدا لافديك .. قال الجريفن وجسدى المهدود يعلن تضامنه معه وروحى صفقه منسية فى قارعة درب غريب.. أنتى خيوط واهنه لعنكبوت بائس يرتعش من البرد, ما انتى الاّ جرادة يسهل ان يصطادها طفل يعانى من سؤء التغذية. تخلى عنك من وثقتى فيهم, اين تنينك وكايميراك؟ ايتها الواهمة الشائخة,, الى اين تهربين؟ الى الغار؟ كفى عن هذا الوهم الكبير, الى الماء؟ فهى الاخرى تخلت عنك, هربتّ امواجها من شطط جنونك وراهاتو رمز قوتك وعنادك يعرف انك محض دخان يتلاشى, وله ان يتوهم فلن تنقذك الكتب ولا الكتابة ولا مكاتيب الشوق والرغبة... منحاز هو لك الآن ولكنه يعرف انك تهوين الى قمة الجنون وتصعدين الى قاعه. كنت ارتعب وانا احاول ان امسك بتلابيب كرونوس, ناديته ليبتلعنى ويحمينى, ان اعود قطة صغيرة وتبتلعنى امى من شرور الدنيا وجحيمها, ولكنى لم اكن لاهذا ولا ذاك, كنت زيوس, جديا يتشكل فى سماوات العاشقين والعاشقات ويبتسمون وتفرهد قلوبهم والمنجمون يواصلون كذبهم كالشعراء تماما.. مثلى تماما..فانا الكذبة الكبرى التى لا ينبغى ان يصدقها احد.. قهقهه ضعفى منتصرا – وانتكست راية السؤال الاخير, فلاحاجة لىّ ان اعرف كيف اخترق حصونى بجيوش الحيلة وحصان درويشنا كانت طروادة الحيلة التى هزمتنى, فارسى المولود من الماء والوفى لموجاتها, ابن الانهار وعاشق عروسة البحر..وحجابى الحاجز من الانكسار.. [
02-28-2010, 12:59 PM
Ishraga Mustafa
Ishraga Mustafa
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 11885
مالذى اتى بهولاء الذين ماتوا واللآتى رحلن؟ ماذا يريدون منى فى هذا الليل الطويل الممل؟ هبطوا كحمامات سلام وآمان على شبابيك روحى التى اغلقتها ذات معركة حامية مع ضعفى.. يالهذا المخلوق العجيب الذى اسمه الانسان.. سألتهم ان حانت الساعة؟ سطع وجه امى حليمة وغمرتنى روائح اليفه, صوت جدى ينتزعنى من الهاوية وينادنى بحنية ان املاّ له الابريق ليتوضأ.. الله ياجدى, كم احتاج لك, وكم احتاج ان تغسلنى الآن من كل احزانى واخطائى وحتى هفواتى الصغيرة.. الله غفور رحيم.. وجهك ياجدى كان نديّا ومرحا ومازلت تحمل الراديو الترانسترز وتستمع الى اذاعة مونت كارلو والبيبى سى وتحكيننا عن ملكة بريطانيا العظمى وانا كنت احلم عن احكىعن مملكة احلامك العظمى ياجدى حامد ود عجوز.. سالتك عن حالك؟ ومالذى اتى بك بعد هذا الغياب الطويل, حكيتك عن شجونى وبانى مانسيتك لانك موجود كزهرة عباد الشمس بنيتك الصافية.. انتظرت ياجدى ان تسألنى عن حالى.. والحال يغنى عن السؤال وانت تعلم بانى اتهاوى كشهب عظيم. سألتك عن زهرة البسلاء الحلوة, عن امى حليمة وان كنت تستجيب لطلبها كل يوم جمعة لتسمع بمحبة وتدندن بصوتها العندليبى (مشتاق للرسول) وتنتظر بفارغ الصبر اولاد حاج الماحى وتطربك ب (السالب فؤادى) مع ابراهيم الكاشف وايقاع كبريتة ابوداؤد تشعل اجمل سنوات عمرك مع هذه المرأة الجميلة. ام انك تتمرد عليها واصابعك النبيهه تجوب العالم وتتقصى حقائق الحرب العالمية واخبار السفن المحملة بريش النعام وسن الفيل والعاج والبهارات والاحجية الافريقية الفريدة؟ تزوجتها باكرا, وفزت ببريق عينيها, هذه الحليمة التى لم ولن ارى اجمل منها ومن تطريبها لروحى, كنت انت ايضا صغيرا, انجبتما ولدا واحدا هو ابى, يشبه كثيرا امه وحنيتها, لا تغضب ياجدى, فانت ايضا اوسم من عرفت وانفك المحقوف كانف صقر عنيد يحط علىّ باجنحته الرحيمة فى هذا الليل وفى ليالى طويلة مضت وانت غائب. اتحسس الآن انفك واشذب لك شاربك واحلق لك ذقنك واقلم لك اظافرك.. كنت طفلى المدلل ياجدى وانا صبية انئذاك.. الصقر الذى بنى اعشاش صمودى فى شعاب الجبال. صحوت ورائحتك تنهض بالحياة فىّ, النهار بضجيجه يخيف ضعفى, وصرت اتمنى ان لا يأتى الليل وتنزل علىّ لعنات السماء والارض. ولكنك وآخرين لم تتركونى ياجدى, كلما حط الليل رحاله, حطت رحمتكم على نفسى وهدهدتنى وطيبت خاطرى.. الامر يبدو جادا ياجدى, تلك الهاوية التى اصعد على حافتها, الله ياجدى (ٍاقتلونى..! تؤجروا واستريحِ), وهل ارتاح الحلاج ياجدى؟ لماذا لم يأتى معكم فى هذه التظاهرة المتحشدة باليقين؟ نحن بخير يا طفلتى الصغيره.. احكينى انت ماذا فعلتى وكيف مرت حياتك؟ طفلتك؟ الاترى بانى قد شخت؟ لا عليك ايها الصقر الوسيم, لا عليك فانا اهوى ياجدى, اهوى من تلك الجبال واصعد الى حافة الجنون.. تعال ياجدى ونادى زهرتك الفواحة, زهرة البسلاء الحلوة, حليمتنا. ناديهم جميعا, فانا آمنة معكم اكثر وممتلئة باليقين ياجدى.. انتظركم كل ليل لنحكى, هنا قائمة حميمة باسماء المطلوبين.. ليس للمثول امام ضابط الامن المهزومه انسانيته ولكن للمثول هناك.. تحت الجبل ياجدى.. فى ذلك الغار.. القائمة غير مرتبه ولاتبدأ تدرجا حسب الحروف الابجدية ولا علاقة لهم بمن احب اكثر, فانتم سواسية فى قلبى وانا احبكم جميعا ولكم اعلن انتمائى.. زهرة بنت خالتى, وامها الزرافه الصامته وآمنة.. جيراننا ياجدى, حبوبة الكريم يدى وجدى العوض وحياة بنتهما وعاطف ابنها الصغير ويوسف اخى فى الرضاعة آمال بابكر ياجدى, تلك الصبية, الحبيبة الاولى للتوم – الخاتى اللوم.. ومحاسن.. وبت الجعلى.. وصديقاتى حميدة, نجوى وفينوس خالى عبدالله وجدى سليمان... حتى وان فاحت رائحة المريسة منهما و التى يعتبرها خالى عبدالله غذا رئيسيا..فقد كنت ايضا تحتسى العرقى كعسكرى حريف قبل ان يتوب الله عليك وتلزم مصلاتك وتبان منارة الصلاة على جبهتك العالية ياجدى الجليل.
وبدء المسك خالتى ست البنات- ست روحى, وعم مصطفى.. احزرك ياجدى ان تعبترهما نسيبة ونسيب.. فست البنات هى الوجه الآخر لحليمتك ومصطفى محمد على هدير الحياة فى قلبى.. عبدالملك.. واولاد مطر الاثنين.. معتصم.. وامجد وانس, واخيرا ياجدى آمال كنه والنيازك.. وبالطبع محمد موسى احمد!! وطالما اتت السيرة الحزينة لا تنسى مجدى وعبدالمنعم سلمان وعلى فضل وآخرين رحلوا ولكن ان نساكم العالم كله فساظل ذاكراتكم التى تنضح باحلامكموامانيكموهواجسكم والحياة الظالمة التى ودعوتوها دون رغبة.. ساعدّ لك كل يوم قائمة, فاستيعابى ايها الشيخ الجليل صار منعدما بعد ان داهمتنى الدنيا وكشرت بانياب ضعفى.. فانت لا تعلم كم احتجت من الزمن لادرك انك وآخرين عبروا الى الضفة الآخرى... تلك التى تخطو نحوها اقدامى بسرعة صاروخ كان قد نجا كثيرا من مثلث بارمودا..
