|
نحن عارفين اختك فى دنقلا ..بنجيبها و...................................................!؟
|
التحقيق مع عاصم كته من قبل المجرم الأمنجي محمد حامد تبيدي
قال عاصم قي مقدمة سرده لذلك التحقيق:
الاعزاء بالبورد وسوف نصلبهم عرايا على بوابه التاريخ.. لن يفلتون..ليس لدينا الا فضح هؤلاء.. واذا كان هذا اخر (عمل خير فى البشر) والتحيه لكل المناضلين ..الذين صمدوا باياديهم العاريه وخزو عين الضلام بالضو.. رغم قله الحيله والبؤس..والايادى العاريه..ما استطاع تبيدى وامثاله من الجبناء ..الما رضعو من صدر الوطن..وبكل اسلحتهم..وقبحهم الا ان يخلفو.. مرارات فينا ..جروح بدنيه ونفسيه ..لا يشفيها الا القصاص..القصاص ..ولا شئ غيره.. الصمود لك..عزيزي عاصم..وكل المناضلين الاحياء منهم والاموت..وليذهب تبيدى وامثاله الى الجحيم..جحيم غضبنا ..وحزننا ..ومزيدا من التعريه..رغم المرارات التى ستخلفها تلك الزكريات..ولكن يوما ما ..سنحكيها بلا مرارات..فليكن هذا هو اليوم.. واصل ..فضحك وتعريتك ..لك الثبات ولهم..الخزئ.. مشوهى البصر والبصيره.. احفاد الترابي..
Quote: جرت هذه الاحداث فى اكتوبر من العام 1994
كنت حينها طالبا (السنة الاعدادية )كلية الزراعة .جامعة وادى النيل (عطبرة)
كانت حملة اعتقالات شاملة بدأت بالطلاب ثم تلتها باقى القطاعات.
كانت هنالك مجموعة اسباب دعت جهاز الامن للقيام بها:
1- انتعاش النشاط السياسي للطلاب بالجامعة .
2- اول يوم بدأت فىه الحملة كان صبيحة الحادى والعشرين من اكتوبر ..حيث كان مقررا الاحتفال بهذه الذكرى ..وضمن الاحتفال الاعلان عن تكوين التجمع الوطنى الديمقراطى بالجامعة.
3- اول نوفمبر اول زيارة لى عمر البشير لعطبرة منذ قيام الانقلاب.
كنت ومجموعة من الطلاب الوطنيين من مختلف التنظيمات السياسية ..نقيم بمنزل فى حى (الامتداد الشرقى)
حوالى الساعة الواحدة من صبيحة يوم 21 اكتوبر 1994 ..اقتحمت مجموعة مسلحة عرفت نفسها بجهاز الامن العام المنزل ..وبدأت فى ايقاظ النائمين بالميز ..وكانوا يحملون لستة باسماء مطلوبين للاعتقال( لم اكن ضمنهم)..وكان من ضمنهم الزميل (شبشة) الكادر الخطابى للجبهة الديمقراطية (وهنالك البقية لا اود ان اذكر اسماؤهم دون الرجوع اليهم اولا) وذكرت شبشة بحكم علاقتى ا########دة به.. (والذى كان حينها مريضا بالتهاب رئوى حاد..اذكر انهم عادوا الى الميز بعد ساعات لاخذ دواءه ..)
* صبيحة نفس اليوم جاء الى احد افراد الاسرة ليبلغنى بان جدتى فى حالة احتضار وتم نقلها للمستشفى (فى بربر)
فذهبت الى بر بر فى التو ..ومساء نفس اليوم توفيت جدتى المرحومة (امنة حسين راسخ)
استمر العزاء (كعادة اهل بر بر) لمدة ثلاثة ايام..
فى اليوم الثالث (صدقة رفع الفراش) ..حوالى العاشرة مساءا ..سمعت طرقا على الباب فظننته احد المعزين ..
وجدت شابا فى العشرينات من عمره..عرفنى بنفسه :على انه طالب بكلية الهندسة ..وقد اتى ومعه مجموعة من الطلاب للقيام بواجب العزاء..فطلبت منه الدخول ودعوة الاخرين ..ورافقته لاحضار البقية ..
بعد ان ابتعدنا لخطوات من المنزل ..اخرج هذا الغريب مسدسا وضعه على ظهرى ..مخبرا اياي بانه من الامن العام ..ومطلوب حضورى الى مكتب الامن ببربر..طلبت منه ان يعود معى للمنزل لاخطار الاسرة ..قال لى (ده ما شغلك نحن بنكلمهم).. [/B/]
ذهبت معهم الى مكتب الامن ببربر ..وجدت ضابط فى انتظارى ..سألنى انت يا زول عملت شنو فى عطبرة؟..فى الجامعة يعنى؟)
قلت ليه :ماعملت حاجة .ليه فى شنو؟
لم يجب على سؤالى ..وامر ثلاثة من الافراد بترحيلى فورا الى عطبرة..
بدأ القلق يساورنى :لاننى لم اكن من الكادر الجماهيرى للجبهة الديمقراطية ..ولم اكن معروفا لدى الامن اوحتى كل الطلاب..
وصلنا عطبرة حوالى الساعة الواحدة صباحا ..
وجدت فى انتظارى ..مجموعة من اعضاء الجهاز ..قابلونى اولا بتقديم العزاء ..بعدها قاموا بتعريفي باحد المعتقلين ..على انى عاصم كتة الحقيقى(كتة لقبى وليس اسما حركيا )..ومنه عرفت بانه اعتقل باعتباره (انا)..وقاموا بتعذيبه لمدة ثلاثة ايام ..(هى مدة اعتقاله)..الغريب فى الامر انه لم يكن طالبا فى الجامعة ..بل كان عاملا فى المنطقة الصناعية ..
بعد ذلك بدقائق ..طلب منى احد زبانية الامن ان استدير ناحية الحائط وان ارفع يداي الى اعلى وعلى ان احافظ عليهما مرتفعتين..ففعلت..وبعد فترة بدأ الاجهاد يصيبنى فلم اتمكن من رفعهما ..فطلب منى ان اقوم بخلع قميصى ..(وكان الطقس بارد جدا )ففعلت ..وما كان منه ..كلما ارتخت يداى ..بضربى بواسطة خرطوش فى ظهرى ..واستمرت هذه العملية ..منذ الواحدة والنصف صباحا حتى السابعة صبيحة اليوم التالى ..
لفت انتباهى خلالها صوت بكاء طفل حديث الولادة..
حتى تلك اللحظات لم اقابل اى معتقل اخر.. بعدها طلب منى الدخول الى صالة تقابلها مكاتب..وامرنى بالجلوس ارضا على البلاط
السابعة صباح اليوم التالى (الجمعة)..
كان بداية التحقيق معى بواسطة :ضابط الامن تبيدى (اظن ان رتبته حينها :نقيب) ..
نواصل ..بعد قليل
على الرغم من انها 12 عاما خلت ..الا انها لم تفارقنى لحظة ..تلك الوحشية والبربرية..واللااخلاقية فى التعامل مع الخصوم ..لا تراعى صغيرا ولا كبيرا ولا مريضا ولا اما ترضع طفلها ..
نعود الى تفاصيلنا:
صبيحة الجمعة (حوالى السابعة صباحا)..وانا فى تلك الصالة ..
اتى الى شخص يرتدى (جلابية وطاقية) شاب فى الثلاثينات من عمره ..لم يعرفنى باسمه..عرفت من خلال تعامل افراد الامن الذين قضيت ليلتى معهم بانه (اعلى منهم رتبة)..
سألنى : انت عاصم كته؟
اجبته: كته ده لقبى ..اسمى عاصم محمد شريف..
