|
|
|
 Re: عند ما حلف عادل عبد العاطى:انا واللة العظيم لا شفتهم ولا بعرفهم (Re: mekki)
|
الاخ مكي
تحية طيبة
كنت قد امتنعت في حينها عن التعليق علي هذ ا البوست ؛ ليس تجاهلا او عدم اهتماما؛ ولكن لان الانسان لا يمكن ان يكون حكما في قضيته؛ ورغم ان ما حكيت عنه يعد من قبل تاريخ مدينة عطبرة ؛ او قل تاريخ العمل السياسي اليساري الشبابي في اول ومنتصف الثمانينات ؛ الا ان العنوان قد اعطاه طابعا شخصيا ؛ ما وددت الخوض فيه ؛ علي الاقل ليس في هذه المرحلة
الا اني مع ذلك تابعت بوستك هذا باهتمام ؛ كما تابعت بوست الاخ لارك السابق ؛ مع اختلاف المنطلقات والرؤي ؛ فانت تؤرخ ؛ والاخ لارك يتسائل ؛ وانت معروف لي وللجميع ؛< والاخ لارك مبني للمجهول ؛ الا ما قد علم من منطوق كتاباته
اليوم اعود الي هذا البوست ؛ بطلب من بعض الاخوة الكرام ؛ والذين طلبوا مني التعليق علي ما كتب ورصد ؛ وخصوصا سؤال بعضهم : هل اتت الرواية والمقولة التي جائت في عنوان البوست ؛ تماما كما يحكيها الاخ مكي ؛ ومن اين هذه الحليفة المغلظة ؛ واين ذلك كله مما يقال من موقفي السلبي تجاه الدين ؛ والذي تكررت الاشارة اليه في بوست الاخ لارك وفي هذا البوست
ساحاول ان اعلق بسرعة ؛ وساستخدم كذلك جزء من مذكراتي وكتاباتي عن تلك الفترة ؛ املا ان يتم توثيق افضل في المستقبل ؛ اذا امتد بنا العمر ؛ واذا ما كانت لذلك ضرورة
مع عميق مودتي
عادل
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عند ما حلف عادل عبد العاطى:انا واللة العظيم لا شفتهم ولا بعرفهم (Re: Abdel Aati)
|
نعم
كانت الامور في عطبرة ؛ في مطلع الثمانينات ؛ كما حكي عنها الاخ مكي ؛ واكثر ؛
كان النظام المايوي قد اهترأ ؛ وافلس
وكانت جحافل الطفابيع والاصوليين من كل شاكلة ولون تنمو كما الاخطبوط ؛ وتمد اياديها المتعددة لتحتوي كل المناشط الرياضية والثقافية والاجتماعية ؛
وتخضعها لفكرها الظلامي وتنظيمها تها المحتلفة ؛
من جماعة الترابي ؛ الموحدة حينذاك ؛
وانصار السنة؛
والاخوان المسلمين - الحبر وصادق عبدالله عبدالماجد -؛
وفي هذا الوقت بالذات ؛ بدأ تفتح وعينا ؛
والذي بظروف المعاش ومر التجربة ؛
والقراءات المختلفة غير المرتبة ؛
لم يكن له ال اان يكون معاديا للظلامية ؛
منفتحا علي افق جديد ؛
لم نكن نعرفه وقتها
وان كنا نحس به تحت الجلد ؛ ونهفو اليه ونحن نخطو في افاق التجربة والخطأ
ونمشي خبط عشواء
نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عند ما حلف عادل عبد العاطى:انا واللة العظيم لا شفتهم ولا بعرفهم (Re: Abdel Aati)
|
هنا؛
استميح الجميع عذرا؛
لاكتب شيئا ؛ عن طبيعة تكويني ؛ التي دخلت بها عقد الثمانينات ؛
وهي طبيعة تكوين رغم تفردها ؛ اذ ان كل انسان متفرد ؛
الا انها غائصة عميقا في تربة عطبرة ؛
والظروف التي ولد وترعرع الانسان فيها
هنا ما كتبت ؛
في وريقات كتبتها لنفسي ؛ في دفتر مذكراتي ؛ فبل فترة ؛
ارصد فيها حصيلة التجربة ؛ وخصاد السنين ؛
بعد عشرين عاما من النشاط السياسي ؛ من موقع العضو الملتزم ؛
وهذا ما كتبته عن ظروف النشأة تلك
----------
ظروف النشاة والصبا 1966-1982:
ولدت في مدينة عطبرة؛ يوم 4 فيراير 1966؛ في حي العمال؛ لاسرة كبيرة يعمل عائلها الوحيد عاملا بالسكة الحديد. وفي عام 1970 انتقلنا الي منزل جالوص بناه ابي في حي الامتداد الشرقي؛ حيث نشات وترعرعت. وكانت فترة الانتقال الي الامتداد الشرقي؛ مربوطة بدخول والدي المعاش؛ حيث واصل العمل؛ ككل كادحي عطيرة؛ في دكان صغير لبيع الفحم في سوق العناقريب – الاسرة البلدية- في
عطبرة؛ مع جدي لامي؛ عبدالله ادريس ( بعنيب)؛ وصديق الاسرة المخلص عمي عبدالله.
في العام 1973 دخلت المدرسة الابتدائية؛ وكانت مدرسة حي الطار البعيدة نسبيا عن حينا؛ وفي السنة الثانية انتقلت الي مدرسة الامتداد الشرقي الابتدائية حيث واصلت بها حتي نهاية المرحلة الابتدائية؛ وعند اكمالها دخلت مدرسة العمال الوسطي؛ حيث كانت هي والمدرسة الشمالية اللصيقة بها افضل مدرستين للوسطي بعطيرة؛ والتي اكملتها بالعام الدراسي 1981-1982.
في هذه الفترة كان من اهم الاحداث في حياتي وفاة والدي في العام 1975؛ والذي بوفاته خسرت الاسرة معيلها الوحيدة؛ وامتدت بضع ستوات عجاف في حياة الاسرة؛ ما لبث حالها ان تغير من ماساوي الي سيئ نسبيا في النصف الاول من الثمانينات.؛ ليستمر في تحسن نسبي طول الثمانينات وان لم يصل مطلقا الي وضع مريح. ورغم تغير الاحوال منذ ذلك الوقت؛ وكبر الصغار واستقلاليتهم؛ وتكوين اغلب اخواتي واخوتي لاسرهم الخاصة؛ فلا تزال اسرتي – الكبيرة- مع ذلك كادحة تعيش ببساطة وتصارع الحياة حتي لا تصرعها؛ كمعظم اهل عطبرة واهل السودان.
كانت المدرسة الابتدائية كمعظم المدارس؛ مؤسسة للتلقين والقهر والتسلط؛ اكثر منها مؤسسة للتعليم؛ واذا كانت هناك استئناءات في ذلك فاذكر منها عم بدوي؛ مدير المدرسة لبعض الوقت؛ والذي كان رجلا طيبا متقدما في السن؛ وكان رؤوفا بالتلاميذ؛ فله الرحمة. واستاذ خضر وداعة (الله) ؛ وهو شاب رغم صرامته وسخونة جلده – لمن جربه- فقد كان مثالا يحتذي للمعلم وقد ترك في اثري نفسا بليغا؛ ومدير من عائلة عجوبة لا اذكر اسمه الاول الان؛ وهو اخ الاستاذ مختار عجوبة؛ والذي عمل بمدرستنا لفترة قصيرة.
في هذه الفترة ونتيجة للفقر واذلاله؛ واالقهر في المدرسة علي اقل خطا؛ رغم اني كنت ممن يسموا بالمتفوقين – واحد من االثلاثة الاوائل طول المرحلة الابتدائية والمتوسطة - ؛ فقد بدات اول بوادر التمرد في شخصيتي؛ وكان تمردا فوضويا تبدي في الموقف الرافض للغيبايات والخوارق؛ واصرار علي عدم الكذب ولو علي نفسي؛ ورفعة نفس متجاوزة للحد– عدم الاكل عند الجيران والاضرابات المتواصلة عن الطعام لاقل مشكلة "الحردان"-؛ ولزاجة لا تصدق اذا ما اخطأ احدهم تجاهي؛ حيث ان مشكلة يبداها احدهم معي كان من الصعب انهائها؛ وربما اعذر ذلك الطفل الذي كان في داخلي ؛ في انه لم يكن يبدا قط بالغلط علي احد.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عند ما حلف عادل عبد العاطى:انا واللة العظيم لا شفتهم ولا بعرفهم (Re: Abdel Aati)
|
في هذه الفترة؛ اي المرحلة الابتدائية ؛ ايضا كانت القراءات الاولي؛ وكانت قراءات طائشة لا يجمعها شي؛ فمن المغامرات البوليسية للمغامرين ال5 والشياطين ال13؛ الي قصص جورجي زيدان عن التاريخ الاسلامي؛ الي رويات بيار روفايل واحسان عبدالقدوس والمنفلوطي مما تقراه اخواتي؛ ومن مجلات ميكي وسمير وسوبرمان المصورة الي روز اليوسف وصباح الخير؛ اي عموما كل ما يقع تحت يدي؛ بل لقد وقع في يدي في تلك الفترة اول رواية جنسية سودانية؛ رغم اني لا اعرف عنوانها حيث كانت بلا غلاف؛ وان كنت اذكر موضوعها؛ وكان من الكتب التي لا ازال اذكرها مذكرات دجاجة؛ والتفاحة والجمجمة؛ والشاعر؛ وفي نلك القراءات النهمة وغير الموجهة
فقد كان الامر ادمانا حقيقيا.
اما في المدرسة المتوسطة ؛ فقد كان الامر مشابها؛ وان كان القهر اقل؛ والتمرد يتبدي في جدالات بيزنطية مع الاقران؛ واذكر منهم هنا عمر صديق واحمد عباس حلمي؛ ومحاولات لاحراج الاساتذة بالاسئلة الصعبة عند زيارة المفتشين؛ الامر الذي كنا ندفع ثمنه علقات سخنة بعد ذهاب المفتش. وفي هذه الفترة تعرفت علي صبية من احياء عطبرة المختلفة وضواحيها؛ وبدات علاقات صداقة استمر بعضها وانقطع بعضها الاخر؛ وبدأ اول اهتمام بالعمل العام من خلال النشاط في الجمعية الادبية التي جلبني اليها الاخوان طارق محمد عبدالرحمن وبكري جبريل؛ ومواصلة للقراءات والتي اغتنت بكتابات نزار قباني والروايات العاطفية وكتب التراث الادبي العربي؛ بل و حتي مؤلفات ماوتسي تونغ – من مكتبة جارنا عبدالرحمن عوض خضر- وكيم ايل سونغ – من مكتبة البلدية العامة-؛ وكل ما يقع في اليد من كتب الاصدقاء وزملاء الدراسة ومحتويات مكتبات آبائهم و اسرهم.
في طول هذه الفترة؛ كنت علي اختلاط بخطيب اختي الاكبر مريم ؛ وزوجها اللاحق؛ محمد البحيري؛ والذي كان حينها طالبا جامعيا؛ وكان عضوا في الحزب الشيوعي. وقد كنا اخي عصمت وانا معجبين به كثيرا؛ لدرجة اننا كنا نصفف شعرنا مثله؛ وكان اعجابنا به راجعا لتعامله المتفرد معنا؛ حيث كان ديمقراطيا الي حد كبير؛ في تعامله مع اطفال مثلنا؛ علي عكس بقية الكبار في العائلة. وكنت اسمع منه بين الحين والاخر نقدا للنظام المايوي؛ او اسمع عن احتجازه واعتقاله؛ بسبب "السياسة " ؛ وهي كلمة غامضة كانت لنا في تلك الفترة المبكرة من عمرنا
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عند ما حلف عادل عبد العاطى:انا واللة العظيم لا شفتهم ولا بعرفهم (Re: Abdel Aati)
|
وفي عام 1981؛ وفي الاجازة الصيفية؛ كنت طريح الفراش في مستشفي الخرطوم التعليمي؛ لاجراء عملية صغيرة؛ وكان يرقد قربي طفل صغير؛ يرافقه اخوه الاكبر؛ صديق عبدالهادي؛ الطالب وقتها بجامعة الخرطوم؛ والذي سرعان ما نشات صداقة بيننا؛ رغم فارق السن النسبي؛ و سرعان ما اتضح لي ؛ انه يساري هو الاخر. ورغم انني لم نتحدث في السياسة؛ الا انه اهداني كتابين؛ احدهما مجموعة قصائد بعنوان : الحب والشعر والثورة؛ وكانت اول اشعار سياسية سودانية اقراها؛ والثاني كتاب نماذج من الادب الزنجي الامريكي؛ اعداد علي المك. وبعد خروجي من المستشفي فقد تبادلنا الرسائل؛ حتي تخرجه وعمله بشركة التامينات السودانية؛ لينقطع الاتصال بعدها؛ ليعود من جديد؛ في ظل ظروف اخري.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عند ما حلف عادل عبد العاطى:انا واللة العظيم لا شفتهم ولا بعرفهم (Re: هدهد)
|
عطبرة الثانوية وبدء النشاط السياسي 1982-1985:
دخلت دفعتنا المدرسة عطبرة الثانوية القديمة؛ لتجدها قاحلة من النشاط الثقافي والسياسي؛ الا ما سيطر عليه السلفيون. كان هناك تنظيم الاتجاه الاسلامي بالمدرسة؛ وهو اقواها؛ ثم انصار السنة المحمدية؛ وتنظيم صغير للانصار؛ من بعض ابناء ريفي عطبرة؛ وفراغ كبير فيما عدا ذلك.
كانت الصورة قاحلة اذن لمجموعتنا المهتمة بالادب والثقافة؛ والتي تعززت بمجموعات جديدة؛ جزء منها من مدرستنا السابقة العمال؛ وجزء منها من مدارس اخر؛ فكان ان بدانا نشاطا ثقافيا؛ فاسسنا جمعية محبي الشعر الحديث؛ وجمعية محبي نذار قباني؛ وانخرطنا في نشاط جمعيتي المسرح؛ والفنون؛ وجمعية اللغة الانجليزية؛ والتاريخ؛ وقد كانت الجمعيتان الاولتان مجمدتان تماما؛ ووافقا هوي في نفوسنا؛ اما التاريخ فقد كنا معجبين بالمشرف عليها؛ اذ كان ذو ميول ناصرية؛ اما اللغة الانجليزية فقد كان بها اغلب اصدقائي؛ وكانت خالية تقريبا من ال"كيزان"
بالمقابل فقد كان الاتجاه الاسلامي يسيطر علي جمعيتي اللغة العربية والتربية الاسلامية؛ وله وجود بجمعيات اخري؛ وكانت لهم اركان نقاشهم؛ مع انصار السنة؛ كما كانت لهم جرائدهم الحائطية؛ كما كان لهم تاييد من استاذ الشاطرابي ذي النفوذ في ادارة المدرسة. وكانت للانصار صحيفتهم؛ الا انهم لم ينظموا اركانا للنقاش.
كانت دخولنا للمدرسة ك"جوقة" من الاصدقاء؛ تتكون من مجموعتين: خريجي مدرستي العمال والشمالية؛ وابناء حينا من الامتداد الشرقي. وكان الرابط بين المجموعتين عدة افراد؛ ولما لم تكن هناك اي رابطة تنظيمية تربطنا؛ فانه لم تكن هناك قيادة محددة لها؛ وان ظهرت بنشاطها عناصر مثل بكري جبريل؛ طارق عبدالرحمن؛ علي خليفة؛ محمد محمود وعادل عبدالعاطي.
ورغم اننا لم نكن علي علاقة بالسياسة؛ ورغم ان اغلبنا كانت اهتماماته منحصرة بالادب وال..بنات؛ وربما بسبب ذلك؛ فان اعضاء الاتجاه الاسلامي اعتبرونا اعداؤهم الطبيعين؛ وبداؤا في تمزيق اعلاناتنا؛ والتي كنا نعلن بها عن نشاطات روابطنا وجمعياتنا؛ وبدأ التحرش بنا في الحوش؛ والمضايقة من قبل الاساتذة ال"كيزان"؛ والتعليق علي سلوكنا وملابسنا؛ الخ الخ ؛ وبهذه الطريقة فان الاتجاه الاسلامي قد دفعنا دفعا الي الاهتمام بالشان السياسي.
ولما لم يكن في المدرسة اتحاد؛ فقد بدانا في المطالبة بتكوين اتحاد؛ وحاول الكيزان افساد عمل جمعياتنا؛ بالدخول الكثيف فيها؛ ومحاولة تغيير لجانها؛ فدخلنا نحن بالمقابل في الجمعيات التي يسيطرون عليها ؛ الامر الذي انتهي بان توقفت محاولاتهم في هذا الصدد.الا ان المجال الاكبر للصراع قد كان في نقاشاتنا معهم؛ والتي كانت تدور في فسحة الافطار؛ ولما لم تكن لنا اي خلفية سياسية او فكرية نعتمد عليها في الصراع معهم؛ فقد اعتمدنا علي حجج الاخوان الجمهوريين؛ والذين كانوا ينظموا "منابرهم" للحوار في الاسواق؛ وينظموا بعض الندوات في الاندية الرياضية والثقافية؛ رغم ان ايا منا لم يكن جمهوريا؛ حيث كانت سلميتهم المفرطة وغيبيتهم الزائدة عن الحد؛ لا تتوافق وامزجتنا وروحنا الشبابية المتمردة؛ كما لم يكن تدينهم المفرط ؛ ينسجم مع مزاج الحبيبين من مجموعتنا.
كانت صراعاتنا مع الاتجاه الاسلامي؛ يسودها الكثير من الحدة والفوضي؛ وقد كانوا هم مدركين لاننا مجموعة غير منظمة؛ الا ان هذا لم يمنعهم؛ في ظل عدم وجود المنافس السياسي؛ من ان يجعلونا اعدائهم؛ وان يحاولوا مع ذلك ان يخترقونا بارسال عناصر منهم؛ تتضم ل"شلتنا" وتبدا في التحدث معنا والسؤال عن "التنظيم"؛ وكيف انهم معارضين للنظام؛ و يريدوا ان يدخلوا تنظيمنا؛ الامر الذي كنا نقابله باندهاش وتعجب؛ فقد كنا نحن ايضا نرغب في الانضمام الي ذلك التنظيم؛ لو وجد! وهكذا انقضت السنة الاولي لنا في في المدرسة الثانوية.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عند ما حلف عادل عبد العاطى:انا واللة العظيم لا شفتهم ولا بعرفهم (Re: Abdel Aati)
|
في هذه الفترة ؛ بدأت الحملة التي تحدث عنها الاخ مكي ؛ وتصوير البعض منا ؛ كانهم ابو جهل وابو لهب ؛ وقد كنا الاه بكري جبريل وانا؛ المستهدفين الاساسيين من هذه الحملة
كان بكري مصادما من الدرجة الاولي ؛ وكانت له دراجة حمراء ؛ يقودها الي مكان تجمعاتهم ؛ ويبدأ في شتمهم وطلب ان يخرجوا معه من المدرسة ؛ اما انا فقد كنت ادخل معهم في نقاشات فلسفية ؛ كانوا يدفعةني اليها ؛ وكانوا يحوروا الكثير من اقوالي ؛ ليصلوا منها الي نتيجة اني كافر ملحد معلن الحاده ؛ وفي ذلك فانهم في كذبهم وتزويرهم لم يتغيروا الي اليوم
من الجهة الاخري ؛ فقد كانت ارائي حادة جدا فيما يتعلق بالسلفية ؛ والفهم السلفي ؛ وكنت اعتقد انه اذا كان للكون خالق ؛ فانه قد تركه لحاله ولابشر منذ زمن طويل ؛ وما عاد يهتم به ؛ وعلي الناس الان ان ينهضوا بامر انفسهم . وفي الحقيقة فان هذه الفكرة قد جائت من قراءاتي في الفلسفة اليونانية القديمة ؛ وكانت من الجهة الاخري بذرة لموقف اجتماعي ؛ يعلي من شان الانسان ؛ الذي حطت به معظم الحركات الدينية والسلفية ؛ وسلبته حريته واستقلاليته وقدرته ؛ عندما ركزت علي ارجاع كل شي في الحياة للغيب والدين ؛ وما الامر كذلك
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عند ما حلف عادل عبد العاطى:انا واللة العظيم لا شفتهم ولا بعرفهم (Re: Abdel Aati)
|
وهذا جزء مما كتبته في سيرتي الذاتية ؛ التي لم تكتمل كتابتها بعد ؛ عن العام 1983
----------------------
1983
كانت هذه السنة سنة النشاطات الثقافية وبداية النشاط السياسى .
تعرفت فى هذه الفترة ؛ على فرقة مسرحية صغيرة ؛ يشرف عليها الاستاذ هاشم الاديب . نظمنا برنامجا جيدا بالاجازة ؛ جلب لنا القليل من المال ؛ والكثير من الشهرة . كان نجم هذه الفرقة بلا منافس هو محمد عبد الخالق ؛ وكانت تمثل فى اغلبيتها اعمال الاستاذ ذو الفقار حسن عدلان .
فى نفس الوقت شاركنا فى مسابقات الدورة المدرسية ؛ بمسرحية ساخرة وناقدة باللغة الفصحى ؛ وهى مسرحية " الرجل الذى تحدث لنفسه " ؛ بمشاركتى وبكرى والنذير سعيد الخ . لم يحضر المخرج استاذ عوض سعيد "عوض فنون " فى يوم المسابقة ؛ الامر الذى احبطنا ؛ وفزنا بالمركز الثانى ؛ وان كنا اقنعنا انفسنا ان سبب هزيمتنا هو الفحوى السياسى للنص . اشترك ايضا بكرى فى باب الاعمال النثرية بالقاء موضوع شهرذاد الجديدة ؛ وهو من مقدمة كتبتها لمجلة كنا ننوى ان نصدرها . والذى لم يفز للمرحلة الثانية ايضا . كذلك شاركت فى مسابقة شعرية بمدرسة عطبرة الثانوية الجديدة واخذت المركز الثانى ؛ كما كنا لاجل المزاح ؛ نزور وبكرى زاوية الطريقة النقشبندية ؛ والذين ابدوا اهتمامهم الكبير بنا ؛ الا اننا مللناهم سريعا؛ وكنت منذ سنتين فى متابعة دائمة لحلقات الجمهوريين ؛ الذين منعنى من الانضمام اليهم روحهم السلمية المتطرفة ؛ وتاييدهم لنميرى ؛ وغيبيتهم الزائدة .
تعرفت فى هذه الفترة على العديدين ممن اصبحوا اصدقائى لاحقا ؛ وكذلك عن طريق هاشم الاديب ؛ تعرفت على الشخصية الاسطورية ؛ عبدالله الحاج القطى ؛ الصديق والانسان والمعلم ؛ الماركسى – الصوفى ؛ وحسن البصرى العطبراوى ؛ والذى لعب دورا جوهريا فى تثقيفنا وتوجيهننا ؛ وفى تحديد اطر حياتنا اللاحقة ؛ رغم ان سبب اهتمامنا الاول بشخصه كان دكان الحلويات الشرقية – الباسطة – الذى يديره.
كانت النتيجة المباشرة لمعرفة عبدالله ؛ وللقراءات النهمة لمكتبته الضخمة ؛ ولنشاطاتنا الثقافية ؛ وروح التمرد ؛ وعداء الاصوليين غير المبرر لنا ؛ ان تقدمت بمنتصف يونيو من هذا العام بطلب انضمام للحزب الشيوعى ؛ والذى اصبحت عضوا فيه بعد اربعة اشهر من فترة الترشيح والتدريب ؛ وتقديم محمد عبد الخالق لطلب مماثل معى فى نفس اليوم ؛ وانضمام بكرى لنا بعد ايام .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عند ما حلف عادل عبد العاطى:انا واللة العظيم لا شفتهم ولا بعرفهم (Re: Abdel Aati)
|
بدانا العام الدراسي الجديد ؛ ونحن اناسا آخرين ؛
اعضاءا في الحزب الشيوعي السوداني ؛ وبرغبة عارمة في اعادة بناء مجد الحزب مجددا بعطبرة ؛
وقبل كل شي وسط طلاب الثانويات
وقد شعر الكيزان بذلك ؛ الامر الذي يرصده الاخ مكي ؛ حين يقول :
-----
ما بالنسبة للفتى الثائر عادل فقد بدأ يهدأ قليلا وبدأ يغير فى طريقة تعاملة مع الاخوان المسلمين ..وهنا اعلن لنا فى الزاوية ان الفتى لابد وان يكون قد دخل التنظيم..والتنظيم المعنى هو التنظيم الشيوعى..!
-------
وقد رصد الكيزان ذلك ووثقوه ؛ حين كتبوا في جرائدهم الصفراء ؛ ابان احداث الفرع في عام 1986 ؛ سيرة ذاتية لي ؛ كان نصفها مختلقا ؛ ولكن من بينها حقيقة ان دخولي الحزب تم في عام 1983 ؛ ولا ازال الي الان لا اعرف ان كان هذه المعرفة قد تمت نتيجة لتحليل سياسي منهم ؛ ام لعمل استخباري ملكهم هذه المعلومة
ويمناسبة الحديث عن التغيير ؛ ففي الحقيقة ان التغير ؛ كان تغيرا تكتيكيا ؛ لا استراتيجيا ؛ فيما يتعلق بافكاري ومواقفي ؛ حيث ان قراءاتي النهمة لمكتبة عبدالله القطي ؛ بما فيها الكتب عن المادية التاريخية والمادية الجدلية ؛ وكتب ماركس ولينين وانجلز ؛ قد ثبتتني اكثر في مواقفي النقدية تجاه الدين ؛ وتجاه المطروح من الدين ؛ ولكن الكبح كان ياتي من اسباب سياسية وتنظيمية ؛ وكنا نقضي الليالي الطوال مع عبدالله في مناقشات ساخنة ؛ عند دكانه في الحصاية ؛ اتهمه فيها - والحزب - بالانتهازية الفكرية ؛ وبضرورة نقل الصراع الي الجانب الفكري ؛ ويحاول هو ؛ بكل ما اؤتي من صبر ونبل ووعي ؛ ان يشرح لي ضرورات الواقع ؛ ونوع الوعي السائد ؛ والاولويات السياسية والفكرية؛ وان الكيزان يريدوا بالضبط نقل الصراع السياسي ؛ الي جدل حول الدين ؛ ؛ الخ ؛ من الامور التي لم اقتنع بها الي النهاية ؛ وان حاولت اخذها بعين الاعتبار ؛ من منطلق الالتزام التنظيمي
وقد كان انضمامنا لصفوف اليسار غريبا من نوعه ؛ حيث لم ندخل مدرسة العمل اليساري الجبهوي ؛ من نوع الجبهة الديمقراطية واتحاد الشباب ؛ ثم نلج بعد ذلك الحزب ؛ كما هي العادة عند اغلب الشباب الطلابي ؛ بل دخلنا الحزب اولا ؛ ثم بدانا نفكر في تكوين الجبهة الديمقراطية ؛ واتحاد الشباب ؛ هذه التنظيمات ؛؛ لتي كانت ضعيفة جدا ؛ ان لم تكن ميتة ؛ عندما ولجنا صفوف الحزب الشيوعي في عطبرة في يونيو 1983
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عند ما حلف عادل عبد العاطى:انا واللة العظيم لا شفتهم ولا بعرفهم (Re: Abdel Aati)
|
بدانا اذن ؛ ما اسماه الاخ مكي ؛ مسالة الخج والرج ؛ علي مستويات مختلفة
وبالتضامن مع فرع الحزب في كلية الهندسة الميكانيكية في عطبرة ؛ وهي فرع من معهد الكليات التكنلوجية حينذاك ؛ والذي كانت في قيادته عناصر من بينهم الاخوان حامد ؛ والطاهر ؛ الخ ؛ وتحت اشراف مسؤول العمل الطلابي في الحزب ؛ ابتدأنا في تكوين الجبهة الديمقراطية في مدرسة عطبرة القديمة ؛ ومدرسة عطبرة الجديدة ؛ ومدرسة الاقباط السودانية ؛ وحاولنا محاولات فشلت في مدرسة النيل ؛ ونجخت جزيئا في الصناعية ؛ وذلك بمساعدة احد اعضاء الحزب من هئيئة التدريس هناك؛ كما بدان العمل وسط الطالبات ؛ وحققنا نجاحات متواضعة ؛ لم تؤت اكلها الا بعد اعادة تكوين فرع الاتحاد النسائي في المدينة ؛ من مجموعة من الشابات الخريجات ؛ وبدأ الزحف تجاه اليسار حقيقة وسط الطالبات بعد الانتفاضة مع جيل الهام عبدالخالق وزميلاتها
كان بناء الجبهة الديمقراطية ؛ وفرع الحزب وسط طلاب الثانويات ؛ جهدا هرقليا ؟؛ في تلك الايام الكالحة ؛ حيث اعلنت بعد ثلاثة اشهر قوانين سبتمبر 1983 ؛ وبدا ارهاب اخواني بشع ؛ وظن الكيزان ان الدولة دانت لهم كليا ؛ وما كان من المفهوم او المقبول لهم ؛ ان تتم تحت اعينهم ؛ بناء حركة طلابية بسارية جديدة ؛ بعد ان كانت ضامرة لعقد كامل ؛ ؛ فبدأؤا في التحرشات ؛ والاستعانة بالادارة ؛ والتهديد بالامن ؛ ولعب دورا قذرا في حملتهم مجموعة من الاساتذة ؛ مثل استاذ الشاطرابي ومحمد احمد في المدرسة القديمة ؛ وغيرهم في المدارس الاخري ؛ ولكننا لم نخضع ؛ ولعب دورا اساسيا في كسر عنجهيتهم ؛ عناصر مثل بكري جبريل ؛ ومحمد عبدالله ؛ ومحمد محمود ؛ واسامة قمر الدين ؛ وآخرون ؛ ممن كانوا لا ينهربوا من المواجهة
في هذه الفترة ؛ كان الكادران الجماهيريان في مدرسة عطبرة القديمة والجديدة هما اسامة قمر الدين ؛ وعادل عبدالعاطي ؛ كما لعب دورا مركزيا ؛ ربما يفوق دورنا ؛ الاخ م. م. م ؛ والذي كان بهدوئه وتمكنه من معرفة نواقض ونقاط ضعف الخطاب السلفي ؛ ومواهبه المتعددة ؛ حجر الزاوية في تنظيمنا ؛ والذي يعادل اندفاعنا وتطرفنا الذي كان يعبر عنه بامتياز بكري واسامة وشخصي
كما دعمتنا عناصر من خارج تنظيمنا ؛ وان كانت تتعاطف معنا ؛ بدواعي الصداقة او الفرب الفكري ؛ واذكر منهم هنا الاخ طارق محمد عبد الرحمن ؛ قبل ان يتحول اخا مسلما فيما بعد ؛ والاخ علي خليفة ؛ والذي كان الجميع يظن انه في قيادة تنظيمنا ؛ ومجموعة من اصدقائنا من خريجي مدرستي العمال والشمالية ؛ ممن توجهوا لاحقا اثناء الدراسة الجامعية يسارا ؛ وان كانوا في تلك الفترة مشغولين اكثر بالقراية وال...بنات ؛ وبعضالمعلمين من ذوي الاتجاهات اليسارية او الليبرالية ؛
بل ولقد تعاطف معنا البعض من خريجي مدرسة الشمالية ؛ من اعضاء رواد مايو ؛ وهي تنظيم شبابي مايوي ؛ وكان التاثير عليهم من قبل صديقنا المشترك حينها ؛ عبدالحليم ؛ والذي لم يكن عضوا في تنظيمنا ؛ ولكنه صديق قريب لي ؛ ومن منطلق كراهيتهم ايضا للكيزان ؛ وكون اغلبهم انضم لرواد مايو ليس عن قناعة ؛ وانما بحثا عن مجال للنشاط ؛ ولامكانية الرحلات والمعسكرات وغيرها من الامتيازات
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عند ما حلف عادل عبد العاطى:انا واللة العظيم لا شفتهم ولا بعرفهم (Re: mekki)
|
نقولا...نعم والف نعم
ليك يا القائد الملهم
الشعب قسم يقولا نعم
ليك يا القائد الملهم
............
نقولا من الضمير والفم
نقولا نعم نقولا نغم
عشان أولادنا تتعلم
( عبد العزيز محمد داوود
.................
ثورة مايو البايعناها
على الموت علهدناها
البيعة البيعة جددناها
( ثنائي ايه كدة ما عارف
...................
أنت يامايو الخلاص
وطريق للقصاص
( وردي)
لينا زمن نفتش ليك
يا حارسنا وفارسنا
يا عريسنا ومتارسنا
عاد يا مايو ميسنا
جيتنا وفيك ملامحنا
( وردي ومحمد ميرغني ثنانيء)
.......................
ايدناك با يعناك
يا نميري ايدناك
للجمهورية. با يعناك
مية المية .عاهدناك
بالملايييين بالملاييين
قلناها نعم
قللناها نعم
................
تسلم يا ابعاج اخوي
يا حلال المحن
تسلم
( البلابل)
أنا وأخوي ملوال
نميري ليكم قال
مافي جنوب بلا شمال
( صلاح مصطفي)
................
أنت يا مايو المنتصر
داير اشوف الظالم قمح
كين يموت خشمو ملح ملح
) فنان الطمبور ادريس ابراهيم)
......................
صباح الخير يا صباح
يا صباح الخير يا صباح
فيك هدر وادلكا السلاح
يوم صباحك يا الثورة زين
الشمش ضوت مرتين
( فنان الطمبور ادريس ابراهيم)
...............
من خووور عمر
تارن تررن
من خور عمر
ترن تررن
( ثنائي ايه كدة ما عارف)
..................
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عند ما حلف عادل عبد العاطى:انا واللة العظيم لا شفتهم ولا بعرفهم (Re: يحي ابن عوف)
|
بدانا العمل في اتجاهات مختلفة
1- تكوين الجبهة الديمقراطية بكل ثانويات عطبرة
2- تكوين فروع اتحاد الشباب السوداني بالاحياء المحتلفة
3- المساعدة في اعادة تكوين الاتحاد النسائي السوداني والتنسيق معهم وسط الطالبات
4- اختراق داخلية غطبرة الثانوية القديمة وتكوين نواة للتنظيم فيها
5- النضال من اجل انتزاع الاتحادات الطلابية من الاخوان المسلمين
6- المساهمة في عمل الحزب وسط الاحياء ووسط شباب العمال
7- التحريض والعمل ضد النظام المايوي
كانت تلك اهداف كبيرة ؛ وكان حجم العمل جبارا ؛ وخصوصا في ظل الازمة القيادية التي كان يعاني منها الحزب في عطبرة ؛ والتي لم نكن نعرف بها حبنذاك
الا انه كان واضحا ان الريح قد بدات تصب في اشرعتنا ؛ وان المزاج العام في المدينة ثوري ؛ وان سنين سيطرة الكيزان ؛ لم تطفي اللهب الثوري ؛ وان التنظيمات الجديدة مثل البعثيين والناصريين لم تسد الفراغ ؛ وان الجمهوريين بعد انتعاشتهم في المدينة اول الثمانيانت فقد تراجعوا الي الخلف
ان العمل الضخم الذي قام في تلك المدة ؛ قد كان قائما بالجهد الذاتي والمبادرات الفردية في المقام الاول ؛ وقد لعب مسؤول العمل الطلابي دورا رئيسيا فيه ؛ كما ساعدمجي زميل متميز - صلاح - الي موظفي السكة حديد دفعة ايجابية ؛ ومجي زميل طبيب - محمد الحسن - كذلك في دفع العمل القيادي ؛ وفي دعم النشاطات المتعلقة بالطلاب والشباب ؛ كما اذكر الدعم المنقطع النظير ؛ الذي قدمه العم عبد العزيز فوزي ؛ احد مخضرمي الشيوعيين ؛ لقطاع الطلبة ؛ وقد كان في مرضه الاخير قبل موته ؛ سعيدا جدا ؛بعودة الروح - والشباب - الي الحزب في عطبرة ؛ وسعيدا بدوره في ذلك
له مني جميل الذكريات ولروحه التجله
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عند ما حلف عادل عبد العاطى:انا واللة العظيم لا شفتهم ولا بعرفهم (Re: Abdel Aati)
|
وهكذا ؛
مر النصف الثاني من عام 1983
وكل عام 1984
والذي بنهايته بدات الانتفاضة تختمر
وكما في كل ذلك ؛
نعمل بكل ما اؤتينا من قوة ومن قدرات ؛
ورمينا انفسنا كلية في هذا النهر الذي اخترناه ؛
ولا اعلم اي قوة كانت فينا ؛ كانت تحرضنا في تلك الايام الكالحة ؛
حيث كانت ثقتنا بالحزب ؛ وعدالة فضيتنا ؛ غير محدودة ؛
وما كنا نأبه لا بكيزان ؛ ولا امن ؛ ولا كل مايو
رغم الاشارات التي كانت ترسل لنا ؛
عن طريق الاصحاب والاقارب
الا ان النظام كان قد بدأ في لقظ انفاسه الاخيرة
ببداية عام 1985 ؛ بدانا الاستعدادات لامتحانات الشهادة ؛
وكنا نواصل العمل ؛ والذي اشتدت وتيرته ايام محاكمة الجمهوريين ؛
واذكر ان الحزب قد توجه اليهم حينها بدعوة للعمل الجماهيري المشترك ؟؛
في عطبرة ؛ الا انهم رفضوها
وكانت هزيمتهم واشتشهاد الاستاذ ؛
هزيمة لنا جميعا ؛ وكان يوم موته يوم فرح للكيزان
الا اننا اذددنا شراسة وتصمينا علي مصارعة النظام ؛
وقد كان ؛ حيث بدات الانتفاضة من عطبرة ؛
باعتصام عمال السكة حديد ؛
والذي بدا يوم 9 مارس ؛
ورد العمال علي السفاح الذي قال في خطاب له انه عتيد
بشعارهم القوي :
لو انتا عنيد ؛ نحن حديد
وللاخ الباحث جعفر كرار نظرية مقنعة عن ان الانتفاضة بدات في 9 مارس في عطبرة ؛
وليس في الخرطوم 26 مارس كما يزعموا
وعندما اندلعت المظاهرات بدءا من 9 مارس ؛
كانت شعاراتنا ولافتاتنا - والتي اعدها تنظيمنا الشبابي - الطلابي -
هي الوحيدة الموجودة وسط المظاهرات ؛
بعد اعتقال اغلب الناشطين البعثيين ومخضرمي الشيوعيين واختفاء الناصريين ؛
والشلل الكامل للكيزان
وكان المتظاهرون ينخاطفونها ؛
وكنا نرجع كل مساء بدونها ؛
لنبدأ في عمل لافتات اخري
نخرج بها في اليوم التالي ؛ ليتخاطفها المتظاهرون ويحملوها
ومن دواعي فخري ان كثير من تلك اللافتات قد اعدت في منزلنا ؛
وخرجت من هناك
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عند ما حلف عادل عبد العاطى:انا واللة العظيم لا شفتهم ولا بعرفهم (Re: Abdel Aati)
|
شكرا جزيلا اخى الصغير عادل عبد العاطى
اسعدتنى جدا ذكرياتك وتصحيح المقلوب و المايل
اين الاخ بكرى جبريل الان الذى اكن له احترام شديد لجديته
التى تفوق سنوات سنه
ادهشنى دور استاذ الشاطرابى فى احباط المد اليسارى؟
ولم اكن اعرف ذلك عنه او انه اخ مسلم
ولماذا لم تذكر دور اختك ست البنات التى كانت اسما على مسمى
وكنا نكن لها كثير من الاعجاب اذ انها امرأة تمثل
المرأة الجديدة فى عطبرة امرأة متمسكة بكل التقاليد و تمتلك عقلا متفتحا وقد زاوجت بين هذين الضدين التقليدية و التحرر الفكرى
وهذا ما كنت اعتقد انه يجب على المرأة السودانية لان تخرج من انشوطة الوضع الاجتماعى عليها ان تحقق الاصالة فى سلوكها و لبسها و المعاصرة فى افكارها اعرف كم صعبة هذه المعادلة
ولذلك كانت استاذتى ست البنات امرأة متفردة
وقدوة عظيمة لنا
اسعدنى انها صارت اول مديرة لمدرسة عطبرة الثانوية العليا بنات
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عند ما حلف عادل عبد العاطى:انا واللة العظيم لا شفتهم ولا بعرفهم (Re: Abdel Aati)
|
وهذا ما كتبته في سيرتي الذاتية عن عام 1984
--------
1984
مر هذا العام ونحن منخرطون فى العمل السياسى السرى الجديد الذى فتحت ابوابه امامنا ؛ وفى بناء الجبهة اليمقراطية بالمدرسة وغيرها من المدارس ؛ وفروع اتحاد الشباب ؛ وكذلك فى المساعدة فى اعادة تاسيس الاتحاد النسائى بالمدينة ؛ كل ذلك باشراف الحزب الشيوعى ؛ والاب الروحى لنا عبد الله القطى .
التهمت فى هذه الفترة مئات الكتب السياسية والتنظيمية والفكرية ؛ وكنا شعلة من النشاط ؛ لم تعرفها تجربة اليسار فى المدينة لسنوات عديدة سابقة . وانجزنا الكثير من المهام ؛ وجعلنا الشرارة التى انطلقت فينا تمتد الى غيرنا من الاصدقاء والجيران والمعارف .
فى هذه الفترة افلح عبدالله فى تهدئة تطرفى ؛ وخصوصا فيما يتعلق بالمسائل الدينية والنقاشات الفلسفية . حيث كانت ارائى ممعنة فى الرفض للسائد من الفكر الغيبى . من جهة اخرى انفتحت امامى افاق جديدة من المعرفة الاجتماعية والاقتصادية والتاريخية ؛ والتى كانت غائبة عنى او مغيبة عنى . اننى اسجل ان هذه الفترة كانت واحدة من اغزر فترات حياتى والتى ابحرت فيها فى خضم الكتب .
سجلنا العديد من الانتصارات ؛ وكان الصراع شرسا بيننا وبين الاصوليين والذين كانت هذه الفترة هى اجمل ايامهم بعد قوانين سبتمبر ؛ وفقدنا فى هذه الفترة انا وبكرى صديقنا طارق ؛ والذى بدا فى الدخول فى مشاكل نفسية نتيجة لحساسيته ؛ ادت به فى النهاية الى طريق التدين ؛ ومن بعد الى التطرف الدينى والانخراط فى النشاط الاصولى ؛ الامر الذى ادى الى نهاية صداقتنا ؛ رغم الجهد الذى بذلناه انا وبكرى للاحتفاظ بها .
اصدرنا فى هذه الفترة جريدة" اليقظة" فى مدرستنا ؛ وكانت لسان الحال غير المعلن للجبهة اليمقراطية ؛ كما نشطنا فى جمعيات الفنون والمسرح واللغة الانجليزية والتاريخ ؛ بينما نشط الاصوليون فى جمعيات اللغة العربية والتربية الاسلامية . تعاوننا ايضا مع تنظيم غامض له علاقات بليبيا ؛ به العديد من الجنوبيين من القسم الداخلى " الجبهة الشعبية الثورية " والذى ما لبث ان تفرق بعد انضمام قائده فى المدرسة " مدنى " الى الاصوليين ؛ وانضمت اغلبيته الى الجبهة الديمقراطية .
فى هذه الفترة تضائلت اهتمامتى العاطفية ؛ وكانت كل اتصالاتى ب" البنات" تصب فى اطار بناء الجبهة الديمقراطية وغيرها من التنظيمات اليسارية ؛ والتى اصبحت محط عشقى الاول .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عند ما حلف عادل عبد العاطى:انا واللة العظيم لا شفتهم ولا بعرفهم (Re: Abdel Aati)
|
وهنا ؛ من السيرة الذاتية المختصرة ؛ تلخيص لاحداث العام
1985
--------
1985
عام ملئ بالاحداث والمواقف ؛ المبهجة والمحزنة . بدانا العام بتنظيم احتفال بجمعية التاريخ بمناسبة الذكرى المئوية لتحرير الخرطوم على يد ثوار المهدية ؛ والذى حظى باهتمام كبير من الطلاب وجماهير عطبرة ؛ وكان ناجحا تماما ؛ رغم ان مدير المدرسة استاذ المصرى قد همس لى مازحا فى يوم الافتتاح ؛ بانه يشعر بان المعرض كان لتمجيد الثورة البلشفية ؛ لا الثورة المهدية . فى نفس الفترة اتم السفاح نميرى واعوانه من حثالات التاريخ مؤامرتهم القذرة ؛ واغتالوا شهيد الفكر الاستاذ محمود محمد طه .
انشغلت بعد ذلك بحدثين : امتحانات الشهادة ؛ وانتفاضة مارس – ابريل . وتحت لوم امى و" نقتها" حول عدم اهتمامى بالمدرسة ؛ التزمت بان احقق نسبة 70% بالشهادة ؛ وهى النسبة التى رات انها جيدة ؛ وان تتوقف هى بالمقابل عن انتقادى حتى اعلان الشهادة . وقد كان ؛ حيث نجحت بسنبة 70,3 % ؛ الا ان امى خرجت باعتراضات جديدة على" البوكسنغ" ؛ الذى لم يكن محور اتفاقنا .
اما الانتفاضة فقد انخرطنا فيها بكل ما فينا من قوى ؛ واحبطنا عميقا عندما استولت قيادة الجيش على السلطة ؛ واستمرت بعد 6 ابريل لايام فى عطبرة ؛ حتى اخمدتها المساومات ؛ كما اجهضت الانتفاضة فى كل الوطن . ومرت الشهور اللاحقة فى عمل جبار ؛ من اجل اعادة بناء الحزب الشيوعى بعطبرة ؛ وبناء المنظمات اليسارية التابعة له ؛ وفى محاربة الجبهة الاسلامية ؛ وفى عشرات النشاطات التى يصعب حصرها الان .
بعد نهاية الاجازة وبعد صراع عنيف فى الاسرة ؛ انخرطت فى قسم القانون بجامعة القاهرة الفرع ؛ ورفضت بتاتا اعادة السنة . وفى الفرع واصلت النشاط السياسى ؛ حيث اصبحت كادرا خطابيا للجبهة الديمقراطية ( اى متحدث رسمى فى اركان النقاش ) ؛ كما كنت ضمن مرشحي قائمة تحالف القوى الوطنية ؛ وهو تجمع يسارى ؛ لانتخابات اتحاد طلاب الجامعة ؛ والتى انهزمنا فيها بفارق بسيط ؛ ولم تخل من تحرشات ومهاترات الاصوليين .
تعرفت فى هذه الفترة على اصدقاء اعزاء ؛ مثل ياسر عرمان ؛ وايمان المك ؛ كما توطدت صداقتى برقية وراق ؛ والتى تعرفت عليها سابقا ؛ وكان هناك كالعادة بكرى جبريل ومحمد عبد الخالق " ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عند ما حلف عادل عبد العاطى:انا واللة العظيم لا شفتهم ولا بعرفهم (Re: Abdel Aati)
|
الاخت العزيزة دكتورة نجاة - بيان - ؛
تحية طيبة وشكرا علي المداخلة
للاسف فان استاذ الشاطرابي قد لعب دورا سخيفا في تلك الفترة ؛ ورغم انه كان ينكر هذا الدور ؛ الا انه كان العقل المفكر للكيزان بالمدرسة ؛ مستغلا اشرافه علي احدي الجمعيات التي كانوا يسيطروا عليها
واذكر انه في عام 1984 ؛ حين قام اضراب لطلاب الداخلية بالمدرسة ؛ ان سمعنا انا والاخ بكري استاذ الشاطرابي يتحدث مع مجموعة من الكيزان بانفعال ؛ ويقول لهم: دا كلو من تحت راس بكري جبريل ؛ وكان يقف بالقرب من الدكان الصغير قرب المزيرة ؛ فتوجه اليه بكري س وسأله: شنو من تحت راسي يا استاذ؟ فغير الشاطرابي الموجة تماما ؛ وابتدا الحديث عن اننا اولاده ؛ بدلالة انه شايقي والخ الخ
الاخ بكري تزوج من الاستاذة كوثر؛ وله ابنة "ندي" ؛ ويعمل كمحام في السودان
ولقد التقيت لاحقا في عام 1988 في الشمالية باستاذ الشاطرابي ؛ في بنطون نوري ؛ وعاتبته علي موقفه منا ؛ فهمهم بكلمات كانت مزيجا ما بين الانكار والاعتذار
من الناحية الاخري اشيد هنا بدور استاذ المصري؛ والذي كان صلبا تجاه مطالب الاساتذة الكيزان بقمعنا ؛ كما لم يستجيب لضغوط الامن والذي زارت عناصره المدرسة عدة مرات ؛ وان كان قد نصحنا بتخفيف العيار
كما اشيد بموقف استاذ علي الباهي ؛ استاذي للغة العربية ؛ والذي رغم ارائه الاصولية - حيث كان يتعاطف مع مجموعة الحبر - ؛ فان موقفه مني والاخ علي خليفة قد كان ايجابيا جدا ؛ وكان يشجعنا ويقدم لنا كتب التراث العربي لقرائتها ؛ وكان امله كبيرا ان نحقق نتائج باهرة باللغة العربية ؛ وقد حققت نسبة 82 بالمائة وحقق علي نسبة 86 بالمائة ؛ الا ان استاذ علي كان غير راض ؛ حيث كان يتوقع لنا ان نتجاوز التسعين بالمائة ؛ الامر الذي لم يتم
كما لا بد ان اشيد ايضا بدور المربي والاستاذ الوقور ؛ والدك ؛ عم محمود الامين ؛ والذي كانت له مواقف واضحة من انتشار الهوس الديني في مدرسة عطبرة الثانوية للبنات ؛ ومن المطالب المتطرفة للكوزات ومن يساندهمن من الاساتذة ؛ واذكر قولة مشهورة نسبت له ولا اعلم صحتها ؛ اجاب فيها علي طلباتهم الغريبة ؛ بان الطالبات يحتجن الي العلم قبل كل شي ؛ وشي من التقوي ؛ وليس العكس
اما بالنسبة لاختي العزيزة ؛ ست النساء محمد عبدالعاطي ؛ فانت تعرفي انها كانت من المتفوقات عندما دخلت الجامعة ؛ حيث كانت السادسة علي نطاق السودان ؛ واكملت كلية الاداب بامتياز ؛ ثم انخرطت في التدريس من بعد في عطبرة ؛ تحت رعاية عم محمود ؛ وشخصيتها فيه شبه بشهصيته ؛ حيث لها تقدير عميق للعلم ؛ وصرامة كبيرة في التعامل معه ؛ واذكر انني كنت اناقشها في موضوع الثورة المهدية من خلال قراءة يسارية لها ؛ وكانت هي دائما تحيلني للوقائع ؛ وتقول ان تحليلي مبني علي افكار ؛ لا وقائع ؛ كما اذكر انها كانت ضد المذهب الانشائي في كتابة المقالات ؛ وكانت كثيرا ما تضع علامة صفر علي مقالة طزيلة ؛ لانها لم تحتوي علي وقائع
من الجهة الاخري ؛ فان ست النساء ومع انها لم تكن ناشطة سياسيا ؛ الا ان افكارها عموما عصرية وديمقراطية ؛ وان كانت صارمة كثيرا في مسائل سلوك الطالبات ؛ واعرف ان الكثير من الطالبات لم يكن يملن اليها ؛ لانها كانت متشددة في مسائل اللبس والزينة والاساور الخ الخ ؛ وقد ناقشتها في الامر اكثر من مرة ؛ الا انها كانت مقتنعة برايها ؛ وكانت دائما تفعل ما هي مقتنعة به
من الجهة الاخري فلار بد ان اذكر هنا استاذة نبوية ؛ وهي من مجموعة ال 6 شابات الخريجات اللاتي كون الاتحاد النسائي السوداني في عطبرة ؛ في اوائل عام 1984 وكن فلبه النابض ؛ ؛ ودعمن حركة الطالبات الديمقراطيات؛ واذكر منهم ايضا الاخت نور ؛ والاخت غادة ؛ والدكتورة سعاد ؛ والتي ارجو ان تبلغيها عميق تحياتي؛ وآخريات اتوقف عن ذكر اسماءهم الان
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: عند ما حلف عادل عبد العاطى:انا واللة العظيم لا شفتهم ولا بعرفهم (Re: Abdel Aati)
|
تابعت البوست من أوله كقارئة .... وربما للاستزادة من علمٍ لم أكن أعلمه
عرفت الأخ عادل عبد العاطي في تلك الفترة وتحديداً أيام كان في المعتقل في انتظار أن ينطق بالحكم في تلك القضية التي كانت وقتها ذروة ما شغل الرأي العام في أيام كان فيها الكثير من أبناء هذا الجيل حديثي عهد بالديمقراطية
الأستاذة ست النساء أذكرها تماماً شخص من الصعب جداً أن تنساه و لاأعتقد أن هنالك من عرفها دون أن تترك لمستها فيها وتحديداُ نحن أعني بنات جنس) أذكر جيداً تشددها وصرامتها التي كثيراً ما كنا نتذمر منها خلال أيام المدرسة الثانوية .... وأذكر أيضاً كم كانت الأمور تختلف عن ذلك عندما نكون في زيارتها بالمنزل (فقد ربطتني الصداقة والزمالة وقتها بالشقيقة الصُغرى لها ... تركت فيي هذه الشخصية المتفردة ست النساء أثراً كبيراً وأعتقد أنه حتى الآن مازال يلازمني صوتها حينما كانت تردد لنا أن العصرية والتحضر ليست فيما يلبسه المرء من زي ولكنها هنا يابنات وهي تشير إلى رأسها حيث أعيش حالياً في بلاد الغربة وأحاول جهدي التوفيق بين سودانيتي وبين ما تقتضيه ظروف الحياة في مثل هذه البلاد
أعتقد أنها نموذج أكثر من رائع لما يتوجب أن تكون عليه المرأة السودانية
نعود إلى عادل .... مازلت إذن أنتظر لمعرفة جوانب لم أتمكن وقتها ربما لعدم النضج السياسي الكافي لمعرفتها في هذه الشخصية المميزة أيضاً عادل عبد العاطي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عند ما حلف عادل عبد العاطى:انا واللة العظيم لا شفتهم ولا بعرفهم (Re: bitalneel)
|
| Quote: أعتقد أنها نموذج أكثر من رائع لما يتوجب أن تكون عليه المرأة السودانية |
بت النيل
جميل ما قليته عن ست ست البنات
فأنا الى الان اكرر هذه العبارات
نفسها لبناتى و بنات اختى
ولطالباتى
و اعتقد هى اجمل وصية نعطيها للاناث ان يتحررن فكريا
وليس اخلاقيا كما يفعلن الان
التحرر الفكرى يخلق وعيا فكريا
وحياة اعمق و احترام للذات
| Quote: أن العصرية والتحضر ليست فيما يلبسه المرء من زي ولكنها هنا يابنات وهي تشير إلى رأسها |
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عند ما حلف عادل عبد العاطى:انا واللة العظيم لا شفتهم ولا بعرفهم (Re: bayan)
|
كان الدخول الي الفرع هي المرحلة الثانية ؛ بعد الثانوية ؛<
وكانت الفرع المدرسة الثانية للعمل السياسي والفكري ؛
وقد دخلتها محملا بتجارب عامين من النضال الشاق في عطبرة ؛
والذي اوتي بعض اكله ؛ ولذلك فلا استغرب ان يكون الكيزان قد نقلوا اخبارا عن مجموعتنا ؛
الي زملائهم في الجامعات التي دخلناها
وكان من دفعتنا ؛ ان ذهب الحاج عبدالرحمن الي بلغاريا ؛
واسامة قمر الدين الي معهد الاشعة ؛
وم. م. م الي كلية الفنون الجميلة
وانا الي الفرع ؛
ومجموعة اخري الي جامعة الخرطوم
وكان في الفرع قد سبقني بكري جبريل ؛ وكان فيها محمد عبدالخالق ؛
والتجاني ؛ وعوض جبريل ؛ وخالد قصري ؛ وسلوي عبدالخالق ؛ وبنات سعيد ؛<
وكان لي فيها بعض الاصدقاء من زيارات سابقة في عامي 1983 و1984
ومجموعة اخري من العطبراويين والعطبراوايات اللطيفات
ولذلك فقد احسست فيها كانني سمكة في الماء
ومن البداية انخرطت في عمل الجبهة الديمقراطية اولا ؛
ثم فرع الحزب ثانيا بعد توصيلي
- والتوصيل هو نقل المعلومة من فرع الي فرع ان فلان او فلانة عضو في الحزب ؛ اي هو كخطاب النقل في العمل الحكومي - ؛
وفي الصراع السياسي ؛
وبدرجة في الصراع داخل الجبهة الديمقراطية وفرع الحزب ؛
او قل بقايا الصراع الذي ظل بعد انقسام هذين التنظيمين في عام 1984 بالفرع
والذي انتهي بخروج مجموعة وتكوينهم لحركة الشباب الوطني الديمقراطي "حشود"؛
ورجوع مجموعة اخري الي الجبهة وفرع الحزب ؛
وبقاء مسسببات الصراع والانقسام داخل التنظيمين ؛
تطفو الي السطح عند كل ازمة
وكان ان رشحتني الجبهة الديمقراطية لاكون من مرشحيها للاتحاد ؛
وان تم احتياري ككادر خطابي في الجامعة ؛
وكان من افضل ما فعلت وقتها تنظيم مناظرة فكرية مع انصار السنة حينها ؛
حول الفكر الماركسي وفكر انصار السنة ؛
وكانت تلك الناظرة كما روي البعض اول مرة يعترف فيها كادر للجبهة الديمقراطية بتبنيه التام للفكر الماركسي ؛
ويدافع عنه علنا ؛
ويعلن انتمائه للحزب الشيوعي ؛
حيث كان فرع الحزب يمارس نشاطه سريا بالجامعة ؛
وليس له اي منبر مستقل
كما في تلك الفترة تمت مشاركتي في المؤتمر العام الاول للجباه الديمقراطية ؛
والذي قامت جلساته العلنية في قصر الشباب والاطفال
وجلساته السرية في جبل اولياء
كما تعرضت للعقاب ايضا حين تم ايقافي لمدة عدة اسابيع ؛
من العمل في الجبهة الديمقراطية ؛
وذلك لان حقيبتبي قد سرقت مني في سينما كوليزيوم
وكانت بها اوراق تحوي جداولا - فارغة - ؛
كانت تستخدمها الجبهة الديمقراطية في الحصر السياسي
وقد استغربت ان اتي القرار بعد ايام قليلة من مؤتمر الجباه الديمقراطية ؛
والذي طالبت فيه ضمن اخرين بمناقشة انقسام الفرع ؛
وهو الطلب الذي لم يحظ بالقبول ؛ ورفعت الجلسات ليتم في الاستراحة اخطار الحزبيين بالتصويت ضده ؛
باعتبار ان هذا قرار الحزب
وعندما جائني الاخ ا . سالم ليخطرني بالقرار ؛
تهابلت وقلت له ان هذا مؤتمر جبهة ؛
وانا لا اعرف عن اي حزب يتكلم - حيث لم اكن موصلا - ؛
وبعد الاستراحة كنت من المصوتين مع الطلب ؛
والذي سقط في التصويت بعد ذلك التنوير
كما كنا من المتمردين علي قرار الجبهة الديمقراطية المفاجي ؛
بالانسحاب من تحالف القوي الوطنية
باعتبار ان قرارالانضمام للتحالف قرار اتي من المؤتمر العام للجبهة في الفرع ؛
ولا يحق للسكرتارية ان تتراجع عنه ؛
وقد هدد هذا التمرد والتململ وحدة الجبهة الديمقراطية ؛
فتم التراجع السريع عن القرار ؛
وعادت الجبهة الي التحالف
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عند ما حلف عادل عبد العاطى:انا واللة العظيم لا شفتهم ولا بعرفهم (Re: Abdel Aati)
|
وكان من اجمل التجارب
تجربة انتخابات اتحاد الفرع
والتي كنت احد المرشحين فيها
وقد كانت انتخابات ساخنة ؛
كدنا نهزم فيها الكيزان ؛
وكان الفارق بسيطا جدا ؛
وكان من ذعرهم واندهاشهم حتي لفوزهم ؛
ان زعموا ان الملائكة كانت تدعمهم ؛
وكانت مصطفة في شارع علي عبداللطيف !!؛
وفي اثناء الانتخابات ؛
فقد قابلتنا تحرشات شديدة واستفزازات من الكيزان ؛
وكان هناك كوز من كوستي قد تخصص في تهديدي والتحرش بي؛
وصرح لي بانه يعرف اني اقيم بتوتي ؛
وانهم سيتربصوا بي ؛
وقد دعوته الي ذلك ؛
وفي مرة في دار الاتحاد؛
وبعد ملاسنة مع هذا الكوز وبعد اقرانه ؛
رفع في وجهي كرسي وحاول ان يضربني به ؛
فما كان مني الا ان اخرجت مطواة من جيبي ؛
هددته بها ؛
وقد جعل الكيزان من الامر عنوانا لجرائدهم ؛
حول كيف ان الشيوعي عادل عبدالعاطي يشهر السكين علي الطلبة بالجامعة ؛
وخلق ذلك ازمة في تحالف القوي الوطنية ؛
والذي راي بعضهم ابعادي عن قائمة المرشحين ؛
الا ان الجبهة الديمقراطية تمسكت بترشيحي ؛
وقد تذكر لي الكيزان هذه الحادثة واستخدموها ضدي في كذبهم اللاحق
كما شاركت في نفس الفترة ؛
في الدفاع عن منابر الجبهة الديمقراطية بجامعة امدرمان الاسلامية ؛
حيث كانت ما يسمي بالكتيبة الاسلامية تمزق صحف الجبهة وتعتدي علي كادرها ؛
وهي كتيبة تكونت من اعضاء الاتجاه الاسلامي -الترابيون - والاخوان المسلمين - جماعة الحبر - ؛ وانصار السنة
فكونا كتيبة مضادة للجبهة الديمقراطية ؛
تكونت من عضوية مختارة من معهد الكليات والفرع وجامعة الخرطوم ؛
ذهبت لمدة ايام عديدة وعقدت تحت حمايتها ندوات الجبهة الديمقراطية وعلقت جرائدها ؛
واختفي فرسان الكتيبة الاسلامية من الانظار كالجرذان حينها
وقد رصد الكيزان كل ذلك ؛
وكتبوا في جرايدهم فيما بعد ؛
اني شوهدت في امدرمان الاسلامية حاملا سيخة ؛
وهم في ذلك كاذبون ؛
حيث اني كنت احمل مطواة مخفية تحت ملابسي ؛
لم يكن لهم ان يروها
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عند ما حلف عادل عبد العاطى:انا واللة العظيم لا شفتهم ولا بعرفهم (Re: Abdel Aati)
|
وانتهت الانتخابات بهزيمتنا ؛
وفوز الكيزان بفارق بسيط ؛
ولكن الجو كان متوترا ؛
وما لبث الصراع ان انفجر من جديد ؛
وذلك عندما طرد اتحاد الكيزان من احدي الداخليات طالبة من بنات عطبرة ؛
وكانت عضو في رابطة الطلبة الناصريين؛
وذلك لانها تجرات وتحدثت لصحفية عن حالة الداخليات السيئة
ولم يكتفوا بذالك ؛
بل كتبوا الي والدها بعطبرة ؛
يخطروه ان ياتي لاخذ ابنته
والتي خالفت قوانين واعراف واخلاق السكن بالداخلية ؛
الامر الذي سبب صدمة للرجل ؛
وغضبا عظيما وسط اعضاء رابطة ابناء عطبرة بالفرع
وكان ان قامت الرابطة ؛
بكتابة عريضة احتجاج الي الاتحاد ؛
تطالب باعادة الطالبة ؛
ودعمتها في ذلك 26 رابطة اقليمية ؛
من مجموع 30 رابطة موجودة بالجامعة حينذاك
وقد رفض الكيزان ؛ في صلفهم المعهود ؛
استلام العريضة ؛
او اللقاء مع تجمع الروابط ؛
واوضحوا انهم لا يعترفوا به ؛
في حين انهم كانوا في لقاء معه قبل اسبوع
والجدير بالذكر ان 6 من الروابط الموقعة كان يسيطر عليها الكيزان
امام هذا الصلف
قرر تجمع الروابط الاعتصام حتي يستلم الاتحاد العريضة
وان يتم الاعتصام لمدة 3 ايام
وتم الاعتصام في اليوم الاول سلميا ؛
واخلي الكيزان دار الاتحاد واختفوا تماما ؛
اما في اليوم الثاني ؛
والذي سافرت فيه صباحا الي عطبرة ؛
فقد هاجم الكيزان فجاة الطلبة والطالبات المعتصمين ؛
واوسعوهم ضربا وركلا بالجنازير والسيخ واطواق العجلات ؛
وفرقوهم ايدي سبأ
عند ذلك اجتمعت قيادة تحالف القوي الوطنية ؛
ووضعت عضويتها في حالة الاستعداد ؛
واتصلت بالروابط ؛ والتي خافت بعض قياداتها من عنف الكيزان ؛
واعلنوا لهم دعمهم لهم ؛ وتشجيعهم بمواصلة الاعتصام
وفي اليوم الثالث تواصل الاعتصام ؛
وحاول الكيزان في غرورهم مواصلة العنف ؛
وهاجموا الطلبة ؛
ولكنهم واجهوا هذه المرة مجموعات مستعدة ؛
حيث ضربوا ضربا مبرحا في دار الاتحاد ؛
ولم ينقذهم الا الهرب والجرسة والتحنيس
وابتدأ مسلسل العنف
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عند ما حلف عادل عبد العاطى:انا واللة العظيم لا شفتهم ولا بعرفهم (Re: Abdel Aati)
|
وقد رجعت من عطبرة بعد ايام؛
والتي سافرت اليها لاسجل اسمي في كشوف الناخبين للانتخابات البرلمانية؛
لاجد الجامعة في حالة توتر ؛
والكيزان بعد هزيمتهم الساخقة في دار الاتحاد ؛
متوثبين كالذئاب ويدعو الي الانتقام والدم ؛
ويصدروا من اجل ذلك البيانات النارية
كما كانوا في نفس الفترة ؛
يعتدوا علي الفرادي والمجموعات الصغيرة
من اعضاء التنظيمات المنضمية لتحالف القوي الوطتية ؛
فهاجموا بعض الناصريين في بيوتهم ؛
وتربصوا بالبعثيين ؛
بل وضربوا ندوة للجنة الصلح والتي كانت تدعو الي حل سلمي للمشكلة ؛
والتي كونها حزب الامة وانصار السنة والاتحاديين ؛
بل لقد وصل بهم الامر الي الاعتداء علي الطلبة في مكتبة الجامعة ؛
وكان هؤلاء من الكسارين ممن لا علاقة لهم بالصراع السياسي
وبدا للكيزان انهم فشوا غبينتهم في الجميع ؛
ما عدا الجبهة الديمقراطية ؛ والتي كانت عضويتها تتحرك في مجموعات ؛
وبداؤا في الاعداد للمواجهة الكبيرة ؛
واستنفار عضوية من خارج الجامعة ؛
واستنفرت الجبهة الديمقراطية عضويتها من الجامعات الاخري ؛
وكان في مثل هذا الحشد والكراهية لا بد ان ينتهي الامر بماسأة ؛
وقد كان
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عند ما حلف عادل عبد العاطى:انا واللة العظيم لا شفتهم ولا بعرفهم (Re: Abdel Aati)
|
هنا اتوقف للحظة وانقل مما كتبته ؛
في سيرتي الذاتية المختصرة ؛
عن العام 1986
حيث كتبت التالي :
---------
؛ شاركت فى اعتصام طلاب الروابط فى مبانى الاتحاد ؛ وسافرت بعدها للتسجيل فى قوائم الناخبين بعطبرة ؛ ورجعت للفرع لاجدها غارقة فى احداث عنف ابتاها الاصوليون واستمرت لاعدة ايام . فى يوم 16-2 اندلعت مرة اخرى ووجدت نفسى فى قلبها ؛ خارجا منها باصابات متعددة اوصلتنى الى المستشفى .
بعد عدة ايام وبعد اتضاح خسارتهم بدا الاصوليون فى توجيه اصابع الاتهام لشخصى فى موت اثنين من كوادرهم ؛ وبدات حملة من الافك والدعاية السوداء وصلت لحد استخدام التلفزيون ضدى . سلمت نفسى فى يوم 21 – 2 للشرطة حيث تم التحقيق معى وبناء على تخرصات الاصوليين تم فتح بلاغ ضدى تحت المادة 159 من القانون الجنائى ( القتل العمد مع سبق الاصرار والترصد ).
