دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: الجالية السودانية بالرياض تحتفل باتفاقية السلام -- سودان الأمل بعيون نساء جنوبه (Re: عزاز شامي)
|
العزيزة عزاز ... نهنيكم على هذا التفاؤل ، وهذا النشاط .ز ولكن هل الاسر في الاسر في الرياض عى استعداد للعودة ؟ لقد طرحت هذا السؤال في اجتماع للمرأة بالنادي السوداني ، فهبت جميع الموجودات فيني هبة واخدة حتى اسكت ولا أجيب هذه السيرة !! بحجة ان اطفالهن لم يكموا تعليمهم ولايوجد تأكيد لاي استقرار وظيفي أو تعليمي هناك اي في الوطن !! ربما كنّ على حق !! الشق التاني يعتبر تخريمة بمناسبة اشتراك المرأة الجنوبية هناك وهو خبر من البي بي سي..
تقرير: عمر عبد الرازق موفد بي بي سي - رومبيك
لم أعرف أنني قد غادرت الأراضي الكينية بالفعل إلا عندما وضع موظف الجوازات في مطار لوكي الذي يقع في أقصى نقطة بشمال كينيا، ختم الخروج على جواز سفري. وقتها أدركت أنني مسافر إلى دولة أخرى، لكن تسميتها ليست واضحة لي، هل هي السودان أم هل هي جنوب السودان؟ خاصة وأنني أحمل تصريحا بصورتي وصفتي صادر عن الجبهة الشعبية لتحرير السودان يخولني الدخول إلى "السودان الجديد".
حطت طائرة الإغاثة وعلى متنها سبعة وثلاثين شخصا وسلع غذائية متنوعة بعد ساعة ونصف، وقائدها يتحدث بلكنة أمريكية عن وصولنا بسلام إلى مطار رومبيك، مدرج وحيد يغطيه حصى أحمر اللون، ولا توجد بنايات أو طائرات، فقط اثنتان معطوبتان ربما لأنهما أراداتا التحليق أكثر مما يحمل الواقع.
الجنوبيون عاشوا حياة قاسية خلال أكثر من عشرين عاما من الحرب الأهلية لم أجد شخصا يسأل عن تصريح أو تأشيرة دخول، فحملت حقيبتي ومعداتي باحثا عن مأوى كنت قد اتفقت عليه سلفا مع منظمة دولية تعمل انطلاقا من كينيا. وضعت كل متاعي في خيمة لا تقل درجة الحرارة داخلها عن أربعين درجة مئوية وبحثت عن مرافق فاصطحبني ثلاثة سيرا على الأقدام إلى البلدة.
يحكي إبراهام ياكيم عن العرب " عملنا سلام مع الجلابة"، ويحكي إبراهام ماكير " دايرين نمشي واو نمشي جوبا ومفيش زول يموت إذا فيه فيه فيس (يقصد بيس = سلام".
أما إبراهام صنداي فهو ابن أخت حاكم ولاية بحر الغزال، ويعمل موظف أمن في المعسكر ذاته لكنه يريد الذهاب إلى الخرطوم لاستكمال تعليمه.
قضى الشبان الثلاثة فترة لا تقل عن أربع سنوات لكل منهم في صفوف الجيش الشعبي لتحرير السودان، كان يخرجهم من المدارس ضمن موجة تجنيد إجباري طالت النساء والأطفال أيضا.
بلدة تائهة لا تخضع رومبيك لأي من التعريفات التقليدية لعلم العمران، فلا هي بلدة لها شوارع وأحياء ولا هي مدينة لها ميادين وشوراع تجارية، ولا هي قرية صغيرة منسية.
أكواخ من القش على امتداد البصر تحت أشجار المانجو وأشجار خشبية يقطعها السكان لتصنيع الفحم النباتي منها، وفي السوق الذي يحتشد بالجميع من أول ساعات الصباح وحتى الغروب لا تجد سوى أكياس السرغم والطحين التي تحمل علم هيئة المعونات الأمريكية والتمباك الدنكاوي برائحته النفاذة وهو بالنسبة لكثيرين أهم من الطعام.
أمام مبنى البلدية أو كما يسميها العاملون الغربيون هنا " رومبيك كاونتي" ساحة واسعة خالية سميت ميدان الحرية، على طرفها مبنى مهدم مفتوح النوافذ هو مقر المحكمة العلي وتسير المحاكمات حسب الأعراف إذ لا يوجد قانون يضبط أي شيء سوى الأعراف والعادات.
الجنوبيون يتطلعون بأمل إلى المستقبل رغم الإحباطات على طول الطريق الترابي بين المعسكر الذي نقيم فيه والبلدة صوب الحدود الأوغندية تتناثر دبابات ومدرعات قليلة شاهدة على حرب دامية. قال أحد مرافقي إن جنود الجيش الشعبي كانوا يأتون من الأدغال على بعد خمسة عشر كيلومترا لكي ينصبوا الأكمنة لـ "الجلابة" في تلك المنطقة.
معظم سكان المنطقة ينتمون إلى قبيلة الدنكا التي ينتمي إليها جون قرنق زعيم الحركة الشعبية الذي سيشغل منصب نائب الرئيس السوداني في الحكومة الاتحادية، وربما لهذا السبب اختيرت رومبيك عاصمة سياسية لجنوب السودان رغم عدم توافر أي شيء من مقومات العاصمة لها.
مسؤولة في منظمة اليونسيف قالت " لا نستطيع أن نعمل هنا، نبذل قصارى جهدنا للمساعدة لكن عليهم أن ينتقلوا إلى جوبا في نهاية المطاف، على الأقل سيجدون بعض البنية التحتية هناك".
لم يصل الدعم في صباح اليوم التالي لوصولي توجهت إلى مقر المدينة بحثا عن نائب حاكم ولاية بحر الغزال ويدعى دانك ماندي. قبل الوصول إليه قابلت ابنه بمحض الصدفة، تحدث لي بعربية مكسرة عن والده الذي تلقى تعليمه في الخرطوم خلال السبعينيات وكان ضابطا في شرطة السجون هناك قبل أن ينشق وينضم إلى قوات الجيش الشعبي.
في مكتب لا يوجد به سوى كرسي واحد وخلفه صورة القائد قرنق قال لي مانديت إن "الجنوبيين يريدون السلام، لكن السلام مجرد اتفاق على ورق نريد التنمية الآن قبل الحديث عن المستقبل".
جنود جنوبيون يبحثون عن دور في مرحلة السلام وحسب ما يقول فإن الجنوبيين لم يشهدوا أي مشروعات دولية أو غير حكومية تنتشلهم مما هم فيه في الوقت الراهن، لكنه واثق من أن الديمقراطية والسلام سيسودان في النهاية، مع إجراء الانتخابات لاختيار مجلس تشريعي وحكومة منتخبة.
سألته عن مصير الآلاف من جنود الحركة الشعبية الذين كانوا يقاتلون ومنهم كثيرون من الجنود الأطفال، قال إن الحركة في طور التحول من حركة عسكرية إلى تنظيم مدني وإن ذلك سيصاحبه تسريح كثير من الجنود أو تحويلهم إلى قوات شرطة مدنية، وقال وهو يشير إلى نفسه: كنت قائدا لهذه الجبهة وأنا الآن أؤدي دورا سياسيا".
يتحدث الجنوبيون بكثير من الإعجاب وربما الخشية عن الجيش الشعبي ودوره في تحقيق "الانتصار" ثم السلام، لكن مسؤولة اليونسيف أشارت- عن عمد ربما- إلى أن تسريح قوات الحركة سيؤدي إلى تغيير أكبر في بنيه المجتمع الجنوبي أكثر من تأثير السلام.
تقولQuote: " عندما يعود الرجال من الجبهة التي قضوا فيها سنوات، سيجدون أن النساء قد لعبن أدوارهم أثناء غيابهم. ربما يكفون وقتها عن مقايضة المرأة بالأبقار أو الزواج من فتيات دون سن الثانية عشرة، المطلوب هنا تغيير ثقافي هائل قبل أي حديث آخر". |
| |
|
|
|
|
|
|
|