عن نيفاشا - السلام، الصادق والحكومة والتجمع يكتب الفاضل عباس

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 01:10 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-02-2008, 06:04 PM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10839

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عن نيفاشا - السلام، الصادق والحكومة والتجمع يكتب الفاضل عباس

    هذه المساهمة منقولة من Sudanile نستميحهم عذرا

    المجد لنيفاشا في الأعالي ... وعلى الأرض السلام

    الفاضل عباس محمد علي

    Those who stand high
    Have many blasts to shake them!
    An, when they fall,
    They dash themselves to pieces.
    وليام شكسبير، مسرحية ريتشارد الثالث.

    كم يتفطر القلب حسرة و أنا أرى شيخا راسخا و عالما نحريرا و وطنيا لا يشقّ له غبار كالصادق المهدي يسابق نفسه في تبنّى خطاب الانقاذ والتماهي مع فكر المؤتمر الوطني، بل و يصبح ملكيّا أكثر من الملك، و آخر المزايدات كانت ادانته البارحة للولايات المتحدة و تحميلها وزر أبيي، قائلا ان أمريكا هي السبب وراء المشكلة. و اذا أحسنّا الظن فهو يقصد لجنة التحكيم التي شكّلت بموجب اتفاقية نيفاشا، و لعله يتهمها بالتحديد بأنها خضعت لصغوط امريكية، و لكنه لم يقل ذلك صراحة و لم يقدم الدلائل الثبوتية؛ أم لعله يقصد نيفاشا نفسها باعتبار أن( نفّاستها) هي الولايات المتحدة، و ذلك أيضا استنتاج ذاتي غير موضوعي و قراءة غير مسنودة بالبراهين و الشواهد المنطقية. و رغم أنه من الواضح جدا أن السيد الصادق كان متبّرما من اتفاقية نيفاشا الا أن السبب الذي كان يتعلّل به هو ثنائيتها، و كونها لم تحمل توقيعات القوى السياسية الأخرى، أما الاتفاقية بمتونها و حواشيها و بروتوكولاتها فلا جناح عليها، كما ظل السيّد الصادق يردّد حتى بلغنا المنعطف الحالي.
    و باختصار شديد، لا يخفى على أحد محاولات النظام التملّص من اتفاقية نيفاشا، فالتلكّؤ في تطبيق نصوصها على الأرض يشير لذلك، و حسابات المؤتمر الوطني تتلخّص في جرجرة الأرجل حتى الانتخابات التي يفصلنا عنها عام واحد، و الحشّاش يملأ شبكته؛ بيد أن الجميع يعرفون من هو الحشّاش الاكبر، من ذا الذي يسيطر على أجهزة الدولة بكاملها مع تكميم أفواه الآخرين و ملاحقتهم الي أن دخلوا في حجر ضب خرب، و من هو الذي ستجري الانتخابات و عيونه لها القدح المعّلى، و امكانياته بلا منافس، و تجاربه لا مثيل لها في تزوير الانتخابات في وضح النهار؟؟ و لكن الجديد في الأمر هو أن المؤتمر الوطني وجد لنفسه حليفا متحمسا (و مغرودا)، مثل أبينا آدم الذي وجد أمنا حواء بعد طول بحث، ( وفي الحقيقة كان الأجدر بالسيد الصادق أن يستخدم هذا الميتافور و ليس ميتافور سيدنا نوح عندما تحدث في بورتسودان بالأسبوع الماضي و شبّه اتفاقيته مع المؤتمر الوطني بسفينة نوح، الذين يتسلقونها هم الآمنون، و الآخرون ستتخطّفهم أمواج الطوفان.)
    و مما يشير الى أن ثمة حلفا استراتيجيا قد أحكم رتاجه بين المؤتمر الوطني و حزب الأمة جناح الصادق هو ابراز السمات الايدلوجية التي توحّد الحزبين في مقابل الحركة الوطنية السودانية، و أهم تلك السمات خلط الدين بالدولة و الدعوة لارساء دعائم النظام الثيوقراطي الذي يحيل المجموعات الاثنية من غير المسلمين، مثل سكان جنوب السودان و جزء كبير من جبال النوبة، الى أهل ذمة يدفعون الجزية و هم صاغرون، ولن يكون منهم رئيس أو والي أو قاضي أو مدير جامعة أو حتى رئيس لاتحاد الكرة؛ أليست تلك انتكاسة لما قبل اتفاقية نيفاشا يناير 2005م؟
