دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
مأساة تتشكل .. ومحنة تتناسل !!!
|
انها ثورة .. ثورة الايام تستدعيها.. وتطرق على بابها بقوة وعنف !!!.. ففي مثل هذا اليوم قبل أكثر من أربعين عاما ( 21/10/1964م ) خرجت جموع الشعب السوداني عن بكرة أبيها لتقتحم المجهول في ملحمة ثورية رائعة ضد الحكم العسكري للفريق أبراهيم عبود .. وهي الملحمة التي أنطلقت شرارتها الاولى من جامعة الخرطوم ـ منارة العلم وقلعة الصمود والتحدي ـ فكان دم الطالب الشهيد الخالد أحمد القرشي بمثابة الزيت الذي صب على النار ليشعل الشارع السوداني وتخرج مواكبه الهادرة كالرعود تنادي بالحرية والانعتاق من الديكتاتورية ونزوة العسكر .. فكان لها ما أرادت .. وهوى نظام الفريق عبود . ثم جاءت حكومة سر الختم الخليفة .. وهي حكومة مدنية ولدت من رحم السنين .. فأتت بابناء حملوا راياتها وتصدوا للمسؤولية في اباء وكبرياء محملين بآمال وطن وطموحات شعب طالما هزه شوق عارم للحرية والعيش في سلام وكرامة وديمقراطية وتراحم وتواد مع أهل داره وجيرانه شرقا وغربا وشمالا وجنوبا .
ورغم الاخفاقات التي صاحبت مسيرة تلك الثورة الشعبية النادرة والتي قادت ـ لاحقا ـ الى حدوث انقلاب عسكري آخر بقيادة العقيد ـ آنذلك ـ جعفر نميري يوم 25/5/1969م .. الا أن ثورة 21 أكتوبر شكلت منارة حية في ردهات التجارب الديمقراطية التي مر بها السودان منذ استقلاله في الفاتح من يناير عام 1956م .. بل كانت بمثابة منعطف تاريخي هام سيظل يسجله كل من يكتب عن تاريخ السودان الحديث باخفاقاته ومنجزاته .
تأتي ذكرى هذه الثورة الفتية والسودان يترنح أمام تحديات خطيرة أقلها أن يكون أو لايكون فضلا عن اخفاق أبنائه في التوصل الى حل يحفظ له تاريخه ووحدة ترابه ووفاق أهله وأمنهم واستقرارهم.
كما تأتي ذكرى ثورة 21 أكتوبر العملاقة اليوم وسط متغيرات دولية واقليمية متشابكة ومتداخلة الاهداف والغايات ومتشعبة المرامي والمآلات .. والسودان نفسه يواجه مخاطر بلا حدود .. وهي مخاطر عجز أبناؤه عن مواجهتها أو التعامل معها من منطلق الحرص على كيانه و البعد عن مصالحهم الفئوية والحزبية الضيقة .. فضلا عن خلافات تنخر في بناء المجموعة الحاكمة التى وجدت نفسها في ورطة ذات بعد عالمي عميق كانت أزمة دارفور أحد اوجه تجلياتها المأساوية وجواز المرور الذي منحه أبناء السودان لتدخل دولي يتنامى يوما بعد يوم .
تمر ذكرى أكتوبر الشعبية العملاقة وشعب السودان مغيب تماما عما يجري بشأن بلده ومصيره ومستقبل كيانه .. لا بل أن المجموعة الحاكمة بأمرها في الخرطوم باسم الاسلام تكابر وتزداد صلفا وعنادا يوما بعد يوم دون أن تقر صراحة بعجزها البين وفشل ( مشروعها الحضاري المزعوم !!!) وبعثرة نسيج ( ثوابتهاالمهلهلة !!! ) التي كانت تنادي بالعض عليها بالنواجز وعدم التفريط فيها حتى لو ادي ذلك الى خوض حرب مع كل دول الجوار او حتى مواجهة الشيطان الأكبرالولايات المتحدة الأميركية نفسها !!!. الا أنها تخوض اليوم حروبا متعددة الاوجه والأمكنة : حيث الجنوب الذي لم يلتئم جراحه بعد .. والغرب الملتهب انسانيا وفوضى .. والشرق التي لا تزال تكتنفه أوضاعه الضبابية والتوهان !!!.. وفي الشمال تذمر تزداد حدة نبراته وترتفع اصواته منادية بالعدالة والمساواة كما هو ا لحال لاهلنا في العديد من أقاليم السودان المختلفة .. وهي أقاليم تشكل ـ في مجملها ـ قارة مترامية الاطراف .
وقد صدق أحد الساسة السودانيين المرموقين حين قال يوما لو كانت الشعوب تمنح بقدر تضحياتها .. لأستحق الشعب السوداني الفردوس جزاءا ) .. فهو بحق واحد من شعوب الأرض القليلة التي لم تقطف ثمار استقلالهاطيلة سنين كفاحها .. ولم تنعم باستقرار قط .. وانما تقاذفتها أعاصير استعمار من نوع آخر .. ففيما نعمت نحو أثني عشر عاما فقط من سني استقلالها بالحكم الديمقراطي .. فأن ليل العسكر الدامس قد أرخى سدوله عليها ثمانية وثلاثين عاما .. الا أن أسوأها ـ برأي الكثيرين من أبنائها ـ على الاطلاق هو نظام الحكم الحالي !!! وهو الذي أدى الى تشريد الملايين الى خارج حدود الوطن و تزايد حدة معاناة من بقوا بداخله..
وطيلة سني استقلاله ( منذ يناير العام ستة وخمسين وتسعمائة وألف) لم ترحل عن هذا السودان مظاهر التفرق والتشرذم والاقتتال والاحتراب بين ابنائه . بل أن منهم من ظل طيلة تلك السنوات لاعبا أساسيا في ساحته السياسية رغم فشله في المساهمة الفعلية للأخذ بيد هذا الوطن المنكوب بأهله والخروج به من مأزق الفرقة والضياع الى مرافئ الوحدة والسلام والأمان والتصالح بين كافة الطوائف والمجموعات التي تعيش على أرضه.
والمتصفح ـ بتأن وتؤدة ـ لملف الفواجع التي لحقت بهذا السودان يجد نفسه أمام تراجيديا مبكية مضحكة ,, حيث أن كل تلك المحن ـ والتي لا تزال تتناسل يوما بعد يوم ـ هي بأيدي أبنائه وحدهم لا بايدي سواهم !!!. وتلك أحد أوجه المفارقات في الساحة السياسية السودانية ... كما أن ساسة هذا البلد المنكوب لم يأخذوا العبرة من غيرهم ولم يستقيظوا من غيبوبة أيامهم الاولى .. ولم يستوعبوا الدرس او يفيقوا على مستجدات عالم اليوم الذي أضحى قرية كونية صغيرة لا مجال فيه للخصوصيات فيما يتعلق بحقوق الانسان والديمقراطيةوحريات الشعوب .
كما أن الحديث عن ذكرى ثورة 21 أكتوبر السودانية الشعبية ـ والتي تعد الاولى من نوعها ولعلها الفريدة في عالمنا العربي ـ يستدعي كل التاريخ ليقف شاهدا على ما يجري اليوم في السودان ,, حيث وطن يترنح .. وشعب يتفرج .. وحكومة تمزقها صراعاتها الداخلية .. ومعارضة عجزت عن أقناع الشارع فآثرت التنقل بين الفنادق والمنتجعات خارج حدود الوطن لسنوات ومن ثم عادت اليوم لتصبح الجزء المكمل لحلقات المأساة الجهنمية التي تمسك بخيوطها كلها الجبهة الاسلامية التي لا يزال أهلها يبحثون لهم عن مشروعية حقيقية عجزوا عن تحقيقها حتى اليوم!!! فجاءتهم شلة من معارضة منكوبة أصلا تبحث لها- أضناها هي الأخرى - البحث عن موطئ قدم في معركة يدور رحاها من أجعل الوصول الى كرسي الحكم ولو على أشلاء وطن ممزق !!!!! .
أنها مأساة تتشكل .. ومحنة تتناسل .. وطامة كبرى تنتظر هذا الوطن الجريح في مقبل الأيام . فالسودان أمام اختبار صعب وامتحان عسير : فأما أن يكون أو لايكون.. بصرف النظر عن من يحكمه او كيف سيحكمه.
ولكن تظل الحلول معلقة في الهواء والمآلات متأرجحة .. وضباب كثيف يلف سماء مستقبل وطن بحجم قارة وشعب بحجم أمة .. وهو ما عجز الساسة هناك عن استيعابه او العمل على تداركه ..
وتبقى الحقيقة التي لا مناص من البحث عن الوصول اليها والتعامل معها بوعي وتعقل وهي أن الحل لن يكون الا بيد أبناء السودان أنفسهم .. وعليهم التحرك بهذا الاتجاه قبل فوات الاوان وأنتظار حلول معلبةمن الخارج .. والا فلنبحث لنا جميعا عن وطن آخر يؤوينا !!!!!!!!..
انها مأساة وطن يا سادتي ..
خضر عطا المنان [email protected]
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مأساة تتشكل .. ومحنة تتناسل !!! (Re: خضر عطا المنان)
|
صديقي الجميل الفنان والشاعر والصحافي خضر عطاالمنان
كل العام وانت والوطن بخير
ومن غيرك يا عزيزي ايها الوفي يخرج هذا الكلم الدرر وهذا التحليل الموضوعي الرصين العميق حول ثورتنا الكبرى اكتوبرووحدك تتذكر بيننا اكتوبر.. وتمجدها وتحييها واحييك ايضا ايها النبيل لان امثالكم دومااوجدها الخالق لتغرسوا فينا الامل بعد موات.... وترسموا الفرح..في كل الاوقات..عشت ايها الجميل وكل اكتوبر وانت والشعب السوداني بخير.
هباني
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مأساة تتشكل .. ومحنة تتناسل !!! (Re: خضر عطا المنان)
|
شــكرا مني..علي الحقيقة
وفعلا..
الجبهجي الكضاب ال للحقوق نهــاب
أوع تقول شرع الله سميهاشريعة الغاب
********************
في اي كتاب مكتوب الشعب يعيش مغلوب حق الكلام مسلوب بالحقد شحنت قلوب
شهيتنا في اللالوب
******************** في دولة الأرزال الدين بقي إذلال المر بتقولوا ذلال وإتلموا الككو غزال ******************** الجبهجي النسناس الدين كرامة الناس الدين للعدل أساس الدين للعاري لباس ما قطع اليد والراس
******************** يا حاقد يا مهووس عملت الدين جــاسوس لكرامة الشعب يدوس حتــاخد يا منحوس من شعبنا أقصي دروس ********************
الجبهجي الكضاب ال للحقوق نهــاب
أوع تقول شرع الله سميهاشريعة الغاب
أوع تقول شرع الله سميهاشريعة الغاب
أوع تقول شرع الله سميهاشريعة الغاب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مأساة تتشكل .. ومحنة تتناسل !!! (Re: Mustafa Mahmoud)
|
أستاذي وأخي الأستاذ/ خضر عطا المنان.
لك تحية الاعتزاز والود والمحبة والتقدير لما خطه يراعك من جواهر الكلم الصادقات التي أعادت لأذهاننا ذكرى سمو هدف (اكتوبر) الأخضر.. وحقا قلت حينما توصلت لأن حل مشاكل السودان في يد أبنائه وحدهم، وأن الحلول المعلبة المستوردة هي بركان خامد، لا نعلم متى ينشط ليدمر ويحرق الســـودان.
سلمت يمناك أستاذي، ودمت رائعا وعملاقا صحفيا وأديبا.
ودمتـــم.......
د.محمد الطاهر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مأساة تتشكل .. ومحنة تتناسل !!! (Re: د.محمد الطاهر)
|
تصبحون على وطن
عندما يذهب الشهداء إلى النوم أصحو وأحرسهم من هواة الرثاء وأقول لهم تصبحون على وطن من سحاب ومن شجر من سراب وماء أهنئهم بالسلامة من حادث المستحيل ومن قيمة المذبح الفائضة وأسرق وقتاً لكي يسرقوني من الوقت هل كلنا شهداء؟ وأهمس يا أصدقائي اتركوا حائطا واحدا، لحبال الغسيل اتركوا ليلة للغناء، أعلق أسماءكم أين شئتم فناموا قليلا وناموا على سلّم الكرمة الحامضة لأحرس أحلامكم من خناجر حرّاسكم وانقلاب الكتاب على الأنبياء وكونوا نشيد الذي لا نشيد له عندما تذهبون إلى النوم هذا المساء، أقول لكم تصبحون على وطن من سحاب ومن شجر حملوه على فرس راكضة، وأهمس يا أصدقائي لن تصبحوا مثلنا حبل مشنقة غامضة.
محمود درويش
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مأساة تتشكل .. ومحنة تتناسل !!! (Re: د.محمد الطاهر)
|
الفاضلان الكريمان :
دكتور مصطفى محمود
دكتور محمد الطاهر
تحياتي وانحناءاتي لكما معا ولمروركما البهي من هنا ..
مع صالح دعواتي للوطن بالمعافاة الدائمة والعودة لحظيرة الأمن
والسلام والاستفرار .. ورد الله غربة كل سوداني غاب مقهورا وفضل
زمهرير المنافي على دفء الوطن المختطف منذ سنين !!!!..
خضرعطاالمنان [email protected]
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مأساة تتشكل .. ومحنة تتناسل !!! (Re: خضر عطا المنان)
|
شــكرا مني..علي الحقيقة
وفعلا..
الجبهجي الكضاب ال للحقوق نهــاب
أوع تقول شرع الله سميهاشريعة الغاب
********************
في اي كتاب مكتوب الشعب يعيش مغلوب حق الكلام مسلوب بالحقد شحنت قلوب
شهيتنا في اللالوب
******************** في دولة الأرزال الدين بقي إذلال المر بتقولوا ذلال وإتلموا الككو غزال ******************** الجبهجي النسناس الدين كرامة الناس الدين للعدل أساس الدين للعاري لباس ما قطع اليد والراس
******************** يا حاقد يا مهووس عملت الدين جــاسوس لكرامة الشعب يدوس حتــاخد يا منحوس من شعبنا أقصي دروس ********************
الجبهجي الكضاب ال للحقوق نهــاب
أوع تقول شرع الله سميهاشريعة الغاب
أوع تقول شرع الله سميهاشريعة الغاب
أوع تقول شرع الله سميهاشريعة الغاب
| |
|
|
|
|
|
|
|