|
|
 سهام وحدها ادت واجبها حد الموت
|
أشياء صغيرة
أمل هباني
سهام وحدها ادت واجبها لحد الموت
مأسأة تدعو للبكاء قبل الكتابة ،في وطن اذا اردت ان تبكي فيه وجدت عشرات المواضيع التي تبكيك بسهولة وان أردت أن تفرح تبذل مجهودا شاقا لايجاد ما يفرح ،وبالامس عندما كتبت عن مأسأة سودانير لم ير الموضوع النور ،امعانا في زيادة التعاسة والاضهاد الذي نعانيه في بلدنا وان اختلفت اساليبه من مرفق لآخر ، فمع شدة قهرنا غير مسموح لنا (بالتأوه على آلامنا الجسام) فاذا أنتقدنا خصخصة سودانير على طريقة حمدي لا يرى مقالنا النور واذا تسألنا عن شركة عارف وصفقتها المشبوه لا يري ما كتبناه النور واذا اعتبرنا ان احتراق طائرة سودانير بهذه الطريقة هي محصلة طبيعية للفساد والعشوائية والسبهللية التي تدار بها كل مرافق الدولة السودانية وعلى رأسها سودانير بعد الخصخصة أكثر من قبلها لا يرى ما نكتب النور ..لذلك نترك كل ذلك جانبا ونتناول جوانب أخرى عسى ولعل تفلت من يد (CUT & PASTE ) وساكتب عن أشجع وأنبل شخصية في هذه المأسأة ،وحدها من المسئولين تستحق روحها التكريم وان لم تكن تحتاجه في عليائها، وحدها لن تطلها اتهامات الاهمال و عدم تحمل المسئولية لأنها فضلت اختناق الدخان ولسع اللهب على جسدها لانقاذ من يمكن انقاذه، وحدها تفانت في اداء واجبها حد الموت وهو الامر الذي يثير الدهشة في مجتمع فيه معظم الناس(يتسيبون )في اداء اعمالهم ومهامهم في حالة السلم دعك عن مواجهة الموت حرقا ،حكت لي الزميلات اللائي قمن بالتغطية وسط الناجين من الحادثة امس الاول (لبنى ،هناء،زحل) كبف ان زملائها حاولوا اخراجها بعد أن أشتدت النيران لكنها رفضت لأن هناك مريضا مربوطا في نقالة ناداها وترجاها أن تفكه فأستجابت لنداءه منتصرة على غريزة البقاء والتي تجعل من تلك اللحظة الانسان مخلوق لا علاقة لها بالانسانية بل هو وحش كاسر في سبيل البقاء ولربما تخلت ام وأب عن ابنه الصغير أو ابن عن والده المريض لان حب الإنسان لذاته يفوق ماعداه ،الا لو كان هذا الانسان ممتلئا بقيم أخرى تعلو وتسمو به من الغريزة الى مراتب عليا ،مثل المضيفة سهام والتي تشبه بطل قصة قرأتها في سنوات صباي لا اذكر الآن ما اسمها ولا من كاتبها فقط اذكر ان بطلها طبيبا ممتلئا بحبه للناس ولمهنته لذلك يستجيب لنداء الواجب ويذهب الى الهند عندما يظهر فيها وباء الدفتيريا ، وتنتهي القصة بمشهد الطبيب وهو يهب حياته لانقاذ حياة طفلة تخنقها الدفتريا ولا تستطيع التنفس فيعطيها الهواء بفمه بفمه لينقذها ويموت هو بالمرض الذي انتقل اليه.... طبت مقاما سهام في الفردوس الأعلى انتي وكل الذين رحلوا معك في هذه الحادثة الفظيعة ...لكم جميعا الرحمة والمغفرة....وليذهب الى الجحيم كل من تسبب في هذه الحادثة المفجعة .
|
|
 
|
|
|
|
ابو عثمان
naeem ali
عواطف ادريس اسماعيل
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست