من علي دينار الي مني اركوي : جذور ومستقبل الصراع في دارفور

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 05:08 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عادل عبد العاطى(Abdel Aati)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-17-2004, 08:10 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
من علي دينار الي مني اركوي : جذور ومستقبل الصراع في دارفور

    من علي دينار الي مني اركوي :
    جذور ومستقبل الصراع السياسي في دارفور

    مقدمة:
    وصلت الازمة السياسية والانسانية في إقليم دارفور في اقصي غرب السودان؛ الي مراحل خطيرة من تطورها؛ والتي تبدت في ارتفاع وتائر العمل المسلح؛ واستهدافه اساسا للمدنيين؛ مما ادي فيما ادي الي نزوح اكثر من مليون مواطن من سكان الاقليم الي دولة شاد المجاورة؛ وووجودهم في معسكرات اللاجئين البائسة التي ملات صورها وسائط الاعلام المختلفة؛ ومعاناتهم تحت ظل ظروف قاسية من انعدام ابسط الضروريات؛ بل مواجهة العديد منهم وخصوص الاطفال والعجزة؛ لخطر المجاعة هناك؛ وكانهم كانوا يهربوا من خطر الموت بالسيف؛ الي موت آخر بطئ بانعدام ما يسد الرمق.

    كما تتحدث الاخبار عن ممارسات التطهير العرقي وحرب الابادة؛ والتي تنسب للحكومة وحلفاؤها من مليشيات الجنجويد؛ ضد بعض الإثنيات من سكان الاقليم. وعلي خلفية كل هذه المأساة؛ يبدو التدخل الاجنبي يطل براسه؛ سعيا لحل المشكلة من قبل بعض اطرافه؛ او استغلالها لمصلحة بعض المتدخلين الآخرين؛ فيما تبدو النخبة السياسية والاجتماعية للأقليم والسودان عاجزة عن التعامل مع هذه الازمة؛ والتي انفجرت بقوة لم تكن في الحسبان؛ فاجئت بها كل اللاعبين والمراقبين.

    فما حقيقة ما يدور باقليم دارفور السوداني؛ وهل الصراع فيه لا يزال صراعا عسكريا – سياسيا؛ بين اطراف معارضة ضد الحكومة المركزية؛ كما كان في مبتداه؛ أم تحول الي حرب اهلية طاحنة؛ يختلط فيها الصراع حول الموارد المحدودة؛ بالنزاع حول هوية السودان وتوجهه القومي ومستقبل العلاقات الاثنية فيه؛ وتنفجر فيه مكبوتات العلاقات المتخلفة؛ وترسبات الصراعات القديمة والمتجددة؛ بحيث تؤدي الي محرقة عرقية؛ تتراجع امامها اهوال رواندا وبوروندي؟

    هذا ما نحاول الاجابة عليه في هذا المقال.
                  

07-17-2004, 08:11 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من علي دينار الي مني اركوي : جذور ومستقبل الصراع في دارفور (Re: Abdel Aati)

    لمحة تاريخية واثنية وجغرافية عن دارفور:

    يقع اقليم دارفور فى اقصى غرب السودان؛ وتشكل حدوده الغربية حدود السودان الخارجية مع مصر؛ ليبيا؛ تشاد وجمهورية افريقيا الوسطى. ويدين سكانه بالاسلام؛ المختلط فى مناطق كثيرة بالاقليم مع الاعراف المحلية؛ متخذا طابعا شعبيا صوفيا مميزا. وقد قامت فى دافور قديما ممالك مستقلة ذات نفوذ؛ من بينها سلطنة المساليت؛ وسلطنة الفور؛ والتى استمرت فى الوجود منذ القرن الخامس عشر الميلادي؛ بفترات انهيار بسيطة؛ ما تلبث بعدها ان تعود؛ حتى العام 1917؛ حيث انهزمت نتيجة للتفوق الحربى الانجليزى. وقد اخرجت دارفور قيادات عسكرية وسياسية متميزة؛ مثل السلطان علي دينار؛ والسلطان بحر الدين؛ سلطان المساليت الذي حارب الفرنسيين لسنين طويلة.

    وتسكن الاقليم مجموعات قبلية وعرقية متعددة؛ من اهمها الفور والتى اخذ الاقليم اسمه منها؛ وقبائل البقارة العربية؛ وقبائل الزغاوة والمساليت الخ؛ ويتقاطع العديد من هذه المجموعات مع امتدادات لها فى الدول المجاورة؛ وخصوصا دولة تشاد وجمهورية افريقيا الوسطى .

    ويتميز افليم دارفور؛ ذو المناخ الصحراوي وشبه الصحراوي في شماله؛ ومناخ السافنا في جنوبه؛ باحتوائه على اعلى هضبة فى السودان؛ وهي الهضبة التي تسمى بجبل مرة؛ والتى يصل ارتفاعها الى ثلاثة الاف متر. ويعمل اهل دارفور عموما بالرعي المتنقل والزراعة البدائية وطق "جمع" الصمغ العربي والتجارة. كما ضربت الاقليم االعديد من الكوارث الطبيعية؛ ومن اهمها التصحر والجفاف الذى يمسك بخناق الاقليم منذ عقود.

    (عدل بواسطة Abdel Aati on 07-17-2004, 08:14 AM)

                  

07-17-2004, 08:15 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من علي دينار الي مني اركوي : جذور ومستقبل الصراع في دارفور (Re: Abdel Aati)

    جذور الازمة واركيولوجيا الصراع:

    يكاد معظم المحللون يتفقون؛ على ان اقليم دارفور قد عاني تهميشا واضحا من قبل الحكومات المركزية فى الخرطوم؛ علي مدار تاريخ السودان المستقل؛ رغم اسهامه الكبير في تراكم الدخل القومي السوداني؛ بثرواته الحيوانية والنقدية. ويبدو نمو دارفور معتقلا؛ حيث ان حصة الاقليم من المشاريع الحديثة الصناعية والزراعية تكاد يساوى صفرا؛ وما يدخله من الميزانية العامة؛ لا يتناسب مع اسهام الاقليم فيها؛ او احتياجاته الملحة. كما ان مستوي التعليم والخدمات الصحية والاجتماعية في دارفور متدنية للغاية.

    ويشكو العديد من مواطني دارفور من تعرضهم للتمييز السلبي والتعامل الأستعلائي تجاههم من بعض المواطنين فى وسط السودان؛ وذلك رغم اشتراكهم في الاسلام. وتعزي الاطراف المختلفة ذلك التمييز لواقع سحنتهم الافريقية وثقافتهم المتميزة؛ ولكونهم يؤدوا في الغالب اعمالا يدوية وخدمية بسيطة؛ مما يتفر عنها ابناء الوسط. ويجد الكثيرون مثالا علي هذا الاستعلاء في المقولة الشهيرة في وسط وشمال السودان باللهجة الدارجة السودانية؛ ؛ والتي تقول: "البجي من الغرب؛ ما بسر القلب".

    ويمكن ان تكمن بعض اسباب التوتر في علاقة بعض نخب ومواطني الوسط؛ مع اهل دارفور؛ في كون الأخيرين كانوا السند الاساسي للثورة والدولة المهدية؛ والتي ناضلت وحكمت في اواحر القرن التاسع عشر. وقد شهدت العلاقة بين الدولة المهدية بقيادة الخليفة عبدالله التعايشي؛ والذي ترجع اصوله لغرب السودان؛ وبعض تكوينات الوسط القبلية؛ توترا حادا؛ القي بظلاله علي حساسية العلاقة بين بعض مجموعات الوسط؛ المسمون ب"أولاد البحر" اي النيل؛ وابناء دارفور وكردفان؛ والمسمون ب"أولاد الغرب".

    وقد شهد الاقليم في تاريخه الحديث؛ جود ظاهرة الصراعات القبلية على موارد الارض والماء المحدودة؛ في ظل الانفجار السكاني وتزايد اعداد المواشي؛ وانعدام اي شكل من اشكال تنمية الموارد وتحقيق الخدمات ورفع الوعي العام. وقد اكتسب صراع الموارد هذا؛ شكل النزاع بين القبائل الرعوية المترحلة؛ ذات الاصول العربية في مجملها؛ والقبائل الزراعية المستقرة من ذات الاصل الافريقي؛ متخذا بذلك شكلا عرقيا؛ مما سيسميه البعض لاحقا بصراع الهوية.

    وقد اجج النزاعات القبلية التقليدية؛ والتي كانت فيما مضي تحل عن طريق زعماء القبائل وبالتراضي والدية والتعويض؛ تدفق السلاح الناري الحديث في دارفور منذ السبعينات؛ والذي شدد من وتائر وضحايا تلك الصراعات. كما ساهم التدهور الاقتصادي والتفكك في مؤسسة القبيلة وانعدام الامن؛ لبروز ظاهرة النهب المسلح في الثمانينات؛ والتي استمرت طوال عقد التسعينات؛ محولة الاقليم الي ساحة حرب بين مختلف العصابات والمواطنين.

    وقد شهد اقليم دارفور اضطرابات سياسية وصراعات مستمرة فى العقود الاخيرة؛ ابتدات منذ النصف الثاني من السبعينات؛ حيث ساهم الدارفوريون في محاولة الاجتياح العسكري لاحزاب الجبهة الوطنية في يوليو عام 1976؛ والمسماة بحركة محمد نور سعد؛ والتي انتهت بمجازر عشوائية في الخرطوم. كما عادت دارفور للساحة السياسية عام 1981؛ حيث اندلعت انتفاضة دارفور الشهيرة ضد حكم الرئيس الاسبق جعفر محمد نميرى؛ والتي اضعفت من مواقعه؛ وادت الي بروز نجم السياسي احمد ابراهيم دريج؛ والذي استقال من حكم الاقليم حينها؛ وانضم الي المعارضة.

    كما شهدت دارفور ملابسات الصراع التشادى- الليبي والتشادي – التشادي المريرة؛ واستخدام مختلف الفرق فيه للاقليم كقاعدة خلفية للضرب او الهرب؛ وكذلك انتشرت مليشيات مختلفة في الاقليم؛ مثل قوات الفيلق الاسلامى المدعومة من ليبيا؛ وذات التكوين الغرب الافريقي؛ والتي تمركزت فيه لسنوات طويلة.
                  

07-17-2004, 08:16 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من علي دينار الي مني اركوي : جذور ومستقبل الصراع في دارفور (Re: Abdel Aati)

    الخرطة السياسية للاقليم قبيل انطلاق العمل المسلح:

    لقد كان اقليم دارفور موال تقليديا لحزب الامة؛ وذلك لانتماء الغالبية الطلقة من اهله لطائفة الانصار؛ والتي تقودها اسرة المهدي. وقد كان الاقليم بمثابة منطقة مغلقة لنفوذ ذلك الحزب حتي منتصف السبعينات؛ رغم محاولات اختراقه من القوي والاحزاب العقائدية والاصلاحية؛ والتي ركزت في دعايتها علي اهمال الحكومات المركزية وقيادة حزب الامة؛ لقضايا تطوير الاقليم؛ فكانت ان قامت فيه جبهة نهضة دارفور كتنظيم جبهوي نهض به المثقفين اساسا؛ واهتم بابناء الاقليم كذلك الشيوعيون والاخوان المسلمون من جناح حسن الترابي.

    ويبدو ان الحركة الاسلامية قد استطاعت ان تحقق اختراقات مميزة للاقليم؛ وخصوصا وسط الشباب والمتعلمين؛ وذلك بعد نشاطهم المشترك في اطار الجبهة الوطنية المعارضة لنظام نميري. وقد ظهر من قادة الاسلاميين بدارفور رجال مثل علي الحاج وخليل ابراهيم وداؤود بولاد؛ ممن سيلعبوا دورا مركزيا في الصراع السياسي الدائر الان في دارفور. وقد سجل الاسلاميون انتصارا كبيرا لهم؛ بادخال ثلاثة نواب لهم للبرلمان من دارفور في انتخابات العام 1986؛ في اول كسر لاحتكار حزب الامة لاصوات الاقليم؛ من قبل القوي العقائدية الجديدة.

    وقد دعم الاسلاميون من ابناء دارفور؛ انقلاب 30 يونيو 1989 الاسلامي؛ وانخرطوا في مؤسساته. ولكن اسلوب القبضة الحديدية الذي استخدمته حكومة الاسلاميين في التعامل مع اهل دارفور؛ والصراعات بين اطراف النظام؛ ورجوع الحديث عن الصراع بين اولاد البحر والغرب؛ قد أدي الي ابتعاد اغلب الدارفوريون عن الحكم؛ وخصوصا بعد الصراع بين د. حسن الترابي والحكم؛ والذي انضم فيه اغلب اسلاميو دارفور لصالح الترابي؛ بينما إنفض الشارع الدارفوري عن الجانبين.

    وفى ظل انحسار النفوذ التقليدى لحزب الامة بدارفور ؛ وتضعضع نفوذ الاسلاميين فيها ؛ فقد بدات فى الظهور تيارات جديدة اكثر ثورية؛ فبدات مجموعة موالية للحركة الشعبية لتحرير السودان بالنشاط في دارفور؛ بقيادة المهندس داؤود يحي بولاد؛ والتي انهزمت في اوائل التسعينات واعدم قائدها. كما نظم احمد ابراهيم دريج وشريف حرير؛ حزب التحالف الفيدرالي الديمقراطي السوداني؛ والذي اعتمد بصورة رئيسية على ابناء دارفور وكردفان؛ وانضم للتجمع الوطني المعارض في منتصف التسعينات.

    كما ظهرت بوادر التورة فى دارفور باصدار ما يسمى بالكتاب الاسود في نهاية التسعينات؛ وهو وثيقة معادية للحكومة المركزية؛ وموثقة لمظالم اهل دارفور وغرب السودان عموما؛ وقد وزع الكتاب بشكل واسع في السودان؛ واصبح مدارا لحوار سياسى ساخن ابان ظهوره فى اواخر التسعينات. وقد اشارت الاصابع الى عناصر مرتبطة بحسن الترابى؛ بوصفها قد اعدت ونشرت ووزعت الكتاب؛ حيث ان مؤلفوه قد انطلقوا من مواقع "انقاذية" ؛ لنقد الحكم. وقد كان واضحا ان معدي ذلك الكتاب علي معرفة عميقة بدارفور؛ وعلى دراية بتوازن القوى داخلها؛ وبتفاصيل العمل السياسى والادارى واالتنفيذى فيها.
    بالمقابل فقد كانت تختمر تحت السطح نزعات عرقية تقوم علي اساس الصراع بين القبائل الرعوية والزراعية؛ او العرب والزرقة؛ وقد اسفرت تلك النزعات عن تكوين تنظيم التجمع العربي في الثمانينات؛ وتنظيم قريش الغامض في التسعينات. من الناحية الاخري فقد أدت تلك الصراعات القبلية والتحيز الحكومي ودعاية الحركة الشعبية؛ الي تمترس مقابل وسط بعض ابناء القبائل الزنجية في دارفور؛ فتهيات بذلك كل الظروف لانفجار الاوضاع.
                  

07-17-2004, 08:17 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من علي دينار الي مني اركوي : جذور ومستقبل الصراع في دارفور (Re: Abdel Aati)

    القوي الاساسية والعناصر الفاعلة في التمرد المسلح في دارفور:

    انطلقت العمليات العسكرية في دارفور؛ في بداية العام الماضي؛ باستيلاء مجموعات مسلحة مجهولة؛ علي حامية قولو في جبل مرة؛ وانطلاق العمليات العسكرية بسرعة فائقة؛ اذهلت كل المراقبين واللاعبين؛ بما فيها الحكومة السودانية؛ والتي تعرضت قواتها لهزائم ماحقة علي يد المتمردين؛ طوال شهور العام السابق.

    ورغما عن التكهنات المختلفة؛ ومحاولات العديدين لتصنيف القوي المسلحة؛ حسب موقعهم من الصراع؛ فقد اتضح ان المجموعات المقاتلة متعددة وذات قيادات مختلفة؛ ظهر من بينهم حركة تحرير السودان بقيادة أمينها العام مني اركوي ميناوي ورئيسها المحامي عبدالواحد محمد نور؛ وحركة العدالة والمساواة بقيادة خليل ابراهيم؛ ومجموعة متمردة من ابناء القبائل العربية؛ ممن لم يتفقوا مع قادة التمرد الآخرين؛ وانضموا للحكومة لكيما يشكلوا فيما بعد النواة لما عرف بمليشيات " الجنجويد".

    وقد كان التمرد معزولا في البداية عن النخب الدارفورية القديمة؛ من مثقفين وسياسيين وقيادات قبلية؛ ويبدو ان تنظيمه الاقوي؛ وهي حركة تحرير السودان؛ قد اسست من قبل شباب لهم تجربة سياسية وعلاقات محلية واقليمية محدودة؛ ولكن خبرة عسكرية وموارد مالية قوية. بينما اتجهت اصابع الاتهام للمؤتمر الشعبي وحسن الترابي؛ بالوقوف خلف حركة العدالة والمساواة؛ بينما افلحت الحكومة في تحييد المتمردين من القبائل العربية؛ وجرهم الي صفوفها.

    وقد حاولت بعض النخب الدارفورية؛ مثل احمد ابراهيم دريج وحزبه؛ وقيادة حزب الامة ؛ التاثير في الاحداث؛ وجبرها لمصلحتها السياسية. الا ان تبلور الصراع واشتداده قد دفعها للخلف؛ فكان ان انضم اغلب اعضاء التحالف الفيدرالي بغرب البلاد لحركة تحرير السودان؛ وكذلك بعض كوارد التحالف الخارجية؛ مما دعا التنظيمين لتوقيع اتفاق وحدوي بينهما؛ وبدأ كان نائب رئيس التحالف الفيدرالي؛ البروفسور شريف حرير يقف وراء التمرد بكل ثقله؛ بينما يتنائي عنه الليبرالي احمد ابراهيم دريج؛ رئيس التنظيم.

    من جهة اخري فان العديد من كوادر حزب المؤتمر الشعبي؛ قد اتهمت بدعم التمرد؛ وتحديدا حركة العدالة والمساواة. وقد قامت السلطات بتنفيذ حملة اعتقالات واسعة تجاه قيادات الشعبي وكوادره الدارفورية؛ وشنت حملة دعائية ضخمة ضد حزب المؤتمر الشعبي وحسن الترابي شخصيا؛ تتهمه فيه بالضلوع في تنظيم ودعم التمرد. وقد اعتقلت الحكومة اخيرا عددا من الضباط ذوي الاصول من غرب السودان؛ اتهمتهم فيه بمحاولة تنظيم انقلاب بدعم المتمردين؛ واشارت باصابع الاتهام الي حزب المؤتمر الشعبي مباشرة.

    من الناحية الاخري يبدو حزب الامة هو الخاسر الاكبر والمُهمش الاول بعد اندلاع التمرد. فقد اعترف الصادق المهدي زعيم الحزب؛ ان اعضاء حزبه يقاتلوا في الجانبين؛ بينما فشلت كل محاولات الحزب للتاثير علي الاطراف المتقاتلة؛ من قوي سياسية وقبلية معارضة او مؤيدة للحكومة؛ او القوي المؤثرة في دوائر الحكم.
                  

07-17-2004, 08:18 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من علي دينار الي مني اركوي : جذور ومستقبل الصراع في دارفور (Re: Abdel Aati)

    الصراع في دارفور من المعارضة المسلحة الي الحرب الاهلية:

    في حوالي عام ونصف منذ اندلاع العمليات المسلحة في دارفور؛ تدهور الوضع في هذا الاقليم تدهورا فظيعا؛ حيث تكاد العمليات العسكرية بين قوات الحكومة والمتمردين تكون توقفت؛ بينما اذددادت وتوسعت العمليات ضد المدنيين؛ وعلي اسس عرقية وقبلية.

    وتنسب معظم هذه العمليات ضد المدنيين ؛ الي مليشيات الجنجويد؛ وهي مليشيات تضم عناصرا من القبائل العربية في الاساس؛ وتتحرك علي ظهور الخيل والجمال؛ وهي مدعومة من قبل دوائر نافذة في الحكم؛ وان كان يبدو انها تتحرك وفق حسابات خاصة بها؛ يفسرها بعض المحللين في طرد العناصر الزنجية من اراضيها؛ مما يذكرنا باهداف التجمع العربي الغامض وتنظيم قريش الاكثر غموضا. بينما نسبت بعض الانتهاكات لحركات التمرد؛ وخصوصا حركة تحرير السودان؛ علي هامش بعض عملياتها العسكرية.


    ويبدو واضحا في خلال ذلك؛ انخراط عناصر اقليمية مختلفة؛ في الصراع الدائر في دارفور؛ وخصوصا من الطرف التشادي؛ حيث نسبت اقوال للمسؤولي الحكومة السودانية؛ تتهم فيه عناصر من المخابرات الليبية والتشادية بدعم التمرد؛ بينما تتهم حركات التمرد الحكومة التشادية بمحاباة الخرطوم؛ وتترد د مختلف الاقوال عن مشاركة عناصر من دول افريقية شتي؛ فير الصراع المسلح في دارفور؛ ليس اقلها الاعلان عن مشاركة وحدات من جيش الرب الاوغندي الموالي للخرطوم؛ في الصراع في دارفور.

    وقد تمت في الفترة الاخيرة؛ مجموعة من الانشقاقات في حركات التمرد الرئيسية؛ فقد انشق فصيل عن حركة العدل والمساواة؛ ويعمل الان تحت اسم الحركة الوطنية للاصلاح والتنمية؛ بينما اعلنت مجموعة تنسب نفسها لحركة تحرير السودان؛ اقالة رئيس الحركة وامينها العام؛ وتعيين قيادات بديلة؛ وهي صراعات يمكن ان تؤدي الي مزيد من الاقتتال الداخلي وسط الحركات المسلحة؛ ومزيدا من الدمار لمواطن دارفور.

    ان كل هذه العوامل؛ قد أدت الي تحويل الصراع من كونه معارضة مسلحة لحركات سياسية – عسكرية ضد الحكومة المركزية؛ الي كونه حرب اهلية يتصارع فيها في المقام الاول ابناء دارفور؛ ويدفع ثمنها الغالي المواطن الدارفوري البسيط؛ ممن خسر حياة اهله القريبين واستقراره وممتلكاته في هذه الحرب الشرسة واللااخلاقية؛ والتي افرزت مئات الالاف من الضحايا والمهجرين؛ رغم عمرها القصير.

    وقد أدت مجموعة من المحاورات بين الحكومة وتنظيمات المتمردين؛ الي التوقيع علي اتفاقيات لوقف اطلاق النار؛ وخصوصا اتفاقية ابشي مع حركة تحرير السودان. ويعتقد الكثير من المراقبين ان الحكومة السودانية غير جادة في التفاوض؛ وانها تهدف الي شق صفوف الحركات المسلحة المعارضة ضدها؛ بينما اطلقت يد مليشيات الجنجويد؛ لضرب القاعدة الشعبية للتمرد؛ والتي تراه الحكومة منحصرا في قبائل الفور والزغاوة والمساليت؛ رغما عن الوجود الواسع لابناء القبائل العربية في صفوف حركة تحرير السودان؛ وموقف المقفين الدارفوريين شبه الجماعي؛ ضد سياسة الحكم ودعم اغلبهم لمطالب المتمردين.

    ويبدو المجتمع الدولي متحركا في اتجاه حل الازمة في دارفور؛ وذلك بعد فشل الاطراف السودانية في وقف الاقتتال والانتهاكات تجاه المدنيين؛ ومواجهة اللاجئين لظروف قاسية حركت ضمير العالم. وبعد فشل الاطراف الاقليمية في دفع الاطراف المتقاتلة للحوار؛ دخلت الولايات المتحدة بكل ثقلها؛ لدفع الاطراف المتقاتلة للتفاوض والضغط علي الحكومة لحل الجنجويد وتقييدهم؛ بينما دخلت الامم المتحدة من باب المساعدة الانسانية؛ وتقديم اطرا للحل السياسي للازمة.
                  

07-17-2004, 08:19 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من علي دينار الي مني اركوي : جذور ومستقبل الصراع في دارفور (Re: Abdel Aati)
                  

07-21-2004, 05:59 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من علي دينار الي مني اركوي : جذور ومستقبل الصراع في دارفور (Re: Abdel Aati)

    ***
                  

07-28-2004, 04:27 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من علي دينار الي مني اركوي : جذور ومستقبل الصراع في دارفور (Re: Abdel Aati)

    up
                  

08-02-2004, 04:43 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من علي دينار الي مني اركوي : جذور ومستقبل الصراع في دارفور (Re: Abdel Aati)
                  

08-07-2004, 06:22 AM

ود حماد
<aود حماد
تاريخ التسجيل: 03-16-2003
مجموع المشاركات: 330

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من علي دينار الي مني اركوي : جذور ومستقبل الصراع في دارفور (Re: Abdel Aati)

    up
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de