التحية للزعيم العظيم محمد جعفر نميرى

Quote: القاهرة تشهد رفضاً واسعاً لتوجه حركة عبد الواحد محمد نور نحو إسرائيل تقرير جمال عنقرة/القاهرة [email protected] أصاب خبر فتح حركة عبد الواحد محمد نور الدارفورية المتمردة مكتب لها فى إسرائيل أصاب الأوساط السياسية والإعلامية فى مصر بصدمة شديدة ذلك أن الخطوة لم تكن متوقعة فى ظل التعاطف العربى والإسلامى الكبير مع قضية دارفور وزاد من حدة وقع الخبر أن مجموعة من أبناء دارفور الذين كانوا يعيشون لاجئين فى مصر قد تسللوا فى أوقات متفاوتة إلى دولة الكيان الصهيونى عبر الحدود المصرية الإسرائيلية ، وكان من بين هؤلاء المتسللين مدير مكتب حركة تحرير السودان جناح عبد الواحد فى القاهرة السيد إدريس الأمر الذى جعل كثيرين يربطون بين الهجرة السودانية على وجه العموم وهجرة أبناء دارفور بصفة خاصة إلى إسرائيل وبين موقف حركة عبد الواحد نور الأخير. الأستاذ هانئ رسلان رئيس وحدة دراسات حوض النيل والسودان بالأهرام والخبير فى الشؤون السودانية قال إن إفتتاح حركة عبد الواحد نور مكتباً فى إسرائيل يعد تطوراً بالغ الخطورة فى مسارات قضية دارفور، ويجسد بشكل قوى تحول بعض الحركات الدارفورية لأدوات ودمى يتم تحريكها من الخارج ، وأن بعض قادة هذه الحركات يفتقدون إلى الحد الأدنى من الوعى اللازم لإدارة قضاياهم فى الإتجاه الصحيح الذى يوصل إلى الأهداف المبتغاة .فلدارفور قضية عادلة فهى تفتقد إلى التنمية والخدمات الأساسية وتحتاج إلى نظرة موضوعية تعيد هيكلة إشراكها فى الحكم وتحقق إستقراراً لسكانها ، ولكن مثل هذا التصرف غير المحسوب يضر بالقضية ضرراً بالغاً . وهو تصرف يؤكد أن عبد الواحد صار ألعوبة فى أيدى أجنبية تعبث به كيفما تشاء ويدفع الشعب الدارفورى الذى يتحرك نور باسمه الثمن غالياً . وأضاف السيد رسلان أن مثل هذا التصرف الأحمق يخالف توجهات الشعب السودانى حكومة وشعباً ويخالف كذلك توجهات أهل دارفور الذين يعتنقون جميعاً الدين الإسلامى ، وهم منحازون تاريخياً لقضايا امتهم العربية والإسلامية . فكيف يعقل أن يأتى من يدعى القتال باسم دارفور ويصنع علاقة مع دولة الكيان الصهيونى . ولكنها روح العنصرية والبغضاء التى يتحلى بها عبد الواحد نور الذى فضل الإستقواء باللوبى الصهيونى المتنفذ فى وسائل الإعلام الغربية وفى الإدارة الأمريكية على حساب المبادئ والقيم التى ضرب بها عبد الواحد عرض الحائط . وهويحمل تصوراً مغلوطاً عن نفسه يصوره قائداً قادماً من العصور الوسطى يحارب طواحين الهواء ويستخدم فى سبيل ذلك وسائل تجر الإساءة إليه وإلى كل من يوافقه على هذه التصرفات الرعناء. الدكتور أبو الحسن فرح عضو المكتب السياسى للحزب الإتحادى الديمقراطى (المرجعيات) قال إن مثل هذا التوجه يعارض كل حقائق التاريخ ويصادمها . فحركات التحرر الوطنية الأفريقية بمختلف توجهاتها الفكرية والسياسية ظلت على الدوام بعيدة عن اى استقطاب دولى وظلت حريصة على النأى بنفسها عن كل محاور الشبهات فكيف يمكن لحركة تحرر سودانية وفى السودان من دارفور المعروفة بمواقفها المشهودة فى التحرر والوطنية ومعروفة بانحيازها لقضايا أمتها العربية والإسلامية كيف يمكن لها أن تخلق مثل هذه العلاقة مع إسرائيل . فهذه الخطوة التى أقدمت عليها حركة عبد الواحد محمد نور تمثل خطأ تاريخياً واستراتيجياً يضعف قضيتها وقد يخرجها من الساحة تماماً . الدكتورة أمانى الطويل الخبيرة الإستراتيجية بالأهرام والباحثة فى الشؤون السودانية قالت إن هذا يعتبر خلط أوراق من قبل حركة عبد الواحد محمد نور ، فاللجوء لإسرائيل فى هذا الوقت الدقيق الذى تمر به أزمة دارفور ربما يفقد الحركة جزء مهم وموثر من قاعدتها الجماهيرية فى الإقليم . فمن غير المتصور أن تقدم هذه الجماهير على الموافقة على علاقة باسرائيل وهى الكيان الذى أسس على العنصرية والكراهية والعدوان . فكيف يمكن لكيان قام ونشأ على هذه المفاهيم أن يناصر قضية عادلة يتصورها أهل دارفور ويسعون بها للحصول على حقوق المواطنة المتساوية . فالكيان الذى شرد الفلسطينيين العرب من أراضيهم لا يمكن أن يكون نصيراً للمهمشين بأى حال من الأحوال .ولذلك فإن هذا التوجه سوف يضر بقضية أهلنا فى دارفور ، ويضيرهم كذلك أن تضحى حركة تتحرك باسمهم بقاعدة تأييد عريضة وجدتها فى الشارع العربى عموماً وفى الشارع المصرى بشكل خاص بمثل هذا الموقف الذى يصيب المشاعر العربية والإسلامية بخيبة شديدة.فهذه خسارة كبيرة وتثبت تجارب التاريخ وخبراته أن أى توجه نحو إسرائيل على حساب الإنتماء العربى والأفريقى والإسلامى تكون عواقبه وخيمة ولا أعتقد أن دروس وعبر أفريقيا والعالم العربى تحتاج إلى أكثر من إشارة أصبع. السيد جمالى حسن جلال الدين القيادى فى حركة العدل والمساواة التى يقودها الدكتور خليل إبرهيم وأمين الشؤون المالية فى الحركة يقول إن مد اى جسور تواصل مع إسرائيل يعتبر موقف مرفوض اخلاقياً . فاسرائيل دولة غاصبة ومعتدية فلا يمكن لأية حركة تحررية أن تتواصل معها ولهذا كان لحركة العدل والمساواة موقف مبدئى من العلاقة مع إسرائيل ، وعندما أشاع البعض أن حركة العدل فتحت مكتباً فى إسرائيل نفينا ذلك وقلنا لم نفتحه ولن نفتحه أبداً . وأقل تضامن مع الشعب الفلسطينى أن نقاطع الدولة التى اعتدت على أرضه وسرقت وطنه . فنحن رغم تحفظنا على الموقف السلبى لكثير من الدول العربية والإسلامية من قضية دارفور لكننا لن نخلط الأوراق ولن نضحى بالمبادئ والقيم ولن نمد أيادينا للمعتدين الغزاة ، فذلك فضلاً عن أنه موقف مرفوض أخلاقياً فأنه يضر بقضيتنا العادلة التى تنشد العدالة والمساواة المفقودتين فى دولة إسرائيل الصهيونية الغاصبة.