|
حوار الطرشان ....بين الجمهوريين.... والاخوان المسلمين ....للتوثيق.؟
|
الأحد 13 يناير 2008م، 5 محرم 1429هـ العدد 5553 مهزلة محكمة الردَّة!! (1-3) د. عمر القراي في ذكراها المشؤومة الأربعين حين نكتب عن محكمة الردة، إنما نستهدف الأجيال التي لم تعاصر تلك المأساة، لتتعرّف على ملحمة من ملاحم النضال الوطني، تم فيها تعليم الشعب، بنقد علمائه، وقادته السياسيين، حين تغولوا على أخص الحريات، وتجاوزوا كل القيم الدينية، والقانونية، ليصلوا إلى غرض رخيص، هو ايقاف نشاط خصومهم الفكريين، الذين عجزوا، مراراً، من مواجهتهم في ميدان الفكر والحوار. ولم تحدث محكمة الردّة فجأة، دون أسباب، وإنما كانت بسبب تراكم مواقف أزعجت الطائفية، وجبهة الميثاق الإسلامي، ودفعتهما ليتآمرا ضد الحزب الجمهوري، ممثلاً في شخص رئيسه الأستاذ محمود محمد طه. ومن تلك المواقف، في تلك الفترة، أن الديمقراطية تعرّضت في بلادنا لامتحان عسير، إذ تم ذبحها بيد أحزابنا السياسية، التي ظلت طوال تاريخها، تضلل اتباعها باسم الديمقراطية.. وحين تسلّمت السلطة بعد ثورة أكتوبر 1964م، لم تتعظ بأن الشعب قد ثار على نظام عبود، وأسقطه بتلك الثورة الشعبية المشهودة، لأنه يبغض الدكتاتورية ويتطلّع دوماً للحرية.. وإنما حاولت أن تعيد الدكتاتورية نفسها، بصورة مدنية. وحتى تنفرد الأحزاب الطائفية بالسلطة، سعت إلى إبعاد الشيوعيين المناوئين لهم، والذين كانوا يكشفون زيفهم، داخل الجمعية التأسيسية.. فكانت مؤامرة حل الحزب الشيوعي السوداني عام 1965م، وطرد نوابه المنتخبين من داخل الجمعية، واصدار قرار بقفل دور حزبه. وحين رفع الشيوعيون دعواهم بعدم دستورية حل حزبهم، وقضت لهم المحكمة العليا ببطلان حل الحزب، رفضت الحكومة تنفيذ قرار المحكمة العليا، بل إن السيد الصادق المهدي، وقد كان حينذاك رئيس الوزراء، قال بأن قرار المحكمة العليا غير ملزم للحكومة. في تلك الظروف، قاد الحزب الجمهوري بقيادة الأستاذ محمود محمد طه، حملة أسبوع مناهضة حل الحزب الشيوعي السوداني. فعقد المحاضرات لمدة أسبوع كامل، يتحدث لفترة قصيرة وبفتح الفرصة الأوسع للحوار. وكان محور الحديث، يدور عن انه لا يدافع عن الشيوعية كفكرة، بل هو بعتقد أنها فكرة خاطئة، ولكنه يدافع عن حق الشيوعيين في التعبير عن فكرتهم. وأن الطائفية والاخوان المسلمين، الذين كانوا يسمون بجبهة الميثاق الإسلامي، لم يحلّوا الحزب الشيوعي لحرصهم على الإسلام، وإنما لأن الشيوعيين قد فضحوا فسادهم المالي، وعجزهم السياسي، داخل الجمعية. وان الشيوعية فكرة، ولهذا فهي لا تحارب بالمنع والطرد، وإنما تحارب بالنقاش، وتفنيد حججها، وما فعلته الطائفية بحل الحزب الشيوعي، لن يقضي على الشيوعية، بل سيزيدها قوة، ويزيد تعلق الأذكياء من ابناء شعبنا بها. ولقد أزعجت تلك الندوات، الطائفية والاخوان المسلمين، الذين كانوا يسمون في ذلك الوقت جبهة الميثاق الإسلامي. ولقد أوعزت الأحزاب الطائفية لدكتور الترابي، أن يكتب مدافعاً عن حل الحب الشيوعي، كمحاولة لمواجهة التصحيح الذي قاده الجمهوريون. فكتب الترابي كتيباً صغيراً، يؤيّد حل الحزب الشيوعي، ويدعم ذلك برؤية قانونية، نشطت دوائر حزبية كثيرة في توزيعه، والترويج له. ولما كان الترابي دكتوراً في القانون الدستوري، لم يجرؤ أحد على مواجهة ما كتب، حتى أخرج الاستاذ محمود محمد طه كتاباً اسماه (زعيم جبهة الميثاق الإسلامي في ميزان: 1- الثقافة الغربية 2- الإسلام) وكتب في مقدمته (بين أيدينا، الآن، كتاب أخرجه الدكتور حسن الترابي، باسم «أضواء على المشكلة الدستورية»، وهو كتاب من حيث هو، لا قيمة له ولا خطر، لأنه متهافت، ولأنه سطحي، ولأنه ينضح بالغرض، ويتسم بقلة الذكاء الفطري. ولكن خطره إنما يجئ من مؤلفه، فإنه دكتور في القانون الدستوري، وهو قد كان عميداً من عمداء كلية الحقوق السابقين، وهو زعيم جبهة الميثاق الإسلامي، وهو عضو في الجمعية التأسيسية، وهو من مؤلفي الأزمة الدستورية، وهو مع ذلك من مستشاري مجلس السيادة، الذين على هدى نصيحتهم، يرجى لهذه الأزمة الدستورية العجيبة أن تحل) (محمود محمد طه: زعيم جبهة الميثاق الإسلامي في ميزان ص2). ومما جاء في تنفنيد رأي الترابي، بإمكانية تعديل الدستور بواسطة الجمعية، في ذلك الكتاب (ونحن لا نعتقد أن الترابي ذهب مذهبه في كتابه الغريب بفعل الرغبة أو الرهبة، بقدرما ذهبه بفعل ضحالة الثقافة، وسطحية التفكير.. يمد له في مذهبه، كونه مفتوناً بثقافته القانونية أشد الفتون. ومفتاح عقلية الترابي، ومفتاح ثقافته، في هذا الباب، يمكن أن يلتمس في فقرات كثيرات من كتابه هذا الغريب، ولكننا نرشح هنا لهذا الغرض قوله من صفحة 16 «وليس في متن الدستور ولا في مبادئ التفسير بالطبع ما يعول عليه للتفريق بين نص ونص على اساس ان هذا قابل للتعديل، والآخر غير قابل للتعديل، ولا ما يسند الزعم بأن لفصل الحقوق الأساسية خاصية تميّزه في هذا الصدد عن سائر الفصول، فكلها تستوي في قوة مفعولها، وأيما قانوني تعلل بمجرد الأهمية النسبية لهذا الفصل أو ذاك في تقديره الشخصي، فإنما هو متكلف لا شاهد له من الدستور، ومغالط لا حجة له من القانون، ومتعبّط يتجنى على القانون.. ولو صحت المفاضلة القانونية بين فصول الدستور لكان فصل الحريات من أضعفها لأنه يخضع للتشريع». هذا ما قاله الدكتور الترابي في ذلك الموضع من كتابه، والتماس فتون الدكتور بثقافته القانونية، في هذه الفقرة، لا يعني أحداً من القراء، ولذلك فإنا سنمضي في تبيين ضحالة الثقافة وسطحية التفكير.. والدستور، الذي هو لازمة من لوازم الحكم الديمقراطي، هو القانون الأساسي، وهو انما سمي قانوناً اساسياً، لأنه ينص على هذه الحقوق الاساسية، وانما سميت الهيئة التي تضع الدستور جمعية تأسيسية لأنها تضع القانون الاساسي، وواضح ان الحقوق الاساسية انما سميت حقوقاً اساسية لأنها تولد مع الإنسان.. الحياة والحرية: هي حقوق، لأنها لا تمنح، ولا تسلب في شرعة العدل.. وهي أساسية، لأنها كالغذاء وكالهواء والماء.. ويمكن اذن أن يقال إن الدستور هو «حق حرية الرأي»، وان كل مواد الدستور الأخرى، بل وكل مواد القانون، موجودة في هذه العبارة الموجزة، كما توجد الشجرة في البذرة.. فإن النخلة، بكل عروقها، وفروعها، وساقها، موجودة في «الحصاية» تراها عين العقل، فإذا وجدت «الحصاية» الظرف المناسب، من التربة والماء، خرجت منها النخلة، بكل مقوماتها وأصبحت ماثلة تراها عين الرأس أيضاً، بعد أن كانت معدومة في حقها.. وكذلك الدستور هو موجود بالجرثومة في الحق الأساسي- «حق حرية الرأي» وما الجمعية التأسيسية إلا الظرف المناسب، الذي يجعل شجرة الدستور، بفروعها، وعروقها، وساقها تنطلق من تلك البذرة الصغيرة، كما انطلقت النخلة من «الحصاية». هذا فهم للديمقراطية، والدستور، والحقوق الأساسية، يفهمه كل مثقف، استطاع ان ينفذ من قشور الثقافة الغربية إلى اللباب، ولكن الدكتور الترابي، وقف مع القشور، حين ظن ان «ليس في متن الدستور ولا في مبادئ التفسير بالطبع ما يعوّل عليه في التفريق بين نص ونص على أساس أن هذا قابل للتعديل والآخر غير قابل». ولو كان الترابي قد نفذ إلى لباب الثقافة الغربية، لعلم أن المادة 5(2) من دستور السودان المؤقت، غير قابلة للتعديل، وهذه المادة تقول «لجميع الأشخاص الحق في حرية التعبير عن آرائهم والحق في تأليف الجمعيات والاتحادات في حدود القانون» وهي غير قابلة للتعديل لأنها هي جرثومة الدستور، التي إنما يكون عليها التفريع.. وهي الدستور، فإذا عدلت تعديلاً يمكن من قيام تشريعات تصادر حرية التعبير عن الرأي، فإن الدستور قد تقوض تقويضاً تاماً.. ولا يستقيم بعد ذلك، الحديث عن الحكم الديمقراطي، الا على اساس الديمقراطية المزيفة.. وهي ما يبدو أن الدكتور الترابي قد تورط في تضليلها. المادة 5(2) هي دستور السودان المؤقت، وهي دستور السودان المستديم، وهي دستور كل حكم ديمقراطي، حيث وجد هذا الحكم الديمقراطي، وعمل الجمعية التأسيسية في وضع الدستور إنما هو تفريع عليها، ليجعل تحقيقها أكمل واتم. وهناك قولة قالها الدكتور الترابي، هي إحدى الكبر في شرعة العقل المفكر، والثقافة الصحيحة، وتلك هي قوله «ولو صحت المفاضلة القانونية بين فصول الدستور لكان فصل الحريات من اضعفها لانه يخضع للتشريع» فعبارة «لانه يخضع للتشريع» تدل دلالة قوية، على ان الدكتور يجهل أموراً ما ينبغي ان تجهل في أمر الحرية، وفي أمر التشريع.. وأول هذه الأمور، ان الحرية لا تضار بالتشريع، وانما تزدهر بالتشريع، اللهم الا إن كان هذا التشريع يقوم على نزوات الحكم المطلق، الذي يسمي نفسه ديمقراطية، زوراً وبهتاناً.. وهذا ما يبدو أن الدكتور يعنيه.. وهذه إحدى مشاكل تفكير الدكتور.. وعبارة «في حدود القانون» التي وردت في عجز المادة 5(2) هي روح المادة.. لأن القانون هو الذي يعطي الحرية معناها، ويميزها عن الفوضى.. فالتشريع صديق الحرية وليس عدوها، وكل تشريع غير ذلك لا يسمى تشريعاً، إلا من قبيل تضليل الناس.. فالتشريع في النظام الديمقراطي طرف من الدستور وهذا هو المعنى بدستورية القوانين.. فكل تشريع يعارض الحرية ليس تشريعاً دستورياً ) (المصدر السابق 13-15). مثل هذه المواجهة القوية، قد كانت مما جعل جبهة الميثاق الإسلامي والطائفية والفقهاء، يخططون لمحكمة الردّة. وبعد ثلاثة أعوام من مسألة حلّ الحزب الشيوعي، قدم الاستاذ محمود، محاضرة بعنوان «الإسلام برسالته الأولى لا يصلح لإنسانية القرن العشرين»، أثارت جدلاً كبيراً فسعى رجال الدين لإيقافها وجاء عن ذلك (فقد ورد في «الرأي العام» عدد يوم 13/11/1968م أن السيد اسماعيل الأزهري «اصدر أمراً بمنع تقديم الاستاذ محمود محمد طه رئيس الحزب الجمهوري في محاضرة بمعهد المعلمين العالي دعت لها الجبهة الاشتراكية الديمقراطية، وكان عنوانها «الإسلام برسالته الأولى لا يصلح لإنسانية القرن العشرين» على أساس انها تستفز مشاعر بعض المواطنين.. طلب عميد المعهد بالإنابة من الجبهة الغاء تلك الندوة، إلا أن اللجنة التنفيذية للجبهة أصرت على أن تقدم المحاضرة في موعدها، رغم تحذيرها بأن لدى سلطات الأمن أمراً بالتدخل لفض الندوة، قدمت المحاضرة في موعدها ووصلت بعض قوات الأمن إلا أنها لم تتدخل لفض الندوة، التي لم يحدث خلالها ما يعكر صفو الأمن» انتهى خبر «الرأي العام». وأحب أن أضيف هنا أن المحاضرة استقبلت بحماس، وباحترام، حتى من الذين يعارضون فكرة الحزب الجمهوري، وهي مسجلة برمتها -نص المحاضرة ونقاش من اشتركوا في النقاش- وإنما لم يتدخل البوليس لفض الندوة، وقد حضر في عربتين مستعداً لذلك لأنه لم يجد ما يوجب التدخل.. ثم أن «الرأي العام» نشرت تصحيحاً في يوم 14/11/1968م تحت عنوان: «أزهري ينفي علمه بمحاضرة محمود محمد طه والتربية والتعليم تقول بأن قاضي القضاة خاطب الأزهري بشأنها»، وقد جاء في ذلك التصحيح الآتي: «جاءنا من القصر الجمهوري أن السيد اسماعيل الأزهري ينفي جملة وتفصيلاً أنه تدخل في موضوع محاضرة الأستاذ محمود محمد طه بمعهد المعلمين العالي، ويؤكد أنه ليست له علاقة لا من قريب ولا من بعيد بهذا الأمر، وأنه لم يسمع بالمحاضرة إلا من الخبر الذي أوردته «الرأي العام» أمس.. وبنفس الوقت جاءنا من وزارة التربية والتعليم أن السيد رئيس مجلس السيادة لم يصدر أية تعليمات لمنع المحاضرة المذكورة وكل الذي حدث هو أن فضيلة مولانا قاضي قضاة السودان بعث بخطاب إلى السادة رئيس وأعضاء مجلس السيادة، بصورة لوزارة التربية والتعليم وسلطات الأمن، ينصح فيها بعدم تقديم المحاضرة خشية أن يكون فيها ما يثير المسلمين.. وتقول الوزارة إنها اتصلت من جانبها دون ايعاز من مجلس السيادة الموقر بالسيد عميد معهد المعلمين العالي لإبلاغ الطلاب مقدمي الندوة، باحتمال إثارة الأمن.. هذا نص التصحيح الذي أوردته «الرأي العام» في صفحتها السابعة يوم 14/11/1968م.. لقد ظهر من الأخبار التي ورد ذكرها، ان قاضي القضاة كان يسعى حثيثاً لإثارة السلطات ضد الحزب الجمهوري، وكان يتوكأ على نقطة الأمن، وذلك لعلمه ان المسؤولين يكونون حساسين عندما يذكر الأمن.. هل نحتاج لأن نذكّر قاضي القضاة أن يهتم بأمر الدين ويترك أمر الأمن لرجال فرغوا أنفسهم له؟ وهم به أعلم منه؟ فإن كان السيد قاضي القضاة لا قدرة له، من المستوى العلمي بمواجهة دعوة الحزب الجمهوري.. وهو ما عليه الأمر، فإنا ننصحه بأن يفتح ذهنه لهذه الدعوة، لأنها هي الإسلام، ولا إسلام إلا إياها.. فإنها هي الناطقة عن المصحف اليوم.. فإن لم تكن بقاضي القضاة حاجة إلى الإسلام فلا يقف بين الشعب وبين المعين الصافي الذي يدعو إليه الحزب الجمهوري..) (محمود محمد طه (1968) الاسلام برسالته الاولى لا يصلح لإنسانية القرن العشرين. الخرطوم. ص 44-48). لقد كان الجدل حول المحاضرة في الصحف حتى يوم 15/11/1968م، وفي يوم 18/11/1968م عقدت المحكمة التي حكمت على الأستاذ محمود محمد طه بالردّة عن الإسلام. --------------------------------------------------------
