دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
الآن ينصهر حزني .. دمى وحبر الذاكرة
|
الآن ينصهر حزني .. دمى وحبر الذاكرة
إلى عبد الرحمن قوى .. كم قاسية هي الكتابة الآن!
قسوة لا تماثلها قسوة.. هي حالات الكتابة الآن وأنا أحاول أن أنداح فى غياهب ذاك الزمن.. حين كنا ممتلئتين وممتلئات حتى زفرة الروح بنشوة هتاف الحناجر والأغنيات الحنينة، هل مازال صوتك عميقا وحنينا حين كنت تعتلى مسرح دار اتحاد الجامعة الإسلامية وينداح صوت عز العرب جهورا كتلك الهتافات. تلك الأغنيات والأناشيد العابقة بأكتوبر والانتفاضة، تدندن بها ولم تبقى واحدة فى الصفوف الخلفية التي رسمتها لنا، نحن البنات إدارة الجامعة. ذاكرة تعذبني كم عام من الحلم والهزيمة كم حلم من الشتات وكم عام من الخذلان وحرقة الروح تعذبني هذه الذاكرة ووجوه البينات تلك تشدني للكتابة التي تنكافنى الآن وجوه أولئك اللذين صمدوا والآتي صمدن كنا وكنتم ذاد غربتي، وحيدة فى غرفة أنيقة ومرتبة، يا للهول، كم أفتقد حينها غرفنا الكثيرة المتهالكة بفعل المطر، النوافذ المغلقة والضباب الذي يحيط بروحي وأنا أتدثر بكم وبهن، أجهزة التدفئة الحديثة لم تستطيع أن تكسى روحي بالدفء والطمأنينه. تلك أيام باقية وأن لن تعود، قاسية تلك السجون ومؤلمة حد النزف هي غربتنا، أولئك اللذين اتهموا بالخيانة العظمى لغة خشنه ابتكروها لصلب أحلامنا، أحلام تعبر عن النساء الطيبات والرجال اللذين بقوا من كرري. ابتكروا لغة خشنه ليعادون بها لغة من جاهروا بعشقهم لحياة حرة وكريمة. يطل الآن وجه على فضل، اللعنة ليوم الدين لمن اغتالوك واغتالوا فينا جذوة الحياة، اغتالوهم لأنهم جادلوا عن فائض القيمة لأجل الفقراء. هل كنا سنهجر تلك الربوع الجميلة حيث المنافي الباردة؟ إن كان الوطن متسعاً لتنوع مناخاتنا، أمزجتنا ولغاتنا وأهازيجنا؟ كالشجن المباغت تداهمني تلك الأيام أربعة أعوام كان نضالنا فيها صارخاً فى كلية حاولوا فيها تغيب عقولنا حيث الحرية مفردة معتقلة فى عقلية ما أطلقن على أنفسهن { أخوات نسيبه} ، الحرية ينبغي أن تنطلق من منطلقاتهن وتنتهي حيث ينتهي المناضلات والمناضلون فى زنازينهم. لم أغلق ذاكرتي دونكم، ذاد غربتي وملح لمرارة الأيام، كحمامات ترفرف فى روحي، توقظني من غيبوبتي داخل نفسي التائهة، لم أنسى تلك الأيام ولم أنساكم رغم أعوام قاربت العشرين وفاقتها حرقتنا وأوجاعنا وزمجرة الحنين فى صباحاتنا، لم أنساكم ولم أستطيع مقاومة مخاض الوجع لأن ألقاكم الآن… اللعنة على هذه المسافات، اللعنة على القطارات والمطارات وكل السفن، اللعنة على الحكام اللذين يرسمون لنا طرقاً قهرية، طرقاً لا تؤدى إلى أمبدة أو بانت ولا إلى كوستى، ابى حراز ولا إلى خالد عز الدين. لم تعرف خطواتي فيينا، هذه المدينة الجميلة.. أسيرها بقدم واحدة، ترتجف لغة انتمائي وأنا اطلع لأول مرة قبل أعوام مضت على سودانايل، كل الاسماء، كل الدروب، كل الضحكات والحكايات البرئية، كل رابطة أبناء الخرطوم وهم يسحقون {الكيزان} فى انتخابات الرابطة، والريس، هل تذكره يعدل من { سفته} ويمتلئ بالحماس بان نسحقهم فى رابطة النيل الأبيض وقد كان.. أسماء لا تغيب عن