دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي
|
كمال الجزولي قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي الخميس, 30 أبريل 2009 08:31
(فَصْلٌ مِن سِيرَةِ مَرْجَانْ مُورْغَانْ مَارْغَايْ) [email protected] هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته (1) لن تكون بعُدت عن الحقيقة كثيراً إنْ أنت قدَّرتَ أنَّ اسم مورغان كان هو أوَّل ما جذبني إلى صداقة فارع الطول ذاك، رياضي القامة، عميق السواد، وسيم التقاطيع، منذ بداية تعارفنا، أواخر العام 1968م، ونحن، بعدُ، زغب في بواكير أيامنا الأولى بكليَّة القانون الدولي والعلاقات الدوليَّة بجامعة كييف. لا ريب، بالطبع، في أن تلك الصداقة تعزَّزت، في ما بعد، على نحو خاص، بفضل شهامته، وقلبه الطيب، وطبعه اللطيف، ونفوره المتأصِّل من الابتذال، وثقافته الفنيَّة والسياسيَّة الرفيعة، وطاقته المدهشة على الكتابة الإبداعيَّة، وذائقته العالية في الغناء والموسيقى، الكلاسيكيَّة بالأخص، وإلى ذلك حماسه المُعدي لثورة الطلاب، ولليسار الجديد، ولحركة الحقوق المدنيَّة الأمريكيَّة في طور مُدرَكها الهويوي الذي كان اجترحه، أوان ذاك، ستوكلي كارمايكل وزوجته مريم ماكيبا، فألهما به نضالات ملايين السود، بالأخص الشباب والطلاب، في شتى أنحاء العالم، تحت شعارات (القوَّة السوداء ـ Black Power)، و(الأسود جميل ـ Black is Beautiful) وغيرها. لكنني أكذب، قطعاً، لو لم أسارع إلى الإقرار بأن ذلك كله مِمَّا تكشَّف، لاحقاً، عبر صداقة كانت توطدت أصلاً؛ أما بدايتها الأولى، لحظة بدايتها الأولى تحديداً، فقد كانت، فحسب، حكراً على إسمه .. إسمه وحده! وقع ذلك مساء نفس يوم وصولي. إلتقينا، بالمصادفة، على الدرج الصاعد إلى الطابق الخامس، حيث كانت تتجاور، بالمصادفة أيضاً، غرفتانا. كنا عائدَين من عشاء متأخِّر بالمطعم الكائن في الطابق الأرضي من نزلنا الطلابي على شارع كراسنوزدفوزدنيي الضَّاج بالحركة. أبطأ من خطواته شيئاً، ومدَّ يده يصافحني، ونكهة المطعم تتلاشى خلفنا، قائلاً، بابتسامة عذبة، وبصوت عميق أجش كأنه طالع من تجويف فونوغراف: ـ "هاي .. روبرت ديفيد مورغان من سيراليون .. أصدقائي ينادونني بمورغان"! قفز إلى ذاكرتي، على الفور، سميُّه، بل شبيهه، حدَّ التطابق، في الطول والوسامة والسواد الناعم والابتسامة الآسرة، أسعد محمود مرجان، والذي كنا نناديه، تحبُّباً، بمورغان، فألفيتني أقول بحماس: ـ "نعم .. نعم، لقد غنيت يا رجل في حفل وداعي بالحي ليلة البارحة، أو .. لعلها أوَّل البارحة، كما لم تغنِّ من قبل .. حتى مطلع الفجر"! سألني والحيرة تغلف ابتسامته المرتبكة: ـ "مَنْ .. أنا"؟! أفقت من لحظة القطع السيرياليَّة تلك على إحساس خاطف بالحرج، فعدت أصافح اليد الممدودة، قائلاً: ـ "أوووه .. معذرة! لا عليك .. كمال الجزولي من السودان"! (2) كان أسعد مورغان رفيقاً ونديداً بديعاً في مراتع طفولتنا وصبانا بأم درمان، وزميلاً وصديقاًً باهراً خلال مراحلنا الدراسيَّة من الكتاب إلى الثانوي. كان أوَّل دفعتنا. وكان كثير التهذيب، فائق الرِّقة، مشبوب العاطفة، تطفر دمعته لدى أبسط موقف إنساني؛ ومع ذلك كان يعدُّ نفسه للالتحاق بالكليَّة الحربيَّة! وكان الإبن الوحيد لأم مصريَّة من طنطا، هي العمَّة نعيمة التي تشرف على صندوق ادِّخار صغير لنساء الحي، وأب نوباوي من قدامى مُسرَّحي قوَّة دفاع السودان، هو الخال محمود مرجان الذي اتخذ، بعد حياة الجنديَّة، لوري بدفورد يجوب آفاق الغرب، أغلب شهور السنة، حتى يبلغ نواحي أبَّشي وفورتلامي، يجلب إلى سوق أم درمان الأقمشة وفِرَك القرمصيص والعطور الباريسيَّة الأصليَّة، وقد يجلب، أحياناً، التمباك وعسل النحل وبعض المحاصيل. ولقد نعمنا بجيرتهم عُمراً بأكمله، فكانوا لنا أكثر من أهل، بل كانوا نعم الأولياء الحميمين. كان مورغان، رغم شغفه بالاطلاع، ورغم صداقتنا وتلازمنا الوثيقين في الحيِّ والمدرسة، ينأى بنفسه، على عكسي تماماً، من النشاط السياسي، وبالأخصِّ في المنظمات اليساريَّة السريَّة والعلنيَّة! لكنه، في ما عدا ذلك، كان نجماً في الكشافة، وجمعيَّة الرحلات، وجمعيَّة الموسيقى، والجمعيَّتين الأدبيَّتين العربيَّة والانجليزيَّة، وفرق المدرسة الرياضيَّة الأولى. وكان يبزنا في كلِّ شئ، كلِّ شئ .. من الأناقة إلى الثقافة، ومن السباحة إلى كرة القدم، ومن تنس الطاولة إلى سباق الدرَّاجات، مع براعة في الشطرنج، والدومينو، وألعاب الكتشينة أجمعها، والعزف والغناء على الجيتار الكلاسيكي، مثلما كان ساحراً في اجتذاب قلوب الحسان .. في الحيِّ كما في ثانويَّة البنات المجاورة لثانويَّتنا، نراهنَّ يتنافسن على كسب ودِّه بهداياهنَّ من طواقي المنسج، أو مناديل الحرير المشغولة الأطراف بالترتر الملوَّن، المثقوبة القلوب تقطر دماً، في أركانها، بسهام كيوبيد! لكن حياءه الفطريَّ كان يكاد يفقع مرارتنا غيظاً حين نراه يحول بينه وبين مجاراتهنَّ، فنروح نمصمص شفاهنا حسرة، ونتهامس على طريقة الأفلام المصريَّة: يدي الحلق للي مالوش ودان! كان بيتهم قائماً وسط بيوت الحي كما الربوة وسط السهل المنبسط، بطوبه الحراري، وبلاطه الأبيض والأسود، وفيرانداته الرحبة ذوات العُمَد، وسقفه القرميدي داكن الحُمرة، وشيش أبوابه ونوافذه غامق الخضرة، وأشجار النيم الكثيفة تحفُّ بأسواره العالية، وتقوم إلى جانبي بوَّابته الحديديَّة التي يتوسَّطها وجه أسد لأغراض طرقها. وكان يقوم على خدمتهم بإخلاص، مذ وعينا على الدنيا، بل منذ ما قبل ولادة مورغان بُعيد نهاية الحرب الثانية، الخال آدم اب اضان، وقد سُمِّي هكذا لبَرَص قديم في أذنه اليمنى. كنا نعجب كيف يجمع مورغان بين التفوِّق في الرياضيات، واللغات، وجغرافيا سيحون وجيحون والهلال الخصيب، وتاريخ حروب بسمارك ونابليون وهنري الخامس، وحفظ أسماء سائر أمراء وأرشيدوغات أوربا القديمة، وبين حفظ أغاني مشاهير مغنيي الجاز والبلوز، وتتبُّع سِيَرهم، من آرمسترونق إلى ري تشارلس، ومن أريثا فرانكلين إلى ستيف وندر، ومن توم جونز إلى جيمس براون، ومن أوتس ريدنق إلى أولاد جاكسون الخمسة مطالع سطوعهم، كما كان شغوفاً بنجوم هوليوود، يعرف آخر أخبارهم، ويروي لنا، في الأمسيات، وبشغف عجيب، قصص أفلامهم التي كان يحفظها عن ظهر قلب، من ريتا هيوارث إلى بيتر اتول إلى أنتوني كوين إلى صوفيا لورين إلى سبنسر تريسي إلى إليزابيث تيلور إلى مارلون براندو إلى رتشارد بيرتون، تغطي صورهم التي كان يأتي بها من بعض معارفه بالسينما الوطنيَّة جدران غرفته النظيفة، المرتبة دائماً، والمعطرة بصندل العمَّة نعيمة في كلِّ الأوقات، والثريَّة بمقتنياته من الكتب والمجلات والأسطوانات ومختلف الأجهزة والآلات الموسيقيَّة. (3) بقينا نتراسل قرابة السنتين بعد مغادرتي السودان. وقد أسفت حين أخبرني بأنه فشل في الالتحاق بالكليَّة الحربيَّة بلا سبب واضح! كما أسفت حين علمت، أيضاً، من رسائله باقتضاب، ومن رسائل الأصدقاء تفصيلاً، أنه تورَّط في زواج باكر عجول أحيط بثرثرة هامسة، بلا يقين؛ ثمَّ سرعان ما آل إلى فشل ذريع، فانهار بطلاق عجول، هو الآخر، في ذات الشهر، دون أن يُعرف السبب! الحقيقة الوحيدة التي باح لي بها في شأن كلِّ تلك الأحداث الجسام هي أنها أورثته إحبطاً مديداً، وعزوفاً عن مواصلة الدراسة بالسودان، فصار يقضي جُلَّ نهاراته إما في معاونة والده في تجارته، أو في السعي ما بين السفارة البريطانية والبريتش كاونصل، أملاً في الحصول على منحة لدراسة علم النفس بجامعة لندن. بعدها أخذت رسائله تخفت، تدريجياً، حتى تتلاشت، أو قل انقطعت نهائياً. في وقت لاحق أنبأني الأهل والأصدقاء بنبأ عجيب حزنت له طويلاً، وإن فسَّر سبب انقطاعه عن مراسلتي. فقد توفيت العمَّة نعيمة فجأة، ذات مساء، إثر أزمة قلبيَّة مباغتة. وبينما كانوا يجهِّزون جنازتها، انخرط الخال محمود، المريض بالضغط أصلاً، والذي لم يستطع تحمُّل صدمة رحيلها، في نحيب مرير، والرِّجال من حوله يحثونه على الاستغفار وطلب المغفرة لها. سوى أنه ما لبث، وسط نهنهاته، أن شهق شهقتين مفزعتين أسلم بعدهما الروح منكفئاً على فراش موتها! هكذا خرجت جنازتاهما معاً، إلى حيث ووريا الثرى، على ضوء الفوانيس الكابي، في قبرين متجاورين بمدافن حمد النيل! بعد أشهر من تلك الواقعة حملت إليَّ رسائل السودان ما فاقم من زعزعة طمأنينتي لهذه الحياة! لقد دخل مورغان في حالة من الذهول، فتكثف شعر رأسه، وانسدلت لحيته، وطالت أظافره، واتسخت، وصار يُرى هائماً على وجهه في طرقات المدينة وأسواقها، حافياً، رثاً، متسخ البدن، زريَّ الهيئة، تتدلى سبحة لالوب هائلة من عنقه إلى أسفل بطنه، يطارد الخيول والحمير والكلاب الضَّالة بطعام يتوهَّمه في يديه، بينما يطارده صبية الأحياء البعيدة، يحصبونه بالحجارة، والضحكات الساخرة، والأهازيج الجماعيَّة البذيئة! (4) زلزلت تلك الأحداث أعماقي بعنف. ثم جاءت إعدامات يوليو 1971م، ضغثاً على إبالة، لتقضي على ما تبقى من معنوياتي في غربتي الشاهقة تلك، خصوصاً وقد انقطعت مراسلات الأهل والأصدقاء، بمن فيهم، بطبيعة الحال، أسعد مورغان! لكن علاقة الصداقة التي ترسخت، مع كرِّ مسبحة الأيام، بيني وبين روبرت مورغان، أعانتني على محنتي شيئاً، وأزاحت عن كاهلي غير القليل من عبئها الباذخ. كنا نذهب إلى الكليَّة معاً، ونعود منها معاً، ونتناول وجباتنا معاً، وننجز واجباتنا الدراسيَّة معاً، ونتسكع في عطلات نهاية الأسبوع بجادَّة كريشاتيك معاً، ونغشى المسارح والمعارض والسينمات والمكتبات والمنتديات الأدبيَّة والفنيَّة معاً، مثلما كنا نقضي عطلتي الشتاء والصيف أيضاً معاً، إما بالسفر إلى هلسنكي أو برلين أو براغ أو لندن، أو في الراحة ببعض مصايف البحر الأسود، أو في العمل بمزارع العنب في بعض الريف الأكراني. باختصار لم نكن نفترق إلا ساعات النوم، أو حين تكون في البرنامج امرأة! لم يحدث، طوال تلك السنوات، وعلى العكس من سائر الطلاب الأفارقة بالذات، أن عرفت له صديقة، أو سمح بأن تتجاوز علاقته، حتى مع أيٍّ من اللائي يشاركننا السكن في النزل، حدود زمالة الدراسة! كنَّ، من جانبهنَّ، يصفنه بأنه مختلف، ويُحِلنَ الأمر إلى تهذيبه وحيائه الشديدين! أما هو فكان يلخِّص كلَّ من حاولت الاقتراب منه بعبارته الأثيرة: "ليست فنجان شاييَّ المفضَّل"! قلت له، مرَّة، عندما طفح الكيل: ـ "يبدو أن أوراق شايك هذه مزروعة في زحل"! فردَّ ضاحكاً: ـ "أبداً .. كلُّ ما هنالك أن سيِّدة روحي لم تولد بعد"! عددت عبارته تلك نوع غرور ونزق شاعري، ولم أناقشه، فذاك مزاجه الشخصي، وهو حُرٌّ فيه. في ما عدا ذلك كان زورق صداقتنا يمخر بأشرعة ملؤها صفاء لا يعكر من سلاسته سوى شئ واحد .. نوبات البكاء التي ليس نادراً ما كانت تباغت مورغان، في أيِّ مكان، وبدون أيَّة مقدِّمات، حتى يورم أنفه، وتنتفخ أوداجه، وتحمرَّ عيناه! في البداية كنت ألح عليه، إلحاحاً شديداً، لمعرفة السبب، وكان هو يصرُّ على التزام تكتم عنيد ليس نادراً ما كان يوقفنا على حواف مهاوي الخصام! لكنني، بعد أن لاحظت أن تلك النوبات كانت تريحه شيئاً، وأن تكرار إلحاحي أضحى يهدِّد صداقتنا بجديَّة، وطنت نفسي على تقبُّل الأمر على علاته، والتعايش معه بعاديَّة غير عاديَّة! كان يصرُّ على أن أترجم له تجاربي في الشعر من العربيَّة إلى الانجليزيَّة أو الروسيَّة. وكان يعجب بها رغم إحساسي، أنا نفسي، برداءة الترجمة! وكنت الوحيد الذي يسمح له بالاطلاع على تجاربه في السَّرد بإنجليزيَّته الناصعة. كان ينسخ قصصه الطويلة والقصيرة بخط جميل، وعناوين ملوَّنات، في دفتر بُنِّي الغلاف. وكانت قصصاً ممتعة، أبطالها محتشدون بالحياة حتى لتكاد تلمسهم بيدك؛ لكنه كان، لسبب ما، يدفعهم أجمعين إلى مصائر في غاية الغرابة، وإن لم يكن يحيد، في ذلك، عن سياقات الضرورة الفنيَّة قيد أنملة! سألته، ذات مساء، ونحن في غرفته، بعد أن أنهينا الإعداد لسمنار الغد، وجلسنا نحتسي القهوة بالحليب قبالة المدفأة، بينما الصقيع يقرقع على النافذة، وكتبه واسطواناته تنتثر حولنا في فوضى بديعة: ـ "مورغان .. لماذا لم تفكر في النشر .. ثمَّة دوريات كثيرة تهتمُّ بأدب الشباب"؟! صمت برهة، ثمَّ أجابني، بأخفض درجات صوته الأوبرالي، وهو مكبٌّ على جهاز راديو ضخم، يبحث فيه عن بعض المحطات: ـ "الخوف يا صديقي .. الخوف من الحرج الاجتماعي البدوي الأفريقي! فمعظم أبطال هذه القصص أحياء يرزقون في فريتاون، ومنهم أصدقاء وأقارب لي"! ـ "دعك من هذه الترهات! من قال لك إن أبطال تشينوا أشيبي، مثلاً، جميعهم من نسج خياله"؟! أطلق ضحكة مجلجلة، وقال، وسط قهقهاته، دون أن يحوِّل عينيه عن جهاز الراديو: ـ "أين أنا، يا صاحبي، وأين أشيبي"! وقبل أن أقول شيئاً مضى يسترسل، وأصابعه ما تزال مشغولة بتحريك مفتاح الموجات: ـ "عارف .. حين كنت صبياً كان لدينا في البيت جهاز كهذا؛ وعندما أطلقت الكلبة لايكا إلى السماء السابعة، ثرثر الجيران بأن الروس سيدهنون القمر، تلك الليلة، باللون الأحمر! كنت الإبن الوحيد لأبي وأمي، وكانا، ساعتها، خارج البيت، فلم أجد من أهرع إليه، لاهثاً، بالخبر، ليساعدني في تسلق السطح لرؤية المشهد البديع، سوى جدَّتي المتسلطة، القابعة في موقعها الأثير خلف ماكينة الحياكة! لكنها زجرتني قائلة، وهي تغلق عيناً، من وراء نظاراتها الطبيَّة، وتدقق النظر بالأخرى، كمن يحاول إدخال الجمل في سم الخياط: دع الكلام الفارغ والتفت لدروسك! ثمَّ ما لبثت، كعادتها حين تعلن عن امتعاضها، أن عوجت فمها، ومطت شفتيها، وكزَّت على أسنانها، وبصقت، وراحت تبرطم: عجيبة .. لم يبق غير أن تصدِّق كلَّ كفر يلغو به هذا الراديو اللعين"؟! إنتبهت، لأوَّل مرَّة، إلى حقيقة أنه الابن الوحيد لوالديه! ثمَّ علمت منه أن أباه ضابط متقاعد بالجيش السيراليوني، ويعمل، منذ حين، إدارياً بإحدى الشركات التجاريَّة، وأن أمَّه معاونة في جمعيَّة نسائيَّة لنشر الوعي بمضار تناول الحوامل لطين (وسو). أما حكايته مع جدَّته فقد بدت لي، للوهلة الأولى، خارج السياق، ومع ذلك أضحكتني. لكنه كان، في تلك اللحظة، قد استكمل ضبط الموجة على دقات بق بن، وولج، كعادته، في ما كان يسمِّيه (طقس البي بي سي) في مثل ذلك الوقت من المساء، فلم نعد لمواصلة الحديث. (5) مع إعجابي بكلِّ قصصه، إلا أن واحدة منها ظلت تشغلني على نحو خاص، ربَّما لأنها لم تكتمل حتى أنهينا دراستنا بالكليَّة. فلسبب ما لم يضع لها نهاية طوال تلك السنوات. كان بطلها، برنس مارغاي، شاباً سيراليونياً يشعُّ وسامة تقرب من الجمال، ويرتع، إلى ذلك، في ثروة طائلة آلت إليه، منذ صباه الباكر، باعتباره الوارث الوحيد لوالده الجنرال السابق في قوَّة حرس السواحل، خلال سنوات ما بعد الاستقلال، والذي كان قد شرع في تكديسها حتى قبل خروج الانجليز، على حدِّ همس الزوايا في فريتاون، وذلك بفضل قابليَّته الفطريَّة للفساد، وبعض خياناته الوطنيَّة هنا وهناك، وعلاقاته المشبوهة مع الادارة الاستعماريَّة ومهرِّبي الماس. وكان يبرِّر خبطاته تلك بالتواطؤ مع نفسه، في كلِّ مرَّة، موسوساً لها بأنه إن لم يفعل، فثمَّة كثيرون غيره جاهزون، على أيَّة حال، ليفعلوا في أيِّ وقت! لكن مارغاي، برغم وسامته وثروته الظاهرتين، كان يحتشد، في الباطن، بتعاسة فارهة، ويضرب على نفسه عزلة بلا ضفاف! كان، في الحقيقة، غريب الأطوار، يسكن عازباً في قلعة ضخمة، عالية الأسوار، كثيفة الأشجار، صمَّاء البوَّابات، مع طبَّاخة عجوز، وسائق أهتم، وبستاني ريفي، ولا يكاد يندُّ من عالمه الخفي ذاك سوى صوت بعيد لموسيقى غريبة! ولم يكن يُرى، حين يُرى، إلا واضعاً على عينيه نظارة سوداء، وملفوفاً، صيفاً وشتاءً، في ملابس صوفيَّة ثقيلة، وفارداً فوق رأسه، خريفاً وربيعاً، نهاراً وليلاً، شمسيَّة هائلة، داكنة اللون! وكان خلواً تماماً من الأصدقاء، وبالأخصِّ من الصديقات! وكان يبدو، عموماً، كمن يرزح تحت وطأة سرٍّ يحرص، كالغراب، على ألا ينكشف ولو ملمح خيط واهٍ من قماشة غموضه السميكة لكائن من كان! ولأن ذلك كله مِمَّا يستثير، في العادة، شهيَّة الأحاجي في تلك المدينة الأطلسيَّة، فقد أشرعت نوافذها على رياح شائعات تتلبَّس، كما في دارج الأسمار الأفريقيَّة، سمت العلم ببواطن الأمور؛ فمن قائل إن للأمر صلة بعلاقة غريبة بين أمِّه وأبيه! ومن زاعم أن مارغاي ليس غير الجنرال نفسه بُعث من موته على تلك الهيئة، كونه ينحدر من سلالة عُرفت بمثل تلك الأمور! ومن حالِفٍ بأن الجنرال كان، في الحقيقة، عقيماً، وأن مارغاي ذاك ليس، أصلاً، سوى صناعة غير مكتملة لسحرة مأجورين .. وهكذا! بعد خمسة أعوام من الدراسة الشَّاقة تخرَّجنا. وجاء موعد مغادرة مورغان إلى بلده سابقاً لموعد مغادرتي أنا بأيام ثلاثة، فأقمنا له، في ليلته الأخيرة، حفل وداع مشهود غنى فيه وعزف كما لم يغنِّ أو يعزف من قبل. فجر اليوم التالي رافقته إلى المطار، ولمَّا آن أوان عناقنا الأخير، فتح حقيبة يده، والدموع تترقرق في مآقيه، وأخرج الدفتر بُنِّي الغلاف يدسَّه في حقيبة يدي، قائلاً: ـ "لم أعُد أحتاجه. أعلم مدى شغفك به. ستجد فيه مفاجأة بانتظارك .. الفصل الأخير من مارغاي! كتبته ليلة البارحة بعد أن انفضَّ السامر؛ فقد عزَّ علي، إكراماً لك، أن أتركه بلا نهاية! وستجد أيضاً عنواني البريدي في فريتاون، فتذكر، عندما تكتب لي أوَّل رسالة أن تضمِّنها عنوانك في الخرطوم، وأعدك بسرعة الرد. سلام"! ............................ ............................ شغلت خلال الأيام الثلاثة التالية بإنهاء إجراءات سفري، وودَّعني الأصدقاء والزملاء بحفل آخر افتقدت فيه مورغان بشدَّة، حتى أن الدمع طفر من عينيَّ حين خطر لي أنني لن أراه ثانية. في مساء اليوم التالث توجَّهت إلى المطار. وما أن أقلعت طائرة الإيروفلوت حتى أخرجت الدفتر بُنِّيَّ الغلاف، وفتحته على الفصل الأخير من مارغاي، فألفيته، كما توقعت، مصاغاً بشكل مدهش، وإن كان لا يشفي غليلاً، برغم مآل مارغاي الفاجع، حيث انتهى، ذات خريف مدرار، قتيلاً، مفصول الرأس، تحت دغل صغير من أشجار كثيفة، ملتفة الأغصان، في ركن قصيٍّ من حديقة قلعته الواسعة! لم تكتشف الجثة الغارقة في الوحل إلا بعد عدة أيام انتفخت، خلالها، وتعفنت، وفاحت رائحتها، وحلقت جوارح المحيط فوقها! وإن هي إلا ساعة، أو بعض ساعة، حتى سرى الخبر في نواحي المدينة سريان النار في الهشيم. فهرعت إلى القلعة فيالق الشرطة بمصوِّريها المتخصِّصين، وكلابها المدرَّبة، وفرق من خبراء البصمات، والأطباء الشرعيين، ومحققي النائب العام، وقدامى أصدقاء الجنرال. ذرعوا المكان وما حوله طولاً وعرضاً، ووجَّهوا بضعة أسئلة مبدئيَّة للطباخة العجوز، وللسائق الأهتم، وللبستاني الريفي، قبل أن يقتادوهم، مخفورين، بعد أن وضعوا الجثة والرأس على نقالة غطوها بمفرش أبيض، وأودعوها جوف إسعاف استطاع بالكاد، رغم دويِّ بوقه، أن يشقَّ طريقه صوب مشرحة المستشفى العسكريِّ وسط الجموع التي تقاطرت من كلِّ فجٍّ لترابض أمام القلعة، تحت المطر الهطال، بعد أن منعوها من الدخول. من ذلك اليوم، وعلى مدى أشهر طوال، لم يعد لفريتاون من موضوع لأسمارها غير سيرة مقتل مارغاي. الكل ينسج ما يعنُّ له من تفاصيل، ثم ما يلبث أن يكون هو نفسه أوَّل من يصدِّقها، فينطلق يرويها من بيت إلى بيت، ومن شارع إلى شارع، ومن بار إلى بار! هكذا أطلقت المدينة أعنة الأخيلة الخصيبة تنافس بعضها في اختراع التصوُّرات الطازجة، غير المسبوقة، لما يمكن أن يسبر غور السِّر المكنون في حياة مارغاي وموته! كان يكفي أن يبدأ أحدهم بعبارة "هل سمعتم آخر الأخبار؟!" حتى يصبح قبلة الحاضرين، ليبدأ الحكي الذي لا أوَّل له ولا آخر! مع ذلك، وكالعادة، باخت، في النهاية، سائر الحكايات، وكسدت جميع الروايات، وفتر الحماس الشعبي للحادثة، وراح يذوي إلى حدَّ التلاشي، فكلُّ ما يمكن أن يُقال قد قيل، وكلُّ ما يمكن أن يُتصوَّر قد لاكته الألسن؛ وحيث لم يسفر التحقيق المبدئي المطوَّل عن شئ، دُفن البلاغ في الأضابير الرسميَّة ضد مجهول، وأطلق سراح المرأة والرَّجلين، فخرجوا يدوخون الدوخات السبع في مكاتب العمل ومحاكمه للحصول على فوائد ما بعد خدمتهم الطويلة من الحكومة التي استولت على ثروة القتيل الذي لم تثبت له قرابات على كثرة المدَّعين! ............................ ............................ وضعت الدفتر في جيب ظهر المقعد الأمامي، واستغرقتني، بفعل إرهاق الأيام الماضية، غفوة طويلة تخللتها بعض المرائي المشوَّشة لحفل عرس بحي الضباط بأم درمان يغني فيه روبرت مورغان، ويعزف خلفه أسعد مرجان، ويقود حلبة رقصه برنس مارغاي! (6) إستيقظت، بغتة، على أنوار الطائرة تخفت، وحركة الأقدام تنشط في الممرَّات، وصوت المضيفة تعلن أن الطائرة على وشك الهبوط، وتطلب من الجميع التزام مقاعدهم وربط الأحزمة. دعكت عينيَّ، ثمَّ مضيت أحدِّق من النافذة، فبدت لي الخرطوم بدويَّة حسناء تستحم تحت رذاذ صباح خريفي غائم. في الصالة استقبلني بعض أهلي وأصدقائي، وفي مقدِّمتهم أبي، عليه رحمة الله، بملابسه الرسميَّة، فقد كان ما يزال، وقتها، ضابطاً بالسلاح الطبي. إنخرطنا أجمعين في عناق طويل أسلنا خلاله دمعاً غزيراً على أكتاف وصدور بعضنا البعض. أحسست بأن ما ذرفت عيناي كان بعضه للفرح وبعضه للشجن، بينما خيِّل إليَّ أن كلَّ ما ذرفت أعينهم كان لفرحة التلاقي بعد طول غياب. غير أن الصاعقة القاصمة ما لبثت أن هوت على أمِّ رأسي حين اقتربنا من موقف سيارات الجمع في باحة المطار! إنتحى بي أبي جانباً ليقول لي بصوت متحشرج: ـ "شوف يا كمال يا ابني.. إنت طبعاً عارف انو الموت حق علينا كلنا، والخبر العايز أبلغك بيهو ده أنا حزين ليهو جداً، ومع كده أنا حبيت إنك تعرفو من هنا عشان ما تتفاجأ لما نصل الحلة، لأنو الدنيا هناك مقلوبة، و .."! صحت جزعاً: ـ "أمي يا بوي"؟! قال وهو يزدرد ريقه، ويتحاشى أن تلتقي أعيننا: ـ "لا، أمك الله يديها طول العُمُر .. لكين صاحبك .. صاحبك أسعد .. إتلقى فجر الليلة مكتول، للأسف، تحت النيمة الكبيرة في بيتهم .. مضبوح من الأضان للأضان .. وراسو مفصول من باقي جسمو .. جبنا البوليس والإسعاف .. نقلناه عندنا في مشرحة المستشفى العسكري، ودلوقت خليناهم بيكمِّلوا في الإجراءات وجينا نقابلك ونرجع ندفن"! أحسست برأسي يدور، وبحلقي يجفُّ، وبلساني يتخشَّب، وبالرؤية ترتجُّ في عيوني، وبالرعدة تسري في فرائصي، وبالعرق يتفصَّد من ظهري، وبالأرض تميد من تحتي، وبساقيَّ لا تقويان على حملي! ............................ ............................ دفناه، ثمَّ قفلنا راجعين ننصب سرادقاً أمام بيتهم، ونقيم مأتماً من ثلاث ليال نعزي فيه بعضنا البعض، ونذرف الدَّمع السخين مرَّتين: مرَّة على شبابه الغضِّ، وذكائه الوقاد، وحيويَّته الدَّفاقة، وكلَّ ما ظللنا نتوهَّم أن مستقبلاً وضيئاً يبشِّر به، ومرَّة على مضيِّه المأساوي هكذا، بلا ولد، ولا أسرة، ولا مجرَّد أقارب بعيدين! حتى آدم اب اضان الذي كان أوَّل من عثر عليه، حين نهض لصلاة الصبح، غارقاً في الوحل تحت النيمة الكبيرة، مقطوع الرأس، مضرَّجاً بدمائه، فأطلق أوَّل صيحة ذعر في تاريخ حيِّنا الآمن، وركض بأرجل الرُّعب يستغيث من باب لباب، هذا الوفي المخلص الأمين الذي خدم هذا البيت قرابة ربع القرن، والذي حمل مورغان طفلاً في المهد، واجتهد في لمِّه من الطرقات شاباً ذاهلاً في أخريات أيامه، آدم اب اضان هذا كان هو أوَّل متهم في نظر الشرطة التي طعنته عميقاً في قلب فجيعته الانسانيَّة النبيلة حين انتزعته بلا رأفة من وسط ذلك الحزن العام، وقيَّدته بالسلاسل الغلاظ، لتقذف به، دون رأفة، على ظهر لوريها الشائخ، حتف أنف صرخات الاحتجاج التي أطلقها الجيران رجالاً ونساءً وأطفالاً، ليصبح الفقد فقدين! ............................ ............................ قبيل صلاة مغرب اليوم الثالث كفكفنا سرادق مورغان من الشارع، ليستقرَّ، مرَّة وللأبد، في أعماق القلوب. مع ذلك أفقنا على أن الحيَّ أبقى من الميِّت، فانقلبنا نولي اهتمامنا لآدم اب اضان، نزوره في حراسة القسم الجنوبي بانتظام، نحمل له المأكل والمشرب والملبس وأدوية السكري الذي أصابه في كهولته. وتولى قضيَّته، تطوُّعاً، أحد أشهر محاميي المدينة الأشداء، فخاض، لأشهر طوال، معركة قانونيَّة شرسة تكللت بنصر مؤزَّر يوم انتزع القرار النهائي بإخلاء سبيله لعدم كفاية الأدلة! فأقله من القسم بعربته الخاصَّة، ليطوف به أزقة الحيِّ، وسط الزغاريد والهتاف الدَّاوي: يحيا العدل! بعد زهاء الأسبوعين تبيَّنت أن خسارتي الشخصيَّة، فضلاً عن فقد أسعد مورغان، كانت كبيرة بحق. فقد أضعت، وسط كرنفال النواح الذي أقمناه بالمطار، يومذاك، بعض حقائبي ومتعلقاتي. لكنني لم أحزن عليها، بعد أن تأكدت من وجود الشهادات وألبوم الصور التذكاريَّة، قدر حزني على دفتر روبرت مورغان بغلافه البُنِّي، بما فيه عنوانه البريدي؛ فقد نسيته في جيب ظهر مقعد الطائرة! وكم كنت أتحرَّق للكتابة إليه، وسؤاله، بالأخص، عن سرِّ كلِّ تلك الموافقات (الصُّدفيَّة) التي نبَّهتني إليها، بقوَّة أشدِّ من أيِّ شئ آخر، وأكثر من أيِّ وقت مضى، فاجعة مقتل أسعد مورغان بأم درمان، بعد أقل من نصف أسبوع على اختياره هو، روبرت مورغان، بكييف، لفاجعة مقتل برنس مارغاي بفريتاون .. حدَّ التطابق! طرقنا أبواب الإيروفلوت، وإدارة المطار، ورئاسة الطيران المدني، لكن بلا جدوى، إذ كانوا يرفعون أكتافهم، حيثما يمَّمنا وجوهنا، ويقولون إننا تأخرنا كثيراً في التبليغ. (7) كانت قد مضت على تلك الأحداث قرابة الخمسة عشر عاماً حين تلقيت، كأمين عامٍّ لاتحاد الكتاب، دعوة للمشاركة في ندوة بفندق ماريوت بالقاهرة، بمناسبة إعادة إحياء رابطة كتاب آسيا وأفريقيا. وصلت القاهرة صباح اليوم السابق على الندوة، وتوجَّهت إلى الفندق. وعند الظهر تناولت غداءً خفيفاً، ثمَّ قصدت مكتب السكرتاريَّة بالطابق الأرضي لأطلع على قائمة المشاركين. رحَّبت بي الموظفة في لطف، وسلمتني إضبارة أنيقة بأوراق الندوة، وفيها القائمة المطلوبة. شكرتها وصعدت إلى غرفتي بالطابق الخامس لأراجعها على راحتي. كانت القائمة مرتبة بالأبجديَّة الإنجليزيَّة. وبعد أن تأكدت من ورود بعض الأسماء، كدت أغلق الإضبارة. لكنني قفزت، فجأة، كالملدوغ، وكدت أطير فرحاً، حين لمحت، في اللحظة الأخيرة، تحت الحرف (إس)، دولة سيراليون، واسم المشارك الثالث منها .. ديفيد روبرت مورغان ـ شاعر! قدَّرت أنهم ربَّما خلطوا في مجاله الإبداعي. لم أنتظر المصعد، بل أسرعت أركض على الدرج هبوطاً، مرَّة أخرى، إلى مكتب السكرتاريَّة، لكنني وجدته، هذه المرَّة، مغلقاً، فركضت إلى الاستقبال الذي حاول الاتصال هاتفياً بغرفته رقم 512 في نفس طابقي الخامس، بل إلى الجوار من غرفتي رقم 511، لكن بلا طائل، إذ لم يكن مورغان بالغرفة. فعدت أركض بين قاعة الطعام، والمقهى، والمقصف، والمصرف، وحوض السباحة، ومحلات الملبوسات، والنظارات، والساعات، والجواهر، والأناتيك، والصيدليَّة، ولعب الأطفال، أتفحَّص الوجوه الأفريقيَّة، الواقف منها والعابر، حتى اجتزت بوَّابة الزجاج الدائريَّة إلى الشارع، أطوف بدكاكين الجوار، وأكشاك السجاير، وأعدو على تلتوارات الشوارع، ومماشي الحدائق، لكن بلا جدوى. أخيراً، عدت إلى الفندق، وطلبت من موظف الاستقبال أن يبعث بمن يترك له مذكرة تحت بابه، ثمَّ صعدت إلى غرفتي أحاول الاتصال به هاتفياً، كلَّ دقيقتين، عساه يكون قد عاد. وعندما لا أجده أترك له، المرَّة تلو المرَّة، رسالة صوتيَّة ليتصل بي عندما يعود من أيِّ جحيم يكون قد ذهب إليه. لكنه لم يعُد حتى انتصف الليل، وبلغ بي الارهاق مبلغاً أسلمني إلى نوم مشوَّش متقطع بلا عشاء. نهضت في الصباح الباكر، وليس في ذهني سوى مورغان، فقفزت إلى التلفون. رنَّ الجرس ثلاثاً. فجأة رُفعت السماعة من الطرف الآخر، فانخلع قلبي، لكنها أعيدت إلى موضعها في التو! عاودت الاتصال سريعاً. رُفعت السماعة. لكن، في اللحظة التي بدأت أصرخ فيها: "ألو .. ألو، يا مورغان، لا تغلق الخط، هذا أنا كمال"، كانت السماعة قد أعيدت إلى موضعها في برود! عاودت الاتصال في لمح البصر، للمرَّة الثالثة، غير أن أعصابي احترقت تماماً عندما وجدت السمَّاعة معلقة! إنحشرت في بنطالي بسرعة البرق. فتحت باب غرفتي، ومرقت كالسهم صوب باب غرفته المجاورة. طرقته بعنف، ثمَّ بعنف أكثر، ثمَّ بعنف أشد. لم يثنني عن ذلك انفتاح جلِّ أبواب الطابق، وخروج الناس منها، منزعجين، بملابس النوم! خواجات وخليجيون وآسيويون يحدِّقون فيَّ بعشرات العيون الرجاليَّة والنسائيَّة المستهجنة! لكن ذلك ما زادني إلا عناداً، فلم أتوقف، قط، عن رفع وتيرة الطرق، وتصعيد عنفه، حتى دميت كفي، وكاد الباب ينخلع، بل زدت عليه أن بدأت أصرخ بأعلى صوتي: ـ "مورغاااان .. إفتح الباب، مورغاااان أرجوك أنا كماااال، مور .."! لحظتها، فقط، إنفتح الباب، وأطلَّ صديقي القديم بذاته وصفاته، محمرَّ العيون، مقطب الجبين، مورَّم الأنف، منتفخ الأوداج! لم تتغيَّر ملامحه إلا من بعض شيب على الفودين، وقليل من التجاعيد على الجبين، ونظارة طبيَّة يحاول تثبيتها على عينيه بأصابع مرتبكة! وقفنا قبالة بعضنا البعض لا تفصل بيننا سوى بضعة سنتمترات. لكنه، لدهشتي، لم يرحِّب بي، لم يأخذني بالأحضان، لم يدعني للدخول، بل حتى لم تتهلل أساريره، أو يفترَّ ثغره ولو عن طيف ابتسامة! لم تكن وقفتنا تلك، في ساعتنا تلك، وقفة صديقين حميمين افترقا لأكثر من خمسة عشر سنة، إنما وقفة غريمين متحفزين للاشتباك في عراك يأخذ كلٌّ منهما فيه ثأراً ما من الآخر! وفاقم من دراماتيكيَّة المشهد أن من وقفوا أمام أبوابهم بدافع الاستهجان، واصلوا وقوفهم بدافع الفضول! وأن من كاد بابه يتحطم قبل لحظات، يكتفي، الآن، بالتحفز الصامت، أمام من كاد يحطمه! وأن الطابق كله استحال إلى ما يشبه متحف مدام توسو! أخيراً، وبعد مضي زمن خلته دهراً، قرَّر صديقي القديم، في ما يبدو، أن يغيِّر من أسلوبه، فقد انطرحت أساريره، فجأة، وراح يخاطبني بهدوء، وبأدب جم، وبذات صوته العميق الأجش الخارج من تجويف فونوغراف: ـ "نعم سيِّدي .. كيف أستطيع مساعدتك"؟! صار الأمر غامضاً، لكنني تمالكت نفسي، وهتفت كمن يوقظ، من على البعد، نائماً: ـ "مورغان .. روبرت ديفيد مورغان"! هزَّ رأسه مستفسراً، فازداد الأمر غموضاً، فصحت بالروسيَّة: ـ "قد يكون شكلي تغيَّر شيئاً .. لكن لا أظنُّ إلى الحدِّ الذي لا تستطيع معه التعرُّف على صديقك القديم كمال من السودان"! رفع كتفيه، وقال ببرود، وهو يضع كلتا يديه في جيبي قميص بيجامته: ـ "معذرة .. أنا لا أفهم لغتك، فأرجو أن تكلمني بالانجليزيَّة"! لم يكن ثمَّة مناص من أن أتمالك أعصابي، فأخذت نفساً عميقاً، وقلت له وأنا أتصنع الهدوء: ـ "ألست أنت روبرت ديفيد مورغان .. القاص من سيراليون"؟! ـ "نعم أنا روبرت ديفيد مورغان، ومن سيراليون، لكنني لست قاصَّاً .. أنا شاعر"! ـ "ألم يكن أبوك ضابطاً بالجيش والتحق، بعد التقاعد، إدارياً بشركة تجاريَّة في فريتاون"؟! ـ "حتى وفاته .. نعم"! ـ "أليست أمُّك معاونة في جمعيَّة نسائيَّة لنشر الوعي بمضار تناول الحوامل لطين وسو"؟! أجاب، وهو يجعِّد جبينه، ويضيِّق ما بين حاجبيه، كمن يستغرب، فعلاً، معرفتي بكلٍّ تلك التفاصيل: ـ "قبل وفاتها بفترة .. نعم"! ـ "وإذن، ألا تذكر أنك كنت تؤلف قصصاً بديعة، تنسخها بخط جميل، وعناوين ملوَّنات، في دفتر بُنيَّ الغلاف"؟! ـ "سيِّدي .. قلت لك أنا شاعر ولم أكتب قصَّة في حياتي"! ـ "ألا تذكر مارغاي، والقلعة، والطباخة العجوز، والسائق الأهتم، والبستاني الريفي"؟! بدأ يرنو إليَّ كالمتشكك في قواي العقليَّة: ـ "عفواً، سيِّدي، لكنني، في الحقيقة، لا أفهم عمَّ تتحدَّث"! ـ "حسناً .. ألا تذكرني؟! لقد تصادقنا طوال دراستنا للقانون الدولي بجامعة كييف"؟! ـ "كان ذلك سيشرفني حقاً، يا سيدي، لكن يؤسفني أن أقول إنك مخطئ تماماً، فأنا لم أزر هذه الكييف في حياتي، ولم أدرس لا القانون الدولي ولا القانون أصلاً. أنا إختصاصي في علم النفس، وقد درسته بجامعة لندن"! ............................ ............................ أحسست برأسي يدور، وبحلقي يجفُّ، وبلساني يتخشَّب، وبالرؤية ترتجُّ في عيوني، وبالرعدة تسري في فرائصي، وبالعرق يتفصَّد من ظهري، وبالأرض تميد من تحتي، وبساقيَّ لا تقويان على حملي! ............................ ............................ المفاجأة الأضخم كانت بانتظاري لدى عودتي من القاهرة! فقد هُرعت، فور وصولي، إلى الألبوم الذي يضمُّ بين سوليفانه مجموعة صورنا التذكاريَّة بكييف. لكنني، لدهشتي، وعلى قدر ما بحثت ودققت النظر، لم أقع، هذه المرَّة، للغرابة، ولو على مجرَّد شبيه بصديقي مورغان .. روبرت ديفيد مورغان .. القاص من سيراليون! (إنتهت)
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: Adil Osman)
|
سلام يا منصور،
وبعد، فشكراً لك على اشراكنا "قِيَامَةُ الزِّئْبَق!" التي حيّرتني أأشكر عليها الأستاذ كمال الجزولي أم أؤاخذه إذ زعزع بها جُمعتنا هذه زعزعة لا جامع لأطرافها ولا رقيب.
لا أحرى تعليقاً على هذه الكتابة سوى إنّها تؤسّس لنزع الثقة عن البراءة الكامنة في مقولة "تتعدّد الأسباب والموت واحد"...هذا إن لم تكن قد نزعتها تماماً والمشكلة أنّ التوقيت، فيما يخصّني شخصيّاً، غير مناسب لمثل هذا الشغب.
هذا، وأجد في "قِيَامَةُ الزِّئْبَق!" شبهة عدم اعتراف بأنّ "الموت حق" فما الدبارة؟..."قيامة" و"زئبق" فعلامة تعجّب؟!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: Adil Al Badawi)
|
إن المبحر فى لجين تلك القصه لا محالة يقبض بقرنى الجنون الذى يمثل القاسم المشترك الأعظم بين كمال ومرجان ومورغان إلا أن لكل جنونه فمرجان ذلكم العبقرى الشاب الذى تميز على أقرانه وبزهم وبهرهم بقدراته ومهارته قد أدرك كنه ذاته من تجربته الأولى ومن فيض المآسى الذى أغرق حضوره وهو ما زال غضا بضا فتسامى إلى عالم مثله فى ذلك البرقع وحول عنقه لالوبة الذكر وهو يوزع الخيرات بنواياه التى لا يدركها أحد ولا يراها ولكنه فى عالمه يعطى كل ما فى يديه ولا يأبه فحسب غيره غيبته وصار سلوى الصبيه ودافع مرحهم...وصديقه الكاتب الذى تركه بكامل هيئته وهيبته لم يستطع أن ينفصل من عالمه المادى ولا الروحى لا بل جسد بديلا له فى عالمه الجديد فكان مورغان بخصائصه وخصاله وقدراته على الإبداع حيث أخذه بديلا ناقصا وبعلاته التى ظل يتجاوزها إلا أنه وجد فيه بعض ما كان لمرجان إلا أن لمورغان عالمه الذى يدفعه للبكاء الحار ومن ثم يعيد توازنه كما له مهارة الكتابه عن الأحداث بحس أدبى إستوقف صديقه كمال فغاص فى ذلك القص حتى تعرف على شخوصه وظروفه وملابساته وظل حبيس الأنتظار الممل حتى يرى خاتمة إحدى تلك القصص التى صارت إهداءا حقيقيا وبذات لنوته التى تحوى غيرها ومن ثم أسباب النفوذ الجديد لتلك العلاقه التى جعل التخرج من الجامعه نهاية لها حيث لكل من الأصدقاء بلاد تأويه وأحداث تنتظره وظروف تعيد تشكيله إلا أن فقد الكاتب صار فقدان فقد لمورغان وفقد لمرجان الذى تجسدت إحدى قصص مورغان فى تجسيد نهايتة بذات التفاصيل وذات الطرائق فعاش الكاتب ألمين ألم فقده لنوتة مورغان التى بها أسباب الوصال به لتداعى ما فيها وأرتباط معانيه بمعاناته لفقده مرجان وبتلك الكيفيه وعندما دارت الأيام وبلغ كمال ومورغان حلم الكتابه الجماليه جمعهما أحد مؤتمراتها فتعرف كمال على إسم صاحبه فجن جنونه إلى أن مارسه على العلن فشهدت باحات الهوتيل ورأت وسمعت كل فنونه فوجد صاحبه القاص قد تحور إلى شاعر وتغيرت مرجعياته وخلفياته الأكاديميه وغابت عن عقله اللغه التى تعلم بها وشق عليه فهمها عندما كان صديقه كمال يفعل فى المستحيل ليهز نخلة ذاكرته لكى تتساقط عليه رطب الذكريات إلا أن تلك النخلة ظلت كنودة عاقر أو تحولت إلى ذكر خصى فرغم كل الصفات تتقاطع مع طرق مورغان كييف إلا أنه كيف نفسه على أجواء لندن وأنكر كييف وقانونها وتشبث بعلم النفس الإنكليزى وقبض بتلافيفه إلا أن الواقع الذى صوره كاتبنا إستطاع به أن يسجننا فى باستيله ويسل روح الفضول والتطفل لمعرفة ما لم يقال ذلك الذى سكت عليه كيدا ليشعل الغيظ فى العقول والقلوب والأرواح وراح يؤكد واقعية قصه بسرد بانت جماليات الإبداع فيه وبانت القدره الفائقه على حذق القص وحذق دس الأدب فى الواقع بطريقة تسبىء مطالع ذلك النص وإن أبى............................................
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: Adil Osman)
|
الأستاذ عادل عثمان السلام ورحمة الله عليك نعم إنها كتابة غرائبيه تجعلك تتحسس مقعدك لكى تنزع نفسك من كابوسها القابض كتابة أحكم صاحبها وزن سكر الواقع والخيال فيها وصارت شرباتا أحلى من عصير التروبيكانا إلا أنها تترك فى نفسك تساؤلات وتتمنى لو بذل كاتبها هاتفه لتعزيه فى صديقه مرجان وتسأله عن مصير النوته وعن حقيقة مورغان الذى صغر خديه له رغم تطابق الإسم وملابسات العائله وعن المحامى الذى أخرج المتهم الأول فى قضية مرجان بريئا وغيرها وغيرها نعم إنها كتابة غرائبيه
ولك الشكر والسلام
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: munswor almophtah)
|
منتهى المتعة أن يقرا المرء لكمال الجزولي في السرد والشعر والمقالات. إنها كتابة (متعوب عليها) فالحفر في سنوات الصبا أيام الدراسة بكييف كسته هنا غلالة الحكمة التي اكتسبها الشاعر الكاتب كمال مع مر السنين.لا تصدر كتابة كمال حتى لو كانت قصيدة إلا عن فكرة مسيطرة تظل تلح على كمال وتلح إلى ان تنفجر بهذه الصورة الباذخة. كتابةحيالها يحتار المرء كيف يصنف كمال من حيث ترتيب الأدوات الإبداعية.وأقر هنا بأن كمال من المبدعين القلائل في بلدنا الذين لا تختلف لغة نثرهم عن لغة شعرهم إن كتبوه أو مقالاتهم من حيث إبداعيتها. ضحكت لدى قراءة المشهد في قصة مورغان حول البرنس مارغاي المتسربل في ملابسه الصوفية شتاء وصيفاً حامل المظلة فهو صورة طبق الاصل من قصة انطون شيخوف رجل في قوقعة (تشلافيك ف فوتلياري)؛ عن معلم اللغة اليونانية القديمةالذي يتخفى عن الحياة الاجتماعية بنفس كيفية مارغاي. لابد أن قيامة الزئبق تخفي وراءها ما تخفيه من أعاجيب.هذه كتابة أغبطها. ثمة اسئلة ستطارد كمال متى ما وجده القراء : وماذا حل بالجناة الذين قتلوا مورغان السوداني الأمدرماني.ولماذا لم يسال الشاعر السيراليوني عما حل بسميه القاص؟إلى آخر ما يتبادر .لكن حسب هؤلاء القراء أن يعيدوا قراءة النص فيستمتعوا به أكثر ويسألون بصورة أقل..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: Bushra Elfadil)
|
Quote: ثمة اسئلة ستطارد كمال متى ما وجده القراء |
do you think the notebook was real? x have you ever seen red mercury? x is there a link between mercury and where the story started? Russia? x do you believe in Jin living of red mercury and obeying humans who feed it to them? x
Quote: لكن حسب هؤلاء القراء أن يعيدوا قراءة النص فيستمتعوا به أكثر ويسألون بصورة أقل.. |
and we did
------ enjoyed the third read very much :)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: ibrahim kojan)
|
يا رحاب مداخلتك عميقة ومضيئة للغاية. تساءلت بينى وبين نفسى عن سر العنوان (قيامة الزئبق) ولم اجد تفسيرآ له، ولم اجد له صلة ذات معنى مع متن النص. ولكن مداخلتك التى جاءت فى وقتها تمامآ، اضاءت هذا النص اضاءة كافية تسمح بفك الغازه وطلاسمه. الزئبق الاحمر الجن الخرافة فصل رأس مرجان عن جسده فى امدرمان
بحثت فى قووقل فوجدت هذه المقالة القصيرة بقلم عالم الاثار المصرية والنوبية المعروف زاهى حواس:
Quote: لم يكن غريباً أن يعتقد البعضُ أن لديَّ قنينة بداخلها الزئبق الأحمر وسبب ذلك هو ما ذكرناه من قبل من اكتشافي لـ«وادي المومياوات الذهبية» بالواحات البحرية. وقد استغل المحتالون هذا الكشف لينشروا بين الناس خرافة الزئبق الأحمر ليقع بعضهم فريسة سهلة يبيعون لهم الوهم ويستنزفون أموال هؤلاء الضعفاء سواء من الطامعين في الثراء الفاحش أو الباحثين عن الشفاء.
