|
|
 سلام السودان ومستقبله فى التقارير الدولية
|
الأستاذ الأخ أحمد البلال رئيس تحرير (أخبار اليوم) الغراء ·· سلام الله عليكم وبعد ··
أرجو الإشارة إلى أنه قد صدر التقرير الأخير الإستخباراتي الغربي الربع سنوي عن السودان للعام (2003) قبل عدة أيام ·
وهنا سأتطرق لبعض خطوطه العريضة فقط ومن ثم سأعمل إن شاء الله جاهداً على أن تصلكم نسخة منه ·
يشير التقرير إلى أن محادثات السلام قد نجحت للدرجة التي أصبح التوقيع النهائي على (اتفاقيةٍ للسلام) على وشك الحدوث · ومع هذا (حسب كلمات التقرير) فإن الأمر المزعج يتمثل في حالة الاضطراب وعدم الرضى و عدم الاستقرار التي تمر بها أقاليم أخرى في السودان , وخاصة بغرب البلاد · ويشير التقرير بأن الحالة تلك ستستمر لفترة قادمة طويلة ولكنها سوف لن يكون لها أدنى تأثير على اتفاقية السلام وأجوائه ما بين الشمال والجنوب · ويشير التقرير إلى أن فترة الست سنوات إلى حين الاستفتاء على تقرير المصير تعتبر نسبياً فترة طويلة و ستشهد الكثير من الخروقات وذلك نسبة للمشاكل المعقدة وطول الفترة , ولكن أمريكا كما يقول التقرير ستشكل ضفطاً واضحاً على كلى الطرفين لاحترام بنود الاتفاقية وعدم النكوص عن أي بندٍ فيها · وأنها ( أي أمريكا) ستكون على أهبة الاستعداد لمعاقبة من يخرق الاتفاقية بصورة صارمة !! ·
ولكن و كما يشير التقرير فإن كلى الطرفين سينعما بثمار السلام التي تتمثل بداية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية المرتقبة , حيث ستكون هناك تنمية للثروة البترولية , ولتدفق رؤوس الأموال الأجنبية , والكثير من المنح والقروض والاستثمارات المتنوعة · وحسب تصور التقرير فإن الكثيرين من أصحاب المال والأعمال في العالم ينظرون للسودان الآن وينتظرون اللحظات الحاسمة بفارغ الصبر !! ·
ويضيف التقريرُ بأنه وعلى الرغم من أن تباشير التوقيع النهائي تبدو قريبة إلا أن تطلعات وإرهاصات الكثيرين ومنهم (كولن باول) والتي تتمثل في أن الأمرَ سيتم قبل نهاية هذا العام لا تبدو واقعية , لأن هناك الكثير من النقاطِ الساخنة والشائكة والحساسة التي تتطلب بعض الوقتِ , وعليه وحسب وجهة نظر التقرير فإن التوقيع المرتقب والنهائي على اتفاق السلام سيكون مطلع العام القادم (2004) ·
أما اقتصادياً فيقول التقرير أن السودان ومنذ العام (1997) كان قد بدأ برامج إصلاح اقتصادي أقرّ صندوق النقدِ الدولي بأن السودان أبلى بلاءً حسناً فيها , وأن السودان كان قد ضغط على نفسه منذ ذاك الوقت وذلك على الرغم من احتياجات حربه الأهلية وتطلعات شعبه لبعض الرفاهية من خلال عائدات البترول · وما فعله السودان يعد (حسب تعبير التقرير) (surprise) مفاجأة للكثير من المراقبين · هذا ويستطرد التقرير قائلاً بأن صندوق النقدِ الدولي متفائل بأن السودان سينتعش اقتصادياً خاصة بعد توقيع اتفاق السلام وذلك إن سار في نفس الطريق الإصلاحي الذي ينتهجه الآن · ويشير التقرير إلى أن السودان كان وما زال يتعامل ومنذ العام (1997) مع صندوق النقد الدولي بشفافية وصراحة تامة (بالطبع حوى التقرير الكثير من الأرقام والإحصاءات الهامة) · هذا وعلى الرغم من الرضى الذي يبدو واضحاً على أداء السودان اقتصاديا من قبل الصندوق إلا أن الصندوقَ يحث السودان على تنويع مصادر دخله وتنمية موارده الأخرى غير البترولية · هذا ويشير التقرير إلى أن صندوق النقد الدولي بشّر بأن ( نسبة النمو) الحقيقي للاقتصاد السوداني ستنمو بنسبة أعلى ومرضية خلال السنوات التي ستلي توقيع اتفاق السلام · وأن التضخم سيكون متقلباً أمره ولكن ما بين معتدل ومقبول · وأن ليس هناك وجه شبهٍ ما بين تضخم بداية التسعينات واليوم · هذا ويشير التقرير إلى عجزٍ في الميزانية خلال الستة اشهر الأولى من السنة الجارية وذلك كما أشار التقرير على الرغم من الزيادة في دخل السودان القومي من خلال عمليات التصدير · ويستطرد التقرير قائلاً بأنه وعلى الرغم من أن الدخل الكلي للدولة للعام (2003) كان قد انخفض ولكن ومع هذا فقد نجح بنك السودان في (الإضافة) لاحتياطاته وإن كانت الإضافة متواضعة ولكنها مقدرة · ومع هذا كما يقول التقرير يبقى الدين الخارجي للدولةِ في حدودِ العشرين مليار دولار · ويشير التقرير إلى أن بنك السودان قد نجح تماماً في عملية تثبيت سعر الصرف وتحجيم التضخم ومحاولاته في إصلاح أحوال البنوك التجارية ·
ويشير التقرير للبترول السوداني وأن السودان سيتأثر بالهبوط المتوقع في أسعار البترول ولكنه يتنبأ بأن الزيادة المرتقبة في إنتاج البترول السوداني ستغطي آثار انخفاض السعر مستقبلاً · أما في المجال الزراعي يشير التقرير إلى أن إنتاج القطن آخذ في التحسن ومن المتوقع المزيد من التحسن خلال العام الجديد وأن الحصاد مبشر بعام جيدٍ وعليه سيكون هناك تحسناً في الأمن الغذائي السوداني ·
وعموماً فإن تكهنات التقرير حتى عام (2005) تشير باختصارٍ إلى أن إنتاج البترول سيصل إلى أكثر من (375) ألف برميل يومياً وأن التضخم سوف يكون بطيئاً , وستكون هناك زيادة ملحوظة في تصديرِ السلعِ وكذلك استيرادها ·· وأن سعر الصرفِ للدينار السوداني مقابل الدولار سيرتفع بمقدار ضئيل جداً وغير مؤثرٍ ·· بالإضافة إلى أرقام وإحصاءاتٍ لأمورٍ أخرى ليس هنا مكان استعراضها ·
أما في العلاقات الخارجية السودانية فيشير التقرير إلى أن علاقات السودان الخارجية للأعوام القادمة سيكون محورها ودائرة ارتكازها أمريكا وذلك على الرغم من قانون (سلام السودان) وتمديد العقوبات الأمريكية على السودان · أما العلاقات مع مصر فإنها تتحسن ببطء شديد (على حد تعبير التقرير) وأن مصر ما زالت تنظر لبروتوكول (ماشاكوس) بكل برودة· وأن العلاقات مع يوغندا ستتأرجح (seesaw) حسب الظروف · أما مع إريتريا فسوف لن تتحسن العلاقات في القريب المنظور ولكنها سوف لن تصل لدرجة المواجهة العسكرية ·
أرجو الإشارة قبل الختام بأن صفحتين في التقرير الإستخباراتي هذا أتت الأسطر فيهما على خلفية (غامقة) في اللون , وهذا بغير عادة الجهة الناشرة ·· هذا وقد ألقيت نظرة في تقاريرٍ لدول أخرى صدرت في هذا الشهر و وجدتها عادية , وعموماً فإن ذلك إن دل فإنما يدل على أهمية تلك الأسطر والتي أتت تحت عنوان (Sudan looks towards the peace dividend) و مفادها باختصارٍ شديدٍ الآتي = السودان وحصة الفائدة المرجوة من السلام = وتأثير السلام على التنمية في السودان = وأن نسبة النمو الاقتصادي ستصل إلى سبع في المائة في الأجل المتوسط = وأن خبراء صندوق النقد الدولي ومحرري هذا التقرير يرون أن التنمية والنهضة المرتقبة في السودان سيكون مردها لعدة نقاط هامة ·· أولها يتمثل في زيادة الإنتاج المحلي المرتقبة = وثانيها اندفاع رأس المال المحلي والعالمي تجاه مختلف أوجه الاستثمارات في السودان وذلك نسبة لانعدام الخطورة وترسيخ الأمور الأمنية المطلوبة = وثالثها العون الخارجي المرتقب (تدفقه) على السودان لأجل التعمير والبناء = ورابعها جدولة الديون المرتقبة وربما شطب بعضها = وخامسها تخفيض الإنفاق العسكري وتوجيه الجهد الفكري العسكري للتنمية والبناء = ولكن و كما تقول هذه الأسطر التي أتت في شكلٍ مغايرٍ في الطباعة ·· فإن هناك مسؤوليات جسام تتمثل في حقبة ما بعد الحرب تقع على عاتق عدة أجهزة يأتي على رأسها (البنك المركزي) أي بنك السودان الذي سيواجه بتحديات كبرى يجب أن يكون مستعداً لها = كذلك ستواجه الخدمة المدنية بالكثير من الصعاب وعليه يجب أيضاً الاستعانة بخبرات في مجال البناء والتعمير وإعادة الهيكلة = وكذلك يجب وضع خطط متكاملة للتعاون والتنسيق فيما بين الحكومة المركزية والأجهزة في جنوب البلاد = ويجب أن يعلم الجميع في الجنوب والشمال بأن هناك الكثير من المشاكل التي سيواجَهون بها وعليهم الاستعداد لذلك لأجل الوصول إلى حلول ناجعة ·· وأخيراً الشكر (لأخبار اليوم) والدعوات والحب لبلادنا ·· والله من وراء القصد والطرح ·· ودمتم ··
E-mail : [email protected]
|
|
 
|
|
|
|
الكيك
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست