|
Re: المذيع الللامع حمدي قنديل يستضيف الزميل خضر عطا المنان في برنامج قلم رصاص ... (Re: خضر عطا المنان)
|
شكرا كثيرا لكل الذين هاتفوني أو أرسلوا رسائل اليكترونية يثنون على ما قلته في تلك الحلقة .
ولكن لابد - لم لا يعرفون الكثير عن الدنمارك - أن يعوا الحقائق لتالية :
أولا : تعد الدنمارك من أعرق الممالك في أوروبا .. وتملك أقدم دستور في تلك البقعة من العالم ..
ولا دور للملكة فيها أي دور سياسي ( مارجريتا الثانية ) .
ثانيا : تتقاسم الساحة السياسية فيها نحو 12 حزيا .. ويعد - براي الكثيرين من المراقبين العرب -
(الحزب الديمقراطي الاشتراكي ) من أقربها تعاطفا مع قضايا العرب عموما .. ويترأسه السياسي
المخضرم ( نيغوب غاسموسن ) أحد بناة النهضة الحديثة في الدنمارك ومهندسي الوحدة الأوروبية القائمة
حاليا وهو الحزب الذي ظل يحكم المملكة لسنوات طويلة قبل مجئ ( حزب الفنسترا ) الحاكم الآن برئاسة
( أنس غاسموسن ) .
ثالثا : هناك حزب يميني متطرف قامت سياسته على كره الأجانب عموما وهو ( حزب الشعب الدنماركي )
بزعامة من يسميها البعض بالمرأة الحديدية هناك ( بيا كياسكو ) .. وهي ذات تأثير كبير على الساحة
السياسية الدنماركية وقد أتخذ منها الحزب الحاكم حاليا حليفا في البرلمان لتمرير كثير من سياساته
لا سيما تلك المتعلق منها بالاجانب .. رغم ان الخارطة - وهي على هذا الشكل - قد جرى فيها بعض
التحسينات حينما رأي رئيس الوزراء الحالي أن مجاراته لهذا الحزب العنصري المعروف قد يجعله يدفع
ثمنا باهظا ربما يكون مستقبله السياسي نفسه !! وهذا ما حدا به لاجراء انتخابات مبكرة جرت هناك
قبل أشهر قليلة ولكنه لم يأت بالكثير من الجديد وانما فقط ( بعض التحسينات ) وذلك بتغيير وجهة
تحالفات الحزب الحالكم من ( حزب الشعب ) الى ( حزب المحافظين ) الذي يعد - بالحسابات السياسية-
أكثر اعتدالا من ( الشعب ) .
رابعا: وكما ذكرت في حواري مع الاستاذ ( حمدي قنديل ) فان الاعتذار من قبل الحكومة الدنماركية أمرا
غير وارد البتة في حساباتها الراهنة .. ولأسباب كنت قد أجملتها في التالي :
أولا : العلاقة التاريخية بين جهازالمخابرات الاسرائيلي ( الموساد) ورجال المخابرات الدنماركية..
وقد كانت العاصمة ( كوبنهاجن ) التي عشت فيها عشرة أعوام كاملات مقرا أو منطلقا لرجال ( الموساد)
لملاحقة المناضلين الفلسطينيين في جميع أنحاء اوروبا في عقد السبعينيات حينما كانوا لا يملكون
من وسيلة للتعببر عن أنفسهم وتوصيل صوتهم للعالم سوى اختطاف الطائرات .. كما يعلم الكثيرون
من المهتمين بالقضية الفلطسينية ومتابعي شأنها ومساراتها عبر السنين .
ثانيا : هناك ( لوبي صهيوني ) رغم قلة عدد أفراده الا أنهم يقبضون ببعض مفاصل الحياة الافتصادية
في الدنمارك بل ان أحدي كبريات المؤسسات الصحفية تعود ملكيتها ليهودي معروف هناك .
ثالثا: تعتبر ( اسرائيل ) الوجهة السياحية المفضلة لعدد غير قليل من الدنماركيين .
رابعا : هناك تبادل ثقافي معتبر لا سيما في مجالي العمل والدراسة بين المملكة الدنماركية
واسرائيل .
خامسا : وهو الأهم - برأيي - هو غياب الواعز الديني لدى الدنماركيين بوجه عام .. ويتجلى ذلك
في عدد من يترددون على الكنائس في ايام الآحاد من كل اسبوع !!.. وهذا يكشف لنا جهلهم التام للقيمة
الدينية العالية التي يمثلها رسولنا الكريم ( صلعم ) لذا فهم معذورن تماما .. اذ ان فاقد الشيئ
لا يمكن أن يعطيه كما هو معلوم .
بقي أن أشير في ختام هذه المداخلة الى ان عددنا - كمسلمين - في المملكة الدنماركية يبلغ نحو
200 ألف مسلم بينهم عدد لا بأس به من المسلمين الدنماركيين الأصل والمنشأ ... تتجاذبنا عدة تيارات
اسلامية تتدعي كل منها أنها من يمثلنا !! وهذا هو سر ضعفنا هناك وضياع صوتنا وسط هذا التهريج كله!
ولي عودة لتسليط الضوء بصورة أكثر على حقيقة هذه المملكة التي تطاولت على أعلى قيمة دينية
للمسلمين في مشارق الارض ومغاربها .
وفي أمان الله ورعايته .
خضر عطا المنان
[email protected]
| |
|
|
|
|