وهنا يتبادر إلى ذهني موضوع على درجة بالغة من الأهمية، فلقد دفعت قصص الوهم المواطنين الذين يعيشون بمنطقة الوادي الجديد بصحراء مصر الغربية إلى البحث عن مومياوات العصر المتأخر والموجودة في كل مكان وبالآلاف، فكانوا يخرجون ليلاً ويحملون هذه المومياوات خفية على عرباتهم ويقومون بتمزيق لفائفها ويفصلون رؤوسها بحثاً عن الزئبق الأحمر في حناجرها، ولم يكن أيُّ إنسان أو باحث يعرف سبب ما يحدث للمومياوات حتى عرفنا بعد ذلك بانتشار خرافة الزئبق الأحمر، وأنها السبب فيما يحدث من تدمير لأجساد هؤلاء الذين ماتوا منذ أكثر من ألفي عام. والغريب أن هناك قلة من الأثريين الذين كشفوا عن مومياوات العصر المتأخر، والتي كانت توضع عليها وبين لفائفها أعداد كبيرة من التمائم المختلفة الأشكال وكذلك الخواتم المصنوعة من المعادن النفيسة كالذهب والأحجار النصف كريمة، وأيضاً الخناجر الذهبية. وقد وضع المصريون القدامى هذه التمائم على المومياوات لكي تساعدهم على الوصول إلى العالم الآخر.<p> والسؤال الآن: ما هي حقيقة الزئبق الأحمر؟ وهل هناك بالفعل ما يسمى الزئبق الأحمر؟!
بالفعل يوجد نوعان من الزئبق الأحمر؛ الأول يصنع في روسيا وكازاخستان، وهو عبارة عن مسحوق أو بودرة حمراء معدنية وتستخدم في عمليات الانشطار النووي، وتحمل هذه البودرة مادة مشعة تباع بملايين الدولارات في السوق السوداء بعد تهريبها من المعامل والمفاعلات النووية على أيدي المافيا العالمية.. هذا فعلاً موضوع حقيقي يشير إلى وجود ما يعرف باسم الزئبق الأحمر، ولكن هذا النوع ليست له صلة بإحضار الجان أو شفاء المرضى. ومن الناحية العلمية نعرف أيضاً أن الزئبق الأحمر الحقيقي يستخرج من الذهب، وذلك عن طريق تعريض خام الذهب إلى الإشعاع، وبعد ذلك ينشط المعدن ويستخرج منه ما يعرف باسم الزئبق الأحمر المشع. والحقيقة أنه بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، بدأ التجار والمافيا بتهريب الزئبق الأحمر إلى بعض الدول التي تستعمله في التفجيرات النووية. وهذا الزئبق لا يصنع من أيِّ مادة غير الذهب.. ولكن الزئبق المصري الذي ظهرت خرافته وانتشرت بين الناس، فهو قصة تصلح بالفعل لصنع فيلم سينمائي شائق.. |
http://www.aawsat.com/leader.asp?section=3&article=464424&issueno=10712
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: Adil Osman)
|
يا رحاب خليفة أُحييك وفي شخصك أُحيي كل المتداخلين هنا يصعد الآن كمال الجزولي إلى حيث حاسوبه بمنزلهم ليمتع ناظريه بما سطرتم فقد هاتفته.لكنه سيعود بانطباعاته عما كتبتم صامتاً فهل هذا يا كمال كلام؟ يا منصور عليك أن تلح عليه بأن يصبح عضواً بالمنبر أو أي منبر آخر يختاره فالمشاغل لا ينبغي لها أن تكون سبباً لانقطاع التواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: نهال كرار)
|
أخي منصور : تحياتي وتقديري ،
ليك القومة والتجلة وأنت تنتقي لنا دوماً أطايب الكلم وترفدنا بها ، فلا نملك غير أن نستزيدك منها ، وكما ذكر لك أخي (الجنرال) ود عبدالجليل ، فلك أنت حق الاختيار لنا .. ولنا سلافة المتعة والاندهاش والاستغراق في عوالم الأدب الرفيع مثلما فعلت الآن وأنت تنتقي لنا مالذ وطاب من حديقة السامق أبداً كمال الجزولي . وفي حضرة من نهوى ، نحدق بلا وجهٍ ونرقص بلا ساق .. ونموت ونحيا إندهاشاً ومتعةً .!
والحق يقال .. لم تقم قيامة الزئيق ولكن قامت قيامتنا ونحن نغرق في لجج كتابات كمال التي تحلق بنا في عوالم نجهل كيفية العودة منها ، ونسعد أيما سعادة بذلك ، فتأمل !
كتابات الجزولي الراقية تتعبني كثيراً ، حيث ألهث وأنا أبحث عنها هنا وهناك ، وعزاؤنا دوماً في رزنامته متى ما توفرت لنا .
أخي نيازي :
Quote: والله يا جماعه كمال الجزولي دا كتاب شديد وبطريقة سرد تخلي الزول فاتح خشمو |
روعة كتابات كمال لا يدانيها عندي في البهاء والألق إلا غناء مصطفى سيد أحمد ، وكمال قال راحلنا المقيم (أبوسامر) على لسان أستاذنا ، د. بشرى الفاضل :
شلت صوتك شان أغني .. وقلت آه .. يا ليل .. وآه .. إنتي أول .. إنتي تاني .. إنتي تالت .. وإنتي رابع .. نافرة زي صيد الخلا .. وساقية زي نبع المنابع .. وقلت لي غنـَّاي خلاص ...
كتاباته فيها خاصية عجيبة ، فكلما أعدت قراءتها تزداد متعةً خلاف المرة الأولى ، وهكذا تجد نفسك تستزيد من قراءتها ولا تمل ، بل تزداد نشوةً بها ! متعك الله أستاذنا كمال بالصحة وزادك بسطةً في أدب الإمتاع والمؤانسة وجعل ضراع يراعك أخضر دوماً ومفرهد .
و .. شكراً لك أخي منصور ، وزيدنا من (إنتقاءاتك) الرائعة أبداً ومن كمال خاصةًً ، زيد كمان وكمان .
مودتي ،
( ليمو )
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: abdulhalim altilib)
|
Quote: لابد أن قيامة الزئبق تخفي وراءها ما تخفيه من أعاجيب. هذه كتابة أغبطها. ثمة اسئلة ستطارد كمال متى ما وجده القراء : وماذا حل بالجناة الذين قتلوا مورغان السوداني الأمدرماني.ولماذا لم يسال الشاعر السيراليوني عما حل بسميه القاص؟إلى آخر ما يتبادر .لكن حسب هؤلاء القراء أن يعيدوا قراءة النص فيستمتعوا به أكثر ويسألون بصورة أقل. |
د- بشرى - تحياتي لك
أثناء قرأتي لقيامة الزئبق كنت أتساءل في نفسي (أنا في حلم والله علم) ..
كلما توترت الحكاية صب عليه كمال سوط توتر جديد
شوف بالله منصور ده بنكت الحاجات كيف
وعلى قول التجاني سعيد:
أخاف أكثر ما أخاف من الأشياء التي تلد الأشياء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
الأخ Adil Al Badawi
إن الكتابة التى تزعزع الثوابت وتزلزل كيان كل محكم أمين تفعل ذات ما يحدث للإنسان يوم ترجف الراجفه وتتبعها الرادفه حيث لا كاذبة ولا لاغية لتلك الواقعه فإذا بالقلوب يوم ذاك لواجفه والأبصار فى حيرة خاشعه تسأل عن ما إذ كانت عظاما نخره نعم إنها القيامه التى ترى هولها فى إهاب وقاع كل حرف حطه كمال وفى إيقاعه إنها كتابة تغوض بك إلى أعلى درج للمثل وتأبى أن تسيخ بك إلى أسفل الدرك كتابة تختصر لك المسافة بين الأحلام والألام وبين الآمال والحقائق والكاتب الذى يمتلك القدره على إختراع التساؤل والإستفهام والإستفسار لكاتب عظيم ونحمد الله لهذه الأمة التى كلما ذهب منها عبقرى شب فيها عبقرى آخر فالشكر لكمال الجزولى المتنوع والمتعدد المواهب فرائع هو حين يكتب الشعر ورائع حين ينثر وحين يقص ويخبر فهو لا يكتب إلا بإطلاع وبحث دقيق فله السلام ولك يا أيها العادل البدوى
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: munswor almophtah)
|
الأخ العزيز محمد عبدالجليل السلام والرحمه وكيف لى أن لا أقسم معكم ذلكم الزاد اللذيد والذى كلما نهشت منه شرها يزيد فى إنائه ويسأل هل من مزيد لأيد عقول وقلوب ليست بغلف وكيف لى أن أتنتح بكنز كنيز يكفى لأمة ذات عصبه بل يفيض إنها كتابة تتمتع فيها وتقرن وتفرد فيها وتجمع وتقصر فيها وتطيل وتسر فيها وتجهر وتصوم عليها وتفطر كتابة كالمحايه تمحو كل ما فيك وتبقى فيك لوحها........
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: munswor almophtah)
|
الدكتور بشرى الفاضل متعك الله بالصحة و العافيه وعافاك من كل هم وبلاء فالكاتب كمال الجزولى ليس بمحصور فى نطاق معين ومحدد ولكنه حطم كل الجدر ليطل على براح الإنسانيه بوعى ثاقب وعقل فاتح وقلب كبير إجتمعت فيه الأضداد وائتلفت وتعددت فى داخله الأصوات وتناغمت فتمازجت فيه الأجناس وانتظمت وصار إبن أمدرمان فى فعله وقوله وقدله وبذله فشارك فى تأسيس صروحها كجامعة أمدرمان الأهليه وأحى مناشطها فى شتى ربوعها ومكتبة البشير الريح خير شاهد وصوالينها الأخرى أنصارى حين يلبس أم جكو ويضع أم قرين على راسه سمانى عندما يجذبه ضريح الشيخ قريب الله عركى فى حمد النيل ختمى عند المراغنه وإدريسى مع الأدارسه يمينى الإعتقاد يسارى المذهب وسطى الفقه راسخ العقيده وما يخرج منه يجذب الناس إليه فكتابه مقرؤ وقلمه مهاب وحضوره ملاحظ ومرغوب فهو رجل قومى ورمز وطنى وفقيه قانونى وأديب إنسانى وكاتب متمكن من أدواته أتمنى أن تجد كل كتاباته الضؤ فى عالم أرحب حتى تعم فائدتها ويدرك غيرنا كنهنا منها ويدرك حجم السعة وكم الجهد وكيف الحذق حتى تبتلعهم الحيرة والدهشه ويصيبهم اليقين بأن أمم المجد لا تصنع إلا الأماجد وبلاد العباقره لا تفتر فى أن تنجبهم وتحفظ نسلهم إلى يوم الدين فكمال من كنوز دولتنا يا بشرى..........................
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: النصرى أمين)
|
الأستاذه رحاب خليفه السلام والرحمه
قد راق للبعض ما أشرتى إليه فى مداخلتك عن الزئبق الأحمر
والذى به يقود أهل الطيلسان الجن الأحمر ويسخرونه ليجلب
لهم لبن الطير وقرون السحالى من أنتاركتكا وبشخارم بخارم
يملأون الغرف دولارا أصلع من عليه فجن جنون من رأى ومن سمع
وراجت تجارة أولئك الدجالين وأرتجت أوصال قصور وبيوت وصدور
وضاعت ثروات وتهدمت عوائل ومازال وهم ذلك الزئبق يتلبس البعض
ولا يشكون فى ماورائه من خداع فيفرون من نصيحة كل حبيب وقريب وصديق
أليس بتلك القيامه نعم إنها قيامة الزئبق وأنك إستطعتى ربط العنوان
بالمضون وفككتى شفرة الزئبق وقيامته
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: munswor almophtah)
|
الأستاذ منصور
أتابع كتاباتك ومختاراتك بشغف شديد ولكنني لفرط الدهشة كنت اكتفي دائما بالغرف والاستزادة0
هذه المرة أسرتي قيامة الزئبق لما فيها من سبك وتوتر وانفعال ورصانة صياغة وأخيلة مرتعة بالإغراب ولقد هزتني تماما فصرت أنقب أقيبية الماضي وأسترجع بين حروفها كثيرا من المخزون الذي يستصحبه كمال دائما في كتاباته الإبداعية والنقدية والتحليلية سواء كانت فنا أم سياسة0
خلاصة القول إن كمال الجزولي متفرد في طرائق تناوله ومبدع في أسلوب كتاباته ومحلل ضليع لا تنقصه الحجة وسوق القرائن والأدلة وهو صاحب رأي يبذل كثيرا لإجهاره الشيء الذي يجلعنا نقدر مساهماته التي لا يرضى لها سوى المظهر المجود والمضمون الحافل بالمتعة0
لعل صلة القربي التي تربطني بكمال ومعايشتناأيام النشأة والصبا تجعلني أقف شاهدا على أنه كان يعمل منذ نعومة أظفاره ليكون رقما إبداعيا وقد أفلح 0
صلاح يوسف
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: النصرى أمين)
|
الأخ Adil Osman
السلام والرحمه والحمد لله أن فكت رحاب خليفه شفرة العنوان لينسجم مع الموضوع أو للكى يبدو منسجما رغم أن الكاتب قد تكون له معان أخر فى ترميزه وتدليله ولكن ذلك لا يمنع أن نجد مفاتيحا للنص بإجتهاداتنا كأفراد ففك ذلك التشفير أعطى للنص بعدا وعمقا سال للقارئ الحصيف ولك الشكر والسلام
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: munswor almophtah)
|
الأستاذه نهال كرار
السلام ورحمة الله عليك
نعم إنها من القص الهلامى فكلما تقرأها ببعد يتجدد لك بعد آخر وكلما تعيد قراءتها تشعر بأنك تقرأ قصا آخر وتشعر بمتعة أكثر من سابقتها فى القراءه الأولى أو التى سبقتها وفى كل مره يقترب إليك أشخاصها بأبعاد غير تلك التى تعرفت عليها فى ما سبق وبذات المتعه المتجدده فى موسم الهجره إلى الشمال تتنقل بين مخابئها وخلاياها التى هى أشبه بخلايا النحل وما تحمل من شهد أصله من منقة أبوجبيهه أو جوافة الكدرو.............
ولك الشكر أنتى والسلام
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: munswor almophtah)
|
الأخ abdulhalim altilib
السلام ورحمة الله
إن من يمتلك خاصية الذوق السليم يمتلك القدره على تصنيف الروائع وأحسب أنك تمتلك تلك الخاصيه وإلا فكيف تثنى لك متابعة ما يخطه كمال من نثر ومن شعر وقصه وما يسطره من نقد فى الأدب والسياسه وما يقدمه للناس كباحث فى الأنثربولوجيا وعلم الإجتماع من مقاربات ومقابلات يفصل فيها الألسن واللهجات وتعدد اللغات ويرافع بقوة وحزم على أن تدون وتدرس لكى تحتفظ بثرائها وتسهم فى إثراء المجتمع وتجمل تنوعه الفريد الذى لا يضاهيه ولا يدانيه إلا مجتمع الهند الكثيف فكمال كاتب وباحث ومفكر موسوعى تشغلنا كتاباته ويشغلنا بإسهامه المتميز الفريد فتجدنى لا أملـك إلا أن أقول لك بأنك واقف على حوض عذب قراح فأشرب منه شراب غب ألبل ولك الشكر والسلام........................
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: munswor almophtah)
|
Quote: وأحسب أنك تمتلك تلك الخاصيه وإلا فكيف تثنى لك متابعة ما يخطه كمال من نثر ومن شعر وقصه وما يسطره من نقد فى الأدب والسياسه وما يقدمه للناس كباحث فى الأنثربولوجيا وعلم الإجتماع من مقاربات ومقابلات يفصل فيها الألسن واللهجات وتعدد اللغات ويرافع بقوة وحزم على أن تدون وتدرس لكى تحتفظ بثرائها وتسهم فى إثراء المجتمع وتجمل تنوعه الفريد الذى لا يضاهيه ولا يدانيه إلا مجتمع الهند الكثيف |
المنصور - تحياتي،
عبدالحليم خالد التلب (من أبناء الجيلي) تزاملنا في الاتصالات السعودية لأعوام كثيرة وقـــد شرفت بحضور زواجه في السجانة ثم زواج بنته في الرياض وهو أديب وأديب وكما قلت عنه ..
لدي أسئلة مباشرة تبحث عن اجابة أكثرة مباشرة منها:
هل ما كتبه كمال هنا: حقيقة أم خيال أم خلطة؟ البقية تأتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
الأخ العزيز محمد عبدالجليل
نعم أعرف التلب وأعرف أنه من الجيلى وأعرف قدرته الفائقه فى قول نفسه بنصوص كفصوص الشف الأصيل مذهبة ومحلية بأجمل ما يكون وكانه من آل تبيدى أو مله أو أولاد كوكو ناس الدهب ديك...فالجيلى يا محمد درس فى خلاويها القاضى ومفتى ديار السودان شيخ أبوشامه ومنها هل بدر خليفه عباس العبيد الدبلوماسى ذائع الصيت والمؤرخ عن أنثربولوجيتها بحصافة وأمانه على طريقة صنوه جمال محمدأحمد فلك وللتلب السلام
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: النصرى أمين)
|
النصرى أمين السلام والرحمه
الحمد لله الذى شد من أزرك وختمت تلك القصه دون كلل ولا ملل وأنت الذى يخيفك ما يكتبه إحسان عبدالقدوس ويقتلك مشاهدة فيلم من أفلام الرعب فإن هذه جرعة أولى فى التخلص من تلك الأوهام وأكتساب خواص أخر تعيد فيك التوازن وتذكرك بأنك فى حلم وفنتازيا فأقرأ آية الكرسى والصمد ومن ثم المعوذتين ولك السلام.......................
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: munswor almophtah)
|
الأخ المنصور عليه السلام
تمتلك زاكرتي أحتراز .. ولكنها لا تودُّ البوح به في مطلع هذه القصاصة .. او تهرد صمتهُ في
كبد الهنيهة ...
أنفاسي تسعي بين الأزينِ وبين البطين !! فلا تكـادُ تبلغ ( مروة) الوصول ,, ألا وهي تغادر
في عجلةٍ الي ( صفـا) الأنفعال ... نفسي أمـّارةٌ بالجمال!! هذا الكلام قادر علي حقن شرايين الجنس الأدبي بعقار الدهشة التي تظل في ذماننا هذا بيضة ديك في مزرعة مرافعين لا تتكرر مرتين!!!
أحيي هذه القيامة الرابطة حتي مطلع الأمر ــ نورة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: munswor almophtah)
|
هو كمال الجزولي لا احد غيره يستطيع ان يعجن المخزون الهائل من المعارف ليخرج من صرير القلم الموغل في العادية والرتابة هذا الابداع الذى يلقي بك في اتون الدهشة ثم ينصرف عنك وعن النص رافعا كتفيه مغطبا جبينه هو كمال الجزولي يحفز كل الاسئلة ثم يفعل كما فعل مورغان ويغيب عمدا كل ما اقنعك بانه كائن اذا ساحر هذا الكمال
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: امال حسين)
|
منصور سلامات وإنشاء الله عافيه
تعرف يا منصور أنا حارسه البوست ده زى أم الجريوات... كل مره أقراه وأعيد قرايته..أقول يمكن بإعاده القراءه أفك طلاسمه.. ولا يمكن يجى زول يساعدنى فى العمليه دى.. وزى ما قلت إنت خلانا فاتحين خشمنا!!! أم فاتح خشم بقر العالم أجمع بحثا عن إبار وخز قصه العصى ذلكم الكمال الجزولى............................
إختيار موفق
إقبال
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: Egbal Elmardi)
|
الأخ محمد عبدالجليل السلام والرحمه
والخوف الأكبر يا محمد ليس من ولادة الأشياء للأشياء ولكن من ولادة المحن التى لا يشبع صغارها من اللولاى فأنظر إلى كم المحن التى تتناسل من ذلك النص وفكر فى طرائق للحضانه وأقرع أبواب الصين والهند والفلبين والمكسيك وقل النجده النجده النجده............................
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: munswor almophtah)
|
الدكتور بشرى الفاضل ونحن نحييك كذلك ونشكرك الشكر الجزيل على لفت نظر كمال إلى هذا البوست الذى يسهرالخلق له بحثا عن مفاتيح تفك لهم شفرات ذلك النص وكمال كما المتنبئ (ينام ملء جفونه عن شواردها) أما حثه على الكتابه فذاك حلم ملاسى الذى ينتظره ولكن لا ضير أن يسعفنا كمال الجزولى بطابق فوق بنيانه المتين كلما تهكم أو تهجم عليه ملاسى ولك كل الشكر على المتابعه والإهتمام ولك السلام............................
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: munswor almophtah)
|
الأستاذ منصور
أتابع كتاباتك ومختاراتك بشغف شديد ولكنني لفرط الدهشة كنت اكتفي دائما بالغرف والاستزادة0
هذه المرة أسرتي قيامة الزئبق لما فيها من سبك وتوتر وانفعال ورصانة صياغة وأخيلة مرتعة بالإغراب ولقد هزتني تماما فصرت أنقب أقيبية الماضي وأسترجع بين حروفها كثيرا من المخزون الذي يستصحبه كمال دائما في كتاباته الإبداعية والنقدية والتحليلية سواء كانت فنا أم سياسة0
خلاصة القول إن كمال الجزولي متفرد في طرائق تناوله ومبدع في أسلوب كتاباته ومحلل ضليع لا تنقصه الحجة وسوق القرائن والأدلة وهو صاحب رأي يبذل كثيرا لإجهاره الشيء الذي يجلعنا نقدر مساهماته التي لا يرضى لها سوى المظهر المجود والمضمون الحافل بالمتعة0
لعل صلة القربي التي تربطني بكمال ومعايشتناأيام النشأة والصبا تجعلني أقف شاهدا على أنه كان يعمل منذ نعومة أظفاره ليكون رقما إبداعيا وقد أفلح 0
صلاح يوسف
الأستاذ صلاح يوسف لك أقف ديدبانا دون حراك ولك أرفع التحايا إكراما وإجلالا عزيزى صلاح غمرتنى بفرح كدت أغرق فى دمعه بعد أن أفصحت عن متابعتك لما أكتبه أنا ذلكم المتلعثم اللجلاج فالسارق السمع لتلك السيمفونيه التى عزفتها أنت فى حق كمال الجزولى يتأكذ من أنها نافذة إلى كل أذن وإن أصابها من الصمم ما أصابها والناظر لتلك اللوحه التى أخرجت أثقالها بإزميل فنك الأصيل يتأكد من أن كل كفيف سيصير مبصرا وسيرى ما سيصعقه من إبداع والحمد لله الذى جاء بك شاهدا من أهل كمال الجزولى ومعاصرا له ومتابعا لمراحل خلواته وقاسما مع الآخرين لذيذ جلواته ونزيز تجليه وكيف لا وأنت من رصد الغرائب من الأخيله ولاحظ بداعة السبك وشعر بالإنفعالات والتوتر ووقف على جمال الصياغة وجودتها فيا صلاح يوسف على الرغم من أن فيك كامل ملامح أحمد سليمان المحامى إلا أن نفس كمال فيك واضحا وكما فى كمال الجزولى فيك كل أسباب تكوينه وفيك سمح لسانه فلك يا أستاذى صادق السلام وصادق الثناء وصادق التقدير........................ منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: munswor almophtah)
|
والله يا المنصور قريت الكلام دا على (جرعتين) الأخيرة منهما كانت ليلة البارحة، نمت زعلان ، نجح كمال في أن يخلِّف فيّ إحساس بالإكتئاب وهذا نجاح يحسب له، أن يكون في خاطرك وبعض أمانيك أن تلتقي شخصا هو جُل ماضيك وكثير من أمانيك وعندما يضحك الزمن وتلتقي (أمانيك) وتفاجأ بأن (أمانيك) لحقها الزهايمر ، شئ مخيف.
أحسست برأسي يدور، وبحلقي يجفُّ، وبلساني يتخشَّب، وبالرؤية ترتجُّ في عيوني، وبالرعدة تسري في فرائصي، وبالعرق يتفصَّد من ظهري، وبالأرض تميد من تحتي، وبساقيَّ لا تقويان على حملي!
تكرار الوصف أعلاه كان إنجازا يحسب للكاتب، فليسامحه المولى على اكتئابي...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: محمد المرتضى حامد)
|
الأستاذ منصور المفتاح
شكرا على هذا الكم الهائل من الثناء الذي لا استحقه ففيما يتعلق بمتابعتي لموضوعاتك أنا عادة أتابع المنبر يوميا وقد لا ألجأ إلى التعليق إلا حين تهزني المادة التي تضيف إلى حصيلتي شيئا كما إنني لا أحبذ الدخول في ساحات المعارك وبؤر التنابذ والعداء لذلك ريما تجد إطلالتي نادرة ولكنني أعد بدفع اسهامات قد تجد هوى لدى الذين يجنحون دائما لتلك الحدائق المزدهرة فنا وإبداعا وعصارة فكر
كم أنا سعيد بمعرفتك ومد حبال الود الصادق
استميحك العذر لأرد على الدكتور بشرى الفاضل الذي فؤجئ بصلة القرابة بيني وكمال الجزولي لأقول له بأنني بالنسبة لكمال بمثابة الخال وقد تربينا في حوش جدي عثمان برهان والد الفنان الأمين برهان بشارع السيد على قرب منزل عبد الله خليل بامدرمان غير أن الجزء الذي يخصنا بيع منذ زمن وظل نصيب آل الجزولي يقف رمزا لتلك الأيام الجميلة
مع تحياتي لك وللدكتور بشرى الفاضل
صلاح يوسف
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: Salah Yousif)
|
Quote: بدأت أصرخ بأعلى صوتي: ـ "مورغاااان .. إفتح الباب، مورغاااان أرجوك أنا كماااال، مور .."! لحظتها، فقط، إنفتح الباب، وأطلَّ صديقي القديم بذاته وصفاته، محمرَّ العيون، مقطب الجبين، مورَّم الأنف، منتفخ الأوداج! لم تتغيَّر ملامحه إلا من بعض شيب على الفودين، وقليل من التجاعيد على الجبين، ونظارة طبيَّة يحاول تثبيتها على عينيه بأصابع مرتبكة! وقفنا قبالة بعضنا البعض لا تفصل بيننا سوى بضعة سنتمترات. لكنه، لدهشتي، لم يرحِّب بي، لم يأخذني بالأحضان، لم يدعني للدخول، بل حتى لم تتهلل أساريره، أو يفترَّ ثغره ولو عن طيف ابتسامة! لم تكن وقفتنا تلك، في ساعتنا تلك، وقفة صديقين حميمين افترقا لأكثر من خمسة عشر سنة، إنما وقفة غريمين متحفزين للاشتباك في عراك يأخذ كلٌّ منهما فيه ثأراً ما من الآخر! |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
الإخوة المتداخلون كمال الجزولي يحييكم فرداًً فرداًً ويشكركم على هذه الكتابة والمداخلات التي وصفها بأنها أفادته كثيراً وهناك إسهامات قال عنها أنها نبهت إلى جوانب في العمل ما كانت بحسبانه. قال لي إنه يقول ذلك صادقاً وطلب مني أن اشكر بالإضافة إلى المشاركين هنا منصور المفتاح على تكبده المشاق بقتح هذا البوست والرد على المتداخلين. كنت قد اتصلت قبل خمس دقائق من الآن بكمال لغرض آخر وتطرقنا لبوست (قيامة الزئبق) ؛ كما أفادني بأنه يتابع هذا البوست وكتابات أخرى عديدة بالمنبر ومنابر أخرى.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: Bushra Elfadil)
|
الدكتور بشرى الفاضل نشكرك الشكر الجزيل على المداومه والملازمه لهذا النص (التورنيدو) الذى عصف بالعقول الوثابه وخلخل قواعدها كما تفعل الريح بالنخيل فتحيل أعجازها إلى هاوية خاويه وأى خواء بلغناه والأسئله تتناسل من قراءة كل حرف من ذلك النص....والشكر لكمال الذى أبدع النص وأعرب عن أحزانه وأفراحه فيه بعفوية الكاتب العارف فالنص يمكن توسيعه لا بل يمكن إخراجه فيلما مؤثرا تنطق تفاصيله بواقع محموم بفنتازيا الفن المدهش ونشكرك ونشكر كمال على المتابعه اللاصقه لهذا البوست الذى ظل يجذب إليه الأقلام السنينه والعيون الفاحصه فلك ولكمال السلام
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: Egbal Elmardi)
|
الأستاذه الشاعرة الناطق حرفها والراقص جرسها والجاذب بنيان نشيدها والقصيد إقبال...يا أستاذتى أعلم أنك تدرين تماما بأن النصوص التى تثير إنفعالا وتوقظ ثباتا وتزعزعه وتزلزل مسلمات وتشكك فى أصلها وفصلها فتلك نصوص كالتى علقت على الإهرمات عسير فك هيروغلوفيتها وستظل قداستها فى الغموض الذى يكتنفها وسيظل جمالها اللافت كجمال الإهرامات يقع له فك العباقره من صدمة الدهشه التى تتملكهم فكونى فى حالة الدهشة تلك حتى يبعث الله فينا يوسفا آخر أو هارون..............
ولك السلام
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: munswor almophtah)
|
الأستاذ منصور المفتاح
شكرا على هذا الكم الهائل من الثناء الذي لا استحقه ففيما يتعلق بمتابعتي لموضوعاتك أنا عادة أتابع المنبر يوميا وقد لا ألجأ إلى التعليق إلا حين تهزني المادة التي تضيف إلى حصيلتي شيئا كما إنني لا أحبذ الدخول في ساحات المعارك وبؤر التنابذ والعداء لذلك ريما تجد إطلالتي نادرة ولكنني أعد بدفع اسهامات قد تجد هوى لدى الذين يجنحون دائما لتلك الحدائق المزدهرة فنا وإبداعا وعصارة فكر
الأستاذ صلاح يوسف
السلام ورحمة الله
نعم المنبر كعمق البحار قد يكون هادئا ممرونا فيهيج و لا يعجبك ما به ولكنه عاكس لذات الحال الذى نعايشه فى الواقع السودانى...فيا أستاذى صلاح كنت دائما أسأل عن صلة آل الجزولى بالفنون والإبداع فعبدالمنعم الجزولى الذى درس الثانويه بمحمد حسين التى جئتها بعد أكثر من عقد بعده وجدت صيته فيها زائعا كزملائه محمد نجيب محمد على ومامون الرشيد نايل وابن عمر محمد أحمد ثم رصدت كمال الجزولى منذ أمد بعيد منذ أن قدم ندوة بالميدان الشرقى إستهلها بالفجر وليال عشر لا بل قبلها وقبلها من إخوتى أبناء المرحوم الرشيد نايل ثم حسن الجزولى وأشيائه ثم أميره الجزولى ومحجوب شريف وأنا حائر إلى أن قلت أن جدكم الأمين برهان فكشفت ما كان لغزا وأرحتنى أراحك الله فذلك الإبداع مزروع فى الجين فأخذ شكلا عن كمال غير الذى عند منعم ومنعم نفسه مصيبة المصائب فأنظر إلى البنسلين يا تمرجى على صفحات Sudan for all يا الله من ورديات خدمته العاديه أخرج أعمال غير عاديه فيا أستاذى نحن أكثر حاجة إليكم فأنتم قد أخذتم من كرف وعبدالله عشرى الصديق ومحمد عشرى وعبدالله الشيخ البشير ومن كل عظام الأساتذه كفاحا ونحن نلنا الظلال منهم ولكن نثنى على أساتذتنا الأجلاء ونقدرهم ولك كذلك أبوابنا مشرعات ولك كل الود والسلام
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: munswor almophtah)
|
سلام يا عادل كانت مجرد فكره و محاوله لربط العنوان بالنص و اخاف ان اكون ضللتكم من غير ما اقصد، لاحتمال عدم وجود رابط بين النص و العنوان, او الرابط خفي، في عقل الكاتب فقط.