الأحد 14 ديسمبر 2008م، 16 ذو الحجة 1429هـ العدد 5553 مهزلة محكمة الردّة !! «2-3» د. عمر القراي في يوم الاثنين 18 نوفمبر 1968مم الموافق 27 شعبان 1388هـ انعقدت ما سميت بالمحكمة الشرعية العليا لتنظر في دعوى الردّة المرفوعة ضد محمود محمد طه رئيس الحزب الجمهوري من الشيخين الأمين داؤود محمد وحسين محمد زكي. وقد طلب المدعيان من المحكمة الآتي: أ- إعلان ردّة محمود محمد طه عن الإسلام، بما يثبت عليه من الادلة. ب- حل حزبه لخطورته على المجتمع. ج- مصادرة كتبه وإغلاق دار حزبه. د- إصدار بيان للجمهور يوضح رأي العلماء في معتقدات المدعي عليه. ه- تطليق زوجته المسلمة منه. و- لا يسمح له أو لاي من اتباعه بالتحدث باسم الدين أو تفسير آيات القرآن. ز- مؤاخذة من يعتنق مذهبه بعد هذا الإعلان، وفصله ان كان موظفاً، ومحاربته ان كان غير موظف، وتطليق زوجته المسلمة منه. ي: الصفح عمن تاب واناب وعاد الى حظيرة الإسلام من متبعيه أو من يعتنقون مبدأه. ولقد استمعت المحكمة لخطابي المدعيين، ولاقوال شهودهما، لمدة ثلاث ساعات، ثم رفعت جلستها لمدة ثلث ساعة، وعند انعقادها للمرة الثانية قرأ القاضي حيثيات الحكم التي جاء فيها «حكمنا غيابياً للمدعيين حسبة الاستاذين الأمين داؤود محمد هذا وحسين محمد زكي هذا، على المدعى عليه الاستاذ محمود محمد طه رئيس الحزب الجمهوري الغائب عن هذا المجلس بانه مرتد عن الإسلام وأمرناه بالتوبة من جميع الأقوال والأفعال التي أدت الى ردته، كما قررنا صرف النظر عن البنود من 2 الى 6 من العريضة، وهي من الأمور التي تتعلق وتترتب على الحكم بالردّة وفهم الحاضرون ذلك. القاضي توفيق أحمد الصديق» «محمود محمد طه: بيننا وبين محكمة الردّة، الطبعة الثانية: يناير 1969م الخرطوم، شركة الطابع السوداني المحدودة. ص 30». ولقد قرر الاستاذ محمود من البداية، تصعيد المواجهة، لانه ادرك ان الموضوع مواجهة سياسية، تلتحف قداسة الاسلام.. فلم يحترم المحكمة بالمثول امامها، ورفض ان يوقع على الاعلان، ولم تستطع المحكمة ان تحضره امامها، لانها كانت في الاساس تعمل خارج اختصاصها.. وكان من ضمن استغلال المحكمة لتوعية الشعب مواجهة محكمة الردّة، ونقد حكمها، وفهم قضاتها، بكتابة كتاب ومنشورات عنها، واقامة سلسلة من المحاضرات العامة طاف بها مختلف انحاء السودان، كانت تعطى فيها الفرصة في الحوار لرجال الدين ومؤيديهم حتى يرى الشعب مبلغ جهلهم بالدين. ومن ما ورد في تلك المنشورات رداً على حكم المحكمة «أما أمركم لي بالتوبة عن جميع اقوالي، فإنكم أذل وأخس، من ان تطمعوا فيَّ . وأما إعلانكم ردتي عن الاسلام فما أعلنتم به غير جهلكم الشنيع بالاسلام، وسيرى الشعب ذلك مفصلاً في حينه .. هل تريدون الحق ايها القضاة الشرعيون؟ إذن فاسمعوا !! انكم آخر من يتحدث عن الاسلام، فقد أفنيتم شبابكم بالتمسح باعتاب السلطة من الحكام الانجليز، والحكام العسكريين، فاريحوا الاسلام واريحوا الناس من هذه الغثاثة» ومما ورد أيضاً «متى عرف القضاة الشرعيون رجولة الرجال وعزة الاحرار وصمود اصحاب الافكار؟ ان القضاة الشرعيين لا يعرفون حقيقة انفسهم، وقد يكون من مصلحتهم، ومصلحة هذا البلد الذي نعزه، ومن مصلحة الدعوة التي نفديها، ان نتطوع نحن ونوظف اقلامنا ومنبرنا لكشف هذه الحقيقة لشعبنا العزيز» !! «الاخون الجمهوريون: مهزلة القضاة الشرعيين. 1969م» ويجدر بالملاحظة، ان هذه العبارات من منشورات الجمهوريين، التي صدرت كرد على محكمة الردّة، قد كانت ضمن لوحات معروضة بنادي الخريجين، وهي بالذات قد كانت مادة الاتهام، في القضية التي رفعها الشيخ ابراهيم جاد الله قاضي مديرية البحر الاحمر، ضد الاستاذ محمود وخمسة من الاخوان الجمهوريين كانوا مشرفين على المعرض المشار اليه عام 1975م، ولقد ذكر ممثل الاتهام في تلك القضية، انه قد كلف من الشيخ محمد الجزولي نائب رئيس المحكمة العليا، للقيام بمهمة مساندة القضاة الشرعيين في تلك القضية !! ولقد ذكرنا من قبل، ان محكمة الردّة، لم تكن محكمة بالمعنى الصحيح.. وانما كانت مؤامرة من القوى السلفية لاسكات صوت الجمهوريين، بسبب عجزهم عن مواجهة الفكرة في ميدان الحوار الموضوعي.. وان مما دفع اليها، بالاضافة الى ما تقدمه الفكرة من بديل عن الطرح السلفي، مواقف الجمهورين في نقد رجال الدين وزعاماتهم الطائفية، وكشف مؤامراتهم لتقويض الديمقراطية.. وعن كون محكمة الردّة قد كانت مؤامرة، وانها لم تتقيد باجراءات المحاكم، في تحري العدالة، يرد الحوار التالي بين الأخ بدر الدين السيمت، وبين الشاكي الشيخ ابراهيم جاد الله في قضية بورتسودان: بدر الدين: كلمة قاضٍ شرعي وقضاء شرعي مقرونة بالشريعة سيادتك بتحكم بالشريعة؟ الشاكي: انا بحكم ببعض الشريعة في الاحوال الشخصية. بدر الدين: هل تطبق الحدود والقصاص؟ الشاكي: لا اطبق ذلك لانه ما من اختصاصي والسلطة لا تعطيني ذلك. بدر الدين: هل في الشريعة يمكن الايمان ببعض الكتاب وترك البعض؟ الشاكي: لا . لا يمكن ذلك. بدر الدين: هل توافقني ان الحكم ببعض الكتاب وترك البعض هدم للشريعة؟ الشاكي: ما من الشريعة. «ممثل الاتهام يحتج على الاسئلة والقاضي يرفض الاعتراض» الشاكي: نحن كنا مغلوبين على أمرنا وقت الاستعمار. القاضي: هل الحكم ببعض الاسلام وترك البعض الآخر هدم للشريعة؟ الشاكي: أنا عندي مبرر لأنه الحكومة أدتني دي وشيء افضل من لا شيء. بدر الدين: هل يوافقني السيد ابراهيم ان الشريعة ما قايمة اليوم يعني الحكم غير قائم على الشريعة؟ الشاكي: نعم. بدرالدين: هل توافق على ان اسم المحاكم الشرعية مع عدم وجود الشريعة فيه تضليل للشعب؟ الشاكي: لا أوافق.. التسمية اساساً ما صحيحة، المفروض يكون القانون واحد. بدر الدين: هل الاسم صحيح؟ الشاكي: الاسم صحيح. بدر الدين: المحاكم الشرعية اسمها صحيح؟ الشاكي: اسمها صحيح في الجانب الذي نحكم به، ويحتمل يكون ما صحيح من جانب آخر. بدر الدين: يعني من يحكم بجزء من الشريعة يمكن يسمى بيحكم بالشريعة ويكون صحيح؟ الشاكي: كل اختصاصاتنا بنحكم فيها بالشريعة. بدر الدين: هل تسمية القضاة الشرعيين «اللفظ» تحوي كل الشريعة؟ هل كلمة قاضٍ شرعي مش اكبر من الحاصل؟ الشاكي: أنا لن اتعمد الحكم بغير الشريعة، وانما رضيت بحكم البعض لأنه افضل من ترك الشريعة كلها. بدر الدين: هل تعلم ان عبد الماجد ابو قصيصة وتوفيق صدّيق اتصل بهما المدعي قبل محكمة الردّة؟ الشاكي: انا لا أعرف محكمة الردّة !! انما أعرف المحكمة الشرعية. بدر الدين: هل في نظام محاكمكم أن يتصل المدعي بالقاضي ويأخذ موافقته قبل نظر الدعوى؟ الشاكي: لا أبداً .. أنا افتكر الكلام ده ما عنده علاقة بموضوع الشكوى. القاضي: هو يريد ان يوضح للمحكمة إجراءات المحاكم الشرعية. الشاكي: انا لا اريد الدفاع عن حكم المحكمة مع اني اجد المبرر لهم في ان دعوى الحسبة أول دعوى من نوعها في السودان، وهم كانوا يلتمسون رأي الهيئة القضائية ليعرفوا كيف يعملوا.. وهو توجهوا له في الندوات والمحاضرات فرفض واستمر يتحدث باسم الاسلام. بدر الدين: يعني في حالة الدعوى الغريبة يمكن ان تتصل بالقاضي ويوعدك يقيف معاك؟ الشاكي: ما ممكن القاضي يوعدك يقيف معاك. بدر الدين: لو حصل يكون العمل ده محترم؟ الشاكي: لا أبداً. بدر الدين: أنا أقرأ ليك من كتاب الامين داؤود «نقض مفتريات محمود محمد طه» صفحة 85 «ولما رأينا استعداداً طيباً وروحاً عالية من حضرة صاحب الفضيلة الشيخ عبد الماجد أبو قصيصة قاضي قضاة السودان لقبول دعوى الحسبة، وانها كما قال فضيلته من صميم عمل المحاكم الشرعية، وكذلك ما لمسناه من المحكمة العليا والوقوف مع الحق من صاحب الفضيلة الشيخ توفيق أحمد الصديق عضو محكمة الاستئناف العليا الشرعية- تقدمنا بدعوى الحسبة» هل قاضي القضاة سلطة استئنافية؟ الشاكي: نعم. بدر الدين: اذا كان القاضي يقول رأيه في قضية يمكن ان تستأنف اليه، هل يمكن ان يكون ده عمل محترم؟ الشاكي: نعم لان المحكمة قالت رأيها وهو الذي كونها. القاضي: اذا كان القاضي يقول رأيه في قضية يمكن ان ترفع اليه.. هل يمكن ان يكون ده عمل محترم؟ الشاكي: بداهة لا. بدر الدين: اذا حصل علقت هذه السلطة الاستئنافية هل بتكون دي سلطة محترمة؟ الشاكي: ما محترمة. بدر الدين: «يقرأ من الرأي العام «جريدة الرأي العام الخميس 21 /11/1968 العدد 8323» «البيان الذي نشره محمود محمد طه إساءة بالغة للقضاء الشرعي في ماضيه وحاضره ومستقبله وهو امر غير مقبول.. وقال فضيلته ان للمحاكم الشرعية صلاحية الحكم بالردّة ... ان محكمة الاستئناف الشرعية العليا ستجتمع اليوم لاتخاذ الاجراءات القانونية الكفيلة بوقف الاساءات الموجهة للقضاء الشرعي» .. هل تعلم ان ابو قصيصة اتخذ أية اجراءات قانونية؟ الشاكي: أنا كنت قاضي جزئي بسمع زيي وزي الناس. بدر الدين: أنت ما بتعلم انه نفذ؟ الشاكي: فيما أعلم بدأ في ذلك. بدر الدين: هل فتح بلاغ؟ الشاكي: لا أعلم. بدر الدين: هل تعلم انه اي واحد من القضاة الشرعيين فتح بلاغ؟ الشاكي: لا أعرف. بدر الدين: محكمة الردّة أخذت ثلاث ساعات استمعت الى قضية الادعاء واستمعت الى اقوال اربعة من الشهود، ثم رفعت الجلسة لثلث ساعة وعقدت مرة أخرى لتنطق بالحكم. هل تظن ان ثلث ساعة تكفي لقراءة الاقوال؟ الشاكي: يحتمل المحكمة رأت ان التهمة لا تحتاج لأنها واضحة وان المتهم غائب. بدر الدين: يعني اذا كان المتهم غائب يمكن الحكم دون الرجوع للاقوال وفحصها؟ الشاكي: لا بد من فحصها. بدر الدين: حسين محمد زكي أحد المدعيين في محكمة الردّة قال ان الاستاذ محمود محمد طه يتهم الله بالحقد، وأورد النص التالي من كتاب الرسالة الثانية «والخطأ كل الخطأ، ظن من ظن ان العقاب في النار لا ينتهي إطلاقاً، فجعل بذلك الشر اصلاً من أصول الوجود وما هو بذاك، وحين يصبح العذاب سرمدياً يصبح انتقام نفس حاقدة» ويقف عند هذا الحد من النقل، ويترك عبارة «وعن ذلك تعالى الله علواً كبيراً» وهي العبارة التي وردت مباشرة بعد كلمة «نفس حاقدة» من كتاب الرسالة الثانية. فإذا جاء امامكم واحد وقال فلان الفلاني كتب كذا وكذا، مش من واجب المحكمة ان ترجع لمصدر الكلام ده؟ الشاكي: للعدالة يمكن أن ترجع. بدر الدين: من العدالة وللأ من واجب المحكمة؟ الشاكي: من العدالة، ويمكن للقاضي ان لا يرجع اذا وضحت البينة. بدر الدين: اذا اتضح ان الشاكي ضلل المحكمة باقواله، ايه يكون رأيك في المحكمة؟ الشاكي: أنا لم اكن عضواً في تلك المحكمة، واعتبر ان القاضي الذي وصل لتلك المرحلة لا بد يكون عارف هذه النقطة.. المحكمة تحكم بما يثبت لها.. وما من اختصاصها اذا ثبت غير ذلك بعد المحكمة. بدر الدين: هل القول بالرأي بتأخدوا بيه في المحاكم الشرعية؟ الشاكي: نأخذه بتحفظ. بدر الدين: ما رأيك في محكمة لم تستجوب شهودها وثبت خطأ اقوالهم؟ الشاكي: رأيي أن يستأنف حكمها. بدر الدين: ده كتاب «حوار مع الصفوة» للدكتور منصور خالد.. هذا مقال أيام محكمة الردة «من بين رجال الدين هؤلاء طائفة قضاة الشرع .. ما كنت اود ان اتناولها بالحديث لو اقتصرت على اداء واجبها كموظفي دولة يتقاضون رواتبهم من مال دولتهم التي تجبيه في ما تجبي من ريع الخمور .. ». الى ان يقول «نريد وقد خرجتم من اطار سلطانكم المشروع كقضاة انكحة وميراث.. نريد أن نسمع حكم الاسلام في الأمير الكاذب والوالي الظالم والوزير السفيه.. نريد حكمه في السفاه السياسي الذي نعيشه اليوم وهو سفاه شيوخ لا حلم بعده .. شيوخ يرتدي بعضهم قفطاناً مثلكم ويتمنطق بحزام مثلكم، ويضع على رأسه عمامة كشأنكم» .. هل هذا الكلام مش اساءة للقضاء الشرعي؟ الشاكي: ما إساءة.. لأن منصور خالد عنده طموح سياسي.. ويعتبر موضوع محمود سياسي وهو عاوز يكتب وعاوز يسخر. بدر الدين: يا مولانا «سفاه الشيوخ الذي لا حلم بعده شيوخ يرتدي بعضهم قفطاناً مثلكم» هل هو اساءة أم غير اساءة؟ الشاكي: لفظ ما مهذب. بدر الدين: يعني أي كلام زي دا في القضاة الشرعيين ما اساءة ؟ الشاكي: نعم ولكنه لفظ غير مهذب. ----------------------------------------------------------------- الأحد 14 ديسمبر 2008م، 16 ذو الحجة 1429هـ العدد 5553 مهزلة محكمة الردّة!! (3-3) د. عمر القراي وعن كون محكمة الردّة كانت تعمل خارج اختصاصها ورد في قضية بورتسودان الحوار التالي بين الأستاذ محمود وبين الشاكي الشيخ إبراهيم جاد الله: الأستاذ: عاوزين نسألك عن رأيك في محكمة الردّة شنو؟ هل حكمت في اختصاصها وللأ خارج اختصاصها؟ الشاكي: حكمت في اختصاصها. الأستاذ: هي محكمة شرعية اختصاصها الشريعة يعني إذا هي نفذت حكمها دا هل هو حكم الشريعة؟ القاضي: بيقول المحكمة أدانتو لكن ما أصدرت عقوبة. الأستاذ: لكن دا ما حكم الشريعة.. هل دا حكم الشريعة؟ إذا المحكمة حكمت وما نفذت هل دا حكم وللأ تقرير ساكت؟ الشاكي: كأنها الشريعة.. نظرت هل اتيتو أو قلتو أو فعلتو.. الأستاذ: طيب يا شيخ إبراهيم نحن نذكّرك: قال المدعيين نفسهم طالبوا بإعلان ردّة محمود محمد طه عن الإسلام بما يثبت عليه من الأدلة (2) حل حزبه لخطورته على المجتمع الإسلامي (3) مصادرة كتبه وإغلاق دار حزبه -دي المطالبة للمحكمة- بعدين إصدار بيان للجمهور يوضح رأي العلماء في معتقدات المدعى عليه بعدين تطليق زوجته المسلمة منه.. لا يسمح له أو لأيٍّ من اتباعه التحدّث باسم الدين أو تفسير آيات القرآن بعدين مؤاخذة من يعتنق مذهبه بعد ذلك وفصله إن كان موظفاً ومطاردته وتطليق زوجته المسلمة منه.. دي كانت البنود الطلبها المدعيان من المحكمة، لشنو المحكمة قالت «لذلك حكمنا غيابياً للمدعيين حسبة الأستاذين الأمين داؤد محمد هذا وحسين محمد زكي هذا على المدعى عليه الاستاذ محمود محمد طه رئيس الحزب الجمهوري الغائب عن هذا المجلس بأنه مرتد عن الإسلام وأمرناه بالتوبة عن جميع الأقوال والأفعال التي أدت إلى ردته كما قررنا صرف النظر عن البنود من نمرة 2 إلى نمرة 6» ليه قرروا صرف النظر عنهن؟ الشاكي: ما عندهم إنو بقية البنود بترتبوا على البند الحكموا بيه. الأستاذ: ليه قالوا صرفنا النظر عن بقية البنود؟ الشاكي: أي صرف النظر عنها لأنها بتترتب تلقائياً على البند الأول. الأستاذ: جميل.. لكن ليه ما يقرروا إنو المطالب دي تكون الحكم وإنو تكون المطالبة بالتنفيذ؟ الشاكي: ما هي مترتبة.. لما أنا أحكم كدا معناها هو ما يتحدث باسم الإسلام، ما يطبع كتب.. وما يعاشر المسلمة كزوجة... الخ. الاستاذ: الحصل شنو في التنفيذ؟ الشاكي: لا أدري ما حصل. الأستاذ: ما هو أنا واقف قدامك. الشاكي: العقوبة ما نفّذت. الاستاذ: لكن العقوبة ما طرف من القانون؟ إذا كان هم بيعملوا في اختصاصهم يبقى التنفيذ يتبع. انا سألتك قلت ليك: هل المحكمة بتعمل في اختصاصها؟ قلت: نعم. قلت ليك وجد أنها ما بتعمل في اختصاصها.. الشاكي: إذا كان حصل أنو دا ما اختصاصها، لمن يكون الاختصاص؟ من الذي يقرر أنو الإنسان دا داخل الدين او خارجه؟ الأستاذ: ما حدش يقرر.. الوصاية انتهت ما حدش يقرر. الشاكي: نعم؟! الاستاذ: ماحدش يقرر لو انت داخل الدين أو لا.. وإلا كان كل واحد نازع التاني: انت مافي الدين. وعهد الاستعمار كلو حكمت بجانب من الكتاب وعطلت جانب، وجيت في العهد الوطني وجدت نفسك إنك برضو بتعمل بنفس القانون وإنك ماك شرعي، وانو تكوينك ما بديك الحق، بدليل إنك حكمت وماقدرت تنفذ، وما حاجة بتسمى قانون إلا إذا كان التنفيذ طرفا منها، يبقى دا دليل على انك بتعمل خارج اختصاصك.. توافق على كدا؟ الشاكي: انت الاختصاص تدي لي منو؟ «القاضي يشرح صلة التنفيذ بالحكم» الشاكي: والله انا موضوع التنفيذ دا أنا ما بعتبرو ذنب المحكمة.. اذا كان ما عندها اختصاص تنفذ دا ما ذنب المحكمة. الاستاذ: هل الحاكم المسلم الماعندو اختصاص في التنفيذ عندو اختصاص في الحكم؟ الشاكي: دا لا ينفي أنها مختصة بمحاكمة الموضوع -الحكم- او نظر الدعوى. الاستاذ: طيب نحن نقول رأي الاستاذ محمد ابراهيم خليل في عدم اختصاص المحكمة وافتكر قرئ عليك طرف منو «لعله من المعلوم لدى الناس جميعاً ان المحاكم الشرعية في السودان اسست على قانون المحاكم الشرعية السودانية 1902 وان إختصاص هذه المحاكم قد حددته المادة السادسة التي تنص على ان للمحاكم الشرعية الصلاحية في الفصل في: أ) أي مسألة تتعلق بالطلاق والزواج والولاية والعلاقات العائلية بشرط ان يكون الزوج قد عقد على الشريعة الاسلامية، او ان يكون الخصوم من المسلمين. ب) أي مسألة تتعلق بالوقف أو الهبة أو الميراث او الوصية... الخ. ج) أي مسألة سوى ما ذكر في الفقرتين السابقتين على شرط أن تتقدّم الأطراف المتنازعة بطلب كتابي ممهور بتوقيعاتهم يلتمسون فيه من المحكمة أن تقضي بينهم، مؤكدين أنهم عازمون على الالتزام بحكم الشريعة في الامر المتنازع عليه. لذلك ترى يا سيدي أنه ليس من اختصاص المحاكم الشرعية في السودان أن تحكم بكفر أحد أو زندقته أو ردته» ..محمد ابراهيم خليل هو هسع محامي وكان وزير العدل وعميد كلية الحقوق بجامعة الخرطوم ونائب النائب العام سابقاً وهو قال بعدم الاختصاص. الشاكي: طيب دا رأي محمد ابراهيم خليل.. هل انت طعنت بعدم الاختصاص؟ الاستاذ: جميل انا جاي للموضوع.. هل انت بتوافق على أنو القانون اللي اتكونت بيهو المحاكم الشرعية عام 1902 وذكره هذا القانوني وبقول فيهو انو هذه المحكمة عملت خارج اختصاصها.. هل بتوافق على القول دا؟ الشاكي: لا أوافق.. لأنو ليهو ارتباط بالاختصاص يعني أنا لما أقول دا ما مسلم بترتب عليهو أحكام كثيرة جداً جداً هي من اختصاص المحاكم.. ولذلك هي هنا بتعمل في نفس الغرض. الأستاذ: تبين للمحكمة.. المحكمة ما كان عندها اختصاص في نظر القانونيين وجابو المادة. الشاكي: أنا واحد من القانونيين، دا رأيك أنت بتقول انو الاختصاص المنصوص عليهو في المادة ما بشمل الحكاية دي، دا رأيو كدا. الاستاذ: الأمر دا يا شيخ ابراهيم ما أمر رأي دا تحديد. الشاكي: معنى كلامو دا أنو ليس للمحكمة أن تنظر في حكم من هو مسلم ومن ليس مسلم. الاستاذ: طيب.. الشاكي: فأنا بقول يعني ليس ضرورياً أن يشمل أن يكون في تفصيل فالأمر دا ليهو تعلق بما هو من اختصاص المحكمة. الاستاذ: هل المحكمة ما قبلت أن تعمل تحت القانون بتاع 1902؟ الشاكي: تأسست بذلك القانون. الاستاذ: هل بتتقيّد بيهو؟ الشاكي: بتتقيد بيهو طبعاً. الاستاذ: هل فيهو انها من اختصاصها ان تحكم بالكفر على انسان؟ الشاكي: ما منصوص عليها صراحة. الاستاذ: هل دا أمر يترك للتفكير؟ هل الأمور الأقل منو ما منصوصة؟ ........ الأستاذ: طيب الحكاية الأنت قلتها.. انت سألتني برضو سؤال أنا أحب أن أرد فيهو.. أنا ليه ما استأنفت، بل أنا ليه ما مثلت أمام المحكمة.. سؤالي حيكون: ما بتعتقد إنو عجز المحكمة من ان تحضر الإنسان المتهم أمامها في مسألة ردّة وبتجب فيها الاستتابة وتوجيه الكلام ليهو.. عجزها من أن تحضره أمامها يجعلها عاجزة من أن تحكم عليهو أيضاً؟ الشاكي: والله أنا ما بعتقد أنها عجزت أن تحضرك أمامها. الاستاذ: كيف بقى؟ الشاكي: لم تعجز المحكمة.. انما لم ترد.. أو لم تر أن هناك حاجة. الاستاذ: طيب يا شيخ ابراهيم اذا انت هسع ارسلت اعلان لمتهم ورفض ان يوقع حتى عليهو، وانت حاكم محترم، ما بتعتقد أنو دا فيهو إهانة للمحكمة؟ الشاكي: أبداً.. اعتبر ترك حقو.. ترك الدفاع عن نفسو وبمضي في قضيتي وبحكم عليهو غيابياً وليهو الحق بعدين يجيء يستأنف الحكم دا ويطعن فيهو. الاستاذ: سؤالي يا شيخ ابراهيم ياهو دا: اذا حتى رفض.. جاهو المعلن رفض ان يوقع؟ الشاكي: ما القانون موجود يا سيدي العزيز.. قانون الاجراءات المدنية، هسع نحن بنشتغل بيهو، والمحاكم بتشتغل بيهو، اذا حد رفض التوقيع أنا بمشي في القضية غيابياً -بعتبرو معلن- لكن إذا شتم المعلن أو شتم المحضر، أو قال حاجة تانية دا البعتبرو إهانة للمحكمة. القاضي: هو أجاب قبل كدا قال: اذا كانت الدعوى تتعلق بحق شخصي أما إذا كانت الدعوى متعلقة بحقوق الله يجبر الطرف التاني على الحضور. الأستاذ: هل حق الردّة ما بتعلق بالله؟ الشاكي: ردّة الإنسان عن الإسلام؟ آي طبعاً ليهو تعلق.. لكن في واقع الأمر انو دا برجع ليهو كفرو. الأستاذ: هل غيّرت الإجابة القبيل؟ الشاكي: نعم؟ الأستاذ: الإجابة القبيل اتغيّرت واللأ هي نفسها؟ الشاكي: لا دا تفصيل الإجابة. الأستاذ: لكن دا نفي ليها. الشاكي: ما نفي أنا بقول هناك تفصيل يعني.. في حق الله. القاضي: إجابتك؟ الشاكي: أنا بقول هناك تفصيل في حق الله يعني.. القاضي: كل الدعاوى البتتعلق بحق الله لا يجبر؟ الشاكي: لو كان القاضي يرى انو يمثل أمامو أو لا يمثل متروكة للقاضي باختصار يعني.. الاستاذ: الاجابة القديمة كانت: اذا كان الامر دا بتعلق بحق الله يبقى القاضي يحضر المتهم.. بعدين اتبني عليها: هل الردّة فيها حق لله؟ الإجابة دي هل إتغيّرت؟ القاضي: هو قال الردّة فيها حق الله.. وقال إن في الفصل التاني في سلطة تقديرية للمحكمة، ليها الحق أن تجيب الزول أو لا تجيبو. الشاكي: أو ما تجيبو لانو في حاجة اسمها اصدار حكم غيابي.. كل المحاكم.. كل الأحكام. الأستاذ: يا شيخ ابراهيم الحكمة في حكم الردّة شنو؟ الشاكي: لا تحتاج لتعليل. الاستاذ: الحكمة فيهو شنو؟ الشاكي: منع الناس ما يرتدوا عن الاسلام، ويفكروا قبل ما يرتدوا.. الحكمة يمكن تكون واسعة جداً يعني.. إلا يحدث فساد، إلا يشجع غيرو على الخروج من الإسلام. الأستاذ: في تحديد للمسألة دي يحسن ان نقولوا: هل حكم الردّة المقصود منو إصلاح الانسان المرتد واصلاح المجتمع، وحفظ حق الله؟ الشاكي: آي نعم. الاستاذ: هل الحاكم العاجز عن التنفيذ بقدر يصل الى الحكمة دي؟ الشاكي: والله انا برى ان لم يصل الى كل الحكمة يكون وصل بعضها، العاجز عنها ما بحققها كلها.. العاجز عن التنفيذ ما بحقق كل الحكمة..). (الاخوان الجمهوريون: وقائع قضية بورتسودان الكتاب السادس 1975م). وعن كون محكمة الرّدة كانت تعمل خارج اختصاصها، ودل على ذلك، عجزها عن احضار المتهم أمامها، ولذلك لا يعتد بحكمها، ولا يعول عليه، جاء في قرار المحكمة العليا، الدائرة الدستورية والتي استنأف لها قرار المحكمة التي حكمت على الأستاذ بالإعدام إبان عهد نميري: (ولم تكتف المحكمة «تقصد محكمة المكاشفي» في مغالاتها بهذا القدر، وانما تعدته الى الاستدلال بقرارات وآراء جهات، لا سند في القانون للحجية التي أضفتها المحكمة على إصداراتها. أما حكم محكمة الاستئناف الشرعية العليا، التي عوَّلت عليه محكمة الاستئناف الجنائية كثيراً، فإنه يستوقفنا فيه أنه حكم وطني، يلزم استبيان حجيته، نظراً إلى ما يمكن أن تثيره طبيعته الوطنية من تساؤل حول تلك الحجية. والحكم المشار اليه صدر في 18/11/1968 في القضية 1035/68 حيث قضت محكمة الاستئناف الشرعية العليا بالخرطوم بإعلان محمود محمد طه مرتداً. وأول ما تجدر ملاحظته في شأن ذلك الحكم، أنه صدر حسبة، كما وقع غيابياً، والسؤال الذي يفرض نفسه هو ما إذا كان في ذلك ما يقوم مقام الحكم الجنائي بالردّة؟ وفي تقديرنا أن الإجابة القطعية، أن ذلك الحكم لا يستحق هذه الصفة، وذلك لأن المحاكم الشرعية -ومنها محكمة الاستئناف الشرعية العليا في ذلك الوقت- لم تكن تختص بإصدار أحكام جنائية، بل كانت اختصاصاتها مقتصرة على مسائل الأحوال الشخصية للمسلمين، من زواج وطلاق وميراث وما إلى ذلك، مما كانت تنص عليه المادة الخامسة من قانون المحاكم الشرعية لسنة 1967 الساري وقتئذ (وليست المادة 6 من قانون 1902 فيما تشير إليه هيئة الإدعاء في 25 فبراير 1986م). وأبلغ دليل على عدم اختصاص المحكمة الشرعية فيما أصدرته من حكم، أن ذلك الحكم جاء غيابياً، فما نحسب أن محمود محمد طه كان حصيناً من سلطة الإجبار، التي كانت تتمتع بها المحكمة، فيما لو كانت محكمة ذات اختصاصات جنائية. كما يقف دليلاً على عدم الإختصاص، أن المحكمة لم تجد سبيلاً لتنفيذ الحكم، لا في ذلك الوقت، ولا في أي وقت لاحق، وهو ما لم يكن يحول دونه غياب المحكوم عليه، خاصة وأن للحكم عقوبة مقررة شرعاً هي أعلى مراتب العقوبات المدنية.....) (قرار محكمة العليا- الدائرة الدستورية في 25 فبراير 1986م. اسماء محمود وعبد اللطيف عر ضد حكومة السودان). الصحافة
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حوار الطرشان ....بين الجمهوريين.... والاخوان المسلمين ....للتوثيق.؟ (Re: الكيك)
|
العدد رقم: 1108 6/12/2008
بين قوسين لهذا نجهله
عبد الرحمن الزومة كُتب في: 2008-12-03
في هذه الصحيفة, كتب الأستاذ عبد الله عثمان والذى يبدو أنه يعمل في جامعة (أوهايو) الأمريكية مقالاً بعنوان (كيف يجهلوك) وهو يتحدث عن أن جامعته قد احتفلت بمرور قرن على مولد محمود محمد طه الذى أدين في السودان بتهمة (الردة) وحكم عليه بالاعدام وشنق (الضحا الأعلى) في سجن كوبر ابان عهد الرئيس جعفر نميرى وذلك بعد أن تمت (استتابته) لمدة ثلاثة أيام ومعه مجموعة من أنصاره استجابوا جميعاً ورجعوا عن ردتهم ونطقوا (بالشهادتين) وأطلق سراحهم وتم اعدام زعيمهم بعد أن رفض أن ينطق بالشهادة وأصر على ردته حتى آخر لحظة اعدامه فقد طلب منه وهو على منصة الاعدام أن ينطق بالشهادة وعندما رفض سحب (الداعم) الذى كان يقف عليه من تحته فهوى مشنوقاً! قيل حينها أن جسده والذى كان من المتوقع أن يكون مواجهاً (للقبلة) ساعة أن يهوى, قيل أن جسد (الأستاذ) تحول الى عكس القبلة. تلك هى القصة بكل بساطة عن هذا الرجل لكن كاتب المقال له رأى آخر فقد شرح كيف أن جامعة أوهايو قد احتفلت بالرجل وأن (الافراح والليالى الملاح) في تلك الجامعة سوف تستمر لمدة عام كامل وأن كتبه وأفكاره قد تمت طباعتها على نفقة الجامعة بعد أن تمت ترجمتها الى العديد من اللغات الحية. لكن الكاتب لا يكفيه احتفال الجامعة بذكرى محمود محمد طه بل (ينعى) علينا نحن في السودان ألا نحتفل به باعتبارنا أحق بهذا (الشرف) من الغرباء ليس ذلك فحسب بل انه يرى أن في ذلك محاولة (مقصودة) لاسقاطه من (االذاكرة الجمعية) السودانية ثم راح يعدد (الآثار) الجديرة بالاحتفال من أفعال محمود محمد طه وكيف أنه أول سجين سياسى وأنه فعل كذا وكذا لكنه نسى أو تناسى (عمداً) المناطق التى ربما تكون السبب في أننا لم نحتفل بالرجل. ان احتفال جامعة أوهايو بالرجل هو نفس سبب عدم احتفالنا به, فالجامعات الأمريكية لا تحتفل (إلا) بأولئك الذين يخدمون أهدافها وينفذون أجندتها ومحمود محمد طه كان من هؤلاء فالرجل كان أكبر وأخطر(فتنة) ابتلى بها السودان و العالم الاسلامى. لقد اعتنق الرجل أفكاراً خارجة عن الملة و(الخزعبلات) التى يعدها بعض الجهلاء (فكراً اسلامياً) هى في الواقع (هرطقات) شيطانية من بقايا حديث (ابليس) الذى استكبر عن أمر ربه فمحمود ادعى أن الصلاة قد (رفعت عنه) ولم يوضح لنا (الانجاز) العظيم الذى جعله ينال تلك المكانة الرفيعة وهى مكانة لم ينلها النبى الذى جاء بالرسالة مع أنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. أسقط الصلاة واستهزأ بكل مبادئ الاسلام فالحج في نظره (وثنية) والطواف حول الكعبة طواف حول (صنم) وأنكر نصاب الزكاة وأسقط الصوم والرسالة الخالدة التى جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم كانت في نظره تصلح فقط للمجتمع البدوى (المتخلف) وأنها لا تصلح لمدنية القرن العشرين وأن الرسالة التى تصلح لهذا الزمن هى (الرسالة الثانية) وهى التى (أخفاها) سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (كبرت كلمة خرجت من فمه البذئ) وأنه هو من سيبلغ تلك الرسالة. أما ما جاء في المقال عن علاقة الراحل أحمد عبد العال بهذا الرجل فغداً (ننظف) ثوب أحمد من هذا الالحاد الخبيث. ---------------------------------------------
6/12/2008 العدد رقم: 1108 2008-12-14
بين قوسين أحمد ومحمود
عبد الرحمن الزومة كُتب في: 2008-12-04
بدأنا أمس التعقيب على مقال (كيف يجهلوك) والذى نشره الأستاذ عبد الله عثمان في (السوداني) عن محمود محمد طه ولقد توقفت عند نقطة ذكرها الكاتب عن علاقة الراحل المقيم أحمد عبد العال بمحمود محمد طه وما ذكره الكاتب هو (نصف الحقيقة) وسأفترض (حسن النية) فيه من أنه لا يعرف النصف الآخر للحقيقة وهى أن الراحل كان بالفعل كذلك لكنه ترك محمود بعد حادثة (كبرى) وسأحكيها الآن وهى رواية نقلها لى الأخ المهندس الصافى جعفر وهو حى يرزق (أمد الله في أيامه) والرواية مأخوذة (مباشرة) من أحمد عبد العال وأرجو أن يحكيها الصافى بنفسه حتى تكون شهادة مباشرة وليست سماعية كما هى شهادتى الآن. كان البروفيسور أحمد عبد العال قد وطد علاقته بمحمود لدرجة أن كان يقود له السيارة: (سواق الأستاذ)! حكى أحمد للصافى القصة التالية والتى يشيب لها الولدان وأرجو أن تكون (صاعقة) تعيد لبعض الموهومين بمحمود بعضاً من العقل ومن بينهم أخونا الذى في (أوهايو) فيعرفون الرجل على حقيقته. قال احمد انه كان يسوق السيارة (للأستاذ) والذى كان يركب بجانبه وفى المقعد الخلفى جلست اثنتان من بنات محمود أو قال من أتباعه لست متأكداً. كانوا في طريقهم الى مكان احتفال من تلك الاحتفالات التى كانوا يقيمونها (أين هى الآن). عندما وصلوا وجدوا الجمهوريين وهم يرددون (الله ...الله)! توقفت السيارة وقبل ان ينزل (الأستاذ) التفت الى الشابتين اللتين كانتا في المقعد الخلفى وسالهما: لماذا لا تذكران مع الذاكرين؟ قالت احداهما : كيف نذكر و(المذكور) معنا؟ ليست هذه هى الكارثة. قال الراحل أحمد عبد العال انه (صعق) ونظر الى محمود ليرى ردة فعله فهاله أن يراه (وقد تهلل وجهه)! كانت لحظة فارقة (فارق) فيها أحمد عبد العال ونجا بجلده من سفينة الالحاد والردة. قال الأخ الصافى ان الأخ أحمد أخبره انه في تلك اللحظة كان مشغولاً بأمر واحد وهو أن (يغادر) ذلك المكان بأسرع ما يمكن وفعل. خاف صاحب مدرسة (الواحد) الايمانية أن (تصيبه صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود)! ولم يغادر أحمد سفينة (الردة) قبل أن يصدر حكمه في (الربان الهالك) فقد قال ان الرجل يعتقد أن (كتفه) ساوى كتف خالقه (نعوذ بالله من الشرك والشيطان) كما يقول أهلنا الأنصار. وما لا يعلمه كثير من شباب هذا الزمن من أبنائنا وبناتنا الذين ربما انطلت عليهم فرية (المفكر الاسلامى) المزعوم هو أن الرجل قد صدر عليه حكم شرعى بالردة وأنه يجب استتابته واذا لم يتب فمن الواجب على (ولى الأمر) تنفيذ حكم الله فيه. كان ذلك في منتصف الستينيات حيث تشكلت محكمة لذلك الغرض من ثلة من العلماء. لكن محمود (سخر) من حكم الله و لكن (ولى الأمر) كان ذلك النظام الحزبى الضعيف فلم يستطع حتى أن يلقي القبض على الرجل. لذلك واصل محمود بث أفكاره بين الشباب حتى (فتن) عدداً كبيراً منهم حتى جاءه (الموت) وليس (اليقين) كما كان يدعي وذلك في العهد المايوى حينما قدم لمحكمة العدالة الناجزة التى حكمت عليه بالاعدام وعندما رفض التوبة انبرى (أب عاج أخوى) سلمت يداه وطبق فيه حكم الله.
---------------------------------------------------- 10/12/2008
بين قوسين صديقي الجمهوري
عبد الرحمن الزومة كُتب في: 2008-12-10
بالرغم من أنني أعرف الأخ الأستاذ عيسى إبراهيم منذ مدة قصيرة إلا أنني أشعر وكأنني أعرفه منذ سنين طويلة فهو رجل طيب المعشر حلو الحديث ومن النوع الذى يدخل القلب بلا تكلف ثم يبقى هنالك غير أنني أعترف أنه قد أدخلني في (ورطة) من العيار الثقيِل وذلك بعد أن (اعترف) وهو بكامل قواه العقلية وبصفته المعتبرة شرعاً بأنه (جمهوري) ومن أتباع المرتد محمود محمد طه والسبب أننى لم اتخذ (قط) صديقاً ولا حتى مجرد (معرفة عابرة) من أتباع هذا الرجل. لقد كتب الأخ عيسى معلقاً على ما كتبته عن الرجل وكيف أعدم وحاول أن يغطي ضوء الشمس بيديه وينفى عن (أستاذه) جريمة الردة وهى إدانة ثابتة بحكم شرعي وقد صدر مرتين لكن الأجل هو الذى أخره إلى يوم (مهلكه) المحتوم. لكن على أية حال ليست هذه هى القضية فالرجل قد مات على الطريقة المعروفة وشهد (شنقه) آلاف الناس (وأنا منهم) كانوا مبتهجين وهتفوا بتعظيم الخالق حينما هوى جسد المرتد المحكوم . لقد اعتقد بعض أتباعه أن (الإنسان المحمدي) لن يعدم. والإنسان المحمدي هى الصفة التي اختارها محمود لنفسه دون بقية خلق الله ومن ضمنهم أتباعه حتى أولئك الذين (وصلوا) ورفعت عنهم الصلاة كما كان (يدلس) أنها رفعت عنه. في واقع الحال فإن محمود محمد طه قد تجاوز مرحلة الردة ودخل مرحلة أخرى هى مرحلة إدعاء (الربوبية) وما حكيته قبل أسبوع يؤكد ذلك وهو ما ذكر نقلاً عن الراحل أحمد عبد العال حينما كان بصحبة الرجل وكيف أنه وصل الى أحد الأماكن التى كان فيها بعض أنصاره يرددون (الله .. الله) فقال لاثنتين من بناته أو أنصاره وكانتا معه في السيارة : لماذا لا تذكران مع الذاكرين؟ فقالت له احداهما بكل وقاحة وكفر: "كيف نذكر والمذكور معنا؟" قال المرحوم أحمد إنه من تلك اللحظة فارق الرجل بعد أن سجل رأيه فيه عندما قال إن الرجل يعتقد أن (كتفه) قد زاحم كتف خالقه وحينها تنبأ الفنان المرهف والصوفي الرقيق والعابد الشفيف أحمد عبد العال صاحب (مدرسة الواحد) بأن الله سيقصم محمود وقد قصمه. كما أن عبارة (الإنسان المحمدي) تعني بالفعل أن الرجل كان يدعى الألوهية والنظرية معروفة في عرف بعض الحركات الباطنية وهى تقوم على نظرية (الحلول) وهي نظرية منحرفة ومن بقايا الوثنيات القديمة التى كانت الإنسانية تتمرغ فيها في عصور الظلام والجاهلية. إن حكاية إدعاء الرجل للألوهية كانت شائعة لدرجة أنه يقال أن أحد السودانيين قالوا له إن محمود محمد طه يقول إنه (الله) فقال الرجل في سخرية (لكن الله مشلخ)؟ وصدق الرجل لأنه حتى بعض القبائل (الوثنية) وعندما تختار بعض من ترفعهم إلى مقام الألوهية والتقديس فإنها تشترط أن يكون (الإله) كاملاً من الناحية الجسمانية وخالياً من أي عيب خلقي أو حتى (خدش) مهما كان صغيراً فما بالك بتلك (الشلوخ) المحمودية القبيحة! والدليل على ذلك أنه في اليوم الذى شنق فيه محمود لم يصدق بعض أنصاره أن الرجل يمكن أن يعدم, ليس ذلك فحسب بل إن بعض (كبار الموهومين) من أتباعه ومنهم شخص مشهور من أولئك وكان طالباً بجامعة الخرطوم لم يذهبوا إلى سجن كوبر ليشهدوا مصرع (الأستاذ) لأنهم كانوا (مؤمنين) أنه لا يموت وأنه (سيتجلى) عند مقرن النيلين بعد المغرب فى ذات اليوم. مساكين لقد خدعهم الدجال! وكانوا (صادقين) في إيمانهم لدرجة أنهم ذهبوا بالفعل إلى المقرن في انتظار (المعجزة) المحمودية. لكن الذى حدث أن الرجل وبدلاً من أن (يتجلى) لهم فانه قد (جل) بعد أن شنق وحملته طائرة هيلوكوبتر وألقت بجثته في مكان لم يعرف حتى يوم الناس هذا. ومن ساعتها فإن (المؤمنين الحقيقيين) من أتباع الرجل (ارتدوا) بعد أن ثبت لهم أن الرجل لم يكن سوى دجال. ولم يبق من الأتباع سوى الشيوعيين الذين كانوا يسيرون في ركاب الرجل ليس عن إيمان بدعوته، لأن الشيوعيين لا يؤمنون بأي دين ويعتبرونه (أفيون الشعوب) بل لأنهم كانوا يظنونه أخطر المعاول لهدم العقيدة وإفساد الشباب وصدهم عن الدين الحق. ألم تلاحظ ذلك يا أستاذ عيسى؟ إن الدعوات الصادقة وعندما يقدم أصحابها أرواحهم في سبيلها ويستشهدوا دفاعاً عنها فان دماءهم تتحول الى (وقود) يشعل الحماس في أتباعهم وتجعل دعواتهم تنتشر بسرعة. ألم تقرأ (وأنت الأديب المفوه) ما قاله الشهيد سيد قطب حول هذه النقطة ؟ قال رحمه الله: "إن كلماتنا تظل عرائس من شمع حتى اذا ما متنا في سبيلها وغذيناها بدمائنا دبت فيها الحياة وبعثت فيها الروح". إن الملايين من الناس لم ينتبهوا إلى أفكار الشهيد سيد قطب إلا بعد قصة استشهاده المأساوية الدامية. لكن دعوة هذا (المسيلمة) تبخرت بعد إعدامه ولم تقم لها قائمة ولن تقوم. أما ما ساقه الأخ عيسى عن موضوع الصلاة وادعاء الرجل أنها رفعت عنه وموضوع (الرسالة الثانية) فإن ما قاله الأخ عيسى هو محض (مغالطات) لا تغنى من الحقيقة شيئاً. هنالك رسالة عن (الرسالة الثانية) لمحمود محمد طه نال بها مولانا الدكتور أحمد علي عبد الله رئيس هيئة الرقابة الشرعية في بنك السودان درجة الدكتوراه، وهى دراسة علمية، وإني أعد الأخ عيسى أن استعرضها في القريب العاجل. إن مسألة إنكار محمود محمد طه للصلاة هو أمر ثابت ومعروف و(متواتر) لدرجة أنه صار عند أهل السودان من (المسلمات) غير القابلة للنفي ولا يدحضها أو ينفيها ما كتبه الأخ عيسى ولا ما كتبه الرجل عن الصلاة فهو إنما كان يتحدث عن (صلاته) التى اخترعها! لكنني أسأل الأخ عيسى (بالبلدي كدة) : هل شاهدت (الأستاذ) وهو يصلى؟ لا تقل لي إنه كان يصلي صلاة (الأصالة) فتلك هى ذات (الخزعبلات) التى انطلت على السذج من ذوي (العيار الدينى الخفيف) الذين استخفهم محمود فأطاعوه. لكنها لا تنطلي علينا. إننى أسألك إن كنت قد رأيته يصلى صلاتنا و(صلاتك) يقوم فيتوضأ ثم يستقبل القبلة ويقول الله أكبر ثم يركع ويسجد ثم يسلم. هل رأيته؟ هل ذهب محمود إلى الحج؟ لقد كان مستطيعاً. هل كان يصوم معكم رمضان؟ كان محمود يتحاشى مناقشة العلماء ويجيد فقط (استفزاز) البسطاء الذين لا يجيدون مناقشة أفكاره المنحرفة. لقد (تحدى) البروفيسور جعفر شيخ ادريس (الأستاذ) أكثر من مرة إلى (مناظرة) مفتوحة حول آرائه بدار اتحاد طلاب جامعة الخرطوم لكن (المفكر الإسلامي) جبن ولم يحضر. وتحداه الأخ الدكتور النور محمد أحمد أيضاً للنزال ولكنه تهرب. أخبرني الأخ الأستاذ موسى يعقوب وهو حي يرزق (أمد الله في أيامه) أن محمود محمد طه قدم محاضرة في نادى أم درمان الثقافي وهو النادي الذي كان الأخوان المسلمون يمارسون فيه أنشطتهم في الستينات من القرن الماضى. كانت المحاضرة في العام 1961 على ما يذكر الأخ موسى يعقوب. كان الحديث حينها قد بدأ ينتشر عن أن محمود محمد طه قد أسقط الصلاة. قال الأخ موسى إنه سأله بعد المحاضرة عن موضوع الصلاة وكيف أن الرسول صلى الله عليه وسلم وهوعلى فراش الموت أمر سيدنا أبا بكر بأن يصلى بالناس وذلك لأهمية الصلاة وخطورتها. قال الأستاذ موسى إن محمود قال له (أجلس) وذلك بنفس الطريقة الاستفزازية التى كان يهاجم بها الناس. لقد ظن أنه يمكن أن (يقهر) طالب الثانوي ذاك الذى كان يلبس (رداء وقميص)! ولكن تحت إصرار الأخ موسى وتحت إصرار الحضور قال محمود إنه يصلى صلاة (الشهود) وعندما احتجوه بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلى صلاة الحركات التى يصليها جميع المسلمين قال لهم إن (النبى) أصيل وأن الأصيل (لا يتخلى عن أصالته) لكن الناس استغربوا عندما قال لهم: "لكن الحوار يمكن أن يغلب شيخه"! يا أخ عيسى أنت تعرف ولكنك تغالط ولكن أن كنت لا تعرف فتلك والله مصيبة: أن الرجل لم يسقط الصلاة فحسب بل في الواقع أسقط كل أركان الاسلام من صوم وحج وزكاة فالحج عنده (وثنية) وهو الغارق في الوثنية حتى أذنيه. والزكاة عنده (وسخ المسلمين)! أرأيتم أي قبح يتصف به الرجل وهو يطلق هذا الوصف (القبيح) على الركن (الثالث) للإسلام! إن القرآن يقول عن الزكاة إنها (تزكية وطهر) ففي الآية الكريمة (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم) والنبي عليه السلام يصف بعض الزكوات مثل زكاة الفطر بأنها (طهرة للجسم) ومرضاة للرب بل يربط رفع صيام الصائم إلى السماء بضرورة أدائها إلى مستحقيها في الموعد الذي حددته الشريعة. وهذا الزنديق الفاجر يصفها بأنها (وسخ)! وحتى الزواج فإن نظرية محمود حوله هى نظرية (منحطة) أقرب إلى الإباحية بل أقرب إلى الحيوانية البهيمية منها إلى نظرة الإسلام الراقية التي جعلته مودة ورحمة. أخبرني الأستاذ موسى أيضاً أنه ذهب مرة مع أحد أقرب المقربين إلى محمود واسمه (ذا النون جبارة) وكان يعتبر بمثابة نائب له, قال: ذهب معه إلى منزل محمود وكان ساعتها يسكن في (بيت المال) وذلك قبل أن يسكن في الحارة الأولى وقال إنهما عندما دخلا المنزل وجدا (كرسياً) واحداً ليجلس عليه (الإنسان المحمدي) بينما البقية جلوس على الأرض. والرجل لم يكن أميناً حتى مع (الهرطقة) التي كان يدعو لها. يقال إن أحد أتباعه واعتقد كان اسمه (مجذوب) جاءه مرة وقال له (لقد وصلت) مثلك وأنا لن أصلي لأن الصلاة رفعت عني كما رفعت عنك فما كان منه إلا أن فصله من الجماعة. يسألني الأخ عيسي إن كنت قرأت كتب (الأستاذ). لقد قرأت معظمها وأصدقك القول أننى ما تأكدت من (كذب) الرجل ودجله إلا بعد قراءة تلك الكتب. وبعد هنالك كلمتان في مقال الأخ عيسى لم أجد لهما (صرفة) ولا عدلاً : أولاهما اتهامي (بالهرطقة) وهو من غريب (الاستدلال) لأن الكلمة (أو التهمة) مسيحياً كانت الكنيسة تحاكم بها العلماء والمفكرين الذين كانوا يخالفون آراءها و(اسلامياً) صارت تعني الزندقة أو الإلحاد والتدليس في الدين أي من جنس ما كان يقول به (أستاذك) يا أستاذ عيسى فبأي حق ومن أي باب أطلقتها عليَّ؟ فأنا أتبع فقط (ما أنزل على محمد) ولا أجد الجرأة على أن أناقش أمراً من أمور الدين إما جهلاً مني أو خوفاً مما وقع فيه صاحبك. إن عبادتنا ينطبق عليها وصف الشهيد سيد قطب إذ سماها (عبادة العبيد) ويقصد الذين يطيعون (مولاهم) طاعة مطلقة وبعد كل هذا (يا الله السلامة). أما الكلمة الثانية فهي (جهلي الموبق) بالأستاذ محمود وبـ(أساسيات دعوته)! مش لما يكون عنده دعوة من أصلو! وبأنني لم أقرأ كتبه ولم أسمع محاضراته وهذا ليس صحيحاً فقد فعلت كل ذلك ليس (انبهاراً) به واتباعاً لضلالاته وانما لكي أرد على (تلاميذه) وأحاول أن أصدهم عن (النار) التى أراد أن يوقعهم فيها حيث وقع هو. ولقد كفاني (الأستاذ) مؤونة كل هذا العناء وذلك عندما تدلى رأسه من حبل مشنقة كوبر فأدرك أنصاره (أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا فى العذاب المهين) ونجاهم الله من النار والضلال. ثم هنالك نقطة (فنية) بحتة وهى أن أفكار (الأستاذ) وإلحاداته لا ترقى لأن يوصم الجاهلون بها بصفة الجهل. إنها ليست أفكاراً. إنها عملية هدم لدين الله. لكن الرجل لا يعرف أن الله تكفل بحفظ هذا الدين من كيد الانس ومردة (الشياطين). إننا يا أستاذ عيسى لو أحسنا الظن بصاحبك لقلنا إنه (ضحية) لضلالات هو نفسه لا يدري كنهها ولو أسأنا به الظن لقلنا إنه رجل أضله الله على علم ومن (عبدة الشيطان) الذي زين له طريق الغواية والضلال حتى آخر لحظة من حياته فمات على سوء الخاتمة ونعوذ بالله من ذلك. وعلى أية حال فأنا لا أنوى (شطب) الأخ عيسى من قائمة أصدقائي. على العكس سأحافظ على هذه الصداقة لأنها (نافعة) وكل عام وأنت والقراء بألف خير و(القابلة) وقد شفاك الله من حب هذا الرجل حتى لا يوردك موارد الهلاك التي وقع فيها.
السودانى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حوار الطرشان ....بين الجمهوريين.... والاخوان المسلمين ....للتوثيق.؟ (Re: الكيك)
|
الزومة!!
كتب: خلف الله عبود الشريف طالعنا الزومة ، كاتب عمود ( بين قوسين) ، فى عدد الأربعاء 2/12/2008 من هذه الصحيفة ، بمقال متهافت يمتلىء بالحقد على الأستاذ محمود محمد طه وينضح بالجهل وعدم الموضوعية للدرجة التى ذهب فيها ليشتم الأستاذ الشهيد ، داعية الإسلام فى مستواه العلمى ، والذى عجز عن مقارعته الحجة بالحجة ، علماء بزعمهم ، مما حدا بهم لتدبير مؤامرة إغتياله الجبانة والتى ألبسوها لباس الحكم القضائى ، فى عهد من أحط العهود التى مرت على السودان ، عهد ضاعت فيه الحقوق باسم العدالة الناجزة ، وقد صفق الزومة للنميرى وهو يصدر حكم الإعدام على الأستاذ الشهيد ، وأشاد بحكم قضاة الأنكحة والمواريث ، فى محكمة الردة عام 1968 وما علم ، أو تناسى وظن أن القراء لا ذاكرة لهم ، أن هذا الحكم المؤامرة ، قد تم إلغاؤه فى عهد وطنى هو عهد الديمقراطية الثالثة فى ثورة أبريل 1985 ، بواسطة قضاة حقيقيين وليس قضاة ( وضعوا أنفسهم تحت السلطة التنفيذية ، تستخدمهم لإضاعة الحقوق والتنكيل بالمعارضين السياسيين) كما جاء فى دفاع الأستاذ الشهيد فى المحكمة المهزلة ...
لا أجد داعيا للزيادة على ماذكره الأستاذ عيسى إبراهيم فى رده على الزومة ، فى أمر الرسالة الثانية والإتهام بالكفر ، ولو قرأ الزومة كتابات الأستاذ بحياد ، لكفى نفسه الوقوع فى التهلكة التى رمى بها نفسه وهو يتهم كاتب ( طريق محمد ) بالكفر ، ويستشهد بجماعة تكمن مصلحتها فى كسب الدنيا باسم الدين ، ووسيلتها التآمر بدلا عن مقارعة الحجة بالحجة ... وأرجو أن يراجع ماقاله الدكتور حسن مكى ، فى لقاء أجرته معه صحيفة الوفاق، فى ماكان من تجني ( الإسلاميين) على الأستاذ محمود محمد طه ، وهو الذى كان يزور الأستاذ فى منزله ويطعم معه ويشرب ... ويذهب الزومة إلى حد شتم الأستاذ محمود فيقول عنه ( ... لسانه البذىء !!!) أى بذاءة يتحدث عنها الزومة ؟ وقد شهد له الأعداء قبل الأصدقاء بطيب الحديث وطيب المعشر ومنهم الدكتور حسن مكى الذي أحيله له مرة أخرى ... وقد سبق الزومة فى هذه الإساءات ، المرحوم الأمين داؤود ، حينما شوّه سيرة الأستاذ محمود ، فى كتابه ( أنقذو الإسلام من كيد أعدائه ) ووصل إلى حد الفجور فى الخصومة واستعمل كلمات غاية فى الإنحطاط !!!... أتدرى ماذا كان رد فعل الأستاذ محمود إزاء ذلك ؟ ... لقد قام بمقاضاة الأمين داؤود فى المحكمة ، ثم مرت الأيام وانتقل الأمين داؤود إلى رحمة مولاه ... وجاء الخبر للاستاذ ، وفى جلسة من جلسات الجمهوريين ، كنت حاضرا فيها ، طلب من الإخوان الحاضرين فى الجلسة أن يقرأوا الإخلاص إحدى عشرة مرة ، وبإخلاص ، على روح الفقيد ...وقال لهم بالحرف الواحد : ( إن الأمين داؤود أحوج مايكون لكم ، الآن ) ... هذا هو الأستاذ محمود الذى وصفه الزومة بأن لسانه بذىء !!! أما ماكان من أمر الأخ الصديق الراحل الدكتور أحمد عبد العال ، الذى يريد الزومة أن ينظف ثوبه - كما يدعي - من ( الإلحاد الخبيث) بزعمه، فقد سرد فى حقه ، رواية عن فلان عن فلان وذكر أن المرحوم أحمد عبد العال ، نفر من موافقة الأستاذ محمود على تأليه الأخوات له ، حسب زعمه ، حينما كان يسوق السيارة وقرر أن يبتعد عنه فورا ... ولعلم الزومة فأن المرحلة التى كان يسوق فيها المرحوم أحمد عبد العال ، للأستاذ محمود ، وهى مرات معدودات فحسب، هى مرحلة سابقة لزواجه من إحدى الأخوات الجمهوريات وقد تم العقد على يد الأستاذ محمود على مشروع خطوة نحو الزواج فى الإسلام ، وهو النموذج المتطور من الشريعة الإسلامية المعمول بها فى المحاكم السودانية والمصرية ... فهل يعقل أن يكون الأخ أحمد عبد العال قد نفر من الأستاذ محمود وقرر الإبتعاد عنه ، ثم هو يطلب منه أن يعقد له زواجه بعد ذلك ؟؟؟ ... ولعلم الزومة أيضا ، فإنني قد زاملت الأخ المرحوم أحمد عبد العال ، قبل إلتزامه الفكر الجمهورى ، منذ إلتحاقنا ، في دفعة واحدة ، بكلية الفنون وظللنا على صداقة دائمة ولم نفترق لفترة طويلة ، بعدها ، وطوال هذه الفترة كان على إحترام عميق للاستاذ محمود ،وقد ذكر لى ونحن ، فى وزارة الشباب ، التى كان يعمل بها ، قبل سفره للدراسة فى فرنسا : ( هناك وشيجة بينى وبين الاستاذ لايمكن أن تنقطع ...) وردد هذا الحديث مرة أخرى لأحد الاخوان الجمهوريين الذي كان يعمل معه فى الإعداد لتصميم أوراق العملة السودانية الجديدة ، الأخيرة ... وها أنا أحكى ، دون عنعنة ومباشرة عن الراحل العزيز ... كنت أرجو للزومة ، ألا يورد نفسه هذه التهلكة ، بالإساءة للأستاذ محمود ، بل لأى شخص ويعطي نفسه ، التى حرمها طوال هذه الفترة ، من المعرفة والإطلاع الأمين ، الفرصة للتعرف على شخص وأفكار الأستاذ محمود ، قبل فوات الأوان ، وهو الآن فوق الستين من العمر ... -------------------------------------------------------------
أوقفوه لصالحه!! د. عمر القراي السيد رئيس تحرير صحيفة السوداني الغراء تحية طيبة لا شك ان كثيراً من العقلاء قد رفعوا لكم تضررهم من العمود الذي يكتبه السيد عبدالرحمن الزومة، لما فيه من إشاعة الإساءات والتطاول الفارغ على الناس دون إظهار حجة او توضيح رؤية. ولعلكم ابقيتم على هذا المستوى من التعبير الذي يتأذى منه الحس الإنساني السليم اعتباراً لقيمة الديمقراطية والاستماع للرأي الآخر .. واني إذ اتفق معكم في هذه القيمة الأصيلة أرى انها لا تنطبق على السيد الزومة . فهو لا يعبر عن فكر وانما ينفث سخائم نفس حاقدة ألهمها بارئها فجورها ومنعها تقواها ففاتت عليها فرصة التربية الخلقية التي تجعل الشخص يراعي الآخرين . ولعل منع مثل الزومة عن الكتابة واعطائه الفرصة ليعلم نفسه خير له من ان يترك ليصول ويجول كالثور في مستودع الخزف بلا عقل ولا هدى ولا كتاب منير . فالحرية قيمة رفيعة ولكن ثمنها حسن التصرف فيها ومن لا يستطيع ان ينهض بمستحقاتها لا يستأهلها حتى يؤهل نفسه في مستواها .. والاستمرار في اعطائه ما لا يستحق يضر به هو اولاً ثم يهبط بمستوى الصحيفة ويقلل من قرائها ويسئ الى إدارتها ومحرريها الذين من حقهم ان يكون أحد زملائهم متهجماً على المهنة وهو عديم المؤهلات بهذه الصورة المزرية التي يتمتع بها السيد الزومة . في عموده بتاريخ 3/12/2008 هاجم السيد الزومة الاستاذ محمود محمد طه مدعياً إفكاً وبغضاً انه "رفض ان ينطق بالشهادة واصر على ردته ..الخ " الى آخر هذه الجهالة الجهلاء التي تبرع بنشرها في تنطع أجوف . ألم يسمع الزومة ومن يتملقهم من الحكام الجائرين ان أعلى سلطة قضائية في السودان قد برأت الاستاذ محمود وابطلت حكم قضاة نميري سئ السمعة ؟! ألم يعلم ان الشعب السوداني قد ثار على الرئيس المخلوع واطاح به بعد 76 يوماً فقط من تنفيذ حكم الإعدام على الاستاذ محمود الذي كان عمره آنذاك 76 عاما !! ألم يقرأ الزومة قصيدة البروفسير عبد الله الطيب مفسر القرآن الكريم رحمه الله والتي مطلعها : قد شجاني مصابه محمود مارقٌ قيل وهو عندي شهيد وطنيٌ مجاهد وأديب منشىءٌ في بيانه تجويد وجرىْ وشخصه جذابٌ ولدى الجد فالشجاع النجيد فاذا علم العلماء قدر الاستاذ محمود فما قيمة جهل الجهلاء له ؟ أن السيد الزومة لا يستحق ان يتابع ما يتفوه به من ساقط القول لانه مدفوع من سادته الى ما لا يدري ولو أنهم برزوا من ورائه وتعرضوا للفكرة وصاحبها من نقد لقمنا بالرد عليهم وتمنوا انهم لم يقولوا ما قالوا .. ولكن مناقشة الجهلاء من تحقير قدر العلم . انني أضن بصحيفة مثل السوداني ان تعطي فرصة لكل هذا التخلف الذي يسئ اليها حتى يقال انها تمارس الديمقراطية !!
السودانى
------------------------------------------------------------
العدد رقم: 1108 2008-12-14
"الصدقة أوساخ الناس" رَغَمَ أنفُك يا زومة!!
بقلم: عيسى ابراهيم
بث فينا الحبيب الأستاذ محمود محمد طه محبة الأحياء والأشياء بلا تكلف وبلا رياء، فان كنا نحب الأشياء، فمن باب أولى أن نحب الأحياء نباتها وحيوانها وبشرها وانسانها؛ الذي لمَّا يأتِ بعدُ وأتت طلائعه، وعلى قمة الأحياء البشر الحاليون، ومن ضمنهم الزومة بالطبع، والزومة فوق ذلك يخدم الفكرة الجمهورية بأكثر مما أخدمها، فلله الحمد والمنة، وبضدها تتبين الأشياء ومنذ رأيته لم أتخذه عدواً، وهو صديق لدود أرجو له الهداية!! والذي ذكرته عني (يا زومة) يعود فضله علىْ للأستاذ محمود محمد طه!!.. الزومة والجهل بالنصوص قال الزومة: والزكاة عنده (يعني عند الأستاذ محمود) وسخ المسلمين، ويواصل الزومة ليقول: أرأيتم اي قبح يتصف به الرجل (يعني الأستاذ محمود) وهو يطلق هذا الوصف (القبيح) على الركن (الثالث) للاسلام!، نقول: هل يتفاجأ الزومة إذا علم أن هذا الوصف وبهذه الكيفية انما صدر عن سيد ولد آدم النبي المصطفى المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى وهاك الدليل بله الأدلة؛ "وما روي عن المطلب بن ربيعة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: إن هذه الصدقات إنما هي أوساخ الناس, تنبيه على العلة في تحريمها على بني هاشم وبني المطلب وانها لكرامتهم وتنزيههم عن الاوساخ ومعنى أوساخ الناس أنها تطهيرلأموالهم ونفوسهم كما قال تعالى: (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها) فهي كغسالة الأوساخ . المصدر www.khayma.com/moheb/a4.htm - 34k وورد أيضاً أنه قال: إنما هذه الصدقة أوساخ الناس، وإنها لا تحل لمحمد ولا لآل محمد.. ".. المصدر: كتاب السنن الكبرى، سنن أبي داؤود، سنن النسائي، صحيح مسلم.. المكتبة الإسلامية - عرض الكتب - إسلام ويب.. بعد كل هذه النصوص القاطعة يأتي الزومة ليقول بلا ورع وبجهل موبق عن الصدقة وعن الاستاذ محمود: "وهذا الزنديق الفاجر يصفها بأنها وسخ".. ارجو أن تصيبك يا زومة الرجفة من هذه الحالقة التي رميت نفسك فيها، حين تعلم أن قائلها هو الرحمة المهداة، سيد ولد آدم، وصاحب لواء الحمد، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم!!.. خطوة نحو الزواج في الاسلام يقول الزومة: وحتى الزواج فان نظرية محمود حوله هي نظرية (منحطة)، هوِّن عليك يا زومة.. فهذه الخطوة نحو الزواج في الاسلام هي عينها التي أتمم به زواجه الفنان المرحوم أحمد عبدالعال الذي تريد أن تنظف ثوبه مما علق به من الجمهوريين فأسأت له من حيث لا تدري والخطوة هي مجرد خطوة تقترب من الزواج في الاسلام وتترسم خطى الشريعة السمحاء وتنتقي من هدي المذاهب الأربعة ما يناسب الأصل والعصر، فتقلل من المهر (قيمة شراء المرأة) يقول أهلنا في الشمالية: "فلان أخد بت فلان"، وتعوض المرأة التي تنازلت عن المغالاة بشروط كرامة تتلخص في عصمتها التي تكون بيدها، تطلق نفسها متى شاءت، حتى تتفادى التعليق وبيت الطاعة وتعنت الرجال، وألا يعدد عليها، وهي شروط مقبولة شرعاً، ويدخل الرجل بزوجته بملابسها القديمة على الفرش القديم، ويمكن للزوج بعد اتمام الزواج أن يحضر لزوجته "المعدوم في سوق الخرتوم" بلا مباهاة.. الانسان المحمدي طوال مكوثي وسط الجمهوريين لم أسمع بهذه الكلمة "الانسان المحمدي"، والزومة كما لاحظنا ليس دقيقاً في نقله ربما يكون قد دخل في مرحلة الزهايمر والخرف، ولعله يريد شيئاً آخر وحتى يفيدنا به نتركه في هلاويسه.. يقول الزومة فيما يرويه عن موسى يعقوب: وقال انهما عندما دخلا المنزل وجدا كرسياً واحداً ليجلس عليه (الانسان المحمدي) بينما البقية جلوس على الأرض. وهذا كذب بواح لا ننفق فيه حبراً فالذين يعرفون الاستاذ محمود يعرفون تواضعه وزهده وهو لا يحتاج لشاهد واسأل في ذلك دكتور حسن مكي الذي قال وأفاض!!. "هرطقة" الزومة يقول الزومة: هنالك كلمتان في مقال الأستاذ عيسى لم أجد لهما (صرفة) ولا عدلا: أولاهما اتهامي بالهرطقة.. أنت يا زومة من استعمل كلمة الهرطقة في حق الأستاذ محمود وهذه بضاعتكم ردت إليكم.. والذي يقول ما قلت في حق حديث النبي المصطفى المعصوم "الصدقة أوساخ الناس" هرطقي متوهط في هرطقته.. محض هراء يا زومة!! قال الزومة: "والدليل على ذلك أنه في اليوم الذي شنق فيه محمود لم يصدق بعض انصاره ان الرجل يمكن أن يعدم".. يا الزومة خرج الأستاذ محمود وعدد من تلامذته يوم 19 ديسمبر 1984 من معتقلاتهم وقال الأستاذ محمود بعيد خروجه بلحظات في جمع من تلاميذه وتلميذاته وأمام منزله بالحارة الأولى: "نحن خرجنا لنواجه مؤامرة بتستهدف حياتنا ونحن ما مبالين.. لا يمكن للانسان أن يرى الشيخ الكبير يجلد والمراة الحامل تجلد والطفل يقطع.. ويجلس في بيتو مطمئن على دينو" ثم أخرج يوم 25 ديسمبر منشوره "هذا أو الطوفان" والبقية يا الزومة أنت أدرى بها من جوع بطنك!!. هل ذهب محمود للحج؟ يتساءل الزومة: "هل ذهب محمود للحج؟ لقد كان مستطيعاً".. ونقول للزومة: لو أراد الأستاذ محمود أن يجمع الملايين بل المليارات لفعل؛ ولكن يده؛ الريح المرسلة، ونفسه الرحيمة التي تحس بأنات المحرومين والفقراء والمساكين، لم تبقيا له مالاً وأبقتا له كل شىء، محبة البسطاء والمساكين، وعمل ليل نهار لتصحيح الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، واعادة الدين إلى معينه الصافي إلى "لا إله إلا الله" الذي شرب منها أوائلنا من السلف الصالح، هل تذكر (يا زومة) العبد الصالح اويس القرني، الذي حبسته رعاية أمه عن لقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال النبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم لسيدنا عمر: إذا لاقيتم العبد الصالح أويس القرني فاسألوه الدعاء، والذي قال للصحابة حينما التقوه: هل رأيتم محمداً، فقالوا: نعم، فقال: "والله ما رأيتموه إلا كالسيف في غمده".. لقد نذر الأستاذ محمود حياته لأمرين: الاسلام والسودان، ولقد حبستاه لأجلهما، وقد قدم حياته رخيصة في سبيلهما، وكان وكده أن يجعل للفقير حقاً في المال وليس صدقة، وكتب كتابه الكبير "ساووا السودانيين في الفقر إلى أن يتساووا في الغنى".. مغالطة يقول الزومة: "لم يبق من الاتباع سوى الشيوعيين"، أولاً لم يخرج عن الفكرة الجمهورية أحد مِنْ مَنْ كانت خلفياتهم شيوعية أو اخوانية، وأنا نفسي جئت من خلفية اسلامية وشيخي في القاهرة كان هو المرحوم دكتور يوسف حامد العالم، ودكتور التيجاني.. شنو ليك؟.. الصلاة بين التقليد والأصالة تحسَّن الزومة درجة من مقاله السابق الذي كان يتحدث فيه عن رفع الصلاة ولم يأتنا بنص من كتب الأستاذ، وهو أمر لم ولن يحدث فقال: "بالبلدي كده هل شاهدت الأستاذ وهو يصلي؟ لا تقل لي انه كان يصلي صلاة (الأصالة).. ولماذا لا اقول لك إنه كان يصلي صلاة الأصالة؟.. الاستاذ يقول دائماً أن النبي صلى الله عليه وسلم لا تعترضه عقبة التقليد لأنه لم يكن مسبوقاً وانما كان سابقاً لغيره في صلاته، لذا فالصلاة التي نقلد فيها النبي صلى الله عليه وسلم هي صلاته بالاصالة وصلاتنا نحن بالتقليد، ولم يقل قط ولا ينبغي له أن يقول كما زعم الزومة ان الأستاذ قال: " لكن الحوار يمكن أن يغلب شيخه".. هذا باطل حنبريت كما يقول الدكتور عبدالله الطيب، فالنبي عليه الصلاة والسلام هو قدوة التقليد وكنز الولاية وفي مقام التأسي وكل الولايات التي أتت والتي سوف تأتي تستمد أنوارها من الحقيقة المحمدية. الفرق الجوهري بين المقلد والأصيل أن المقلد "عابد" والأصيل "عبد" وهو فرق عظيم بين العبادة والعبودية.. فانظر - هداك الله - إن وجدت فرقاً - لعلَّ وعسى أن تكون من أهل العرفان فتخرج من كثافتك إلى لطافتك وهيهات.. باطل مرتان بيني وبين الزومة "حوار طرشان" فقد ذكرت له نقض المحكمة العليا في العهد الديمقراطي لمهزلة المحكمة الشرعية 1968 وأنها غير مختصة، وبطلان محاكمة الأستاذ محمود وفق مهزلة (المهلاوي - المكاشفي) 1985 ولكنه يتمادى في غيه ويسدر في ضلاله القديم، يقول الزومة عني: "حاول أن يغطي ضوء الشمس بيديه وينفي عن أستاذه جريمة الردة وهي ادانة ثابتة بحكم شرعي".. أرجو ان تراجع موقفك غير المشرف البتة وتواجه ما يقال لك فأنا وأنت نستهدف القارىء وهو حصيف و"صاحب العقل يميِّز". بين الربوبية والعبودية يغفل كثير من المسلمين - والزومة منهم بالطبع – أمر الخلافة يقول الله سبحانه وتعالى: "وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة..." ويأتي الحديث القدسي ليؤكد الحكمة الربانية من جعل الخلافة: "كنت كنزاً مخفياً فأحببت أن أُعرف فخلقت الخلق فتعرفت إليهم فبي عرفوني" ويقول النابلسي شاعر العرفان الشهير: إن تكن بالله قائم لم تكن بل أنت هو انت ظل الغيب من أسمائه والشمس هو فالعبودية هي مقام الخلافة بإذن الله، ومظهرة الربوبية بإذن الله، ومقامها مقام العبودية وليس الربوبية يقول ابن عربي في هذا المقام: والكاف في التشبيه يُعمل حكمها وتكون زائدةً إذا أمرٌ بدا مثل الذي قد جاء ليس كمثله في سورة الشورى وخاب من ادَّعى والحكمة واضحة في قول النبي - عليه الصلاة وأتم التسليم الذي ورد في صحيح البخاري - لمن سأله: "هل نرى ربنا يا رسول الله؟" قال: "هل تضامون في القمر ليلة بدره؟" قالوا: "لا" قال: "كذلك ترون ربكم"!!.. وما يعقلها إلا العالمون.. والسلام ختام..
14/12/2008السودانى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حوار الطرشان ....بين الجمهوريين.... والاخوان المسلمين ....للتوثيق.؟ (Re: الكيك)
|
العدد رقم: 1112 2008-12-18
بل دعوه يتكلم حتى نعرفه!!
