الذكرى الرابعة للدكتور عمر نور الدائم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 02:56 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-15-2007, 02:28 AM

ابوهريرة زين العابدين
<aابوهريرة زين العابدين
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 2655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الذكرى الرابعة للدكتور عمر نور الدائم

    لقد غادرنا إلى الدار الآخرة وفي مثل هذه الايام قبل سنوات الدكتور عمر نور الدائم ، اللهم راحمه واغفر له بقدر ما قدم لوطنه، فقد كان الوطن بتنوعه واهله وسحناته والوانه، لقد ارتبط به جيلنا فقد تعرفنا عليه وعملنا معه وكأنه في عمرنا، لم يشعرنا ابدا باننا مجرد شباب بل تعامل معنا باخاء وبابوة واخوة فعلمنا الكثير فصار جيلنا يردد عباراته وكلماته كان صافيا كبحر ابيض الذي جاء منه، كان بسيطا يعامل الناس باحترام كبير، الغفير والوزير يجدون عنده نفس الاحترام يأكل معهم جميعاً، كان بابه مفتوحاً من اجل قضايا الناس وهمومهم.
    لقد زرت اسرته في زيارتي العام الفائت ووجدت المنزل مليء بالضيوف وكأنهم جميعاً في انتظاره وكأـنه سوف يحضر بعد مشورا قصير هكذا علمهم وعلمنا حب الناس والتعامل مع الناس بالحسنى فالعمل العام من اجل الناس والى الناس وليس من اجل السيطرة والتسلط عليهم، انه عمر اللهم ارحمه واغفر له.

    http://www.dromarnur.com/
                  

09-15-2007, 02:32 AM

ابوهريرة زين العابدين
<aابوهريرة زين العابدين
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 2655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الرابعة للدكتور عمر نور الدائم (Re: ابوهريرة زين العابدين)

    عليك شآبيب الرحمة يا عمر

    أبوهريرة زين العابدين- واشنطن

    رن الهاتف على غير العادة بصوت مختلف أو بالأحرى انتحب واجهش بالصراخ والعويل، لم اكن ادري انه ينقل عبر اسلاكه ان المنايا تخطفن ابن نور الدائم الرجل .. الرجل. صمت لبرهة تلفت ذات اليمين وذات الشمال وتسمرت في مكاني لا ادري ما اقول ثم افقت على هذا النبأ الفاجعة الذي حمله ذاك الهاتف بصوته النعيق فقلت يا بلد عشعش فيك الشؤم والبوم.

    امسكت باليراع لعدد من المرات استعصى علي المداد وجفت الكلمات واحترت في امري ماذا افعل، ضغطت على قلمي فبكى قلمي دماً مدلهماً وبكيت دمعاً بلا دمع وبكت السماء غيثاً وهمت طوال ذاك الليل ونهاره، وحتى الشجر والطير خيل إلي انهما يشاركانني حزني، فنطرت عبر النافذة فرأيت يمامةً تسعى فناجيتها كما ناجاها الشاعر قبلا "بي ما بك يا حمامة فاسألي ... من فك قيدك أن يحل وثاقي" لم تكترث فواصلت نحيبها، تصورت أن الشجرة مدت اغصانها من نافذتي تواسيني في حزني وتضمني اليها.

    بدأت استرجع الذاكرة القهقري وارجعت البصر كرتين انقلب إلي البصر بشريط ذكريات وأيام وليال قضيتها مع ذلكم الرجل كمدير لمكتبه، تخيلته ممسكاً كتابه تارةً وعصاه تارةً أخرى يهش بها ويلوح بها أملاً لكل الأجيال القادمة، كان رجلاً بسيطاً يلتقي الناس بلا مواعيد لا يهمه إن كان وزيراً أو غفيراً فالناس عنده كأسنان المشط. كان يمشي مشيته صباحاً ويتفقد جيرانه وكانت تمشي وارءه الدنيا وتجرجر اذيالها ويرفضها ويتلفت قلبه عنها لأنه ينظر إلى مبادئه التي آمن بها منذ ان كان طالباً في الثانوي ثم إلى ألمانيا ثم إلى وطنه وقريته التي ترقد على الضفة الشرقية للنهر الخالد ذلك الأبيض النهر، كان نهراً بل كان بحراً ومحيطاً يسع كل السفن بلا تصادم، يجتمع عنده الكل وتجتمع عنده كل الصفات الحميدة. كان باسماً وكله أمل وفي احلك الظروف.

    مررنا في احدى المرات بظرف حالك والناس يملأون داره في انتظار "المصاريف" لكي يذهبوا إلى لجانهم وأعمالهم، لم يكن يملك شيء سوى قلبه الأمل فتدبر وتفكر في الأمر فقال لي: "كان لدي حساب قديم في انجلترا وفيه حوالي 400 جنيه استرليني دعني اسحبها وحتى اعالج الامر" وبالفعل فعل ذلك ولم يكن هناك من يدري بذلك. لم يكن من الذين يراؤون ويمنعون الماعون كان ماعونه مليئاً دوماً ثريداً ولحم طير مما يشتهي الناس.

    مآثره كثيرة لا تحصى ولكن من باب "اذكروا محاسن موتاكم" اورد هذه الامثلة. دخل عليه يوماً السيد مبارك المهدي في غرفته وكانت قد تهتكت وسالت جنباتها من الرطوبة وكانت غير مفروشة والجو بارد فقال له السيد مبارك "يا دكتور عمر كلم مهدي عمر وحتى يأتيك بفرش جديد ويصين الغرفة" فرد الدكتور عمر "لا في أماني الله هذه طراوة وهذه اموال الانصار لا يمكن ان اصرفها على نفسي والناس تعبانه ياخي وهناك ما هو اهم".

    كان يوصينا بأن نهتم بالناس، وكان همه الناس، يساعد الكل بصرف النظر عن اي انتماء ولديه اصدقاء من كل الطبقات ومن كل الطيف السياسي والغير سياسي. هنالك حادثة أخرى وهي عندما ضرب الطيران الاثيوبي اسمرا واهتزت وتساقط زجاج المدينة شظايا وذلك في مايو عام 98 لم يخرج الرجل من المدينة خائفا يترقب، خرج يمشي على اثنين وليس على اربع عجلات وسط الناس ولم يكن يرعبه شيء فشاهده احد المسئولين الارتريين فجاء الى منزله في اليوم التالي وقال له يا دكتور عمر سوف لن ننسى لك هذا الموقف ابداً، لقد خرج الجميع واخليت السفارات الا انت وقال له سوف نمنحك وسام الشجاعة من الدرجة الاولى وذلك عندما تعودوا الى بلدكم وتعود الحرية. كان السيد محمد عثمان الميرغني عندما يغادر اسمرا يقول لأعضاء الحزب الاتحادي ان د. عمر مسئول الحزبين الكبيرين هنا وهو مسئول عنكم وعن حزب الأمة.

    كان ثاني اثنين اذ هما في الهم الوطني هو وصاحبه المهدي ابن المهدي لم يخن صاحبه بالغيب ابدا كان جحفلاً مكراً مفراً معه سلماً وحرباً، شدةً ورخاءً، معارضةً وحكومة. كان حكومة بحاله بل ثورة في رجل كنا نردد كلماته واصبحت امثاله تسير بها الركبان " ما عندك عقل" ولكن الموت زائر بلا عقل وبلا مواعيد وهذه سنة الله في خلقه. كان يستخدم الالفاظ العامية البسيطة لتوضيح معان سياسية كبيرة بدون ان يستخدم لغة الايديولوجيا كما يقولون واصبح كل جيلنا يردد معه هذه الالفاظ والمعاني "الشغلانه دي ما ماشة".

    لقد فكرنا في احد المرات أنا والاخ صديق مساعد ان نسجل تاريخ الرجل في اشرطة كاسيت وعرضنا عليه الفكرة فوافق وشجعنا جداً وحضرنا الأسئلة، وسجلنا حوالي بضع وعشرين شريط كاسيت على ما اذكر، وقمنا بتحرير جزء من هذه المادة ولم نكمل الباقي وهي موجودة مع ابنه الاكبر الاخ مهدي عمر واتمنى ان يتطوع مجموعة من الصحفيين او المحررين لتحرير هذه المادة الدسمة ونشرها في كتاب في ذكراه السنوية او قبل ذلك أو ان يشكل حزب الامة لجنة لتقوم بذلك عرفاناً ووفاءً للرجل ودوره. ومحتوى هذه الاشرطة عبارة عن سيرته الذاتية من يفاعته الى ولوجه العمل العام ودراسته بالمانيا وعمله في مشاريع خشم القربة ثم تفرغه للعمل السياسي وتحدث عن ذلك باسهاب، ثورة اكتوبر، ضربة يوليو 76، المصالحة الوطنية، الانتفاضة، الديمقراطية الثالثة، انقلاب الانقاذ، المعارضة وحتى مؤتمر اسمرا.

    لو حاولت ان اذكر خصال الرجل ومآثره لجف المداد ولكن نبذة عامة تحكي حياة الرجل الذي تعلمنا منه الكثير، كان يعاملنا كابناءه لم يبخل علينا بشيء، كانت عينه على مستقبل الحزب والبلد، لقد تدربنا على يده احسن التدريب في اشياء كثر وفي كيفية معاملة الناس واحترامهم ومساعدتهم وهذا جوهر العمل السياسي كما كان يقول. عليك شآبيب الرحمة يا عمر.. اللهم ارحمه واغفر له والهم آله الصبر.
                  

09-15-2007, 02:34 AM

ابوهريرة زين العابدين
<aابوهريرة زين العابدين
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 2655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الرابعة للدكتور عمر نور الدائم (Re: ابوهريرة زين العابدين)

    في رثاء دكتور عمر نور الدائم :

    يا مدرّج العاطلة أم كراعا دم: تمهّل فما عهدتك عجولا

    د. على حمد إبراهيم

    يا شيخ المرؤات الكبرى ، والركن العنيد ، يا عفيف اليد واللسان، ويا سيّد الأوفياء كلهم جميعا: ما بالك تمضى مسرعا هكذا ، وقد كنت مدرّج العاطلة أم كراعا دم ، كما تقول حكا مات البوادي التي أنجبتك ، فما عهدناك عجولا ، يا واسع الصدر والعقل والوجدان. كيف عزّ عليك أن تودع أخوة لك وأبناء حملوك دوما فى حد قات عيونهم ، ووضعوك دوما بين أضابير الأفئدة والحنايا ، فى البوادي عموم كانوا ، أم في نواحي الوطن الفقيد ، أم في مفازات الدياسبورا الكونية التي شردوا فيها باسم الدين المظلوم ! نحن في النيل الأبيض كنا ومازلنا بعض شعيرة من وفاء . أما أنت ، فقد كنت فينا حامل لواء الوفاء وسيّد الأوفياء جميعا : كنت الوفاء للوطن الغالي وقد احتنكته الجهالات والضلالات من مكان قريب . وكنت الوفاء للكيان الذي تهددته المؤامرات الغاشمة منذ صرخة الميلاد . وكنت الوفاء للزعيم القضية ، وقد تنكبت عن طريقه قلة قليلة من الذين كان يدخرهم ليوم النديهة والعرضة . وكنت الوفاء للشعب الذي وسدته نياط قلبك والوجدان . يا رمز العفة الشاملة ، هل عزت عليك كلمة وداع أخيرة تودعنا بها يا شيخنا ، وفارسنا ، ودارسنا ، وحارسنا ، ، فتمضى هكذا مسرعا ، وقد عهدناك التؤود المهول ، إذا تحزب الناس زمانهم العزوف فأسرعوا في طلب الدنية من أمر دنياهم الفانية . حفيد حاتم الطائي كنت ، و حفيد محمود ود زايد ، ثم تبخل علينا بكلمة وداع عجلي يا صاحب الجود والكرم . فجيعة الوطن الفقيد في قلبك الكبير المدخر لمحفل الحكمة والسمو في وقت نضب فيه معين الحكمة التي تداوى القلوب التي في الصدور . فجيعة الأمة في عقلك المفتوح على فضائيات الوطن عموم والوطن في خضم الانحناءات الكبرى والابتلاءات . فجيعة الوطن في رأيك السديد الثاقب تحدث أهل بيزنطة عن خطر يتهددهم ، حتى لا يستبينوا النصح إلا في ضحى غدهم الفائت و لاحين مندم ! حزني عليك وقد تعاور الوطن من مرضى الأثرة والاستئثار الذين لا ينبغي لهم و لا يستطيعون أن ينظروا ابعد من مواقع أقدامهم . إذ ليس فيهم زرقاء اليمامة تنظر فترى فتحدث بالخطر الداهم. وليس فيهم حكيم بنى أمية الذي رأى تحت الرماد وميض النار ولم يكن فى مقدوره غير السؤال الأسيف : أأيقاظ أمية أم نيام ؟