في الحقيقة كل ما اقرا النص من غير العنوان تتبادر لذهني قصص الميثولوقي عن التوائم و التربيلتس الانفصلو عند الميلاد و لكن لاقو نفس المصير في حياتهم و عند الممات ، كحورس و المسيح، وعند الرومان بولوكس و كاستور، و فكرة انه الموت و القدر hereditary
تحياتي استاذ منصور و دكتور بشري the article is a brainteaser
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: Rihab Khalifa)
|
Quote: في الحقيقة كل ما اقرا النص من غير العنوان تتبادر لذهني قصص الميثولوقي عن التوائم و التربيلتس الانفصلو عند الميلاد و لكن لاقو نفس المصير في حياتهم و عند الممات ، كحورس و المسيح، وعند الرومان بولوكس و كاستور، و فكرة انه الموت و القدر hereditary |
الله يريحكـ , يعني انا ما براي
_ طمنتيني
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: خدر)
|
يا رحاب شكراً لهذه الإضاءات وأعتقد أن الرابط قوي بين العنوان و النص كما هو في مخيلة الكاتب نفسه وهذا يدل على أن (قيامة الزئبق) عمل واسع يخطط كمال لرفده بالمزيد بما يملأ فكرة العنوان فتبين سحريتها. لكنني قد من ناحية أخرى أكون أرجم بالغيب فلست على علم بما يجري في مخيلة ذلك الذهن المبدع.وما علي وعلينا فيما ارى غلا غعادة القراءة مستعينين بالغضاءات مما تفضلت به أنت وآخرين في هذا البوست.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: munswor almophtah)
|
يا رحاب لا .. اقتراحك عن الزئبق الأحمر لم يكن مضللآ. على العكس تمامآ. كان محاولة لفهم لغز مقتل اسعد محمود مرجان. وهو شخصية حقيقية. وما ذكره المؤلف عنه حقيقى. وكلها وقائع حقيقية. حتى مصرعه بتلك الطريقة البشعة والغريبة حقيقي. مصرع اسعد مرجان بذبحه وفصل رأسه من جسده، عام 1973 فى منزله فى ام درمان ، وكون القاتل او القتلة لم يحاولوا اخفاء الجثة او التخلص منها، بتركها هكذا مفصولة الرأس، اثار اسئلة كثيرة فى ذهنى. كان اقتراحك عن الزئبق مفيدآ لفهم غموض هذه الحادثة. هل قتل اسعد مرجان وفصل رأسه من جسده كى يجد من قتله الزئبق الاحمر فى حنجرته كى يستفيد منه فى الاثراء؟ لاحظى ان اسعد محمود مرجان كان من اسرة غنية للغاية بمقاييس ذلك الزمان. ابوه كان ضابطآ فى الجيش. ثم اشتغل تاجرآ كان يسافر الى دارفور والدول المجاورة للتجارة. وبنى له منزلآ فخمآ كأنه قصر بمقاييس تلك الزمان فى مدينة من تراب وجالوص، كان اغلب سكانها يعانون شظف العيش. انظرى وصف الكاتب لمنزل اسعد محمود مرجان:
Quote: كان بيتهم قائماً وسط بيوت الحي كما الربوة وسط السهل المنبسط، بطوبه الحراري، وبلاطه الأبيض والأسود، وفيرانداته الرحبة ذوات العُمَد، وسقفه القرميدي داكن الحُمرة، وشيش أبوابه ونوافذه غامق الخضرة، وأشجار النيم الكثيفة تحفُّ بأسواره العالية، وتقوم إلى جانبي بوَّابته الحديديَّة التي يتوسَّطها وجه أسد لأغراض طرقها. وكان يقوم على خدمتهم بإخلاص، مذ وعينا على الدنيا، بل منذ ما قبل ولادة مورغان بُعيد نهاية الحرب الثانية، الخال آدم اب اضان، وقد سُمِّي هكذا لبَرَص قديم في أذنه اليمنى. |
كما إن الغموض يحيط باسعد محمود مرجان. لم يدخل الكلية الحربية (هل لأن اباه نوباوى ورغم حاله الميسور؟)، وتزوج اسعد زواجآ سريعآ انتهى سريعآ وغامضآ. وفاة والدته ووالده فى نفس اليوم ايضآ تثير الكثير من الاسئلة. هل كانت وفاة طبيعية؟ أم ماتا بالسم؟ لا شك ان اسعد محمود مرجان، صديق الكاتب الاثير، عاش حياة مرفهة قبل جنونه. وكان متقدمآ على عصره أوان ذاك، بقراءاته واهتماماته الموسيقية وغيرها. ولا شك انه عانى من غربة مضاعفة كون مجتمع امدرمان وقتها كان كما قال على المك فى احدى قصصه يفتش فى اصول الناس بحثآ عن (عرق). ألهذا السبب كان اسعد يرغب فى دراسة علم النفس فى لندن؟ لفهم طبيعة النفوس الامدرمانية وطبيعة العلاقات القائمة على التباهى القبلى والعنصرى؟ وعلى ازدراء العناصر (غير الخالصة) مهما بلغ شأوها التعليمى والمهنى والاقتصادى؟
ربما كان مقتل اسعد محمود مرجان لسبب غير الزئبق الاحمر. ولكنها فرضية تظل منطقية وقائمة لاجلاء الغموض وفك الطلاسم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: munswor almophtah)
|
* مبلغ تذكري أن كمالا حاذق جدا في إعادة تركيب الحكايات لأغراض الأنس وفي هواه حريص على تحري الإلمام بإفادات الحكائيين من ظرفاء المدائن وذلك في زمن سلف ودون أن يتوفر لذلك كأن لا شأن له ب"الحكايات الاخرى" ولكنه فيما أتانا به الشاب المثابر منصور المفتاح يفاجأنا بهذه البنية السردية المدهشة ذات الدلالات الملغزة فلسنا هنا إزاء "أنس" بل هو كمال الجزولي الأديب في إلتفاتة متوقعة منه للنظر في أمر السرديات وربما الرواية وهو الذي ،ربما، خصني في لحظة ما قبل عقدين (عشان ما أقول في القرن الماضي)!! حين قال لي : إن الرواية عقدتي! لحظتها أوشكت أن أقول له: هو يعني ما كفاك الشعر ياكمال يا جزولي؟ كان هذا قبل أن تترزنم كتابته مع حسه الروزنامي، هو الآخر، بتكتكة الزمن في قلبه المأهول بفظائع الهموم الثقافية وغيرها من الهموم. لكن كمالا لم يرزنم الزئبق بل صاغها بالجمل المبهرات القصار وبالتوصيف السديد والمتسارع دراميا وبالحوار النابض والمنلوج الهاجس مما لا يسمح زمني أن آتي أمثلة له من متنه العجيب. ولعلي أصيب لو قلت إنه ليس ثمة مورجان آخر سوى أسعد مرجان صديق الصبا. لأن أصحاب الصبا لو كان فيهم كاريزما لصبغوا أشباههم اللاحقين بها ولو قابلنا أولئك في الصين. إن القسمات والصفات الخصيصة التي رسمها كمال للإتنين الآخرين هي ما نحمله عن شخص أحببناه منتظرين أن نسقطه، لنراه(!!)، على أقرب من يستحق ممن يمشون معنا الدروب الأخرى. وقد قال كمال ما يتطلب من القارئ، أن يستقصيه عند إعادة القراءة والبحث عن دعائم البناء المجيد الذي شيده من سحر التماثلات وإيماءات الشبه، حين ختم فقرته الأولي بهذا المقتطف: " لكنني أكذب، قطعاً، لو لم أسارع إلى الإقرار بأن ذلك كله مِمَّا تكشَّف، لاحقاً، عبر صداقة كانت توطدت أصلاً؛ أما بدايتها الأولى، لحظة بدايتها الأولى تحديداً، فقد كانت، فحسب، حكراً على إسمه .. إسمه وحده!" ودعامة أخرى أركز بها العمل في سؤدد التمام حين ألغى صديقه القاص/الشاعر السيراليوني من ألبوماته، بل ومن الوجود كأنما ليقول لكم....إنه مورجان الستينيات في السودان. مجرد رأي! ولي عودة إلى تعبير البنية السردية الذي أراحني من ...القصة...القصيرة!! لك الشكر يا أيها المفتاح ودونك أبواب المعارف فواصل كفاحك، وخليك حريص!! والتحية والإعزاز لكمال الجزولي ولكل الأدباء الذين كتبوا وكتبن هنا. مصطفى مدثر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: mustafa mudathir)
|
إنها ليست قيامة الزئبق؛ إنها قيامتي أنا!! ما عساك فعله ، وقد ظللت تتابع زامراً ، وأنت مفتون بسحر مزماره، فيختفي ذاك ، وتجد نفسك في لا مكان ؛ فقط لا مكان!! حينئذٍ، وحينئذٍ فقط ، تدرك أنه ما كان هناك زامر أو مزمار!! وأنك ما كنت إلا مسحوراً !!
أولاد الجزولي!! بالله عليكم ، من أي نبع سحري تغترفون إبداعاتكم!!؟؟!! فلأنتظر ، حتى تهدأ قيامتي ، فأعود إلى قيامة زئبق إبن الجزولي!!
تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: mustafa mudathir)
|
إنها ليست قيامة الزئبق؛ إنها قيامتي أنا!! ما عساك فعله ، وقد ظللت تتابع زامراً ، وأنت مفتون بسحر مزماره، فيختفي ذاك ، وتجد نفسك في لا مكان ؛ فقط لا مكان!! حينئذٍ، وحينئذٍ فقط ، تدرك أنه ما كان هناك زامر أو مزمار!! وأنك ما كنت إلا مسحوراً !!
أولاد الجزولي!! بالله عليكم ، من أي نبع سحري تغترفون إبداعاتكم!!؟؟!! فلأنتظر ، حتى تهدأ قيامتي ، فأعود إلى قيامة زئبق إبن الجزولي!!
تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: dardiri satti)
|
الدكتور بشرى الفاضل نشكرك الشكر الجزيل على المداومه والملازمه لهذا النص (التورنيدو) الذى عصف بالعقول الوثابه وخلخل قواعدها كما تفعل الريح بالنخيل فتحيل أعجازها إلى هاوية خاويه وأى خواء بلغناه والأسئله تتناسل من قراءة كل حرف من ذلك النص....والشكر لكمال الذى أبدع النص وأعرب عن أحزانه وأفراحه فيه بعفوية الكاتب العارف فالنص يمكن توسيعه لا بل يمكن إخراجه فيلما مؤثرا تنطق تفاصيله بواقع محموم بفنتازيا الفن المدهش ونشكرك ونشكر كمال على المتابعه اللاصقه لهذا البوست الذى ظل يجذب إليه الأقلام السنينه والعيون الفاحصه فلك ولكمال السلام
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: munswor almophtah)
|
الأستاذ بشير حسـن بشـير سلام من الله عليك وفتح لك بإذنه قريب أشكرك الشكر الجزيل على ما أوحيت به صادقا فنسأل الله دوما أن يطلق عقدة فى السننا ويمنحنا من منحه لهرون ويوسف لا نقول إلا ما تراه البصيره ولا نسمع إلا ما يرضى الله ورسوله فوالله مثلك تماما لا بل أشد إعجابا بما يكتبه كمال الجزولى وآخرون أكن لهم تقديرا خاصا وتبجيلا يستحقونه للجهد الذى يهبونه للناس مكافحة وعلى كل الوسائل المقروءة والمطروقة والمبثوثة عبر صفائح النت وصحائف اللت التى تطالعنا راضيا عنها الحاجب أو غير مرضى عنها فكتابة كتلك التى قومت قيامة القراء وكأن كاتبها نفخ فى صور تحديه العجائب فأنتفض الكل من ما كان يتلبسهم ليلبسهم النص لباسا آخر أشبه بالذى فرشه جند سليمان لبلقيس فكشفت عن ساقيها ليكشف الكل عن سيقان عقولهم والقلوب وهم إيقاظ فى ثبات عظيم.........................................
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: munswor almophtah)
|
الأستاذه رحاب خليفه حيلك فالزئبق الأحمر والريح الأحمر والجن الأحمر جميعها تمور فى النص مورا وتتثاءب فى شعابه وأحشائه كما يمتزج الظهر فى الماء إمتزاجا وميقا ليبين وجه الماء بزرقة من ظهر ويظهر فى النص بذات (اللوقريزم) حمى الزئبق الأحمر وفعل الريح الأحمر والجن الأحمر فى كل من مرجان عند خواتيم حياته ومورغان عندما كان يبكى لله وعندما تلبسه الخواجه وأنكر الروسيه والقص ليميل إلى الإنكليزيه وعلم النفس بدلا عن القانون الدولى الذى دفن بيض سنيه فى محراب كييف يتلقاه عن أساتذة عظام فيا رحاب أبقى عشره على ذلك السبق الذى ربط سماء النص بأرضه ولك ولعادل وبشرى و وكمال السلام والإعزاز
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: munswor almophtah)
|
الفنان والموسيقار خدر
السلام والرحمه
الحمد لله الذى جمع لك مفاتيح فك التشفير وبان لك ما فى النص من غموض ألا تحس بشاعرية النص وتشعر بموسيقاه يا خدر ألا ترى طرائق القفذ بالنص وقدرة الكاتب الذى يسيخ سرده فى عمق الواقع حتى تبرد ألياف إحساسك فيفجر فيك فكرص المعيارى التقديرى وينصب فيك ببراعة متناهية شاشة أحلام لا تود أن تنتهى وتظل فى جذب ومد مرتحلا بين واقع وخيال حائرا فى كثير من التساؤلاات حتى يصعقك فى الختام بباب إستفهام أكبر لتظل حبيس إبار وخز النص الأبديه لا يشبع قو المتعة التى أدركتها وتملكتك من الغوص فى ذلك النص أى جواب شاف لتلك الأستفهامات الباقية كما هى رغم كيد البعض لنزع الإجابات عليها ولك يا خدر السلام وليتك تنزل لنا من إبداعك أغنية تتماشى وهذه القيامة الرابطه كما عطس بها عزيز
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: munswor almophtah)
|
الأديب الأريب منصور
تحيات
شكرا لك وأنت توردنا إلى خضرة الإبداع دائما، وتنبهنا إلى مكامن الجمال. أما بعد فالطاقة الإبداعية عند الاستاذ كمال الجزولي متسقة سواء كتب المقالة الصحفية أو القصيدة أو القصة أو رافع في مهنته أو إتخذ الموقف الوطني الشريف. هو أستاذ الجيل الذي منه نتعلم وشخصيا أجد عند كتاباته ومواقفه السياسية الزاد الذي من خلاله نشق طريقنا للمستقبل. ليس لدي كثير شئ لأقوله عن نص(قيامة الزئبق) بعد أن تفضل الزملاء بالدلو بما رأوا فيه كتابة مختلفة، ولكن ما أشهد به أنني لم أقرأ قريبا نصا بالعربية يوازي هذه الكتابة. وربما ظروف بلادنا ووضعها المتدني الذي لم يسعفنا بتسويق إبداعنا ستحرم الجزولي من إيجاد مكانه الذي يستحق في حركة الإبداع العربي والأفريقي والعالمي. ولتكن هذه دعوة لترجمة هذا العمل ونشره في الآفاق الإنسانية. ومبروك للشاعر كمال الجزولي هذه الإنعطافة نحو القص والتي ذكرتني بكتابته عن صديقه عبد الرحيم أبوذكرى والتي نشرت في النصف الأول من التسعينات بمجلة الخرطوم. ختاما ليت كل المبدعين مثل كمال الجزولي والذي تجده إنسانا موشحا بالإستقامة في كل حراكاته الإبداعية والعملية والإجتماعية. ولعله بإلتزامه الوطني والإبداعي سيبقى منارة سامقة في دنيا الفكر والسياسة والصحافة والمحاماة والأدب. وتجدني أفتخر به، وإستلهم من تراثه بما يقوي موقفي من الحياة .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: صلاح شعيب)
|
يا رحاب شكراً لهذه الإضاءات وأعتقد أن الرابط قوي بين العنوان و النص كما هو في مخيلة الكاتب نفسه وهذا يدل على أن (قيامة الزئبق) عمل واسع يخطط كمال لرفده بالمزيد بما يملأ فكرة العنوان فتبين سحريتها. لكنني قد من ناحية أخرى أكون أرجم بالغيب فلست على علم بما يجري في مخيلة ذلك الذهن المبدع.وما علي وعلينا فيما ارى غلا غعادة القراءة مستعينين بالغضاءات مما تفضلت به أنت وآخرين في هذا البوست.
دكتور بشرى الشكر لك على تلك الرؤيه والموافقه بين النص والعنوان والذى تحسب إهتمام الكاتب بالتوسع فيه بساحرية أكثر جاذبيه من هذه التى كهربت أوصالنا وشلت تفكيرنا وسوت فى القلوب الأفاعيل فيا مرحب باى عمل مواز لذاك ومساو له فى الإدهاش
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: munswor almophtah)
|
يا رحاب لا .. اقتراحك عن الزئبق الأحمر لم يكن مضللآ. على العكس تمامآ. كان محاولة لفهم لغز مقتل اسعد محمود مرجان. وهو شخصية حقيقية. وما ذكره المؤلف عنه حقيقى. وكلها وقائع حقيقية. حتى مصرعه بتلك الطريقة البشعة والغريبة حقيقي. مصرع اسعد مرجان بذبحه وفصل رأسه من جسده، عام 1973 فى منزله فى ام درمان ، وكون القاتل او القتلة لم يحاولوا اخفاء الجثة او التخلص منها، بتركها هكذا مفصولة الرأس، اثار اسئلة كثيرة فى ذهنى. كان اقتراحك عن الزئبق مفيدآ لفهم غموض هذه الحادثة. هل قتل اسعد مرجان وفصل رأسه من جسده كى يجد من قتله الزئبق الاحمر فى حنجرته كى يستفيد منه فى الاثراء؟ لاحظى ان اسعد محمود مرجان كان من اسرة غنية للغاية بمقاييس ذلك الزمان. ابوه كان ضابطآ فى الجيش. ثم اشتغل تاجرآ كان يسافر الى دارفور والدول المجاورة للتجارة. وبنى له منزلآ فخمآ كأنه قصر بمقاييس تلك الزمان فى مدينة من تراب وجالوص، كان اغلب سكانها يعانون شظف العيش. انظرى وصف الكاتب لمنزل اسعد محمود مرجان:
الأخ الأستاذ عادل عثمان السلام ورحمة الله وبركاته
أحسبك على حق يقبله العقل العام ويطمئن إليه كل قلب راعه حبل فن الدراما والتراجيديا المفتول بمهارة عاليه والمربوط بعنايه فائقه على ضفائر القراء والمتحكم فيه الكاتب بقدرة متقنه على شده لحظة الجرعة القاتله فى النص ومن ثم تركه على غارب السرد الفصيح والذى تتبعه وكانك ملازما للكاتب فى سكونه وركونه وحركته بتلقائية تضبط فيها أنفاسك مع أنفاسه وإنفعالك مع إنفعاله وتستجيب للأحداث رغم أنف الشكوك التى تتملكك فأى سحر وأى قوة تصنع ذلك غير الزئبق الأحمر وخدامه الأوفياء الذين إستطاع الكاتب تسخيرهم ثم بثهم بعناية لافته فى أوصال النص دون أى إقرار واضح بذلك فيا عادل نعم إنها قيامة الزئبق فقل (تبارك الذى بيده الملك وهو على كل شئ قدير) ولك السلام
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: كمال حامد)
|
مبلغ تذكري أن كمالا حاذق جدا في إعادة تركيب الحكايات لأغراض الأنس وفي هواه حريص على تحري الإلمام بإفادات الحكائيين من ظرفاء المدائن وذلك في زمن سلف ودون أن يتوفر لذلك كأن لا شأن له ب"الحكايات الاخرى" ولكنه فيما أتانا به الشاب المثابر منصور المفتاح يفاجأنا بهذه البنية السردية المدهشة ذات الدلالات الملغزة فلسنا هنا إزاء "أنس" بل هو كمال الجزولي الأديب في إلتفاتة متوقعة منه للنظر في أمر السرديات وربما الرواية وهو الذي ،ربما، خصني في لحظة ما قبل عقدين (عشان ما أقول في القرن الماضي)!! حين قال لي : إن الرواية عقدتي! لحظتها أوشكت أن أقول له: هو يعني ما كفاك الشعر ياكمال يا جزولي؟ كان هذا قبل أن تترزنم كتابته مع حسه الروزنامي، هو الآخر، بتكتكة الزمن في قلبه المأهول بفظائع الهموم الثقافية وغيرها من الهموم. لكن كمالا لم يرزنم الزئبق بل صاغها بالجمل المبهرات القصار وبالتوصيف السديد والمتسارع دراميا وبالحوار النابض والمنلوج الهاجس مما لا يسمح زمني أن آتي أمثلة له من متنه العجيب. ولعلي أصيب لو قلت إنه ليس ثمة مورجان آخر سوى أسعد مرجان صديق الصبا. لأن أصحاب الصبا لو كان فيهم كاريزما لصبغوا أشباههم اللاحقين بها ولو قابلنا أولئك في الصين. إن القسمات والصفات الخصيصة التي رسمها كمال للإتنين الآخرين هي ما نحمله عن شخص أحببناه منتظرين أن نسقطه، لنراه(!!)، على أقرب من يستحق ممن يمشون معنا الدروب الأخرى. وقد قال كمال ما يتطلب من القارئ، أن يستقصيه عند إعادة القراءة والبحث عن دعائم البناء المجيد الذي شيده من سحر التماثلات وإيماءات الشبه، حين ختم فقرته الأولي بهذا المقتطف: " لكنني أكذب، قطعاً، لو لم أسارع إلى الإقرار بأن ذلك كله مِمَّا تكشَّف، لاحقاً، عبر صداقة كانت توطدت أصلاً؛ أما بدايتها الأولى، لحظة بدايتها الأولى تحديداً، فقد كانت، فحسب، حكراً على إسمه .. إسمه وحده!" ودعامة أخرى أركز بها العمل في سؤدد التمام حين ألغى صديقه القاص/الشاعر السيراليوني من ألبوماته، بل ومن الوجود كأنما ليقول لكم....إنه مورجان الستينيات في السودان. مجرد رأي! ولي عودة إلى تعبير البنية السردية الذي أراحني من ...القصة...القصيرة!! لك الشكر يا أيها المفتاح ودونك أبواب المعارف فواصل كفاحك، وخليك حريص!! والتحية والإعزاز لكمال الجزولي ولكل الأدباء الذين كتبوا وكتبن هنا. مصطفى مدثر
الأستاذ مصطفى مدثر لك من اللطيف السلام وأنت من الذين يعرفون كمال معرفة الأباء لأبنائهم وأدرى بهوسه عن النوادر والملح التى يعطسها ظرفاء المدائن دونما تكلف أو صناعه وتبقى ملحا للوصال إلى ماشاء الله أما عن سرده فقد بان تضلعه فيه و بان أمتلاكه لنواصيه وإحصائه لدقائقه بمهارة عاليه وهو الشاعر الذى لا يشق له غبار والكاتب الملم بلوازم الكتابه والناثر غير الثرثار فى شتى الأضرب وهو كذلك ناقد نافذ بصره فى أى بناء أدبى أو أى عمل جمالى يرتبط بالفنون ومشتقاتها فيا أستاذى مصطفى فإن كمال نفسه كما أشرت واقف على قدراتك وذلك من ما أشار إليه عنك وفى ما أبديت أنت فى مداخلتك الهادفه أعلاه ونعم الرجال بالرجال يا مصطفى فتجدنى جد ثمل بما أتحفت به هذاالبوست من مادة ثريه وبما أشرت إليه من النص معللا التوارد والتخاطر بين مرجان ومورغان وبين ما تملك الكاتب فى فجر صباه وما واجهه فى شبابه فأيقظ فيه الكوامن المخزونه بإتقان وتروى فيا عزيزى أنت إستطعت أن تقول كمال بثقة العارف الوفى فلك وله السلام
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: munswor almophtah)
|
ودعامة أخرى أركز بها العمل في سؤدد التمام حين ألغى صديقه القاص/الشاعر السيراليوني من ألبوماته، بل ومن الوجود كأنما ليقول لكم....إنه مورجان الستينيات في السودان.
الأستاذ مصطفى والأستاذ منصور تحياتى
كم أرحتنى يا أستاذ مصطفى...
كنت أشعر بأن مورقن هو مرجان ..وكم بحثت عن هذه القطعه الأخيره فى ( البزل ).. لتدلنى عليه..وأظن أن الأستاذه رحاب ومنصور قد صرفانى حين أشارا إلى الزئبق وقيامته فدلفت أقرأ وأعيد بحثاً عن السر فى جان تخفى عنا وهو بيننا..
هذا هو بيت القصيد أو مربط الفرس إن شئت أن تسمه يا استاذ مصطفى.. أعتقد معك ان هذا ما قصده الأستاذ كمال.....وسآخذ بهذا الإعتقاد حتى ولو لم يقصده..
ودعامة أخرى أركز بها العمل في سؤدد التمام حين ألغى صديقه القاص/الشاعر السيراليوني من ألبوماته، بل ومن الوجود كأنما ليقول لكم....إنه مورجان الستينيات في السودان.
شكراً لك وكل الود
إقبال
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: Egbal Elmardi)
|
أولاد الجزولي!! بالله عليكم ، من أي نبع سحري تغترفون إبداعاتكم!!؟؟!!
الأخ درديرى ساتى السلام والرحمه
الإجابه على ذلك السؤال فى إقرار خالهم صلاح يوسف بأن جدهم الأمين برهان فأى برهان آخر ننتظر أنا وأنت والآخرون والأمين برهان غسل كل خلايا الإبداع محاية (DNA) وسقى بها شجرة إنتمائه لتثمر بتلك الأسماء ويا سبحان الله أن يتجذر الإبداع وأصوله بتلك الخاصيه ثم يراعى ويغذى بكل أسباب نموه وتطوره ليصبح كما عند أبناء عوض الجزولى والله أعلم
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: mustafa mudathir)
|
الصحافى الحصيف صلاح شعيب لك كل السلام وكل التقدير وأن يشهد لكمال من أهل مهنته فهى كشهادة شاهد من أهله وما أصدق من شهادة الأقرباء إلا شهادة أمثالك فعندك يستوى نظره بفعله ذلكم الكمال الجزولى الذى أدرك مستجدات واقعه وأحدث قيمة توازيه خراجا نحتطب منه متى ما شاء لنا وكيف ما شاء لنا أما عن نصه الذى أنصفته بتميزه على كل ما كتب بالعربيه رغم واقع الظرف الحرج الذى يعيشه الوطن لا بل لك قصب السبق للدعوه بترجمة ذلك النص إلى اللغات الأخرى حتى يجد حظه من الزيوع والصيت الذى يستحقه فيا صلاح إن للصوفية عبارة تقول من لا شيخ له شيخه الشيطان فقد إخترت أنت الشيخ الذى تنهل من معينه وأنت راض عنه فلك يا أستاذى ولشيخك السلام والإحترام فإن كان قيمة الرجل فى ما يقول وفى ما يحقق من مواقف فكمال تشهد له كلماته ومواقفه وإن الرجل لكلمة يقولها وموقف يشهد له...........................
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: munswor almophtah)
|
إمتاع وتحفيز للخيال
الأستاذ/كمال حامد السلام والرحمه
نعم ذلك ما يفعله النص فى كل من يقف عليه لا بل يفعل أكثر من ذلك فعدد ليس بالقليل من الناس مرابطا عند أبوابه بحثا عن الإجابات الحائره فى العقول بحرص لا يدانيه حرص ودونك الأستاذه إقبال المرضى المقيمة دون كلل ولا ملل تبحث عن مفاتيح النص المفقوده عل الله ياتى بمن له قدرات الخضر ويسعفنا كما كشف الخضر غطاءات الغموض لموسى فى رحلتهما تلك المذكورة فى الكهف ونحن يدخلنا النص فى كهف آخر..............
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: munswor almophtah)
|
الصديق الأديب منصور المفتاح لك أجزل الشكر على كلماتك الطيبات في حقي وفي حق آخرين تداخلوا في خيطك هذا البهيج. لاحظت يا أيها المثابر الهمام أنك بجهدك المشهود قد أثريت الخيط بأفكار وتداعيات جديدة أكسبته حيوية ونفخت فيه روح البقاء على الصفحة الأولى من هذا المنبر المائر، الهابط الصاعد كأن من يتصفحه راكب على زورق هش في خضم هائج. هذا هو ما يقال عنه:.. ويبقى ما ينفع الناس. واصل، وليت كمالا يعي كم تكاثرنا على قصعته!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: mustafa mudathir)
|
ألأستاذ مصطفى مدثر
نعم لم تبخل أبدا لا بل زاد عن المعهود فضلك وسرف كل مواعين البوست حتى خنق أى منهم فكيف لنا أن نجزى من على جنح الطير أتاى وسواى ونحن ندب على ظهر أبوالقدح فيا أيها المصطفى كلما نحاول بالفضل اللحاق بكم نجدكم بالفضل أسبق من حداة الطير ومن النوق العصافير وماذا يضيرنا أن نقول لمن أغرقنا بالفضائل شكرا فشكرا لك أنت على تلك الإسهامات المتميزه وعلى القراءه الفاحصه وعلى الإضاءات والإيضاحات المفيده لفهم النص لا بل الشكر على الإقتراح بتحويله إلى روايه فأنت من يخبر كمال بذلك ولك وله السلام
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: munswor almophtah)
|
إن شيب الإبداع فى النص واضح دون لمسة حناء تظهره, وإن أقلام القراء فعلت فيه فعل المباضع فى غرف العمليات الجراحيه المعقده, حيث أحاطت بمعرفة فريده بكل تفاصيله من قمة قلبه بأوردته والشرايين,إلى أخمص شعيرات الإهاب فيه, ودقائق ألياف العصب الحساس والرعاش, وأنعشت فيه الروح بعد التفكيك والتحريك, وغرزت فيه إبار وإشفاء الحياكه بمهارة لا تدانيها مهاره, فكل الأسئلة التى تساقطت من نخلة النص وجدت من يتخطفها كما رطب التمودة بلهف لافت. وبسريالية المجاذيب من المتصوفه ترجم الإجابات بفاصحة هارون موضحا هندسة النص, ودقائق بنيانه, وأبواب الدخول إليه وخرط المصاعد والمزالق والمخارج. فقد قدم بشرى الفاضل رؤيته وتحفظ عن البعض كأستاذ متخصص فى أدب الروس وترجماته والتى بالضرورة قد تأثر بها الكاتب. وبفطنة القارئ المجود أشعلت رحاب خليفه نار الزئبق والتى لم يستطع أحد أن يخمدها ليوافقها عادل عثمان ذلكم القارئ الذكى والمحلل الرابط للأشياء بأدوات الناقد الفذ حتى نصل إلى محطة صلاح يوسف الذى كشف غطاء عن حقيقة الكاتب وعلاقته بالفنان الأمين برهان ومن ثم مثابرته وتجويده الذى درج عليه منذ أمد بعيد ليصير رقما واضحا فى المشهد الثقافى والإجتماعى بمهنية عالية وهمة ليست بأقل منها ونشاهد كذلك ملاحظات إقبال المرضى التى راقها النص وتأثرت به حتى عكفت عند محرابه تتفحص وتتمعن فى المداخلات التى تتوقع فيها بعض الإجابات عن الأسئله التى أثارها النص فيها وأما محمد المرتضى حامد فقد تفاعل مع النص حتى أصابه ما أصاب الكاتب عند لقائه بمورغان بعد فراق طويل لياتى مصطفى مدثر العارف بتفاصيل الكاتب ليكشح ببهار روءاه ليزيد النص حلاوة على حلاوته وكذلك فعل صلاح شعيب الذى أسهب فى وفائه للكاتب وبين تعدد قدراته ومواهبه وكان حضور محمد عبدالجليل باهيا وهو من الذين لا يتأخر فرسهم عن ميادين الحراك الثقافى وكذا صنوه وصديقه التلب ومن منا يتجاوز نهال والدرديرى ساتى وكل الفراقيد الذين أضاءواهذا البوست بمعارفهم الدسمة الطاعمه فقد إستطاع الكاتب أن يرمى بجبل من إبداع فى بحر شل أعضائه السكون فالشكر لكم جميعا والشكر للكاتب الأديب الضليع كمال الجزولى وكل الشكر للقراء فى أركان الأرض وقبلها الثمانيه لا بل غير المحدوده ولكم جميعا السلام والإحترام.................................
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: munswor almophtah)
|
بينما كنت ألهث بتمهل ( oxymoron for Rihab's collection) في فراءة السطور الباهرة كنت أقوم بعمل آخر - كنت أسابق الراوي بنسج قيامة مرجان من جنونه الفذ، وردني الراوي إلى قيامة أخري هى قيامته من جنونه هو . قارنت القصة يا رحاب المسكونة بعقل ساطع، بالفيلم A beautiful Mind عن عبقري الاقتصاد الحاصل على جائزة نوبل جون ناش، كان له صديق طوال دراسته الجامعية ثم عرفنا فى النهاية أنه وهمي. وقلت فى نفسي أن الراوي قد فتن بعبقرية مورغان الشاعر السيراليوني فتوهم وجوده فى كييف ككاتب وصادقه فى عقله العبقري. ولكن رواية هذا الراوي العبقري فافت جنون جون ناش. مورغان قاتل ومقتول وحى يرزق يرتاد المؤتمرات. الزئبق لا يلتصق بالسطح وتتدحرج حبيباته وتلمع ويمكنك يا تاج السر الملك أن ترى بداخلها وجوه تتداخل وتتوه. كمال الجزولي يا جماعة الخير مسكون ومجنون وكاتب مبدع أرجو أن تتواصل عنده عادة مزج الحقيقة واشياء أخر وأرجو من الله عز وجل ان لا تفارقه حالة الابداع هذى حتى لو كانت مثل حالة أبو نواس الذى وصفها :
ألا لا أرى مثلي امترى اليوم في رسم تغص بهِ عيني ويلفظهُ وهمي أتتْ صور الأشياءِ بيني وبينه فظني كلا ظن وعلمي كلا علمِ
أما أنت يا منصور المفتاح فما أراك إلا قد عدت لعادتك والعود احمد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: Asma Abdel Halim)
|
الدكتوره والباحثة الناشطه Asma Abdel Halim السلام ورحمة الله عليك وأنتى عائدة من خلوتك بجلوة يتجلى جمالها وأنتى لست بأقل من كمال فى الجنون فجذبتك التى أخرجت ذلكم الرمز أبانت مقامك ومقام كمال وإلا كيف عرفتى حاله ولا يعرف الحال إلا الحال وأنا ما زلت أرعى بقيد غليظ ولك خالص الود والسلام
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: munswor almophtah)
|
خريف العام 1977م. كنا مجموعة معتقلين سياسيين بمستشفى سجن كوبر. فجأة ظهر بيننا ، ذات صباح ، نزيل لم يتعرف عليه أي منا ، رغم أننا كنا من شتى الأجيال ، والاتجاهات ، والانتماءات الحزبية ، فتواصينا ، كالعادة ، بالحذر!
منظره العام ، وتصرفاته ذاتها ، خلال الأيام التالية ، فاقمت من شكوكنا حوله: رثاثة هيئته ، العزلة التي أدخل نفسه فيها منذ أول قدومه ، هالة الغموض الكثيفة التي ضربها على حركاته وسكناته ، نظاراته السميكة يجبُر كسر أحد ذراعيها بسلكٍ نحاسي ، بيجامتِه الواحدة ، الممزقة ، حائلة اللون ، بينة القذر ، والتي لا تكاد خطوطها تستبين ، يقضي سحابة نهاره يعالج ما نَسَلَ فيها بالشوك ينتزعه من بعض الشجيرات في فناء المستشفى ، حذاؤه الجلدي ألأغبر ، المشقق ، يظل ينتعله من دغش الصبح حتى يأوي إلى فراشه آخر الليل ، ثم تلك الطبقة القشرية تكسو جلده ، كما سمكة عجوز ، فما يكاد يكف عن حَكها بأظافره الطويلة المحشوة بالقشف. ومع ذلك ، إن دققت النظر في ملامحه الخمسينية ، وجردته ، في عينيك ، من ذلك (التزيد) الذي وقع لنا ، من شدة توجسنا ، كمحض مغالاة في (التخفي) تفتقر إلى الذكاء ، فسوف تتبدى لك ، على الفور ، ملامح شاحبة السمرة لغردوني نبيلٍ من جيل الحركة الوطنية والاستقلال والسودنة!
مع كر مسبحة الأيام ، وعلى حين راح اهتمام المعتقلين به يذوي ، رويداً رويداً ، ويضمحل ، ربما لكون الذي فيهم يكفيهم ، فإن انشغالي بأمره أخذ يزداد ، لسبب ما ، بنفس المتوالية ، مع أنني لم أكن أفضل حالاً من الآخرين! كان ثمة رنينٌ خافت ، يأتيني من غور أغوار دواخلي ، بأنني أعرفه! لكن .. كيف ، وأين ، ومتى؟! لا أعرف! هكذا وجدتني أتتبع خطواته في غدوه ورواحه ، وأرصد عاداته ، في الأكل ، وفي الشرب ، وفي المشي وحيداً يترنح ، كما شبح ، تحت الظلال المسائية لحوائط السجن الصخرية ، يلتقط ، خفية ، أعقاب السجائر التي يرمي بها المعتقلون ، ليعيد إشعالها بولاعة كان يحتفظ بها دائماً في جيب البيجامة ، حتى إذا تصادف واقتربت منه ، رحت أمعِن التحديق في الأخاديد التي حفرها الزمن ، ولا بُد ، على جبينه وصفحتي وجهه ، مؤملاً ، عبثاً ، أن أنتزع ، من وسط رماد تلك الملامح الكالحة ، شخصاً ما ، عرفته يوماً ما ، في مكان ما ، وفي زمان ما!
سلاسة الانقياد خلف الانشغال بمشكلة واحدة ، كل الوقت ، قد تذهب العقل .. فما بالك بأن يحدث هذا في السجن بالذات! لذا ، ولما تطاول الزمن بلا جدوى ، وراح التفكير في أمر الرجل يجرفني بلا طائل ، قررت أن أجعل القصة الطويلة قصيرة ، بالمخالفة لما كنا ائتمرنا عليه ، فحزمت أمري ، ذات ظهيرة ، عندما أبصرته يجلس ، كعادته ، وحيداً ، على أريكة خرصانية تحت ظل شجيرة بالفناء ، واندفعت أقطع المسافة إليه بخطوات مسرعة ، وأرمي بنفسي إلى جواره بقوة ، كما لو كنت أخشى أن أرجع عما اعتزمت:
ـ ''كيف الحال''؟!
ـ ''هاي''!
فاجأتني اللفظة الأجنبية ، قذفها بتلقائية ، وبصوت عميق مثقف ، لكن بلكنة ليس فيها شئ من ألسنة السودانيين على تنوعها! تمالكت نفسي سريعاً بعد أن أدرت في ذهني (رُبماتٍ) كثر أتعلل بهن ، ثم واصلت ، متجاهلاً الرد:
ـ ''ما تعارفنا يا أخي .. تجلس دائماً وحدك''!