فى 28-2 حولت الى سجن كوبر فى فترة انتظار للمحاكمة حسبتها ستمتد لايام ؛ وامتدت لسنين . كان وقع كل هذه الاحداث قاسيا على اسرتى وعلى امى ؛ والتى اكدت لها من البداية براءتى وثقتى فى حكم القانون ؛ الا ان كل التجربة قد كانت جد اليمة لها ؛ وكانت تجربة الانتظار فى كوبر شيقة وغريبة ؛ مليئة بالكثير من لحظات الاحباط والفرح ؛ والانتظار الممل لتحديد جلسات المحاكمة او الاستدعاء لقسم التحريات . وفىكل الاحوال فهذه تجربة تحتاج الى رصد خاص قد اتفرغ له ذات يوم .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عند ما حلف عادل عبد العاطى:انا واللة العظيم لا شفتهم ولا بعرفهم (Re: Abdel Aati)
|
وهذا ما كتبته ؛ ردا علي بعض اسئلة الاستاذ الصحفي ضياء الدين بلال ؛ حول الامر
---------
بالنسبة للاسئلة - وهي بالمناسبة اكثر من سؤال- فلا احراج ولا حاجه ؛ والاجابة
عليها كالتالي:
1- موضوع احداث جامعة القاهرة الفرع وهو موضوع ذو شجون؛ فقد اتهمت في احداث
العنف التي قامت في فبراير 1986 ؛ وكانت التهمة ملفقة ولا تستند علي دليل ؛
باني قد قتلت الشخصين قتلي تلك الاحداث ؛ وهم محمد الاقرع وبلل الطيب ؛ وقد تم
الحكم ببرائتي من كل التهم الموجهة لي بتاريخ 21 مارس 1988 ؛ وقضيت بذلك اكثر
من عامين رهن الحبس علي ذمة القضية .
و وعند خروجي تكاثرت تهديدات الاتجاه
الاسلامي تجاهي؛ وبناء علي قرار الحزب الشيوعي ؛ والذي لم اكن مرتاحا له ؛ فقد
سافرت من السودان في 16 اكتوبر 1988 ؛ الي الشيك ثم الي بولندا حيث درست فيها
العلوم السياسية ؛ وتزوجت والان اعمل واقيم في هذا البلد ؛
وقد امضيت الفترة ما
بين اعلان الحكم في القضية وسفري من السودان؛ ما بين عطبرة والخرطوم ؛ استعدادا
للامتحانات حيث كنت ادرس بالفرع ؛ وكنت اتوقع ان يقدم استئناف للقضية من قبل
الاتجاه الاسلامي؛ الامر الذي لم يتم ؛ وقد كان راي الحزب ان وجودي بالسودان قد
يجلب احداث عنف تفرض علي الحزب ؛ وقد كنت رافضا لهذا المنطق ؛ باعتبار ان الحكم
ببرائتي يحسم الامر ؛ ولا ينبغي التراجع امام التهديدات؛ الا اني نقذت قرار
الحزب لاني كنت شيوعيا ملتزما؛ وبعدها سارت الحياة في اتجاهاتها
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عند ما حلف عادل عبد العاطى:انا واللة العظيم لا شفتهم ولا بعرفهم (Re: Abdel Aati)
|
وهذا ما كتيته في رسالة لاحقة للاستاذ ضياء الدين بلاب ؛ عندما سالني مباشرة هل قتل ياسر عرمان ضحايا احداث العنف ؛ ومن قتلهم اذا لم يكن ياسر عرمان ؛ وكان ردي كالتالي :
------------
بالتاكيد لم يقتل الاخ ياسر عرمان بلل والاقرع ؛ حيث لم يكن حاضرا بموقع الاحداث في ذلك اليوم ؛ وانما كان في منطقة اخري ؛ وهذه شهادة مني بذلك
لا احد يعرف بالضبط من قتل بلل والاقرع ؛ وان كانت كل القرائن تشير الي انهما صيبا من طرف اعضاء تنظيمهم ؛ فالاقرع كان شديد الشبه بعادل فيصل ؛ وهو احد كوادر الجبهة الديمقراطية والحزب الشيوعي بالفرع حينها ؛ والاقرع لم يكن طالبا بالجامعة ؛ وانما كان عاملا بكشك مرطبات في سوق امدرمان ؛ ولذلك فوارد انهم لم يتعرفوا عليه ؛ وقتلوه عن طريق الخطأ ؛ بحسبانه عادل فيصل ؛ ويدعم تحليلي ذلك ؛ وجود شهادة بان من قتل الاقرع كانت مجموعة علي بوكس مكشوف ؛ من 5 اشخاص طعنوه بسيخة مدببة - ويدلل علي ذلك عمق الطعنة حسب تقرير الطبيب الشرعي ؛ حيث كان طولها 19 سنتمترا .. وقد رفض صاحب هذه الشهادة ان يدلي بها امام المحكمة خوفا من الاسلاميين
اما بلل فيشبه ياسر عرمان شبها عجيبا ؛ وقد ظن الاسلاميين انهم قد قتلوا عرمان ؛ وكانوا يهتفون : قتلنا راس الكفر ..قتلنا ياسر عرمان ؛ وقد سمع العديدين ومن بينهم بعض شهود الاتهام هذه الهتافات ؛ وادلوا بها في محكمتي ؛ وقد سمعتها باذني في مشتشفي الخرطوم التعليمي حين نقلت اليه متاثرا باصابتي في تلك الاحداث ؛ وقد كانت هذه الاشاعة منتشرة طوال اليوم الاول من الاحداث ؛ وقد رايت بام عيني بعض اليساريين واليساريات وهم في حزن عميق ؛ علي موت ياسر !! وقد تم اعتقال مجموعة من الاسلاميين في اليوم الاول من الاحداث ووجهت لهم تهمة القتل ؛ ثم افرج عنهم في ظروف غامضة ؛ وبعدها بداوا في توجيه اصابع الاتهام تجاهي ؛ في البدء بصورة غير مباشرة - طالب في كلية الحقوق ؛ كان مرشحا في الانتخابات ؛ الخ الخ ؛ حتي اعلنوها بعد 4 ايام من الاحداث ؛ وقد علمت انه دارت خلافات حادة في اجتماع قيادي للجبهة الاسلامية حول ذلك الامر ؛ تمثلث في رفض البعض لتصعيد العنف الي ذلك الحد ؛ اضافة لما اثير بان موت الشابين قد تم بايدي زملاؤهم عن طريق الخطا
الاتهام لياسر لم يوجه قط ؛ حتي العام 1991 ؛ حيث بدا الاسلاميين في الاشارة الي ان ياسر هو القاتل ؛ ونسوا كل ما نسجوه عن انني انا المتهم ؛ وقد رصدت هذه الاشارات في صحفهم ؛ ولو توفر لي الوقت فساوثق كل معلوماتي ومذكراتي عن تلك الاحداث ؛ وخصوصا المحكمة - المهزلة ؛ والتي انقلبت الي محكمة للاسلاميين لضعف شهودهم بل وشهادة بعض شهودهم ضدهم ؛ من قبيل احد جنود الشرطة ؛< وشابة اسمها مني من مدني ؛ وانكار احد شهودهم - وهو عضو بالاتجاه الاسلامي ؛ ان يكون قد ر آاني في حياته من قبل ؛ قبل يوم المحكمة ؛ وقد كان هو واحد من المجموعة التي اعتقلت في البداية بتهمة القتل ؛ وكانت بحوزتهم اسلحة عليها دم ؛ حسب افادة الضابطان امين برير وبرنابا دينق الذان اعتقلوهم ؛ وسر شهادة هذه الاسلامي الذي يعرفني جيدا ؛ بانه لم يرني كانت لانه لم يرد ان يتعرض لاي نوع من الاسئلة من طرف محامي الدفاع ؛ الامر الذي كان
هناك شهادة للملازم اول مزمل محجوب ؛ وان كنت لا اصدقها ؛ حيث زعم في المحكمة انه راي الاقرع وهو يمسك بصدره ويقع ؛ وانه ادركه فبل ان يقع ؛ وارقده علي الارض ؛ حيث اسلم روحه ؛ وقال انه لم ير من ضربه ؛ والشهادة ضعيفة حيث ان ضربة بهذه القوة والعمق ؛ بحيث ادت للوفاة الفورية ؛ لا يمكن ان تسمح للضحية بالوقوف طويلا ؛ ولو ادرك الملازم مزمل الضحية قبل ان يقع ؛ فهذا يعني انه كان علي بعد خطوة او اثنين منه ؛ وفي هذه الحالة لا يمكن ان لا يري المهاجم ؛ كما ان تقرير الطبيب الشرعي اثبت وجود كدمة براس الاقرع ؛ ونسبها للسقوط المفاجي علي الارض ؛ الامر الذي يكذب رواية الملازم مزمل محجوب ؛ بانه ادركه قبل ان يقع ؛ وارقده برفق علي الارض ؛ والملازم مزمل وقتها ذو نوازع اسلامية حسب معرفتي
من الجهة الاخري ؛ فان العدد الضخم لمن اشتركوا في الاحداث ؛ وسرعتها ؛ واطلاق بونبان كثيف من الاحتياطي المركزي بمجرد بدء الاسلاميين بالهجوم ؛ قد جعل من تبين اي شي ؛ امرا مستحيلا .. وقد تعرضت انا لضرب مبرح قرب باب الجامعة ؛ ولم اتبين من اثر البمبان من الذي ضربني ؛ كما وردتني افادة من احد الاصدقاء بعطبرة ؛ ممن اصيب احد اقاربه اصابة بليغة ؛ حيث فتح احدهم بسكين بطنه علي عرضها ؛ وكاد يكون الضخية الثالثة ..وزعم هذا الشخص انني انا الذي ضربته ؛ وعندما ساله صديقي - قريبه هل هو متاكد ؟ اجاب بانه لم ير من ضربه بسبب البنبان ؛ ولكن هكذا اخبره اعضاء تنظيمه القياديين ؛ ومن المثير للاهتمام ان هذا الشخص لم يظهر في المحكمة قط
وهذا غيض من فيض ؛ وقصة اشبة بالافلام وقصص اجاثا كريستي ؛ قد يمكن فك اسرارها ذات يوم
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عند ما حلف عادل عبد العاطى:انا واللة العظيم لا شفتهم ولا بعرفهم (Re: Abdel Aati)
|
والموضوع لا يزال ذو شجون ؛ وتفاصيله كافيه لتاليف كتاب
اخلص بعد هذا السرد ؛ الي ان الواقعة التي حكاها الاخ مكي ؛
حول اني والله العظيم لم ار اولئك الشباب ؛ واني لا اعرفهم
هي واقعة صحيحة ؛
فالاقرع لم يكن طالبا قط ؛
وبلل كان طالبا بكلية التجارة ؛ والتي كانت بمبني اخر ؛
وكنت قليل التردد عليها ؛
كما انه كان من كوادرهم السرية
اما عن الحليفة الغليظة ؛
وعلاقتها حول ما يقال عن موقفي من الدين ؛
فسوف اقوم بشرحها في المرة القادمة ؛
مع مجاولة لشرح موقفي من الدين وعلاقتي بالدين باختصار ؛
عسي ان تستبين الامور لمن يطلب حقيقة
اما من يبحث عن ظنه؛
فلن يجد الا ظنه
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عند ما حلف عادل عبد العاطى:انا واللة العظيم لا شفتهم ولا بعرفهم (Re: Abdel Aati)
|
الاخت بنت النيل
شكرا كثيرا لك علي كلماتك الطيبة عن اختي العزيزة ست النساء
واحسب ان فيها الكثير مما قلت ؛
وهي لا شك فخورة بطالباتها من امثالك
واتمني ان يكون في هذا السرد القصير
بعض الاجابات علي اسئلتك
وللحديث بقية
الاخت دكتورة نجاة - بيان - ؛
شكرا مجددا علي كلماتك الطيبة عن ست النساء
وفخرا لها ان كانت لها طالبات من امثالك والاخت بنت النيل
عادل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عند ما حلف عادل عبد العاطى:انا واللة العظيم لا شفتهم ولا بعرفهم (Re: Abdel Aati)
|
وهذا مما جائني صباح اليوم ؛
من احد الاخوان الذين يتابعون المنبر ؛ وهذا البوست ؛
استميح صاحبه عذرا في نشره ؛
حيث هو ذو علاقة عظيمة بالموضوع
------------
الاخ الكريم عادل عبدالعاطي
السلام عليك ورحمة الله
اطالع مقالك في سودانيزاون لاين
" عند ما حلف عادل عبد العاطى:انا واللة العظيم لا شفتهم ولا بعرفهم "
والحقيقة انا كنت من المتابعين لهذه القضية عبر جريدة الوان
وكنت من المصدقين لكل ما ورد في هذه الجريدة
وانا لا اشك ابدا في صدقك الآن وفيما ترويه واسال الله
ان يتغمد الاقرع وبلل بواسع رحمته وانهم الآن
بين يديه سبحانه وتعالي ولا يعرف بالضبط
حتي الآن من قتل من فالحابل كان قد اختلط بالنابل
وفترة الدراسة الجامعية غالبا ما تكون فترة حماسة
في غير محلها وفترة اندفاع طائش وللاسف
يكون فيه الطلبة هم الوقود الذي تستخدمه
الاحزاب السياسية لتحقيق مآربها واتوقع ان تكون
هذه الحادثة قد غيرت كل مجري حياتك بالكامل
فهذا ما لم يكن في حسبانك ابدا واتوقع ان تكون قد
جرت عليك هذه القضية آلاما نفسية غاية في التعقيد
سوف تظل آثارها عالقة بك نظرا لفداحة الحدث
اما خروجك الي المنفي والعيش بعيدا عن الاهل وخاصة
الام والحبان فهذا جلل آخر .
------------
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عند ما حلف عادل عبد العاطى:انا واللة العظيم لا شفتهم ولا بعرفهم (Re: Abdel Aati)
|
يكتب الاخ مكي
------
أما مصدر الإندهاش فهو عن حليفتة المغلظة باللة ..وهو الذى كان يتخذ من المنهج المادى اداة لتفسير التاريخ ..!ه
لذا لم استغرب النزعة الصوفية الواضحة فى كتابات عادل بعد أن التقيتة-بعد طول غياب-على شبكة الإنترنت..!ه
----------
والحقيقة ان اندهاش الاخ مكي مفهوم وغير مفهوم ؛ ففي ذلك الوقت لم اكن فقط اتكي علي الفهم المادي لتفسير التاريخ ؛ وانما استند علي المادية الجدلية كفلسفة ؛ وهي فلسفة تقول باسبقية الوعي علي المادة ؛ وتنفي وجود الله وعالم الغيب ؛ وكنت ايضا اذهب اكثر من ذلك ؛ وسط الماركسيين السودانيين ؛ حيث دعمت هذه الفلسفة بقراءات في نظرية التطور - داروين - ؛ وعلم الاديان المقارن ؛ والانثربيولوجي ؛ اوصلتني في مجموعها الي مواقع الحادية متطرفة
اما كونه غير مفهوم ؛ فينتج من ان الدين شئنا ام ابينا ؛ يكون جزءا من النسيج الثقافي للافراد والامم ؛ وجزء من تكوينهم النفسي ؛ وعقلهم اللاواعي ؛ ولذلك فانك تجد ان استخادم المصطلحات الدينية والقسم وتعبيرات ان شاء الله الخ الخ ؛ تاتي علي لسان الملحدين كما تاتي علي لسان المؤمنين
كما ان احدهم قد قال ان الملحدين هم اكثر الناس اهتماما بالاديان ؛ وانهم يبحثوا فيها اكثر من المؤمنين ؛ ويجادلوا فيها ؛ وتشكل لهم هما كبيرا .. وقد اكتشفت ذلك من تجربتي ومن تجربة بعض الملحدين من المسلمين - انظر للتناقض بين الكلمتين - ؛ وقد كتب عبدالرحمن بدوي كتابا سماه "تاريخ الالحاد في الاسلالام " ؛ ومن الطبيعي ان الاسلام لا يحتوي الحادا ؛ ولكنه اراد الاشارة الي المسلمين الذين تحولوا ملحدين ؛ ولكن بقيت لهم صفة الاسلام الثقافية والاجتماعية ؛ مما يعطي شرعية لاسم الكتاب
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عند ما حلف عادل عبد العاطى:انا واللة العظيم لا شفتهم ولا بعرفهم (Re: Abdel Aati)
|
جدير بالذكر هنا ؛ ان الحزب الشيوعي السوداني ؛ علي طول تاريخه ؛ قد وقف موقفا متناقضا وانتهازيا من مسالة الدين ؛ فهو من جهة يتبني الماركسية ؛ وهي نظرية تقوم علي المادية الجدلية والمادية التاريخية ؛ وهما منهجيتان تتناقضان تماما مع الوعي الديني ؛ ومرتبطتان بالالحاد ؛ ومن الجهة الثانية يقول ان مسالة الدين مسالة شخصية ؛ وانه لا يدعو للالحاد ؛< وانه يحترم الاسلام ؛ الي اخره الي اخره ؛ وحتي وصولا الي تصريح نقد بانه يقبل حكم الشريعة الاسلامية اذا جاء ذلك من البرلمان
التناقض والتلفيقية في موقف هذا الحزب ؛ تاتي من اصراره علي الطبيعة العقائدية للحزب من جهة؛ واصطدامه بالواقع الاجتماعي السائد من جهة اخري ؛ وحقيقة ان الصراع السياسي والاجتماعي يحسم في الغالب ؛ بعيدا عن الاطر الدينية والعقيدية ؛ ولكن هذه التناقضات والترقيعية والتلفيقية لم تخدم الحزب ؛ حيث استمر الاتهام له بالالحاد ؛ دون ان يكون داعية له ؛ وفي نفس الوقت الذي جبن فيه عن تحديد مواقف سياسية وقانونية ودستورية واضحة ؛ تحكم مسالة علاقة الدين بالسياسة
ان مازق الحزب الشيوعي السوداني ؛ هو انه حزب وسطي ؛ يجبن عن الاعتراف بوسطيته ؛ وهو حزب للنخبة العربية الاسلامية في السودان ؛ يتدثر تحت رداء الماركسية ؛ وهو حزب فقير فكريا ؛ ويخفي فقره الفكري تحت شعارات ومقولات منقوله من كتابات عفي عليها الزمن ؛ ودون فهم لها او لتاريخيتها او اخضاعها لعملية نقد وتركيب ةتفكيك مهمة
ان نموذجا لتلفيقية موقف الحزب الشيوعي ما قراته قبل عدة ايام ؛ من احد اعضائه في البورد ؛ والذي زعم بان ماركس لم يقل ان الدين افيون الشعوب ؛ بل قالها شخص آخر ؛ وهذا الشيوعي اما جاهل او كاذب ؛ فماركس قد كتب هذه الجملة ؛ ولكنه كتبها ضمن فقرة كاملة ؛ توضح موقفه ورؤيته لدور الدين الغني والمتناقض في الحياة الاجتماعية ؛ حينما يكون ثورة تارة ؛ وملاذا تارة اخري ؛ ومخدرا في تارة ثالثة
ان ماركس ؛ كما عبدالخالق محجوب ؛ قد كانا متسقان مع نفسهما ؛ حينما كانا ذوي افكار مادية متسقة علي المستوي الوجودي ؛ دون ان يغفلا الدور الاجتماعي للدين ؛ ودون ان يتاخرا عن حماية الحريات الدينية ؛ عندما اقتضي الامر ذلك ؛ باعتبار ان قضية التسلط الديني ؛ مرتبطة بقضية التسلط السياسي والاجتماعبي ؛ ولكنهما لم يمارسا الكذب والترتيق والمداورة والتلفيقية ؛ التي يتسخدمها معظم كودار الحزب السلفي اليميني ؛ الذي يسمي نفسه بالحزب الشيوعي السوداني
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عند ما حلف عادل عبد العاطى:انا واللة العظيم لا شفتهم ولا بعرفهم (Re: Abdel Aati)
|
وفي الحقيقة فان موقفي من الدين قد كان في حراك دائم ؛ في فترة العشرين سنة الاخيرة ؛ فاذا كنت في عام 1983 قد كنت رافضا فوضويا ؛ فانني بعد الانضمام للحزب الشيوعي قد تحولت الي النظرة المادية الجدلية والتاريخية ؛ وان كنت احاول ان اعمق معرفتي بالدين ؛ ودوره الاجتماعي ؛ وقد قرات في طريق ذلك كل ما افرزته المدرسة الماركسية وغيرها من المدارس الماديو ؛ في هذا الصدد ؛ فقرات ماركس وانجلز ولينين وغرامشي ؛ ثم قرات بندلي جوزي وعلي عبدالرازق ؛ ومن بعد هادي العلوي وحسين مروة وحسن حنفي ومحمد عمارة ومحمد اركون وطيب تيزيني الخ ؛ كما عرجت علي فرويد وماكس فيبر وداروين وسارتر في الطريق ؛ ورجعت الي دارسي علم الاديان المقارن بدئا من الطوطمية والافكار السحرية ؛ الي الدراسات عن الاديان السماوية والطوائف الجديدة وفلسفات الشرق
وقد كانت احدي الحوارات مع امي ؛ بمثابة اكبر درس لي ؛ اعمق من كل كلام الكتب ؛ حيث كنت اتناقش معها حول بعض المسائل العقيدية ؛ ولما غلبها المنطق قالت لي : يا ولدي لو انا فقدت الدين ؛ يفضل لي شنو من الدنبا ؟؟ فبهت وصمت ومن يومها لم اناقش احدا في عقائده ؛ كما لم اسمح لاحدا ان يناقشني في عقائدي
وفي طريق البحث الطويل ؛ فقد قرات القران عدة مرات ؛ وكان ذلك في فترة السجن الاولي ؛ حيث لم يكن يتوفر لي كتاب اخر عداه ؛ ثم قرات الانجيل في عهديه القديم والجديد ؛ ثم عرجت علي البوزيين فقرات لهم ؛ ثم عرجت علي طوائف مختلفة ؛ مثل البهائيين والاسماعيلية والدروز والمرمون وشهود يهوة؛ وحاولت ان اتمعن في الفسلفات المختلفة ؛ من الوجودية ؛ الي فلسفة الشك الديكارتية ؛ الي الوضعية ؛ الي التاوية الشرقية ؛ ولا يزال البحث مستمرا ؛ وان بدات بعض القناعات تتراكم والصورة تتضح ؛ في مجري البحث الدائم والحوار الدائم مع النفس والاخرين
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عند ما حلف عادل عبد العاطى:انا واللة العظيم لا شفتهم ولا بعرفهم (Re: Abdel Aati)
|
ان خير ما يعبر عن طريقي الفكري ؛ وعن رحلة البحث هذه ؛ هي فقرة من خطاب كنت قد ارسلته في سبتمبر 2000؛ الي الاخت مريم بت الحسين ؛ زميلتنا هنا بالبورد ؛ في سياق نقاشات وحوارات تبادلناها ؛ حيث كتبت :
----------------
لقد سالتينى لاى حزب او جماعة دينية انتمى ؛ وقد فؤجئت حقيقة بهذا السؤال ؛ حيث انى لم انتم طوال حياتى لاى مدرسة او تنظيم دينى . بل على العكس ؛ فرغم اهتمامى منذ وقت مبكر بالمدارس والحركات الدينية ؛ الا ان موقفى الاساس منها كان موقف النقض والمعارضة . هذا على مستوى الفكر ؛
اما على مستوى السياسة ؛ فقد كنت عضوا بالحزب الشيوعى السودانى لمدة ثلاثة عشر عاما - منذ 1983 الى 1996 - ؛ وانا مرتبط منذ العام 1997 بحركة التحالف (التحالف الوطنى السودانى وقوات التحالف السودانية ) وفكرة السودان الجديد .
ان انتماءاتى السابقة والحالية تضعنى فى الصف العلمانى من الناحية السياسية ؛ ولكن من الناحية الوجودية ؛ فاننى وبعد بحث طويل فى مختلف العقائد والايديولوجيات ؛ ومحطات دخول ووقوف وخروج كثيرة ؛ احاول تطوير قناعانى الخاصة ؛ والتى هى خليط من الاراء الزهدية والقناعة بالنظرة العلمية ومركزية دور الانسان فى الكون على المستوى الخاص ؛ والنظرة الاشتراكية والالتزامات الاجتماعية على المستوى العام .
اننى لا ازعم اننى وصلت الى قناعاتى الاخيرة ؛ ولكننى احاول جهدى فى الالتزام بما اراه عالميا وكونيا وانسانيا فى هذه القناعات ؛ وفى التراث الانسانى للبشرية ؛ بما فيها تراث مختلف الاديان ؛ وفى قلبها الاسلام ؛ والذى رغم كل شى ؛ يشكل الاطار الاول للثقافة والبيئة التى نشأت بهما ؛ والتى تعمقت فى معرفتها اكثر من غيرها من الثقافات ( اضافة الى الفكرة الماركسية ؛ والتى بذلت جهدى فى دراستها طوال 13 عاما من الانتماء الايدولوجى والسياسى لها).
ان نتائج بحثى هذا احاول توثيقها فى مقالات وقصاصات اكتبها لنفسى اساسا ؛ وقد انشرها للملأ يوما ما ؛ وسارسل لك عما قريب بعضا من هذه الخواطر !!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عند ما حلف عادل عبد العاطى:انا واللة العظيم لا شفتهم ولا بعرفهم (Re: Abdel Aati)
|
ان من اول النتائج التي وصلت اليها ؛ هي ان ظاهرة الدين ظاهرة اجتماعية عميقة وغنية وعصية كثيرا علي التفسير ؛ وانها ستظل دائمة ما دام السؤال الانساني عن مغزي الوجود وعن من اين ناتي والي اين نذهب ؛ وما دام الانسان يموت ولا يعرف ما هو مصيره بعد الموت ؛ وما دام الانسان يصارع ما بين حيوانيته الكامنة ؛ وملائكيته المفترضة ؛ اي ما بين غرائز الطبيعة ؛ وما بين دوافع الحضارة والثقافة والمثل العليا
لقد جاء في الاثر ان المرء يولد علي الفطرة ؛ فاهله اما يهودنا ه او ينصرناه او يسلمناه ؛ الخ الخ ؛ وقد قيل ان هذه الفطرة هي الاسلام ؛ ولكن اهي هذا الاسلام الذي نعرف ؛ ام اسلام آخر ؟؟ فالاسلاك كما نعرف دين له تاريخ ونبي وظرف تاريخي ومكان نشأ فيه ؛ وهوفي ذلك لا يختلف من حيث النشاة والظروف والانتشار والامتداد الجغرافي والاجتماعي عن غيره من الاديان العالمية ؛ كالمسيحية والبوذية والهندوسية واليهودية ؛
وعلي كل فام ما جاء في الاثر ؛ يوضح الدور الاجتماعي للاسرة ؛ او قل المجتمع ؛ في تشكيل وعينا الوجودي ؛ ونظام قيمنا ؛ وما نؤمن به من معتقدات ؛ وما نمارسه من سلوكيات ؛ ولقد لاحظت ان اكثر المتمردين علي الاديان في مجتعاتهم ؛ ما ان يخرجوا الي مجتمعات اخري ؛ويسموعوا هجوما علي اديان ذويهم ؛ الا وينفعلوا ويدافعوا عما كانوا ينقدوه بالامس ؛ وهم في ذلك يدافعوا عن ثقافتهم وعن ما يشكل جزءا من نسيجهم النفسي ؛ اي انه رغم الرفض الظاهري ؛ فان ما تزرعه الاسرة والمجتمع يظل كامنا فينا ؛ وجزءا من تكويننا ووعينا او لا وعينا
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عند ما حلف عادل عبد العاطى:انا واللة العظيم لا شفتهم ولا بعرفهم (Re: Abdel Aati)
|
وثاني ما توصلت له هو الطبيعة المتناقضة للمحتوي الديني ؛ فكل يجد ما يبحث عنه فيه ؛ وقديما قيل ان القران حمال اوجه ؛ وقد كان الدين مرات كثيرة دعوة للثورة والخير والاخلااق ؛ بينما استغل مرات كثيرة من اجل الحروب واستلاب الاخرين واخضاعهم ؛ وتحول في مرات اخري الي مجرد عادات اجتماعية وممارسات شكلية ؛ وجزء من التقاليد والعادات والثقافة السائدة
ان الاديان لاشك تحمل شحنات تحريرية وثورية عظيمة ؛ وقد كان انطلاق كل دين عظيم ؛ من البوذية الي اليهودية الي المسيحية الي الاسلام ؛ حدثا ثوريا عظيما علي كافة المستويات ؛ كما كانت الاديان محفزة لقيام خضارات عظيمة وانجازات لا تقدر علي المستويات العلمية والفنية والثقافية ؛ الخ الخ ؛ كما ان التراث الديني يحتوي علي نماذج باهرة لقدرة الانسان علي التسامي والتضحية والانتصار علي النفس الامارة بالسوء
الا انه من الناحية الاخري فان الاديان سرعان ما تصبح في اذهان الناس جامدة متحجرة ؛ وكثيرا ما تتحول الاية ؛ بان يصبح الانسان للسبت ؛ وليس السبت لللانسان ؛ اي ان الانسان يصبح عائشا للدين ؛ وليس الدين للانسان؛ ومن هذه الثغرة يدخل مختلف تجار الدين ورجال الكهنوت والجبروت والطاغوت
كما انه من الملاحظ ان دور الدين يتغير من مجتمع الي مجتمع ؛ فبينما هو في المجتمعات الشرقية والجنوبية متجذر في الحياة اليومية وفي الوعي الجمعي وفي الممارسة الفردية ؛ فهو في المجتمعات الغربية والشمالية يزاح يوميا من قبل العلم والقيم العلمانية والحياة الاستهلاكية ؛ ويتحول الي مجرد طقوس شكلية ومناسبة اجتماعية ؛ فيما عدا عند اقليات من المتطرفين الموجودين في كل مجتمع ؛ ووسط كبار السن المشرفين علي الموت
ان عمق الظاهرة الدينية ؛ وغناها ؛ وتناقضاتها ؛ تكشف سطخية افكار كل من المؤمنين ايمانا اعمي ؛ والرافضين رفضا مطلقا ؛ وتوضح انه ما بين الابيض والاسود المفترضين؛ فهناك العشرات من الالوان ؛ والهشرات من الاديان والمفاهيم الكامنة ؛ والعشرات من الرؤي ؛ والتي تتعدد بتعدد التجارب البشرية وبتعدد تجارب المرء نفسه ؛ وتنفي بذلك امكانية الوصول الي حقيقة ثابتة ؛ غير ما اقنعنا انفسنا به من معتقدات ؛ تحت اسم الحقيقة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عند ما حلف عادل عبد العاطى:انا واللة العظيم لا شفتهم ولا بعرفهم (Re: Abdel Aati)
|
ولكن ولان الانسان يبحث عن اليقين ؛ فان الباحث عن الحق لا بد ان يكون له زاد في طريقه ؛ ياكل منه ؛ كصنم العجوي ؛ حتي يصل الي نهاية الرحلة ؛ والرحلة ليست ذات نهاية ؛ الا ان تقطعها الوحيدة الوحيدة التي لا تقبل الجدل ؛ وهي الممات
في ذلك فكما كتبت لمريم ؛ فقد طورت من مجموع ما تراكم لي ؛ معتقداتي الخاصة ؛ والقائمة علي مركزية دور الانسان في الكون ؛ والمعبر عنها في الوعي الدين بمفهوم خلافة الانسان ؛ او ان السبت للانسان ؛ وليس الانسان للسبت ؛ وان كل ما يخدم الانسان ويساعد في تحريره وسعادته ويضمن كرامته ؛ فهو خير ؛ وكل ما يستغله ويستلبه ويحقره ؛ فهو شر
كما ان قراءاتي في الفكر الصوفي ؛ والمعرفة بان كل شي الي زوال ؛ والعديد من التجارب الحياتية ؛ قد اوصلتني الي احترام للطريق الصوفي ؛ بما هو طريق شاق وصعب وفردي للبحث عن الحقيقة ؛ وقد قال ابو اليزيد البسطامي عن طريقه : جلست علي هذا الدرج عشرين عاما ؛ لا اسمع شيئا الا من ربي ؛ ثم جلست عليه عشرين عاما اخري ؛ لا اسمع شيئا الا من قلبي ؛ او كما قال
الا ان الصوفية وحدها لا تكفي ؛ والبحث الفردي لا يكفي ؛ اذا لم تقترن بموقف اجتماعي واضح ؛ وبوقوف الي جانب البسطاء والمستضعفين والمقهورين ؛ من كل شاكلة ولون ؛ ودون ذلك يصبح البيحث عن الحقيقة هربا ؛ والفردانية عجزا ؛ وهذا ما سميته بالصوفية الاجتماعية ؛ او الصوفية الثورية ؛ او طريق الحلاج والسهروردي وبوذا ومحمود محمد طه
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عند ما حلف عادل عبد العاطى:انا واللة العظيم لا شفتهم ولا بعرفهم (Re: Abdel Aati)
|
انني اؤمن بالانسان ايمانا قاطعا ؛ ولا يصرفني ما اراه في النفس البشرية ؛ من مخلفات حياة الغاب ؛ عن رؤية الكامن فيها من امكانيات ؛ واؤمن ان الانسان في كدخه ؛ ملاق ربه او نفسه او ملائكيته في الاخر ؛ وان ما يعطيه انسانيته هو ما يكمن فيه من امكانيات
لقد قال بعض الفلاصفة والمتكلمين ان الانسان هو مختصر الكون ؛ او انسان عين العالم ؛ وراي بعض اصحاب وحدة الوجود فيه ملامح من الرب ؛ كما قال اصحاب مذهب الانسان الكامل انه واصل الي مرحلة الربوبية لا محالة ؛ وان كان بعضهم قصرها علي اناس مخصوصين ؛ فان بعضهم تحدث عنها كانها مفتوحة لكل انسان
ان الانسان الضعيف العاجز الخائف المريض الجاهل ؛ والميت علي كل حال في نهاية الامر ؛ يبدو متناقضا جدا مع هذه التصورات ؛ تصورات الانسان كمركز الكون ؛ والانسان السوبر مان والانسان الكامل ؛ الذي حدثتنا عنه المذاهب والاديان والفسلفات والاساطير وقصص الخيال العلمي والافلام الخ الخ ؛ ولكن في هذا العجز قوة ؛ وفي المرض صحة ؛ وفي الجهل امكانيات قهره بالعلم ؛ وفي الموت حقيقة وعبرة وعبور
ان الناس بالغون لا محالة يوما ما ؛ بالعلم وبالدين وبمكارم الاخلاق ؛ وبالقيم العالمية ؛ وبما فيهم من خير ؛ الي مدارج الحقيقة والعدالة والكرامة؛ والي افاق الحب والسلام والتعاون ؛ والي كسر التناقض ما بين الفردي والجماعي ؛ وعابرين هم بكل تاكيد ما يفصلهم من حلافات عرقية ودينية وثقافية ؛ ليصلوا في النهاية الي ما يربطهم في انسانيتهم ؛ وما يصلح تعايشهم وتعاملهم ووجودهم القصير - الطويل علي هذا الكوكب
هذه هي فلسفتي ؛ وهذه هي قناعاتي كما اراها اليوم ؛ وهي ككل عقيدة ؛ تظل اقل من الحقيقة ؛ وتظل قابلة للصواب والخطا ؛ ويظل البحث مستمرا ؛ والصراع دائما ؛ والشك مؤرقا؛ حتي يقضي امر كان مفعولا
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عند ما حلف عادل عبد العاطى:انا واللة العظيم لا شفتهم ولا بعرفهم (Re: Abdel Aati)
|
واختم مساهمتي حول هذا الموضوع بمقطع اخر من الرسالة التي وصلتني صباح اليوم ؛ من اخ لطيف ؛ ج-عل لها عنوانا من كلمة واحدة " -الحقيقة - ؛ واتمني ان اكون قد اجبت علي بعض تساؤلاته ؛ وان نجد كلنا الحقيقة ؛ والتي هي ضالتنا جميعا ؛ حتي نجدها
------------------------------
وانا من المتابعين لمقالاتك عموما في هذا الموقع
وكاني اراك تبحث عن الحقيقة فانا ادعوك اخي عادل
الي النظر في معرفة الله الي محبة الله عز وجل
ادعوك الي معرفة الصوفية الي الزهد في الدنيا
الفانية والزهد فيما عند الناس لا ادعوك الي الاسلام
السياسي بل السماحة وتهذيب النفس وحقيقة
وجودالله فما شاء كان ومالم يشأ لم يكن
وحقيقة وجودالله موجودة في خلقنا وموجودة في خلق الكون العظيم
حتي عالم الفيزياء انشتاين اقر انه من المستحيل
ان يكون هذا الكون جاء من غير خالق وبالرغم من
ان النسبية فسرت ظواهر كثيرة في هذا الكون
الا ان قواعدها قد اختلت في نظرية الثقوب
السوداء حيث ان البعد الرابع وهو الزمن لا وجود
له في هذا المجال ولا ندري ما سياتي بعد ذلك
اقول لك هذا اخي عادل لانني وبكل صدق اتوسم
فيك الخير وكل الخير ولا اقول انك لا تؤمن بالله
حاشي ان اقول ذلك ولكني ادعوك الي وقفة وتدبر
وتامل مع النفس فالباحث عن الحقيقة حتما سيجدها
والله الموفق
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عند ما حلف عادل عبد العاطى:انا واللة العظيم لا شفتهم ولا بعرفهم (Re: Abdel Aati)
|
ولا اجد تعليقا افضل ؛ واكثر اختصارا ؛ من هذه الفقرة التي كتبتها ردا علي الاستاذ محمد جمال ؛ والذي في نقاش ما وصف موقفي من الحزب الشيوهي - والحركة الشعبية - بالعداء ؛ فكان التالي من ضمن ما رددت به عليه
------
حول خلفيات الخلاف مع الحزب الشيوعي:
وانا هنا لمصلحة النقاش؛ اطرح مرة اخري خلفيات خلافي مع الحزب الشيوعي؛ وليس اليسار القديم كما تقول. فاليسار القديم يضم حركات مختلفة؛ حاورت العديد منها ولم يزعم احد ان لي معها خصاما او عداءا. اذن ازعم انك تقصد الحزب الشيوعي؛ حينما تورد مصطلح اليسار القديم؛ وذلك بدلالة اشارتك الي حواري مع بعض اعضاء الحزب الشيوعي؛ في منبر سودانيز اون لاين؛ والتي وصفتها بالحرب الكلامية؛ وبانها اهدار لوقتي ولطاقاتي.
لقد كنت عضوا في الحزب الشيوعي لمدة 13 عاما؛ واستقلت منه عام 1996؛ باستقالة مكتوبة ومسببة؛ سانشرها علي هذا المنبر؛ وكانت استقالتي مبنية علي اسباب فكرية وسياسية؛ وليس علي اسباب شخصية او خصام. وعبر الاعوام التالية دخلت في عدة حوارات سجالية حول مواضيع فكرية وسياسية مع اعضاء من الحزب الشيوعي؛ ومن ضمنها سلسلة حوارات مع الاستاذ صدقي كبلو. وفي كل ذلك كان الاحترام موصولا ومتبادلا.
في العام السابق اصدر فرع الحزب الشيوعي السوداني في هولندا بيانا هاجم فيه بعض اعضاء حركة حق؛ ومن ضمن ما جاء فيه نفي عضوية الاخ امجد ابراهيم السابقة في فرع الحزب الشيوعي ببولندا؛ ولما كانت هذه فرية؛ فقد بادرت الي اعلان ما اعرف وتوضيح الحقائق؛ فشن ضدي اعضاء ومؤيدين للحزب الشيوعي في منبر سودان.نت حملة ضارية؛ وصفوني فيها بالخائن والفاشل والامنجي والمريض نفسيا؛ ولم يسلم من وقاحتهم حتي زوجتي وطفلتي وامي.
وقتها وحينما وضح لي انهم قد اختاروني كهدف جديد لحملات اغتيال الشخصية التي يدمنون؛ كتبت سلسلة مقالات عن اغتيال الشخصية في ممارسات الحزب الشيوعي؛ وعن تزوير الحقائق في وثائقه؛ وعن دوره في تخريب التجربة الديمقراطية؛ وهي مقالات رصينة لم يتصد لها ايهم بنقد موضوعي؛ او نفي لاي من الوقائع الواردة فيها؛ بل واصلوا مسلسل التشنيع والتهريج وانتقل الحوار الي منبر سودانيز اون لاين وغيره.
ورغم اني مرات استجبت لاستفزاز بعض اوباشهم – الامر الذي أأسف عليه- الا اني في اغلب محاوراتي كنت معهم موضوعيا؛ معتمدا علي الوثائق والوقائع؛ ومحاولا لكشف ان هذه الممارسات انما تعبر عن ازمة الحزب وايدولوجيته الشمولية وطبيعته التسلطية؛ وليست هي قضية شخصية. وقد دعمني في موقفي كثير من اعضاء الحزب الشيوعي؛ منهم علي العوض في هولندا؛ و........... من السودان؛ وآخرون افضل الا اذكر اسماؤهم الان.
انني لا اعلن سرا اذا ما قلت انني اعتقد ان نهج وممارسات قيادة الحزب الشيوعي؛ تشكل عقبة حقيقية امام تطور قضيتي الثورة والديمقراطية في السودان؛ وان هذا الحزب يدعم ويقوي من مواقع القوي الرجعية؛ واني علي اختلاف مستقيم مع اطروحاته السياسية والفكرية. وما دام هذا الحزب فاعل في الحياة السياسية؛ فان من حقي ومن واجبي ان اوضح وجهة نظري في تكتيكاته وممارساته المضرة. ولا اعتقد ان هذا تضييع للوقت او الجهد؛ وانما هو جزء من اسهامي في حملة النقد والمراجعة والتفكيك واعادة التركيب للحركة السياسية والفكرية السودانية؛ والتي اعتقد انها احد الجبهات المهمة في النشاط من اجل السودان الجديد.
ان الحديث عن الخصام والعداء اذن غير وارد؛ فانا ليست لي مشكلة شخصية مع ايا من اعضاء الحزب الشيوعي؛ حتي يكون لي عداء شخصي تجاه الحزب. وحتي الاوباش الذين هاجموني؛ فقد هاجموني تحت اسماء مستعارة؛ ولا اعيرهم كبير اهتمام خارج اطار القضية العامة لممارسات الحزب ومنهجه. كما ان لي صداقات عميقة واهل وقرايب في الحزب الشيوعي؛ تربطني بهم علاقات المودة والاحترام.
---------
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عند ما حلف عادل عبد العاطى:انا واللة العظيم لا شفتهم ولا بعرفهم (Re: mekki)
|
شكرا يا مكي على فتح هذاالبوست الهام
وشكرا عادل على فتح ملفاته وتقديم هذا الجزء من مذكراته التي أعتبرها وثيقة هامة في التعبير عن نموذج شاب من هذا الجيل
وقد وضعتني الصدفة لاكون شاهد عيان على أحداث الفرع عام1986 منذ بدايتها وحتى نهايتها
ولست مجرد شاهد ، بل متهم بالتحريض على العنف كما ذكرت عناوين ومانشيتات صحيفة صوت الجماهيرالتي كانت تصدرهاالجبهة الإسلامية وقالت إنه سيتم فتح بلاغ ضدي ..مازلت أنتظره حتى اليوم
وآنل أن أجد الوقت خلال اليومين القادمين لاسجل هذه الشهادة
فيصل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عند ما حلف عادل عبد العاطى:انا واللة العظيم لا شفتهم ولا بعرفهم (Re: Faisal Salih)
|
الاخ فيصل
هذا دابهم ولا استغرب ان رموك حينها بافك ؛ فهم قد فطموا في تنظيمهم علي الكذب ؛ وشبوا وشابوا عليه
اذكر ان الاتجاه الاسلامي بالفرع اصدر ايام الاحداث بيانا ؛ توعد فيه بانه سيضرب ضربا يشق الرؤوس والهامات ؛ ويسقط الاطراف ؛ زان الرفق باعداء الله خيانة عند الله ؛ والاخلاص لكلمة لهم هو عدم امانة عند الله ؛< الي غيره من العبارات المستقاة من فقه الضرورة وثقافة الكراهية والحقد والكذب
اتمني ان تسجل شهادتك ؛ فهي مهمة لي وللاجيال الجديدة ؛ لتعرف الوجه الكالح لهؤلاء الطفابيع
عادل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عند ما حلف عادل عبد العاطى:انا واللة العظيم لا شفتهم ولا بعرفهم (Re: kofi)
|
الاخ كوفي
تحية طيبة
شكرا علي المداخلة ؛ وحقيقة فنحن ينقصنا التوثيق وادب المذكرات ؛ والذي يسرد مرات حقائق اهم من الوثائق الرسمية ؛ ولذلك تجدني مهتما ومتابعا بكل ما يخطه يراع استاذنا الفاضل شوقي بدري ؛ وهو ذو باع وذاكرة يحسد عليها
عن الفقرة حول الدين افيون الشعوب ؛ فلا اعرف ان كان كانت قد قالها؛ ولكن اعرف قطعا ان ماركس قد كتبها ؛ ضمن فقرة طويلة عن الدين ؛ توضح ان الدين يمكن ان يكون ثورة او مخدرا ؛ وانه حل من لا حل له ؛ وانه في النهاية شكل زائف للوعي
الاخ الشيوعي ممن نفي ان يكون ماركس قد قالها ؛ لم يات بانه اقتبسها من كانت ؛ بل نفي مطلق نسبتها اليه
عادل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عند ما حلف عادل عبد العاطى:انا واللة العظيم لا شفتهم ولا بعرفهم (Re: Abdel Aati)
|
الاخوات والاخوة
هذه هي الفقرة الشهيرة التي كتبها ماركس عن الدين ؛ في مقدمته لكتاب مساهمة في نقد فلسفة الحق عند هيجل ؛ انقلها هنا بالانجليزية ؛ لان النسخة العربية لا تتوفر لي حاليا
-------
Religious suffering is, at one and the same time, the expression of real suffering and a protest against real suffering. Religion is the sigh of the oppressed creature, the heart of a heartless world, and the soul of soulless conditions. It is the opium of the people.
--------
ويمكن ترجمتها الي التالي:
المعاناة الدينية، في نفس الشّيء وفي نفس الوقت، تعبير عن المعاناة الحقيقية وإحتجاج ضدّ المعاناة الحقيقية. الدين تنهدة المخلوق المضطهد، قلب عالم قاس(لا قلب له)، وروح الظروف العديمة الروح. هو أفيون الشعوب.
وهذه هي الجملة ؛ او الفكرة في كاملها
-----
For Germany, the criticism of religion has been essentially completed, and the criticism of religion is the prerequisite of all criticism.
The profane existence of error is compromised as soon as its heavenly oratio pro aris et focis [“speech for the altars and hearths”] has been refuted. Man, who has found only the reflection of himself in the fantastic reality of heaven, where he sought a superman, will no longer feel disposed to find the mere appearance of himself, the non-man [“Unmensch”], where he seeks and must seek his true reality.
The foundation of irreligious criticism is: Man makes religion, religion does not make man.
Religion is, indeed, the self-consciousness and self-esteem of man who has either not yet won through to himself, or has already lost himself again. But, man is no abstract being squatting outside the world. Man is the world of man — state, society. This state and this society produce religion, which is an inverted consciousness of the world, because they are an inverted world. Religion is the general theory of this world, its encyclopaedic compendium, its logic in popular form, its spiritual point d'honneur, it enthusiasm, its moral sanction, its solemn complement, and its universal basis of consolation and justification. It is the fantastic realization of the human essence since the human essence has not acquired any true reality. The struggle against religion is, therefore, indirectly the struggle against that world whose spiritual aroma is religion.
Religious suffering is, at one and the same time, the expression of real suffering and a protest against real suffering. Religion is the sigh of the oppressed creature, the heart of a heartless world, and the soul of soulless conditions. It is the opium of the people.
The abolition of religion as the illusory happiness of the people is the demand for their real happiness. To call on them to give up their illusions about their condition is to call on them to give up a condition that requires illusions. The criticism of religion is, therefore, in embryo, the criticism of that vale of tears of which religion is the halo.
Criticism has plucked the imaginary flowers on the chain not in order that man shall continue to bear that chain without fantasy or consolation, but so that he shall throw off the chain and pluck the living flower. The criticism of religion disillusions man, so that he will think, act, and fashion his reality like a man who has discarded his illusions and regained his senses, so that he will move around himself as his own true Sun. Religion is only the illusory Sun which revolves around man as long as he does not revolve around himself.
It is, therefore, the task of history, once the other-world of truth has vanished, to establish the truth of this world. It is the immediate task of philosophy, which is in the service of history, to unmask self-estrangement in its unholy forms once the holy form of human self-estrangement has been unmasked. Thus, the criticism of Heaven turns into the criticism of Earth, the criticism of religion into the criticism of law, and the criticism of theology into the criticism of politics.
----------------
المرجع
Works of Karl Marx 1843
Introduction to A Contribution to the Critique of Hegel's Philosophy of Right
by Karl Marx
Deutsch-Französische Jahrbucher, February, 1844
http://www.marxists.org/archive/marx/works/1843/critique-hpr/intro.htm
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عند ما حلف عادل عبد العاطى:انا واللة العظيم لا شفتهم ولا بعرفهم (Re: Abdel Aati)
|
وهذه هي ترجمتي الخاصة للفقرة حول الدين من مقدمة ماركس لكتابه عن فلسفة الحق عند هيجل ؛ وارجو عذري اذا كانت فيها بعض الهنات
عادل
------
لالمانيا، فان نقد الدين قد أكمل جوهريا، ونقد الدين شرط لكلّ نقد.
إنّ الخطيئة الاصلية تجد حلها ؛ حالما ان لسانها السماوي للمذابح والقلوب قد دحض. ان الانسان ؛الذي وجد إنعكاس نفسه فقط في الحقيقة الخيالية للسماء، لن يكون ملزما من الان بايجاد وجود مجرد لنفسه ؛ وجود لا انساني ؛ حينما يبجث ويجب ان يبحث عن وجوده الحقيقيي.
ان القاعدة المؤسسة للنقد اللاديني تقول: خلق الانسان الدين ؛ ولم يخلق الدين الانسان.
الدين، في الحقيقة، هو وعي الذات وإحترام الذات للانسان الذي لم يكسب نفسه بعد، أو فقد نفسه مرة ثانية. لكن، الانسان ليس وجودا مجردا يربض خارج العالم. وانما الانسان هو عالم الانسان — حالته (دولته)، مجتمعه. هذه الحالة ( الدولة)؛ وهذا المجتمع؛ هما اللذان ينتجان الدين، الذي هو وعي معكوس عن العالم، لأنهما هما ( الحالة – الدولة والمجتمع ) عالم معكوس. الدين هو النظرية العامّة لهذا العالم، خلاصته الموسوعية، منطقه في شكله الشعبي، خلاصته الروحية للشرف، هو حماسه، اطاره الأخلاقي، تكملته الجدّية، وقاعدته العالمية للتعزية والتبرير. هو الإدراك الرائع للجوهر الإنساني حينما لم يكتسب الجوهر الإنساني أيّ وجود حقيقي. إنّ الكفاح ضدّ الدين، لذا، بشكل غير مباشر ؛ يكون هو الكفاح ضدّ ذلك العالم الذي خلاصته الروحية هي الدين.
المعاناة الدينية، في نفس الشّيء وفي ذات الوقت، تعبير عن المعاناة الحقيقية وإحتجاج ضدّ المعاناة الحقيقية. الدين هو تنهدة المخلوق المضطهد، قلب عالم قاس ( لا قلب له) ، وروح الظروف العديمة الروح. هو أفيون الشعوب.
إنّ إلغاء الدين بوصفه السعادة المزيفة للناس ؛ انما هو مطلب لسعادتهم الحقيقية. ان الطلب منهم لترك أوهامهم حول وضعهم ؛ هو طلب ايضا منهم لترك الوضع الذي يتطلّب الأوهام. إنّ نقد الدين، لذا، في نواته، هو نقد ذلك الوادي من الدموع؛ والذي يشكل الدين هالته.
ان النقد قد سحب زهور الخيال من القيد؛ لا لكي يواصل الانسان حمل قيده ؛ محروما من الخيال أو التعزية، وانما ليرمي قيده ويلتقط الزهور الحقيقية (الحية). ان نقد الانسان الديني المخدوع؛ انما يتم لكيما يفكر؛ ويتصرف ؛ ويصمّم حقيقته كانسان نبذ أوهامه وإستعاد أحاسيسه، وذلك من اجل ان يتحرّك حول نفسه ؛ معتبرها اياها شمسه الحقيقية. ان الدين هو فقط تلك الشمس الخدّاعة التي تدور حول الانسان؛ طالما لا يدور هو حول نفسه.
