دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
تتماهى فيهِ (أنا) مع (أنتْ)
|
الشاعرة فدوى طوقان
إلى أين؟
إلى أين تنأين عن جاذبية شيءٍ مقدّرْ
يشدك قسرًا إليه?
رويدك مَهْمَا تشبثت أنت بذيل القرار
ما من مفرْ
بأي جناحين أنت تطيرين هاربة منه
طيري كما شئت نحو أقاصي المدى
جناحاك من طينةِ الشمعِ الشمسُ
ملء الأقاصي وما من مفرْ
أنشودةٌ للحبِّ
كان وراء البنت الطفلةِ
عشرةُ أعوامْ
حين دعته بصوتٍ مخنوقٍ بالدمعِ:
حنانك خذني
كن لي أنت الأبَ
كن لي الأمّ
وكن لي الأهلْ
وحدي أنا
لا شيء أنا
أنا ظلّ
وحدي في كون مهجور
فيه الحبُّ تجمّدْ
فيه الحسُّ تبلّدْ
وأنا الطفلةُ تصبو للحبِّ وتهفو
للفرحِ الطفْليِّ الساذجْ
للنطّ على الحبلِ
وللغوصِ بماءِ البركةِ
للّهو مع الأطفالْ
لتسلّق أشجارِ الدارْ
القمعُ يعذبني
والسطوة ترهبني
والجسم سقيمٌ منهار
أرفعُ وجهي نحو سماءِ الليلْ
أهتفُ
أرجُو
أتوسّل:
ظلّلني تحت جناحيكَ
أغثني
خذني من عشرة أعوامِي
من ظلمةِ أيامي خذنِي
وسّعْ لي حضنَك دَعْني
أتوسَّدُ صدرَك امنحني
أمنًا وسلام
يا بلسمَ جرحِ المطحونينْ
وخلاص المنبوذين المحرومينْ
خذني!
خذني!
يجري نهرُ الأيام يمرُّ العامُ
وراءَ العامِ وراءَ العامِ
الطفلةُ تكبَرُ والأنثى
وردةُ بستانْ
تتفتّح والأطيارُ تطوفْ
وتحوم رفوفًا حول الوردةِ
بعد رفوفْ
الزّمنُ الصعْبُ يصالحها
ومجالي الكوْن تضاحكها
والحبُّ يفيضُ عليها
من كلّ جهات الدنيا
ويطوّقها بتمائمه
ويباركها بشعائِرِه
ويساقيها من كوثرِهِ
ما أحلى الحبّ وما أبهاه!
الأنثى الوردةُ بعد سُراها
وتخبّطها في ليلِ متاههْ
تتربَّعُ في ملكوتِ الحبّْ
تصير إلههْ
هالاتُ النورِ تتوّجُها
وتلاطفها قُبَلُ الأنسامْ
ما أحلى الحبّ وما أبهاهْ!
فيه الليلُ سماءٌ تَهْمِي
تُمطر موسيقى وقصائدْ
وقناديلُ الكلماتِ تصبُّ
الضوءَ على أملٍ واعدْ
ما أحلى الحبّْ!
تتفتح فيه عيون القلبْ
ما أحلاه حين يمسُّ شغافَ القلبِ
فيبصرُ ما لا يبصرهُ العقلُ ويدرِكُ
ما لا يدركه الفكرُ ويسبرُ ما لا
تبلغُهُ الأفهامْ
ما أحلى الحبّ وما أبهاهْ!
كونٌ مكتملٌ ومعافى
لم يتشظَّ ولم يتمزَّقْ
يتناسق فيه العمرُ ويمسي
إيقاعًا كونيّ الأنغامْ
تتماهى فيهِ (أنا) مع (أنتْ)
تزهو بحوارٍ موصولٍ
حتى في الصمتْ
ما أحلى الحبّ وما أبهاهْ!
يحيا بين يديْه رميمْ
تندى أرضٌ, تحضرُّ عظامْ
فيه الزمنُ المسحورُ يقاسُ
بدقّاتِ القلبِ المبهورْ
لا بالسَّاعاتِ يُقاس ولا
بتوالي الأشهرِ والأعوامْ
ما أحلى الحبّْ!
