دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
شبالات معطرة : فصل من كتاب ( بعض من رذاذ النيل )
|
يبدو من باب التكرار الكتابة حول مصطلحات الأدب النسوي والنقد النسوي ، فهذه المصطلحات وموقف النقد والكَتابات منها ، كتب عنها الكثيرات والكثيرون ، وهي مصطلحات بدأت في التراجع لصالح مصطلحات الكتابة والقراءة الجندرية ، التي لا تكتفي بنوع الكاتب / ة ولا بهويته الجندرية ولا بموضوع الكتابة ، ولكنها تبحث في هوية النصوص نفسها ، وتنظر في حضور مفاهيم الجندر داخل الخصائص الفنية للنصوص المبحوثة .
لكن في واقع ينظر بريبة لمقدرات النساء على الكتابة ، ويضمر كثيراً ، ويعلن أحياناً تهمة وجود رجل ما قام بكتابة النص إنابة عن منتجته ، تبرز ضرورات مقاربة كتابة النساء والتعرف على خصوصيتها ، ومحاولات استجلاء تميزها الأسلوبي ، وخصوصية المرجعيات والمصادر ، التي ترفد ذاكرة الكاتبات الإبداعية ، كأغاني الهدهدة وترقيص الأطفال ، حكي الجدات ، نظم المراثي و " المناحات " ، شعر الحماسة ، الأهازيج التي كانت تؤديها النساء أثناء القيام بالأعباء المنزلية كالطحين وغيره ، أغاني البنات(1) ....الخ .
وهذه الخصوصية لم يعترف بها النقد ، بتجاهله الطويل لهذه الأنماط الإبداعية ، أو رفضه لها ووصفها ( بالهبوط ) أو السذاجة عند تناوله النادر لها ، وبتقديم الأنماط الإبداعية التي ينتجها الرجل باعتبارها الأنموذج ، وان أي مفارقة لهذه النماذج هي محض ركاكة ؛ وهو موقف يتسق مع إنكار المجتمعات ، التي تسودها ثقافة الرجل ، لكل خصوصية محتملة لكتابة النساء .
وتحت سطوة الموقف الرافض لخصوصية كتابة النساء ، وعنفه أحياناً ، استبطنت الكثير من الكاتبات هذا الإقصاء لتميزهن ، وأنكرن هذه الخصوصية ، ويفعلن ذلك كتواصل لما يفعلنه فـي الحياة ، " إن المـرأة المثقفة ( الأديبة هنا ) وهي تنأى عن وصـف كـتابتها ( بالنسوية ) إنما تواصل ما تفعله في الحياة ـ بيت الأسرة ، بيت الزوج ، العمل ، الشارع ـ حيث يتعين عليها أن تنضوي تحت حماية الذكر لكي يُعترف بها إجتماعياً ولا تُعزل فتصبح محط التفحص والتعقب والشك والإدانة . وفي الغالب تنأى الأديبة عن الخوض في هذه المسألة تزلفاً لنادي الأدب ـ الرجولي ـ ، فهي تدرك في قرارة وعيها أنها عضو غير متمتع بحقوق ثابتة وأصيلة . وأنها ـ هناك ـ لأن الرجل قد رضي بذلك ، لأسباب عديدة ، قد لا يكون منجزها الفكـري والثقافي أهمها . فالأديبة إذن ، تحشى إن هي انعـزلت (تميزت في الواقع ) تحت تسمية ذات صلة بجنسها أن تفقد حماية الرجل ، التي هي دائماً مشروطـة بالإنصياع ، في الثقافة كما في البيت ، كما في المجتمع " (2) . وربما يأتي تنكر بعض الكاتبات لهذه الخصوصية استناداً لمواقف أيدلوجية كما رأت رشيدة بن مسعود ، عند محاولتها تفسير رفض الناقدة يمني العيد للخصوصية الفنية لكتابة النساء ، واعتبارها " ظاهرة تجد أساسها في الواقع الاجتماعي التاريخي الذي عاشته المرأة "(3) ، وعزت رشيدة بن مسعود هذا الموقف إلى رؤية الناقدة التي تقـوم على " خلفية معرفية ذات توجه ماركسي تقول بتوحيد الطاقات ـ المرأة والرجل ـ من أجل تحقيق التحرر الإجتماعي الوطني للشعوب المناضلة . وأن هذا الطرح الماركسي الذي يقوم على نظرة ميكانيكية دوغمائية ، يتعامل مع الأدب كانعكاس مباشر للواقـع المادي ، لا يستطيع أن يقدم تبريراً مقنعاً لظاهرة ( أدب المرأة ) ، لأنه ينكر دور الذات المبدعة التي يمر عبر واسطتها الإبداع الأدبي " (4) . وقد يأتي رفض الخصوصية من قبل الكاتبات ، في إطار التعبير عن تطلعات المسـاواة والندية التي يحلمن بها ، أو كرد فعل لمحاولات الإقصاء والتمييز والاستخفاف بكتابة النساء وتجاهلها ، ودون إدراك لما تفعله مثل هذه المواقف من تعزيز " لوحدانية الصوت المتنفذ ....وإعاقة النسـاء عن التحـقق عبر كتابة نصوصهن ، كما يعيق تطور المجتمع عبر كبحه للتعددية فيه " (5) ، باعتبار أن عدم الاعتراف بهذه الخصوصية المحتملة يعيق التعرف عليها ، ويعيق محاولات بحثها واستجلاءها وتطويرها. من الضروري إيضاح أن هذه القراءة تتبنى مفهوم خصوصية أو اختلاف كتابة النساء ، وخصوصيتها ليست كـ " امتياز بل ميزة " (6). وهي خصوصية قائمة على الحق في الاختلاف والمساواة أيضاً ، فالاختلاف ليس معياراً قيمياً .
يتبع
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: شبالات معطرة : فصل من كتاب ( بعض من رذاذ النيل ) (Re: الجندرية)
|
من البديهي أن إنتاج النص وقراءته تؤثر فيها وبشكل حاسم الخلفية الثقافية للإنسـان ( منتج /ة و / أو قارئ / ة ) ، وبالتالي يؤثر فيها الجندر باعتباره يتشكل من البنى الثقافية ، ويسهم في تشكيل هذه الخلفية ، فالتمايز موجود على المستوى الاجتماعي الثقافي ، وعلى المستوى الوجودي " إن الشرط الفيزيقي المادي للمرأة كجسد . هذا الوضع هو الذي يبرر أن نفترض وجود لغة داخل النصوص تكتبها المرأة . يلتقي الكاتب والمرأة الكاتبة في اللغة التعبيرية واللغة الأيدولوجية لكن هناك اللغة المرتبطة بالذات ( ببعدها الميتولوجي ) من هذه الناحية يحق لي أن افتقد لغة نسائية ، فأنا من هذه الزاوية لا أستطيع أن أكتب بدل المرأة . لا أستطيع أن أكتب عن أشياء لا أعيشها . التمايز موجود على مستوى التميز الوجودي . أنا لا أستطيع أن كتب بدل الرجل الأسود المضطهد " (7) .
تشكل مساهمات الشاعرات حوالي ربع عدد النماذج المنشورة في هذا الكتاب ، و تبلغ ثلاثة عشر نص من إجمالي أربعة وخمسين نصاً ؛ وضآلة نسبة هذه المشاركة رغم الطريقة العشوائية في اختيار العينة ـ والتي اشرنا إليها في المقدمة ـ تشير إلى ضآلة مشاركة النساء في الإنتاج المكتوب ، فتاريخ ممارسة النساء للكتابة حديث نسبياً ، ولعهود طويلة كان " القلم أداة ذكورية " ( ، وقد رصدت الدكتورة إلهام أبو غزالة في ورقتها التي اشرنا إليه سابقاً ، عشرة أسباب لضعف إسهام النساء في الإنتاج المكتوب هي : "1- حرمان المرأة التاريخي من تعلم الكتابة والقراءة . ولم يكن حرمانها هذا فقط بسبب من الأوضاع السياسية التي طويلاً سادت المنطقة العربية ، وحرمت النساء من تعلم القراءة والكتابة ، ولكن كان أيضاً بسبب من وجود منظرين لوجوب حرمان المرأة من تعلم هذه التقنية واستخدامها . 2- حرمان النسبة الأكبر من الرجال من التعلم حتى الماضي القريب ، مما أدى إلى طغيان الفكر النمطي ، غير العلمي ، حول المرأة ، وحول خروجها للمجال العام ، بما في ذلك الموقف من تعلمها القراءة والكتابة وإنتاجها لنص من صنعها . 3- ربط المرأة بالبيت وبالأعمال المنزلية مما يعني قضاءها معظم الوقت بتلك الأعمال من جهة ، وعدم انفتاحها على مجريات الأمور داخل المجتمع من جهة أخرى ، وعدم وجود وقت لديها للكتابة من جهة ثالثة . 4- جدّة معرفة المرأة العربية بتقنيات الكتابة ، واللغة الفصحى أداتها . 5- عدم مشاركة المرأة في " صناعة " اللغة الفصحى ، والتي طويلاً كانت من "صنع" الرجل بحكم موقعه في المجتمع مما أدى إلى تغريب المرأة عن أداة الكتابة ، أي اللغة الفصحى . 6- تاريخية وجود " نمط " في أسلوب الكتاب وتركيب النص أوجده الرجل . ولم يكن للمرأة دور في تشكيله وهذا أيضاً أدى إلى تغريب المرأة عن بينة النص المكتوب . 7- اضطرار المرأة الكاتبة للتوجه أثناء كتابتها إلى القارئ الرجل ، وليس إلى المرأة القارئة بسبب من ظروف المرأة التي ذكرت أعلاه . وهذا يستوجب منها إما استخدام" نمط " الرجل اللغوي والنصيّ في الكتابة ، أو الصمت . 8- عدم اعتراف المجتمع بعد بقدرة المرأة على الإنجاز في المجال العام ـ والكتابة إحدى أشكال هذا الإنجاز ـ والعمل على الحط من شأنه عندما يتحقق . 9- عدم اعتراف المجتمع بأحقية المرأة في تشكيل نص مختلف عن النص الذي أنتجه وينتجه الرجل. 10- استبطان المرأة لرأي المجتمع بعدم قدرتها على إنتاج " النص " المختلف والجيد . وهذا يعني وقوفها عاجزة عن إبداع خصوصيتها في النص من جهة ، وميلها لتقليد النص " النمط " أي نص الرجل من جهة أخرى " (9) . يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شبالات معطرة : فصل من كتاب ( بعض من رذاذ النيل ) (Re: الجندرية)
|
سأحاول استقصاء تميز كتابة الشاعرات التي حوى الكتاب نصوصهن ، من زاوية القراءة التي ابنتها سابقاً ، للتعرف على الاختلاف والتميز ومحاولة استجلائه ، دون إسباغ قيم الدونية أو التفوق عليه ، باعتبار أن الاختلاف ليس معياراً قيمياً ، وانطلاقاً من إقرار الاختلاف القائم فعلاً على المستوى البيولوجي والجندري ، وذلك في المفاصل التالية :
1. المرجعيات : ولجت النساء السودانيات قديماً إلى فضاءات الشعر من أبواب التقسيم الجندري للأدوار ، فبرزت النصـوص الشفاهية المرتبطة بهذه الأدوار ، كأغاني المهد ، أو الهدهدة ، وترقيص الأطفال ( الدقلشة ) ، المراثي والمناحات ، شعر الحماسة والتحفيز على القتال ، والفخر ( أغاني الحكامات ) ، الأهازيج التي تصاحب أداء الأعمال المنزلية من طحن وغيرها ، أغاني أفراح الزواج والختان ( أغاني البنينة ، العديلة والسيرة ) (10) ، الأهازيج التي تتوسل بالصالحين والأنبياء ، التي تؤديها النساء عند تعثر ولادة أحداهن ، وأغاني البنات ، تلك المعبرة عن حرمانهن العاطفي وإقصائهن الاجتماعي ، وغيرها .
و قد حاول البعض تفسير براعة النساء في بعض ضروب الشعر تاريخياً بأسباب بيولوجية وسيكولوجية تتعلق بطبيعة النساء ، كشعر المراثي ( المناحات ) مثلاً ، عندما حاولوا أن يرجعوا ذلك إلى أسباب سيكولوجية تتعلق بقدرة النساء على البكاء والتفجع ، وحاولوا ربط ذلك بطبيعة المرأة البيولوجية ، ناسين أو متناسين ، أن هذه القدرة إنما اكتسبت بسبب التنميط الجندري وثقافة المجتمع الذكوري ، التي تسمح للنساء بالتعبير عن مشاعرهن بالبكاء علناً دون إدانة ، وترى في ذلك عيباً منقصاً للرجولة ، وان براعة النساء الشعرية ، لم تنحصر في هذا الباب فقط ، وإنما في كل ضروب الشعر والسرد ، التي ارتبطت بأدوارهن الجندرية ، أي في ما أتيح لهن معالجته .
أسهم إنتاج شاعرات شمال السودان المشهورات والمعروفات من أمثال : مهيرة بت عبود ، شغبة المُرغمابية، بنونة بت المك ، زينب بت كنان ؛ وغيرهن من الشاعرات المنسيات اللائي لم يُقارب إنتاجهن ، في تشكيل الذاكرة الإبداعية للشاعرات السودانيات ، لا سيما شاعرات شمال ووسط السودان . ويظهر هذا الأثر ، عند معالجة غرض ، أو نمط شعري تداولنه الأمهات الشاعرات .
ففي استفادة من التاريخ الشعري النسوي لشمال ووسط السودان ، وفي انفتاح على الذاكرة الإبداعية ، التي أسهم في تشكيلها إبداع الأمهات الشاعرات ، يقترب نصا ( الرحيل ) لليلى عبد المجيد ، و( مناحة الصقيع ) لرقية وراق من أدب المراثي و (المناحات ) ، و يبين هـذا الاقتراب من عناوين النصين والعتبات الأخرى ، لكنهما يغادران الموقع التقليدي لنص الرثاء ( المناحة ) ، الذي يبكي أو يرثي شخصـاً محـدداً ويعدد مآثره ، ليرثيان واقع الرحيل ذاته.