لم تبدأ هذه الحالة فى ذلك الصباح اللامع رماده, فبعضكم ايها الراحلون الى منى عاش تجربتى الاولى حين انهارت الدنيا ومافيها وبانت على انها محض كثبان رمال يهزمه اى ريح عابره. حدث ذلك قبل ثمانية وعشرين عاما, ساؤجل حكايتها فى النهاية الكونية.. قناعتى تزداد يوما وراء يوما بقبح العالم وظلمه وتتباعد روحى ثانية وراء اخرى ابحث عن عالم رحيم.. منذ سنوات طويلة بدأ الشلل يزحف الى جسمى ليلا, كنت دوما ما اخاف ان ينام احد افراد اسرتى ممدا كجثة, ولكنى صرت افعلها وكأنى اعد نفسى له ليأخذنى بسهولة المطر. فى بداية هذا العام بدأ احساس الابر ونحل غريب يلذع اكتافى وشلل يزحف الى اقدامى.. جسمى بدأ يرمى اسلحته وجيوشه تنهار امام هذا الجاثوم الذى داهمنى بين ليلة وضحاها.. اسئلة الضفة الاخرى والفقد ياجدى تلك التى داهمتنى عشية رحيل آمال كنه.. وانهار قوز الرمل فى تلك الليلة حتى لم يبق فى صحراء الحياة ذرة رمل وحيدة فقد زحفت وغطتنى. اذن ماجدوى الحياة ان كنا نأتى لنغادرها؟
قالت لى فى بداية يناير زميلتى فى العمل معلقة على وضعى الصحى.. لابدّ لك من الذهاب الى الطبيب.. شكلك مكتئب وحزين ولم اراك بهذا الشكل ابدا.. عاندت بان ذلك امر عادى ان نصاب بحالات الاكتئاب والحزن ولكن الامر مجرد ارهاق. نظرت الىّ بدهشة وفى استغراب. الاّ ان الهواجس بدأت تداهمنى دون رحمة, بدأت احس بانى يدى مشلولة, الشلل زحف من ساقىّ الى يدى اليمنى, ومع ذلك واصلت عملى بشكل طبيعى ولكن لم يفوت على اى من زميلاتى ان هناك امرا غير طبيعى.. فى صباح ذلك اليوم فى النصف الاخير من يناير البارد صحوت ووخز الابر على الصفحة اليمين فى وجهى, النحل يداهم خدى بلا رحمة.. كان يوم اربعاء, اليوم المحدد من كل اسبوع لاجتماع فريق العمل, حاولت ان اتناسى مايحدث واركز على الاجتماع واجندته ومايخرج به وانتهى الامر بسلام وكانت هناك نصف ساعة الى حين حضور طالبات علم الاجتماع لالقاء محاضرة مع زميلتى عن- الاتجار بالنساء وكيفية مقاومته- تحركت من مكتبى وذهبت فى تخاذل غريب من اقدامى الى المطبخ.. هناك نظرت زميلتى غابريلا الى وجهى بفزع.. وسألتنى مابك.. لم اعرف بعدها ماحدث, فقد انهرت.. لم احس الاّ بصوت عربة الاسعاف وفريق طبى, فحصوا الضغط وقلبوا عيونى ولكنهم لم يعرفوا من اين يبدأوا بشجونى.. التشخيص انهيار عصبى حاد و الضغط مرتفع ووضعوا حبة تحت لسانى تقوم بانحدار الضغط لوضعه الطبيعى.. ثم حكوا مع زميلتى بان الامر ليس فى الاصل مرض عضوى ولكن الاخطر من ذلك بانى اعانى من حالة اكتيئاب حاد وقد يؤدى الى خلل فى الدماغ ولابد من اخذ الامر بطريقة جادة ومن الآن.. حين وصلت الى طبيبى المعالج كنت قد وصلت مرحلة اليقين بان يدى انشلت وبانى مصابة بسرطان الثدى وبانى ساموت.. ما كنت ادرى سرا لابتسامة الطبيب وهو يردد ماقالوه الاطباء الذين فحصونى فى المرة الاولى.. Somatic Reaction وقام بطعنى حقنة فى كتفى الايمن وانه لا مفر من تناول مضادات ضد الاكتيئاب, فهو اكتيباب نفسى حاد تراكم مع السنين ومقاوماتى المتكرره الشىء الذى ادى الى زحزحة المخيخ الصغير من ابيه الكبير قليلا وبشكل غير ملحوظ ولكن الفجوة معرضة الى ان تتسع وبعدها لن يجدى شىء سوى ان اهيم على وجهى.. قلت له بانى واعية وان امر الاكتيئاب امر عادى.. قال بجدية وصرامة علمية.. ولكن الامر ليس كذلك, انه اعلى مرحلة يمكن ان يصلها المرء ولابد من تناول حبوب او حقن.. وكتب لى مجموعة من الفحوصات وبانى لا اعانى من سرطان الثدى ولا يحزنون, انها اوهام وفقط ولكن يمكننى التأكد من الاخصائى. بدأت فى تناول الحبوب وكان قد ذكر لى تأثيرها فى الاسبوعين الاوائل, - ستدوخين ليلا ورغبتك فى الحياة ستقل اكثر ولكن التأثير الايجابى سيبدأ بعد اسبوعين..قلت له لقد قاومت قبل اعوام بعيدة حيث داهمنى الاكتيئاب فى السودان ولم اتناول مضادات بل كانت ارادتى هى المضاده لكل اشكال الهزيمة والانكسارات.. ترددت كثيرا قبل ان اتناول الحبة الاولى وكدت ارميها, فقد كنت اظن كثيرا فى صلابتى وقوتى وان هناك ظروف كثيرة تغلبت عليها بصبر الجبال ومع ذلك كان لابدّ من تناولها قبل ان يتطور الامر واجدنى وسط مرضى الامراض النفسية فى المستشفى القريب من بيتنا. حدثت تفاصيل كثيرة ياجدى, صحت كل ذاكراتى دفعة واحدة وبدأ الخوف يزحف الى روحى, كنت اصطك ليلا وبالكاد استطيع تثبيت اقدامى المهتزه.. قمت ايامها بالكتابة كثيرا, قرأت قبل ذلك كثيرا حين يعاندنى النوم, كتبت مائة وعشرين صفحة , كنت اريد ان افعل كل مارغبت فيه, دفعة واحدة قبل ان اذهب معكم برضاء, فانت تعرف بان لى احلام عظيمة وان قيمتى كانسانه استمدها من الناس.. كتبت كثيرا ثم قمت بتمزيقها ووضعها فى كيس بلاستيكى, قمت برمى كل ما املك من ملابس وعطرى وتركت فقط مايكفى رحلتى القصيرة المتبقية فى الحياة والتى قد تنتهى فى اى وقت. اغلقت تلفونى ولم ارد على اى مكالمة فى الايام الاولى ولم احكى الاّ للفاضل اخى باختصار عن حالتى وبان عليه ان يسند كل من سيفتقدنى ولكن لا رغبة لى بنثر اشواك القلق عليهم وايوب بعد اتصال واصل به مفزوعا, فلم يرنى مرة واحدة بهذا الشكل.
لمدة اسبوع لم اكن اقوى على فعل اى شىء, غرفتى عبارة عن كوشة متحركة بالاوراق والاقلام المكسرة واصل نجح فى تحضير وجبات صغيره له ولاخته,, رغبتى فى الحياة منحدرة, بالكاد استطيع تناول شىء, فرغبتى فى الحياة كانت تنحدر يوما وراء الآخر. دوام ايوب على الاتصال والتحفيز للنهوض بى ولكنه حتما لم يكن يتوقع ان الامر بهذه الصعوبة, اكدّ لى ظنى حين وقف فى الباب وكنت عبارة عن شبح وخيوط لعنكبوت واهن.. مرت الايام ياجدى وبدأت حالتى ظاهريا تتحسن ولكن الضعف كان ينهش ماتبقى من قوتى.. هل تصدق ياجدى بانى فى يوم من هذه الايام الغريبة طرأ علىّ خاطر عجيب, اعرف بانه سيحزنك كثيرا.. كنت فى طريقى الى الاخصائية النفسانية, جاء قطر الانفاق مندفعا كالعادة.. لوهلة سريعة كلمح البصر الذى رحل بك الى الضفة الاخرى فكرت ان ارمى نفسى امامه, بحثى عن الخلاص.. حيث يمكننى ان اجد تفسيرا موضوعيا لوجودنا, خلقنا ورحيلنا..هكذا كنت اتوهم.. سابهجك ياجدى فلا تغضب.. وعليك باختيار من ترغب فى ان تحكيهم ماحدث فى هذه الجزئية ولكن رجاء لا تحكيها الى امى حليمة.. حين عدت الى البيت ياجدى اول ماقمت به وعزمت عليه ان لا اتخلى عن الصلاة مطلقا, وانت تعرف منذ صغرى كنت ادوام عليها شهورا ثم اكف عنها واعود اليها فى حالات توازنى وضعفى. واظبت عليها رغم الاسئلة التى تنحر عقلى وانا ابحث عن خالق الكون.. بكيت كثيرا على المصلاة وناديته بعلو الانكسار الذى اصابنى.. ياخالق الكون.. نور طريقى ورددت قول الحلاج ( يامعين الضنى علىّ, أعنى على الضنى).. قليلا قليلا بدأت استعيد توازنى, وساواصل لك الحكاية ياجدى, فلا تذهبوا بعيدا كما غافلتمونى وانا اواجه منفى ذاتى ورحلتم..
ساحكى لك رحلتى التأملية , وكل ماترغبون فيه, ساحكيكم عن مايحدث فى ضفتنا هذه, فقط انى اخاف عليكم من الالم, فالحياة هنا صارت مؤلمة وقاسية وغبية وبلهاء.. نحر وقتل, تدمير وارض تثور وبراكين تتفجر وهايتى تحت الركام, وقبل ايام مات امجد وصديقه ياجدى, شاب يافع فى بداية عشقه للحياة, قتله الارهاب وساحكى لك عن الانتخابات.. الكذبة الكبرى.. فكل مافى حياتنا صار لا يخلو من الكذب.. ولا شىء يشبه وقارك..حكايات كثيرة مرت منذ غيابكم وقد لا تخطر على بالى الآن ولكنى عزمت على حكايتها لكم, فقط لادراك نعمة الضفة الاخرى... هل هى الخلاص ياجدى؟!! ساحكيك ياجدى كيف ان الناس تغيروا, وكيف انهم يركضون وراء الحياة, وبالكاد يفتقدك احد حتى ولو كان من دمك.. لا تلومهم ياجدى فزماننا الآن غير زمانكم, زمن جشع ويتبلع ثوانى عمرنا فى اللهث اليومى وراء المعايش.. صارت اكثر جبروتا!! اما حرب الجنوب فقد انتهت باتفاقية ممهورة من حزبيين فقط, وان الحال لم يتغير كثيرا.. وهناك حرب اعظم نشبت فى غرب البلاد ومازال شرقه يرزح فى الظلم..باعوا مشروع الجزيرة واحلامنا.. وحلايب وناقة البلاد المحلوبة... حليبها ليس لنا ياجدى.. ساحكيك عن الشجرة.. وعن ثياب بيضاء ولكنها ليست باى حال كفردة امى حليمة ولا ثياب النساء اللآتى يسمعن الآن فى الحكاية.. تنفسوا اذن الصعداء.. فعالمكم ارحم كثيرا!!
على فكرة ياجدى تغيرت كثيرا هويتى, وحكايتك لىّ عن البسابير وحكايا امى حليمة عن الشرق ورفاعة واختلاط ٍ(القبائل) عامت فى بحر هويتى الانسانية.. واصل الآن اكمل الحادية عشرة من عمره وهو حاد الذكاء ويرغب فى فى دراسة علم الكون وان يكتشف اكتشافا جديدا ويريد ان يدرس فى جامعة هارفارد, بالتـاكيد تعرفها ياجدى.. ومرافىء فى السابعة من عمرها.. حنينة ولطيفه ونبيهة وكثيرة الاسئلة.. سنحكى كثيرا ياجدى.. وانتظر ايضا ان تحكونى..
لم اكن متحمسة للذهاب للطبيب ليقول لى نتيجة الفحوصات, لم اكن مهيأة لما قاله لىّ.. (انتى معرضه بنسبة كبيرة جدا للذبحة الصدرية والجلطة)- يبدو ان احساسك بالشلل الذى اصاب خدك الايمن هى بداية جلطة نفدتى منها باعجوبة.. ولهذا عليك بتناول حبة يوميا الى مايشاء الله لك من حياة... لا تبتئيس يا حبيبى.. فلامكان للبؤس معكم.. فقط اسمعنى, لانى ساحكى لك كثيرا.. ولابدّ ان تتحمل قلقى فهو يستكين على صدرك الحنون,, ولا تنسى ان المؤمن مصاب.. دوامت على زيارة الاخصائية واهدتنى اوراق كثيرة واقلام ملونه والوان مائية ولؤلؤة سوداء..اكتبى.. لماذا لا تكتبى عن هذه التجربة.. اكتبى كل الهواجس والتأملات التى خطرت فى بالك فى هذه الايام العصيبة والقاسية.. وقالها مجداف صبرى.. كل مايشدّ من حبال روحك لتتعلق بالحياة افعليه.. جلست على الارض.. دلقت كيس الورق الذى مزقت فيه روحى.. بدأت الصق فى الاوراق الممزقة اربا.. اربا.. نجحت فى تلصيق عشرة اوراق من مجموع المائة وعشرين التى كتبت قبل الانفجار الذى حدث بقليل.. ثم وضعت خطوط لاكتب عن هذه التجربة التى مازالت فى منتصفها.. وصوتى شاحبا يغنى مع فرانك سيناترا..
(غرباء فى الليل)..
Strangers in the night Exchanging glances Wond’ring in the night what were the chances We’d be sharing love Before the night was through
ولكن الليل مازال حزينا والجاثوم يتمرد ولكن مازالت الحياة اقوى.. مع ذلك ياجدى.. مع ذلك ايها الشيخ الوقور.. فانا معكم لست غريبة.. غربتى فى هذه الحياة.. وهناك نحن اقرباء فى النعيم الازلى.. حيث تكف الاسئلة عن نحرنا.. الى ان اعود ياجدى الحبيب دعونى اعتصم بحبل حنانكم .. وانتم يا اهلى.. اعتصموا بحبل المحبة... ولا تنسوا.. المعندو محبة ماعندو الحبة.. فانثروا محبتكم فى وداى ضعفى.. ربما ترتوى عروقه ويكف عن غمس اسنانه فى احلامى التى مازالت غضة..
ربما!!
02-28-2010, 01:13 PM
عبدالكريم الامين احمد
عبدالكريم الامين احمد
تاريخ التسجيل: 10-06-2005
مجموع المشاركات: 32523
بالتأكيد لن تنسى تلك الايام الكئيبة ياجدى, حين داهمنى مرض غريب, وكنت خريجة المع بالاحلام وبدايات المشوار, عدت لتوى الى كوستى, عبدالوهاب على الحاج يضحك عاليا وهو يشاكسنى مازحا, {ماتعملى الدرب ساساقة}, مانحنى آخر مافى جيبه وكل مافى روحه من امانى, جمعّ لى الاصدقاء والصديقات لاشترى التزكرة, كانت زمانها لم تتجاوز الستة عشرة جنيها ولكن فعل الاصدقاء والصديقات تجاوز المدى وغنيت لانسانهم وانسانيتهم. نظراتهم وهم ويودعوننى تبنىء بفراق قد يحدث, عيون حنان الطاهر الماهلة كاهدهدات الحبوبات تمنحنى بعض من الامل وعبدالملك بعضا من يقين. حمدى السر لا يكفّ عن منحى مفاتيح الفرح, كمال معاذ يمازحنى كما كان يفعل فى زمن الصبا وتلك المغازلات البرئية {دهباية ام ضفائر} , ايوب كان قد انسرب لقلبى, اصابع الامل تولع فى روحى فانوسا, مشعا بالغناء كخضرة قلبه, هدّ فى لونى سمرة الاحلام والامنيات ومدّ لىّ حبال الامل وهو يودعنى واصابعه التى تثير عصافير روحى لتحلق كلما لامسته مودعة او مصافحة. وسافرت.. شغلنى امر البيت والحلم الذى انتظره اهلى طويلا كل الابواب مغلقة, نفاجا فى الروح تهب منه نسمة ايوبية, ماذا دهانى وانا اترك قلبى لنمل ذلك الدفق الحميم يمرح ويتسكع بحنان فىّ ؟ قرأت وانجا, تويجات الدم, احلام مريم الوديعة وغابريلا قرنفل وقرفة, الكتابين الأخرين حرضنى ايوب على قراءتهما ووعدته بارجاعهما حالما تكتمل مشيئتى نحو العالم المنفتح, لم يحدث ان التهمت الكتب كما فعلت ايامها, بعد كل رواية تسلبنى غيبوبة المكان والزمان, لاشىء يربطنى بالواقع الذى يذكرنى بالدروب المغلقة وشابيبك زنازين المستقبل, كنت اظن ان القراءة ستخرجنى من قمة اليأس والاحباط الذى يزحف كل يوم ثعبان {يبرقطنى} بالهزيمة. كل شىء يقود الى الضياع. فارقتنى فراشات النوم, ادمنت السهر, كتاب وراء آخر, رواية وراء اخرى, كراسة اخربش فيها اوجاعى وحبرها دمى, خرجت مع الوانجتين, وانجا ايوب ووانجا نقوجى واثينقو فى رحلة طويلة, انهكتنى باسئلة قارة بحالها, اشجتنى بتفاصيل المقاومة وشدو البنات فى دروب النضال, تتأرجح مشاعرى بين الصفحة والاخرى, تدمع عيونى, تنهمر دموعى, ابتسم بعدها, تجلجل ضحكتى. أمى حليمة تستعيذ بالرحمن من الشيطان الرجيم وصوتها يغمرنى بحنان دعواتها {ياربى تحفظ شروقتى ماتصيبها عين}. –هو فى عين اكتر من اللى انا فيهو يا امى- اقولها سرا وخطواتى تمشى الدرب مع الوانجتين. لهما لون واحد وشدو {اخدر}, فى غمرة القراءة ناغمت الرجل الذى كتب وانجا- المرأة التى صوبت فاكهتها نحو الفرح وادهشت الفصول بموسمين- حسيتنى وانجا, احسسته حبيبى, توسدت ساعده الاسمر, كنت لوز روحه, غسلنى ضىء ابتسامة ذلك الشيخ, وقفت على عتبة بابه مع ناجى العلى وقرأت معه ماخربشه الاطفال على حيطان المدارس, قشرت بصل الروح {قارومة} لعذاباتى الطويلة, حسيتنى قصيدته الدافئة فتهيأت وردة نار للشتاء. تنهيدة ولون يلصف فى وجهى, صدرى يعلو ويهبط وخطواتى تنكش اغانى القلب لاقصى المدى. كراسة احتوت اربعة وستين ورقة كتبت فيها عن الوانجتين, ماكانت مقارنة الا بقدر الشجن الذى سكن هؤلاء النساء وكنتهن فى حالات اندغامى فى طقس الحياة التى اشتاق. كل يوم يمر كنت احس بالارهاق, نمل الاسئلة يقرصنى دون رحمة, تكاثر النمل ونحلات الشوق ليوم باكر, عقارب الواقع تلدغنى, اقدامى تعبت وروحى مرهقة. هذا الواقع قاسى, لكم قسى علىّ ولكم قاومته, وهانذى اعلن هزيمتى, ساتخلى عن هذه الحياة بعد ان تخلت عنى- كيف تقسو وتتركنى فى قارعة اليأس وحدى بلا حبوب تلقح فى دربى الامل. وبدأ اليأس يمدّ فى لسانه هازئا من ضعفى, اليأس الذى كم هزمته فى معارك الحياة الطويلة يهزمنى اليوم وارقد صريعة الوهم, الاكتئاب والحمى, حمى الفقد والضياع فى منتصف الدرب.
02-28-2010, 01:34 PM
Ishraga Mustafa
Ishraga Mustafa
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 11885
بدأت الازمة الجديدة, وكأ نما توقفت يوما الازمات عن انتهاكى وجرحى بسكاكين الواقع, وكأنى ماانتصرت عليها وعلى جبينى اعلان يؤكد انتمائى للحياة. كان الارهاق قد استولى على كل جسمى الذى بدأ عليه الهزال, وروحى بدأت حالات انسرابها وكل يوم تبعد عن ارض الاحياء. كان الاموات يومها رفقاء ليلى ونهارى, سن الذهب تضىء ليلى وزهراء ابنة خالتى تضحك, تحكينى عن جنة عرضها السموات والارض, هناك حيث انهار العسل وجنات العنب وبنات الحور, نجوى, سندس, فردوس, خالتى فاطمة, حبوبتى ريا, آمال وحميدة, لم يفارقننى لحظة واحدة, حكيتهن ماحدث على مسرح الحياة, حكننى عن رحمة الموت حيت تقفل الحياة ابوابها وتقسو. بدأت احس بالتضخم فى اطرافى, فى كل جسمى, يدى تتضخم, احسها ثقيلة, لا استطيع حملها, تتكاثر يدى داخليا, تملأ الغرفة, اصرخ مفزوعة- قولى بسم الله ده كابوس- واستمرت الكوابيس, الحمى لا تفارقنى, فحوصات ثم انها الملاريا. اكمل الدواء وتعيد الملاريا دورتها فى دمى. بدأ التوهان, عيونى زائغة ولاشىء يربطها بالواقع, ابى يقرأ لىّ ايات من القرأن الكريم, امى حليمة تصلى لاجلى وتهدج لىّ بالدعاء, جدى يدعو هو الآخر, امى تقف مربوكة وحزن عينيها ملاّ كل فناجين الخوف وقلبى. قلت لهم بانى ساموت قريبا!! نجوى – شقيقتى الصغرى- تنتحب, منى تكبت حزنها ودموعها الجيران والاهل لا يكفون عن الدعوات- بت عشة الله يرفعها, عين واصابتها, فقدت عقلها- رجال السوق الصغير لايكفون عن سؤال ابى عن حالى ويدعون بكل انسانيتهم لىّ بالطيبة والحياة. دكتور فائز يجيب على أسئلتى, متدينا كان- سألته عن الله كثيرا, عن الموت, ولماذا نخلق اذا كنا اصلا سنموت يوما, تلاحقت اسئلتى وهو يلهث فى الاجابة بالكاد على السؤال الاول, المرضى ينتظرون بالخارج, ماكثرهم فى موسم توالد الباعوض. النتيجة تايفود, ولكن مالذى يحدث فى اقدامى, ذلك التنميل الذى يبدأ فى يدى اليسرى ثم يطال كل حتة فى جسدى, حينها تتراص صويحباتى وبنات اهلى الللآتى فارقن الدنيا ينادين علىّ لالعب معهن, عصارة- عصارة- يادنيا عصارة, خطوة نحوهن واخرى تتراجع للخلف, للامام, عيونى معلقة بشجرة بعيدة, لونها اخضر, هدأ النشيد الايوبى داخلى, هدأة من سيفارق الحياة قريبا. ايام عيد الاضحى تقترب, الحزن يكسى بيتنا, بكت ابتهال اختى الصغيرة, اقتربت منى اجلال وعيونها دامعة, لا انكر ان عينيها حرضتنى على النهوض, فقد كانت وابتهال ينتظرننى كل وقفة عيد تسبقنى ضحكاتى واحلامى وابتهاجى بالحياة رغم كل شىء, يبدأ البيت فى الضجيج, الحكى, غوايش بلاستيك وفتيلين منكير وجلسرين هدية العيد لهن وكلونيا- اقتعنى البائع الصبى بانها من ماء ورد الياسمين, حاججته لانى كنت فعلا لا المك سوى ماقلت به, اعطر بها امى حليمة وتعطرنى دعواتها, ماتخليت عن وعدى والامل بان يوم بكرة سيكون اجمل, وعدتهن بانى ساعمل قريبا فى الصحافة, سوف يتحسن وضعنا, سوف افعل كل ماتشتهون, اتجاوز صوت ابى{- بكرة بنط فيها عسكرى وبتتحل الجرايد, شوفى ليك قراية تنفعك وتنفعنا- } نظرت فى عينيها, مسكت يدها وطلبت كوب ماء. بدأت حالتى تتأرجح بين حالات الغيبوبة و حالات الصحو, بدأت حكايات السرحان واقعية ومنطقية فى تسلسلها الى ان يقطع حبلها اللامنطق.
02-28-2010, 01:35 PM
Ishraga Mustafa
Ishraga Mustafa
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 11885
كنت فى دروب هلوساتى هذه قد التقيت الكاتبة المصرية المعروفة فريدة النقاش, كنت فرحة بهذا اللقاء, قلت لها عن اعجابى بها وانى اتمنى ان اسير على خطى وعيها وان اصبح صحفية ذو شأن مثلها. شجعتنى وطمأنت قلبى بانى على دربها اسير, ذلك ان ارادتى قوية, سالتها ان تسمح لىّ بالتدريب معها, اريد ان اتعلم على يديها, وافقت فريدة النقاش, الحياة تشع فى وجهى, اخواتى يرقبن كل ذلك, الشمس لا تطيل المكوث ايامها, تجهم وجهى حين كسرت احجار التوهان منطق الحلم, ذلك حين اشترطت علىّ فريدة النقاش ان اقوم باطعام دجاجها أيسكريم!! لحظتئيذ تبدأ يدى فى التضخم, ترتجف فرائصى, العرق يتصبب من وجهى, وحلقى ناشفا حد الموت. تقترب منى شقيقتى الوسطانية, بمنطق حبها للرياضيات تبدأ فى تحليل الهلوسة, تحالو بسخريتها وسرعة البداهة التى حباها بها الله ان تخرج الجميع من التوتر التى اشاعته هذه الحالة. { بيقولوا حلم الجعان عيش مش أيسكريم} والحظ الوجوه التى ارتسمت عليها ابتسامة تغالب الخوف والحزن الذى كساها.
مرت ايام, اسابيع على هذه الحالة, الاموات ورفقتهم, الخوف من الموت الذى يقف امامى مكشرا انيابه لابتلاع حياتى, اريد ان انام قليلا, عيونى لايغمض لها رمش, كانوا يفعلون كل شىء لاجلى, فلا اليد القصيره اعاقتهم ولا العين البصيرة كفت امانيهم ان اعافى. كنت اطمئن لتلك المرأة التى تسكن فى حينا, قلت لهم اريد ان اذهب الى بيتها, لم يسبق ان دخلته من قبل, ثرثرات الناس عنها وعن حياتها حزرت الجميع من الوقوف بعيدا عن عتبة بابها لم يمانع ابى, وضعت رأسى فى حجرها, غمضت عيونى وهجست لربع ساعة, شعت الوجوه بالفرح,- اشراقة نامت, قدرت تنوم-, منى تحاول مرة اخرى ان تعبر عن ذاتها بطريقتها المألوفة, خلاص النمشى اجيب ليها هديماتها, خلوها تسكن هنا,- نجوى ترمقها بنظرة تصمت على اثرها. انتقل الاحساس بحالات التضخم لفمى, بدأ هو الآخر فى التضخم, اتابعه بعيونى وهو يمتد امامى, -يدافر ويداقش فى الناس القدامو- قلت لنفسى بانى سوف اساهم فى حلّ مشكلة المواصلات فى حالة الاستفادة من كبر {خمشى وتحويله لبص ابو رجيلة} ضحكت بجنون, هبّ الجميع نحوى, حكيت لهم اللامنطق فى هذه الهلوسة, منى ترمى تعليقها بذات السخرية- دى حالة جنون وطنى- ويضحك الجميع واضحك معهم, مرّ زمن طويل لم نضحك.
كان الضحك الذى سبق العاصفة, بدأت حالتى تسوء, الخوف احسسته فى عيونهم, ابى الذى ظل متماسكا يبدو عليه الانهيار وتلك العلبة التى كان يضع فيها حبوب الملاريا تكاد تعلن حوجتها لحبوب جديدة, كان اغلب اهل حينا المسكين يتناولون حبوب الملاريا مجرد مايحسون اعراضها, فلا احد له قدرة معاودة الطبيب فى عيادته الخاصه. امى حليمة تبكى صامته وتدعو رب العباد والشيخ الفاضل ان تعود عافيتى. ليلتها كان القمر فى دائرية الحزن الذى اكتمل ضوئه فى عيون امى, السماء كانت صافية وزرقاء, انه الوقت المناسب لمغادرة هذا العالم, مدّ ابى يده بعد الصلاة العشاء على جبينى الذى كانت نار الله الموقدة وبدأ يتلو آيات من القرآن, جدى يوصى بشراء عسل النحل, قلت لهم وجميعهم حولى ان يسمحوا لى بوداعهم وان لا ينسونى, فقد كانت لىّ احلام عظيمة, انا اعمل بعد تخرجى, صحفية لها موقف ورؤية, على هذه الرؤية تغبش الواقع امامى وغبت عن الوعى. لم احس بروحى الاّ بعد ساعات فى عنبر الباطنية فى كوستى, وجوه انهكها المرض, عيون غائره وفقدت القدرة على الحلم, مثلهم تماما كان حالى, عند الرابعة مساء قلت لامى انى ارى ملك الموت, قال لىّ ان حياتى اكتملت دورتها اليوم وإن علىّ ان الملم شدو روحى واربطه فى دلقان, تميمة صبر لامى . قلت له انتظر قليلا, سيأتى {زولى الاخدر}, دعنى املاّ روحى من نهر عينيه, دعنى اصافحه واودعه للمرة الاخير, ستزهر اصابعى يوم قيامة احزانى. ابتسم, ملك الموت له ابتسامة ناصعة, لم يوعدنى ولكنه توارى سريعا, كانت امى على حافة الانهيار وانا اتحدث بصوت مسموع, مع ملك موت لا يراه غيرى. خرجت امى من العنبر, مخنوقة بالعبرات وتصطك كصفقة نيمة فى خريف جارف, سيكون خريف غيابى عن حياتها وعمرها, الامر ليس بيدى يا ام الكل, كنت ارغب ان ابقى معك, اهدهد جراحاتك واسقيها بدموع الحلم لتزهر فى دربك. خالتى فاطمة تضمنى الى صدرها, هدأت روحى قليلا, انها المرة الاولى التى احتضنتنى فيها بكل هذه لاامومة, فمنذ ماتت بنتها الوحيدة وهى صابرة, لم تبكى حتى لا تعذبها فى قبرها, تمنيتها ان تبكى, ان تصرخ يومئيذ ولكنها لم تفعل, فماتت بعد اعوام بسبب تحجر كبدها. رفعت رأسى من حضنها, انتبهت الى المرأة التى ترقد بجانبى سرير فى ذلك العنبر البائس الكئيب. لاحظت ان جسدها النحيل والمنهوك بسبب التايفود وسوء التغذية يتمدد برضاء ومن ثمّ اسدلت ستائر عمرها على مسرح الحياة وغابت.
02-28-2010, 01:38 PM
Ishraga Mustafa
Ishraga Mustafa
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 11885
كانت المرة الاولى التى اشاهد فيها الحياة تنسرب من الجسد, بحثت عن روحها, فرأيت غيما يصعد فى سماء قريتها المجاورة لمدينة كوستى, كانت اول ما انهمرت فى عيون صغيرتها وهى تصرخ بهستيريا امام الجسد المسجى فى وقار. ايام كشاحنة برسيم مضت الايام فى المستشفى, الملاريا تمت معالجتها والتايفود يحتاج الى زمن, اما الوساويس فلابدّ من عرضى على طبيب نفسى لييعرف مابى. كنت اعرف مابىّ ولكن ماكنت قادرة ان اجد تفسيرا واحدا للكوابيس التى تسيطر علىّ فى صحوى, ولا فى التضخم المتناوب اعضاء جسمى. كان عيد الاضحى على الابواب, اخبرتنى منى شقيقتى ان عدد من الاصدقاء سيأتون لزيارتنا للاطمئنان علىّ خاصة وان الاخبار التى وصلتهم اقلقت نومهم. ثلاثة اسابيع ويأتون, حمدى السر, عبدالوهاب على الحاج, ابراهيم كوجان, الهادى بشرى, أمير فاروق وايوب مصطفى. ما ان نطقت بالاسم الاخير حتى تصاعد دم ورود الحياة فى روحى, صدحت اناملى المتضخمة بسبب الهلاويس كان لهم ايضا اصدقاء هم عقدنا المنضوم بالشوق, حنان وعماد الطاهروادريس تبيدى وكمال معاذ
وبدأت رحلة علاج, علاج المحبة, الاصحاب والصاحبات يشاكسونى, ضحكتهم مجلجلة وهو يهمسون { ماتقولى ده الحب يابت الذين آمنوا}, جميعهم لاحظ هدأة مهجتى مع ايوب, كان يومها الطبل الذى ايقظ الحياة فى عمرى.
كان ذلك ياجدى فى النصف الثانى لعشرينات عمرى وهى ذات الحالة التى داهمتنى فى النصف الثانى من النصف الثانى من اربعيناتى.. وشتان مابين ذلك الزمان والآن.. للحياة ايقاع لاهث ويزيد من اتساع رقعة غربتنا عن ذاتنا.. وانا اغرق فى حالات التأمل.. اطمئن فقد هدأ القلق قليلا.. ولكن يجب الانتباه.. فالاطباء يتنبئون بتكرار ماحدث لى.. الاّ انى اعرف انها ستتكرر بعد عشرين عاما.. حينها ساكون قربك.. عليك ان تنام الآن ياجدى.. ساعاود الكتابة عن ماوعدت كلما دبت الحياة فى اوصالى..
وبلغ حنينى الى امى حليمة وكل اللآتى والذين بطرفكم.. وبلغ بت الجعلى شوقى وانى كلما عدت الى كوستى افتقدها ووقدميها المحجولة بالطيبة والجمال ترنّ خلاخليها آمانها فى نهارى الآن
سلام ياجدى الطيب..
02-28-2010, 01:51 PM
Mohamed E. Seliaman
Mohamed E. Seliaman
تاريخ التسجيل: 08-15-2005
مجموع المشاركات: 17863
Quote: وما تشوفي شر إن شاء الله يا أختنا الكريمة .
تعرف يامحمد إى سليمان, كنت ضمن من تذكرتهم اثناء هلوساتى ورأسى المنهوك, كنت افكر لو انى فى هوج الحياة وطيشها قد اكون جرحت بعض الناس, راجعت نفسى, وحاولت تطمينها بانى لم افعل فكثيرا ما اراجع نفسى خاصة حين احس بان الهاوية تحت اقدامى بكيت وان ادعو الله ان يغفر لى كل بلية قد اكون ارتكبتها,
تعمقت قناعتى بالمحبة بين الناس, هى الشىء الوحيد الباقى ولا شىء غيره..مهما اختلفنا بنمشى من الدنيا دى وبنخلى كل شىء ورانا, فقط هى الذكرى الطيبة التى نتركها عبق فى حياة من عاشرنهم بالمعروف
وليدوم بينا المعروف يا اخوى
02-28-2010, 02:10 PM
Adil Osman
Adil Osman
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 10208
سلامتك يا اشراقة ما علمت بتوعكك الصحى الطارئ الا الآن من هذه الكتابة الجميلة/الحزينة. كان مفروض اهاتفك بعد تلك المكالمة ولكن المشغوليات تسرق الوقت من الوقت والرفقة من السؤال.
سلامتك ياخ
وخلى بالك من نفسك
الكون يحتاجك والدنيا كذلك
وواصل ومرافئ
ونحن قرائك واصدقائك
ليس فى الدنيا سوى اشراقة مصطفى حامد واحدة
02-28-2010, 02:14 PM
انتصار محمد صالخ بشير
انتصار محمد صالخ بشير
تاريخ التسجيل: 02-23-2005
مجموع المشاركات: 1288
من زمن يا ام سهى وانا بفكر فى حالنا, نحن اللاهثون واللاهثات وراء الحياة, ماحدث لى هو امتحان قاسى, لا اعرف ان كنت ساتجاوزه بنجاح ام سيكون الاخفاق حليفى
متمسكة بالارادة.. واحاول ان اجد وسيلة تجعلنى لا الهث وراء الحياة.. كنت قبلها اركض حتى لا يفوتنى الترام, الآن لا اركض وقناعتى تترسخ بانّا ذاهبين مهما طال ركضنا.. وليس من خلود سوى قلوب الناس المفتوحة بصدق, فى زمن اللااتساق والزيف..
تسلمى يا ام سهى والله يخليك لبنياتك ولروحك الحلوة
02-28-2010, 03:11 PM
lana mahdi
lana mahdi
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 16049
كم انهكنى سؤال الزمن والمكان.. كم كنت ابدو حقيقة فى وضع غير طبيعى وانا انظر الى الناس الى البيوت والشجر احاول اخترق السماء وارمى باسئلة جنونى وليس هناك من اجابة شافيه
ثم حاصرنى سؤال الموت.. لماذا اذن كل هذا التعب واللهث وراء حياة ستنتهى حتما فى يوم من الايام؟ لماذا ندرس ونتعلم ونجوب دروب المعرفة ونبنى بيوت ونهب الدنيا اطفالا اذا كنا سنمضى ونترك لهم الالم؟
اكتفى الآن بالاجابة, بان عقلنا محدود مهما بلغنا من ذكاء.. فلن نستطيع الاجابة.. الاجابة على تلك الثلاثتية.. على فكرة الخلود..
قلت ذلك للاخصائية النفسانية وهى تحاول جاهدة ان تنتزعنى من هذه الدوامة.. وهانذى انهض من جديد.. ولكنى متعبة.. مرهقة بما حدث وروحى تحاول التحليق.. شجعتنى على الكتابة.. الكتابة التى فك لعنتها رجل احببت وهو يحرضنى عليها.. اكتبى اذن ان كان ذلك خلاصك..
وهانذى افعل علنى اطيب
شكرا ياعادل على الكلام الطيب وماتفقدك شينة يا اخوى
02-28-2010, 03:12 PM
ابراهيم قناوي
ابراهيم قناوي
تاريخ التسجيل: 06-17-2008
مجموع المشاركات: 2087
الاخت العزيزه أشراقه بعد الشر عنك وسلمت من كل داء . أكتبى اختى فى الفضفضه راحة لنفس ؟ دى حال الدنيا لكل انسان همومه ومشاكله بس مشاركت الاصدقاء لها الاثر الكبير فى التخفيف . اتمنى لك المعافه التامه وتعودى كما كنت قويه وقادره على العطاء .
