|
|
 من ينقذنـا من الانقــاذ .....مقال ل (شهـــاب ناصر)!!
|
من ينقذنا من الإنقاذ
شهاب ناصر
[email protected]
لم يفتح الله على أهل الإنقاذ طوال سنوات حكمهم العديدة بقرار واحد يشرح القلب بل كانت كل قراراتهم علقماً يتجرعه الشعب الصامت على كره , ولا توجد على ظهر البسيطة حكومة أذلت وأفقرت شعبها كما فعلت هذه الحكومة .
ولكن التباكي على حالنا لا يفيد ولطم الخدود وشق الجيوب على فجيعتنا لايجدي وانتظار الرحمة والرأفة بحالنا من قلوب ختم الله عليها ونزع منها الرحمة والبصيرة مضيعة للوقت . ولكن علينا أن نبحث عن حل لوضع نهاية لمسلسل العذاب والمعاناة هذا . فلنبحث عن حلول لانقاذ مايمكن إنقاذه وليترك قادة الفكر والسياسة خلافاتهم جانباً ولتتوحد الكلمة من أجل غدٍ مشرق . أخرجوا الى الشوارع ايها القادة ودعوا التقوقع أقيموا الندوات وتواصلوا مع جماهير شعبكم . غنوا للوطن وللحرية ايها الفنانون والشعراء دعونا نصرخ مرة واحدة ونُسمع الطاغوت كلمة ... لا. انظروا الى خارطة العالم لن تجدوا شعباً يعاني الذل والهوان والفقر والمرض مثل ما نعاني . إن المعارضة ليست بأحسن حال من الحكومة.. خلافات وانشقاقات وأحقاد وإذا استمر الحال هكذا فلا تتعجبوا إذا حصدت الحكومة كل الاصوات في الإنتخابات المقبلة . لاينبغي أن نرمي اللوم في خلافاتنا على الحكومة وحدها بل علبنا أن نعيد فضيلة التسامح في مابيننا ونلتفت الى الهم الأكبر وهو إعادة الحرية والكرامة للوطن وعلينا أن نضع أيدينا في أيدي بعض فلا خلاف يعلو فوق نداء الوطن .
أنتم الكبار وحداة الشعب فكونوا كباراً دائماً في أعيننا وحدوا الصف دعوا الماضي بكل جراحاته وانظروا للمستقبل وأنيروا لشعبكم الطريق وعندها ستتهاوى الأصنام وتعود الخفافيش الى كهوفها .
لانريد حلاً يدفع ثمنه وطننا الغالي المثخن بالجراح , فمقارعة النظام باللغة التي يفهمها ليست بحل بل إن اي رصاصة نطلقها سترتد على صدور اهلنا وتزيدهم بؤسا على بؤس وبدلاً من إنقاذ الوطن سنزيده خراباً على خراب والذين قارعوا النظام فقدوا أكثر مما كسبوا ,فما فائدة المناصب والعطايا التي تقدمها لهم الإنقاذ والشعب يزداد بؤساً وتستقطع من دمه هذه المنح والعطايا دون بارقة امل على تحسن معيشته أو توقف معاناته التي فاقت التصور . وحسب ظني أن السلاح ليس بحل والحركة الشعبية انتزعت مكاسبها عبر الضغوط الاجنبية ولو ركنت الى السلاح لكانت حتى اليوم تقاتل في أحراش الجنوب ولخسر السودان مزيداً من الأرواح والإمكانيات التي اهدرت في الحرب في غير طائل . إنّ السلاح قد يفلح في لفت أنظار الرأى العالمي ولكن ثمن ذلك يدفعه الغلابة والضحايا المدنيين وكوارث النزاعات المسلحة معروفة ومعلوم من يدفع اثمانها .ومأساة دارفور ماثلة للعيان ولو حمل كل واحد منا السلاح ليعيد حقاً سليباً فعلى السودان السلام .
لقد خرج مانديلا من السجن الى الرئاسة واخرج غاندي الانجليز من الهند دون ان يرفع بندقية وسقطت أنظمة ديكتاتورية عديدة دون إراقة دماء في اوربا الشرقية وغيرها فما بالنا عجزنا عن تنحية هؤلاء . قد يقول البعض ان هذا النظام السرطاني تشعب وهيمن على كل الأجهزة الحساسة في الدولة ومارس كل الاساليب القذرة لتمكين سلطته وهذا حق ولكن تجاربنا وتجارب الشعوب علمتنا أن الباطل مهما تجذّر فإن مصيره الى سقوط والشعب عندما يقول كلمته فما من جبروت سيقف في وجهه وعلينا ان نبحث عن هذا الشعب ونفيقه من الغيبوبة التي ادخله فيها هذا النظام المتجبر , وأن نوحد كلمتنا وننبذ كل مظاهر التخلف والجهل من قبلبة وجهوية وعنصرية , ولايهمنا حينها من يحكم بل يهمنا اسلوب الحكم الذي يعيد الينا حريتنا السليبة وكرامتنا المهدرة وخيرنا المنهوب. وثقتنا كبيرة في نُخبنا السياسية في إيجاد حلول تخرج شعبنا من هذا النفق الكئيب وهى قادرة على تطويع المستحيل مهما حاول النظام الحاكم تقليل شأنها أو وضع العراقيل في طريق مسيرتها وثقتنا لاتحدها حدود في شعبنا الأبي.
غرائب الإنقاذ كثيرة ولكن أغرب تصريح سمعته للحكومة بعد قرار زيادة السكر والمحروقات وهى زيادات متوقعة – فما دامت هنالك إنقاذ فهنالك معاناة – هو التحدي الذي أطلقه علي عثمان ونافع في تحدي المعارضة بتحريك الشارع كنا نتوقع من قادة الإنقاذ قولاً مستساغاً او ليناً خاصة في مثل هذا الظرف الذي تمر به البلاد او كلمة تطيب خاطر هذا الشعب الذي صبر وغفر والكلمة الطيبة صدقة , فمن لم يجد فبكلمة طيبة كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم , أو كما قال الشاعر يا نافع : لاخيل عندك تهديها ولامال * فليسعِد النطقُ إن لم يُسعِد الحال .
إن مصيبة الإنقاذ أنها لاتكبر ولا تتعلم من التاريخ فظرفها الراهن يوجب عليها استمالة الشعب بكل أطيافه ولو رجعنا للوراء وتذكرنا سقوط بعض مدن الشرق في قبضة الحركة الشعبية كان كل من قتل او أُسر من الأهالي هم من رجال الإنقاذ وتساءل اهل الإنقاذ حينها لماذا هؤلاء فقط ؟ أخشى أن يتكرر هذا السؤال مرة أخرى ولكن في ظروف مغايرة . وهذا هو الغرور والخطأ الذي وقع فيه صدام حسين فقد حشد الجنود وجمع الأسلحة ولكنه أهمل الشعب وعندما وقعت الواقعة تركه الشعب ليواجه مصيره وحده فكان مصيره الخسران المبين وهذا مصير كل الحكام المتجبرين والمغرورين على مر العصور ودونكم التاريخ يا أهل الإنقاذ لو كنتم تعقلون .
والآن تبدو في الأفق بوادر مواجهة بين الحكومة والمجتمع الدولي فهل تركب الإنقاذ رأسها وتناطح المجتمع الدولي أو بالأحرى امريكا فالمجتمع الدولي وامريكا وجهان لعملة واحدة؟. لقد قدمت الإنقاذ لامريكا كل ما ترغب فيه فيما يتعلق بملفات ما تسميه امريكا بالإرهاب ولكن كما يقول الترابي امريكا ليست مثل اوروبا كلما تنازلت واعطيتها دائماً تطلب المزيد صرح بذلك لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية . ونتمنى أن لاتقع مواجهة لأن الخاسر الأول هو الشعب السوداني ولكن لااعتقد أن الإنقاذ ستفعلها لأن حب الدنيا والآخرة لايجتمعان في قلب مؤمن والإنقاذ قد اختارت الدنيا ولن تضحي بالمال والسلطان , ومن لايصدق فليسأل البشير ورهطه عن حلايب . وغداً سيتم التوصل لصيغة توفيقية . وامريكا أصلاً زاهدة في المشاكل والفيها مكفّيها , ومن يعتقد ان امريكا همها الوحيد إنقاذ أهلنا في دارفور فهو لايعرف امريكا
|
|
 
|
|
|
|
هشام هباني
Mustafa Mahmoud
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست