خالد الكد .. ( بورتريه )

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-13-2024, 05:16 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عماد عبد الله (Emad Abdulla)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-18-2007, 05:47 PM

Emad Abdulla
<aEmad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
خالد الكد .. ( بورتريه )

    مساء الخير خالد ..
    حيثما كنت أبلغك هذه الأمنية ..
    الليلة لك يا سيدي ..
    هي لك , بعد أن أعييتني في الدخول إلى مدائنك .
    و أسقط في يدي الآن .. أعترف .
    ( عبرت ملامحك النضيرة خاطري فهتفت ليتك لاتزال ) ..
    من أيّها أبوابك داخليك يا حبيبنا , فثم موار بالحياة ..
    و ثم أناس أغبر ما يكونون و أنقى ..
    و ثم أزقة و أسقف من طين و نداءات ..
    ثمّ ضجيج أنيس ..
    أمنت عنده فنمت يا سيدي يا خالد .
    كنتهم كلهم .. دفعة واحدة ..
    وتد عشقك ما عاد وتداً أصماً ..
    بعدما غرسته عميقا في غباشة الطين الذي عشقت ..
    أصبح جذرا مسافر غورا شطر قلب البلد ..
    و تطاولت .. سمقت ..
    مفترعا طريق إلى الشمس عنوة و اقتدارا ( كعادتك ) ..
    و أعصيت المداخل إليك بكثافتك ..
    : المتمرد / الأديب / الديمقراطي / التقدمي / العسكري / الشيوعي / الصاخب / الودود / ود البلد / الأمدرماني / العنيف / الوديع / المفكر / المصادم / الرفيق / الحيي / السياسي / الشامخ / المنفلت .. و .. و ..
    من أين يا خالد ؟؟ ..

    سأهمس هنا لمن عرفك أو من سمع و من قرأ و من شاهد لك و عنك ..
    أهمس لهم : قولوا له هنا : مساء الخير يا خالد حسين الكد ..
    ثم أناشدهم ان يمدوني بما يعرفون عنك ..
    ربما حينها أجد الطريق اليك و إلى مفاتيح مدينتك الغبشاء المضيئة .
    أعرف أن البحث عنك لمن أراد أن يوثق لك .. دربٌ عصي .
    لكنني سأحاول مع الآخرين الإستهداء ببقية نور خلفته - كالنجم المذنب - .. ثم غبت .


    تحياتي للجميع و مودتي ..
    ما دفعني يا سادتي لطلب عونكم هو عملي حاليا على محاولة توثيقية لسيرة خالد الكد .
    أرجو ممن يمتلك أي معلومة مهما صغرت .. أو صورة .. مقال .. كتابة .. ذكريات ..
    أرجو - شاكرا - أن يضعها هنا , و أن أشاركه في الإطلاع عليها بغرض إكمال الورقة التي بصدد إعدادها عن الرجل .
    فهل من مجيب يمد يده إليّ ؟؟

    شاكرا لكم ..
    تحياتي و تقديري .
                  

01-18-2007, 06:15 PM

Elmuez

تاريخ التسجيل: 06-18-2005
مجموع المشاركات: 3488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الكد .. ( بورتريه ) (Re: Emad Abdulla)

    هاك فاتحة الشهية دي يا عماد:

    عن أرشيف:
    http://www.alsudani.info/

    العدد رقم: 429 2007-01-17

    خــــالد الكد.... فارس من الزمن النبيل
    التوأم حسن وحسين أحمد حسين عثمان الكد من أعلام المعرفة والثقافة في أم درمان، تركا أعظم الأثر في الحياة الاجتماعية والثقافية في بيت المال وأبي روف ومجالس ام درمان، وكان حسين الكد أكثر انفتاحاً على كل المجتمعات وغشي كل المجالس، واسع الثقافة، كثير الاهتمام بالشعر والأدب. أما حسن فكان صفوياً محباً للقراءة والكتابة ومجالسة صفوة المجتمع المثقف متحدثين حول الفلسفة والفلاسفة وغاية الثقافة والأدب.



    بيت الأدب والعلم هذا أنجب أعظم الأبناء عثمان وكمال حسن وطه وخالد حسين والحديث عنهم يطول ويتشعب، وأصدقاؤهم وعارفو فضلهم وعلمهم كثر.. ولكني هنا أتحدث عن من عرفت منهم خالد رحمة الله عليه.. ملأ الدنيا وشغل الناس، كان أمة، وسيرة حياته تحتاج كتاباً بل كتباً.. بدأ حياته عسكرياً محترفاً وانتهى رجل علم وثقافة وسياسة وكاتباً وأديباً لا يشق له غبار.. الدكتور خالد الكد الأستاذ الجامعي ودكتوراة في الأدب من جامعات المملكة المتحدة، وما بين الملازم والأستاذ الجامعي حياة واسعة عريضة حافلة بالأحداث والمصادفات والعجائب.. حياة ذاخرة بكل معاني الحياة وحب الوطن والمغامرة ومصادفات وأحداث قل أن تمر على أحد وإن طال به العمر.. لكنه خالد.. مات والده يوم تخرجه من الكلية الحربية وقبل أن تكتمل الفرحة في المنزل صادته عربة فمات في الحال.. وخالد أيضاً مات في عاصمة الضباب قتله سائق عربة باكستاني وهو يعبر الطريق عن طريق ممر عبور المشاة Zebra Line!!! يا لسخرية الأقدار وعبثها!!



    الملازم خالد الكد من أشهر عسكر السودان، ملازم في عشرينياته يقود انقلاباً لوحده بعساكر مستجدين من مركز تدريب المستجدين.. اسمعه يقول (لم أجد ما يمنعني من القيام بهذه العملية نيابة عن الآخرين لانقاذ البلاد من أخطار محدقة بها). لاحظ كلمة انقاذ!! أُحبط الانقلاب بوشاية من أحد الشاويشية الذين اعتمد عليهم وعند القبض عليه مساء 28/12/66 وجد في جيبه أسماء أعضاء مجلس الثورة الذي اختاره.. العقيد جعفر نميري، والرائد مصطفى عبادي، والرائد الرشيد نور الدين، والرائد الشريد ابو شامة، والرائد بابكر عبد الرحيم، والنقيب هاشم العطا! وما كانوا يعلمون... فقط كان يجمعهم تنظيم الضباط الأحرار وكان قد جنده للتنظيم الرائد مصطفى عبادي وكان لهم أثر كبير في إنجاح ثورة أكتوبر 1964م وتلك قصة أخرى!!



    صلة القرابة بالأستاذ عبد الخالق محجوب (ابن خالته) أُستغلت كثيراً واعتقلت كل قيادات الحزب الشيوعي وقتها وكان خالد لوحده المخطط والمنفذ وحوكم بالسجن وظل سجيناً حتى انقلاب مايو 1969م، ولعب معه القدر فصلاً فعاد للقوات المسلحة معززاً مكرماً لكن سرعان ما أحيل للمعاش بأمر (ثوار مايو الأحرار)...



    وثانية وكأنها دراما عبثية أعاده انقلاب هاشم العطا للخدمة العسكرية.. الرائد خالد الكد.. وسرعان ما خبأ انقلاب منتصف النهار وانهزم واختفى خالد.. ونجا من الاعدامات والمجازر.. وتاني دخل السجن.. (والانجليز مرقوا خلاص.. وتاني اخوي الخير دخل السجن.. لمتين الخير في السجن!! ناس أبوي ما فهموا شي)... أين أنت يا صديقي حدربي محمد سعد!!



    وبدأ خالد حياة جديدة وتزوج من الأستاذة فاطمة سالم (ابنة عمتي) وكتب شقيقه طه حسين في صحيفة (الأيام) وقتها عن رحلتهم للقرير لزواج خالد الكد.. وكان خالد في وسائل الاعلام وقتها.. أمراً يمكن أن يطيح بكل طاقم الصحيفة لكنه طه الكد.. وأنجب خالد وفاطمة ابنتهم عزة... غادر بعدها لانجلترا بعد الكثير من المضايقات والملاحقات.. وبدأ الانقلاب الكبير في حياته... الدراسة الجامعية حتى الدكتوراة في الآداب والزواج الثاني من بريطانية أنجب منها اخوات لعزة (بعد وفاته حضرت زوجته برناديت وحاولت اعزازاً لخالد وتكريماً له أخذ عزة لتتربى مع اخواتها ببريطانيا.. لكن فاطمة... أحسنت تربية عزة حتى صارت طبيبة وتزوجت).



    وعاد دكتور خالد بعد الانتفاضة ليعمل في كل الجامعات وقتها أستاذاً للآداب ليملأ الساحة الأدبية والسياسية... والاجتماعية.. والصحفية.. من غير خالد يمكن أن يفعل ذلك؟!



    وبعد الانقاذ أعتقل في شالا حتى نهاية عام 1991م وبداية عام 1992م وقبل مغارته لبريطانيا بيوم أو يومين دعاني وصديقي مرتضى وراشد للعشاء (في بيت أخوي كمال) -أنظر كم هي عذبة وحنينة وصادقة أخوى كمال- والتقينا وكنا آخر من جالسهم قبل سفره الذي ما عاد منه.. وسألناه وسألناه والحديث معه متعة.. والتاريخ هو من صناعه، هذا رجل غير عادي.. سمعنا منه رواية انقلابه ووشاية الشاويش به وتحدث حديثاً طيباً عن فاطمة سالم.. من أنها زوجة ممتازة لكنه زوج فاشل مثلما هو انقلابي فاشل! وحدثنا عن أيام الاختفاء بعد يوليو 1971م.



    وحدثنا عن أنه قضى نهار الخميس 29/6/1989م ومساء نفس اليوم حتى قبل منتصف الليل انتظاراً في منزل صديقه صلاح مصطفى ولم يلتقه ذلك أنه لم يحضر للمنزل!! ترى هل كان تاريخ السودان سيتغير لو أنه قابل صديقه قائد الاستخبارات العسكرية يومها!!



    خالد المثقف البشوش المحب لأم درمان الذي كتب عنها بمحبة وتوق وعشق وسجل أعظم الذكريات عن طفولته وعن بيوت ام درمان وأهل ام درمان وحتى عندما سألته كيف سمح له بالمغادرة.. قال إن التأشيرة عملها ابراهيم أحمد عمر، وعندما لاحظ دهشتي قال: هذه علاقات أم درمان!!



    كتب خالد عن أعلام ام درمان وعن الناس والشوارع.. وغير ذلك كتب عن عماته وخالاته وجيرانه وخلانه وعن بحر ابو روف والمراكبية والسماكة وشاي الصباح والنفاج وعلاقات الزمن الجميل وعن عشقه لام درمان الذي لا يدانيه إلا عشق علي المك لها ولأهلها..! كتب بلغة راقية رائعة... سهلة خالدة.



    مات خالد.. وهمى الدمع غزيراً من عيني وأعين الكثيرين ووري الثرى في مقابر أحمد شرفي ويا للحسرة لم يؤبنه الرفاق القدامى ولا خاطب الجمع أصدقاؤه ولا أقيمت الأيام والليالي لتأبينه.. أين نادي الزهرة وابو روف.. أين مركز عبد الكريم ميرغني.. جامعة الأحفاد والجامعة الأهلية.. رجل نادر.. كتاب مفتوح.. يبحث عن مؤلف يا أبناء ام درمان الأوفياء.. رحم الله خالدا وأحسن إليه فقد أحب هذا التراب وعمل مخلصاً له وفقد السودان علماً وابناً نادراً.



    (خالد ما مات خالد في عزة وأخواتها... وهل مات أبناء الكد؟!)


    عبد القادر سيد أحمد التويم
    -------------------------------------------------------------------------

    نفس الأرشيف..نفس الصحيفة:
    العدد رقم: 429 2007-01-17

    الأفندية ومفهوم القومية في الثلاثين سنة التي أعقبت الفتح في السودان 1898-1928 الحلقة الأولى





    خالد حسين الكد



    * المكونات والمؤثرات:



    (إن الموضوع متشعب جداً، وفى هذا الخضم الهائل من الأفكار التى يزدحم بها ذهني أجدنى اكثر ميلاً الى الاهتمام بترتيب الأشياء من الاهتمام بالأشياء نفسها، ولذا فإننى مضطر للتحول ذات اليمين وذات اليسار حتى أتمكن من التقصي واكتشاف الحقيقة.)



    (مونتسكيو: روح القوانين، الكتاب 19)



    أحاول فى هذه الدراسة أن أتتبع تطور مفهوم (القومية السودانية) منذ بداية الحكم الثنائى فى السودان 1899- 1956، وهو الوقت الذى أعتقد أن البذرة الأولى لمفهوم القومية انغرست خلاله. احاول أن أتتبع المساهمات والآثار الإيجابية والسلبية لكلا الشريكين فى دولة الحكم الثنائى (بريطانيا ومصر) فى تطور مفهوم القومية. ولعل أهم مساهمات إدارة الحكم الثنائى هى خلق (طبقة الأفندية)، اى تلك الجماعة التى وفرت لها الإدارة البريطانية مناهج تعليمية جديدة ووضعاً اقتصادياً واجتماعياً متميزاً أثر فى تكوينها الثقافى والنفسى وفى تكوين مفاهيمها لقضايا القومية.



    و(الافندية) جمع لـ(أفندى) وهى كلمة يونانية الأصل، وكانت تعتبر من ألقاب التعظيم، وقد أخذها الأتراك البيزنطيون ونقلوها للبلدان العربية التى كانت خاضعة لنفوذهم. وفى السودان أطلقها البريطانيون على الموظفين السودانيين للتمييز بينهم وبين الموظفين البريطانيين. ويشكل الموظفون السودانيون مجموع الشبان الذين علمتهم الإدارة الجديدة فى مدارسها التى أنشأتها على نمط معين ثم استخدمتهم فى الوظائف الدنيا فى سلك الإدارة الاستعمارية. وربما تكون كلمة (أفندية) قد اكتسبت لاحقاً معاني وإيحاءات مختلفة، ولكنها فى تلك الفترة ـ موضوع الدراسة ـ كانت صفة لتلك الجماعة التى ذكرت، وبذلك الفهم استخدمتها فى هذه الدراسة.



    ورغم أنى أنوى أن أركز فى دراستى هذه على (الأفندية) الذين أوجدتهم الإدارة الاستعمارية، فإننى لا استطيع ـ لإيفاء هذه الدراسة حقها ـ تجنب الخوض فى كثير من المؤثرات الداخلية والخارجية على الجوانب المختلفة لنمو هذه الطبقة. وهذه المؤثرات تحتوي بالضرورة على جوانب اقتصادية واجتماعية وثقافية وسياسية. كما تحتوى على الضغوط الإدارية والقبلية والوشائج الإقليمية. وفى مثل هذا الخضم الهائل من المواضيع أجد نفسى فى موقف مماثل لموقف مونتسكيو الذى أوردته فى صدر كلمتي هذه فيما يتعلق بالمواضيع وترتيبها. وللخروج من هذا المأزق فإننى سأحذو حذو مونتسكيو فى التجول ذات اليمين وذات اليسار لاكتشاف الحقيقة.



    لقد شهدتْ الأيام الأولى للحكم الثنائى عدة حركات تعبر عن رفض الحكم الأجنبى، ولعل هنالك اتفاقا على ان كل تلك الحركات كان على ذلك النمط الذى يسميه البروفيسور هودجكن (الخلاص المسيحى). ولما كانت فكرة المهدية ما تزال فى ذلك الوقت عالقة بالأذهان فقد انتقى كل الذين عارضوا الحكم الثنائى فى اول عهده أسلحة دينية، فمنهم من واصل دعوة المهدية، ومنهم من ادعى انه نبي الله عيسى الذى يأتى حسب معتقد بعض الفرق الإسلامية ليملأ الأرض عدلاً بعد أن ملئت جوراً. وكل هذه الحركات، باستثناء حركة ود حبوبة، كانت طفيفة الأثر. اما عبد القادر ود حبوبة فقد كان أنصارياً من قبيلة الحلاوين التى كان لها شأن كبير فى تأييد المهدية ونصرتها، ولذلك لم يستسغ عبد القادر فكرة اندحار المهدية كلية، ووجد رفض الإدارة الجديدة السماح له باستعادة اراضى أسلافه سانحة للتمرد عليها. فجمع حوله بعض الأهالى وأعلن الجهاد على الكفار وهجم على المركز فقتل المفتش والمأمور. وعملاً بمنشور كتشنر حول الأمن والنظام العام فقد خفت قوة عسكرية وسحقت الحركة (بقوة وحسم) وألقى القبض على عبدالقادر ودحبوبة ونفذ فيه حكم الإعدام شنقاً.



    لقد كانت حركة ود حبوبة هذه اكبر تلك الحركات ذات طابع (الخلاص الدينى)، وآخرها إذا استثنينا حركة نيالا سنة 1922م والتى لم يكن لها اثر كبير. ومنذ ذلك الحين صارت معارضة الحكم الأجنبى تتخذ اشكالاً اخرى تنمو فى مهد مختلف. لقد بدأت كما يقول هودجكن (تتخذ المدن الحديثة مهداً لها) فى أواسط المتعلمين الذين علمتهم الإدارة الجديدة واستخدمتهم فى الوظائف الدنيا فى سلك الإدارة.



    بالرغم من أن الإدارة الجديدة والتى كان للبريطانيين اليد العليا فيها، عمدت الى تعميم هذه الموجموعة وفق النسق الغربى، كما جاء فى توجيهات كتشنر، فقد فشلت فى تحقيق هذه الغاية. ومرجع ذلك، كما يورد ريتشارد هل (لأن البريطانيين أقاموا الحكم الثنائى بعد الفتح، ولكنهم لم يتجهوا الى المؤسسات البريطانية لاتخاذها نموذجاً للإدارة الثنائية. وبالطبع فهم لم يستلهموا الإدارة المهدية وإنما نظروا فى بادىء الأمر الى ما خلفته الإدارة التركية من هياكل فأقاموا عليها بنيان ادارتهم. فالحاكم العام كان اشتقاقاً من الحكمدار عموم، لقب الحاكم التركى، ورغم انتشار نمط الحكم المحلى المستمد من النظام الإنجليزى، فقد بقيت كثير من الصلات بين الشكل الجديد والأشكال التى كانت سائدة أيام الحكم التركى).



    وحقل التعليم لم يكن استثناءً، فقد عمدت الإدارة الى هياكل التعليم فى العهد التركى واتخذتها أنموذجاً للتعليم الجديد لسد الفجوة التى خلفتها المهدية. وبالإضافة الى ذلك فإن حقل التعليم على وجه الخصوص كان مساحة لم يستطع فيها البريطانيون، لا سيما فى السنوات الأولى، من غل يد شريكهم الأضعف – المصريين، فلغة التعليم لتلاميذ يتحدثون العربية ما كان من الممكن أن تكون غير العربية. وبالتالى كان لا بد أن يكون المدرسون مصريين أو من يتحدثون العربية. هذا الشرط، بالإضافة الى الموروث العربى الإسلامى الذى كانت التركية والمهدية، على ما بينهما من خلاف في روافده، جعل المصريين أطول باعاً فى حقل التعليم فى المراحل الأولى. يصف ذلك محمد عمر بشير قائلاً (..... ومع انتشار الإسلام ازدادت الحاجة بين القبائل للتعليم الدينى باعتبار أنه من الاحتياجات الضرورية فى المجتمع الإسلامى. فالمعرفة بالقرآن والمقدرة على قراءته وبالتالى المقدرة على القراءة والكتابة لتمكين العقيدة صار ضرورياً. ولما كان تعلم القرآن فرضاً على كل مسلم فقد صار لزاماً على الآباء توفير الإمكانات لأبنائهم لتعليمهم. وقد حرص المهاجرون على تعليم أبنائهم ليحافظوا على السيطرة الثقافية وبالتالى السياسية على سكان البلاد الأصليين..... والخلوة مرتبطة بالصوفية، والطرق الصوفية هى التى تولت نشر الإسلام فى السودان، فلذلك فقد كانت الخلوة هى المؤسسة الأساسية لتعليم القرآن فى السودان).



    هذا النوع من التعليم انجب كما يقول جعفر محمد علي بخيت (جيلاً كان جل اهتمامه منصباً على التراث الإسلامى، وكانت اهتماماته فى تنظيم المهرجانات الأدبية التى تمجد الماضى الإسلامى). وقد جاءت معارضتهم للحكم الأجنبى ومفهومهم للوطنية والقومية منسجماً مع هذا التكوين الثقافى والنفسى. ونجد فى كتاب محمد محمد علي (الشعر السودانى فى المعارك السياسية)، وكتاب صلاح الدين المليك (شعراء الوطنية فى السودان)، نماذج توضح هذا المزاج الذى يعبر عنه محتوى وأشكال قصائد شعراء تلك الفترة التى جاءت صدى للشعر العربى الكلاسيكى القديم. وبالرغم من ان اشعارهم عبرت بدرجات متفاوتة، عن رفض للحكم الأجنبى إلا أن ذلك الرفض كان كله يدور فى فلك العودة الى التراث الإسلامى وأمجاد الأمة الإسلامية وفى ماضيها التليد، والتحسر على العهود الخالية، عهد الخلفاء والأمراء التى سادت فيها الأمة الإسلامية العالم. وقصيدة البنا فى مطلع العام الهجرى والتى يستهلها بقولهِ:



    يا ذا الهلال عن الدنيا أو الدين



    حدث فإن حديثاً منك يشفينى



    والتى يتحدث فيها عن ماضى الأمة الإسلامية فى عهودها العظيمة وأمرائها وخلفائها تصلح مثالاً لذلك. وفى ابيات عبدالرحمن الضرير تحديد واضح لمفهوم الوطنية والقومية لدى أبناء ذلك الجيل:



    فليس سوى الإسلام من وطن لنا



    ولا غير اهليه أعد صحابا



    كفى بقبيل الله جنساً ومذهباً



    وبالله رباً والكتاب كتابا



    هذا الرفض الرومانسى للحكم الأجنبى الجديد وهذه الرؤية للهوية كانا سمة مميزة لذلك الجيل الذى يعانى من انفصام؛ بين رفضه للحكم الأجنبى، وحقيقة وجودهِ كطبقة جديدة هى فى حد ذاتها نتاج نظام اقتصادى واجتماعى جديد استقدمه هذا الحكم الأجنبى. فهم يعملون فى سلك الإدارة الأجنبية التى عزت بلادهم واستولت عليها، ما لم يكونوا واثقين منه هو ما إذا كان استيلاؤها على البلاد بهدف إنقاذهم من قسوة الخليفة عبدالله التعايشى، أى الأسباب الإنسانية التى زعمت الإدارة؟ أم أنه كان لتمارس عليهم شروراً أبشع من التى مارسها الخليفة عبدالله؟ هل يحكمهم البريطانيون والمصريون؟ أم ان البريطانيين كانوا ينفردون بالحكم؟ كان ذلك سؤال لم يجدوا له إجابة. وثمة سؤال آخر: هل كان هؤلاء فى ايام الحكم التركى وهؤلاء المصريون الذين تربطهم بهم روابط اللغة والدين، هل كانوا جزءاً من الحكم؟ أم كانوا هم انفسهم ضحية للسيطرة الأوروبية المسيحية على المسلمين؟ وهل ينتمون هم والمصريون الى الأمة الإسلامية فى مواجهة الحكم البريطانى المسيحى؟.



