|
الطريق إلي أنجمينا (1)
|
الطريق إلي أنجمينا (1)
قبل عدة أعوام سقطت بغداد حاضرة البعث العربي وعاصمة الخلافة الإسلامية في العهد العباسي ،و وجدت قوات المارنز الطريق ممهداً إلي عاصمة الرشيد ، الرئيس العراقي صدام حسين لم يقاتل الغزاة كما ينبغي ، تبخر هو وقيادته القطرية وتركوا القصور الرئاسية لتومي فرانك وجنوده والذين ناموا على سريره وشربوا من الخمر خاصته ، ودخنوا آخر سيجارات أحتفظ بها من الرفيقة كوبا ، الرئيس إدريس دبي حالة خاصة في الوضع الذي يعيشه الآن ، فقد منحه الغزاة طريقاً ليهرب ، لكن الجنرال العنيد رفض هذه المعالجة ، بقي في القصر وهو ممسك بالبندقية ، سوف يحارب الجنرال دبي حتى الطلقة الأخيرة ، على الرغم أن عجلة المعركة قد مضت بعيداً في قلب العاصمة أنجمينا ، النموذج الفوضوي الجديد في الحروب بدأ يلوح في سماء تشاد ، نهب للمحلات والدور الحكومية ، وجثث محروقة ملقاةعلى قارعة الطرقات ، قريباً سوف تبدأ ممارسات التهجير والقتل على خلفية العرق واللون إذا خسر الرئيس هذه الحرب ، فالذين أرسلوا هذه الهدايا لشعب تشاد لن تسعهم الفرحة طويلاً ، فهم يحاربون عدواً وهمياً اسمه الزغاوة ، انا لست بصدد الحديث عن أسطورة دولة الزغاوة الكبرى التي تروّج لها المخابرات السودانية ، فالزغاوة هم جزء من المكونات الإجتماعية لثلاثة دول وهي السودان وليبيا وتشاد ، مثلها ومثل قبيلة ( شمر ) والتي تمتد بين العراق والسعودية وسوريا ، وأزمة نظام الخرطوم ليست مع قبيلة الزغاوة فقط ، فنظام الخرطوم يعادي كل الألوان الزنجية من نوبا وشلك ونوير ودينكا ودلامة وهمج وفونج وفور ويعتبرهم وجودهم على أرض السودان نكسة لمشروعه القومي العربي والثقافي ، لكن صراع النظام مع الزغاوة تاه بين الحدود وأمتد ليصل إلي تشاد ، من يزرع الرياح يحصد الأعاصير ، فالمخابرات السودانية نجحت في تصدير الأزمة إلي تشاد ، لكنها ماذا ستحصد من هذا العمل ؟؟ الأشياء التي بين أيدينا تؤكد أن الإنقاذ لن تنال شيئاً في المقابل سوى فرحة عابرة ، وشماتة ، وتأييد ضمني وضع هذه التطورات في ميزان حسناتهم ، المتمردون أعلنوا أنهم لن يمنعوا القوات الدولية من الإنتشار في شرق تشاد، وهذه أول لطمة ، وهم ليسوا ضد فرنسا والتي وقفت قواتها على الحياد في هذه الحرب ، وهم في حاجة إلي إعتراف من المجتمع الدولي ، وقلب المجتمع الدولي هو أزمة دارفور ، وصراع المتمردين مع إدريس دبي ليس لأنه زغاوي ، بل هو صراع من أجل تقاسم السلطة والثروة ، استفاد المتمردون من الدعم اللوجستي الذي وفرته المخابرات السودانية ، لكن هذا لا يعني أن السودان قد أمتلك ناصية المتمردين إلي الأبد ، فالرئيس إدريس دبي نفسه كما يقول الذين عايشوا تجربته أنه أحد صنائع المخابرات السودانية ، لكن السحر أنقلب على الساحر ، ونفس التجربة تكررت في أثيوبيا وأرتريا ، وشواهد التاريخ أن علاقة الإنقاذ مع قادة الأنظمة التي صنعوها تحولت إلي عداء سافر في أقل من عام . سارة عيسي
|
|
|
|
|
|