ونلحظ توظيف نص ( امرأة لم يأتها الطلق ) لتماضر شيخ الدين ، لتلك الممارسة الطقوسية الشعرية ، التي تؤديها النساء عند تعثر ولادة احدهن في هذا المقطع : (وجاءت عرائس الوجد ، حوريات البحر ، يجددن الغناء أي جنين هذا أي جنين؟؟ أي دمع هذا الذي تسكبين أي رحمة لا تأتى إلي أم في نذر التكوين)
كما ستجـد نصوص ( أحبك ) لإيمـان ادم ، و ( غـواية مشروعة ) لإيمان أحمد ، و ( غيبوبة الشجرة ) لنجلاء عثمان ، و ( هذيان مترف ) لكلتوم فضل الله ، التي اتخذت من البوح ومخاطبة الحبيب موضوعاً لها ، مرجعيتها التاريخية في أغاني البنات ، فقد كانت هذه الأغاني ، متنفسهن في التعبير عن حرمانهن العاطفي ، وظلت شاعراتها يخاطبن حبيباً حاضر في وجدانهن ، لكنه مغيب اجتماعياً وممنوع عليهن الاتصال به ، ويعبرن في تلك الأغاني عن أحلامهن في الوصال .
السرد أيضاً ، أحد العناصـر التي شكلت الذاكـرة الإبداعـية للشاعرات ، فالحكـاية " ظهرت ونمت تحت الأغطية الدافئة والليالي المقمرة على ألسنة الجدات والأمهات وليست موهبة المرأة في الحكى عائدة إلى تكوينها البيولوجي بل عائدة إلى الظروف والأوضاع الاجتماعية التي عاشت المرأة في ظلها. وهي فن الكائن المقهور في سعيه للخروج من القهر للوصول إلى الحرية…" (11) .
وإذا كانت " الكتابة رجل و الحكي أنثى " (12) ، فقد اتخذت أولئك الأمهات والجدات من الأنماط الشفاهية للحكي و الحكاية وسيلتهن لقول ذواتهن ، لتقم الحفيدات فيما بعد بمزاوجة أنوثة الحكي وفحولة الكتابة في إثراء لنصهن الشعري ، فنلحظ المنحى السردي لبعض النماذج المنشورة ، وبالأخص في نصوص (الرحيل) لليلى عبد المجيد ، ( ألفة الغبار الفاتر ) لميرفت نصر الدين ، و( مناحة الصقيع ) لرقية وراق ، و( امرأة لا يأتيها الطلق ) لتماضر شيخ الدين بإشاعة جو القص والحكي داخل النصوص ، من خلال استخدم السرد بضمير الغائب كلياً ، كما في نص ( الرحيل ) ، أو إلى جانب ضمـائر أخرى لكن بغلبته كما في نص ( ألفة الغبار الفاتر ) ، وتوظيف بعض عناصر السـرد ، كالحـوار ، وتسمية الشخصيات ، في نصوص ( أحبك ) لإيمان آدم ، و ( غيبوبة الشجرة ) لنجلاء عثمان ، و (لماذا هذا النشيد ) لهالة عبد الله خليل ، كما أوضحنا في الفصل الأول من هذا الكتاب .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شبالات معطرة : فصل من كتاب ( بعض من رذاذ النيل ) (Re: الجندرية)
|
هوامش : (1) نمط من الغناء الفلكلوري السوداني . (2) نازك الأعرجي ، صوت الأنثى( دراسات في الكتابة النسوية العربية ) ،الأهالي للطباعة والنشر والتوزيع ، سوريا ، دمشق ، الطبعة الأولى ، 1997م ، ص(7ـ. (3)رشيدة بنمسعود ، المرأة والكتابة : سؤال الخصوصية / بلاغة الإختلاف ، أفريقا الشرق ، الطبعة الأولى ، 1994م ، ص 77 . (4) المرجع السابق ، ص 77. (5) إلهام أبو غزالة ، النوع الاجتماعي والكتابة ، ورقة غير منشورة ، مقدمة لمؤتمر الدراسات النسوية وتحديات القرن الحادي والعشرين ، صنعاء ، 12-14 سبتمبر 1999م . ص . 2 ، 11. (6) حاتم الصكر ، انفجار الصمت الكتابة النسوية في اليمن ـ دراسات ومختارات ـ ، مكتبة الدراسات والنقد ، اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ، الطبعة الأولى ، 2003م . (7) محمد برادة : نقلاً عن رشيدة بن مسعود ، مرجع سابق ، ص 93 . ( عبد الله الغذامي : المرأة واللغة ، المركز الثقافي العربي ، الدار البيضاء ، المغرب ، الطبعة الأولى ، 1996م ص 8 . (9) إلهام أبو غزالة ، النوع الاجتماعي والكتابة ص، مرجع سابق ص 2 (10) أغاني الحكامات ، البنينة والعديلة والسيرة ، هي أنماط من الأغاني الفلوكلورية التي اختصت بتأليفها وتلحينها وأدائها النساء . (11) هادية حسب الله : الكتابة النسائية : حرية أم رقصاً بالقيد ، دراسة منشورة بموقع سودانيز أون لاين (www.sudanesonline.com) . (12) عبد الله الغذامي : المرأة واللغة ، مرجع سابق ، ص26 .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شبالات معطرة : فصل من كتاب ( بعض من رذاذ النيل ) (Re: الجندرية)
|
أحسستك ....
أسماء الجنيد..
أحسستك أمان .. أحسستك أكثر .. معك خوفى يتلاشى يتبخر . يتوارى خلف جدرانك.. يتحطم يتكسر .. اراك شيخا وقورا .. توضأ بالمرؤة وتطهر.. تبخر بالبشاشة.. والسماحة وتعطر.. رتل كثيرا فصلى وكبر تنفس عبيرا معتقا وعنبر.. همس حديثا شريفا وبشر .. نبعه عذب نقى ككوثر ..
اراك طفلا بريئا تدثر.. وديع الملامح فى مهده تبلور.. فى حضن حسناء .. جمالها تسطر.. حنونة عطوفة .. درية كجوهر..
اراك عاشقا متيما.. تحرق شوقا وتجمر .. توسد حروفا.. تاجج حبا وتذكر.. معشوقة حورية .. فاتنة كمرمر.. تهادت امامه راقصة .. وسحرها تبختر .. كموجة عنيدة تلاعب .. تيارا تزمجر ..
ونسمة تغازل برقة .. غيوما فتمطر .. رزازا نديا.. بتربة خجولة تناثر .. تقبل بلهفة حنينة .. ذراتها وتخضر .. تفرد جناحها.. كبساط بالشوق ازهر.. تفتحت ورودا .. لناظرها تسر وتبهر ..
اراك ليلة قمرية .. فيها الوحي اشعر .. و ليلة صوفية.. فاح الذكر فيها واسكر .. ودوحة وارفة .. عودها تمخطر .. وثمر تساقط.. بقربنا تبعثر .. اراك سفينة ... تغوص فى اعماقنا وتبحر.. تسافر بعيدا .. تصارع موجا تهدر .. لدنيا عريضة .. مداها بحار وأنهر مداها بحار وانهر
خصوبة
إشراقة مصطفى
بلغت الأربعين وفانوس خصوبتي ينفد زيته ما عدت صالحة لأنجب الولد حامى القبيلة من حدد ميقات خصوبة حواء؟ اكتمي صوتك ولا تسألي أخفى عوراتك فبرتقال نهديك عورة وموسيقى صوتك عورة انتبهي غداً تصبحين من القواعد فما عدت صالحة لإنجاب الولد حامى القبيلة ولا المؤودة المحكومة بصرامة مواعيد الخصوبة
السودان 16.09.2001
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شبالات معطرة : فصل من كتاب ( بعض من رذاذ النيل ) (Re: الجندرية)
|
لماذا هذا النشيد
هالة عبد الله خليل
لماذا هذا النشيد ؟؟! أشدُّ … على الرأسِ عصابة الوجعِ الذي فتّتَ أغنيتي وبعثر شدو الحلم الصداح . اشدُّ .. على الذات شتاتي واحتمالات الرقص على رصيف الآن. الآن .. يشهد إنزلاق الأحلام على قشرة الكدر اليومي يشهد .. عرس النهايات إنتحار البدايات التي زملتك بالوجع دوزنتك بالأرق. الآن .. تلتهمه التفاصيل الرتابة لا جديد يضفي على الكون بهجة الترقب ها هي الشمس تكشف عورة المدينة التي أصاب الفقر شوارعها بالشعراء والمارة. ها هو يوم جديد يعلن بدايته أمي … تصنع لنا قليلاً من الشاي كثيراً من الدفء يلتصق مقعدها بحائط يحاول ( قدر القدرة ) الإحتفاظ بوقاره ها هي تدثر خطانا بدعواتها الندية والوصايا الفقر لك السلام يا أمي أمنحيني .. رشفة من إنتماء ثدييك همسة من عصير شفتيك نظرة من نشيد عينيك وحضناً يدفيني وينفيني .. إلى حيث معركتي وإنتشاري الشوارع الممرات لافتات الكوكاكولا بائعات الشاي جثث الشماسة الشحاذين .. يا إلهي .. كرنفال قميء يجري في أوردة المدينة التي لم تفرغ بعد من تكوير ( سفة ) من الإحباط الجيد على شفاهها المترهلة وما بين الأزقة المظلمات يستمد الحزن ذاته يمتطي صهوة قلوب الحالمات يعلن إحتلال الذاكرة ويشيد مملكة للنشيد المر وإنكسار الأغنيات آهــ .. آهــ .. يا هذا الزمن النزيف أكمل إستدارتك فينا وبشِّر بفاتحة الغناء الصمت وأعلن في المدن الرماد: المجد للكهنة والنار المقدسة المجد للتصفيق للعمامات السحاب للهويات المسخ المجد للباعة المتجولين حملوا القضية بخسة في صناديق من شبق وتصايحوا عالياً : ( علينا جاي ) المجد لهم جميعاً إذ كانوا يدركون جرح الآن حينما شيدوا على مجدك مراحيضاً طلوا جدرانها بالعبارات البذيئة وأفرغوا فيها ما شربوه في صحة من فض بكارة الحبيبة المجد لهم جميعاً حينما تغنوا بعشقك عالياً تشهد كل الشقراوات اللاتي يحملن أسبريناً يشفي الحنين إليك المجد لهم جميعاً حينما مشوا طريقك المشوّك بالتوجس تشهد أحذيتهم اللامعة وإحتشادنا بالفجيعة متى ؟؟ متى نشدُّ وتر المسافة ونغسل بالغناء ملوحة الحناجر الصديد لنغنيك عالياً بحجم الجرح ولون الشمس وطعم البرتقال ؟؟؟ خذ من الحزن النبيل ما يضمد خطوك ومن عيني يمامة عتادك وإقرأ على الأشجار وصية القرشي قبل أن تنكره حمرة دمه والقصائد أيا مداد البحر أصبر سطر كلمة الله الأخيرة وأذن في الناس بالحب يأتوك أنشودة تعطي الأفق لون البرتقال وطعم الدهشة الأولى وما بين التوازي والإلتقاء يطل وجه الحبيب الإنتماء يمتشق الحروف الضوء يرسم الخط اليوازي أشرعة الزيف والخوف المدثر بالتراتيل العتيقة والحبيبة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شبالات معطرة : فصل من كتاب ( بعض من رذاذ النيل ) (Re: الجندرية)
|
هذيان مترف
كلتوم فضل الله
لا.لا أعلم أن حبيبة لك من هذا النوع لن تجد لها مكاناً في هروباتك الهاربة ستبقي كفصل أول علمك التهجؤ . فاسمع نفسك بالإنطلاق... أسمع نفسك غنائك كضفدعة.. أسمع نفسك بكائك كجعجعة... أغني إليك رغم حماقة تحول دون توشحك هارباً إذن إني أرى فانتف بيدك الأخرى.. مد لي يداً أغازلها بما في الجبة ، ))ضباح)) ((......)) ((.....)) وحين أسألك عن (( بيت العجوز)) نضحك ، نضحك من خبث الجمل العارضة.. وعلى بيت العجوز أحمل الفانوس ، أبحث عن وهم يستعبدني على انهياري ما بين عينيك وهم ، تلبد إني قد اعترتني الحالة، دون ترسخك تحتي ، إني على حلم متلاشي ، تلبد دوني ...تلبد . اقتراح مخشوشن يصلب إرادته ، دون اعتباراً لما جرى ... ما جرى الماء يا حبيبي ما جرى الحل : أن أداعبك علي خيال ناقص ، ما جرى أن أقبل على تأجيل كل ما ذكره الناس سابقاً لأقدمني أولاً علي حفنة سمراء .. وأنسب تأففي ، اعتقد في جزيرة وقعت عليك "فانشل" من الماء خصلتك .. وتبرأ على محكمة تبرأ عني الأصدقاء ، على طقوسهم رجعوني ليعبدوا عاهاتهم ، نسبوني لبعضهم ، باستهزاء ... كآخر نكتة ، على هجر من أضلعي .. قف خارجاً ، انتظر، حتى آتيك برزمة ورق أكتب عليها عتقي صباحاً من أثر وهم عليق تجدني : كضجة دميمة على أعتاب قرية كناقل عن عدوى الطاعون أشمئز ... كغارق في تأملاته ... في عمى شيخوخة أتشبث بالرؤية . وهم : ((جغرافيا بطني لا متناهية في سريتها أخبيها من أسى حرفته اقتصاص الشريط )) . أو سأعرضها على الحبيب ليعلن عادياتها ، بطن إمرأة .. شخص شخّص اسمي على وجهي ، تحرقه الأكاذيب يمكنه إخراجي كما أخرج البحر القاسي أكذوبة أصلية تشقق حزني .. فكيف ألملم حزن متشظ لابثه نحو براءة يلصقك بها الأصدقاء حضوري بينهم يلغيني أنثى : مثل ميت تلغى أسماؤه ، ويسمى : النعش !! ضد المحبة المطلقة : رعونتهم الجافة كرعاع يعلمهم الزمن بعصاته ، ولا تعلمهم محبتي الحبلي بالوردة النازفة ، هطال هو الغيم ما بين انهياري على عينين عبّاده . يتساقط علي الجمال ، فاتعامد بمحبة . حتي أتساقط بمحبة ، فلأنني ما حدثتك يوما عن موسيقى عزرا إنها دائما خلفي ، وخلفي كل متداع . يزفني وفيما أنا أتداعى عليك ، لهذا تضعني أنثاي على حوض صدئ
______________________________________________
اليوم لم تعد السماء هي السماء لنا مهدي
الأمس كالعسل المصفى بنقاء الكبرياء والشمس نفس الشمس عانق ضوءها فيض الإباء اليوم لم تعد السماء هي السماء اكفهرَت وتعرَت وتبدَت احتجاجا و استياء ما بال وجه الأرض طمسته الدماء؟؟ مليون ميلاً من ثباتٍ وتحدٍ و انعتاقٍ ووفاء أضحت مقطبة لنا من فرط ما عمَ العبوس و صارت الدنيا شقاء **** أيكون حزب الله حقا من تكبَر و تجبَر و تحرَش كيف شاء؟؟ من سامنا العسف المذلًّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّ و شبَع الآفاق نيراً و اسوداداً و رياء من نسى أن الطواغيت المهيبة تحت أقدام الشعوب يكن لسطوتها انتهاء وانَ من يركع يقع من شرفة التاريخ و الأبطال و الأبرار و الماضين قدما كمضي الشهداء يأيها التاريخ صه فلرب همهمة تصير خلاصنا من كل داء وتعنَ ذكرى صمود جد باسل يوم الفداء ويعود صوت الرب نبض الحق مهدياً يدوَى في الفضاء وتعود دولتنا بتولا لم يواقعها البغاة و لم تدنس أو تساء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شبالات معطرة : فصل من كتاب ( بعض من رذاذ النيل ) (Re: الجندرية)
|
الرحيل ليلى عبد المجيد
إلى إبراهيم أحمد الحاج .. الفتى الطيب الذي قتله هاجس السؤال والرحيل
( أمام العربات تردد الرجال الطيبون ولكن كان عليهم أن يرحلوا إلى الأحياء والأموات .. الذين يغادرون الآن بلادنا الشاسعة السقوط ) ..
الرجال الطيبون .. يتركون البلاد وراءهم مثل نهر الرماد لا تنادي البيوت عليهم ، لا تفك النوافذ أزرارها خلفهم ، كي ترد لهم قبلةً في الهواء . يرحل الطيبون يجرجر وحلُ الخريف جلاليبهم وراءهم وتطوي خيول الرياح الطريق الطويل ، وتطوي الظلام القليل الذي لفَّ أسماءهم .. لقد آن أن يرحلوا فبالأمس أخفى الظلام مصائده في البراري ونام ويا ..... آهـ ، لم يكترث للشجر ، للمنازل كيف تهرول بين المسالك وكيف تبعثر قشرة طينها حولها ثم تبكي عليه وراء الغمام . وبالأمس لا شئ .. لا شئ غير الشوارع المعتمة والخرائب تنسج من صرخة البوم ثوباً من النوم .. لم يناموا قليلاً ، أولئك الطيبون ولم تهدأ الريح منذ المساء كأن نحيباً قتيلاً يميل وراء البيوت كأن فتىً طيباً .. لملمتْ أخته عظمه ثم غنَّتْ له ، فاستحال طيوراً تموت انتحارها وراء البيوت . لم يناموا .. لهم غابة الليل تهمس ، نادتْ بأسمائهم واحداً واحدا ثم راحت تغسل أطرافها بالغناء الحزين ولون الغسق ببطء الجنازات .. سار " التبلدي " تحت جناح الغروب الأخير ليقبع عند انحدار الطريق ومنذ قليل تفتت صوت الرعاة البعيد رويداً وحلّ السكون العميق .. لقد آن أن يرحلوا فالبنفسج اُفلتَ من بركة الدمع ودقّ فضاء المساء بقهقهة عالية والعذارى نسين الرسائل تحت الغبار والمدى في الحقول الصغيرة كان يثرثر والقمر يصغي .. ويبكي ، فقد أرهقته سنين الوقوف كأن الحياة انتظار . لقد آن أن يرحلوا .. فلم يبق غير العجائز في البلدة النائية ساحرات يجدلن شعر الظلام على شجر " النيم " ويقطفن بعض النجوم يقشرن أضواءها ويبكين في الطرقات مع الليل .. والريح .. والعربات ليلهم غامض ، ليلهم كان يسقط فوق الرصيف ويبكي ، وحيداً ، كطفلٍ صغير . لقد آن أن يرحلوا ، وحدهم ، أن يريحوا على راحة الصمت أحزانهم ، أن يسيروا فتسقط بعض الجراح التي أثقلتْ حملهم ، ويلقون السؤال :" لماذا؟" ** لماذا سيبكون آباءهم وحدهم ؟ لماذا تجف حكاياتهم في مصاطب تلك البيوت ؟ لماذا تنام حبيباتهم خلف بابٍ أصمٍ يظل يرجع دقاتهم خلفهم ؟. يرحل الطيبون بلا أصدقاء . بلا عاشقاتٍ يطرزن أسماءهم في الغبار . يرحلون ، لأن الحبيبات هجرن النهار، ودخلن ، قسراً ، زنازين الظلام . لقد آن أن يرحلوا . لا حقائب غير القلوب ، بها صففوا بعض ريحانهم بين أشياءها ، شارعاً مقمرٌ خلسةً ، زهرةً في كتابٍ قديم ، بها أفسحوا للحقول التي جرَّحتهم مكاناً ، بها فسحةٌ للغياب ، عتابٌ بها ، للنساء الصغيرات حين سيهدين للعربات قلائد شوك النواح وقد صففته الأيادي النحيلة في قمرٍ أوقعته السواقي على حضنها . تُرى ، منْ يسير هناك ؟ ومنْ يدخل الآن هذا الظلام وحيداً ؟ يحاول الفتى الطيب أن يحرِّكَ في شفتيه غناءً حميما .. قصيدةَ سحرٍ ، بها بلدةٌ يابسة *** فوق أسوارها علّقَتْ أمهاتُ البيوت الفقيرة شمعاً ، لئلا يغادر مستوحشاً ، أشعلتْ أمه شمعة ثانية ، أوقدتْ قلبها ، أحرقتْ شمعتين **** تُرى ، منْ يسير هناك وحيداً ، ومنْ أين يأتي الغناء الحزين ؟ لقد آن أن يرحلوا . ركبهم يرتعش ، والوجوم استراح على دربهم كان يصغي لأنفاسهم . رحلوا ، وهم يحلفون لوجهٍ حبيبٍ أن ترحالهم قد يطول . الوجوه الحبيبة تتبعهم مثل رمش العيون . بعد قليل ، سيقتلها شوقها للقاء قريب ، فتدرك أن النبات الذي يهجر الأرض لن يستطيع الإياب . 25 أكتوبر 1993
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شبالات معطرة : فصل من كتاب ( بعض من رذاذ النيل ) (Re: الجندرية)
|
ألفة الغبار الفاتر ميرفت نصر الدين
1/ أرضٌ ضالة المسافرون إلى الصحراء . الحرارة تلعق وجوههم . وأجسادهم ترغب في الظل . قيل لهم : الزيت كالرمل . ينزلق من خرق ثيابهم ... المسافرون إلى البحر . في أياديهم دلاء فارغة . قيل لهم : هنا تيار عذب . يحنو عليهم ... المسافرون إلى الجليد . يركضون عراة بين ميتتين . قيل لهم : مساؤنا دافئ . والبعوض رحيم بكم كانت لهم أحلام . تعبر حين تشاء . وحشائش مجدولة . تلف مسالكهم النائمة . الآن . في أعينهم الغائرة آثار لحياة ماتت هنا / ك . المساحات على راحاتهم تزحف صارخة . حركة أخيرة في أقدامهم . يخطون خطوة . ويتعثرون . ويشد بهم الغم إلى أسفل . حيث هياكلهم عيدان يابسة . .. لم يبق لهم غير مدن الظلال . نكباتها المألوفة كابتسامة . مرشوشة بالغبار الفاتر . .. ها هي مدنهم . ما ان يلمسوا أشكالها . حتى تسرق نسلهم . كقمر . .. ها هم . جاؤوا . من عراء الروح . وعراك المساءات . وكل لحظة يفقدون رعشة .
الزوايا متعبة . من فرط الوحدة . تردد أسماء خانها الموت .
هم في ارض ضالة . تقف كسكين حاد . كفيل بقتلهم . في الصباح يستيقظون . يفركون أعينهم .يفعلون تماما مثلما يفعل الكثيرون . هؤلاء الذين غيروا عاداتهم دفعة واحدة . وارتدوا الوحشة ... تتلاشى أصواتهم . وأبصارهم كقمر نصف مكتمل . الليل يهبط ويرتطم بظلالهم . يغيمون في الصميم . السحب لا تنقشع . يلعنونها وينامون . متسربلين بدمع السماء ... المدن المحاطة بأمواج الرحيل . رأت الصباح كدمية تركض في بساتين الرغبة . وتجعلهم يركضون ... مثل شتاء طويل . يدلق نعاسه في أفواههم . ويتركهم حيث الذكريات . قبل ان يحوموا بلا أجنحة . حول الضوء الأخير .
2 / ألمٌ مضاعف
وقفوا . يسدون الأبواب بأكتافهم المتخشبة . أطفأوا الشتاء . حدقوا بالنعاس طويلا . كان هذا ما تبقى في أجسادهم . تسلقوا أعمدة الشوق . فقط كانت قبضتهم باردة . صنعوا الانتظار . وجلسوا . ترك الدخان رائحة على ثيابهم . كانوا يترقبون أجساداً رحلت مع الفجر . وكلما غفوا قليلا فرغ الصبحُ من السعال .
من " مطار الخرطوم " إلى بيوتهم . ظنوا الجفن نجمة . في خضم الدمع السخي . قصدوا مقهى صغيراً . يرتشفون النيل " بقة بقة " . وراء ليل اعزل . في الخارج : قرقعة الشارع . وأضواء بليدة . هم في بلدهم أخيراً . الفكرة تبدد الوحشة . دائما كانت النجمة تبني أشرعةً في رؤوسهم : كلمات . خيوطاً . أمنيات . تغدو حبيبات الرمل رغبات . يخلطون جنونها بالشاي والسكر . .. على عتباتهم لمسوا الغيم . لم يكتفوا . فككوه . و بعثروه . في آخر الليل . باغتهم السقف بعَرَق .
كان لهم طيف . وكانوا حين يأوون إلى فراشهم . يتداخلون في نثاره . زرعوا الحدائق بنسيج من أوراق . ركضوا بينها . تركوها في الصباح . عندما عادوا إليها مساءً . كانت حجارة ...
تفرسوا بعقارب الساعة . خافوا ان يلدغهم الوقت . نفذ سائلٌ من رؤوسهم ولطخ المكان . اعتقدوا انه طائر يبحث مثلهم عن النيل . هذه الفكرة دبدبت إلى فوق . لتنموا خارجهم .
الكرسي جلسوا عليه . لتتحجر الرسائل بين أيديهم . وعندما رموا بأنفسهم بعيداً . تبدلت الكلمات . وبقي الكرسي في مكانه .
تقدموا مع السائرين . جعلوا الأشياء المتباعدة أليفة . وحين رفعوا أعينهم . وجدوها مغرمة بالأمس . وفطنوا إلى انهم قد جاءوا للرثاء . .. ظلت الأضواء تخفت في اكثر من مكان . وزعوا أمتعتهم . ولمعوا لولادة الليل . .. زائرون ربما . خلف هذه الجدران ذات الكوابيس . امتدا . كخط الأفق . من جذوع الأشجار صنعوا خزانة لأشياء كبرت معهم . وتضاءلت . سدوا الثقوب . أشعلوا نارا . بنوا إطاراً . لمدينة بحجم الليل .
كوستي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شبالات معطرة : فصل من كتاب ( بعض من رذاذ النيل ) (Re: الجندرية)
|
غيبوبة الشجرة
نجلاء عثمان
رأيتم ما يشبه النار ؟ ما يشبه الوردة طى ّ الوردة ولم تروها ؟
الطارئة بلا وجه قالت : اصف ُ المتاهة؛ أضلّ ُعن الوصف أضلّ ُعن المتاهة قالت : اصفُ نفسي ؛ اقول كل شيء عداي تملؤني قشوري وإتواري . قالت : وليس اكثر من أنني طارئة وبلا وجه ؛ ليس اكثر من خزف ٍ يعوي مما يـَخـِزُّ في القلب ْ عشبة ٌ طالعة في الليالي أورقت ْ وسَهـتْ .
الشجرة :
توضأ الطير في المعابد وسكت . نزحت العلامة لموكب العجمة وجاءتني غربتي تتفرق : في الأشياء لي ، في الرموز لدمى ، في الصراخ يعنّ ُ يعنّ ُ يعنّ : أقول الأشياء وأعنى أبوابها، أقول الصباحَ و أرمى شجرة تحلم بأختها ، أقول يديكَ يتجلى لها القتل. أقولُ العشبة وأومئ لِلحُـبّ . أقول الموسيقى ؛ غنائم البرق الملك . أقول الشتاء ذبائحـك الحية بسجادة الوجد. أين اختبئ من صوتي ؟ أين عنصرٌ يغشاك بالوهـَن ؟ أقول موتك وأرى شلال حيوات يُهدرُ أحوالي في أحوالك أين اختبئ ؟ في السطوع ؟ الحب ...جنة الفقيرة ؟
الفقيرة :
الملكيُّ الأزرقُ البعيد : أراك ولا تظفرني بك خشية تنجلي فأهـِنْ ، تتحقق فأهيم ، تسطع فأُحرق .كيف أُضـِلكْ بينما عليّ كعتمة على كنوز، تتعرف بي كالعتمة وأنت كنزي : أقول الحياة – أنت – وتتكشف اللغة – أنا – حشدُ فضةٍ نادمة تتعرق ويسيل.
وتهل
كأنك تبدأ أغنية الطارئ تشرق بك إنحائي ؛ أولد على يديك وأتبرعم أتبرعم بسرعة خشية يشغلني عنك ما يذكرني بك : يا دمى قبل الطعنة يا فضاء قبل جموحي ؛ علمتني وجهي في الوحشة في ما يُحجب ولا يغيب ما لا يكون فلا يقنط في الأجنة والطير وغفلة البركان ونجاة الدخان .
أبدؤك
أتولد وأشعُ أشعُ : ثـَـبـُـت النسق . المتاهة ُ أمي وأنت أمي .تولدتْ البارحة ُ؛ أنا عندها ؛ وشع منى ما لا اعرف . تولدتُ وأشعُ أشعُ ، أبحرتْ طيورك منى وما لا اعرف وأعياد ، وأنك ديدن أزيدُ عليه وأرعاه ، أُفتن به وأقله . خلتك فعنيتك وحظيت بك ولم ترضخ . رأيتك وفاتني وجهك تذوقتُ دمى على قميص حنانك وما خفتْ : جزعتْ أنحائي .أبقيتك فى سريـّـتي وألهمتني أن أفرح . أبقيتك في حظوظي ، أبراج الأيل الغريب الطعين ، حريته دمى مهدراً في النجوم الحليلة وقالت لي تربحين ، لك وحدك ما ليس لنا كلنا ، لك البيت والملح .وقالت المطارح : أنا لكْ ، أغفليني و اقصدي من سيبكى عليك فهو من آل قلبك و مما يليك. وألهمتنى أن أفرح .أبقيتك في الشوق قال تربحين الشوق كافة : فعرفتُ حرماني وعرفتُ الحرمانَ وبسطَ الغِلالة وطرحَ الأقواس وإذا رابح الشوق كله الشجر ، وسلّـمتْ فأنا كل شجرة بُـذرتْ وانـغـمرتْ وابـْـتـلّـت وكـمُـنـتْ وتجذرت وتفـلـقـت وأبدرتْ وفرعتْ وتسلمتْ وأورقتْ وأطلعتْ وقامت و أشجرت وعلت وتنسمت وظلت و،أنست الشمسَ والريحَ والطيونَ والسكونَ والفحيح َ والليلة َ وشدوَ أطيار غفلة محبين قيد حنان عوازلهما ، صلة َ النحل ونهلة َ الماء وما علا ودقّ في الركائز الهينة وما أسلمت به و ماتت عليه فهي الرابحة وهي الشوق وهي الكافة؛ صريعة الوالغ الشوق ، والبائن الشوق، الطارف الحاذق الصابر العصىّ النادم العميق الميت ما حاولته إلا نالها سأم الواقفة الميتة الوحيدة الحية المظلة للحجر القليل – قلبها – الشريد الأشهى وقد ُصدّ ومـُنع وانـفـتّ وعـُتم كأنه سرّ ؛ الناجي وقد نجا من فأس ٍ حطيب ٍ حبيب احتطبها واحرقها غير عارف ما احتطب وما احرق فأعادها للشوق كما كان وكما كانت ......
رأيتم ما يشبه النار ما يشبه الوردة طى الوردة ؟ ولم تـَروَنى ؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شبالات معطرة : فصل من كتاب ( بعض من رذاذ النيل ) (Re: الجندرية)
|
حوار مع الوطن المدار صفاء فقيري
يجئ العام تلو العام يا وطني وفي جنبيك مذبحة لسرب حمام فضاؤك مفعم هتن وفي عينيك ينبلج احتضار غمام عبيرك في دمي لحن و ما قلبي سوى وتر ملئ عبقك النسام ..... أيا وطني.. هراء..ذلك الأمل فكيف تكون في نفس التواقت يافع كهل? وهدبك يجتلي ضيم ومكتحل ايمضي العمر يا وطني بلا زخر? وان لفجوة التأريخ يملؤها صدأ الأيام فكيف على غد مبتور نتكئ وكيف يكون سجن الحق ترياق لسقم سام أيا وطني... أذيب الصمت في قلمي فهل حرفي سيصهر صمتك الدامي على شفتيك? ام حرفي سيعرج كل مدلولي لاستفهام؟ أيا وطني... يضيق الآن منعطفي.. وازفر ملء أنفاسي شجي الآلام ثراك القدس محتدم يحرق جوف خطوانا وغى وحمام يعاتب فينا ذاك الصمت ويسخر.. كيف نصغي الآن لحلم هام? أبيد الحلم تسويفاً واغرق في متاهات وديجور من الأوهام عيوني دوحة الأشجان ترسلها أهازيجاً.. تقبل نخلك الشماخ تشعلها تباريحاً فيشدو الورق أغنية يرددها صدى الآهات يلهمها إلى رسام فتغدو اللوحة الموحاة باهتة طلاسم لا ضجيج اللون يصقلها ولا اظلال تعكسها ولا الهام .... يمر العام تلو العام وما زالت على جنبيك مذبحة لسرب حمام ..... فقل لي صارخ جهراً وترجم سؤالي الثملا هل التدميل منتظر من الآتون في الارحام??
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شبالات معطرة : فصل من كتاب ( بعض من رذاذ النيل ) (Re: الجندرية)
|
اماني كل سنة وانت طيبة .. وعام مليان انجازات .. مررت سريعا بخلاصة مجهودك طيلة الفترة الماضية .. التحية ليك علي هذا العمل التوثيقي في حفظ مجموعة الاعمال .. والتحية لكل الاخوات الزميلات معنا في هذه المساحة .. مررت فقط مرور سريع .. لتأكيدي حجز نسختي المجانية
البوست ده لنك الحفظ بتاعو وين؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شبالات معطرة : فصل من كتاب ( بعض من رذاذ النيل ) (Re: الجندرية)
|
العزيز عباس وانت بالف خير شكراً على مرورك
*** الغالية هالة جوتة
يا سلاااااااام شكل السنة الجديدة بمبي سعيدة ان يكون بوستي اول مشاركاتك بعد الغيبة الطويلة *** علاء ود الحشا كل سنة وانت بالف خير وعافية يديك الفي مرادك ويحقق امانيك طبعاً نسختك محجوزة بس يطلع شيل الصبر سنة كدا قول لوووووووول بعد لنك الحفظ ما تخصصك غايتو الا الله السنة ينعم علينا بخفة المخ ونلقط الشغلة *** العزيزات والاعزاء جميعاً كنت ارغب في انزال الفصل كاملاً لكن احسست بطوله لذا توقفت ربما اواصل في انزال بعض العناوين هذا الفصل في بوست منفصل ام ترون / ترين اكمالها هنا على طولها ؟ هناك : * اللغةوظلالها الجندرية * سمات اسلوبية ( 1- العتبات : اغلاق المداخل . 2- التراكيب والصورة الشعرية . 3- المراوحة بين تكريس الذات وتغيبها ) * هموم جندرية ( ثيمات )
رايكن / م شنو ؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شبالات معطرة : فصل من كتاب ( بعض من رذاذ النيل ) (Re: Salwa Seyam)
|
الأستاذة الجندرية كل سنة وانت طيبة لا بد لنا أن نحتفل جميعاً بهذه الكتابات الجديدة لبنات من بلدي. أرجو تصحيح سطر من قصيدة مناحة الصقيع لرقية وراق حيث سقطت كلمة ووب بعد يا ناس وكلمة ووب كلمة مركزية في القصيدة وقد سقطت من النص طباعياً فيما يبدو فالكلمة ترن على مسامعك لا شك وأنت تنقلينها هنا وبدون ورودها تصبح جملة الرماد كالني يتيمة. تحياتي لعثمان والعيال ولكم جميعاً عام سعيد.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شبالات معطرة : فصل من كتاب ( بعض من رذاذ النيل ) (Re: الجندرية)
|
الأستاذة الجندرية
ما كل من كتب أجاد، ولا كل من صور أتقن.. ولا كل من فكر تمكن من نقل أفكاره بمثل هذه الطلاوة والجمال.. لقد جعلتني إنحني احتراماً للعبارة والرؤى والخيال والمواقف ولعل دهشتي وشغفي لما تكتبين أكبر دليل على تفردك في نقلنا إلى حيث تشاء كلماتك أن نكون... وشكراً كبيراً…
أشرف البشاري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شبالات معطرة : فصل من كتاب ( بعض من رذاذ النيل ) (Re: الجندرية)
|
2 . اللغة وظلالها الجندرية :
وضعت اللغة العربية المحكية في السودان ، كحال كثير من اللغات ( المحكية والمكتوبة ) ، حدود بين كلام النساء وكلام الرجال ، حتى صارت تلك الحدود بمثابة التابو ، ويحظر على الرجال استخدام مفردات مثل : (برِّي أو كُرْ علي ، أو أُووبْ ) ، أو غيرها من المفردات والعبارات والجمل ، التي تستخدمها النساء ، فاستخدامهم لها ، يعرضهم للتشكيك في هويتهم الجندرية ، ولن تنجو النساء بالمقابل من هذا التشكيك ، إن استخدمن المفردات والتراكيب اللغوية ، التي تخص الرجال ، فيحرم عليهن استخدام مفردة (أفو) ، أو عبارة (علي الحرام) مثلاً .
لم تكتف اللغة المكتوبة بهذا التقسيم الجندري للغة المحكية ، فانحازت للرجل كلياً. ولإنفراده بصياغة قواعدها رغم اشتراك المرأة في صنعها معه ، جعل المذكر هو الأصل ، وفتح الباب إمام تذكير المؤنث واسعاً ، برده إلى الأصل ، وجعل هيمنة الخطاب للمذكر وصيغه ، باعتبارات استغراق الجنس ، فالتذكير تعميم ، والتأنيث تخصيص كما يقول النحاة.
وفي الجدول التالي ، سنحاول التعرف على ما إذا كانت النصوص التي نقوم بقراءتها للشاعرات ، قد وقعت تحت سيطرة هيمنة اللغة الذكورية أم حاولت أن تحفر للتأنيث مجراه ، وذلك من خلال صيغ التأنيث والتذكير الواردة في الضمائر المستخدمة ، باستثناء ضمير المتكلم ، الذي يشترك فيه المؤنث والمذكر والذي سنتناوله ودلالات استخدامه لاحقاً .
النص الضمائر مخاطب غائب مفرد جمع مفرد جمع مؤنث مذكر مؤنث مذكر مؤنث مذكر مؤنث مذكر أحبك - 34 - - 4 12 - 2 غواية مشروعة - 33 - - 13 1 - - أحسستك - 7 - - 23 32 - - خصوبة 10 - - - 1 5 - - لماذا هذا النشيد 3 19 - - 15 27 1 14 هذيان مترف - 29 - - 15 21 - 10 اليوم لم تعد السماء هي السماء - 1 - - 15 14 - 1 الرحيل - - - - 47 36 9 49 ألفة الغبار الفاتر - - - 1 38 19 - 113 غيبوبة الشجرة 6 7 6 32 50 45 - - حوار مع الوطن المدار - 14 - - 10 20 - 1 مناحة الصقيع 1 - - - 6 2 - - إمرأة لم يأتها الطلق 9 19 - - 28 15 12 4
من هذا الجدول نلحظ ، أن ثمانية نصوص من إجمالي ثلاثة عشر نصاً ، لم يرد فيها أي استخدام لضمير المخاطب المؤنث وهي نصوص : ( أحبك ) لإيمـان ادم ، ( غواية مشروعة ) لإيمان أحمد ( أحسستك ) لأسمـاء الجنيد ، ( هذيان مترف ) لكلتوم فضـل الله ، ( اليوم لم تعد السماء هي السماء ) للنا مهدي ، ( الرحيل ) لليلى عبد المجيد ، ( ألفة الغبار الفاتر ) لميرفت نصر الدين ، ( حوار مع الوطن المدار ) لصفاء فقيري ، وإذا كان هذا التغيب الكامل لضمير المخاطب المؤنث في نصوص (أحبك) و( غواية مشروعة ) و( هذيان مترف ) ، و( حوار مع الوطن المدار) ، قد يجد تبريراً له في ما يمكن أن يسمى ( موضوع القصيدة ) ، باعتباره حوار مع الحبيب كحبيب أو كرمز ، فإن هذا المسوغ ، تفتقده بقية النصوص ، التي أقصت ضمير المخاطب المؤنث كلياً .
كما قد يفسر لنا ( موضوع القصيدة ) أيضاً ، غلبة استخدام ضمير المخاطب المؤنث في نص ( خصوبة ) لإشراقة مصطفى ، فهو نص يشاكس المفاهيم التقليدية ، التي أنتجتها الثقافة الذكورية ، حول التعامل مع المرأة كجسد له وظيفة محددة ، ويخاطب النص النساء ، بنفس صيغ مخاطبة المجتمع الذكوري وسلطاته لهن ، عندما يتنازل عن فكرة تغييبهن الكلية ، فيكون الخطاب آمراً ناهياً ما عليهن سوى الامتثال له : (اكتمي صوتك ولا تسألي أخفى عوراتك فبرتقال نهديك عورة وموسيقى صوتك عورة انتبهي غداً تصبحين من القواعد) .
خص نص ( مناحة الصقيع ) لرقية وراق ، ضمير المخاطب المؤنث بصيغة المخاطبة الوحيدة في النص ، وهي مخاطبة من مؤنث لمؤنث ، وتتناص هذه المخاطبة مع تلك العبارات ، التي تُساق في طقوس النواح والمناحات كـ " وا رمادك أو وا سجمك " إلى آخر العبارات ، التي تسوقها النساء عند مشاركة إحداهن النواح على فقدها ، والنص بكله ينفتح على التاريخ الشعري للأمهات الشاعرات ، في ما يخص شعر المراثي كموضوع شعري برزن فيه ، وفي فعل النواح كممارسـة نسائية وفقاً للتقسيم الجندري في منطقة شمال السودان : ( وقالت دمعة قبل ان تتجمد: ياغريبة الدار ماأعظم خسارتك!)
ويبين الجدول استئثار ضمير المذكر ( بصيغتي المفرد والجمع ) بنصيب الأسد بالنسبة لإستخدام ضمير الغائب ، فثمانية نصوص من ثلاثة عشر نصاً ، كانت الغلبة فيها لاستخدام ضمير الغائب المذكر وهي: ( أحبك )، (أحسستك) ( خصوبة ) ، ( لماذا هـذا النشيد ) ، ( هـذيان مترف ) ، ( الرحيل ) ، ( ألفة الغبار الفاتر ) ، ( حوار مع الوطن المدار ) .
ولكن استخدام ضمير الغائب المؤنث في نصي ( مناحة الصقيع ) و ( امرأة لم يأتيها الطلق ) ، كان أكثر من استخدام الصيغة المذكرة للضمير ، فهل يمكن أن يرشح هذا الاستخدام وعي باللغة ، أم أن ضرورات الموضوع الشعري هي التي فرضته ؟!!
وفي نص ( السماء لم تعد هي السماء ) ، لا يرجح التساوي في استخدام ضمير الغائب بصيغته المؤنثة والمذكرة ، أي تساوي فعلي في استخدام صيغتي ضمير الغائب المؤنثة والمذكرة ، فبإضافة ضمير المخاطب تكون الغلبة للضمائر المذكرة . وينطبق نفس الأمر بالنسبة لنص ( غواية مشروعة ) ، حيث أن استخدام ضمير الغائب المؤنث أكثر من ضمير الغائب المذكر لم يجعل الغلبة في استخدام الضمائر للصيغ المؤنثة ، فبإضافة ضمائر المخاطب المذكرة ، أصبحت الهيمنة للصيغ المذكرة .
ونلاحظ أحياناً عدم استخدام صيغة الضمير المؤنثة ، حتى عندما يقتضـي السياق استخدامها ، ولعل أبرز نماذج ذلك ، ورود الضمير (هم ) بدلاً عن ( هن ) في المقطع التالي من قصيدة ( أحبك ) لإيمان ادم : (وقصر الرشيد يضج يعج يكاد يضيق ورتل الجواري بوقت التمام ومسرور يبدي سروراً كثيراً إذا ما قضي بينهم في الخصام )
وترجح قلة استخدام الضمائر المؤنثة ، غياب الحساسية الجندرية ، تجاه اللغة وذكوريتها ، وإلا فكيف يمكن تفسير تماهي اللغة مع الهيمنة الذكورية على اللغة ، في نص ما يضج بالشعارات الرافضة ، لرؤى الثقافة الذكورية ومفاهيمها ، عن جسد المرأة ، أو الحب ، أو حرية النساء ..الخ ، حد المباشرة والهتاف.
ولأن اللغة ليست محايدة فهي تراقب وتعنف وتقصي ، أي تأخذ موقعها كسلطة ؛ فيبدو خص الرجل بالمخاطبة والتوجه اليه كقارئ ، كأنما يعزز فكرة أن القراءة ممارسة رجولية ، مثلها مثل الممارسات المتصلة بالتفكر والتعقل وغيره من الممارسات ، التي تسندها الثقافة الذكورية للرجل ، وتفترض غياب النساء عنها ، باعتبارهن ناقصات عقل ، إن لم يكن بلا عقل أساساً ، في تلك القسمة التقليدية المانحة العقل للرجال والعاطفة للنساء . وتعزز هذه المخاطبة أيضاً ، فكرة أن الرجل هو المركز في اللغة كما في الحياة ، فها هي اللغة تقصي النساء عن نصوص النساء ، كما تفعل كل مظاهر سلط الثقافة الذكورية ، عند إقصاءهن في المجتمع .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شبالات معطرة : فصل من كتاب ( بعض من رذاذ النيل ) (Re: الجندرية)
|
سمات أسلوبية : 3-1. العتبات : إغلاق المداخل
العنوان هو العتبة الوحيدة ، التي استخدمت في جميع نصوص الشاعرات ، واختارت ستة من النصوص ، الطريقة الأكثر شيوعاً والأكثر بعـداً عن التجريب والمغامرة ، باختيار المفردة ، أو الجملة الشعرية الأولى ، أو المتكررة في المطلع الشعـري الأول ، كنصوص : ( أحبك ) لأيمان آدم ، ( أحسستك ) لأسماء الجنيد ، ( خصوبة ) لاشراقة مصطفى ، ( لماذا هذا النشيد ) لهالة عبد الله خليل ، و ( اليوم لم تعد السماء هي السماء) للنا مهدي : أحبك : (أحبك أعني أحبك .. سواي يخبئ أني أحبك وأني أقر بما يعترينا)
أحسستك : (أحسستك أمان .. أحسستك أكثر .. معك خوفى يتلاشى يتبخر .)
خصوبة : (بلغت الأربعين وفانوس خصوبتي ينفد زيته ما عدت صالحة لأنجب الولد حامى القبيلة من حدد ميقات خصوبة حواء؟)
لماذا هذا النشيد : (لماذا هذا النشيد ؟؟! أشدُّ … على الرأسِ عصابة الوجعِ الذي فتّتَ أغنيتي وبعثر شدو الحلم الصداح . )
اليوم لم تعد السماء هي السماء: (الأمس كالعسل المصفى بنقاء الكبرياء والشمس نفس الشمس عانق ضوءها فيض الإباء اليوم لم تعد السماء هي السماء اكفهرَت وتعرَت وتبدَت احتجاجا و استياء)
أما نص (الرحيل ) لليلى عبد المجيد ، فيبدو اختيار مفردة (الرحيل ) ، كعنوان للنص وهي المفردة الأكثر تكراراً ، كأنه محاولة للإبراز ، أو التركـيز على (الرحـيل ) باعتباره ( موضوع القصيدة ) : (يرحل الطيبون يجرجر وحلُ الخريف جلاليبهم وراءهم) (لقد آن أن يرحلوا فبالأمس أخفى الظلام مصائده في البراري ونام) (لقد آن أن يرحلوا فالبنفسج اُفلتَ من بركة الدمع ودقّ فضاء المساء بقهقهة عالية)
(لقد آن أن يرحلوا .. فلم يبق غير العجائز في البلدة النائية)
(لقد آن أن يرحلوا ، وحدهم ، أن يريحوا على راحة الصمت أحزانهم ،)
(يرحل الطيبون بلا أصدقاء . بلا عاشقاتٍ يطرزن أسماءهم في الغبار .)
(يرحلون ، لأن الحبيبات هجرن النهار، ودخلن ، قسراً ، زنازين الظلام .)
(لقد آن أن يرحلوا . لا حقائب غير القلوب ،)
(لقد آن أن يرحلوا . ركبهم يرتعش ،)
(رحلوا ، وهم يحلفون لوجهٍ حبيبٍ أن ترحالهم قد يطول .)
اختارت النصوص السبعة ، المتبقية من نصوص الشاعـرات ، في النماذج المنشورة اقتراح جملـة شعـرية ، لم ترد في النص الشعري كعتبة لدخـول النص ، مثل : ( غواية مشروعة ) ، ( هـذيان مترف ) ، ( ألفة الغبار الفاتر ) ، ( غيبوبة الشجرة ) ، ( حوار مع الوطن المدار ) ، ( مناحة الصقيع ) و ( امرأة لم يأتها الطلق ) . لكن غلبة الاستخدام لصيغة شبة الجملة والتعريف ( بـ أل أو بالإضافة ) ، وهي صيغة لغوية كثيرة الاستخدام ، عند عنونة النصوص الشعرية ، جعل هذا النمط من العنونة ـ أيضاً ـ يتسم بعدم الجرأة ، في التعامل مع عتبة العنوان ، ويقع في العادي والسائد المتكرر.
تكاد نصوص الشاعرات تخلو ، من العتبات الأخرى ، باستثناء العنوان ، فجميع النصوص تخلو من التنصيص ، واحـتوى نص واحد فقط على إهـداء وهوامش ، هو نص ( الرحيل ) ليلي عبد المجيد ، ولم يتم استخدام العناوين الفرعية ، إلا في نصي ( ألفـة الغبار الفاتر ) لميرفت نصر الدين ، و ( غيبوبة الشجرة ) لنجلاء عثمان ، وهي عتبات سبق لنا الوقوف عندها في الفصل الأول من هذا الكتاب.
نلاحظ في معظم هذه النصوص إغلاق مداخلها ، وذلك في ابتعاد عن الاهتمام بالعتبات النصية ، الذي يعد أحد سمات الكتابة الحديثة ، وهذه السمة بالإضافة إلى الانكشاف المضموني ، لعدد من هذه النصوص ، والمباشرة ، واللهث وراء التقفية ، تشكل انحيازاً للنمط التقليدي في الكتابة ، و تتحاشى التورط في المغامرات الأسلوبية ، و التجريب الشعري ، أو الانفتاح الجريء على الكتابة الحديثة ؛ في اتفاق للملامح هذه الكتابة ، مع نمط السلوك النسائي ، المطلوب اجتماعياً ، وفقاً لعمليات التنميط الجندري .
ترشح من اختيار عتبات النص والتعامل معها باعتبارها موجهات قراءة ، الثقة في القدرة على توجيه القـارئ /ة أو الاقتراح عليه / ها ، وتمثل سلطة للنص ، ولاختيارات منتجه / ها ، على القارئ / ة ، وهي ثقة اكتسبتها نصوص الرجال ، من الخبرة الطويلة في ممارسة الكتابة ، وفي التمرس على ممارسة السلطـة بكل تجلياتها ، وبالطبع هذا أمر ، أقصت عنه النساء طويلاً . كما تتجلى في التعامل مع العتبات ـ أيضاً ـ الجراءة ، على ارتياد الجديد وتجريبه ، وهذه صفة رجولية ، وفق عمليات التنميط الجندري في مجتمعاتنا ، وبتشجيع إضافي للرجال ، على التجريب والتعلم منه ، مقابل تخويف وتحذير النساء منه .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شبالات معطرة : فصل من كتاب ( بعض من رذاذ النيل ) (Re: الجندرية)
|
3-2 التراكيب والصور الشعرية :
تحت هذا العنوان يمكن ملاحظة أكثر سمات كتابة النساء خصوصية ، فسنجد صوراً شعرية وتراكيب لغوية شديد الالتصاق بممارسات جندرية ، مصنفة ضمن الممارسات النسائية ، وأخرى لها علاقة بالخبرة البيولوجية للنساء .
ففي نص (أحبك ) لإيمان آدم : (وأني إذا أرتاع حبي .. أعفر بالترب جل الرؤوس ) . نجد هذه الصورة قادمة ، من الممارسة الطقوسية في المناحات، في وسط وشمال السودان ، عندما تسكب النائحة التراب أو الرماد على رأسها .
و أما التعبير التالي في نص ( مناحة الصقيع ) لرقية وراق: (وهتفت ياناس على والف سجم يسربل فمى...) فيأتي من ذات الأجواء الطقوسية في المانحات والتراكيب اللغوية المستخدمة فيها .
وفي نص ( لماذا هذا النشيد ) لهالة عبد الله خليل نجد هذه الصورة لممارسة نسوية : (أشدُّ … على الرأسِ عصابة الوجعِ الذي فتّتَ أغنيتي ) فكثيراً ما نرى النساء وهن يعصبن رؤوسهن من الألم ، فهن الأكثر ميلاً للتداوي بطرق العلاج الشعبي :
وصورة كتلك الواردة في نص (الرحيل ) ليلي عبد المجيد : ( يرحل الطيبون يجرجر وحلُ الخريف جلاليبهم وراءهم ) تترشح للدخول في مجال رؤيا الأمهات والنساء بشكل أكثر وضوحاً .
و نص ( هذيان مترف ) لكلتوم فضل الله يقتنص ملاعبة الأمهات لأطفالهن / م ، ويأتي به في تراكيبه: (أغني إليك رغم حماقة تحول دون توشحك هارباً إذن إني أرى فانتف بيدك الأخرى.. مد لي يداً أغازلها بما في الجبة ، ))ضباح))* ((......)) ((.....)) وحين أسألك عن (( بيت العجوز)) نضحك ، نضحك من خبث الجمل العارضة..) وملاعبة الأطفال أيضاً ، تحسب ممارسة نسائية ، ضمن التقسيم الجندري لادوار الأمومة والأبوة في مجتمعاتنا .
وقد نجد صور ، تخلقت من المفاهيم السائدة عن جسد النساء ، ووعيهن بهذا الجسد ، والتعبيرات اللغوية ، عن هذه المفاهيم ، كتعبير ( سن اليأس ) مثلاً ، فها هو نص (خصوبة ) لإشراقة مصطفى ، يجعل منه موضوعاً له ، وتأتي هـذه الصورة الشعـرية النابتة من شجرته : ( وفانوس خصوبتي ينفذ زيته )
وفي نص ( امرأة لم يأتها الطلق ) لتماضر شيخ الدين ، نلحظ الخبرة الأنثوية في تجربة المخاض والولادة واضحة ، في تراكيب وصور في هذا المقطع : (خلصني من نبضك الطبل الضارب في نخاعي خلصني من صوتك الداوي في أرجاء روحي خلصني من اكتمالك داخلي ، فأنا بك أذوي واقترب نحو النهايات الحريق خلصني من فجيعة الحمل بك قالت تمدد هو كسهم، وافرد ساقيه الجنينيتين، في جداراتها المتمزقة، وتثاءب قليلا ونام ).
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شبالات معطرة : فصل من كتاب ( بعض من رذاذ النيل ) (Re: الجندرية)
|
3-3. المراوحة بين تكريس الذات وتغييبها :تباينت آراء الناقدين رشيدة بنمسعود ، وعبد الله الغذامي ، حول استخدام ضمير المتكلم ، فبينما ترى فيه رشيدة بنمسعود تمحور على الذات ، و معبر عن النزعة الرومانسية في الكتابة ، رغم اشتراكه في هذا الجانب مع كتابة الرجال ، إلا انه خاصية مهيمنة (أساساً) على كتابة النساء على حد تعبيرها (13) . يرى فيه عبد الله الغذامـي ، الصيغة اللغوية الأولى التي تتيح للنسـاء العبور إلى تأنيث اللغـة ، بقوله " إن استخدام الضمير الأول ( ضمير المتكلم ) يعني أن المرأة قد صارت ذاتاً وصارت ( متكلمة ) ويعني حينئذ تأنيث أول ضمـائر اللغة . وهذا حـرج لا يمكن تمثله في ظـل خطاب الخوف الأدبي " (14) .
وسنحاول من خلال الجدول التالي ، رصد استخدام ضمير المتكلم ، ومقارنته باستخدام الضمائر الأخرى ، في نصوص الشاعرات المنشورة ضمن نماذج الكتاب ، في محاولة للتعرف على ما إذا كان هذا الاستخدام ، محاولة لتأنيث لغة النص ، والخروج على (خطاب الخوف) كما اسماه الغذامي ، أو امتثالا له ؛ أم أنه مجرد غرق في النزعة الرومانسية وتمحور حول الذات ، كما تقول رشيدة بنمسعود .
النص ضمير المتكلم مخاطب غائب مفرد جمع مؤنث مذكر مؤنث مذكر أحبك 80 4 - 34 4 14 غواية مشروعة 30 3 - 33 13 1 أحسستك 9 2 - 7 23 32 خصوبة 4 - 10 - 1 6 لماذا هذا النشيد 12 8 3 19 16 41 هذيان مترف 58 2 - 29 15 31 اليوم لم تعد السماء هي السماء - 4 - 1 15 15 الرحيل - - - - 56 85 ألفة الغبار الفاتر - 1 - 1 38 132 غيبوبة الشجرة 88 3 12 39 50 45 حوار مع الوطن المدار 19 4 - 14 10 21 مناحة الصقيع 10 - 1 - 6 2 امرأة لم يأتها الطلق 18 - 9 19 40 19
ومن الجدول نلاحظ أن استخدام ضمير المتكلم ، قد جاء اقل من استخدام الضمائر الأخرى من مخاطب أو غائب ، في سبعة نصوص هي : ( غواية مشروعة ) ، ( أحسستك ) ، ( لماذا هذا النشيد ) ، ( هذيان مترف ) ، ( اليوم لم تعد السماء هي السمـاء ) ، ( غيبوبة الشجـرة ) ، و( حوار مع الوطن المدار ) . ستة من هذه النصوص ، استخدمته في صيغتي المفرد والجمع ، واستخدمه نص ( اليوم لم تعد السماء هي السماء ) في صيغة الجمع فقط . فهل يمكن أن نقرأ قلة هذا الاستخدام كمحاولة لتغيب الذات ، والهروب من الرقابة المسلطة على أنا الأنثى ، مما يفرض عليها الاحتماء بضمير الجماعة ؛ ومؤشر لتراجع مكانة النساء في الثقافة العربية ، وقدرتهن على التعبير عن ذواتهن ، في النصوص الشعرية ، دون خوف من الرقابة ، مقارنة بما استطاعت أمهاتهن في العصر الأندلسي مثلاً تحقيقه ، حينما تمكنت شاعرة مثل ولادة بنت المستكفي من الجهر في أبياتها الأكثر شهرة ، التي خطتها وخاطتها على ثوبها بقول كـ : أنا والله أصلـح للمعـالــي امشـي مشيتي واتيه تيها وأمكن عاشقي من صحن خدي وأعطي قبلتي من يشتهيها
ويستخدم نصا ( خصوبة ) و ( امرأة لم يأتها الطلق ) ضمير المتكلم ، بنسبة أقل من الضمائر الأخرى ، ويشتركان في استخدامه في صيغة المفرد فقط ، و الجرأة التي تسم النصان في ابتكار الصورة الشعرية المنتجة من الخبرة الأنثوية وعلاقته بالجسد ، والانفتاح على التاريخ الشعري النسوي ، والتي سبق الإشارة إليه ، يرجح تأويل عدم استخدامهما لصيغة الجمع ، عند استخدام ضمير المتكلم ، إلى ثقتهما في قدرتهما على التعبير ، عن الذات الأنثوية دون حاجة لوجود محرم .
ونلاحظ ، اختفـاء ضمير المتكلم بصيغتي المفرد أو الجمـع ، من نص ( الرحيل ) لليلي عبد المجيد ، لكن من الصعب تفسير هذا الغياب ، باعتباره امتثال لخطاب الخوف ، من التعبير عن الذات المؤنثة ، فاختيار النص للسرد بضمير الغائب ، جعل من المناسب اختفاء ضمير المتكلم ، فلو أقحم هنا ، لخلخل ذلك بناء النص ، وأضعفه .
ثم يأتي نص ( ألفة الغبار الفاتر ) لميرفت نصر الدين ، في المرتبة الأولى ، من حيث قلة استخدام ضمير المتكلم ، فقد ورد ضمير الجماعة المتكلم مرة واحدة في النص : ( قيل لهم : مساؤنا دافي . والبعوض رحيم بكم ) . وهي صيغة تخفّت وراء صيغة الحوار ، في إخلاص للسرد بضمير الغائب ، ونص (ألفة الغبار الفاتر) يشبه في بنيته نص (الرحيل) ، فالسرد الذي شكل لبنة هذا البناء لم يسمح باستخدام ضمير المتكلم ، وفرض تخفي ضمير المتكلم ، بارتدائه صوت المسرود عنهم في المرة اليتيمة التي استخدم فيها عبر صيغة الحوار .
أما قصيدتي ( أحبك) و ( مناحة الصقيع ) ، فهما النصان الوحيدان ، اللذان استخداما صيغة ضمير المتكلم ، أكثر من الضمائر الأخرى ، وهما أيضاً نصان ، يمتازان بانفتاحهما على التاريخ النسوي الشعري ، وعلى الجراءة في ابتكار الصور الشعرية ، التي توظف الخبرات النسوية جندرياً وجنسوياً ؛ لكن وبينما نجد أن نص ( مناحة الصقيع ) تكلم بضمير المفرد المؤنث ، دون غيره ، في تحقيق لنزوعه النسوي ، وفي رغبة وقدرة على التعبير عن الذات المؤنثة ، نجد أن نص ( أحبك ) أقحم صيغة الجمع المتكلم ، دون مسوغ لحضور صوت الجماعة ، في نص هو عبارة عن بوح ومخاطبة للحبيب في معظمه.
إذاً ومن استعراض الجدول السابق ، نلحظ أن ، مقولة رشيدة بن مسعود ، بأن تكريس الذات ، هو خاصية مهيمنة على كتابة النساء ، تنفيها النصوص المنشورة هنا ، فاستخدام ضمير المتكلم ، في النصوص المقروءة ، لم يكن من الكثرة ، التي تعزز تلك الخاصية ، وعندما تم استخدامه ، لم يستخدم في تمحور حول الذات ، على نفس النسق ، الذي يتبين في كتابة الرومانسيين ، بل كان استخداماً ، يحاول أن يؤسس ، لتأنيث النصوص ، ويجابه ما اسماه الغذامي ( خطاب الخوف الأدبي ) ، بتعبيره عن الذات المؤنثة .
| |
|
|
|
|
|
|
الف مبروك (Re: الجندرية)
|
وأخيراً........ ... ... ... كل سنة وأنت طيبة... مشتاقين ياخ... مبروك الكتاب والانتهاء منه وألف مبروك لي لأنني قرأت منه أخيراً وما زلت أقرأ فيه ... وقلت: أعبر عن إعجابي بالتحليل وانتقاء النصوص وكل سنة (تاني) وانت طيبة وناس البيت وهبة بعافية .. تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شبالات معطرة : فصل من كتاب ( بعض من رذاذ النيل ) (Re: الجندرية)
|
4 . هموم جندرية
هل يمكن أن تكتب النساء ، دون أن تبرز معاناتهن ، كنوع مختلف في مجتمع ينظر إلى الاختلاف كمعيارٍ قيمي ؟
قد تطغى هذه المعاناة أحياناً عند الكتابة ، حتى تصل مرحل الصراخ والهتاف والشعارية ، فتظهر متجردة من لبوسها الفني ، وتسفر مباشرةً ، و تنكشـف وضوحاً حد التقريرية . وهو ما وصفه الدكتور حاتم الصكر بطغيان " النسوية النقابية " (15) في كتابة بعض الشاعرات ، ففي نص ( أحبك ) يهتف الصوت النسوي الشعري : (سآتيك سيرة بحبي وحنقي بطيشي ونزقي بدفئي وقلقي بصحوى وأرقي وكل رؤاي المثيرة فأخرق أدهش كل طقوس القبيلة وأكسر طوق الحمام لأنفي أن الحليلة تبقي الحليلة )
(وعزة حبي لأخذ ثأري وثار الحبيبات قبلي ) ( حذاري .. حذاري أن تمتهني .. حذاري أعيذك بالله من وهج ناري ومن غضبتي بعد فك إساري ومن صولتي بعد طول حصاري فلن تلقى عندي خنوع الجواري )
(أحبك .. لكن لن أنتظرك بداري فتي هاتنا .. هامساً لي .. تعالي سآتيك كي ما يكون الجواب سؤالي وأهواك لكن على كيف كيفي )
وفي مباشرة يصف نص ( هذيان مترف ) كيف يكون حضور الأنثى ، في جمع الذكور ( الأصدقاء ) : ( شخص شخّص اسمي على وجهي ، تحرقه الأكاذيب يمكنه إخراجي كما أخرج البحر القاسي أكذوبة أصلية تشقق حزني .. فكيف ألملم حزن متشظ لابثه نحو براءة يلصقك بها الأصدقاء حضوري بينهم يلغيني أنثى : مثل ميت تلغى أسماؤه ، ويسمى : النعش !! ضد المحبة المطلقة : رعونتهم الجافة كرعاع يعلمهم الزمن بعصاته ، ولا تعلمهم محبتي الحبلي بالوردة النازفة ، )
و بذات المباشرة ، يتناول نص ( خصوبة ) المفاهيم التقليدية ، التي أنتجتها الثقافة الذكورية ، حول التعامل مع المرأة كجسد له وظيفة محددة ، وبالتالي يفقد هذا الجسد قيمته متى ما عجز عن تحقيق تلك الوظيفة ، فابتدعت عبارات ( سن اليأس ) ، و ( القواعد من النساء ) اللائي يئسن من إتمام المهمة المنوطة بهن في مفاهيم الثقافة الذكورية ، ولان مطالب المجتمع الذكوري ورجاله من هذا الجسد تنحصر في مهمة محددة ، هي إمتاع الرجل وإنجاب البنين والبنات له ، فقد تبدت مفاهيم الملكية وحدودها وخصوصيتها وحرمتها ، فأضحت المرأة مجرد حرم للرجل ، وبالتالي يمنع اطلاع الآخرين عليه ، فغدا صوتها عورها كما جسدها ، ومن ثم ظهرت مفاهيم التقديس الزائف . ( اكتمي صوتك ولا تسألي أخفى عوراتك فبرتقال نهديك عورة وموسيقى صوتك عورة)
(غداً تصبحين من القواعد فما عدت صالحة لإنجاب الولد حامى القبيلة ولا المؤودة المحكومة بصرامة مواعيد الخصوبة)
ويتسلل الصوت المؤنث في نص ( غيبوبة الشجرة ) عبر حنجرة الشجرة ، ليشاكس ذات الفكرة التي شاكسها نص ( خصوبة ) عن إسكات صوت النساء : ( الطارئة بلا وجه قالت : اصف ُ المتاهة؛ أضلّ ُعن الوصف أضلّ ُعن المتاهة قالت : اصفُ نفسي ؛ اقول كل شيء عداي )
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شبالات معطرة : فصل من كتاب ( بعض من رذاذ النيل ) (Re: الجندرية)
|
5 . استلاف صوت الرجل: لأن ذاكرة النساء محتشدة بقصص ( شهرزاد ) ، التي تحكي لتسلي الرجل ، رغم نبل مقصدها وإنسانيته للنجاة ببنات جنسها ، وحكايات ( فاطمة السمحة ) ، التي لم تستطع العيش والنجاة ، إلا وهي في إهاب الرجل ، كما في الأحجية السودانية (16) ، فسنصادف كثيراً صوتهن ، وهو ملتبس بصوت الرجال وثقافتهم ، وسوف تكتب كثير من النساء ، ويحكين ضد أنفسهن ، وقد رأينا في بعض النماذج المنشورة ، كيف أقصت هيمنة اللغة المذكرة ، الضمائر المؤنثة عن كثير من النصوص ، وكيف أن بعض الصور والشعرية تجتر بتكرار ، معبرة عن صورة النساء في أذهان الآخرين ، بل أن هذه الأصوات ترى ذات الصورة عن أنفسهن ، فنجد مثل هذا الصورة عن الذات في نص ( احبك ) : ( بطيشي ونزقي بدفئي وقلقي )
(وما لي من الحب والزهو والضيق والإنفعال )
فها هي الصورة النمطية للمرأة المنفعلة العاطفية ، يعيد بثها صوت النص الأنثوي ، رغم عن كل هتافه المتحمس ضد ما يراه ضد أنوثته .
ويجتر نص ( أحسستك ) الصور النمطية ذاتها ، عن المرأة الجميلة ذات النعومة المرمرية ، المصونة المكنونة كدرة : ( اراك طفلا بريئا تدثر.. وديع الملامح فى مهده تبلور.. فى حضن حسناء .. جمالها تسطر.. حنونة عطوفة .. درية كجوهر..
اراك عاشقا متيما.. تحرق شوقا وتجمر .. توسد حروفا.. تاجج حبا وتذكر.. معشوقة حورية .. فاتنة كمرمر.. تهادت امامه راقصة .. وسحرها تبختر ..)
سيظل حلم أن تكتب النساء ذواتهن ، وليس انعكاس صورتهن في مرآة الذهنية الذكورية ، حلم ننشده كقارئات ، و يدمي أيدي الكاتبات ، بالنحت في صخرة اللغة و الذاكرة المصمتة على ذكورتها ، ليريننا إياه ، نصاً نسوياً منجزاً لغةً وصوراً وتراكيباً ومفاهيم ، بتكريس السمات النسوية ، التي رصدناها وابتكار غيرها ، وبانفتاح وتوظيف واستفادة أكثر من التاريخ الشعري النسوي ، وكافة الأنماط الإبداعية النسائية الأخرى.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شبالات معطرة : فصل من كتاب ( بعض من رذاذ النيل ) (Re: الجندرية)
|
تابع الهوامش :
(13) رشيدة بن مسعود : المرأة والكتابة ، مرجع سابق ، ص 94م . (14) عبد الله الغذامي : المرأة واللغة ، مرجع سابق ، ص 44 . (15) د . حاتم الصكر : انفجار الصمت ـ الكتابة النسوية في اليمن ، مرجع سابق . (16)أحجية سودانية ، تحكي عن فتاة هربت من أسرتها عند ما أعلن أخوها الفارس عن عزمه الزواج من صاحبة الشعرة التي عثر عليها ولو كانت أخته ، ثم تخلصت من الرجل العجوز ، الذي سخرها لخدمته بغرس شوكه على رأسه ، فانسلخ جلده ، وعاشت هي كرجل بعد ارتدائها ذلك الجلد ، حتى عثر عليها الشجاع ود النمير وتزوجها .
انتهى الفصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شبالات معطرة : فصل من كتاب ( بعض من رذاذ النيل ) (Re: الجندرية)
|
الاستاذة الجندرية
اولا كل سنة وانتي طيبة
شكرا لكي لانك اهتممتي بما اشرت اليه كثيرا ولم تلحظه بقية الاخوات ووجدت ردك لكني كنت مشغول شوية طبعا الحج دخل في العضم معانا في الشغل
حاطبع وامشي البيت اكمل الباقي واحتفظ به في حالة لم ترسلي لنا نسخة
شكرا لكي وانا فخور وسعيد لاني بلادي ما زالت بخير وان رفاعة انجبت
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شبالات معطرة : فصل من كتاب ( بعض من رذاذ النيل ) (Re: الجندرية)
|
شروق الغالية
دا بعض من رذاذ نيلكن والفخر انت لبستينا ليهو قلائد بانجازاتك الكل يوم بتطولنا متر في انتظار عودتك محبة
*** مامون العزيز
كل سنة وانت طيب يبارك في ايامك
بالمناسبة احب الف النظر إلى ان كل النصوص التي وصلتني قمت بنشرها فلم يكن هناك انتقاء ، حتى تلك التي بالكاد تغادر دائرة الخاطرة المقفاة الى فضاءات الشعر ، ولو صلني نص عمودي لما ترددت في نشره رغم ميلي الخاص لشعر التفعيلة وقصيدة النثر ، لكن ما احاول مقاربته هو المشهد الشعري التسعيني بكل ما فيه من تجاور لانماط الكتابة الشعرية ، وفي الفصل الاول المعنون ( بذور النثر تخصب حقل الغنائية ) كلام كثير حول هذا الامر .
تحياتي ومودتي وامانيّ بعام سعيد *** بلدي يا حبوب
الف شكر وارجو ان اسمع رأيك بعد الانتهاء من اخذ الشبالات تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شبالات معطرة : فصل من كتاب ( بعض من رذاذ النيل ) (Re: الجندرية)
|
الجندرية
لا اريد لهذا المرور ان يكون عابرا ولا أريد أن أمتدح فلا شهادة لي هنا فهي مجروحة ..
ما لفت نظري بقراءة عاجلة وقد ( ختفها ) د. بشرى الفاضلة ما سقطت سهوا من كلمة ( مفصلية حقا ) في قصيدة رقية وراق .. الرجاء تصحيحها ولو في هذا البوست ، فهناك قد سبق السيف العذل ..
وما وددت أن أقف عليه وجدتك أيضا اشرتي اليه ، وهو ( إلصاق ) القافية ( الغير ضرورية ) في بعض القصائد ربما جعلها تبدو فعلا بلا ستار وتكاد تتوكأ على عود ( مرن ) رغم العاطفة الفارطة في معظم ما جاء ..
ما أتيح لي من وقت سكبته هنا فقط ، وأرجو أن أعود لاحقا ( فالكتابة على الهواء ) صعبة شوية ..
تخريمة .. بدفع ليك سعر الكتاب ، مش لأني ما بحب الملح .. بس ( برضي ) ( بصنع ) في كتاب بس حايكون سعر غالي أوى ، عشان ما تجي تقولينا هذه بتلك وبرضو الكلام ليك يا المنطط عينيك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شبالات معطرة : فصل من كتاب ( بعض من رذاذ النيل ) (Re: الجندرية)
|
سلاماااااات اماني الوجة المشرق للسودانية بت البلد اللة يديك العافية....انا قريت جزء من الموضوع و اسا شايا معاي البقي البيت... الكتابة انيقة جدا ...والسلوب هادي ...والمعلومات مدروسة... احنا بنتونس معاك ساي قايلنك عادية الظاهر انك (سوبر)...غايتو السودان كسب كاتبة جميلة .. حا امشي اقرا البقي ولينا عودة...
بالمناسبة مشتاقين ...
ضياء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شبالات معطرة : فصل من كتاب ( بعض من رذاذ النيل ) (Re: munswor almophtah)
|
الرائعة جندرية تصدقي منذ البارحة وانا اتجول في هذه الكتابة ، وليت العالم بهذا الجمال لكنا مشينا خفافا ولغنينا لاشياء كثيرة اعتقد ان مناقشة هذه الكتابة تحتاج لوقفة وطباعة كل هذا على الورق وبما اني لن احصل على الكتاب قريبا فقد قررت التخلص من سلطة الشاشة وسأحمل اوراقي واستلقي لقرائتها وسأعود بما خرجت به من هذه الكتابة المفيدة لكي ودي وفي انتظار المزيد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شبالات معطرة : فصل من كتاب ( بعض من رذاذ النيل ) (Re: الجندرية)
|
لوي الف شكر على مرورك ارجو فعلاً ان تكون كتابتي ترياقاً للقبح هي ما نملك لمواجهته *** معتصم الف شكر وكل عام وانت بخير *** رحمابي
ياخ البركة في الشوفة عدلت نص رقية كماحسب توجيهك ود . بشرى قلت لي لابد بتنجرلك في واحد ما تكلمنا عنه لزوم التشويق والتسويق برضو نسختنا ( المدفوعة التمن ) احجزها ما تقول الا الطبعة التانية عيني باردة شايفة دروس ( المنطط عينه ) جابت نتيجة واخر شطارة منتظرة رجعتك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شبالات معطرة : فصل من كتاب ( بعض من رذاذ النيل ) (Re: الجندرية)
|
الأستاذ عاطف تحياتي شكراً لتشريفك البوست الفصل الاول طويل نسبياً وهو محاولة لتقصي اثر قصيدة النثر في النماذج المنشورة في الكتاب ولأن قرأته دون النماذج يضعفه كثيراً واجد من الصعب انزال النماذج كلها سارسل لك الكتاب وارجو ان تعفيني من المواصلة *** شمس الدين السنوسي وشكراً لمرورك
*** العزيز ضياء
شكراً للطيف القول وانشاء الله نكون عند الظن الطيب دا في انتظار عودتك بعد اكمال القراءة وحتكتشف انه كلامك عن ( سوبر وشنو ) دا مجاملة لطيفة ***
العزيزة اميمة الفرجوني الف شكر
الكتاب لم يصدر بعد ( تحت الطبع الآن ) ارسلي لي عنوانك وسوف ارسل لك نسخة عند استلامه وسنة سعيدة لك ايضاً *** الغالية ندى امين
طبعاً دعمك للاستقلال الجندري دا امر ما غريب عليك الف شكر على الكلام الطيب وطبعاً كلامك عن النشر صحيح ، كل السودانيين / ات مقلين في مسألة النشر دي النساء اكثر بالتاكيد السنوات الاخيرة شهدت بعض النشاط ارجو له الاستمرار محبة يا صديقة *** بنية العزيزة شكراً لمرورك وسنة سعيد لك ايضاً عن المواصلة راجعي ردي على الاستاذ عاطف عبد الله محبتي وكثير احترامي *** احمد يونس شوق السنين كيف يعني ما اتذكرت فاكرني جاني زهايمر؟ كيفك وناهد والعيال اهو نحن متابعين اخباركم مش ملاحظ ؟ فقط اندهشت بمشاركتك يبدو انك اشتركت في فترة غيابي عن البورد توصل تحياتك لتراث هالة وابو اللبن *** منوت ود امي الحِبيب سعيدة بأن البوست جلب لك قليل سعادة ومنتظرة رجعتك زي هلال العيد طبعاً نسختك محفوظة بس نستلم ( خيرك سابق ومغرق ) كل سنة وانت اجمل منوت في الدنيا والسنة الجاية رافل في بهاء الانصاف والمنوتات الصغار مالين علينا البيت
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شبالات معطرة : فصل من كتاب ( بعض من رذاذ النيل ) (Re: أبكر آدم إسماعيل)
|
عزيزتي أماني ، تحياتي. أحسست بفخر حقيقي وأنا أقرأ ثمرة جهدك في القراءة الحصيفة. كما أحسست بفخر آخر وأنا أقرأ أيضاً بعض نصوص الكاتبات السودانيات. من المؤكد إن منهج القراءة الذي تبنته هذه المحاولة يقترح أسئلة كثيرة على حوار ينبغي أن يتم إلا أن الفصل المنشور هنا في عمومه رصين وكافٍ لأغراض تقديم نصوص تتراوح بين التقليد والمجازفة الأبداعية خاصة وإنه لم يرشحها للدراسة في واقع الأمر إلا توفرها بين يديك. شكراً لك على إتحافنا بصوتك وأصوات من قرأنا لهم من قبل ولم نقرأ.
نعمان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شبالات معطرة : فصل من كتاب ( بعض من رذاذ النيل ) (Re: الجندرية)
|
الجندرية هذا السفر اهداني كامل البهجة
واعتليت به سامق الفرح حدالافتحار
لم اعتد الحكم من القراءة الناقصة لجزء من النص لكن جمال الفكرة والمضمون وانسياب التحليل في جزالة كانت دافعي للولوج وابداء فرحي
خارج النص : كتاب بهذه الروعة والحشد النسائي من رائعات بلادي لا اتوقعه ياتي لمكتبات الرياض الا بحشد من المحارم لذا اطلب نسختي إن امكن كوني بخير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شبالات معطرة : فصل من كتاب ( بعض من رذاذ النيل ) (Re: الجندرية)
|
الجندرية ووووووب علي انا كمان على هذا الابداع ، ولا اسم الكتاب ابداع والله ، اذهلتني النماذج التى اوردتيها ورغم اني قريت على الطريقة الفطسطرية علي قول الخواض ، ولكن دا فصل عايز ليهو سجدة ، ونرجو ان تمدينا بالكتامع الكاشف اخوي الرحمابي ، والحساب ولد .. واصلي حفرك واظن بعد الابداع دا مفروض الكل يراجع غياب الكاتبة والمبدعة السودانية فهذا زخم قادم وبقوة ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شبالات معطرة : فصل من كتاب ( بعض من رذاذ النيل ) (Re: الجندرية)
|
الاخ منصور عبد الله
Quote: إذا لم تكتب المرأة سوف لا ولن يقرأ الرجل وإذا لم يقر الرجل بكتابة المراة فما قرأ.... لا بل ضربت علية الأمية والهيمنة المبثوثة فى الأرث التراثى |
صدقت ولذا سنجاهد ( نساءً ورجال مستنيرين / ات ) لتفتيت صخرة الهيمنة والوصاية فدون ذلك سينكتم صوت الانسان الانسان فينا . وربنا يوفق الجميع الف شكر ****
العزيز أبنوس في انتظار عودتك على ( أحر من الغربة )
*****
الاخ شبشة
اشاطرك الفرحة بعودة أبنوس وفي انتظار عودتك الموعودة ****
العزيز معتصم الطاهر
وشكراً لحضورك اطمع في عودتك بعد اكمال القراءة
****
ابكر الغالي أي سماء تسع فرحتي بعودتك ولو كانت خاطفة
ستفتح الأبواب مصرعيها يا صديق ستفعل وإن تجاسرت على نداء السلام فسوف تقتلعها أمواج الحياة الهادرة دعنا نغرق في التمنى دعنا ومحبة وأشواق من هنا لهنااااااااك
****
العزيز نعمان اسعدني كثيراً حضورك منهج القراءة الذي تبنته هذه المحاولة يقترح أسئلة كثيرة على حوار ينبغي أن يتم ليته يتم ليته يتم حينها فقط سأشعر ببعض ما انتابكم من فخر محبة يا صديق الزمان الندي
*****
الاخ لؤي عمر
وانتقلت عدوى البهجة لي من بهجتك امنيات بان يصاب الجميع ساسعى لايصال نسختك حال ما استلم الكتاب الف شكر على حضورك وعلى لطيف قولك
****
العزيزة عشة الف شكر للمشاركة وأكيد سأرسل لك بنسخة وما بين الاخوات حساب تحياتي للعيال وبيرق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شبالات معطرة : فصل من كتاب ( بعض من رذاذ النيل ) (Re: عشة بت فاطنة)
|
إذا لم تكتب المرأة سوف لا ولن يقرأ الرجل وإذا لم يقر الرجل بكتابة المراة فما قرأ.... لا بل ضربت علية الأمية والهيمنة المبثوثة فى الأرث التراثى المعتوة والجيناة المتخلفة فالعقول هى العقول والقلوب تتسع عند النساء لتستوعب الآم الطلق وعذاب الرجل عفوا بعض الرجل فالمدرسة هى المدرسة والكتاب هوالكتاب وفك الحرف هو فك الحرف ..... تلك كتابات ناضجة ستحدث ضجة كتلك التى أحدثتها مراثى خناس وكتابات مى وفدوى طوقان وغادة السمان وانها لثمينة فى المضامين وفي التطريز والحياكة
بل لماذ لايري الوتد دائما الا بعد اكتشاف قدرتة
التوفيق والسداد
منصور عبداللة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شبالات معطرة : فصل من كتاب ( بعض من رذاذ النيل ) (Re: الجندرية)
|
العزيزة سماح سلام وتحياتي واحتراماتي عبرك للاستاذة سعاد
الكتاب بيد الناشر الان وهو وزارةالثقافة اليمنية اتوقع استلامه قريباً
عن المكتبة النسوية مافي زول / عبر / ت الاقتراح زاتو غيرك
شكراً لك وللاستاذة سعاد
*** عشة شكراً للدفرة
*** الاخ منصور شكراً للمساهمة مرة اخرى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شبالات معطرة : فصل من كتاب ( بعض من رذاذ النيل ) (Re: الجندرية)
|
الجندرية الف سلام
هل يمكنك تعديل عنوان "قطعتى" اللا امرأة لا يأتيها الطلق..ومش لم يأتها الطلق
طان يمكن ان اخبرك لهذا عندما ارسلتى لى المقدمة بينى وبينك لكنها فاتت على انا ايضا
لك عظيم اسفى على هذه الهفوة
واشد على قلمك الجميل ومقدرتك الهائلة على نبش الجمال من ركام الرتابة..واصلى ونحن نقرأ...
المحبة خالصة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شبالات معطرة : فصل من كتاب ( بعض من رذاذ النيل ) (Re: الجندرية)
|
العزيزة أماني قرأت الآن هذا الفصل من كتابك. وكنت أشعر بمؤشر سعادتي يرتفع كلما تقدمت في القراءة. فشكرا جزيلا لك على عطائك غير الممنون. وهذا الفصل ينطوي على وعد كبير بأن الكتاب سيكون فتحا جديدا في التأليف السوداني. لا أريد أن أقول التأليف النسوي، ليس من باب غمط الحقوق، بل لأني أشعر أن الرجال يحتاجون إلى كتابات النساء اكثر من حاجة النساء أنفسهن لكتابتهن. وهو قول مثير للجدل. وبعض الأقوال المثيرة للجدل، أو قولي أغلبها، أقوال حسنة.ما أقصده هو أن من يحطم الصور النمطية التي يكونها الرجال عن النساء، هن النساء أنفسهن. ولان تحطيم هذه الصور النمطية هو البوابة التي يتحول فيها الرجل إلى إنسان، تصبح كتابات النساء، بقدر ما هي كتابات متحررة من عقابيل الإستبطان، بوابات للتحرر الإنساني. التحرر الإنساني الذاتي للكاتبة، والتحرر العام للنساء القارئات، والتحرر الاعم للرجال القارئين. وبما أن موازين القوة في مجتمعاتنا يميل ميلا منكرا لصالح الرجل، فإن تحرير الرجال، من إغتراباتهم الروحية، يصبح جزء لا يتجزأ من تحرير المرأة من دونيتها في المجتمع. مقولة الإستبطان مقولة خصبة، وقد عمقتها كثيرا، وأعتقد أنك تستطيعين، بما لديك من المقدرات، أن تجلي جوانب كامنة منها، في الحياة الفكرية كلها. وثمة ظاهرة مضادة، نجدها عند الرجل، بطييعة الحال، وهي ظاهرة سحق الإنثوي في الرجل. هذا قول منكر في ثقافتنا ومثير للإشمئزاز عند الكثيرين: تقصد أن كينونتي الرجالية الصافية، بهاعناصر أنثوية؟ هل تقصد الإساءة والإستفزاز؟ ورغم الخوف من مثل هذه الإستجابات فإن الموضوع يجب جلاؤه بأكمل ما يكون الجلاء. كلما زاد حضور النساء في الفضاء العام، يجب أن يزيد بنفس القدر حضور القيم النسوية. هذا هو الموضوع، وإلا صار التحرر نوعا من الإلحاق، وقبول الدونية باعتبارها فضيلة عظيمة، وهذا ما حققه الترابي للمرأة السودانية. ونحن نؤسس لهذا الحضور، يجب أن نصون ما عندنا. ثمة قيم عظيمة أرستها المرأة، بمحض مركزية مكانتها في الوجود، حتى وإن كانت مهمشة في المجتمع، وهذه يجب ألا تضيع. قيمة الحب غير المشروط مثلا، قيمة المداخل السلمية للقضايا بدلا من الميل إلى السحق والتدمير، الذي يرجع إلى نوازع بدائية في الرجل، النظرة المتعاطفة بدلا عن " التحمير"، اناقة الطرح وعذوبة الإختلاف.. ألخ. فأنا أخشى أن نترك وراءنا ما نبحث عنه. وربما يكون هذا خارجا عن موضوعك بطريقة ما، ولكن يصعب في نظري تحليل الإنتاج الشعري، أو الفكري عموما، بدون تحليل هذه القيم التي ينطلق منها. فرحت كثيرا بالكثير من هذه النصوص، وأرجو أن تتمكن صاحباتها من المواصلة ومن نشر إنتاجهن، ولا شك انك بهذه الإضاءات تدفعيتهن في هذا الإتجاه. ننتظر الكتاب حتى تكتمل الصورة التي تشير هذه اللمحة العابرة بأنها ستكون باهرة. وأختم بأن احذرك من اللبننة التي لا ينجو منها كتاب لا يخضع للمراجعة الدقيقة. وإذا كان هذا متأخرا فأرجو أن تنتبهي له في المرات المقبلة، سواء في الكتب الجديدة أو الطبعات اللاحقة. لك كل الود وللأخ تراث وكل الاسرة خالص التحايا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شبالات معطرة : فصل من كتاب ( بعض من رذاذ النيل ) (Re: الجندرية)
|
استاذ الخاتم
اسعدتني جدا هذه المشاركة الدسمة وساعود لها تفصيلاً بعد الانتهاء من خبيز العيد لشخص بمثل استنارتك استطيع ايراد مثل هذا العذر دون ان اشكك في نجاتي من التريقة والاستهجان فكامل يحتفي بانوثته جدير بالصدق والمحبة تحياتي وعيد سعيد مقدماً
*** ود قاسم
كل سنةوانت طيب والف شكر على مرورك
نخلص من هم الخبيز والشربوت وراجعة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شبالات معطرة : فصل من كتاب ( بعض من رذاذ النيل ) (Re: الجندرية)
|
العزيزة امانى الجندرية اشكرك (و كل الكاتبات) على اقتسام كل هذا الالق معنا، (اريد ان اقرأ البوست برواقة)، و فخورة بهذه الكتابة المتميزة و بتحملك قعدة الكتابة الصعبة.
كم انا سعيدة بانتهاء الكتاب، اهنئك على صدوره، و اتطلع لقراءته و مع الاخرين/ات حاجزة نسخ من الان (مدفوعة دعما للاستقلال النسوى كما كتبت ندى) لكن الاهداء ضرورى .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شبالات معطرة : فصل من كتاب ( بعض من رذاذ النيل ) (Re: nada ali)
|
العزيزة أماني
أحييك على هذا المجهود العظيم والعمل الرائع ..
أحسست بفخر وأنا أقرأ بعض نصوص الكاتبات السودانيات.
مررت سريعا على بعض النصوص - واتمنى ان اعود بمهلة للقراءة المتانية.
ليست لي علاقة قوية بالشعر والنقد ولكن حسب تذوقى لفت نظرى نص الأخت إيمان أحمد
لانه تخطى التنميط الجندرى وأعنى هناالمرآة كمتلقية للقرار وليست صانعة له.
Quote: غواية مشروعة إيمان أحمد
في المرة الأولي: لتنظر.. معي.. إلي السحاب الذي.. يرسم.. أشكالا ولأحدثك.. عن همومي الكثيرة.. الكثيرة.. الكثيرة.. ....... سأخبرك.. بأني.. حزينة.. ولا أستطيع.. تقدير.. مدي حزني.. وبعدها.. سأطلقك.. عكس اتجاه التيار
وفي المرة الثانية: ستأتي إلي.. بنفسك أو ستتصل.. تليفونيا.. للسؤال عنك نعم هو كذا.. سؤالك.. عنك.. وليس عني.. تريد أن تعرف.. موقعك من الجمل.. ولكن القصيدة.. لم تكتمل بعد..
وفي المرة الثالثة: أسير.. بمحاذاة الريح كيلا.. أصطدم بها وأفضل الانحناء.. للعاصفة حتى تعدو.. وهي تضع رداءها.. في فمها منظرها.. لا يثيرني كثيرا وأعتبر.. أن هذه المرة انحناء يفضي بي.. إلي المرة الرابعة
وفي المرة الرابعة: أخبرك.. بأنك لا تناسبني وبقلبي.. أسف عليك إصرارك القاتل.. يكدرني ومقاييس فمك.. لا تعجبني شكل رأسك.. ينم عن الغباء لكنك.. تخلق هالة.. حول نفسك وأنا.. أسيرة هذه الهالة لو اني أعرف.. من أي غاز صنعت ل..........
في المرة قبل النهائية النهايات.. لا نحددها نحن فلنسترح جميعا .. من عطش الطريق صراعك.. من أجل البقاء وصراعي.. من أجل الإنسانية ممجوجة هي.. كلمات التعاطف فلنغير الموضوع.. إذن
في المرة النهائية: أتعلم.. إطالة أظافري مليئة هي.. بلحمك.. ودمك ووجهك.. كالمرآة المشروخة شرخها.. يشبه.. بيت العنكبوت ولكن.. بيت العنكبوت أجمل إذن.. شقوقها.. طولية ودماؤك.. تسيل علي وجهك ولا مجال هنا.. للتعاطف .......... فلتبتعد.. يا صديقي الحبيب ولتدخل.. في زجاجتك.. البلورية وعندما ألتقي بك.. في المرة القادمة لن أحاول.. لمسك بِيَدَي . |
و في إنتظار مزيداً من رذاذ النيل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شبالات معطرة : فصل من كتاب ( بعض من رذاذ النيل ) (Re: ابو مهند)
|
العزيزة أماني " الجندرية ":
استمتعت جداً وبفائدة حقيقية من قراءة هذه المقاربة الجيدة التي يبدو جلياً مقدار الجهد النقدي والتحليلي الراصد الذي بُذل فيها بعناية حريصة وإلمام واسع بتاريخ كتابة النساء الشعرية وذاكرة المجتمع ورصيده الوافر في هذا المنحى، إضافة إلى الإلمام بطرائق قراءة ساعدت كثيراً في تحديد وتقصي ومعالجة ومساءلة ما تودين طرقه ومناقشته من موضوعات متعددة وثرية عبر بنية هذه النصوص وذاكرتها الاجتماعية والثقافية، حيث تحرك هذا الفصل " شبالات معطرة " في مناطق عديدة من الحوار الثقافي ومساءلة النصوص بجهد مكثف ومركز لإضاءة وقراءة وتأشير مساهمة المرأة الثقافية عبر مراحل مبكرة في التاريخ الإبداعي والثقافي السوداني ضمن التحرك في تنوع وتباين هذا الفعل على مستوياته النصية والحكائية والإنسانية واللغوية ومحاولة مقاربة كل ذلك في إطار ما حاولت إنتاجه الشعرية عموماً من تحولات على مستوى كتابة النص الشعري وعلى مستوى الهموم الشعرية والينابيع التي ترفد حالة الكتابة كفعل إنساني لا يمكن فصله عن مجمل تراكمات واعية ولا واعية مشتغلة على مخيلة حية ومشعة في دورة خلق خيارات شعرية متعددة . فقط هنالك ملاحظة طفيفة يا أماني إذ قلتِ في جزء من متن القراءة : " ولم يتم استخدام العناوين الفرعية ، إلا في نصي ( ألفـة الغبار الفاتر ) لميرفت نصر الدين ، و ( غيبوبة الشجرة ) لنجلاء عثمان ، وهي عتبات سبق لنا الوقوف عندها في الفصل الأول من هذا الكتاب". حيث لم تتم الإشارة لنص " غواية مشروعة " الذي استخدمت فيه الشاعرة عناوين فرعية كالآتي " في المرة الأولى، في المرة الثانية، ...... في المرة النهائية ".
وحتماً ما قمت به يا أماني في هذا العمل بإجماله يمثل جهداً جديداً ومبدعاً في محاولة قراءة وتوثيق هذه النصوص وتقديمها في شكل كتاب من المؤكد يمثل إضافة حقيقية وجميلة للمكتبة الثقافية والإبداعية السودانية .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: Ustadha Amani (Re: الجندرية)
|
قال الجد بوصينا..........للأوفياء فقط
قال الجد بوصينا بعد ما سهى قالينا بوصيكم على باب السنط ينسد وقت ما تهب رياح الحقد بوصيكم على الاطفال تربوهم على الشقا فى هجير الصيف على قتل العذاب والخوف حروفكم تبقى للإشراق ولى زرع الطريق آفاق تقولوا الأم وقبل الأم تقولوا بلدنا تتقدم بوصيكم على حب الأرض والنيل على وصل الصباح بالليل وشدالحيل على حب البلد بلحيل على وصل الصباح بالليل بوصيكم
هكذا استهل الأستاذ الموسيقار محمد الامين المنصوري اول حصة موسيقى فى الثانوية واظنها الأخيرة كذلك ولكن سكنت تلك الكلمات فى نفسى منذ ذلك الحين لا بل ظلت تتاورنى كالضرس كلما ابعد فعلا او قولا عن حب الوطن فهى عندى كعازة فى هواك وكالملحمة ونحن جند اللة جند الوطن.... فهلا من اجلة نتسامى عن الصغائر واشباة الأشياء ولا أشياء ونواجة التحدي بوعى يتجاوزة لكم وللوطن الحب والتجلى
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شبالات معطرة : فصل من كتاب ( بعض من رذاذ النيل ) (Re: الجندرية)
|
الاستاذة اماني: لكي تحياتي ..علي هذا السفر الرائع ..
والذي يمثل دفعة جديدة ان لم يكن في نوعية الكتاب..
فعلي الاقل في التوثيق لبعض ما يكتب هنا
وها انتي قد اثبتي بهذا الكتاب امكانية اخراج العديد من المؤلفات
من هذالمنبر والتجمع الذي يمثل كل اهل السودان..
وهو 1000 شمعة اوقدت في عتمة الثقافة السودانية..
وفي إنتظارالنسخة -المدفوعة القيمة كما اسلفت الاخت ندي-
لكي ودي.. وتحياتي... وحتما من المستقرين بهذه الدوحة,,,,
| |
|
|
|
|
|
|
|