|
بذور الأبالسة! ودعاية الطيب مصطفي العنصرية المسمومة/ الحاج وراق
|
الصحافة
الحاج وراق
بذور الأبالسة!
* تذكر حكاية عربية قديمة ـ أوردها رفعت السعيد، وأعيد حكايتها مع بعض التعديلات ـ، تقول: التقى رجل صالح بابليس فعاتبه على غوايته البشر، فرد إبليس بأنه يكتفي بوضع بذرة الشر، وأن البشر وحدهم يتولون كل شيء من بعد ذلك، فلما سأله الرجل الصالح عن كيفية ذلك، اصطحبه الى السوق، وهناك أمسك بخنفساء ووضعها على الحائط بجوار كلب، فلما لمح الكلب الخنفساء قفز نحوها ليلتقطها ، ففزعت قطة كانت مارة بالمصادفة، وقفزت من فزعها لتصطدم بحلواني يقلي بعض الحلوى في قدر من الزيت، فأجفل الحلواني لينقلب الوعاء وينقلب الموقد، فجرى الحلواني خلف الكلب ليضربه، ولكن صاحب الكلب القريب اشتبك مع الحلواني دفاعاً عن كلبه، ثم تجمع أنصار كل منهما يدافعون كل عن صاحبه، فاشتبك السوق كله مع بعضه البعض في عراك ضار، بينما نار الموقد تمتد لتشعل كل محلات السوق، ولم ينفض العراك إلا وقد احترق السوق بأكمله!). حكاية اسطورية، ولكنها لا تخلو من مغزى، وهو أن بذرة الشر اذا لم يتم تداركها، وهي بعد في بدايتها، فانها يمكن أن تقدح شرارة الاحتراق لتدوير ماكينة احداث متلاحقة ومتنامية تنتهي باحراق (السوق) بأكمله! واذا ابدلنا كلمة (السوق) بكلمة (الوطن) فان بذرة الأبالسة تلك تصير مساوياً موضوعياً لما تبثه هذه الايام دعاية منبر الطيب مصطفى من تحريض على الكراهية والفتنة! * وتستند هذه الدعاية على ما حدث في الخميس الماضي من اعتداء بعض الجنوبيين على شماليين بواسطة قنبلة قرنيت، مما أدى الى جرح 14 شخصا!. ومن المغري في مواجهة دعاية منبر الطيب مصطفى العنصرية المسمومة، والهادفة الى تضخيم ما حدث، واستخدامه كوقود للفتنة، من المغرى للديمقراطيين التقليل مما حدث، ومن دلالاته، وبالتالي التعامل معه وكأنه حادث فردي معزول! قطعا ان اهداف الديمقراطيين من مثل هذا التقويم واضحة، وصحيحة، يريدون اشاعة روح التسامح، وايقاف احتمال تسلسل ردود الافعال الانفعالية التي تتجه الى تحميل كل الجنوبيين او كل الحركة الشعبية مسؤولية ما حدث.. وهذه كلها اهداف واضحة ومشروعة، ولكنها لن تتحقق على الوجه المطلوب، اذا انطلقنا من مجرد المساجلة مع الدعاية المسمومة للطيب مصطفى واخوانه! * ما حدث مسؤولية افراد بعينهم، يجب ان يخضعوا للمساءلة القانونية، والسياسية (ان كان لديهم انتماء سياسي)، ويجب ألا تتعداهم المسؤولية لتتهم جيناتهم العرقية(!) او هويتهم الجهوية، او هويتهم السياسية (مادامت حركتهم السياسية لم تصدر توجيهاً باستهداف الابرياء في الشوارع، ولو ثبت ان المسؤولين عن الواقعة اعضاء في الحركة الشعبية، فما من شخص موضوعي يمكن ان يزعم بان الحركة ربما تصدر توجيها من هذا النوع، فغض النظر عن الاتفاق او الاختلاف معها فلابد من الاقرار بانها مارست ولأكثر من عشرين عاما من الحرب ممارسة يمكن عدها اكثر الممارسات (نظافة) في تاريخ الحركات المسلحة ـ فلم تستهدف مدنيا، ولم تفجر منشأة مدنية، ولم تضع القنابل او العربات المفخخة في الاسواق ودور العبادة ـ كما يفعل (الزرقاويون) والذين يبشرونا هذه الايام بقرب تفريخهم واستنساخهم من (اخوانهم) في الجينات المذهبية بالخرطوم!! * انها اذن مسؤولية افراد، ولكنها ليست حادثاً فرديا معزولاً! انها تعبير عن ظاهرة اجتماعية ـ بدليل تكرارها في عدة اماكن وعدة مناسبات ـ، انها تعبير عن الاحتقان الاجتماعي الذي يتخذ مظهراً عرقياً ، وبالتالي فانها ظاهرة مرتبطة بتفشي الفقر والبطالة وغياب التعليم وسط الملايين من (سكان) الخرطوم ـ وغالبية هؤلاء من النازحين ، وتحديداً من جنوب وغرب البلاد ، ومما يعطي هذه الظاهرة طابعها الملتهب والخطير ان خريطة الفقر تتلازم والخريطة العرقية والجهوية. * ثم انها ظاهرة اجتماعية من حيث ارتباطها بقانون اجتماعي عام ومعروف، وهو صعوبة تخطي المرارات المرتبطة بالحروب، وصعوبة تفريغ التعبئة النفسية التي خيضت بها الحرب، وقد واجهت مجتمعات اخرى عديدة تجارب شبيهة ـ كالولايات المتحدة عقب حرب فيتنام، والاتحاد السوفيتي بعد افغانستان وغيرها، واجهت صعوبة اعادة ادماج المقاتلين السابقين في الحياة المدنية الطبيعية، فانخرط الكثيرون منهم في اعمال العنف والجريمة المنظمة وفي توترات واكتئابات نفسية، وفي المخدرات.. الخ. ولذا فان اعادة الادماج هذه عملية شاقة ومعقدة، تتضافر فيها عدة عوامل، منها الاقتصادي: بتوفير مصادر الرزق البديلة غير الحرب، ومنها الاعلامي والتعليمي والتربوي والنفسي، بحيث يعاد تأهيل