    كل هذه الأسئلة لم تبقَ فقط دون اجابات، بل انها ما كانت تطرح صراحةٍ. وذلك التوجه الإسلامى الذى اعتبره بعض الباحثين المهتمين بدراسة تلك الفترة توجهاً تم اختياره بواسطة أولئك الشبان كمعَبر عن مشاعرهم ومفاهيمهم القومية لم يكن فى الواقع سوى ملاذ متاح لمجموعة من الشبان محدودى المعرفة قليلى الخبرة مضطربى العواطف.



    فالهُوية والقومية كمفهومين ـ بما فى ذلك الهُوية العربية الإسلامية ـ لم يتم طرحهما كقضية حتى اندلاع الحرب العالمية الأولى التى تعتبر معلماً بارزاً فى مسار مفهوم القومية فى البلدان المستعمرة ومن ضمنها السودان. والأفندية، من ناحية، كانت اعدادهم قد تضاعفت حين اندلعت الحرب، ومن ناحية أخرى فقد كان التطور فى التعليم وأساليبهِ قد اتاح لهم فرصة أوسع للاتصال بالعالم الخارجى. والنقاش الذى ابتدأ قبيل الحرب وأثناءها ولمدة طويلة بعدها عن (الأمم) و(حق المصير) أثار انتباه الافندية الذين كانوا قد بدأوا يتمتعون بوضع اجتماعى واقتصادى جعلهم ينظرون الى انفسهم كطبقة اجتماعية مميزة عن التركيبة الاجتماعية التقليدية. وقد عَبر عن ذلك بصورة واضحة علي ملاسي الذى كان قد تخرج عام 1914م وعَين افندياً فى مصلحة البريد والبرق والذى انضم لاحقاً الى جمعية اللواء الأبيض. يقول ملاسى: (منذ 1914م على ما اذكر ونحن شبان صادفنا الحرب العظمى الأولى سنة 1914م، وكانت تلك بادرة يعني أدتنا نشاط لنتابع حوادث تلك الحرب، وفى الوقت داك كان فى شئ اسمه رويتر يطلع هذا الرويتر كل اربعة وعشرين ساعة ثلاث مرات، فنحن موظفين البريد والبرق وبالذات كنا نأخذ هذه النسخ ونقرأها ونستخلص منها الواقع. أول شئ فهمنا إنه هناك فى وطن وهناك فى ناس بيحاربوا عشان وطن يعنى أدتنا فكرة).





    (عدل بواسطة Elmuez on 01-18-2007, 06:21 PM)

                  

01-18-2007, 07:48 PM

سفيان بشير نابرى
<aسفيان بشير نابرى
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 9574

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الكد .. ( بورتريه ) (Re: Emad Abdulla)


    عماد ، يا صاحب اللوح
    سلام يا صاحب يا باهي
    الأخ معز تحياتي

    وفي مجلس الكد لا نملك ألا أن نحيه
    دمت حياً وميتاً ، فقد كنت انسان بمعني الكلمة
    ومثقف (عضوي) كما يليق بالمثقف إنتماه للحياة .

    اخي المعز سوف اضيف الجزء الاخير والذي سقط من الورقة
    التي انزلتها للكد وسوف اضيف الجزء من مكان مبتور فقط
    لكم الحب :-
    Quote: صار موضوع القومية هماً من هموم الافندية منذ ذلك الوقت ، ورغم انه حتى فى ذلك الوقت كانت تحيط مفاهيمهم القومية هالة من الضبابية تحجر علينا وصفها بانها مفاهيم واضحة إلأ أنها كانت على درجة مناسبة من الوضوح لخلق تمايزات فى وجهات النظر فى اواسط الافندية وللعمل على نمو تناقضات أيدلوجية بين افرادها قائمة على اساس الاصول الاجتماعية والمنشأ . واول تلك التوجهات كان امتداد لفكرة البعث الاسلامى التى بشر بها جمال الدين الافغانى وتحمس لها تلميذهِ محمد عبده والتى شدد فيها على الانتماء الى جامعة اسلامية تحت قيادة خليفة قوى يوحد المسلمين ويقود الشرق لهزيمة القوى الغربية ويخلق أمة مسلمة قوية مثل الامة الاسلامية التى سيطرة على العالم فى العهود الماضية المجيدة . وقد تأثر هؤلاء الشبان الذين اتبعوا هذا التوجه بكتابات الافغانى ومحمد عبده ، وظلوا ، حتى سقوط الخلافة العثمانية ، يدافعون عنها كمركز للامة الاسلامية التى ينتمون اليها . وقد كانت اشعارهم وكتاباتهم كما أسلفنا صدى لكلمات الافغانى :- (( كيف نقبل نحن المؤمنون الذل ، نحن الذين كانت لنا اليد العليا فى الماضى ، كيف نقبل الان القهر والاستغلال من قوم لا يدينون بديننا ولا يحترمون شريعتنا ؟ صدقونى انه لو تبين آل عثمان حجم التأييد الروحى الذى يكنه لهم المسلمون فى المستعمرات البريطانية لما كانوا صبروا على هذا القهر البريطانى ولما كانوا سمحوا للبريطانيين بالاعتداء على ممتلكات السلطان )).
    أما التوجه الثانى فقد كان عروبياً إسلامياً حاول اعطاء الرابطة الاسلامية بعداً عروبياً اعلى نبرة من النبرة الاسلامية فى محاولة للمزاوجة بين المفهوم الدينى والمفهوم الحديث للامة . وجعل ذلك التوجه الرابطة العربية اقوى من الرابطة الاسلامية بل جعل الرابطة العربية ضرورية ولازمة لوجود الرابطة الاسلامية التى ما كانت لتوجد أساساً دون العرب . ويرى دعاة ذلك التوجه ان الاسلام فى حد ذاته ثقافة عربية . وقد طغى هذا الاتجاه فى الحلقات الادبية فى مرحلة مابعد الحرب لاسيما فى البلدان العربية التى كانت واقعة تحت السيطرة العثمانية المباشرة ، ومن ابرز الدعاة لهذا الاتجاه ساطع الحصرى وعبدالرحمن الكواكبى الذى ذهب إلى ان العرب هم الامة الوحيدة القادرة على بعث الامة الاسلامية وقيادتها ، واضفى عليها من الصفات ما جعلها أمة الله المختارة لقيادة المسلمين . وقد اطنب فى كتابيه ( أم القرى) و(طبائع الاستبداد) فى وصف العرب بما جعلهم (( اقدم الامم التى نهجت طريق العدل والمساواة)) ، وبما يؤهلهم لقيادة الامة الاسلامية إلى الحرية والديمقراطية والاشتراكية)).
    كانت مثل هذه الافكار رائجة فى اواسط المعلمين السودانيين وهى التى تاثر بها الشبان من امثال توفيق صالح جبريل أو سليمان كشة الذين كانا من اكثر الشبان حماساً لهذا الاتجاه . وهما اللذان افسحا بحماسهما دونما وعى المجال لاتجاه ثالث حينما دخلوا نتيجة حماسهم فى مواجهة مع عناصر من امثال على عبداللطيف قبيل احداث 1924م كما سنرى.
    والاتجاه الثالث هو الذى تناول ولاول مرة قضية القومية من وجهة نظر (وطنية) كما اسمتها الباحثة اليابنية يوشيكا كوريتا وقد ظهر هذا الاتجاه لاول مرة بصورة جنينية فى كتابات حمزة الملك طمبل ، وهو من معاصرى توفيق صالح جبريل وسليمان كشة ، الا ان خطابه الشعرى والنقدى كان يختلف تماماً . وقد تلقى حمزة الملك طمبل تعليمه مثلهما فى المدارس الحكومية ، ثم التحق بكلية نواب المآمير وتخرج فيها برتبة نائب مأمور فى سلك الادارة ، وقد كان قارئاً نهماً للادب الانجليزى ، وقد اهتم بالنقد بشكل خاص ، واهم مساهمات طمبل انه اول من استخدم كلمة (( السودانى)) صفة وهُوية لسكان السودان ، وذلك فى مولفه (( الادب السودانى وما ينبغى ان يكون عليه)) ، والذى هاجم فيه معاصريه لكونهم مجرد اصداء مقلدة وباهتة للعرب الاقدمين وحث على ضرورة ارتباط الادب بالارض والناس وارض السودان وناس السودان. وينبغى ان يكون الشعر الذى يكتبه شاعر سودانى معبَر عن المزاج السودانى والارض السودانية .
    إذن فقد صرنا امام بدايات لتوجهات مختلفة نحو مفهوم القومية ، ومهما كان ضعف هذه المفاهيم الجديدة ، فقد كانت على قدر كبير من الاهمية وذات اثر عظيم على كل الاحداث التى اعقبت الحرب العالمية الاولى على الصعيدين الثقافى والسياسى ، وقد قامت بتشكيل الخطوط العريضة التى عبَرت من خلالها الحركة الوطنية فى السودان عن نفسها .
    وقد كان كتاب تلك الحقبة وشعراؤها هم الذين يعبَرون عن وجهات النظر المختلفة ، وكما كانوا فى كثير من الاحيان مؤسسى وقادة جمعيات وتنظيمات تتبَنى وجهات النظر تلك . وقد صدرت فى تلك الفترة بين نشوب الحرب الاولى واحداث 1924م أعداد هائلة من القصائد الحماسية المتمردة على الحكم الاجنبى. وبالرغم من ان تلك القصائد عبَرت عن معارضة ورفض الحكم الاجنبى ، فى اطار وجهات النظر الثلاث التى ذكرناها انفاً ، فإنها كانت ماتزال كما وصفها عبده بدوى (( غامضة وساذجة)) ولكنها كانت بالرغم من غموضها وسذاجتها ، على درجة كافية من الوضوح للتمييز بين التيارات الثلاثة داخل طبقة الافندية تمكن الباحث من فرز مفهوم كل مجموعة من المجموعات من مفاهيم المجموعات الاخرى وفقاً لانتماء
    اعضائها الاجتماعى . وقد شهدت تلك الفترة عدداً من الاحداث الجسيمة على الصعيدين المحلى والعالمى ، كان لها اثراً عظيماً على الافندية فى السودان . ومن اهم هذه الاحداث على الصعيد العالمى ، بجانب الحرب نفسها ، هزيمة المانيا والنمسا وسقوط وسقوط الامبراطورية العثمانية وثورة 1917م الروسية وثورة 1919م المصرية . أما على الصعيد المحلى فقد شهدت هذه الفترة قيام مشروع الجزيرة وبروز قضية السودان كقضية قائمة بذاتها بعد الاستقلال الاسمى لمصر . ولن اخوض فى تفاصيل هذه الاحداث أو اعتبارها بالترتيب ، ولكنى ساتطرق لها فى سياق علاقاتها بالافندية وتطور مفهوم القومية .
    لقد كان واحد من الاثار المباشرة لسقوط الامبراطورية العثمانية زوال ذلك الحلم بقيام أمة إسلامية قوية تحت خليفة قوى للمسلمين ، وعلى خلاف الاقطار العربية الاخرى التى كانت خاضعة للسلطان العثمانى ، لم يكن البديل الوحيد المتوفر للمتعلمين السودانيين هو الخيار ( العروبى) . وقد كان على الذين يدعون إلى الرابطة الاسلامية ان يختاروا بين الاتجاه ( العروبى) أو الاتجاه (السودانى). ولم يكن ذلك خياراً سهلاً بالنسبة لغالبيتهم . وربما بداْ للبعض انه وفقاً لمورثهم الاسلامى فان الافندية تحولوا اتوماتيكياً للتيار العروبى . وقد ثبت ان ذلك لم يكن فى كل الاحوال صحيحاً وان ذلك القول تبسيطاً (مخل) لقضية فى غاية التعقيد تتشابك فيها عدة عوامل محلية وعالمية تاثر بها كل فرد من افراد هذه الطبقة فى إتساق مع وضعه الاقتصادى والاجتماعى وتكوينه الثقافى والنفسى ، وظهر ذلك جلياً فى الصراع الذى حدث بين اعضاء جمعية الاتحاد .
    تكونت جمعية الاتحاد السودانى من مجموعة من الشبان الذين كانوا يعملون كموظفين فى الادارة الاستعمارية ممن كانت تجمع بينهم ميول ادبية وفنية . وكانوا يجتمعون فى الامسيات لتعاطى الشعر والموسيقى . وليس هناك إتفاق حول مؤسسى الجمعية أو حول اعضائها والشكل التنظيمى لها . والاهم من ذلك انه ليس هنالك اتفاق حول اسم الجمعية نفسها . ولفظ ( الاتحاد) يعتريه كثيراً من الغموض ، اهو اتحاد بين القبائل السودانية المختلفة كما ذهب اليه البعض أم هو الاتحاد بين مصر والسودان كما ذهب اليه البعض الآخر ؟ هذه الاسئلة مازالت الاجابات عليها مختلفة ولكن حسب الروايات والوثائق المتوفرة فقد كان امر أبرز اعضاء هذه الجمعية توفيق صالح جبريل ، الامين على مدنى ، سليمان كشة ، صالح عبدالقادر ، خلف الله خالد ، عبدالله خليل ، خليل فرح ، حسن نجيلة وعبيد حاج الامين ، وفى رواية احمد الطريفى الزبير باشا ، إن توفيق صالح جبريل هو مؤسس الجمعية ورئيسها. أما فيما يتعلق بعلى عبداللطيف فمازال موضوع عضويته فى الجمعية مثار جدال شديد ، فبينما ينفى سليمان كشة بحدة ( راجعة الى الخلاف الذى وقع بينه وبين على عبداللطيف) عضويته فى الجمعية ، يشير حسن نجيلة إلى انه كان على علاقة قوية باعضاء الجمعية وخصوصاً عبيد حاج الامين وقد ورد فى اكثر من مصدر انه ناقش مع اعضاء الجمعية بعض القضايا بعد بروز قضية السودان ، كما ناقش معهم مسألة تشكيل وفد السودان . ولم يكن اعضاء الجمعية فى اى وقت من الاوقات على اتفاق تام حول القضايا المطروحة ، فقد كانت هنالك فى كثير من المناسبات اختلافات فى التناول للمواضيع وفى وجهات النظر ، ولم يكن هنالك خط محدد للجمعية . ولكن كل تلك الاختلافات كانت بدرجة تمكن من احتوائها فى إطار عام من مناهضة الحكم الاجنبى.
    ومع بروز ( قضية السودان) بعد الاستقلال الاسمى لمصر ، سادت فى دوائر الافندية وفى منتدياتهم وجهتا نظر ، إحداهما أن البريطانيين أثاروا (قضية السودان) منفصلة عن مصر بغية تمتين قبضتهم على السودان والانفراد بحكمه بعد التخلص من المصريين . والذين تبنوا وجهة النظر هذه ، كانت لهم اسباب وجيهة للتوجس من نوايا شريرة لدى البريطانيين عبَر عنها ونجت صراحةً بقوله فى رسالة إلى كرومر (( إن الوضع الحالى يجعل السودان بريطانياً أكثر من اى وقت مضى )) ، بل وبمعنى اكثر من ذلك قوله فى رسالة اخرى (( إن السودان لن يحكم مرة أخرى من مصر)).
    أما وجهة النظر الثانية فقد كانت ترى فى ابراز قضية السودان كشئ منفصل عن مصر إجراء يتوافق مع التوجه العالمى فى (حق تقرير المصير) وقد تبنى هذا الاتجاه كبار الافندية الذين كانوا يتبوأون مناصب أعلى فى سلك الادارة الاستعمارية ، وبالتالى فى التركيبة الاجتماعية والذين وصفهم ونجت فى رسالة إلى كرومر بقوله (( وقد اعتمدت على كبار الموظفين الذين يفقدون كل شئ ولا يكسبون شيئاً بعدم الولاء لنا )). وقد كان مفهومهم – كبار الافندية – للقومية يسير وفق الخطوط التى سار عليها وفد الاعيان عام 1919م . وكانت الادارة قد بدأت فى تكريس سلطتهم حتى صاروا يشكلون المجموعة التى أشارت اليها كوريتا بقولها (( المجموعة التى استولت على الارض فى ظل الادارة البريطانية )) والتى بدأت تهيمن بواسطة قوانين الاراضى التى اصدرتها الادارة البريطانية فى عام 1917م وعام 1922م على المشاريع الزراعية فى النيل الابيض ثم فى الجزيرة . وقد تغيرت نتيجة لتلك الاجراءات والقوانين علاقات الانتاج ، وبالتالى التركيبة الاجتماعية التى دخلت (لاسيما بعد قيام مشروع الجزيرة) ، نطاق علاقات الانتاج الرأسمالى مفرزة بذلك طبقات جنينية يقسمها نبلوك لثلاث طبقات جنينية .
    1/ طبقة برجوازية.
    2/ طبقة متوسطة.
    3/ طبقة من فقراء المدينة والريف.
    ويصف نبلوك الطبقة البرجوازية قائلاً :- (( تتكون الطبقة البرجوازية الجنينية من التجار الذين يهيمنون على معظم النشاطات الاقتصادية المخربة والتى مكنتهم الادارة الاستعمارية ، رغم احتكارها هى والمؤسسات المالية والاستثمارات الاساسية ، منها خلال الاستثمار فى المشاريع المروية ومشاريع الزراعة الآلية ، كما مهدت لهم السبل للسيطرة على التجارة المحلية والمساهمة فى حركة الصادر والوارد ، وقد خلق لهم ذلك قوة اقتصادية عظيمة ودوراً مواثراً .
    لقد ساعد مشروع الجزيرة والاجراءات الادارية والاقتصادية السابقة واللاحقة لقيامهِ على نمو هذه الطبقة إلى طبقة برجوازية تجارية ساندت الادارة البريطانية فى كثير من سياساتها ، ولعل اهمها بالنسبة لدراستنا هذه هى توقيع سفر الولاء وتكوين الوفد ودعم الاتجاه البريطانى عند بروز القضية السودانية ، هذا بالاضافة بالطبع إلى التغيَرات التى طرآت على التركيبة الاجتماعية ذات الشكل القبلى ونشوء تجمَعات سكانية جديدة خارج إطار القبلية التقليدى فى معسكرات العمال الزراعية ( كنابى) وماتبع ذلك من ظهور قيم وتقاليد ومفاهيم جديدة سيكون لها اثر بالغ كما سنرى.
    المسالة السودانية والمفهومان الأساسيان للقومية:-
    بعد بروز المسألة السودانية كما ذكرنا انفاً ، طفت إلى السطح كل الخلافات التى كانت فى اوساط الافندية والتى كانوا يحتوونها حتى ذلك الوقت . وصارت المواجهة بين الاتجاهين شيئاً لامناص منه . وقد صار شعار (وحدة وادى النيل) راية يقف خلفها كل الذين يقفون فى مواجهة شعار (السودان للسودانيين) الذى طرحه زعماء العشائر والزعماء الدينيين والذى عبَر عنه بوضوح الاستاذ حسين شريف رئيس تحرير الحضارة الملوكة للزعماء الدينيين والمعبَرة عنهم – كما عبَر عنه اعيان الكاملين فى المزكرة التى تقدموا بها يدعون فيهالملك بريطانيا وامبراطور الهند .
    وقد يبدو مفهوم القومية القائم على شعار (وحدة وادى النيل) لاول وهلة مفهوماً متكاملاً وموحداً فى مواجهة المفهوم القائم على شعار (السودان للسودانيين) لكن واقع الامر بعيد كل البعد عن ذلك . فقد كان مفهوم (وحدة وادى النيل) يعنى اشياء مختلفة لافراد وجماعات مختلفة التفت حولهِ . فقد كان يعنى بالنسبة للبعض وحدة وادى النيل تحت التاج المصرى والحكومة المصرية بقيادة البكوات والباشوات ، وقد كانت تعنى للبعض تعبيراً عن العروبة ولدى البعض الاخر كانت تعنى الخروج من إسار القبلية والانصهار فى وحدة أوسع لخلق حياةٍ افضل.
    وحول هذه الاشياء دار الصراع داخل جمعية الاتحاد التى كانت قد تبنت شعار (وحدة وادى النيل) بصورة عامة قبل بروز قضية السودان ، ولكن مع بروز قضية السودان تفجرت الصراعات بين اعضاء الجمعية ومن حولهم حتى قضت على الجمعية تماماً ، ونشأت على انقاضها جمعية اللواء الابيض كما سنرى ، ورغم ان عدة اسباب للصراع قد زكرت فانه نادراً مايخوض الباحثين فى الاسباب الاساسية وخصوصاً الباحثين السودانيين . والدراسات القلية التى حاولت الخوض فى اسباب ذلك الصراع واكتشاف حقيقته قام بها باحثون غير سودانيين وغير ملمين بطبيعة التركيبة الاجتماعية للمجتمع السودانى وتعقيداتها ، وقد اقعدهم هذا عن إيجاد تفسيرات مقنعة للنتائج التى خلصوا اليها . أما السودانيين فقد تعاملوا مع هذه القضية بكثير من الحساسية والخجل.
    وخير أمثلة لما ذكرنا تناول يوشيكا كوريتا وحسن نجيلة الذى كان عضواً فى جمعية الاتحاد ثم توفر لاحقاً لتاريخ تلك الحقبة فى شكل مزكرات وخواطر . فحسن نجيلة يرجع الخلاف إلى وجود مجموعتين داخل الجمعية ، مجموعة معتدلة ترى ان الجمعية لم تكن بالقوة الكافية التى تمكنها من الدخول فى معارك علنية مع الادارة البريطانية بينما كانت هنالك مجموعة تنتهج نهجاً ثورياً وترى ضرورة المواجهة العلنية مع البريطانيين الذين كانوا فى رأيهم يتأمرون لفصل السودان.
    ولم يكن حسن نجيلة بالطبع فى حاجة لان يقول لاى المجموعتين كان ينتمى فى ذلك الصراع الذى انتهى إلى انقسام الجمعية ثم إلى قيام جمعية اللواء الابيض واختفاء جمعية الاتحاد من المسرح نهائى . فهو كان من المجموعة التى اسماها (المعتدلين) ولذلك فقد كان من المنطقى أن يتجنب الخوض فى الاسباب الحقيقية للصراع.
    وانه من الثابت لدى أن الصراع بين اعضاء جمعية الاتحاد لم يكن بسبب السرية أو العلنية . فاعضاء جمعية الاتحاد من الفريقين اشتركوا فى نشاطات علنية معادية للبريطانيين قبيل ذلك الصدام الذى وقع فى أواخر عام 1923م. فتوفيق صالح جبريل ، الذى تشير معظم الروايات إلى انه مؤسس الجمعية والذى كان ينتمى حسب وصف حسن نجيلة ، إلى فريق المعتدلين ، نظم قصيدة بمناسبة زياردة اللورد اللنبى إلى السودان 1922م القاها على الملاء وارسلها إلى القاهرة حيث تم نشرها فى كبريات الصحف والمجلات القاهرية يقول فيها:-
    ايها القوم لا تجَروا الذيولا يانف الحر ان يعيش ذليلا
    سمتمونا العذاب ضيقتم الارض علينا حتى هوينا الرحيلا
    فقبيح ان نرتضى الذل دهراً ونرى مالنا لكم مبذولا
    واذا كنا لانسمى هذه معارضة علنية فماذا نسميه؟
    إن القضية لم تكن قضية سرية أوعلنية . إنها تعبير عن اختلاف فى مفهوم وحدة وادى النيل بالنسبة للمجموعتين . وبالرغم من أن كوريتا تنبَه إلى هذا الاختلاف فى المفهوم وهى تناقش الاسس الشعبية لمفهوم وحدة وادى النيل مقابل مفوم وحدة وادى النيل تحت التاج المصرى ، فإنها تغيب عنها جوانب اجتماعية على قدر كبير من الاهمية فى حين انصب جل اهتمامها على الجانب الاقتصادى وحده . فهى حين تعقد مقارنة بين على عبداللطيف وسليمان كشة كممثلين للمجموعتين المتصارعتين تصف سليمان كشة بانه (تاجرى ثرى من ام درمان وانه ينتمى إلى اسرة عريقة وخريج كلية غردون) ، بينما تقول عن على عبداللطيف أنه (لم يكن يتمتع بمكانة رفيعة فى مجتمع شمال السودان من ناحية الاصل لكونهِ دينكاوى الام ونوباوى الاب ، وقد بدأ حياتهِ فى قاع المجتمع). وهى رغم إشارتها إلى (وضاعة) أصل على عبداللطيف لم توفِ هذه المسألة حقها فى البحث لتقصى أبعادها وانعكاساتها على على عبداللطيف (وعلى ماجرى بين المجموعتين) . و(قاع المجتمع) الذى اشارت اليه لم يعدها كما يتوقع القارئ إلى الجانب الاجتماعى وإنمأ أعادها إلى الجانب الاقتصادى الذى لم يكن فى حالة على عبداللطيف على قدر كبير من الاهمية لان على عبداللطيف على حد تعبير كوريتا نفسها ، قد ((مكنته وظيفتهِ العسكرية من الانضمام إلى الصفوة)) واذا كان مفهومهِ لوحدة وادى النيل قائماً على أساس ((طبقى)) فإنَه ينبغى ان يكون موافقاً لمفهوم ((الصفوة)) أو الطبقات العليا.
    فى هذه النقطة تفلت من كوريتا، كما تفلت من كثير من المثقفين السودانيين حقيقة الصراع ، وكثير ما اصابت المثقفين السودانيين حيرة لا يجرأون على مناقشتها علناً كتابة أو شفاهة ، ولكنهم يثيرونها فى مجالسهم الخاصة فحواها :- ماهى العلاقة بين على عبداللطيف الزنجى بوحدة وادى النيل ، بمصر وبالعرب والعروبة التى يرون أن الدعوة لوحدة وادى النيل تعبير عنها .
    انه حقاً سؤال هام وقد تطرقت له كوريتا ، ولكنها حصرت نفسها فى جانب واحد فقط ناحية (الاصل) وقد غابت عنها كما غاب عن غيرها حقيقة مهمة وهى أن على عبداللطيف ومن كانوا على شاكلتهِ لم يكونوا يتمتعون بأى مكانة رفيعة لا فى شمال السودان ولا فى غيره من المجتمعات الاخرى فى السودان ، فكل المجتمعات القبلية التى كانت لحمة وسداة المجتمع السودانى كانت تنظر اليهم باعتبار انهم منبتين لا اصول لهم . هذا من ناحية ، اما الناحية الاخرى فقد كان على عبداللطيف وامثالهِ يتمتعون بمكانة رفيعة فى المجتمع الحضرى المصرى الذى انحسرت فيه سطوة القبيلة وصار فيه الوضع الاجتماعى مواز للوضع الاقتصادى أو الوظيفى. لقد كان على عبداللطيف وامثالهِ ، والذين لعبوا دوراً كبيراً فى جمعية اللواء الابيض بعد تأسيسها وفى احداث 1924م ، ينتمون إلى المجموعات التى انقطعت عن اصولها القبلية وصارت تحس بانَها اكثر اطمئناناً بالانتماء للمجتمع المصرى الذى انحسرت فى حواضره سطوة القبلية . وقد تشكلت هذه المجموعات من احفاد الرقيق المحرر وخصوصاً أولئك الذين أخذوا إلى مصر كرقيق أثناء الحكم التركى ، ثم أجبرت السلطات التركية على تحريرهم تمشياً مع قرارات المجتمع الدولى لتحرير الرقيق ، ولكنها قامت بتجنيدهم فى الجيش ، ولقد كونوا لاحقاً الجسم الاساسى فى حملة استعادة السودان . وبعد الفتح تبين لهم انه لايمكن لهم ان يقيموا عفوياً فى احياء مثل (حى ابوعنجة) و (حى الضباط) والديوم فى الخرطوم والخرطوم بحرى . وهذه التجمعات والاحياء كان يشير اليها السودانيون الشماليون ، كما قال الاستاذ يوسف بدرى ، ((بنفس الصورة التى كانت تشير بها الاجيال القديمة من اللنَدنيين العنصريين إلى حى بركستن )). وهى شبيهة ايضاً كما يقول بيتر ود وورد بتجمعَات (النوبى) فى يوغندا والذين ينتمى اليهم عيدى أمين)).
    ومن ناحية اخرى فإن هذه المجموعات لم تستطع تقصى نسبها إلى تلك القبائل الزنجية التى أسر اجدادهم منها وحملوا ليباعوا فى مصر . وكانت الجذور الوحيدة التى بوسعهم العودة اليها هى بمصر. (أى الاسر المصرية التى تزوج منها أسلافهم أو الأسر الزنجية التى استرَت بمصر ). وتكثر الاشارة إلى على عبداللطيف باعتبار انه دينكاوى – نوباوى. وهذه الاشارة مربكة إلى حد بعيد فربما كان والد على عبداللطيف ينحدر من اصول نوباوية . وربما انحدرت امه من اصول دينكاوية ولكن فى الواقع لا والده ولا والدته كانت تربطهم علاقة مباشرة بتلك الاصول . واسرة ابيه لايعرف عنها شئ كثير. امَا اسرة امهِ فنعرف عنها انها عاشت فى احد الديوم فى الخرطوم وفى مدنى ، وقد نشأ على عبداللطيف فى كنف خاله ريحان عبد الله الذى كان ضابطاً فى الجيش المصرى برتبة اليوزباشى وهو الذى مهَد له دخول المدرسة الحربية ليصبح ضابطاً.
    وبهذا الفهم فانه لا يعود مستغرباً أن نجد على عبد اللطيف ومن هم على شاكلته ، يشعرون با الانتماء إلى مصر ولكن من منطلق مختلف تماماً عن منطلق توفيق صالح جبريل وسليمان كِشة واشياعهما الذين ينتمون إلى مصر من وجهة نظر (العروبة).
    لقد كان الصراع فى جمعية الاتحاد فى غاية التعقيد ، وقد اشتمل على كثير من الجوانب الاقتصادية والاجتماعية التى لايمكن اخضاعها لمقياس واحد . فبالضافة إلى المعايير الاقتصادية والتى وصفتها كوريتا كانت هنالك عوامل ذاتية تدخلت فى تحديد مواقف كل فرد من اعضاء الجمعية فى الصراع الدائر . فعبيد حاج الامين مثلاً ، والذى تاخذه كوريتا كمثال مقابل كشة ، لم يكن من (أصل وضيع) وكان ينتمى إلى طبقة الافندية (الصفوة) ولكنه بالرغم من ذلك وقف مع على عبد اللطيف ضد سليمان كشة.
    عندما جمع سليمان كشة القصائد والكلمات التى القيت فى احتفالات المولد ورأس السنة وغيرها من المناسبات ونشرها فى كتيب قدَم له ، جعل إهداءه ((للعرب النبلاء)) وقد استفز ذلك على عبد اللطيف وجاءه محتجاً واقترح ان يكون الإهداء ((للسودانيين النبلاء)). واذا اخذنا التعبيرين (( العرب النبلاء)) و(( السودانيين النبلاء)) فإنهما يطرحان قضية ذات وجهين لا تتمكن يوشيكا كوريتا من إعطاء إجابة كاملة عنهما فهى تهتم فقط بكلمة (عرب) فى مقابل كلمة (سودانيين) ولا تنتبه إلى كلمة (نبلاء) والتى وردت فى التعبيرين. فما هو مفهوم (النبل) بالنسبة لسليمان كشة وتوفيق صالح جبريل . وما هو مفهومه بالنسبة لعبيد حاج الامين وعلى عبد اللطيف.
    بالنسبة لسليمان كشة (كرجل ثرى ومن اسرة عريقة) فإن النبل يعنى الوضع الاقتصادى المتميز والاصل الاجتماعى (الرفيع) وبمعنى آخر فهى تعنى الاعيان وزعماء القبائل والزعماء الدينيين الذين استولوا على الاراضى وتراكمت لديهم الثروات وصاروا يشكلون نواة البرجوازية الزراعية والتجارية فى الاريفاف والمدن ، والى هذه المجموعة ينتمى سليمان كشة بالميلاد والموقع . وكذلك بالامال والتطلعات ، ولذلك فقد رفض وبشدة مهاجمة (الغوغاء) للاعيان و (الاشراف).
    أما بالنسبة لتوفيق صالح جبريل (فالنبلاء) الذين هاجمهم على عبد اللطيف ودافع عنهم سليمان كشة كانوا بالنسبة له (نبلاء اذلاء) اذعنوا للادارة البريطانية ، كما ورد فى قصيدته التى اشرنا اليها انفاً . واصبح (النبلاء) بالنسبة له هم رصفاؤهم من الامراء والبشوات المصريين الذين أظهروا درجة من الرَفض وعدم الاذعان للبريطانيين فى مصر أمثال الامير عمر طوسون الذى كان يبدى قدراً من المعارضة للبريطانيين ويناحز للحركة الوطنية المصرية .
    أما بالنسبة لعبيد حاج الامين والطيب بابكر فيمكن القول أنه كان لديهم نوع من المفهوم (الايدلوجى) للنبل والنبلاء. فبالرغم من كونهما من (اصل رفيع) ويتمتعان بوضع اقتصادى متميز لكونهم افندية من الصفوة فقد عارضا النبلاء من الاعيان وزعماء العشائر والزعماء الدينيين وانحازا للجناح (الجماهيرى) لوحدة وادى النيل ، وقد عبر عن ذلك بوضوح الطيب بابكر الذى كان يردد عبارات الشعب والجماهير فى مهاجمته للادارة الاهلية والاعيان .
    أما بالنسبة لعلى عبد اللطيف وبقية الافندية الذين كانت فقدوا اصولهم القبلية كما أوضحت آنفاً والذين كانت لهم اليد العليا فى الاحداث ، التى اعقبت تكوين اللواء الابيض ، فإن (النبل) يحتاج إلى استقصاء لغوى بنفس قدر الاستقصاء السياسى والاجتماعى ، فكلمة (نبلاء) مشتقة من (النبَل) والتى تعنى حسب مختار الصحاح السمو الرفيع والرفعة . فالعرب تقول (نبيل المولد) للشخص ( الرفيع الاصل ) لتفرَق بين الشخص العالى القدر ( بالميلاد ) والذى يصير عالى القدر جهداً واكتساباً . واذا اخذنا هذا فى الاعتبار ، فإن احتجاج على عبد اللطيف على ماكتبه سليمان كشة (العرب النبلاء) لاينبغى أن ينحصر فى كلمة (العرب) فقط ولابد أن يمتد إلى كلمة (النبلاء) نفسها لان على عبد اللطيف ما كان ليحلم ان تحتويه اى تركيبة( نبلاء ) عربية كانت أم زنجية إذا فهمنا (النبل) على انه (نبل الميلاد) والرفعة المو######## ، أما اذا اخذنا النبل بمعنى (السمو والرفعة) إطلاقاً ، فهنا يمكن أن يجد على عبد اللطيف مكاناً إن هو سعى اليه . وأعتقد ان هذا هو الفهم الذى جعل على عبد اللطيف يقبل كلمة (نبلاء) أصلاً ثم يطالب بإضافتها على (السودانيين) وليس العرب.
    والنبلاء ، بالنسبة لعلى عبد اللطيف ، هم القادة والزعماء الذين يبرزون من العامة وليسوا الذين يتوارثونها من (أولاد القبائل) و(أولاد ابودقن وابو حشيش).
    لقد كان الانقسام فى جمعية الاتحاد فى الواقع تعبيراً عن تعارض مصالح مجموعات متباينة داخل طبقة الافندية ، وهذه المصالح المتعارضة ، يمكن ، باعتبار العوامل التى أشرت اليها آنفاً ، شرحها فى محورين أساسيين ، اقتصادى واجتماعى وينتج عن هذين المحورين محور ثالث سياسيى.
    فهى من ناحية كانت صدام بين مصالح الذين هيمنوا على الاراضى وبالتالى الثروة بعون السلطات البريطانية وصاروا يتطلعون لترسيخ وضعهم كطبقة برجوازية زراعية وبين مصالح الصفوة من الافندية فى المدن الجديدة ومجتمعاتها الدينية الجديدة . ومن ناحية اخرى فقد كانت مواجهة بين مصالح (أولاد القبائل) وتلك العناصر (المنبتة) التى لا تعرف لها أصولاً خارج إطار هذه التركيبة الحضرية الجديدة.
    وقد نتجت من هاتين المواجهتين مواجهة سياسية يمكن شرحها بسهولة فى إطار المواجهة الاولى بين مصالح البرجوازية الزراعية ومصالح طبقة الافندية الجديدة ، ولكن يصعب نوعاً ما ، شرحها فى إطار المواجهة الثانية بين (أولاد القبائل) و (عديمى الاصل).
    وسياسياً لم يكن من الصعب على الذين احسَوا با لانتماء للبرجوازية الزراعية أن يكتشفوا أنَ مصالحهم يخدمها ميلهم للبريطانيين الذين يشكلون اليد العليا والكفة الراجحة فى ميزان الحكم الثنائى والذين مكنوهم من الاستيلاء على الارض ، ووسعت دائرة نفوذهم باستعادة سلطات ونفوذ زعماء القبائل من نظار ومكوك وعمد. وقد دفع هذا الافندية بشكل عام ، وكطبقة جديدة منافسة للبرجوازية الزراعية ، إلى التوجه فى تلك المرحلة إلى الشريك الاخر . وبذلك برز إلى الوجود هذان التياران الذان تحكما إلى حد بعيد فى تطَور مفاهيم الوطنية والقومية السودانية . وقد تمثل هذان التياران فى شعارين رفعا آنذاك وهما (وحدة وادى النيل) و (السودان للسودانيين). ولم يحدث ذلك بالطبع بمعزل عن الاثر السياسى والثقافى للشريكين كليهما (البريطانى والمصرى) وقد بذل كلاهما جهداً خارقاً لكسب المزيد من المؤيدين فى كل الفئات والطبقات كما سنرى فى الجزء التالى من المقال.
    الأثر المصرى (وحدة وادى النيل):-
    يميل كثراً من الكتاب عند تناولهم للعلاقات المصرية السودانية إلى المبالغات والمزايدات فى الحديث عن (العلاقات الازلية) . وهذا الاتجاه المبالغ مضلَل للغاية ويضع العلاقات ويضع العلاقات المصرية السودانية خارج إطارها السليم. فالاشارة إلى البلاد الواقعة جنوب مصر والتى كانت للمصريين علاقة بها فى التاريخ القديم باعتبار انها (السودان) ، يشكل فى اعتقادى خطاً شائعاً نتجة عنه ضبابية غبَشت الرؤى التاريخية والجغرافية السياسية.
    فمصر الفراعنة لايمكن ، باى حال من الاحوال ، مقارنتها بمصر القرن التاسع عشر فى أى وجهة من الوجوه لاعرقياً ولا لغوياً ولا ثقافياً ولا حتى جغرافياً . كما انه لايمكننا ان نتحدث عن علاقات (ازلية) بينها وبين السودان إذ لم يكن هنالك (سودان) بمفهوم اليوم فى ذلك العصر . وربما كان بالمكان الحديث عن علاقات بين مجموعات من البشر التى كانت تقطن تلك المناطق ، وقد تطورت تلك المجموعات البشرية من خلال العلاقات الايجابية والسلبية إلى دويلات وممالك تكونت منها لاحقاً دولتى مصر والسودان الحديثتين . ولهذا فإننى اعتقد انه من الانسب حين نتحدث عن مصر والسودان كدولتين حديثتين الأ نتحدث عن (الازلية) وان نجعل عام 1821 بداية للتعامل معهما كدولتين أو كقطرين وذلك لان السودان كوحدة جغرافية إدارية وسياسية قايمة بذاتها صارت تعرف بين حدودها الجغرافية أو نحوها باسم السودان ، بعد عام 1821 . ثم صارت لها علاقات بدولة محددة جغرافياً وادارياً وسياسياً اسمها مصر.
    لمَا غزا محمد على البلاد التى صارت بعد احتلالها دولة السودان الحَديثة ، عمد ككل غاز ، إلى الهيمنة على القطر اجتماعياً وثقافياً تماماً كما سعى إلى الهيمنة عليه اقتصادياً وسياسياً . ولذلك فقد قام محمد على فى زيارته الاولى إلى السودان عام 1839 بتشجيع الاعيان وزعماء العشائر لارسال أبنائهم إلى مصر للدراسة فى مدارسها ومعاهدها الحديثة . وقد قبل الاعيان دعوته ، كما يخبرنا عبد العزيز أمين ، ووصل ستة من أبناء الاعيان ، وحينما وصلوا وأخطر سعادته ، أمر بإعطائهم تعليماً زراعياً ، وقد ارسلوا إلى المدرسة التحضيرية ليتعلَموا بمشيئة الله هذا العلم وقد كانت تلك أول بعثة دراسية للسودانيين بمصر .
    كما بنى محمد على رواقاً فى الازهر وخصصه لطلاب العلم القادمين من السودان . وقد تبع عباس خطوات محمد على فى حقل التعليم ، وقد قرَ رأيه على القيام بإنشاء مؤسسات تعليمية فى القطر نفسه لتقوم بتعليم اعداد اكبر والتأثير على قطاعات أوسع ، فوجه عباس مجلس التعليم لإنشاء مدرسة ابتدائية فى الخرطوم ، وقد عيَن المجلس رفاعة رافع الطهطاوى ناظراً لتلك المدرسة وأوفد إلى السودان لإنشائها وإدارتها ، وقد تضمَن أمر التأسيس صراحة أنَها (( ينبغى أن تنتهج نهج التعليم المصرى)) كما تقرر ان يكون تلامذة تلك المدرسة من (( أبناء الشيوخ والاعيان من سكان دنقلا ، الخرطوم ، سنار والتاكا )).
    ورغم أنَ الدراسة فى تلك المدرسة لم تستمر طويلاً وأغلقت بعد وفاة الخديوى عباس وعودة رفاعة رافع الطهطاوى ومن معه ( من الذين ارسلوا بنية النفى إلى السودان) إلأ أن أثرها كان كبيراً على الفقراء والشيوخ . وقد نسب إلى رفاعة رافع الطهطاوى أنه قال :- (( لقد تعلم فقراء الخرطوم من العلماء الذين رافقونى تجويد القرآن الكريم وعلم القراْات حتى اتقنوها )). وحين خلف الخديوى اسماعيل عباساً على أريكة الخديوية وجَه الحكمدار موسى حمدى لإنشاء مكتب تابع لمدير الخرطوم تكون مهمته تعليم خمسمائة تلميذ ليعين منهم ما يحتاجه من وظائف الكتبة والمعاونين.
    وقد اقترح موسى باشا حمدى فتح خمس مدارس فى المديريات المختلفة بدلاً من جلب التلاميذ من المديريات إلى الخرطوم . وقد وافقت السلطات فى القاهرة على إقتراحِ ، ففتحت خمس مدارس فى خمس مدن سودانية هى بربر والابيض ودنقلا وكسلا . كا أعيد فتح مدرسة الخرطوم . وقد تعلم التلاميذ فى تلك المدارس اللغة العربية والحساب ، وبعد اكمال الدراسة فى تلك المدارس كان معظم التلاميذ يعينون فى سلك الادارة التركية ككتبة ومعاونين . أما التلاميذ النابهين فقد كانوا يرسلون إلى مصر لدخول المدارس الثانوية حيث يتعلمون العلوم الاخرى فى مستويات أعلى.
    لقد كان نتاج هذه السياسة التعليمية مجموعة من الشَبان شديدى الارتباط بمصر والمتاثرين إلى درجة بعيدة بالثقافة المصرية . وكانوا يقرأون مجلة (( الوقائع المصرية )) بإنتظام ويتابعون الحركة الادبية المصرية بإهتمام بالغ . بل كان بعضهم يشارك بكتابة المقالات والقصائد فى المجلات المصرية ، ومنهم على سبيل المثال الضرير ومحمد احمد هاشم الذين نظما القصائد فى مدح الخديوى توفيق .
    وقد حاولت الدولة المهدية محو الأثر التركى زإزالة آثار الثقافة التركية المصرية . ولكن الدولة المهدية دولة اسلامية فإنها لم تستطع محاصرة تلك الثقافة التى كانت سماتها الاساسية اللغة العربية والثقافة الاسلامية . هذا من ناحية أما من الناحية الاخرى فإنا اعداد كبيرة ممن تأثروا بالتعليم والثقافة المصرية التركية كانوا فى الغالب موظفين فى سلك الادارة التركية ، وقد ترك معظمهم السودان ، إما قبل سقوط الخرطوم فى يد الانصار أو بعد سقوطها . وقد بقى معظمهم فى مصر حتى استعادة السودان فى عام 1898م.
    وبعد اعادة الفتح كان هؤلاء العائدون وأبناؤهم الذين ولدوا خلال فترة إقامتهم فى مصر وتلقوا قسطاً من التعليم ، وهم الذين حفظوا الثقافة المصرية فى السودان . وقد لعبت الادارة الثنائية الجديدة ، كما ذكرنا آنفاً ، دوراً بارزاً فى ترسيخ الثقافة المصرية بالنهج التعليمى الذى نهجته وفقاً للهياكل التى كان معمولاً بها فى العهد التركى.
    ولم تكتفى الادارة الجديدة فى التعليم الاولى بالنهج التركى فحسب بل إن المعلمين أنفسهم فى المدارس الأولية كانوا من المصريين العاملين فى الادارة والجيش المصرى ، وكان تعليمهم لا يقتصر على تعليم اللغة العربية والقرآن والحساب وإنما كان يتعداها لنشر بعض الروىَ والافكار السياسية ولا سيما فكرة وحدة وادى النيل . ويعطينا حسن احمد عثمان (الكد) فى مزكراته صورة لما كان يقوم به أولئك المعلمون المصريون من عمل سياسى يتمثل فى تشبيع الصبية بأفكار وحدة وادى النيل والدولة المجيدة التى يمكن أن تقوم عليها.
    ((دخلت مدرسة ام درمان ولكنَى لم اقطع صلتى بمدرسة خور شمبات فكنت أتردد عليها من حين لآخر . واذكر فى اخريات عام 1918م ، بعد اعلان الهدنة بقليل ، التقيت بضابط سودانى مصرى برتبة الصاغ فى المدرسة ، والضابط ابوه محسى من السكوت وامه مصرية ، وكان يلتهب حماساً ووطنية واخذ قطعة من الطباشير واخذ يرسم لنا خرطة وادى النيل ويصور لاذهاننا الغضة آنذاك الدولة الغائبة التى ستقوم فى وادى النيل وتبنى المجد وتطرد المستعمر المغير . وكانت الصورة الشعرية تنطبع فى اذهاننا الغضة )).
    هذا النوع من التعليم لم تكن الادارة الجديدة تستطيع أن تتفاداه . وكما سنرى حين نناقش الأثر البريطانى أن هذا التعليم جعل أولئك الشبان ، على الاقل قبل دخولهم كلَية غردون تحت التأثير المباشر لمعلَميهم المصريين . وحتى بعد ذهاب أولئك الطلاَب إلى كلَية غردون فقد استمرَوا اكثر ارتباطاً بالثقافة المصرية التى كانت كما قال حسن احمد عثمان (الكد) (( النافذة التى كانوا يطلَون من خلالها على العالم)).
    ولمَا كان أولئك الشبَان من (( الشرق الاسلامى )) فقد تجاوبوا مع مايجرى فى العالم وفى الشرق على اناجيلا. وجه الخصوص . وشاركوا المصريين آمالهم . وقد كانت تلك الآمال هى قيام دولة عربية اسلامية طوَرها ودعا لها بحماس بالغ عبد الرحمن الكواكبى وساطع الحصرى ، الذين كان الافندية في تلك الحقبة يعجبون بهم غاية الإعجاب ويتخذون كتاباتهم اناجيلاً.
    وحين برزت قضية السودان وحاول البريطانيون ايجاد حلفاء من الزعماء الدينيين وزعماء العشائر الذين صارت مصالحهم ، كما سبق القول تتصادم مع مصالح الافندية ولا سيما أولئك الافندية الذين لا يرتبطون بالتركيبة الاجتماعية القبلية التي كانت ما تزال سائدة آنذاك ، استخدام الموظفون المصريون، والذين كان وضعهم الوظيفي، وبالتالي الاجتماعي دون الموظفين البريطانيين(وبالتالي اقرب الي الافندية السودانيين ) ، استخدموا هذا التناقض بين مصالح الاعيان والزعماء وبين مصالح الافندية لكسب تأييد الافندية لدعوة وحدة وادي النيل. وقد كان الجو صالحا لذلك بعد الريبة ثم الغضب اللذين ساورا الافندية نتيجة لذلك التحالف بين البريطانين وزعماء العشائر والزعماء الدينيين. وقد عبر عن ذلك بوضوح احمد الطريفي في اجابته حينما سئل عن دور عبدالخالق مأمور امدرمان المصري في العمل لوحدة وادي النيل. يقول احمد الطريفي:-
    "ما كان عنده دور ظاهر غير التشجيع ، ما كانش داخل الجمعية ولكن التشجيع باعتبار انه مصري، باعتبار ان الحركة موالية للمصريين اللي كانوا في الوقت داك هنا يشجعون هذه الحركة".
    كذلك يصور هذا الاثر عبداللطيف الضو فيقول:" حضر في الصباح الباكر جندي مصري يحمل خطابا معنونا الي حضرات الاخوان الملازم ثاني حسن فضل والملازم عبدالفضيل الماظ والملازم سيد فرح، نحن اخوانكم ابناء شمال الوادي لا يمكننا الا ان نعبر عن شعورنا بالثقة بكم وانه لا يختمرنا ادني شك في انكم ستقومون بما وعدتم".
    يقول ب . م هولت " انه ليكون من الخطأ ان نصور السودانيين في تلك الفترة وكانهم مجرد أدوات للمصالح القومية المصرية ".
    ولكن محمد نوري الامين يحاول دحض مقولة هولت هذي ويصر علي أنهم كانوا ادوات للمصالح القومية المصرية فيقول" بالرغم من ان ما اورده يصطدم بكثير من الإفادات التي تفيد عكس ذلك ...." وحركة 1924م كانت مجرد اداة محبطة للطموحات القومية المصرية".
    ورغم ان نوري يقر بوجود سودانيين علي قدر من الوعي السياسي والاجتماعي استخدموا "رياض السودان" كمنبر للتعبير عن آمالهم وآلامهم ، وللتعبير بطرق عائمة وغير مباشرة عن نوع المجتمع العربي الاسلامي الحديث الذي كانوا يحلمون به، الا ان نوري يرد وعيهم ذاك الي رئيس تحرير "رياض السودان" عبدالرحيم قليلات، وقليلات كما عرفه نوري( سوري عمل في مصلحة السكة حديد، وقد كان شخصية ادبية) تأثر بها وكان علي علاقة بها كثير من اولئك الذين كانوا يحلمون بدولة عربية اسلامية حديثة في كل من مصر والسودان وسوريا بيد انني اعتقد اعتبار نوري لقليلات اداة مصرية واعتبار الذين دعوا لوحدة وادي النيل وكونوا الجمعيات بما في ذلك جمعية اللواء الابيض مجرد ادوات مصرية فيه كثير من الظلم والاجحاف ويتناقض مع ما بايدينا من افادات هود عيان حضروا تلك الفترة وتابعوا احداثها.
    ولهذا فانني اري انه من الاسلم قبول مقولة هولت بان ثورة 1919م الهمت وقدمت مثالا حاول السودانيون اتباعه. وبالطبع فاثر الموظفين المصريين في السودان ،وربما مشاركتهم في كثير من الأحداث في السودان بين عامي 1919م و 1924م، وليس مما يمكن انكاره. ولكن اثر ثورة 1919م لا ينبغي ان يحصر في هذه المشاركة المحدودة لبعض الموظفين المصريين الذين حملوا أفكار الثورة المصرية ودعا لها في أوساط المتعلمين السودانيين، ولكن ينبغي الا نغفل وجود جيل سوداني بدا يهتم بعد الحرب العالمية اهتماما عظيما بحركات التحرر الوطني في الشرق الأوسط ويتعاطف معها. وإذا كان اولئك الافندية يتابعون ما يحدث في الشرق الاوسط وفي انحاء العالم الاخري كما ورد في إفادات ملاسي والطيب بابكر ، فمن باب أولي ان يتابعوا ما يجري في مصر، وذلك ثابت في التقارير الرسمية كما هو ثابت في غيرها من المصادر.
    الأثر البريطاني:
    لقد كانت الإدارة البريطانية في بادئ الامر تضع نصب عينيها ملاحظة اللورد كرومر حول تعليم الانجليزية، وقد تعاملت مع اولئك الاولاد المتعلمين كعناصر خطرة اعتمدا علي مقولة كرومر:" ان تعليم الانجليزية للشعوب المستعمرة يمكن ان يمدها بذراع قوي تستخدمه ضد مستعمريها". ورغم ان معظم المدرسين البريطانيين كانوا من الشباب المثقفين من خريجي كامبردج وأكسفورد الا انهم لم يهتموا في بادئ الامر ، باي نشاط فكري من شانه ان يؤثر علي اولئك الافندية قليلي المعرفة ويوجههم نحو الثقافة الانجليزية بما كانت تحفل به في تلك الفترة م افكار ومبادئ. لقد كان المدرسون البريطانيون كما يقول ادوارد عطية:"اعضاء في السلك السياسي وكان عملهم ذا طبيعة مزدوجة ، كانا مدرسين وكانوا حكاما في ذات الوقت وقد طغت الصفة الاخيرة علي الأولي. لقد كان علي الطلبة ان يعاملوهم باحترام ليس هو احترام التلميذ العادي لمعلمه وانما احترام المحكوم لحاكمه".
    لقد اتبعت كلية غردون النهج البريطالني في التعليم ، وكانت لغة التعليم هي اللغة الانجليزية ، وفرضت الكلية اشياء كثيرة من شانها ترسيخ النمط الإنجليزي ونشر الثقافة الانجليزية. ولكن ظلت هذه الاشياء عاجزة حتي عام 1924م وبعدها بسنوات عن احداث اثرها المرجو علي السواد الاعظم من الافندية وذلك لاسباب كثيرة في مقدمتها ، كما اسلفنا ، ان تلاميذ كلية غردون يدخلونها وقد تلقوا تعليمهم البتدائي والاوسط علي النهج المصري وقد تشربوا بالثقافة المصرية والمشاعر الموالية لمصر ووحدة وادي النيل. وتكون معرفتهم حتي ذلك الوقت باللغة الانجليزية محدودة جدا. ولكن رغم ذلك بدا الاثر البريطاني في النمو لا سيما بعد احداث 1924م وما اعقبها من اجراءات لمحو اللاثر المصري . وبدا اثر الثقافة الانجلبزية وما تحتويه من افكار جديدة ومبادئ ليبرالية واشتراكية يجد طريقه الي الافندية عبر الكتب والمجلات والمطبوعات الانجليزية التي صار الحصول عليها بتدبير الإدارة البريطانية اكثر يسرا من رصيفاتها المصرية. ومن ضمن الآراء التي كانت سائدة في بريطانيا آنذاك آراء حول حق القوميات في تقرير مصيرها والدولة القومية وغير ذلك من الافكار المتعلقة بالهوية والذاتية المستقلة للبلدان علي أساس الدولة القومية . ودفع ذلك بمنظور (القومية السودانية) البلاد تري بقاء الانجليز ليأخذوا بيد السودانيين حتي يشبوا عن الطوق ويصبحوا قادرين علي تقرير مصيرهم.
    ظل مفهوم القومية لدي الافندية ينحصر في هذين التيارين وعكف كلا الشريكين في الحكم الثنائي يرعي التيار المالي او المتوافق مع أطماعه . وقد أدي الصراع بين التيارين وبين الشريكين الي وقوع احداث 1924م والتي لسنا بصدد الخوض في تفاصيلها ولكن ما يهمنا هنات هو انها مكنت الإدارة البريطانية من تحقيق كثير مما كانت تصبوا اليه من الهيمنة وإبعاد الشريك الآخر مصر وإضعاف أثره.
    وقد جعلت الإجراءات التعسفية والسياسات الصارمة التي انتهجتها الإدارة البريطانية نحو الافندية في الفترة التي اعقبت الاحداث فترة تأمل عكف فيها الافندية علي البحث والتحصيل ، وابتعدوا طوعا وكرها عن النشاط العام . وتقوقعوا علي انفسهم في حلقات صغيرة للقراءة والمناقشات ، وقد نمت هذه الحلقات شيئا فشيئا الي جمعيات أدبية ساد فيها في البداية شئ من الترف الفكري والروح النخبوية حلقت بهم في سماوات التجريد المتعالي علي واقع الصراع السياسي والاجتماعي . ولكنهم اجبروا في نهاية المطاف علي الهبوط الي ارض الواقع لمناقشة القضايا الملحة وفق ما اكتسبوه من معرفة خلال قراءاتهم المكثفة في التراث العربي الاسلامي وفي الثقافة الغربية المعاصرة . وقد كان في مقدمة هذه القضايا قضايا الهوية والذاتية والدولة القومية . ورغم ان نقاش تلك القضايا داخل تلك الجمعيات لاسيما جمعية ابي روف (نسبة الي حي ابي روف بامدرمان) وجمعية الموردة /الهاشماب نسبة الي حي الموردة بامدرمان والذي تسكنه بجانب آخرين جماعة من فرع الهاشماب من قبيلة الجعليين. وصارت هذه الحلقة تعرف لاحقا بمجموعة "الفجر" ( وهي المجلة التي ذاع صيتها في الثلاثينات). لم يخرج الموضوع في بادئ الامر عن إطار التيارين التقليديين الا انه اكتسب ابعادا جديدة أكثر تشعبا وتعقيدا من الفترة التي نحن بصددها . ولكن وفي قلب ذلك اخضم الهائل من التعقيدات ظلت القضية التي برزت في الصراع بين علي عبداللطيف وسليمان كشة هي مركز الصراع رغم المحاولات لاغفالها او الالتفاف حولها . وقد برزت بصورة جادة في الثلاثينات في الصراع بين الابروفيين واولاد الموردة. ورغم ان الابروفيين حاولوا اعطاء الصراع طابعا فكريا وسياسيا وحاولوا تصوير خلافهم مع مجموعة اولاد الموردة وكانه صراع بين التيار الوطني العروبي الاسلامي المتوجه نحو مصر العربية الاسلامية وبين التيار غير الوطني المنحاز الي الانجليز ، الا انهم في واقع الامر كانوا الي حد بعيد توجههم نفس المشاعر التي وجهت الصراع بين كشة وعلي عبداللطيف . وقد عبر عن ذلك الابروفيين بصورة واضحة حماد توفيق في الحوار الذي اجري معه في " مقابلات رواد الحركة الوطنية" . يقول حماد توفيق:" حاجة مهمة جدا انا بتكويني الشخصي ما بحب اتكلم عن دور الخلافات ، في طبيعتي ،نحن الابروفيين اللي فيما بعد بقينا الاتحاديين وهم الكانوا بيسموهم ناس الموردة الكان معاهم محمد عشري صديق وعبدالله عشري صديق برضو ديل ما نساهم، يعني ابتدينا نري انه في اتجاه عربي واتجاه غير عربي". والاشارة الي محمد عشري وشقيقه عبدالله قطعا يخرج الخلاف الفكري والسياسي وحتي الثقافي لانه مافي شك ان محمد عشري وعبدالله عشري رغم زنجيتهم ولدوا وشبوا داخل إطار الثقافة العربية الاسلامية، بل وقد كانا نجمين ساطعين في سماء اللغة العربية وادابها . اذن فما قصده حماد توفيق بقوله:" عربي وغير عربي" ليس ثقافيا وانما عرقيا واجتماعيا. لذلك فقد اختار اولاد عشري دون بقية اعضاء الموردة لانهم ينتمون حقا لما عرف ولما يعرف حتي الان بـ (عبيد الموردة) .
    ولعل الصراع داخل جمعية الموردة نفسها والتي جعل اسمها يتغير من (أولاد الموردة ) الي (أولاد الهاشماب) ثم الي (جماعة الفجر) يؤكد هذا الاتجاه. وصارت الشقة تتسع بين (أولاد الموردة) محمد عشري الصديق وبين (أولاد الهاشماب) محمد احمد محجوب وعبد الحليم محمد واحمد يوسف هاشم . ولا يفوت علي القارئ الحصيف لمجلة "النهضة" التي صدر عددها الأول في اكتوبر عام 1931م والتي يشارك في تحريرها جماعة الموردة ذلك الصراع القائم علي أساس العرق بين أولاد الموردة وأولاد الهاشماب الذين كونوا لاحقا مجموعة الفجر بعد ان انضم اليهم عرفات محمد عبدالله . وقد صدر العدد الثالث من مجلة النهضة بتاريخ 18 اكتوبر 1931م، وعلي غلافه صورة كبيرة للزبير باشا ود رحمة وخصت كلمة التحرير "للمغفور له في جنات الخلد" الزبير باشا ود رحمة وبه نبذة عن حياته وسيرته في بحر الغزال واشادة بما قام به من اعمال جليلة في الجنوب وما حمله معه من هدايا الي الخديوي حين ذهب الي مصر ومن بينها الفا من الجنود السودانيين. وليس من الصعب ان يستشف القارئ مرامي هذا المقال، وفي اعتقادي ان الاشارة تم التقاطها بواسطة اولاد عشري وفحواها ان اولاد الهاشماب ارادوا ان يخطوا حدا فصلا بينهم وبين (عبيد الموردة) الذين ربما كانوا احفاد من حملهم الزبير باشا ضمن هداياه للخديوي . وقد انعكس ذلك علي المساجلات التي أعقبت ذلك. فقد كتب محجوب مقالا حول الخلق والابداع في العدد السابع من المجلة بتاريخ 15 نوفمبر 1931م ووجد محمد عشري في ذلك المقال سانحة للرد علي محجوب والنيل منه والتهامه بصورة ضمنية بانه رجل عاطل الموهبة يتبع ما وجد عليه اباءه وأسلافه ويخشي سلوك الدروب غير الممهدة. وحين ظهر هذا المقال في عدد النهضة بتاريخ 29 نوفمبر 1931م سارع عرفات لمؤازرة محجوب والهجوم علي محمد عشري في العدد العاشر بتاريخ 6 ديسمبر 1931م. وهنا انبري عبدالله عشري الصديق للرد علي عرفات بمقال ساخن في العدد الحادي عشر لا يخفي في مرارته وإحساسه بالغبن ويتهم فيه عرفات بالتحيز وعدم الموضوعية في هجومه غير المؤسس علي محمد عشري.
    ان ما حدث لمحمد عشري وعبدالله عشري خير مثال لهذا الصراع العرقي- الاجتماعي الذي ظل يحتدم باشكال مختلفة ، ولكن ظل تناوله في اوساط المعلمين والمثقفين يتسم بالحساسية والخجل. واثق ان ما قاله محمد عشري الصديق الذي سقط ضحية ذلك الصراع المر الخفي، مازال حتي اليوم صحيحا:" يقولون ان السودان مهد التعصب. واصدقكم ان هذا القول لا يفقد كل قيمته عند البحث والاستقراء ، فلماذا نحن متعصبون ؟مايزال بيننا قوم يتعصبون للجنس واللون والمعتقد واللبس ايضا. ولايزال بعضنا منقسمين بطونا وافخاذا لا يفيدنا وجودها ولا يضيرنا عدمها".
    كان عشري وأمثاله يتوقون صادقين لقومية "سودانية" تستوعب أولاد القبائل والرقيق علي حد سواء ، وعبروا عن ذلك في رفق ولطف فرضته عليهم ظروفهم الاجتماعية والعربية ورفضه " اولاد القبائل" بشتي الوسائل القاسية والناعمة. ولعل اخطرها جميعا هو محاولة انكار وتجاوز هذه الفوارق الاجتماعية العرقية . لقد ظل ديدن المثقفين ولاسيما من "اولاد القبائل".
    ولقد ظلت هذه القضية ونتيجة لتناولها بالصورة التي ذكرت عقبة في طريق تطور القومية السودانية ، وبلوغ انصهار المجموعات العرقية والثقافية المختلفة في بوتقة واحدة. وفي اعتقادي انها ستظل لفترة طويلة صخرة تتكسر عليها كل الجهود لصياغة قومية سودانية مرضية لكل الأطراف مالم يتم تناولها ومناقشتها بشجاعة وصراحة ووضوح. واعتقد ان قراءة تلك الفترة، موضوع دراستنا قراءة متأنية ، وتسمية الاشياء باسمائها ، المستعربين والزنوج الخلص والخلاسين والرقيق والرقيق المحرر وأولاد القبائل والذين نشاوا خارج إطار القبيلة " والنظر الي الصراعات العرقية والثقافية والاجتماعية بين هذه المجموعات بعيدا عن الحساسيات المو######## والتقديس الضار لتاريخنا "المجيد" يساعد كثيرا علي الخلاص من هذه الحلقة اللعينة ويعين علي الوصول الي صيغة للقومية السودانية تستوعب هذه الأشتات من الشعوب والقبائل التي تعمر السودان.



    بالمناسبة الورقة دي أنا مشيت فتشته زمان في مكتبة (الافرويشن) وشحدتها شحده من دكتور
    محمد المهدي بشري (كتر خير) ونزلناها هنا زمان في المنبر ده .
    الكلمة البتظهر كده ده ######## هي (المو) المنبر ده زمان ما كان بيظهره غايتو
    هسي ما معروف بس للضمان هي (ال م و ر وثة).
    مع ودى
                  

01-18-2007, 09:01 PM

Emad Abdulla
<aEmad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
خالد الكد (Re: Emad Abdulla)

    العزيز معز ..

    تحياتي يا صاحب ..
    و شاكر كتير على إضافتك .
    و تماما كما قلت .. هي فاتح لشهية الكتابة عن الرجل ..
    أشكرك ثانية ..
    و أرجو ان تواصل معي - إن أمكن - فيما يتوفر لك من مادة .

    مودتي و احترامي .

                  

01-18-2007, 09:25 PM

Emad Abdulla
<aEmad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
خالد الكد (Re: Emad Abdulla)

    سفيان ..

    صحي الأبنودي مات ؟ ..
    ماذا يحدث يا صاحبي ؟ ..
    متى يتوقف هذا الطنين في القلب ؟
    متى تكف الآلة هذه عن فرمنا و مضغ نكهاتنا و بصقنا ؟ ..

    أشكر لك إضافتك القيمة ..
    خالد الكد أيضا مضى و لحق بالركب المجلل بالوضاءة .
    و ها إنّا مبحلقين , نشهد الأفق يلتمع حيث إنطفأ النجم .. و أضاء حزمه الضوئية العظيمة للمرة الأخيرة ..
    قبل أن يغيبه الفراغ الكبير دون وداع ..
    أترى هذا الهدر يا صديقي .. ؟؟
    لماذا يصفعنا في كل مرة غياب قنديل ؟ ..
    لماذا يترى الصفع بمتوالية ثابتة و صبر عظيم و أناة ؟؟

    ماذا في الضفاف الأُخر يناديهم ؟ .. هل سيقوا لها !! , أم مضوا من سأمهم بنا ؟ ..
    ماذا يناديهم فيهرعون ملبين دون أن يكملوا لنا الحكاية ؟
    لماذا ؟؟



                  

01-18-2007, 09:33 PM

Saifeldin Gibreel
<aSaifeldin Gibreel
تاريخ التسجيل: 03-25-2004
مجموع المشاركات: 4084

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الكد (Re: Emad Abdulla)

    الاخ عماد تحياتى والتحايا مزجية لسيرة هذا الرجل الذى خلف وراءه ارث من التاريخ جدير بأن يوثق للاجيال القادمة وهنالك الكثيرين من يحفظون لخالد الكد فنتمنى ان يتعاونوا معك لتخليد ذكراه.
                  

01-18-2007, 09:47 PM

Saifeldin Gibreel
<aSaifeldin Gibreel
تاريخ التسجيل: 03-25-2004
مجموع المشاركات: 4084

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الكد (Re: Saifeldin Gibreel)

    Quote: الموضوع: خالد الكد ... الذى لا تعرفونه ... بوست توثيق عرض مشاركة مفردة



    17-12-2006, 10:02 AM مشاركة رقم 1
    أمير الشعراني
    Member




    تاريخ التسجيل: Jul 2006
    مشاركة: 81 خالد الكد ... الذى لا تعرفونه ... بوست توثيق

    --------------------------------------------------------------------------------

    يا سبحان الله، مضت ثلاثون عاماً علي ذلك اليوم، كنّا ضباطاً (أصاغر) كما كانوا يسموننا (كبار الضباط).. والضباط الأصاغر لا اعرف حتى الآن على أية صيغة كانوا يجمعونها..!
    ..هكذا إبتدر الراحل خالد الكد، حكايته التي نشرنا جزءها الاول يوم الاثنين المنصرم عن ذكرى اكتوبر. ولان حسن بشير واكتوبر والكد ونوفمبر وعبود صاروا في ذمة الله، رأت (حكايات) ان تعيد نشر الحكي المتميز للراحل خالد الكد الذي دهسته سيارة متهورة في العاصمة البريطانية لندن.

    (1)
    في الايام التي سبقت حل المجلس ــ التي كان ضباط الشجرة بقيادة جعفر نميري قد قرروا ان يتصرفوا كقيادة موازية للقيادة العامة ــ تحوّلت الحراسات التي كانت تُعيّن لمنازل اعضاء المجلس الاعلى حماية لهم من غضب الجماهير، تحولت الى قوة لاعتقالهم (..) وفي صباح 24 أو 25 لا أذكر على وجه التحديد، كان عليّ ان استلم حراسة منزل اللواء حسن بشير نصر في شارع علي عبد اللطيف من أحد الملازمين الذي كان على قيادة حاملتي جنود وطاقمهما.
    وصلت وسلمني (البضاعة).. كان اللواء حسن بشير يجلس في النجيلة وهو يرتدي جلباباً وامامه صينية شاي .. كان الوقت حوالى الساعة السادسة صباحا .. ادينا له التحية العسكرية فسلم عليّ قائلاً:
    ــ (يا خالد إنت حرسنا النهار دا ؟ اقعد، الشاي دا بارد، يا سعيد جيب شاي سخن لخالد). والتفت الى الضابط الآخر، لا اذكر اسمه الآن وكان من الضابط الصفوفيين وقال له:
    ــ (كلّم محمد محجوب، قول ليهو عساكركم حيتعبوا كدا، ودا إنهاك، ما فيش داعي للحراسات دي، عسكري واحد أو عسكريين بندقية كفاية).
    قال الضابط: (حاضر معاليك) وخرج، وجدتني أمام موقف صعب، فهذا رجل تربطني به صلة قربى قوية، كان في (الحسبة) خالاً لي، ولعب دورا اساسيا في دخولي القوات المسلحة.
    كاذب من قال في ذلك الوقت انه دخل الكلية الحربية لكفاءته فقط، (الواسطة) كانت اهم شئ، فالاختيار للكلية منذ الاستقلال وخروج الانجليز كان انتقاء لعوامل قبلية وحزبية وطائفية واجتماعية، وقد كانت واسطتي في اللجنة الاولى، عمر الحاج موسي وتداخلت فيها عدة اسباب قبلية (ركابية) وحزبية (اتحادية) وقد كان يتتلمذ على الابروفيين والاتحاديين الاوائل .. وفي اللجنة الثانية كان واسطتي عوض عبد الرحمن صغير، وتلك علاقة اجتماعية ام درمانية، (..) امّا أحمد الشريف الحبيب فقد كان يتابع ويتأكد من مروري في كل اللجان حتى اوصلني لجنة نائب القائد الذي كان حسن بشير، وضرب أحمد الشريف الى ابي مساء بعد آخر لجنة قبل لجنة حسن بشير وقال له:
    ــ (أها انا وصلتو لي (سرّكم) لحد لجنتو وبعد دا انا عملت العلي).
    كان العدد المطلوب 60 والذين وصلوا حتى لجنة نائب القائد (حسن بشير) كانوا واحدا وستين وما كان له ان يبعدني، بل ابعد مصطفي الياس دفع الله. كان هو وشقيقه صلاح الياس قد مرا من كل المعاينات حتى لجنة حسن بشير، فنفض حسن بشير أحدهما وهو مصطفي وقبل صلاح الذي صار طيارا واصيب في السبعينات في مناورة الفاشر.
    (2)
    بعد ان فرغ حسن بشير من تزويد ذلك الضابط بتلك التوجيهات قررتلبرهة قصيرة مواصلة اللعبة، ولكن ذلك استحال عليّ ورأيت انه شيئ من عدم الخلق فأخبرته، قلت:
    ــ (يا خال انتو في الواقع رهن الاعتقال، هذا الضابط لم يصْدق، الحراسة ليست حرصا عليكم (..) ولذلك فزيارتكم ممنوعة).
    قال:
    ــ كده بقت .. طيب عايزين تعملوا شنو بالضبط؟
    قلت:
    ــ نسلم السلطة للمدنيين .
    قال:
    ــ اولئك الــ (...) الم يعجزوا عند ادارتها قبل ذلك، فلماذا لا تستلموها أنتم؟
    (3)
    حسناً اني اخبرته، كان في تلك اللحظة صوت عوض عبد الرحمن يعلو خارج الباب مع الجاويش الذي كان يرافقني وكنت قد اصدرت له التعليمات بعدم السماح لأي شخص بالدخول كائنا من كان .. منع الجاويش عوض عبد الرحمن من الدخول .. الجاويش قال هذه تعليمات قائدي المباشر.
    قال عوض:
    ــ من هو قائدك المباشر؟
    قال الجاويش:
    ــ الملازم خالد حسين.
    قال عوض:
    ــ خالد حسين الكد؟
    قال:
    ــ نعم.
    فجعل عوض يصيح من الخارج:
    ــ خالد .. تعال يابن الكلب كلم الحيوان بتاعك د ا..!
    وهنا تدخل حسن بشير وصاح في عوض بصوته العميق الجهير:
    ــ يا عوض .. ما تحرجش الود، خلاص هو عنده تعليمات.
    فرد عوض:
    ــ تعليمات من مين؟
    قلت لحسن بشير سأخرج لأتحدث اليه في الخارج، ذهبت وحييته، كان يرتدي زي اللواء الرسمي .. قال لي:
    ــ تعالي هنا يابن الكلب، انا عاوز اخش اشرب الشاي وادردش مع خالك دا شوية.. تمنعني؟ انا يابن اللذينا النجمة دي لبستك ليها.. انا اللي عملتك ضابط.
    قلت له:
    ــ تمام سعادتك، انت علمتني ضابط، وضابط كويس يعرف واجبو وينفذو على الوجه الاكمل، اليس ذلك مبعث فرح لك ان تكون قد صنعت شيئا جيداً؟!
    ضحك وقال لي:
    ــ (آه يابن الكلب، انت باين عليك مع الاولاد بتاعين الاحرار والكلام الفارغ دول، طبعا انت من جماعة ابن الكلب الثاني، قريبك عبد الخالق). وضحك..
    (.. طيب دلوقت حتعملوا فيها ايه، تسلموها للملكية الـ (...) دول)؟!
    يجئ صوت حسن بشير ليطلب منه الذهاب، ويذهب العم عوض وهو يسخر من الذي نفعل..!
    (4)
    تصادف ان كنت في حراسة حسن بشير حين صدرت التعليمات بعد حل المجلس وتشكيل الحكومة بترحيلهم الى زالنجي، جاء ضابط ومعه طاقم في عربة كوماندو، مطلوب منهم حمل حسن بشير عليها الى المطار الحربي.
    كان الضابط في (وحسة)، لا يدري ماذا يفعل .. فحسن بشير شخصية مهابة .. كان هو وأحمد عبد الوهاب (اساطير) في القوات المسلحة يشار اليهما دائما، أحمد عبد الوهاب يليه حسن بشير .. يمثلان الحزم والصلف العسكري وقوة الشخصية والشجاعة والضبط والربط، الخ ..
    كان الضابط يرتجف من فكرة اخذ حسن بشير على الكوماندو الى المطار فهونت عليه ودخلت لأخبر حسن بشير بانه مطلوب احضارة الى المطار الحربي.
    قال:
    ــ على فين؟
    قلت صادقاً:
    ــ لا أدري ..
    قام اللواء حسن بشير فدخل الى حجرته ولبس زيه العسكري كاملا وعليه كل انواطه ونياشينه ثم جاء يطأ الثرى مترفقاً في تيهه.
    حين بلغ العتبة الثانية من السلم الذي ينزل في المصطبة العالية، تنهدت (زوجته سعيدة) في نحيب حبيس، التفت اليها حسن بشير واخرج من جيب بدلته مسدسا وقال لها:
    ــ في هذا ست طلقات، والله تفتحي خشمك أو تنزلي فد دمعة، افرغ خمسة فيك انت واولادك والسادسة في رأسي دا..!
    زغردت سعيدة، لحظتها تنازعتني مشاعر شتى، كنت معجبا بذلك الرجل فخورا به .. كان يمثل في ناظري ارثا في الجسارة والبطولة والفروسية (..) ربما يكون حسن بشير ــ من الناحية السياسية ــ انقلابيا دكتاتوريا ينتمي الى (الطغمة العسكرية الفاسدة)، وكنا نطلق على صديقنا وزميلنا احمد أبراهيم عبود (ابن الطغمة) وكان يضحك..
    (5)
    نعم..
    حسن بشير كان احد افراد (الطغمة العسكرية الفاسدة) ولكنه كان عسكريا متميزاً وضابطا شجاعاً وفارساً..

                  

01-18-2007, 10:06 PM

Marouf Sanad
<aMarouf Sanad
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 4835

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الكد (Re: Saifeldin Gibreel)

    يا عزيزنا عماد

    التحية لك وللمقيم الدكتور خالد الكد

    عندي صورة بحاول افتشا وانزلا اذا ما اسعفني الوقت .
                  

01-19-2007, 00:36 AM

abdalla elshaikh
<aabdalla elshaikh
تاريخ التسجيل: 03-29-2006
مجموع المشاركات: 4001

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الكد (Re: Marouf Sanad)

    ألأخ عماد...إنت هبشت ليك شجرة حراز
    لدي عدة مقالات نشرتها بجريدة الخرطوم(القاهرة - 95) بعنوان(وعن خالد الكد سنحكي) احاول إن رافقتني لـغربتي الثانية أن انشرها
                  

01-19-2007, 03:26 PM

Emad Abdulla
<aEmad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
خالد الكد .. ( بورتريه ) (Re: Emad Abdulla)




    الأعزاء :
    سيف الدين
    معروف
    كارلوس

    تحياتي القلبية .. و شاكر لكم كثيرا إهتمامكم بالأمر ..
    مساهماتكم ستضيف الكثير و الثر .
    سأحاول أخي كارلوس الوصول إلى أرشيف الخرطوم إن أمكنني ذلك .

    و إلى كل القراء و متصفحي سودانيزأونلاين و الذين بحوزتهم ما يعتقدون بأنه يفيد , مهما كانت نوعية المادة .. أرجو ان يتكرموا مشكورين بمراسلتي على عنواني البريدي :

    [email protected]

    و سوف أقوم بنشر مساهماتهم هنا ..

    تحياتي و احترامي ..


                  

01-19-2007, 03:30 PM

Ibrahim Algrefwi
<aIbrahim Algrefwi
تاريخ التسجيل: 11-16-2003
مجموع المشاركات: 3102

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الكد .. ( بورتريه ) (Re: Emad Abdulla)

    جميل . بالتوفيق ياعُمدة ، سابحث معك عن المزيد
                  

01-19-2007, 08:29 PM

بدر الدين الأمير
<aبدر الدين الأمير
تاريخ التسجيل: 09-28-2005
مجموع المشاركات: 23222

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الكد .. ( بورتريه ) (Re: Emad Abdulla)

    عماد يا للا ا زمنة والامكنة

    حين اصدر الدكتور عبدالله على ابراهيم كتابه عبير الامكنة

    علق على ذلك الكتاب الدكتور خالد الكد وقال لعبدالله

    خلينا من المكان مازا فعلت انت بالزمان

    ولعلنى ياعماد استدرج معك هنا استاذى وصديقى بل صديق الصدق فى كل شى

    مسعودمحمد على الذى اسماه خالد الكد (الرزيقى المتلاف) والذى ٍسأله مؤسس

    الجامعة الاهلية بروف محمد عمر بشير انت من شايقية وين يامسعود ذلك فى امر الشوف بالسحنات

    لكن الاهم من ذلك قبول دكتور ابوزيد اول مدير لجامعة أم درمان الاهلية لاستقالة مسعود وخالد الكد مدرسا اللغة الانجليزية

    رغم عدم تقديمها لاى استقالة .( يامسعود التاريخ كائن والتاريخ باين)


    تنهدات: حين اسس البروف الراحل محمد عمر بشير جامعة أم درمان الاهلية علق البروف

    الراحل عبدالله الطيب ساخرا أن محمد عمر بشير اسس جاعمة عشان يكون هو رئيسا لها

    (عدل بواسطة بدر الدين الأمير on 01-20-2007, 07:32 AM)

                  

01-23-2007, 05:30 AM

Marouf Sanad
<aMarouf Sanad
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 4835

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الكد .. ( بورتريه ) (Re: بدر الدين الأمير)

                  

01-23-2007, 04:14 PM

عبدالوهاب همت
<aعبدالوهاب همت
تاريخ التسجيل: 12-27-2002
مجموع المشاركات: 851

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الكد .. ( بورتريه ) (Re: Emad Abdulla)

    عزيزي عمدة
    سلامات هذا الخالد سفر عظيم يصعب لمجموعه بسيطة أن تتحدث عنه في جوانبه المختلفه الاديب والمترجم والاستاذ الجامعي والعسكري وخفيف الظل حاضر النكته والبديهة المؤرخ وأحد قادة العمل الاجتماعي الى أن فارق هذه البسيطة.وهاوي اغني الحقيبة ومرددها.
    الخالد هو أحد مؤسسي جامعة أمدرمان الاهلية وقد شاركه الاستاذ محجوب عباس في وضع منهج اللغة الانجليزية للجامعة الاهلية.
    كان الخالد يحدثك عن جنوب السودان فتحسبه ينتمي الى اكبر قبائلها ويمر بك الى شرقنا الحبيب فتحسبه من احفاد عثمان دقنه وعندما يدلف بك الغرب يحدثك عن علي دينار حديث العارف ولاينسي التركيز على مندي في جبال النوبة.كان خالد شخصا من طراز فريد.كانت لديه كراسةللجغرافياعندما دخل المدرسة كتب في صدر صفحتها أنه بعد ان يكمل تعليمه الثانوي سيدخل الكلية الحربية وسيقوم بعمل انقلابي بعد تخرجه مباشرة وقد حدث ذلك. وهذه الكراسة كانت متداولة حتى منتصف الثمانينيات.
    رفيقنا عماد سأحيلك الى من سيحدثك عن خالد حديث العارف وفي الدوحة عليك أن تتجه صوب جعفر عباس فهو احد خلصائه اضافة الى العميد مصطفى عبادي وعبدالواحد كمبال وال العالم ومحجوب شريف ومحمد المهدي بشرى ومحمد المهدي عبدالوهاب وتوأم روحه كمال حسن أحمد.
    من طرائف الخالد المنثورة أن الراحل بروفسور علي المك عندما فرغ من كتابه (حمى الدريس) أعترض الخالد على العنوان وقال للراحل علي المك (بالله شوف زول العصاصير ده) بدلما يسمي كتابه (دم التاير) عايز يتفلسف علينا.
    كان خالد ثالث عقد فريد ضماه وعمر الدوش والخاتم عدلان.
                  

01-25-2007, 02:54 AM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-26-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الكد .. ( بورتريه ) (Re: عبدالوهاب همت)

    ذكريات عن خالد الكد

    كانت الدنيا رمضان وكنا بعض طلاب الداخلية معزومين فطور رمضان عند آل كرم الله بالفاشر، وبعد تناولنا للفطور سمعنا في الأخبار وأظنها كانت تذاع في السابعة أن المحكمة العليا بالخرطوم برئاسة القاضي صلاح حسن قد حكمت ببطلان حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان وأورد الراديو أن تعليق السيد الصادق المهدي رئيس الوزراء أن الحكم تقريري وغير ملزم للحكومة ولا الجمعية التأسيسية.
    في صباح اليوم التالي غادرنا الفاشر لنبدأ إجازتنا الشتوية، وعندما وصلت النهود سمعت بأن ضابطا برتبة ملازم إسمه خالد الكد قد حاول أن ينفذ إنقلابا عسكريا ولكنه أعتقل. وعندما أتصلت بفرع الحزب بالنهود قالوا لي أن المسألة مؤامرة من حكومة الصادق لضرب الحزب لأن الضابط المعتقل هو قريب عبد الخالق محجوب.
    وأصدرنا بيانا من فرع الحزب في ذلك المعنى (وهذه مسألة سنعود لها فيما بعد بعد لقاء خالد بعد أكثر من أربع سنين)
    وحوكم خالد. ومرت الأيام والتحقت بجامعة الخرطوم ثم حدث إنقلاب مايو وأطلق سراح خالد وأعيد للجيش وأصبح رائدا ثم أحيل للتقاعد في 16 نوفمبر 1970 ومعه العقيد محمد محجوب عثمان والمقدم محجوب إبراهيم طلقة(وقد أعدم فيما بعد لدوره في إنقلاب 19 يوليو). وكانت الجبهة الديمقراطية بجامعة الخرطوم قد نظمت ندوة في 17 نوفمبر 1970 تحدث فيها الخاتم وشخصي عن القرارات وأنتقدناها وأنتقدنا التوجه نحو الديكتاتورية وطالبنا بإطلاق سراح عبد الخالق محجوب وعزالدين علي عامر وسعاد إبراهيم أحمد وصلاح مازري الذين أعتقلوا فور صدور القرارات.

    كان الخاتم عدلان أحد ممثلي الطلاب في لجنة الميثاق وكان هناك نقاش طويل حول ما حدث في 25 مايو 1969 وهل هو إنقلاب أم ثورة وكان المتحدث الأعلى صوتا في تلك المناقشة هو عبد القدر الرفاعي ممثل أساتذة التعليم الفني (وقتها كان أستاذا بمعهد شمبات الزراعي) وممثل الزراعيين، فأصبح هو والخاتم عدلان أصدقاء. ولما كان عبد القادر الرفاعي وخالد الكد جيران وأصدقاء طفولة عرف عبد القادر الخاتم بخالد وأصبحوا يطلعون وينزلون مع بعض، فتعرفت أنا، بل وتعرف معظم قادة فرع الجامعة وقادة الجبهة بخالد وكان من بين هؤلاء أصدقاء الخاتم محجوب عباس (شقيق جعفر عباس) ومحمد الحسن محيسي.

    (عدل بواسطة Sidgi Kaballo on 02-02-2007, 04:17 PM)

                  

01-25-2007, 02:56 AM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-26-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الكد .. ( بورتريه ) (Re: Sidgi Kaballo)

    وعندما أغلقت الجامعة عقب إحتلال الجامعة الشهير في مارس 1971 ، إنتقل الخاتم للسكن مع خالد في أبي روف. وقد أعتقل الخاتم في 30 مايو 1971 من هناك. وقد كتبت عن ذهابي لخالد بعد الإعتقال الآتي:
    كنا في فرع الحزب الشيوعي بجامعة الخرطوم قد عكفنا على دراسة مقترحات لجنة تطوير الجامعة التي أعلن نميري نتائجها في إحتفال حنتوب، فأثارت ما سمي بأحداث مارس 1971 يجامعة الخرطوم، وأعددنا دراسة عميقة وشاملة، وطلبنا من الصديق الخاتم عدلان أن يأخذها للحزب لطباعتها، وعندما أعتقل الزميل الخاتم وكان يسكن مع صديقه المرحوم خالد الكد، قام خالد، والذي لم يكن حينها عضوا في الحزب الشيوعي بتسليمها لقريبه الفقيد المقدم محجوب طلقة ليسلمها ضمن أوراق أخرى للخاتم للحزب، وكنت قد كلفت بالإتصال بخالد للحصول على الدراسة، خاصة أن إدارة الجامعة قد أعلنت عن فتحها في يوليو. ذهبت لخالد فوجدت معه صديقنا، الذي فاجأنا فيما بعد بنشر روايات في غاية الإبداع، الدكتور مروان حامد الرشيد وكان طالبا حينها بقسم اللغة الإنجليزية والذي أصبح فيما بعد محاضرا به. قال لي خالد أنه قد سلم كل أوراق الخاتم للمقدم مجوب إبراهيم، ونصحني أن أبيت معه وأذهب لمحجوب في الصباح الباكر لأخذها وتطوع مروان لأخذي لمنزل محجوب.
    وقضينا ليلة من ليالي كرم خالد المعروفة لأصدقائه: أنسا تثقافيا مدهشا، لا حدود له يترجح بين السياسة والشعر والذكريات والقفشات، وطعاما وشرابا، وفي الصباح أتى لي بفرشة الأسنان وطلب أن أكتب عليها إسمي وأضعها في الدولاب مع عشرات من فرش الأسنان فيها أسماء أصدقاء كثر، كانوا يترددون على البيت ويبيتون ويأكلون ويشربون ويلعبون الشطرنج ويتحدثون في أمور الأدب والسياسة والفنون والدنيا.
    في صباح اليوم الثاني أخذني مروان لمنزل محجوب ببيت المال. فوجدنا عمالا يصونون المنزل لأن محجوب كان قد أخلى منزل الجيش بمصنع الذخيرة بعد إحالته للمعاش في 16 نوفمبر 1970. جاءنا محجوب يحمل طفلا (لا أذكر الآن إن كان ولدا أم بنتا) ورحب بنا ترحيبا حارا وقدم لنا البيبسي كولا وسألني ماذا أدرس بالجامعة وعندما قلت له أنني أدرس الإقتصاد سألني هل سمعت خطاب الميزانية بالأمس؟ فقلت نعم كانت ميزانية تقليدية، فبدأ المقدم محجوب إبراهيم طلقة يقدم نقدا للميزانية، كان بالنسبة لي وأنا طالب ثالثة إقتصاد بحت درسا في الإقتصاد مدهشا.
    بعدها لم القى محجوب ولكني رأيته باللبس الرسمي صباخ يوم 20/7/1971 وهو يخرج من قصر الضيافة بينما كنت في طريقي من الجامعة لدار المعلمين. وظللت أتذكر محجوب وهو يحمل طفله ويتحدث في الإقتصاد وهو يخرج من بيت الضيافة بقية عمري، إنه شخص لا ينسى."
    لم ألتق خالد خلال أيام يوليو الثلاث فقد كان مسئولا عن حراسة المطار.
    لم ألتق خالد بعد ذلك إلا وهو يدخل علينا في زنازين الشرقيات بسجن كوبر يرتدي البردوبة، وكان خالد هو أحد السجناء الذي يقابله الناس مسجونا فيفرحوا لأننا كلنا كنا خائفين أن يقتله نميري.
    وكانت تلك أول حكايات خالد لنا في السجن.
    حكى خالد عن لقائه لنميري قال أنه أدخل على نميري بعد تسليمه لنفسه، فطلب نميري من الجميع الخروج ثم قال لخالد أنه يريد أن يسأله سؤال واحد "بس"، لماذا كان ينوي تعيينه رئيسا لمجلس إنقلابه في عام 1966 ؟ فقال خالد رددت عليه ببساطة: لأني كنت أثق فيك لدورك في أكتوبر الذي حضرته في الشجرة. ولم يلتزم نميري بوعده أنه سؤال واحد "بس" بل أردفه بالثاني "يعني مش عبد الخالق قاليك ختوا رئيس؟" فقال خالد أنه أقسم صادقا بأن عبد الخالق ولا أي سياسي كان يعرف بإنقلابه وأنه قرر كل شيء وحده. قال خالد فجأة بدأت الراحة على نميري وقال له آخر مرة شفت أهلك متين فقال خالد يوم 19 يوليو، فأشار نميري للتلفون وقال لخالد "أتصل بيهم وطمنهم". وخرج من المكتب.
    وحكى لنا خالد في هذه الفترة قصة إنقلابه وهي تقريبا ما كتبه في الميدان وسأنزل حلقة من ذلك أحتفظ بها مطبوعة. ولكن ثمة شئ قاله لنا وهو كيف أن العميد حينها عمر حاج موسى حضر إليه بعد إعتقاله مباشرة بسلاح المهندسين ونصحه ألا يقل كلمة لأي حد إلا في حضوره وبعدها بأيام سمع عبد الخالق يتحدث في ندوة بالقرب من مكان إعتقاله وكأنهانظمت هناك لكي يسمعها قال فيها أن إنقلاب خالد مؤامرة من الصادق المهدي وقد أختير خالد لصلة القرابة بينهما فخالد أستدرج لمباني مجلس الوزراء القديم وأعتقل هناك وتساءل عبد الخالق في سخرية: خالد إبن أم درمان لا يعرف أين مجلس الوزراء. قال لنا خالد أنه فهم أن عبد الخالق يوحي له بدفاعه. فتمسك بالقصة ونصحه عمر الحاج موسى ألا يتراجع عنها إطلاقا.
    تعرف خالد في الشرقيات بمزيد من الأصدقاء ممن استمرت صدافته لهم حتى آخر يوم من حياته ومن بينهم الطيب الأمين وهو ببنك التنمية الأفريقي بتونس الآن وكمال عطية وأظنه بالسعودية والنور ماو وهو بالدوحة.

    (عدل بواسطة Sidgi Kaballo on 02-02-2007, 04:30 PM)
    (عدل بواسطة Sidgi Kaballo on 02-02-2007, 04:39 PM)

                  

01-25-2007, 02:58 AM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-26-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الكد .. ( بورتريه ) (Re: Sidgi Kaballo)

    غادرنا الشرقيات لحوش الطوارئ ولم نلتق خالد مرة أخرى إلا في رحاب أم درمان بعد إطلاق سراحنا في مايو 1973. وكان خالد قد أطلق سراحه قبل ذلك بعفو من نميري وألتحق مديرا إداريا لمستشفى الشعب.
    تعمقت علاقتي بخالد وأخيه طه وأخته ملكة، ومن بعد زواجه الأول بزوجته السابقة فاطمة سالم، حتى كنا عمر الدوش وصلاح العالم وعبد القادر سيدأحمد قد أخذنا فاطمة وعازة بعد خروجي من المعتقل عام 1975 وكنت قد تركت خالد معتقلا، للترفيه عنهم في جولة إنتهت بسينما النيل الأزرق وأذكر قول طه لنا عندما أتينا للمنزل وأستأذنا منه وكان هو يلعب الشطرنح مع شقيق الخاتم عبد الناصر "كيف يا جماعة تستأذنوا مني، في غياب خالد أنتم أولياؤها مثلي تماما". يرحم الله طه فذلك فارس آخر يستحق البحث والتنقيب في حياته الثرة.
    قلت تركت خالد في المعتقل وفي الحقيقة أنا لم أقض معه إلا بعض ساعات بعد إطلاقنا من الزنازين وحولت لمستشفى السجن من آثار المعاملة السيئة التي أمر بها العقيد سجون عبد الرحمن الصاوي، رحمه الله وغفر له حقوقنا عليه. وفي الحقيقة جاء خالد للمعتقل وكل المعتقلين الشيوعيين والديمقراطيين في الزنازين فطلب أن يلحق بهم وعندما رفض طلبه هتف في المساء مرددا تحية المعتقلين فأدخل الزنازين. تصور أي بطلا كان خالد!
    وعندما خرجت من المعتقل في عام 1983 كان خالد قد غادر لإنجلترا حيث بدأ بدراسة الأدب الإنجليزي وذهب لأيرلندا ليدرس جويس وبيرنادشو وينال الماجستير في الأدب الإنجليزي. ثم عاد لإنجلترا وكتب الدكتوراه حول مؤتمر الخريجين في العلوم السياسية بجامعة ريدينق تحت إشراف البروفسير بيتر ودوورد. وكان قد تزوج للمرة الثانية من زوجته الأيرلندية الرائعة بيرني.
    ساهم خالد في إنجلترا في تأسيس فرع المنظمة العربية لحقوق الإنسان، التي أرسلته ليمثلها في مؤتمر المنظمة الذي عقد بالسودان في عام 1986 قبل عودته نهاءيا عام 1987.
    وأذكر كيف أن خالد أقام لي حفل وداع بمنزل أخيه كمال كما يحلو له تسميته.
    وتركت خالد في السودان كاتبا بالميدان وبالجرائد اليومية الأخرى ومتحدثا في ندوات الحزب بعد أن أصبح عضوا به. ولعضوية خالد قصة أن كل محاولاته الإلتحاق بالحزب كانت تقف أمام جواب واحد: أنك شخص قيادي وطلبك تبت فيه اللجنة المركزية، وكان الشرط الوحيد هو كتابة قصة إنقلابه وهذا ما فعله ونشر في حلقات بالميدان.

    وكان خالد من اوائل المعتقلين بعد إنقلاب 30 يونيو 1989 وأرسل ضمن آخرين لشالا. وقد ساعد خالد في كسر جدار الصمت عن شالا بأن أرسل لصديقته (أو ما يناديها أختي) ليز هودجكن خطابا، وقمت أنا بترجمته للإنحليزية وسلمنا نسخ منه لآمنستي و آفريكا وتش وكان الخطاب عبارة عن بيان يفضح كذب النظام الذي كان ينفي وجود معتقلين أو تعذيبهم، وقد قرأ الخطاب بالعربي والترجمة في أول ندوة لحقوق الإنسان في جامعة أوكسفورد.
    وبينما أنا في مكتبي بقسم الدراسات العليا بجامعة ليدز، جاءني من يقول هناك تلفون لك، ولم اصدق الصوت المميز، فصحت "أبو الكد من أين تتحدث؟" فقال "من لندن" وكان ذلك من أيامي السعيدة التي لا تنسى. وفي الويك أند طبخت بت الخليفة ما طاب من الطعام وحملناه معنا للندن لنرحب بخالد في شقته المؤقتة بكوينز ويي. وكان يوما عظيما آخر.ومن طرائف ذلك اليوم أن رن التلفون، فرد خالد: خالد الكد، فقال الطرف الآخر "محمد عثمان" فقال خالد "محمد عثمان منو يا خوي" فرد الطرف الآخر "محمد عثمان الميرغني" فقال خالد "آفو مولانا وأنا قاعد وقام على طوله وهو يتحدث مع مولانا" وأستمرت المحادثة قراب الساعة وهم يضحكون ويتحدثون كأصدقاء. وبعد النهاية قال لي خالد طبعا مندهش، نحن بقينا أصحاب في السجن ومولانا شخص ظريف ودمه خفيف جدا وأدركت ذلك بنفسي بعد لقاء مولانا في عمل التجمع.
    عكر خروج خالد من الحزب العلاقة بيننا فكان لا يرد على تلفوناتي، حتى إلتقيته في أوكسفورد في حفل تأبين بروفسير هودجكن (والدة ليدز هودجكن)، فتقالدنا وضحكنا وشتمنا السياسة ورجعنا للندن في عربة واحدة عربة الدكتور زكي الحسن أستاذ الكيمياء بجامعة غلاسقو، وكانت معنا إخلاص الخليفة زوجتي، فأصر أن يقف للعب الوتري، فشاغلناه ماذا تفعل لو فزت بالجائزة، قال سيستعملها ضد حكم الجبهة حتى تسقط، فسألناه ما حتدي الحزب شوية، فقال ما أحديه لكن عندي أصحاب شيوعيين حأديهم وأنا عارف أنهم حيدو حزبهم وضحكنا وكان ذلك آخر لقاء، ورأيته عند زيارتي في المستشفى وهو ينقل من قسم لآخر ولكنه غائب عن الوعي.
    وقبل أن أنهي هذه الذكريات السريعة دعوني أحدثكم ما حدث يوم الحادث.

    (عدل بواسطة Sidgi Kaballo on 01-25-2007, 03:05 AM)
    (عدل بواسطة Sidgi Kaballo on 02-02-2007, 04:51 PM)

                  

01-25-2007, 03:00 AM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-26-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الكد .. ( بورتريه ) (Re: Sidgi Kaballo)

    كان لدينا إجتماع في شقة الدكتور محمد سليمان بكاميدون بلندن، وخرجنا من الإجتماع محمد المهدي عبد الوهاب وأنا لنحصل ندوة يكينغ كروس يتحدث فيها خالد. وفي الطريق كان محمد المهدي يحدثني عن حزنه لتوتر علاقته الشخصية مع خالد وخاتم، فوجهت له نقدا حادا وقلت "يا أخي ديل أصدقاء عمر فكيف تخلي الخلاف السياسي يقف بينكم" فقال لي محمد "أنا مقتنع بكلامك لكن ما عارف رد فعلهم، لدي شعور بأنهم يتوقعوني معهم" فقلت له "هذا شعور غير مؤسس، ياخي ديل ناس عاقلين وبيفهموا الخلاف" في هذه اللحظة وصلنا القاعة فلم نجد أحد وطلت علينا إمرأة عجوز من الشقق فقالت جماعتكم إتفرقوا لأن واحد منكم أصيب في حادث وأخذوه بالطيارة" فذهبنا لكينق كروس وقلنا نتصل بواحد يورينا الخبر فأقترحت على محمد أن يبأ إصلاح علاقته بالإتصال بخالد، فحاول تلفون خالد فلم يرد فقال لي أنا أعرف شخص يحب المنزل وسأتصل به وأتصل بتلفون محمد خلف الله فردت زوجته وأخبرتنا بالخبر المفجع، فتوجهنا نحو المستشفى ونحن في حالة من القلق عميقة والغريب في المسألة أن أحد الشباب "حاول أن يحقق معنا عرفتو كيف ولكن الخاتم إنتهره!
    خالد حسين أحمد عثمان الكد من الرجال النادرين، كان رجلا شجاعا، مثقفا وأديبا وأخو أخوان. يرحمه الله.

    (عدل بواسطة Sidgi Kaballo on 01-25-2007, 03:02 AM)

                  

01-25-2007, 04:25 AM

Masoud

تاريخ التسجيل: 08-11-2005
مجموع المشاركات: 1623

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الكد .. ( بورتريه ) (Re: Emad Abdulla)

    رحم الله خالدا فقد كان بطلا مقداما و فارسا سودانيا عالي الهمة و كريم الخصال.
    عملنا معا في الجامعة الأهلية 1987 1989...
    لم أراه يوما يشكي من مسألة شخصية كما كنت أفعل أنا دوما...
    كان كل همه الاخرين وايجاد حلولا لمشاكلهم ...
    كان مثقفا عصاميا شق دربه لوحده في دروب المعرفة الأكاديمية وتحصل علي الدكتوراة في العلوم السياسية...
    كنت أذهب لبيته في بحري لتناول الكسرة بالملاح الما خمج من يد زوجته الأرلندية عندما تفشل كل أمدرمان في اطعامي كسرة !!!

    اخر لقاء لي به كان في منزله في لندن حيث كانت زوجته رهينة المطبخ و هاك يا كسرة !!! كان هذا في 1993
    أصدر في لندن مجلة افاق وكانت تصلني بالبريد في الدوحة...

    الكلام عن خالد يطول و ليست لي معرفة شافية بمفاتيح الأبجدية العربية حتي أواصل..
    بنته عازة في أستراليا وأسأل جعفر عباس عن بنتيه الأخرتين و أمهما الأرلندية التي سودنها خالد!!
    تحياتي لناس الدوحة يا عماد....
    رحم الله خالدا فقد كان صديقا!!!
                  

01-25-2007, 06:04 AM

Emad Abdulla
<aEmad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الكد .. ( بورتريه ) (Re: Masoud)



    تحياتي للأخوة :
    قرمبوز
    بدر الدين
    معروف
    همت
    صدقي
    مسعود ..

    أشكركم كثيرا , و يقيني أن المزيد ما زال في جعبتكم مما يمكن أن يضيف أبعادا أخرى كثيرة حول الرجل و سفر حياته كثيف الأحداث .
    و هنا أرجو من الأساتذة صدقي و مسعود أن لايبخلا بما في حوزتهما من معلومات و ذكريات و حقائق ما زالت حبيسة الورق و الحزن على غياب الخالد .
    الشكر أيضا للأخوة و الأخوات الذين راسلوني عبر البريد الأليكتروني و أضافوا الكثير لمادة الموضوع .
    سأقوم هنا تباعا بنشر ما توفر لي من تلك المادة مع الإشارة لمصدرها .
    تحياتي و تقديري للزميل الفنان عبدالرحمن نجدي الذي تفضل بتمليكي بعض ما نشر خالد من أفكاره و رؤاه في الصحف اليومية , و خاصة حديثه الشيق حول أزمة الهوية . كما وعد أيضا بتوفير ما بحوزته من صور فوتوغرافية مختلفة للخالد في بريطانيا .
    كذلك وعد الأستاذ جعفر عباس مشكورا باطلاعنا على الكثير مما يحتفظ به عن خالد , سيرته و فكره و ذكريات جمعتهما مع الراحل الأستاذ الخاتم عدلان .

    مودتي و تقديري .

    (عدل بواسطة Emad Abdulla on 01-25-2007, 08:02 AM)
    (عدل بواسطة Emad Abdulla on 01-25-2007, 10:09 AM)

                  

01-25-2007, 06:22 AM

عواطف ادريس اسماعيل
<aعواطف ادريس اسماعيل
تاريخ التسجيل: 08-11-2006
مجموع المشاركات: 8006

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الكد .. ( بورتريه ) (Re: Emad Abdulla)

    العزيز عماد

    تحياتي

    ما أروعك وأنت توثق لسوداني أصيل عاش مناضلا ومات شهيدا حينما سالت دماؤه الطاهرة على الرصيف في

    مدينة الضباب ... لست أدري ياعماد كيف استطاع ذلك الهندي الأخرق أن يخترق وجداننا ويدمر إحساسنا

    ويهزم عواطفنا فبل أن يخترق بسيارته الرعناء جسد خالد الذي سيظل أبد الدهر خالدا في قلوب من

    أحبوه ,, آخر مرة رايت فيها الثائر خالد عندما جاء إلى دولة الإمارات لزيارة شقيقتيه صفية وملكة

    اللتان أدخلهما موت خالد في ليل طويل ليس له آخر وحزن سرمدي لم تعرفه البشرية من قبل فمثل خالد

    قل أن يمر عبرهذا التاريخ .. خالد شخصية بسيطة... ودودة ... بريئة مثل براءة الأطفال ... مرحة

    محبة للخير ألا رحم الله خالد وأسكنه فسيح جناته عندي بعض المقالات سوف أحاول مدك بها إنشاءالله .
                  

01-25-2007, 11:01 AM

Emad Abdulla
<aEmad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الكد .. ( بورتريه ) (Re: عواطف ادريس اسماعيل)


    الأخت العزيزة عواطف ..
    تحياتي ..

    و هو ذاك الخالد الذي ذكرتيه ..
    و هي فجيعتنا يا عواطف في أن يذهبوا عنا عُجالى من أملنا فيهم شموعا تضيء نفقٍ لازمناه طويلا في وعدٍ بالشمس .
    كأن هذه البلاد تعيسة الحظ موعودة بالثكل في كل رحم أنبتته ..
    و كأنّا مواكب تشييع أبدية لأحلامنا الخديجة ..
    تعبى الأيدي - تلك التي أكتعتها قلة الحيلة - ..
    و مرهقة من مسكنة التشابى إلى أفق أمانٍ نرجو ..
    و حياة نؤمن يقيناً أننا نستحق .
    خالد كان هناك .. نرتجيه .
    مشعلا كان ..
    ( رتينة ) كان في أحلام ليل المسحوقين ..
    فانوسا سحريا لم ينذرنا بانطفاءه قبل أن ( يبُق ) للمرة الأخيرة ..
    ثم ... كان .

    أترين هذه الـ ( كان ) ما أقساها ؟

    تحياتي يا عواطف ..
    في انتظار مساهماتك .
    احترامي و تقديري .

                  

01-25-2007, 11:59 AM

Emad Abdulla
<aEmad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الكد .. ( بورتريه ) (Re: Emad Abdulla)



    ( الاديب والمترجم والاستاذ الجامعي والعسكري وخفيف الظل حاضر النكته والبديهة المؤرخ وأحد قادة العمل الاجتماعي وهاوي اغني الحقيبة ومرددها ).

    شكرا همت الجميل ..
    شكرا عبدالرحمن نجدي الذي أتحفني بهذه الصورة و غيرها من أرشيفه عن خالد الكد .

