أقيم في السفارة السودانية يوم الثامن عشر من فبراير لعام 2005م في مقرها بمدينة الرياض – المملكة العربية السعودية حفلٌ بمناسبة توقيع اتفاقية السلام بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان. وحضر الاحتفال جمع غفير من أبناء الجالية السودانية المقيمة في مدنية الرياض ليشاركوا في هذه المناسبة السعيدة التي طال انتظارهم لها في ظل تداعيات الحرب والسلام محمّلين بكثير من الجراح والأحلام والأمنيات الواعدة بسودان جديد يسوده السلام مُفسحةً بذلك المجال أمام مشاريع التنمية الاقتصادية والزراعية والاجتماعية وإصلاح ما يُمكن إصلاحه من مخلفات الحرب التي عانت منها البلاد طيلة هذه الفترة. وعلى هامش الاحتفال أُجري استفتاء عام على شريحة عشوائية من الحضور للوقوف على آرائهم حول اتفاقية السلام وقراءاتهم لمستقبل السودان فيما بعد السلام، وقد تركز الاستفتاء على سيدات من سُكان الجنوب (منطقة النزاع) والإقليم المُتضرر من هذه الحرب. ( ف. ج. ع ) سيدة من جنوب السودان، وبالتحديد من مدينة ( جوبا ) حاضنة الولاية الجنوبية ترى أن مشكلة السودان تكمن في الحدود حيث ينزح عبره الآلاف من نازحي دول الجوار مسببين في ذلك زعزعة في البنية السكانية والأمنية. مشيرة إلى أن أبناء الجنوب يجنحون للسلم ولا يلوون على إشعال أتون الحرب. وهي بذلك ترى ضرورة إغلاق المنافذ البرية الحدودية جنوباً وغرباً والتركيز على التنمية البشرية. وتضيف في ختام حديثها أن سنوات الحرب الطويلة أفضت إلى انتشار ثقافة الحرب لدى الناشئة وأدت إلى وضع حواجز نفسية بين أهالي الشمال والجنوب وأنه لا بد من جلسة انفتاح على الآخر للتعبير عن المشاعر بنوع من التجرّد للوصول للحل الجذري وترى ضرورة أن يُشارك الجميع في تحقيق هذا الحلم. ( ف.ج ) ترى في توقيع اتفاقية السلام حلاً لمشاكل التهجير، وتستشرف حياة كريمة للاتي أجبرن على الخروج من ديارهن قسراً متفائلة بمستقبل يخلو من أية منغصات قد يعوق عودة المياه إلى مجاريها للعائدين. ( ن.أ ) عبرت عن تفاؤلها لما تحمله اتفاقية السلام من مضامين وحدوية، وتأمل أن يختفي وجه العنصرية الدينية للأبد وأن يعيش السودان الكبير مفهوم التآلف الديني المعاش في الجنوب وان يُعامل الإنسان بكرامة بغض النظر عن لونه أوعرقه. من جانبها أعربت السيد إقبال محمد عبد الله، رئيسة لجنة المرأة في استشارية السلام، عن تفاؤلها بتوقيع السلام وتمّنت فتح باب المشاركة للمرأة الجنوبية لتعود لموطنها لتقف جنباً إلى جنب إلى الرجل لتسانده في مشوار إعادة البناء والإعمار للمناطق المتضررة بفعل الحرب، فعلى الرغم من أنها هي المتضررة الأولى فهي الثكلى واليتيمة والأرملة إلا أنها من ستنجب جيل السودان القادم فلا بد من إشراكها في مقبل الأيام وتفعيل دورها التنموي. أجمعن جميعهن على أمل واحد لسوداننا .. السلام.. يردن سوداناً لا تقسمه العنصرية ولا يُفرق بين أبنائه. وأن تتساوى الفرص والمناصب لجميع أبناء السودان وأن تكون الكفاءة هي الفيصل لا الانتماء العرقي أو اللون. حلمن بسودانٍ يسع الجميع. وأنهت السفارة السودانية فعاليات الاحتفال والجميع يرسم الفرح والتفاؤل والقاسم المشترك الوحيد هو الحلم الواعد بتباشير السلام الحقيقي ليس ذلك المحبوس في الأوراق.
عزاز شامي (أبو الشام) عضو اللجنة التنفيذية لجمعية الصحفيين السودانيين – المملكة العربية السعودية عضو اللجنة الإعلامية المنبثقة من اللجنة القومية لاحتفالات الخرطوم عاصمة الثقافة 2005
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة