دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: الشماليون داخل حركة قرنق من اختار من؟ (Re: ABU QUSAI)
|
العزيزة بيان يسعد صباحك
صدق من قال بأن السياسة لٌعبة غزرة لا أركب مع الشيطان في فرسه ولكن إذا سلمنا وتنبأنابان الإنفصال وقع لا سمح الله بالله تصوري معي كيف يكون شكل التجمع ومصير قياداته هل يقبل الجنوبيين بمنصور خالد مستشار سياسي لحكومتهم أم سيقبلون بياسر عرمان متحدث بإسمهم
اللهم لا نسألك رد القضا ولكن نسألك اللطف فيه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشماليون داخل حركة قرنق من اختار من؟ (Re: doma)
|
منقول من جريدة الرأي العام 4/11/2003
حوار : ضياء الدين بلال
وقتها كنت ابحث عن معلومات عن العناصر الشمالية بالحركة الشعبية. ورد اسمه لي ( عبد الباقي مختار ) من أبناء مدينة مدني وخريج من معهد الموسيقى والمسرح.. التقيت باصدقائه تحدثوا عنه كثيراً .. عرفت من بعض الذين كانوا بالحركة انه من ضباطها الذين تسند اليهم المهام العسكرية ذات الطبيعة الحساسة.. التقيت به بفندق انتركونتيننتال شاب في اواخر الثلاثين يبدو عليه الطول ملامحه قمحية بمؤخرة شعره ضفيرة تصل الى نهاية العنق.. وبيده ربطة خرز .. عرفته بنفسي كان قد اطلع على كتاب {الشماليون في حركة قرنق من اختار من؟!!} كانت له تحفظات ذكر بعضها لي.. التقينا مرة اخرى بنيفاشا وهنالك اجريت معه هذا اللقاء الذي نحاول من خلاله رصد ومعاينة شمالي داخل الحركة الشعبية ( ماذا يفعل هناك؟) سؤال يرفضه كل الشماليين بالحركة.. ولكنهم يجدونه امامهم اين ما ذهبوا.. والى قصة عبد الباقي مختار الذي اختار لنفسه ان يكون هنالك..!!
* بداية.. نسأل من هو عبدالباقي مختار؟!!
= عبد الباقي محمد مختار خريج معهد الموسيقى والمسرح عضو بالحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان.. وعبد الباقي مختار .. هو عبد الباقي مختار..!!
= ضحك=
* من اي المناطق انت يا أخ عبد الباقي؟!!
= اساساً انا رباطابي من شمال السودان من ابو هشيم جدي لوالدي مختار الرباطابي او مختار العامل واحد من المقاتلين المعروفين في المهدية.. نزح من شمال السودان نزح جنوباً ليقاتل بين صفوف المهدية وكان معروفاً وقتها.. واشار اليه بابكر بدري في كتابه ( حياتي) في اكثر من موقف .. اسرتي مستقرة بمدينة مدني..!!
* إرث الجد القتالي ونزوحه نحو الجنوب اضافة لارتباطه السياسي بفكرة المهدية الى اي مدى أثر على خياراتك؟!!
= لم انتبه لهذه الحقيقة الا في ما بعد عندما وقفت على حقيقة علمية تفيد بأن مثل هذه الامور تتوارث بالجينات.. واحياناً افكر بان هذه المسألة لها علاقة بالجينات اضافة لبعدها الفكري الذي له مساحة مقدرة.. مرات كثيرة اجد نفسي في لا وعي اقارن علاقتي بجدي .. رغم انني لم اره.. والدي كان يجبرني لكي اقرأ ماكتبه بابكر بدري عن جدي.. ورغم انه لا يعرف القراءة كان يقول لي في كل مرة إقرأ صفحة كذا وصفحة كذا.. كان يحرمني من لعب الكرة لاجلس بالبيت واقرأ له ما كتب عن والده .. واقرأ له ما كتب في طبقات ود ضيف الله..!!
* هل لوالدك انتماء سياسي محدد؟!!
= رغم انه جزء من المهدية الا انه ينتمي للختمية كطائفة، فاعمامه اغلبهم كانوا ختمية وعلى رأسهم عمي السفاح مختار كان عضواً برلمانياً في الستينات..!!
* ما بين انتمائك لجدك الانصاري ولوالدك الختمي اين كنت تقف؟!!
= رأيي ان الختمية والانصار حقائق وواقع في السودان ولهم تأثيرهم على الواقع السوداني..!!
* ما أثر ذلك عليك؟!!
= اعتقد انهم حلقة من حلقات الصراع من اجل الحق.
* كيف اخترت انتماءك السياسي؟!!
= لم اختر انتماء سياسياً معيناً ولكنني اخترت الوقوف مع الحق. عندما ادركت بان السودان به ظلمات تمت.. انا شمالي ولدت في الشمال واعرف رؤية الشمالي للجنوبي ولابناء غرب وشرق السودان.. لذا عندما اخترت موقفي السياسي انحزت لكل اهل السودان..!!
* لكنك كنت بالحزب الشيوعي السوداني؟!!
= كنت بالجبهة الديمقراطية لفترة لم استمر فيها طويلاً !
* لماذا تركت الجبهة الديمقراطية ؟
= الجبهة طورتني فكرياً لكنها لم تعبر عن الواقع السوداني في تلك الفترة بكل حقائقه..!!
* متى ادركت ان الجبهة الديمقراطية لم تعبر عنك؟!!
= من اول سنة .. وبعلاقتها بالحزب الشيوعي شعرت بان الجبهة الديمقراطية وبقية التنظيمات هي تنظيمات شمال نيلي لم تنتم لكل السودان لكن لها دورها في تشكيلي وتشكيل كثير من الطلاب..!!
* وكيف التحقت بالحركة الشعبية؟.. نريد كل التفاصيل في هذا الجانب؟!!
= منذ دخولي معهد الموسيقى والمسرح اهتممت بالحركة الشعبية.. واطروحاتها.. كنت استمع لاذاعة الحركة وقرأت المنفستو.. وتعرفت على ناس في الداخل لهم علاقة بالحركة الشعبية..!!
* شماليون ام جنوبيون؟!!
= باقتضاب اجاب=
= شماليون وجنوبيون..!!
* متى كان ذلك؟!!
= في « 86- 87».. ومنذ ذاك بدأت اتحدث عن اطروحات الحركة وانا طالب بالمعهد وكل زملائي يعلمون ذلك ( مادسيتا ابداً)..!!
* هل يمكن ان تجيب على سؤال من استقطبك للحركة في الخرطوم؟!!
= بتحفظ=
= اجاب ما هسع)..!!
* هل لك علاقة بياسر عرمان عندما كنتما بالخرطوم؟!!
= معرفتي به من بعيد لم تكن لي علاقة به مباشرة..!!
* اذن ليس هو الذي استقطبك للحركة؟!!
=ياسر عرمان وياسر جعفر التقيت بهما في مناطق الحركة ولم التق بهما من قبل..!!
* اروي لنا خطوات انضمامك للحركة؟!!
= كانت خطوات عادية جداً .. بعد تعرفي على الحركة وعلاقتي بها من الداخل قررت الانتماء اليها كعضو فعال بعيداً عن شمال السودان كمقاتل..!!
* متى كان ذلك تحديداً؟!!
= في 1989 قررت الذهاب الى هنالك ولكن فضلت اكمال تعليمي لاسباب اخلاقية جداً منها، اذا ذهبت قبل ذلك قد يرى الكثيرون في الشمال ان انضمامي للحركة هو ( مخارجة ) شخصية لفشلي في التعليم.. وعندما اديت الامتحان النهائي كنت مصراً على انتظار النتيجة حتي اعرف ان كان لدى ملحق حتى اجلس اليه قبل خروجي من الخرطوم..!!
* ماذا بعد ان ظهرت النتيجة؟!!
= أدركت بانه لا يوجد سبب لبقائي بالشمال .. لانني رتبت جوانبي الشخصية .. حتى لا يخرج في يوم احد ويقول ( الزول دا عندو مشاكل شخصية عشان كدا التحق بالحركة).. انا بعرف المجتمع السوداني « كويس جداً» وبعرف كيف يدار الصراع السياسي داخل السودان وداخل المجتمع..!!
* الى اين ذهبت بعد ذلك؟!!
= ذهبت لنيروبي ومن هنالك دخلت جنوب السودان..!!
* هل وجدت عدداً كبيراً من الشماليين هنالك؟!!
= لم يكن بالنسبة لي هاجس ان اقابل شماليين او لا اقابلهم ورغم ذلك وجدت عدداً كبيراً منهم هنالك..!!
* متي التقيت بجون قرنق؟!!
= بعد فترة من انضمامي للحركة.. ولم يكن همي ان اقابل دكتور جون او لا اقابله .. كنت مندفعاً نحو الحركة وليس دكتور جون ولم اكن اعرف ان لها قائداً او عسكرياً معيناً كنت اعرف انها حركة شعبية ولها جيش شعبي اريد الانضمام اليه..!!
* متى التقيت به؟!!
= بعد عام من دخولي..!!
* لماذا هناك عدد مقدر من الشماليين الذين انضموا للحركة جاءوا اليها من مدينة ود مدني؟!!
= هنالك من هم من مناطق اخرى واكثر من مدني لكن المعروفين من مدني..!!
* في رأيك لماذا اغلب الشماليين الذي التحقوا بالحركة اتوا اليها من الجبهة الديمقراطية او الحزب الشيوعي؟!!
= هنالك من ليس لهم علاقة بالجبهة الديمقراطية او الحزب الشيوعي..!!
* مثل منْ؟!!
= محمد سعيد بازرعة ليس شيوعياً.. بل بالعكس من اكثر الذين هاجموا الشيوعيين..!!
* محمد سعيد بازرعة اشتراكي معروف وهو يقف يسار الحزب الشيوعي؟!!
= اشتراكي شئ اخر.. انت قلت الحزب الشيوعي ..بازرعة له مشاكل كثيرة جداً مع الشيوعيين .. عبد العزيز آدم الحلو ليست له علاقة بالحزب الشيوعي .. هنالك عبد الباسط عبد الله.. اذا حدث سلام سيتعرف الناس على شماليين كثيرين بالحركة الشعبية..( احتمال انا محظوظ انو في ناس بعرفوني انت بتعرفهم عشان كدا عرفتني)..!!
* نريد رأيك الصريح: هل يمكن ان يتزعم شمالي هذه الحركة؟!!
= السؤال يعبر عن منطلق فكري معين للشمالي عن الحركة التي تصور لديه بأنها حركة جنوبية وينبغي ان تظل كذلك او أن هنالك من يتمنى ان تظل كذلك .. الحركة كانت مفتوحة لدرجة يمكن ان يصعد فيها شخص مثل المرحوم يوسف كوة للقيادة وكان يمكن ان يقود الحركة في اي وقت من الاوقات .. عبد العزيز آدم الحلو يعتبر قائداً لقطاع مهم.. المهم في الأمر هل للشخص ملكات قيادة ان كان جنوبياً او شمالياً..؟!!
* اخ عبد الباقي اريد اجابة صريحة وشخصية لا سياسية ألم تحس بعزلة شعورية داخل الحركة في اي يوم من الايام؟!!
= لن ارد عليك رداً سياسياً .. ولكني سأرد عليك رداً بسيطاً جداً :احساسي يمكن ان يكون احساس شخص من دارفور من قرى نيالا لم ير شمال السودان ولا اي شخص من الشمال النيلي ووجد نفسه لظروف في القضارف.. لم اشعر بالعزلة لانني قررت ذلك قراراً فكرياً ورسمت صورة معينة للحركة ووجدت الصورة ( ما بعيدة)..!!
* هل عارضت الاسرة فكرة انضمامك للحركة؟!!
= [ طبعاً مافي زول برضى لابنو حتى في الجانب الآخر بان يذهب للقتال حتى ولو كان نتاج ذلك دخوله الجنة] .. رفضت اسرتي لا لانضمامي للحركة ولكن لانني ذاهب لمكان فيه قتال..!!
* كيف كان شكل المعارضة الاسرية لهذه الخطوة؟!!
= الوالد لم يرض ذلك ولكن في النهاية اعتبر ذلك قراري الشخصي وعلىّ تحمل مسؤوليته.
* وماذا عن الوالدة؟!!
= الوالدة بتفتكر انو المكان الانا فيه توجد به حرب وقتال وانني معرض لخطر في كل مرة.. هي ضد فكرة الحرب لا ضد وجودي بالحركة..!!
* هل هذا يعني ان اسرتك متعاطفة مع الحركة؟!!
= اسرتي متعاطفة مع المكان الذي اوجد فيه!!
* كيف تتصل باسرتك هل تلتقي بهم؟!!
= اتصل بهم عبر التلفون والخطابات .. والدتي كانت معي بنيروبي لمدة شهرين كانا من اسعد ايام حياتي.. فالفترة التي وعيت فيها بضرورة وجودي مع الوالد والوالدة وضرورة ان اقدم لهما وجدت نفسي بعيداً عنهما.. الى ان توفى الوالد .. وحزنت لانه في لحظة احتياجه لي لم اكن معه ولم اكن اقدر على ذلك..!!
* اعلم اخ عبدالباقي انك متزوج من جنوبية .. هل كان هذا الاختيار سياسياً ام عاطفياً؟!!
= هذا خيار له علاقة بالطبيعة الانسانية .. كنت موجوداً بجنوب السودان وكنت محتاجاً لكي اتزوج التقيت بفتاة احببتها وتزوجتها( عادي كدا) .. كان يمكن ان يحدث ذلك اذا كنت بامريكا او استراليا او غرب السودان..!!
* عرفنا بها؟!!
= انسانة عادية وبسيطة جداً من منطقة الاشولي واسمها نايت .. تزوجتها زواجاً عادياً وبسيطاً بطريقة قبيلتها
* ألم تتزوجها بالطريقة الاسلامية؟!!
= تزوجتها بالطريقة الاسلامية بعد ذلك..!!
* هل دفعت مهرها « بقراً»؟!!
= الاشولي لا يتزوجون بالبقر .. ليس كل الجنوبيين يتزوجون بالبقر .. الزواج في الاستوائية يختلف عن الزواج في مناطق الدينكا.. الشعوب الزراعية تختلف عن الشعوب الرعوية..!!
* لك منها اطفال؟!!
= لي طفل واحد اسمه مختار.. زوجتي توفت في 1995 لم اكن موجوداً كنت بشرق السودان..!!
* كيف كان صدى الخبر لديك؟!!
= شعوري شعور زوج فقد زوجته التي يعزها وام ولده ( كنت في اللحظة ديك حزيناً لان طفلها فقدها.. وهو افضل له امه مني لانها تقدم له اكثر مما اقدمه له)
* ألم تتزوج مرة اخرى؟!!
= لم اتزوج..!!
= صمت فترة=
= ثم قال لكن ماعندي راي في ان اتزوج مرة اخرى ..!!
* قد تكون شمالية او جنوبية؟!!
= الجغرافيا والعرق لا يعنيان لي شيئاً .. بالنسبة لي المهم الانسان بغض النظر عن دينه ولونه وعرقه..!!
* في الفترة الاخيرة بدت الحركة تنغلق على مشاكل الجنوب منذ ان قدمت خارطتها الكونفدرالية في مارس 1997 .. السؤال اذا انفصل الشمال اين سيذهب عبدالباقي مختار الرباطابي؟!!
=[ انا بالنسبة للسودان والسودانيين زول واحد .. انا بحل مشكلتي بطريقتي لن اقحم فيها السودانيين لتصبح هاجساً]..!!
* ماذا تعني بطريقتك «الخاصة»؟!!
= لو الانفصال اصبح ضرورة للجنوبيين وللسودانيين عامة فليحدث ذلك.. السودان قبل 150 سنة لم يكن موحداً كانت في السلطنة الزرقاء وممالك الفور..
= مقاطعة=
* السؤال أين سيذهب عبد الباقي وبقية الشماليين بالحركة؟!
=[ حينها سأختار لنفسي ولا اود اقحام الشعب السوداني ليفكر معي حول هذا الامر فأزمة السودان ستكون اكبر من عبد الباقي مختار]..!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشماليون داخل حركة قرنق من اختار من؟ (Re: bayan)
|
لماذا تقوم الدنيا ولا تقعد عندما ينضم الشماليين للحركة الشعبية, هل هذا نابع من التفكير المتخلف في السودان أم هي نوع أخر من العنصرية؟ المدعو ضياء البلال قر ائت له أكثر من لقاء صحفي وهو لا يخفي حقده لكل شئ جنوبي, ولقد ذهب الى أكثر من ذلك وصار يلاحق حتى الشماليين الذين اختاروا الانضمام للحركة الشعبية. أنا أقول لكم إذا تم سلام حقيقي في السودان فسوف يكون لهولا " الشماليين" داخل الحركة دور كبير ويجب أن يشكروا عنه. هولا الناس لم يلتحقوا بالحركة الشعبية كوزراء أو شاغلي مناصب عليا, لقد انضموا للحركة الشعبية كمقاتلين في الرتب الدنيا, لا استثناء من ذلك سوى الدكتور منصور خالد ويرجع ذلك لعامل السن وطبيعة المهمة. أنا أتمنى من صبى الجبهة الإسلامية ضياء البلال أن يجري مثل هذا اللقاء مع الجنوبيين الذين يشغلون مناصب مع الجبهة الإسلامية ألان, وأن يوجه لهم نفس الأسئلة.
Deng.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشماليون داخل حركة قرنق من اختار من؟ (Re: bayan)
|
الحبيبة بيان انا مؤمنة ان البعض هو الذى يختار الكل و الفرد هو الذى يختار الجماعة فيما يخص الانتماء الفكرى او السياسى و اعتقد ان الشماليين بداخل الحركة الشعبية هم الذين اختاروها وعاءا سياسيا و فكريا لهم واسطع مثال هو ياسر عرمان انت تحسين عند حديثك معه انه مقتنع 100% باتجاهه هذا و هو محترم و مقدر بينهم و ذو كلمة مسموعة التقيته مرتان الاولى بالقاهرة عندما عرفنى به زوجى والثانية فى اسمرة مع محبتى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشماليون داخل حركة قرنق من اختار من؟ (Re: Roada)
|
العزيزات وألاعزاء سبق ان طرح هذا الموضوع فى بوست اخر لعله للاخ ياسر الشريف . كان هذا قبل شهور طوبلات وكنت قد ساهمت فيه بهذه الدراسة والتى سبق ان ارستها الى الاخ ضياء الدين بلال بغرض النشر فى الايام وقد اقترح هو ان تنشر فى الراى العام حيث يعمل ولكن ورغما عن كل هذه الشهور فلا فى الايام نشرت ولا فى الراى العام ظهرت ولا باس من اعادة نشرها هنا مرة اخرى حبى منعم الجزولى
هل السياسة السودانية فاجرة الى هذا الحد[/U] ازمة الشخصية ام شخصية الازمةقراءة فى كتاب الشماليون داخل حركة قرنق
هل خلط الكاتب التواريخ عمدا ام ان الحذاء جاء واسعا فحشاه قطنا
عبد المنعم الجزولى
قدم للكتاب عمدة الصحافة السودانية استاذنا محجوب محمد صالح ولعله قد وقع فى نفس الحيرة التى وقعنا فيها فالبس مأزق الكتاب جلبابا فضفاضا بقوله "ان الكاتب اتجه الى اسلوب النهايات المفتوحة"
ذلك نظر العمدة وقد اعمله ولنا نظر اخر ننظره حيث يحملنا الظن- وبعضه اثم -ان تلك النهايات قد صممت ببراعة لتقودك عبر دهاليزها الى مجرى واحد يصب فى الذى اراد له الكاتب ان يستقر فى وجدان القارئ منذ البداية بل ومن الصفحة الاولى بل ومن الغلاف وعنوانه
سمى كتابه الشماليون داخل حركة قرنق ونادوهم بما يحبون اسمها الحركة الشعبية لتحرير السودان نتفق او نختلف معها ذلك امر اخر ولكن هذا هو اسمها الرسمى كما ان الحزب الذى يحكم هو المؤتمر الوطنى وليس حزب البشير والمؤتمر الشعبى وليس حزب الترابى والحزب الاتحادى الديمقراطى وليس حزب الميرغنى ومقتضى الحال ان السياسة السودانية فاجرة فى خصومتها حتى قلنا حزب المهدى والكيزان بل واحزاب العبيد لا احد منا ينادى خصومه باسمائهم التى يحبون ان يتنادوا بها رغم استمساكنا بقيم الاسلام التى تدعونا الى ذلك بل وان بعضنا يتنادى لتمكينه- اى الاسلام- اسلوبا للحكم ولو بحد السيف ولكننا عند الخصومة اكثر جاهلية من عمر بن عامر الخزاعى وقد قيل انه الذى اخترع الاصنام ودعا العرب الى عبادتها والله اعلم
عنوان الكتاب يجعل منه شارة مرور تقودك الى شارع ذى اتجاه واحد واطروحة فكرية تبشر وتروج لوجهة نظر محددة سلفا وتنفى عنه بالتالى صفة الحياد التى ادعاها فى مقدمته بان (هذه الدراسة المزدوجة قرنق والعناصر الشمالية هى دراسة صحفية متجردة لاتستهدف الانتصار لافكار محددة سلفا او لجهات تريد ان تلبس خصومها اقبح الثياب وتتأنق هى بمواقف اختفالية صنعتها لنفسها بنفسها لتبرز محاسنها وتخفى (مثالبها)ص7
ففى الواقع فان هذه الدراسة كما سماها كاتبها هى بالضبط ماحاول الكاتب ان ينفيه ولا ادرى لماذا اراد لنا ان ندخل من بوابة الكتاب ونحن مقتنعون باننا فى سبيل قراءة موقف محايد ينظر للامور بدون ترتيب ايدولوجى مسبق او ان الكتاب مرتب فى مدارج الدراسات المستقلة عن الغرض السياسى
اسارع للتأكيد بانه ليس هنالك مايعيب الدراسات التى تروج لفكر محدد اوتتنادى لنصرة برنامج سياسى حيث ان هذا هو اوجب واجبات الانتماء وهذا حق الناس علينا ان ندعوهم لتبنى وجهة نظرنا اما اخذوها او تركوها اذن لماذا يتخالع الناس عن ارديتهم الحزبية والفكرية والسياسية ويتجولون فى الطرقات باردية الحياد السحرية حتى يهتف فيهم طفل من العامة ان انظروا لكاتبنا العريان
ابتداء نحمد للكاتب ضياء الدين بلال ان زج بنفسه فى هذا الاتون وقد وعى هو نفسه ومنذ البداية انها مغامرة غير مأمونة الجانب (كان على ان استجمع قدرا غير قليل من الشجاعة وان اقبض شيئا مقدرا من المغامرة) وهو تماما محق فى هذا لذات الاسباب التى عددها فمن السهل والمريح نسبيا ان تكتب عن اشخاص فى ذمة الله لايستطيعون ان يصححوا معلومة ينكروها او يؤكدوها وذلك هو الغالب فى الكتابات التى درست حياة الشخصيات التى اثرت فى حياة الناس ولكن الكاتب اختار الصعب مما يستوجب الانحناء تقديرا للرجل ولشجاعته ولجهده ذلكم الجهد الذى تكاد تلمسه باصابعك تنبعث رائحة عرقه نفاذة من بين السطور فتدرك توا ان زمنا طيبا قد انفق فى اخراج هذا العمل للناس فاغلب المعلومات تنام قلقة فى صدور الرجال وافواه المعاصرين كما قال فى مقدمته للكتاب
كثيرا هل نحن شعب شفاهى نحب الحكى والروى ولانعبأ بالتدوين تلك خصلة اختصلها الله فينا فمن (بيت البكا) الى (دار الرياضة) الى جلسات الانس والسمر نظل نحكى ولانكتم سرا ونزيع ونشيع ونمزج الحقيقة بالخيال والخيال بالاسطورة ونلبس الحق ثوب الباطل ونفعل العكس بالباطل ولكننا وفى لحظة التسجيل نرتد على اعقابنا ولسان حال الواحد منا يقول (وانا مالى ومال المشاكل) لهذا تضيع المعلومات منا بسهولة ويسر او على الاقل تختلط مع مستحدثاتنا منها فلا نكاد نعرف الحقيقة الا اذا تصدى لها فارس مثل كاتبنا كتب وصيته وودع اهله وخرج يطلبها اما اتى بها من ذيلها او مات دونها حقيقة اخرى نود تأكيدها هنا وهى اننا ومهما بلغ بنا اعمال النظر فى هذا الكتاب او اعادة قرائته لأغراض الدراسة فاننا لانكر اننا قد استمتعنا به متعة كبيرة بالضبط كما بشرنا العمدة فى مقدمته" والقارئ سيجد فى هذا الكتاب متعة ومشقة" ص2 واما المتعة فقد شربنا كأسها حتى الثمالة واما المشقة فهى هذا الذى توكلنا على الحى الدائم وجلسنا نرصده بالقلم والورقة واية مشقة هى يارجل سامحك الله
انكب الكاتب على دراسة (اجتمانفسياسية) معقدة لعدد من الشخصيات التى انضمت الى الحركة الشعبية لتحرير السودان وجناحها العسكرى الجيش الشعبى لتحرير السودان وبالتحديد اهتمت الدراسة بشخصيات كل من الدكتور منصور خالد السيد ياسر عرمان الدكتور محمد يوسف احمد المصطفى الدكتور الواثق كمير المرحوم داؤود يحى بولاد المرحوم يوسف كوة السيد محمد سعيد بازرعة ومجموعة حشود العميد عبد العزيز خالد وقوات التحالف السودانية
والملاحظة الابتدائية التى خرجت بها من الكتاب ان الكاتب لم يجد فى اى منهم خيرا يرتجى وليس فى تاريخ اى منهم اشراقة واحدة فهم جميعا وحسب الدراسة عصابيون مصابون بشتى انواع العقد النفسية من الانعزالية والاحساس بالاضطهاد والدونية الى الحقد الاسود وفوران دم الانتقام فى دواخلهم حتى كاد دكتور منصور خالد ان يخرج على من بين ثنايا الكتاب بانياب واظافر وحتى بانت قرون دكتور محمد يوسف احمد الصطفى وقد رأيت السيد ياسر عرمان يتجول داخل صفحات الكتاب عريانا وذيله يتدلى من خلفه وفى احسن الاحوال هم انتهازيون او نفعيون فاتهم قطار الترقى الى المنصب المراد فلحقوا بسفينة الاعداء يستنصرون بهم علهم يكسبون موقعا يعوض عقدة النقص فيهم ويرفعهم الى ذوات الالقاب الرنانة
مثلما افاد الكاتب بان شخصية دكتور جون قرنق يغطيها الكثير من الغموض فان الكتاب نفسه لم يتجنب الغموض وعدم الوضوح فلم نعد ندرى بالضبط متى انضم دكتور جون الى قوات الانانيا كما لم نعد متأكدين من تاريخ سفره الى امريكا لنيل البكالاريوس حيث بدأت القصة بمنظر عام "لصباح شتوى فى مطار دموين سنة 79ثم تقترب الكاميرا فى لقطة متوسطة لسبعة طلاب سودانيين يحملون لافتة ثم لقطة قريبة للافتة نقرأ فيها مرحبا بك جون قرنق دى مابيور" ص 9 ثم ينتقل السيناريو فى حركة فلاش باك الى سنة 70 ليؤكد انضمام جون قرنق الى حركة الانانيا فى ذلك التاريخ ويخبرنا الكاتب بان "الدكتور جون قد جاء الى امريكا للمرة الاولى سنة62 بعد ان اكمل دراسته الثانوية فى دار السلام بتنزانيا" ص 10 ثم يقفذ بعد صفحة واحدة ليثير الحدث الذى ادى الى تغيير مسار حياته "ففى فترة الاجازة الثانوية سنة 62 وبعد حدوث اضطرابات طلابية فى رومبيك اراد جون الذهاب الى قريته"
اذن فجون طالب الثانوى فى رومبيك ذهب الى قريته فى الاجازة السنوية سنة 62 وجون اكمل دراسته الثانوية بدار السلام عاصمة تنزانيا سنة 62 وقد سافر الى امريكا سنة 62 ايضا
هل جون الجن هذا كان خادما فى بلاط سيدنا سليمان عليه السلام فاكتسب خاصية طى الازمنة والامكنة ليتواجد فى مكانين مختلفين فى نفس الوقت ام ان التواريخ (لسبب لانعلمه حتى الان على الاقل) اتخذت لنفسها شكلا زئبقيا لايكاد يستقر على حال نطمئن اليه خاصة وقد عاد الكاتب فى ص 20 ليتطوع بمعلومة اخرى وهى ان "جون قرنق درس الثانوى فى دار السلام سنة 64 برعاية تلك الكنيسة" (البروتستانية) "وبعث لامريكا لدراسة البكالاريوس فى جامعة قرانيل سنة 70 بمنحة قدمتها له ذات الكنيسة" ولكن الكتاب يصر على ان قرنق المتمرد قد انضم للانانيا سنة70 ايضا بل وتحديدا يخبرنا الكاتب بانه" كان يقوم باداء معظم الاعمال المكتبية لقائد الحركة اللواء جوزيف لاقو"
خلط اخر جاء هذه المرة مرتبا بطريقة عكسية "وفى فترة زمنية متقدمة على ذلك التاريخ راج ان بعض اعضاء الحزب الشيوعى السودانى راوا ان يربط الحزب كفاحه بعد الضربة التى تلقاها من نميرى سنة واحد وسبعين مع الحركة الشعبية خاصة وان المنفستو تلاتة اغسطس سنة تلاتة وتمانين الذى تتحرك فى فضائه الحركة الشعبية ينطلق من ارضية ماركسية وقيل ان الخاتم عدلان وياسر عرمان كانا على قيادة ذلك الخط" ص20 وبعلم الحساب البسيط فان ياسر عرمان كان فى سنة 71 تلميذا فى المدرسة الوسطى بل وربما فى المدرسة الابتدائية ولم نعلم ان فى تاريخ الحزب الشيوعى يوجد قادة من تلاميذ المدارس يقررون خط الحزب ويقودون تياراته الفكرية ثم ان المسافة الزمنية بين سنة71 سنة الضربة وسنة 83 سنة المانفستو جد كبيرة فماذا كان الحزب الشيوعى يفعل طوال هذه الفترة لا اظن انه كان فى حالة بياته الدهرى تلك منتظرا ان يقوم - جون قرنق بانشاء وتاسيس الحركة الشعبية ثم يصحو - هكذا فجاة ياسر عرمان و الخاتم عدلان ليقودا تيارا يروج لربط كفاح الحزب مع الحركة الشعبية
وغير هذا تجد كثيرا من الخلط فى ثنايا الكتاب ولا ادرى اسهوا وقعت تلك الاختلاطات وساهم عدم التدقيق فى افشائها داخل هذا الكتاب ام ان الحذاء جاء واسعا فحشاه الكاتب قطنا حتى يستقيم فى القدم بغرض تسويق وجهة نظر محددة تفيد فى معانى الخصومة السياسية ولا تحتاج الى كثير عناء للامساك باطراف هذه الخصومة خاصة مع الحزب الشيوعى ومايسمى بقوى اليسار السودانى حتى قرانا" ويتضح من التصنيف ان اغلب الكوادر الذين يمثلون الشمال الاوسط داخل الحركة اما شيوعيون او يساريون بشكل عام ماعدا منصور خالد" ص 51 لدى قول جانبى فى مسالة اليسار واليسارية فى السودان واعتقد جازما ان كلمة يسار حين تطلق فى مقاربات السياسة فهى فى اغلب اطلاقاتها اما بغرض الكيد السياسى للحزب الشيوعى السودانى تحديدا واما بغرض الاستمرار فى نصب شباك التوريط السياسى له تمهيدا لفتح ملفات التحقيق الجنائى فى المستقبل وهو اطلاق غير برئ بالمرة فلا يوجد اصلا فى السودان
وعاء اسمه اليسار السودانى كما وانه لم يعد من الممكن عمليا
استحداث تصنيف سياسى تحت اسم اليمين السودانى الا فى اتجاه الكيد السياسى كما قلت وتلك موضوعة للتحاور ليس مكانها هذا المقال وقد اعود اليها مرة اخرى بشكل منفصل ومفصل ان مد الله فى العمر
فى صفحة 10 من الكتاب جاء فى وصف الاستاذ البرلمانى جوزيف موديستو بانه" ابرز قيادى جنوبى بالحزب الشيوعى" فاستقر هذا الوصف فى وجدان القارئ راسخا بكل ما تحمله كلمة قيادى من معانى ثم عاد يستنطق ذلكم القيادى البارز فى ص 19 ولم ينقل لنا قوله كما جاء على لسانه بل نقل عنه مستعينا بحيلة العنعنة فقال "موديستو اكد عدم وجود خلايا للحزب الشيوعى او واجهته الطلابية الجبهة الديمقراطية فى تلك المناطق وقتذاك وذكر ان نشاط الحزب الشيوعى كان فى المدن الكبرى جوبا واو ملكال فى الاوساط العمالية والنقابية"...اه فى حالة القراءة السريعة يبدو الكلام متسقا ولاغبار عليه حيث لا يستطيع احد ان يغالط شخصية فى قامة موديستو حول نشاط الحزب الشيوعى والجبهة الديمقراطية فى مناطق جنوب السودان فهو الاعرف بتاريخها وربما براهنها بل وبمستقبلها ولكن القراءة الحصيفة الدقيقة ان توفرت لنا سوف تنتج استفهاما قلقا هل حقيقة قال موديستو ذلك بالحرف الواحد ام ان حيلة النقل والعنعنة وضعت فى فمه الكلمات بطريقة توحى بانه قائلها حتى يتمكن الناقل او الكاتب من تسويق وجهة نظر محددة سلفا
هل قال موديستو عبارة
واجهته الطلابية الجبهة الديمقراطية[/B]
القارئ العابر سيعتقد حتما ان الكلام لجوزيف وهو اعتراف صريح من ذلك القائد الشيوعى البارز بان الجبهة الديمقراطية ماهى الا واجهة للحزب الشيوعى وسط الطلاب ويقينى ان موديستو او اى عضو اخر فى الحزب الشيوعى لا يستطيع القول بذلك ليس خوفا اوخشية بل لان ذلك ببساطة ليس صحيحا وان من يجرؤ على اطلاق مثل هذا القول داخل الحزب سوف يتعرض حتما للمسائلة اللائحية حتى وان كان ذلكم القائل هو السكرتير العام للحزب نفسه اذن فمن اين اتى الكاتب بذلك التصريح وكيف وضعه فى فم موديستو ولاى غرض ذلك الفهم دارج فى ادبيات الاسلام السياسى السودانى بمختلف مسمياته المرحلية حيث يعتبر عضو الجبهة الديمقراطية عندهم شيوعى دون شك
باب فى الكيد السياسى وصل الى مرحلة اعتبار ان اغلب الخصوم السياسيين لاسلمة السياسة شيوعيين حتى اتهم الاتحادى العريق الاستاذ سيد احمد الحسين بانه شيوعى بل وطال الاتهام مولانا السيد محمد سر الختم الميرغنى نفسه عقب تصريحات صحفية وقعت فى غير حافر الاسلام السياسى وهو لايعدو كونه ضرب من ضروب الخصومة السياسية ولكن المهم هنا ليس مناقشة ادبيات الاسلام السياسى بقدر ماهو تقييم ووزن مستوى الشهود والشهادات التى اطمان اليها الكاتب واراد لنا ان نطمئن اليها كما اطمان هو "ومع هذا نطمئن القارئ الكريم باننا انفقنا ما فى وسعنا من جهد لتحرى وفحص كل قول ومعلومة وردت الينا لنقدم له ماطاب لنا من الحقائق وتوافرت عليه شروط الصحة" ص 6
اصدقكم القول انه ما خبا من تفكيرى قط ان من المحتمل ان الكاتب قد اعمل قلمه فى بقية الشهادات حذفا واضافة ليقدم لنا ماطاب له مما يعتبره حقائق
فطالما انه عمد الى تعديل شهادة الاستاذ موديستو فمن اين لى ضمان عدم لجوئه الى تعديل او تبديل شهادات السيد على الحاج و السيدعبد الرحمن دوسة والدكتور لام اكول والاستاذ الحاج وراق وغيرهم من الشهود الافاضل الذين استعان بهم
الكتاب فى اثبات فرضيته خاصة وقد استوقفتنى بصفة شخصية تلك الضروب من الشهادات التى نسبت لمجاهيل
احد قيادات بالحزب الشيوعى ص76
احد القيادات الموالية لجون قرنق فى الخرطوم ص 23
وزير خارجية احدى الدول الافريقية ص 29 بعض اللذين كانوا على مقربة من قرنق ص39 بعض الذين كانوا فى الحركة او على صلة بها لاتزال قائمة ص65
احد الطلاب الاسلاميين وقتها ص69
وتلك امثلة وليست حصرا اولائك الشهود المسخ والذين هم بلا ملامح او بطاقات هوية يستدل بها على شخوصهم وبالتالى تقييم ووزن شهاداتهم وفقا لمصداقيتهم ويحاججنا الكاتب بان نقبل شهادتهم -كذا- لانه هو شخصيا يضمنهم لنا فمن الذى يضمنك انت يارجل
فحين تقوم بتعديل شهادة الشهود واضافة وحذف ما تشاء من محضر الجلسة وفقا لما تعتقده وليس وفقا لما قيل بالضبط اجدنى مضطرا من ناحيتى لاعمال منهج الشك فى كل كبيرة وصغيرة ماذا كان يضير الكاتب لو قام بنقل الكلام بالضبط كما قيل ثم اغلق عليه القوسين وقال بعد ذلك ما شاء ليضمن تصديقنا
وكيف تكون تلك الشخصيات المجهولة لدينا على الاقل هى المصدر الرئيسى للمعلومات فى دراسة اريد لها ان تكون رصينة تبحث فى تاريخ الرجال والمواقف ثم تدعونا للاطمئنان اليها وفى نفس الوقت تمسك بخناق خصومها السياسيين وتسعى للنيل منهم خلسة او تسعى جهارا لتبرير مواقف وافعال الحبايب والنصراء حتى وان اضطرت الى كسر عنق الحقيقة برر الكاتب موقف الدكتور الطيب ابراهيم محمد خير من صديقه وصفيه المرحوم المهندس داوؤد يحى بولاد قائلا "الطيب تمنحه حاكمية السلطة حق ان يدافع عن ولايته بكل ما استطاع من قوة دون ان يترك للذكريات حق اضعاف زيمته واخاء قبضته كحاكم" ص89 ولكن الكاتب وفى نفس الصفحة وعلى بعد اسطر قليلات رفض ان يقدم نفس التبرير ولنفس الاسباب ل جعفر نميرى وسلطة مايو "التى قتلت المرحوم محمد صالح عمر ومن شبابهم قتلت من قتلت وشردت من شردت" ص 98 ولا ادرى من الذى حلل للدكتور الطيب ابراهيم ان يدافع عن ولايته المكتسبة بالانقلاب العسكرى وحرم ذلك على جعفر نميرى وسلطة مايو المكتسبة بالانقلاب العسكرى هى الاخرى
كما قلت فى ابتداء كلامى ان الكتاب يبحث فى جانب تفتقده المكتبة السودانية وكان له ان يكون اكثر فائدة لو ترك الرؤية الجاهزة وعمل الى الوصول الى خلاصات الحقائق وحدها دون غيرها من خلال ماتوفر له من معلومات ايجابا وسلبا ولكن الكتاب ومن خلال سعيه الى اثبات فرضيات ابتدائية وقع فى شراك الاتباع ومن خلال جهوزية الراى المسبقة جانب الصواب فى راينا وسار فى اتجاه واحد ثم حاججنا بان هذا هو الاتجاه السليم الذى يجب علينا السير فيه ومن هنا نشا الاصطدام مع الاراء القادمة من الاتجاه المعاكس والتى تعتبر هى الاخرى نفسها انها تسير فى الاتجاه السليم
و من ثم فقد الكتاب كثيرا من قيمته العلمية الدقيقة
ان مثل هذه الدراسات تقوم قبل كل شئ على ارجل ثابتة من المصداقية اذا وهنت انهار العمل كليا او جزئيا رغم كل الجهد العظيم المبذول في انجازه كما عمارات مصر القديمة يطمع المالك فى اضافة جديدة الى رصيده دون التقيد بقواعد الهندسة السليمة فتنهار العمارة كلها ونحمد الله ان الكتاب لم ينهر كلية وقد ذكرنى بافلام طوم وجيرى ذات المتعة العالية والفائدة القليلة وغالب قيمتها تكمن فى الامتاع البصرى والسمعى الموضوع مهم للغاية ويمكن للكاتب ان يستمع الى اراء اكثر موضوعية وصدقية بما فيها الشخوص موضوع الدراسة نفسها فمثلما كانت (الوعلى الحاج) يمكن ايضا وبقليل او كثير من الترتيبات ان تكون الو عبد العزيز خالد او الو دكتور منصور
الذى دفعنى الى كل هذا هو ا كما قلت احساسى بالجوع الى مثل هذه الدراسة ويقينى الصارم بان الاخ ضياء الين بلال ممن تتوفر فيهم العزيمة لانجاز هذة المهمة الصعبة وهو بالفعل قد قطع فيها شوطا طيبا فلماذا يهدر جهده هذا بتلك الاخطاء والتى وان بدت صغيرة الا انها قاتلة ومبلغ طمعى(وان ابن ادم طماع بطبعه)ان يعيد الكاتب النظر فى سفره القيم هذا بل ويمكن ان يعيد كتابته من الاول حيث الغرض الاسمى هنا هو توفر دراسة موضوعية مقبولة حتى وان تقاطعت مع معتقدنا السياسى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشماليون داخل حركة قرنق من اختار من؟ (Re: Gazaloat)
|
الاخوة المتداخلين شكرا لكم الاخ حسين ملاسى و جزوليت شكرا للاضافة الجميلة المثمرة مراويد ما هكذا تورد الابل يا صغيرى اراك تنهج نهج من سبقك فى طلب الشهرة لا يوجد عمى الا عندك فاسميت نفسك مراويد ربنا يشفيك و وينظف قلبك من الحسد ووعيونك من العمى ولو شتمتا للحول ما حتكون احسن من الكلاب التى نبحت ثم ارتكنت ركنا قصيا تلعق جراحها فيه.. بعد ان تكشف كذبها و هى اكثر من تردد اذا لم تستح فصنع ما تشاء ليتها قالته فى مرآة لنفسها وارتاحت و اراحتنا.. ودا حيكون آخر كلام لى معاك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشماليون داخل حركة قرنق من اختار من؟ (Re: bayan)
|
للاطلاع
Quote: من أين أتى هؤلاء الكتبة الكذبة؟ الخفة غير المحتملة لضياء الدين بلال أسامة الخواض
كنت قد قرأت بعضا من الحلقات التي نشرها ضياء الدين بلال في موقع جريدة الرأي العام على الانترنت, وما اورده من معلومات كلها كاذبة, ما عدا انني من الشمالية, حول علاقتي المتوهمة بالحركة الشعبية لتحرير السودان وحركة "حشود" .
وبعد مشاورات مع اصدقاء عديدين في انحاء مختلفة من قريتنا الكونية, قررت الا أرد على اكاذيبه مع انني في احدى الندوات بمدينة فيلاديلفيا بالولايات المتحدة الامريكية نفيت علاقتي بالحركة الشعبية كما زعم ضياء الدين بلال, لكن ذلك غير كاف. وكان عدم ردي عليه خطا كبيرا, اذ ان المسالة ليست شخصية بقدر ما انها تتعلق بقضية التاريخ الثقافي في اشتباكاته المتعددة مع التاريخ السياسي.
اورد ضياء الدين بلال اسمي في الحلقتين الخامسة والتاسعة. فقد تحدث في الحلقة الخامسة عن مقدرة ياسر عرمان-الذي لم التق به في حياتي ابدا- على الاستقطاب الثقافي. والدليل على ذلك –كما يرى بلال- انه حشد لمجلة "مسارات" والتي لم يصدر منها غير عددها الاول اليتيم, حشد لها عددا من الكتاب والادباء والشعراء الشماليين. وهؤلاء بحسب زعم بلال في اغلبهم أما انهم كانوا شيوعيين أو اصدقاء للشيوعيين. واصدق مثال على ذلك - كما يعتقد بلال - الشاعر اسامة الخواض.
وللتدليل على انني عضو في الحركة الشعبية اورد المقطع التالي عن الحرب من نصي الشعري الطويل "قامة الوردة الكوكبية- الهواجس العاويات لكلب صيد عجوز":
أنا المشاء انبح في المدائن والقفار
لا بد من حربٍ لأفهم شكل بؤسي في المسارج والظلال
لابد من حرب ٍلادرك عمق روحي وامتدادي في فضاءات البراعة والكمال
لا بد من حرب ٍ تعيد صياغة الموتى وتعريف الحياة
لا بد من حرب ٍ تغير عادة النسيان والنوم الطويل على سراب الاكتمال
ولان ذائقته الشعرية منعدمة توهم بلال انني من دعاة الحرب!!!!
منذ متى كان الشعراء دعاة للحرب؟ وفات عليه ان الحرب هنا مجازية.
ولا ادري ماذا كان سيقول عني لو قرأ مقالاتي التي نشرتها عن الحرب والمجاعة في الجنوب والتي نشرتها في كتابي "خطاب المشّاء- نصوص النسيان" والصادر عن مركز الدراسات السودانية على نفقتي الخاصة؟ بالتاكيد كان خياله الكاذب سيعتقد انني من قيادات الحركة الشعبية.
ثم يختتم الكلام بالتاكيد مجددا عن انني من ضمن الذين أتى بهم ياسر عرمان للحركة الشعبية!!!!. لا ادرى من أين اتى بهذه المعلومات الخطيرة. اذ ان كلامه عني يفقتد الى الاشارة الى المصادر التى استقى منها تلك المعلومات النادرة عن عضويتي في الحركة الشعبية. هل مصادره هي "الشمارات"؟ ام تقارير الاجهزة الامنية؟ ام ماذا؟
وكما قلت سابقا, وساعيد ذلك مرة اخرى, انني لا اعرف ياسر عرمان معرفة شخصية, ولم التق به قط. اما عن النص الشعري الذي نشر في "مسارات", فقد قام بنشره صديق عزيز اتحفظ عن ذكر اسمه كي لا يتضرر من ذلك. وقد عرفت عن صدور المجلة التي نشرت نصي الشعري, بعد شهور عديدة من صدور العدد الذي قراته صدفة في اثناء اقامتي في بيروت.
لم يستشرني احد من هيئة المجلة حول موافقتي على نشره. وهذا دليل كاف لكي نسأل المستصحف الكذّاب: من اين تاتي بهذه الاكاذيب؟ و لمصلحة من هذا الكذب؟
في الحلقة التاسعة , نسى بلال انه صنفني ضمن الشيوعيين أو اصدقائهم, ومد حبل أكاذيبه ليجعل مني عضوا في حركة حشود. وقال المستصحف في ذلك "ومن" حشود "هنالك الشاعر اسامة الخواض. وهو(من الشمالية), تلقى دراساته الجامعية في روسيا (وقيل انه لم يكملها)-من اين أتى بهذا الشمار؟؟؟؟
ثم يواصل افتراءاته قائلا" ويتردد أنه ترك الحركة وهاجر الى احدى الدول الاوروبية طالبا حق (اللجوء السياسي)-انتهى-
لم أكن يوما عضوا في حركة "حشود". وكل ما حاولته من مساهمات ابداعية وثقافية أنجزته بوصفي كاتبا فقط. وكنت مندغما في تيار من الحركة الثقافية والابداعية السودانية , كانت الحداثة من همومه الاساسية. كل المبادرات التي شاركت فيها ضمن ذلك التيار لم تكن ا لسياسة بمفهومها الضيق حافزا لها.
ولم انضم يوما للحركة الشعبية , مع احترامي العميق لها, لكي اتركها. كما انني لم اتلق دراستي الجامعية في روسيا. فقد درست - كما يعلم كل من يعرفني- علم الاجتماع في جامعة صوفيا ببلغاريا. وامضيت هناك ست سنوات. وتخرجت منها , ولم اذهب طالبا للجوء السياسي في احدى الدول الاوروبية كم زعم صاحبنا المستصحف. وانما امضيت سنوات عدة متجولا كمدرس في الريف العربي اللعين.
وبعد ذلك ذهبت الى ارملة الحداثة العربية بيروت. ومنها جئت الى هذا الفضاء الامريكي ضمن برنامج اعادة التوطين الذي تشرف عليه المنظمة العالمية للهجرة. وساحصل على درجة الماجستير في احد فروع علم النفس من كلية اسبرينقفيلد في بوستن-ماسوشيتس في أبريل القادم. وقد اوردت المعلومة الاخيرة لاقول للكذاب بلال انني اكملت دراستي لعلم الاجتماع.
ما نسجه بلال من اكاذيب لا يجب ان يمر بدون عقاب.
وسوف اتقصى عن امكانية رفع هذا الامر الى القضاء.
ما قام به بلال هو خفة بحثية غير محتملة لمن يريد ان يستكنه علاقة الشماليين بالحركة الشعبية, وان كان ان ّعنوان المقالات يفصح – أصلا- عن عنصرية مقيتة.
هذا كائن لا تحتمل خفته.
ومن هنا يأتي هذا ا لسؤال: من أين أتى هؤلاء الكتبة الكذ بة؟؟؟؟ وهل ولدتهم أمهاتهم؟؟؟؟؟؟ |
-
(عدل بواسطة مراويد on 11-07-2003, 01:21 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
|