آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 07:06 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عدلان أحمد عبدالعزيز( عدلان أحمد عبدالعزيز)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-16-2008, 01:56 PM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان




    بسم الله الرحمن الرحيم

    قال تعالى (ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون .)

    صدق الله العظيم

    شكر وتقدير وإمتنا ن
    أصدقاء و أسرة البروفسير محمد سعيد القدال


    آل القدال وأصهارهم وآل باعبود وأصهارهم


    آل أرباب وآل عثمان مكى وآل قمر الأنبياء

    يتقدمون بأسمى آيات الشكر والعرفان لمواساتهم فى فقيد الأسرة

    البروفسير/ محمد سعيد القدال

    الذى انتقل الى جوار ربه يوم الاحد 6-1-2008 الموافق 28 ذو الحجة 1428. ويخصون بالشكر الذين شيعوا الجثمان إلى مثواه الأخير والذين حضروا أيام المأتم والذين هاتفوا معزين والشكر موصول للسيد مدير جامعة الخرطوم البروفسير محمد أحمد على الشيخ وجميع زملاء الفقيد بجامعه الخرطوم أساتذه وطلاب وعاملين ونخص بالشكر زملاء الفقيد بقسم التاريخ و البروفسير يوسف فضل وأسرة معهد الدراسات الأفريقيه والأسيويه وأسرة إتحاد الكتاب السودانيين كما نشكر أسرة معهد الأمراض المستوطنة جامعة الخرطوم وأسرة البنك السودانى الفرنسى وبنك الخرطوم وأسرة مجموعة نيوتك الهندسية وأسرة أميفارما للأدوية والتشكيليين السودانيين والهيئة النقابية لأساتذة جامعة الخرطوم ممثلة فى الدكتور بابكر محمد الحسن، كما نشكرالحزب الشيوعى السودانى ممثلا فى السيد محمد أبراهيم نقد السكرتير العام للحزب الشيوعى السودانى و اعضاء الحزب ووفود الحزب من مدنى وكسلا والحصاحيصا وجميع أنحاء البلاد المختلفة، كما نشكر جميع القوى السياسية ممثلة فى قادتها ووفودها التى شاركتنا أيام العزاء، كما نشكر كيان الأنصار، والشكر للسيد على دقلل ناظرعموم البنى عامر والسيد محمود موسى والي كسلا السابق والشكر للسيد سفير الجمهورية اليمنية بالسودان وجميع العاملين بالسفارة والطلاب اليمنيين بالدراسات العليا بجامعة الخرطوم والشكر موصول للسيد صالح باصرة وزير التعليم العالى بالجمهورية اليمنية والمدير السابق لجامعة عدن والشكر للدكتور مبارك حسن خليفة وزملاء الفقيد بجامعة عدن، والشكر للبروفسير أوفى بجامعه بيرغن والبروفسير يوشيكو كوريتا بجامعة شيبا ـ اليابان الذين أبرقوا معزين، وعموم الاهل والأصدقاء والمعارف بالمملكة المتحدة والولايات المتحدة الامريكية والمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية ودولة الإمارات العربية المتحدة، ودولة قطر وماليزيا وجنوب افريقيا وجمهورية اليمن ونخص بالشكر التحالف الديمقراطي، الجالية السودانية، منظمة المراة السودانية الامريكية بمنطقة واشنطن الكبرى والحزب الاتحادي الديمقراطي بالولايات المتحدة الامريكية والحزب الشيوعي السوداني بالمملكة المتحدة، كما نشكر موقع سودانيز اون لاين وموقع درب الانتفاضة، وموقع سودان للجميع، وموقع سودانيات. كما نشكر كل الصحف التى نعت الفقيد وعددت مآثره ونخص بالشكر كل الأقلام التى سودت صفحات الصحف السودانية والعربية بالكتابة عن شمائل الفقيد والشكر موصول للسيد الصادق المهدى رئيس حزب الامة القومي لنعيه للفقيد وتثمين دوره فى التوثيق للثورة المهدية وتاريخ السودان الحديث.
    كما نشكر الأهل والمعارف بأقاليم السودان المختلفة الخرطوم، كسلا، سنجة، بورتسودان، سنار، القضارف ومدنى وجميع الجيران بالجريف غرب الحارة الأولى وبري المحس والرياض وأسرة جمعية شرق الرياض والخرطوم 3 والشعبية والثورة والمهندسين واهالى العيلفون والسجانة والباسا وأوسلي.


    "ياأيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي"
    صدق الله العظيم

    (عدل بواسطة عدلان أحمد عبدالعزيز on 02-16-2008, 08:30 PM)

                  

02-16-2008, 02:00 PM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    .

    الشكر موصول لأسرة سودانيزأونلاين، وخاصةً:

    هشام المجمر
    Mustafa Mahmoud
    عبدالله شمس الدين مصطفى
    عبد الخالق عابد
    ادريس خليفة علم الهدي
    Saifeldin Gibreel
    الجندرية )أماني عبدالجليل)
    طارق اسماعيل
    محمد عبداللطيف
    إسماعيل التاج
    Tumadir (تماضر شيخ الدين)
    elsharief (متولي الشريف)
    Omer Hummeida
    Emad Abdulla
    wadalzain (طه الزين)
    محمد على طه الملك
    Bushra Elfadil
    jini
    Elawad Eltayeb
    serenader (الخاتم محمد المهدي)
    Elmosley (يوسف عثمان محمد بلال)
    زياد جعفر عبدالله
    SILVER MOON
    Deng (جورج بوك)
    abdelwahab hijazi
    مدثر محمد ادم
    معتصم ود الجمام (معتصم سيد احمد)
    حاتم هاشم
    سمندلاوى (ابوبكر احمد مصطفى)
    amir jabir
    بدر الدين الأمير
    Tragie Mustafa
    haider osman
    عزالدين محمد عثمان
    خضر حسين خليل
    wesamm (محمد محمود)
    اسعد الريفى
    Sabri Elshareef
    Elmoiz Abunura
    ابراهيم على ابراهيم المحامى
    Omer Abdalla
    Dr Salah Al Bander
    د.أحمد الحسين
    esam gabralla
    ibrahim kojan
    احمد الامين احمد
    Mannan (نورالدين منان واسماء محمد عبدالحفيظ)
    Imad Khalifa
    Abubakr Osman
    Raja (رجاء العباسي)
    تراث (عثمان محمد أحمد عمر)
    بكرى ابوبكر
    جعفر عبد المطلب
    ABDELMAGID ABDELMAGID
    ahmed haneen
    Mohamed Abdelgaleel
    mahdy alamin
    Abdul Monim Khaleefa
    بله محمد الفاضل
    democracy
    Kostawi
    salma subhi
    NEWSUDANI
    mekki
    peace builder (جمال كرار)
    Rawia (راوية العباسي)


    وائل طه محى الدين
    Adrob wad Elkhatib
    خالد علي محجوب المنسي
    emad altaib
    Sidig Rahama Elnour
    محمد مكى محمد
    هضيبي علي سعيد
    Abdel Aati
    Samer Osman
    عاطف عمر
    Mohammed Haroun
    محمد سنى دفع الله
    Adil Osman
    هاشم أحمد خلف الله
    احمد حامد صالح
    لمياء الجيلى
    Dr. Abdalla Siddig
    Ishraga Mustafa
    زهرة حيدر ادريس
    ناذر محمد الخليفة
    انعام حيمورة
    tariq
    Muna Khugali
    سلمى الشيخ سلامة
    bent-elassied
    خالد حاكم
    abdelkhalig elgamri
    Atif Makkawi
    معتصم دفع الله
    kamalabas
    abubakr (أبوبكر سيدأحمد)
    رامي يوسف الصديق
    abubakr salih
    بلدى يا حبوب
    Waeil Elsayid Awad
    Ahmed Abdallah
    Yasir Elsharif
    البحيراوي
    نجوان
    essam&amal
    جمال السنوسي
    BAKTASH
    فيصل محمد خليل
    عبد العظيم احمد
    الفاتح يسن
    ahmed khidir
    nada ali (ندى مصطفى و خالد كودى)
    الشفيع عوض شوشتا
    Osman Musa
    عبد الواحد أبراهيم
    نادر الفضلى
    bent awad el kareem
    الطيب شيقوق
    khalid kamtoor
    Agab Alfaya (عبدالمنعم عجب الفيا)
    طارق أحمد أبوبكر
    Mohamed fageer
    محمد الجزولي
    Al-Shaygi
    صديق عبد الهادي/ كوثر عثمان.
    ايمن السر تابر
    altahir_2 (ضياء ميرغنى)
    Nasr
    أمين الرشيد نايل
    حافظ محمد عثمان وردى
    عبدالغفار محمد سعيد
    khalid elwasila
    omergoda
    هشام مدنى
    Adam Omer
    waw (سيف الدين عوض محجوب)
    Haydar Badawi Sadig
    ABU QUSAI
    omar ali
    Adil Isaac
    mohamed karib
    HAYDER GASIM
    محسن خالد
    ماضي ابو العزائم
    طلعت الطيب
    Ahmed Abushouk
    Abomihyar (أسامة عبدالجليل محمد)
    بكري الصايغ
    khatab (خطاب حسن أحمد)
    ELTOM (جمال الدين بلال)
    Salwa Seyam
    wd al geran
    عبدالمجيد صالح
    Murtada Gafar
    بابكر التوم
    خالد العبيد
    ابنوس (يوسف ابراهيم عزت الماهري)
    السمندل (نزار عثمان)
    د.فاروق ابوكساوي
    أحمد طراوه
    elsawi (الصاوي حامد)
    طلال عفيفي
    malamih (نجيلة والأسرة)
    Alsa7afa_30
    محمد حيدر
    Asskouri (علي عسكوري)
    مجاهد عبدالله
    عبدالله الشقليني
    رقية وراق
    عمر ادريس محمد
    abdulhalim altilib
    شوقي مهدي مصطفي
    osama dahab
    Sabah Hussein


    Mohamed Omer
    اسامة جعفر
    إسماعيل وراق
    Al-Sadig Yahya Abdall

    ateif abdoon
    أبو ساندرا
    مامون أحمد إبراهيم
    كمال الدين بخيت اسماعيل
    munswor almophtah

    محمد عادل
    Yassir7anna
    nadus2000 (عبدالجليل عبدالحليم)

    .
                  

02-22-2008, 04:40 AM

Ibrahim Idris
<aIbrahim Idris
تاريخ التسجيل: 08-18-2006
مجموع المشاركات: 270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    العزيز عدلان
    للفقيد الرحمة....
    وللوطن عزائى لفقده ذلك الهدير من تلك المعرفة المتواصلة والعطاء المكتمل التى سطرها قلمه الذى أرخ وسجل توثيق الماضى المورث فى عقولنا بتلك القدرة الفريدة والمنهجية فى ولوجه المتواصل فى فصول المعرفة الشاقة القراءة والتنقيب !

    كم كان متواضعاً وبسيط وعميق فى كتاباته وهو يمتهن تلك الدروب العصية و المتقدة فى اسئلتها .، لأننى وجدته وفياً فى إشاراته ، حيث أثارت فى نفسي فقرة من كتابته عندما ختم مقدمة كتابه عن معالم فى تاريخ الحزب الشيوعي السودانى عندما كتب من عدن فى شتاء عام 1997 حيث كشفت تلك لفقرة عن أصالته وذلك الوفاء لرفاقة فى النضال و المعرفه وقدرته بعد ذلك على إمتضاء المسؤلية كما فعلها من قبل وهو يكتب فى تاريخ المهدية و المهدى!

    قال فى تلك المقدمة من الكتاب الذى أعتبرها بوابة هامة فى تاريخ معرفة نضال الحزب :

    " وعرضت الكتاب على بعض الأصدقاء من الذين لهم تجربة قي الحزب. أولهم الأسـتاذ التـجانى الطيب ، الذى وقف معى طويلاً ليصحـح بعض الحقائق بدقته المعهـودة . وأمدني الأســتاذ محمـد إبراهيم نـقد ببعض الملاحاظات المكتوبة . وقـدم الدكتور فاروق محمـد إبراهيم بتقـديم ملاحظات لهـا قيمتها التاريخية. لقـد أفادونى كثيراً ، وصـححوا بـعض المعـلومات التى أوردتـها . ولكن يبقى الكتاب مسـؤوليتى الشـخصية ، وأتـحمل ما يعتريه من قـصور. "
    مثل هذه الملاحظات المسؤولة والذكية تخيفنى حد الدهشـة أمام مسـؤولية الكتابة أمام تلك المحاولات التى يتقدم بها البعض لتشويه التاريخ ومحاولة تفقيد الوعى الذاتى الذى تحتاج إلية الشعوب و المجتمعات لمجابهة واقعها و الحفاظ على ثبات إستمراريتها أمام تحديات الحاضر ورؤية المستقبل. لقد كان الفقيد محمـد سـعيد القدال بحق بوابة للطل والبذوق المعرفى من خلال زيارته للتاريخ بسلاح أدوات الرؤية المستقبلية.

    فى هذا الفضاء الفسيح تحديداً لمن نحبه عن معرفة أقول مردداً كلمات شاعرنا " جيلى عبدالرحمن"
    فى قصيدته "أوديب الذى لا يعشو"

    " أعزائى : لكم طرنا على ذروة : (( برناس))
    وعدنا ملْ الإغريق
    والهة من الأولمب باخوس وإبريق
    وألقينا بما ناءت به الأعصاب للناس
    رسـمتم جبهة الموج التى تعلو على الإصرار
    ورايات يخضبها دم الثوار!

    ختاماً صديقى عدلان أقول لك هامساً :


    "
    الفقيد هو ذلك الضؤ وتلك الكلمة التى أمدت قنديلها
    المشعة وهجاً فى شتائنا هنا فى الغربة ؛ للدفئ المعرفى
    ومحاولة إتساع الرؤية بين دروب التاريخ ومدار الصباحات الجديدة.
    لأسرته وحزبه ورفاقه
    أِشعل قنديلى معهم من أجل السودان والعالم الذى أحبوه معه.

    كن وفياً كعهدك يا عدلان وأنت من حمل الأمانتين.
    صديقك .
    إبراهيم
                  

02-16-2008, 02:02 PM

Tragie Mustafa
<aTragie Mustafa
تاريخ التسجيل: 03-29-2005
مجموع المشاركات: 49964

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)



    فاليتقبله الله بمحبته وغفرانه بقدر ما قدم
    للانسانيه جمعاء و للشعب السوداني بالتحديد.
    أصدق التعازي اخي عدلان.
                  

02-16-2008, 02:03 PM

Saifeldin Gibreel
<aSaifeldin Gibreel
تاريخ التسجيل: 03-25-2004
مجموع المشاركات: 4084

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    الاخ عدلان انشاءالله البركة فيكم.... وربنا يرحم البروف مخمد سعيد القدال.. ونتمنى من الله العلى القدير ان يتقبله قبولآ حسن بقدر ما اعطى لوطنه... واهله وطلابه والسودان عامة.
                  

02-16-2008, 02:03 PM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    .

    يقـام التأبين غداً الأحد الموافق 17 فبرائر 2008، يبدأ الساعة الحادية عشر صباحاً.
    المكان: جامعة الخرطوم، قاعة الشارقة، والدعوة عامة.


    .
                  

02-16-2008, 02:18 PM

emad altaib
<aemad altaib
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 5300

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    ــــــــــــــــــــــ
    الاخ :عدلان أحمد عبدالعزيز
    احسن الله عزاؤكم والعزاء لنا وللشعب السوداني جميعا ..
    ولا يعرف الفضل الا اهل الفضل ..
    فالرحمة والمغفره للبرف محمد سعيد القدال فقد اثراء المكتبة السودانية بعلمه
    الوافر .فنهله من كثيرا من العلماء وطني وخارجه فالفقد فقدنا جميعا

    (عدل بواسطة emad altaib on 02-16-2008, 07:21 PM)

                  

02-16-2008, 06:15 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: emad altaib)

    رحم الله استاذى وصديقى واخى الدكتور محمد سعيد القدال
    كتب الى استاذى وصديقى الدكتور عبد السلام نور الدين هذه التعزية الرقيقة فى القدال
    انقلها لاننى فجعت فى رحيله مثل غيرى
    يقول عبد السلام


    Apparently what you have for al-Qadal is the most wonderful one could ever have and one could ever receive.

    All the best

    Abdel-salam
    افتقده على نحو خاص بى
    فهو ملاذى كان حين عرتنى المدينة
    كان دارى حين تابت على الديار
    احتوانى واوانى
    احبنى فى الله واحببته
    لم يحدث ان احببت احدا كما احببت القدال
    يوم كنا فى مكتب الاستاذ كمال الجزولى وكنا فى لجنة اتحاد الكتاب السودانيين التنفيذية فى اجتماع
    اذ دخل القدال
    لم اكن قد التقيته عقب وصولى السودان
    وكان لقاءا باكيا
    ظللنا متعانقين باكيين لامد طويل
    كان كمال الجزولى يحادث احد ما
    قطع حديثه اذ اوقفته حرارة اللقاء بينى والقدال وقال لمحدثه
    ـ معليش ياخ عندى بيت بكا بين القدال وسلمى الشيخ
    كان هو القدال الذى لازمته وكثيرا خلال عديد كتبه التى كان يمنحنى شرف ان احاوره فيها
    ان نقعد للصياغة معا
    وان اصحح له وهو العالم
    لكنه تواضع العلماء الذى لازمه
    فى مرة قلت له وكان قد تلقى دعوة للتدريس فى احد جامعات امريكا
    ورفض ان يمشى
    ـ يا استاذى دى فرصة كبيرة
    فرد بقوله
    ـ يعنى عشان اعمل شنو ؟
    ـ عشان فرصة تعمل الحاجات الماعملتها
    ـ زى شنو ؟
    ـ بيت
    ـ بيت؟ بيت ما داير انا بيتى فى كتبى دى
    هكذا كان متواضعا دائما
    واحاديثنا لاتنتهى
    من اطرف احاديثه تلك المتعلقة بالسمع لديه
    فلقد كان سمعه ضعيفا
    قلت له وكان مسافرا الى النرويج
    ـ عارف حقو تعمل سماعة فى النرويج عشان ما تقول ما سمعت
    قال
    ـ انا الداير اسمعو بسمعو
    قلت له
    ـ يعنى حركات منك ؟
    ـ سماعة ؟ اسوى بيها شنو ؟ ما محتاج
    وحين كنت فى السودان كان كثيرا ما يتردد على طبيب العيون
    لكنه ابكانى يوم قال لى
    ـ يا سلمى الشيخ انا فقدت البصر والبصيرة
    قلت له
    ـ انت بتشوف الداير تشوفو زى حكايتك مع السمع
    وضحكنا كثيرا
    يا للقدال او لو اكتب عن تجربتى معه فهى تجربة ستظل احد اهم تجاربى فى الحياة
    لانه علمنى فى كل لحظة عرفته فيها ان الحياة جميلة وعلينا ان نعيشها
                  

02-17-2008, 01:55 PM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    الأعزاء تراجي مصطفى، وسيف الدين جبريل، وعماد الطيب،

    التحيات الطيبات لكم وعظيم إمتناننا لكلمات المواساة ولمشاركتكم لنا إحساس الفقد، والفقد حقاً واحد، وهكذا حال الدنيا..

    العزيزة سلمى..

    Quote: كان دارى حين تابت على الديار

    نعم، هو كان كذلك.. فقد حضرت إلى بيت البكاء إمرأة كبيرة في السن، كست وجهها ملامح قسوة الحياة في السودان، بكته بكاءً مريراً، وحكت أنها لم تكن تعرف اسمه، ومن موقعها الذي تبيع فيه "الكسرة" لاحظت تدافع المعزين على الشارع الجانبي القريب من موقعها على شارع الستين، فسألت أحد زبائنها من الذين يسكنون في تلك النواحي، عن من هو المتوفي، فذكر لها الإسم، فقالت له "وصفوا لي" فعرفت شخص المتوفي الذي تتدافع صوب منزله جموع المعزين، أنه ذلك الشخص العطوف الذي سألها منتصف نهار قائظ، لماذا تجلس في ذلك الهجير الضاري، فأجابته (أعمل شنو؟ أنا بربي في أيتام) فأخذ منها "كسرة" ب جنيه واحد، ومد لها ورقة بخمسة جنيهات متنازلاً عن الباقي، وفي اليوم التالي أحضر لها مظلة تقيها أشعة شمسنا اللاهبة.. وقالت أنه كان يشتري منها الكسرة ويدفع بفئة أكبر ويترك لها الباقي.. هكذا كان محمد سعيد القدال.. وكل يوم نعرف جديداً ونكتشف في محمد سعيد أي نوع من البشر كنا نحظى برفقته..

    نلتمس في كلماتكم عزاؤنا في فقدنا الكبير،
    خالص الود.
                  

02-17-2008, 02:08 PM

SILVER MOON
<aSILVER MOON
تاريخ التسجيل: 02-24-2002
مجموع المشاركات: 300

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    عدلان

    الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سـواه .. وأصلي وأسلم على حبيبي الذي علمنا
    أن العين لتدمع والقلب ليحزن وأن لا نقول إلا ما يرضي الله

    اصابنا مااصابكم ..لكم منى خالص العزاء وللاهل كافة والاخت نازك
    ندعو للفقيد- بقلب حاضر - بالرحمة والمغفرة وحسن الثواب . وأسأله عزّ وجلّ أن لا يريكم مكروهاً
    في عزيز لديكم .
                  

02-17-2008, 02:19 PM

kamalabas
<akamalabas
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 10673

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    أحسن العزاء ياعدلان كنت قد كتبت في مآثر الفقيد:
    (رحم الله المؤرخ والباحث والمثقف الشامل محمد سعيد القدال والهم اله
    وذويه وأصدقائه وتلاميذه ورفاقه الصبر وحسن العزاء.....
    كان الفقيد واسع المعرفة عميق العلم.. لم يكن مؤرخا تاريخيا تقليديا
    أو سرديا وأنما كان باحث نقدي ومنهجي وكان محللا بارعا أجاد أستقراء
    التاريخ وتعامل مع الاحداث في سياقها وظرفها التاريخي
    ....تعامل مع شخوص
    التاريخ بموضوعية ومنهجية بلاقداسة أوتهيب.. بلا أنتزاع من السياق أو أنتقاء
    أو تحامل....
    بمثل ماكان باحثا فذا أثري المكتبة السودانية- فقد كان
    مثقفا حقيقيا أنحاز بحق لشعبه وجماهيره وللحرية...
    وهاهو يرحل كحلقة في سلسلة الافذاذ الذين أثرو الرحيل في زمن اللوعة
    والحزن مخلفيين في القلوب حسرة والحلوق غصة
    يعمقها تتابع ليل
    الحزن....... )
    كمال

    Re: السودان يفقد المناضل الصلد والمؤرخ الكبير د. محمد سعيد القدال
                  

02-17-2008, 02:52 PM

Raja
<aRaja
تاريخ التسجيل: 05-19-2002
مجموع المشاركات: 16054

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: kamalabas)

    الأعزاء نازك وعدلان وكل آل القدال..

    رحم الله فقيدكم وفقيد الوطن البروفيسور الجليل محمد سعيد القدال، بقدر ما قدم لهذا البلد، وبقدر ما أعطى من علم وعمل..

    جعلها الله آخر الأحزان
                  

02-17-2008, 04:35 PM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    الأعزاء سيلفرمون، كمال عباس، ورجاء العباسي.. نتشارك فداحة الفقد، وقد فارقتُ السودان من حوالي الثلاث أسابيع بعد أن كنت هناك لقرابة الشهرين، ونالني فيه ما نالني من أحزان أعاننا على تجاوزها إلتفاف الناس، تماسكهم، وأحاسيس المشاركة.. فاتني اليوم حضور التأبين الذي أقيم في قاعة الشارقة، وقد شارك فيه أصدقاء، وزملاء، وطلاب الفقيد، بجانب أسرته وأقاربه.. كان فيهم يوسف فضل، وصلاح الزبير، وعثمان محمد الحسن، وبابكر محمد الحسن، ومحمد نور السيد، وفدوى عبدالرحمن علي طه، ومحمد الحسن (لوممبا) ومنتصر الطيب، وعبدالحميد علي (ممثلاً عن الحزب الشيوعي)، و.. و.. وشاركت ابنتي الصغري "مروة" بقصيدة سأنشرها هنا قريباً.. وسأحاول رفد البوست ببعض ما يصلني من أخبار التأبين، وفي التالي الكلمة التي ألقتها الأستاذة منى محمد سعيد القدال نيابةً عن الأسرة؛

    إلى والدنا
    مع المودة وخالص التحايا

    عليك السلام، يا والدى، وأنت على هذه الرقدة المستريحة، على الفجيعة تركتنا وبالشوق ننام وعليه نصحو، وتلك الضحكة الرائعة تظللنا وذاك الطيف الجميل.
    كنا نحتاجك مباركاً نجاحاتنا ومهنئاً تشد من أزرنا وتفرد ظلك الممدود دوماً، يظللنا من هجير الشمس وتعب الدنيا وإرهاق الحياة.
    وفى تلك الظهيرة القاسية أطل وجه الموت القبيح، ليخطفك خطفاً، دونما وداع، ودونما تلويحة، ودنما لقاء أخير، لم نكن نحن وحدنا، كانت الجموع تجهش بالبكاء والدمع السخين، الأهل الأقربون، والأبعدون، الجيران والأصدقاء، كانوا على قمه الأسى والحزن، من كان يعزى فيك من ؟
    أليس كثيراً وقاسياً علينا هذا الفراق، هل بمستطاعنا مواجهة هذى الحياة دون وجودك بيننا، نريد أن ننبئك أنه حتى الأمكنة تتحالف مع الموت والأحزان ضدنا، فليس هناك شبراً من الأرض مررت عليه، إلا وينطق بطرفة أو ملحة أو نكته رائعة، تتقافز الذكريات من كل المساحات التى شهدت صولاتك و تمددك اللا محدود على عقولنا والأفئدة، فقد كنت كبيراً وعامراً بالحب والحنان والروعة.
    سهر اصدقائك وهم ينادمون سكون الليل البهيم وحين يتحسسون مقعدك الخالى يصدمون مرة تلو أخرى، يواجهون الفراغ الممتد وتجوس اعينهم فى المكان بحثاً عن تلك الضكحة الرائعة فيرتد إليهم البصر خاسئاً وهو حسير، كنت دنيا من المرح والحبور، تجمل الجلسات وتنثر الأنس الجميل وباهر النكتة، بكوا مر البكاء وأحاطت بهم الدهشة من سرعة الرحيل، وكأن الموت يغشانا للمرة الأولى.

    غرارا العبوس دار الكمال ونقاص
    دوبا حليل أبوى ال للعلوم دراس

    كان رحيلك فاجعاً لطلابك، وزملائك بالجامعة، العاملون، الذين لامسوا فيك روح الإنسان التى إمتزجت بقيم التربية والتعليم الرفيعة التى حملتها مبشراً بديمقراطية التعليم، وإحترام رسالته بل وأداءها على أكمل وجه، هذا ما شهد به طلابك وزملائك وعارفى قدرك.
    تواصل سيل الأحزان وإتصل باليمن السعيد الذى غدا فى ذلك اليوم تلفه سحابات الحزن لفقدك الجلل، وأدميت قلوب محبيك بتلك المغادرة العجولة، سارعت الأوساط العلمية والشعبية فى اليمن الى نعيك، معددة شمائلك وكريم صفاتك، فقد كنت ترفع لواء المعرفة المتزنة وصدق الإيمان بالقيم النبيلة، فهكذا كنت خيار من خيار و فرعاً من نهر والدك الشيخ القدال الذى سقى أرض اليمن السعيد بكريم القيم وفاضل الأخلاق .
    الأسرة الكبيرة إفتقدت ركيزة من ركائزها، وركناً ركين، الوالدة، البنات، الأخوان، الأخوات، الاصهار، الاحفاد الصغار، حتماً أضاءوا سنوات عمرك المكتهل كما ذكرت فى إهداء كتابك (تاريخ السودان الحديث)، ولكنك أيضاً أضئت دروباً لنا بواسع الحكمة وعمق التربية السليمة، وستظل روحك تحلق دوماً فى فضاءنا وتشملنا بالطمأنينة والحب والحنان، وستظل ذكراك ملهمة لنا على مدى حياتنا، فلك خالص المودة ولتطمئن روحك ولتحفك السعادة الأبدية.
    أخيراً:ـ
    حينما نظم صديقك الشاعر جيلى عبد الرحمن، فى حتميه الموت،

    ما المنايا إنها أقدارنا
    إمتداد البحر أحضان السواحل

    هل كان ينتوى أن يبث اليقين فى قلوبنا، وتذكيرنا بأن الموت نهايه كل حىّ؟ لكن يصعب علينا أن نتقبل تلك الحقيقة، وسوف يرافقنا ذلك الألم والحزن وجلل الفقد طويلاً.
    برقيات شكر وعرفان :ـ
    *الأهل الأقربون والأبعدون الأصدقاءـ الجيران ـمواساتكم لنا ووقوفكم إلى جانبنا، أزال بعض كآبة المشهدوظلام الأحزان.
    *مدير جامعة الخرطوم البروفسيرمحمد أحمد علي الشيخ وجميع الأساتذة الأجلاء والطلاب، ونخص بالشكر زملاء والدنا الفقيد فى قسم التاريخ، وجميع الأوساط العلمية والأدبية، عموم الجامعات والمعاهد السودانية، كانت وقفتكم إلى جانبنا عوناً لنا فى تخطي المحنة.
    * الشكرلمعهد الدراسات الإفريقية والأسيوية ممثلاً فى البروفسير يوسف فضل وزملاءه الأجلاء لهذه الوقفة التى جعلتنا فى مقام الفخر والإعتزاز.
    *الشكر للحزب الشيوعى السودانى ممثلا فى السيد محمد ابراهيم نقد السكرتير العام للحزب، وجميع زملاء والدنا الفقيد خلال مسيرته الحزبية الطويلة العامرة بالتضحية ونكران الذات، والشكر لكافة القوى السياسية السودانية.
    *الشعب اليمنى الشقيق ممثلاً فى السيد السفير وطاقم السفارة والدكتور/ صالح باصرة وزير التعليم العالى باليمن، المدير السابق لجامعة عدن وجميع العاملين بجامعة عدن، والجالية اليمنية فى السودان بتمثيل طلاب الدراسات العليا .
    *البروفسير/ يوشيكو كوريتا ـ جامعة شيبا ـ اليابان ـ البروفسير أوفي ـ قسم التاريخ ـ جامعة بيرغن، إندمجوا فى المجتمع السودانى عبر بوابة والدنا الفقيد وشاركونا قيم المواساة النبيلة.

    *برقية خاصة : إلى البروفسير والأخ العزيز منتصر الطيب إبراهيم، وأنت تغالب الأحزان والدموع من ذلك الفقد العظيم، وتفتقد تلك الإشراقة العظيمة فى الحياة، نشاركك الإحساس بأن ذلك الفراغ سوف يقيم طويلا فى داخلنا، لك ولنا الصبر الجميل .
    * لا يفوتنا أن نشكر أسرة قاعة الشارقة ممثلة فى الاخ صديق الاسرة الاستاذ وليم زكريا وجميع العاملين بها، على هذه الاستضافة.
    أسرة الراحل المقيم
    والدنا/ محمد سعيد القدال
                  

02-18-2008, 04:23 AM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    .

    ضمن فقرات التأبين، حفيدة محمد سعيد القدال، مروة عدلان (14 سنة) ، ومن تأليفها، تلت القصيدة التالية،


    IN THE MOST LOVING MEMORY OF
    MOHAMMED SAEED ELGADDAL

    July 28, 1935- January 6, 2008



    …To My

    To my best friend who’s never been untrue and has been nothing but kind until his end
    To my father who’s been there to guide me to what is right, you were a parent and a friend

    To my granddad who’s always made me laugh and encouraged me to earn what I desire
    To my brother who’s stuck up for me, never let me down and taught me to be fighter

    To my husband who’s always reminded everyone how much he loves his wife
    To my son who’s given me reason to go on and a definition of life

    To my teacher who’s taught me all he knows and yet continued to learn more
    To my neighbor who’s always been a pleasure to see next door

    It’s amazing how one person can be all these wonderful things
    How one can touch so many lives, how one can be so loving

    So to Mohammed Saeed Elgaddal, It‘s been hard to cope with us being apart
    To this man who everyone will miss from the bottom of their hearts
    ***
    **
    *
                  

02-18-2008, 04:47 AM

هشام المجمر
<aهشام المجمر
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 9533

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    احسن الله عزاءكم يا عدلان

    مفارقة القدال هكذا و للأبد يشق تحمله على اى قلب يعرفه

    الرجل كان فلتة من فلتات الزمان

    فلتة فى علمه

    فلتة فى تواضعه

    فلتة فى صدقه و جرأته فى الحق

    فلتة فى خفة دمه و سلاسة معشره

    فلتة فى استاذيته


    أخيرا


    شق على نعي القدال كثيرا و اثقل قلبى خاصة انى لم التقيه منذ 1991 م

    لعن الله الغربة التى حرمتنا من رفقتك يا قدال

    والموت الذى حكم علينا بأن لن نراك ثانية

    العزاء فى تركته من علم باقى ابد الدهر

    والبركة فى اولادك واحفادك
                  

02-18-2008, 06:12 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: هشام المجمر)

    الله يرحم القدال ويحسن عزاؤكم صديقي عدلان
    تتلمذنا على يديه من بعيد قراءة لما سطر
    قلمه الجريء الجاد العميق المخلص ..
    كما تتلمذنا على مواقفه والتزامه الصارم
    منذ أن عرفناه قامة وطنية ومعرفية سيبقى علامة
    مضيئة لوطن حر

    نسأل الله له الرحمة والمغفرة، وأن يبارك في
    ذريته.
                  

02-18-2008, 07:03 AM

منى على الحسن

تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 623

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    الاخ عدلان والاسرة احسن الله عزاكم

    اللهم ارحم الوالد والمربي الفاضل دكتور محمد سعيد

    العزاء موصول للاخت اماني وزوجها هشام وجميع افراد الاسرة

    هاهم آل القدال اصلين وهم في عمق حزنهم

    صبركم الله في فقدكم ومصابكم الجلل

    اللهم اغفر لعبدك محمد سعيد و ارحمة واسكنة فسيح جناتك

    اللهم اغسله بالماء والثلج والبرد

    اللهم اجعل قبره روضة ومن رياض الجنة

    آمين
                  

02-18-2008, 12:43 PM

wadalzain
<awadalzain
تاريخ التسجيل: 06-16-2002
مجموع المشاركات: 4702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: منى على الحسن)

    رسالة الى أستاذي محمد سعيد القدال
    بروفيسور عاطف صغيرون
    إنه مشوار العصر يا قدال.. مشوارنا الذي كنا نقطعه سوية في المجمع السكني في صنعاء نثرثر فيه وتمارس انت رياضة المشي التي تعشقها.. فلماذا أنت اليوم محمول؟.. ستذهب وحدك في مشوار لن ينتهي.. ولن نصل الى سكني كعادتنا قديماً لنقضي المساء سوية.
    كنت أستاذي في مدرسة الخرطوم الثانوية الحكومية، في زمان كان الأساتذة هم قدوة الطلاب، وإنتاجهم الفكري محل نقاش، كنا مأخوذين بك مبهورين، كنت حازماً وجاداً ولكن لم تكن فظاً، فلم ننفض عنك ولم نتباعد، بل اقتربنا ننهل من علمك وفكرك.
    ورغم صلة المصاهرة التي بيننا الا ان صلة العمل كانت هي ما قربتنا أكثر، فعندما كنت أعمل بالمجلس القومي للبحوث كنت تطل عليّ كل شهر لاستلام منحة دكتوراك بجامعة الخرطوم، وكنت أنا أترقب أول الشهر بشوق للقاء يجمعنا تشرب فيه كوب القهوة معي وتناقشني في مستجدات الأمور في بلدنا والعالم.
    لقد قدمت الإنقاذ لي هدية بسجني في سجن كوبر؛ اذ اهدتني ليالي من الأرق الجميل قضيناه انا وأنت في الثرثرات الجيدة، ولقد كنت دوماً رفيق سكن جيداً تعرف تماماً متى تتحدث ومتى تصمت.. والذين جربوا السجون يعرفون طعم الليالي المترعة بالأشواق والنهارات المتصببة عرقاً وإحباطاً، لذلك يقدرون ان يكون رفيقك في السجن مستمعاً جيداً ومتحدثا يجعل للنهار (طراوة) ويفتح (شبابيك) الحنين على مصراعيها، ويجيد أيضاً إغلاقها لتتماسك وتصمد.. انه انت وأنت فقط يا قدال من يجيد من يجيد ذلك.
    ها نحن راجعون لمنزلك دونك.. ترى ماذا سنفعل هناك دون لقائك البشوش لنا؟.. وكيف سأقضي المساء هناك دون ان تكون موجوداً.. لقد كنا طوال الشهور الماضية نقضي المساء سوية نكتب في كتاب (سيرة الشيخ النفيدي) كنا في كل مساء نستمع لشهادات اشخاص ونحرر ما جمعنا من مواد، والآن ذهب الكتاب قبلك للمطبعة وذهبت انت الى حيث لن تعود.. فماذا سأفعل في مساءاتي؟؟
    لقد قمنا سوية بكتابة كتاب (الشيخ مصطفى الأمين) وكانت حقاً تجارب فذة لي.. كيف لا وأنا أتشارك عملا كبيرا مع استاذي القدال.. وساعدك صديقي أننا سنواصل مشوارك وسترى كل كتبك التي تحت النشر النور لتكون بين ايدي القراء أبناء هذا الشعب الذي عشقته وعشقك، وها هو نعشك سائراً في اول الجمع الغفير ونمشي خلفك بالوقار من منزلك الى المقابر بالجريف غرب التي لا تبعد كثيراً من موقع منزلك، لم يبق في الخرطوم وغيرها غير الحزن الكبير.. وليت الزمان يدور في استمراره فتعود مثل قديمها الأشياء. ولكن مات القدال واستقر بعد وفاته في كل قلب للقدال ولاء أحبة أوفياء، ومنهم الطلبة في الجامعات السودانية وجامعة عدن وجامعة بيرغن بالنرويج الأصدقاء بنادي الرياض والزملاء والزميلات بجامعة الخرطوم منهم دكتورة فدوى عبد الرحمن والأستاذ عثمان محمد الحسن، ودكتور بابكر محمد الحسن، نقيب اساتذة جامعة الخرطوم، ودكتور عدلان وأستاذ وليم، امين قاعة الشارقة بالجامعة، وغيرهم، والإخوة في فطور الجمعة بمنزل صديقك محمد نور السيد والجيران الفاتح خليل ومحمد علي محسي وغيرهم من عدلائك دكتور تاج السر والمهندس محمد الحسن وغيرهم.
    اما بروفيسور علي فضل ودكتور ايهاب انور والأحباب فقد تقبلوا التعازي في فقدك بدار الجالية السودانية بصنعاء ومنهم صديقك دكتور باصرة وزيرة التعليم العالي باليمن، وأما مجلس العزاء نظمه الأصدقاء بعدن دكتور مبارك حسن خليفة وأبو رجب الذي كان في انتظار حضورك لليمن لمناقشة في رسالة الدكتوراه يوم 15 يناير ولكن القدر كان سباقاً.
    كان الفقيد يغار على وحدة هذا الوطن العزيز، وينادي بتكاتف ابنائه لا فرق في العقيدة والمذهب وهذا ينعكس في مجموعات اصدقائه ومعارفه المختلفة، كان من اهم مميزاته ثلاث: حبه للحق، وحبه للصراحة، وحبه للكرامة.
    فإذا راجعنا انتاجه الكثير وكل منكم يروي منها الشيء الكثير، تجدون فيها فكراً ثلاثاً كانت العلة الموجدة لها وهي الحس او الشعور والحكمة والحماسة. اما الصدق والوطن هذه هي العوامل التي كانت تحرك فيه الشعور الفياض، والحكمة الرائعة، وتثير في صدره الحماسة الشريفة للوطن. وقد تجلت فيما كتبه عن المهدية وتطور التاريخ الحديث في السودان ورجال السودان السياسيين وغيرهم.
    اخي محمد سعيد القدال، لقد نعتك الصحف وبها صورتك الجميلة فبت من شدة الأشجان ارتجف، ولم يبد حينئذ مني على جلدي الا وجوم وإلا ادمع تكف، ارى المنتديات بعد فقدك اليوم ناقصة تعوزها كلمات منك، ولا ينفع ان تقتطف من الإنتاج الادبي الذي تركته لنا في حوالي اكثر من عشرين كتابا.. وهنا أسال الله ان يوفقنا في العمل على اعادة طبعها لإثراء المكتبة السودانية ولفائدة الأجيال القادمة، وكذلك العمل على طباعة انتاجك الذي لم ير النور بعد، حقاً اتعبت نفسك في الإصلاح مجتهداً بما كتبت في الكتب او الصحف اليومية من اجل الإنسان السوداني.
    ما كنت ارجو ان يموت القدال حتى تنال حقوقها الأمة السودانية جمعاً ويتم التحول الديمقراطي السلمي في البلاد، كان القدال قد اختار المبدأ على المصلحة، كانت موافقة تعبر عن ضميره، ورحل القدال صاحب النضال في صاحبة الجلالة بمثالية كإنسان وأخيراً أود أن اشير الى رثاء تولستوي الذي اقتبسته في رثاء استاذ واخي وصديقي محمد سعيد القدال كتبها الشاعر جميل صدقي الزهاوي:
    لقد عشت عمراً انت فيه ظهير
    لمن عاش بين الناس وهو فقير
    بكفك مصباح من العلم ساطع
    به العقول الناشئين تنير
    وقد كنت حراً في حياتك مصلحاً
    تدور مع الإنصاف حيث تدور
    وكنت لأصحاب الزعامة واعظا
    تذكرهم ان الحياة غرور
    اما الآن وقد أنطفأ فيه نور الحياة فقد أنطفأ ولا شك سراج وهاج في علم التاريخ، وغاب كوكب ساطع من سماء الأدب.
    وأخيراً فقدنا بوفاة هذا الرجل العظيم مؤرخاً وأديباً لا يعوض.. ومؤرخاً حفظ القرآن، وكان يرتل يومياً في الصبح الباكر جزءاً من المصحف الشريف.. الا رحم الله فقيدنا رحمة واسعة وجعل قبره روضة من رياض الجنة... وألهم عائلته الكريمة جميل الصبر والسلوان.
                  

02-19-2008, 05:05 AM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)
                  

02-19-2008, 02:03 PM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    .

    هشام المجمر ومحمد عبدالجليل ومنى علي الحسن وطه ودالزين، أنقل لكم تقدير الأسرة على كلمات المواساة، والفقد واحد.

    .
                  

02-19-2008, 02:05 PM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    تغطية صحيفة الصحافة الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 19 فبرائر 2008: http://www.alsahafa.sd/News_view.aspx?id=44671


    في تأبين القدال
    .. لن يموت من ترك أثراً يُقرأ!
    الخرطوم: عثمان شنقر


    الموت ليس ان توارى في الثرى
    ولا الحياة ان تسير فوقه
    الزرع يبدأ الحياة في الثرى
    ويبدأ الموت إذا ما شقه
    بهذه الأبيات الشعرية المعبِّرة التي عبرت بحق عن حياة الراحل البروفيسور محمد سعيد القدال الحافلة بالعطاء الفكري والمعرفي احتفى الوسط الأكاديمي والعلمي بجامعة الخرطوم وأصدقاؤه ومعارفه وتلاميذه بمناسبة مرور اربعين يوماً على رحيله بقاعة الشارقة بالخرطوم صباح امس الاحد، حيث تحدث عدد من الاساتذة والعلماء واصدقاء الفقيد عن مناقب ومآثر القدال العلمية والانسانية والاجتماعية حديثاً مستفيضاً مسهباً لم يتطرق إليه الملل بأىِّ نأمة. أجمع المتحدثون على وفرة عطاء الراحل الفكري والمعرفي على غير العادة! ذلك ان الراحل خلَّف ما يربو على العشرين مؤلفاً ، ابرزها سفره التاريخي المهم: «تاريخ السودان الحديث» وغيره من المؤلفات الباذخة. يقول البروفيسور يوسف فضل ان كتابة القدال الفكرية والتاريخية تتمرن في ثلاثة محاور: الخاص، العام، والتجاذب فيما بينها، مشيراً للمسلك الوعر الذي اختطه القدال لنفسه عندما تصدى للكتابة عن الشخصيات، مؤكداً ان كتابة السير من اصعب انواع التأليف باعتبارها كتابة تنطلق من الذات المحض الى التاريخ العام. ويتطرق البروف فضل الى كتاب القدال البارز: «تاريخ السودان الحديث»، موضحاً ان المؤلف غطى فيه تاريخ السودان منذ الغزو التركي وحتى استقلال البلاد ولأول مرة - حسب يوسف فضل - يقول القدال ان العهد التركي المصري كان بمثابة خلفية ممتازة لقيام الثورة المهدية، مشيراً إلى ان هناك اشارات مهمة في الكتاب أبرزها اشارته الى ان محاولة التمرد من الكتيبة 14 كانت تبشر بمولد ثورة 24. وأضاف فضل ان هذا الكتاب يمثل علامة مضيئة في البحث التاريخي في السودان. من جانبه، تحدث الدكتور عثمان محمد الحسن صديق الفقيد مؤكداً ان الراحل كان رائداً من رواد حركة التنوير وله منهج فريد في البحث العلمي لا يخشى فيه في الحق لومة لائم، مشيراً في ذات الوقت الى المصداقية العالية التي كانت تسم دراساته لأنه كان مؤرخاً مرموقاً عمَّق من شعور الناس بالوطن والوطنية. وعن شخصيته يقول عثمان: كانت له شخصية نادرة، لا يتحدث بسوءٍ عن أحد، كان محبوباً للقريب والبعيد. ويضيف: كانت له رؤية متجردة ستخلق جيلاً جديداً من تلاميذه المؤرخين. واختتم بالقول ان من ترك أثراً يقرأ لن يموت أبداً! بدورها أكدت الدكتورة فدوى عبد الرحمن علي طه من قسم التاريخ بجامعة الخرطوم على فرادة الراحل في الحياة والخلق الفكري، مشيرة الى تنوع اسهاماته فهو - بحسب فدوى - مؤرخ متنوع يكتب في موضوعات متعددة بأسلوبٍ جذاب فريد. مؤكدة ان القدال رحل وترك لتلاميذه من المؤرخين الشباب مهمة شاقة تتمثل في انجاز كتابة تاريخ السودان. الدكتور قاسم عثمان نور أكد على ذات المعاني التي ذهب إليها المتحدثون الذين سبقوه وحكى عن عدد من المواقف الطريفة التي جمعته معه منها عندما استضافه في برنامج اذاعي بعنوان: كتاب ومؤلف، العام قبل الماضي، وعند الانتهاء من تسجيل البرنامج - يقول قاسم - قال لي القدال: تعرف أنا لي كم سنة ما دخلت الاذاعة دي؟ فقلت له: كم؟ قال منذ انقلاب هاشم العطاء في عام 1971!! الدكتور محمد جلال أحمد هاشم الأمين العام لاتحاد الكتاب السودانيين قال ان الراحل مضى بعد حياةٍ حافلة. ولكنه ترك خلفه كنانة مليئة بالسهام بعيدة المدى! موضحاً ان هناك أناسا لا تسعهم الحياة وهذا ما كان عليه حال فقيدنا. فقد كان بسيطاً كما الاطفال وعميقاً عمق البحار وكان وقار العلم والعلماء يجلل محياه، موضحاً ان القدال كان من جيل المؤسسين والرعيل الأول في اتحاد الكتاب فقد شغل منصب نائب الرئيس - البروفيسور علي المك - مؤكداً ان هذا الجيل كوكبة بعضها من بعض اضاءت سماء الفكر والكتابة لسنوات طويلة عامرة بالعطاء في السودان. واختتم حديثه بأن الراحل عاش حياة حافلة بالعطاء والانجاز ولكنها لم تكن سهلة فقد كانت حياته مليئة بالصعاب والسجون والمعتقلات. كان الحديث مشجوناً فمرارة الفقد مازال طعمها في الحلوق فقد رحل البروفيسور محمد سعيد القدال في السادس من يناير الماضي مخلفاً العديد من المؤلفات العلمية التي تجاوزت العشرين كتاباً هذا بجانب مقالاته واسهاماته الفكرية الأخرى في الصحف اليومية.

                  

02-19-2008, 04:44 PM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)




    بعضاً من المؤلفات والترجمات التي أنجزها الفقيد











    يتبع..
                  

02-19-2008, 04:56 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)



    أخي الأستاذ عدلان

    لقد كان الفقيد من الذين أحبوا الوطن
    ومن أخلص خلصائه ، كتب ونشر الكثير الذي يتعين أن ننهل منه ،
    وخلف وراءه وعياً ، يتعين استكمال أركانه ، فنحن أمة لم تتشكل بعد ،
    فينا أمم وأعراق وثقافات تحتاج أن تستدفئ ببعضها هرباً
    من أعدائها الذين ينوون نهب كنوز باطنها ،

    لذا كان فقده كبيراً ، والمؤرخون ليسوا كثيرين ،
    استشرى المكر السياسي الذي بدأ يلعب بالسيرة والتاريخ ،
    ويملأ حياتنا كذباً كاد أن يكون حقاً من غفلتنا .

    أللهم اسكن الفقيد مسكن أحبائك فقد نحر الفؤاد في محبة الوطن .