    و رغم أن الاتفاقية عكست ما في العقل الباطن لنظام البشير، فهو لا يستطيع أن يجاهر بمغزاها و محتواها لأنّه مازال مقيدا بثقل دولي تجاه الشريك الذي يجلس معه على سدة الحكم: الحركة الشعبية برئاسة سلفاكير، و سيظل النظام يتظاهر بأن كل شيء علي ما يرام ، و سيبذل كل ما في وسعه للاحتفاظ بالشريك الجنوبي حتى موعد الانتخابات بالعام القادم. بيد أنه في نفس الوقت ليس هنالك ما يمنعه من الصيد في الماء العكر و البحث الدؤوب عن فرصة لالغاء اتفاقية نيفاشا، أو على الأقل اعادة صياغتها، و لكن بلا عواصف أو شيل حس أو لفت أنظار، خاصة أنظار دول الايقاد- أثيوبيا و جيبوتي و كينيا و يوغندا، بالاضافة لشهود نيفاشا الأربعة، بريطانيا و الولايات المتحدة و النرويج و ايطاليا. و لقد لاحت سانحة لا تقدر بثمن أمام النظام، و أمام حزب الأمة، و هي المؤتمر الجامع؛ قمن الواضح جدا أن هاتين الفعاليتين المسكونتين بتطبيق الشريعة، خاصة النصوص القطعية و ما يتعلق بهوية الدولة، تنتظران المؤتمر الجامع لتفجير مثل تلك القضايا الملتهبة، سعيا منهما لنسف اتفاقية نيفاشا من أساسها، و سيعني ذلك فيما يعني وضعها على مائدة التشريح لالغائها أو تعديلها بشرعية الاجماع السوداني المتمثل في المؤتمر الجامع؛ و هكذا فان المؤتمر الجامع بمنظور الحزب الحاكم و حزب الأمة هو فرصة للتلاعب بالقوى السياسية كلها، فاذا نجحا في تمرير مشروعهما الخاص بالدولة الدينية يكون ذلك اشباعا لأشواق ظلت تراودهما منذ لجنة الدستور لعام 1965 عدما كانا يتعاونان بالجمعية التأسيسية لفرض الجمهورية الاسلامية، بعد أن تمكّنا من حل الحزب الشيوعي و طرد نوّابة من نفس تلك الجمعية؛ و اذا لم تنجحا في ذلك، و حدث استقطاب جعل الجنوبيين ينفضون أيديهم من المؤتمر الجامع و يطالبون بالانفصال الفوري، أو بتقريب موعد الاستفتاء، و معروف كونه سيتمخض عن انفصال الجنوب اذا ما استمر النظام الحالي، منفردا أو متحالفا مع حزب الأمة جناح الصادق، أو اذا ما خضع شمال السودان في أي يوم من الأيام لحكم ديني ثيوقراطي يعامل الجنوبيين كأهل ذمة يدفعون الجزية و هو صاغرون، فان دماء جريمة الانفصال يكون قد تم توزيعها على كل القبائل؛ أي أن النظام يرى، كما يرى كل الناس، أنه دفع بالبلاد نحو التقسيم و التفتيت، و بلغ بالفتنة العرقية و الدينية آخر مداها، و لكن يا حبذا لو حشر الآخرين معه في هذا الفخ.
    و هكذا فان المؤتمر الجامع لدى الحكومة و حزب الأمة دعوة حق أريد بها باطل، و لكنه بمنظور التجمع الوطني الديمقراطي هو المخرج الوحيد من أزمة السودان الحالية، فهو لن يكون ملتقى لأهل بيزنطة أو فرصة لاعادة اختراع الاطار المستدير، اذ أنه سيبدأ من حيث انتهت اتفاقية نيفاشا و ليس قبلها، و لن يدخلها ضمن الأجندة بغرض تعديلها أو الغائها؛ و طالما هي تعبير عن وجهة نظر القوى الجنوبية في الوقت الراهن، و قد وافقت عليها القوى الشمالية ممثلة في الحكومة و التجمع، كما اثبتت ذلك اتفاقية القاهرة في يونيو 2005 بينهما بحضور الراحل جون قرنق و شهادة الرئيس حسني مبارك، فهي ليست قابلة للنقض أو الاستئناف أو اعادة النظر، و عليه فان المؤتمر الجامع يبدأ فورا بالبند رقم 2، و هو مشكلة دارفور، و ذلك بعد أن تكون القوى الدارفورية قد وحّدت رؤاها و جاءت للمؤتمر بورقة متفق عليها، و البند رقم 3 في المؤتمر هو الانتخابات و امكانية تأجيلها لبضع شهور، و هذا لا يتعارض مع اتفاقية نيفاشا التي نصّت على امكانية بحث موضوع التأجيل شريطة أن توافق عليه المجالس النيابية الحالية في الخرطوم و جوبا. ان المؤتمر الجامع الذي يناضل من أجله التجمع الوطنيالديمقراطي هو أساسا لدخول جميع الفصائل و الفعاليات السودانية كطرف أصيل في اتفاقية نيفاشا، و في حقيقة الأمر فان تطبيق نيفاشا، خاصة مسألة التحول الديمقراطي، يضع البلاد على الطريق الصحيح، و أي شنشنة جانبية من نوع الاتفاق المتهافت الذي تم مؤخرا بين المؤتمر الوطني و حزب الأمة، هي مضيعة للوقت و تشويش على نيفاشا و ارباك للشعب الذي تاه في دروب المبادرات و الاتفاقيات الثنائية و الثلاثية و هلمجرا، و هي تأجيج لنيران الفتنة التي ما انفكت تجرجر ذ يولها في أبيي، و بالتأكيد فان العودة للخطاب الذي كان سائدا في أوائل التسعينات، من نوع: ( أمريكا دنا عذابها... و حان ضرابها)، باعتبارها زعيمة الصليبية الدولية، و باعتبارنا في حالة جهاد ضدها بجنوب السودان، هو ضرب من الافلاس السياسي، على طريقة الخواجة الذي أعلن افلاسه و انفض السامر من حوله فأخذ يقلب دفاتر الدائنين و المدينين القديمة؛ و المزايدة العقيمة التي تجعلنا نتصور أن أمريكا خلف مشكلة أبيي هي مجاراة لدون كيخوتة Don Quixote الذي امتطى بغله روكتينانت و امتشق سيفه ليحارب طواحين الهواء، فالولايات المتحدة مشغولة في توله، ما بين انتخابات رئاسية صاخبة، و أزمات طاحنات في العراق و أفغانستان و الشرق الأوسط، و ان هي ساعدت، كما ساعدت الدول الأروربية الثلاث و دول الايقاد، في دفع الاطراف المتحاورة على مدى عامين بنيفاشا و مشاكوس للوصول للاتفاق الذي بين أيدينا، فلماذا لا نشكرها، أم أن الموضة هي الضرب على رأس الولايات المتحدة، كما تفعل المطرقة بالوتد، بسبب و بلا سبب؛ صحيح أن سياستها في الشرق الأوسط متخبطة و امبريالية و غير عادلة، و لكن تصادف أن دورها في نيفاشا كان دورا ايجابيا، لعب فيه أشخاص لبراليون مثل الجنرال كولن باول دورا أساسيا، و تلك حقائق موضوعية لا مفر من تذّكّرها و ذكرها بالساحة السودانية؛ و لا مصلحة لنا في استعداء اللاعبين الدوليين الأساسيين في مجال الاغاثة و اعادة اللاجئين و تسكينهم و تأمينهم من خوف و اطعامهم من جوع؛ هذه حقائق لم تفت على جماهير دارفور التي لاقت قونداليزا رايس عندما زارت معسكراتهم بلافتات كتب عليها (up..up.. America) على النقيض من الشعارات التي قابلنا بها ريتشارد نيكسون أيام زيارته للسودان عام 1958. و لقد سمعنا أن اللاجئين الدارفوريين بتشاد قابلوا رئيس حزب الأمة في زيارته الأخيرة لانجمينا بغير ما قابلوا به وزيرة الخارجية الأمريكية.
    ليت النظام يدرك أن الحسنة الوحيدة التي يشكره عليها أهل السودان هي اتفاقية نيفاشا، و ليته لا يسعى للتنصّل منها كما فعل جعفر نيميري عندما ألغى اتفاقية أديس أبابا 1972 لأنه نصب نفسه خليفة للمسلمين في أغسطس 1983، فنقض غزله بنفسه و جر على السودان كل هذه المصائب التي ظل يتنكبها منذئذ، و ليته يدرك أن الغاء نيفاشا... دونه خرت القتاد. و السلام

    الفاضل عباس محمد علي
                  

العنوان الكاتب Date
عن نيفاشا - السلام، الصادق والحكومة والتجمع يكتب الفاضل عباس Nasr06-02-08, 06:04 PM
  Re: عن نيفاشا - السلام، الصادق والحكومة والتجمع يكتب الفاضل عباس محمد حسن العمدة06-02-08, 07:54 PM
  Re: عن نيفاشا - السلام، الصادق والحكومة والتجمع يكتب الفاضل عباس Nasr06-02-08, 07:55 PM
  Re: عن نيفاشا - السلام، الصادق والحكومة والتجمع يكتب الفاضل عباس Nasr06-03-08, 02:14 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de