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: تتماهى فيهِ (أنا) مع (أنتْ) (Re: bayan)
|
إنه اللّحن الأخير
ما الّذي يملك أن يفعله قلبْ
يظلُّ الشعرُ والحبُّ قرينين من الجنّ
لصيقين به لا يبرحانه
ما الذي يملك أن يفعله قلبٌ على
طول المدى
هو طفل الحبّ يمضي سادرًا في غيّه
لا ينثني عن عنفوانه
ما الذي يملك أن يفعله قلبٌ
يحبُّ الحبَّ للحبِّ وللشعرِ
وللمعنى الجميلْ
يا له قلبًا حزينْ
مستعيذًا برؤى الشّعر ودفءِ الحبّ من
هجمَةِ العمرِ ومن وطءِ السنينْ
ما الذي يملك أن يفعله
خافقٌ ينبض بالشّعرِ وللشّعرِ عليه
سطوة السيّد والمولى الأمير!
يا حياءَ العمرِ, يا هذا الخجولْ
إنّ هذا قدَرُ العمر وهذا
آخرُ الإيقاعِ في اللّحنِ الأخيرْ
إنه اللحنُ الأخيرْ
في هذا الوقت
النوم عصيّْ
والليل تطول مسافته
والصمت رفيقْ
يا سيّد قلبي يتمنّى
قلبي في هدأة هذا الليل
لو يعبر حُلْمك بعض الوقت
لو يدخل في طيات الحلم
ويسرب طيفًا في عينيك
يتسلل من تحت الأجفانِ
ليلامسَ جبهتَك السمراء
ويرشف دفء يديك
يا سيّد قلبي يتمنّى
قلبي في هذا الوقت
لو يزرعُ عند وسادة ِرأسِك
وردة حبّ
تحكي في همسٍ عن شوقْ
يتجدّدُ في مجراه كما
يتجدّد ماء النهر
تنبيك بأنك في شعري
أنت المعنَى أنت الرمزْ
إنك إيقاعُ حياتي
والنغم الأحلى في عمري
تحكي في همس عن حبٍّ
هو أغربُ حبّ
حبُّ الأختِ أخاها
حبُّ الأم لواحدِها
حبُّ صديقٍ لصديقْ
يا سيّدي قلبي
هذا حبي الظاهرُ لكن
في قلبي شيءٌ آخرُ
يختبئُ وراءَ الصمتْ
ليتك تفهمني في صمتي
في صمتي رؤيا تتّسع وتكبرُ
والكلمات تضيقْ!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تتماهى فيهِ (أنا) مع (أنتْ) (Re: bayan)
|
في محراب الأشواق
هذا مكانك, ههنا محرابُ أشواقي وحبِّي
كم جئتُه والدمعُ, دمعُ الشوق مختلجٌ بهدبي
كم جئتُه والذكريات تفيض من روحي وقلبي
يمددن حولي ظلهن, وينتفضن بكل دربِ
***
هذا مكانُك, كم أتيت إلى مكانك موهنا
تمضي بيَ الساعاتُ لا أدري بها, وأنا هنا
روح أصاخَ لهتفةِ الذكرى, وللماضي رنا
يتنسم الجوّ الحبيب, ويستعيد رؤى المنى
***
هذا مكانُك, مثل روحي, فيه إحساس كئيبْ
متحسرٌ.. يصبو إلى الماضي, إلى الأمس الحبيبْ
متسائل عن شاعرين, هواهما حلم غريبْ
كم رنّحا بالشعر جوَّهما, ففاض جوى مذيبْ
***
هذا مكانُك, أين أنت? وأين أطيافُ الفتونْ?!
المقعد الخالي يحنُّ إليك مرفَقُه الحنونْ..
أسوان, يرمقني وقد أهويت أنشج في سكونْ
ومواجدي ملهوفةُ الثيرانِ, تهدر في جنونْ?
***
ذنبي الذي قد هاج ثورة قلبك المترفعِ
كفَّرتُ عنه بأدمعي, بتنهدي بتوجعي
كفّرت عنه بما ترى من ذلتي وتخشُّعي
وبخَفضِ قمةِ كبريائي الشامخِ المتمنِّعِ!..
***
ذنبي? وما ذنبي ألا ويلاه من ظلمِ القيودْ!
ما حيلتي والغلُّ في عنقي على حبل الوريدْ
أواه; حتى أنت لم تنصف هوى قلبي الشهيدْ?!
أواه; حتى أنت تظلمني مع القدر العنيدْ?!
***
قلبي يئنُّ, يلوبُ في ألمٍ, يسائل في شرودْ:
لم لا يعود? فلا يجيب سوى صدى: (لم لا يعودْ)
وأروح, في شفتيَّ أشعارٌ, وفي كفيَّ عودْ
وأعاتب الأيامَ.. والزمن المفرَّق.. والوجودْ!
***
لم لا تعود? أنا هَهنا وحدي بهيكل ذكرياتي
وحدي, ولكني أحسُّك في دَمِي, في عاطفاتي
أصغي لصوتك, للصدى المنغوم في أغوارِ ذاتي
وأراك من حولي, وفيَّ, وملء آفاق الحياةِ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تتماهى فيهِ (أنا) مع (أنتْ) (Re: bayan)
|
أشواق حائرة
ماذا أحسُّ? هنا, بأعماقي
بي ألف إحساسٍ يحرّقني
ألفُ انفعالٍ, ألفُ عاطفةٍ
ماذا أحسُّ? أحسُّ بي لهفًا
جفت لهُ شفتاي وارتعشتْ
***
نفسي موزّعةٌ, معذّبةٌ
شوقٌ إلى المجهولِ يدفَعُها
شوق إلى ما لستُ أفهمُهُ
أهي الطبيعة صاح هاتفُها?
ماذا أحسُّ? شعورُ تائهةٍ
***
قلبي تفورُ به الحياةُ وقد
فتهزّ أغواري نوازعُهُ
ويظلُّ منتظرًا على شغفٍ
أحلامُ محرومٍ تساورهُ
ويود لو تمضي الحياةُ به
***
وهناك تومئ لي السماء وبي
فأحسُّ إحساسَ الغريب طغَى
وأرى كواكِبَها تعانِقُني
تهمي على روحي أشعتُها
فأودّ لو أفنى وأدْمَجُ في
***
مالي يُزَعْزعني ويعصفُ بي
تتضارب الأشواقُ حائرةً
الأرضُ تعلقُ بي وتجذِبُني
وهناك روحي هائمٌ شغفٌ
مستحقرًا للأرضِ, تفزِعُهُ
***
روحي يلوبُ بدارِ غربتِهِ
فهناك أصداءٌ يسلْسِلُها
وهنا, هنا, في الأرضِ يهتفُ بي
صوتان.. كَمْ لُجْلِجْتُ بينهما
وأنا كيانٌ تائهٌ قلقٌ
***
ترتجُّ أهوائي وأشواقي
متدافعِ التيار, دفّاقِ
محمومةٍ بدمي, بأعراقي
حيران يغمر كلّ آفاقي
أظلالُهُ العطشى بأحداقِي
بحنينها, بغموضِ لهفتها
متقحّمًا جدران عزلتها
يدعُو بها في صمتِ وحدتِها
أهي الحياةُ تهيبُ بابنتها?
عن نفسها, تشقى بحيرتِها
***
عمقت ومدّت فيه كالأمدِ..
صخّابةً, دفّاقة المددِ
ويظل مرتقبًا على وَقَدِ
متوحّدٍ في العيشِ منفردِ
للحبّ, مصدرُ فيضِها الأبدي!
***
شوقٌ إليها لاهفٌ عارمْ
ظمأ الحنين بروحه الهائمْ
بضيائها المترجرج الحالمْ
وتلفّه بجناحِها الناعمْ
عمقِ السماء ونورِها الباسمْ
قلقٌ عتيٌ جامحُ الألمِ
في غورِ روحي, في شعابِ دَمي
وتشدّ قبضتَها على قدمِي
بالنورِ فوق رفارفِ السُّدَمِ
دنيا التراب, وهوّة العدمِ
عطشًا إلى ينبوعِه السَّامي
صوتُ السَّماء بروحِيَ الظَّامِي
صوتُ يقيّدُ خطوَ أقدامِي
يتنازعان شراعَ أيامي
يطوي الوجودَ حنينُهُ الطامِي!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تتماهى فيهِ (أنا) مع (أنتْ) (Re: bayan)
|
العودة
وأطلّ وجهك مشرقًا من خلف عامْ
عام طويل ظلّ في عمري يدب كألف عامْ
عام ظللتُ أجرُّه خلفي وأزحف في الظلامْ
وعواصف ثلجية تصطكُّ حولي والطريقْ
كانت تضيق كأنها أمل يضيقْ
ويضيع في تيه القتامْ
***
عام طويل ظلَّ يفصلنا به بحر صموتْ
بحر دجت أمواجه وتجمّدت, بحر تموتْ
فيه الحياة وتغرق الخلجات في برد السكوتْ
وأناعلى الشط الأصمِّ
أنا والفراغ وليل وهْمي
أصغي لعل صدى يمرُّ
بي, علَّ شيئًا منك, همسٌ, نبأةٌ,
شيئًا يمرُّ
بي منك عبر مدى السكوتْ
لا شيء, إلاّ وطأة ثقلت وصمتٌ مستمرٌّ
***
عام, ودبّتْ بعده في البحر معجزة الحياهْ
لم أدر كيف, هناك رفَّت بغتة فوق المياهْ
وهفت حمامهْ
زرقاء, في طهر السماء, هفت إليَّ على غمامهْ
وطوت جناحيها وقرَّت في يديّهْ
ورنت إليهْ
وتنفست دفئًا وعطرًا
وشممت فيها منك شيئًا هاجني وجدًا وذكرى
فمضيت ألثم ريشها
وجعلت صدري عُشَّها
وشعرت أنك عدت, أنك في الطريقْ
واجتاحني فرح الغريقْ
حضنتْه شطآن النجاهْ
***
وأطلَّ وجهك من بعيدِ
حلوًا يرف على وجودي
ورأيت أحزاني تموت على تعانُقِ راحتينا
وأضاء في فمك ابتسام
البسمة الجذلي التي أحببتها منذ التقينا
عادت تضيء كأنها قلب النهارْ
وتصب في نفسي فيشربها دمي
ويعبّها قلبي الظمي
ونسيت آلامي الكبارْ
ونسيت في فرح اللقاء عذاب عامْ
عام طويل ظلَّ في عمري يدب كألف عامْ
كلما ناديتني
يا حبيبي كلما ناديتني
هاتفًا عبر المسافات: تعالي
عبقت في خاطري يا جنّتي
جنّةٌ, وانهلّ ضوءٌ في خيالي
وبدا لي
عالم ريّان, ورديُّ الظلالِ
من شباب وفتون وغوى
أسكرت آفاقه خمرُ الهوى
وتعرَّت فيه أطياف الجمالِ
***
كلما صوتك ناداني إلى
موعد يحضنه صدر الأمانِ
عانقت روحي رؤى أمسية
كم تساقى الحب فيها والحنانَ
عاشقانِ
نسيا الدنيا عليها والزمانَ
ليلة فيها حصرنا العمر, ليلهْ
أخذت ألوانها من ألف ليلهْ
من أساطير جواريها الحسانِِ
***
كلما صوتك نادى من بعيد
دافئ الغنّة منغوم الصَّدَى
فتح الفردوس لي محرابه
والأماني فرشت لي مرقدا
من عبير وبدا
لي فجرٌ هلّ رطبًا مسعدا
ناعم الأنفاس مفترّ الضياءِ
لفَّنا حلمٌ على مهد لقاءِ
واحتوانا فيه دفءٌ وندى
***
نادني من آخر الدنيا ألبّي
كل درب لك يفضي هو دربي
يا حبيبي أنت تحيا لتنادي
يا حبيبي أنا أحيا لألبّي
صوت حبي
أنت حبّي
أنت دنيا ملء قلبي
كلما ناديتني جئت إليكَ
بكنوزي كلها ملك يديكَ
بينابيعي, بأثماري, بخصبي
يا حبيبي
غيران
غيران يا زنبقُ
غيران يا كنز أمانينا
إذن لمن صغنا أغانينا
لمن منحنا خير ما فينا
يا غيّنا الحبيب يا زنبقُ
أنت شربت الغَمْرَ من حبِنا
وأنت أمرعت على خصبِنا
ونحن هل نجحدُ
يا بلسمًا مر على جرحنا
ويا نديً رطّبَ أيامَنا
وشِعرنا الغالي وأحلامَنا
***
الله يا كوب الشّذى والرحيق
وبيننا, كم بيننا أشياء
ندفنها في صمت أعماقنا
نحضنها في دفء أشواقنا
أشياء ما أحلى وما أغلى
نرخصها نُرْخصُ ما كانا
وما طوينا في خفايانا?
من قال يا زنبقُ?
***
ظلمت; من قال حببنا سواك
من قال بعناك وعفنا شذاك
وأنت دنيانا التي نعشقُ
يا حبنا الأخير
يا زنبقُ
[ 1960
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تتماهى فيهِ (أنا) مع (أنتْ) (Re: bayan)
|
بالحب سألتك حبي لكْ
أيام غراس العمر غضير لم يُلفح -
بسموم رياحك, لم يتيبسَ بالإعصارْ
أيام غراس العمر طريٌ
ورويّ بكؤوس النورْ
يربو, يهتز, يُساقط من
حولي رُطبًا
بالحب سألتك حبي ذاك الساذج -
حبي ذاك النّضرْ
أيام يقيني مصباحٌ
دريٌ يتوهج في الصدرْ
لا أسأل, لا أتساءل, لا
تطعن حبي سكّين الشكْ
هل تذكره ذيّاك الحبَّ? معافًى كانْ
ونقيًا كان
طفليًّا لم يتلوث لمْ
يتعكر بوحول الأكدارْ
لم يسحقه ما خطّتْ لي
كفك في لوح الأقدارْ
بالحب, بذاك الحب سألتك أرجع لي
حبّي, أرجع لي قلبي الطفلْ
وأضئ مصباحي المطفأ في
صدري, يا مطفئ مصباحي
يا مطفئ مصباحي أنتْ
بصواعق برقك ورعودك
أشعْلهْ, ارفعهُ, قرّبْ لي
وجهك من دائرة النورْ
فغياب حضورك يحبسني
في العتمة, في شرك الديجورْ
***
لو تسمع يا أبديَّ الصمتْ
عاريةَ القلب أتيتْ
أخبط في الليل الغاشي في
وحل الأكدارْ
لو تغسل عُريي بالأمطار
لو تؤويني وتدثرني
لو تجعل لي من نور حضورك
مأوى يحميني ودثارْ
***
الطرقات الأخيرة
هلاَّ تفتح لي هذا البابْ
وهنتْ كفّي وأنا أطرق, أطرق -
بابك
أنا جئت رحابك أستجدي
بعض سكينهْ
وطمأنينهْ
لكنَّ رحابك مغلقةٌ
في وجهي, غارقة في الصمتْ
يا ربَّ البيتْ
مفتوحًا كان الباب هنا
والمنزل كان ملاذ الموقر بالأحزانْ
مفتوحًا كان الباب هنا والزيتونهْ
خضراء, تسامت فارعة
تحتضن البيتْ
والزيت يضيء بلا نارِ
يهدي في الليل خطى الساري
يعطي المسحوق بثقل الأرض طمأنينهْ
ورضيً يغمره وسكينهْ
هل تسمعُني يا ربَّ البيتْ
أنا بعد ضياعي في الفلوات -
بعيدًا عنك أعود إليكْ
لكنَّ رحابك مغلقةٌ
في وجهي, غارقةٌ في الصمت
لكنَّ رحابك كاسيةٌ
بتراب الموتْ
إن كنت هنا فافتح لي بابك لا -
تحجب وجهك عني
وانظر يتمي وضياعي بين -
خرائب عالمي المنهارْ
وعلى كتفي أحزان الأرضِ -
وأهوال القدر الجبارْ
***
لا شيء هنا
عبثًا, لا رجع صدى لا صوت
عودي. لا شيء هنا غير الوحشة -
والصمتِ وظلّ الموتْ
عند مفترق الطرق
لا تأسَ, لا يحزنك أنَّ دَرْبَنَا
أضاعنا قبل الوصولْ
أشواقنا وأمنياتنا التي
لم ينته المطافُ
بنا إلى تحقيقها تظلّ ألف مرة
أحلى وأروعْ
والقبلة التي تنهّدت على شفاهِنا
يومًا ولم تزلْ
مشوقةً تنتظر القطافْ
تظل ألف مرةٍ
أشهى وأمتعْ
والكلمةُ الخرساءُ خلفَ صمتِنا
نشدها إلى قلوبنا ولا نقولها
تبقى تشعّ في عيوننا بلا انتهاءْ
كنجمة عظيمة البهاءْ
***
لا تأس إن ظلّتْ على طريقنا
أشواقنا براعمًا دفينهْ
لم تتفتحْ تحت لمسة الضياءْ
دعها على انتظارها المليءْ
تهفو وتشرئبُ للسنى ولا يجيء
أزهارنا إذا تفتحتْ تموتْ
ونحن في رمادها نموت -
ننتهي....
أكره يا رفيقْ
أكره برد الموت والسكينهْ
***
لا تأس, لا تحزنْ
فلست يا رفيقُ
آسيةً, ولا أنا حزينهْ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تتماهى فيهِ (أنا) مع (أنتْ) (Re: عمر ادريس محمد)
|
اخي العزيز عمر
في البوست السابق عن نيرودا كنت قد جمعت قصائده العاطفية.. وانزلتها لنرى الجانب الآخر منه. فنيرودا عرف بالنسبة لنا دائما انه رجل سياسي وكل القصائد التي تنشر هي قصائده السياسية.. قلة من يعرفون الجانب الآخر.. فوجدتها فرصة ان ننشر قصائد الحب التي كتبها.. وكذلك الحال للشاعرة الفلسطينية فدوي طوقان الكل يعرف شعر المقاومة الذي كتبته قلة تعرف قصائدها العاطفية.. فقررت ان اقدم هذا الجانب للقراء..
القصيدة رقم 3 قصيدة جميلة ولكن اعجبتني نمرة 5
مودة لا يعرف مداها الا الله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تتماهى فيهِ (أنا) مع (أنتْ) (Re: bayan)
|
تلك القصيدة
وتحضن ديوان شعري يداك
وتقرأ لي من قصيدة حبٍّ
كتبتُ سخافاتها في سواك
وما كان حبًّا, ولكنّهُ
حماقة شيءٍ توهّمتُهُ
وحين انجلى الوهْمُ أبغضتُهُ
وأبغضتُ تلك القصيدهْ
***
وأنت تظلّ تؤكد لي أن
أجمل شعري تلك القصيدهْ
فألعن نفسي
وألعن طيشي القديمَ
وغلطةَ أمسِ
وألعن تلك القصيدهْ..
وأمضي أتفِّهُ أبياتها
وأكشف زَيْفَ انفعالاتِها
وألوانها الباهتات البليده
ولكن سدى.
وتظلُّ تعيدُ
وتقرأ لي أنت تلك القصيدهْ
وفي منتهى حنقي يا حبيبي
وفَوْرةِ غيظي أهبُّ إليك
وأسعى لديوان شعري
فأنزعه من يديك
أهمّ بتمزيق تلك القصيدهْ
أودّ لو أن القصيدة تمسي
هباءً ذَرَتْهُ أكفّ الرياح
أودّ لو أن القصيدة شيءٌ
يموتُ ويُطْمَرُ في قاع رمسِ
وتضحك من حنقي يا حبيبي
وثورة نفسي
وتمضي بمكرٍ لذيذٍ بريءٍ
تؤكد لي أن أجمل شعري
وألطف شعريَ تلك القصيده
***
وترنو إليّ, وأرنو إليك
وفي ندمي, ندمي وانخذالي
أروح أُغمغم بين يديك:
ألاّ ليتني يا هوايَ الحبيب
عرفتك من قبل تلك القصيدهْ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تتماهى فيهِ (أنا) مع (أنتْ) (Re: bayan)
|
إلى المغرّد السجين
شدْوُك يأتينا حبيب الصدى
محلّقًا رغم انغلاق الرحابْ
يا طائري السجين فاصدح لنا
من خلف جدران الدجى والعذابْ
غنّ, فقضبان الحديد التي
تسدّ في وجهك رحب الفضاءْ
لن تحجب الغناء عن سمعنا
يا طائري.
غنّ, فدرب الرجاءْ
ما زال يمتد مشعّ الضياءْ
رغم انطباق الليل من حولنا
***
أرجعني شدوك يا طائري
إلى زمان قد طواه الزمانْ
إذ أنت طلْق الخطو, طلقُ الجناحْ
أيّام كانت ظلّة الياسمين
تحضننا, وأنت تشدو لنا
شعر المنى والزهو والعنفوانْ
فتقرب النجوم من أرضنا
تصغي إلى اللحن ونصغي,
وكانْ
ملء أغانيك اخضرارُ المروجْ
ونضرة السفح, وبوح الأريجْ
وملئها كان هديرُ الرياحْ
وكان فيها من شموخ الجبالْ
في وطني,
وعزّةٌ لا تنالْ
إلاّ مع النّصر وفوْز الكفاحْ
***
يا طائري السجين اصدح لنا
رغم هوان القيد رغم الظلامْ
فالأفق ما زال غنيَّ المنى
ينتظر الشمس وراء القتامْ
المجد للنور, فلا تبتئسْ
والنصر للحرية الرّائعهْ
وغدنا موطن أحلامنا
فلا تقل أحلامنا ضائعهْ
***
يا طائري, هناك درب الرجاءْ
هناك يمتدّ مشعّ الضياءْ
رغم انطباق الليل من حولنا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تتماهى فيهِ (أنا) مع (أنتْ) (Re: bayan)
|
بيان كامل التقدير
قيل من قبل ءان كان فى أنا نون واحدة ففى نحن نونين ومن ثم
لو حسبنا النون من النور فنحن أكثر نورا من أنا و فى تقديرى
الغير متواضع أن أعظم الانوات هى الأنا الشعرية وتصبحين على نون وأقلام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تتماهى فيهِ (أنا) مع (أنتْ) (Re: bayan)
|
العودة
عارية القلب رجعت إليكْ
عارية القلب أتيتك يا
متعالي, يا نائي الدارْ
يا غائب, يا أبديّ الصمتْ
عتبي لو تسمعني عتب -
المنكسر المنسحق القلبْ
لم تفصلني دومًا عنكْ
وتردّ يدي الممدودة نحوك في -
ضعفي, في قلة حولي
لِمَ ترفع من دوني الأسوارْ
وتقيم من الظلمات جدارًا فوق جدارْ
فوق جدارْ
وتظلّ بعيدًا أنتْ
تتعالى, تتحصَّن بالصمتْ
***
أيروعك صوتي الواهي أمْ
يخجلك ندائي لكْ
وأنا أرفع بين يديَّ
جراحي وضراعاتي لكْ
أيروعك صوتي بعد صمودي
تحت توالي ضرباتِك
وهُوِيِّ سياطك فوق جراحي
جرحًا جرحْ
فتصمُّ السمع, وتنأى تنأى
ترفع من دوني الأسوارْ
وتقيم من الظلمات جدارًا فوق جدارٍ
فوق جدارْ
| |
|
|
|
|
|
|
|