المقاتلين السابقين على أساس نفسية جديدة تتواءم مع ظروف حياة السلم. وهكذا فان اعادة تأهيل مقاتلي الجيش الشعبي لتحرير السودان، والدفاع الشعبي، والجيش السوداني، اعادة تأهيلهم بما يتلاءم وروحية السلام، هذه العملية هامة وضرورية، ولا مناص منها، ولكنها لاتزال واجباً ينتظر الانجاز، بل، وللمأساة، فانه واجب خارج اسبقيات ما يسمى بحكومة الوحدة الوطنية! وما لم تتم اعادة التأهيل هذه، خصوصا في بعدها الفكري والنفسي، وبصورة محكمة ومتواصلة، فاننا مقبلون على انفجارات متكررة من المقاتلين السابقين، سواء مقاتلي الجيش الشعبي، او الدفاع الشعبي، او الجيش السوداني!! * ويرتبط ما حدث كذلك بالسياسة الاجتماعية للانقاذ ـ ليس فقط بآثارها المشيعة للفقر والتهميش، وانما كذلك بالمهانة والاذلال اليوميين اللذين تواجه بهما السلطات العاملين في القطاع غير النظامي: الباعة المتجولين، ماسحي الاحذية، ستات الشاي.. الخ. (ومرة أخرى غالبية هؤلاء من جنوب وغرب البلاد)، يواجهون بعمليات اذلال وامتهان يومية: من جبايات مبالغ فيها، وكشات، ومداهمات، واساءات، واعتداءات جسدية ومعنوية ونفسية ـ وتبني مثل هذه القسوة مفاعلات هائلة للغبن والكراهية، وحين تسنح الفرصة لهذه المشاعر المكبوتة بالتعبير فانها تتخذ مظهراً عنيفا! * وهكذا، فان ما حدث من افراد لا يعبر عن ظاهرة فردية معزولة، وانما عن ظاهرة اجتماعية، وهي ظاهرة تستدعي اصلاحاً اجتماعياً شاملاً وعميقاً، اصلاحا يضع سياسات الانقاذ الاقتصادية والاجتماعية والاعلامية والتربوية موضع التساؤل والمراجعة! * ولكن (الجنجويد) السياسي والاعلامي لا يريد وضع السياسات موضع التساؤل، وانما وضع (الجينات) العرقية للجنوبيين موضع الاتهام والتجريم! والهدف واضح: اشاعة الخوف، واشاعة الفتنة، لأن الخوف والفتنة هما وحدهما اللذين يعيدان الاصطفاف بما يحقق اغراض (الجنجويد) ـ حيث بدلا من ان تكون المشكلة مشكلة خيارات اقتصادية واجتماعية وتربوية، وبالتالي مسؤولية نخبة محددة، فانها تصور باعتبارها مشكلة (حقد) أي مشكلة جنوب ضد شمال، وبالتالي فانها ليست مشكلة دكتاتورية في مواجهة شعب، ولا مشكلة مترفين في مواجهة مستضعفين ومهمشين، انها مشكلة جينات عرقية ودينية! وهكذا فان فقراء الشمال بدلا من معاداة المستبدين والطفيليين فانهم يصطفون خلفهم خوفاً من الجنوبيين (الحاقدين)!! إنها لعبة ماكرة، ومثلها مثل بذرة ابليس، متعدية، وخطرة، ثم انها انانية وضيقة والافق كذلك، فالحريق العرقي والديني في حالة اشتعاله فانه سيحرق ضمن ما سيحرق (إبل) اموال السحت التي يخافون عليها اكثر من خوفهم على العروبة والاسلام!! * ان ما حدث في السجانة جريمة تستحق العقاب، ولكنها كذلك واقعة تدق اجراس النذارة بالحاجة الى اصلاح اجتماعي اقتصادي واعلامي وتربوي. ورغم انها جريمة، فليس للجنجويد حق استخدامها كوقود للفتنة العرقية والدينية، ولسبب واضح إلا لدى الكذابين والمضللين، وهو ان مثل هذه الاحداث لا تشكل مبررا للكراهية، والا فأيهما أحق بالشكوى: الشماليون الذين فقدوا اناسا اعزاء عليهم ولكنهم من قلة اعدادهم يمكن احصاؤهم وتحديد اسماؤهم وتواريخ مآسيهم، هؤلاء أحق، ام الجنوبيون الذين فقدوا 2 مليون ضحية؟! والذين منهم من احرق ذويهم امام اعينهم، ومنهم من قتلوا في الكنائس، ومنهم من بقرت بطون امهاتهم امامهم كأبناء وازواج، ومنهم من تعلم (الكثيرون) دقة الرماية على بطون حواملهم!! ومنهم من جزت اعضاؤهم التناسلية،، ومنهم من (استخسروا) عليهم الرصاص فقضوا عليهم بالسواطير؟! ويعرف (البيت الابيض) في جوبا آلاف الصفحات من السجل المظلم والمخزي لفظائع وانتهاكات الحرب في الجنوب!! حقاً، ان «الاختشوا ماتوا»!! وإن نخبة الجنوبيين لأسلم عقلاً وأرقى وجداناً لأنها حتى هذه اللحظة لم تطالب بالتشفي او الانتقام! ثم ان قيادتهم لأكثر انسانية، لانها، وبرغم الاهوال التي حاقت بأهلها في الحرب، تبنت بصدق مقولة مانديلا ، والمؤسسة على القيم المسيحية، والقائلة بأن الانتقام لايضير العدو فحسب وإنما يأكل انسانية المنتقم نفسه! ولهذا فقد قبلوا، وعن طيب خاطر، ان تشمل اتفاقية السلام بندا عن الصفح والتعافي! ولكن، ورغم، ذلك، فان جنجويدنا، وبلا ضمير، يحول الضحايا الى مجرمين! وبالطبع، فان مثل هذا (العكس) التضليلي، انما يعبر عن وضع (البذرة) لتتحرك التعبئة المسمومة حتى تحول السودان الى عراق جديد! وسواء في العراق اوالسودان ، فان الزرقاويين ، ورغم ادعاءاتهم الصخابة عن الاسلام ، إلا انهم يخدمون عملياً مخططات الموساد!! ألا فليحفظ الله السودان!
