دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
ســـودان عبد الرحيم حمــدي / د زهير الســراج
|
سودان عبد الرحيم حمدي!!
* اخطر ورقة قرأتها في الخمس عشرة سنة الاخيرة، هي التي قدمها الاستاذ عبد الرحيم حمدي في مؤتمر القطاع الاقتصادي للمؤتمر الوطني الذي انعقد في الشهر الماضي.. ويتحدث فيها عن توقعاته لتدفقات الاستثمار في الاربع سنوات القادمة، والسياسات التي يجب ان تنتهجها حكومة المؤتمر الوطني لاستقطاب هذه التدفقات، والانتفاع منها لاقصى حد لكسب اصوات الناخبين في الانتخابات القادمة، والمناطق ذات الوزن الانتخابي التي يجب ان توجه لها هذه الاستثمارات.. لكي تؤتي اكلها.. في شكل اصوات انتخابية لصالح المؤتمر الوطني! * باختصار شديد.. فإن ورقة الاستاذ حمدي، تربط بين توزيع الخدمات في القطر وبين الكسب المتوقع لحزب المؤتمر الوطني في الانتخابات من المناطق التي تحظى بهذه الخدمات!! * فالمنطقة ذات الثقل الانتخابي، والتي يمكن ان تُستقطب اصواتها لصالح المؤتمر الوطني، هي المنطقة التي يجب ان تُحظى بالخدمات، اما المنطقة التي ليس للمؤتمر الوطني حظ في اصوات ناخبيها، فلا يجب ان يكون لها نصيب من التنمية والخدمات!! * وعلى هذا الاساس.. فإن الاستاذ عبد الرحيم حمدي يقترح في ورقته ان يتم تركيز الخدمات في ما اسماه «محور دنقلا ـ سنار + كردفان» او «السودان المحوري» على حد تعبير حمدي، لانها منطقة وعي ذات ثقل انتخابي، اكثر استجابة للمؤثرات الخارجية... وبالتالي فهي الاكثر طلباً للخدمات، والاكثر قابلية لاجتذاب اصوات ناخبيها.. اما مناطق دارفور والشرق والجنوب، فهي مناطق لا يُعتمد عليها في الانتخابات.. وبالتالي لا يجب ان تكون موضع اهتمام في الفترة المقبلة، من حيث توزيع وتركيز الخدمات، خاصة انها مناطق مرشحة للانفصال، او لوجود اوضاع سياسية فيها، ليست في صالح المؤتمر الوطني! * تخيلوا.. درجة الجرأة التي يفكر بها الاستاذ عبد الرحيم حمدي.. بل ويترجم افكاره الى ورقة عمل يقدمها في مؤتمر مفتوح بقاعة الصداقة، ولا يخشى شيئا.. في الوقت الذي يتحدث فيه الناس عن وحدة جاذبة، وسلام شامل، وحل مشاكل دارفور والشرق وبقية المناطق المهمشة وتحقيق التنمية المتوازنة! * ولكن عبد الرحيم حمدي، يربط هذه التنمية.. ويربط الخدمات التي تُقدم لاية منطقة بمدى قابليتها للتصويت للمؤتمر الوطني! * غدًا باذن الله، استعرض ما جاء في ورقة عبد الرحيم حمدي، ليتبين للناس، وللذين اتفقوا مع المؤتمر الوطني والذين يسعون للاتفاق معه، تفكير المؤتمر الوطني وتفكير قادته حول مستقبل السودان السياسي والاقتصادي.! انتظروني.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ســـودان عبد الرحيم حمــدي / د زهير الســراج (Re: ahmed haneen)
|
اصداء مقال ع الرحيم حمدي
نقلا من سودانايل
ملاحظات هامة حول ورقة السيد/ عبد الرحيم حمدي المقدمة في المؤتمر الاقتصادي للمؤتمر الوطني بعنوان: مستقبل الاستثمار في السودان عبد المنعم عوض عطا المنان بسم الله الرحمن الرحيم المؤتمر الوطني حزب سياسي كبير له رؤيته الاقتصادية التي يتفق أو يختلف معه فيها الآخرون ، والمؤتمر الاقتصادي للحزب يعني رؤية الحزب في الاقتصاد السوداني ونظرياته التي يؤمن بها حتي يحقق النمو والتنمية والتقدم وباعتبار أن المؤتمر الوطني هو الحزب صاحب النصيب الأكبر من الحكم ، يعتبر ما يجيزه ويقبل مناقشته في أضابير الحزب أو مؤتمراته سياسة عامة للدولة. ومن هذا المنطلق وقع السيد عبد الرحيم حمدي في أخطاء استراتيجية في هذه الورقة في تقديري ليست هي سياسة الحزب المعلنة وقد أخطأ من نظم المؤتمر بإجازة مثل هذه الورقة التي تختلف وتتعارض مع استراتيجية القطر الواحد وجعل خيار الوحدة جاذبا الذى جاء فى اتفاقية السلام الشامل ومهما كان التبرير في مقدمة منهج المعالجة فانه معوج أيما اعوجاج وذلك بالاتي :- أولا: لايمكن أن يعقد المؤتمر الوطني مؤتمرا قطاعيا مثل هذا المؤتمر لمناقشة مصلحة الحزب بمعزل عن مصلحة الوطن وشعبه بل ومتقاطعا ومتعارضا مع استراتيجيات أقرها المؤتمر الوطني نفسه والمشاركون في الحكم في هذه المرحلة. أهم هذه الاستراتيجيات هي استراتيجية القطر الواحد والتعامل مع قضايا الوطن المختلفة بهذه السياسة أو الاستراتيجية وقد أشار كاتب الورقة في مقدمته أسوأ إشارة فيما ذكر (جعل الوحدة بين شقي أو (أجزاء) لأنه قد ذهب إلى أبعد من انفصال جنوب السودان إلى الإشارة إلى أجزاء أخرى.. ثم قول (بعد أن تم لهم أخذ نصيب وفير من التنمية السياسية) ولا أدرى ماذا يقصد بالضمير لهم؟ ومنطق ان التكليف قد جاء من الحزب وبالتالي تراعي في الاجابة علي الاسئلة مصلحة الحزب منطقا معوجا تماما ذلك أن مصلحة االسودان من مصلحة الحزب ومصلحة الحزب من مصلحة السودان ولايمكن تحقيق منفعة عامة بدون تحقيق منفعة خاصة وهذا معروف بالضرورة وإذا تقاطعت مصلحة الحزب ومصلحة السودان أصبح الحزب حينئذ شركة خاصة أو هيئة ليس لها مسؤوليات أخلاقية أو تاريخية ولايمكن أن يحقق مصالح أهل السودان . وسنبدأ بالرد علي ما جاء في الورقة كل علي حده :- (1) النقطة (7) في الافتراض الثاني (أن القوة التصويتية التي تحسم أى انتخابات قادمة في الشمال الجغرافي .... ولهذا فان التركيز لابد أن يكون هنا). هل اختزلت برامج الحزب وأهدافه وغاياته ومسئولياته التاريخية لاسيما في هذه المرحلة علي الاهتمام بتجيير المصالح الاقتصادية التي تملكها الدولة أصلا في العمل السياسي في إطاره الضيق متمثلا في الاهتمام بقوة التصويت والاستمرار في الحكم ؟ (2) الافتراض الثالث: (الجسم الجيوسياسي في المنطقة الشمالية ( محور دنقلا – سنار ، كردفان) يحمل فكرة السودان العربي / الإسلامي بصورة عملية من الممالك الإسلامية القديمة...) هل معني هذا أن مناطقا مثل دارفور وجنوب النيل الأزرق لا تحمل هذه الفكرة؟ واين كانت الممالك الاسلامية فى السودان ألم تكن في دارفور وسنار وجنوب النيل الازرق وهل سمعنا يوما ان الشرق لا يحمل فكرة السودان العربي / الإسلامي ؟ ثم يستمر هذا الافتراض ويذكر فيه( ان هذا الجزء هو الذى يحمل السودان منذ العهد التركي والاستقلال وظل يصرف عليه .. وبهذا حتي اذا انفصل الآخرون( وان لم يكن سياسيا فاقتصاديا عن طريق سحب موارد كبيرة منه )لديه امكانية الاستمرار كدولة فاعلة) مع التنبيه علي هذه الإشارات السالبة جدا ومع الرؤية القاصرة المتقاصرة في جعل السودان دولة متقطعة الأوصال والتفكير في أن ذلك ممكن أيضا هناك إشارة سحب الموارد منه هل هذا إقرار بأن الموارد لم تكن مقسمة بعدالة وان هذا العمل كان مقصودا منه استمرار السودان موحدا ليستفيد منه أهل هذا المحور. ثم الحديث عن كيان الامة وهويتها والحفاظ عليه وليس علي هيكل موارد الدولة هل هذا ينفصل عن ذاك بدءا؟ ثم الاشارة الي (عدم الاهتمام بعد ذلك بموارد الدولة) - لأنها بالطبع ستقسم بين الولايات - بل بالعائد على الاستثمار على هذا المحور أي تقريرا باستخدام التحايل والتشكيك في مصداقية المؤتمر الوطني الشريك الأكبر في الحكم وإذا كانت هذه هي سياسة الحزب فلا أدرى ما تنويه الأحزاب والشريك الثاني في مستقبل السودان. هذه بعضا من إشارات جاءت في هذه الورقة التي لا اعتبرها بأى حال من الأحوال هي سياسة حزب له مسؤولية في هذا الوقت بالذات من تاريخ السودان وأعتب علي الذين قبلوا مناقشة هذه الورقة ولا أدرى ما هو انطباع أهل المؤتمر الوطني من غير المناطق التي تتبع لهذا المحور وكان لزاما علي الحزب ولجنة الأوراق بالذات في هذا المؤتمر رفض هذه الورقة لما فيها من تراجع كبير عن السياسات المعلنة المتمثلة في استراتيجية القطر الواحد وجعل خيار الوحدة جاذبا والشفافية والمصداقية والعدالة في توزيع الثروة والسلطة وغيرها ... والله الموفق ،،،، عبد المنعم عوض عطا المنان وزارة الرعاية والتنمية الاجتماعيـة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ســـودان عبد الرحيم حمــدي / د زهير الســراج (Re: ahmed haneen)
|
نواصل ردود الأفعال
من أين أتى هذا العبد الرحيم حمدي؟ د. صديق أمبده ش Ι
قدّم السيد عبد الرحيم حمدي وزير المالية السابق ورقة حول مستقبل الاستثمار في السودان في مؤتمر القطاع الاقتصادي للحزب الحاكم ( المؤتمر الوطني) والذي انعقد في قاعة الصداقة في الفترة 11-12 سبتمبر 2005.
والورقة الموسومة " مستقبل الاستثمار في الفترة الانتقالية " تستعصي علي التعليق الهادئ لأنها مستِفزّة (بكسر الفاء وتشديد الزاي) وعلى درجة عالية من السذاجة السياسية والاقتصادية، وبها وقود شديد الاشتعال لعنصرية جديدة. وإذا سمع السيد حمدي بقول السودانيين "الجاك مشمِّر لاقى عريان" فربما يتوقع ملاقاة كثير من العريانيين (وليس العرايا) في إطار الدفاع عن أطروحته حول محور الشمال (دنقلا-سنار-كردفان).
أشياء كثيرة مؤسفة تتعلق بالورقة المذكورة. أولها أنها صدرت عن وتمثِّل قناعات شخص كان في يوم من الأيام مسئولاً عن وزارة المالية الاتحادية. وثانيها أنها قُدّمت في مؤتمر الحزب الحاكم ولم نسمع بأنها رُفضت أو لم تتم إجازتها (ناهيك عن إدانة ما ورد بها من أفكار وتوجهات تفصل بقية أنحاء السودان عن محور السيد حمدي الشمالي). وثالثها أن التغطية الصحفية في صحيفتي الأيام (15/9/2005) والصحافة (13/9/2005) للمؤتمر قد تعرَّضت للورقة وأوردت بعض ما ذكره السيد حمدي ولكنها أغفلت تماماً الفكرة العنصرية الرئيسية للورقة. أي قام الصحفيون برقابة شخصية منهم (سنسرة) بحذف ما كان يجب أن يتم التركيز عليه حتى يعرف القراء أفكار حكامهم وإلى أين يقودونهم.
Ⅱ
أرى أن تنشر الصحيفة ورقة السيد حمدي كاملة ليحكم القراء بأنفسهم عليها وعلى كاتبها. وكما يلاحظ القارئ للملخص أدناه والذي حاولت فيه الإبقاء على لغة السيد حمدي كل ما أمكن ذلك فإن الورقة قد كُتبت على عجل وعدم اهتمام لا يتناسب وخطورة الآراء الواردة فيها ولا جديّة برامج الأحزاب السياسية، وهي إشارة سالبة في تناول الأمور عندما تأتي من شخص كان مسئولاً عن المال العام في يوم من الأيام. وسيلاحظ القارئ كذلك أن الآراء قد وردت كما ترد في الجلسات الخاصّة دون تدقيق، وليس من الصعوبة تخيُّل الألفاظ والأوصاف المحذوفة في مثل هذه المناقشات والجلسات الخاصّة. وإلى حين نشر الورقة كاملة فإن خلاصة أطروحة السيد حمدي (تتخللها بعض التعليقات مني) هي كما يلي:
يقول السيد حمدي أن التكليف يجئ من حزب سياسي، وليس من الدولة. ولهذا يُفترض أن تُراعى الإجابة عليه مصلحة الحزب في الاستفادة من الاستثمار خلال الفترة الانتقالية ليحقق له مكاسب تضمن استمرارية الحزب في الحكم. ثم يطرح أسئلة حول أي نوع من الاستثمار يريد؟ وفي أي مواقع من القطر؟ ثم يأتي بعدة افتراضات يبني عليها السياسات التي يقترح على المؤتمر الوطني تبنِّيها ومنها:
1. إن التدفقات المالية المتوقعة من اتفاقية أوسلو ومن المؤسسات الدولية والإقليمية سوف تأتي متأخرة وستكون أقل بكثير من التوقعات وسيتجه ما يأتي منها إلى مناطق معينة محددة سلفاً بموجب اتفاقية السلام. ولذا فهي ستكون أساساً خارج يدنا ولن يُفيد منها الشمال (يقصد محور الشمال) كثيراً.
2. عكس ذك فإن التدفقات المالية العربية والإسلامية الرسمية وبالذات الخاصّة أتت وسوف تأتي إلى الشمال الجغرافي. ويسهل أن تجذب إليه لما لنا في الشمال من علاقات شخصية ورسمية مع هؤلاء المستثمرين ( المفهوم أن السيد حمدي لم يرث الوزارة وأن العلاقات التي خلقها مع هؤلاء المسئولين هو وغيره كانت نتيجة تكليفه بمهام لوزارة لكل السودان وليس لتوظيفها لأشياء شخصية أو أجزاء معيّنة من السودان أليس كذلك؟).
3. إن القوة التصويتية التي ستحسم أي انتخابات قادمة هي في الشمال الجغرافي ابتداءاً من ولايات الشمالية حتى سنار/الجزيرة/النيل الأبيض. وهي الأكثر تدرباً على الانتخابات. والأكثر وعياً..وهي بموجب هذا التعليم والوعي الأكثر طلباً للخدمات والإنتاج وفرص العمل ولهذا فإن التركيز لابد أن يكون هنا بالضرورة.( يُعاقب السيد حمدي الأقاليم الأقل تعليماً ووعياً نتيجة لسياساته وسياسات أمثاله من المسئولين ويقدِّم خدمات الحزب والدولة للأكثر طلباً وليس للأقاليم الأكثر تخلفاً ولا للمواطنين الأكثر احتياجا.ً وهذا أدب سياسي جديد لاشك بالإضافة إلي المغالطات الواردة بالافتراض).
4. إن الجسم الجيوسياسي في المنطقة الشمالية المشار إليه أعلاه وسأُطلق عليه اختصاراً (محور دنقلا- سنار+كردفان) أكثر تجانساً..وهو يحمل فكرة السودان العربي/ الإسلامي بصورة عملية من الممالك الإسلامية القديمة قبل مئات السنين.. ولهذا يسُهل تشكيل تحالف سياسي عربي/إسلامي يستوعبه. وهو "أيضاً" الجزء الذي حمل السودان منذ العهد التركي/ الاستعماري/ الاستقلال.. وظل يصرف عليه.( أنظر إلى هذا الهراء. السيد حمدي يريد سوداناً متجانساً عرقياً بدون درافور والجنوب والشرق. يا سيد حمدي منذ متى كان التجانس العرقي شرطاً للدولة الواحدة؟ومع من تريد أن تشكِّل تحالف عربي/إسلامي تزج بالسودان في داخله؟ في اعتقادي إن الإنقاذ قد وعت الدرس أو أتمنى ذلك على الأقل).
