عصابات سودانية تثير خوف اللاجئين في شوارع القاهرة!

Quote: يذر شارب بي بي سي نيوز - القاهرة أتى "ماليا بيكام"، 24 عاما، إلى مصر فارا من سعير الحرب الأهلية في جنوب السودان، ولكنه لقى حتفه مضرجا بدمائه في شوارع القاهرة. وجاء مقتل ماليا ضربا بالسيف "السنجة" على أيدي لاجئين سودانيين جنوبيين، وكانت قمة السخرية هو أن الهجوم وقع خارج حدث بمناسبة اليوم العالمي للاجئين. مجموعة من اللاجئين السودانيين موسيقى الراب شائعة بين الكثير من الشباب السوداني وماليا هو أحدث ضحية للعنف بين عصابات شوارع متناحرة بين السودانيين الجنوبيين. ووفق تقديرات غير رسمية (إذ لا يوجد رقم رسمي) فقد قتل أربعة على الأقل خلال الأشهر الثمانية عشرة الماضية. ويقول دنج، 22 عاما، إنه شهد جريمتي قتل. وشأنه شأن آخرين مخالطين لعصابات فإنه لم يرد أن ينشر اسمه الحقيقي. ويقول دنج "إنهم يتقاتلون على لا شيء، ويستخدمون السكاكين والعصي، وأحيانا يصاب أكثر من عشرة أشخاص". عمليات سرقة وقد ظهرت عصابات تحت أسماء مثل "لوست بويز" (الأولاد الضائعين)، و"أوتلوز" (الخارجين عن القانون)، حيث يرتدون الفانلات الحريرية دون الأكمام وأحذية الرياضة وقبعات البيسبول، ويبنون هويتهم ليس على أساس القبيلة أو الدين، بل على من يفرض سيطرته على منطقة معينة من مناطق العاصمة. وأفراد العصابات في أغلبهم في أواخر سن المراهقة وأوائل العشرينات، ويعشقون موسيقى الراب، وعادة ما يعيشون معا في شقق مشتركة ويتجمعون في الحفلات والحدائق. السودانيون في مصر العدد غير معروف على وجه اليقين وزارة العمل تقدرهم بما بين مليونين و5 ملايين أغلبهم من الجنوب المسيحي والذي يدين بالأديان التقليدية الأمم المتحدة مسؤولة عن تقرير وضع طلبات اللجوء قرابة 13 ألفا و400 معترف بهم كلاجئين* تقدم قرابة 60 ألفا لمنحهم وضع لاجئين ما بين عامي 1996 و2005* * بيانات المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لعام 2005 غير أنهم يسرقون أيضا أشقاءهم السودانيين، ويهاجمون العصابات المنافسة ويضربون الشباب الذين يرفضون الانضواء للوائهم في منطقتهم. وعلى رأس وكتف المدرس ديفيد آوو فرج الله، 30 عاما، ندبات بعد تعرضه للسرقة في الشارع على أيدي أعضاء من العصابات أثناء عودته إلى منزله من الكنيسة. ويقول ديفيد "سمعت دوي خبطة في رأسي وبدأت أرى الدم يتدفق. أخذوا المال ورحلوا!". ويقول آيويل جوناثان، 20 عاما، إنه استهدف بعد أن رفض الانضمام إلى عصابة: "كنت في الشارع حينما هاجموني، وشرَّحوا يدي وضربوني. كانت سكينة كبيرة جدا!". ولكن لماذا تحول عدد كبير من الشباب السوداني ضد بعضه البعض؟ تهميش لقد جاء الكثير من السودانيين إلى مصر كمحطة على أمل إعادة توطينهم في الغرب، غير أن الأمر قد يستغرق أعواما وقد انخفض عدد المقبولين بشكل بالغ منذ اتفاق السلام في يناير/كانون الثاني عام 2005 بين الخرطوم والمتمردين الجنوبيين، وإن كان القليلون فقط من الجنوبيين يشعرون أن بلادهم آمنة بما يكفي للعودة. ديفيد آوو فرج الله ديفيد يحمل آثار تعرضه لهجوم وعملية سطو قامت بها عصابة وعلى الرغم من أن مصر تبنت منذ فترة طويلة سياسة الباب المفتوح أمام السودانيين إلا أنهم لا يمنحون تصاريح العمل بسهولة، كما أن التمييز ضدهم حقيقة واقعة، بينما سوق العمل المصري يعاني بالفعل. كما أن آفاق التعليم الحكومي غير مفتوحة أمام السودانيين، بما يتركهم يعتمدون على المدارس التي تديرها الكنائس والتي لا يعترف بشهاداتها. ويقول دومينيك "لقد ضاعت بلادهم وضاعت هويتهم"، وهو يحاول الإبقاء على علاقات مع العصابات ويسعى للتوسط بينها. ويضيف قائلا "إنهم مهمشون، يفتقدون التعليم والعمل. وليس لديهم ما يثقون به، ومن ثم يؤسسون تلك العصابات على سبيل الانتماء". كما يعتبر انهيار مجتمعهم والعلاقات الأسرية عاملا من عوامل ظهور تلك العصابات، فالكثير من الآباء إما توفوا أو غابوا فيما عادة ما تعمل الأمهات كخادمات في البيوت بعيدا عن أبنائهن. يأس وربما تلقي خبرة دنج بعض الضوء، إذ يقول "حينما كنت في العاشرة عدت إلى جنوب السودان، ولكن القتال اندلع ورأيت ابن عمي يقتل أمام عيني". شرطي مصري يفض احتجاجا عند مكتب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في القاهرة نفذ اللاجئون السودانيون اعتصاما دعوا فيه لمنحهم اللجوء للخارج ويتابع "أغلب هؤلاء الشباب في العصابة عاصروا أمورا أليمة". كما يمكن استشفاف الكثير من أغاني الراب التي تنتشر بين الشباب السوداني، سواء من العصابات أو من عموم الشباب: "إنها تتحدث عن المأساة، والتعب في الحياة، ومن القلب تبحث عن النجاة، تتحدث عن الألم والمعاناة". ويرى الكثيرون علاقة بين تزايد العصابات وأحداث ديسمبر 2005 والتي تصدرت عناوين الأخبار الدولية حينما قتلت قوات الأمن المصرية 27 سودانيا على الأقل حينما فضت اعتصاما لهم. ويعتقد باحثون من الجامعة الأمريكية في القاهرة إن "المزيد من اليأس والإحباط قد تعمق" بعد الحدث الذي غذى مشاعر الغضب التي تعبر عنها جرائم العصابات. سياسة الحكومة ويشير تقرير الجامعة الأمريكية إلى أن الشرطة المصرية تبنت بعد هذا الحادث سياسة "اتركوهم وشأنهم" - وهو الاتهام الذي يوجهه الكثير من الجنوبيين الذين يقولون إن الشرطة لا تحقق في جرائم عصاباتهم ولا تتدخل للقبض على زعماء العصابات. وإبان الحدث الذي وقع في ديسمبر/ كانون الأول 2005 قالت الحكومة إنها "حزينة" لمقتل الضحايا وإنها تعاملت مع الاعتصام "بصبر ومرونة". وتقول إنها اتخذت خطوات لتحسين الظروف المعيشية للسودانيين، غير أنها لم تتجاوب مع المطالبات ببيان تقريري حول السياسة التي تتبعها الشرطة. ويقول دنج إن أغلب الذين ينضمون للعصابات ينضمون إما لتجنب تعرضهم للضرب على أيدي عصابة أخرى أو لينتقموا من العصابة التي آذتهم. ويقول إنه لكي تتأهل لعضوية العصابة ينبغي أن تشارك في هجوم جديد. ويضيف قائلا "بالطبع حينما يموت شخص، لا يشعر أفراد العصابة التي فعلت ذلك بالسعادة، ولكنهم لا يلومون أنفسهم - ولكنهم يكتفون بالقول إن المشكلة مشكلته، ما كان يجب أن يقاتلنا".

Quote: العدد غير معروف على وجه اليقين وزارة العمل تقدرهم بما بين مليونين و5 ملايين أغلبهم من الجنوب المسيحي والذي يدين بالأديان التقليدية الأمم المتحدة مسؤولة عن تقرير وضع طلبات اللجوء قرابة 13 ألفا و400 معترف بهم كلاجئين* تقدم قرابة 60 ألفا لمنحهم وضع لاجئين ما بين عامي 1996 و2005* * بيانات المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لعام