    (عدل بواسطة Emad Abdulla on 01-25-2007, 12:07 PM)

                  

02-02-2007, 04:09 PM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-26-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الكد .. ( بورتريه ) (Re: Emad Abdulla)

    هذا هو المقال الثاني من سلسلة مقالات نشرتها الميدان للدكتور خالد الكد عن إنقلابه:
    إنقلاب ديسمبر 1966
    القصة الكاملة

    برومانسية شاب توصلت الى تصوّر إمكانية القيام بالعميلة وانقاذ البلاد منفرداً
    تمّ توزيع الأدوار والمواقع مع صف الضبّاط
    أعددت البيان على "نوتة" في مدخل الكبري باسم مجلس الثورة.
    يواصل المقدم "م" د. خالد حسين أحمد عثمان "الكد" مذكراته التي تنفرد (الميدان) بنشرها لأول مرة.
    وفي الحلقة السابقة شرح ظروف ما بعد انتكاسة ثورة 21 أكتوبر وحالة الإحباط التي سادت البعض. وكيف تمّ انضمامه لتنظيم الضباط الأحرار وعن طريق من منهم. وأشار الى ميلاد فكرة القيام بحركة كحركة 23 يوليو المصرية لانقاذ البلاد من حالة افوضى والفساد السياسي. ولم يخف أنه تحدث عن إمكانية التغيير وانتقل لمرحة التنفيذ بنواحيها الفنية والعملية.
    ظرف مفاجيء
    ولكن تشاء الصدف أن يتفق أخونا النقيب مهدي عبد الله مع أخينا الملازم سيف النصر على سعيد جبرة على إقامة "بهجة محلية يوم الخميس بحجرة مهدي "بالميس" وذلك يستدعي وجود سيف بالشجرة يوم الخميس ومهدي هو الأركانحرب وهو الذي ينظم النوبتجية فأخطرت نهار الثلاثاء 27/12/1966 أنه قد تمّ تعديل الجدول وأن سيف سوف يؤدي "النوبتجية" يوم الخميس وعلىّ أن أوديها في ذلك اليوم (الثلاثاء). ولم يفد احتجاجي بل بدأ مستغرباً فما من أحد يعفي من نوبتجية الخميس ويحتج ويثور.. واذداد غبني حين قال لي مهدي رغم علمي أن مهدي كان يستعمل ذلك التعبير دائماً عابثاً ومداعباً "البلد بلدنا ونحن أسيادها ! " ووجدت نفسي في وضع صعب اذا أجلّنا العملية أسبوعاً آخر تخرجت الدفعة ووزعت على الوحدات وضاعت القوة من أيدينا وإذا جاء الرشيد ومن معه يوم الخميس كما وعد والضابط النوبتجي سيف النصر فلا سبيل الى الوصول بسهولة الى الجنود ومخازن السلاح والذخيرة التي ستكون مفاتيحها معه. وتوصلت بعد تفكير مضن ولكن فيه كثير من الرومانسية غير المستغربة على شاب في الرابعة والعشرين من عمره. قليل الخبرة مليء بالآمال والتطلعات الخيّرة ولكن تنقصه الرؤية السياسية الواضحة والدربة، توصلت الى أن ليس هناك ما يمتعني من القيام عن الآخرين بهذه العملية وأنقاذ البلاد مما تصورته من أخطار محدقة بها.. وعقدت العزم على ذلك.
    قلق وإفشاء للسر
    فكرت في اشراك بعض الضباط من أصدقائي وأبناء دفعتي وكان فوج منهم في الخرطوم آنذاك في طريق عودتهم من كورس قادة الفصائل بجبيت، وكان فيهم صديق عزيز هو الأخ الملازم آنذاك صلاح مصطفى الأغبش. وكنت ومازلت أحبه واحترمه وأثق به وكنت على موعد لزيارته بعد العمل والمقيل عنده وتناول فطور رمضان معه. وكان سيأتي للفطور أصدقاؤنا الملازم حمزة قاسم موسى والأخوة كمال النصيح والليث. ولما عينت "نوبتجياً" قررت الذهاب اليه بعد "الإنصراف" للإعتذار وللإسرار اليه بما انتويت. فذهبت الى منزلهم الذي كنت أدخله كأحدهم ولم يكن صلاح موجوداً واستقبلتني الوالدة حسونه كعادتها هاشة باشة وسألتني أن كنت صائماً ام تعد لي طعام الغذاء. وأجبتها بأني صائم وتركتني أغفو في حجرة صلاح حتى جاء وسألني لماذا كنت نائماً بال Uniform ولماذا لم ألبس جلابية من جلاليبه فأخبرته بأني لن أبقى للفطور وأنه يتحتم علي العودة الى الشجرة.
    ولاحظ صلاح عليّ بعض القلق فسألني مابي فقلت له أن لدي موضوعاً مهماً وأني أريد التحدث فيه اليه. وكان صلاح ومايزال ممراحاً يحب المزاح، فقال لي "ماتقول لي حبيت وعايز تعرّس والكلامات بتاعة ظباط الخرطوم دي" فلما نفيت ذلك ورأى الجد في وجهي قرب مني وسألني أن كانت هنالك مشكلة عائلية أو في الأسرة، فنفيت ذلك. فسألني أن كنت أعاني من ظروف مالية صعبة، وتبرع قبل أن أرد بإعلان استعداده لحلها، فلما نفيت ذلك ولدهشتي قال لي ضاحكاً "بعد كدا يابن الكلب الأ تكون عايز تعمل إنقلاب" فقلت له وإذا كان ذلك ماذا يكون رأيك. فقال لي رأي أنك مجنون "كمان قايل دي الكلية تعمل بزوطة يدوك حبس أشلاق .. دي فيها قطع رقبة.."
    وضحكنا ودخل في ذلك الوقت بعض الأصدقاء وبعد تحيتهم أعتذرت وخرجت ورافقني صلاح الى الباب وهو يسألني عن موضوعي وقد صرف موضوع الإنقلاب بتلك الضحكة. وامام الباب طلب أن أخبره بمشكلتي حتى يساهم في حلها اليوم اذا أمكن لانه سوف يسافر فجر الغذ وتحت الحاحه وعدته بالعودة اليه بعد الإفطار وماعدت.
    قرار بالإقدام على التنفيذ
    وصرفت النظر عن أشراك أي من الضباط فاذا كان صلاح صرفها بهذه الصورة فلا شك أن الآخرين سوف يفعلون مثله. وقررت أن أقوم بالعملية منفرداً ومستعيناً بضباط الصف الذي سوف أجمعهم في آخر اللحظات وأصدر إليهم تعليماتي مستفيداً من ذلك القدر من الطاعة الذي اشرت أليه في بداية هذا الحديث.
    وعدت الى المركز وكان من عادة ضباط الصف أن يقضوا نهار رمضان بنادي الصف والجنود يلعبون "الضمنة" فذهبت إليهم ولعبت معهم "ضمنة" وقررت أن أفطر معهم وبعدها أجمعهم وأتحدث إليهم. ولكن قبل مواعيد الإفطار جاء مهدي وفي محاولة لتطييب خاطري وقد كان شخصاً ودوداً أصرّ على اصطحابي للفطور معه فذهبت بعد أن اتقفت مع الرقيب بابكر عبد المحمود وقد كان يقوم مقام رقيب أول "البلك" الخامس الذي كنت أقوده. وعجب محمد أغبش وهو رقيب أول البلك الأول وهارون كبسور رقيب البلك الثاني وعبد الله الضو رقيب البلك الثالث على اللقاء بعد الإفطار لمواصلة اللعب. وعدت بعد الإفطار ووجدتهم يلعبون فلعبت معهم حتى حوالي العاشرة والنصف. وحيث استأذنوا للإنصراف أخبرتهم أن أريد أن أتحدث إليهم. واخذتهم الى مكتبي وقلت لهم أن أنوي عمل شيء وأن كان من الممكن أن "أصرف لهم تعليمات" ينفذونها دون مناقشة ولكن آثرت مناقشتهم حتى ينفذوها بإقتناع واصرار. وطرحت عليهم فكرتي فأمنوا عليها ووافقوا بتعابير بسيطة مثل ما قلته من سوء الأحوال السياسية والمعيشية لا سيما في القوات المسلحة. وسألوني بعض الأسئلة أهما من سيكون معنا بعد التنفيذ فأخبرتهم أني سأحتفظ بهذه الأسماء لإعلانها بعد نجاح العملية. وسالوني أن كان بعض السياسيين سوف يشتركون فنفيت ذلك.
    صف الضباط يرحبون بالفكرة.
    ولعلي الآن وأنا استرجع بعد هذه السنوات سؤال بابكر عبد المحمود لي أن كنا سنشرك بعض السياسيين "الكويسين" ؟ وقد وضح لي لاحقاً أن الرقيب بابكر عبد المحمود لم يكن بالبساطة والسذاجة اللتين تصوّرتهما آنذاك.
    الشاهد أنهم أتفقوا معي وأبدوا تحمسهم للإشتراك معي وازاء ذلك قررنا الذهاب الى منزل بابكر للتشاور قبل أن أقوم بوضع خطة التحرّك وتوزيع القوة. وهناك طلبت منهم استدعاء بقية الرقباء وكانوا ابراهمي بشارة والنور الضور وبعض العرفاء وحددت مجيد وعطأ المنان وبكري عبد الحفيظ لمعرفتي بهم. فأخبرني بابكر أن النور ليس موضع ثقة لأنه حزب أمة وأنصاري وأنه ربما مانع أو أفشى. وأن عطأ المنان وبكري عبد الحفيظ ختمية واتحاديون ومن الأحسن الإستغناء عنهم وتمّ استدعاء ابراهيم بشارة ومحيميد ووزعت القوات للإستيلاء على حامية الشجرة أولاً وقطع المواصلات بينها وبين الخرطوم، ثمّ التحرّك على كوبري الحرية على أن تتجه أول فصيلة الى البريد والبرق لقطع الإتصالات في حين تتحرك سرية "بلك" للإستيلاء على القيادة العامة وسرية لسلاح الخدمة والإشارة وسرية الى إمدرمان لسلاح المهندسين "ومركز تعليم" على أن تخلف القوة المتحركة الى سلاح الخدمة صفين لحراسة كوبري النيل الأزرق. والقوة المتحركة الى أمدرمان صفين لحراسة كوبري النيل الأبيض.
    ولو علم الناس أن كل تلك الوحدات التي ذكرتها لم يكن يقوم بحراستها في ذلك الوقت سوى "افراد الكركون" المكوّن من ستة جنود تحت قيادة حكمدار عريف لما ظنوا أني حاولت القيام بالمستحيل.
    ولولا أن بابكر عبد المحمود – كما علمت لاحقاً من سير المحاكمة ومن ربط الحوادث بعضها ببعض – كان يأتمر بإيعاز من السلطة عليّ لتم لي الإستيلاء على السلطة.
    فقد أشار بابكر بعد توزيع القوات الى نقص في السائقين واقترح توزيع القوات الى نقص في السائقين واقترح أن يذهب الى "صنقعت" حيث يقيم سائقان في أشلاق المتزوجين هناك لاحضارهما، ولم يجل بخاطري أنه كان ذاهباً كما وضح لي فيما بعد الى إخطار ضابط البوليس هاشم عز العرب الذي أخطر رئيسه الذي أخطر شخصاً آخر لم يرد اسمه في المحكمة، ولكن كل الدلائل كانت تشير الى أنه رئيس الوزراء. وصدرت التعليمات لبابكر هو وعجب وهارون كبسور وعبد الله الضو حتى تخرج قواتي الى وجهاتها ثمّ يقومون باعتقالي – وقد فعل بابكر ذلك في مسافة لا تزيد عن نصف الساعة وعاد بالسائقين دون أن يخامرني شك في أنه فعل ما فعل. وسارت الخطة كما وضعتها وتحركنا من المركز في تمام الساعة الثالثة صباحاً وتوجهت سرية بقيادة عجب الى القيادة العامة وأخرى بقيادة عبدالله الضور الى سلاح الخدمة وسلاح الإشارة وسرية بقيادة هارون الى سلاح المهندسين ومركز تعليم وسرية بقيادة بابكر لحراسة المنشآت (ولم يكن بينها مجلس الوزراء!) .
    وجهتهم وجهاتهم عند نهاية كوبري الحرية وبقيت مع القوة التي احتلت مدخله الأمامي وفي نوتة كانت معي كتبت بياني الذي سالقيه نيابة عن مجلس الثورة الذي كونته برئاسة جعفر نميري وعضوية هاشم العطا والرشيد نور الدين والرشيد أبو شامة وبابكر عبد الرحيم ومصطفى عبادي وشخصي " وأرجو أن يجد محجوب برير في هذا رداً كافياً على اتهمامي بأن دافعي كان الطموح الشخصي المجرد – ماذا كان يمنعني من أن أكون رئيساً للمجلس أو حتى رئيساً فرداً.

    (عدل بواسطة Sidgi Kaballo on 02-07-2007, 00:32 AM)

                  

02-02-2007, 04:34 PM

السنجك
<aالسنجك
تاريخ التسجيل: 05-27-2002
مجموع المشاركات: 2695

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الكد .. ( بورتريه ) (Re: Sidgi Kaballo)

    فوق











    السنجك
                  

02-10-2007, 05:33 AM

Emad Abdulla
<aEmad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الكد .. ( بورتريه ) (Re: السنجك)


    أخي السنجك ..

    تحياتي ..
    و جزيل الشكر ..
    كُن قريباً .

                  

02-06-2007, 05:01 PM

Emad Abdulla
<aEmad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الكد .. ( بورتريه ) (Re: Sidgi Kaballo)


    الشكر لك أخي صدقي على هذا المقال الشيق .
    و هأنت تلقي الضوء على جانب ما تمكن الكثيرون من الإلمام به عن الرجل الخالد ..
    وجه من أوجه البورتريه كثيف التفاصيل ..
    في يقيني أن للخالد الكثير مما لم تضمه الأضابير و مضابط النشر , تجربة حياتية ضخمة - على قصرها - كان يعشق أن يمارس إنسانيته الكبيرة على أرض واقعها .. تفاعلا مع الناس و همومهم و قضاياهم .
    و لم يكن ينحاز إلا لهم ..

    تحياتي و تقديري .

                  

02-02-2007, 11:55 PM

Dr Salah Al Bander
<aDr Salah Al Bander
تاريخ التسجيل: 11-16-2006
مجموع المشاركات: 3073

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الكد .. ( بورتريه ) (Re: Emad Abdulla)

    ربطتني بخالد علاقة خاصة ، كما اعتقد بأن كانت لخالد قدرة مدهشة على ان يكثف فيك الاحساس بخصوصية علاقته بكل من يعرفهم ...
    فقد عملت معه لسنوات طويلة في مشاريع سياسية وثقافية ....
    ونحتفظ في أرشيف "مؤسسة المجتمع المدني السوداني" ، كيمبردج ، المملكة المتحدة بأوراق وقصاصات له اعتقد انها ستساهم في تكملة "الإرشيف الخاص بخالد الكد" وقد تساعد في أي مجهود مؤسس لتوثيق مساهماته.
                  

02-10-2007, 05:53 AM

Emad Abdulla
<aEmad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الكد .. ( بورتريه ) (Re: Dr Salah Al Bander)


    أخي الدكتور صلاح ..

    تحياتي ..
    Quote: ونحتفظ في أرشيف "مؤسسة المجتمع المدني السوداني" ، كيمبردج ، المملكة المتحدة بأوراق وقصاصات له
    توقفت كثيرا أمام ما أدليت به عن خصوصية علاقتك بالخالد , و هو ما كنت أرجوه من فتح هذا الخيط , ان نجد للخالد من معاصريه و رفاقه و الأصدقاء من يلقي بالضوء و يزيح السُتُر عن الجوانب و الأوجه العديدة للرجل . كلي أمل في أن تجد من الوقت ما يمكنك من الإضافة لسيرة الخالد و سفر حياته الضاج بالأحداث , خاصة و ما كانت تربطك به من علائق على المستويات المختلفة . و ما توفر لكم من خلال مؤسسة المجتمع المدني السوداني من أوراق و وثائق و كتابات الخالد .

    كثير شكري و تقديري ..
    و في انتظار دلوك في الأمر و الذي سيشكل إضافة حقيقية .
    أو ان أتمكن من التواصل معك عبر بريدي :
    [email protected]
    تحياتي و الإحترام .

                  

02-03-2007, 01:13 PM

أحمد طه
<aأحمد طه
تاريخ التسجيل: 03-31-2004
مجموع المشاركات: 580

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الكد .. ( بورتريه ) (Re: Emad Abdulla)

    شكرا أخي عماد وأنت تكتب عن خالد
    كنت قد حرصت علي نشر مقال التويم عن خالد وحرصت على نشر سلسلة مقالات خالد عن الافنديه ومفهوم القوميه فى السودان وهى محاوله لتعريف الاجيال على فكر الراحل وليبقى بيننا حضور .. لم أتحصل على صوره لخالد وأتاحها لنا بوستك التوثيقى الرائع ...لك شكرى............... وفوق
                  

02-10-2007, 06:39 AM

Emad Abdulla
<aEmad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الكد .. ( بورتريه ) (Re: أحمد طه)


    أخي أحمد ..
    تحياتي ..

    أشكرك يا سيدي على كلماتك الطيبات ..
    أرجو - إن أمكن ذلك - أن نشترك معا في تمليك ما هو متوفر من مادة عن فكر و رؤى الخالد , في محاولتنا التوثيق له . أكاد أجزم ان الكثيرين ما زالوا لا يلمون بتفاصيل سيرة حياة واحد من القلائل الذين شُغِلوا بالهم الوطني و الفكري و الثقافي , و نذروا حياتهم حتى الفناء عشقاً للوطن و إنسانه .
    الأخوة و الأخوات الذين اتصلوا بي عبر البريد الأليكتروني , أشكرهم كثيرا على اهتمامهم بالأمر و مساهماتهم و إضافاتهم القيمة , و أقوم حاليا على ترتيبها و تصنيفها .
    هنالك بعض الصور النادرة للخالد أبان إقامته في لندن , والتي تفضل بها مشكوراً الأخ المخرج الفنان عبدالرحمن نجدي , و بعض مقالات نشرها الخالد عبر صحيفة الخرطوم منتصف تسعينات القرن الماضي , و فيها ما فيها من جرأة الطرح حول مسألة الهوية و القومية , في لغة الخالد فريدة الطعم بنكهتها الأمدرمانية , كأحلى ما تكون بصمة المكان العبقري و شخوصه .
    ليتك تضع هنا بعض من مقالك , و ما تعتقد بحق الآخرين في الإطلاع عليه من إرث الخالد و حياته التي ومضت كالشهاب و أشعت .
    تحياتي أخي أحمد و جزيل شكري .

    كُن قريبا ..

                  

02-05-2007, 01:12 PM

عبدالوهاب همت
<aعبدالوهاب همت
تاريخ التسجيل: 12-27-2002
مجموع المشاركات: 851

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الكد .. ( بورتريه ) (Re: Emad Abdulla)

    رفيقنا عماد
    أتوقع سيلا جارفا من المساهمات عن الخالد .. ولنقل من هو خالد
    أمه المرحومه الحاجة زينب التيجاني
    مولود في 29-10-1942 بمدينة نيالا حيث كان يعمل والده محاسبا ومراجعا ماليا.
    تلقى تعليمه الاولي هو وشقيقه الراحل طه الكد على يد والدهما بالمنزل وكان يساعد والده الاستاذ محمد بخيت في مدينة واو. لعدم توفر المدارس الكافيه في تلك الفترة. والتحق لفترة بسيطة بمدرسة ابي روف الاولية..درس المرحلة المتوسطة في مدرسة ام درمان الاهليه.
    ودرس المرحلة الثانويه في مدرستي المؤتمر والاهليه ام درمان.
    التحق بالكليه الحربية في الفترة من 1961 وتخرج منها في يناير 1964.
    توفى والده نتيجة حادث مروري يوم تخرجه في 9-1-1964.
    توفيت والدته في 17-10-1965..
    تولى خالد منصب نائب سكرتير نادي الزهرة الامدرماني من 64 الى 1966.
    عمل في سلاح المستجدين وقام بمحاولة انقلابية.لم يكن قد أسند لنفسه أي منصب فيها. وعقب فشل محاولته الانقلابية قال السيد الصادق المهدي في بيانه ( ان ايد اثمة قد امتدت الى الجيش كي تنال من النظام الديمقراطي الذي مهره شعب السودان بدماء ابنائه وشهدائه البررة في أكتوبر 1964. وان قوات الامن قد تمكنت من اجهاض المحاولة واعتقال مدبريها الذين لن يفلتوا من أيدي العدالة..))
    تولى أمر الدفاع عن الخالد في تلك المحكمة الاستاذ الراحل عابدين اسماعيل. وقد حوكم بالسجن لمدة 10 سنوات. قضى منها ثلاث سنوات وأطلق سراحه في مايو 1969 وبعدها أعيد للخدمة العسكرية وسرعان ما تم ابعاده منها ضمن مجموعة أخرى من العسكريين منهم الشهداء بابكر النور وهاشم العطا وفاروق عثمان حمدالله وكان ذلك في 16 نوفمبر 1970.
    أثناء صدور قرار ابعاده كان يعمل في حامية جبيت.
    شارك الخالدفي انقلاب 19 يوليو 1971 وعقب ذلك حنق عليه جعفر نميري وتوعده بالاسم . وقد نجح الخالد في الاختفاء عن أعين الاجهزة الامنيه لعدة أشهر وسلم نفسه بعد فترة من الزمان. وحكم عليه بالسجن لمدة عام.
    عين مديرا لمستشفى الشعب (الخرطوم) في 1973.
    زار بريطانيا للمره الاولى في رفقة صفيه الراحل مولانا محمد ميرغني نقد والذي جاءها مستشفيا.
    في 1975 وعندما حاولت مجموعة من عناصر الامن دخول مستشفى الخرطوم عنوة تصدى لهم خالد ببسالته النادرة فقام بتمزيق بطاقاتهم ومنعهم من الدخول. نتيجة لذلك تم اعتقاله لفترة امتدت حتى 2-12-1975.
    قدم لبريطانيا للتخصص في ادارة المستشفيات عام 1978.
    أمل تعليمه الجامعي في جامعة UNIVERSITY OF ULSTER في أكتوبر1979.
    .
    في عام 1982 نال درجة الماجستير في الاداب عن أعمال جيمس جويس .
    وفي عام 1987 نال درجة الدكتوراه من جامعة ٌ READINGعن دور الافندية في ظل الادارة البريطانية في السودان.
    أحد محرري نشرة التقدمي والتي كانت تصدر ابان حكم السفاح جعفر نميري.
    محرر وناشر مجلة افاق جديدة.
    ونواصل..................

    (عدل بواسطة عبدالوهاب همت on 02-05-2007, 09:12 PM)

                  

02-05-2007, 01:23 PM

حبيب نورة
<aحبيب نورة
تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 18581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الكد .. ( بورتريه ) (Re: عبدالوهاب همت)

    جميل
                  

02-05-2007, 09:27 PM

Amin Mahmoud Zorba
<aAmin Mahmoud Zorba
تاريخ التسجيل: 02-09-2005
مجموع المشاركات: 4578

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الكد .. ( بورتريه ) (Re: حبيب نورة)

    الاعزاء جميعاً
    الاستاذ عماد
    شكراً كثيراً

    لقد تحدثت مع الدكتورة عزة خالد الكد حول هذا البوست سوف احاول أن اساهم من خلالها بالكثير
    وانااثرني اكثر هذا الرجل
    حين رايت فريق الزهرة لكرة القدم حزيناً لموته ذلك اليوم في استاد الخرطوم لا اذكر الفريق الاخر ولكنها كانت لحظة اجلال
    سوف اتابع مع دكتورة عزة واوافكم بالمزيد
    لكم الود حتى نلتقي
                  

02-06-2007, 02:14 PM

Emad Abdulla
<aEmad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الكد .. ( بورتريه ) (Re: Amin Mahmoud Zorba)


    الأستاذة تيسير مصطفى , أرملة الخالد فينا الخاتم عدلان و رفيقته , تفضلت مشكورة و بعثت إليّ بالرسالة البريدية التالية :
    Quote: أستاذ عماد
    وجدت الرثاء أدناه بين أوراقي القديمة وهو بقلم أستاذنا العزيز د. بشرى الفاضل فرأيت أن أمدك به عله يفيدك في مهمتك الجليلة :

    الله يرحم..
    كم في الحزن من عجب
    يا خالد الكد..مهلا ..خالد التعب
    أكلما أنبت السودان دوحته
    صاح الزوءام..قفوا.. اليّ بالخشب
    الله يرحم..
    كم في الموت من عجب
    يا خالد الكد .. مهلا خالد الذهب
    هلا ذكرت ببيت المال أمسية
    أمتعت فيها ومال الجمع من طرب
    أخرج من الصمت فأم درمان صاخبة
    وأنهض من النوم هذا حيها العربي
    يأتيك منه مغن ظامئا ابدا
    ما فضت يا نيل بالافكار والادب
    عرج على ابروف ..
    خلد من محاسنه
    اسما تضج به الاوطان في الكتب .

    بحوزتي ايضا بعض الصور ارسلها فيما بعد نسبة لعطل بالناسخ .
    لك الشكر أستاذة تيسير ..
    و الشكر أجزله لشيخنا الجميل بشرى الفاضل .
    ليتك تظلين معنا في مقام التوثيق للخالد , أعتقد أن لديك الكثير من مخزون عن الرجل , فقد كان رفيق درب الزعيم الخاتم .. سلامٌ عليهما في الخالدين .

    أشكرك كثيراً ..
    تحياتي القلبية للأبناء .
    تقديري و احترامي ..

                  

02-06-2007, 02:35 PM

Emad Abdulla
<aEmad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الكد .. ( بورتريه ) (Re: Emad Abdulla)


    Quote: الاخ عماد عبدالله
    كنا نذهب الى نشاط الجامعة الاهلية لتعليق الجرائد الحائطية فجرا خشية من ان يقوم البعض بتمزقهااذا فعلنا ذلك فى الليل ( اعنى اعضاء الاتجاه الاسلامى فى ذلك الوقت فى نهاية الثمانينات من القرن الماضى ) وكان الدكتور خالد الكد العائد حديثا من بريطانيا يدرس مادة الادب الانجليزى , و يحضر الى الجامعة مع طلوع الفجر , و كان يقول لنا انها عادة اكتسبها من الجيش , كانت تلك اللقاءات الصباحية فى نشاط الجامعة فى الملازمين شيقة جدا اسهمت فى تشكيل وجدانناً و معى العديد من الزملاء من مختلف التيارات السياسية والفكرية , واشتملت على العديد من الموضوعات السياسية والاقتصادية و التاريخية , و بصفة خاصة عن تاريخ امدرمان .
    اضافة الى ذلك كان العديد من الزملاء يحضرون المحاضرات التى كان يلقيها على طلاب قسم اللغة الانجليزية بالجامعة على الرغم من انهم كانوا يدرسون فى تخصصات اخرى .
    سيظل عطاء د. خالد للجامعة الاهلية على الرغم من قصر الفترة وبغض النظر عن الطريقة التى ترك بهاالجامعة ( كما ذكر احد الاخوة ) عطاءً كبيراً يستحق ان تضاء من اجلة الشموع .

    عمر عباس
    أشكرك أخي عمر ..
    ليتك تنقل لنا من تلك الفترة و التجربة مع الخالد , بعض ما تعتقد أنه قد يلقي بالمزيد من الضوء على الجانب الآخر لخالد الأستاذ الجامعي و الأكاديمي و الأديب .
    أشكرك ثانية و في انتظار مساهماتك , و أعتذر عن التأخر في الرد عليك لظروف خاصة .
    مودتي و الإحترام .

                  

02-10-2007, 07:56 AM

Emad Abdulla
<aEmad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الكد .. ( بورتريه ) (Re: Amin Mahmoud Zorba)


    العزيز أمين زوربا ..

    الشكر لك على اهتمامك ..
    و عني و عن كل العابرين من هنا كثير تحايا للدكتورة عزة , نأمل كثيرا في وقوفها معنا لرسم صورة البورتريه الفريد للخالد , و استجلاء الجوانب القصية فيه , كلنا يعلم عن ملامح الرجل الوطن فيما أتيح من مادة موثقة عنه و له , لكن تظل بعيدة في الظل أوجه أخرى كُثُر للخالد الإنسان ..
    و أصدق ما تكون الملامح و هي تصتبغ بتلك الصبغة الإنسانية الحميمة , و أحلى و أنبل ما تكون في إطار دائرتها الألصق و الأضيق : الأب و الزوج و الجار و ود الحلة و الصديق و .. و .. و
    خالد أحاط بكل تلك الدوائر , و في كلها كان هو هو .. و في كل شأنه كان كذلك , شأنه العام لا ينفصم عن الخاص , حقيقيا كان في تعاطيه مع كل زوايا حياته القصيرة كثيفة الصور و متعددتها , و متعادلا كان مع كل ذلك في نسق عجيب , يظل هو خالد في كل حال .. العسكري و المثقف و الأديب و .. و .. و

    شكرا زوربا ..
    و شكرا عزة ..
    رجاءا .. أبقيا قريبين و اشركانا معكما .
    أكون شاكرا أخي أمين لو تمكنت والدكتورة عزة من مراسلتي على :
    [email protected]
    مودتي و احترامي

                  

02-10-2007, 07:26 AM

Emad Abdulla
<aEmad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الكد .. ( بورتريه ) (Re: حبيب نورة)


    العزيز حبيب نورة ..

    شكرا لك يا صاحب ..
    إبق قريبا ..
    هذا الخالد رجلٌ جدير بالبقاء عنده ..


    دمت يا صديقي ..
    تحياتي و الإحترام .

                  

02-10-2007, 07:06 AM

Emad Abdulla
<aEmad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الكد .. ( بورتريه ) (Re: عبدالوهاب همت)


    صاحبنا الجميل ..
    الرفيق همت ..

    تحيات و تحيات ..
    بالله أنظر إلى هذا :
    أحمد ود سليمان , صانع مراكب متقاعد , أب روف .. يقول :
    الزول ده ما تقول ضابط ولا أفندي , ما كان بيتفرز من أولاد البحر الغُبُش , الشواطين المجرمين . يصبّح البحر و يماسيه , سمعت إنه بقى مدير إسبتالية الخرتوم و بعدين سافر برّا , و بقى حاجة كبيرة خلاص . و الله , الله يرحمو كان ما ساكت أقول الكلام ده حلم حلم , ياخي ده زول أغبش تمساح . كان بيحب البجاح ( الهزار ) معاي , مسويني عجوز شديد , ما أرفع كباية الشاي من الواطه لي خشمي إلا يصيح : هوب , هوب , هوبا , يعني يقصد إنو الكباية تقيلة عليّ لأني عجوز , و أقوم عليهو بالعصاية و يقول يا واحد يجري , ما كنت بزعل منو , إنت تعرف نحنا أهلك ناس الساحل ما بنزعل من الولد النجيض الفالح , زول الغمته , و الله كان يجادعني .. الخمسين .. الجنيه , أنا كنت قايلو زول ساكت .. لكن اولادنا ديل غريقين الفيهم ما بتتعرف بالساهل . إنتهى* .
    شهادة غبشاء حارة , في حق رجل ما كان يتقدس إلا و هو بين هؤلاء المهمشين و المسحوقين , ما شغله شاغل عنهم بل ظلت حركاته و سكناته طوال حياته تستدل بهم و تسترشد , و لهم ركب هول الوقوف في وجه الطاغوت الذي يعتصر حلمهم , و لهم وقف حياته نذرا حتى يستقيم أمرهم مأكلاً و مشرباً و ملبسا و صحة و تعليما و حرية و ديمقراطية و أمانا في وطن يستحقون و غدٌ جدير بهم .

    خالد ..
    ود حسين الكد
    ود حجة زينب ..
    سلام عليك يا سيدي .
    ـــــــــــ
    * كتابات سودانية - العدد 24 . ص 57 / يونيو 2003
                  

02-06-2007, 08:13 PM

عبدالوهاب همت
<aعبدالوهاب همت
تاريخ التسجيل: 12-27-2002
مجموع المشاركات: 851

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الكد .. ( بورتريه ) (Re: Emad Abdulla)

    عمدة
    معذرة للانقطاعة وعن الخالد نواصل
    هو أحد مؤسسي المنظمة السودانية لحقوق الانسان.
    تزوج للمرة الاولى من فاطمة سالم وأنجب منها عزة وهي طبيبة الان مقيمة في استراليا.
    عاد للسودان بعد انتفاضة مارس أبريل 1985 وعمل في الجامعة الاهلية وجامعة الخرطوم وكلية الاحفاد الجامعية.
    تعرض للاعتقال بعد 4 أيام من انقلاب الجبهة الاسلامية وبقي في المعتقل حتى 1991.
    تزوج من الايرلندية بيرناديت في عام 1980 وأنجب منها سارة في فبراير 1981 .. وريم المولودة في سبتمبر 1986.
    لديه شقيق واحد هو المرحوم طه الكد الذي توفى في 2-12-1977.
    له ثلاثة شقيقات بتول وصفية وملكة.
                  

02-06-2007, 08:28 PM

عبدالوهاب همت
<aعبدالوهاب همت
تاريخ التسجيل: 12-27-2002
مجموع المشاركات: 851

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الكد .. ( بورتريه ) (Re: Emad Abdulla)

    وهكذا رثاه احمد الفرجوني
    أأمدرمان صبرا وبكاء
    أتاك شهيد لوعته المشوق
    أتاك وقد تقطر فيك حبا
    أينهض من مفاتنك الحريق
    خذي ضمى غلاما مات برا
    وقولي أن خالدي الشموق
                  

02-06-2007, 09:39 PM

عبدالوهاب همت
<aعبدالوهاب همت
تاريخ التسجيل: 12-27-2002
مجموع المشاركات: 851

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الكد .. ( بورتريه ) (Re: Emad Abdulla)

    الاستاذ الكبير والشاعر صديق مدثر رثى الخالد قائلا
    تحت عنوان النجم الذي هوى
    سمى خالد بالفكر يصدر عن أب
    ثقافته أهدت شعاعا من الضرم
    بكيت علي عثمان عند رحيله
    وعثمان بدر قد تأجج في الظلم
    أفاض علينا شعلة في ضيائه
    ولاح لنا وعدا يبشر بالقيم
    وخلنابأنا بالغون به الذرى
    فودعنا قسرا وفي يده القلم
    وودعت (طاها) وهو روح مخلق
    وجوهرة أخفت ضياها يد العدم
    ثلاثتهم ولوا وفينا خصاصة
    مطلعهم والليل أغلظ واحتدم
    وداعي لطاها لم ابلغ خالدا
    واودعته صدرا باهاتنا ازدحم
    وكنت أمني النفس عند لقائه
    ببوح ينجيني ويذهب للسقم
    فيا حسرتي لما علمت بأنه
    على دربه ولى وسارت به القدم
    فمن مثله يعطي القوافي رنينها
    ويكسبها بعدا يجل عن الفهم
    ومن مثله قد عز فينا مثليه
    ذكاء كضؤ الشمس يشعل للهمم
    وداعا صديقي فالحياة رواية
    ودورك فيها قد تفرد كالعلم
    وأشهد أني مذ عرفتك يافعا
    عرفت اباء قد تحصن بالشيم
    حملت هواء السودان عفا مخلصا
    ولم تشك يومامالقيت من الالم
    عزائي لامدرمان صعب مراده
    فأبروف دمع قد تحدر مثل دم
    فتاه الذي أعلى منابر فكره
    وأوسعه حبا وأطربه نغم
    ترجل كرها حين حم قضاؤه
    وفي صدره الاشواق تقذف بالحمم
                  

02-22-2007, 10:50 AM

Emad Abdulla
<aEmad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الكد .. ( بورتريه ) (Re: عبدالوهاب همت)


    Quote: عودة لخالد بعد غياب .

    حدثني خاتم بانه كان مدخنا شرها يشعل السيجارة برفيقتها . وكذلك كان حال صديقه العزيز خالد . إثر أزمة صحية تعرض لها خالد حذره الطبيب من التدخين وأوصاه بالاقلاع فورا لما يشكله من خطورة حقيقية على قلبه ، خاصة وان علة القلب هذه أودت بحياة شقيقه طه وهو في عنفوان شبابه . وكعادة متأصلة في معشر السودانيين في التهاون بتحذيرات الاطباء فيما يخص التدخين ، أدرك الخاتم وقتها أن خالدا يحتاجه أكثر من ناصحا , وان الامر يتطلب مساندة حقيقية .. فكان القرار _ والاشبه بالمستحيل وقتها _ أن قذف خاتم بسيجارته بعيدا بلا تردد .
    ربما يبدو هذا فعلا عاديا للبعض ، لكن لمن عرف ماذا كانت تعني السيجارة للخاتم وقتها ، وكيف كانت سحائب الدخان تتراقص أمام عينيه تغازله مطاردة ليلا نهارا ، لادرك أنها كانت معركة حقيقية لا يخوضها الا الصديق الذي يعي معنى الصداقة الحقة .
    مثل هذه الاشياء على بساطتها تخطر على البال وتثير الشجون وقد اعود بمثلها كان الله هون .
    وكما قال خاتم ناعيا صديقه " كان حبه نوعا من الفيض الذي يشبه مسرى النيل " وها قد رحل الناعي لاحقا بالمنعي ، لكليهما الف رحمة ونور .

    تيسير
    الأستاذة تيسير .
    صباحٌ ودود ..
    و كثير مودة و احترام ..

    فتحت إيميلك هذا الصباح ..
    طالعني الخاتم و الخالد و الزمان الذي جمعهما كعقدٍ من ألماستين ..
    إلتمعتا و شفتا و أضاءتا نورا و بهرة و سطوعا ما زلنا نستلهمه و نسترشد ..
    رجلان ما انفرط ما بينهما , إنفرطنا نحن منهما ( و كأن الوطن تنقصه الرزايا حتى نُمتحن كلما قلنا : يا بر إنا لواصلوك ) .

    : ( لم أعرف رجلاً في طهر الخاتم ) هكذا قال أستاذنا جعفر عباس .
    : ( لم أعرف رجلا في نُبل خالد ) قال الصديق عبدالرحمن نجدي ..
    و أنا .. لم أعرف لؤما للزمان أقسى من غيابهما و نحنُ بعد زُغب ..
    غابا .. و جارحات الطير و الأهواء تنوش الوطن .

    لك الله يا سيدتي ..
    كيف تحملين جبل الذكريات من أقصى الخاتم لأقصى الخالد ؟؟

    تحياتي و احترامي .

                  

02-22-2007, 12:50 PM

nadus2000
<anadus2000
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 4756

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الكد .. ( بورتريه ) (Re: Emad Abdulla)

    الصديق والعمدة

    في طفولتي كنت كثيراً ما أداري الدمعة بالصنقيعة، وحين تغالبني وتغلبني أطلق لها العنان...وكان الموت عندي حادث يخص آخرين، والحزن يخصني، إلا أن طرق الموت بابنا وأخذ شقيقي (محمد)، والذي برحيله انصهر الموت والحزن وذاتي، فكان المزيج الذي تحصنت به ضد الحزن والبكاء، أو هكذا كنت أظن....إلى أن جاء الخبر الفاجعة برحيل الشهيد خالد الكد، الذي كنت بدأت أتعرف عليه من خلال كتابته بجريدة الخرطوم "القاهرية" وهذه مفارقة أخرى ليس هذا مكان الحديث عنها، فأصبحت أتعرف على هذا الأمدرماني، ومن خلال نثره المبدع الثري تعرفت على أم درمان وأحببت خريطتها الوجدانية التي كان يفردها على صفحة "الخرطوم" وهي مفارقة ثانية، هذا مع العلم بأنني اقليمي وكنت أرى في اعتزاز أولاد أم درمان بأمهم، ذنب يستحق الرجم بقولة "كرهتونا أم درمان"، ولكنني أحببت أم درمان خالد الكد، وأحببته، ولم تجدي الصنقيعة شيئاً، فسالت دمعتي إعلانا ببدأ سيل من الدموع، تواصل ...تواصل...تواصل ولم يتوقف.

    نبتهل إلى الله العلي القدير أن يرحمه.


    وشكرا لكل الذين أتوا بألوانهم وريشتهم لتكملة هذا البروفايل.
                  

03-10-2007, 00:19 AM

Emad Abdulla
<aEmad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الكد .. ( بورتريه ) (Re: nadus2000)



    هكذا كانا :
    الخاتم و الخالد ..
    و رحلا معا .. هكذا .


                  

03-10-2007, 00:23 AM

Emad Abdulla
<aEmad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الكد .. ( بورتريه ) (Re: Emad Abdulla)



    خالد و ابنته ..
    الخاتم و إبنه ..

    يا سيديَّ ..
    سلامٌ عليكما ..


                  

03-10-2007, 00:48 AM

Emad Abdulla
<aEmad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الكد .. ( بورتريه ) (Re: nadus2000)



    نادوس يا صديقي ..

    جزازة عشب الروح هو الحزن ..
    ليس من أصدق منه و أعتى في النفس ..
    و يبقى طويلاً حتى نألفه و يأتلف إلينا ..
    لكنه حنظلٌ يلغي طعوم ما تتذوق من بهار الحياة من بعده .

    لم أكن منظما حين رحل الرجلان ..
    و حمدت الله أنني ما اقتربت كثيرا من شمسيهما ..
    و إلا لكان برد الروح الآن جليد في غيابهما .

    هذه الأمدرمان عجيبة يا صاحب ..
    ولاّدةٌ كأن رحمها يخصبه الحزن و الوجع ..
    و الحلم و الفرح و الآمال الجبال ..
    ما توجعت ولا ضحكت إلا لتحبل بالرجال النسور .

    خالدٌ ما عشق شيء كمثل عشقه لها .. محبوبته هذى العروس .
    أظن الخليل عناه حين قال :
    ( من علايل أب روف للمغالق ) ..
    و بقي يقدل يا مولاي .. حافي حالق .. من صبوة و جذب العشق ..
    يتقدس في ترابها كما الناسك ..
    و ....

    سلام عليك يا صاحبي .

                  

03-10-2007, 01:21 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خالد الكد .. ( بورتريه ) (Re: Emad Abdulla)

    يا عماد ايها الجميل صباح الاشراق صباح خال من الحزن الذى يغسلنا كلما عبرت ذكرى هؤلاء الشوامخ، هكذا كان خالد الكد شامخا، عاليا علو السماء ، كان ذاك العام الاخير الذى شهدناه فيه فى القاهرة لم اعد بذاكرة مرتبة كما عهدت نفسى ، لكنه كتب مقالا لصحيفة الاتحادى ، علق على حديث كنت كتبته عن عمر الطيب الدوش الذى لم يكن يمشى فى جنازة المطر كان ذلك عنوان المقال ، وتحدث خالد عن الدوش الذى كان يعرف (حكى لى صديقه عبد الواحد كمبال، كيف ان خالد تزوج من تلك الجميلة فاطمة وكيف ان الدوش كان قد سجل اغنية الساقيه واهبا ريع عائدها لخالد كيما يكمل زواجه وان عبدالواحد نفسه قد باع سيارته لاجل نفس تلك المناسبة )ثم ان خالدا كلمنى ليلة وصوله للقاهرة وكان ينزل فى بيت محمد محمد خير وانه يرجونى ان احضر فى تلك الساعة من الليل لكنى قلت له : صباحاتو بيض ونتلاقى باكر فى الجريدة ، وكانت العاشرة صباحا حين دخل علينا خالد الكد بصخبه وحيويته حدثناعن امدرمان كعادته تلك المدينة التى يعرف كل مخابئها ومداخلها ، لكنه كان على غير العادة يتحدث عن الموت ، وكيف انه فى ليلة وفاة شقيقه طه كان قد كتب قصيدة وتلاها على كمال الجزولى فى التلفون وان كمال الجزولى قال له :يا خالد طه ما مات ، قال : وحين اعدت السماعة الى موقعها كان رنين التلفون يصل الى السماء ، رفعت السماعة فاذا بمن يقول لى من الطرف الاخر ان طه قد رحل الى الابد ، فى ذات المقال الاخير كان قد كتب عن زيارة له لمنزل ابن احمد شرفى الذى كان موجودا حينها فى القاهرة وخاطبه بقوله :قلنا لابن صاحب المقابر ان يمهلنا قليلا ، وماهى الا ايام حتى كان ان مضى خالد،ذلكم الشفيف، كان يوصلنى من اتحاد الكتاب الى البيت كلما تلاقينا وكلما وصل الى البيت الح ان يستلمنى والدى ، كان يقول له: يا الشيخ اخوى دى امانتك ويقبل يدى ويمضى نتواعد امام والدى عليهما الرحمة ونلتقى على حروف المساء غالبا فى اتحاد الكتاب نشرب الشاى مخلوطا بحكايا خالد ولطفه وحبه للحياة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de