02-28-2010, 03:53 PM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22758
ليس من السهل أن يكتب الإنسان بهذه الفلسفة التي تمتهن ناموس الحياة و تدق على أبواب العالم الآخر. و لكن كما تعلمين أن الذي يقف في برزخ كهذا ، لا بد أن يمتلك مثلك قلماً ذي بصيرة ، و قلبا مترعا بالإيمان ، و روحا تضج بالمحبة
لله درك يا إشراقة طمنينا
02-28-2010, 05:01 PM
محمد حيدر المشرف
محمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20440
إشراقه , وأقمارها الراقده والواقفه 1000 سلامه ليك يا عزيزتى .. وقد أفتقدتك كثيرا فى زقاقنا الاسفيري هذا ولك أن تتخيلى سعادتى إذ قرأت إسمك الوضئ يدعونى - كعادته - للدخول سأعاود القراءه مرة أخري ,, ثم أعود
02-28-2010, 06:36 PM
Ishraga Mustafa
Ishraga Mustafa
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 11885
غرباء.. ومازلنا نغنى ياجدى.... الغربة التى تسكننا وتجعلنا بين الضفتين بين السماء والارض... ولاشىء غير مانبض فى القلب ولوزة قطن اليفة تتفتح فى حقل الروح.. ونظل غرباء.. (غرباء فى الليل... )
02-28-2010, 07:03 PM
عبدالوهاب علي الحاج
عبدالوهاب علي الحاج
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 10548
ليتني ما علمته يا أختاه.. رغم العنوان الصادم المثير للشفقة.. كانت روحي متسقة ممشوقة تباري أحرفك وخواطرك المنسابة بعفوية.. دون تكلف كما عودتيها.. الآن فقط أدركت كم هو مر على النفس إبتلاع الحقيقة.. حقيقة قد تتحسس حوافها.. وتحس عبرتها تخنق مخارج الحروف وهي تصك جوف مخيلتك.. مع ذلك.. تأبى عواطفك المنحازة أن تقبلها كحقيقة.. فتسرع لنفيها باستمرار..
أأأأيه.. دنيا.. علينا أن نعبرها كيفما كان مردودها.. ثم.. ما أجملك وأنت تنظرين إليها بأمل صبور.. من خرم هذا القلم المعطاء.. .. كفاره البيك يازول.
02-28-2010, 10:23 PM
Elawad
Elawad
تاريخ التسجيل: 01-20-2003
مجموع المشاركات: 7226
مرحب بيك يا أستاذة إشراقة من جديد في البورد , كتابات في الصميم كما عودتينا , ما زلت في بداية السرد وسأقراءه كاملا , وأردت الرد لشكرك علي المجهود وذلك قبل القراءه لحلقات النص بصورة كاملة .
02-28-2010, 11:26 PM
عبد الحميد البرنس
عبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114
الغالية اشراقة ، محبتي وسلامي ووعكة وتزول . أتمنى أن تتمكني من أخذ اجازة ولو لأسبوع واحد بعيدا عن كل الواجبات الكثيرة . انت انسانة محبوبة من قبل الكثيرات والكثيرين فتذكري هذا دائما . محبتي يا صديقتي.
03-03-2010, 06:29 PM
Hadeer Alzain
Hadeer Alzain
تاريخ التسجيل: 07-13-2008
مجموع المشاركات: 3530
نعم الحياة إيقاعها بطئ ومليئة بالظلم وغير عادلة ووو ... إلخ وكل الناس الزيك المليانين إنسانية يفجعون فيها ..
أحسك دومآ تنوءين حملآ ثقيلا وتزدردين جرعات الألم الواحدة تلو الأخرى .. وتمتهنين أوجاع البشر حرفة ومهنة. ومن كان مفعمآ بالإنسانية مثلك حتمآ لن ينجو موجة إكتئاب عابرة كتلك .. لأن بقية من ذرات أمل عندك (لربما) إنعدمت في تقديم المساعدة ومد يد العون لكثر يحتاجونها. الإكتئاب سببه العجز يا إشراقة. سلمي أمر الغير لخالقهم فأنتي لستي مدانة هنا. لا تديني نفسك فتدفعي ثمن ذلك إكتئاب وأفكار سوداء(وية).
أنهضي يا إشراقة وأمسحي عنك الحزن وإحساس العجز والتقصير. فهنالك كثر يستمدون منك الإلهام والقوة أنتي لا تدرينهم. لا تأخذي ذلك منهم رجاءآ (ووعدآ وتمني).
هل بكيت عند قراءتي لهذا البوست وأصابني إكتئاب؟! .. نعم صدقيني هذا سيكون حال كثيرات!
ثم أنه الشتاء وأشجاره اليابسة مما يزيد الطين بلة عليك الإسترخاء بالقرآن والموسيقى الهادئة
وتبري إنتي من الألم يا إخيتنا الجميلة
03-03-2010, 07:31 PM
Hadeer Alzain
Hadeer Alzain
تاريخ التسجيل: 07-13-2008
مجموع المشاركات: 3530
أهديك يا إشراقة وتني هيوستون بعد الغياب الطويل والعودة القوية .. وما أجملها!! صراحة كدا .. بفك بيها دبرستي!
Whitney Houston - I Didn't Know My Own Strength
I Didn't Know My Own Strength
Lost touch with my soul I had no where to turn I had no where to go Lost sight of my dream Thought it would be the end of me I thought I’d never make it through I had no hope to hold on to I thought I would break
I didn’t know my own strength And I crashed down, and I tumbled But I did not crumble I got through all the pain I didn’t know my own strength Survived my darkest hour My faith kept me alive I picked myself back up Hold my head up high I was not built to break I didn’t know my own strength
Found hope in my heart I found the light to life My way out of the dark Found all that I need Here inside of me I thought I’d never find my way I thought I’d never lift that weight
03-03-2010, 09:10 PM
امال حسين
امال حسين
تاريخ التسجيل: 05-06-2009
مجموع المشاركات: 775
Quote: مشاغل الحياة الكتيرة ما خالانا نتفقد حتى انفسنا
عزيزتى سناء
يكفينى حضورك هنا رغم ضغوطات الحياة مقدرة كل الظروف يا اختى فلا لوم ولا عتاب واشراكى لكن ولكم بهذه التجربة ورائها دعوتى للتأمل فيما آل اليه الحال حال الناس ياسناء,
بعضهم يضحك معك ولا يتوانى قبل ان تنطفىء الفرحة فيك بطعنك ناس تتبرع بالثرثرة ليل ونهار وماعندها شغلة ناس ترازى فى بعض بمنتهى الكراهية الناس ديل بيجيبوا شعور الكراهية ده من ووين يا سناء؟
لك محبتى يا سناء السناء
03-14-2010, 08:03 AM
Ishraga Mustafa
Ishraga Mustafa
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 11885
تخيلى ياهدير... كم مثله فى بلادنا؟ كيف حال ذاد المستقبل, كم قاسيا هذا العالم؟
كتبت ادناه بعد رحلة طويلة فى عيون الطفل كونيق حكيتك عن امه الطفلة فيما سبق,
من الرحم الى ردهات اللجوء
كانت لك حياة آمنة يا أكوندو تسبح فى ماء رحم امك, الطفلة مثلك ذات السبعة عشرة عاما, لم تنضج تجربتها فى الحياة, امك الطفلة التى احببت كابنتى, هل تعرف ماكان ينتظرك؟ هل تعرف ان عليك التسجيل فى البوليس, وان تمنحهم عنوانك البريدى, كان افضل بقائك فى محيط دافىء, تلعب فيه وتنزلق فى مياهه الرحيمة, مراجيح, وهدوء وآمان يا اكوندو,
نظرت فى عينيك البرئية, ومسحت دفق عرق حزين على جبين امك, والسؤال يعيده الجهاز.. غير مسموح الدخول له, ليس له بطاقة, كيف لنا ان نعرف اكوندوا؟
اطيل النظر فى عينيك, اطيل واطيل لاجد يقينى فى المقاومة, لامسك آخر قشة فى بحر هذه الحياة القاسى حياتك المحكومة بقوانين, تنظم حياة الاطفال مثلك, تبتسم لىّ يا ابن الاربعة اشهر,
رسائل طويلة عريضة, وقصتك ذات مائة وعشرين يوما علىّ ان اجد مبررا لبقائك, الموظفة لطيفة وتؤمن بحقك فى الحياة المقننة وفقا لقانون اللجوء,
ومن قال لهم انك ترغب فى اللجوء؟ امك؟ الطفلة التى حملتك من بحر الى بر من مطار الى آخر, ونامت بك اياما فى الحجز؟ ترغب فيك, فانت من حبيبها- ابيك ياصغيرى.
مضحك هذا العالم, مضحك من شر البلية, كل هذه الاوراق لاجل ان يكون لك مكانا هنا, تبتسم, براءتك تشع فى روحى, والتعب يسكن فى جسدى, هامدا بلا نار منعكفا فى قراءاة الاوراق المكدسة استعدادا للفصل فى قضيتك فى المحكمة العليا للجوء,
تبتسم, تشع فى قلبى نور طفولتك, وانفض عن روحى الموات, واكتب.. اكتب حكايتك ايها الملاك البرىء.. AND DONT GIVE UP
............................. Vienna , against nightmare
Quote: أحسك دومآ تنوءين حملآ ثقيلا وتزدردين جرعات الألم الواحدة تلو الأخرى .. وتمتهنين أوجاع البشر حرفة ومهنة.
وكأنك استمعتى لحوار دار بالامس ياهدير,
اسمك يعيدنى الى هدير الحياة..هذا اولا..
ضمن من اقوم ياهدير برعايتهن ضمن عملى بنية لم تتجاوز التاسعة عشر من عمرها, لها طفل عمره ست اشهر احتجت زمنا طويلا لابنى معها العتبة الاولى للثقة وان اسرب اليها الاحساس بانها ليست وحيدة وان واجبى الانسانى يحتم علىّ الوقوف جنبها, فانا ايضا مهاجرة وام واعرف قسوة الحياة هنا,سافعل عض النظر عن انى اتقاضى مرتبا لهذا العمل الرسمى.. الحياة المنظمة والمستنده على نظام تم بنائه بصبر وعلم ومعرفة استندت على ارث عظيم , ارث الحضارة الاوربية تلك التى ساهمت بشكل ما فى افقارنا..
كنت كلما سالتها عن حالها, يأتى رد فاين, fine?