سألنى : كنت مدسي مننا وين؟
اجبت :ما كنت مدسي ولا حاجة ..زى ماالجماعة ديل كلهم عارفين :انو حبوبتى اتوفت.وانا كنت فى الفراش.
(واشرت الى احد الجنود الواقفين )
سألنى : انت عارف انت هنا ليه؟
اجبته: ما عارف ..وانا نفسي سألت السؤال ده ومافى زول ادانى رد.
سألنى : انت شيوعى ؟
اجبته:لا
س :طيب ..ج.د؟ ج: ج.د دى شنو؟
س: جبهة ديمقراطية؟
ج: لا
س:طيب بتعرف شبشة من وين؟
ج:زميلنا فى ال..
س:زميل ..ايواا ..يعنى انت عارف اى حاجة؟
ج: حاجة شنو يا زول..انا داير اقول انو زميلى فى الجامعة وفى السكن ..لكن انت قاطعتنى..
(توقف عن طرح الاسئلة ..دخل احد المكاتب ورجع حاملا معه كرسي (خيزران) احدى ارجله (مخلخله)..وجلس عليه (بالمقلوب)..اى ان الناحية المخصصة للظهر ..فى الامام)..
سألنى : جيعان؟ اجبته : ايوة
(أمر احد الافراد باحضار اكل...عاد الفرد ومعه ساندوتش عدس..)
اكلت الساندوتش ...وطلبت منه بعض الماء ..
سألنى :داير موية باردة ولا حارة ؟
ج : متوسطة
س: ما عندنا حاجة فى النص :يا باردة يا حارة؟)
(كما اسلفت فقد كان شتاء الشمال القاسي عصى على الابدان ..فأخترت الماء الساخن)
اتى احد الجنود وهو يحمل (كفتيرة) بها ماء يغلى..
قلت على الفور :لا ..لا ..مادير اي موية.
قال لى : تجرب الباردة؟
قلت :ايوة
(امر الجندى بأحضار ماء بارد)..(اتى وهو يحمل (جك ) مليان تلج ..
قال لى : اشرب ..
قلت له :لا ..شكرا ..ما عايز
انتفض غضبا ..(انت قايل على كيفك؟ الليلة حتشرب الجك ده كله ..)
************************************************** *******
وبالفعل ..ارغمنى على شرب الجك ..كلما يسيح التلج شوية ..يقول لى اشرب ..ما قلت عطشان؟
************************************************** ************
المهم ..بعد حادثة شراب الموية..
اخرج من (جيب الجلابية) مسدسا ..وضعه على فخذه ..وكان يتلاعب به اثناء التحقيق..
بعدها :
قال: انتو جبناء ..كل الشيوعيين جبناء ..
الواحد فيكم يخجل انه يعترف بي شيوعيته..
قال لى : انا اسمى تبيدى ..اتخرجت من جامعة (...) (لا اذكر اسم الجامعة بالتحديد) (لكنها على اية حال جامعة مصرية)..وانا كنت عضو فى الاتجاه الاسلامى ..
وانتو عارفين انو الاسلاميين ديل ما بخافو على روحهم ..حتى لو كانت النتيجة الموت ...
(ضرب مثال بالشيخ حسن البنا)..(مقارنة بالمحاكمات التى اعقبت يوليو )....
وواصل : اسه انت خايف ولا خجلان تقول انك شيوعى؟
استفزتنى كلماته:
قلت ليه : اسه انت لو ما قاعد فى الكرسي ده ..وخاتى مسدسك فى يدك ..تفتكر انو ردودى عليك حتكون كده..؟
اها ..انا شيوعى ..وانت لو راجل قدر ده وعندك نخوة ..زح مسدسك ده غادى ..وامرق معاى من هنا ..بعداك بنشوف ال######## منو)
نواصل بعد قليل
( وكان اعترافى : من الاخطاء التى تمت محاسبتى عليها تنظيميا ..)
وظن تبيدي بانه ادى مهمته بنجاح (اظن ذلك ..لاننى استجبت لاستفزازه ) ..ولكنى على كل حال لست نادما ..
بعد ان بصقت كلماتى فى وجهه .. لم يتمالك نفسه ..فقام بخلع رجل (كرسي الخيزران الملخلخه ) وضربنى بها فى صدري ..مما تسبب فى كسر احدى اضلع الجانب الشمال من القفص الصدرى ..وتسبب فى تمزق تحتى لعضلات القفص الصدري ..(اعانى من الامها حتى الان كلما زاد معدل الرطوبة فى الغلاف الجوى .)
بعدها ذهب بعيدا عنى ..واتى الى ضابط اخر (اسمه الحركى قرشى (بعد ان جمعنا عنه بعض المعلومات حصيلتها :انه من ابناء مدنى خريج احدى الجامعات الهندية..كان لينا فى تعامله مع المعتقلين ..لا يقسو عليهم جسديا ..ولكنه يقذف بالتهديد هنا وهناك..) ..(حتى واننى شبهته : بمعلم الابتدائى فى اول ايامه مع الوزارة)..
قال لى : عاصم ما فى داعى للتهور..واحد من ناسك سجل (اعتراف قضائى)؟
قاطعته : اعترف بي شنو انا نكرته؟
قال لى : بالتخطيط للتفجيرات.
قلت ليه : تفجيرات شنو؟
قال لى : نحن عارفين اي حاجة وما تستعبط علينا.
قلت ليه: الزول ده كضب عليكم .
قال لى : انا مستعد اواجهك بيه .
قلت ليه : كويس ..واجهنى بيه
(بالفعل احضر احد المعتقلين من الطلاب (وكان زميلى فى الجبهة الديمقراطية)..وسأله ان يتلو صحيفته..)..فتلاها ولم يغمض له جفن..
كانت صدمة بالنسبة الى؟؟
سالته : يا زول انت نصيح ..؟
قال لى : ايوه
سالنى الضابط قرشى) اها ..رايك شنو فى كلام الزول ده؟
قلت ليه : كضاب
قال لى بديكم دقيقة واحدة عشان تتفقوا.....وخرج من المكتب..
طوالى سألت الزميل : يا زول مالك ؟ جنيت ولا شنو؟
قال لى: عاصم انت ما داير تطلع من هنا ولا شنو؟..الزوول ده وعدنى بى انو يطلعنا من هنا باكر ..من غير ما زول يعرف اى حاجة..
قلت ليه : وانت بتصدق ليك امنجى؟
وبعدين تعال ..هو الزول ده لو ما داير يضرنا ..هو اعتقلنا من اساسه لى شنو؟؟؟....يازول ما تجنن..
قال لى : انا غايتو ده خيارى ..انت مخير ..
(الدقيقة انتهت) ..قرشى قال. ويبدو انه كان واثق من زوله ..
(اها الزول ده ما اقنعك ؟)
قلت ليه : بى شنو ؟
: بى انك تمرق بره؟
: والتمن شنو؟
قال لى : انت مالك مصعبهاى كده ؟..نحن ما فى ملجة عشان تقول لى تمن وما تمن؟اعتبره اتفاق.
قلت ليه والمطلوب شنو منى ؟
قال لى : اعتراف قضائى (بس قدام كاميرا الفيديو) ونحن بنطلعك زى الشعرة من العجين؟
قلت ليه : اعترف بى شنو ؟
قال لى :بي قصة التفجيرات دى.
قلت ليه : لا ..اخير لى اقعد هنا مليون سنة ..ولا اعترف بي حاجة انا ما عملتها.
قال لى : خلاص ..نحن حنستخدم اعترافات زميلك ضدك ..
قلت ليه : ولا بيهمنى
(بعدها اخرجونى من المكتب ..الى الصالة المواجهة للمكاتب..وطلبوا منى الانتظار..
وجاء قرشى ..وصاح ..تبيدي)..زولك ده داير تربية ..اتولاه..)
جاءنى المدعو (تبيدى) ..مشمرا ساعد جلبابه :
:خش المكتب ده ..
واشار الى باب مكتب فى مقابلتى..
دخلت المكتب ..
قال لى : انت عامل فيها رأسك قوى؟ الليلة انا بوريك..
اغلق باب المكتب (بالمفتاح) ..
كانت الساعة حوالى الثانية عشر ونصف ظهرا..
بدأ حديثه معى مهددا :
(نحن عارفين اختك فى دنقلا ..بنجيبها ون...... قدامك هنا..(وبالفعل كانت اختى الوحيدة والكبرى تدرس فى نفس الجامعة ..فى السنة الثالثة)...
وبرضو عارفين (حبيبتك ) (.......) داير تشوفها قدامك هنا (........) ؟
...ثم استطرد: خليك من ديل ..انت زاتك كيف؟
ثم رفع جلبابه (وفك التكة) ..واخرج ذكره ..(نعم ..هذا التبيدى..)
وقال لى فك الحزام ..ونزل البنطلون)...
فرفضت ...
ما كان منه ؟..الا ان خرج واتى ب(رجل الكرسي ) ..وضربنى بها..فى الصدر مرة اخرى..
وهذه المرة استدار على عقبه..وانزل هو سرواله ..وامرنى ان أتيه من دبر .....
فرفضت ...
فثار ..ثورة عنيفة ..وانهال على بصورة (هيستيرية)...ضربا..
حتى : انقذنى طرق على الباب ...
سريعا ...(ربط تكته)..وفتح الباب ..
وكان ..قرشى مخاطبا) تبيدي: انت ما ما شى الصلاة ولا شنو؟ (الصلاة ..صلاة الجمعة).
اجابه : لا ..ماشى..
وخرج ..ولم أره بعدها ... مر يوم الجمعة ..دون تعذيب يذكر...
وكذلك ..باقى الايام ..الا من محاولات للاستقطاب للعمل (كمخبر) للامن وسط التنظيمات السياسية..
التقيت فى تلك الايام نساءا ..ورجالا ..لا تدركهم قافلة النسيان :
العم : باشمهندس يحي
د. سيد احمد الخطيب
ابا المعتقلات الروحى : عبدالله القطى (الذى زودنا بكل خبراته فى الاعتقال ..اثناء اداء الفروض)
والخالة ختمة ( من قيادات الاتحادى )
وعبد الخالق سعد..
وذكرت ..فى بداية وصولى ..صوت الطفل حديث الولادة..نعم لقد كان معتقلا مع امه (نقابية فى الادرارة المركزية للكهرباء)..
احى صمود المعتقلين ..وعلى رأسهم (شبشة) ..(التقيته داخل المعتقل ..وكان وجهه مغطى بالدم اليابس..عذبوه امامى ..كى اعترف..مكثت قليلا ..ولكنهم ابقوا عليه حتى خافوا ان يفقد حياته جراء التعذيب ..(وبالفعل ..فقد عذبوه حتى حد الاغماء ..وتم نقله الى المستشفى اكثر من مرة)
احى ..صديقنا ..المرحوم (نجيب السر) ..الذى اعتصم عن الطعام (بمفرده ) حتى يتم اطلاق سراحنا...وظل على حاله اياما..
و بعدها ..اتى الى مكاتب الامن بمفرده .(نص الليل) ..وصاح باعلى صوته (مطالبا باطلاق سراح المعتقلين ..او اعتقاله ليبقى بجانبهم داخل المعتقل)
(ولكم فى القصاص حياة يا اؤلى الالباب)
صدق الله العظيم [/B/]
|
|
|
|
|
|
|
������� ��������� � ������ �������� �� ������� ������ ������� �� ������
�������
�� ���� �������� ����� ������ ����� ������ �� ������� ��� ���� �� ���� ���� ��� ������
|
� Copyright 2001-02
Sudanese
Online All rights
reserved.
|
|