5. انحسار موارد اقتصادية هائلة من المركز الشمالي (محور دنقلا- سنار /كردفان) قد تصل بحسابات اليوم الثابتة إلى 65% من موارد الميزانية العامّة للدولة.. ويترتب على هذا ضرورة تطوير موارد السودان الشمالي التقليدية بصورة دراماتيكية وسريعة جداً لمقابلة تطلعات أهله إذا أردنا أن نكسب أهل هذا المحور لمشروعنا (السياسي).( كما يعلم السيد حمدي فإنه ليست في علم الاقتصاد حسابات ثابتة وإنما أسعار ثابتة وليس هنالك ما يسمّى بتطوير للموارد بصورة دراماتيكية وسريعة في الاقتصاد.وكما أسلفتُ من قبل فإن هذا لا ينم عن جهل بقدر ما يدلُّ على عفوية في تناول الأمور المصيرية وهو شئ مؤسف).
6. إن أي سياسة واسعة وكبيرة مطلوب تنفيذها بفعالية تحتاج إلى أن توكل إلى طاقم من المؤمنين بها للنفاذ بها إلى الواقع.( يؤكد السيد حمدي على سياسة التمكين رغم اتفاق السلام ورغم دخول قوى سياسية أخرى للحكم).
7. إن الوحدة قد لا تتم ولهذا يجب أن نعمل للبديل بجد ومنذ الآن وألا نستسلم لافتراض أن الوحدة " ستصبح" جاذبة بقدرة قادر( يعني أن السيد حمدي يعمل لأن تكون الوحدة غير جاذبة بافتراض أنها سوف لن تتم في جميع الأحوال. تماماً مثل الجندي الذي قيل أنه أردى أحدهم قتيلاً قبل ميعاد حلول حظر التجول وعندما سُئل قال أنه يدري أين يسكن القتيل وسوف لن يتمكن من الوصول إلى منزله في فترة الخمسة دقائق المتبقية من بداية حظر التجول ولذا قام بإطلاق النار عليه).
ثم يُحدد السيد حمدي ما هو المطلوب وهو أن يكون الاستثمار سريعاً جداً وكبيراً جداً وأن يكون مردوده عالياً ومغرياً جداً ثم يقول يجب أن نفكر تفكيراً راديكالياً..لأن المطلوب الآن أمر يتعلق بالحفاظ على كيان الأمة وهويتها وليس على هيكل موارد الدولة!( أولاً في الاقتصاد فيما أعلم أنت لا تستطيع أن تجذب استثمار كبير وسريع وتُحدد له عائد مغري في نفس الوقت لأنك لا تستطيع أن تتحكم في كل المحددات. والمستثمر يُقارن بين العائد والمخاطر وهنالك مناخ جاذب للاستثمار يبدأ بسن قوانين مشجعة للاستثمار ويتضمن عدالة التقاضي أما المحاكم والشفافية والاستقرار الاقتصادي و السياسي وغيره وليس من الممكن أن تستعجل الاستثمار في أي وقت تشاء ودون توفير المناخ الملائم فالقرار ليس لك). ثانياً ( الأمة التي يتحدث عنها السيد حمدي أمة سودانية جديدة(محور الشمال). ويريد أن يستجدي الاستثمار العربي والإسلامي ليهب لنجدتها استثمارياً لأن كيانها مهدد.وأعتقد أن كل هذا لا يخلو من سذاجة سياسية).
أما المجالات التي سوف تُحقق هدف العائد الكبير (في رأي السيد حمدي) فهي:
أولاً : تطوير موارد الثروة الزراعية والحيوانية القابلة للتطوير السريع.( كما يعلم السيد حمدي فإن طالب السنة الأولى في الاقتصاد يدري أن الاستثمار في الزراعة خاصّة في السودان كثير المخاطر وليس كبير العائد ولا سريعه ويحتاج إلى زمن ليس بالقصير وقد هربت غالبية الشركات من الاستثمار في الزراعة خلال السنوات الماضية).
ثانياَ: البناء والتشييد خاصّةَ في قطاع المنازل الشعبية والاقتصادية بصورة واسعة جداً في كل مدن الإقليم المحوري. هذا الاستثمار هو حجر الزاوية في كسب قطاعات الفئة الوسطى والشعبية لمشروعنا السياسي.( المفهوم أن المنازل الشعبية هي تلك التي في متناول الأغلبية وقد تحتوي على شئ من الدعم وهي رخيصة الثمن فكيف تكون من مجالات الاستثمار ذو العائد الكبير؟).
يقول السيد حمدي عن الاستثمار الذي يريده وفي أي مكان أو أي مواقع في القطر: لعل الإجابة أصبحت واضحة بالضرورة وهي يجب أن ندعو ونعمل لتركيز الاستثمار الداخلي والخارجي في محور الشمال (دنقلا- سنار+كردفان) ويمكن أن نوجه بعض الاستثمارات لبعض المناطق الأخرى- شرق السودان ودارفور إذا توفر الاستقرار السياسي.(عطَّية مزيّن كما يقال).
ويختتم السيد حمدي نظريته في سودانه الجديد بأن:
إن الهدف من كل الإجراءات والسياسات المذكورة أعلاه هو إحداث حراك هائل في الجسم الاقتصادي للمنطقة المحورية خلال فترة قصيرة..وبصورة فعّالة..والأفكار المذكورة هنا ليست نهاية المطاف وإنما هي بداية..
ولنتذكر أن المطلوب هو أن تتحرك الموارد من اتجاه الدولة (حيث سوف ينالها سيف التقسيم) إلى اتجاه المجتمعات والكيانات المستهدفة لإحداث التغيير المطلوب الذي يصب في مصلحة السودان المحوري ومصلحتنا.( إذن هذه هي القضية وليذهب الآخرون إلى الجحيم!).
Ⅲ
عملياً كما ألمحت من قبل يطول الرد التفصيلي على أطروحات السيد حمدي حول ما أسماه محور الشمال لأنها شبكة من الثقوب المتصلة لا تمسك نقطة ماء واحدة. خلل في المنهج وضيق أفق في السياسة وخلط في المفاهيم الاقتصادية. ورغم كل شئ فالخطورة لا تكمن فقط في الأفكار الواردة في الورقة وإنما في السكوت عليها، خاصّةً من الحزب الحاكم. وذلك لأن بها رائحة عنصرية جديدة تزكم الأنوف ولأنها تُثير أسئلة كثيرة وتنكأ جراحاً قديمة حول المسكوت عنه.
هل كانت هذه أفكار السيد حمدي منذ أن كان والياً على المال العام أكثر من مرة؟ وعلماً بأن وزارة المالية مسئولة عن التخطيط وتوزيع موارد الدولة المالية فهل وجّه السيد حمدي بتركيز الصرف على محور الشمال منذ ذلك الحين؟ كم من مسئولي الدولة في السنوات الأخيرة يحملون أفكاراً شبيهة بأفكار السيد حمدي بمن فيهم وزراء سابقون للمالية؟ للأسف يجري الآن ربط سريع بين هذه الأفكار والأسئلة الحائرة حول طريق الإنقاذ الغربي ولماذا لم يُنفذ رغم أن جُلّ موارده من بيع السكر المخصص لمواطني دارفور. وأسئلة أخرى حول تحويل ثقل الجمارك للبضائع القادمة من ليبيا إلى دنقلا بدلاً عن مليط في شمال دارفور بفئات تفضيلية لصالح دنقلا في سنوات الإنقاذ الأولى. ويجري الآن الحديث مجدداً عن خزان مروي وهل هو فعلاً مشروع قومي أم خاص بمحور الشمال. وأحد الأسباب وفقاً لملاحظة الأستاذ محمد إبراهيم كبج (وهو ليس من الأقاليم المهمشة) فإن مشروع الخزان لا يحتوي على مد خط كهرباء حتى لكردفان .(هل السبب اقتصادي -عدم جدوى- أم سبب آخر؟) أسئلة كثيرة كما يقول العامل الذكي في قصيدة بيرتولد بريخت الشهيرة بنفس الاسم.
صحيح أن مؤتمرات قطاعات المؤتمر الوطني كثيرة ومتنوعة، والأوراق المقدَّمة كثر. وربما يقول قائل أن العبرة بما يتم تبنّيه من توصيات، أو أن المؤتمر الوطني به ديمقراطية داخلية تسمح لمنتسبيه بالتعبير عن آرائهم ولا يُحاسب الحزب على الآراء الفردية لأي من أعضائه. كل هذا صحيح وممكن أن يُقال به على سبيل دفع الحجج. ولكن الصحيح أيضاً أن بالمؤتمر الوطني سياسيين شرود (بالإنجليزية). أي ذوو خبرة طويلة وحنكة سياسية-لا تفوت عليهم خطورة الآراء المطروحة، ولو أرادوا قبرها لما سمحوا لها أصلاً بالتوزيع والتداول فهل سمحوا بها لجس نبض الشارع السياسي.أطروحة السيد حمدي عملياً(إن لم يتم تدارك الأمر) هي في رأي البعض قد تكون خارطة الطريق إلى فهم أشياء كثيرة في زمن الإنقاذ من التمكين المستمر والإمساك بمفاصل الدولة السياسية والاقتصادية وهيمنة مجموعات قبلية بعينها على قطاعات اقتصادية هامّة (أي تمكين داخل التمكين) والأهم من ذلك كله تنصُّل الدولة من مسئوليتها تجاه الأقاليم النائية حتى رفَع بعض أبنائها السلاح.
في رأيي المتواضع سوف يُسدي المؤتمر الوطني جميلاً كبيراً لنفسه وللسودان إذا تبرأ من أطروحات السيد حمدي قولاً وفعلاً لأن هنالك قرارات وسياسات كثيرة اختلف الناس في تفسيرها في وقتها وردوها إلى قصر النظر أو للسياسات الفردية للمسئولين وليس لسوء قصد مبيّت من أعلى المستويات سوف يعيدون بحثها الآن. وسوف يقلِّب هؤلاء في الدفاتر القديمة وربما تصعُب الإجابة على كثير من تصرفات الإنقاذ وسياساتها.
السيد حمدي يدعو إلى سودان جديد على طريقته (دنقلا-سنار-كردفان) يمكن للمؤتمر الوطني أن يحكمه ويستمر في حكمه و هو الجزء الذي حمل السودان منذ العهد التركي، على حد قوله. فمن أين أتى هذا العبد الرحيم حمدي؟ (إذا جازت الاستعارة لهذا السؤال الشهير) هذا الشخص الذي يقصقص أطراف الوطن لتلائم قامة حزبه (ولا يهِّمو). وماذا يقول ممثل الحكومة والمؤتمر الوطني لمتمردي دارفور في المفاوضات إذا جاءوا متأبطين ورقة السيد حمدي؟ هل سمع كبار ساسة المؤتمر الوطني ومسئوليه بالقول الشهير(سقطت دولة الغساسنة عندما تولَّى صغار الرجال كبار الأمور؟) .
بهــذا أكتفي ولا زال (الجوف يطقطق بالكلام) على حد قول المرحوم الشاعر عمر الدوش.
د. صديق أمبده 19/9/2005 صديق امبدة يرد على عبد الرحيم حمدى .....الجوف يطقطق بالكلام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ســـودان عبد الرحيم حمــدي / د زهير الســراج (Re: ahmed haneen)
|
حمدي غيت
زهير السراج يواصل في مناظيره
العنوان أعلاه هو أقل ما يمكن أن نصف به الورقة التي قدمها الاستاذ عبد الرحيم حمدي في مؤتمر القطاع الاقتصادي للمؤتمر الوطني في الشهر السابق، تحت عنوان «مستقبل الاستثمار في السودان»، وهي ورقة تكشف عن العقلية الانتهازية العنصرية التي تدار بها شؤون هذا القطر، فحمدي هو المفكر الاقتصادي للانقاذ وللمؤتمر الوطني، وهو عراب سياسة التحرير الاقتصادي، وهو وزير المالية والاقتصاد الوطني للانقاذ عدة مرات، وهو الشخص المتنفذ داخل دوائر اتخاذ القرار في المؤتمر الوطني.. وهو المندوب السامي للمؤتمر الوطني والانقاذ في دوائر الاستثمار الاجنبية.. والصديق الصدوق لمعظم رجال الأعمال العرب الذين فتحت لهم البلاد على مصراعيها، يشترون ويبيعون فيها كما يشاءون، بعون حمدي ومشورته. لذلك فإن ورقة يقدمها عبد الرحيم حمدي.. لابد أنها تعبر عن رأي العقلية التي تقود البلاد.. «الى الهاوية بالطبع»!! * فالورقة تنضح بأسوأ ما في العقلية الانتهازية العنصرية من أفكار سوداء تؤجج الصراع العنصري، وتشعل فتيل الفتنة، وترسخ الفوارق الطبقية والجهوية والعنصرية، وتزيد من اتساع الهوة بين الذين يعيشون على الهامش، ويلوكون مرارات هذا العيش البائس، ويسعون للتخلص منه بكل الطرق المشروعة، وغير المشروعة، وبين الذين يعيشون في المركز، ويتمتعون بمستوى معيشي أفضل، ويسعى حمدي لاستقطاب الاستثمار العربي والاسلامي لمناطقهم لتحسين ظروف معيشتهم، ليس حباً في سواد عيونهم، أو رحمة بهم.. وانما من أجل اصواتهم الانتخابية التي يسهل استقطابها، بينما يموت الآخرون بالفقر والجهل والمرض، لأن أصواتهم الانتخابية لا يسهل استقطابها، كما انهم يقيمون جغرافياً خارج المنطقة التي تحمل الفكرة التاريخية للسودان العربي الاسلامي ـ وهو ما عبر عنه حمدي بالقول: «ان الجسم الجيوسياسي في المنطقة الشمالية المشار اليها اعلاه، وسأطلق عليها اختصاراً.. (محور دنقلا ـ سنار + كردفان) اكثر تجانساً، وهو يحمل فكرة السودان العربي الاسلامي بصورة عملية من الممالك الاسلامية القديمة قبل مئات السنين.. ولهذا يسهل تشكيل تحالف سياسي عربي اسلامي يستوعبه. وهو أيضاً الجزء الذي حمل السودان منذ العهد التركي/ الاستعماري/ الاستقلال، وظل يصرف عليه، حتى في غير وجود البترول، ولهذا فإنه حتى اذا انفصل عنه الآخرون، ان لم يكن سياسياً، فاقتصادياً عن طريق سحب موارد كبيرة منه، لديه امكانيات الاستمرار كدولة فاعلة. * أي أن حمدي لا يرى في أهل السودان من هم جديرون بتقديم الخدمات اليهم، غير الذين يعيشون في محور دنقلا ـ سنار + كردفان، لانهم تاريخياً ينتمون للسودان العربي الاسلامي، بالاضافة الى المبررات التي ساقها في مقدمة ورقته التي تجعل استقطاب اصواتهم الانتخابية في متناول يد الانقاذ. * وللأسف الشديد، فإن الذين يعيشون في هذا المحور.. حسب وجهة نظر حمدي ـ لا يعنون للانقاذ وللمؤتمر الوطني، سوى أصوات انتخابية يسهل استقطابها لصالح المؤتمر الوطني، لأسباب تاريخية ولوجستية ـ ولهذا فإنهم جديرون بتقديم الخدمات اليهم، لا أكثر ولا أقل. * وحسب ما جاء في ورقة حمدي.. «فإنه يترتب على هذا ضرورة تطوير موارد السودان الشمالي التقليدية بصورة دراماتيكية وسريعة جداً لمقابلة تطلعات أهله، اذا اردنا أن نكسب أهل هذا المحور لمشروعنا السياسي». * لاحظوا الشرط الذي وضعه حمدي لتقديم الخدمات.. «اذا اردنا ان نكسب أهل هذا المحور لمشروعنا السياسي»!! * ماذا يمكن أن نسمي هذه الورقة وهذه الافكار الانتهازية والعنصرية البغيضة.. غير أن نطلق عليها اسم «حمدي قيت»؟! وهي أقل ما يمكن توصف به، مثلها مثل ووترقيت وكونترا قيت وايران قيت وغيرها من الفضائح التي دخلت التاريخ من أسوأ أبوابه. * غداً بإذن الله يتصل الحديث. انتظروني.
| |
|
|
|
|
|
|
|