تنهد خفيفاً ، وند عنه طيف ابتسامة عابرة ، ثم أجاب ، بوقار ، وبانجليزية مُبينة ، وبلكنة أثيوبية واضحة هذه المرة:
ـ ''توقعت أن يبادر أهل البلد بالترحيب ، لكنكم لم تفعلوا .. فما تراني أفعل''؟!
إبتسمت كمَن يعتذر ، ومددت يدي أصافحه:
ـ ''كمال''.
ـ ''تِريكَن''.
للوهلة الأولى لم أستوعب ، تماماً ، ما قال. أخذ الأمر مني ثانيتين ، ثلاثاً ، حتى إذا ما ملأ الإسم المرعب صماخ أذنَي بدويهِ الهائل ، وجدتني أتزحزح ، دون إرادتي ، مبتعداً عنه قليلاً ، وأنا أردد:
ـ ''تِريكَن .. تِريكَن .. ''تِر ..''!
ظن أنني أتساءل ، فقاطعني مؤكداً:
ـ ''نعم .. نعم .. تِريكَن ، لا تبدو صغير السن إلى هذا الحد ، فلا بُد أنك تعرفني ، على نحو أو آخر ، أو ، على الأقل ، سمعت باسمي يتردد في خرطوم أواخر الستينات .. نعم .. تِريكَن ، الملحق العسكري الأثيوبى في السودان قبل انقلاب مايو''!
قفزت كالملدوغ:
ـ ''إذن هو أنت! وأنا أقول أين يا ربي رأيت هذه الوجه من قبل ، لكن .. ما جاء بك إلى هذا المكان؟! وما الذي بهدلك بهذه الصورة''؟!
لم يُجب ، بل مضى ينظر إلي ، برهة ، بطيف ابتسامة مطفأة ، وبعينين كلبيتين ، من خلف نظارات مكسورة الذراع ، دون أن ينبس ببنت شفة! لكنه بدا محقاً في استغرابه عندما اعتقد أنني لم أعرفه حتى بعد أن نطق باسمه ، إذ مَن ذا الذي في مثل سِني ، أوان ذاك ، ويشتغل بالعمل العام إلى درجة دخول السجن ، ولا يعرف تِريكَن ، أو .. (سفير جهنم) كما كان يطلق عليه صديقنا الراحل محمود محمد مدني؟!
......................
......................
تنقلت ، كالنحلة الشغوف ، خلال العامين (1967 ـ 1968م) بين بعض المؤسسات الصحفية ، لأستقر ، قبيل سفري للدراسة ، بجريدة (الضياء) التي كانت تصدر بدلاً عن (الميدان) بعد حظرها فى عقابيل حل الحزب الشيوعي ، وكان يرأس تحريرها المرحوم عمر مصطفى المكي ، ويشرف عليها سياسياً المرحوم حسن الطاهر زروق. تلك هي الفترة التي ابتدأت فيها صداقة العمر مع المرحوم محمود ومع صديق محيسي ، فضلاً عن صداقات كثر في وسط ذلك الزمان الصحفي. ولم تكن لأي من ثلاثتنا ، في الواقع ، معرفة شخصية ، أو حتى مجرد سبب لمثل هذه المعرفة ، بتِريكَن ، أيامها ، وإن كنت رأيته ، من بعيد لبعيد ، في مناسبة واحدة سأسوق خبرها بعد قليل! لكن الأهم من ذلك أن ذكر اسمه وحده كان كافياً لجعل الفرائص ترتعد ، ولإثارة أقصى درجات الرعب في نفوس الناس ، وبالأخص معارضي نظام الامبراطور هيلاسلاسي ، ومنسوبي جبهة التحرير الإريترية ، وقتها ، الذين كانت تنتشر الحكايات ، بين الحين والآخر ، عن اكتشاف جثث بعضهم ، بعد تصفيتهم ، مدفونة على عجل في الفضاء الكائن بين بُري ومطار الخرطوم ، مكانَ حي الصفا وامتداد ناصر حالياً! وعلى حين كانت أصابع الاتهام كلها تشير إلي (سفير جهنم) ، كانت الألسن تضج بالشكوى من استخذاء السلطات إزاء جرائمه البشعة التي أزكمت رائحتها الأنوف ، حتى لقد تحدثت المجالس عن مقابر خاصة به ، ولقبه الكثيرون بـ (الحاكم العام)!
كان نصيب الصحفيين السودانيين من ذلك الارهاب وافراً! ولعل الكثيرين ما زالوا يتحسرون على مصير صحفي نابه تناقل الوسط ، حينها ، قصة الابتزاز الوضيع الذي سلطه عليه تِريكَن ، بسبب إصداره كتاباً مؤازراً للثورة الاريترية ، فأجبر على (تبني) كتاب مضاد لم يؤلفه ، وإنما (وافق) ، تحت الضغط النفسي ، على صدوره باسمه! وهي قصة مؤلمة أشبه ما تكون بقصص (المافيا) في أعتى عصورها الأمريكية ـ الصِقلية ، بل أكثر قسوة وحقارة ووضاعة! وأذكر أن سيد احمد خليفة ، بحكم علاقة باسلة ربطته ، وقتها ، بدوائر الثورة الاريترية ، وتحت تأثره البالغ بقصة ذلك الصحفي الضحية ، أقدم على نشر كتاب جسور آخر يمجد تلك الثورة ، متحدياً تِريكَن وعصابته الذين كانوا ينشطون وراء ستار (الملحقية العسكرية الأثيوبية) ، حتى خشي الناس على مصيره! وليت الأستاذ سيد احمد يروي ، لفائدة الأجيال الجديدة ، تلك القصة كاملة ، فمعلوماتي عنها مبتسرة للأسف!
الواقعة الوحيدة التي كنا ، صِديق محيسي وشخصي ، ضمن شهودها المباشرين ، بالمصادفة البحتة ، حدثت يوم دعانا ، ذات خميس من أوائل عام 1968م ، زميل صحفي من الدرجة العاشرة لتناول طعام العشاء بمنزله بأم درمان ، بمناسبة (سماية) أحد أطفاله. وفي طريقنا لتلبية الدعوة لم نكن نمني النفس بأكثر من سهرة في غاية التواضع ، لعلمنا بحقيقة إمكانيات مضيفنا! غير أننا ، ما أن اقتربنا من (بيت السماية) ، حتى لاحظنا زحاماً لم نكن نتوقعه ، وأرتالاً من السيارات الفارهة حاملة لوحات المرور الدبلوماسية! ثم كانت المفاجأة الأكبر بالداخل ، حيث الزينات المبهظة والثريات الضخام قد أحالت ليل بيت أخينا نهاراً ، وأعداد مهولة من المدعوين ، أكثرهم صحفيون ، يتحلقون حول طاولات نضدت بأناقة ، وفرشت بالأغطية الفخمة ، ورُصت عليها صِحاف الضيافة وآنيتها بسخاء باذخ! جلسنا ، باستحياء ، إلى أقرب طاولة ، وما لبث مضيفنا أن خف إلى حيث طاولتنا يرحب بنا ببشاشة ، ويأمر لنا بالمزيد من الضيافة ، ونحن بين الدهشة والحيرة والشكر الجزيل لا نكاد نصدق ما نرى!
لحظات ، وبدأت ترتفع أنغام آلات موسيقية يضبطها عازفوها تمهيداً لبدء الحفل. إلتفتنا ، لاإرادياً ، إلى حيث اعتلت الفرقة منصتها في واجهة الفيراندا المطلة على الحوش ، فأبصرنا ثلة من الفتيان الاثيوبيين بأقمصتهم وآلاتهم القومية المميزة! لكن ، قبل أن نعِي الحاصل ، فرقع صوت امرأة كبيرة السن من داخل الفيراندا:
ـ ''الرسول يا بنات امي جيبوا المرارة لي .. تِريكَن''!
قف شعر الرءوس ، وسرت الرعدة في الطاولات. إلتفتنا ، لاإرادياً أيضاً ، إلى حيث فرقع الصوت ، فإذا بـ (سفير جهنم) ذاته ، بلحمه وشحمه ، وقد أحاط به أهل البيت كأنه كبير الأسرة ، يضاحك الكبار ، ويداعب الأطفال ، وأمامه طاولة خاصة قد مُدت ، وصحاف منتقاة قد رًصت ، وبدا جلياً تماماً أنه .. ضيف الشرف السخِي!
ما حدث ، بعد ذلك ، كان عبارة عن (كوميديا سوداء) ، إذ ألفينا نفسينا ، صِديق وشخصِي ، ودون سابق اتفاق ، نتدافع ، بصمت ، مع آخرين كثيرين ، عند الباب الخارجي! وفي الشارع استغرقتنا موجة من الضحك الهستيري عندما رأينا أن بعض الأصدقاء ما كادوا (يتخارجون) حتى أطلقوا سيقانهم للريح! ولم نكف عن الضحك إلا صباح اليوم التالي ، حين فوجئنا بالخط الرئيس لجريدة (الضياء) ، كما القنبلة: ''الملحق العسكري الأثيوبي يقيم حفل علاقات عامة للصحفيين لتجنيد عملاء جُدُد'' .. أو نحو ذلك! طالعنا الخبر ، وهمس لي صِديق الذي ساءته كثيراً تلك الصياغة ، بأنها تمس صحفيين شرفاء كل ذنبهم أنهم لبوا دعوة عشاء عادية دون أن يعلموا أنها كانت مصيدة! فنقلت ذلك الرأي إلى المرحوم العم حسن الطاهر زروق ، ورويت له تفاصيل ما حدث. وكان مِما قال (أبو علي) في ذلك:
ـ ''أيوه يا بني .. كلام صِديق صح ، وأكيد راح نطيب الخواطر ، بس كمان أخوانا دول لازم يتفهموا إن مَكانش ممكن نِهدر القيمة التحذيرية الأساسية في الصياغة''!
وحول صحن الفول راح يضحك على فزع الكثيرين حين علموا بعلاقة تِريكَن بالأمر. وفي اليوم التالي نشر تنويهاً مهذباً في ذات المعنى الذي ذهب إليه ، فطابت خواطر كثر.
......................
......................
إنتبهت ، فجأة ، إلى أنني سرحت مع الذاكرة بعيداً عن ذلك (الرمة) المكوم إلى جواري على الأريكة الخرصانية في باحة مستشفى السجن ، والذي كان يوماً (سفير جهنم) ينشر الذعر في الخرطوم! عدت أسأله ، وأنا أتفحص هيئته الرثة وعينيه الكلبيتين تتصيدان أعقاب السجاير الشحيحة حولنا ، عن سبب تلك (البهدلة) وعن سِر وجوده في ذلك المكان. فأوضح لي أنه هرب من أديس بعد إطاحة العسكر بالامبراطور ، وأنه قضى فترة في بريطانيا ، ثم قرر المجئ لطلب اللجوء في السودان الذي (يحبه كثيراً!) كما قال ، لكنهم اعتقلوه وجاءوا به إلى هنا!
نهضت ، وقد تبدد شغفي بقصته ، لسبب ما! لكنني ، وبعد أن خطوت بضع خطوات باتجاه العنبر ، تذكرت ، فجأة ، أن معي ثلاث سيجارات ، فرميت له بواحدة قفز يلتقطها في الهواء ، ككلب صيد مدرب ، ثم .. مضيت مبتعداً!
---------------------------------------------- Kamal Eljzwlee
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: سيف اليزل برعي البدوي)
|
الأخ العزيز سيف اليزل السلام والرحمه
والشكر لك على جلب ذلك النص لمزيد من القراءه فقد صادف أن قرأته ساعة نشره أول مره وقدهالنى دقة الوصف لذاك التركن ومن ثم إظهار حقيقته عندما كان ملحقا بالسفاره الأثيوبيه وفاح تجبره وبطشه بمن يخالفون ويعارضون النظام الذى كان يمثل يد الرعب فيه حيث زرع شرق الخرطوم بجثث ضحاياه لا بل إلى جانب تسلطه تمادى فى التوغل فى المجتمع الخرطوم بإقتحام إخطبوطى ضارب فى عوالم سفلى المدينه بمداخل أمنها تأمينا لا خوف من بعده إلا أن كاتبنا كان حاضرا وواقفا على ملابسات حراكه المشبوه ومخالطاته التى ينصب فيها شراكه لأعدائه فقد إستطاع الكاتب تجسيد كل ذلك وكأنه مخبر مدرب فلك ثانية الشكر والسلام
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: munswor almophtah)
|
Quote: لقد دخل مورغان في حالة من الذهول، فتكثف شعر رأسه، وانسدلت لحيته، وطالت أظافره، واتسخت، وصار يُرى هائماً على وجهه في طرقات المدينة وأسواقها، حافياً، رثاً، متسخ البدن، زريَّ الهيئة، تتدلى سبحة لالوب هائلة من عنقه إلى أسفل بطنه، يطارد الخيول والحمير والكلاب الضَّالة بطعام يتوهَّمه في يديه، بينما يطارده صبية الأحياء البعيدة، يحصبونه بالحجارة، والضحكات الساخرة، والأهازيج الجماعيَّة البذيئة!
|
فى اعتقادى البسيط ان مورغان الامدرمانى يعانى من الحنين والعزلة... فكأن استاذنا كمال
الجزولى اراد ان يعبر عن الحتمية التاريخية للمثقف السودانى (الخلاق /المبدع ) فى تربة يتناسل
الحزن فيهاتناسل الارانب ....؟
اما سبحة الالوب تعنى بدايةالكسل الذهنى والاستسلام للواقع المأساؤى بارتباط مورغان الروحى
بالاشياء بذات الصمت والتيه والرفض الداخلى العنيف.
لك محبتى استاذ منصور
ولكل المتداخلين
أبوجديرى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: munswor almophtah)
|
Quote: أحسست برأسي يدور، وبحلقي يجفُّ، وبلساني يتخشَّب، وبالرؤية ترتجُّ في عيوني، وبالرعدة تسري في فرائصي، وبالعرق يتفصَّد من ظهري، وبالأرض تميد من تحتي، وبساقيَّ لا تقويان على حملي!
|
ماسر هذا الارتباط الروحى العميق....؟
ذلك القادم من جذور العزلة، منبت النقيض، وتمرد الزمان العبثى... ذلك المتفرد بحب الآخرين والإنتماء
للأمكنة خارج جغرافيات الأحزان الكبرى... نعم سادتى هذا عمق المثقف الحقيقى، ذلك المفطوم بحب الآخرين
بتراجيديا إستلابات العاطفه التاريخية، وشروط الابداع القاسية، ومهابة التجارب.
ذلك بعض بوح الغربة.. فتقبلها يا أيها الارخبيل الملون. ولك دوامات الشكر وسمادير المحبة أستاذ
منصور ومزيد من التواصل.
عوض أبو جديري
فرجينيا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: awad abugdeiri)
|
ماسر هذا الارتباط الروحى العميق....؟
ذلك القادم من جذور العزلة، منبت النقيض، وتمرد الزمان العبثى... ذلك المتفرد بحب الآخرين والإنتماء
للأمكنة خارج جغرافيات الأحزان الكبرى... نعم سادتى هذا عمق المثقف الحقيقى، ذلك المفطوم بحب الآخرين
بتراجيديا إستلابات العاطفه التاريخية، وشروط الابداع القاسية، ومهابة التجارب.
ذلك بعض بوح الغربة.. فتقبلها يا أيها الارخبيل الملون. ولك دوامات الشكر وسمادير المحبة أستاذ
منصور ومزيد من التواصل.
عوض أبو جديري
فرجينيا
العزيز العوض أبوجديرى تلك كتابة تحفه ومكانها صدر المحاسن ومكان صاحبها رواق أهل الإبداع يا شيخنا يفصل بيننا سياج وهمى وخيلى لن تتخلف عن الوصال وخالص ودى واحترامى والسلام
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: munswor almophtah)
|
Quote: العزيز العوض أبوجديرى تلك كتابة تحفه ومكانها صدر المحاسن ومكان صاحبها رواق أهل الإبداع يا شيخنا يفصل بيننا سياج وهمى وخيلى لن تتخلف عن الوصال وخالص ودى واحترامى والسلام
|
استاذ منصور الف شكر للاشادة بمداخلاتى المتواضعة
وعلى كلماتك الجميلة فى حقى ولكن بأمانة أخوك جديد لنج فى شغلة الكتابة.. (والبركه فى
سودانيزونلاين).
ولك كل الشكر والتقدير على إنزال قيامة أستاذ كمال الجزولى على رؤس الجميع.
ومزيدا من الابداع ومنكم نتعلم.
عوض أبوجديرى
فرجينيا
الولايات المتحدة الامريكية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: awad abugdeiri)
|
الأخ أبوجديرى السلام والرحمه
ما يحتاجه الإنسان أن يقال له أنك كتاب أو شعرك جميل أو طريقتك متميزه فيجتهد الإنسان لكى يكون أكثر إقناعا أولم يصر أصدقاء الطيب صالح على حثه لنشر عمله الأول فى جريدة أدبية متخصصه ليلفت نظر النقاد إليه حتى وجد نفسه عملاقا يفسح له فى مهرجانات الأدب العربى والعالمى فيا شيخنا العملاق من عشو بزوزى ولك كثير السلام ولك رسالة عن المسنجر
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قِيَامَةُ الزِّئْبَق! .. بقلم: كمال الجزولي (Re: awad abugdeiri)
|
الأستاذ أبو جديرى إذا واصلت فى الأتيان بهذه الكبسولات ستخرج من النص أثقالا يئط بها والقارئ الذى جمع بين المدنية والبدواه يرى بمنظارين وكلاهما صائب لقوة الفراسه التى كبرت بالنقاء فيه ولمعرفتة للروابط والعلائق والإشارات التى بالضروره من شيم أهل الباديه كقولهم (من مقلب حديثو بخبر قبيلتو وجنسو) فواصل يا أبو جديرى حتى تكتمل رؤيتك عن النص حتى يجوز لنا الإعتبار بتلك الطرائق فى النظر ولك سلام من فوقه سلام ومن تحته سلام وإلى ما شاء الله
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
|