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بذور الأبالسة! ودعاية الطيب مصطفي العنصرية المسمومة/ الحاج وراق (Re: ahmed haneen)
|
أحمد حنين وعبدالرّازق ،، سلام عليكم ،،
مقال منطقي ومعبـِّر تماماً عن حالة الذين "قلوبهم على الوطن " وكاشفاً تماماً لحالة
الذين " قلوبهم على جيوبهم!! وما جمعوه من سُحتٍ ومآثم " .. فالأستاذ/ الحاج ورّاق ،
هاهنا ، وبما أُوتِيَ من منطقٍ رصين وعلمٍ متين ، يكشف بجلاء حماقات ودعاوى واحاجي
"أُمـّات ضـبيبينات !! الإنقاذ " الذين حينما تسنّى لهم تجييش الناس ، لم يلتفتوا
لحقٍّ ولم يرعوا إلاًّ ولا ذِمـّة .. أمـّا الآن وقد تمّ إغلال إيدهم ! كما اليهود - في زمانٍ ما -
فلمْ يبقَ لهم غير السـكلبة والجقلبة والبطبطـة !! فهاهم الآن يصدق فيهم القول الفصل :
يحسبون كلّ صيحةٍ عليهم !! .. وليس هذا بمُنجيــهم ، طال الزمان أو قَصـُر !
فالحساب آتٍ آتٍ ..
شكراً أحمد حنين ،، ويا عبدالرازق ،، أعندك اعتراض على أيِّ جزئية من هذا المقال
الورّاقي النــّاري ؟؟؟ if any بالله نوِّرنا !!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بذور الأبالسة! ودعاية الطيب مصطفي العنصرية المسمومة/ الحاج وراق (Re: محمد أبوجودة)
|
شكرا احمد حنين
على هذا المقال الجيد
وشكرا قبلك للرائع
الحاج وراق
وسبحان الله
كم هو الفارق بعيد بين الطيب مصطفى
منظر الانفصال وبين د.جون منظر الوحده:
Quote: وإن نخبة الجنوبيين لأسلم عقلاً وأرقى وجداناً لأنها حتى هذه اللحظة لم تطالب بالتشفي او الانتقام! ثم ان قيادتهم لأكثر انسانية، لانها، وبرغم الاهوال التي حاقت بأهلها في الحرب، تبنت بصدق مقولة مانديلا ، والمؤسسة على القيم المسيحية، والقائلة بأن الانتقام لايضير العدو فحسب وإنما يأكل انسانية المنتقم نفسه! ولهذا فقد قبلوا، وعن طيب خاطر، ان تشمل اتفاقية السلام بندا عن الصفح والتعافي!
|
فقد الجنوبين اكثر من 2 مليون قتيل في الحرب الاهليه مع الشمال
ويتحدثون عن الصفح و التعافي.
وفقد الشماليون يوم الاثنين الاسود 50 قتيلا وطالبوا بالانفصال!!!!
وشتان بين الاثنين
الله يرحمك كمان وكمان يا د. جون.
تراجي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بذور الأبالسة! ودعاية الطيب مصطفي العنصرية المسمومة/ الحاج وراق (Re: ahmed haneen)
|
محمد أبوجودة حبابك حباب الزول اللينا طولة من شوفناك.. ملاحظ.. جوف الحاج وراق بيطقطق بأساطير ملانة أفايين وشعوب.. وهو الصادق مشابه بهتان الكلم.. على قوله.. وإنت الصادق.. على قولك..
Quote: مقال منطقي ومعبـِّر تماماً عن حالة الذين "قلوبهم على الوطن " |
وزي ما شايف.. إختلاط الحابل بالنابل.. والتجيير كلٌ لصالح لعبه.. من مع أو ضد الوطن.. وسقف الوطنية عينك شايفاوهو واطي.. حتى لا تفهم حديثي بوقوفي في صف الطيب.. ولكن.. هبة إستنكار.. في.. مكيافيلية اليسار عموم البادية واضحة المعالم في طابعها وتطبع جيناتها.. وإن أخفق المؤتمرجية بدون شماته الأعداء على وزن جناً تعرفو.. ولا ألف عفريتاً مبغبغ.. فهي كذلك ردة فعل حنين على قول ممثل الإتحاد الأفريقي... بكل برود..
Quote: انت لسع لافي بصورتك دي |
شوفت كيفن.. محن عينة.. حنين صاحبي الذي لا يحاور.. فأمثال حنين وشُلته وكاتب المقال.. غايتهم كرسي السلطة.. ووسيلتهم فوق ده.. إفرازات أشلاء.. إشعال نيران الفتنة العنصرية بين الناس.. الفاجقين جمرتها الحارقة جوفها بمساريب بهتان الكلام المطقطق.. كرعينا الكبرن من الزعل.. فيا أخوي محمد الزول السعي بالفتنة دا.. بين خلق الله موعود باللعنة.. وإن تبدى غير ذلك في معاني المد.. والدلائل كثيرة وبالجد.. وإن شئت إبرازها فمن دقن المقال أنقل ليك فتلة..
شوفت كيفن حنين وشلته يبدون في تهاتر وليس تحاور.. يعني بربرة طق حنق ساكت لا تفي ولا تزر.. وأبقى خلينا نشوفك..
تحياتي..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بذور الأبالسة! ودعاية الطيب مصطفي العنصرية المسمومة/ الحاج وراق (Re: ahmed haneen)
|
ابو رزقة
الطويلب بن هابر اللافح
انت يا هابر يحاوروك في شنو
وراسك الماكن دا ما فيهو شئ عشان يناقشوا
غير عروبتك الموهومة
والكذبة الفاكيها في نفسك دي ومصدقها
يا ابو رزقة خليك في لفحيك دا
نواصل
بناء علي هذا المقال للحاج وراق قام الطيب مصطفي بكتابة ردود عليه ،، لم احصل علي موقع الانتباهة
ولكن اليكم مقال الحاج وراق اليوم
ردا علي الطيب مصطفي العنصري الأنفصالي خال الريس
سائمو أنفسهم بانغلاقهم! (1/2)
رد الطيب مصطفى على مقالي (بذور الأبالسة) بعدة مقالات في (الانتباهة)، لم يأتِ فيها بجديد، وأوجز ردي عليها في النقاط التالية: * أولاً: يزعم الطيب مصطفى أنه ليس عرقياً وليس عنصرياً! ولكنه، ومع ذلك، يرفض ما ورد في مقالي عن رد تفلتات بعض الجنوبيين إلى أسباب اجتماعية - إلى الفقر الواسع والبطالة وغياب التعليم، وإلى المعاملة الوحشية التي تواجه بها السلطات العاملين في القطاع غير النظامي (الباعة المتجولين، ستات الشاي، ماسحي الاحذية.. الخ)، فإذ فشلت هذه السلطات في مساعدتهم على حرفتهم وفي سد جوعتهم، فإن علاقتها بهم تنحصر في الجبايات والكشات والمداهمات وممارسات الاذلال والامتهان الجسدية والمعنوية اليومية، مما يركب مفاعلات هائلة من الغبن والعنف المكبوت. اضافة إلى اثر المظالم التاريخية، والمرارات الناجمة عن الحرب، والتعبئة الحربية التي لم تفرغ بعد... يرفض الطيب مصطفى كل هذه الاسباب الاجتماعية والتاريخية، ليرد مثل تلك التفلتات إلى ما يسميه بحقد الجنوبيين!! فإذا كان سلوك جماعة ما - وهي هنا الجنوبيون - لا يمكن تفسيره بالاسباب التاريخية والاجتماعية، وانما تفسيره بحقدهم الناتج عن مجرد كونهم جنوبيين، أي من عنصرهم، فما هي العنصرية إذن غير هذا؟! أليست العنصرية بالتعريف، ادعاء ان جماعة ما، تتصرف بناء على عنصرها وحسب؟! وهكذا، إذ ينكر الطيب مصطفى عنصريته كمضمضة شفاه، إلا انه في استنتاجاته المختلفة، يثبت عملياً بأن العنصرية انما تشكل العمود الفقري الحامل والمباطن لكامل احكامه الفكرية والسياسية والنفسية!! * ثانياً: ويدعى الطيب مصطفى انه ليس جنجويداً! ولكنه في ذات الوقت يصف الثلاثاء البائسة - حين أخذ بعض الغوغاءوالعنصريين من الشمالين القانون بأيديهم وطفقوا يقتِّلون الجنوبيين على أساس الهوية العرقية - يصفها بالثلاثاء المجيدة!! هذا في حين انه اضافة الى سوء ممارسات يوم الثلاثاء تلك دينيا واخلاقيا، من حيث إنها تنتهك مبدأ أساسياً: (لا تزر وازرة وزر أخرى) - أي مبدأ المسؤولية الفردية والمحددة، اضافة إلى ذلك، فإنها تسلم البلاد إلى الفوضى! فماذا تكون النتيجة، لو أن أقرباء ضحايا يوم الثلاثاء (المجيدة) تلك ثأروا لأقربائهم في أربعاء (مجيدة) أيضاً؟! أو ليس الفرق بين المجتمعات المتمدنة والهمجية، انه في الأخيرة، يأخذ الناس القانون بأيديهم فينفذونه دون تثبت ودون توفر معايير العدالة؟! ثم ما دور الدولة، إذا كانت حتى فيما يتعلق بأمن المواطنين تجعلهم يحفظونه بأنفسهم على طريقة (الخصخصة)؟! ولماذا يدفع أهل السودان دماء قلوبهم على اجهزة امنية غير قادرة على الحفاظ على أمنهم؟! * إن أحداث الاثنين والثلاثاء، وكلاهما من أيام تاريخ البلاد المظلمة، لتؤكد الحاجة إلى سيادة حكم القانون، وإلى التمدن والى ضرورة تخطى العنصرية، والى ضرورة ثقافة السلم الأهلي والاجتماعي، اضافة الى تأكيدها الحاجة الى اصلاحات عميقة وشاملة - اقتصادية واجتماعية وتعليمية وتربوية-، ولكنها قطعاً لا تشير بالحاجة الى تشكيل (مليشيات) عرقية أو حزبية، فمثل هذه المليشيات سبق وجربت في دارفور فانتهت الى احراقها! وفي حال تكرار اعتمادها في الخرطوم، فإنها ستفود حتماً الى ذات النتيجة! ولكن واضعين في الاعتبار المكانة المركزية للعاصمة الخرطوم، فإن هذا سبب تردادي المستمر، بأن دعوات الجنجويد السياسي الاعلامي ستثير فتنة تتعدى بآثارها الخرطوم الى احراق البلاد كلها وإلى تمزيقها! وبالطبع، فإن الانقاذ التي سبق وتواطأت وسلّحت جنجويد دارفور، ليس هناك ما يردعها مبدئياً وأخلاقياً، من مواصلة (علاقات الخؤولة) التي تربطها بجنجويد الخرطوم السياسي والاعلامي! ولكنني أظل أذكِّرها بأن (فتنة) الخرطوم ستكون من العمق والشمول والتعدي، بحيث لا يمكن ادارتها على أساس قاعدة التضحية بالاغبياء للابقاء على الاغنياء! كما لا يمكن تداركها بـ (تدابير) الحفاظ على الكراسي المعهودة! انها في حال حدوثها ستحرق الابرياء، ومعهم الأغبياء والأغنياء والكراسي! * ثالثاً: ويدعي الطيب مصطفى انه ليس جاهلياً! ولكنه ومع ذلك يتهمني بعقوق (أهلي) من (الشمالين)! او ليس المنطق