الذاكرة ووجوه محفورة فى نبضي وأشعاري الحزينة.. تاريخي الذي لا ينهزم ووجهي الحقيقي الذي ضاع منى. لا أستطيع الآن أن أغلق أبواب حزني، سأتركها مشرعة لمحمد عبدالوهاب، لمنال، لعفاف و إدورد، مشرعة فى المدى البعيد، حيث تتقدون فى ذاكرتي نجوماً وسماء تحلق فيها عصافير روحي والشجن. آه يا روحي أفيق الآن من غيبوبتي وتوهاني وأعانقكم واحداً واحداً وأحتضنهن واحدة تلو الأخرى ونبكى تاريخنا، نندب حقوقنا التي انتزعناها بعد مخاض عسير. تشرقون الآن في كشمس أشتهيها ولا تغيب عنى لقد غيبوها وأبكوني كثيراً انتزعوا منا أحلامنا العظيمة أبكوكم وما اسهل أن يبكى الرجال الأوفياء الآن فى وطني آه يا رفاق ورفيقات الزمن الجميل إلى متى تطن الموسيقى العسكرية فى صباحاتنا؟ الى متى يستدرجنا طنينها إلى مجاهل صار فيه الوطن مجرد أربعة حروف لا تسبب غير الغم والتواطوء مع الانكسار والاستكانة. كم من أبناء الوطن غيبوا عقولهم وساقوهم حيث تنتحر الأناشيد فتية، أيكون المرء شهيداً حين يحارب أخاه؟ من حشر حرف الراء فى مفردة الحب.. آه الحرب، كم هي لعينة وحاقدة، غيرت كل شئ.. الشجر والبحر وصبر الأمهات النبيلات.وملامح وطن ما عاد يشبه ملامح أمي الطيبة. لقد أعلنت بان الكتابة تنكافنى اليوم، ويناكفها الحنين لتلك الأزمنة الجميلة لان حنيني ودمى وحبر الذاكرة ينصهران الآن وشامخة يتلبسنى الوطن حالة انفرد بها لأجل أن أبقى امرأة بملامح تلك الأرياف.
أشراقه مصطفى حامد/أغسطس 2003 / فيينا
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الآن ينصهر حزني .. دمى وحبر الذاكرة (Re: bayan)
|
Quote: يطل الآن وجه على فضل، اللعنة ليوم الدين لمن اغتالوك واغتالوا فينا جذوة الحياة، اغتالوهم لأنهم جادلوا عن فائض القيمة لأجل الفقراء. هل كنا سنهجر تلك الربوع الجميلة حيث المنافي الباردة؟ إن كان الوطن متسعاً لتنوع مناخاتنا، أمزجتنا ولغاتنا وأهازيجنا؟
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآن ينصهر حزني .. دمى وحبر الذاكرة (Re: عاطف عبدالله)
|
اشراقة احييك ، وأنتِ تهتفين عاليا ببحة الذي فينا يا لحرفك المنقوع في حرقة الفضة حرفك الشاهق المعذّب ويا لكِ إذ تمرّين على الوجع مرور الواثقين في ميلاد زمن وسيم سيأتي ميقاته ، طالما ظلت الذكرى تمارس وخزها بهذا المستوى فينا
نزار ـ السمندل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآن ينصهر حزني .. دمى وحبر الذاكرة (Re: Ishraga Mustafa)
|
الي اشراقة مصطفي ايتها العزيزة المضيئة كمثل ذلك الزمان اتعلمين يا اشراقة ان كتابتك هذة قد اصابتني بحا الحزن ...ان هذي المنافي تدخلنا في اختبارات يومية ,اختبار رات صعبة وفي طرق مغفرة غير مطروقة اوتصهرنا حزنا حتي العصب حتي يخيل للواحد منا انه لن يجد نفسه بعدها وربما يصهرة الحزن ولا ينصهر يا اشراقة حقيقة انا الان هنا وهناك هي قاسية وان الطريق الي مدننا المستحيلة اضحت اكثر استحالة لكن يقيني انه طالما نحن هناك نقاوم اهذة التعرية التي ربما هي سيبيرية او خليجية او يانكية_اقول ياشراقة سنعود ونحن اكثر صلابة هذا علي الاقل قانون بيولوجي دمت وايوب والاولاد الهام
| |
|
|
|
|
|
|
|