    أمنيتان عزيزتان وأثيرتان كانتا تعتوران قلبك الكبير أبحت لنا بها ونحن مؤتمرون في قاهرة المعز : أن ترى حرية شعبك السياسية وقد عادت إليه كاملة غير ناقصة . وأن تعتزل العمل السياسي وتتفرغ لمشروع كهربة قرى النيل الأبيض. أن تنجز ذلك الحلم الكبير لأهلك الذين تواضعوا على حبك وعلى الوفاء لك فأردت ان تبادلهم حبا بحب . ولكن العزاء أن أهلك في النيل الأبيض يعرفون أنك عشت طريدا ومشردا من كل الشموليات الغاشمة التي لم تترك للديمقراطية فسحة من الزمن لكي تنجز ذلك الحلم : انقلاب وراء انقلاب : حتى صارت أربعين عاما من الحكم الشمولي الا قليلا ! أربعون عاما الا قليلا قضيتها يا شيخ العرب نزيلا في سجون الشمولية أو طريدا من بلد حملته في أغوار نفسك هما وغما واملا مجنحا كنت خلالها ضيفا على المنافي القسرية بأمر الطغم الشمولية التي تكاثرت علينا تكاثر الهم في القلب ، لعل أقساها عليك كانت سنين الإنقاذ وقد تخطى بك العمر الستين خريفا وأنت تحمل حزنك إلى معسكرات هايكوتا باحثا عن حقك في الحرية والكرامة . وهأنت تمضى وفى أفق بلادك غمام كثيف ودخان الله وحده يعلم كيف تكون عاقبة أمره ومتى تكون .ذلك لأن أمر هذا الوطن الفقيد لم يعد بأيدي أبنائه بعد أن رضوا من الغنيمة بالاياب وجلسوا في مقاعد المتفرجين ومصير وطنهم يقرر فيه غرباء توافدوا علينا بأمرهم ورغبتهم وليس بأمرنا أو رغبتنا. لقد صرنا نستجدى هؤلاء الغرباء أن ينظروا إلى مطالبنا بعين (العطف) والتقدير كما كان يقول كتاب العرضحالات الأشاوس في السودان القديم أعاده الله إلينا باليمن والبركات وهو في ذلك القدم حتى نبيه على ما يريد أبناؤه وليس كما يهوى ويريد الغرباء الذين يجهلون تاريخه وخصائص شعبه وأوزان وأقدار الناس فيه . لكن هؤلاء الغرباء الذين تمكنوا من أمرنا أصبحوا على قناعة بأننا لم نعد أكثر من سقط المتاع لا ندش ولا ننش ! والى أن نغير ما بأنفسنا فإنهم غير مستعدين لأن ينظروا في طلباتنا لا بعين العطف أو بغيرها . كيف تمضى يا شيخ العزائم العنيدة وتتركنا في هذا الهوان . هل رأيت أن باطن الأرض خير من ظاهرها وقد صغر شأننا إلى هذا الدرك السحيق. أما وقد أصبحت ضيفا على ملك الملوك الجواد الكريم ، فانك صائر إلى مغفرة منه بأذنه تعالى لأنه كريم يكرم وفادة كل كريم. أما بلدك التي طوفت المنافي من أجلها فلعلها تعود من جديد وديعة عند الأشاوس الذين تعرف أنهم لا يخشون في حقها لومة لائم أو بطش باطش اذا يحين يوم البأس والملمات. ليتك رأيت دموعهم عليك ، يكتبون بها عهدا معك ماضيا ضد كل صنوف الحقارة والاحتقار . ويأخى الأكبر : لقد كنت الحب والتبجيل وأنت فينا ، وسيبقى الحب والتبجيل لذكراك العطرة وأنت تمضى وتتركنا في أكمة الأحزان في هذا الوطن الفقيد. أن عزاءنا الأكبر فيك هو أن السودان كله اليوم مأتم كبير
                  

09-15-2007, 02:35 AM

ابوهريرة زين العابدين
<aابوهريرة زين العابدين
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 2655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الرابعة للدكتور عمر نور الدائم (Re: ابوهريرة زين العابدين)

    كلمة الحبيب الامام الصادق المهدي في تأبين الحبيبين عمر نور الدائم وعبد الله اسحق

    بيت المهدي في 3 رمضان 1424هـ الموافق 28 اكتوبر 2003م

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.

    أحبابي في الله وإخواني في الوطن العزيز

    ودعنا إلى رحاب الله عمر الذي كان حادياً لا يفتر لمطالب الهمة العالية كما كان بلسما شافيا في الملمات بالفأل الحسن والأمل الفسيح تجسيداً للوعد الرحماني (إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الكَافِرُونَ)- سورة يوسف الآية87.

    كان ملماً بثقافة العصر إلماماً عميقاً.. إلماماً لم يجرفه عن أصالته مسلماً عربياً بدوياً ريفياً متسامحاً مع ثقافات الآخرين سمح المعاملات، ابناً للكبير وأخاً للند وأباً للصغير قؤولاً لما قال الكرام فعولا.. كان نوراً دائماً يهب الضياء ولا يغيب.

    كان لفقيدنا سجل سياسي فريد:

    · لبى نداء تجديد الحياة السياسية في أكتوبر 1964م فأقام مع زملائه حزباً لم يرهن مستقبله وفاءاً لماضيه بل وفق بين واجبات الوفاء وتطلعات المستقبل.

    · وكان وهو يحتل موقعاً قيادياً مركزياً في حزبه لا يصرف نظره عن الأقاليم وهمومها ودورها في السياسة المركزية.

    · وكان من أكثر الناس إدراكاً للأثر الاجتماعي في السياسة في السودان، فأعطى الاجتماعيات دوراً مركزياً.

    · وكان مدركاً أن السياسة الديمقراطية تعني فيما تعني الاعتدال لتأليف الرأي والرأي الآخر.. كان توفيقياً.

    · رماه بعض الغافلين بالطاعة العمياء ولكنه كان من أكثر الناس صراحة في الرأي ومناصحة للآخرين حتى صار ضميراً للجماعة في الحزب وبوصلة لتوجهاته.

    · وأسس كثيراً من علاقات حزبه الخارجية بصورة نموذجية فهو الذي أسس علاقاتنا بالجماهيرية الليبية بصورة عميقة ولكنها حافظت دائماً على المرجعية المستقلة وعلى الإطار القومي، وكذلك فعل بعلاقاتنا مع الجارة إريتريا وفي هاتين الجارتين وغيرهما كون علاقات طيبة واكتسب احتراماً شديداً.

    · وكان وهو السياسي الحزبي يدرك أن أحزابنا ينبغي أن لا تقفز فوق الواقع الاجتماعي فرعى رعاية خاصة التوازن الأنصاري والتوازن القبلي، إن التوازن من شروط الديمقراطية.

    وكان عطاؤه الوطني ثرياً أقول فيه:

    · كثير من المثقفين دخلوا العمل السياسي من باب الحزبية الشمولية، أو العصبية الاثنية، أو الوظيفة عند الحاكم بأمره، لكن فقيدنا ضرب المثل لدخول السياسة من باب الحزبية الديمقراطية الشعبية والمساءلة.

    · وكثير من الساسة اعتبروا السياسة لا تنجح إلا على حساب الأخلاق فضرب مثل السياسي الأخلاقي.

    · وكثير من الساسة جردوها من البعد الفكري والثقافي ولكن فقيدنا كان واسع الإطلاع يلاحق المؤلفات ويطالعها. كنا نختلف كثيراً في أمر الإمامة فيدعو لها وأمانع وكانت حجته القوية يا فلان نحن محكوم علينا بفكر تقليدي يلغي دورنا في الحاضر والمستقبل وأنت صاحب رؤى لا غنىً عنها لدفع استحقاقات الماضي والحاضر والمستقبل ومهما كانت تقديراتك فإن الإمامة تضمن لهذه الصحوة سنداً عريضاً. فأقول له ولكن بقدر ما تفعل ذلك مع قوم فإنها تصد قوما آخرين فكان يقول لي: هؤلاء الآخرون إن كانوا موضوعيين فسوف يدركون قيمة هذا النهج ولكن أخطر ما قد يصيبنا بالخسران أن يعلّب كيان ككيان الأنصار أو أن تحتله قيادة ترحل به إلى الماضي أو ترهنه للغيبيات.

    · وكان يقول نعم للإسلام ولكن بعض مناهج الإسلاميين ضحت بالحرية أو ضحت بمطالب العصر وإخلاصنا لديننا يوجب أن نصحح هذه المناهج. فلا إسلام بالإكراه ولا إسلام بلا حرية.

    · والساسة في العالم الثالث اكتسبوا صفة صارت قرينة بالسياسة في الدول النامية: الذمة الواسعة واليد الخفيفة حتى أن كثيراً من مفكري العالم وصفوها بأنها كلبتوقراطية- اشتقاق من السرقة كحالة مرضية. كان فقيدنا شفاف النهج عفيف اليد عنوان للأمانة في السياسة.

    · وكان حريصاً على تفاهم مستمر مع الجنوبي والآخر الثقافي في السودان. اقترحت عليه في عام 1993م حل مسألة الدين والسياسة على أساس المواطنة مرجعية للحقوق الدستورية فتبناها في مؤتمر نيروبي في أبريل 1992م وأجمع عليها الآخرون. وكنا بصدد تنبيهه وهو بالخارج بناء على لقاءاتنا بالأخوة الجنوبيين بالداخل ومباحثاتنا معهم في مسألة الجنوب وصدودهم بسبب السياسات الطاردة التي مورست أخيرا أن الاستجابة لتقرير المصير صارت ضرورة، فكتب إلينا عن إعلان واشنطن وموقف كل الساسة الجنوبيين المتمسك بتقرير المصير، فأجزناه في الاستجابة لتلك الضرورة على أن يرتبط ذلك بأنه إذا أمكن إزالة هذه المظالم تعطى أولوية للوحدة، فتبنى ذلك الموقف في 1993م، وعلى هذا الأساس استطاع التوصل لاتفاق شقدوم في ديسمبر 1994م الذي كان ممهداً لقرارات أسمرا في يونيو 1995م، وهو الذي سماها قرارات القضايا المصيرية.

    ما كانت عادتك يا عمر أن تذهب وتترك أحبابك في هذه المفازة.. نعم أعلم عذرك.. لكن "المحمولة رغاية":

    ما كان منك إلى خليل قبلها ما يســـــــتراب به ولا ما يوجع

    وصلت إليك يد سواء عندها البازي الأشيهب والغراب الأبقع

    هذا العطاء السياسي، والوطني، كان مصحوباً بمودة ومحبة وروح دعابة لا تنقطع.. وأتصوّر أنه في هذه المحنة يقول لي: "يا ود المهدي البتاعة دي طراوة وكما قلنا نتخارج قبال ما يتعبنا ويتعبكم معانا المرض"... كان لي الصديق الصدوق الذي صدقني وصدّقَني:

    إن أخاك الصدق من كان معك

    ومن يضير نفسه لينفعــــك
    ومن إذا أبصر أمـــــراً أفظعك
    شتـــــت شمله ليجمـــــــعك

    وكان متجرداً لم تحتل الماديات مساحة من قلبه، بل كانت في يده كرماً فياضاً. وكان إخلاصه فيما يقول ويفعل جواز مرور له ليقول ما يقول لأن الإخلاص يفتح القلوب: إنك لن تسع الناس بأموالك ولكن بأخلاقك.. سلام عليك يا عمر في الخالدين.. سلام عليك يا حبيبي يوم ولدت ويوم مت ويوم تبعث حيا.

    وضاعف الله لنا البلاء فيك يا حبيبي عبد الله.. كان سيدنا عبد الله اسحق ابن الإمام عبد الرحمن الروحي بامتياز.. قرأ له القرآن والراتب وأمه في الصلوات في كثير من الأحيان وأمه والأئمة من بعده في صلاة القيام بجزء من القرآن في الليلة وكانت قراءته للقرآن روحانية خلطت معاني القرآن بلحمه ودمه وعظمه حتى استقرت في سويداء قلبه.

    لا در در الدافنيك فإنــــــــــــهم

    هالوا عليــــك من التراب وأسرفوا
    أو ما دروا أن المكارم في الثرى
    أو ما دروا "سيدنا" بأنك مصحف

    كان لسيدنا عبد الله اسحق دوراً هاماً في كيان الأنصار:

    · كان الخيط المستمر من الإمام عبد الرحمن وخليفتيه حتى يومنا هذا.

    · كان حصنا مرجعياً صد عن الكيان العدوانيات حيثما جهر بها من حدثته نفسه بالسوء عليه.

    · كان في الكيان نموذجاً للقرآني الذي لم يبعده تأهيله عن السعي للرزق، فبعض أهل القرآن يحيط بهم التواكل.

    · وكان قدوة للقرآني المتواضع، فبعض أهل القرآن يجعلونه سبباً للمباهاة.

    · وكان في كياننا حلقة وصل قوية بين المركز والأقاليم.

    · وكان يشع إخلاصاً فلا يملك محدثه إلا التسليم بحجته، فالإخلاص مفتاح القلوب.

    · وكان مكتبة حية لتوثيق تراث الأنصار ما التمسناها إلا وجدنا عنده كنوزها.

    وكان لفقيدنا عطاؤه الإسلامي العام لأنه:

    · كان تقليدي التعليم ولكنه كان من أكثر الناس استصحاباً للجديد إذ كثير من التقليديين يفرون من الجديد فرارك من الأجرب.

    · وكثير من الروحانيين الذين يهتمون بالجانب الصوفي من الإسلام يهمشون الحاجة للعمل ولا يهتمون بالواجبات الاجتماعية ولكنه كان روحانيا عاملاً وكثير الاهتمام بالأمور الاجتماعية.

    · وكان فقيدنا مثلاً للمظهر الأغبر والجوهر الأنور ما رأيته إلا شب في خاطري الأثر: رب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره (رواه مسلم).

    · لم يعل صوته أبداً في حوار ولم أسمع أبداً شخصاً تظلم منه. كان نموذجاً للموطئين أكنافاً الذين يألفون ويؤلفون.

    · كان متساهلاً في معاملاته مع الناس إلا في حالات معلومة مؤرخة اتخذ مواقف حازمة لم تأخذه في الله لومة لائم.

    · كان تجسيداً للوحي (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) الفرقان الآية 63.

    · كان نموذجاً لثمرة المسيد السوداني بكل ما تحمل من كفاءة وإخلاص وأصالة وبساطة.

    ومع اختلاف مشاربنا عددته صديقاً حميماً مخاطه بي عنقود محبة هندسها الإمام المهدي: فأنقذني ومن صحبني ومن أحبني على حب نبيك صلى الله عليه وسلم لأجلك. وكان عنده من مزامير داود صوتا ندياً في تلاوته وفي مدائحه التي يهتز لها السامعون.

    وكان مثلاً حياً لمجتمع الجزيرة أبا في أيام أزهاره. المجتمع الرباني التكافلي الذي جمع قبائل السودان في بوتقة غلب فيها الإخاء عصبيات القبائل.

    تحدثت كثيراً مع أحبابي في الكيان أن نطلق عليه لقبا يناسب دوره وعطاءه وكنا بصدد إعلانه أن يدعى أمين الدعوة الأنصارية.

    فإلى جنة الخلد يا حبيبي عبد الله إلى معية النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. إلى الأحبة محمد وصحبه.. طبت حيا وميتا يا عبد الله.

    أحبابي في الله وإخواني في الوطن العزيز

    اختلف شهيدانا مولدا ونشأة ولكنهما كانا توأمين:

    · في الصمود أمام المحن التي واجهها كياننا بشقيه الديني والسياسي، فما هانا ولا لانا ولا وهنا. وقد كان لموقفيهما دورا هاما في الإبقاء على هذه الرايات مرفوعة خفاقة تشق عنان السماء.

    · وكانا توأمين في الانتساب لكيان حبل الحسب والنسب فيه هو الجهاد والاجتهاد.

    · وكانا توأمين في المظهر الأغبر والجوهر الأنور.. لدى زيارة الحبيب عمر لمصر قال أحد المستقبلين من اخوتنا في مصر معلقا على مظهر الحبيب الراحل: ليس معنى أن تكون وزير زراعة أن تلبس ملابس الزارع.. كان الحبيب لابسا "على الله".

    · كانا توأمين في حرصهما على جبر الخواطر عيادة للمرضى وعزاء في الموتى وتراحما بين الناس.

    · وكانا توأمين في حماسة واندفاع وفتوة الشباب في سن الشيوخ:

    عمري إلى السبعين يركض مسرعا

    والـــروح باقية على العشرين

    · وكانا توأمين في أنهما استمرا مجاهدين جهادا واجتهادا من الركاب إلى التراب.. من القوة إلى الهوة.

    · وكانا توأمين في انهما مثلين فريدين يصعب أن يتكررا .. اللهم إلا إذا أفلحنا أن نستنسخهما تربويا فنجعل وفاتهما أجساما فانية وقدوة باقية.

    قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "إن خياركم أحاسنكم أخلاقا" وبشّر النبي (ص) قائلا: "ما من شيء أثقل في الميزان –أي يوم القيامة- من حسن الخلق". اللهم أنزلهما في مقعد صدق وأجزل لهما الوعد الحق: "أعددت لعبادي الصالحين ما لا عينٌ رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فاقرأوا إن شئتم (فلا تعلم نفسٌ ما أخفي لهم من قرّة أعين)".

    اللهم ارحمهما واغفر لهما وبارك في أهلهما وذرياتهما، وهبنا الصبر الجميل على هذا الجرح الكبير فلا نملك إلا أن العزاء (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ).

    وامنحنا اللهم القوة ولطف العناية لنواصل مشوارهما حتى نرى كياننا يؤدي رسالتيه الدينية والسياسية بما يسرهما في عليين، ويرطب مرقدهما في جوار جدهما.. أقول صادقا جدهما بنص القرآن: (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ).. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

    (عدل بواسطة ابوهريرة زين العابدين on 09-15-2007, 02:43 AM)

                  

09-15-2007, 02:38 AM

ابوهريرة زين العابدين
<aابوهريرة زين العابدين
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 2655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الرابعة للدكتور عمر نور الدائم (Re: ابوهريرة زين العابدين)

    عام مضى يا عمر
    في الذكرى الاولى لرحيل المناضل دكتور عمر نورالدائم

    هشام هباني

    عام مضى ومضى عمر ذاك الفارس الزاهد البطل

    عام مضى وعمر الجرح في الاكباد ما عاد يندمل

    مات الصدق في بوادينا وساد الغش والختل

    عام مضى وراح الوطن مهزلة به الآفات تقتتل

    ومات الحق مهضوما واعيت الناس الكروب والحيل

    ومضى الزمن مضيعة ومفسدة والكل ساده الخلل

    لاناصح فينا يهدينا ولا قائد اليه الناس ترتحل

    كنا نمني النفس ان تبقى بدرا فينا يكتمل

    تضيء ليل ظلمتنا بصدق فيك يشتعل

    كنا نمني النفس لتبقى خليلا فينا ينتقل

    تمد الوصل سباقا بخير فيك يعتمل

    عام مضى وافتقدناك يا عمرا ايها الشامخ الجبل

    (ام در) افتقدت طوابيها ومن يحمي روابيها

    وكلاب الفتح قد دخلوا

    فلا(دقنة) ولا ( عنجة) يحميها وغاب الفارس (الطمل)

    وبابك يا (قيوم) مر به غردون مزهوا والناس قد ذهلوا

    و(جراب الفول) لا زال مختالا حوله الحيران والدجل

    والبلاد نهبا لملالي الافك وحدهم وحق الناس بسم الله يبتذل

    وصار الوطن اشلاء ومرتخصا وتفرقت بالناس الاهواء والسبل

    الجنوب قد ضاع في زمن الترابح فضاع الحلم والامل

    ودارفور توغلت في دروب التمزق وهو امر بالغ جلل

    والشرق مرجل يغلي بأزمته مكره اخاك لا بطل

    وبتنا في عيون الدنيا ( ملطشة ) تحمينا رواندا وايضا العلل

    نحن من اعطى الزمان امانا فدانت لنا الاعداء والدول

    ملأنا الدنيا امجادا واعياداوشهد ذلك التاريخ والازل

    حين كان الوطن روحا مقدسة فدته الارواح والمقل

    وكان هو الحب والحسن به عيون الناس تكتحل

    فكانت كررى بؤرة العشق العظيم وفيها القيم والمثل

    اما اذا سألت عن حالنا فكرام الناس قد ذلوا وقد رحلوا

    واهل الحل في بلدي في حال ما عاد يحتمل

    واراذل الناس قد سادوا فصلوا وما اغتسلوا

    والناس (خيار وفقوس) وسيد الاسياد هو البصل

    فلا زلنا بلا فكر ولاذكر دواجن سادها الكسل

    نزجي الشكر ذابحنا فذبح الناس متصل

    بلغ سيد (البقعة) شكوانا فكيف الحل والعمل

    جيوش الفتح قد دخلت وحال الذل مكتمل

    فلا شيكان لا كررى تلهمنا بروح البذل نشتعـل

    ولااكتوبر ابريل تلهبنا لنصلح حالا ساده المحل

    فدم الشهداء بعناه وهم حماة الحق ما وجلوا

    اعطوا الروح للوطن بلا ثمن وحاشا لله ما بخلوا

    نم في حضرة المهدي يا رجلا ايها الزاد والشهد والعسل

    فهنيئا لتراب (ام در) بالعمر وهنيئا بالموت في امدرمان يا بطل

    (ام در) ارض العز ارض النصر وفي احشائها السودان مختزل

    ظلت تميمة النصر المؤزر لها الاعزاز والقبل

    غدا بشائر النصر قادمة وباذن الله نحتفل

    ستنبت الارض جيلا من مآثرها فثق يا ايها الرجل
                  

09-15-2007, 02:42 AM

ابوهريرة زين العابدين
<aابوهريرة زين العابدين
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 2655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الرابعة للدكتور عمر نور الدائم (Re: ابوهريرة زين العابدين)

    هذه الصور قبل عشرات سنوا ت تقريبا شخصي والمرحوم د. عمر



    المرحوم د. عمر وشخصي ومهدي عمر



    السيد مبارك ، ثريا عبد اللطيف، شخصي، د. عمر ومريم الصادق في احدى اجتماعات التجمع في اسمرا تقريبا على ما اذكر عام 98

                  

09-15-2007, 02:45 AM

ابوهريرة زين العابدين
<aابوهريرة زين العابدين
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 2655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الرابعة للدكتور عمر نور الدائم (Re: ابوهريرة زين العابدين)

                  

09-15-2007, 02:47 AM

ابوهريرة زين العابدين
<aابوهريرة زين العابدين
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 2655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الرابعة للدكتور عمر نور الدائم (Re: ابوهريرة زين العابدين)

                  

09-15-2007, 02:51 AM

ابوهريرة زين العابدين
<aابوهريرة زين العابدين
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 2655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الرابعة للدكتور عمر نور الدائم (Re: ابوهريرة زين العابدين)

    في رثاء قطب حزب الأمة الفقيد عمر نور الدايم







    لو كنت تُفدي كنتُ أولَ من فدي فاذهب حميد الذكر ياحِلف الندا



    يـــتلفَّــــتُ الشُّرفاء أيـن أمــينُهم ولَّــــي ويــبكي والإمـأمَ المـنتدي



    في كــــلِّ عينٍ دمعةٌ وبكلِّ قــــــلـــــــــــــــبٍ لـــوعةٌ تبكي الأمين الأمـجدا



    ألحــــزبُ يـبــكي والبـلاد بأسرها تــبكيـك في حزنٍ يجاوبها الصدي



    لو كنتَ تســـمع ُأوتـــري لــرأيتهم والنَّـــعـــشُ كلُّ يـــدٍ تــَـبِرّ ُبه يـدا



    لسُررتَ أنَّـــك كنت فيهم صـــادقاً والصِّــدق كان للُحْمة الخير السّدا



    يا من فُـــجعنا فيك كيف تركــــتنا والأفقُ تـــملـــؤه الشَّــــماتة العـدا



    هـــذي بلادك لم تـــزل في مِحنةٍ والرِّيح تــنفخ في محيلات الودي



    ورحيً تـدور، تُدِيرُها أطـــماعـُهم ونفوس خلقٍ قُــتِّـلوا ضاعت سُدي



    والسِّـــلم نـــرجوها وتأتـــينا ولا تأتي ودوماً ظــــلَّ مـوعـدها غـدا



    لا يُــهنِيء الشــمات أنـــك ذاهبٌ فالحـــزب باقٍ بالـمَـباديء أوكــدا



    لا يـــهنؤا فالله أكبــرُ مِـــنهـــمـــــو والموتُ يـدركُ من تحضَّر أو بدا



    والموت حـَــتمٌ والــنفوس جمــيعها تســــعي إليه مـنذ كان المُبْـــتــدا







    احمد عبد الله البنا(ألفرجوني)



    فينكس_أريزونا_ ألولايات المتحدة الأمريكية



    لأربع وعشر بقين من رمضان للعام1الهجري 1424



    الموافق الحادي عشر من نوفمبرللسنة الميلادية2003
                  

09-15-2007, 02:54 AM

ابوهريرة زين العابدين
<aابوهريرة زين العابدين
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 2655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الرابعة للدكتور عمر نور الدائم (Re: ابوهريرة زين العابدين)

    ولد الدكتور عمر نور الدائم في قرية نعيمة القريبة من مدينة الدويم، حيث ترقد على الضفة الشرقية للنيل الأبيض، في عام 1934. والتحق بجامعة الخرطوم وحصل العام 1957 علي درجة البكالوريورس في علوم الزراعة. وعمل بعد تخرجه مفتشاً زراعياً في مشروع تنمية الزراعة الآلية في منطقة الدالي والمزموم ومنقطة خشم القربة لمدة عام واحد.



    ابتعث الي ألمانيا الديمقراطية العام 1958 حيث حصل علي درجتي الماجستير والدكتوراة في هندسة الزراعة الآلية عام 1963. وشغل الدكتور عمر نور الدائم منصب وزير الزراعة خلال الفترة الديمقراطية من 1966 الي 1967 حين تولي صديق عمره السيد الصادق المهدي رئاسة الحكومة للمرة الأولي. وكان نورالدائم أحد أبرز رموز المعارضة في "الجبهة الوطنية" التي ناهضت حكم مايو. وظل معارضاً في الخارج ثماني سنوات، وعاد مع المهدي عقب المصالحة الوطنية مع نظام نميري العام 1977.



    وبعد الاطاحة بنظام نميري، وعودة الحياة الديمقراطية بعد سنة الانتقال التي ترأسها المشير عبد الرحمن سوار الذهب، خاض الدكتور الراحل الانتخابات النيابية وانتخب العام 1986 عضواً في البرلمان، واختير في حكومات الصادق المهدي في الديموقراطية الثالثة وزيراً للزراعة ثم وزيراً للمال حتى العام 1988. وعقب انقلاب الرئيس عمر البشير العام 1989 حظرت حكومة الانقاذ على نورالدائم مغادرة البلاد بعد ان مكث في السجن ردهاً من الزمن حتى سمح له في منتصف التسعينات بالسفر للعلاج في لندن التي استقر بها لبعض الوقت وايضاً في القاهرة واسمرا معارضاً حيث ساهم في هذه الفترة في بناء التجمع الوطني الديمقراطي والتمهيد لاتفاقات شقدوم ونيروبي واسمرا الاولى واسمرا الثانية عام95 وبعد توقيع حزب الأمة اتفاق "نداء الوطن" مع الحكومة في جيبوتي عاد للوطن عام 2000 وانتخب نورالدائم في ابريل الماضي نائباً لرئيس حزب الأمة للمرة الثانية بعدما كان طوال فترة رفقته مع المهدي أمينا عاماً للحزب.



    وكان قد صرح قبيل عودته من إريتريا بأنه أضحي عازفاً عن الحياة السياسية، ولن يتولي منصباً وزارياً، وأن غاية مناه أن يعود الي منطقة نعيمة في النيل الأبيض ليمارس الزراعة الآلية التي أجيز فيها قبل نحو أربعة عقود، وليشرف علي مشروع طموح للمطالبة بتعميم التيار الكهربائي علي قري ريف النيل الأبيض.وظل نور الدائم طيلة حياته شخصية سياسية فذة، ما ضاق صدرها بالتيارات الأخري رغم الخلافات السياسية والمناكفات الحزبية والمماحكات التنظيمية، واجمع علي ذلك كافة القيادات السياسية. وتم تشييع جثمانه إلي مثواه الأخير في قبة الأمام المهدي حيث يرقد ضريح الإمام محمد احمد المهدي في يوم الأحد الفاتح من رمضان 1424هـ الموافق 26 اكتوبر 2003م.

                  

09-15-2007, 04:18 AM

ABDALLAH ABDALLAH
<aABDALLAH ABDALLAH
تاريخ التسجيل: 08-26-2007
مجموع المشاركات: 7628

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الرابعة للدكتور عمر نور الدائم (Re: ابوهريرة زين العابدين)

    الاخ ابوهريره

    رحم الله عمنا د. عمر نورالدايم. كان قلبه مليء بحب الناس. لا انسئ زيارته لنا في واشنطن وتشريفه لافراد اسرتي في المنزل ليشد من ازرهم في الغربه.
    له الرحمه

    عبدالله محمود
                  

09-15-2007, 04:26 AM

هشام هباني
<aهشام هباني
تاريخ التسجيل: 10-31-2003
مجموع المشاركات: 51288

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الرابعة للدكتور عمر نور الدائم (Re: ABDALLAH ABDALLAH)

    اخي الكريم ابو هريرة

    رمضان كريم

    الا رحم الله اخي الشهيد المناضل دكتور عمر نور الدائم
    والبركةفي ابنائه وبناته واصدقائه من كل اهله الغبش بالسودان الكبير
    ولك الشكر اجزله ايها الاخ النبيل
    مع تحياتي للاسرة الكريمة
    محبتي واحترامي
                  

09-15-2007, 04:49 AM

غادة عبدالعزيز خالد
<aغادة عبدالعزيز خالد
تاريخ التسجيل: 10-26-2004
مجموع المشاركات: 4806

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الرابعة للدكتور عمر نور الدائم (Re: هشام هباني)

    الأخ الكريم
    أبو هريرة

    رحم الله الدكتور عمر ورطب مثواه
    شكرا حزينا

    غادة
                  

09-15-2007, 08:09 AM

الصادق خليفة
<aالصادق خليفة
تاريخ التسجيل: 12-13-2003
مجموع المشاركات: 2351

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الرابعة للدكتور عمر نور الدائم (Re: غادة عبدالعزيز خالد)

    رحمة من الله تغشاك ابو التومة
                  

09-15-2007, 04:12 PM

ابوهريرة زين العابدين
<aابوهريرة زين العابدين
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 2655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الرابعة للدكتور عمر نور الدائم (Re: الصادق خليفة)

    الشكر لكل من
    الاخ عبد الله محمود
    الاخ هشام هباني
    الاخت غادة عبد العزيز خالد
    والصادق خليفة
    اللهم ارحمه واغفر له بقدر ما قدم لبلده، يجب ان نخلد ذكرى ابطالنا ويجب ان تكون ذكراهم حية في قلوبنا وعقولنا وحتى ينيروا لنا الطريق في هذه الظلمات المدلهمة التي يمر بها الوطن.
                  

09-15-2007, 04:47 PM

lana mahdi
<alana mahdi
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 16049

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الرابعة للدكتور عمر نور الدائم (Re: ابوهريرة زين العابدين)

    ربنا يرحم عمي عمر نور الدائم و عمي عبدالله إسحق
    التجربة أثبتت أن فرقتهم ما بتتسدا
    من سوء حظ الحزب و الكيان ان يفقدهما بضربة واحدة في هذا الظرف الوطني الحرج
    محبتي و تقديري أبوهريرة
                  

09-15-2007, 04:51 PM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الرابعة للدكتور عمر نور الدائم (Re: ابوهريرة زين العابدين)

    رحم الله شيخ العرب د. عمر نورالدايم
                  

09-15-2007, 05:11 PM

ابوهريرة زين العابدين
<aابوهريرة زين العابدين
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 2655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الرابعة للدكتور عمر نور الدائم (Re: عاطف عمر)

    شكرا لنا وعاطف
    اللهمم ارحمهما واغفر لهما
                  

09-15-2007, 05:47 PM

salah elamin
<asalah elamin
تاريخ التسجيل: 04-07-2005
مجموع المشاركات: 1423

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الرابعة للدكتور عمر نور الدائم (Re: ابوهريرة زين العابدين)

    الصديق ابو هريرة
    لا ادكر الدكتور عمر نورالدائم بمنزله
    باسمرا الا وهو محاطا بضيوفه وهو يخدمهم بنفسه وبالدات
    في مثل هده الايام ,ايام رمضان
    كان صالون د. عمر مليئا بالضيوف وهو يتوسطهم بضحكته النقية
    فمثلماتجد بمنزله جون قرنق وشريف الدشوني تجد ايضا قادة الحكومة الارترية
    والاسر الارترية وكدلك الفنانين الارتريين .
    ايضا تجد افراد وجماعات من السودانين اللاجئين بمعسكر حسحس باسمرا
    وكدلك المقاتلين من كل الفصائل يأتون كلهم لهده الدار لانهم يحسون
    بالانتماء لهدا الرجل .
    وفي حفل زواج ابنته باسمرا ضاقت القاعة بالضيوف جاءوا كلهم والعرس عرسهم .
    كان د. عمر هو شيخ السودانيين باسمرا يزور المرضي ويعزي الدي توفي له
    قريب .بل كان الراحل على معرفة ودراية عميقة بالمجتمع السوداني
    ما ان يسألك انت من وين ؟ ويعرف خيط قصير عن اهلك حتي وتجده قد عرف اهلك
    ويدهشك بمعرفته عن دقائق العلاقات التي تربطك بهدا او داك

    وعند الاعياد او في المناسبات الدينية مسيحية او اسلامية كان د. عمر
    يملأ سيارته من الهدايا والخراف ليوزعها على الاسر السودانية من اللاجئين باسمرا .


    العزيز ابو هريرة
    من اجمل ما اعتز به من فترة اسمرا هو تعرفي على الراحل د. عمر نورالدائم .
                  

09-15-2007, 06:12 PM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الرابعة للدكتور عمر نور الدائم (Re: ابوهريرة زين العابدين)

    الأخ أبو هريـرة،

    شكــرا على هـذا الإخلاص وحفظ الود، للمرحـوم د. عمـر نور الدائـم.
    رحمـه الله رحمـة واسعـة بما أعطى لوطنه ومواطنيه من خدمـات جليلـة طيلـة عمره.
    لقـد عرف المرحوم بطيب المعشــر وحب الناس.. كل الناس. لم أتشـرف بلقائه
    ولكنى التقيت أبناءه وبناته، فلا تخطئ طابعه الذى طبعهـم به، من الإهتمام بالناس
    والتفانى فى خدمتهـم.. فأصغرهـم تراه كأنه شيخ عرب، يسـأل عن أحوالك وناسك..
    وقـد فوجئت بأن أصغرهـم سنـا عرف قريتى فى الشرق وسـألنى عن بعض الناس هناك!!
    هـذا هـو شيخ العرب عمـر نورالدائـم، حيـا يمشى بين الناس فى أبنائه..
    جعل الله بركته فيهـم، وأسكنـه فسيـح جناته، إنه نعم المجيب.
                  

09-15-2007, 06:57 PM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الرابعة للدكتور عمر نور الدائم (Re: Abureesh)

    Quote: اللهم راحمه واغفر له بقدر ما قدم لوطنه،


    آمين يا رب العالمين
                  

09-15-2007, 09:14 PM

ابوهريرة زين العابدين
<aابوهريرة زين العابدين
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 2655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الرابعة للدكتور عمر نور الدائم (Re: othman mohmmadien)

    الشكر لك الاخ الصديق صلاح الامين فقد كانت ايام جميلة مليئة بتضحيات كبار
    الشكر لكل من ابوريش و
    othman mohmmadien
                  

09-15-2007, 11:35 PM

نيازي مصطفى
<aنيازي مصطفى
تاريخ التسجيل: 08-22-2004
مجموع المشاركات: 4646

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الرابعة للدكتور عمر نور الدائم (Re: ابوهريرة زين العابدين)

    نبتهل لله تعالى في شهره الكريم ان يرحم عمنا الدكتور عمر نورالدائم وان يسكنه فسيح جناته
    مع الابرار والصديقين فقد كان دكتور عمر أُمةٌٌ لوحده ، لك عميق التقدير حبيبنا ابوهريره وانت
    تجتر الوفاء الى اهل الوفاء ، ونترحم ايضا على ابونا الشيخ الحافظ عبد الله اسحق الذي انتقل
    الى الرفيق الاعلى مع الحبيب دكتور عمر في نفس الحادث الاليم .. رحمهما الله وكل من فقدنا رحمة
    واسعة والهمنا وكل محبيهم الصبر وحسن العزاء .. انا لله وانا اليه راجعون .
                  

09-16-2007, 02:39 AM

Abd Alla Elhabib
<aAbd Alla Elhabib
تاريخ التسجيل: 12-09-2005
مجموع المشاركات: 3806

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الرابعة للدكتور عمر نور الدائم (Re: نيازي مصطفى)

    Quote: نبتهل لله تعالى في شهره الكريم ان يرحم عمنا الدكتور عمر نورالدائم وان يسكنه فسيح جناته
    مع الابرار والصديقين فقد كان دكتور عمر أُمةٌٌ لوحده ، لك عميق التقدير حبيبنا ابوهريره وانت
    تجتر الوفاء الى اهل الوفاء ، ونترحم ايضا على ابونا الشيخ الحافظ عبد الله اسحق الذي انتقل
    الى الرفيق الاعلى مع الحبيب دكتور عمر في نفس الحادث الاليم .. رحمهما الله وكل من فقدنا رحمة
    واسعة والهمنا وكل محبيهم الصبر وحسن العزاء .. انا لله وانا اليه راجعون .
                  

09-16-2007, 08:20 AM

إسماعيل وراق
<aإسماعيل وراق
تاريخ التسجيل: 05-04-2003
مجموع المشاركات: 9391

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الرابعة للدكتور عمر نور الدائم (Re: Abd Alla Elhabib)

    رجل عظيم رحل في وقت عصيب
    اللهم أرحمه رحمة واسعة، وأنزل البركة على ذريته..
    .
    .
    شكراً حزيناً الحبيب أبو هريرة وأنت تعيد لنا ذكرى حبيبنا الفقيد د. عمر نور الدائم.. صديق الصغير قبل الكبير.
                  

09-16-2007, 08:20 AM

إسماعيل وراق
<aإسماعيل وراق
تاريخ التسجيل: 05-04-2003
مجموع المشاركات: 9391

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الرابعة للدكتور عمر نور الدائم (Re: Abd Alla Elhabib)

    رجل عظيم رحل في وقت عصيب
    اللهم أرحمه رحمة واسعة، وأنزل البركة على ذريته..
    .
    .
    شكراً حزيناً الحبيب أبو هريرة وأنت تعيد لنا ذكرى حبيبنا الفقيد د. عمر نور الدائم.. صديق الصغير قبل الكبير.
                  

09-16-2007, 03:41 PM

ابوهريرة زين العابدين
<aابوهريرة زين العابدين
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 2655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الرابعة للدكتور عمر نور الدائم (Re: إسماعيل وراق)

    الشكر لكل من عبد الله الحبيب واسماعيل وراق
                  

09-16-2007, 11:53 AM

kato


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الرابعة للدكتور عمر نور الدائم (Re: ابوهريرة زين العابدين)



    نيابة عن اسرة الدكتور عمر نور الدائم الصغيرة ...
    ومؤسسة عمر نور الدائم للتنمية الانسانية ...
    نشكر كل من شارك في احياء الذكرى الرابعة للفقيد
    وقد كنتم لنا مواسين ومؤازرين منذ اللحظات الاولى لوقوع الفاجعة ... وابرزتم معدناً اصيلاً ... ينم عن طيب خلق و حلو معشر وترابط وتراحم .. وها انتم تواصلون العطاء كرماً .. وانتم تحتفون معنا بالذكرى الرابعة لرحيل الفقيد ....

    الا رحم الله فقيد الامة السودانية ... واسكنه فسيح الجنات مع الصديقين والشهداء وحسن اؤلئك رفيقاً ....

    وسنظل بكم ولكم على العهد سائرين ....





    عن اسرة المرحوم /

    عابدين عمر نور الدائم
                  

09-16-2007, 01:55 PM

waw


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الرابعة للدكتور عمر نور الدائم (Re: kato)

    رحم الله المجاهد الحبيب دكتور عمر نورالدايم..........

    التحيه لك اخي ابوهريرة.........
                  

09-16-2007, 03:52 PM

ابوهريرة زين العابدين
<aابوهريرة زين العابدين
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 2655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الرابعة للدكتور عمر نور الدائم (Re: kato)

    الاخ عابدين
    تحياتي ورمضان كريم
    اشكرك على المرور
    نعم فقد كان المرحوم د. عمر أباً للجميع لذلك جاء تأبينه في كل بقاع المعمورة فقد كان رمزاً وعلماً في الحقيقة كان واضحا كما الشمس لا يعرف انصاف الحقائق، لذلك جاء حب الناس له وذلك نتيجة لتقديره للناس كل الناس بدون اي وضع اجتماعي كان كل واحد يحس بانه يعامله معاملة خاصة وانه تربطه به علاقة خاصة الصغير والكبير . لا انسى ابدا أن جاءه احد الفنانين الارتريين يشتكي فكتب له للحكومة الارترية بان تساعده وتساعد ابنته في بعض الاشياء فقضيت حاجته . كان يمشي في الصباح ويتفقد الجميع، رجل مسكون بحب الناس وحب المساكين والبسطاء لذلك جاء حب الناس له.
    اللهم ارحمه بقدر ما قدم لوطنه وليبارك الله في اسرته الصغيرة والكبيرة.
    مع شكري
    أبوهريرة
                  

09-16-2007, 01:13 PM

ياسر الامير ابوجكة
<aياسر الامير ابوجكة
تاريخ التسجيل: 08-06-2007
مجموع المشاركات: 9

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الرابعة للدكتور عمر نور الدائم (Re: ابوهريرة زين العابدين)

    شكرا الحبيب / أبو هريرة زين العابدين ،،،
    على هذا البوست الرائع بروعة الراحل د. عمر نورالدائم

    فقد كان رحمه الله عفيف اليد واللسان ،،، وكان يرحمه الله اليد اليمنى لحزب الامة القومي
    متفانيا في عمله مخلصا ،، كان رجل امة بصفاته عليه الرحمة
    اللهم ارحمه رحمة واسعة وأنزل عليه شآبيب رحمتك

    ومن خلال هذا البوست أنقل ترحم الاخوان وحبان الراحل المقيم على روحه الطاهرة

    حباني

    نصر الدين محمد احمد (نصر الدين الانصاري ،،جده )
    وابن عمنا الاستاذ ( صديق الانصاري ) صديق حماد حمدون
    صديق الراحل وصديق اسرته

    جزاك الله خير الجزاء اخونا وحبيبنا ابو هريرة


    ياسر الامير ابوجكة
                  

09-16-2007, 03:45 PM

ابوهريرة زين العابدين
<aابوهريرة زين العابدين
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 2655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الرابعة للدكتور عمر نور الدائم (Re: ياسر الامير ابوجكة)

    الشكر لكل من
    نيازي مصطفى
    واو
    ياسر الامير ابوجكة
                  

09-16-2007, 04:18 PM

Mohamed Doudi
<aMohamed Doudi
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 3871

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الرابعة للدكتور عمر نور الدائم (Re: ابوهريرة زين العابدين)

    الاخ ابوهريره رمضان مبارك

    الدكتور عمر نورالدائم عليه رحمه الله رجل من زمن الصحابه والصالحين وحتما لاينتمى لهذا الزمن
    انظر اخى لعمر نورالدائم امين بيت مال الدوله السودانيه وهو لا يملك منزلا ولا رصيدا فى اى بنك..كانت حياته وتقشفه وورعه شبيه بالصحابه رضوان الله عليهم ولقد تذكرت وانا فى خطبه الجمعه الماضيه والتى كانت عن الخليفه على بن ابى طالب كما كان زاهدا ويخاف الله فى اموال المؤمنين..امير المؤمنين يعرض سيفه للبيع لاطمام اسرته الصفيره ولم يكتفى بذلك بل ذهب لبيت مال المؤمنين وقام بتوزيع كل مافيه للفقراء والمساكين حتى لا تضعف نفسه وياخذ من بيت مال المسلمبن مايسد به رمق اسرته.... لقد قارنت بين موقف امير المؤمنين ولم اجد موقف اقرب لهذا النهج فى وقتنا الحاضر الا موقف د. عمر نور الدائم عندما كان وزيرا للمال فى ثمانينات القرن الماضى..

    قارن بين موقف عمر نورالدائم وحرصه على المال العام وموقف دعاه المشروع الحضارى زورا..لقداحلوا المال العام لخاصتهم وشيدو به القصور وعالى الابنيه وافقروا شعبهم وشردوه

    رحم الله الدكتور عمر وسيدنا الورع عبدالله اسحق

    دودى
                  

09-16-2007, 04:29 PM

Raja
<aRaja
تاريخ التسجيل: 05-19-2002
مجموع المشاركات: 16054

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الرابعة للدكتور عمر نور الدائم (Re: ابوهريرة زين العابدين)

    رحم الله العم عمر نور الدائم..



    العزيز أبوهريرة..
    سأعود مرة أخرة لأحكي عن هذا الفقد الجلل..

    رحمه الله
                  

09-16-2007, 04:47 PM

ابوهريرة زين العابدين
<aابوهريرة زين العابدين
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 2655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الرابعة للدكتور عمر نور الدائم (Re: Raja)

    شكرا الاخ دودي على كلماتك
    شكرا الاخت العزيزة رجاء وفي انتظارك
                  

09-16-2007, 06:03 PM

ابوهريرة زين العابدين
<aابوهريرة زين العابدين
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 2655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الرابعة للدكتور عمر نور الدائم (Re: ابوهريرة زين العابدين)

    محمد محمد خير/كندا

    الله يا قلبه المهول إتساعا وكبرا ولا نهايات دكتور عمر (النورالدايم) كان يحمل الكثير من الرهق ومن الملامح الديمقراطية والقسمات الشعبية والدرجات العلمية كان يحمل الدكتوراة والعصا حين ضرب فجاج الارض صوب المانيا ليضيف لقب الدال جوار إسمه لم يكن يعرف الناس عن المانيا سوى ذلك المفتاح الذى يرسم شعار الصداقة السودا نية الالمانية ولم يكن بارزا سوى هتلر.

    وحين عاد لبلده لم تميّزه دلالات التغريب عاد بلا (شارلستون) وبلا سيكار ما تلمّظ وما تقعّر لم يسحره الجنس الارى وما إستهوته (البكس) عاد دكتورا على طريقة (الحسوناب) مستهديا براتب المهدى مخلصا لسليله الصادق وعذبا كناظره يوسف هبانى.

    دكتور عمر علامة موحية فى السياسة والا نسانية والو طنية والجمال يشق علّى نعيه لا ننى انعى عبره القيم والمحبة والحلم والصبر والتفاؤل والجمال.

    كان ثقيلا على بدنى قوام الخبر. ما تحملّته وما توقعته ولن استوعبه طار صوتى لتكساس وكانت دموعى سبقتنى لهناك حيث صفية بنته ونجل على العمدة بازرعه الذى يقاسم صفية المودة والرحمة واشجان العقيدة كنت ابكى وكان بازرعة يعزينى بوصفى اصاهر عمر فى الحلم وتحبييب البساطة وخفة الظل والو طن المجروح

    ثم طارت منا حتى لواشنطن لفاطمة هبانى حيث لم اكن سوى ورقة بلا اسطر تحملها الر ياح ثم طار صوتى منى لفرجنيا للمكدود مثلى حسن احمد الحسن وفى ميريلاند لملم اشلائى مهدى داؤود مات نور الدئم على طريق جبل اوليا ويقام الماتم فى كل انحاء العا لم!

    افقت على حقائق ترّسبت بعد رحيله تبعتها اسئلة كثيرة من سيحل مكان عمر؟ هل بمقدور نائب هذا الفاعل المحافظة على علامة الضم؟ هل سيجيد الحديث بالغتين الرسمية والشعبية ؟ هل سيظل بيته مفتوحا للغاشى والماشى ومن يريد ان يتربص به؟ هل يملك نائب هذا الفاعل قدرة الإمتصاص والتذويب والتنغيم والامتصاص

    والمفارقة؟ !!!!

    هل يزهو بالبساطة والفقر متلما كان عمر؟

    حمت حول كثير ين لكن حصيلتى كانت مثل صائد سمك نثر شباكه فى البحر لكن الشباك جاءت مليئة بالموج!!!!

    هذا فقد لن يتّمم إحلال بدائله إلا (بالنفير) لن تمتلىء مكانته الشاغرة إلا بانضمام كل الشعب السودانى لحزب الامة وها انا اتقدم الصف واعلن إنضمامى من جديد لحزب الامة من اقاصى ملكوت الله مؤديا قسم الولاء , مخلصا لشعار السودان للسودانيين مؤكدا ان ما كل حزب امة انصارى حتى لو كان من حملة الجنسيات المزدوجة

    وضمن قسم الولاء نزاهة الفؤاد واتساع القلب والحرص على مصاحبة الشعب فى احلامه وتطلعاته والعمل على إنتصار قيمهوغرس ازاهير الامانى على مروجه الممدودة اما كان عمر كذلك؟
                  

09-16-2007, 06:05 PM

ابوهريرة زين العابدين
<aابوهريرة زين العابدين
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 2655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الرابعة للدكتور عمر نور الدائم (Re: ابوهريرة زين العابدين)

    نور الدائم واسحـق : بمقـام الدمـوع في حضرة زاهـديـن !!

    خالد عويس
    كم تأسفت كون معرفتي الشخصية بالدكتور الراحل عمر نورا لدائم لم يكتب لها أن تعمر طويلا، غير أن عزائي الشخصي يبقى في الذكرى الثرة والانطباعات القوية التي خلفها لقائي به صبيحة يوم شتوي مائل للدفء في حديقة منزل السيد الصادق المهدي بالملازمين مطلع العام الحالي، علاوة على معرفتي العامة به. أما الراحل الآخر سيدي عبدا لله اسحق، فعزائي فيه أنني واحد من الذين خبروه عن قرب، فسنوات النضال التي ابتدأتها في 1991م بانضمامي لحزب الأمة عرفتني إلى رجل خبر النضال ردحا طويلا من الزمن، غير أن هذا الجانب هو المعلن فحسب في إطار شخصية فذّة لم يكتب لها التدوين التاريخي والتحقق من جوانب عظمتها وتفردها بعد.
    بطبيعة الحال، لم يترك لنا الحزن القاهر جانبا نستظل به طوال الأيام الماضية، ولم يطاوعني القلم أبدا لأكتب خواطر شاردة مغموسة في حبر الوجع والألم عن رجلين يعزّ علىّ وصف شمائلهما وقد انتقلا إلى رحاب الله مخلفيّن في القلب حسرات وآهات حارقة بقدر فقدهما الجلل.
    لم يكن سيدي عبدا لله اسحق من الذين تحس بوجودهم في أي مجلس، بل أن أي مجلس ما كان بمقدوره احتواء سيدي، فالشيخ كان مشغولا على الدوام عن الدنيا، وهو الذي اعتكف طوال أربعين سنة أو يزيد على القرآن وعلومه وتحفيظ النشء، وكانت لشخصيته أبعاد روحية يندر أن تتوفر في نظرائه، فسيدي عبدا لله اسحق كان نموذجا لما ينبغي أن يكون عليه المسلم في اعتداله وتسامحه وإعطائه الآخرين نموذجا في كيفية التدين السمح دون رياء أو نفاق في زمن متعطش بالفعل لرجال على هذه الشاكلة بعد أن أصبح التدين مطية لأهل الهوى والغرض. وكم كنا _ جيلي من شباب الحزب / و/ الكيان _ نستمد من سيدي عبدا لله اسحق والعم الحبيب علي العمدة مقدرة على مواصلة الدرب الشاق. يكفي أن تدلف إلى مسجد الإمام عبدا لرحمن بودنوباوي يوم الجمعة وسط حصار أمني وشرطي فتصافح عيناك علي العمدة وعبدا لله اسحق وغيرهما من شيوخ الكيان بجباههم الشامخة ونظراتهم المملوءة ثقة وعزما، وجلابيبهم وعمائمهم الأنصارية المزدانة لتزيد الجمرة الداخلية اتقادا وسط تكبير وتهليل يجعلك مطمئنا أن ما يحدث في الخارج محض هراء وأن هذا هو النموذج: القدوة في التدين والمحبة والتسامح.
    رحمك الله رحمة واسعة سيدي عبدا لله اسحق، فقد كنا تلاميذ في مدرستك، وان لم نجلس مع طلبة خلاوي الإمام عبدا لرحمن، لكن مدرستك الحياتية منحتنا الكثير: يكفي ما تعلمناه من البساطة والنقاء وصفاء السريرة وبياض النية ومحبة الغير... حتى خصومك سيدي في بيوت الأشباح ما جرأوا أن يعاملوك بسوء... انه يا سيدي نور القرآن الذي كان يلوح على محيّاك... كم سنفتقد نموذجك الرائع ونجاهد في أن نحذو حذوك دون طائل فمثلك من الأتقياء (العارفين) لا يتكررون بسهولة. نم يا حبيبي بسلام فالمهمة التي كرست حياتك لها سيتدبر أمرها آلاف من الطلبة الذين نهلوا منك. كنت يا حبيبي أحاذر أن أبكي عليك، فمثلك لا يبكى عليه نسأل الله لك الجنة مع الصديقين والشهداء ونشهد لك أمامه بالنقاء، غير أن لقائي بحبيبك وصفيك الشيخ صابر حسن فتّ في عضدي وكانت دموعه الغالية بمثابة جرس إنذار لي. كم كنا نحبّك سيدي وكم تعلمنا منك في شأن التعامل وفقا لرؤية الدين وسماحته وكم تعلمنا منك في شأن حب الوطن حين يكون حب الوطن لا نهائيا.
    أما سيدي عمر نور الدائم، هذا الزاهد الآخر، الذي أفنى عمره في خدمة الوطن متسربلا بإزار عادي لم تبدله الوزارات ولم تغيّره الوجاهات، فهو الآخر مثال على وطني صميم، لم يهن يوما ولم ينحن. كان معلّما وأستاذا في "فن الوطنية" حين تكون الوطنية خالصة للسودان وأهله الغبش. نعم كان "أغشبا " صرفا يتمثل الغبش في كل شيء، بل كان واحدا من أنبل من دافعوا عن قضاياهم ولم يتنكر لهم يوما واحدا، هو الذي كان يجالسهم مفترشا "البروش" في دار حزب الأمة أيام كان وزيرا في حين أن غيره من "وزراء اليوم" لا يتعطفون على الناس بمجرد نظرة من وراء "الزجاج المظلل"، وهو الذي كان يحكي لهم في بساطة حين غمرت المياه مزارعهم وبيوتهم مستفسرا قائد المروحية التي أقلته إلى "موقع الأحداث": هسع كان فجفجنا الطين ده شوية ما بتقدر تنزل ؟! وهو الذي دفع عمره كله ثمنا لحرياتهم وتنعمهم بديمقراطية سقى شجرتها بالدم والدموع والجهد الوفير وكان ينتظرها بفارغ الصبر غير أن المنية سارعت إليه. أذكر كلماتك الآن حين كنت تزلزل الأرض من تحت أقدام الديكتاتوريين انطلاقا من إذاعة التجمع رفقة ياسر عرمان وأنت تتحدث إلى أحبابك بلغة غير صعبة ومفردات موغلة في سودانيتها. كنت كما أنت نقيا بسيطا.. مدافعا صلبا عما تؤمن به، ووفيا يا سيدي عمر، هذه المزية التي كانوا يسبونك بها، الله كم كنت وفيا لصديقك عمرك وخليلك: الحبيب الصادق المهدي. كنت له نعم الأخ ولكل شيوخ الكيان والحزب. وكنت لنا نعم الوالد والعم الكريم. كنت متقدما على عصرك، "شيقدوم" لم تكن حدثا عاديا، كانت إجراء استثنائيا أفضى الى تقارب كبير بين فرقاء سودانيين. حدثنا البروفيسور مختار عجوبة في يوم تأبين سيدي عمر نورا لدائم بأن اجتماعات لندن 1993م التي شهدت وضع المسودة الأولى لاتفاق أسمرا بل وميلاد التجمع، كان د.عمر نورالدائم العنصر الأساس والفيصل فيها، فحين تختلف وجهات النظر ويقترب الموقف من لحظة فاصلة، كان لنور الدائم بابتسامته ونقائه وصراحته المعهودة وقفشاته فعل السحر في تلطيف الأجواء واقناع الفرقاء بالجلوس مرة أخرى. وندرك يا سيدي أن ذلك كله لم يكن من أجل جاه أو سلطان، إنما كان حبا خرافيا تجاه وطن عشقته حتى الثمالة. ندرك ذلك يا شيخ الوطنيين، كيف لا وكل الذين تحدثوا عن أيام "أسمرا" عرجوا على منظرك في "العراقي" وأنت "معلّق" على جانب ناقلات المياه والشاحنات تتدلى البندقية الكلاشينكوف من على كتفك.. وسط المقاتلين.. الشباب وأنت تجاوزت السبعين، في حين أن غيرك كانوا يلوذون بفنادق أسمرا... كنت صادقا مع نفسك ومع الآخرين وكنت محبوبا من الجميع.
    حين جلست اليه مطلع هذا العام في منزل السيد الصادق المهدي، لم يكن محور الحديث حول حزب الأمة ولا أحواله ولا أحوالي. كان الحديث طيلة ساعتين من الزمان منصبا حول عشقه الأبدي: الوطن. في الحقيقة كنت التقيت د. نورالدائم في مطلع التسعينات وكنت وقتها يافعا في الشأن السياسي بالحزب، وحين دخلت عليهما _ الراحل والسيد الصادق _ عرفني الأخير الى الأول قائلا: ده خالد عويس، بتعرفو مش كده ؟!
    هب د.نورالدائم واقفا _ كعادته _ مرحبا هاشا باشا وهو يرد بضحكة صافية: طبعا بقرا ليهو وعارف نشاطاتو كلها. سلّم علىّ بحرارة وأجلسني بالقرب منه ثم انفتح معي في الحديث فورا. كنت أشعر بأن السيد الصادق _ رغم تشاغله مع ضيوف آخرين _ يرمق د.عمر بنظرات من حين لآخر وكأنما يطمئن لوجوده. أما د.عمر فقد نقلني في أجواء مختلفة وعلا صوتي بالضحك مرات عديدة بسبب مرحه الدافق. ما لفت نظري فعلا أثناء تلك الجلسة اليتيمة الأمل الذي كان يشع من د. عمر تجاه مستقبل الوطن، بل إنني أراهن أنه لم يكن يوما من القانطين أو المستسلمين فالمزية الأساسية فيه قدرته العالية على المثابرة مع الاحتفاظ بالأمل. رحم الله د. عمر نورالدائم بقدر ما أعطى أمته وبقدر ما علّم الناس من تواضع وبساطة وبقدر ما غرس في تربة السودان من محبة وتآلف.
    رحم الله الفقيدين رحمة واسعة والهم آلهم وذويهم وأحبابهم وأصدقائهم وكل محبيهم في السودان الصبر والسلوان.
                  

09-16-2007, 06:06 PM

ابوهريرة زين العابدين
<aابوهريرة زين العابدين
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 2655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الرابعة للدكتور عمر نور الدائم (Re: ابوهريرة زين العابدين)

    خواطر

    المهدي يتيماً

    بقلم :عمر العمر

    كل من يعرف نسيج العلاقة الحميمة بين عمر نورالدائم والصادق المهدي في ظل العلاقات المتشابكة بين زعيم حزب الامة ومعاونيه يدرك حتماً فاجعة الثاني في رحيل الاول.

    في غياب نور الدائم يواجه المهدي ـ على كبره ـ احساساً عميقاً باليتم السياسي. دون المساس بصدقية اي من معاوني المهدي يمكن الجزم مطلقاً ان نور الدائم كان اكثرهم ولاءً. منذ اقتحم المهدي حلبة السياسة السودانية في منتصف الستينيات تقاطعت خطوط المصالح والطموحات بينه وبين قيادات الحزب باستثناء نور الدائم. المسألة ليست نابعة عن مجرد الوفاء وهذه قيمة اخلاقية تتمكن من الرجل الراحل.كما انها ليست وليدة واقعية تؤطر الطموحات وهذه من فضائله لكن اكثر فضائل نور الدائم تتمثل في الولاء المطلق.

    الولاء اكثر ما يجهر من يتأمل شخصية الراحل اذ هو شديد الولاء لنفسه اولاً فظل ملتزماً معها بالصدق صدقه مع الآخرين. وهو شديد الولاء للمكان الذي صعد فيه إلى الحياة يغتصب الزمان ليتردد عليه ولاءه مع عشيرته التي منها انحدر كما هو شديد الولاء لاصدقائه المتناثرين خارج الوطن وداخله.

    وهو شديد الولاء للطائفة التي اليها ينتمي كما هو للحزب الذي فيه يتصدى للعمل العام وعلى الوتيرة نفسها ولاؤه للقيادة التي معها يعمل. ولاء نور الدائم للوطن يقر به الخصوم والمنافسون فلا يغمزو فيه ولو من بعيد. طوال خمسين عاماً لم يهن ولاء نور الدائم على اي من هذه الجبهات إذا لم يتعاظم ولم يخلط الرجل بين اي منها بحيث يغلب احداها على غيرها بل ظل قابضاً على تراتبيتها بايقاع من يطربه راتب الامام المهدي.

    فاجعة المهدي مضاعفة تحت وطأة الرحيل المباغت لحبيبه وخليله. هي المرة الاولى التي يخطو فيها نور الدائم خطوة مصيرية يكون المهدي آخر من يعلم بها. هي الاخيرة لم يكن الراحل يملك فيها خيار البلاغ.



    مرد احساس المهدي باليتم السياسي انه يفتقد المعاون الذي يملك شجاعة ابداء المشورة تحت السقف الواحد وفي الخلوة الثنائية. المهدي يدرك من التجربة الطويلة ان نور الدائم لم يكن يسعى معه للمقارعة والمناددة او يفكر في صناعة مركز قوى او البحث عن دور مفقود على خشبة المسرح السياسي او تراوده امراض البطولة المزيفة تحت الاضواء.

    نور الدائم كان للمهدي مرجعية يحتكم اليها في المعارك السياسية داخل الحزب وخارجه وكان معياراً عليه يضبط ايقاعه وخازن اسراره وغافر ذلاته. لدى الراحل من الادب الجم ما يعينه على مكاشفة الامام والزعيم دون ان يخدش كبرياءه. نور الدائم لم يكن مستشاراً للمهدي.

    هذه حقيقة يجب الجأر بها حتى نبريء الراحل من ذنوب لا نطلب له المغفرة بشأنها. هذا دور لا تركن شخصية نور الدائم لأدائه مثل ما هي مهمة لا تجد شخصية المهدي ضرورة لها. نور الدائم ينتمي لـ «دفعة» انداد متألقين برزوا في جيلهم. في عداد تلك الدفعة عمالقة بقامة محمد ابراهيم نقد، منصور خالد، صالح فرح. «د. منصور كان يسبقنا كثيراً إلى الانفتاح على العالم ومباهجه.

    وحده كان من بيننا يعرف السفر إلى بيروت والعودة باسطوانات الغناء» هكذا قال لي في ردهة مبنى الخارجية في الخرطوم عقب المصالحة. كما الولاء يطبع التواضع الجم شخصية عمر نور الدائم. تواضع فطري غير مصطنع يزيدك فيه حباً واليه قرباً. منذ ظهر على المسرح السياسي وهو يحرص على الظهور في الزي السوداني التقليدي بجلابيته والعمامة رغم انه كان عائداً من المانيا وفي مقتبل العمر.

    الجلابية الانصارية كانت تزيده شباباً ووقاراً. ربما كان مظهره في الجلابية ـ الانصارية خاصة ـ وهو شاب عائد من المانيا متأبطاً درجة الدكتوراة مستغرباً بين انداده. قليل عدد الساسة المتجلببين والمتعمعمين انذاك. باستثناء الازهريين والقضاة الشرعيين كانت الجلابية السياسية انذاك معبأة بالقيم السودانية والاصالة.

    وحدهم الذين حباهم الله بسطة في الرزق والحسب والنسب هم المتجلببون في أروقة السياسة التي دخلوها محمولين على تلك المكانة الاجتماعية الرقيقة.

    ذلك عهد كانت سماته واضحة قبل ان يخلط المتفيقهون والمتطفلون الجدد الاوراق فشوهوا كل شيء بما في ذلك الجلابية اذ عمدوا إلى تقصيرها وحشروا فيها كل اشكال الحماقات. نور الدائم مطبوع بكل تلك الاصالة السودانية ومجبول على الحب والتحابب يملك عقلاً مفتوحاً للتلقي وقبول الآخر وصدراً رحباً للحوار ونظراً بعيداً يلم بتنوع السودان يدير اللعبة السياسية بذهنية واقعية تعترف بحق الآخر في الاختلاف دونما دمغه بشعارات العداء.



    في غيابه تفتقد قاعدة الامة قيادياً متفانياً يوقر الكبير ويحترم الصغير. لذلك كان صاحب الاصوات الاعلى في انتخابات مؤتمر الحزب التي وضعته على رأس الامانة العام 1986. برحيله اضاع المهدي مساعداً متفانياً في الاداء لا ينظر إلى موقع ومكسب فقد اذعن لأمر الزعيم بالعمل تحت مبارك الفاضل عندما كان الاخير مكلفاً بادارة العمل في الخارج.

    ارتضى البقاء في اسمرة ـ وهي ليست قرية ولا هي بندر ـ قانعاً بشظف الحياة ومتابعة المعسكرات ابان فترة العمل العسكري ضد النظام. لما سألته مشككاً عما اذا كان يظن ان هذا العمل العسكري سيفضي إلى تغيير النظام فأجاب مشدداً ان العمل السياسي يقوم برمته على التفاؤل واذا لم يكن المعارض متفائلاً فالافضل له ولغيره الانسحاب. ذلك التفاؤل كان عنصراً اساسياً في رؤية نور الدائم السياسية.

    قبل مؤتمر الحزب الاخير عبر نور الدائم عن رغبته في هجر مسرح السياسة والتقاعد. البعض اعتبرها مجرد مناورة من سياسي مخضرم لكنه رفض الترشح لأي من مقاعد القيادة. في احد المنعطفات اجبره احبابه لدخول معركة نائب رئيس الحزب بغية المحافظة على توازنات داخلية بدا انها اختلت.

    وقتها كان المتنافسون على المنصب ثلاثة من الكبار مادبو، عديل، ونصر الدين الهادي المهدي. حين اقتنع نور الدائم تخلى الاخير عن بطاقته تقديراً للرجل الذي كسب المعركة متقدماً على اقرب منافسيه بضعفين.

    كل الحزب حزين لرحيل نور الدائم المباغت لكن المهدي هو المكلوم الاكبر.

                  

09-16-2007, 06:09 PM

ابوهريرة زين العابدين
<aابوهريرة زين العابدين
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 2655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الرابعة للدكتور عمر نور الدائم (Re: ابوهريرة زين العابدين)

    رباح الصادق

    عبرة الجرح

    الجرح منفتق على شقين

    والألم نضّاح الجبين منوّحٌ كيمامتين

    فيمامة تبكي عمر

    ويمامة تبكي على "سيدنا"..وتلك مناحتين

    هكذا وما بين غمضة عين وانبتاهتها فقدت الأمة السودانية رجلين: د. عمر نور الدائم وسيدنا عبد الله اسحق.. اللهم لا اعتراض على حكمك ولا راد لقضائك، والحمد لك يا جليل الذات ويا عظيم الكرم من قبل ومن بعد، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

    ليس بوسعي الحديث عنهما فكل منهما أمة تناولت أطرافها الأقلام أوالكلمات المرتجلة في حشود العزاء فألقت اضواء من هنا وهناك على شخصية الرجلين وعلى قدرهما وإن لا زال الكثير الذي يمكن أن يذكر، وينبغي أن يعمل كل من عرفهما عن قرب لتوثيق ذينك التجربتين الزكيتين.. تجربة حبيبنا عمر نور الدائم في تركيز معاني الديمقراطية وتعرية الشمولية ومجاهدتها والوقوف بصلابة غير آبه للتنكيل.. كثيرون ذكروا بعضا من مجاهداته المدنية والعسكرية والسياسية وبقيت حوادث وتفاصيل كثيرة لم تعكس أذكر منها حادثة مصادرة بيته وتشريد أسرته وسلب ممتلكاتهم على يد حكومة "الإنقاذ" أيام بطشها الشديد، فقد كانت حادثة مروّعة رمي إثرها فلذة أكباده في قارعة الطريق ولم يأبه أو تهتز له شعرة في سبيل مبدأه. وتجربة "سيدنا" عبد الله إسحق الرجل اليقيني اللين البشوش الموطأ الأكناف الحافظ القرآن الذي يصبه في ثنايا الأفئدة والأرواح القارئ الراتب، الذي حينما يأتي البأس لا يحيد، وأذكر أيضا حادثة حينما استعصم أهل "الإنقاذ" ببعض آل بيت الإمام عبد الرحمن قائلين أن مسجد الهجرة بودنوباوي ملك لهم وأتوا بإمام لهم عينوه، وذلك بعد مصادرة القبة ومجمع بيت المهدي من هيئة شئون الأنصار، أججت الإنقاذ الفتنة وقبعت قوات الأمن خارج المسجد متلهفة ليكون ذلك الحادث الصدامي المتوقع مناسبة لاحتلال المسجد القلعة التي لاذ بها الأنصار بعد القبة، فما كان من سيدنا حينما رأى الناس ثائرة غاضبة من ادعاء وراثة المسجد وفيهم من يشتم وفيهم من يرغي ويزبد إلا أن صعد المنبر (المتقاتل حوله) وأشار بيده فصمت الناس ووجموا ثم أشار لهم بيده للخروج فخرج الآلاف طائعين، وأقيمت الصلاة الجامعة لعشرات الآلاف خارج مبنى المسجد وبدون مكبّر صوت ولكنك لو ألقيت إبرة لسمعت رنينها من فرط الصمت والرهبة. وصلى مدعو وراثة المنبر في صف واحد أكمل نيف وعشرين بالكاد!.

    لم يكن غريبا أن تشغل الصحافة السودانية بهذا الحدث شغلها الماثل، فقد صح أن الصحافة مرآة للشارع. كما لم يكن غريبا تلاحم كافة السودانيين في رثاء الرجلين. فمثل هذا التلاحم الغريب هو الذي يجعلنا نقول أننا بلد متسامح برغم تواريخ المعارك والقتال والتناحر وحاضر الدماء المنسكبة ونأمل أن تقف بشكل مستدام.. إن رثاء "عمي الحبيب" عمر اشترك فيه رموز الحكم والمعارضة المدنية والمسلحة. وهذا المعنى بالذات "التلاحم والتعاضد الاجتماعي" هو الذي كلّف د. عمر نور الدائم وسيدنا عبد الله إسحق والكثير من أعضاء حزب الأمة وكيان الأنصار وقتا ثمينا وجهدا ومالا في تنظيم رحلات المؤاساة والعزاء.. وظل يكلفهم فوق طاقتهم على تكاليفهم الجسيمة، حتى كان ذلك الثمن الخاتم المريع.

    ولعل حزب الأمة وكيان الأنصار في وعيه بضرورة التعاضد الاجتماعي واعتباره حلقة من حلقات التآخي والتضامن بل والتنظير لأنه ما جعل بلادنا متسامح أهلها رغم ما بينهم من ضغائن قد دفع فاتورة باهظة لا تطاق.. والتاريخ القريب يرصد لنا الحادث المشئوم في سبتمبر 1986م والذي راح ضحيته الأحباب "صلاح الصديق المهدي" و"الفاضل الهادي المهدي" ورفيقهما الحبيب قريب الله خليل. ثم الحادث المأساوي الذي جرى للمشاركين في افتتاح مسجد قرية المشرع فتوفي إثره الحبيب حادي الكيان المادح بشير الحاج النور وأصيب الحبيب عبد المحمود أبو أمين عام هيئة شئون الأنصار بكسر في ساقه عام 1997م. ثم حادث سبتمبر 2000م المروّع الذي راح ضحيته الحبيبان "محمد علي جقومي" و"فاروق إسماعيل" في ود مدني.. ثم في أبريل المنصرم كان الحادث الذي نحمد الله أن لم تكن فيه خسائر في الأرواح وإن حدثت فيه إصابات لبعض الأحباب على رأسهم الحبيب الأمير عبد الرحمن نقد الله حيث كسرت إثرها أضلعه فلم يتمكن من حضور المؤتمر العام للحزب، وأصيب إثر ذلك بالعلة القلبية التي ندعو الله أن يخرجه منها سالما إذ لا زال مستشفيا بالرياض.

    ثم كان هذا الحادث الجلل وقد أصيب فيه الحبيب عمر محمد عمر (الشهيد) عجّل الله بشفائه واستشهد فيه فقيدانا، والذي لم يكن خاتمة تضحيات حزب الأمة وكيان الأنصار حيث نزلت نازلة أخرى ببعض المعزين في مصاب الفقيدين العائدين لديارهم فقد فيها الكيان العمدة الريح عمر علي عمدة الهجيليجة أحد كبار هذا الكيان واثنين من رفاقه دفنهما الأحباب وقبري شهيدينا لم يجفا بعد.

    من المعقول أن يعطي كيان شعبي ككيان الأنصار الترابط الاجتماعي مكانة مقدرة، ومن المعقول أن يبذل في ذلك جهدا ووقتا ومالا لبعض قيادييه في تقليد وفود العزاء إذا كان الثمن مقصورا على ما ذكرنا: الجهد والمال والوقت.. ولكن ومع الحالة المزرية لطرقنا وكثرة حوادث الطريق وزيادتها بنسبة خيالية مؤخرا إذ لا يكاد يخلو يوم من حادث طريق سفري أو حادث جوي حتى أن حادثة الطائرة العسكرية الأخيرة تأتي وحادثة طائرة بورتسودان لا زال نحيبها يرن في الآذان.. من غير المعقول أن يستمر هذا التقليد في بلد ليس للإنسان فيه ثمن يذكر وكل مرافق الخدمات التي تحفظ الحياة: الصحية وأمان المواصلات والطريق تعاني من أدنى مؤشراتها..

    لقد استمرت حوادث السير تشكل خبرا اعتياديا للقيادات في حزب الأمة وكيان الأنصار في الآونة الأخيرة.. ولا يكاد قيادي بهذين الجسمين يخلو من حادثة سير في رحلة عزاء، ومن يذهب لرحلات العزاء هم في الغالب القيادات الشعبية ذات الأثر لدى الجماهير .. أي أن الحزب والكيان يضع البيض في سلة واحدة ويقذف بها إلى أعلى كل مرة!..

    يذكر الأب جوفياني فانتيني في كتابه عن تاريخ المسيحية في السودان أن مجهودات التبشير المسيحي التي ابتدأت في القرن التاسع عشر أوقفتها الفاتيكان لأنه كانت هنالك معدلات عالية جدا للموت بين المبشرين بسبب الأمراض التي لم يكونوا متعودين عليها في مجاهل إفريقيا، ولم يستمر التبشير إلا بسبب مجهودات "كمبوني" الذي صار يستعين بأبناء المناطق الإفريقية أنفسهم في التبشير، وهو نفسه كمبوني الذي خلده مسيحيو السودان بإطلاق اسمه على المدارس التي شيدها المبشرون فيما بعد. ويروي الأب فانتيني أنه لاحقا وحينما استؤنف التبشير بعد الاستعمار الثنائي، وبعد حدوث وفيات متلاحقة للمبشرين بين قرى الجنوب أمرهم الأسقف أمرا بأن عليهم ألا يموتوا بدون إذن منه لمدة عشرة أعوام على الأقل!!. ولا ندري كيف استجاب المبشرون لتلك الأوامر، ولكن الشاهد أن كثافة موت الكوادر القيادية والتي تلعب دورا أساسيا في أية دعوة أو كيان ديني أو سياسي يجب ألا يكون حادثة معتادة لا تخلف سوى الحسرة والحزن.. بل يجب أن يستتبعها فعل ما.

    إن استمرار رحلات العزاء : وضع البيض في السلة وقذفه هكذا كلما تزهق نفس في هذا الكيان العريض المنتشر أبناؤه في عرض البلاد وطولها لا يجب أن يستمر بحال. ولنأخذ من حكمة المبشر كمبوني "فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها".. وفي عهد المؤسسية الجديد على كل فرع للحزب أو لهيئة شئون الأنصار في أرجاء البلاد أن يقوم بتمثيل القيادة الحزبية في المناسبات الاجتماعية خيرها وشرها.

    إن فقد الحبيبين عمر نور الدائم وعبد الله إسحق قدر نرضى به وقضاء لا نرده وعزاؤنا أنه كان في غرة الشهر الذي أنزل فيه القرآن وفي مسعى لخلق أسمنت مسلح اجتماعي بين الناس في شأن الله وفي شأن الوطن. ولكن عليه أن يكون عبرة لنا.. فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين: ما بالنا نلدغ كل مرة ونعيد الكرة؟!. ربما يقول لك أحدهم لا راد لقضاء الله، قل له نعم بالله القائل: "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة" وصل وسلم على رسوله الذي قال: إعقلها وتوكل!.

    وليبق ما بيننا
                  

09-16-2007, 06:11 PM

ابوهريرة زين العابدين
<aابوهريرة زين العابدين
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 2655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الرابعة للدكتور عمر نور الدائم (Re: ابوهريرة زين العابدين)

    متون وحواشٍ

    عبد اللطيف البوني



    ودع زملاءه بالمشروع الزراعي الذى كان يعمل به كتنوقراط - اى خبير - قائلاً لهم ان أهله استدعوه ليترشح للبرلمان وانه سيعود اليهم وهو وزير للزراعة وقد كان ، فقد قدم د. عمر محمد نور الدائم استقالته وترشح عن حزب الامة فى دائرة من دوائر النيل الابيض - منطقة الحسانية - وفاز ودخل الجمعية التأسيسية وفى الحكومة الائتلافية بين حزب الأمة والاتحادى الديمقراطى اصبح وزيراً للزراعة ، كان بعد ثورة 1964م ..



    كان يحكى في هذه الذكريات ذات جمعة بعد عودته من المعارضة الخارجية قبل حوالى عامين ومن خلال الاذاعة . وتشعب الحديث وتطرق للمعارضة المسلحة والتجمع والانقاذ شرق وغرب وكنت اتابع حديثه كصحفى وكمراقب سياسى وفى ذات الوقت كان والدى الذى ناهز التسعين من العمر يتابع باهتمام شديد حديث دكتور عمر محمد نور الدائم وفى ذات الوقت كان طفلي الذى جاوز العشرة بقليل يتابع معنا والحال هكذا قلت « سبحان الله » فى سرى ما سر هذه الجاذبية في حديث هذا الرجل الذى جعل ثلاثة اجيال متعاقبة تستمع اليه فى وقت واحد لقد سمعنا بفنان لكل الاجيال وفنان لكل العصور لان الفن لغة عالمية لا تبلى مع الزمن ولكننا لم نسمع بسياسي لكل الاجيال ، انه النقاء والاسلوب السهل الممتنع هو الذى يجعل احاديث د. نور الدائم تنفذ من القلب الى القلب اختلفنا معه ام اتفقنا .



    الراحل د. نور الدائم من جيل السياسيين الذين ظهروا بعد اكتوبر وهو الجيل الوطنى الثانى باعتبار ان الجيل الأول هو جيل رواد حركة التحرر الوطنى ومهما كان رأينا في الجيل الأول فقد استطاع ذلك الجيل انجاز عملية الاستقلال فجاء نظيفاً مثل صحن الصينى « لا فيهو شق ولا طق» وان رفع ذلك الجيل شعار التحرير قبل التعمير الا انه تغافل عن عملية التعمير لأسباب قد تكون موضوعية فقد كان مناطاً بالجيل الثانى - جيل اكتوبر ان ينجز عملية التعمير لذلك غنى شاعرهم لاكتوبر الاخضر الذى باسمه الارض تنادى قائلاً « الحقول اشتعلت قمحاً ووعداً وتمنى» .



    ظهرت الاحزاب العقائدية كأقوى ما تكون بعد اكتوبر وكانت قبلة لمعظم المثقفين ولكن دكتور نور الدائم اختار طريق أهله لانه يؤمن «بالعز أهل» بيد أن اختياره لم يكن انحيازاً تقليدياً بل كان على بصيرة فقد كان منظماً لجناح التجديد والتطوير الذى رفع رايته السيد الصادق المهدى وكأنى بعمر نور الدائم يقول ان اصلاح ما هو قائم خير من ابتداع قنوات ومواعين جديدة لان التغيير عن طريق الاصلاح خير من التغيير الثورى لأن الأول يشمل الجميع ويستصحب كل الاجيال بينما الثورى اقصائى وباهظ التكاليف .



    ظل دكتور نور الدائم وفياً لحزبه باراً بأهله مشاركاً لقيادته ولعل اختلافه الاساسى مع جيله - جيل اكتوبر- ان نور الدائم لم يكن علي قطيعة مع القطاع التقليدى ففيه اجتمعت الحداثة والتقليدية بسلاسة غير عادية ففى خطبه الجماهيرية ولقاءاته الاعلامية يتناول اعقد القضايا بلغة بسيطة وسهلة يفهمها التقليدى - غير المتعلم - وينجذب لها المتعلم ولعل سلوكه الشخصى كان تجسيداً لذلك التلاقى والتلاحم الحداثى ، التقليدى، ولعل نهايته المفجعة جاءت كدليل على ذلك التلاحم فقد كان قاطعاً لمئات الكيلومترات بين الخرطوم وكوستى لاداء واجب العزاء في عزيز لديه وكان بصحبة شيخ وقور تعليمه دينى بحت - رحمهما الله رحمة واسعة .



    فى مأتمه تقاطرت الحداثة مع التقليدية فقد جاء اهله وعشيرته من النيل الابيض فالراحل كان « ضو قبيلة» ، وجاء السياسيون من كل حزب وفصيل وجاء ابناء ام درمان من كل الاحياء والكل يعتقد ان نور الدائم فقد له وحده ، فنور الدائم علي حزبيته التى لا يتنازع فيها اثنان الا أن نفسه كانت تفيض بالوطنية وما حبه لحزبه الا جزء من حبه للسودان الكبير ولا احد يستطيع ان يشكك فى وطنية وكيان الانصار ، فنور الدائم رمز من رموزنا القومية فقد اختار لقوميته طريق حزب الأمة وفقده كان فقداً لكل البلاد .



    من ميزات الراحل نور الدائم انه كان عف اللسان ولم يشهد له اى فجور في الخصومة ، نعم وسطية حزب الامة ووسطية «بحر ابيض» ، هاتان الوسطيتان تقاطعتا في نور الدائم ولكن هذا لا ينفى البعد الذاتي في شخصية الراحل ، فروحه السمحة والبسمة التى لا تفارق ثغره ، فهذه هبات ربانية اودعها الله في راحلنا العزيز ويندر ان توجد فى سياسي خاض معارك سياسية ولاربعين عاماً ، معارك تراوحت بين سل اللسان وسل السلاح ..لقد ظل د. عمر محتفظاً بوقاره وبكلمته الطيبة فى كل الاحوال لانه يعرف ان رياح السياسة ليس لها اتجاه واحد فحليف اليوم عدو الغد وعدو الغد حليف الامس .



    لئن قال سنغور انه يحس بان هنالك مكتبة احترقت كلما سمع بموت شيخ افريقى ، فاننا في السودان نحس بان وفاة عمر نور الدائم عبارة عن مكتبة الكترونية احترقت فالراحل لم يبلغ مرحلة الشيخوخة بعد ولكنه عاش حياة عامرة وحافلة بالاحداث الجسام فقد كان شاهداًعلى تاريخ السودان الوطنى ومشاركاً فى معظمه مشاركة كاملة وتزداد حسرتنا علي الراحل لان الموت باغته قبل ان يسجل تجربته العامرة الثرة والمثيرة ولا ادرى ان كان هناك من يقوم بهذا الدور نيابة عن الراحل لان فى ذلك لمسة وفاء له وفائدة عظيمة لاجيالنا وأجيال السودان القادمة .



    اعتبر معرفتى بالرجل معرفة عامة بيد اننى قابلته مرتين ولدقائق معدودة وقد ادهشنى بمتابعته الدقيقة لما نكتب ومعرفته العميقة لما نكتب ومعرفته العميقة باحوال الزراعة والزراعيين في السودان وكنت اظن ان احتراف السياسة ابعده عن تخصصه الاكاديمى ولكننى وجدت ان السياسة عمقت معرفته وزادت من قدراته على طرح سياسات بديلة ، الدقائق التى امضيتها معه غمرنى فيها بمودة مازلت اتذوق طعمها وكأننى قابلته قبل ثوانٍ واخشى ما اخشاه الآن ان يكون فى وفاة نور الدائم مؤشراً لمغادرة البسمة للسياسة السودانية .
                  

09-16-2007, 06:34 PM

سمندلاوى
<aسمندلاوى
تاريخ التسجيل: 08-20-2002
مجموع المشاركات: 3260

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الرابعة للدكتور عمر نور الدائم (Re: ابوهريرة زين العابدين)

    اللهم أرحمه رحمة واسعة، وأنزل البركة على ذريته
                  

09-16-2007, 08:48 PM

ابوهريرة زين العابدين
<aابوهريرة زين العابدين
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 2655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الرابعة للدكتور عمر نور الدائم (Re: سمندلاوى)

    شكرا سمندلاوي
    اللهم راحمه واغفر له
                  

09-16-2007, 09:15 PM

Raja
<aRaja
تاريخ التسجيل: 05-19-2002
مجموع المشاركات: 16054

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الرابعة للدكتور عمر نور الدائم (Re: ابوهريرة زين العابدين)

    العزيز أبوهريرة..

    سلام تاني..

    الدكتور عمر نور الدائم، رحمه الله، كان من أكرم الناس وارفعهم خلقا. وكان منزله (سواء في الخرطوم أو القاهرة أو أسمرا) هو مضيفة الجميع. ومع أدبه وخلقه كان عالما وملما بما يهم الناس.
    معرفتي الأسرية السابقة به في الخرطوم والقاهرة لم تكن بقدر ما عرفته عندما نزلت ضيفة في منزله في أسمرا في أول رحلة لي إلى اريتريا. وقد جاءت دعوته لإقامتي حتى يوفر لي الأمن (حسب تعبيره).
    إضافة إلى إستقباله لضيوفه المعتادين من السياسين والمقاتلين.. أصر عمي عمر أن يدعو كل أصدقائي ومعارفي. وقد أقام وليمة مشهودة لكل الصحفيين (السودانيين وغيرهم) الذين حضروا لإجتماعات التجمع الوطني على شرف إقامتي معه وقال أنها دعوتي..
    كان ينتظر عودتي التي حرصت ألا تكون متأخرة حتى لا أتسبب في قلقه. ولكنه قال أنه لا يسهر لأنه قلق بل ليسمع عن يومي وحصيلته من الأخبار والتقارير.. وكنت أجد في النقاش معه كثير من الفائدة. وعندما نختلف على شئ. كان يقول لي: ده أحسن شئ. لأنه الناس ما بتتفق دايما. لكن في الأمور المصيرية لازم الناس تقدم تنازلات سواء في الفهم أو التصرف..

    كان احد مهندسي مقرارات أسمرا المصيرية.. وقد ظل يدير دفة حزبه في الخارج بجدارة.. بالرغم من بعض المعوقات التي كانت توضع في طريقه من قبل البعض..

    رحمه الله وأسكنه فسيح الجنان بقدر ما قدم لبلده ولشعبه ولمبادئه..
    ولأسرته الحبيبة كل التحايا.. وإن شا الله يكون آخر الأحزان
                  

09-16-2007, 10:05 PM

ابوهريرة زين العابدين
<aابوهريرة زين العابدين
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 2655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الرابعة للدكتور عمر نور الدائم (Re: Raja)

    اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الأستاذ: الطيب حسب الرسول

    في رثاء عمر الدائم
    نور على نور

    عمر اقدم صديق تقابلنا في المدرسة الريفية بالدويم ثم تقابلنا في جامعة الخرطوم هو في الزراعة وانا في الأدآب ثم تشابكنا في الحياة يد بيد وذكريات مشتركة.
    جاءنا خبر موته في اول رمضان فصعقنا وذهلنا واليوم يجتمع القوم وأنا اسوق اليه في ذكراه هذا المكتوب، غير متقيد باوزان الشعر ولا متقيد بضوابطه عفو الخاطر من فرط الالم.
    أقول:

    اليه في ذكراه يا هول أصداء الخبر
    أصحيح يا رفاق قد مضى منا عمر
    عمر يا صاحب الناس جميعا ويا روض الزهر
    أصحيح انت يا عمر قد ذهبت دون اذن او جواز سفر
    قل لي بربك من يخلفك و من يسوق الركب بعدك يا عمر
    من يسوق السحاب و يروي الحقول ويجيب المطر
    الكاهليات الحسان لطمن الخدود وكشفن الشعر
    وبنات القبيل اعلن الحداد ولبسن السواد وخلعنا الحبر
    أصحيح يا رفاق قد مضى منا عمر
    في سرعة البرق وفي لمح البصر
    وصفية تبكي اباها العزيز بدمع كجمر القضى بل احر
    ونون هالها على البعد الخبر
    وقلبها الفتي انكفى وانفطر
    ورجال القبيل شدو الخيول ودقوا الطبول ولكن ما حيلتهم مع القدر
    من بعدك يا عمر يزرع الأرض اليباب ويروي الشجر
    من بعدك يا عمر يعيش كفافا ويرعى ضعافا ويطيق الصبر
    من يفك المدينين ويدفع للغارمين بلا جزاء ولا شكر
    قل لي من يقود الجموع ويهز الدروع اذا ما الوطيس حمى واستعر
    يا كريم الجوار وسمح الحوار وضوء القبيلة يا عمر
    ماذا اقول يا اخي الحبيب اذا بحر القريض جفى وانحسر
    وإذ كنت قبلك هجرت القصيد فليس لي بعد فقدك اليوم عذر
    ووزراة المال التي شرفتها صنتها بالعفة القعساء والخلق الوعر
    ما غرك على الحسن الهوى وما اغرتك على الفاقة البدر
    إن تاريخك السمح الموشى خالص من كل عيب أو كدر
    يقولون لنا فليجبر الله كسركم قل لي بربك كيف كسر الرأس يجبر
    قل لي بربك من يقود الالوف ويلم الصفوف اذا ما اسد الحكم زأر
    ودارك دار الأمان ليس فيها خوف وليس بها حذر
    ودارك للفقير كما هي للغني ودارك للزائرين بلا خبر
    ودارك التي تهدي القاصدين هي من كريم العود لا نار عشر
    ودارك مفتوحة صباح مساء ليس بها حارس أو ليس بها غفر
    وأم العيال وبنت الرجال تشد القدور عند الغروب وعند السحر
    تعد الطعام و تعد الجفان عند المساء وعند الفجر
    لله درها ودر ابناءها بنت الأكريمين كريمة المعشر
    هي قد رعت ضيوفك في كل آن بلا تزمر أو ضجر
    عزائي فيك يا سيدي لصديقك الفتى المدخر
    اذ كنت ساعده الأيمن ودرعه الواعي عند الخطر
    انت افردته في ظلمة الليل وفي ظلمات البحر
    انت افردته في وخزة الحر وعند المنحدر
    من له بعدك بالحكمة السمحاء والرأي السديد المبتكر
    من له يوفي الهدوم ويزيل الهموم وينسج للناس ثوب الستر
    من يسوس الامور ويمد الجسور بثاقب الفكر وبعد النظر
    يا صديق هم انصفوك اذ اودوعوك في جوار المنتظر
    قل لي بربك يا سيدي من يعتلي السرج بعد عمر
    اتقوم انت بكشف دقيق في البدو والحضر
    حتى لا يخلف السيف اليماني سيف ابتر
    هل ان بالصف رجال مخلصين لتحمل الأثقال أقدر
    يا سيدي اختر من هو في الخير أكثر
    يا سيدي استعدد الرجال واختر من هو في القامة أكبر
    عندها يكون لنا الخيار ويكون لنا في الدرب معبر

    وفي الختام الصلاة والسلام على نبينا محمد خير البشر
                  

09-17-2007, 05:41 AM

ابوهريرة زين العابدين
<aابوهريرة زين العابدين
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 2655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الرابعة للدكتور عمر نور الدائم (Re: ابوهريرة زين العابدين)

    --
                  

09-17-2007, 12:54 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الرابعة للدكتور عمر نور الدائم (Re: ابوهريرة زين العابدين)

    رحم الله عم عمر وتغمده بواسع رحمته. الفقد ما زال جللا، ومثله لا يعوض أبدا
                  

09-17-2007, 01:58 PM

عبد المنعم عمر عثمان

تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 786

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الرابعة للدكتور عمر نور الدائم (Re: خالد عويس)

    *
    *
    لك الله الحبيب أباهريرة زين العابدين وأنت تطوف و تحلق بنا فى ذكرى
    رحيل هذا الصحابى الجليل و أتمنى أن نستطيع الاقتداء به منهجا و سلوكا
    قولا و عملا و عفة ......... الخ .



    اللهم أبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله.
    اللهم اجمعنا وإياه في مستقر رحمتك اللهم انا نسالك بأسمك الاعظم ان توسع مدخله.
    اللهم باعد القبر عن جنباته.
    اللهم اكفه فتنة القبر.
    اللهم اكفه ضمة القبر.
    اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النار.
    اللهم إن كان محسنًا فزد في إحسانه، وإن كان مسيئًا فتجاوز عن سيئاته.
    اللهم ألحقه بالشهداء وحسن أولئك رفيقاً.
    اللهم افتح عليه نافذة من الجنة ** واجعل قبره روضة من رياضهاآمين يا الله .
                  

09-17-2007, 01:08 PM

البحيراوي
<aالبحيراوي
تاريخ التسجيل: 08-17-2002
مجموع المشاركات: 5763

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الرابعة للدكتور عمر نور الدائم (Re: ابوهريرة زين العابدين)

    أللهم أرحم أباءنا وكبارنا الدكتور عمر نور الدائم والحافظ عبد الله إسحق بالجنة وأنزل علي قبورهم شأبيب الرحمة وألهم كل محبيهم الصبر الجميل.


    بحيراوي
                  

09-17-2007, 01:25 PM

ابوهريرة زين العابدين
<aابوهريرة زين العابدين
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 2655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الرابعة للدكتور عمر نور الدائم (Re: البحيراوي)

    شكرا خالد والبحيراوي
                  

09-17-2007, 06:10 PM

ابوهريرة زين العابدين
<aابوهريرة زين العابدين
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 2655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الرابعة للدكتور عمر نور الدائم (Re: ابوهريرة زين العابدين)

    في عموده آفاق جديدة: كتب د. الباقر أحمد عبد الله:

    في الذكرى الأولى لرحيل الدكتور عمر نور الدائم:

    مضت أمس الذكرى الأولى لرحيل الدكتور عمر نور الدائم- نائب رئيس حزب الأمة القومي الذي مضى إلى رحاب ربه في الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك من العام الماضي بينما هو –كعادته دوما- يتواصل مع أبناء شعبه، وقد ذهب إلى النيل الأبيض لتقديم العزاء في أحد المنمين لحزبه ليكون قضاء الله وقدره حيث رحل عمر وشعبه وأمته في أمس الحاجة له. كان عمر نور الدائم طرازا فريدا من القيادات الوطنية- غلب الحس القومي على كل تحركاته لتجده في حالة تواصل مع الجميع واستطاع أن يضع حاجزا قويا بين الخلاف السياسي وعلاقته الخاصة لهذا بكاه الجميع على امتداد ألوان الطيف السياسي. مثلما كان عمر-عليه شآبيب الرحمة – بسيطا وسمحا، ودمث الخلق أهله ذلك ليكون له أصدقاؤه بين عامة الناس الطيبين على الرغم من أنه حصل على درجة الدكتوراه من أرقى الجامعات الألمانية، وكان من الممكن أن يكون صفويا متنطعا، ولكنه وقد جاء من صميم أولاد البلد، أصبح صوتهم المدافع والمنافح عنهم في كل شيء ليحبه كل من عرفه خاصة أولئك المعدمين من أبناء وطنه. وكان لكاتب هذه السطور علاقة خاصة بالراحل المقيم د. عمر نور الدائم كأحد قيادات الجبهة الوطنية حيث كنت آنذاك رئيسا لتنظيم طلاب الجبهة الوطنية بالقاهرة، فوجدنا من الدكتور عمر كل تفهم وتعاون بالدرجة التي استطعنا معها أن ننسى فيها في كثير من الأوقات إلى أي حزب ينتمي، إضافة إلى ذلك فقد ربطت د. عمر نور الدائم صداقة حميمة برفيق دربه المناضل الشريف حسين الهندي الذي كان يوصينا دوما بأن ما يصدر من عمر نور الدائم من توجيه إلى الجانب السياسي ينبغي تنفيذه دون المناقشة، ورويدا رويدا عرفنا لماذا كان الشريف حسين يعطي الرجل كل ثقته. قبل رحيل د. عمر بأسابيع قليلة كان قد شرفنا في احتفال أقيم في دارنا بمنسابة عودة بعض رموز المهجر من أبناء السودان، وتحدث الدكتور عمر في تلك الأمسية حديث مودع وكان كعادته لبقا، ودودا، دافئا، فصيح اللسان، قوي البيان واستطاع أن يسعد الجميع الذين تابعوا حديثه من القلب والابتسامات التي لم تفارق شفاههم حتى ترجل عمر من المنصة. ولم نفطن نحن بالطبع إلى أن صديقنا وحبيبنا العزيز عمر نور الدائم كان يلقي بأحاديث الوداع التي رددها الفقد الجليل بكل العفوية والسماحة التي جبل عليها. إن أهل السودان جميعهم مطالبون بتكريم هذا الرجل الرمز الذي لا يسحب على حزب بعينه فقد كان الدكتور عمر نور الدائم أمة بأكملها لهذا فإننا نناشد والي الخرطوم والمسؤولين بالدولة لأن يطلق اسم عمر نور الدائم على الأقل على الشارع الذي يوجد به منزله بحي الرياض، كما أن حزب الأمة القومي مطالب وفي هذه الذكرى، على أن يقوم بطباعة الإرث السياسي والإنساني للدكتور عمر نور الدائم من خطب ومقالات ومواقف توثق لمسيرة الراحل الجليل حتى يتثنى للأجيال القادمة الوقوف على تجربة رجل في قامة وعظمة راحلنا الجليل.



                  

09-18-2007, 01:58 PM

ابوهريرة زين العابدين
<aابوهريرة زين العابدين
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 2655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الرابعة للدكتور عمر نور الدائم (Re: ابوهريرة زين العابدين)

    --
                  

09-20-2007, 10:41 AM

محمد عادل
<aمحمد عادل
تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 14734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الرابعة للدكتور عمر نور الدائم (Re: ابوهريرة زين العابدين)

    الحبيب ابوهريرة
    دائما ماتذكرنا برجال صدقو الله
    اليوم تذكرنا بابوو التومة عم عمر
    الرجل الذى لن تلد النساء فى حزب الامه مثله
    الارحم الله
    انا لله وانا اليه لراجعون
    رحم الله عم عمر وسيدى عبدالله اسحق

    (عدل بواسطة محمد عادل on 09-20-2007, 10:43 AM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de