المباطن لمثل هذا الاتهام منطقا جاهليا، يقوم على مقولة (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً)؟! هذا في حين ان المنطلق الانساني - والذي يرسي قواعده الاسلام - يطالبنا ان ننصر أخانا إذا كان مظلوماً، وأما إذا كان ظالماً فإن (نصرته) الحقيقية تتجلى بكف أياديه عن الظلم! وعليه، فإن المنطق الجاهلي بنصرة (الأهل) لا يصلح أساساً أخلاقياً صحيحاً، هذا إذا سلّمنا بأن القضية في جوهرها قضية بين (أهلي) الشماليين والجنوبيين، مع أنها في تقديري، وبرغم مكونها (القومي)، إلا انها بالأساس قضية ديمقراطية، بين نخبة استبدادية تستخدم العروبة والاسلام لشرعنة قهرها للجنوبيين والشماليين معاً، تساندها في ذلك نخبة من انتهازيي الجنوبيين أنفسهم، وكلاهما يقف في مواجهة غمار أهل السودان في الجنوب والشمال والشرق والغرب.! هذا من حيث المبدأ، أما بصورة ملموسة، فالطيب مصطفى وجماعته انما هم العاقون حقاً لأهلهم، سواء اهلهم الشماليين أو السودانيين عموماً، ذلك ان مصلحة الشماليين في دولة كبيرة، متعددة الامكانات والموارد، ومتعددة الاعراق والثقافات، وبالتالي فإن وحدة السودان التي تكفل تأسيس مثل هذه الدولة الواسعة والكبيرة، والتي تمثل شرطاً من شروط النهضة - بالمناسبة أحد شروط النهضة استنادها على تلاقح الافكار والثقافات، ويمكن ملاحظة ذلك في تجارب النهوض المختلفة في كل العالم، بما في ذلك تجربة النهوض العربي الاسلامي -، وحدة البلاد هذه تحقق مصالح كل اقوام السودان، ومن بينهم بالطبع (أهلي) الشماليين!.. والآن، وقد وصلت بلادنا الى مفترق طرق: إما أن تتمزق فتغرق في الفوضى، أو تؤمِّن وحدتها، فإن وحدتها هذه لا يمكن تأمينها بالفهلوة أو الاستعلاء السابقين، واللذين أوصلانا الى الكوارث والخراب، فلا مناص من توحيدها على أسس جديدة، على المساواة في الكرامة الانسانية، والاخوة في الوطن، وعلى العدالة! * وكذلك فإن من مصلحة الشماليين ان يتبنوا القيم الانسانية الرفيعة، مصلحتهم الاخلاقية، لأن تبني قيمة المساواة في الكرامة الانسانية يضيف الى حياة كل فرد معرفياً وأخلاقياً، ثم انها مصلحتهم المباشرة، ذلك ان من يستعبد الآخرين لا يستطيع ان يبقى حراً! وهذا ما يؤكده تاريخ السودان، فالنظم الطغيانية التي قفزت الى السلطة واستمدت مشروعيتها من الدعوة العنصرية بحسم الجنوبيين، لم تقهر الجنوبيين وحدهم، وانما قهرت معهم الشماليين أيضاً! ولسبب واضح، فقهر الجنوبيين لابد وان يستدعى تنامي دورونفوذ الاجهزة العسكرية والأمنية، وبالطبع، فإن مثل هذه الاجهزة لا تستطيع أن تتمدد ضمن اطار ديمقراطي يكفل حقوق وحريات المواطنين! وقد حدثت مثل هذه النتيجة للشماليين عموماً، بل وللاسلاميين أنفسهم، فالانقاذ التي اقاموها لقهر الآخرين، قهرت (الآخرين) لصالح الاسلاميين، ولكنها انتهت إلى قهرهم أيضاً!! وهذه من سنن التاريخ التي لا تتخلف: إن الاغلال التي نحضرها لتقييد أيادي الآخرين، تنتهي إلى تقييد أيادينا نفسها!! وغداً أواصل بإذنه تعالى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بذور الأبالسة! ودعاية الطيب مصطفي العنصرية المسمومة/ الحاج وراق (Re: ahmed haneen)
|
salam all, very good articles by Elhaj warrag.
"فأمثال حنين وشُلته وكاتب المقال.. غايتهم كرسي السلطة.. ووسيلتهم فوق ده.. إفرازات أشلاء.. إشعال نيران الفتنة العنصرية بين الناس.." Mr Althalib, you either did not read the articles or did not understand them, the whole point was against the racial propaganda of Eltayeb Mustafa and co. By the way do you really know what Marx meant by "aldeen afion alshi3ob" !!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بذور الأبالسة! ودعاية الطيب مصطفي العنصرية المسمومة/ الحاج وراق (Re: Foetus)
|
Quote: By the way do you really know what Marx meant by "aldeen afion alshi3ob |
No, he does n't
لكن عاجباهو كلمة أفيون دي شديد
عشان كدي قادينا بيها
وكمان برضو عاجباهو كلمة الهلوكوست جنس عجب
لكن من ما يسمع تعبير التطهير العرقي طوالي يطرش ما عارف ليه
يعني لو ما حضرت ليك جردل ليمون ما تجيب سيرة تطهير عرقي دي جنبو.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بذور الأبالسة! ودعاية الطيب مصطفي العنصرية المسمومة/ الحاج وراق (Re: Foetus)
|
Foetus لك مني بحرٌ للود أجزله.. من صدر يموج حزناً لحالنا.. كحالة مساريب ضوء وراق.. والتي تسرب قيح نتانتها.. في تنابذه باللقب هذا الوصفه السحرية لمعاني تحريف الكلم عن موضعه.. لتجريم من تعرض للظلم في رابعة نهار السلطات التي تحتم عليه ولايتها للسلطة لحفظ أمن مواطنيها.. سواء أكانت في حقب الديمقراطيات البائدة.. أم الحقب الديكتاتورية الزائلة.. بإذنه تعالى.. من هجمات أعدائها.. كما يبدو في الصورة أعلاه على لسان مسؤول بالإتحاد الأفريقي.. وقد سبغ تعريف عروبنا بدار فور كمثال مع خلع لقب الجنجويد في إصرار متعمد لمعاني بئس الإسم الفسوق بعد الإيمان ... في جهل فاضح وواضح لحقيقة الطبيعة الجغرافية البشرية لأهل دار فور بعد الإيمان وحقيقة مرامي المسمي التاريخية الكانت مصاحبة لترسيم خط فشودة (الحزام الأفريقي المانع لتوغل البادية العربية) بحسب لهجة قبائل الساري التشادية التي ينتمي إليها الرئيس التشادي الأسبق تمبل الباي.. وهي تعني المنفلت.. في إشارة إلى إنتهاجية قانون الغاب.. لضرب طوق حولهم حتى لا يتم الإحتكاك معهم لتعلم معاني لغتهم الربك قال فيها.. إنا إنزلناهو قرأناً عربياً لتفقهوه.. شوفت كيفن المحن دي.. وفي عملية تنفير لمعاني إنتشار الدين الإسلامي المصاحب ليها الثقافة العربية.. كأمة وسط... وهي ذاتها نفسها عقال القوانين الكانت مصاحبة لسياسة المناطق المقفولة.. والتي هدفت للحد من التمازج والإلتحام.. مع إطلاق يد الجمعيات التبشيرية في تلك الحقبة. فمسمي الجنجويد الحالي.. يا صاحبي.. والمصاحب لبغبغة أدبيات نضال حملة سلاح دار فور.. والذي لا يختلف كثيراً مع معاني أدبيات نضال الدين أفيون الشعوب.. كتنفيذ لأجندة وبرتوكولات بني صهيون.. البقت في الحقيقة عقال.. للنهوض من كبواتنا وعثراتنا المتواصلة.. عذراً أخي العزيز تحمل حرارة نفسي.. فمرامي المسمي الوهمي (الجنجويد) كأسطورة الحاج وراق.. هذه.. هي ذاتها.. معاني دخول معارك عدونا.. وتبني قضايا بالنيابة عنه.. كإستغفال وتغفيل... وهو ذات الهدف المراد له من ورائه مقولة اليهودي كارل ماركس منظر الحزب الشيوعي.. والداعي للإلحاد.. المراجع: كتيرة بالجد.. خذ مثال لذلك كتاب التضليل الماركسي.. فترى ملامح..jewes والحكمة من وراء ذلك .. أو هنا في قوله كضرورة لتخطي العنصرية.. القال بيها الحاج وراق..
Quote: ضرورة تخطى العنصرية |
فكما ترى أنه يصب زيت الحاسد إذا حسد في طبقيات البلوتارية.. والبرجوازية.. وهو بذلك الداعي وليس بإذكاء عنصرية بحسب بل بركوبه هو ذاته موجة العنصرية المضادة.. في إستعراض لملكة معاني تحريف حقائق الكلم عن موضعه.. مع تأكيدي بالرجوع إلى أصول الثقافة الدينية.. المبنية على الأخاء.. والتوادد.. في معاني ولا تزر وازرة وزر أخرى.. وكلكم لآدم وآدم من تراب نحن البشر كأولاد تسعة.. والتي تحتمها فرضية ضرورة تفشي ثقافة السلم الأهلي والاجتماعي بالتوعية الدينية.. لا ركوب موجتها العنصرية من قبل دكاترة كبار وبروفسورات يشار ليهم بالبنان.. ولم يقدمو جملة واحدة مفيدة في حق هذا الوطن.. كنكران للذات.. خذ مثال لذلك تحت ظلال المندكورو.. من أجل أطفال دار فور.. كإسترزاق واضح وفاضح من قبل البرفسور خالد كودي.. البقي يساري بقدرة قادر بعد ما كان ناصري عروبي.. وكل هذا مع إتفاقنا التام لاضافة التأكيد للإصلاحات العميقة المطلوبة.. مع إستجلاء حقيقة متي يبلغ البنيان تمامه.. إذا كنت تبني وغيرك يهدم.. في كل مناحي الحياة الإقتصادية والإجتماعية.. والتربوية.. في إشارة إلى تشكيل شكل اللوحة التي حتماً لن ترضي الجميع.. كوسطية مقبولة.. ولكن ألوانها زاهية تثاقل العالم في إستعمائها وهب.. لمحوها من الوجود.. في بربوقندا هلاك الشعوب الراكب موجتها اليسار الميكيافيلي كطابع بريدي.. لمعاني..
الدين أفيون الشعوب المسطول بيهو أخونا محمد المستلبد بشماسي كما ترى.. ولا شماته في ذلك.. لا لشيء ولكن لأن قريبو نقد شيوعي..
آمل أن تكون قرائتي صحيحة.. لأحمد حنين.. وشلته.. وكاتب هذا المقال.. مع حثي لهم بممارسة ترفهم النضالي.. الضيع الملايين ده.. بعيداً.. لأن عمليات رصف وتعبيد طريق كرسي السلطة.. بجثث أبرياء.. لا حول لهم ولا قرار سياسي أو سيادي بيدهم.. فقط ألمح.. بادرة ركوب اليسار لموجة الحركات المسلحة .. كما حدث في السابق في جنوب السودان.. وجبال النوبة.. بالحث المباشر في الغي والضلال.. لقل المزيد لأنهم ينتمون إلى ذات العرقية التي يكرهها أحمد حنين.. من كل جوارحه لدواعي تاريخية معلومة.. لا داعي لذكرها الحين..
وقد وجهت له سابق سؤال.. ولم يجب عليه.. والآن أعيد تكراره..
ليه الخليفة عبدالله التعايشي.. طهر.. اليهودي سلاطين باشا (حاكم دار فور إبان حقبة التركية الأولى).. صاحب كتاب السيف والنار في كُبر.. والغُلف ساعة إذن كُثر..
مع خالص تحياتنا..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بذور الأبالسة! ودعاية الطيب مصطفي العنصرية المسمومة/ الحاج وراق (Re: ahmed haneen)
|
أخونا عبدالرازق ،،
آلاف المراحب ..
ويبدو انَ مقال الأستاذ " الحاج ورّاق " أتعبك بالحيل ! بسببٍ من إسناده العنصرية المسمومة ، لِدعاية الطيب مصطفي !! ..
وحتى لا أفهم حديثَك بوقوفَك في صَف "الطيب مصطفى " ، كما جاء في كلامك :
Quote: وزي ما شايف.. إختلاط الحابل بالنابل.. والتجيير كلٌ لصالح لعبه.. من مع أو ضد الوطن.. وسقف الوطنية عينك شايفاوهو واطي.. حتى لا تفهم حديثي بوقوفي في صف الطيب.. ولكن.. |
فهل انتَ حقيقةً ماك مع الطيب مصطفي بآرائه الغرائبية هذه الأيّام؟ ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بذور الأبالسة! ودعاية الطيب مصطفي العنصرية المسمومة/ الحاج وراق (Re: ahmed haneen)
|
ابوجودة تحياتي
لن تجد شيئا مفيدا عند هذا الطويلب بن لافح الهابر
دعنا نواصل
مع الحاج وراق
سائمو انفسهم بانغلاقهم ! (2/2)
* خامسا : واتساقاً مع مقولته العنصرية عن (حقد) الجنوبيين ، يكرر الطبيب مصطفي اغلوطته عن ان التمرد في الجنوب لا علاقة له بالحكومات الوطنية (الشمالية) ، وشاهده على ذلك اندلاعه في اغسطس 1955م ، اي قبل الاستقلال ! وهنا يتسق الطبيب مصطفي مع عنصريته ، ولكنه لا يتسق مع الحقائق التاريخية ! فلمعلوميته ، فقد تسلم الوطنيون (الشماليون) الحكم في البلاد في عام 1954م ، فاندلع التمرد علي خلفية الخلاف علي قضية سودنة الوظائف ، حيث اعترض الجنوبيون على قسمة الوظائف التي نالوا بموجبها 8 وظائف فقط من اكثر من 800 وظيفة! وخلاف عدم عدالتها ، فقد اعطت هذه القسمة الجنوبيين الانطباع وكأنهم سيبدلون الاستعمار الانجليزي باستعمار جديد شمالي ! وقد حققت لجنة تحقيق حكومية (شمالية) في اسباب التمرد ، وتوصلت الي استنتاجات ضمنتها في تقرير رسمي منشور ، ومن اهم هذه الاستنتاجات انه اضافة الي قضية السودنة ، وتراجع الساسة الشماليين عن وعدهم للجنوبيين بالفيدرالية ، فمن اسباب التمرد كذلك ، سوء معاملة العديد من الموظفين والتجار الشماليين ـ من اسلاف الطيب مصطفي واخوانه (!) ـ سوء معاملتهم للجنوبيين ، واستخدامهم الفاظ تحقير عنصرية مهينة كـ (عبيد) وغيرها ! والواضح ان الفاظ ومفاهيم كهذه ، وان لم تعد تستخدم علنا في عدة (شغل) عنصريي منبر الطيب مصطفي ، إلا أنها تظل تشكل العمود الفقري الحامل والملازم لكامل منظومتهم الفكرية والنفسية ..! * سادسا : وتصل العنصرية بالطيب مصطفي الى حدود الانفصام عن الواقع والذهول الكامل عن الحقائق التاريخية ! تأمل في مغالطاته عن ضحايا الجنوبيين في الحرب ، وإدعاؤه انهم أقل من الشماليين ! انها عملية (قلب) كاملة للحقائق التاريخية ! فأيما مُطّلع يعرف بأن الحرب لم تدر رحاها في اراضي الشمال ، وبالتالي فإن الراجمات لم تقصف الشماليين، والطائرات الحربية لم ترمِ قنابلها علي رؤوسهم ، وان الحرائق لم تطل ولم تشرد الشماليين عن مضارب سكناهم ، مما يقود الى استنتاج الحقيقة الواضحة التي تفقأ كل عين بأن القتلى من الشماليين انما كان غالبهم من المقاتلين الذين يمكن احصاؤهم ، بينما في المقابل ، طالت الحرب في الجنوب العسكريين والمدنيين ، وطالت الشباب ومعهم الشيوخ والنساء والاطفال ! إن قلبا للحقائق يصل الي هذه الدرجة ، لا يتطلب ردوداً ومحاججات ، وحسبه وانما يستدعى كذلك المعالجة النفسية !! وعلى كل ، فإن الضمير المثقل بأوزار التاريخ ، لن يتطهر بانكار الحقائق ، انه يتطهر ويجد خلاصه بالاعتراف والاعتذار ! وهذا ما يتوجب على الشماليين ، خصوصا النخب التي تعاقبت علي حكم البلاد ، فعله ! * ثم ان منطق الطيب مصطفي الانفصالي يدخله الي جحر ضب خرب: فلنجاريه في خداعه المرضي لنفسه ، وللآخرين ، ولنفترض بأن ضحايا الجنوبيين في الحرب اقل من 2 مليون ضحية ، وان قري الجنوب لم تحترق ، وانهم لم يقتلعوا بالملايين من ديارهم ، ولنجاريه كذلك في أن ضحاياهم أقل من الشماليين ، ولكن ، ومع كل ذلك ، فمادام الطيب مصطفي انفصالياً يعتقد بألا علاقة تربط ما بين الشمال والجنوب ، فعليه مواجهة الاسئلة الصعبة : هل جاء الجنوبيون الى الشمال لقتال أهله أم نحن الذين ذهبنا اليهم ؟! ولماذا ذهبنا اليهم اصلاً ؟ واذا كنا نحن الذين ذهبنا لقتالهم علي اراضيهم ، وبلا معنى ، الا يشير ذلك الي من هو المعتدي ومن هم الضحايا ؟! *سابعا وختاما : وهكذا ، فقد اثبتنا بالوقائع وبالحجج ، ان الطيب مصطفي، بخطابه ومنبره ، يعبر عن عنصرية جاهلية ، ستؤدي الى تمزيق البلاد وإلى اغراقها في الفوضى. ولكن النقطة التي لم يتعرض لها الطيب مصطفي في رده مطلقاً ، واود أن اختم بها ، ان مثل هذه الفتنة التي ينفخ لها ، والمفضية حتما الى تمزيق البلاد ، تخدم موضوعياً مخططات الموساد (جهاز المخابرات الاسرائىلي) في السودان !! فيا للمفارقة ، الطيب مصطفي الصخاب في ادعائه الدفاع عن (كعبة) العروبة والإسلام ، ينزلق بإنغلاقه العقائدي ، وبحمية حماية (إبل) الغنيمة ، ينزلق الي خدمة الموساد ! وبالنسبة للطيب مصطفي شخصياً ليس في الأمر (عمالة) أو (مؤامرة) وإنما طبائع الإجتماع الانساني : فهكذا دوماً يخدم التطرف نقيض أهدافه المعلنة ، وعادة ما ينتهي الخوارج أو (الزرقاويين) الي ان يسوموا أنفسهم لخدمة الأمويين والصهاينة !! فلا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم !! * تعقيب آخر : كما ذكرت قبل ثلاثة أيام ، وردني تعقيبان علي (بذور الابالسة) ، نشرت اولهما ، واليوم انشر ادناه التعقيب الثاني من الاستاذ : شول دينق ، من جامعة الخرطوم : الاستاذ / الحاج وراق بعد التحية والاحترام * رغم بعد المسافة بيني وعمودكم «مسارب الضي» ارجو ان تسمح لي بمحاولة التعقيب علي تلك الاطلالة الحرة عبر مسارب الضي تحت عنوان «بذور الابالسة» بتاريخ 28 فبراير العدد (4570) والذي تطرقت فيه للكلام المسكوت عنه ، عندما جسدت ذلك الواقع المرير وتلمست مواضع الوجع الحقيقي في جسد الواقع السوداني ، تجاوزت حدود الزمان والمكان الى الالتقاء الوجداني بابناء السودان ، وكل من قرأ بذور الأبالسة بتمهل ! كانت كل كلمة تحمل مدلولاتها !! إنه مشروع كتاب ، نعم كتاب يعالج قضايا الشعب السوداني بموضوعية وشفافية، كتاب ينطق بلغة المنطق. * كم كنت صادقاً في مقالك ، وان كنت شيوعياً ، كما قالها الطيب مصطفي ، فقد كنت صادقاً ، حينما كتبت عن التهميش وقضايا المهمشين وعن الاذلال والمهانة اليومية التي يتعرض لها الجنوبيون و(الغرابة) من كشات ومداهمات ومطاردات .. وهكذا كل من قال الحق في بلادي فهو من بقايا الشيوعية والماركسية !، كم كنت صادقاً عندما انصفت الجنوبيين ليس للدفاع عنهم بل لاجل احقاق الحق. من الذي كان يكتب عن بيوت الاشباح والبيت الابيض في جوبا ؟ومن الذي يكتب عن آلاف الصفحات من السجل المظلم والمخذي لفظائع وانتهاكات الحرب في الجنوب!؟. ومالم تذكره في ذلك الوصف الدقيق البليغ المؤلم ، وحتي تكتمل صورة المآسي التي عاشها الجنوبيون دون غيرهم نضيف هنا مذبحة الضعين ايام حكم الاحزاب ، عندما أُحرقَ الجنوبيون من «دينكا نقوك» داخل القطار ، كذلك ليس ببعيد عن الاذهان حوادث الجبلين عندما تم الاعتداء علي الشلك ! ومع ذلك تجاوز الجنوبيون كل هذه المرارات وتصافى الجميع ، ثم جاءت اتفاقية السلام وقبل ان تبلغ سن العشرين يوماً كانت فجيعة الشعب السوداني في رحيل د . جون قرنق قبل ان نتنسم عبير السلام ، وما اعقبها من احداث ، وصارت احداث الاثنين والثلاثاء المظلمتين انشوطتين انعقدتا على اعناق الجنوبيين ووصمتين على جبين السلام في السودان. وما إن «يعطس» جنوبي الا ويقال انه يكره العرب وإنه حاقد ويحسد الشماليين علي نعيمهم! ويتم تشغيل اسطوانة الاثنين (الاسود) والثلاثاء (المجيدة) التي مللناها ، مروراً بقرنيت السجانة والجنوبيين ، وما ادراك ما الحركة الشعبية ... الخ. ماذا يريد الطيب مصطفي ومنبره العادل من الجنوبيين ان يفعلوا ؟ ماذا بأيديهم ان يفعلوا ؟ . اين كان الانفصاليون الجدد خلال حكم الانقاذ ، ولماذا لم يطالبوا بتقرير المصير ؟ لماذا جاهدوا السنين الطوال ولم يفصلوا الجنوب وهم في مركز القوة والسلطة ؟. اين كان الطيب مصطفي والجنوب يطالب منذ خمسين عاما بحق تقرير المصير ، حين كانت المطالبة به خرقا لقانون الدولة السودانية آنذاك ، بل تعد جرماً ؟! لماذا لا يطالب منبر السلام المؤتمر الوطني بالتخلي عن الاتفاقية التي جلبت العار علي الشمال وعلي السودان ؟! أو لماذا لا يصبروا علينا ست سنوات فقط بعدها فليذهب الجنوب غير مأسوف عليه ؟! * انها بذرة ابليس حقا ـ ذريعة اعداء السلام المراد منها انهيار الاتفاقية وبالتالي تحميل الجنوبيين والحركة الشعبية مسؤولية فشل الاتفاقية «إنها احلام الديك في الحبل» ! وما بين الوحدة الجاذبة والانفصال الوشيك مساحات شاسعة نستطيع من خلالها تصحيح المفاهيم وتوضيح المسارات وعدم تجاهل الافكار المسمومة الهدامة التي تسعي بالفتنة بين الناس وتفكيك المجتمع اكثر من ماهو عليه من تفكك . اخيراً .. مازال السودان بخير طالما هناك اقلام حرة تنبض بالحق امثالك والكثيرين من بني وطني يقولون الحق ولا شئ غير الحق . لك التحية شول دينق دنقلاي جامعة الخرطوم
| |
|
|
|
|
|
|
|