    ****

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 02-19-2008, 06:51 PM)
    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 02-20-2008, 05:13 AM)

                  

02-19-2008, 06:50 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)
                  

02-19-2008, 06:52 PM

Imad Khalifa
<aImad Khalifa
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 4394

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: عبدالله الشقليني)

    الاخ الفاضل عدلان أحمد عبدالعزيز والاسرة
    للفقيد البروف القدال الرحمة والمغفرة
    ولكم ولاصدقائه وطلابه الصبر وحسن العزاء
    "انا لله وانا اليه راجعون"
                  

02-19-2008, 08:14 PM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    الأخ العزيز عبدالله الشقليني، التحيات الطيبات لك..

    الشكر لك مُضاعف، الأول على المواساة الحميمة (حقاً، مَن يُعزي مَن؟)، والثاني تنبيهي لبوستات أخرى في سياق العزاء لم أعرف عنها إلا من خلال الرابط الذي أوردته لبوست الأخت أميرة عثمان مكي (إبنة خال فقيدنا الراحل المقيم محمد سعيد القدال) والتي تكتب في سودانيزأونلاين بإسم "Amira Osman" فوجب علينا أن نعبر عن إمتنانا ل:
    Salwa Seyam
    نهال الطيب
    Moneim Elhoweris
    b_bakkar (بشير بكّار)
    Tayseer Elmobarak
    saif basheer
    أبو عبيدة البصاص

    كما نعتذر عن عجزنا عن حصر أسماء كل الذين شاركونا المحنة، وكانت لمواساتهم الكريمة كبير عون لنا في تجاوز آلام الفقد والمصاب، ونكرر شكرنا وإمتناننا للجميع.

    الأخ العزيز عماد خليفة، تحياتي لك ولعروسك، وشكراً على كريم كلماتك، وأرجو أن نتحدث قريباً.

    عدلان.
                  

02-19-2008, 09:18 PM

معاوية كرفس
<aمعاوية كرفس
تاريخ التسجيل: 03-18-2004
مجموع المشاركات: 1340

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    .


    محمد سعيد القدال


    غير إعتقادي فيه الأكاديمي من ناحية التاريخ

    وغير ما ذكر عن حياته الطويلة المديدة المليئة عطاء

    و غير زمالته لي في حزب واحد ..

    هو والد زوجات ثلاث من أعز أصدقائي

    عدلان أحمد عبدالعزيز - نازك القدال

    محمد البشير حمزة ( محمد حمزة ) - أمينة القدال

    محي الدين محمد عثمان ( ميمي ) - ندي القدال .


    كنت أقول دوماً لأصدقائي :

    القدال دا زول محظوظ .!

    عرسو بناتو أنقي ناس في الدنيا دي بعرفم أنا ..

    و هو أكيد هذا نصيبه .


    اليوم المشهود يوم الموكب :


    برقم قلتها ولكن كل الجثامين التي كنت من ضمن مشيعيها

    كان يتم تشييعها بالسيارات ، من منزل الأسرة و إلي المقابر .

    ولكن عند القدال و عندي أمر آخر .

    لأول مرة في حياتي أشيع جسمان للمقابر علي الأرجل في هذه الخرطوم

    سرنا حوالي الإثنين كيلو صمتاً و حزناً إلي مقابر الجريف .

    برقم حزني طيلة هذه اللحظات كان مدهشني

    هذا الجمع الكثير و الذي إمتد طوله في أثناء التشييع

    إلي حوالي نصف كيلو متر في الطريق .

    كل رجالات السياسة الذين يستطيعون أن يقدروا أمثاله

    و كل الأكاديمين

    و جامعة الخرطوم

    و لاحظت بعض اليمنيين

    و الشيوعيين السودانيين

    و أصدقائه أجمعين حيث هو كان غير محدود الصداقة .



    حزني عليه كما فقدي له كبيراً

    إحساسي بأن تاريخ السودان و الحزب

    ما زالا في حوجة له ، عظيم ..

    ـــــــــــــ

    عزائي الخاص جداً لأصدقائي من الأسرة الكريمة :

    منتصر الطيب

    عدلان أحمد عبد العزيز

    محمد حمزة

    محي الدين محمد عثمان

    و العزيزات :

    نازك و أمينة و ندي القدال

    و عزة الشفيع خضر

                  

02-20-2008, 03:03 PM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    الأخ العزيز معاوية كرفس، تحايا وأشواق.. يا أخ سطورك هنا جعلتني أتهيب الكتابة في هذا البوست، وأتمنى أن نكون دوماً عند حسن ظنك الجميل. تحياتي لك وللمعاك، خاصة الأخ العزيز سيف سمعريت، وأرجو أن نلتقي قريباً.

    عدلان.
                  

02-20-2008, 10:46 PM

معاوية كرفس
<aمعاوية كرفس
تاريخ التسجيل: 03-18-2004
مجموع المشاركات: 1340

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    .

    عدلان العزيز

    تحياتي و أشواقي

    تعرف

    أول مرة ألتقي بالقدال كانت في 1997

    في منزله العامر ، كنا أنا و ( غادة نوري )

    نزور صديقتنا و ( بت جامعتنا) ندي القدال في منزلها ،

    و إستقبلنا هو أيهما إستقبال !!!

    ( شباب يافعين يزورون إبنته ) .


    إلتقيته بعد ذلك لماماً في أحداث متفرقة

    و لكن أخر مرة رأته عيني كانت في

    عزاء الزميل / عبد الرحمن فضل الله ( الجيو )

    حارس الديم العظيم.

    سلمت عليه و برفقتي مجدي بحر ولكنه لم يتزكرنا،

    و بالرقم من ذلك حيانا بي ود فايت حدو .

    هذا هو القدال الذي أعتبره صديقي بالتأكيد

    و والد صديقاتي العزيزات

    و صهر أعزائي الجميلين ..

                  

02-20-2008, 03:04 PM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    نواصل في عرض تأبين القدال؛



    جزء آخر من أغلفة المؤلفات والترجمات المنشورة التي أنجزها الفقيد












    يتبع..
                  

02-20-2008, 11:02 PM

معاوية كرفس
<aمعاوية كرفس
تاريخ التسجيل: 03-18-2004
مجموع المشاركات: 1340

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    .

    عدلان العزيز

    تحياتي و أشواقي

    تعرف

    أول مرة ألتقي بالقدال كانت في 1997

    في منزله العامر ، كنا أنا و ( غادة نوري )

    نزور صديقتنا و ( بت جامعتنا) ندي القدال في منزلها ،

    و إستقبلنا هو أيهما إستقبال !!!

    ( شباب يافعين يزورون إبنته ) .


    إلتقيته بعد ذلك لماماً في أحداث متفرقة

    و لكن أخر مرة رأته عيني كانت في

    عزاء الزميل / عبد الرحمن فضل الله ( الجيو )

    حارس الديم العظيم.

    سلمت عليه و برفقتي مجدي بحر ولكنه لم يتزكرنا،

    و بالرقم من ذلك حيانا بي ود فايت حدو .

    هذا هو القدال الذي أعتبره صديقي بالتأكيد

    و والد صديقاتي العزيزات

    و صهر أعزائي الجميلين ..


    .
                  

02-21-2008, 05:03 AM

أحمد عثمان عمر
<aأحمد عثمان عمر
تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 530

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    صديقي وزميل الزمن الجميل/عدلان
    لابد أنك قد لاحظت أنني لم أكن من ضمن قائمة المعزين.
    ببساطة لم أجد ماأقوله. ألجمني الحزن الذي كان ومازال أكبر من أي كلمات للعزاء.
    لفقيدنا الكبير الرحمة والمغفرة، ولك ولجميع آل القدال الكرام الصبر وحسن العزاء
    والعزاء موصول لشعبنا ولحزبنا و لطلاب ومحبي الفقيد
    وإنا لله وإنا إليه راجعون
                  

02-21-2008, 06:19 AM

عبّاس الوسيلة عبّاس
<aعبّاس الوسيلة عبّاس
تاريخ التسجيل: 08-23-2005
مجموع المشاركات: 930

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: أحمد عثمان عمر)

    العزيز عدلان
    جبر الله كسر الشعب السوداني , فقد كان الفقيد بارا بوطنه محبا لشعبه وملهما لطلابه. البركة فيكم والرحمة الواسعة للفقيد.التعازي للاسرة.
                  

02-21-2008, 10:31 PM

نهال الطيب
<aنهال الطيب
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 1606

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: عبّاس الوسيلة عبّاس)

    منذ الصباح كان اليوم كئيباً

    وكان ينتابني إحساس بالحزن

    وبان هناك خطب جلل سيحدث

    وللأسف لم يكذب حدثي

    فقد فجعنا في الوالد والمعلم محمد سعيد القدال

    فقدنا طيبته وبشاشته وإنسانيته

    وفقده الوطن في وقت هو أحوج فيه لمن هم في قامة القدال

    لم نملك أن نصبر أنفسنا لنصبر صديقتنا عزة الشفيع

    فعمري بها لم أشهدها حزينة كما حزنت عليه

    ولم أشهد يوم حزين مثل يوم وداعه

    إنا لله وإنا إليه راجعون

    البركة فيكم عدلان عبدالعزيز
                  

02-21-2008, 11:03 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5845

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: نهال الطيب)

    الاخ عدلان
    تحياتى
    المرحوم لا شك فقد كبير للبلد لا يعوّض، فهو مثقف مسؤول. ارجو ان يلهم الله جميع اهله واصدقائه الصبر الجميل. من المؤكد انه ترك فكرا صالحا فلم ينقطع عمله بوفاته. حينما كنا شبابا فى مقتبل العمر كان هناك كتيب من تأليف الدكتور محمد سعيد وهو على ما اذكر كان عن التعليم . شكّل ذلك الكتيب بواكير وعينا حيث كنّا قد وجدنا فيه شيئا جديدا تماما وغير مألوف، قرأت له بعد ذلك بعض مؤلفاته المفيدة والجادة ولكن ظلّ الى الان لذلك الكتيب طعم خاص ونكهة وعى مبكّر وذكريات مجيدة
    اللهم ارحمه رحمة واسعة ببقدر ما قدّم من وعى والتزام مسئوول تجاه كل قضايا مجتمعه،
                  

02-21-2008, 11:12 PM

Bashasha
<aBashasha
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 26627

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    البركة فيكم ياعدلان، او معليش اخوك دايما طاشي من المنبر.
                  

02-21-2008, 11:38 PM

ثروت سوار الدهب
<aثروت سوار الدهب
تاريخ التسجيل: 07-22-2003
مجموع المشاركات: 7533

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: Bashasha)

    للفقيد الرحمة

    لكم الصبر و حسن العزاء

    انا لله و انا اليه راجعون

    و البركة فيكم يا عدلان
                  

02-21-2008, 11:41 PM

abubakr salih
<aabubakr salih
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 8834

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: Bashasha)


    تعازينا للوطن... للعلم ... للاكاديمية الصارمة

    للمعرفة المرتبطة بقضايا الناس هموم الشعب و الانسانية



    تعازى لـ بت دفعتنا فى كلية العلوم جوليا القدال

    تعازى لك عدلان و لجميع افراد اسرته
                  

02-22-2008, 03:53 AM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    عزيزي معاوية كرفس،
    Quote: سلمت عليه و برفقتي مجدي بحر ولكنه لم يتزكرنا،
    و بالرقم من ذلك حيانا بي ود فايت حدو .
    البشاشا والود يا معاوية كانتا علاماته المميزة، أحكي لك طرفة.. مساءً، وعقب إنفضاض حفل زفاف إبنته ندى، على صديقنا محي الدين قبل حوالي الأربع سنوات، قال محمد سعيد القدال متندراً؛ أن كل ما "غمته" له أصحابه من مال، قد نُشل منه.. لاحقاً، وعند عرض فيديو الحفل بحضور كل العائلة، لاحظ الجميع، في إحدى اللقطات، أنه وبينما كان هناك شخصين يسلامهم "القدال" ويعانقهم بحرارة، إمتدت يد أحدهم لجيب جلابيته ناشلاً ما به من مال! وتمت إعادة عرض اللقطة عليه عدة مرات، إن كان يعرف أحدهم، فأكد أنه لم يرهم من قبل.. فأخذوا شريط الفديو لقريبهم المرحوم، لواء شرطة عوض الله عثمان، الذي بدوره سلم الشريط للمباحث الجنائية حيث تعرفوا على المتهمين دون كبير عناء حيث أنهما من أصحاب السوابق..

    حسب إتفاق مسبق بيني وبينه (القدال) حضرت لمنزله حوالي الساعة السابعة والنصف صباح الأحد 30 ديسمبر 2007 (قبل وفاته بإسبوع) فوجدته لم يجهز بعد، والتعب بادٍ عليه، وكنا قد تواعدنا على أن آتي لنذهب سوياً لمقابر فاروق حيث موعد دفن جثمان الفقيد د. فاروق كدودة.. قال لي أنه يشعر بشيء من التعب وآلام في صدره.. قلت له: خلاص نمشي لي د. صديق إسماعيل، وبعدين نغشى بيت البكا.. فكر لحظة، ثم قال لي: أحسن نمشي المقابر، التعب ده هسع بروح.. فعلاً، ذهبنا إلى المقابر، أدى واجب العزاء، وقابل الكثير من الأصدقاء والمعارف، تبادل القدال وأحد الأخوة الجنوبيين وعناق حار وتحايا.. بعدها تجاذبت أنا وذلك الأخ من الجنوبي، بعض الحديث، وتعارفنا، فحكى لي أنه يعمل محاسباً في الرنك، وأنه قضى فترة قصيرة من الإعتقال في سجن كوبر حيث كان القدال هناك أيضاً.. وبعد إنصرافنا سألني القدال عن ذلك الشخص، فقلت له متعجباً؛ بعد سلامك الحار ده كلو.. ما عارف الزول ده منو؟! فقال لي؛ شكلو ما غريب علي، لكن أهم حاجة إنك تقابل الناس ب حرارة.. وافقته الرأي، وكنت أعرف أن ذلك طبع أصيل في القدال، فقد كان قلبه عامراً بمحبة الناس.


    الأخ الدكتور أحمد عثمان عمر، تحياتي.. يا أخي الفقد واحد، وكثير من أسرة سودانيز أونلاين حضروا أيام العزاء ولم يكتبوا في البورد، وبعضهم إتصل هاتفياً، وبعضهم آثر الإيميل، وحتى "قائمة المعزين" في سودانيز أونلاين، إعتذرنا عن عجزنا عن حصر كل الأسماء، غير أن العلاقة الأسرية بيني -كعضو في البورد- والفقيد، لم تكن بالنسبة للكثيرين شيئاً معروفاً، فلا عليك حرج، ونظل نردد، من يعزي من؟

    الأعزاء عباس الوسيلة، ونهال الطيب، وطلعت الطيب، وكمال بشاشا، وثروت سوار الذهب، وأبوبكر صالح.. جزيل شكري وتقديرى على كريم مواساتكم، هكذا حال الدنيا، وكل من عليها فان..، سأواصل في عرض تأبين الفقيد وأرجو بقاءكم على مقربة وفيكم من كان من طلابه أو قارئي كتبه، أو متابعي مقالاته، وهو بطبعه لا يرجو إتفاقاً، ويحتفي بالإختلاف كإحتفائه بالإتفاق، وبيني وبينه من ذلك كثير.. ولعلك يا أخ طلعت الطيب، في تساؤلك، تعني كتابه "التعليم في مرحلة الثورة الوطنية" والمنشور في 1970. ولكن هناك منشورات أُخر ربما غير معروفة للكثيرين، منها مثلاً كتيب صغير إسمه "الشعارات السياسية للأخوان المسلمين" كان قد نشره مكتب الجامعات والمعاهد العليا التابع للحزب الشيوعي عام 1984، وكنت قد أشرفتُ على طباعته في مطبعة الزهراء في المنطقة الصناعية الخرطوم، والمملوكة للأستاذة سعاد إبراهيم أحمد، وحيث كان مديرها الفني آنذاك "السباعي"، سألت المرحوم القدال، عن الكُتيب بغرض إعادة نشره، فوعدني بالبحث عنه، ولكن يبدو أنه من الأعمال المعلقة فوق رقبتنا الآن.. وسأنشره حال حصولي عليه.

    لكم جميعاً خالص شكرنا وتقديرنا، وسنواصل في تأبين فقيدنا القدال..


    ,
                  

02-22-2008, 04:32 AM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)





    كتب تحت الطبع:

    1 – الحاج بشير النفيدي. عندما تتألق العصامية السودانية
    2 – مقالات حول الهوس الديني والإرهاب
    3 –The Dawn of Pan Africanism: 1900-1927
    و
    4 – مدخل إلى منهج الخطاب القرآني، والذي يحتوي الفصول؛
    الفصل الأول: منهج الهداية في القرآن
    الفصل الثاني: القرآن والمطلق
    الفصل الثالث: المناهج المختلفة في الخطاب
    الفصل الرابع: الصلاة في القرآن
    الفصل الخامس: الإنفاق في القرآن
    الفصل السادس: المرأة في الخطاب القرآني
    الفصل السابع: الخمر في الخطاب القرآني
    الفصل الثامن: خمس كلمات في الخطاب القرآني
    الفصل التاسع: الحج في الخطاب القرآني
    الفصل العاشر: العلم والخطاب القرآني

    نواصل في عرض التأبين..

    .
    .
                  

02-22-2008, 05:03 AM

على عمر على
<aعلى عمر على
تاريخ التسجيل: 12-13-2003
مجموع المشاركات: 2340

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    له الرحمة هذا العلم العظيم قدر ماأعطى.
                  

02-22-2008, 04:42 PM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    الأخ علي عمر ( تِروِّس) ، تحياتي..

    أخذت منك رقم هاتف والدك المرحوم عمر علي، وفي بالي زيارته في أمدرمان، ولكن عاجلته المنية بعد أيام قلائل من وفاة القدال، فلم أحظ برؤيته، ياله من إسبوع حزين، فقد توفي فيه أيضاً إبن أخت زميلنا عبدالعزيز حسن علي، في حادث حركة أليم، تأبى المصائب إلا أن يأتين جماعةً. لهم الرحمة أجمعين.

    .
                  

02-22-2008, 04:43 PM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    تغطية تأبين القدال..











    نواصل..
                  

02-23-2008, 03:58 AM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    الأخ العزيز إبراهيم إدريس (صاحبنا الإرتري من الدويم!).. عامر الود، يا صديق.. لم أنتبه لرسالتك إلا الآن، فعذراً.. إفتقدناك كثيراً، قبل مدة من الزمن أطلعتني زوجتي نازك على إيميلك وأنت تحاول ربط الخيوط، ولكن.. إنت عارف براك "واط إيز قوينغ أون!".. سعِدتُ حقاً بمشاركتك،.. كذلك صديقك البروفسير منتصر الطيب (إبن أخت فقيدنا القدال)، سيكون قطعاً سعيداً بالتواصل معك رغم الأحزان، ف خليك قريب، يا حبيب، وتحياتي للمدام.

    عدلان.
                  

02-23-2008, 04:00 AM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    الأخ العزيز د. بابكر أحمد الحسن، صديق القدال، والأسرة، سعدتُ حقاً برفقتكم الجميلة والأنس المحضور، في معية فقيدنا القدال، وجمع الأصدقاء الكريم، الأستاذ وليم زكريا، ود. عثمان محمد الحسن، والباشمهندس محمد الحسن عبدالرحمن (لوممبا)، ولولاكم لما خرج هذا التأبين بتلك الصورة
    التي تليق بمقام الفقيد في سويداء أفئدتنا قبل كل شيء، ذلكم من كريم معدنكم، فكثيرون هم من صادقهم القدال، ولكن آثار الأوفياء منهم تمايزت، حين غيابه.

    مشاركة نقيب أساتذة جامعة الخرطوم، د. بابكر أحمد الحسن، في التأبين..










    ونواصل في عرض التأبين..
                  

02-23-2008, 04:17 AM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)



    على يسار الصورة، د. بابكر أحمد الحسن، ويظهر على يساره في الجلابية والعِمة، عبدالحميد علي (منقول من صحيفة الميدان)

                  

02-23-2008, 07:32 AM

Ahmed Abushouk

تاريخ التسجيل: 12-08-2005
مجموع المشاركات: 344

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)




    كان القدال حاضراً في حفل تخرجي لنيل درجة الدكتوراه بجامعة بيرجن بالنرويج عام 1998، وبرفقته شخصي في روب التخرج (أحمد ابوشوك)، وأنور عبد الماجد، ونوار الشيخ
                  

02-23-2008, 09:49 AM

Omer Hummeida
<aOmer Hummeida
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 93

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    آل القدال :
    الحزن يعتصرني ... اتصلت عقب وفاته عبر هاتفه تخيلت أن يرد علي هو لاغيره !!!... وكان صوت صديقه بروفسير / حسن أحمد ابراهيم ... لم أقل سوي كلمات قلائل واغلقت الخط وانا أبكي ولا ازال ... الحزن حزن الجميع ...
    فصلنا من القسم ربما في نفس الكشف .. اسعي هذه الايام لكتابة القليل عن ايامي معه ...ومرفق جزء منها ... وعلني انشرها في الصحف قريبا :
    المحاضرة الرابعة:
    في إجازتي الماضية في السودان زرته في بيته رحب بي و سخر مني حينما طلبت منه مواعيد للزيارة ... أنت بقيت خواجة و لا شنو؟ تعال في أي يوم بس أوعك من الأحد و الثلاثاء.... و ذهبت إليه بصحبة صديق... كان غرضي التهنئة "بالبروفسيرشب" التي نالها عن جدارة و استحقاق تتحدث بها مؤلفاته التي تزيد عن الخمس و عشرين، و بعد تأخير تسأل منه مؤسستنا الجامعية العريقة التي وصمها ذات يوم في خطاب لمدير الجامعة بعد فصله بأنها صارت "جامعة الرأي الواحد" ... و بعد استماتة طالبه في المدرسة الثانوية الذي تبوء منصب مدير الجامعة لاحقاً، مغيراً أو محاولاً التغيير للقانون الجاحد الذي يحرم العاملين بالمشاهرة من درجة الأستاذية!!! فنالها قبل وفاته بعام أو يزيد قليلاً ... و نالها آخرون في جامعات بمقالٍ صحفي بائس!!
    استأذنته يومها أن أكتب عن "منهجه في كتابة تاريخ السودان" أو سمها مدرسته، وافق بشرط أن أكتب عن العام لا الخاص...( فهو حريص دوماً على ربط التاريخ وحقائقه بالعام لا بالشخوص و دونك مؤلفه "المهدي لوحة لثائر سوداني" و كتبه الأخريات في السير) ، و قبلها ناقشته عن إمكانية الكتابة النقدية المقارنة بين كتابه عن والده شيخ القدال و كتاب الدكتورة فدوى عبد الرحمن علي طه عن والدها... بحسبانهما مؤرخين كتبا عن أبويهما و دورهما السياسي و الاجتماعي في السودان و خارجه ... لاسيما أنه لم يكن يرى في كتابات السيرة السودانية (التي كتبها الساسة السودانيين) غبر المؤرخين ضعف و هزال حتى و صفها في أحد مؤلفاته بأنها كمصدر للتاريخ " ضعيفة بعضها لا قيمة له " (1) الانتماء و الاغتراب صفحة 152 و شجعني كما فعلت الدكتورة فدوى قبله و لكن لزمن صروفه..
    عمر حميده
                  

02-24-2008, 05:21 AM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    الأعزاء أحمد أبوشوك وعمر حميدة، التحيات الطيبات، وخالص تقديرنا لجهدكم في تقديم إضاءات مختلفة عن حياة الفقيد، وشكر خاص لتزويدكم لنا باالنسخة الإلكترونية لكتاباتكم التأبينية في شأن صديقكم المشترك د. قدال، وفي التالي نواصل تغطية التأبين المقام في قاعة الشارقة، وننشر كلمة الأستاذ قاسم عثمان نور فيما يلي:









    نواصل..
                  

02-25-2008, 04:16 AM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    مواصلة لعرض كلمات التأبين، فيما يلي كلمة صديق القدال والأسرة، الأخ الأستاذ، عثمان محمد الحسن؛










    نواصل..
                  

02-25-2008, 06:57 AM

Bushra Elfadil
<aBushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    عبر الجميع هنا وأخص مروة عدلان حفيدة الفقيد الكبير وعثمان محمدالحسن صديقه عن مشاعرنا تجاه هذه الخسارة الفادحة. لقد كان محمد سعيد عالماً ومناضلاً وإنساناً. وله جوانب عديدة أخرى تبدو ثانوية كحس الفكاهة عنده ولكنها تكشف عن سعيه الدائم لجعل حياة الآخرين مشرقة تنضح بالحبور حتى في آنيتها لحظات الالتقاء به. آخر لقاء لي بالفقيد كان بمدينة نصر بالقاهرة حين عاد هو من اليمن وكان ذلك عام 94م.وقد ذهبت له مراراً بعد عام 2002م في كل عودة للسودان بمكتبه فلم أجده.
    فقد هائل لصحبه وزملائه وتلاميذه قبل عائلته.تجملوا بالتماسك يا عدلان ؛ ولابد مما ليس منه بد، لتكملة مسيرته نحو سوداننا الذي كان يراه خارجاً من بين الكوارث سوداناً جديداً.
                  

02-25-2008, 06:23 PM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    شكراً عزيزي بشرى الفاضل على الإهتمام والمشاركة المقدرة.


    مروة عدلان

    (عدل بواسطة عدلان أحمد عبدالعزيز on 02-25-2008, 07:10 PM)

                  

02-25-2008, 08:40 PM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)


    بسم الله الرحمن الرحيم
    كلمة قسم التاريخ في تأبين القدال
    د. فدوى عبد الرحمن علي طه – جامعة الخرطوم


    الجمع الكريم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    كنت أود أن تكون كلمتي في تأبين القدال غير مقيدة فلي من الصلات الراسخة والود معه ما سبق قسم التاريخ ويخرج عن نطاقه لكني سوف أتقيد بالبروتوكول وأتحدث عن القدال والتاريخ وقسم التاريخ.
    كان يوم السادس من يناير 2008 يوم نكبة في تاريخ قسم التاريخ بكلية الآداب جامعة الخرطوم عندما رحل عنه وبصورة مباغتة _جزعت لها نفس أحبابه في القسم_ مؤرخ فذ مقتدر نذر نفسه لكتابة تاريخ بلاده وتخرجت على يديه أجيال من الطلاب والطالبات. مؤرخ شيد للسودان مدرسة تاريخية مختلفة منهجها المادية التاريخية التي تؤمن على دور الشعوب في بناء التاريخ. فقد ذهب المؤرخون مذاهب شتى في تفسير التاريخ وتوخى القدال التفسير المادي للتاريخ بحكم انتمائه وقناعاته فأضاف بعداً حياً وحيوياً للمدرسة التاريخية السودانية. دافع القدال عن مدرسته بغير شطط فهو وإن كان يخالف منحى المدرسة التي تثمن دور الملوك والشخصيات، إلا أنه لا يغفل دور الفرد في التاريخ ويذكِر بأن دور الفرد في التاريخ بيِن وأن التاريخ يدور حول نشاط الشخصيات الذين هم بلا شك قادة إلا أن الشخصية التاريخية لا تظهر عفواً وإنما بقوة الضرورة التاريخية عندما تصبح الظروف ملائمة لذلك الظهور.

    اعتمد القدال منهجه منذ مرحلة إعداد بحث درجة الدكتوراه عن التاريخ الاقتصادي لدولة المهدية تحت إشراف أستاذنا البروفيسور يوسف فضل حسن، الذي يؤمن بتعدد مذاهب تفسير التاريخ وحرية البحث العلمي. وأصبح القدال رائد هذه المدرسة التاريخية السودانية بجدارة وبلا منازع. هذا البحث الموثق الذي أصبح كتاباً عن "السياسة الاقتصادية للدولة المهدية"، فريد لأن معظم الدراسات عن الدولة المهدية تركزت حول تاريخها السياسي.

    واصل القدال اهتمامه بالمهدي والمهدية ليصبح أول مؤرخ أفرد كتاباً خاصاً بالمهدي وسيرته دعم به ما كتبه مؤرخ المهدية الراحل العزيز أبو سليم عن الحركة الفكرية للمهدية. ويتفرد مرة أخرى بصدور كتاب شامل عن تاريخ السودان الحديث باللغة العربية جعله متداولاً بين طلابه ومرجعاً مهماً لهم. وضح في تقديمه له، أن الطلاب في الجامعات والمعاهد السودانية في حاجة إلى كتاب دراسي يرتكزون عليه في سعيهم الأكاديمي ويكون أساساً ينطلقون منه إلى دراسات متخصصة تثري البحث العلمي وتعمقه. أهدى القدال هذا الكتاب إلى أحفاده قائلاً لهم "لعلكم عندما تكبرون تلمسون في هذه الصفحات بعضاً من نبض جدكم وأشواقه إلى الغد المشرق".

    كان القدال بالإضافة إلى التأليف مترجماً بارعاً سعدت عندما ترجمت معه ومع مجموعة أخرى من الأكاديميين الوثائق البريطانية عن السودان ذلك العمل الضخم الذي أشرف عليه وموله الأستاذ محمود صالح عثمان صالح راعي مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي. وقد سرني ما ذكره لي الأخ محمود بأن مركز عبد الكريم ميرغني سيتولى أمر مؤلفات القدال بإعادة نشرها ونشر ما لم ينشر بعد.
    كذلك خرج القدال عن محيطه الجغرافي وكتب عن تاريخ اليمن بحكم صلاته الوثيقة بهذا القطر وتدريسه بجامعاته. وقد احتضنت اليمن علمه بعد أن فصل عن العمل في قسم التاريخ عام 1992 وكم شهد قسم التاريخ بعد عودة القدال لموقعه عدداً من الطلاب والطالبات من اليمن يجوبون ردهاته في رفقة محمد سعيد الذي لم يبخل بمساعدتهم ولم ينس رد الجميل في تيسير إجراءات تسجيلهم بكلية الدراسات العليا في مناحي شتى من الدراسات الإنسانية والتربوية.

    القدال مؤرخ متنوع كتب في موضوعات كثيرة يشد القارئ إليها بسلاسة أسلوبه وتخير مفردات عذبة ومعبرة. لم يثنه تكاثر العلل عن الحياد عن عشق الكتابة فكان يكتب في ظروف صحية حرجة وأرهقت القراءة والكتابة نظره ولم يستكن. وهو الذي خرج عن دائرة الأميين في الحاسوب وقد تجاوز الستين من العمر مستخدماً معالج النصوص في طباعة ما يؤلف.

    رحل القدال عن هذه الدنيا صفر اليدين من المال لكنه دفع ضريبة الوطن كاملة من غير نقصان بتخريج أجيال من الطلاب والطالبات زودهم بالعلم النافع ودروس قيمة في حرية التعبير والبحث العلمي، وبأسلوب راقي في التربية وحسن المعاملة لم ينهرهم ولم يقهرهم ونقل إليهم رسالة العلم دون رهبة وخوف.كان ذلك جزء من منهج تربوي عالي المستوى اختطه في منزلهم حيث يُشهد وأشهد لكريماته ونجله الوحيد بحسن التربية.

    بسط القدال وجهه لزملائه وطلابه فكسب ودهم وألان لهم الكلام فحبوه وتواضع لهم فأجلوه. ترك ذكرى ثرة عطرة بناها بإنجازاته العلمية وبعلاقاته الاجتماعية والإنسانية المتميزة وبكرمه الفياض. وعلى الصعيد الشخصي سأظل أذكر له مواقف إنسانية كثيرة منها احتفائه بي بمنزله مشجعاً مؤازراً نيلي الدرجات العلمية وكان هكذا في التعامل مع طلابه وزملائه. كذلك العربة "السوزوكي" التي اجتهد معنا في اقتنائها بأقساط مريحة من شركة باعبود درءً للإحباط الذي ألم به يوم عودته من اليمن عند مشاهدة "الفولوكسواجن" القديمة قابعة بقسم التاريخ كما ذكر مداعباً!

    سنظل نفتقد القدال في قسم التاريخ وسيبقى مكانه شاغراً ونفتقد وقع أقدامه المتميز في ممراته والمرح وروح الدعابة. لم يهنأ القدال ولا قسم التاريخ بدرجة الأستاذية التي ترقى إليها مؤخراً وكان أهلاً لها منذ وقت طويل فكان الموت أسرع وجاء مباغتاً حين رحل القدال وما ودع الحبان في قسم التاريخ. رحل القدال وترك لنا مهمة شاقة هي مواصلة الكتابة عن حقب تاريخ السودان الحديث ما بعد الاستقلال فهل سنقدر على مواصلة المشوار وإنجاز هذه المهمة؟

    كان يوم الأربعاء الماضي ثقيلاً على نفسي عندما دخلت القاعة 122 بكلية الآداب على طلاب السنة الرابعة بقسم التاريخ بخطى متثاقلة لأدرس مادة الإمبريالية والقومية في السودان التي كان يدرسها لسنوات طويلة. وظللت ألمح شخصه من خلال النافذة ودبيب أقدامه عندما أتى يوماً وأنا أدرس في نفس القاعة لأبلغ اعتذاره لطلابه عن المحاضرة بسبب سرقة سيارته الداتسون التي حصل عليها بشق الأنفس وبأقساط لم تكتمل بعد. وعندما ضجت القاعة بالضحك عندما اتصل مرة أخرى مخبراً بأنه نسى العربة في محطة الخدمة اليوم السابق وتذكر ذلك بعد أن أبلغ الشرطة. هكذا كان القدال بسيطاً وعفوياً ومرحاً.

    رحل القدال العالم المتواضع لين المعشر وترك مؤلفات عديدة في تاريخ السودان وأبحاث منشورة وغير منشورة ومقالات عديدة في الصحف السيارة عالج فيها موضوعات ملحة مترعة بهم الوطن الذي أثقل كاهله. وله الآن كتاب معد للطبع. فهل يموت مثل القدال؟ بالتأكيد لا ولم أجد ما أتمثل به أبلغ من قول الراشد الرابع علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: "العلم خير من المال لأن المال تحرسه والعلم يحرسك والمال تفنيه النفقة والعلم يزكو على الإنفاق، والعلم حاكم والمال محكوم عليه، مات خازنو المال وهم أحياء والعلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة وآثارهم في القلوب موجودة" رحل القدال لكنه ترك أثراً وإرثاً. وهو بلا شك علم من أعلام التاريخ وعلم التاريخ في بلادي.

                  

02-26-2008, 10:52 PM

esam gabralla

تاريخ التسجيل: 05-03-2003
مجموع المشاركات: 6116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    سلام عدلان

    العزاء لينا و ليكم في فقدنا العظيم...متاخرة شوية ...

    يبقي لنا ان استاذنا سيبقي بقدر "الوعى الذى قدمه ما استطاع"

    ممكن التلفون على الايميل؟


    من اميز ما قرات عن الفقيد هو ما كتبه اخونا و اخو صاحبنا ود العمدة احمد ابوشوك (مافي داعى للالقاب يا احمد)

    انقل مقاله هنا لانه يضئ بشكل جيد سيرة وانجاز استاذنا القدال .... شكرا لاحمد
    تعازى لنازك لحين ان نتتلفن

    سلام للجميع

    موت مؤرخ: البروفسيور محمد سعيد القـــــدال (1935-2008م)... أحمد إبراهيم أبوشوك

    Quote: موت مؤرخ
    البروفيسور محمد سعيد القدَّال (1935-2008م)

    أ.د. أحمد إبراهيم أبوشوك

    في فراش موته بمدينة حمص السورية سنة 642م قال الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه: "لقيت كذا وكذا زحفاً، وما في جسدي شبراً إلا وفيه ضربة بسيف، أو رمية بسهم، أو طعنة برمح، وها أنا أموت على فراشي حتف أنفي كما يموت البعير." ها هو الأستاذ الدكتور محمد سعيد القدَّال يموت، كما مات خالد بن الوليد، على فراشه بالخرطوم في السادس من يناير 2008م، بعد سنين الشقاء والعنت الطوال التي قضى بعضاً منها في سجون الأنظمة الشمولية في السودان، وكتب عنها كتابه الموسوم بـ "كوبر: ذكريات معتقل سياسي في سجون السودان"، واستهل ذلك السفر الفريد في موضوعه بإهداء معبِّر: "إلى أمي زينب، وزوجتي فاطمة، وعبرهما إلى أمهات وزوجات الشهداء والمعتقلين، فقد وقع عليهن عبء تلك السنوات العجاف، فحملنه بجلد." وبعضاً من تلك السنوات العجاف قضاها القدَّال في ظل اغتراب قسري فرضه سلاح الصالح العام الذي طال جامعة الخرطوم في مطلع تسعينيات القرن الماضي، ودفعه إلى طلب الجوار بأرض اليمن السعيد، حيث كان عزاؤه الوحيد تسامراً مع رفاق الصبا في أرض المكلا الوفية، وتوثيقاً لذكريات والده الشيخ سعيد القدَّال باشا، الذي يُعدُّ بلا منازع مؤسس التعليم المدني في المكلا في خمسينيات القرن الماضي، مفتشي التعليم المدني ووزير السلطنة القعيطية في حضرموت.
    مات القدَّال، وكان موته "موت دنيا" من منظور الدكتور عبد الحليم محمد ومحمد أحمد المحجوب، و"موت حلم" حسب رؤية غراهام توماس، و"موت مؤرخ" من وجهة نظر زملائه في المهنة وطلابه الذين نهلوا العلم من فيض عطائه السابل. عاصرناه ونحن ثلة من الطلبة المشاكسين في جامعة الخرطوم في النصف الأول وجزءاً من النصف الثاني من عقد الثمانينيات (1982-1986م) بقسم التاريخ، كلية الآداب، جامعة الخرطوم. وكان وقتها يدرسنا مادة تاريخ السودان الحديث، وكنا نتحلَّق حوله ونتحاور معه حواراً ساخناً وممتعاً، لأنه كان يجرح ثوابت معرفتنا الضامرة عن تاريخ السودان، ويعتبرها متغيرات في عرف التاريخ، بحجة أن المتغيرات تتجدد تبعاً لتجدد حركة الزمان والمكان، وتتأثر سلباً وإيجاباً بجدلية التحدي والاستجابة المصاحبة لكل حدث تاريخي، وتتفاعل من العلاقة الثلاثية الجامعة بين وسائل الانتاج والقوى المنتجة وعلاقات الانتاج الجامعة بين كليهما. كنا نحسب أن تناوله للتاريخ بهذه الكيفية ومن هذه الزوايا المتعددة فيه طمس لمعالم تاريخنا الحديث، الذي كنا ننظر إليه من خلال صور نمطية مقدسة ومثقلة بعطاء أبطاله الملهمين الذين وضعهم بعض المؤرخين والرواة خارج أرحام مجتمعاتهم المحلية، ودثروهم بقيم المثالية الهجيلية في صراعهم وتدافعهم مع حركة المجتمع البشري والظروف البيئية المحيطة به. أضف إلى ذلك أن مثل هذا الطرح الجديد كنا نحسبه يتعارض مع قراءاتنا المتواضعة لأدبيات بعض الإسلاميين أمثال محمد قطب، وكتابه "التفسير الإسلامي للتاريخ". فكان هذا الواقع الأيديولوجي يدفعنا للمجادلة معه حول أدبيات حسين مروة التي تنظر إلى التاريخ الإسلامي من منظور مادي جدلي، وكنا نختلف معه في تفسير بعض القضايا التاريخية، إلا أنه كان معلماً كفؤاً، يؤمن بأدب الخلاف الذي لا يفسد للود قضية. ومن ثم توثقت العلاقة بيننا وبينه داخل قاعات الدرس وخارجها، وأضحت صلتنا به قوية، لأننا استفدنا منه كثيراً، وتعلمنا منه ما لم يجنه زملاؤنا في الجامعات الأخرى، لأن حوارنا معه كان حواراً فكرياً بحتاً، أخرجنا من قوقعة تفكير النسق والرؤية الأحادية لتفسير مفردات التاريخ الإنساني إلى رحاب الاعتقاد المعرفي بإن القراءة التاريخية لأحداث الماضي البشري تحكمها منطلقات شتى، تختلف باختلاف التوجهات الفكرية للباحثين، ودرجة استيعاب القُرَّاء للمادة التاريخية التي يعرضونها، فالإطار الفكري لكل باحث يمثل البِنْية التحتيَّة التي يقوم عليها صرح مفردات الحدث التاريخي المُدوَّن من وجهة نظر ذلك الباحث، الذي يستقي مرجعيته من تراث الماضي وفق حزمة من الأسئلة المتأثرة بإسقاطات الحاضر، والمرتبطة بقضايا الـهُويَّة، والأصالة، وإثبات الوجود البشري الفاعل في تحديد مسارات حياة الناس العامة والخاصة. ومن ثم كان القدَّال يؤكد دوماً أن القراءة التاريخية الفاحصة يجب أن تكون قراءة شاملة في إطار ظروف العمران البشري الذي تشكلت فيه أحداث الماضي، ومن خلال فهم ثاقب للمقاصد الكامنة وراء تلك الأحداث، بعيداً عن إسقاطات الحاضر المعشعشة في مخيلة التراث الشعبي. وبهذه الكيفية ، حسب وجهة نظر القدَّال، يستطيع المؤرخ أو طالب التاريخ أن يسهم في تأسيس وعاء معرفي لفهم الجوانب التاريخية التي لديها حضور كثيف في تشكيل مفردات الحدث التاريخي المعاصر.
    ووفق هذه الرؤية الثاقبة والفهم الشامل لحركة التاريخ كان الأستاذ القدَّال يحدثنا دوماً عن المدرسة التاريخية السودانية، ويثـمِّن جوانبها الايجابية المرتبطة بتوثيق تاريخ السودان بعيداً عن تُرُّهات الكتابات الاستعمارية ومناهجها المشوهة للتاريخ السوداني، إلا أنه كان يعيب منهجها القاصر على المصادر التاريخية المكتوبة، والسافهة للروايات الشفاهية ودورها في إعادة صياغة التاريخ الإنساني، لذا يصف قراءتها لتاريخ السودان بأنها قراءة سكونية، لأنها لا تربط الحدث التاريخي الفوقي بجذوره الاجتماعية الدنيا، وتقومه في إطار القوانين الداخلية لعملية الانجاز الفكري وطبيعة القوانين العامة التي تحكم حركة الواقع الاجتماعي. ولذلك يعتقد القدَّال أن منهجها قد تأثر بالتناول الأحادي للظواهر التاريخية، فأصبح الحدث التاريخي في أدبيات روادها منبت الصلة بالظروف الموضوعية التي شب فيها، ومجرداً من تفاعلات الحركة الاجتماعية الدائمة وانفعالاتها. وهنا يصف القدَّال المدرسة التاريخية السودانية بأنها أُسست على منهج أيديولوجي برجوازي، يميل انصاره إلى تسليط الضوء على الفرد ودوره البطولي في صناعة الفعل التاريخي، دون سبر غور حركة المجتمع الذي يمثل أساس البنية التحتيَّة لمفردات الفعل التاريخي. وبهذا النظرة الفوقية، حسب القدَّال، تدثر التحقيب التاريخي لتاريخ السودان بنوع من السطحية والنمطية المملة: العهد المروي الأثني، والممالك المسيحية، والممالك الإسلامية، والحكم التركي المصري، والحكم الثنائي، والسودان المستقل. ويرى القدَّال أن مثل هذا التحقب جاء متناقماً مع الانظمة السياسية أو فترات الحكام في السُلطة دون أن يعير انتباهاً موضوعياً لواقع السواد الأعظم من الأهلين، وبلغ الاسفاف درجة عندما قسم بعض المؤرخين تاريخ الحقبة التركية (1821-1881م) إلى عهد محمد علي، وعهد عباس، وعهد محمد سعيد، وعهد الخديوي إسماعيل. ويحدثنا القدَّال ساخراً وجارحاً في شرعية هذا التحقيب الفوقي بقوله: كأن تغيير هؤلاء الحكام في مصر يعني تغيير السياسية الاستعمارية في السودان، وتغيير التركيبة الاجتماعية ومفرداتها الاقتصادية والثقافية والدينية بطريقة نمطية لا يقبلها المنطق السليم. وبإثارة مثل هذه القضايا المثيرة للجدل والجرج والتعديل في موروثات المدرسة التاريخية السودانية كان القدَّال يلقي جملة من العبارات الناقدة في بركة أفكارنا الساكنة، ويعكر صفوها، ويدفعنا لمزيد من القراءة والتحصيل، ولمزيد من الجُُرأة في سماع الرأي والرأي الآخر، ومقارعة الحجة بالحجة خارج إطار تفكرينا السكوني النمطي الذي ورثناه من مؤسساتنا التعليمية القائمة على التلقين دون التفكير والتفكُّر.
    هذا هو القدَّال الذي عرفناه في جامعة الخرطوم، وتركناه عام 1987م يصول ويجول في أروقة قسم التاريخ وقاعاته، إلا أنني كنتُ أسعد حظاً من زملائي الآخرين، لأن الأقدار هيأت ليَّ لقاءات أخرى بالقدَّال في رحاب جامعة بيرقن بالنرويج وجامعة درم بانجلترا، وفي تلك الفترة كنت مشغولاً بإعداد أطروحة لنيل الماجستير وبعدها أطروحة الدكتوراه، وكان القدَّال يعلق بمُلُحةٍ وسخريةٍ محببة إلى نفسي على ذلك الواقع الرهق من عناء البحث ووعثاء التحصيل بقوله: "والساقية لسع ولسع مدوره ... وأحمد وراء التيران يخب". وقبل أن يكمل أحمد مشواره مع الثيران ويصبح حراً طليقاً، رُفت القدَّال بقرار جمهوري من جامعة الخرطوم، ومعه تلميذته الدكتورة فدوى عبد الرحمن علي طه التى آثرت الهجرة مع زوجها الدكتور المقداد أحمد علي إلى المملكة العربية السعودية، وفي حي العزيزة بمكة المكرمة انجزت كتابها الموسوم بـ "كيف نال السودان استقلاله: دراسة تحليلية لاتفاقية 12 فبراير 1953م"، أما أستاذنا القدَّال فقد حط رحاله برهةً من الزمن في سجن كوبر العمومي مع رهط من الرفاق، ومنه حمل عصا الترحال على العاتق مهاجراً إلى أرض اليمن السعيد، حيث سيرة والده الشيخ سعيد القدَّال باشا العطرة، وعصبية آل باعبود الذين تربطه بهم علاقة نسب وطيدة، وله مودة لهم، ومنهم رحمة. وفي تلك الفترة العامرة بتحديات الاغتراب والبُعد عن الوطن ودفء الأسرة انجز القدَّال سلسلة من الكتب المهمة، وأذكر منها: الإسلام والسياسة في السودان:621- 1985م، (1992م)؛ والانتماء والاغتراب: دراسات في تاريخ السودان (1992م)، وتاريخ السودان الحديث، 1821-1956م (1993)؛ والشيخ القدَّال باشا: معلم سواني في حضرموت (1997)؛ وكوبر: ذكريات معتقل سياسي في سجون السودان (1997)؛ والسلطان علي بن صلاح القعيطي: نصف قرن من الصراع السياسي في حضرموت (1998)، والمرشد إلى تاريخ أوربا الحديث: من عصر النهضة إلى الحرب العالمية الثانية (1998)؛ ولم يصرفه هذا الزخم الأكاديمي من الحديث عن "القات (1999م)"، وأهميته في مجالس أنس اليمنيين وجلساتهم الرسمية وغيرها. وفي هذا المقام لا أود أن أعلق على هذه الباقة الرائعة من مختارات القدَّال، بل آثر الحديث عن كتابين لهما وقع خاص في نفسه، وهما: القدَّال باشا وسجن كوبر.
    وحميمية الشيخ القدَّال باشا إلى نفس محمد سعيد تتجلى في إهدائه الرقيق ذي العواطف الجياشة: "إلى إخوتي نفيسة، وفاطمة، ومريم، ورجاء، ومحمد الحسن، وإحسان. هذه ومضات من سيرة والدنا، أهديها إليكم لأنكم أكثر من عايشه حيَّاً، وأكثر من أحس وحشة فراقه، وأكثر من طافت به الذكرى بعد رحيله، فعسى أن تعيد إليكم بعض انسام شمائلة العطرة." وقف الدكتور محمد خير عثمان عند السفر وقرأه بتمعنٍ، ثم نشر عنه مقالاً في صحيفة الخرطوم، بعنوان "الشيخ القدَّال وحالة اغترابه الفريدة". وبعد مقدمة قصيرة لحياة الشيخ المترجم له طرح سؤالاً عن قضية اغترابه بحجة أنها مشروع " بحث عن المنهجية لدراسة ظاهرة الاغتراب عموماً"، الاغتراب الذي يعتبره الكاتب "واقع غير طبيعي في حياة الإنسان لأنه يحاول اقتلاعه من بيئته الطبيعية إلى بيئة أخرى غير مألوفة لديه". ويؤمن على أن هذه الظاهرة لها تأثيرها على حياة المغترب والمقيم في أرض الوطن، ودرجات التأثير تنعكس سلباً وإيجاباً على حياة الفرد والمجموعة، ثم يتبلور بعض عطائها في شكل أنماط اجتماعية ونفسية وإبداعية يدور معظمها في فلك الاغتراب نفسه.
    ونشرتُ تعقيباً على مُدارسة الدكتور محمد خير عثمان في صحيفة الخرطوم، وتقاسمت معه الرأي أن ظاهرة الاغتراب لم تجد الاهتمام الكافي من الدارسة العلمية التي تقودنا إلي تحديد أبعادها المختلفة، وكيفية توظيفها توظيفاً موضوعياً حسب احتياجات البلاد، ثم معالجة الآثار السلبية الناجمة عنها، إلا أنني خرجتُ بفرضية أخرى تقضي بأن اغتراب الشيخ القدَّال ينبغي أن ينظر إليه باعتباره ضرب آخر من ضروب الاغتراب التي نتحدث عنها، لأنه يمثل الوجه الإبداعي المشرق قبل أن يكون الاغتراب ظاهرة جمعية لها أبعادها السلبية المختلفة على الفرد والمجموعة. وحاولت في هذا المضمار أن اقتبس طرفاً من سيرة الشيح القدَّال التي خطها يراع ابنه محمد سعيد، وذهبتُ إلى القول بأن الشيخ القدَّال شد رحاله إلي أرض المكلا بطلب من ممثل الحكومة البريطانية على محمية عدن، الذي حاول جاهداً أن يستفيد من خبراته التربوية والتعليمية في وضع قواعد التعليم المدني وتأهيل بنياته الأساسية. أخذ الشيخ القدَّال هذه المهمة على عاتقه انطلاقاً من إيمانه الراسخ بأنه سيقدم خدمة جليلة إلي شعب شقيق يحتاج إلي خدماته، وبقناعة تامة أن هذا العطاء سيحتاج إلي نوع من التضحيات والمجاهدات. وتبدو هذه التضحيات بهجر الوطن الذي كان غنياً بموارده المادية والبشرية ومحط رحال لذوي الحاجيات. فمن هذه الزاوية تختلف دوافع اغتراب الشيخ القدَّال من دوافع اغتراب ابنيه محمد سعيد إلي عدن (آنذاك) ومحمد الحسن إلي إنجلترا وغيرهم من المهنيين من أبناء السودان الذين بفضل هجرتهم اصبح الاغتراب ظاهرة عامة تدثرت ببعض الدوافع السياسية والاقتصادية. وكانت مجاهدات الشيخ القدَّال تكمن في إقناع أهل المكلا بأن التعليم المدني لا يفضي إلي إفساد أخلاق أبنائهم ولا يبعدهم عن واقعهم الاجتماعي وقيمهم الإسلامية، بل سيمهد لهم الطريق نحو الرقي والتقدم. لكن هذا الإطار النظري كان يحتاج إلي إنسان يؤمن بالقضية ولديه القدرة على تغيير النظرة الحضرمية الرافضة للتعليم المدني آنذاك. ومن خلال مطالعتنا لسيرة الشيخ القدَّال باشا التي نسج أطرافها وجمع شملها أبنه الدكتور محمد سعيد يمكننا القول بأن الشيخ القدَّال كان أنساناً يتحرك من واقع فرضية الأستاذ العقاد التي تقضي بأن "أجمل ما في الحياة الدنيا هو أسوأ ما فيها، وأسوأ ما فيها هي تحدياتها" ، علماً بأن تقدم الشعوب والأفراد يقاس على مدى قدرتهم على فهم التحديات ووضع الحلول المناسبة لها. هذا الفهم الواقعي مكّن الشيخ القدَّال من كسب ود السادة الحضارمة الذين اجمعوا على أنه لا يمثل امتداداً استعمارياً في بلادهم ولا يتبنى خطة تعليمية تفضي إلي إفساد أبنائهم وفلذات أكبادهم، بل هو معلم من طراز فريد غايته المصلحة العامة واستقامة الحال المعرفي وتثقيف الواقع الاجتماعي. وبهذه الشهادة يعد عطاء الشيخ القدَّال عطاءً مؤسسياً أهلَّه ليتقلد منصب مفتش التعليم المدني ووزير السلطنة القعيطية في حضرموت آنذاك.
    وعندما أكمل الشيخ القدَّال مهمته بالمكلا رفض العرض الذي قُدم إليه من دولة قطر الشقيقة بحجة أنه يريد أن يسهم في دفع عجلة النماء والتطور في بلاده حديثة العهد بالاستقلال. عاد إلي أرض الوطن عام 1957م وعرض عليه أن يكون سفيراً للسودان في المملكة العربية السعودية إلا أنه رفض العرض، متعللاً بأنه لم يكن الشخص المناسب للوظيفة المعنية بالأمر. أخي القارئ الكريم أنظر إلي هذا الموقف النبيل وقارنه بينه وبين واقع الحال في بلادي اليوم، حيث أضحي الجميع يوقدون البخور تحت أرجل أصحاب السلطان ليتسنموا وظائف تربو على هاماتهم المعرفية، ولا تتناسب مع خبراتهم العملية . هكذا انفرط عقد النظام في كثير من البلدان التي لا تؤمن بمفهوم الشخص المناسب في المكان المناسب، وكانت حصيلة هذا التوجه تدنياً في العطاء وقيم ضبط الأداء في مؤسسات الدولة، ولا شك أن ضحية هذا التسيب هو المجتمع المدني بقطاعاته المختلفة.
    هكذا عاش الشيخ القدَّال معلماً ومربياً بكل ما تحمل هاتان الكلمتان من معان وقيم إنسانية صادقة، ومات معلماً ومربياً حيث قضي باقي عمره الزاخر بالعطاء والإنجاز في مدينة كسلا، باعتبارها مسقط الرأس ومقطع السرة، وباعتبارها أحد معاقل الطريقة الختمية التي ينتمي إليها روحياً. ومن هذه الزاوية كان يؤمن أن مدينة كسلا لها في عنقه يد سلفت ودين مستحق، ومن واجبه أن يسدد فاتورة هذا الدين سواء كان معلماً في معهد معلميها أو عضواً في مجلسها البلدي. وربما يتساءل القارئ الكريم لماذا الإطالة عن الشيخ القدَّال والحديث عن ابنه محمد سعيد، فأرد عليه من واقع فهمي المتواضع لسيرة الشيخ القدَّال بأن سيرة الابن محمد سعيد كانت امتداداً لسيرة والده، لأنها تطابقت معها في أكثر من موضوع، ورشفت من رحيقها الدافق، علماً بأن محمد سعيد أيضاً عاش معلماً ومات معلماً.
    أما سفر الأستاذ القدَّال عن سجن كوبر، فهو سفر فريد في موضوعه، ويُعدُّ بلا منازع ضرباً من ضروب الذكريات التي تخلو منها المكتبة السودانية، لأن كثيراً من الناس يعتقدون أن توثيق مثل هذه التجارب من تاريخ حياتهم ليس بالأمر المهم، وإن الخوض فيه نوع من النرجسية والاعجاب بالنفس، وقد ظل هذا الفهم قائماً في مخيلة بعض الناس إلى أن كسر القدَّال هذا الحاجر بقوله: "الغرض من كتابة هذه الذكريات أن اسجل جانباً من فترة لها أهميتها في مجرى الصراع السياسي في السودان. ولعل هذا التسجيل يستفز أولئك الذين عاشوا التجربة بعمق أكثر من معايشتي لها، ويكتبون عنها، ويتخلون عن التواضع ونكران الذات، فهذا تراث من حق الاجيال القادمة أن تقف عليه، لعله يثرى جانباً من حياتها. وعندما يحين الوقت لكتابة تاريخ الاعتقال في السودان تصبح مثل هذه الذكريات مادة لكتابة ذلك التاريخ." وفي ضوء هذه التوطئة قسم القدَّال ذكرياته في سجون السودان إلى خمسة حقب رئيسة، شملت فترة اعتقاله من 22 يوليو 1971م إلى مايو 1973م، وفترات اعتقاله المتقطعة في الأعوام 1976م، و1979، و1981م، ثم بعد ذلك حاول أن يعطى وصفاً حياً للتركيبة الديمغرافية لسكان السجن، ورتب السجناء ودرجاتهم، وطبيعة العلاقات التي نشأت بينه وبين رواد السجن الآخرين وحراسهم، وطبيعة المناشط التي كانوا يمارسونها داخل السجن للترويح عن أنفسهم، وطبيعة المعاملة الإنسانية داخل السجن من قبل السجان وصاحب السجن. وفي هذا الكتاب حاول القدَّال أن يقدم وثيقة إدانة تاريخية لنظام جعفر النميري والذين تعاونوا معه من كل ألوان الطيف السياسي السوداني، ويعتقد أن هذه الإدانة التاريخية تختلف عن الإدانة في ساحات القضاء، لأن حيثياتها تقوم على معلومات مهمة ظلت مغيبة عن ساحات القضاء وعلم الرأي العام، ولا يدرك ظلاميتها إلا أولئك الذين تكرعوا مرارة أيامها العجاف. وفي خاتمة هذا الكتاب يتحدث القدَّال عن الدورس والعبر من الاعتقال، فينوه على أهمية الصبر والمرونة والقدرة على التكيف مع بيئة الاعتقال، لأن السجن يخرج الإنسان من محيط الحياة العادية التي يألفها إلى نمط حياة غير مألوف له، يقع خارج المجرى العام لحياة الناس. ثم يحث السجناء على ضرورة ترتيب الحياة وتنظيمها داخل السجن، فلا شك أن هذه الرؤية الثاقبة هي التي مكَّنته من انجاز جزء مهم من كتابه القيم: تاريخ السودان الحديث، 1821-1956م، الذي أضحى مرجعاً مهماً للدارسين في تاريخ السودان.
    إن المؤلفات التي أشرتُ إليها أعلاه لا تمثل إلا جزءاً من عطاء القدَّال الدافق، فبجانب ما ذُكر نلحظ أن القدَّال قد وثق لتاريخ المهدية بصورة غير مسبوقة، وأفرد طرفاً من أبحاثه إلى تاريخ الحزب الشيوعي السوداني، وشخَّص الجذور التاريخية لانهيار الاتحاد السوفيتي في مقال جيد الصِنعة، أعطاني منه نسخة في تسعينيات القرن الماضي، وأطلع على هذا المقال حديثاً القارئ الحصيف الأستاذ محمد عباس (نصر)، ونال أعجابه، إلا أنه لم يجد للرفاق عذراً لحجبهم هذا المقال الجيد عن شباب الحزب الشيوعي، فعزى هذا الموقف السالب إلى اعتقادهم المخجل بأن "الثورة البلشفية هى أحدى الأبقار المقدسة عند الشيوعيين"، فلا يجور الحديث عنها، ولا يجوز مسها من قريب أو بعيد. فالقدَّال حقاً تجاوز هذه القدسية، وفصل بين انتمائه الأيديولوجي ومنهجه التاريخي عندما حلل الاسباب الكامنة وراء انهيار الاتحاد السوفيتي، وذلك في ضوء قراءة تاريخية حاذقة، بيد أنها لم تكن مقبولة في نظر أولئك الذين يقدسون الثورة البلشفية، ولا يدركون أن قراءة التاريخ شيء والاعتقاد الأيديولوجي شئ آخر.
    وبناءً على هذا الفصل المنهجي الواضح استطاع القدَّال أن ينقل أطروحة الباحث الأمريكي جون فول عن تاريخ الطريقة الختمية إلى اللغة العربية، وينشرها عام 2003م، لأنها حسب مبلغ علمه أطروحة مهمة في تاريخ الطريقة الختمية، التي تُعدُّ من أهم الطرق الصوفية ذات الحضور السياسي الكثيف في السودان، ولأنها أيضاً تحمل جزءاً من تاريخ أسرته ذات الميول الختمية. وذهب القدَّال مذهباً أبعد ذلك عندما ألف بالاشتراك مع الدكتور عاطف عبد الرحمن صغيرون كتاباً في أدبيات الرأسمالية السودانية بعنوان: الشيخ مصطفى الأمين (1889-1998م): رحلة قرن من الغبشة إلى هامبرج. وكتب البروفيسور يوسف فضل حسن تقديماً ممتازاً لهذا الكتاب، جاء في بعض مقاطعه: "هذا كتاب ممتع غاية الإمتاع، وهو بحق إضافة جديدة للاهتمام المتنامي بكتابة السير، وتدوينها، ونشرها، وذلك بارتياد مجال جديد في مجال الشخصيات السياسية والأدبية، وهو قطاع رجال الاعمال والتجارة والصناعة، وهو مجال يكاد يكون التوثيق والتدوين والتاريخ فيه مهملاً في بلادنا. وقد تمكن المؤلفان القدَّال وعاطف صغيرون في تبويب سلس ومتسلسل من تبيان الجوانب الاجتماعية التي شكلت شخصية الشيخ مصطفى الامين، والتجارب التي مرَّ بها، وذلك في اسلوب ممتع مسترسل". ويختتم البروفيسور يوسف تقديمه قائلاً: "الكتاب جدير بان يحتل موضعه السامق في المكتبة السودانية، لما اتسم به من حسن اختيار المادة، وموضوعية الدراسة، وحسن التحليل، وجودة العرض، وسلامة الاسلوب." قسم المؤلفان سيرة الشيخ مصطفي إلى خمسة فصول. يقدم الفصل الاول خلفية تاريخية عن منطقة شندي والمتمة، الظروف التي تهيأت للرأسمالية السودانية في ظل الحكم البريطاني؛ ويتطرق الفصل الثاني إلى سيرة الشيخ مصطفى منذ ميلاده، وخروجه الغاضب من المتمة عام 1918م وحتى عودته الظافرة عام 1925م؛ ويعرض الفصل الثالث تكوين امبراطوريته المالية من شركيلة إلى الغبشة إلى هامبرج. وفي الفصل الرابع والخامس يعالج المؤلفان نشاطه السياسي والتعليمي، ويرسما صورة قلمية لشخصيته الفذه؛ ثم أخيراً ذيلا سيرة الشيخ مصطفي ببعض الملاحق، لعل أهمها نص المقابلة التي أجراها ونجت باشا مدير المخابرات المصرية مع مصطفى ود الأمين في مصر عام 1892م.
    في زيارتي الأخيرة للسودان دعاني القدَّال لتناول وجبة غداء بمنـزله العامر بحي الرياض، وذلك في يوم 17 نوفمبر 2007م، وحضر ذلك الغداء الأخير بالنسبة لشخصي مع أستاذي القدَّال الباحثة اليمنية الأستاذة فاطمة جبران، وزوجة القدَّال فاطمة باعبود، وابنته أميرة، وصهره الباشمنهدس محي الدين، ونفر آخر من آل القدَّال سقط اسمه سهواً، فمعذرة لذلك، وفي تلك الجلسة الأخيرة تناولنا الحديث عن موضوعات شتى ومشروعات بحث متنوعة، وعاجلته بالسؤال قبل أن ينفض سامرنا بأن يعطينى نسخة من سفره القيم عن الشيخ مصطفي الأمين، فاعتذر بنفاد الكتاب، فعوضاً عن ذلك أعطاني نسخة من كتابه الموسوم بـ السلطان علي بن صلاح القعيطي: نصف قرن من الصراع السياسي في حضرموت، الذي قدم له البروفسير صالح باصرة، مدير جامعة عدن آنذاك، ووزير التعاليم العالي في اليمن حالياً، بقوله: "إن كتاب السلطان علي بن صلاح القعيطي ليس سيرة شخصية لسلطان، أو أمير، أو سياسي فحسب، بل هو تاريخ نصف قرن من حياة حضرموت السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وهذا هو سر الاهتمام بالكتاب من المؤرخين، ومن الراغبين في التعرف على تاريخ حضرموت. ويمكن القول إن هذا الرابط بين الخاص والعام، وبين سيرة شخص وتاريخ منطقة، هو أمر يحسب لمؤلفي الكتاب القدَّال والقعيطي. وهو أيضاً أسلوب ومنهج متميز في كتابة تاريخ السير للشخصيات المؤثرة في حياة الامم والشعوب".
    هكذا كان البروفسير محمد سعيد القدَّال باراً بصداقاته دون حاجز عمري أو أيديولوجي يقلل من قيمة تلك العلاقة الإنسانية، وأريحياً في عطائه من غير منٍّ ولا أذى، ومبدعاً في انتاجه الأكاديمي الثر، لأنه صاحب منهج فريد، يصب في محيط المدرسة التاريخية السودانية، ويكسبها طعماً ومذاقاً خاصاً، لذا فقد علَّق البروفيسور أرون أيرش، عندما أخبرته بوفاته، قائلاً: "إن فقد البروفسور محمد سعيد القدَّال لم يكن فقداً لأسرته، أو لأصدقائه، أو للسودان فحسب، بل هو فقد للبحث الأكاديمي المتميز". حقاً أنه موت مؤرخ لا نعزِّي فيه، لكن فيه نُعزَّى. ألا رحم الله القدَّال رحمة واسعة بقدر ما أبدع، وبقدر ما ضحى، وبقدر ما أسهم في كتابة التاريخ وإعادة فهم التاريخ.
                  

02-27-2008, 01:53 AM

بكرى ابوبكر
<aبكرى ابوبكر
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 18779

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: esam gabralla)
                  

02-27-2008, 02:26 AM

ابوهريرة زين العابدين
<aابوهريرة زين العابدين
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 2655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: بكرى ابوبكر)

    الاخ عدلان تحياتي
    البركة فيكم وربنا يتقبله برحمته بقدر ما قدم لهذا الوطن فكم قرأنا كتبه وكم كان اعجابي بهذا التدقيق والصبر على التنقيب في اعادة كتابة تاريخ بلدنا بروح سودانية.. لم ار هذا البوست الا الآن فدائما ما ادخل على فترات متباعدة.
    مع شكري
    أبوهريرة
                  

02-27-2008, 03:20 PM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    الأعزاء عصام جبرالله ، وبكري أبوبكر وأبوهريرة زين العابدين،

    تحية لكم وعلى مروركم الكريم، البركة في الجميع والفقد واحد..

    بعد نشر كلمة د. محمد جلال أحمد هاشم هنا، سيتبقى لنا من توثيق كلمات التأبين، مساهمات الأستاذ عبدالحميد على، د.عبدالقادر الرفاعي، والبروفسور يوسف فضل، وقد تأخرتا ربما لأنهما مكتوبتان بخط اليد، وسأنشرهما حال حصولي عليها.

    .


    تم التعديل للتأكيد على نشر مساهمة البروفسور يوسف فضل التي قدمها في التأبين، فور حصولنا عليها.ً

    (عدل بواسطة عدلان أحمد عبدالعزيز on 02-28-2008, 04:08 PM)

                  

02-27-2008, 03:22 PM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)


    كلمة السّكرتير العام لاتّحاد الكتّاب السّودانيّين
    محمّد جلال أحمد هاشم
    السّكرتير العام


    الحضور الكريم، السّيّدات والسّادة؛ الرّجال والنّساء، الأولاد والبنات من أسرة الفقيد بروفيسور محمّد سعيد القدّال؛ الأساتذة الأجلاّء من رفقاء درب الفقيد في سلك العلم والبحث والتّدريس (مع الاحتفاظ بالألقاب الوظيفيّة والعلميّة الرّفيعة)؛ السّادة الحضور جميعاً من تلامذة وأصدقاء فقيدنا بروفيسور القدّال؛ السّلام عليكم ورحمة الله.

    نجتمع اليوم نتبادل الكلماتِ عسى بها تبترد الأفئدةُ والأنفسُ المكلومة. فالموتُ حقٌّ، نعم؛ بيد أنّ مثل هذا المنطق يقف عاجزاً أمام الحزن، حزن الموت. لقد مضى محمّد سعيد إلى ربِّه بعد حياةٍ حافلة، لا أرى لي من مزيدٍ فيها على ما ذكره المتحدّثون قبلي، فيها أنجب البنين والبنات والأحفاد، ثمّ العلمَ، فضلاً عن أبوّةٍ له في مقام العلم للعشرات والعشرات من تلامذة فصله وفكره. لقد مضى القدّال بعد سجلٍّ من الإنجاز حافل؛ ومع كلّ هذا ترك خلفَه كنانةً ملأى بالسّهام بعيدة المدى من نوع تلك التي تُصيب المباحثَ العويصةَ في مقتل. ولهذا نحن والله محزونون، محزونون لفقده. فهناك أُناسٌ لا تسعهم الحياةُ، إذ تضجُّ في دواخلهم، فتنبثق علماً، وخُلُقاً، وصُحبةً، ووفاءً، وزهداً، والتزاماً، ويسراً، وصرامةً، وصراحةً، وكياسةً، ثمّ تواضعاً، ثمّ فكاهةً. وهذا ما كان عليه حالُ فقيدنا. فقد كان بسيطاً غايةَ البساطة كما الأطفال؛ وكان عميقاً غاية العمق كما البحار. لم تفارقْ نظراتِه أبداً شقاوةُ الصّبا؛ ومع هذا كان وقارُ العلم والعلماء يُجلّلُ مُحيّاه.

    يا سادتي رُزءُ الجميع في فقد محمّد سعيد كبير ما في ذلك شكّ؛ وليس أقلّ من ذلك رُزْؤنا نحن في اتّحاد الكتّاب السّودانيّين لفقده. فهو ليس من جيل الرّعيل الأوّل فحسب، بل من جيل الآباء المؤسّسين، ذلك الجيل الألمعي الذي نَهَدَ لهذه المهمّة، مهمّة أن يكون هناك اتّحاد للكتّاب السّودانيّين، وذلك في عام 1986م. وقد شغل فقيدُنا بروفيسور محمّد سعيد القدّال منصب نائب الرّئيس للبروفيسور الرّاحل علي المك الذي رأَس الاتّحاد إلى لحظة حلِّه في عام 1989م. وكان البروفيسور علي المك نفسه قبل ذلك نائباً لأوّل رئيسٍ للاتّحاد، ألا وهو أستاذ الأجيال المرحوم جمال محمّد أحمد؛ كوكبةٌ بعضُها من بعض، أضاءت، ولا تزال، وستظلّ بإذن الله، تُضيء سمواتِ الفكر والكتابة كالنّجوم الزّاهرة، إلى أن يرث اللهُ الأرضَ وما عليها، وما الأمرُ إلاّ لله من قبلُ ومن بعدُ.

    لقد عاش محمّد سعيد ـ كما رأينا في إفادات أصدقائه وزملائه ـ حياةً حافلة بالعطاء والإنجاز؛ بيد أنّها لم تكن سهلة، بل ملأى بالصّعاب والمتاعب والسّجون التي قضى فيها الشّهورَ والأعوام. ومع هذا كان سعيداً بحياته، وحامداً لربِّه على ما واتاه، اسماً على مسمّى، فأنعم وأكرم. كان ريحانة المجالس، ما توسّط واحداً منها إلاّ وتفرقعت الضّحكاتُ والقهقهات. فقد كانت تواتيه النّكتة والتّعليقات الفكاهيّة السّاخرة عفو الخاطر دون أن يعمُد إليها، ودون أن يكون منتبهاً إلى أنّها كذلك. وعلى هذا كانت تفعلُ فعل السّحر في النّاس حولَه. كان يُحبّ النّكتة و"المقالب" حتّى لو كانت عليه.

    سيّداتي سادتي؛
    كثيرةٌ هي النّجومُ في السّماء من قبيل تلك التي ابتلعتها عدميّةُ الثّقوب السّوداء فلم تعد هناك، إذ اختفت علميّاً ربّما منذ ملايين السّنين. ولكن مع كلّ هذا لا تزال ترنو لنا من بعيد، وتُرسلُ لنا ضوءها. ويقيني أنّ فقيدنا البروفيسور محمّد سعيد القدّال هو الآن أحد أكبر هذه النُّجيمات البعيدة.

    ألا رحم اللهُ محمّد سعيد القدّال، وأسكنه فسيح جنّاته، وألهم آلَه وألهمنا معهم جميعاً الصّبرَ والسُّلوان ؛؛؛؛؛

    والسّلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاته ؛؛؛؛

                  

02-28-2008, 06:08 PM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    مشاركة د. عبدالقادر الرفاعي في تأبين بروفسور محمد سعيد القدال.
    قدمها نيابة عنه د. بابكر أحمد الحسن..

    برحيلك أطلقت روحي من الأحزان ما كان سجيناً
    أيها الأعزاء.. أسرة وأصدقاء وزملاء الراحل محمد سعيد القدال، ورفاقه في الحزب الشيوعي السوداني، أحييكم لأن هذه ليست ساعة للحزن وأقول أنها ساعة للمثل العليا.. وأقول:

    من ياحبيبي جاء بعد الموعد المضروب للعشاق فينا.. الليل عاد ولم أزل سهران أستجلي وجوه العابرينا.. فأراك.. لكن.. بعدما اكتحل المشيب وغضن الدهر الجبينا. وأقول أيضاً:
    أن محمد سعيد القدّال المؤرخ كان قد وضع نفسه أمام دلالات مهمة ربما لا نجد لها مثيلاَ في المصادر التاريخية التقليدية التي يعرفها الكثيرون.. فالوثائق والآثار والبرديات والمسكوكات كلها لن تعيننا من الحقائق التاريخية المجردة.. ودوننا لو أردنا نتاجه في كتب التاريخ والدراسات والأوراق التي ألفها وتركها وراءه شاهدة عليه وعلى جهوده العلمية والفكرية والسياسية .. الذي أود أن أضمنه الآن أن الدكتور الصادق أزرق وهو من طلاب القدال في مدرسة أمدرمان الأهلية الثانوية عام 1958، وكان القدال حديث التخرج في كلية الآداب قد التحق بالمدرسة الأهلية في 1958، وفي أول حصة درّسها بدلاً عن مدرس اللغة العربية الشيخ الصلحي، جاء القدال إليهم وكتب على السبورة؛
    شرقنا المجتر تاريخاً وأحلاماً كسولة
    وخرافات خوالي
    شرقنا الباحث عن كل بطولة
    في أبي زيد الهلالي..

    طلب القدالد من الطلاب كتابة درس في الانشاء، وكان إسلوباً جديداً ما ألفه الطلاب إلا على يديه.. لقد جسد القدال بمنهجه هذا، بأن حقائق التاريخ تعيننا على الإقتراب من الحقيقة التاريخية بصورة مجردة.. لكن الفنون، فنون القول وفنون الشعر، تساعدنا على الكشف عن روح العصر فضلاً عن أن الشعر يمكن أن يكون مصدراً مهماً للحوادث التاريخية الخالصة ويقدم الفنان ما يمكن أن نسميه التسجيل الفني للحدث التاريخي. وفي الحقيقة فإن القدال استخدم أدواته الفنية وصياغاته الجمالية وانطلق من اسار الحقيقة التاريخية المجردة الى شكل فني يكون اطاراً لخياله.. إذن نحن الآن في حضرة القدال المؤرخ الشاعر والشاعر المؤرخ.. وإذا راجعنا أوراقه التي تركها وراءه، سوف يتسنى لنا إصدار ديوان محمد سعيد القدال الشاعر، ولو تتبعنا العديد من كتاباته –مثلاً ما كتبه عن شاعر الشعب محجوب شريف- في كتابه الموسوم "كوبر.. مذكرات سجين سياسي" ودراسته النقدية للقصيدة الغنائية "السنبلاية" بجريدة الأيام عام 1987 وشاعرها أيضاً محجوب شريف، أو في رثائه لوالده الشيخ سعيد القدال، أو مراثيه المختلفة أو كتاباته عن جبل مرة أو وادي حضرموت وغيرها، سيكون بإمكاننا إبراز ذلك الجانب الهام في حياة ذلك الإنسان الخالد محمد سعيد القدال.

    وليس آخراً، رأيت أن أقدم محمد سعيد القدال الشاعر الأديب.. ويا قدال طبت حياً وميتاً يارفيق،

    أخوك عبدالقادر الرفاعي.
                  

02-28-2008, 08:40 PM

الفاضل الهاشمي

تاريخ التسجيل: 12-01-2004
مجموع المشاركات: 146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    Dear Adlan
    Albaraka feekum wa fina.

    I have been looking in vain for your phone
    &
    Nazik's phone number
    Since we met in Sudan in December, I lost the cellphone set in which I saved your phone number & could not find Ayman to get your phone number.
    Please email me at
    [email protected]
    &
    leave your phone & Nazik's phone as well.

    It has been a devastating loss to all of us.
    He was so close as we worked together 1983-1986. before that he was my teacher.
    Convey my condolences to Nazik until I talk to her.
    Yours
    Hashmi
                  

02-29-2008, 08:01 PM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    الأخ الفاضل الهاشمي، التحيات الطيبات.. البركة في الجميع والفقد واحد..

    أرجو أن إقامتك كانت طيبة وكل الأهل في الجزيرة أبا والخرطوم وبحري وأمدرمان، وجدتهم طيبين، وفي إنتظار إنطباعات مازن المصورة، تحياتي له ولنوال ونبتة. راجع إيميلك.

    كنت بصدد تجميع عدداً من طُرف وملح وتعليقات فقيدنا القدال، تلك التي تتميز بالعفوية والبساطة والعمق، وذات الدلالة.. خاصةً ممن عملوا معه أو كانوا طلابه، وأنت جمعت بين الإثنين، فأرجو أن تجد فسحة زمن للمشاركة في ذلك الجانب، وإيميلي، طرفك.
    .
                  

02-29-2008, 08:08 PM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    كلمة عبدالحميد علي، عن الحزب الشيوعي السوداني




    رحم الله البروفسير محمد سعيد القدال: العالم الفذ والمؤرخ الصادق والإنسان العظيم

    أيها الأعزاء
    أسرة المرحوم محمد سعيد القدال، وأصدقائه وزملائه وأهله.
    هذه مشاركة الحزب الشيوعي السوداني في هذه المناسبة الحزينة... فالقدال هو فقيد الحزب الشيوعي وأسرته وأصدقائه وفقيد لكل من عرفه ولكن القدال هو بالحق فقيد الوطن الكبير. نقول هذا لأن القدال كمؤرخ قد سعى لإبراز وقائع تاريخ السودان الحديث متخذاً من تاريخنا حلقات ممتدة يتصل اليوم فيها بالأمس وقد شغله هذا المفهوم التاريخي فحاول بلورة مشكلاتنا الوطنية المعقدة التي واجهتها بلادنا في تلك الفترة من نهاية القرن الماضي وأحداثها وبعد دخول الحقبة الإستعمارية وسحقها لاستقلالنا الوطني لتجتاز بلادنا مرحلة جديدة من تاريخها.. ومنذ ذلك التاريخ ومنذ هزيمة ثورة على عبداللطيف ومروراً بنتائج الحرب العالمية الثانية وبعد أن وضعت تلك الحرب أوزارها وإنتهاءً بالنضال الوطني الذي أفضى إلى استقلال السودان، وما تلاه من نضال شاق كان فيه السودان خارجاً لتوه من الإنتصار على الإستعمار ليبني دولة جديدة تبني المجتمع السوداني بكل الوسائل ولتمنح إستقلالنا مضموناً جديداً يواجه فيه مهام ما بعد الاستقلال ويحمل شعبنا رايات النضال الوطني مرحلة بعد مرحلة ويبني المجتمع الجدير بأن يعيش فيه السودانيون في ظل الحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية. هذه قصة طويلة كان للقدال فيها القدح المعلى مناضلاً فذاً في صفوف الحزب الشيوعي السوداني ومؤرخاً صادقاً إتخذ من حقائق العلم والمعرفة أداة لتفسير التاريخ وناشطاً ديمقراطياً في اسهامه في تنظيم حركة المعلمين بالمفاهيم التربوية والديمقراطية التي تدفع بحياة السودانيين في مكافحة الأمية وبالمجتمع في اتجاه يقوم على المعرفة والعلم... هناك إذن أكثر من بعد تاريخي ونضالي وسياسي وفكري نسجها القدال كلها معاً لتنتظم في نسيج حياته العامرة بالتضحية ونكران الذات وحب الشعب والوطن.

    لهذا ولغيره كان محمد سعيد القدال نجماً ساطعاً في تاريخ الحزب الشيوعي السوداني وفي سماوات الوطن.. وهو الرجل العظيم الذي أحب وطنه وأخلص لشعبه، واحترم علمه وما باع ضميره. أن يكرس وقته وجهده لخدمة السودان في نطاق حزبه وعلى اتساع رقعة بلادنا الطيبة.. لقد خلد نفسه ضمن الرجال القادرين على تحمل المسؤولية وأداء الواجب أنبل ما يكون أداؤه... ولأن القدال كان يدرك عظمة شعبنا فقد أخذ منه ما يعظم به شأنه فلم يبدو إلا في منزلة الرجل العظيم.

    لهذا أيضاً نال القدال نصيبه من ظلم الأنظمة الشمولية سجناً وإرهاباً وإعتقالاً وتشريداً ونفياً، فلم تلن له قناة ولكنها كلها نالت من صحته وعافيته وضربت قلبه الكبير الذي أحب الوطن والناس في الصميم.. وإذا كان القدال قد رحل بجسده فهو باق معنا في بحوثه وكتبه وسيرته العطرة، باق معنا في أسرته وأحفاده وباق معنا في لوحة الخالدين من رفاقه في الحزب الشيوعي.. باقي في وطننا العظيم الذي يمتليء بالرجال القادرين على تحمل المسؤولية للقيام بمهام شعبنا الجسام وعلى رأسها بناء الإشتراكية في المستقبل.

    وشكراً.
                  

02-29-2008, 10:29 PM

Abdalla Hussain

تاريخ التسجيل: 05-08-2004
مجموع المشاركات: 465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    الأخ عدلان

    أحرّ التعازي في فقدنا الكبير.
                  

03-01-2008, 09:17 AM

Omer Hummeida
<aOmer Hummeida
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 93

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: Abdalla Hussain)

    مقال في رثاء القدال نشر أمس الجمعة 29 / 2 / 2008 بصحيفة السوداني
    ذكريات وخواطر مع الراحل القدال

    عمر عبد الله حميدة


    المحاضرة الأولى

    أواخر عام 1985 جامعة الخرطوم كلية الآداب قسم التاريخ الذي اخترته لاحقا تخصصا رئيسيا لي بالجامعة دلف الدكتور محمد سعيد القدال إلي القاعة " ون او ثري " (103) بهدوئه العجيب وصخب حضوره الطاغي وشنطة بها بعض مسودات كتب كانت أولي محاضراتي طالبا في التاريخ الإسلاميكورس (السيرة النبوية وعهد الخلفاء الراشدين) وعجبنا أن المحاضر هو ذاته ذلك الشيوعي المعروف (كنا نعتقد أنه عضو في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي وهو اعتقاد كانت الجهات الأمنية تظنه كذلك ، رغم أن لجنة الحزب الشيوعي المركزية معروفة ومنشورة للقاصي والداني)


    كانت هي المحاضرة الأولي ومنها انطلقنا و به عرفنا " الاتجاه السائد في أخريات العصر الجاهلي نحو التوحيد " ودور ومكانة مكة الاقتصادي والاجتماعي وأثره على الدعوة الإسلامية ، وقضية الاختلاف حول اختيار الخليفة الراشدي الأول والرابع، ومعه رفرفنا بأجنحة المعرفة مع حسين مروة وكتابه المعجز (النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية) وقد أخبرني لاحقا بإعجاب لمع في عينيه أنه شاطر ذات يوم ـ وأظنه في موسكو ـ حسين مروة لثلاث ليال في غرفة فندق ناقشه في كتبه عن التراث وقضاياه ومنهج حسين مروة في تناوله تركيزا على سفره الأعظم النزعات المادية (للقدال دراسة عن كتاب النزعات المادية أظنها لم تنشر)


    كان ضحوكا في شرحه ميالا لكسر المسلمات مستفزا للعقول بكل غريب فدرسنا وعرفنا واستمتعنا بالمعرفة ، والأهم أنه دفعنا لمعرفة المزيد والبحث الجاد وهى مهمة الأستاذ الجامعي الرئيسية (فالجامعة أستاذ وطالب وكتاب والأستاذ والطالب ذاهبان والكتاب باق) كانت المفأجاة الأولي في محاضراته أنه كتب على السبورة أسماء ثمانية وعشرين كتابا ومرجعا أساسيا (لا زلت اذكر الرقم رغم مرور ربع قرن) قبيل بدء المحاضرة وأخرست الدهشة ألسنتنا وأقلامنا لهذا العدد المهول من المراجع (كان شحيحا في إعطاء الدرجات " فمن يجيب A عندي يعلقها في حيطة بيتو " كما كان يتندر ليس تنطعا أو غرورا بل دفعا للطلاب نحو المكتبة أما من تجرأ وأعاد له في ورقة الإجابة ما ذكره في المحاضرة فدرجته D مغلظة مع الرأفة) ولحسن حظي فقد نلت منه أربع " ايهات " علقتها سوارا حول عنقي أحتفي به إلي الآن !!!!



    المحاضرة الثانية :



    نمر عواد أحد زملائنا الفلسطينيين في القسم كان أحد حراس الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ، رمت به رياح الاجتياح الإسرائيلي للبنان في تونس مع رئيسه ثم الى السودان طالبا بكلية الآداب قسم التاريخ


    كان حفيا ومحبا للقدال وكان القدال به رءوفا رحيما ، فمن أين لنمر الفلسطيني بأسماء كعبد الله ود تورشين خليفة المهدي ، ويونس ود الدكيم ، وأبو قرجة ، والزاكي طمل ، ويعقوب جراب الرأي ، والأسماء الطلسمية الأخرى ؟ وأنى له أن يعرف توشكي ، وأم دبيكرت ، وكرري وهي ألفاظ خشنة على مسمعه لم يعتدها من قبل فكان "نمر " ذا حظ عظيم عند القدال فهو الطالب الوحيد ربما المسموح له بالتدخين في المحاضرة الممتدة لساعتين (في مكتب القدال) ومن نفس "علبة " البروفسير أحيانا ربما لأنهما اشتركا في الثورية ، ولأن القدال كعهده دائما لا يتمسك بالشكليات والرسميات ولعلمه أن طالبه كبير السن "نمر " كما يقول (يتحول لنمر حقيقي متحفز وقابل للاستفزاز دون " دخان ") وما كان نمر يرغب في الخروج من المكتب للتدخين خوفا من أن يفوت على نفسه ذاك السيل الجارف من المعرفة والمعلومات وكان بعض "مساخيطنا " على " حس الملوك يلوكو " من نفس علبة " البنسون " الذي كانت تباع "حبته " بخمسة قروش كاملات في مقهى النشاط القريب.



    المحاضرة الثالثة :


    في سنتنا الخامسة في القسم كان لابد من عمل بحث تكميلي للتخرج وفي أحد ممرات كلية الآداب بالجامعة ناقشته عن رغبتي ـ وأنا من يراه خير من كتب عن الشخصيات السودانية تاريخيا ـ في كتابة بحثي عن شخصية سودانية أي شخصية !!! المهم بحث وكفي ونخرج للعالم الفسيح حيث حلم الوظيفة وعالم المثال القدال بصرامة أكاديمية اعرفها فيه : أكتب عن أحمد خير المحامي (فل استوب) الدكتور ده مالو قلت في سري ؟ أحمد خير منو البكتب عنو ؟ ما أهو الصحفي الكبير اللامع المعروف بشير محمد سعيد طلع عنو كتاب قبل سنوات قليلة في ذكري مؤتمر الخريجين !!! راجعته مرة أخري : قلت ليك أكتب عن أحمد خير عشان تعرّف الناس بعلاقة الطبقة الوسطى السودانية مع السلطة وسبب تعاون أحمد خير مع العسكر وقد كان فمع أحمد خير المحامي عشت ثلث عمري الأخير بحثا للتخرج وماجستيرا وكتابات صحفية وغيرها وكان الزمن زمان ديمقراطية وحرية أكاديمية وكان مشرفي حتى اعتقاله و مسودة البحث بمعيته وقد صحح جلها قبل اقتياده للمعتقل.


    لم ابدأ في كتابة بحثي عن أحمد خير مباشرة حيث كلفني بقراءة ما لا يقل عن عشرين كتابا في كل شئ ثقافة قصص أشعار روايات فكر كل شئ من الجاحظ مرورا بصنع الله إبراهيم و زكي نجيب محفوظ حتى محمود العالم كل شئ سوي تخصصي أو أي مؤلف تاريخي أو ما سأكتب عنه لشهرين كاملين بغية تجويد اللغة ثم الانتقال عقب ذلك إلي ما عليّ من متطلبات للبحث فلاغرو أن أشادت لجنة الامتحان لاحقا ـ عقب تحويله لماجستير ـ بلغته. ولا عجب أن الناظر لمؤلفاته يجد فيها روح هذا الحذق والاهتمام وكثيرا ما كان يقول (تذكروا أن اللغة ليست لها أي دلالة طبقية) ولم نكن نفهم مقصده !!!



    المحاضرة الرابعة



    في إجازتي الماضية في السودان زرته في بيته رحب بي و سخر مني حينما طلبت منه مواعيد للزيارة أنت بقيت خواجة و للا شنو؟ تعال في أي يوم بس أوعك من الأحد و الثلاثاء و ذهبت إليه بصحبة صديق كان غرضي التهنئة "بالبروفسيرشب" التي نالها عن جدارة و استحقاق تتحدث بها مؤلفاته التي تزيد عن الخمس و عشرين، و بعد تأخير تسأل منه مؤسستنا الجامعية العريقة التي وصمها ذات يوم في خطاب لمدير الجامعة بعد فصله بأنها صارت "جامعة الرأي الواحد" و بعد استماتة طالبه في المدرسة الثانوية الذي تبوأ منصب مدير الجامعة لاحقاً، مغيراً أو محاولاً التغيير للقانون الجاحد الذي يحرم العاملين بالمشاهرة من درجة الأستاذية!!! فنالها قبل وفاته بعام أو يزيد قليلاً و نالها آخرون في جامعات بمقالٍ صحفي بائس!!



    استأذنته يومها أن أكتب عن "منهجه في كتابة تاريخ السودان" أو سمها مدرسته، وافق بشرط أن أكتب عن العام لا الخاص (فهو حريص دوماً على ربط التاريخ وحقائقه بالعام لا بالشخوص ودونك مؤلفه " المهدي لوحة لثائر سوداني" و كتبه الأخريات في السير) ، و قبلها ناقشته عن إمكانية الكتابة النقدية المقارنة بين كتابه عن والده شيخ القدال و كتاب الدكتورة فدوى عبد الرحمن علي طه عن والدها بحسبانهما مؤرخين كتبا عن أبويهما و دورهما السياسي و الاجتماعي في السودان و خارجه لاسيما أنه لم يكن يرى في كتابات السيرة السودانية (التي كتبها الساسة السودانيون) غبر المؤرخين ضعف و هزال حتى و صفها في أحد مؤلفاته بأنها كمصدر للتاريخ " ضعيفة بعضها لا قيمة له " الانتماء و الاغتراب صفحة 152 و شجعني كما فعلت الدكتورة فدوى قبله و لكن للزمان صروفه.



    المحاضرة الخامسة



    بعد أن قدم من الولايات المتحدة الأمريكية عقب تحضيره للماجستير عن الحركة الأفريقانية و انضمامه للحزب الشيوعي - كأول بادرة من سوداني قادم من الولايات المتحدة – رجا عبد الخالق محجوب أن يساعده في ابتعاث لروسيا لدراسة المادية التاريخية فقط لا غير (لاحظ الحس التاريخي و تهيئة الذات للمستقبل الذي كان وردياً في حالته). فأرسل لموسكو و هنالك رغم أن المعهد الذي ابتعث إليه لم يكن يدرس المادية التاريخية لوحدها و كان الكورس المتعلق بها قد درس في الفصل السابق فقد تعجبوا من هذا السوداني الباحث العنيد ففرغوا له بروفسيراً لتدريسه هذا التخصص – هو وحده يومياً و لثلاث ساعات – و بلغة إنجليزية نادرة وسط الروس وقتها و بروفسيراً متفتحاً واسع الأفق – ليس كبقية الروس المتزمتين – كما أخبرني و عاد و قد أتقنها وآمن بها فكانت منهجه في الكتابة.



    و كان القدال صوفياً كيف لا ؟ و قد كان من أسرة صوفية فقد وصل جده لمنصب خليفة الخلفاء في كسلا في سجادة السادة الختمية، و سمي هو في صغره هاشماً و كان كثيراً ما يقول أثناء محاضراته فكهاً : أنه ختمي!!! و إنه صوفي كابر عن كابر و أن جده القدال – كما ذكر صاحب الطبقات – كان حينما يتحدث يخرج الكلام من فيه دخان دخان و يردف ضاحكاً " يمكن يا أخوانا كان بيدخن بالدس".



    المحاضرة السادسة



    حينما عاد " بماجستيره " الأول من الولايات المتحدة رأى أن يحضر للدكتوراه بجامعة الخرطوم رفض طلبه فما كانت جامعة الخرطوم وقسم التاريخ يومها يقبل بماجستير من أمريكا ؟؟ فعكف على إعداد "ماجستيره" الآخر عن العلاقات المهدية الحبشية و لما كان منهج القدال في كتابة الرسالة مناقضاً لممتحنه الخارجي B.M.Halt فقد كان يخشى أن يرسبه، و لكن و عقب مناقشة الرسالة كتب هولت في تقريره "إنها واحدة من أحسن الرسائل الجامعية التي اطلعت عليها" و نال "ماجستيره " للمرة الثانية و قبلها شهادة حق من عالم مرموق.



    تكرر المشهد مرة أخرى في امتحان الدكتوراه و كان الممتحن وقتها مؤرخاً مصرياً و القدال كدأبه دائماً كتب مقدمة رسالته انتقد فيها المدارس الإنجليزية و السودانية و المصرية التي تناولت تاريخ السودان و نالت المدرسة المصرية نقده الأكبر، فقد كان يراها مدرسة برجوازية باشوية في تناولها لتاريخ السودان (وهو أمر ظل يعتنقه و يؤمن به حتى وفاته بل و برز على السطح في رده الصحفي الجاف على دعوة أحدي الجهات الثقافية العربية التابعة لجامعة الدول العربية التي استكتبته عن تاريخ السودان فكتب غير ما يريدون فراجعوه فامتنع عن الكتابة لهم) و أمام ذلك ـ الممتحن الخارجي المصري ـ أضطر لتخفيف نقده للمدرسة المصرية وسحب بعضه من الرسالة و في أثناء نقاش الدكتوراه عاب المؤرخ المصري الممتحن الخارجي دكتور القدال في عدم نقده المدرسة المصرية بجرأة أكثر بحسبانها مدرسة برجوازية تعتبر السودان تابعاً لها فأسقط في يد القدال!! و لكن في المساء و في الحفل الذي أقامته الجامعة على شرف ممتحنه الخارجي أخرج من"جيبه" النص الأصلي و قدمه للممتحن الخارجي مع الاعتذار عن خوفه أول أمره!! و من يومها كما ذكر عرف أهمية ما يكتب و تقدير قيمه و الدفاع عما يكتب.



    المحاضرة السابعة



    رثى الشاعر الخليفة " ود المتعارض " شيخه وأستاذه السيد الحسن الذي أرسله لأمر ما خارج كسلا و مات أثناء غيابه بقصيدة نزعت للغموض الصوفي وشطحاته (تغيبني وتفعل مثل هذا) وهذا ما كان من أستاذي القدال فما تمتعت بلقاه "بالمهلة " منذ العام التسعين من القرن الماضي سوي في إجازاتي أو إجازاته بسبب بطش السلطة بكلينا فواحزني وحسرتي وكم كنت مؤملاً في لقياه و كدت أن ألقي عصا ترحالي. ولكن نقدر وتضحك الأقدار منا وعزائي للأسرة وللأهل ودارسي التاريخ وقسم التاريخ بالجامعة وللوطن في الأول والآخر.



    * تلميذ القدال وزميله سابقا بقسم التاريخ



                  

03-02-2008, 06:38 PM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    الأخ عبدالله حسين، تحياتي وشكراً على كلمات المواساة..

    الأخ عمر عبد الله حميدة، تحياتي، وعميق الإمتنان لك في إضاءاتك حول سيرة الفقيد العطرة، فهكذا يكون الوفاء، وفي تمثلك لسيرة القدال نتلمس منهجه الفريد في التفكير والتدريس، ونظل نتعلم منه حتى بعد وفاته، والبركة فيكم.

    .
                  

03-02-2008, 06:47 PM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    كلمة البروفسور يوسف فضل حسن، في تأبين القدال




    البروفسير محمد سعيد القدال: مــؤرخ الســودان الحـــديث

    أدمى العام الجديد، 2008م، قلوبنا وهو يخطف منا الأخ والصديق والزميل البروفسير محمّد سعيد القدال، فالرجل لم يكن صديقاً حلو المعشر، عذب الحديث، حاضر الذهن، خفيف الظل وحسب، بل أكثر من ذلك؛ كان صاحب رؤية مُسْتَبصِرة ومنهج علمي عززه بالبحث والتنقيب حتى حق له أن نسميه صاحب مدرسة في تاريخ السودان، وهي مدرسة ثورية الطابع، أحدثت بلا شك انقلاباً في مفهومنا للتاريخ. وسواء اتفقنا معه أو لم نتفق، في جُلّ ما ذهب إليه من أطروحات، فإنه يظل واحداً من المؤرخين القلائل الذين وضعوا بصماتهم على صفحات تاريخ هذه البلاد.
    لقد شرفت بمعرفة البروفسير محّمد سعيد القدال منذ وقت مبكر يعود إلى عام 1954م، فقد كنت أسبقه بعامين في كلية الآداب، واستمرت صلتي به بعد تخرجه من الجامعة، فالرجل صديق يصعب أن تفرط فيه. ثم تعززت صلتي به عندما اشتركت في امتحانه لنيل درجة الماجستير. ثم أسعدتني الظروف به مرة أخرى عندما أشرفْتُ على رسالته التي نال بها درجة الدكتوراة في التاريخ. وشرفت في مقبل تلك الأيام بصداقته وزمالته في جامعة الخرطوم. وبعد التحاقه بجامعة عدن دعاني إلى زيارته أستاذاً زائراً، وهناك عايشته عن قرب ولمست كريم خصاله ونقاء سريرته وأصالة معدنه، ومدى احترام اليمنيين له وتقديرهم لعلمه.

    سقت هذه الكلمات الموجزة لأوضح عمق حزني وألمي على فراق الأخ والصديق، قبل الزميل، محّمد سعيد القدال. أما الكتابة عنه فهي أشد إيلاماً، وبهذا فهي لا تدعي الحياد المطلق لكنها تسعى إليه، مستندة في ذلك على ما ذكره القدال نفسه وهو يهم بالكتابة عن والده الشيخ القدال باشا: "لقد فضلت الإقدام على الدراسة وأنا أحمل مشاعري الأبوية ولا أدعي إخفاءها، فلم يولد بعد الذي يكتب التاريخ وكأنه آلةٌ صماء".(1)

    وأرجو أن أضع في هذه الورقة اللبنات الأساسية لبحث أكثر تفصيلاً يتناول إسهام البروفسير محّمد سعيد القدال في تاريخ السودان الحديث. كما أرجو أن يكون مسموحاً لي هنا أن أفسح مجالاً أكبر لصوت القدال مرشداً لهذه الدراسة، وسأستعرض في هذه المقالة المختصرة أسلوب الكتابة ومنهج البحث التاريخي عند البروفسير محّمد سعيد القدال، ثم أتناول إسهامه في الكتابة عن الشخصيات وكيف انتقل بها من الخاص للعام، وأتعرض في الجزء الثالث لأهم انجازاته على الإطلاق وهي كتاباته في تأريخ السودان الحديث، وأخيراً كتاباته ذات الطابع السياسي والحزبي.

    أولاً: في أسلوب الكتابة ومنهج البحث
    لعل حديثنا عن أسلوب البروفسير محّمد سعيد القدال يجبرنا على استدعاء السيرة الذاتية للرجل وانعكاسها على هذا الأسلوب، وهو موضوع بحث أرجو أن يتوفر عليه الباحثون في مقبل الأيام. فقد عمل الرجل في مجال التعليم جُلّ حياته في المدارس الثانوية والمعاهد العليا والجامعات السودانية واليمنية. وقد ألقت هذه المسيرة بتأثيراتها على أسلوبه في الكتابة، فهو يكتب وكأنه في قاعة الدرس أمام عدد من طلابه فتجده يبدأ في طرح الأسئلة ومن ثم يضع معطيات الإجابة عليها، وهي في الغالب معطيات المادية التاريخية، ومن ثم ينبري للإجابة على الأسئلة التي طرحها في سلاسة ويسر مستعيناً بذخيرة كبيرة من الأمثلة والنماذج، وما أن ينتهي من الإجابات حتى يبدأ في طرح أسئلة جديدة وهكذا. فكتابه الإمام المهدي محمد أحمد بن عبد الله: لوحة لثائر سوداني، مثلاً، أعده للرد على أسئلة: "كيف نشأ محمد أحمد؟ وكيف تطورت شخصيته؟ وكيف خرج من جو الصوفية إلى جو المهدية؟ وكيف تفاعل مع مجتمعه حتى تم ذلك الخروج؟ وما هي العوامل التي كان أثرُها كبيراً على نفسه والتي دفعته إلى دروب من الحياة كانت جديدة على كثير من معاصريه؟ وكيف استطاع شاب في الخامسة والثلاثين من العمر أن يقيم الأرض على حكم أجنبي بغيض؟ وأن يقود الآلاف في معارك عنيفة ويحمل لواء النصر خفاقاً طوال أربع سنوات؟".(2) ويبدأ كتابه عن السلطان علي بن صلاح القعيطي بأسئلة: "هل أدرك علي بن صلاح خبايا الصراع في السلطة وترفع عنه بمثالية المثقف؟ أم أدركه ولم يستطع التعامل معه؟ أم خاضه وغابت عنه خباياه حتى أطاح به وأخذ يردد لزواره الأجانب: إنها المؤامرات .. إنها المؤامرات؟ وهل استطاع أن يتخذ الموقف الصحيح في تلك الظروف؟ هل كان علي بن صلاح ضحية مؤامرات البلاط التي عرفتها القصور الملكية منذ أن أصبحت القصور جذراً في المحيط الذي تتحكم فيه؟ أم كان مناوراً سياسياً؟ هل كان علي بن صلاح ضحية أم كان سياسياً له طموحات عريضة وفشل في تحقيقها؟".(3) ويتواتر استخدام القدال لهذا الأسلوب في طرح الأسئلة والإجابة عليها في كل كتاباته بلا استثناء، ليس في مدخل الكتاب وحسب وإنما بين كل فصل وآخر وكل موضوع وآخر.(4)

    بالإضافة إلى أسلوب طرح الأسئلة والإجابة عليها كان القدال متمكناً من لغته العربية ملماً بأدواتها وهو ما تظهره براعة ترجمته لعدد من الكتب الإنجليزية،(5) ويميل القدال إلى الأسلوب المباشر فكان واضح العبارة صريحها يصل إلى النتيجة التي يريدها بأقرب الطرق دون تطويل أو تكرار ممل خصوصاً بعدما يعطي المقدمات اللازمة التي تجعله والقارئ ينطلقان معاً من أرضية معرفية واحدة فتكون النتائج مترتبة منطقياً على تلك المقدمات. ولا يخلو أسلوب الكتابة عند القدال من عنصر التشويق والمباغتة، ولعله يكمن في طريقة الأسئلة التي يتبعها، مما يجعل القارئ متابعاً مندمجاً في الكتاب حتى آخر حرف بغية الحصول على إجابات تشفي ما تفتح في ذهنه من تساؤلات.

    قلت إن القدال يبدأ في طرح معطيات الإجابة، والتي غالباً ما تتمثل في معطيات المادية التاريخية، وكأنه يهم بحل مثال أو تمرين ما لطلابه. وقد أولى القدال هذا المنهج حقه في البحث التاريخي إبَّان إعداده لرسالة الدكتوراة، بل أنه جعل من مادة المنهجية المرجعية أساساً للبحث شأنها شأن الوثائق وتقارير المخابرات المصرية.

    لقد وقع الكثيرون في خطأ تفسير المنهج الذي ترسمه القدال في بحثه التاريخي، فصنفوه على أنه المنهج الماركسي في كتابة التاريخ، والحق أنه كان المنهج العلمي في كتابة التاريخ، فالقدال وإن لم يخفِ انتماءه للتيار الماركسي، بل كان قد عززه بانتمائه للحزب الشيوعي السوداني، إلا أنه لم يقنع بالمادية التاريخية كمنهج سكوني جامد Static، وهذه روح تقتضيها المادية التاريخية نفسها، وإنما جعل منها حلقة أساسية تأخذ من المناهج الأخرى وتعطيها. ولعل مقالته المميزة "المدرسة التاريخية السودانية: المنهج والأيديولوجية"(6) تعكس المنهج الذي يتبعه. فلم تكن المادية التاريخية معولاً في يده يهدم به ما أنجزه المؤرخون السودانيون، وإنما جعلها مصباحاً يتحسس به مواطن ضعف وقصور هذه المنجزات فيعمل على تقويتها أو إكمالها، وفق مقتضى الحال، فلم يقل القدال "بإعادة كتابة التاريخ" كما تعودنا أن نسمع من البعض وإنما نادى "بإكمال كتابة التاريخ": "... ففي المجتمع القبلي شبه الرعوي، وفي المجتمع العائلي الأكاديمي، يضعف النقد أمام تلك الروابط. ويفهم النقد فهماً ذاتياً بحتاً. فهو إما تحامل أو هدم أو تقليل من شأن الآخرين. وقليلاً ما يؤخذ على أنه تعامل جدلي مع الإنتاج الفكري من أجل المضي به قدماً، فعندما نطرح المدرسة التاريخية السودانية للنقد فلكي نسير بفضلها ومرتكزين على إنتاجها، لا أن نكون نسخة مكررة منها، أو متباعدين عن نقدها في قدسية لا تخدم الانتاج الفكري وتطوره".(7)

    ويستلف القدال من (الشاعر) أدونيس تعبير (الفيلسوف) كانت: "إن العصفور الذي يضرب بجناحيه الهواء لكي يطير، يتصور أنه لو لم يكن هناك هواء لكان طيرانه أسهل. والحقيقة أنه لو لم يكن هناك هواء لما أستطاع أن يطير".(8) وهو تشبيه بليغ يشرح به القدال أهمية المادة موضوع النقد وإلا لما كان هناك نقد، وأهمية النقد لتطوير المادة موضوع النقد نفسها.
    يعزي القدال ظاهرة الاختلاف في التفسير التاريخي لاختلاف الأهداف غير المباشرة لدى المؤرخين، وهي ليست أهدافاً ذاتية فردية، بل تنقسم إلى تيارات أساسها اختلاف المنطلقات الأيديولوجية، وهي بذلك منطلقات ذات بعدٍ طبقي. فالبحث التاريخي بالنسبة إليه هو موقف اجتماعي، وهو بنظر القدال أمر حتمي لأنه ليس هناك حياد مطلق لأن المؤرخ ليس آلة صماء.(9) ويقول عن ذلك: "معرفة الماضي إضافة خارجية تفد إليه من مصادر متعددة. فالموقف من الماضي في نهاية الأمر موقف أيديولوجي، والموقف الأيديولوجي في الأساس موقف طبقي".(10) وكنت أرجو أن يضيف القدال أن هذا الموقف الاجتماعي قد يكون غير مدرك حتى بالنسبة للمؤرخ نفسه.

    ورغم نظرته هذه إلا أن القدال أستدرك أن هذا الموقف لا يجعل المادية التاريخية حكراً على الباحثين الذين ينحدرون من موقف طبقي واحد، وبالتالي ينتظمون في أيديولوجيا واحدة هي في هذه الحالة الأيديولوجية الماركسية. فالمادية التاريخية تعتبر، حتى بالنسبة لغير الماركسيين من علماء التاريخ، فتحاً عظيماً لهذا العلم. فالماركسية نفسها بماديتها التاريخية والجدلية لم تكن وليدة الصدفة، ولم تأت من فراغ، بل جاءت نتيجة لتراكم الخبرات والمعارف، وهي اليوم إرثُ فكري للإنسانية جمعاء، وإضافة مهمة لا يمكن تجاوزها في بحث علمي في أي من العلوم الاجتماعية، خصوصاً بالنسبة للمؤرخ، أياً كان انتماؤه، لأنه يجد نفسه يستخدم هذا المنهج بوعي منه أو دون وعي. ويعزز هذا الرأي ما أورده القدال عن أحد المؤرخين: "توجد أدلة عديدة لوجود روح جديدة في الدراسات التاريخية، والتي يمكن أن تعزى إلى نفوذ ماركس. لقد أسهمت الماركسية في كل الدراسات التاريخية أكثر مما يعترف به غير الماركسيين. لقد صححت الفهم القديم الذي يتحاشى القضايا الأساسية بمعالجة التاريخ كحقل لنشاط أفكار مجردة".(11)

    يحدد القدال منهجه في البحث التاريخي في ثلاثة مرتكزات أساسية هي: دراسة الظاهرة في شمولها، والارتكاز على القاعدة المادية الصلدة التي انبثقت منها الظاهرة التاريخية، ووضع الاعتبار الكافي للجانب الذاتي.(12)
    ولانجاز هذه الشروط تبرز ثلاث جدليات هي أدوات القدال في سبر غور الظاهرة التاريخية وهي: جدلية الداخل والخارج، وجدلية الخاص والعام، وجدلية السابق واللاحق.
    يقول القدال عن الدراسة الشمولية للظواهر: "كل النظريات خرجت من رؤية شمولية. ولعل أسطع مثال نظرية كروية الأرض. فلولا رؤية الأرض في إطار حركتها الشاملة مع الكواكب الأخرى لبقيت شيئاً مسطحاً ثابتاً لا حراك فيه، تشرق عليها الشمس وتغيب عنها. كيف استطاع العلماء رؤية الأرض في كرويتها ودورانها دون أن يكونوا قد خرجوا عن محيطها؟ إن تطور المعرفة البشرية أدى إلى التناول الشمولي وهو الذي ساعد الناس لمعرفة الظاهرة التي ظلت لملايين السنين دون التعرف عليها. فكانت نظرتهم الكونية هي وسيلتهم إلى تلك المعرفة".(13)

    وينتقد القدال النظرة الأحادية للظاهرة التاريخية متى ما سنحت له الفرصة، ويعمل على دراسة الظاهرة في الإطار الشمولي العام، ومع الظروف الموضوعية التي يشهدها العالم مستخدماً جدلية الداخل والخارج لشرح علاقات التأثير والتأثر بين الظاهرة التاريخية والظواهر التاريخية المعاصرة في العالم كله. كما أنه يجعل من الظاهرة حلقة في سلسلة السابق واللاحق، وهي من أكثر الجدليات التي يعتمد عليها القدال، فكل ظاهرة لها ما قبلها وهو الذي أسس لها ومنه كان انبعاثها، ولها أيضاً ما بعدها وهو ما ترتب عليها. والظاهرة رغم تمتعها بظرف خاص تحكمه تناقضات الظاهرة الداخلية، إلا أنها لا تنفصل عن التناقض العام الذي تشهده المرحلة التاريخية وظاهرات المجتمع الأخرى.
    والقدال يؤمن أن البنى الفوقية للظاهرة التاريخية، من سياسية وأيديولوجية وفكرية وغيرها، هي في واقع الحال الشكل الذي تجلت عليه الظاهرة، فهى نتاج التحولات في التشكيلة الاقتصادية والاجتماعية وحركة الواقع التاريخي بشكل عام. لكنه بالمقابل يدرك أن هذه العناصر الموضوعية لا يمكن تناولها ميكانيكياً بمعزل عن الظرف الذاتي لكل ظاهرة، ولا يعفيها من التأثر بالبنى الفوقية نفسها، فيتناولهما معاً في جدلية فريدة هي بنظره التي تحكم مسار التاريخ.

    ثانياً: كتاباته عن الشخصيات
    كتب البروفسير القدال عن الشخصيات رغم قناعته بمحدودية دور الفرد في التاريخ، وأن ذلك الدور يظل رهين الظروف الاجتماعية والتاريخية التي يعيش فيها: "إن الوعي الاجتماعي تعبر عنه دوماً شخصيات تستحوذ على ثقة الجماهير. فالظروف الموضوعية لا تتحرك بنفسها. والتاريخ صنعه نشاط الشخصيات الذين هم قادة. والقائد في التاريخ هو الذي يجسد الحركة الاجتماعية والظروف الموضوعية الناضجة. ولكنه لا يخلق تلك الظروف من عدم ويتولى قيادتها، وإنما يسبق معاصريه إلى لمحها وإدراكها وفهمها".(14)
    ويبدو لي أن الظروف التاريخية ليست دائماً هي الحد الحاسم، وإلا كيف نفسر بروز نشاط شخص ما في أسرة ما دوناً عن بقية إخوانه في نفس الأسرة؟ ولا بد أن عواملَ ذاتية أخرى مثل ترتيب الميلاد أو انحدار الشخص من أسرة ذات إرث ما أو تعرض الشخصية للعنف السياسي أو غير ذلك من الأسباب يستحق أن نضعه مع الظروف التاريخية والاجتماعية التي تصنع القادة، وإن كانت هذه الأسباب لا تنفصل عن تلك الظروف. ولعل هذا الجدال ما زال مستعراً في علم النفس بين أصحاب النظرة الفطرية الذين يعتقدون أن السلوك الإنساني موجه في الغالب من خلال ما تفرضه بعض المعطيات البيولوجية، أو ما يسمى بالطبيعة، وهؤلاء ما زالوا على إصرارهم أن هناك ما يسمى بالطبيعة الإنسانية التي هي بمثابة الأساس الغريزي للتفكير والنشاط. وبالمقابل يعارضهم في التوجه البيئيون الذين يعزون الدور الرئيسي في تشكيل الشخصية الإنسانية إلى الأحداث التي تقوم بتشكيل الحياة منذ لحظة الميلاد. وأن هذه الأحداث أو الوقائع هي التي تعزز ارتقاء الفرد الإنساني. وقد ولج المؤرخون حديثاً إلى هذا الجدل فظهر ما يسمى بالتاريخ الكمي أو النسبي.(15) وبين المؤرخين من يعتقد أن القائد "يولد" والبعض الآخر يعتقد أنه "يصنع"، ولعل الحقيقة توجد في تركيب معين منهما. وهذا ما انتبه إليه محّمد سعيد القدال.
    إن المادية التاريخية التي ينتهجها القدال ليست مادية ميكانيكية، لكنها مادية جدلية تراعي العلاقات المتشابكة بين هذا وذاك، وبالتالي لم يلغ القدال الفروقات الفردية وإنما أعطاها ما تستحقه من اهتمام ودراسة في حدود الواقع الموضوعي الذي يؤمن به.

    تأسيساً على هذا المفهوم باشر القدال الكتابة عن الشخصيات، فكتب عن الإمام المهدي، والشيخ القدال باشا، والسلطان علي بن صالح القعيطي، والشيخ مصطفى الأمين، وكان يتوفر قبل رحيله على كتاب الحاج بشير النفيدي (وهو الآن تحت الطبع). وكتابات القدال عن الشخصيات لا تخلو من عبقرية سواء في اختياره للشخصية، أو بمنهج تناوله لها، أو بالنتائج التي ينتهي إليها. ولعل كتابة السير من أصعب أنماط الكتابة، خصوصاً بالنسبة للمؤرخ، لما تتطلبه من معرفة واسعة بأحوال العصر الذي عاشت فيه الشخصية، وإدراك عميق لفلسفة ومجرى التاريخ، وحِرَفية أكاديمية تنقل السيرة من الذاتي المحض إلى الموضوعي التاريخي. وهنا تبرز بوضوح جدلية الخاص والعام التي أمتلك القدال ناصيتها وطوعها بتمرس لخدمة البحث التاريخي.

    يجمع بين كل كتب القدال في هذا المحور انحيازه العاطفي للشخصية، ليس باقترابه من صاحب السيرة واكتشافه للجوانب الإنسانية المشرقة فيه، ومعرفته للدوافع والمبررات التي قادت الشخصية في أحداث بعينها وحسب، وإنما في دوافعه التي يخوض بها فعل الكتابة نفسه. فهو اختار الكتابة عن الإمام المهدي لأنه لما "... قام الأستاذ قاسم عثمان نور- أحد أمناء مكتبة جامعة الخرطوم- بالبحث عن الكتب التي تناولت سيرة الإمام المهدي. فوجد في مكتبة الجامعة ما يزيد عن أربعين كتاباً عن شارلس غردون ولم يجد كتاباً واحداً مخصصاً لدراسة سيرة المهدي. فدهش وأشركني في دهشته. ولاحظ اهتمام الأوربيين بتمجيد أبطالهم. وقلت له: وغردون كان داعياً استعمارياً، والمهدي كان ثائراً أضاءت سيرته تاريخنا الحديث (...) وهكذا برزت الحاجة إلى هذه الدراسة".(16) أما كتابه عن الشيخ القدال فيقول فيه: "... ولكني قمت بهذه الدراسة عن الشيخ القدال لأنه والدي، فقد كانت له في حياته انجازات تستوجب الكتابة، وأبناؤه أحق من يكتب عنه إذا كان لهم في الكتابة شأن".(17) أما السلطان علي بن صلاح القعيطي فإن سيرته: "سيرة حضرمي بارز امتزجت فيها السياسة بالثقافة وبالجوانب الشخصية للمأساة".(18) ولعل مشاركة ابن السلطان القعيطي للقدال في كتابة الكتاب يعكس الانحياز العاطفي لصاحب السيرة الذي ذكرناه. وعن دوافعه للكتابة عن الشيخ مصطفى الأمين يقول: "أولاً لأنها تتناول جانباً من تاريخ الرأسمالية الوطنية في السودان التي يعتبر الشيخ مصطفى أبرز روادها. وثانياً لنعض بالنواجذ على آثار هذا الفقيد ونترسم خطاه ولنقص على شباب هذا الجيل والأجيال المقبلة هذه السيرة العبقة عسى أن تترسم أجيال الشباب خطاه فتنتفع. وثالثاً لأن سيرته تجسد العصامية في أنصع صورها. ورابعاً للبحث عن التمازج الفريد بين النشاط التجاري والعمل السياسي والإسهام في مجال التعليم".(19) ولعل ما ذكره القدال هنا من أسباب هي نفس الأسباب التي قادته للكتابة عن الحاج بشير النفيدي. إن الرابط بين كل هذه الشخصيات هو إعجاب المؤلف بها، وهو ما لم يخفه.
    يمهد القدال لأي من هذه الكتب بخلفية تاريخية تشرح الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الموضوعية مشكلاً بذلك الإطار التاريخي الذي تتحرك الشخصية في محيطه. كما لا يغفل أن يخصص فصلاً للجذور الأسرية أو القبلية أو كل ما من شأنه أن يعكس النشأة الأولى (الخاصة) مكوناً وريداً حياً، بين صاحب السيرة وقارئها، ينقل المشاعر والانفعالات والأحاسيس وردود الأفعال ومبرراتها.

    تسير كتب القدال في هذا المحور في ثلاثة اتجاهات هي: الخاص، والعام، والتجاذب بينهما؛ فهو مع اهتمامه بالفروقات الفردية التي تجعل من صاحب السيرة مستحقاً للبحث، إلا أنه لا يقرأ هذه الفروقات الفردية بمعزل عن المحيط الموضوعي العام، فيضيف إلى العام من خبرات الخاص، ويشرح الخاص كنتاج للعام، فالقدال مثلاً استفاد من إرث والده وكان الأخير قد تفوق على أقرانه "... حصل على درجة من التعليم وهو أمر لم يكن شائعاً بين أبناء جيله في القرن التاسع عشر، ولعله استفاد من تراث الأسرة الصوفي (...) ولا شك أن التعليم قد عمّق من معارف القدال وقد تأثر ابنه بتلك المعارف في وقت كانت الأسرة من أهم مصادر التعليم في البلاد".(20) لكن النبوغ والفروقات الفردية في شخصية القدال ما كان لها أن تبرز لولا الظروف الموضوعية المحيطة، فالالتحاق بمدرسة العرفاء الذي شرف به يشترط إضافة للتفوق في المرحلة الأولية "الانتماء إلى العائلات الكبيرة بالذات أبناء الطريقة الختمية لأن الطريقة الختمية كانت تساند الحكم البريطاني".(21)
    وبهذا النهج يمتطي القدال صهوة الأحداث اليومية في حياة شخصياته ليصل بها إلى فضاءات المعرفة التاريخية الواسعة، فدراسته عن الإمام المهدي لم تقتصر على شخصية المهدي وتربيته وتعليمه ومسيرته من الصبا إلى التصوف ثم إلى الثورة، وإنما قدمت لنا صورة ناطقة لتاريخ السودان الحديث منذ عشية الغزو التركي المصري وحتى وفاة المهدي. وناقشت الأسباب الجوهرية لقيام الثورة المهدية، والتعبير الأيديولوجي الذي تبنته، والتحولات الطبقية والاقتصادية والاجتماعية التي شهدها المجتمع السوداني في تلك الفترة والتي تجلت في الثورة المهدية.(22)

    أما كتاباه عن الشيخ مصطفى الأمين والحاج بشير النفيدي فيتجاوز فيهما الشخصيتين ليعرض لنا في وصف شيق وتحليل عميق، نشأة وتطور الرأسمالية الوطنية في السودان والأرض التي بذرت فيها، وصراع البقاء الشاق الذي خاضته ضد التجار الأوربيين والأجانب بما لهم من نفوذ ومنعة، وقدرات فنية وخبرات متراكمة، ورأسمال حاسم. ومن جانب آخر فإن الكتابين يبرزان الأدوار الوطنية الجليلة التي لعبتها الرأسمالية السودانية في هذا البلد.
    إن جدلية الخاص والعام التي انتهجها القدال في تناوله لكتب الشخصيات ودراستها تمثل جانباً مشرقاً في أدب السِّيَر والمعاجم في السودان، استطاع القدال عبرها أن يحول السير الشخصية من قضية التاريخ الشخصي/العائلي إلى التاريخ العام، وجعلها موضع اهتمام الجميع دون فرز بما يستنطقه منها من تأريخ، وهو نتاج قيم ما كان ليتسنى إلا للبروفسير القدال بما يمتلكه من منهج حصيف وتحليل عميق ورؤية شمولية مستبصرة.

    ثالثاً: تاريخ السودان الحديث
    أنجز البروفسير محّمد سعيد القدال كتابه القيم تاريخ السودان الحديث 1821- 1955م في عام 1992، وقد غطى الكتاب تاريخ السودان الحديث منذ عام 1820م، عشية الغزو التركي المصري للسودان وحتى هلَّت بشائر الاستقلال في 1955م، ويتضمن الكتاب ثلاث حقب تاريخية مختلفة.
    تجلت في هذا الكتاب جدلية السابق واللاحق، ولاحت منذ تناول القدال لتكوين الإمبراطورية المصرية في السودان حيث جعل مدخله مقدمة عن الأوضاع في السودان قبل الغزو التركي المصري ليستنطق، بذكاء، الأحداث التاريخية التي مرت بها الممالك الإسلامية في السودان لينتهي مؤكداً أن العلاقات الجدلية الداخلية كانت نفسها تتهيأ لوحدة البلاد تحت حكم مركزي واحد: "... على أن النزعة إلى الوحدة استطاعت أن تعبر عن نفسها على تلك الأيام في حركات مختلفة. لعل أهمها حركتان. تمثلت الأولى في احتلال دارفور لكردفان (1785- 1786م) وكان ذلك الاحتلال ذروة النشاط التجاري بين دارفور وأواسط بلاد السودان وحتى مصر (...) وتمثلت الحركة الثانية في محاولة الملك جاويش الذي سعى إلى توحيد المنطقة بين دار الشايقية وسنّار، مستغلاً ضعف الفونج في أيامهم الأخيرة. ولكنه عجز عن تحقيق ذلك الهدف لضعف قدراته العسكرية، ولأن منطلقاته قبلية فلم تجد استجابة من القبائل الأخرى".(23)

    وبذات الطريقة يتناول النظام الرأسمالي في القرن التاسع عشر والأوضاع في مصر في مطلع ذلك القرن، ونتيجة لهذين السابقين جاء اللاحق ممثلاً في التوجهات الرأسمالية لمحمد علي باشا: "... وعندما جاء محمد علي باشا إلى الحكم كان الجنين الرأسمالي قد وضحت معالمه في مصر منذ نهاية القرن الثامن عشر (...) ولم يكن ضرب محمد علي للمماليك في القلعة عام 1811م هي الضربة القاضية وإنما كان ضربه للنظام الإقطاعي المملوكي هو الطعنة النجلاء في مكمن قوتهم (...) ونتج عن تلك التحولات بروز الروح الوطنية المصرية الجديدة التي عبرت عن طموحها القومي بمحاولة الانعتاق من التبعية العثمانية وبحماية نموها الاقتصادي من خطر الدول الرأسمالية. فأعلن محمد علي سياسة (الباب المقفول) لحماية الاقتصاد المصري من التغول الأوربي".(24) وبطبيعة الحال فإن التاريخ يجعل من هذه النتيجة سبباً جديداً يقود إلى نتيجة أخرى، وهي في هذه الحال إخضاع السودان للإمبراطورية المصرية: "لقد شهدت مصر في عهد محمد علي أحداثاً عاصفة. وشكل غزو السودان فصلاً من فصول تلك الدراما التي تداخلت فيها طموحات الطبقة الوسطى المصرية مع طموح محمد علي الشخصي، واصطدمت كلها (بالمسألة الشرقية) وبالدفع الاستعماري الأوربي. فتم غزو السودان عام 1820م في إطار ذلك الواقع التاريخي، وفي وقت كان فيه غزو دولة لأخرى خارج المناطق الحساسة التي لا تؤثر على التوازن الدولي، لا يتعارض مع عرف العالم ولا يهز قيم الحضارة".(25) وهكذا تتواصل السلسلة التاريخية كل حلقة منها متصلة بالأخرى بشكل من الأشكال وإن اختلقت عنها.



    منقول عن الأحداث: http://www.alahdathonline.com/Ar/ViewContent/tabid/76/C...ID/7885/Default.aspx
                  

03-05-2008, 01:28 PM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    الجزء الثاني والأخير من كلمة البروفسير يوسف فضل حسن، في تأبين بروفسير القدال..

    البروفسير محمد سعيد القدال:مـــــــــــؤرخ الســـــــــــــــودان الحــــــــــــديث (2)


    يتناول الجزء الأول من الكتاب تكوين الإمبراطورية المصرية في السودان، وبروز الكينونة السياسية الموحدة للسودان، التي كانت تتشكل قبل هذا الغزو، والنظام الإداري الذي حكم به الأتراك تلك الإمبراطورية، وسياستهم الاقتصادية، وأخيراً المقاومة السودانية للحكم التركي المصري، وهي بدورها تشكل سابقاً للاحق جديد، فقد كانت بمثابة التمهيد لانفجار الثورة المهدية: "بدأت المقاومة منذ بداية الغزو عام 1821 وتواصلت بأشكال مختلفة وأساليب متنوعة وفي مناطق متباعدة وبين فئات اجتماعية متباينة. فالسمة الغالبة للمقاومة هي استمرارها رغم فشلها في كل مرة تحت ضربات النظام وقمعه. ولكن رغم فشلها استطاعت أن تهز هيبة الحكم وأن تجعل استقراره المطلق مستحيلاً. وحافظت على جذوة الرفض. وأفرزت حركات المقاومة الحاجة إلى بديل أكثر شمولاً وقدرة على مواجهة الحكم الأجنبي وتجميع فئات اجتماعية تحت مظلة واحدة. وكان ذلك الإحساس ينمو في الوعي الاجتماعي بدرجات متفاوتة. ومن خلاله برزت الدعوة المهدية التي تفجرت منها أنجح حركة مقاومة ضد الحكم التركي المصري".(26)

    الجزءان الثاني والثالث من الكتاب خصصا لأمر هذه الثورة، وقد شكلت أساسهما ثلاثة من كتب القدال هي: الإمام المهدي محمد أحمد بن عبد الله (1844- 1885): لوحة لثائر سوداني، والمهدية والحبشة: دراسة في السياسة الداخلية والخارجية لدولة المهدية 1881- 1891، والسياسة الاقتصادية للدولة المهدية.
    يحتوي هذان الجزءان على معلومات غزيرة ومعرفة ثرَّة ونفس طويل في الاستقصاء والبحث وتحليل الأحداث وسبر غورها. ولا غرابة في ذلك إذ أن تاريخ المهدية هو التخصص الدقيق الذي نال به القدال درجاته العلمية الرفيعة. يتتبع القدال الأسباب الجوهرية للثورة المهدية وموقف الحكم التركي المصري منها، وانتشارها، وموقف بريطانيا من احتلالها لمصر، وانتصار الثورة المهدية وفتح الخرطوم. ثم يناقش النظام الإداري والمالي والسياسة الخارجية للدولة المهدية، والمعارضة الداخلية لحكم الخليفة عبد الله، وأخيراً التغول الإمبريالي على السودان وغزوه وهزيمة الدولة المهدية.

    يرى القدال أن التناقضات التي تفجرت وأحاطت بفترة الحكم التركي المصري هي التي ولدت أسباب الثورة المهدية، وأولها غربة الاستعمار والحاكم الأجنبي، وغربة النظام الضريبي، وأساليب القمع والبطش، وممارسة الحكومة للرشوة والفساد والشذوذ. ثم التناقض بين الطبقة التجارية ووعيها المتنامي نتيجة التراكم الرأسمالي التجاري وقصور سياسات الحكومة، والمنافسة غير المتكافئة مع التجار الأجانب. وقد وجدت هذه التناقضات الداخلية في فكرة "المهدي المنتظر" واسعة الانتشار في السودان في ذلك الحين، تعبيراً أيديولوجياً مناسباً؛ ووُجد محمَّد أحمد بن عبد الله القائد الثوري الذي يناسب الثورة فاندلعت وتواصلت انتصاراتها وانضواء القبائل تحت عباءتها حتى توج ذلك بفتح الخرطوم.

    كانت النكسة الأولى في تاريخ المهدية هي انفجار الصراع على السلطة وما ترتب عليه من آثار وخيمة. وهو صراع يراه القدال حتمياً ولا يمكن تفاديه ففكرة المهدي المنتظر "وحدت البلاد ضد الحكم الأجنبي الذي كانت ممارساته القمعية بينة. فبرزت التناقضات معه بشكل جليِّ جعل عملية التوحد ضده يسيرة كما أن الواقع الرعوي القبلي لأهل السودان جعل انضواءهم تحت راية المهدي يتماشى مع جانب من طبيعة حياتهم الرعوية القبلية. ولكن بعد انقضاء الحكم الأجنبي أصبحت الدعوة المهدية قاصرة عن توحيد الناس في الإطار الجديد، إطار الدولة. ولم تتمكن الدعوة المهدية من خلخلة الحواجز القبلية وصهر الناس في بوتقة الوحدة إبَّان سنوات الثورة القصيرة، فانفجر الصراع. وما أنْ انفجر حتى ارتفعت رايات التعصب القبلي فوق رايات الجهاد المهدوي (...) لقد أدى الصراع إلى خلق الأساس الأوتوقراطي القبلي والأساس الثيوقراطي لدولة المهدية".(27) والواقع أن هذا الصراع وسوء إدارة الدولة فجَّر معارضة دينية وقبلية لحكم الخليفة، فلم تجد الدولة الجديدة قبولاً من كل فئات المجتمع، وهو ما شتت قوة الدولة وأهدر طاقاتها.

    ويخلص القدال إلا أن الدولة المهدية لم تنتهِ بمعركة كرري أو أم دبيكرات فقط، وإن كان للسلاح الناري "الإمبريالي" دور كبير في ذلك، لكنها انتهت، نتيجة ضعفها الداخلي وتآكلها نتيجة تناقضاتها الداخلية وعجزها عن تلبية حاجات المجتمع، وأيضاً نتيجة للدبلوماسية الاستعمارية التي برعت فيها بريطانيا.(28)

    يشغل الحكم الثنائي "الاستعماري" الجزء الرابع من هذا الكتاب وفيه يتابع القدال كيف استطاع الاستعمار أن يؤسس نظاماً للحكم يقوم على سلطات الحاكم المطلقة. وتأسيساً على ذلك كوَّن الاستعمار جهازاً إدارياً استعان فيه ببعض العناصر السودانية، فأصبح هذا الجهاز هو الإطار الذي طبق فيه البريطانيون سياستهم الاقتصادية والاجتماعية.(29)

    أما الجزء الخامس والأخير من هذا السفر القيم فقد خصصه القدال لدراسة تاريخ وتطور الحركة الوطنية، ولعله أفاد فيه من مقاليه "أفكار حول نشأة الحركة الوطنية السودانية 1900-1937م" و "دور الطلبة والعمال في معركة الاستقلال" المنشورين في كتابه الانتماء والاغتراب.

    يلاحظ القدال، وفق جدلية السابق واللاحق، أن الحركة الوطنية لم تبدأ مكتملة المعالم بل تدرجت في مراحل تقود كل مرحلة منها إلى المرحلة التالية. وبناء على ذلك يميز بين خمس مراحل في تطور الحركة الوطنية السودانية. وقد تفجرت المقاومة منذ بداية الحكم الاستعماري عام 1899م إلا أنها، وحتى نهاية الحرب العالمية الأولى في عام 1918م، أخذت طابع حركات المعارضة الدينية والمقاومة القبلية والإقليمية، وهي أشكال أولية من الصدام ضد الحكم الاستعماري.

    ومنذ عام 1900م بدأت أشكال جديدة للمقاومة خارج أطر الدين والقبيلة والإقليم، لعل أبرزها تمرد الكتيبة 14 السودانية كرد فعل عفوي للمعاملة القاسية والعنيفة في تطبيق قوانين الانضباط العسكري من قبل الضباط البريطانيين. ولعل أهمية هذا التمرد ليست في عمقه أو اتساع مداه وإنما في ما يحمله من تباشير مقاومة ذات طابع قومي، ويرى القدال أنه "رغم أن المقاومة للحكم البريطاني انطلقت في تلك المرحلة من المواقع الدينية والقبلية والإقليمية، إلا أنها لم تبق حبيسة تلك الجدران بشكل مطلق، بل أفصحت عن نفسها في تيارات خافتة وفي أشكال أخرى. ورغم أن تلك الأشكال كانت إرهاصات إلا أنها كانت بشائرَ لما برز في السطح بعد عقدين من الزمان، وكانت تلك الإرهاصات حركات متفرقة هنا وهناك ولا تخلو من عفوية. فالوعي الاجتماعي لم يصل بعد مرحلة النضج التي يعبر بها عن رؤية مشتركة وموقف موحد ضد الحكم البريطاني. ولعل أبرز أمثلة لتلك الإرهاصات تمرد بعض الجنود السودانيين، وبعض مظاهر (الململة) بين المتعلمين وبعض عناصر الطبقة الوسطى من التجار الذين كانوا في مرحلة تكوينهم الجنيني".(30)

    ولا يغفل القدال، بجدلية الداخل والخارج، عن تأثر الحركة الوطنية في السودان بحركات المقاومة خارج السودان، وفي مصر على وجه الخصوص. ليصل إلى أن الحركة الوطنية في السودان قد تتابعت مسيرتها نتيجة عدد من المؤثرات الداخلية والخارجية فكانت البدايات الأولى للحركة الوطنية تحت شعار الوعي القومي وتكوين جمعية الاتحاد السوداني، ثم جمعية اللواء الأبيض، وثورة 1924م. وبرغم الردة التي أعقبت هذه الثورة إلا أن ركب الحركة الوطنية استمر في المسير تحت لواء الجمعيات الأدبية. وتجلت كل هذه الجهود بتكوين مؤتمر الخريجين ثم ظهور الأحزاب السياسية والتنظيمات الشعبية، وإعلان الحكم الذاتي.

    إن هذا السفر تاريخ السودان الحديث 1820- 1955م هو بحق علامة بارزة ومضيئة في سجل البحث التاريخي في السودان، ولا أظني أعدو الصواب لو اعتبرته أهم كتاب عن تاريخ السودان الحديث بقلم سوداني، فهو مع شمولية نهجه وتناوله للقضايا، وصرامة منهجه الأكاديمي والعلمي، وغزارة معلوماته وثرائها، مع كل ذلك فهو يغطي فترة طويلة تمتد لقرابة القرن ونصف القرن من الزمان عاشتها البلاد في ثلاث حقب مختلفة كاملة الاختلاف. ومع ذلك فقد استطاع القدال أن يجعل من هذه الفترة الطويلة وما شهدته من أحداث مسألة متصلة تخرج كل منها من رحم الأخرى.

    رابعاً: الكتب ذات الطابع السياسي الحزبي
    انتظم القدال منذ وقت مبكر في اليسار السوداني، وقد وظَّف قدراته الفكرية والنظرية كمؤرخ للتوثيق لهذا اليسار من ناحية، وللمساهمة النظرية في قضاياه وبرامجه من ناحية أخرى.
    فيما يتعلق بقضية التوثيق يبرز كتاباه الحزب الشيوعي السوداني وانقلاب 25 مايو، ومعالم في تاريخ الحزب الشيوعي السوداني، كما وثق لتجربة الاعتقال الذي تعرض له، شأنه شأن العديد من اليساريين، في كتابه ذكريات معتقل سياسي في سجون السودان.

    أما مساهمته النظرية لدعم تيار اليسار السوداني فتتجلى في كتابيه الإسلام والسياسة في السودان، والتعليم في مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية.
    كتاب الإسلام والسياسة في السودان تجربة مميزة في كتابة التاريخ عند القدال اهتم فيها بتتبع ظاهرة واحدة، هي ربط الدين بالدولة، عبر حقب تاريخية تمتد منذ دخول الإسلام إلى السودان وحتى تطبيق قوانين ديسمبر 1983م. وقد وظف القدال كل خبراته لانجاز هذا العمل، فهو لا يقف عند سرد الأحداث وإنما يبين كيف حدثت؟ ولماذا حدثت؟ فاتفاقية البقط مثلاً، والتي تسرب عبرها المسلمون من تجار وغيرهم إلى بلاد النوبه، لا ينظر إليها بمعزل عن الفتوحات الإسلامية في العراق والشام وشمال أفريقيا. ويبحث عن المفارقة بين هذا وذاك.(31)

    يرى القدال أن توظيف الدين لخدمة الأغراض السياسية بدأ مع بداية ظهور الكينونة السودانية الموحدة، فحملة محمد علي باشا استخدمت الدين لتوطيد دعائم الحكم، وقد أرسل علماء الدين لمخاطبة الأهالي وإقناعهم بالحكم الجديد. إذ لم "يشفع لأهل السودان إسلامهم".(32) وبمنهجه عميق التحليل يسبر القدال غور الحدث ويتجاوزه ليصل بالقارئ إلى منطق عام: "... إن عقيدة المؤمن والشعائر التي يتوسل بها إلى ربه تختلف عن الموقف الاجتماعي. ذلك أن الاعتقاد وممارسة الشعائر التي تعبر عنه هما في نهاية الأمر موقف فردي وواجب فردي وقناعة فردية. أما الموقف الاجتماعي الذي يسعى إلى تطبيق الدين على النشاط الاجتماعي أو على جانب منه، فهو موقف اجتماعي (...) ولذلك فإن الموقف الاجتماعي الملتحف بثوب الدين هو موقف اجتماعي مجرد ...".(33)

    وبهذا النهج يواصل القدال دراسته التفسيرية ليوضح الكيفية التي تجاوب بها الإسلام مع المتغيرات التاريخية منذ دخوله السودان، ودوره في الممالك الإسلامية في العصر الوسيط، وتلاحمه مع السياسة في القرن التاسع عشر على عهد الثورة المهدية. كما يناقش علاقة الاستعمار البريطاني بالمؤسسات الإسلامية في السودان، وموقف الحركة الوطنية من الدين، ثم إقحام الدين في السياسة بعد ثورة أكتوبر، وحتى التطبيق "التعسفي" لقوانين الشريعة في ديسمبر 1983م.

    أما كتاب التعليم في مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية فلعله يمثل برنامج الحزب الشيوعي فيما يخص قضية التعليم. وأياً كان موقفنا من هذا البرنامج إلا أنه طرح قضية التعليم على نحو منهجي وموضوعي سلس ومرتب، برع فيه القدال في إشهار سيف المادية التاريخية لنقد الواقع وتحليله، فالتعليم بالنسبة له ليس موقفاً فردياً إنما هو أداة طبقية "... التعليم كأداة لا يكمن خارج التركيب الاجتماعي، ولا يقف محايداً من صراعاته، لأنه بهذا الوضع يصبح القوة الموجهة للصراع. والتعليم لا ينشأ خارج التركيب الطبقي بعيداً عن تأثيراته، وإلا لأصبح التعليم جامداً خالياً من أي حيوية. إن تغيير أنظمة التعليم عبر التاريخ يقف دليلاً على انبثاق التعليم من الأوضاع الاجتماعية المتجددة، فإذا كان التعليم محايداً لكان محتواه وشكله كما هما عبر المنعطفات التي مرت بها حركة التغيير الاجتماعي".(34)

    ويستعرض القدال مسيرة التعليم عبر حقب التاريخ التي يقسمها على أساس التكوين الطبقي وطبيعته، ثم يتتبع مسيرة التعليم في السودان منذ دولة الفونج وحتى الحكم الثنائي لتأكيد أن التعليم هو أداة طبقية نابعة من أيديولوجية الطبقة المسيطرة.
    وبناء على الحكم السابق يتناول القدال مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية وما يجب أن تكون عليه، وبما أن التعليم في تلك المرحلة يتحول لأداة لأيديولوجية الثورة الوطنية الديمقراطية فإنه سيكون معنياً بالقضاء على الأمية العلمية والسياسية والاقتصادية، وتوسيع القاعدة التعليمية لاستيعاب أكبر قدر من التلاميذ من البنين والبنات ومن كافة أقاليم السودان، وهو ما لن يتحقق، بنظر القدال، إلا عبر مجانية التعليم من جهة، وإلزاميته من جهة أخرى.
    ويستوجب القدال أن تلعب المناهج دورها في مجال التنمية الاقتصادية وعملية البناء الاقتصادي، وهو ما لن يتأتى إلا بتقريب الشقة بين العمل الذهني والعمل البدني. كما يستوجب أن تكون المناهج مرنة لاستيعاب الفوارق الثقافية، ومراعيةً للتدرج والنمو العقلي والجسماني للطفل، وأن تكمل المناهج بعضها البعض.

    ويختم القدال كتابه بدور المعلم والحريات الديمقراطية. والكتاب في مجمله يعكس مجهوداً ذهنياً جباراً في استخدام المنهج التاريخي للوصول إلى رؤية مستقبلية شاملة ومستبصرة.
    رأيت أن أختم هذا العرض لدراسات القدال بكتاب يمثل جزءاً عزيزاً من سيرته الذاتية، وهو ذكريات معتقل سياسي في سجون السودان. وهو من أمتع الكتب التي قرأتها، برزت فيه النزعة الأدبية والفنية لدى محمَّد سعيد القدال. فاستطاع أن يرسم لنا لوحة إنسانية تكاد تراها تتحرك. تختلط فيها مشاعر الغضب والتمرد والألم بالحب والشوق والألفة والمودة والأخوة الصادقة. تسمع تأوهات المرضى وآلام المعتقلين، وتنتظر معهم زيارات الأهل والأقارب، وتمتعض معهم من تذوق طعم الجراية. إنه بحق كتاب عن المشاعر الإنسانية في صدقها وإخلاصها.

    ومن أهم ما يميز هذا الكتاب أنه يعكس روح القدال المرحة، وحس الدعابة وخفة الظل التي ما فارقته حتى وهو في أحلك الأزمات، في داخل المعتقل أمام سجانيه. وقد استخدم القدال في هذا الكتاب أسلوب السخرية اللاذعة المفاجئة لينتزع من القارئ وهو في أشد حالات الألم والاحباط ضحكة سريعة بدون مقدمات في سهولة ويسر فكأنك أمام ساحر يفعل بك ما شاء، والكتابة سحر، فهاهو يحكي عن من اعتقلوا معه بعد أحداث يوليو 1971م اسماً اسماً ويروي قصصاً مؤلمة عن الاغتيالات السياسية والاعتقالات الجماعية وأحاسيس الفجيعة، وفجأة يقول: "وكان أطرف شخص بين هذه المجموعة رجل لا نعرف اسمه إذ كان يسير بيننا باسم (راس النيفة) وقصته أنه كان يسير في إحدى الأمسيات بعد حظر التجول وهو يحمل "راس نيفة" ليتناوله في العشاء، أو ربما كان (مزة) فاعترضه أحد رجال الأمن وسأله ماذا يحمل، فقال له (راس نيفة) فقال له رجل الأمن المتشنج "راس نيفة يا مستهبل" واقتاده إلى المخفر وأرسلوه إلى كوبر. وكان الرجل يسير في السراية شارد الذهن ولعله كان يلعن راس النيفة الذي كاد أن يوقعه في تهلكة وكنا نعطف عليه. وغادرنا بعد أيام".(35)

    وبذات العمق الذي تضحك به، تجد نفسك تذرف الدموع مع سطور من شاكلة: "... وفي إحدى زيارات أسرتي كنت أحمل أصغر بناتي (ندى) طول الزيارة. وكان عمرها ثلاث سنوات وهي شديدة التعلق بي. وبعد انتهاء الزيارة رفضت مفارقتي والعودة مع أهلها وأصرت أن تبقى معي. فهي لا تدري عن المكان شيئاً سوى أن به "بابا"، وحاولنا إقناعها أن تعود مرة أخرى ولكنها رفضت وتشبثت بي أكثر فلم يكن هناك مفر سوى انتزاعها عنوة وهي تبكي بأعلى صوتها. فكنت أنا وابنتي، كما قال الشاعر جيلي عبد الرحمن:
    كعصفورين مذعورين
    كان البين قد قص الجناحين
    فلم يترك سوى اللوعة تطفو في رؤى العينين".(36)
    والكتاب نموذج فريد في التأليف لا يخلو من طرافة، ويعكس وجهاً آخر لحياة لم نألفها، استطاع المعتقلون إدارتها فأقاموا المحاضرات والسمنارات وتعلموا اللغات وتبادلوا المعارف والخبرات وتشاركوا الرغيف والغطاء وكوب الشاي، فحولوها من جحيم القضبان إلى نعيم المودة الصادقة. ويعرض القدال هذه الحياة في بأسلوب أدبي بليغ فتضحك من أعماقك وتبكي أيضاً من أعماقك. وقد زين القدال الكتاب بمقاطع شعرية جميلة تناسب كل موقف، كما أفرد حيزاً واسعاً لشعر المبدع محجوب شريف. والكتاب في مجمله موجز وممتع وفيه أسلوب من التأليف لم نألفه في كتابات القدال الأخرى.
    رحم الله البروفسير محّمد سعيد القدال بقدر ما قدم لهذا البلد، ولعلم التاريخ على وجه الخصوص، وستظل كتاباته منارات سامقة يستدل بها كل باحث في تاريخ السودان.

    الهوامش
    (26) نفسه، ص 145. أنظر أيضاً القدال: الانتماء والاغتراب ص ص 51- 70.
    (27) القدال، تاريخ السودان الحديث، ص ص 239- 240.
    (28) نفسه، ص 319.
    (29) نفسه، ص 356.
    (30) نفسه، ص 422.
    (31) القدال، محمَّد سعيد: الإسلام والسياسة في السودان 651- 1985، دار الجيل، بيروت، 1992م، ص 15.
    (32) نفسه، ص 37.
    (33) نفسه، ص ص 38.
    (34) القدال، محمّد سعيد: التعليم في مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية، الخرطوم، 1971 ص 14.
    (35) القدال، محمّد سعيد: ذكريات معتقل سياسي في سجون السودان، ص 28.
    (36) نفسه، ص 100.

    منقول عن الأحداث: http://www.alahdathonline.com/Ar/ViewContent/tabid/76/C...ID/8034/Default.aspx
                  

03-06-2008, 10:47 PM

Abuobaida Elmahi
<aAbuobaida Elmahi
تاريخ التسجيل: 08-15-2003
مجموع المشاركات: 693

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آل القـدال: شكر وتقدير وإمتنان (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    عدلان

    كيف حالك والأسرة
    البركة فيكم وفينا
    ففقده كبير ومؤلم لكنها سنة الحياة


    أبوعبيدة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de