فاين وفى عينيك كل هذا الحزن والانكسار؟ سالتها وانا امسح على كفة يدها ويدى الاخرى تعيد طفولتها فى يد صغيرها الحلو
قلت لها بانى احس بها وبما تنوء به, دعوتها ان تتخلص قليلا من همها وتشركنى معها سيكون واجبى تمهيد دربك بقوة المؤسسة التى اعمل بها, قلت لها انا اعرف قدر خوفها من شبكة المافيها التى جلبتها لاوربا لتتاجر بروحها قبل جسدها فهى كام خائفة على صغيرها اكثر وعلى اهلها فى تلك البلاد التى تنتمى لقارتنا الام
ثم سألتها بحنية الاخت الكبيرة,.... بالمناسبة ياهدير كيف يمكن للانسان ان يفصل قلبه عن عقله فى براحات العمل؟ او مايسمونه فى اغلب المؤسسات هنا بالديستناز؟ كيف اجعل مساحة بينى وبينها وهى من رحم تلك العجوز المهدودة بالفقر والعكسر والحرامية؟
قلت لها, انظرى فى عيونى, لا تنكسى رأسك, كلنا معرضين ومعرضات لازمات فادحة, فقط حاولى ان تحكى لىّ فى لحظة من لحظات حنان الاخوات همست لها بصوت باكى ووجهها الصغير يعذبنى, ان كنا فى بلادنا لا نستطيع ان نحكى لامهاتنا عن كل مايعذبنا بحكم تربيتنا وثقافاتنا ومناهجنا وحكامنا وعسكرة الحياة عندنا فثقى بانى اما لك, الم تادينى مثل الاخريات بهذه الحنية.. mama لو تزوجت فى عمرك لكانت بنتى فى سنك, ولكان كونيق صغيرك حفيدى, احكى ياصغيرتى,
ماحدث ياهدير, بدأت تصطك كورق خريف عمرى فى مهب ما اعيشه يوميا وينهكنى حين يجنّ الليل, كان فرق ثوانى حين اخذت منها الصغير الذى غفا فى براءة وذهبت الى زميلتى لتأخذه لاواصل معها وتطمينها قبل ان تدخل فى دوامة ولكن.. وقعت, انهارت, دخلت ايضا فى غيبوبة, الام ذات التسعة عشر ربيعا انهارت... استعنت بالله, استعنت بآخر كتاب علمى عن كيفية التدخل فى وقت الازمات استعنت بكل وسائل العلاج التى قامت طبيبتى بتقديمها لى حين انهرت ايضا عصبيا,
رشيت وجهها بماء من روحى, روح امومتى واخذت وجهها من على الارض وحكيت معها, ان تنهض, وان كل شىء سيكون افضل وبانى لن اتركها وحيده ابدا حتى لو تركت هذا العمل المنهك لروحى, ساعدنى الله لانهض بها, لم انتبه لمبلغ الالم الذى اصاب ظهرى الاّ حين عدت الى البيت صارخة من الالم.. اجلستها على كنبة وبديت معها رحلة طويلة من الحنان ودفء امها كلن قلبى المحزون طريقا بلا منعرجات لها شديت خوارها فرسا على صهوة نفسى المنزوعة منى فى تلك اللحظة.. ساعة ونصف وعادت الى قواعدها, رافقتها زميلتى الى البيت, ثم جلست على مكتبى, احاول ان استوعب مايحدث فى عالمنا, وعيون الصغير كوينق تضىء العتمة فى روحى, بلعت حبة, حبة ضد عودة اكتئابى, خفت ان انهار ثانية,
ثم اتصلت بها امس السبت, انه يوم اجازه ولكن لا عقلى ولا قلبى استطاعا ان يهجسا, لم استطيع النوم, جاءنى صوتها رهابا,
Mama, I need to talk to you
نسمة كانت فرحتى, اذن ساتتخلص من جبالها, موعدى معها اليوم ياهدير, دعواتك ان تستوى قامتها وتنهض وتنظر للحياة بامل, كما منحتنى القدرة لاقول الحمد لله, فغيرى يقاسى اكثر, .... ... . قال.. صوتك غائر, ثم حكيت له, بايجابية قال, انظرى الى ما انجز من ايجابيات, لم يقع الطفل من يدها لانك تصرفتى فى اللحظة المناسبة واخذتيه نجحتى ان تنهضى بها, لماذا لا تنظرى الى ذلك, فكرت فيما قال ثم نمت برضاء..
..... ... .
مالم اقله لك ياهدير ان الاغنية التى اهديتنيى
I Didn't Know My Own Strength
كانت تدندن جوايّا وانا ادعوها ان ترى منابع قوتها... اكرر معها ومعك..
you Didn't Know your Own Strength
سمعناها سويا فى الكتب, موسيقى فى مكتب رسمى؟ تتخيلى؟ وبعدين؟ اليس ذلك وسيلة علاج؟ دمعت عيونى وصورة امى مسجية قبل اعوام فى غيبوبة بسبب الجلطة وايمانها بالشواطين الجميليين- لولية الحبشية والنمر والاسماء الاسطورية تلك حين سافرت لانادى فيها الحياة طلبت ان يأتوا لنا بمبخر وبخور ظار؟ انتى مجنونة؟ فى مستوصف خاص؟ ايوه.. وقد فعلت وفتحت امى عينيها وعرفتنى, فلا احد يمارس هذا الجنون سوى اشراقتها..
هذه التجربة افادتنى فى تعاملى مع النساء فى الظروف الصعبة, ان انطلق من قناعاتهن ومنها اقول ما اؤمن هذا التلاحم بين قناعاتنا يقوى كلا منّا..
شكرا ياهدير, احس بانى فى خفة ريشة فى يد حنونة لفنان مسكون بمحبة الناس مشحون بالشجن ليرش الوانه فى وجه الصغير كوينق, وليرسم ابتسامة امل فى عينىّ بيسى اولو.. الطلفة الام..
اصابع شهيّة .... هى الى لؤلؤة تاهيتى السوداء تتنتمى..
03-16-2010, 06:33 PM
Hadeer Alzain
Hadeer Alzain
تاريخ التسجيل: 07-13-2008
مجموع المشاركات: 3530
Quote: ثم اتصلت بها امس السبت, انه يوم اجازه ولكن لا عقلى ولا قلبى استطاعا ان يهجسا, لم استطيع النوم, جاءنى صوتها رهابا,
Mama, I need to talk to you
نسمة كانت فرحتى, اذن ساتتخلص من جبالها, موعدى معها اليوم ياهدير, دعواتك ان تستوى قامتها وتنهض وتنظر للحياة بامل, كما منحتنى القدرة لاقول الحمد لله, فغيرى يقاسى اكثر
يا الله يا إشراقتنا !!!! أنا ما قلت ليك ... أحسك في حنايا روحي؟! أعرف أنك تنوؤين بحمل الكثير، بس كمان مرات فصل العام عن الخاص ضروري
يا إشراقة عندي ليك كتاب حيرني في حناني إسمو A new Earth وهي أشبه برحلة روحانية يقودك ليها الكاتب الكبير Ekhart Tolle .. الكتاب دا حقيقة غيرني وغير حياتي. لأني كنت سريعة التأثر ومغرقة في الحساسية زيك كدا. الكتاب دا أعادني باك أون تراك (زي ما بقولو) لازم نقراهو سوا وتدرسيهو لبنياتك ديل لأنهم في حوجة لسند روحاني. الكتاب بالإنجليزي، من إنبهاري بيهو كنت عايزة أترجمو للعربية للفايدة العامة، لكن للأسف ما لقيت لي وكت. لو عندك وكت مع مشغولياتك الكتيرة حاولي أقريهو عشان نناقشو سوا وحا أنزل ليك رابط عشان تعملي ليهو داون لود. ويا حبذا لو لقيتي نسخة منو من مكتبة قريبة ليك.
سعيدة بعودتك القوية وسعيدة بردك الوافي اللي طمني عليك وسعيدة كون أغنية وتني أعجبتك وصديقتك الصغيرة .. حاولي أسمعيها بصوت عالي من اليوتيوب .. حاجة ما تخلص! والعجب كان أخدتي ليك معاها تنويحة حااارة كدا بعدها بتلقي جواك فاااااضي.
طالما هذه الأم الصغيرة أصبحت بين يديك فهي في أيدي شافية وأمينة .. لك ولها الأمنيات الطيبات .. وتحاياي الكثيرة لها
03-14-2010, 07:05 AM
Ishraga Mustafa
Ishraga Mustafa
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 11885
Quote: ماليك خليتينى احس بالم و غصة فى حلقى اللة يرضى عليك
اعزرينى يا اختى, هدفى من الكتابة دى دعوة للتأمل كم منّا مسحوقا بالحياة وقسوتها؟ كم منّا اذته مخالب البشر.؟
دعوة للوقوف مع الذات فى جحيمها وشوقها للآمان اتمنى ان اواصل فيها ياهدى, فقد كتبت كثيرا عن تفاصيل تجاوزت هذه التجربة فى خصوصيتها الى عموميات تشغل الكثير منا
ان قدر لها ان تكون كتابا فسيكون تدشينه حيث قدمتى لى دعوتك الطيبة ياطيبة.. على المستوى الحاص, انى عارفة كيف خلخل موت آمال كنه الحياة من تحت اقدامى الاحساس بالعدمية رغم الايمان الذى يسكونى الآن بان الموت حق وعلينا قبوله والرضاء بما امر الله
تسلمى ياحبيبة وربنا يزيل عنك كل كرب الدنيا ويسعدك ويرضى عليك
03-12-2010, 07:13 PM
Ishraga Mustafa
Ishraga Mustafa
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 11885
كثيرا ماتلهينا عن التأمل ومؤلم مايحدث فى العالم , حروب ودمار حقد وكراهية نميمة وتقطيع فى لحم الآخرين هذا ان لم يتم اكله نيئا
كل ذلك مدعاة الى التأمل, مايحدث لنا بمثابة حجرة طاحونة الحياة علينا ان نقف لحظة واحدة لنعيد سيرة ورطتنا, ورطة الحياة
ومع ذلك يامحمد, مع ذلك لابدّ من ان نعيشها بكل مافيها, ونحاول قدر المستطاع ان نتسق مع روحنا, وان تكون الكلمة الطيبة عطرنا الانسانى, فهى التى تبقى سيرة تعطر ماسيلحقنا على سفينة الحياة التى تبحر نحو الضفة الاخرى
فى الاول مبروك على البنية ان شاءالله ربنا يهنيها ويعدل دربها ويديها اللى فى مرادك ليها
ثم عودة الى حيث اقف.. ابواب العالم الآخر؟!! هل للعالم الآخر ابواب يا اباجهينة؟ طيلة رحلتى فى الايام الفائتة والتى مازالت تملؤنى بايمان رحيم تجولت معهم ومعهن فى براحات لا حد لها سوى خيط رفيع من الماء حسبه الظمآن ماء.. ولكن..
هل صعب التآلف مع الموت؟ طالما انه الحقيقة الوحيدة والحتمية؟ اذن لابدّ من ذلك..
ربنا يديك العافية يا اخوى, مافى اصعب من المرض والزول مابيعرف قيمة الصحة ونعمتها الاّ لمن تنهار جبال الروح اثر زلزال قاسى..
03-09-2010, 05:31 PM
Ishraga Mustafa
Ishraga Mustafa
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 11885
صباح اليوم وانا خارج الي عمل ما توقف السائق فجاءة حيث كان هنالك طغل يتعكز ويساعده شاب ربما يعمل لدي اسرة الطفل .. الطفل يبدو مصابا بشلل الاطفال...وهو يكابد ليتحرك ... نظرت الي ابني وابن اخي وهما كان معي في ذات السيارة وصرت اصرخ بصوت عال "الحمد لله الحمد لله الحمدلله ... " ولم انتبه الي انني صوتي كان عاليا الا عندما نظر الي السائق وهو لا يتحدث ويفهم لغة عربية باستغراب ..حينها تنبهت .... كان صراخي شكرا وحمدا لله بانني بخير وان ابني وابن اخي بخير وان الذي اعطانا اياه الله كثير كثير كثير .... كل شفاء بعد مرض خير كثير من عطاء الخالق .... مع تمنياتي لك دائما بصحة وفرح يغمر كل جوارحك ارجو ان تنظري حولك وستجديين ان الذي عندك كثير كثير وان المرض الا تذكيير لنا بقيمة كل لحظة نحن فيها اصحاء ...لدييك الكثير وحوليك الكثير الجميل وغد باذن الله اجمل....
03-14-2010, 04:48 AM
Safa Fagiri
Safa Fagiri
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 3642
Quote: "جيل بعد جيل يولد الإنسان من جديد. يعطي كل جيل نهوضاً لطموحات جديدة في الحياة جالباً معه مسعى جديد للاكتمال. يحتاج كل إنسان إلى صحة سليمة، جسدياً وعقلياً، وإلى قدرة أكبر في العمل، وقدرة أكبر للتفكير الواضح، وزيادة في كفاءة العمل، وإلى علاقات محببة ومجدية مع الآخرين. يحتاج الإنسان إلى حيوية كافية وذكاء لإرضاء رغبات عقله ولجلب السرور إلى حياته. لقد أدركنا أن كل هذا يمكن اكتسابه من خلال الممارسة المنتظمة للتأمل التجاوزي". – مهاريشي
هذا مافعلت أيها المفكر مهاريشى, هذا مافعلت, التأمل التجاوزى؟
قالت لىّ امس صديقة حبيبة فى اتصال للاطمئنان على صحتى, مفترضة ان ما اوصلنى لهذه الحالة الكتب, قلت لها ربما, خاصة ان وقف المرء حول كل فكرة ومحتوى وشغل عقله وفتح قلبه لهواء معافى, القراءة علاج, علاج ناجع ذ ات حدين, حدا يفتح المدى امامك وحدا آخر جارح باسئلته التى يعجز احيانا عقلنا على التجاوب معها ناهيك عن وجود اجابة ناجعة...
حدان, كالعلاقة الطردية بين القراءة والكتابة, كلما التهمت كتابا كلما سكننى عطش الكتابة ولكنى عاجزة عن تجميل ماخربه الزمن بروحى وروح الكون ولكنى لست عاجزه ابدا عن الذهد فى خرابتنا هذه وبرضاء وقناعة القناعة التى سكنتها قبل ان تسكننى كحجر كريم اسودا لامعا فى قاع نفسى
لذا, لذأ, كتبت الى ضعفى والى رواهاتو حنان الأبدية
ثمة علاقة بين ضعفى وبين رواهاتو حبيب ليلى كالعلاقة بين القراءة والكتابة كالعلاقة بين الحياة والموت وبينهما خيط سراب رفيع يلوح كلما هربتّ قمحاتى لهدهد سليمان ولتلك النملة النبية التى كدست محصول العمر فى كهف بعيد يلوحّ ..
كالون زينب جاءت الكلمات ايتها الصبية المتكئة على كتف بتول, فواحة شجرة التفاح التى تجلسان تحتها, عوالكما نقية, حتما لم يصورها لىّ القبح السارى مارى فى ليلنا ونهارنا هنا, الزيف والنفاق, فرق كبير بين ان يعترف المرء بزيفه وبين المتمسك به تجميلا وترقيعا
معركة كبيرة ان يهزم الانسان الزيف فيه ويبحث عن الحقيقة, الحقيقة التى تبدوعلى حد معين ليست بحقيقة مكتملة, اين اذن الحقيقة المطلقة؟
على سيرة لون زينب, اكتبى وكدسيها واصطبرى على ماكتبتى؟ قالها مسكونا بالهدوء كعادته القديمة..
لذلك ياجدى لم انشر بعد ماوعدت بكتابته ولن استطيع نشره كله, وذلك بحساب الزمن وتخطيطه وفقا لمسئوليات الحياة؟
هل هناك مسئوليات جسيمة كتلك التى عندنا يا جدى؟
ولكنى حريصة على نشر بعضها, طالما ان ذلك يريحك ويريحنى كثيرا ياجدى مثل جبال على الكتف, مثل صوت متخن بالعدم هى الكتابة التى تجوس فى جوفى وتتمرد كثيرا علىّ
اذن ساحكيك عن:
1) أمجد..احكيه ياجدى عن مافاته فى الحياة, احكيه فقد جاءاكم يافعا دافعا دون ذنب ثمن الكراهية فى عالمنا 2) زيت السمسم, يالجمال ابتسامتك ياحبيبى العجوز الصبى الروح ثم.. ثم.. 3) عن لؤلؤة تاهيتى السوداء... لؤلؤتى ..
اما ماتبقى فسيكون له يوما ما لنشره وبذلك اتخلص من حبال هذا الشجن اللعين
03-14-2010, 07:13 AM
معتصم الطاهر
معتصم الطاهر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 3995
Quote: مع تمنياتي لك دائما بصحة وفرح يغمر كل جوارحك ارجو ان تنظري حولك وستجديين ان الذي عندك كثير كثير وان المرض الا تذكيير لنا بقيمة كل لحظة نحن فيها اصحاء ...لدييك الكثير وحوليك الكثير الجميل وغد باذن الله اجمل....
الي حين
شكرا ابوبكر
03-16-2010, 06:48 PM
الطيب شيقوق
الطيب شيقوق
تاريخ التسجيل: 01-31-2005
مجموع المشاركات: 28804
ياله من وصف بليغ يا صفاء الصافية مشاعر فى كامل حياتها واخرى فى تمام مواتها ولا تناقض, فهما يعتركان ويتعاركان وينتصر الموت فى النهاية ليولد اطفال آخرين يعيشونها ثم يرحلون تاركين مكانهم دافئا رغم الفقد لأخرين
بخير يا صفاء, كلما احس بانى قادرة على العطاء على البكاء كلما نزلت دموعى حرة من كل زيف تغسلنى من جوايا وتبرق حنية المسافة المسافة الطويلة , البعيدة على حد تماس الرهاب
شكرى ومحبتى لك ياصفاء
03-17-2010, 05:27 PM
Ishraga Mustafa
Ishraga Mustafa
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 11885
Quote: ارجو ان تنظري حولك وستجديين ان الذي عندك كثير كثير وان المرض الا تذكيير لنا بقيمة كل لحظة نحن فيها اصحاء .. .لدييك الكثير وحوليك الكثير الجميل وغد باذن الله اجمل....
نزلت على كلاماتك يا ابوبكر محبة وحكمة الحمد لله على كل لحظة عافية وزى ماقلت مابنعرف قيمة كوننا اصحاء الا حين يداهمنا المرض, مرض القنعان من الدنيا والعدمية التى يسربها القبح المنثور فى عوالمنا ومرات كتيرة صعب مقاومته لانه اكبر من طاقتنا, انه فى كل مكان
ومع كل ذلك لا مفر من التماسك
ربنا يديك العافية ويديم بينا المحبة يا ابوبكر
03-17-2010, 05:23 PM
Ishraga Mustafa
Ishraga Mustafa
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 11885
الأخت الكريمة الدكتورة أم واصل السلام عليكم ورحمة الله أرجو أن تكوني بخير نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك أرجو أن تصلنا أ خبار مطمئنة عن صحتك . أسبغ الله عليك حلل العافية وبارك لك في علمك ونفع به .
05-13-2010, 11:34 AM
nada ali
nada ali
تاريخ التسجيل: 10-01-2003
مجموع المشاركات: 5258
شاهدت هذا العنوان عدة مرات هنا فى المنبرـ و فى كل مرة أقول لنفسى، نصّ جديد لاشراقة، سأقرأه على مهلى متى ما وجدت الوقت. اليوم فقط بدأت اقرأ و حينها علمت انك كنت متوعكة قليلا. امنياتى لك بتمام العافية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة