أحد أيام أغسطس العام 1970م ومن خلال إحدى نشراتها الراتبة أذاعت الإذاعة السودانية بكل ( إحترام ) وبرود خبراً يقول ( توفي اليوم إسماعيل سيد أحمد الأزهري المعلم بالمرحلة الثانوية ) ، ولست أدري إن كان المذيع يومها قد ترحم عليه او أشار لمكان دفنه وتلقي العزاء فيه ، ولاحول ولا قوة إلا بالله ! ، رائد الاستقلال ورمز العزة الوطنية ومفخرة للأمة وأول رئيس لوزرائها سعادة السيد إسماعيل الأزهري يتحول بقرار من الرفاق الُممسكين بمفاصل مايو وتلابيبها يؤمئذ إلى مجرد معلم بالمرحلة الثانوية مثله مثل أستاذ هاشم وأستاذ الطاهر وأستاذ حميد ! ، رفضوا الأزهري وقد داهمته أزمة قلبية وهو عائد لتوه من المشاركة في تشييع جثمان شقيقه ( علي ) وتلقي العزاء فيه ممن حضروا ، رفضوا له وهو السجين بسجونهم أن يستدعي طبيبه الخاص الدكتور صديق أحمد إسماعيل ليتولى علاجه والعناية به ! رفضوا وبقوا رافضين حتى أسلم الزعيم الروح لبارئها ! ، وقائع موثقة تؤكد وتبرهن بحق على طبيعة وحقيقة أخلاق الشيوعيين ونظرتهم ( الوضيعة ) للرموز والقيادات الوطنية التاريخية حتى وهي مسجاة وقد فارقت أجسادها الحياة !، الأخلاق كما يدرك الأسوياء قيمة شرعية وسجية إنسانية لا تقبل او تحتمل التجزئة والمزاجية والإنتقائية ، والذي يُقْدم بجرّة قلم ودون أدنى مبررات وحيثيات على فصل وتشريد عشرات الأكفاء والمميزين من أساتذة الجامعات وعلمائها وعلاماتها أمثال البروفيسور عبد الله الطيب والبروفيسور عمر جحا والبروفيسور محجوب عبيد والبروفيسور عمر محمد عثمان والبروفيسور أمين الكارب والدكتور الحبر يوسف نور الدائم وغيرهم من القامات السامقات ، الذي يفعل ويرتكب كل تلك الجرئم دون أن يستحي ويطأطئ رأسه خجلاً او ترمش له عين ، ما ينبغي للناس أن يتوقعوا منه التأدب في مقام الزعيم الأزهري والإمتناع عن السلوك السادي الإنتقامي في لحظة تاريخية توقف وسيتوقف عندها التاريخ كلما مرت وحانت ذكراها ! ، ما الجريمة والجريرة التي أتاها وارتكبها ازهري حتى ينال ذلكم الكم من ( الإستصغار ) و(الإحتقار) الذي لا يشبه الشرفاء في كل الحروب والمعارك التي تدور إنما يحترمون خصومهم أحياءً كانوا او موتي ، والازهري رحمه الله ربما اختلف مع زيد او عبيد لكنه لم يكن أبداً – فيما علمنا – خصماً فاجراً أو حاقداً على أحد ، وما فعله الشوعيون يوم رحيله الحزين إنما ينافي أبجد أبجديات القيم الإنسانية والأخلاق النبيلة وهو عار مردود عليهم لم ولن ينل أبداً من شخص ذلكم الزعيم العظيم وتاريخه وصحائفه المشرقة ! ، ومهما تطاول الرفاق واجتهدوا ليفلسفوا ويبرروا فإن التاريخ سيبقى موثقاً لذلكم السلوك الخائب المخزي المعيب ، وهو سلوك أصيل في مفاهيم الرفاق وفعل متكرر في ممارستهم ، والدليل أنهم عادوا بعد نحو من عامين ليكرروا ذات السيناريو المخجل مع الإمام الشهيد الهادي المهدي حيث روجوا عبر الصحف وبعض وسائط الإعلام أنهم عثروا بغرفته بعد تفتيشها على بقايا ( زجاجات خمر) وبعض ( ملابس نسائية داخلية ) ! لهذا الدرجة من الصفاقة و( التفه ) و (الإنحطاط ) والإسفاف بلغ بهم الحال ! تسندهم فكرتهم المريضة وتدفعهم نفوسهم الخربة وتصور لهم خيالاتهم وأوهامهم أنهم بذلك إنما ينتقمون و(ينجزون) ويستقطبون جماهير الشعب السوداني لصفوف الثورة الوطنية الديمقراطية الإشتراكية ! ، الأخلاق ، أيها السادة ، قيمة عظيمة ونسيج سلوكي لا يتجزأ كما تعلمون ، وكل الناس يخطئون ويذنبون ويتنكبون لكن الصادقين فعلاً والنادمين حقاً من بينهم هم فقط من يحاسبوا أنفسهم قبل أن يحاسبوا ، ويندموا ويعتذروا بشجاعة وصراحة وصدق للاحياء قبل الأموات ، ويستغفروا ربهم ويتوبوا ويؤوبوا قبل أن تطلع عليهم الشمس من مغربها ، يفعلون كل ذلك وزيادة ، مؤسسات وأفراداً ، عسى الله أن يتوب عليهم ويبدل سيئاتهم حسنات ، وليت الرفاق يفعلون فيغفر الله ذنبهم ويبيض وجوههم ويمسح خزيهم وعارهم إنه على ما يشاء قدير .
طيب يابيان..وماالمعنى اٍذاً اْذا تم (استنساخ) لنفس القيم المدحوضه والمستنكره هنا...بل بشكل أفظع
كنت حاضراً حينما أنهالوا بالسياط على كبار السن من رجال ونساءالأتحاديين وغيرهم من الحضور فى أحد أحتفلات الأستقلال التى درج على أحياءها الأتحاديين بدار الزعيم الأزهرى..وكيف ضربوا (بالبنبان) ذلك الأحتفال
وكأنى بصاحب المقال يردد
هل أنا القاتل والمقتول حينا هل أنا البحر الذى لايأمن الأن السفينة!!...
Quote: والدليل أنهم عادوا بعد نحو من عامين ليكرروا ذات السيناريو المخجل مع الإمام الشهيد الهادي المهدي حيث روجوا عبر الصحف وبعض وسائط الإعلام أنهم عثروا بغرفته بعد تفتيشها على بقايا ( زجاجات خمر) وبعض ( ملابس نسائية داخلية ) ! لهذا الدرجة من الصفاقة و( التفه ) و (الإنحطاط ) والإسفاف بلغ بهم الحال !
والأخوان ايضاً مارسوا نفس الدور القذر مع الأمام السيد الصادق المهدي عندما روجوا إشاعة انهم قبضوا عليه متنكر بزي نسائي ايام انقلاب الجبهة الإسلامية الذي عرف فيما بعد بثورة الإنقاذ. الخلاصة: الرفاق والأخوان إنقلابيين الرفاق والأخوان يستخدمون اساليب قذرة للنيل من خصومهم السياسيين
مودتي واحترامي
07-09-2007, 09:55 AM
bayan
bayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417
Quote: طيب يابيان..وماالمعنى اٍذاً اْذا تم (استنساخ) لنفس القيم المدحوضه والمستنكره هنا...بل بشكل أفظع
الاستنساخ في كل شئ مرآة عاكسة..
Quote: والذي يُقْدم بجرّة قلم ودون أدنى مبررات وحيثيات على فصل وتشريد عشرات الأكفاء والمميزين من أساتذة الجامعات وعلمائها وعلاماتها أمثال البروفيسور عبد الله الطيب والبروفيسور عمر جحا والبروفيسور محجوب عبيد والبروفيسور عمر محمد عثمان والبروفيسور أمين الكارب والدكتور الحبر يوسف نور الدائم وغيرهم من القامات السامقات ، ،
لم يذكر عبدالله الطيب و مدثر عبدالرحيم الذي فصلو للصالح العام الفارق 20 سنة كرر التأريخ نفسه.. فصلت تلك القامات السوامق..وانهارت جامعة الخرطوم..
الاخت الكريمة د. بيان ، للاسف بعد صغار أهل اليسار والذين يثيرون هنا جدلا عقيما ، ويتحدثون عن منازلتهم للانقاذ ، وكأنهم بلغوا الكمال ، اهل اليسار هم من قتل خيرة الضباط فى بيت الضيافة ، وقتلوا اهلنا فى الجزيرة أبا وو دنوباوى . والان هم مع الانقاذ فى خندق واحد . اما عند دفن الزعيم الازهرى حاولوا بقدر المستطاع منع السيد محمد عثمان الميرغنى من مخاطبة جموع المشيعين . الا بعد ان تدخل وتوسط الكبار من اهل الحزب للدى النميرى ، ووافق على وقت قصير وان يكون ترحم فقط ودعاء بس .
07-09-2007, 10:10 AM
bayan
bayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417
Quote: الرفاق والأخوان يستخدمون اساليب قذرة للنيل من خصومهم السياسيين
لاحظ كمية الدماء السالت من جراء هيمنة العقائدين
التأريخ يعيد نفسه 1969 و 1989 بينهما ضاعت حقوق وسالت دماء... من امتنع ان يرى الزعيم العظيم طبيبه قتل على فضل وحرمه من العناية الطبية في الوقت المناسب..
وهي العقلية الشمولية المجرمة... الاخر فيها مهدور الحقوق...
المسألة بس مسألة زمن تخيل لو استمر الشيوعين 18 سنة.. باسم الاشتراكية والعدل الثوري كا عدمونا نفاخ النار
وطبعا ناس الانقاذ ابشع لانهم جو باسم الاسلام وخرقوا اي سنة ولا فرض فيهو.. ورجع الاسلام غريبا وطوبى للغرباء.. في النهاية يجب الشعب يكون تفتيحة ويعرف من الاول ود ابن آدم اكلو ناشف لا تبلو...
07-09-2007, 12:58 PM
Mohamed Abdelgaleel
Mohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 10415
أذكر أحداث تلك الأيام .. تفصيلا .. بالعين وبالسمع من محاولات التقليل من شأن الزعيم الأزهري .. الى ما لحق الإمام الهادي من تجريح .. إلى رؤيتي المباشرة لجثث الشباب الذين قتلوا في جامع ودنوباوي إلى رؤيتي كذلك لجثث الضباط الذي إغتالهم شخص واحد في قصر الضيافة لحظة إنفراط عقد الأمن بين إنقلاب يترنح وآخر قد بدأت مدفعيته تتوجه صوب مكان إعتقال هؤلاء.. الخ .. الخ وعلم الله أن أبوالزهور والإمام الهادي زعيمين سودانيين حازا حب قطاعات سودانية كبيرة .. ولكن طالما أمر البوست أمر سياسة .. وأفعال وردود أفعال لشخوص وتنظيمات في تاريخ السودان الحديث .. فآمل أن نترك التعميم المخل إلى دراسة تفاصيل ما حدث منذ الديمقراطية الثانية أو الأولى إن شئت وما أعترى مسيرتها من تجاوزات وافتراءات وطرد لنواب منتخبين مــن الجمعية التأسيسية .. وتحرشات لم تراعى لا حــق الوطن ولا سماحة الديمقراطية .. كلها أشياء لا زالت قيد النظر إن أردنا بحث أسباب الفشل المتكرر للتجارب الديمقراطية في سوداننا الحبيب.. وبالتالي وقوع السودان تحت براثن أنظمة عسكرية غاشمة .. أما أن تكون المسألة مايو 69 هي الشيوعيين في السلطة وفعلوا وفعلوا فهذا لعمري حكم يغيب تفاصيل تخلق حالة من التعمية والمعرفة المشوهة التي لا تقدم للغد إلا دروساً مبتورة وعقيمة..
ومعذرة لتعجلي القراءة والرد .. على آمل أن يتواصل البوست ولكن على قاعدة الاستقراء الهاديء للتجربة فما حدث كثير ومرير .. أورثنا واقعاً مريراً ولا ندرى ما يخبيء رحم الأيام .. وكفانا إلقاء التهم التعميمية بتجربة ماضية ذهب معظم صانعيها .. بمجرد ذكر طرف من أحداثها والسكوت عن أسبابها والمصادر التي غذتها بالقبح.
07-09-2007, 02:47 PM
bayan
bayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417
هناك حقيقة ساطعة وهي ان الازهري لم يمت في فراشه... كيف حدث ذلك ولماذا؟ اتمنى ان تكتب لنا ما تعرفه.. ونقلب الامر لنعرف الحقيقة....
بلادنا مبتلاة بالعساكر والعقائدين.. والانتخابات على الابواب كيف نحافظ على نتيجتها... بان ننظر الى الماضي ونقومه.. التأريخ في السودان يدور في دائرة جهنمية.. كيف ننفلت منها؟ مودتي ومنتظرنك
07-09-2007, 01:36 PM
الرفاعي عبدالعاطي حجر
الرفاعي عبدالعاطي حجر
تاريخ التسجيل: 04-27-2005
مجموع المشاركات: 14684
؟؟؟؟؟ مليون سؤال هنا يابيان الشجاعة بس سؤال بسيط للسيد الحمري ماذا فعل الحزب الشيوعيليلة وفاة الزعيم الأزهري تحديداً ... المقال ده فيه كمية من الاندفاع والتعبير الديني والخطب العاطفية لكن سؤالي هو ماذا فعل الحزب الشيوعي ليلة موت الازهري على حسب سياق المقال
Quote: وما فعله الشوعيون يوم رحيله الحزين إنما ينافي أبجد أبجديات القيم الإنسانية والأخلاق النبيلة وهو عار مردود عليهم لم ولن ينل أبداً من شخص ذلكم الزعيم العظيم وتاريخه وصحائفه المشرقة ! ، ومهما تطاول الرفاق واجتهدوا ليفلسفوا ويبرروا فإن التاريخ سيبقى موثقاً لذلكم السلوك الخائب المخزي المعيب ، وهو سلوك أصيل في مفاهيم الرفاق
كذلك سؤال أخر هل أصدر الحزب الشيوعي قرارا بفصل هؤلاء الرجال
Quote: (والذي يُقْدم بجرّة قلم ودون أدنى مبررات وحيثيات على فصل وتشريد عشرات الأكفاء والمميزين من أساتذة الجامعات وعلمائها وعلاماتها أمثال البروفيسور عبد الله الطيب والبروفيسور عمر جحا والبروفيسور محجوب عبيد والبروفيسور عمر محمد عثمان والبروفيسور أمين الكارب والدكتور الحبر يوسف نور الدائم وغيرهم من القامات السامقات)
هل من وثائق لإدانة الحزب الشيوعي السوداني بذلك ؟؟؟ أسئلة قبل الإفتاء بشئ يكون غاب عنا او ربما تعجل الحمري في احكامه مع تحفظي حول الخطاب العاطفي الديني الذي ربما ومن الوهلة الأولى تتحسس فيه الإدانة دونما مسوغ وسلمتي سيدتي .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة