عن نيفاشا - السلام، الصادق والحكومة والتجمع يكتب الفاضل عباس

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 09:04 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-02-2008, 06:04 PM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10821

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عن نيفاشا - السلام، الصادق والحكومة والتجمع يكتب الفاضل عباس

    هذه المساهمة منقولة من Sudanile نستميحهم عذرا

    المجد لنيفاشا في الأعالي ... وعلى الأرض السلام

    الفاضل عباس محمد علي

    Those who stand high
    Have many blasts to shake them!
    An, when they fall,
    They dash themselves to pieces.
    وليام شكسبير، مسرحية ريتشارد الثالث.

    كم يتفطر القلب حسرة و أنا أرى شيخا راسخا و عالما نحريرا و وطنيا لا يشقّ له غبار كالصادق المهدي يسابق نفسه في تبنّى خطاب الانقاذ والتماهي مع فكر المؤتمر الوطني، بل و يصبح ملكيّا أكثر من الملك، و آخر المزايدات كانت ادانته البارحة للولايات المتحدة و تحميلها وزر أبيي، قائلا ان أمريكا هي السبب وراء المشكلة. و اذا أحسنّا الظن فهو يقصد لجنة التحكيم التي شكّلت بموجب اتفاقية نيفاشا، و لعله يتهمها بالتحديد بأنها خضعت لصغوط امريكية، و لكنه لم يقل ذلك صراحة و لم يقدم الدلائل الثبوتية؛ أم لعله يقصد نيفاشا نفسها باعتبار أن( نفّاستها) هي الولايات المتحدة، و ذلك أيضا استنتاج ذاتي غير موضوعي و قراءة غير مسنودة بالبراهين و الشواهد المنطقية. و رغم أنه من الواضح جدا أن السيد الصادق كان متبّرما من اتفاقية نيفاشا الا أن السبب الذي كان يتعلّل به هو ثنائيتها، و كونها لم تحمل توقيعات القوى السياسية الأخرى، أما الاتفاقية بمتونها و حواشيها و بروتوكولاتها فلا جناح عليها، كما ظل السيّد الصادق يردّد حتى بلغنا المنعطف الحالي.
    و باختصار شديد، لا يخفى على أحد محاولات النظام التملّص من اتفاقية نيفاشا، فالتلكّؤ في تطبيق نصوصها على الأرض يشير لذلك، و حسابات المؤتمر الوطني تتلخّص في جرجرة الأرجل حتى الانتخابات التي يفصلنا عنها عام واحد، و الحشّاش يملأ شبكته؛ بيد أن الجميع يعرفون من هو الحشّاش الاكبر، من ذا الذي يسيطر على أجهزة الدولة بكاملها مع تكميم أفواه الآخرين و ملاحقتهم الي أن دخلوا في حجر ضب خرب، و من هو الذي ستجري الانتخابات و عيونه لها القدح المعّلى، و امكانياته بلا منافس، و تجاربه لا مثيل لها في تزوير الانتخابات في وضح النهار؟؟ و لكن الجديد في الأمر هو أن المؤتمر الوطني وجد لنفسه حليفا متحمسا (و مغرودا)، مثل أبينا آدم الذي وجد أمنا حواء بعد طول بحث، ( وفي الحقيقة كان الأجدر بالسيد الصادق أن يستخدم هذا الميتافور و ليس ميتافور سيدنا نوح عندما تحدث في بورتسودان بالأسبوع الماضي و شبّه اتفاقيته مع المؤتمر الوطني بسفينة نوح، الذين يتسلقونها هم الآمنون، و الآخرون ستتخطّفهم أمواج الطوفان.)
    و مما يشير الى أن ثمة حلفا استراتيجيا قد أحكم رتاجه بين المؤتمر الوطني و حزب الأمة جناح الصادق هو ابراز السمات الايدلوجية التي توحّد الحزبين في مقابل الحركة الوطنية السودانية، و أهم تلك السمات خلط الدين بالدولة و الدعوة لارساء دعائم النظام الثيوقراطي الذي يحيل المجموعات الاثنية من غير المسلمين، مثل سكان جنوب السودان و جزء كبير من جبال النوبة، الى أهل ذمة يدفعون الجزية و هم صاغرون، ولن يكون منهم رئيس أو والي أو قاضي أو مدير جامعة أو حتى رئيس لاتحاد الكرة؛ أليست تلك انتكاسة لما قبل اتفاقية نيفاشا يناير 2005م؟
    و رغم أن الاتفاقية عكست ما في العقل الباطن لنظام البشير، فهو لا يستطيع أن يجاهر بمغزاها و محتواها لأنّه مازال مقيدا بثقل دولي تجاه الشريك الذي يجلس معه على سدة الحكم: الحركة الشعبية برئاسة سلفاكير، و سيظل النظام يتظاهر بأن كل شيء علي ما يرام ، و سيبذل كل ما في وسعه للاحتفاظ بالشريك الجنوبي حتى موعد الانتخابات بالعام القادم. بيد أنه في نفس الوقت ليس هنالك ما يمنعه من الصيد في الماء العكر و البحث الدؤوب عن فرصة لالغاء اتفاقية نيفاشا، أو على الأقل اعادة صياغتها، و لكن بلا عواصف أو شيل حس أو لفت أنظار، خاصة أنظار دول الايقاد- أثيوبيا و جيبوتي و كينيا و يوغندا، بالاضافة لشهود نيفاشا الأربعة، بريطانيا و الولايات المتحدة و النرويج و ايطاليا. و لقد لاحت سانحة لا تقدر بثمن أمام النظام، و أمام حزب الأمة، و هي المؤتمر الجامع؛ قمن الواضح جدا أن هاتين الفعاليتين المسكونتين بتطبيق الشريعة، خاصة النصوص القطعية و ما يتعلق بهوية الدولة، تنتظران المؤتمر الجامع لتفجير مثل تلك القضايا الملتهبة، سعيا منهما لنسف اتفاقية نيفاشا من أساسها، و سيعني ذلك فيما يعني وضعها على مائدة التشريح لالغائها أو تعديلها بشرعية الاجماع السوداني المتمثل في المؤتمر الجامع؛ و هكذا فان المؤتمر الجامع بمنظور الحزب الحاكم و حزب الأمة هو فرصة للتلاعب بالقوى السياسية كلها، فاذا نجحا في تمرير مشروعهما الخاص بالدولة الدينية يكون ذلك اشباعا لأشواق ظلت تراودهما منذ لجنة الدستور لعام 1965 عدما كانا يتعاونان بالجمعية التأسيسية لفرض الجمهورية الاسلامية، بعد أن تمكّنا من حل الحزب الشيوعي و طرد نوّابة من نفس تلك الجمعية؛ و اذا لم تنجحا في ذلك، و حدث استقطاب جعل الجنوبيين ينفضون أيديهم من المؤتمر الجامع و يطالبون بالانفصال الفوري، أو بتقريب موعد الاستفتاء، و معروف كونه سيتمخض عن انفصال الجنوب اذا ما استمر النظام الحالي، منفردا أو متحالفا مع حزب الأمة جناح الصادق، أو اذا ما خضع شمال السودان في أي يوم من الأيام لحكم ديني ثيوقراطي يعامل الجنوبيين كأهل ذمة يدفعون الجزية و هو صاغرون، فان دماء جريمة الانفصال يكون قد تم توزيعها على كل القبائل؛ أي أن النظام يرى، كما يرى كل الناس، أنه دفع بالبلاد نحو التقسيم و التفتيت، و بلغ بالفتنة العرقية و الدينية آخر مداها، و لكن يا حبذا لو حشر الآخرين معه في هذا الفخ.
    و هكذا فان المؤتمر الجامع لدى الحكومة و حزب الأمة دعوة حق أريد بها باطل، و لكنه بمنظور التجمع الوطني الديمقراطي هو المخرج الوحيد من أزمة السودان الحالية، فهو لن يكون ملتقى لأهل بيزنطة أو فرصة لاعادة اختراع الاطار المستدير، اذ أنه سيبدأ من حيث انتهت اتفاقية نيفاشا و ليس قبلها، و لن يدخلها ضمن الأجندة بغرض تعديلها أو الغائها؛ و طالما هي تعبير عن وجهة نظر القوى الجنوبية في الوقت الراهن، و قد وافقت عليها القوى الشمالية ممثلة في الحكومة و التجمع، كما اثبتت ذلك اتفاقية القاهرة في يونيو 2005 بينهما بحضور الراحل جون قرنق و شهادة الرئيس حسني مبارك، فهي ليست قابلة للنقض أو الاستئناف أو اعادة النظر، و عليه فان المؤتمر الجامع يبدأ فورا بالبند رقم 2، و هو مشكلة دارفور، و ذلك بعد أن تكون القوى الدارفورية قد وحّدت رؤاها و جاءت للمؤتمر بورقة متفق عليها، و البند رقم 3 في المؤتمر هو الانتخابات و امكانية تأجيلها لبضع شهور، و هذا لا يتعارض مع اتفاقية نيفاشا التي نصّت على امكانية بحث موضوع التأجيل شريطة أن توافق عليه المجالس النيابية الحالية في الخرطوم و جوبا. ان المؤتمر الجامع الذي يناضل من أجله التجمع الوطنيالديمقراطي هو أساسا لدخول جميع الفصائل و الفعاليات السودانية كطرف أصيل في اتفاقية نيفاشا، و في حقيقة الأمر فان تطبيق نيفاشا، خاصة مسألة التحول الديمقراطي، يضع البلاد على الطريق الصحيح، و أي شنشنة جانبية من نوع الاتفاق المتهافت الذي تم مؤخرا بين المؤتمر الوطني و حزب الأمة، هي مضيعة للوقت و تشويش على نيفاشا و ارباك للشعب الذي تاه في دروب المبادرات و الاتفاقيات الثنائية و الثلاثية و هلمجرا، و هي تأجيج لنيران الفتنة التي ما انفكت تجرجر ذ يولها في أبيي، و بالتأكيد فان العودة للخطاب الذي كان سائدا في أوائل التسعينات، من نوع: ( أمريكا دنا عذابها... و حان ضرابها)، باعتبارها زعيمة الصليبية الدولية، و باعتبارنا في حالة جهاد ضدها بجنوب السودان، هو ضرب من الافلاس السياسي، على طريقة الخواجة الذي أعلن افلاسه و انفض السامر من حوله فأخذ يقلب دفاتر الدائنين و المدينين القديمة؛ و المزايدة العقيمة التي تجعلنا نتصور أن أمريكا خلف مشكلة أبيي هي مجاراة لدون كيخوتة Don Quixote الذي امتطى بغله روكتينانت و امتشق سيفه ليحارب طواحين الهواء، فالولايات المتحدة مشغولة في توله، ما بين انتخابات رئاسية صاخبة، و أزمات طاحنات في العراق و أفغانستان و الشرق الأوسط، و ان هي ساعدت، كما ساعدت الدول الأروربية الثلاث و دول الايقاد، في دفع الاطراف المتحاورة على مدى عامين بنيفاشا و مشاكوس للوصول للاتفاق الذي بين أيدينا، فلماذا لا نشكرها، أم أن الموضة هي الضرب على رأس الولايات المتحدة، كما تفعل المطرقة بالوتد، بسبب و بلا سبب؛ صحيح أن سياستها في الشرق الأوسط متخبطة و امبريالية و غير عادلة، و لكن تصادف أن دورها في نيفاشا كان دورا ايجابيا، لعب فيه أشخاص لبراليون مثل الجنرال كولن باول دورا أساسيا، و تلك حقائق موضوعية لا مفر من تذّكّرها و ذكرها بالساحة السودانية؛ و لا مصلحة لنا في استعداء اللاعبين الدوليين الأساسيين في مجال الاغاثة و اعادة اللاجئين و تسكينهم و تأمينهم من خوف و اطعامهم من جوع؛ هذه حقائق لم تفت على جماهير دارفور التي لاقت قونداليزا رايس عندما زارت معسكراتهم بلافتات كتب عليها (up..up.. America) على النقيض من الشعارات التي قابلنا بها ريتشارد نيكسون أيام زيارته للسودان عام 1958. و لقد سمعنا أن اللاجئين الدارفوريين بتشاد قابلوا رئيس حزب الأمة في زيارته الأخيرة لانجمينا بغير ما قابلوا به وزيرة الخارجية الأمريكية.
    ليت النظام يدرك أن الحسنة الوحيدة التي يشكره عليها أهل السودان هي اتفاقية نيفاشا، و ليته لا يسعى للتنصّل منها كما فعل جعفر نيميري عندما ألغى اتفاقية أديس أبابا 1972 لأنه نصب نفسه خليفة للمسلمين في أغسطس 1983، فنقض غزله بنفسه و جر على السودان كل هذه المصائب التي ظل يتنكبها منذئذ، و ليته يدرك أن الغاء نيفاشا... دونه خرت القتاد. و السلام

    الفاضل عباس محمد علي
                  

06-02-2008, 07:54 PM

محمد حسن العمدة

تاريخ التسجيل: 03-31-2004
مجموع المشاركات: 14086

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن نيفاشا - السلام، الصادق والحكومة والتجمع يكتب الفاضل عباس (Re: Nasr)

    Quote: و اذا أحسنّا الظن فهو يقصد لجنة التحكيم التي شكّلت بموجب اتفاقية نيفاشا، و لعله يتهمها بالتحديد بأنها خضعت لصغوط امريكية، و لكنه لم يقل ذلك صراحة و لم يقدم الدلائل الثبوتية؛ أم لعله يقصد نيفاشا نفسها باعتبار أن( نفّاستها) هي الولايات المتحدة، و ذلك أيضا استنتاج ذاتي غير موضوعي و قراءة غير مسنودة بالبراهين و الشواهد المنطقية. و رغم أنه من الواضح جدا أن السيد الصادق كان متبّرما من اتفاقية نيفاشا الا أن السبب الذي كان يتعلّل به هو ثنائيتها، و كونها لم تحمل توقيعات القوى السياسية الأخرى، أما الاتفاقية بمتونها و حواشيها و بروتوكولاتها فلا جناح عليها، كما ظل السيّد الصادق يردّد حتى بلغنا المنعطف الحالي.


    نصر سلام
    تقريبا المقال كله بني على هذه الفرضية الغير صحيحة

    لم يقتصر راي حزب الامة في نيفاشا على كونها ثنائية فقط بل حمل الراي الكثير من النقاط والبنود الخاصة بتوزيع الثروة والسلطة وحول ابيي

    وهذا هو الراي كاملا

    الفصل الأول
    اتفاقية السلام

    1. تلبية الاتفاقية لتطلعات السودانيين
    انطوت اتفاقية السلام على بنود ومبادئ تلبي تطلعات الشعب السوداني المشروعة هي :
    • وقف الحرب والبشرى بالسلام العادل.
    • تقرير المصير للجنوب أساساً للوحدة الطوعية.
    • تقرير مبدأ المشاركة العادلة في السلطة.
    • تقرير مبدأ المشاركة العادلة في الثروة.
    • كفالة حقوق الإنسان كما نُص عليها في المواثيق الدولية, ومفوضية لحراستها.
    • فترة انتقالية لإرساء تجربة وطن عادل جاذب لانتماء كافة مواطنيه.
    • اعتراف بالتعددية الدينية والثقافية والجهوية.
    • ترسيخ مبدأ اللامركزية الدستورية والإدارية.
    • تأكيد وكفالة استقلال الهيئة القضائية.
    • انتخابات عامة حرة تديرها هيئة مستقلة وتكون مراقبة دولياً.
    2. دورنا في بلورة المفاهيم الواردة في الاتفاقية
    إننا نرحب بهذه المبادئ والتوجهات ونعتبرها ملبية للتطلعات الوطنية المشروعة كما عبرنا عنها في الماضي مراراً. إن أدبياتنا السياسية تؤكد :
    ‌أ. أننا قدنا فكرة تأسيس الوحدة الطوعية بين الشمال والجنوب على أساس تقرير المصير وأقنعنا بذلك كافة القوى السياسية في الشمال بدءاً من لقاء شقدوم في ديسمبر 1994.
    ‌ب. أننا اقترحنا حل قضية الدين والدولة في مؤتمر نيروبي في أبريل 1993 بموجب جعل المواطنة أساساً للحقوق والواجبات الدستورية وتأكيد حرية الأديان في ظل ذلك.
    ج. أننا اقترحنا في "مؤتمر أسمرا" يونيو 1995 تضمين المواثيق الدولية لحقوق الإنسان في اتفاقية السلام.
    د‌. أننا بموجب اجتهادات إسلامية كانت منكرة ولكن صارت مقنعة في نطاق واسع أوضحنا :
    • أن الله هو رب العالمين طوعاً وكرهاً لكافة الموجودات, وأن تعبير السيادة تعبير سياسي يوجب المشاركة والمساءلة. لذلك النص الصحيح هو أن تكون السيادة للشعب.
    • أن الإيمان مسألة اختيارية لا تقبل الإكراه لذلك لا عقوبة لمن يمارس حقه في حرية الضمير والفكر والدين.
    • أننا اقترحنا أن تكون التشريعات المراد تطبيقها على الكافة خالية من المحتوى الديني بينما تخصص ذات المحتوى الديني في نطاق المؤمنين بها.
    هـ. كما أننا اتخذنا على طول التاريخ موقفاً إيجابيا من إنصاف الجنوب بموجب الخطوات الآتية :
    إعلان أن مسألة الجنوب سياسية ثقافية اقتصادية وليست مجرد قضية أمنية أو عسكرية وينبغي حلها بالتفاوض في مناخ حر وذلك في أبريل 1964.
    مشاركتنا الإيجابية في مؤتمر المائدة المستديرة 1965 وفي لجنة الإثني عشر 1966 وعقدنا للمؤتمر الجامع للأحزاب السياسية 1967. مما أدى للتوصية بإقامة حكم ذاتي إقليمي في الجنوب وحكومات ولائية في الأقاليم الأخرى ضمنت في مشروع الدستور الدائم 1968 المقدم للجمعية التأسيسية وكانت تمثل التحضير الذي استصحبه نظام 25 مايو 1969 وأقام عليه اتفاقية السلام المبرمة بينه وبين القوى السياسية الجنوبية في 1972.
    في مفاوضاتنا مع نظام 25 مايو 1969 وفي أدبياتنا أكدنا باستمرار أن الإنجاز الوحيد الذي حققه ذلك النظام هو اتفاقية السلام التي تأسست على تحضيرات النظام الديمقراطي السابق، وانتقادنا الوحيد كان منصباً على طبيعتها الثنائية وضرورة حمايتها بجعلها قومية.
    مشاركتنا الإيجابية في مؤتمر كوكادام مارس 1986 وموقفنا الإيجابي من مبادرة السلام السودانية نوفمبر 1988 مع التحفظ على ثنائيتها والعمل على جعلها أساساً لوفاق قومي. وقد كان. بموجب برنامج القصر الانتقالي الذي وقع عليه 29 حزباً ونقابة في فبراير 1989 وتبنته حكومة الوحدة الوطنية التي أوشكت على عقد مؤتمر قومي دستوري وافقت على عقده الأطراف الوطنية في السودان في 18/9/1989 ماعدا الجبهة الإسلامية القومية التي اختارت طريقاً حزبياً انقلابيا آخر وأجهضت مشروع السلام كله بانقلاب 30/6/1989.
    ومنذ وقوع الانقلاب وتكوين التجمع الوطني الديمقراطي كآلية للمعارضة حرصنا على عقد اتفاق سلام قبلي بين القبائل المتجاورة على الحدود الشمالية الجنوبية كما حرصنا على ضم الحركة الشعبية للتجمع وقد كان.
    وقدنا فكرة عقد مؤتمر قومي دستوري يحسم قضية الدين والدولة وبصورة تكفل المواطنة المتساوية وتحقق مشاركة عادلة في السلطة والثروة وتعترف بالتعدد الديني والثقافي.
    وقدنا فكرة أن مناخ التراضي الوطني يوجب أن تعترف الجماعات السودانية المعنية بواقع الاستعلاء الثقافي في الماضي وضرورة الاعتذار عنه لتنقية الضمائر.
    3. الافتقار للشمول:
    هنالك في منطقة شمال السودان غبائن ومطالب من جنس نوع المطالب الجنوبية متعلقة باللامركزية وبالمشاركة في السلطة والثروة. هذه المطالب تعامل معها النظام الحالي في السودان بصورة غير صحيحة مما حولها إلى قضايا قومية ثم دولية، ومن العبث إبرام اتفاق ينصف الجنوب ويغفلها لأن هذا يلهب مشاعر سكان المناطق المعنية في أنحاء الشمال المختلفة علماً بأن في السودان خمسة جهات ذات هوية تضامنية هي : جنوب – شمال – شرق – غرب – وسط. وفي السودان كذلك خمسة إثنيات مميزة : عرب – زنج – بجة – نوبيون – نوبة. هذا التنوع لم يكن التعامل معه في الماضي متوازناً مما أفرز مطالب متشابهة فيه باستثناء مطلب تقرير المصير للجنوب الذي كان نتيجة مباشرة لسياسة الإقصاء "الجهادي " التي اندفع فيها نظام "الإنقاذ" بموجب أجندته الأيدلوجية الطاردة.
    هنالك مشاكل شمالية/ شمالية، وأخرى جنوبية/ جنوبية. فإن لم تخاطب بالجدية والإحاطة المطلوبة فإنها سوف تواصل تحركاتها الاحتجاجية بكل الوسائل بما في ذلك القتال وسوف تفجر حركات جديدة مقتدية في كل ذلك بما حققته الحركة الشعبية وجيشها.
    إذا اعتبر ما تحقق للجنوب من مكاسب للجنوب كله فإن قوى سياسية ومطلبية جنوبية سوف تتطلع أن تقتسمه بالعدل وإذا اعتبر للحركة الشعبية وحدها فإن تلك القوى سوف تنازعها فيها كذلك الحال في الشمال.. مع تشابه هذه المطالب فإن الاستجابة لها للحركة الشعبية وجيشها لأنها مسلحة دون اعتبار لمطالب الآخرين بالعدل سوف يفتح مغارة "علي بابا" من انتفاضات مسلحة.
    4. التناقض:
    هنالك نصوص صحيحة في الاتفاقية أفرغها التناقض من مضمونها:
    ‌أ. أعلنت الاتفاقية أنها اتفاقية سلام شامل ولكن نصوصها المحددة خالفت هذا المعنى لتؤسس لصفقة ثنائية بين حزبين.
    ‌ب. جاء في الاتفاقية " ويوافق الطرفان على أن الشمول هو جوهر هذه الاتفاقية وإشراك المجموعات المسلحة والقوى السياسية الأخرى لتصبح جزءاً من عمليه السلام ولتقوم بدورها فيها وتساهم في صون الاتفاقية" هذا الهدف السامي يحول دونه أن المتاح للقوى السياسية والعسكرية الأخرى بموجب نصوص الاتفاقية المحددة هو الانخراط في مباركة السلطان الثنائي سياسياً وعسكرياً.
    ‌ج. جاء في نص الاتفاقية 16- 3 بالإشارة للقوات المسلحة في الفترة الانتقالية " تكون القوتان المسلحتان والوحدات المشتركة/ المدمجة قوات مسلحة نظامية, مهنية, وغير حزبية". هذا مع أن تكوينها كله حزبي حسب النصوص المحددة بل القوات المسلحة كما تنص الاتفاقية عبارة عن ائتلاف عسكري بين حزبي الاتفاقية.
    ‌د. نصت الاتفاقية على هدف صحيح هو "لا يكون هناك أي عائق قانوني على التجارة فيما بين الولايات أو على تدفق السلع والخدمات ورأس المال والعمالة بين الولايات " هذا يتناقض مع وجود نظامين مصرفيين مختلفين في البلاد.
    ‌ه. التناقض الأكبر هو أن الاتفاقية طلبت من الأمم المتحدة إرسال بعثة بصلاحيات واسعة تحت البند السادس من ميثاق الأمم المتحدة ولكن مجلس الأمن بالقرار 1590 قرر إرسال بعثة انتداب للسودان بصلاحيات أوسع مما نصت عليه بنود الاتفاقية وتحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. الاتفاقية عدلت تعديلاً جوهرياً قبل أن يجف الحبر على أوراقها.
    5. الصفقة الثنائية:
    في تناقض واضح مع الأهداف المعلنة قامت بنود الاتفاقية المحددة على ترسيخ صفقة ثنائية يستحيل على الآخرين قبولها اختيارياً. تفاصيل هذه الصفقة واردة في عشرين بند من البنود كالآتي:
    5-1) تشكيل مفوضية التقويم والتقدير من تمثيل مساو لحكومة السودان والحركة الشعبية والجيش والشعبي وما لا يزيد عن ممثلين اثنين من دول الإيقاد ومن دول الرباعي المراقبة ومن بلدان وهيئات أخرى يتفق عليها [ 2-4-1].
    5-2) فيما يتعلق بتقرير المصير جاء النص كالآتي: " عند نهاية الفترة الانتقالية – ست سنوات – يجري استفتاء لشعب جنوب السودان ويراقب دولياً. ويتم تنظيمه بصورة مشتركة من جانب حكومة السودان والحركة الشعبية وذلك لتأكيد وحدة السودان عن طريق التصويت لاعتماد نظام الحكم الذي تم وضعه بموجب اتفاقية السلام أو الانفصال " [ 2-5] إذن الاستفتاء عملية تخص الثنائي الحاكم وحده.
    5-3) أخطر ما في النص حول تقرير المصير هو تكريس نظام الحكم الثنائي في الفترة الانتقالية وفي المستقبل أيضاً إذا تمت الموافقة على الوحدة.. نظام انتقالي معيب ويراد له أن يكون نظام دائم للسودان.
    5-4) جاء في الاتفاقية "على أي شخص يرشح نفسه في الانتخابات أن يحترم اتفاقية السلام ويلتزم بها وينفذها " [ 1-8-6 ] هذا معناه لا حرية إلا لمن كان مؤيدا للسلطان الثنائي.
    5-5) جاء في الاتفاقية قبل الانتخابات تخصص المقاعد في المجلس الوطني على النحو التالي : [2-5-2].
    {أ} المؤتمر الوطني يمثل بنسبة 52%.
    {ب} الحركة الشعبية 28%.
    {ج} قوى سياسية أخرى من الشمال 14%.
    {د} قوى سياسية أخرى من الجنوب 6%.
    هذا معناه تكريس أغلبية ثنائية 80% تفعل ما تشاء وتجعل حضور الآخرين مجرد زينة.
    5-6) ينتخب الرئيس { رئيس الجمهورية } عن طريق الانتخابات القومية التي تجري في موعد يتفق عليه الطرفان " [ 2-3-7].
    5-7) " قبل إجراء الانتخابات تخصص المقاعد في السلطة التنفيذية القومية على نحو مماثل للنسب في المجلس الوطني " [2-5-5].
    5-8) المصادقة على الاتفاقية تقوم على أساس ثنائي " يرسل نص منها [الاتفاقية] إلى المجلس الوطني ومجلس التحرير الوطني التابع للحركة الشعبية للموافقة عليه في الصيغة التي ورد عليها " [ 2-12-4-1].
    5-9) الاتفاقية مقدمة على الدستور بالنص الآتي : " وفي حالة حصول تعارض {بين الاتفاقية والدستور } فان أحكام اتفاقية السلام تسود طالما ظل ذلك التعارض قائما " [2-12-5].
    5-10) التصديق على الدستور نفسه ثنائي "على إثر اعتماده من طرف كل من المجلس الوطني [النظام] ومجلس التحرير الوطني التابع للحركة الشعبية يصبح النص الدستوري الدستور القومي الانتقالي للسودان خلال الفترة الانتقالية " [2-12-7].
    5-11) قسمة السلطة التشريعية في جنوب السودان قائمة على أساس تمكين ثنائي كالآتي:[3-5-1].
    ‌أ. الحركة الشعبية لتحرير السودان ممثلة بنسبة 70%
    ‌ب. المؤتمر الوطني 15%.
    ‌ج. القوى السياسية الأخرى من الجنوب 15%.
    5-12) السلطة التنفيذية في الجنوب كذلك قائمة على أساس ثنائي [3-6-4].
    5-13) السلطة الولائية مقسمة على أساس ثنائي مماثل بحيث تعطي المؤتمر الوطني هيمنة على الشمال وتعطي الحركة الشعبية هيمنة على الجنوب. جاء في النص " يكون للمؤتمر الوطني 70% في الولايات الشمالية وللحركة الشعبية 70% في الولايات الجنوبية نسبة 30% الباقية تقسم كالآتي:
    ‌أ. نسبة 10% في الولايات الجنوبية لحزب المؤتمر الوطني.
    ‌ب. نسبة 10% في الولايات الشمالية للحركة الشعبية.
    ‌ج. نسبة 20% في الولايات الشمالية والجنوبية تشغلها القوى السياسية الأخرى الشمالية والجنوبية على التوالي [4-4-2].
    5-14) تكوين المفوضية القومية للبترول في السودان يقوم على أساس تمكين ثنائي من غير حضور للآخرين [3-03].
    5-15) الاطلاع على عقود البترول الراهنة سر محجوب على كافة السودانيين إلا حكومة النظام الحالية والحركة الشعبية [4-01].
    5-16) الأجهزة التنفيذية والتشريعية الانتقالية في ولايتي جنوب كردفان وجبال النوبة والنيل الأزرق مقسمة بين حزبي الاتفاقية بلا حضور لغيرهما.
    5-17) القوات المسلحة السودانية تشكل مناصفة بين الحزبين. جاء النص كالآتي: " تكوين الجيش السوداني في المستقبل والذي سوف يشكل بين القوات المسلحة السودانية والجيش الشعبي لتحرير السودان " [ البند الأول في بروتوكول الترتيبات الأمنية ]. كذلك تكوين القوات المسلحة في الفترة الانتقالية تكوين ثنائي صارم.
    5-18) الطرفان سوف يوجهان الصحافة إعلاميا في الفترة الانتقالية. جاء النص " دون الإخلال بحرية الصحافة يوافق الطرفان على تشكيل لجنة إعلامية مشتركة عند التوقيع على اتفاقية السلام الشامل لوضع مبادئ عامة للإعلام والصحافة سعياً إلى تعزيز بيئة تشجع على التنفيذ السلمي لوقف إطلاق النار " [10-4] هذا معناه بتر حرية الصحافة لصالح توجيه ثنائي.
    5-19) القوات المسلحة الأخرى في السودان لا خيار لها بموجب الاتفاقية إلا الانضمام لإحدى القوتين المسلحتين التابعتين للحزبين [11-08].
    5-20) مجلس الدفاع الوطني مكون على أساس ثنائي بحت [17-01].
    6 المناطق الرمادية:
    فجوة الثقة بين طرفي التفاوض كانت واسعة فهما يمثلان طرفي النقيض الفكري في السياسة السودانية. كان الحوار بينهما في الغالب عقيماً. فجوة الثقة هذه أضرت بالمصلحة الوطنية في أمرين الأول: هو أن وصول الحوار لطريق مسدود في كثير من القضايا أوجب تدخل الوسطاء برأي ثالث قبله الطرفان ولكنه يحمل بذرة تناقض في داخله، هذه الحقيقة تركت حوالي عشرين بنداً من بنود الاتفاقية رمادي المعنى قابلاً لأكثر من تفسير. أما الثاني: فهو إيجاب دور كبير للأسرة الدولية في مراقبة ومتابعة وإنفاذ الاتفاقية هذا سوف نفصله لاحقا. أما هنا فإننا نستعرض البنود الرمادية وهي :
    6-1) جاء في الاتفاقية (الفصل الأول: بروتوكول ميشاكوس): يتم تشكيل مفوضية قومية تمثيلية لمراجعة الدستور خلال الفترة قبل الانتقالية تكون مهمتها الأولى صياغة إطار قانوني دستوري يحكم الفترة الانتقالية ويتضمن اتفاقية السلام [3-1-2]. هذا بينما البند (3-1-4) ينص على أنه: "يتم خلال الفترة الانتقالية إجراء عملية مراجعة دستورية شاملة" مما يعني حصر مهمة مفوضية الدستور والدستور الذي ينتج عنها في هذه الفترة على مهمة محددة. الاختلاف حول تفسير هذا البند عطل تكوين هذه المفوضية المحدد له (حسب جدول وسائل تنفيذ بروتوكولي ميشاكوس واقتسام السلطة) أسبوعين إلى 5 شهور. ثم كونت بصورة مبتورة في 30/4/2005، واتخذت لنفسها مهمة كتابة الدستور الدائم بخلاف ما ورد في الاتفاقية.
    6-2) النص [3-2-1] في الفصل الأول: بروتوكول ميشاكوس: "تكون هناك حكومة قومية تمارس المهام وتجيز القوانين كما يجب أن تمارسها بالضرورة على الصعيد القومي دولة ذات سيادة وتأخذ السلطة التشريعية القومية في الحسبان في جميع قوانينها التنوع الديني والثقافي للشعب السوداني. هل هذه حكومة مكونة بصورة قومية كما تدعي أم هي حكومة التمكين الثنائي الذي فصلته الاتفاقية ؟.
    6-3) جاء في بروتوكول قسمة السلطة النص الآتي [1-6-2-16]- (ب): تضمن بالدستور القومي الانتقالي حقوق الإنسان والحريات الأساسية المتجسدة في العهد الدولي بشأن الحقوق المدنية والسياسية ولا حيدة عن هذه الحقوق والحريات بموجب الدستور أو العهد الدولي بشأن الحقوق المدنية والسياسية إلا وفقا للأحكام الخاصة بهما ويتم ذلك بموافقة فقط من الرئاسة والبرلمان القومي حسبما هو منصوص عليه هنا في القسم 3-14-2.. هل معنى هذا النص على الاتفاقيات الدولية ثم إفراغها من مضمونها الحقوقي؟
    6-4) النص على المصالحة الوطنية غامض وخال من آلية [1-7: الفصل الثاني: تقاسم السلطة].
    6-5) اتفق على مواعيد محددة لإجراء التعداد السكاني والانتخابات العامة، ثم ألغي هذا التحديد بنص فضفاض جاء فيه : قبل ستة أشهر من نهاية الفترتين يجتمع الطرفان لتحديد جدوى الموعدين [1-8-4] و(1-8-5): الفصل الثاني: اقتسام السلطة.
    6-6) النص الخاص بوضع العاصمة مثل كسب الأشعري قابل لأكثر من تفسير لأنه ينص على قوميتها واستحقاق ذلك وخضوعها للشريعة [2-4]: اقتسام السلطة.
    6-7) الإدارة القانونية في العاصمة تركت لترتيبات فضفاضة.[2-4]: اقتسام السلطة.
    6-8) مفوضية مستقلة قومية للانتخابات ممثلة ومحايدة!.. الغموض يحيط بتكوينها وصلاحياتها.[2-10-1-1]: اقتسام السلطة.
    6-9) مفوضية حقوق الإنسان. كذلك يحيط بها الغموض.[2-10-1-2].
    6-10) كذلك مفوضية الخدمة القضائية [2-10-1-3].
    6-11) كذلك المفوضية القومية للخدمة المدنية [2-10-1-4].
    6-12) كذلك المفوضية القومية المؤقتة لمتابعة الاستفتاء وتضم أيضا خبراء دوليين. [2-10-1-5].
    6-13) وكذلك مفوضية تخصيص ومراقبة الإيرادات المالية.[2-10-1-6]: اقتسام السلطة.
    6-14) ملكية الأراضي في السودان على أهميتها البالغة في أمر الثروة القومية علقت بصورة – "يتفق الطرفان على وضع ترتيبات لحل هذه المسألة " وهي مسألة حيوية في أمر الثروة وكان ولا يزال لها أثراً خطيراً على الأمن القومي في البلاد [2-1]: الفصل الثالث: تقاسم الثروة.
    6-15) الاتفاق بشأن مستقبل أبيي مشحون بالنقاط الغامضة [1-1]: الفصل الرابع: حسم نزاع منطقة أبيي.
    6-16) النص على تمثيل قومي لولايتي جبال النوبة وجنوب النيل الأزرق وترك التحديد معلقاً [1-1-6]: الفصل الخامس: حسم النزاع في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.
    6-17) يصوغ الطرفان مبدأ عسكريا مشتركا كأساس للوحدات المشتركة المدمجة وأيضا كأساس لجيش السودان لفترة ما بعد الفترة الانتقالية. كيف يمكن دمج قوتين مرحليا إحداهما تقوم على مبدأ جهادي قتالي والأخرى على مبدأ علماني ؟ وكيف يكون المبدأ قوميا ومؤلفاه حزبان ؟ [الفصل السادس: الترتيبات الأمنية].
    6-18) معالجة وضع القوات المسلحة الأخرى معلقة وقابلة للاختلافات.
    6-19) معالجة وتنظيم الشرطة كذلك.
    6-20) وأجهزة الأمن القومي.
    قضايا هامة غائبة:
    هذه الاتفاقية اهتمت بتفاصيل دقيقة في توزيع مقاعد السلطة وأغفلت مسائل تشكل قنابل موقوتة إذا لم تعالج بصورة وفاقية. هنالك سبع مسائل هامة كانت من أسباب النزاع في السودان ولم تحظ بالمعالجة اللازمة هي :
    ‌أ. قضية الاستعلاء والدونية الثقافية, والحاجة لبروتوكول أو ميثاق مفصل للمسألة الثقافية.
    ‌ب. قضية العلاقات البينية بين الأديان : الإسلام والمسيحية واليهودية والأديان السودانية المحلية هذه الأمور توجب ميثاقا دينيا شاملا.
    ‌ج. الثروة اقتصرت على بترول الجنوب وعلى إيرادات الضرائب وحسب وهذا فهم ضيق وناقص للثروة أغفل الثروات داخل الأراضي الأخرى. وأغفل المياه لا سيما مياه النيل.
    ‌د. هنالك شكوى من أن سياسة السودان الخارجية اهتمت بالبعد العربي وأغفلت ما سواه. وهنالك تباين في موقفي طرفي الاتفاق من العلاقة بأثيوبيا وإرتريا. وكذلك بالنسبة للقضية الفلسطينية.
    هـ. التكوين والمبدأ القتالي المتفق عليه لتكون للسودان قوات مسلحة قانونية ومأمونة ترك شاغراً.
    و. أهملت الاتفاقية مسألة هامة عالجتها كل اتفاقيات السلام الناجحة وهي الاتفاق على مبادئ وآليات للتعامل مع مظالم الماضي لكي لا تؤثر سلبا على الوفاق والاستقرار.
    ز. الاتفاقية في كثير من بنودها ذكرت الالتزام بالقومية وبالشمول وبالإحاطة ولكنها أغفلت تماما تصميم آلية لتحقيق تلك المقاصد الوطنية السامية.
    7 نصوص قاصرة في الاتفاقية
    هنالك نصوص في الاتفاقية ممعنة في عصبيتها الضيقة ورؤيتها القاصرة ولا تترك للآخرين مجالا إلا الجهر بمعارضتها هي :
    أولاً: النظام المصرفي المزدوج الذي يفرض على الشمال نظاما بآلية سموها إسلامية وهي أكثر استغلالا لحاجة المحتاج من سعر الفائدة.. بالية لأنها تعامل صيغا للتبادل التجاري مثل المرابحة والسلم على أساس أنها صيغ ائتمانية وهي ليست كذلك والرأي السليم هو أن يكون في كل مصارف السودان شباكان أحدهما يعمل بسعر الفائدة والآخر بالسلم والمرابحة والشراكة على أساس أنها كلها جائزة قانونيا [وشرعا] لقد أوضحنا أن سعر الفائدة كتعويض لقيمة العملة واجب شرعا، كما أن سعر الفائدة مهم لتحديد أولويات الاستثمار ومهم لضبط حجم النقود ومهم في التعامل مع البنوك الدولية والضرورة توجبه.
    ثانيا: التكوين الثنائي لمجلس إدارة البنك المركزي كما نصت على ذلك الاتفاقية ظلم للآخرين وينبغي أن ينص على أن يكون مجلس إدارة البنك المركزي مهنياً ومستقلا.
    ثالثا: صرف مبلغ لا يقل عن 80 مليون دولار لإصدار عملة جديدة يمكن ألا يزيد عمرها عن عامين عبث لا طائل منه.
    مسألة العملة تؤجل إلى حين معرفة نتيجة الاستفتاء وإلى حين ذلك تستمر العملات المعمول بها حاليا.
    رابعا: التكوين الثنائي للقوات السودانية المسلحة في الفترة الانتقالية خطأ يهدد مصالح الآخرين ولا يحمي الأمن القومي.
    خامسا: تكوين القوات المسلحة القومية على أساس نواة حزبية ثنائية خطأ جسيم وتفريط في المصالح الوطنية ولا يمكن قبوله.
    سادسا: ترك مواعيد الانتخابات في أيدي السلطان الثنائي غير مقبول لأنهما في آن واحد الخصم والحكم.
    سابعا: صيغة الاستفتاء الحالية خطأ لأنها تبطن استمرارا للهيمنة الثنائية بعد الاستفتاء إذا جاء لصالح الوحدة. الصحيح أن تكون الصيغة المستفتى عليها هي : الوحدة على أساس عادل أو الانفصال وحسن الجوار.
    8 نصوص مجحفة:
    هنالك خمسة بنود مجحفة للغاية لأنها إذا تركت كما وردت في النص تعني تكريس دكتاتورية ثنائية ظالمة الآن وفي المستقبل لذلك ينبغي أن تواجه مواجهة شاملة هي :
    أولا: النص على حرمان الشخص أو الحزب من حقوقه في المواطنة وفي المشاركة الديمقراطية إذا لم يلتزم بالاتفاقية الثنائية. يمكن أن يطالب الجميع بالالتزام بالسلام وبالديمقراطية ووحدة الوطن الطوعية وبالسيادة الوطنية وبحقوق الإنسان وبحرية الأديان وبنبذ العنف باعتبارها ثوابت ملزمة لكل مواطن ولكن هذا لا يشمل اتفاقية عيوبها مكشوفة.
    ثانيا: إقحام ديمومة السلطان الثنائي في صيغة الاستفتاء لتقرير المصير.
    ثالثا: السماح للتلاعب بحقوق الإنسان بقيود يفرضها السلطان الثنائي.
    رابعا: تقديم ائتلاف عسكري ثنائي باعتباره التكوين القومي للقوات المسلحة.
    خامسا: ترك مسألة الانتخابات من حيث قانونها والإشراف عليها وتحديد مواعيدها لحزبين سياسيين دون غيرهما.
    9 التدويل:
    اتفاقية السلام تحت البحث اتفاقية تؤسس لحماية دولية وتمثل درجة أعلى من درجات التراجع عن مفهوم السيادة الوطنية ونحن أهل السودان قلبنا هذا التدويل لضرورات موضوعية هي :
    أولا: فجوة الثقة بين أهل الوطن التي خلقتها سياسات النظام السوداني أوجبت شاهدا ومتابعا وضامنا دوليا.
    ثانيا: عجز النظام السوداني الواضح في القيام بالمهام المعهودة للحكومة الوطنية مثل كفالة المعيشة وحماية أمن المواطنين.
    ثالثا: عدم الثقة الشائع في أوساط كثيرة في السودان مما جعلها تثق في "الدولي" أكثر من ثقتها في "الوطني".
    رابعا: اتباع السياسة الدولية نهجا نحو السودان ملتزما بالسلام العادل وبالتحول الديمقراطي وبحقوق الإنسان وبمحاسبة الجناة وبصورة جعلتها أكثر ضامنا لحقوق الإنسان وللحريات الأساسية. إن دور الأمم المتحدة المنتظر هو أن تكون " حكما" محايدا بين حزبي الاتفاق وأن تكون "حكما" حقانيا بينهما وبين الكيانات الشعبية والمدنية العريضة التي غيباها.
    بعض المسئولين السودانيين يتحدثون عن السيادة الوطنية كأنها قائمة في السودان بصورتها المعهودة. هذا ليس صحيحا فالشأن السوداني على ضوء اتفاقية السلام صار مدوّلاً بموجب التفاصيل العشرة الآتية:
    10-1 الطرفان سوف يقدمان للأمم المتحدة القوائم المفصلة عن حجم ومواقع قواتهما..إلخ. (8-7).(مرفق1: وقف إطلاق النار الدائم والترتيبات الأمنية ووسائل التنفيذ والملاحق).
    10-2 الطرفان زائد مندوب الأمم المتحدة ينظرون في أمر معالجة المجموعات المسلحة الأخرى (11-4): مرفق1.
    10-3 المفوضية السياسية لوقف إطلاق النار بها ممثل للأمين العام للأمم المتحدة (14-2-3): مرفق.
    10-4 كذلك الأمم المتحدة ممثلة في اللجنة العسكرية المشتركة (14-6-4): مرفق1.
    10-5 كذلك الأمم المتحدة ممثلة في اللجنة العسكرية المشتركة للمنطقة (في كل من جوبا، ملكال، واو، كادوقلي، أبيي، الدمازين والكرمك): (14-7-1-1) و(14-7-1-3): مرفق1.
    10-6 طلب الطرفان في الاتفاقية أن تقوم الأمم المتحدة بدور شامل ومفصل لمراقبة ومتابعة، وإنفاذ اتفاقية السلام بموجب الفصل السادس الاختياري من ميثاق الأمم المتحدة. مجلس الأمن استعرض الطلب وتوصيات الأمين العام وقرر زيادة صلاحيات بعثة الأمم المتحدة للسودان وإرسالها بموجب الفصل السابع الإجباري [ القرار 1590].
    10-7 تمويل القوات المسلحة لجنوب السودان سيكون من مصادر خارجية.[21-1]: مرفق1.
    10-8 الشرطة السودانية سوف تخضع لبرامج تدريب وتأهيل دولية [22-5]: مرفق1.
    10-9 وكذلك سيكون نزع سلاح القوات والتسريح وإيجاد بدائل مدنية تحت إشراف دولي [24-3] و [25-2-3]: مرفق1.
    10-10 وسوف تكون عملية التنمية وإعادة التأهيل تحت إدارة دولية بموجب قرارات مؤتمر أوسلو [أبريل 2005].
    هذا كله بالإضافة للدور الدولي في توطين النازحين واللاجئين والإغاثات الإنسانية.
    ولا يخفى أن كافة عمليات وقف إطلاق النار وحماية المدنيين ومشروعات السلام المختلفة مهام متروكة لجهات إقليمية خارجية أو دولية في منتجعات كينيا وأبوجا والقاهرة وانجمينا وطرابلس.
    إن ما بقي من السيادة الوطنية لأهل السودان قليل جدا.
    ختام:
    هذا ما كان من أمر اتفاقية السلام التي ينبغي أن يلم أهل السودان بما لها وما عليها استعدادا للمرحلة القادمة التي فيها نؤسس على الإيجابيات ونصحح السلبيات في مسيرة بناء السلام وبناء الوطن وبناء الديمقراطية وتحقيق التنمية والعدالة.
                  

06-02-2008, 07:55 PM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10821

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن نيفاشا - السلام، الصادق والحكومة والتجمع يكتب الفاضل عباس (Re: Nasr)

    أختلف مع الأستاذ الفاضل في:
    الصادق المهدي 2008، ليس هو الصادق المهدي 1966، مرت مياه كثيرة من تحت كوبري أمدرمان. ولا أعتقد ان حلف الدستور الإسلامي في بال الصادق أو أيا من متطرفي الحركة الإسلامية. يحمد الصادق للإنقاذ أنها أنزلت شعار الدستور الإسلامي لأرض الواقع ليثبت خطأه، لا في النظرية فحسب بل في أرض الواقع. ولن يستطيع أن يزايد أمرأ ما كان الصادق المهدي أو يبتزه في مسالة الشريعة والدستور الإسلامي كما فعلت الجبهة القومية طوال سنوات الديمقراطية الثانية والثالثة. المشروع الحضاري سقط ولن يستطيع سياسي (سيوبرمان) أن يعيد له الحياة، ما تبقي منه عنصرية وجهوية، ومجموعات سماسمرة تقاتل لاقتسام عوائد النفط ورخص الإستيراد وما تبقي من جبايات وأموال مغتربين.

    والمؤتمر الجامع مخرج للسودان حتي وإن قالت به السلطةالديكتاتورية الحاكمة في السودان. قد ترغب السلطة في إفراغه من محتواه وأن تحاول أن تفصله علي أجندتها، ولكن هزيمتها في معركة أمدرمان الأخيرة وفشلها الذي أستمر لطوال عقدين من الزمان هو الذي أضطرها للقبول بالمؤتمر الحامع. قيام المؤتمر الجامع هو هزيمة سياسية ومعنوية لسلطة أول ما في فعلت بعد إنقلابها هو حل الأحزاب والنقابات وتعطيل الدستور، وظلت تحشو الأدمغة والأفئدة ببطلان وفساد الأحزاب. إنه إعتراف بالآخر المختلف، من قبل سلطة لم تك تر في الآخر سوي كافر وملحد وصهيوني وطابور خامس.

    وأعتقد أن تقارب البشير مع حزب الأمة في هذا الوقت بالتحديد هو في أحد أوجهه مكايدة لمصر، توهما منه أن مصر تتعاطف (أو علي الأقل تستغل) حركات دارفور. وذلك إنتصارا علي جناح علي عثمان والذي يود لو أنه صار عميل مصر المعتمد في الدولة السودانية. (كانت مصر علي ألحت علي إلغاء إتفاق الوفاق الوطني والذي سعي به سوار الذهب خشية من عودة الترابي والصادق لمسرح السياسة وربما السلطة).

    السلطة مهزومة ومتخبطة ومحاصرة، وبعد إنفراط عقد الحركة الإسلامية أزداد إحتياجها لجهة منظمة وذات ثقل سياسي لتساعدها في البقاء. قد تجد ذلك في حزب الأمة، ولكن لو أن الصادق صبر قليلا لقالت السلطة الروب.... لكنها الشفقة البتقد المكنة كما يقول مساعدية اللواري في السودان.
                  

06-03-2008, 02:14 AM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10821

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن نيفاشا - السلام، الصادق والحكومة والتجمع يكتب الفاضل عباس (Re: Nasr)

    شكرا لما أوردت من نقد لنيفاشا يا محمد الحسن. هلا أخبرتنا كيف عالجت إتفاقية التراضي هذا الخلل؟؟؟؟؟؟؟؟؟
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de