دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
هدهدات ليل الرحيل ...في الذكرى الثامنة عشر لرحيل عبد الرحيم أبو ذكرى مهداة إلى عثمان أبو ذكرى و
|
هدهدات ليل الرحيل ﴿في الذكرى الثامنة عشر لرحيل عبد الرحيم أبو ذكرى ـ 16 أكتوبر 2007﴾ (مهداة إلى عثمان أبو ذكرى وكمال الجزولي) ====================== شعر: محمد تاج السر
أيُّهذا الليلُ يا ليل الرحيل همهمات فيك من دون عويل هدهدات منك للشعر الجميل تتجلى وتجول في انبهار وذهول في بريق وعيون عند ذياك النبيل -------------- أيهذا الموج في جسم نحيل هادر أنت وصخّاب المحيا بنتَ شلاّلاً رويا بنتَ عذبا وفتيا وسخيا وعصيا مستحيل أنت فينا مستحيل كيف أزمعت الرحيل؟ وتجاوزت السهول؟ -------------- عربات الشمس صارت صوت مشوار طويل أسمعت ليل الرحيل صوتها المبتعدا لحن قيثار بدا مرتعدا لحن قيثار حزين للسما قد صعدا شامخا وابتعدا -------------- أيهذا الليل يا ليل الرحيل هل ترى تذكره عبد الرحيم؟ إنه من كان يمشي في حياء ويحب البسطاء ويقود الشعراء نحو شمس ونخيل نحو فجر وسحاباتٍ وماءٍ سلسبيل ---------------- محمد تاج السر أكتوبر 2007
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هدهدات ليل الرحيل ...في الذكرى الثامنة عشر لرحيل عبد الرحيم أبو ذكرى مهداة إلى عثمان أبو ذك (Re: بكرى ابوبكر)
|
في الذكرى الثامنة عشر لرحيل عبد الرحيم أبو ذكرى له الوفاء وللشاعرمحمد تاج السر التحية ولك يا بكري الشكر على هذا البوست غني له مصطفي سيد احمدالرحيل في الليل ورحلا وبقى منهماالتفرد البديع لهما الرحمة
الرحيل في الليل " ايها الراحل في الليل وحيدا ضائعا منفردا امس زارتني بواكير الخريف غسلتني بالثلوج وباشراق المروج ايها الراحل في الليل وحيدا ضائعا منفردا حين زارتني بواكير الخريف كان صيفي جامدا وجبيني باردا وسكوتي رابضا خلف البيوت الخشبيه مخفيا حيرته في الشجر وغروب الانهر وانحسار البصر لوحت لي ساعة حين انصرفنا ثم عادت لي بواكير الخريف حين عادت وثب الريح علي اشرعتي المنفعله سطعت شمس الفراديس علي اروقتي المنعزله ومضت تحضنني الشمس النديه التي ماحضنتني في الزمان الاول في الزمان الغائب المرتحل ايها الراحل في الليل وحيدا ضائعا منفردا انتظرني فانا ارحل في الليل وحيد موغلا منفردا في الدهاليز القصيات انتظرني في العتامير وفي البحر انتظرني انتظرني في حفيف الاجنحه وسماوات الطيور النازحه حين تنهد المدارات وتسود سماء البارحه انتظرني انتظرني"
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هدهدات ليل الرحيل ...في الذكرى الثامنة عشر لرحيل عبد الرحيم أبو ذكرى مهداة إلى عثمان أبو ذك (Re: عبدالله شمس الدين مصطفى)
|
يا لها من ذكرى رحيل الشاعر عبدالرحيم ابو ذكرى بتلك الكيفية كان حادثة فاجعة في تاريخ الغبداع السوداني. شقيقه عثمان ايضاً رحل ومن قبله شقيقه حسبو.كان أبوذكرى شاعراًرقيقاً هامساً لكن سمعته الشعرية داوية كما رحيله .تربطني علاقة قوية بالشاعر وشخصي هو من اوصل متعلقاته وكتبه لاسرته في تلك الفترة قابلت مصطفى سيد احمد بموسكو واقترحت عليه ان يلحن قصيدة الرحيل في الليل ففعل وسلمني الأغنية في شريط كاسيت قبل عودتي للسودان حيث دوت الرحيل في الليل بصوت مصطفى سيد أحمدفي قاعة الشارقة في الذكرى السنوية الاولى لرحيل أبي ذكرى التي اقامها اتحاد الكتاب .أصدر الشاعر كمال الجزولي كتاباً عن ابي ذكرى وصدر حديثاً كتاب عنه بعنوان ابوذكرى اخذ زهور حياته ورحل ومؤلف الكتاب هو محمد احمد يحيى وعنوان الكتاب ماخوذ من مرثية لأبي ذكرى للمجذوب.. للشاعر ديوان الرحيل في الليل وقد صدر في مطلع السبعينات وكانت له مخطوطة بعنوان العصافير تتعلم الطيران لدى أسرته.رحل ابوذكرى في اكتوبر 89م وفي الذكرى السنوية الاولى لرحيله كتبت:
وهل صفصافة تنبيك عن أخبار نافذة بشاهقة تالق نيزك فيها وخر على التوسل والمهانة والجليد؟ تأوه طار منه الدم ذاب القلب غاص الجسم في شبك الحديد وسال الشعر في الاسفلت *** ترى من رمد الاشياء في عينيه من من رج إحباطاتنا الكبرى وقد سكنت بقارورات مهجته فكدرها؟ تمر فجيعة اخرى فيرحل عن قوافينا أبوذكرى أمن حزن على وطن تباعد عن مخيلته فكان الموت أم صمت النشيد؟ وبات الليل مشغولا بفكرته وطورها من الأنقاض للهرم وسورها من العدم تمر فجيعة اخرى فيرحل عن امانينا أبوذكرى .... ... اكتوبر 1990
وقد قرات القصيدة في ذلك الوقت بقاعة الشارقة وفي الذكرى العاشرة لرحيله كتبت:
أبوذكرى عطرك والناس قيام _____________________-- كأنك مدير الكلام وصوتك غلالة حزن كأنك مدير من حديد في الكلام العنيد وصوتك مجرة حزن طنابير وفن طريتك فجيعتي القديمة على فاجعاتي انتشت وصبحت تنقط دموعا الأليمة على الذاكرة ذكرتك فقمت وجريت أصارع عقارب الزمن كهاملت على كل وادي أعاين لصورتك أناجي الحمام
وشفتك ممزق رجعت وسهيت وزارني المنام حرير القوافي البسيل من نسيجك مدام نضيمك تسير بيهو ركبان محطم ضلوعا الشجن تزكيهو لي شول غناوة .. وطماية.. بصوت زي يزن رأيتك معلق على باب زحام كأنك هدير الكلام على الصدر غيمة تظلل جداراً يغلف قليباً ملان بالهسيس والاماني حبورك خمورك إلينا وعصيد كردفالي كلامك سعادةً تفرطق بروقاً تكلب جلودنا وتحت الظلام وبالشي الفلاني طلوعك منابر القوافي امتلاك الكلام وامتلاك بالقصيد .. أبوذكرى برداً على صيف من الحرقان كلامك ولا فيهو زلة لسان وحلم الجعان رزانةً... رصانةً وقوف دوغري زي قيف علي الفيضان كأنك مدير الكلام رحيلك مع الليل سكوت نور ملعلع في وسط الظلام
أكتوبر 1999م
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هدهدات ليل الرحيل ...في الذكرى الثامنة عشر لرحيل عبد الرحيم أبو ذكرى مهداة إلى عثمان أبو ذك (Re: Bushra Elfadil)
|
الأستاذ بشرى الفاضل أسعدتني - ودائماً ما تفعل- بخبر صدور كتاب "محمد أحمد يحيى" (أبوذكرى أخذ زهور حياته ورحل) فقد كرّس الرجل سنواتٍ قد تفوق العشر في البحث و"مساككة" آثار ابوذكرى في بلد "مسّاح" وغير رحيم وظروف تفل حديد الرجال. فله مني التحية والتقدير على ذاك العمل، وأبارك له خروج مولوده إلى الحياة بعد حمله وهناً على وهن. وهنا أدناه ما كنت كتبته له قبل عدد من السنوات بمناسبة انتهائه من الاشتغال على الكتاب.
علمنا الحفر نجمة ..نجمة
غير أن الطيور الكبيرة الطيور الجسورة نفضت ريشها ثم طارت (ابو ذكرى – البوابة والدم)
كيف بالله فعلتها ؟ أكاد أقارب بين ذاك الرحيل الجليل لأبي ذكرى وحيداً في الليل – ليل موسكو الذي تضيؤه الثلوج … ليل موسكو الأكثر برودة وحِدَّة على الغريب – وبين هذا الحضور – الصعود الجميل- لك يا محمد وبين يديك نجمة هي هذا الكتاب، ووحيداً أيضاً، في ليل الخرطوم الذي، ومنذ زمان يليق بخيباتنا، لم يعد يشابه ليال العالمين إلا بالعتمة… وإن كانت عتمة الخرطوم ذات صلصلةٍ وفحشٍٍ وخصومة … ليل الخرطوم الذي –منذ أكثر من فجيعة– لا تضيؤه إلا أنيابُه … ليلٌ لطالما حاولنا إحراجه بما نستطيع، فأحرجنا عفصاً وزرائب.. حاولنا إشعاله بما لا نستطيع فأطفأنا موتاً وغربة … أي نخلة هززت يا صديقي فاسّاقطت عليك عزيمة تفعل بها كل هذا الحقل؟ من أين أتيت بجناحين من قوة وحزن فاعل، والليلُ والأصدقاءُ والحبيباتُ يفعلون بنا كل هذا الخراب؟ كيف تجاوزت هزيمتنا نحن الجيل الذي ترك هكذا ــــــــــ على قارعة الموت والخذلان… كيف تغاضيت عن عبث الكبار بنا : "وفي الظلام سوف نعبر النهر الذي يهدر في الأدغال ……………………… ………………… أقسم أن أحميك من لصوص الليل وسوف أبقى يقظاً وساهراً حتى تجيء الشمس بعد السفر الطويل …" (أبوذكرى – هدهدة)
وتماثلت للتماسك وتوكأت دمك المذهول ما زال من فرط قيامة لم تقم وذهبت تحفر وحدك. تتقصى آثار رجل ذهب في ليل يُخفي حتى سخونة القبلات… إذن كنت تتحدى ذاك الرجل الذي تعمد صنع كل هذا الغموض، وذهب في ليل بلاد اعتادت أن تخفي آثار سراة الليل، واختار -هو- بمحض خيباته وخذلاناته أن يرسل كل شيء إلى سواء المحو والغموض … لكنك ذهبت تحفر.. تحفر.. تحفر في جدية كأنها حنين الأزرق وعناد الأبيض وطول باله. جدية أحارت ضيق ذات يدك وعمرك الذي شيبته الدهشة .. تجرح عميقاً .. عميقا،ً تبسيطاً أُسِّس له ورمى كثيرون بشباكهم في مائه الراكد، واستسهالاً كاد شيوعُه أن يضعه في خانة القانون. تحفر لا تعبأ بالحماس الفائر للأصدقاء آناء طراوة جلسات الليل المنهوب.. ولا تعبأ كذلك بتسويفاتهم واهتمامهم الفاتر حال غيبوبة الحر والنهار وماكينة المعايش تدرشك وإياهم وتتفلكم تارة أخرى في "طرف" الليل. ألم يقل أبوذكرى عن هؤلاء المساكين أنهم : " ………… يدفعوننا للاحتضار وأصبحوا لا يلهموننا الرغبة والصمود …"؟
وذهبت تحفر … تحفر … تحفر والبنات يأتين ويذهبن. والعبث عين العبث … تطرق أبواب بيوت لا تعرفها وفي أدب تشبهه ولا يشبهك … (بيني وبينك: كيف احتملتهم كلهم وكيف احتملتك الوداعة كل ذاك الوقت ؟) وربما اضطررت لتأتي بعض البيوت من غير أبوابها.. وربما "بُرْدُلُب" … لكنك على كل كارثة تدخل… تحفر… تغربل وتغربل وتغربل … والغربلة ربما كانت أكثر تعذيباً من الحفر عند شعب طيب و"ونّّاسْ" … كم سنة مرت وأنت على هذا الحال أيها النهر الهرم؟ ونحن نعاينك فقط … ونشفق عليك كثيراً.. لكنك فعلتها … بالله كيف "انقلعت" وحدك من حفرة إحباطنا الكبيرة، نحن الذين سُرِقْنَا "الضّحى الأعلى" ومُسِخْنَا إلى أشباح تطاردهم جرائر المعيشة والرغيف الشارد حتى يطردها النهار، وفي الليل تترصد الغيبوبة واللذاذات الصغيرة وفجوات الهجرة. نحتاج قوة نبكي بها على من "قرر النزول قبل المحطة الأخيرة". نحتاج دمعاً نتنفسه على من تلوكهم بلاد الله منفى فمنفى… نحتاج لأرواحنا لننسى كيف تركنا هناااااااااااااااااااك بلا ساتر ولا رحمة. وكيف اندفق عمرنا الجميل لأن "رِِجْْلاً " قريبة لم تنتبه … وكيف صرنا من كل الأصوات لا نعرف غير "خشخشة الأكفان" … (كيف وصلت إلى هنا؟ كنت فقط أريد أن احتفي بك يا صديق .. إذن علي أن أوقف معافرة هذا الجرح.) العزيز أبو ذكرى ربما وجدت أن الهناك يستحق فعلاً الخروج من نافذة لا يعرفها الضوء. إن كان الأمر كذلك فنم هادئاً، فنحن ما زلنا نعيد تساؤلك المر: "إلى متى نغير الجياد بالجياد ونترك الحدود الماضيات للحدود الآتيات وكل يوم يحتوينا فرقد جديد" () وأنت يا محمد، ضع ساطورك* جانباً، نزلةً أخرى، واصعد لنا بنجمة جديدة.
بدري الياس 2002 ـــــــــــــــــــــــ * أبو ساطور: لقب الكاتب محمد أحمد يحيى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هدهدات ليل الرحيل ...في الذكرى الثامنة عشر لرحيل عبد الرحيم أبو ذكرى مهداة إلى عثمان أبو ذك (Re: عصام علي أحمد)
|
"الأصدقاء القدماء يدفعوننا للاحتضار.. وأصبحوا لا يلهموننا الرغبة والصمود وعبثاً نخدعهم بالابتسام وبالعيون الضيّقات ملؤها الشرود صاروا مساكين مضيّعين دونما أسرار نضغط زراً فإذا الضحكة نفسها.. القصة نفسها النظرة نفسها والانكسار"
(أبوذكرى - من ديوان الرحيل في الليل.)
للهروب من هذا الألم -أعلاه- كان لابد من الخروج من النافذة، فربما كانت بداية العالم هناك، خلفها.. ، نم هانئاً يا رجل، ولعل ما اكتشفته وراء تلك النافذة كان جديراً بقفزتك الشجاعة. فعالمنا هنا ما زال يدفعنا يومياً لاختيار نافذة ما. ، ، ،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هدهدات ليل الرحيل ...في الذكرى الثامنة عشر لرحيل عبد الرحيم أبو ذكرى مهداة إلى عثمان أبو ذك (Re: abubakr)
|
الأخ المهندس ابوبكر سيد احمد فليشكرك الشعب السوداني على إنشاء هذه المدونة للشاعر الراحل ابي ذكرى. كانت مساهمتي فيها بالمقالين الذين اوردتهما ضمن بوست الاخت سكينة (ست البنات) ز والمقال الثاني تضاريس 41 جاء مبتوراً والاول حفل بالاخطاء وسأحاول هنا غداً ان انشر المقال الثاني كاملاً وإن امكن مساعدتي بتصحيح الاخطاء في المقال الاول في المدونة وعلى استعداد لارساله على بريدك. ساكون ممتناً كما انا ممتن لك دائماً لكونك أهديتني قبل اكثر من عام مدونة لم افعلها كما يجب حتى الآن بسبب من المشاغل وضعف التقانة عندي. زغماً عن ان اباذكرى لا يكبرني إلا بسنوات قليلة- فهو من مواليد 1944 وأنا من مواليد 1952 -إلا ان اباذكرى كان استاذي بكلية الآداب جامعة الخرطوم التي عمل بها متعاوناً قبل سفره لرومانيا التي قفل منها عائداً لروسيا التي أحب أدباءها وأحبوه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هدهدات ليل الرحيل ...في الذكرى الثامنة عشر لرحيل عبد الرحيم أبو ذكرى مهداة إلى عثمان أبو ذك (Re: بكرى ابوبكر)
|
Quote: اسوق لك الأعتذار عن أنني لم أشر الى أنك من قمت بانشاء تلك المدونة...واحيي فيك الحرص على تدوين كتابات مبدعينا..وننتظر منك الكثير مع وافر التقدير لك.. |
يا عزيزي . صدقني لم اري مداخلتك عندما اشرت انا الي المدونة فلقد انتبهت الي عنوان المداخلة فبحثت عن المدونة واتيت بها ...هذه مدونة للجميع وانا لم افعل الا ان جمعت ما كتب ..ياريت لو المعلومة انتشرت اكتر واكتر واكتر .. ليس لي فضل في ذلك زالمقصود الاهتمام بدور وعمل الراحا ابوذكري .. لك شكري ومودتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هدهدات ليل الرحيل ...في الذكرى الثامنة عشر لرحيل عبد الرحيم أبو ذكرى مهداة إلى عثمان أبو ذك (Re: abubakr)
|
الأخ بدري الياس ساكتب هنا خيطاً عن ابي ذكرى وعني فالرجاء العذر في هذه النرجسية فيما اكتب عن نفسي. بيننا في هذا المنبر الدكتور اشرف البنا ويمكنه ان يدقق فيما اورد من معلومات عن ابي ذكرى فقد جاء طالباً برلوماً في الثمانينات حين وجد اباذكرى وتعرف عليه وكان ابوذكرى معجباص بعزف اشرف البنا على العود. لا شك أنك متوفر على مادة طيبة بما في ذلك الصورة المنشورة هنا مما لم يكن متاحاً لنا وللكثيرين. يمكنك ان تسرد هنا معالم من حياته فيما عرفت ويتضح من قراءتك لشعره محبتك له ولشعره ومعرفتك بهذا الشعر وبالشعر عموماً.أتمنى ان تواصل خيط فسيمتعنا وينورنا مهما طال. بخصوص علاقتي بالشاعر الراحل فقد سمعت اسمه لأول مرة على غثر صدور ديوانه الرحيل في الليل. وقبل ان اقرأ قصيدة له سمعتها سمعت شعره بصوت ليلى المغربي في امسية بالون اوتو لعل من أقاموها من بينهم فضيلي جماع أو مبارك بشير لست اذكر لكننا حين جئنا لجامعة الخرطوم برالمة كانا هما من قادة العمل الثقافي في الكلية .قرأت ليلى المغربي قصيدة هدهدة ومنذ تلك اللحظة اصبح أبوذكرى من اهم الشعراء السودانيين عندي .اقتنيت الديوان ولم أتعرف عليه شخصياً وحين جاء إلى مصلحة الثقافة للعمل مع عبدالحي أصدرا معاًواخرون عديدون من بينهم تشكيليون مجلة الثقافة السودانية.في تلك المجلة نقرأ إنتاج ابي ذكرى بخلاف الديوان ومن ذلك قصيدة العصافير تتعلم الطيران وتلك المقابلة الشهيرة التي اجراها الراحل مع المجذوب.في عام 1976م ذكرت ان أبذكرى درسناكورس ترجمة وأمتحننا في ذلك الكورس ثم ذهب للدراسات العليا . ابتعثته مصلحة الثقافة لدراسة الفلكلور في رومانيا لكن الأمر لم يرق له وفضل أن ينطلق من رومانيا إلى روسيا حيث كان قد درس بها بجامعة الصداقة عقب تركه للدراسة بجامعة الخرطوم لاسباب فصلهاالاخ كمال الجزولي في كتابه عن الراحل ولم اطلع بعد على كتاب الأستاذ محمد احمد يحي لكنه لابد أن يكون قد اورد الواقعة المتعلقة بقصيدة. عندما جاء ابوذكرى لومسكو لم اكن قد جئتها والتحق باكاديمية العلوم السوفيتية فسم الإستشراق وسجل للدكتوراة وكانت رسالته عن ترجمات أنطون تشيخوف في العالم العربي.وكان المشرف على رسالته هو المستشرق شاغال.ظل أبوذكرى يدرس ويترجم حيث أنه فقد الموارد المالية المخصصة للمبتعثين. في أواخر عام 79م ابتعثت من قبل جامعة الخرطوم التي عملت مساعداً للتدريس بها إلى جامعة ليننغراد (جدانوف) وهناك قضيت عامين لدراسة الماجستير ثم جئت عام 81م إلى موسكو وهنا تعرفت على أبي ذكرى عن قرب . وأستطيع ان أقول أنه في الفترة من عام 1981م حتى 1985م أصبحت من اصدقاء الراحل وانمحت الفوارق بيننا تماماً بل إن ابا ذكرى كان يبدو أصفر مني سناً. في تلك الفترة كان جيلي عبدالرحمن يزور موسكو لماماً عائداً من اليمن أو الجزائر حيث كان يعمل .وكانت لجيلي شقة بموسكو . كان جيلي ايضاص يقدر أباذكرى تقديراص كبيراً. لم يكن أبو ذكرى شيوعياً لكنه كان ديمقراطياً ومثقفاً عضوياً أصيلاً ودارس متعمق للغة الروسية ويتقنها وباختصار كان يتقدمنا في كل شيء . اندهش ابوذكرى حين علم انني صرت انشر في مجلة الثقافة السودانية حيث أنني بدات النشر بها (حملة عبدالقيوم الإنتقامية) في عهد محمد عوض عبوش بعد ذهاب ابي ذكرى للبعثة ونشرت في تلك الشهور بالمراسلة من ليننغراد قصتي0حكاية البنت التي طارت عصافيرها)و(ذيل هاهينا مخن أحزان) ولك أن تتصور كيف اني جئت للتعرف على ابي ذكرى وانا خالي الوقاض تقريباً. ولا ادري حتى الآن كيف أصبح أباذكرى يعاملني كصنو له نذهب غلى المسارح معاص ويعهد غلى بأن القي قصيدة في رثاء المجذوب نيابة عنه تارة ويوافق على مضض وتحت غلحاح مني بالذهاب لبعض المناسبات الطلابية فأبو ذكرى يحب أن يلزم غرفته فيما عدا المكتبات والمسارح ومثل هذه المناسبات التي تتم على مستوى مسكو ككل من قبل الروس.(أواصل وأصحح)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هدهدات ليل الرحيل ...في الذكرى الثامنة عشر لرحيل عبد الرحيم أبو ذكرى مهداة إلى عثمان أبو ذك (Re: Bushra Elfadil)
|
الأخ ابوبكر سيد احمد هذه هي الحلقة الثانية من فضائيات ابي ذكرى وقد وردت بالمدونة ناقصة لانني لم أستطع نقلها في حينها في سودانيزاون لاين قبل عام كاملةبرجاء تثبيتها هناك مع الشكروقد نشرت بصحيفة الرأي العام عام 2006م .تحياتي لصاحب البوست اسماعيل وراق ولبكري.
تضاريس 41 الإقلاع والطيران في فضائيات أبي ذكرى بشرى الفاضل [email protected]
إنتقال الصورة الشعرية عند عبدالرحيم ابوذكرى للوحات الفضائية يتم فجأة وتحس عندها كأن الشاعر يتملكه الغضب ويوشك أن يحطم قصيدته من هذا الإمثلاء بالحنق ففي حين كان الترجي بالإنتظار يمضي هادئاً في "الرحيل في الليل" : (في الدهاليز القصيات انتظرني في العتامير وفي البحر انتظرني إنتظرني في حفيف الاجنحة ) ما يلبث أن يصعد الشاعر بسلم نحو السماوات ومرقاه هنا الطيور في حركتها الدؤؤبة ( وسماوات الطيور النازحة) وما أن ترد كلمة سماء حتى تباغتنا اللوحة الفضائية الغاضبة: (حين تنهد المدارات وتسود سماء البارحة) ويختتم الشاعر القصيدة بالنداء الذي تكرر خلال القصيدة لكنه هنا يكتسب طعماً مأساويا (انتظرني) فعلام الانتظار بعد كل هذا الحطام؟ وفي قصيدة أخرى يطلب طير حزين أن يغطوه بريشه القديم وان يزملوه بحلمه الهشيم وتأتي الصورة المغايرة للطير الحزين ( غير أن الطيور الكبيرة الطيور الجسورة نفضت ريشها ثم طارت) هكذا يجيء (سلم) الشاعر الذي يرتقي به في حالة طيران الطيور الكبيرة الجسورة على الفضاء هناك حيث يفجر الشاعر غضبه فجأة : (والسماوات فارت وغارت وتلاطمت الانجم وتفصد منها الدم وتعطل بحر الظلام فوق ذاك الحطام) وفي قصيدة " ليس عن الحب" نجد أن الشاعر وسماءه الغريبة يحبان معاً البواخر هدارة في اعالي البحار ( ونحب نقاط الحدود وأحزمة الطائرات) ثم فجأة : (.... نرحل بين الحزون ونهبط فوق النيازك فتحاصرنا النار تحت التخوم القديمة). وما أن يمشي الشاعر بين صور قصيدته حتى يرتفع للفضاء فيصور لنا الأحداث من عل: قالوا لي زماني طاطيء رأسك . احنه هذه المرة فقط .انظر إلى قدميك مرة واحدة وانس البحر والجبل والسحاب والأفق .. لما قالوا لي ارفع راسك لم أستطع . ففي كل خطوة نغم وفي كل طريق مطب وهكذا يحدث تداعي مثل هذه الصور في دخيلة الشاعر شيئاً اشبه بحالة الإقلاع نحو الفضاْء: واسمع تحتي وأنا أمر بالجسور هدير الشلالات المهلك ويتناثر تحتي الرذاذ كالرصاص من يستطيع أن يرفع رأسه وتحته تفور كل هذه البراكين؟ وغير الفضائيات فشعر عبدالرحيم أبو ذكرى تجيء فيه بعض بالصور الغريبة المثيرة: (هجم الريح على أشرعتي المنفعلة). فالأشرعة منفعلة في البدء دون رياح . في عام 1964 م كتب عبدالرحيم أبوذكرى فيما يشبه النبوْءة المقاطع التالية من قصيدة الحصار: وهنا نموت على الرصيف بلا صديق من غير دار من غير نار غير المسا والبرد والعطش الغزير غير الحصار وهذه اللوحة تشبه ما آل إليه مصير الشاعر في موته الفاجع بعد ربع قرن من الزمان.
| |
|
|
|
|
|
|
|