عبد الله كرم الله
لا أتفق مع الدكتور عمر القراي في دعوته بأن تحظر الصحيفة السمراء، الأستاذ الزومة من أجل صالحه من الكتابة الراتبة مثيرة الهيجاء.. ولولا أنكر الأصوات من (هناي) لما تلمسنا كالحرير رقة ميلودي الناي، ولما انضبط الإيقاع مابين الكاتب والقراي، وفي كل خير، فالكلام الصحيح السوي الذي يهز الوجدان لا يقل أهمية عما يأتي به القوم من هذيان. ان آفة بعض الأنام هي تكسير أسنة الأقلام، كي تتحول الى أسنة سهام، تقضي على الأخضر واليابس ولا تلد إلا فاجراً كفاراً وسخام. ولذا صدق السيد المسيح عليه السلام حين قال: قل كلمتك، ثم تبع ذلك الفيلسوف الذي قال: تكلم حتى أراك. وان جاء الحديث عن شهيد الفكر الاستاذ محمود محمد طه يكفي فقط كشرف له ولنا معشر السودانيين ان جعلت منظمات حقوق الانسان العربية يوم اعدامه يوماً لحقوق الإنسان العربي التي يُحتفى بها كل عام. وفيما يتعلق بما أورده الأستاذ عبد الله عثمان الى هذه الصحيفة الغراء، باهتمام جامعة (أوهايو) بكل مؤلفات محمود وترجمتها بمناسبة مرور مائة عام على مولده! بالمناسبة هل ترجمنا نحن مؤلفاً واحداً عن هذه الجامعة؟ واحنا فاضين؟ لكن شاطرين في شحذ سلاح (المؤامرة) ضد علم يرفع جهل الجاهلين. - أولاً: يشهد الله وحده بأنني لست من اتباع شهيد الفكر كمذهبي، ولا أدعي بأنني قد اطلعت على كل ما كتب أو حتى رأيته رأي العين، وبحمد الله ليس بهما رمد أو صديد. لكن هذا لا يمنع ان أقول بأن التاريخ وحده ينصف الرجل! لأنهم حاكموه محاكمة (سياسية) لا دينية، بسبب معارضته لـ (قوانين سبتمبر) ومصيبة العقل العربي المعاصر عدم القدرة على التمييز بين ماهو ديني وماهو دنيوي، كما مايز مابين هذا وذاك بعبقرية المصطفى عليه صلوات الله واتم تسليمه خاصة بصلح الحديبية التي حقن دماء المشركين الضعفاء بالسياسة التي جعلتهم بعد ذلك ينخرطون في دين الرحمة كافة. ولم نستفد حتى من حركة التاريخ المتواصلة وما حدث في العصر العباسي بمأساة الحلاج أعدنا طبع صورته االكربونية بمأساة محمود محمد طه وكأننا حوله قطيع من نعاج! لأننا لا نعير التاريخ أدنى التفاتة، حتى وان اطلعنا على صفحاته، لا ندرك معنى من أحياه أو أماته، وان أدركنا المعنى لا نأخذ منه العبرة والعظة في المسير السوي وغاياته، فماهي مأساة الحلاج عن رواته؟ * مأساة الحلاج: الذي لا يختلف عليه مختلفان، بأن الله بجلال قدرته لم ولن يكرر نفسه في أي مخلوق سواه إن كان انساناً أو حيواناً أو دون ذلك، والتفريد يبدأ من اختلاف تسوية البنان الى ذبذبة الصوت بالمكان فما بالك بالروح والتي هي من أمر ربي في برزخ لا يبغيان. والذي لا يختلف عليه ايضاً مختلفان، فإنه بجلال قدرته يصطفي ما يشاء من عباده لأنه هو عالم السر وأخفى. ولقد كان الحلاج أحدهم في الروية، ابان الخلافة العباسية، فالرجل أقبل نحو الله حباً بذراع وباع وأبحر حباً بكل شراع، وترك الجسد للجاهل الملتاع، والذي لا يدرك سواه من إيضاع. في أحد شهور رمضان الكريم، اكتتف جراب تمر، وسعن ماء نمر، ودخل الغار معكتفاً لله ليس بالعشر الأواخر، وإنما من أول يوم صوم رمضان للأواخر، وفي يوم العيد خرج للصلاة بعكس (العوام) الفرحانين بارتداء الحرير والجديد! إذ ارتدى زياً خشناً أسود وكأنه في جفاف الحديد! ماهذا يا حلاج؟ أسواد في يوم فرحة العيد؟ ويرد عليهم وكفيه على الرداء الأسود الخشن قائلاً: هذا رداء من رُد عليه عمله! ولما كان الكمال لله وحده، كان حبه وعبادته لحبيبه ناقصين لمزيد من التجويد! فكيف له ان يفرح بعيد. ولما هام في الذات العليا حباً لدرجة التلاشي وفقد التكوين المادي والرواسي، قال الفقير المسكين أيها الناس في هذا الجلباب يوجد الله؟! إذ انعدم لديه الوجود المادي أو الإحساس به. واجتمع السلطان (القضاة) تزلفاً وقرباً لكل جاه، وحكموا على المسكين بالهلاك حرقاً! وأوقدوا الخشب في أكبر ميادين بغداد، وخشي الخليفة من خزي حكمه الجائر وحساب يوم الميعاد، فأرسل من يترجى الحلاج، وهو يسير نحو شواية اللظى والتي لا فرق عنده من ماء الأفلاج، يا حلاج انكر ما قلت من سليفه لتنال عفو الخليفة، وهو يسير! ان شاء الله كلمه، وهو يسير، ان شاء الله كلمة وهو يسير! ان شاء الله حرف وهو يسير ولا يدري الأغبياء لما تساوت عنده السعير بمتكأ الحرير! ثم أين هو الجسد الذي يودون انقاذه من الزمهرير؟ وهكذا وصم التاريخ بالسواد المكلل ليس الخليفة وحسب، بل الخلافة العباسية كلها بالجهل المطبق المعلل. * مأساة محمود محمد طه: - الذي لا شك فيه ان أساس الاختلاف مابين الشهيد وبين ديكتاتور يتخبط ذات الشمال وذات اليمين بحثاً عن احلاف وهداه خياله الى ما يسمى بقوانين سبتمبر، والتي نقدها الشهيد بكتاب باعتبار ان ظاهرها الرحمة لكن باطنها العذاب ولذا اشتاط غضباً وكان ما كان. أما ما تناوله الأستاذ الزومة في تزكية اعدام شيخ كبير بحسب كونه خرج عن معتقد ملة ولم يبد حتى الأسف بنفس ملومة، واليك بعض النقاط علها تجعلك تعيد النظر كما أعاده قضاؤنا العادل يوم تحرر من الحكومة: 1- كل حيثياتك ودفوعاتك لم تخرج عن (القولية) حدثني فلان عن فلان أو علان، وهنالك حلقة مفقودة مابين قولين، كفقد المرحوم الدكتور أحمد عبد العال الذي نقلت عنه (ألوهية) المرحوم، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً وفي ذلك لم يحدث في التاريخ الإسلامي كله ان إدعى رجل عاقل أنه إله من دون الله! النبوة ربما!! كمسيلمة الكذاب، ولا يحدث هذا على اطلاقه اللهم إلا من رجل مريض. أما بخصوص المرحوم برحمة الله التي وسعت كل شئ أي د. عبد العال أقول: أ- انه ضمن الكوكبة التي استشهدت بها وكلها تشاركك في الولاء السياسي. ب- الدكتور عبد العال يوم التحق بفرع جامعة القاهرة وكنت مشرفاً على النشاط الفني نصحته ان يتقدم لكلية الفنون الجميلة وتقدم ونال القبول الذي هو أهل له. ج – حين عدت من الخليج كتبت سنة 2000م بصحيفة الصحافة الغراء ناقداً (مدرسة الواحد) وقلت ليس هنالك واحد إلا الله! والفنان الحقيقي أكبر من أي مدرسة يقيد نفسه بقيودها وضربت مثلاً ببابلو بيكاسو الذي كان ينتقل مابين المدارس الفنية تنقل الفراش مابين الزهور ثم غير اسم المدرسة الى (التوحيد) لا الواحد. د- وان التزمنا بذكر محاسن موتانا عملاً بالتوجيه الذي ربانا، لكن استاذ الزومة فرض علينا قولاً ما كان سينطق به اللسان. يكفي فقط ما حدث منه لكوكبة مرافقة له إلى بيروت لعرض أعمالهم، وكان هو المسؤول عن كل أمر من أمور الرحلة وحين وصلوا دمشق اكتشفت الكوكبة ان الباسبورتات التي بطرف الدكتور لم يشرفها بتأشيرة الدخول للبنان بالخرطوم! واسقط في يدهم! وعرض عليهم حلاً ان يذهب هو بأعماله لأنه يتمتع بباسبورت (دبلوماسي) وحين عرضوا عليه أخذ أعمالهم معه مانع وبالضغط قبل وبمجهودهم مابين السفارة السودانية بدمشق والسوريين استطاعوا دخول بيروت وقد وجدوه قد عرض أعماله فقط! الخلاصة: لا يحق لإنسان ان يصفي أخيه لأنه خالفه الرأي وما اسهل تفصيل التهم بلا قياس.
السودانى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حوار الطرشان ....بين الجمهوريين.... والاخوان المسلمين ....للتوثيق.؟ (Re: الكيك)
|
حد 21 ديسمبر 2008م، 23 ذو الحجة 1429هـ العدد 5560 في الذكرى المئوية لميلاد الأستاذ محمود محمد طه د. عمر القراي كـــي تعـــرف الأجيـــال أقـــدار الـــرجال (1) يصادف هذا العام، بالإضافة إلى الذكرى السنوية لاستشهاد الأستاذ محمود محمد طه، والتي يتم بها الاحتفال السنوي، في شهر يناير من كل عام، مرور مائة عام على ميلاده. ويحتفل معهد الدراسات الأفريقية بجامعة أوهايو، والذي سبق أن كرّم الأستاذ محمود في مناسبة اختياره كبطل أفريقي، بهذه الذكرى هذا العام.. وقد دعا إليها عدد من الكتاب والأكاديميين العالميين، الذين درسوا أفكار الاستاذ محمود، وكتبوا عنه. ونحن، هنا، في السودان نرى أن نسهم بالمشاركة في هذا العمل الدولي العظيم، بتعريف أبنائنا، وبناتنا بسيرة هذه القامة الإنسانية الفريدة، التي جعلها الله بمحض فضله من هذا الشعب الكريم. ولد الأستاذ محمود محمد طه، في مدينة رفاعة بوسط السودان، في العام 1909م تقريباً.. وقد نزح أهله من الشمالية، وهم من قبيلة الركابية البليلاب، الذين يرجع نسبهم إلى الشيخ حسن ود بليل الصوفي المعروف. توفيت والدته -فاطمة بنت محمود- وهو لماّ يزل في بواكير طفولته، وذلك في العام 1915م تقريباً، فعاش الاستاذ محمود وأخوانه واخواته تحت رعاية والدهم، وعملوا معه بالزراعة، في قرية الهجيليج بالقرب من رفاعة، غير أن والده توفي في العام 1920م تقريباً، فانتقل الاستاذ محمود وأخوانه للعيش بمنزل عمتهم برفاعة. بدأ الأستاذ محمود تعليمه بالدراسة بالخلوة، كما كان يفعل سائر السودانيين في ذلك الزمان، حيث يدرس الأطفال شيئاً من القرآن، ويتعلّمون بعضاً من قواعد اللغة العربية، غير أن عمته كانت حريصة على الحاقه وأخوانه بالمدارس النظامية، فتلقى الأستاذ محمود تعليمه الأوّلي والمتوسط برفاعة. بعد اتمامه لدراسته الوسطى برفاعة انتقل الأستاذ محمود في عام 1932 إلى كلية غُردون التذكارية، وقد كانت تقبل الصفوة من الطلاب السودانيين الذين أتّموا تعليمهم المتوسط، حيث درس هندسة المساحة. كان تأثيره في الكلية على محيطه من زملائه الطلبة قوياً، وقد عبّر أحد كبار الأدباء السودانيين عن ذلك التأثير بقوله: «كان الأستاذ محمود كثير التأمل لدرجة تجعلك تثق في كل كلمة يقولها»! تخرَّج الأستاذ محمود في العام 1936م، وعمل بعد تخرجه مهندساً بمصلحة السكك الحديدية، والتي كانت رئاستها بمدينة عطبرة.. وفي مدينة عطبرة أظهر انحيازاً إلى الطبقة الكادحة من العمال، وصغار الموظفين، رغم كونه من كبار الموظفين، كما أثرى الحركة الثقافية والسياسية بالمدينة من خلال نشاط نادي الخريجين، فضاقت السلطات الاستعمارية بنشاطه ذرعاً، وأوعزت إلى مصلحة السكة الحديد بنقله، فتم نقله إلى مدينة كسلا في العام 1937م، غير أنّ الاستاذ محمود تقدّم باستقالته من العمل في عام 1941، واختار أن يعمل في قطاع العمل الحر كمهندس ومقاول، بعيداً عن العمل تحت امرة السلطة الاستعمارية. كان الاستاذ محمود في تلك الفترة المحتشدة من تاريخ السودان، وفي شحوب غروب شمس الاستعمار عن أفريقيا، علماً بارزاً في النضال السياسي والثقافي ضد الاستعمار، من خلال كتاباته في الصحف، ومن خلال جهره بالرأي في منابر الرأي، غير أنّه كان مناضلاً من طراز مختلف عن مألوف السياسيين، حيث كان يمتاز بشجاعة لافتة، لا تقيّدها تحسبات السياسة وتقلباتها، وقد أدرك الانجليز منذ وقت مبكر ما يمثله هذا النموذج الجديد من خطورة على سلطتهم الاستعمارية، فظلت عيونهم مفتوحة على مراقبة نشاطه. تزوّج الأستاذ محمود من آمنة لطفي عبد الله، وهي من اسرة الشيخ لطفي عبد الله المعروفة، والتي تنتمي لفرع الركابية الصادقاب، وقد كان زواجهما في أوائل الأربعينيات من القرن الماضي. كان أول أبنائه (محمد) وقد نشأ في كنف أبويه متفرداً بين أترابه، غير أنه توفي صغيراً، حيث غرق في النيل عند رفاعة في حوالى عام 1954، وهو لمّا يتعد العاشرة من عمره، وقد صبرت أمه آمنة على فقده صبراً عظيماً. كان الأستاذ محمود وقتها خارج رفاعة، فعاد إليها عندما بلغه الخبر، وتلقى العزاء في ابنه راضياً، وقد قال: «لقد ذهب ابني لكنف أبٍ أرحم مني»! وللأستاذ محمود بنتان هما (أسماء) ، و(سمية). الحزب الجمهوري: في يوم الجمعة 26 أكتوبر 1945م، أنشأ الأستاذ محمود، وثلة من رفاقه هم: عبد القادر المرضي، محمد المهدي المجذوب، يوسف مصطفى التّني، منصور عبد الحميد، محمد فضل الصدّيق، محمود المغربي، واسماعيل محمد بخيت حبّة، حزباً سياسياً اسموه (الحزب الجمهوري)، حيث اقترح التسمية يوسف مصطفى التّني، اشارة لمطالبتهم بقيام جمهورية سودانية مستقلة عن دولتي الحكم الثنائي، وقد أُختير الأستاذ محمود رئيساً للحزب، وعبد القادر المرضي سكرتيراً له، وقد كان هذا الحزب هو الحزب السياسي الوحيد وقتها الذي يطالب بالحكم الجمهوري، والاستقلال التام، في الوقت الذي كانت فيه الحركة الوطنية السودانية، بقسميها الذين يقودهما حزبا الاتحادي والامة، لا يناديان إلا بالاتحاد مع مصر (الاتحاديون) أو بالاستقلال في تحالف مع التاج البريطاني (الأمة). وقد عبر هذا الموقف التأريخي من مصير السودان، أصدق تعبير، عن الرؤية الثاقبة، والبصيرة المسددة التي ستكون لاحقاً سمة الحركة الجمهورية التي أنشأها ورعاها الاستاذ محمود محمد طه. نشأ الحزب الجمهوري أول ما نشأ على المصادمة المباشرة للاستعمار، دون أن تقعده الرهبة، أو يصرفه اليأس، فحفظ تأريخ السودان للأستاذ محمود صوراً ناصعة من الاخلاص المتجرّد من الخوف والطمع، في مواجهات مكشوفة مع الاستعمار، ومع الطائفية السياسية التي كانت تحرك الشعب لمصلحة قادتها. ورغم أن الحزب الوليد اتخذ من الاسلام مذهبيةً له، غير أنه في تلك الفترة لم يكن يملك من تفاصيل تلك المذهبية ما يمكن أن يقدمه للشعب، فانصرف أفراده إلى ما أسماه الاستاذ محمود (ملء فراغ الحماس)، متخذين من قضايا مثل سياسة الاستعمار تجاه الجنوب، وقضايا مزارعي مشروع الجزيرة مواضيع للنضال ولتحريك الشعب، فضرب رجال الحزب الجمهوري وعلى رأسهم الاستاذ محمود الأمثال في شجاعة المواجهة، حيث كان الحزب يطبع المنشورات المناهضة للاستعمار والتي يقوم أفراده بتوقيع اسمائهم عليها، ثم توزيعها، في عمل فريد من أعمال المواجهة العلنية، اضافة الى قيامهم بالخطابة في الاماكن العامة، حتى استشعرت السلطات الاستعمارية الخطر، فتم اعتقال الاستاذ محمود في يونيو من عام 1946م وتم تقديمه الى المحاكمة، حيث خُيّر بين السجن لمدة عام، أو امضاء تعهد بعدم ممارسة العمل السياسي فاختار السجن دون تردد. كان الاستاذ محمود بذلك أول سجين سياسي في تأريخ الحركة الوطنية السودانية. وحتى في السجن فقد واصل مقاومته للمستعمر بعدم تنفيذ أوامر السجن، في حين واصل رفقاؤه في الحزب مقاومتهم خارج السجن، فأضطُرت سلطات الاستعمار إلى اطلاق سراحه بعد خمسين يوماً من سجنه. وقد أدى نبأ اطلاق سراحه، تماماً كنبأ سجنه، الى تجاوب واسع من قطاعات الشعب، أظهرته برقيات التأييد التي انهمرت على الحزب من محافظات السودان كافة. ثورة رفاعة: بعد إطلاق سراح الأستاذ محمود واصل الحزب الجمهوري نضاله ضد الإنجليز، حتى حانت في سبتمبر 1946م فرصة أخرى لتصعيد المقاومة، إذ قامت سلطات الاستعمار بتفعيل قانون منع الخفاض الفرعوني والذي كان قد صدر في ديسمبر من عام 1945م، حين قامت السلطات في رفاعة بسجن ام سودانية خفّضت بنتها خفاضاً فرعونياً، فنهض الأستاذ محمود إلى التصدي لحادثة الاعتقال هذه، معتبراً أنّ الاستعمار بتفعيله القانون في مواجهة عادة متأصلة لا يمكن محاربتها بالقوانين، انما يرمي الى اضفاء الشرعية على حكمه عن طريق إظهار نفسه محارباً لعادات الشعب السيئة من ناحية، وإظهار السودانيين كشعب غير متحضِّر مستحق للوصاية من ناحية ثانية. خطب الأستاذ محمود خطبة قوية في مسجد رفاعة مستنهضاً الشعب للدفاع عن المرأة التي نزعت من بيتها إلى ظلمات السجن. فتوحّدت المدينة بأكملها خلفه في ثورةٍ عارمة تصاعدت إلى اقتحام السجن، واطلاق سراح المرأة، رغم المواجهة العنيفة التي ووجهت بها من قبل السلطات والتي وصلت لحد اطلاق النار على الشعب. وقد تجلت في ثورة رفاعة جسارة الاستاذ محمود في مواجهة المستعمر والتزامه جانب المستضعفين من شعبه، مما خلب ألباب الأحرار، حيث عبّر أحد شعراء السودان عن ذلك في مقدمة قصيدة له في تمجيد ثورة رفاعة بقوله: «من المنبر في مسجد رفاعة انبعثت الصيحة، وخرج المسلمون -كالمسلمين الأوائل- في لحظة إلهية يندفعون إلى الكافر، ولقيهم هذا خلف صف من العساكر، وانطلق الرصاص، وتقدّم الرجال يمشون على خطى محمود»! تمخضت ثورة رفاعة عن سجن الأستاذ محمود لمدة سنتين، حيث ُسجن في سجن ودمدني لبعض الوقت، ثم أتم باقي مدة السجن في سجن كوبر الشهير، بمدينة الخرطوم بحري. في السجن الثاني للاستاذ محمود، بدأت تتضح له تفاصيل المذهبية الإسلامية، التي وقف حياته للدعوة اليها، حيث أخذ نفسه بالعبادة. وبخاصة الصيام الصمدي، والصلاة، والتفكر حتى ساقه ذلك إلى جلاء أمور غابت عن غيره من الناس. بعد اتمامه لمدة سجنه في العام 1948م، خرج الاستاذ محمود الى مدينة رفاعة، حيث اعتكف لمدة ثلاث سنوات، في خلوة عن الناس. حيث أتم ما كان قد بدأه في سجنه، من تهيؤ لدعوته الإسلامية.. كانت أيام خلوته، واعتكافه، عامرة بالاشراقات الروحية، والسمو النفسي، وقد بدا واضحاً أن الاستاذ محمود، أنه قد أقبل على موضوع كبير وخطير، وكان الحزب الجمهوري طوال فترة اعتكافه، قد توقف نشاطه، في حين كان أفراده ينتظرون خروج قائدهم من اعتكافه. خرج الأستاذ محمود من اعتكافه في اكتوبر 1951م، ودعا الحزب الجمهوري إلى اجتماع عام، عقد في 30 أكتوبر 1951م . في هذا الاجتماع طرح الاستاذ محمود المذهبية الإسلامية الجديدة، والتي تقوم على الحرية الفردية المطلقة، والعدالة الاجتماعية الشاملة، ليتجه الحزب الجمهوري من ملء فراغ الحماس إلى ملء فراغ الفكر. ودعا كل من يوافق على الفكرة الجديدة، لتسجيل اسمه كعضو بالحزب، ولو كان من قدامى أفراده. ولقد استمر معه بعض زملائه، وخرج عليه بعضهم، كما التحق بالحزب ذي المذهبية الجديدة شباب جدد. hgwphtm
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حوار الطرشان ....بين الجمهوريين.... والاخوان المسلمين ....للتوثيق.؟ (Re: الكيك)
|
العدد رقم: 1118 2008-12-24
كاد المُريب أن يقول خذوني عيسى إبراهيم عاود "الزومة" الكتابة يوم الأحد 21 ديسمبر في هذه الصحيفة في عموده اليومي هذه المرة، وكالعادة لم يأت بجديد، وأخذ ينفق مما عنده سيلاً من الشتائم غير المبررة، وهي بالطبع حيلة العاجز عن مواجهة الحقائق المجردة التي توضع في مواجهته، ونحن نقول لا ضير، إذ نستهدف جناب القارىء الكريم ولا شىء سواه، والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل. مجموع كلمات "الزومة" التي كتبها في مواجهتنا تبلغ 523 كلمة، منها 341 كلمة بالتمام والكمال وهي تساوي 65 % من انتاجه عبارة عن كلمات من أمثال: "(المرتد الهالك)، أقاموا الدنيا ولم يقعدوها، (جحورهم) كأفاعى سامة وعقارب عقورة، ينفثون في وجهى دخاناً أسود، ويقذفوننى بساقط القول وفاحشه ويحرضون الناس على، المرتد لم يكن يصلى" إلى آخره. ثم يأتي ليقول: " لكننى لن أسمح له بأن ينحرف بالقضية ويحولها الى (مهاترات) شخصية ونبذ هابط و(ردحى) نسائى!"..بربك يازومة أينا ينحرف بالقضية، ويحولها إلى مهاترات شخصية، ونبذ هابط، وردحي نسائي؟! أنا أم أنت؟. الزومة لا يواجه الردود!! قلت لك في المقال الأول وبالحرف: "* ويواصل الزومة ليقول: " فمحمود ادعى أن الصلاة قد (رفعت عنه)" ونسأل اين ومتى قال ذلك يا الزومة؟! الاستاذ محمود كتب "رسالة الصلاة" و"تعلموا كيف تصلون" و"الصلاة لا تسقط عن عاقل" و"الصلاة وسيلة وليست غاية" ففي أيها أو غيرها قال الاستاذ محمود ما زعمت؟!. * ويواصل الزومة ليقول: " أسقط الصلاة واستهزأ بكل مبادئ الاسلام فالحج في نظره (وثنية) والطواف حول الكعبة طواف حول (صنم) وأنكر نصاب الزكاة وأسقط الصوم".. هذه يا زومة وبصراحة شديدة "خزعبلاتك" و"هرطقاتك" نضعها عند عتبتك وعتبة "إبليسك"، ليس أكثر وإلا فعليك أن تأتي - والبينة على من ادعى - ببيناتك من كتب الأستاذ أو من أقواله وهي متاحة للباحثين أينما كانوا، وإن لم تكن متاحة لديك نتيحها لك، ونقسم لك باسم الله العظيم أن ما قلته إفكٌ لا يثبت قط لدى الفحص والنظر المتروي!!.." قلت لك ذلك في مقالي الأول في الرد عليك فتركته وراء ظهرك وانصرفت في عنادٍ مدهش وركوب رأسٍ غريب تطرق أبواباً جديدة، وتسلك طرقاً أخرى؟!. الصلاة بين التقليد والأصالة قلت في ردي الثاني عليه عن صلاة الأستاذ محمود ما يلي: "تحسَّن الزومة درجة من مقاله السابق الذي كان يتحدث فيه عن رفع الصلاة ولم يأتنا بنص من كتب الأستاذ، وهو أمر لم ولن يحدث فقال: "بالبلدي كده هل شاهدت الأستاذ وهو يصلي؟ لا تقل لي انه كان يصلي صلاة (الأصالة).. ولماذا لا اقول لك إنه كان يصلي صلاة الأصالة؟.. الاستاذ يقول دائماً أن النبي صلى الله عليه وسلم لا تعترضه عقبة التقليد لأنه لم يكن مسبوقاً وانما كان سابقاً لغيره في صلاته، لذا فالصلاة التي نقلد فيها النبي صلى الله عليه وسلم هي صلاته بالاصالة وصلاتنا نحن بالتقليد، ولم يقل قط ولا ينبغي له أن يقول كما زعم الزومة ان الأستاذ قال: " لكن الحوار يمكن أن يغلب شيخه".. هذا باطل حنبريت كما يقول الدكتور عبدالله الطيب، فالنبي عليه الصلاة والسلام هو قدوة التقليد وكنز الولاية وفي مقام التأسي وكل الولايات التي أتت والتي سوف تأتي تستمد أنوارها من الحقيقة المحمدية. الفرق الجوهري بين المقلد والأصيل أن المقلد "عابد" والأصيل "عبد" وهو فرق عظيم بين العبادة والعبودية.. فانظر - هداك الله - إن وجدت فرقاً - لعلَّ وعسى أن تكون من أهل العرفان فتخرج من كثافتك إلى لطافتك وهيهات.." ولكنه "فطَّ" كل ذلك وأتى ليقول في كلامه الأخير يوم الأحد 21 ديسمبر: "نعود الى القضية الأولى وهى هل كان المرتد يصلى؟ وأنا أعيد السؤال على طريقة أساتذه الجغرافيا: أجب (أجيبى) على السؤال التالي بلا أو نعم"..والاجابة يازومة - وعلى طريقة أساتذة الجغرافيا كما تطلب – بكل بساطة هي: نعم. فحص ضروري وهذا يقودنا إلى فحص مسألة، لم نهتم بها في مقالنا الأول، محافظة على الحيز المتاح، وحتى لا نطيل على القارىء الكريم، ولكننا نحتاج الآن أن نقف عندها لأنها تشير إلى مأساة حقيقية يعيشها الزومة، وهي عدم ادراكه الغاية من الصلاة!، وعدم ادراكه أن الصلاة وسيلة لغاية لا تدرك ادراك احاطة، مما يستوجب عطفنا واعانتنا، يقول الزومة في مداخلته الأولى في عموده يوم الأربعاء 3 ديسمبر الموسوم بـ "لهذا نجهله": "فمحمود ادعى أن الصلاة قد (رفعت عنه) ولم يوضح لنا (الانجاز) العظيم الذي جعله ينال تلك المكانة الرفيعة وهي مكانة لم ينلها النبي الذي جاء بالرسالة مع أنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر"..بربكم ايها القراء الكرام ألا يحتاج من يحمل مثل هذا الفهم "اعتبار الصلاة عقوبة وجائزة ترفع بالانجاز" عطفنا ومؤازرتنا!!. مقامات النبي للنبي (عليه الصلاة والسلام) ثلاثة مقامات، أوسطها النبوة وأسفلها الرسالة وأعلاها الولاية، قال العارف: "مقام النبوة في برزخٍ فويق الرسالة دون الولي" فهو في نبوته يتلقى من الله بواسطة الملك جبريل، وفي ولايته يتلقى من الله كفاحاً بلا واسطة، قال: "لي ساعة مع ربي لا يسعني فيها ملك مقرب ولا نبي مرسل"، وهو مدد جميع الولايات. الفردية مدار التكليف يقول تعالى في محكم تنزيله: "لقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة" ويقول: "ونرثه ما يقول ويأتينا فردا" ويقول: "إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا لقد أحصاهم وعدهم عدا وكلهم آتيه يوم القيامة فردا" لذا فجهد العبد ووكده أن يكون فردا بوسيلتي الشهادة "لا إله إلا الله" التي هي صفة للموحِّد (بكسر الحاء وتشديدها) وليست صفة للموحَّد (بفتح الحاء وتشديدها) لاستغناء الموحَّد عن توحيد الموحدين، وبوسيلة الصلاة المجوَّدة التي تفضي بصاحبها لملاقاة الله "يأيها الانسان انك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه". النبي هو جبريلنا توقف سيدنا جبريل في حديث الاسراء عند سدرة المنتهى، فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم): تقدَّم أهذا مقام يترك فيه الخليل خليله؟، قال سيدنا جبريل: هذا مقامي ولو تقدمت خطوة لاحترقت، توقف جبريل وهو شِفع النبي صلى الله عليه وسلم، أولاً لأنه لا طاقة له بأنوار الذات، وثانيا حتى يكون النبي وتراً فردا،ً حتى يلاقي من لا يحويه الزمان ولا المكان، ولقد قال النبي المصطفى المعصوم: "ليلة عُرج بي انتسخ بصري في بصيرتي فرأيت الله"، ويقول: "رأيت ربي بفؤادي مرتين"، وهناك فرضت الصلاة الصلة التي قال عنها: "الصلاة صلة بين العبد وربه"، والنبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم هو جبريلنا وحادي ركبنا يسوقنا إلى الله، بيد أنه حين يتوقف ليخرج من بين العبد المجوِّد وربه، انما يخرج لكمال تبليغه، وليكون العبد المجود وِتراً فرداً!!، والعبد الذي يصل هذه المرحلة يكون أصيلاً في صلاته يسقط عنه التقليد ولا تسقط عنه الصلاة. مقياس الصلاة قال أفضل الخلق (عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم): "الدين المعاملة" فحصر الدين في المعاملة ولم يحصر الدين في العبادة، وقال: "الخلق عيال الله أحبهم إلى الله أنفعهم لعياله"..والصلاة هي العلاقة الرأسية بين العبد وربه، والمعاملة هي العلاقة الأفقية بين العبد والعبد، وهي هي مقياس العبادة، ووارد في أمر العبادة نذارات كثيرات تزعج أصحاب القلوب المرهفة وتؤرقهم؛ قال المعصوم: "رب قارىءٍ للقرآن والقرآن يلعنه"، وقال: " رب مصلٍ لم يقم الصلاة" وقال: "رب مصلٍ لم تزده صلاته من الله إلا بعدا"، ومن هنا اجعل مقياسك لصلاة الآخرين حسن معاملتهم للأشياء والأحياء!!. الزومة وغياب الغطاء الفكري التزمتُ الفكرة الجمهورية وفق قناعة فكرية، ويمكن أن أخرج منها أيضاً وفق قناعة فكرية، إذا استطاع الزومة اقناعي ببطلانها، ودخل الزومة الحركة الاسلامية وانفق دهراً دهيراً في دهاليزها وتحت سلطان شيخها الترابي، وحينما حدث الانشقاق في العام 1999 مال الزومة إلى مجموعة القصر وفارق المنشية، ولم يكتف بذلك مثل كثيرين لم يخوضوا في بحر الانقسام المتلاطم، ولكنه انبرى لشيخه يكيل له كيلاً عجيباً ويشتمه ويتهمه في دينه، والسؤال للزومة؛ هل اكتشف الترابي قبل الانقسام أم بعد الانقسام، في فيلم ميرامار يسأل بطل الفيلم أحد الموالين للثورة: إنت اشتراكي قبل الثورة واللا بعديها، فرد عليه الموالي: لا معاها كدة على طول؛ وهو يجمع بين سبابتيه!!. ونقول للزومة: لقد وفر لكم الترابي الغطاء الفكري للحداثة التي ولجتها الانقاذ وما زالت تحافظ عليها، وأسقطت – توكأً على حداثوية الترابي - شرطي الاسلام والذكورة من شروط تأهل المرشح لمنصب رئيس الجمهورية وهو أمر يخالف الشريعة الاسلامية، وبعد زوال الغطاء الفكري للحداثة، أي مظلة تجلسون تحتها الآن؟.
السودانى
| |
|
|
|
|
|
|
|