هي، لذا، مهمّة التأريخ، عندما اختفت حقيقة العالم الآخر (الغيبي)، بناء (تاسيس) حقيقة هذا العالم. ان المهمّة الفورية للفلسفة، والتي هي في خدمة التأريخ، هي كشف الاستلاب الذاتي في أشكاله غير المقدسة ؛ طالما ان الشكل المقدس للاستلاب الانساني قد كشف. هكذا، يتحوّل نقد السماء إلى نقد الأرض، نقد الدين الي نقد القانون، ونقد علم اللآهوت الي نقد السياسة.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عند ما حلف عادل عبد العاطى:انا واللة العظيم لا شفتهم ولا بعرفهم (Re: mekki)
|
شكرا لمكى على فتح هذا البوست المهم
وشكرا لعادل عبد العاطى على توثيق احداث هامة فى تاريخ العمل السياسي فى السودان فتلك احداث العديد منا قد سمع بها لاحقا من مصادر مختلفة وكل تلون الحقيقة بوجهة نظرها ويا ريت ان يستمر مسلسل التوثيق هذا من عادل وغيره للعديد من محطات العمل السياسي السودانى فهنالك العديد من التجارب الجديرة بالوقوف عندها
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عند ما حلف عادل عبد العاطى:انا واللة العظيم لا شفتهم ولا بعرفهم (Re: hala guta)
|
الاخت العزيزة هاله
تحياتي وتقديري
شكرا لك علي المساهمة ؛ وحقيقة انه لا يزال هناك الكثير للتوثيق والسرد ؛ وقد عاصرنا القليل ؛ ونتمني من القيادات السياسية المخضرمة ؛ بدلا من ان تنشغل بمجريات السياسية اليومية ؛ ان تجلس وتكتب لنا مذكراتها ؛ والتي تفتقر اليها المكتبة السودانية اقتقارا شديدا ؛ وهي جزء من التاريخ المحمول في صدور الرجال والنساء
من جانبنا نتمني ان نجد الصبر والمثابرة علي تسجيل ما مر بنا من اخداث ومواقف وتجارب ؛ قبل ان تنطمر في غياهب الذاكرة ؛ او ان ننشغل عتها بالهامشيات من الامور
مع التقدير
عادل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عند ما حلف عادل عبد العاطى:انا واللة العظيم لا شفتهم ولا بعرفهم (Re: mekki)
|
شكرآ للاصدقاء الذين لولاهم لحرمتنا من هذا الغوص الامين فى سيرتك الثره .سرد مشوق . تفاصيل التفاصيل تفجر الاسئله وتوفر اجاباتها فى نفس الوقت .ماذا لو لم يلح عليك الاصدقاء ؟ لكنا قد حرمنا من الاستمتاع بهذه السيره المحتشده بالاثاره وعناصر التشويق . شكرآ مره اخرى لهؤلاء الجنود المجهولين الذين نحن مدينين لهم كثيرآ وشكرآ لك مع عتب خفيف لانك تركت رجاءات الاصدقاء بلا استجابه لمدة تسعة عشر يومآ . تحيه لك وانت تفى بوعدك حتى لو كان ذلك الوعد بصعوبة امتحان الشهاده السودانيه مما يضيف الى ما نعرفه عنك من صفات صفة اخرى وهى انك رجل ذو كرامات
نناشدك بالمزيد من السرد ودمت
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عند ما حلف عادل عبد العاطى:انا واللة العظيم لا شفتهم ولا بعرفهم (Re: nabta)
|
الاخ نبته
تحية طيبة
مرات لنا تقديرات للامور ؛ تختلف عن تقديرات الاخرين ؛ لقد كنت ولا ازال اعتبر احداث الفرع من مخلفات الماضي ؛ ولا اعدها شرفا لي ولا سبة ؛ وان كنت اصطدم بها مرات ؛ حيث يجلبها البعض وما ترتب عليها من احداث ؛ في نقاشات لا دخل لها فيها ؛ وان كان لا يدهشني استمرار بعض الكيزان في الكذب ؛ فقد ادهشني ان ياتي التحوير والتزوير مرات من المعسكر المضاد ؛< ولكن يبدو ان هذا هو حال الاشياء
بالنسبة للاصدقاء فقد كان التساؤل مربوطا بان الكثير منهم لا يعرف تفاصيل ما تم حينذاك ؛ واتمني ان اكون قد اجبت علي بعض تساؤلاتهم ؛ وان بقي في العمر بقية فسنعكف يوما علي رصد وتوثيق تلك الفترة ؛ اذا ما كان لذلك من فائدة عامة
بالنسبة لامتحان الشهادة فلم يكن في الامر كرامة ولا شي من ذلك ؛ بل ان مطلب الوالدة كان متواضعا ؛ وقد حسبت امكانياتي وقدرتي في كل مادة ؛ وخلصت الي انه بارتياح تام ؛ اعتمادا علي بعض المواد ؛ استطيع تحقيق نسبة 75 بالمائة كلية ؛ ولكن الرياضيات خذلتني ؛ او قل انا خذلتها حينما كنت اهملها ؛ كما ان نسبة اللغة الانجليزية بدت لي اقل مما اتوقعه ؛ وفي كل الاحوال فان الوالدة لم تكن راضية علي البوكستن االضعيف ؛ الذي لم يؤهلني لدخول جامعة الخرطوم
سنواصل السرد في مواضيع اخري ؛ ولك التحية
عادل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عند ما حلف عادل عبد العاطى:انا واللة العظيم لا شفتهم ولا بعرفهم (Re: mekki)
|
الاخ مكي
تحية طيبة
لا اتفق معك في اي تفرد لتجربتي ؛ وانا اعرف تجارب عديدة لابناء جيلنا ؛ تفوق تجربتي الخاصة في الغني والعبر ؛ وقد نتوفر يوما لتسجيلها ؛ او نستطيع اقناع اصحابها بذلك ..اما عن تلك الفترة من التاريخ وذلك الجيل ؛ وسيرة عطبرة ؛ فحقيقة نجتاج الي الرصد والتسجيل والتاريخ ؛ كل من موقعه وبما يعرفه ؛ عسي ان نؤرخ لعطيرة ولجيلنا الذي ساهم وناضل ودفع الثمن كثيرا ؛ من دون ان يحص شيئا ؛ وكان منتهاه في المنافي والمهاجر وبلاد الغربة
هذا ما يقودني الي اسئلتك الاجتماعية ؛ والوالدة نورة الحمد لله بخير ؛ الا ما يتعبها من الامراض ؛ وخصوصا السكري ؛ وقد اجريت لها عملية قبل شهرين والحمد لله الان هي باتم عافية ؛ وقد تحدثت معها قبل ايام وهي الاسرة بخير ؛ الا ما يشكوه كعامة السودانيين من ضنك الحياة ومشاكلها
بالنسبة للانفصام الذي تتحدث عنه ؛ فهو قدر الكثير منا ؛ ولكني احاول علاجه بالانخراط في العمل العام ؛ حسب قدراتي ؛ وقد بادرت قبل فترة باطلاق عطبرة نت ؛ وهو مشروع لدعم عطبرة ؛ وقد توقف مؤقتا ؛ كما اني اواصل العمل السياسي والصحفي والمدني؛ المتعلق بالسودان ؛ وان كانت ظروف البعد وظرف ان اغلب نشاطي ببولندا ؛ حيث لا وجود سوداني ضخم ؛ يجعل من مثل هذا العمل في كثير من الاحيان ذو قدرة ضعيفة علي التاثير
من الجهة الاخري فانا كذلك منخرط في حياة البلد الذي اقيم فيه الان ؛ والذي قدم لي الكثير ؛ وفي حياة السودانيين هنا ؛ وكذلك الافارقة والعرب والاجانب ؛ عسي ان نترك بصمة من وجودنا هنا ؛ وان لا ندع الفرص التي توفرت لنا تضيع هدرا ؛ وكجزء من تفاعل الانسان مع البيئة التي يعيش فيها ؛ وحفظا للجميل واحتراما لحقوق العشرة والاقامة المشتركة مع مواطني هذا البلد لسنوات طويلة ؛ واصبحنا نشترك معهم في العديد من هموهم وآمالهم واحلامهم
بالنسبة لحالتي الاجتماعية فقد تغيرت عدة مرات ؛ من عازب الي متزوج ؛ الي مطلق الي متزوج مرة اخري ؛ وقد كانت كل تجربة وحالة حافلة بالفرح والامل والالم والعديد من الدروس والعبر ؛ اما زوجتي فهي تعرف الكثير عن السودان وعن عطبرة ؛ ولها ود عميق تجاه اسرتي وبلدي ؛ وان كانت تعتقد ان حالة السودان ميؤوس منها ؛ وذلك من خلال ما عرفته عن طريقي وعن طريق مصادرها الخاصة ؛ وقد ساهمت وتساهم في بعض العمل الخيري لصالح السودان؛ فشكرا لها علي ذلك
اما طفلتي آماليا فهي لا تزال صغيرة جدا ؛ حيث انها ستكمل عامها الاول في الثلاثين من سبتمبر القادم ؛ وان كنت حريصا علي تعليمها العربي باللهجة السودانية ؛ او قل باللغة السودانية ؛ واتكلم معها طول الوقت بالسوداني ؛ وساعمل علي ان اربطها في المستقبل بهذا البلد كونه بلد ابيها ؛ وان تعرف تاريخه وواقعه ومشاكله ؛ وان تعرف اسرتها هناك وان ترتبط بهم عاطفيا واجتماعيا ؛ وفي كل الاحوال فلها القرار فيما يتعلق باين تريد العيش ومن ترغب ان تكون في النهاية ؛ واي افكار وطوحات تحملها وتكرس حياتها لها ؛ واعتقد ان مهمتي تنتهي بتقديم كل المعلومات والخيارات لها ؛ ثم ترك الامور لضميرها وعقلها في كل الاحوال
اتمني ان اكون قد اجبت علي اسئلتك ؛ ولك مني التحية عاطرة لك وللاسرة
عادل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عند ما حلف عادل عبد العاطى:انا واللة العظيم لا شفتهم ولا بعرفهم (Re: mekki)
|
الأخ عادل
مستمتع جدا بهذا البوست منذ بدايته..ولي إضافة بسيطة تتعلق بأحداث الفرع تلك الأيام
كنا حينها طلبة بجامعة الخرطوم وتأتينا الأخبار عن احداث الفرع.. في يوم ما وعند ذهابنا باكراً من البركس إلى الجامعة للحاق بمحاضرة الساعة السابعة صباحا
رأينا زميلنا م.ع من قيادات الإتجاه الإسلامي راكضاً في الإتجاه المعاكس نحو البركس مما أثار إستغرابناإذ أن الجميع في طريقهم للمحاضرات..وأنه بالذات ومع تطرفه زحمله للسيخ في مناسبات عديدة بالجامعة إلا أنه معروف عنه بإنتظامه في الحضور للدروس
في نفس اليوم علمنا أن مايكرفون الإتجاه الإسلامي بالجامعة هلل وكبر لوصول كتيبة رأس الشيطان بقيادة المجاهد م.ع لموقع الأحداث
كتيبة رأس الشيطان حسب ما كان يتداول عنها في تلك الأيام هي الأكثر شراسة وبها عدد لا بأس به من القتلة
في نفس اليوم أتتنا الأخبار بمقتل اثنين من عضوية الإتجاه الإسلامي الأمر الذي لم يستغرب له الكثيرين
م.ع بعد الإنقاذ أصبح وكيلا لنيابة الخرطوم شمال لفترة..أي يمثل حكومة السودان في محاكمة القتلة
وأثار هذه الذكريات رؤيتي له قبل يومين في نشرة أخبار السودان في الصف الأول ضمن تجمع لا أدري مناسبته يخاطبه على عثمان محمد طه
واصل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عند ما حلف عادل عبد العاطى:انا واللة العظيم لا شفتهم ولا بعرفهم (Re: haleem)
|
الاخ حليم
تحية طيبة
لا استغرب اطلاقا ذلك ؛ فقد كان الكيزان يصرحون بانهم ادبوا البعثيين والناصريين ح وفضل الشيوعيين ؛ لكيما ياخذوا تارهم منهم - يقصدوا الثار عن يوم الاعتصام الثالث الذي ضربوا فيه شر ضرب - ؛ وقد اعدوا في ذلك اليوم كل عدتهم وعددهم وغضهم وعضيضهم ؛ والحقيقة ان تسلسل الاحداث كان يسير الي تلك المواجهة ؛ والتي لم تكن قرارا لكيزان الجامعة ؛ وانما كان قرارا من جهات نافذة بالتنظيم ؛ وكان الغرض منه تشويه التجربة الديمقراطية وادخال ثقافة العنف والفوضي ؛ لتكريه الشعب فيها ؛ تمهيدا للنقضاض عليها بانقلاب عسكري ؛ هذا الذي كان يراود مخيلاتهم لمدة 40 عاما؛ كما صرح الترابي اخيرا ؛ وقد كان
كما اني قد اشرت للشاهد الذي راي مجموعة من الكيزان علي بوكس وهم يسددون الطعنة النجلاء للاقرع ؛ وقد كان الرجل في ازمة نفسية حقا ؛ بين ان يشهد ويريح ضميره ؛ وبين خوقه من انتقام وغضب الكيزان ؛ وقد اتصل ببعض اصدقائي واهلي ؛ وان رفض مقابلة محاميي ؛ وفي النهاية عندما قرر عدم الشهادة فاني قد ارسلت له رسالة تفيد باني لا احمل عليه ؛ واتفهم موقفه ؛ واؤمن باني دون شهادته ساخرج بريئا ؛ ويا ليت الرجل يتحدث بعد هذه السنين ويريح ضميره ؛ حيث انه لن يفيدني شيئا
من الجهة الاخري فاني قد قابلت احد اقارب الضحية الاقرع ؛ من جهة امه في حراسة قسم بوليس الخرطوم الشمالي ؛ حيث كانت له مشكلة صغيرة هناك في تجارة او شي من هذا ؛ ويبدو ان طرف من اسرة الاقرع كانت لهم خلافات مع الكيزان حول مسائل ارض او ما شابه ؛ ولم يكونوا راضين عن طريقة استغلال موت ابنهم بهذه الطريقة البشعة ؛ حيث نشر الكيزان صورة الضحيتين بعد تشريحهما ؛ في مناظر بشعة ؛ وقد اكدت للرجل اني بري من دم ابنهم ؛ وان كل الدلائل تشير الي ان الكيزان هم الذين قتلوه
وخرج الرجل ليرجع بعد يومين مع فرد آخر من الاسرة ؛ ويطلبوا مقابلتي ؛ وفي تلك المقابلة قالوا لي انهم فقدوا ابنهم ولن يرجعه لهم شي ؛ وانهم لا يريدوا ان يروا مستقبلي محطما ؛ وانهم علي استعداد للعفو عني ؛ واقناع باقي الاسرة بذلك ؛ رغم احتمال معارضة بعض الاطفال من اخوة الاقرع ؛ ولكني شكرتهم علي مشاعرهم الطيبة ؛ واوضحت لهم اني لا احتاج للعفو ؛ لاني لم اقتل الرجل ؛ واني اريد ان يحسم القضاء في الامر
وقد نقلت من بعد كل وقائع الحوار للاستاذ جلال الطيب المحامي ؛ والذي انفعل وظن ان في الامر محاولة توريط لي ؛ وذلك بان اعترف مقابل العفو ؛ وانها ربما تكون مؤامرة كيزانية ؛ ولكني استبعدت ذلك الامر ؛ لان الرجلين كانا يبدوان صادقين ؛ وقد كان بعضا من اخوان الاقرع يحضر المحاكمات ؛ حتي حكمت المحكمة في مرحلة اولي باسقاط التهمة ضدي عن موت الاقرع ؛ لانه لم يكن هناك اي شهادة بذلك ؛ كما ان فصيلة دمه كانت تختلف تماما عن فصيلة الدم الموجودة في السكين التي زعم بانها كانت اداة الجريمة ؛ والتي حاولوا نسبها زورا لي
وبعد اسقاط التهمة فيما يهص الاقرع فقد درجت جريدة الجبهة الديمقراطية علي التساؤل من قتل الاقرع ؟ ؛ الامر الذي لم تجد له اجابة ؛ وبعد برائتي التامة من التهمة الثانية فقد اصبح السؤال من قتل بلل والاقرع ؛ ولا تزال الاجابة غامضة بعد مرور حوالي 17 عاما علي موتهما
كما اذكر انه بعد جلسة النطق بالحكم ؛ واعلان برائتي وخروجي ؛ ان حضر الي الرائد الذي حقق معي في القضية ؛ والذي سلم نتيجة تحقيقاته عدة مرات للنيابة العامة ؛ وارجعتها له لضعف الادلة ؛ ومد يده لي مباركا قائلا : والله نحن كنا عارفين انت حتطلع منها وتاخذ براءة ؛ لكن كانت في شهادات ضدك وما كان في يدنا حاجة !! فما كان مني الا ان نظرت له باذدراء ؛ وحينها قال له ابن عمتي الذي كان يقف قربي: يا راجل انت ما بتخجل ؛ ما كان تقول الكلام دا قبل سنتين ؛ وحينها انسحب الرجل مكسوفا
السؤال الان : هل ستتضح الحقيقة يوما ؛ وهل يجد احد من الكيزان من المشاركين في تلك الاحداث ؛ ومن يعرف الحقيقة ؛ ومن في قلبه ذرة من الضمير ؛ غير المصلحة الحزبية ؛ القدرة والشجاعة لاعلان ما حدث ؛ وفضح القتلة الحقيقيين ؛ ام ان الناس ستذهب باسرارها الي القبور ؟
عادل
| |
|
|
|
|
|
|
| |
mekki
bayan
فتحي البحيري
اسامة الخاتم
Abdel Aati
يحي ابن عوف
bitalneel
Faisal Salih
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست