جعفر شيخ ادريس يكتب عن الامبريالية بعد طرده من امريكا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 08:28 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة معالى ابوشريف (الكيك)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-28-2003, 07:23 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
جعفر شيخ ادريس يكتب عن الامبريالية بعد طرده من امريكا


    مـا فـرص نجاح الإمبريالية الجديدة؟ «1»

    جعفر شيخ إدريس
    الناشط الإسلامي السوداني الدكتور جعفر شيخ ادريس شارك في فعاليات مؤتمر «الاسلام والغرب في عالم متغير» الذي عقد أخيراً بالخرطوم بورقة ناقشت فرص نجاح ما أسماه الإمبريالية الجديدة. ولتعميم الفائدة تنشر الصحيفة النص الكامل للورقة:
    ظهرت في الغرب في السنين الأخيرة دعوات الى العودة إلى العهد الامبريالي، لكن بوجه جديد يتناسب مع الظروف الراهنة. وبما أنني كنت قد ناقشت في ورقة سابقة جوانب من فكر هذه الدعوات، فسأكتفي في هذه الورقة ـ التي هي بمثابة الامتداد لتلك ـ بمناقشة فرص نجاح الدعوة.
    لكن يحسن ان نذكر في البداية بأن هذه الدعوة ليست امرا مستغربا، اذ ان النزوع الى الامبريالية ـ بمعنى الاستيلاء على اراضي الآخرين وتسخير اهلها وخيراتها ومواقعها لخدمة المصالح القومية للدول المعتمدية الذي سمى تضليلا بالاستعمار ـ ممر عميق الجذور في الحضارة الغربية حتى انه ليكاد يكون جزءا من نسيجها الذي لا تعرف الا به ـ اقول انه جزء من نسيجها لأنه ليس امرا تنفرد به الحكومات او ينفرد به الساسة، بل هو امر كانت تكاد تجمع عليه كل فئات المجتمع. المفكرون والفلاسفة، ورجال الدين، بل وحتى الادباء والشعراء. ولذلك مجمله عائدا عودا خالصا الى اسباب انسانية، وانما كان من الطبيعي ان تجدد الدعوة الى اعادة حركته بعد زوال ذلك العائق بسقوط الاتحاد السوفيتي.
    قوى الحضارة الغربية:
    الذي يمكن دولة او حضارة من القدرة على اخضاع دول اخرى هو شدة قوتها، والقوى انواع، يمكن ان نقول ان الحضارة الغربية منها قوتان، يسمون احداهما بالقوة الصلبة، والاخرى بالقوة اللينة، فلنناقش كلا منهما مناقشة موجزة في هذه الورقة المختصرة لنرى مدى الفرص التي تعطيها للحركة الامبريالية.
    القوة الصلبة
    ويعنون بها القوة المادية العسكرية والتقنية، ومن المعروف ان الدول الغربية ولا سيما الولايات المتحدة تملك من هذه القوة ما يجعلها متفوقة تفوقا عظيما على غيرها. ولكن هل تكفي هذه القوة وحدها لتمكين دولة كالولايات المتحدة من فرض نفوذها على الدول الاخرى؟ سأل كثير من المفكرين الغربيين انفسهم هذا السؤال، وكتبوا في الاجابة عنه عدة كتابات يجيب بعضهم بالنفي. ويذكرون اسبابا سنناقش بعضها ونضيف اليها، من هذه الأسباب:
    1/ القوة الاميركية ليست نتاجا محليا، بل ان اميركيا تعتمد في جلب هذه القوة واستدامتها على علاقتها بدول اخرى. ان البنتاجون كما يقول احدهم ليس هو الذي يصنع الاسلحة وانما تصنعها شركات، وان نصف دخل هذه الشركات آتٍ من منتجات تبيعها في الخارج.
    2/ تطورت صناعة الاسلحة ـ ولاسيما الكيماوية منها ـ بحيث صار في مقدور الجماعات الصغيرة، بل والافراد ان يمتلكوها. ولهذا لم تعد الاسلحة الثقيلة مهما كثر عددها قادرة ان تحمي البلد الذي يملكها من اعتداء عليه من داخله. وقد نبه الى ذلك بعض المختصين بالولايات المتحدة حتى قبل حوادث 11/9 فقد حذر تقرير لجنة الكونغرس من الامن القومي كتب في مطلع تلك السنة عن (تفوق اميركا العسكري ليحمينا من هجوم عدائي على ارضنا فمن المحتمل ان يقتل عدد كبير من الاميركان على ارضهم).
    3/ ان العمل العسكري يحتاج الى تضحية، وان هذه التضحية كانت متوفرة في عهود الامبريالية الاولى، لانه كان يحرك الشعوب الغربية آنذاك حب المجد، اما الآن فالذي يغلب عليها هو حب الرفاء وهو امر يتناقض مع البذل والتضحية.
    4/ ولعلنا نضيف الى المسألة السابقة ان الدين كان ايضا محركا، لانهم كانوا آنذاك شديدي الايمان بالمسيحية، والاعتقاد بانها خير دين، وانهم ينقذون الشعوب الاخرى فرضها عليهم لكن هذا الامر ايضا تغير، ولاسيما في اوروبا فقد كتب احد البريطانيين مثلا كتابا اسماه موت بريطانيا النصرانية. وحتى امريكا التي تعد الى الآن اكثر البلاد الغربية استمساكا بالنصرانية، ضعف فيها هذا الاستمساك وصار في غالبه امرا شكليا على حساب العقائد الاساسية. ولعل من ادل الادلة على ذلك انتخاب رجل يستعلن بشذوذه قسا للكنيسة الانجيلية باميركا. ولذلك عندما كتب المؤلف اليهودي برنارد لويس كتابه عن العالم الاسلامي الذي اسماه: اين الخطأ؟ والذي رأي فيه انه لا حل لمشكلات العالم الاسلامي الا بسلوك الطريق الذي سلكته اوروبا، قد يبدو هذا امر بين بنفسه ولكن بما ان المجتمعات الغربية قد بدأت تتخلى عن النمط التقليدي وللحياة الدينية، وبدأت تفكك مؤسسات الدين التقليدية كمؤسسة الزواج فان المرء يتساءل ما اذا كان على النصارى واليهود ان ينضموا الى الجوقة التي تحث المسلمين بان عليهم ان يملكوا الطريق الذي سلكته الحضارة الغربية منذ القرن الثامن عشر.
    5/ ونضيف اليه امرا في غاية الاهمية، ولكن قل ان يعترف به او حتى يذكره المختصون، وهو التدهور الخلقي المتزايد الذي يؤدي حتما الى اضعاف البلد، بل الى انهياره، مهما امتلك من انواع الاسلحة. من امثلة هذا الفساد المريع ما ذكرته طبيبة مختصة بامراض الفتيان والفتيات قبل سن العشرين، حيث ذكرت في كتاب لها بعنوان «الوباء» ان الامراض المتعلقة بالممارسات الجنسية، التي يسمونها اختصارا S.D.T تصيب ثمانية آلاف من هم في هذه السن كل يوم! ان الاسلحة لا تعمل وحدها وانما يسيرها البشر، فاذا فسل البشر لم يكن لقوتها من فائدة. كثيرا ما يذكرنا ربنا في كتابه العزيز بان القوة المادية لا تنقذ امة من الهلاك اذا توفرت اسبابه الروحية.
    (ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد وثمود الذين جابوا الصخر بالواد وفرعون ذي الأوتاد الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب ان ربك لبالمرصاد)
    6/ لكن هذا كله لا ينقص من الاهمية القصوى للقوة الصلبة في إنذار مالكها على الاستيلاء على اراضي الآخرين. ولكن يبدو ان اميركا ـ كما قال احد كتابها ـ انما تلجأ لمثل هذا التدخل السافر حين يكون البلد ضعيفا لا قدرة له على المقاومة كما فعلت في عصرنا هذا، وما مثال افغانستان والعراق لنا ببعيد، وهي اذا لم تلجأ للتدخل السافر فانها تلوح بقوتها الصلبة هذه مهددة كل من يخالفها حتى لو كان دولة قريبة مثل فرنسا. وفي الاخبار اليوم مثلا انها قررت استثناء البلاد التي لم تشارك في تأييدها باحتلال العراق من المنافسة في عطاءات ما يسمى باعمار العراق وهو عمل مربح.
    القوة اللينة:
    المقصود بالقوة اللينة هو قوة الثقافة بمعناها عند علماء الاجتماع الذي يشمل كل ما عند شعب من الشعوب من عقائد وتصورات وعادات وتقاليد. ربما كان التأثير المباشر لهذه القوة الغربية اكثر من تأثير القوة الصلبة، مع العلم بان تأثيرها كان بسبب من سند لتلك القوة. نقول عن هذه القوة اللينة.
    / مما لا شك فيه ان الثقافة الغربية صارت في عصرنا هذا هي الثقافة الطاغية في كل انحاء العالم تقريبا. فالناس في كل مكان يرتدي معظمهم او عدد كبير منهم الزي الغربي. والمثقفون منهم يتكلمون واحدة او اكثر من اللغات الغربية، ويتبنون مناهج الدراسة الغربية، ويستمعون الى الاذاعات والقنوات الامريكية او الانجليزية او الفرنسية، يحاول كثير من دول العالم ان يتبنى نظام الحكم الديمقراطي بشكله الغربي، بل يكاد ان يكون من العقائد الراسخة عند كثير من المنفذين من السياسيين والكتاب والصحافيين ان النظام الديمقراطي هو خير نظام توصلت اليه البشرية، بل ان بعضه ليؤمن بالديمقراطية ايمانا خرافيا معتقدا انها البلسم الشافي لكل علل الامة ليس السياسية فحسب، بل والاجتماعية والدينية وغيرها فما على الناس الا ان ينتخبوا حكامهم ويرضوا بما تراه اغلبيتهم الا وتختفي كل مشكلاتهم.
    / ما الذي ادى الى هذا الاعجاب بالثقافة الغربية؟ أسباب كثيرة لعل من اهمها:
    أ/ الاعتقاد الباطل بانه مادام الغرب قد تقدم اقتصاديا وعسكريا، فلابد ان يكون كل شيء في ثقافته من اسباب ذلك التقدم. وقد كنت قد قلت في مقال لي قديم ان مثل المعتقدين لهذا كمثل شاب يعجب برجل عداء ويريد ان يكون مثله في شدة عدوه فيذهب ويشتري تبانة مثل تبانه.
    ب/ الاعتقاد الآخر الباطل الذي يقول ان من كان اكثر مالا ونعمة فهو اصح مذهبا ممن هم افقر منهم قال تعالى عن الكفار اعتقدوا مثل هذا الاعتقاد الباطل:
    (وإذ تتلى عليهم آياتنا بينات قالالذين كفروا للذين آمنا أي الفريقين خير مقاماً وأحسن ندياً).
    ثم رد عليهم سبحانه بقوله:
    (وكم اهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثاً ورئيا. قال من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا حتى إذا رأوا ما يوعدون اما العذاب واما الساعة فسيعلمون من هو شر مكانا واضعف جندا) (مري: 73- 75).
    ت/ الاعتقاد بالباطل ـ الذي ينشره الغربيون انفسهم ـ ان حضارتهم هي حضارة العصر بمعنى انها هي وحدها المانسبة لظروفنا المعاصرة، وان كل امة لا تأخذ بها تكون متخلفة، فهم يخلطون بين التحديث والتغريب وبين ما اسميته في مقال سابق بضرورات العصر واهواء العصر



                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de