دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: استجلاء لبعض مفاهيم الجندر من خلال اللغة في : عرس الزين ضوء البيت ، مر (Re: الجندرية)
|
سلام يا الجندرية
ومرحباً بعودتك وعودة الجندرية التحليلية
كل ما توردينه هنا جديد علينا وبالتالى لا فرق فى كيف تنزلينه على البورد وزى ما المثل بيقول حلم الجعان عيش
من المراجع المهمة لأدب الأستاذ الطيب صالح مجموعة المقالالت الرائعة التى ظل ينشرها بالصفحة الأخيرة من مجلة المجلة ولأكثر من 10 سنوات وعدد حلقاتها 525 حلقة, هل لديكى نسخة منها؟ ربما يكون متوفراً ويمكن مبادلتها بنسخة من بحثك القيم عن الجندرية
مع التحية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: استجلاء لبعض مفاهيم الجندر من خلال اللغة في : عرس الزين ضوء البيت ، مر (Re: Agab Alfaya)
|
الأخ ود البلد شكراً لك اخي لكن لم اكن غائبة كنت حاضرة أرد على البوستات ما استطعت إليها سبيلا أعداد مجلة المجلة لدي عدد منها وليس كل المجموعة ولكن لم افهم كيف يمكن مبادلتها مع بحثي ؟ نورني نور الله عليك .
الأخ عجب الفيا اشكرك على المداخلة اتفق تماماً في ما ذهبت اليه حول اللهجة وضرورات الصدق الفني ، وما اوردته هنا لم يكن رأي الشخصي وانما رأي بعض النقاد الذين اطلعت على آراءهم، و من ضمنهم أستاذي الذي شرفني بالإشراف على هذا البحث الدكتور حاتم الصكر الناقد المعروف . وإن كان رجاء النقاش قد فهم تلك اللغة ووضع دراسته التي أشرت اليها فإن ذلك لا يعني بالتأكيد ان الجميع قد فعلوا . لم افهم ما قصدته بالمكانة الجندرية ونقيضتها للمرأة ؟ مريوم ونعمة حواء بت العريبي واخريات هؤلاء سوف اتناولهن بالتفصيل عند الحديث عن الشخصيات النسائية ، لكن اخي لست معنية باستنباط رأي الكاتب الذي يمكنني الوصول اليه مباشرة من خلال الحوارات والمقابلات التي اجريت معه ، وعندما اقوم بتفكيك الروايات التي ادرسها بأدوات الجندر اكون معنية أساساً بمعرفة مفاهيم واشكالات التمايز الجندري وكيفية معالجتها فنياً داخل الرواية أي في البناء الروائي نفسه لذلك اتناول المكان ، اللغة، والشخصيات وغيرها من عناصر البناء الروائي لأتمكن من قراءة الخطاب الروائي وليس رأي الكاتب فهو هنا لا يعنيني كثيراً مع عميق احترامي وكثير شكري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: استجلاء لبعض مفاهيم الجندر من خلال اللغة في : عرس الزين ضوء البيت ، مر (Re: hala guta)
|
الاخت العزيزة الجندرية ربما لاننى حديث العهد بمصطلح جندرية ،لذلك يبدو اننى لم افهم مقصوده،ظننت انك تقصدين به النظرة الحريمية للمراة.لذلك عندما قلت ان دراسة رجاء النقاش تدور حول المكانة غير الجندرية للمراة فى ادب الطيب صالح ،كنت اقصد؛المكانة غير الحريمية التى،كانت تلعبها شخصيات مثل ،نعمة ومريم وحواء بنت العريبى،فى روايات الطيب صالح ولكنى يبدو ان ظنى لم يكن فى محله،ويا رين لو نورتينى شوية عن مدلول الجندرة فى كتابات الاخت امانى عبد الجليل
فيما يخص القراءة،انا اعتقد كل مناهج القراءة بمختلف اتجاهاتها تكمل بعضها البعض ولا يوجد منهج يمكن ان يسنغنى بذاته عن بقية المناهج الاخرى.لذلك فان كل قراءة تكمل الا خرى,لذلك سعدت جدا بمنهجك التفكيكيكى فى القراءة وانا اؤمن بالقراءة الداخلية للنص،وان النص قادر ان يفسر ذاته بذاته اما فيما يتعلق بما يقوله الكاتب فى الحوارات المباشرة، فنحن لا ناخذ ما يقوله الكاتب عن النص لنحاكم به النص ،ولكن يمكن ان ناخذ ما يقوله الكاتب عن النص لنحاكم به الكاتب حاتم الصكر ناقد ادبى معروف وانه لشرف كبير ان يكون قد اشرف على رسالتك الجامعية،فالف مبروك،وهل كانت الرسالة عن اعمال الطيب صالح ارجو ان تحدثينا عنها
| |
|
|
|
|
|
|
Re: استجلاء لبعض مفاهيم الجندر من خلال اللغة في : عرس الزين ضوء البيت ، مر (Re: Agab Alfaya)
|
هالة جودة سعيدة جداً بمتعتك بس انا انتظرتك في بوست رقصة العروس وما ظهرتي ؟
الاخ عجب الفيا يمكنك الرجوع للبوستات التي انزلتها سابقاً عن الجندر ربما تضئ لك قليلاً ولا تعرف مدى امتناني لمشاركاتك انتظر ان اسمع رأيك في الجزء الخاص بالعتبات النصية والآخر عن المكان تهمني فعلاً ملاحظاتك اتفق معك حول تكاملية المناهج فهي تضئ النص من زوايا عدة احلم ان تفعل محاولاتي في القراءة ذلك اوافقك ايضاً حول مقاربة النص شخصياً لا اميل لمحاكمة النص من خارجة حتى لو كان رأي كاتبه نعم حاتم الصكر استاذي الذي اعتز بالتتلمذ على يديه اشرف على بحثي لنيل الدبلوم ا لعالي في الجندر وهو ذات البحث الذي انشره هنا على اجزاء عندما تشرفت بتقديمه في احدى الاماسي الثقافية قلت للحضور مازحة بان اصدقائي وصديقات في السودان سيموت من الغيرة عندما يعلمون انني اقدمه الان وان لي فرصة التواصل المباشر معه بعد ان كنا نموت ركضاً ولهثاً وراء اي كتابه له منشورة في مكان ما في ثمانينات القرن المنصرم تحياتي وبانتظارك اخي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: استجلاء لبعض مفاهيم الجندر من خلال اللغة في : عرس الزين ضوء البيت ، مر (Re: الجندرية)
|
الأخت الجندرية
سلامات
لدى نسخة كاملة ومجلدة لكل الحلقات التى كتبها الطيب صالح فى مجلة المجلة وكنت قد نسخت منها عدة نسخ أهديت واحدة منها للكاتب نفسه أثناء زيارة له لواشنطن فى رمضان قبل الماضى, وقد دهش أن يرى أن أحداً من معجبيه قد تمكن من جمع كل تلك الحلقات فى رزمة واحدة من الحلقة الأولى إلى الحلقة 525 إضافة إلى خطاب شكر رئيس تحرير المجلة له
ولقد تبقت لى نسخة واحدة فقط, ولأننى من معجبى كتابات الطيب صالح إذ تمكنت حتى الأن من جمع أعداد كبيرة من رسائل الدكتوراة والماجستير وكتب ومقالات التحليل لرواياته فيسرنى أن أقتنى نسخة من بحثك القيم كإضافة إلى مجموعتى المتنامية وفى مقابل ذلك سأرسل لكى النسخة الوحيدة المتبقية من تلك الرزمة والتى لم يتمكن أحد من جمعها حتى الأن, فما رأيك؟ يعنى مبادلة, ولا شك فى أنها مفيدة لكى كمتخصصة فى أدب أستاذنا الكبير
إذا راقت لكى الفكرة يمكن أن تتصلى بى على الإيميل مع شكرى وتقديرى في ما تقومين به فى الكشف عن مكنونات درر الطيب صالح
ودمتى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: استجلاء لبعض مفاهيم الجندر من خلال اللغة في : عرس الزين ضوء البيت ، مر (Re: Agab Alfaya)
|
ود البلد اشكرك على العرض الكريم واعتبرني خلاص حجزت النسخة الوحيدة بس اصبر علي شوية وبرسل ليك البحث كاملاً لاني الان اعيد صياغته بعد ما اخذت في الاعتبار الملاحظات التي خرجت بها من الحوار حوله هنا وفي اماكن اخرى
ود العجمي شكراً للمشاركة وبانتظارك
عجب الفيا اظن اننا لم نختلف حول ان المناهج المختلفة النصية او خلافها كلها تضئ النص من جوانب متعددة بانتظارك في بوست العتبات ومشكور مرة اخرى اخي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: استجلاء لبعض مفاهيم الجندر من خلال اللغة في : عرس الزين ضوء البيت ، مر (Re: الجندرية)
|
الاخ عجب الفيا تعرف ما قلته هنا عن البنيوية وعجزها عن إضاءة النص من داخله فقط اثرته عند تناولي لاحد نصوص الشاعرة اليمنية نبيلة الزبير وهو منشور هنا بعنوان الهوية الجندرية في شعر نبيلة أرجو ان تتمكن من الاطلاع عليه وتسمعني رأيك . تجدي دائماً اتسول الملاحظات والاراء ، هاجس ان زاوية القراءة جديدة ، وعدم توفر مراجع نظرية حولها ، تجعلني قلقة بشأن وصولها للآخرين / ات واعتقد ان الملاحظات تسهم كثيرا ًفي تعميق افكاري ، التي احياناً قد تكون فطيرة ومتسرعة . اجمل ما منحتني صنعاء هو لقاء جمليين / ات لم اكن احلم بلقاءهم / هن ناهيك عن الحوار المباشر واقامة صداقات ، يمنى العيد كان ضمنهم درست علي يدها كورس اسمه المرأة في اللغة والأدب اثناء دراستي للدبلوم ، وكتب عني ( خليني اتفشخر شوية ياخي ) عن الدراسة التي اشرت لك في الفقرة السابقة ( الهوية الجندرية في شعر نبيلة ) ونشرت ذلك في السفير وفي صحف يمنية لها محبتي واعزازي كله .
ود البلد شكراً يا سيدي على الكرم الحاتمي ، واتمنى ان يكون البحث يساوى فقد نسختك الوحيدة من مقالات الطيب صالح ، يعني ان شاء الله ما تطلع خسران في المقايضة دي تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: استجلاء لبعض مفاهيم الجندر من خلال اللغة في : عرس الزين ضوء البيت ، مر (Re: الجندرية)
|
الأخت العزيزة أمانى: تحياتى لك ولآل خالى جليل او كما يحلو لناس فريق قوى فى مناداتكم, ما يربو على 14 عاما لم نلتق فيها, رغما عن زياراتى الثلاث للسودان فى تلك الفترة, ولكن عزائ الوحيد هو ملاقة ابومهيار المتقطعة وكان اخرها فى يناير من هذا العام. لقد اعجبت لبحثك فى رؤيتك التى قد تكون اقرب للنقديه لروايات الكاتب الطيب صالح, لقد سكن الكاتب الطيب صالح فى اثناء دراسته الوسطى بمنزل شيخ لطفى, ولرؤيته لصالحى الديم اقتبس قصة عرس الزين, فلقد ذهب شيخ يوسف عريسالملاقاة ربه, فهنيا له ولكننا سوف نفتقد, وفهمت الجندريه واخرون, والمعذرة للغير. نعم صورة المرأة لدى الاخر/الرجل/ اذا كانت من منطلقات سماوية اوفلسفات ارضية, فهى من جنس الحريم, ولكن ليس هذه كلمة الله الأخيرة, فدعينى اقتبس لك ما قاله الرجل نصير المستضعفين فى الأرض, وعلى قمتهم المرأة, الأستاذ محمود محمد طه فى كتابه الرسالة الثانيه من الأسلام: عدم المساواة بين الرجال والنساء ليس أصلا في الإسلام
والأصل في الإسلام المساواة التامة بين الرجال والنساء، ويلتمس ذلك في المسئولية الفردية أمام الله، يوم الدين، حين تنصب موازين الأعمال. قال تعالى في ذلك (( ولا تزر وازرة وزر أخرى، وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شئ، ولو كان ذا قربى، إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب، وأقاموا الصلاة، ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه، وإلى الله المصير)) وقال تعالى (( اليوم تجزى كل نفس بما كسبت، لا ظلم اليوم، إن الله سريع الحساب)) وقال تعالى (( كل نفس بما كسبت رهينة)) ولكن الإسلام نزل، حين نزل، على قوم يدفنون البنت حية خوف العار الذي تجره عليهم إذا عجزوا عن حمايتها فسبيت، أو فرارا من مؤونتها إذا أجدبت الأرض، وضاق الرزق: قال تعالى عنهم (( وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم * يتوارى من القوم من سوء ما بشر به، أيمسكه على هون، أم يدسه في التراب؟ ألا ساء ما يحكمون)) ومن ههنا لم يكن المجتمع مستعدا، ولا كانت المرأة مستعدة ليشرع الإسلام لحقوقها في مستوى ما يريد بها من الخير، وكان لا بد من فترة انتقال أيضا يتطور في أثنائها الرجال والنساء، أفرادا، ويتطور المجتمع أيضا. وهكذا جاء التشريع ليجعل المرأة على النصف من الرجل في الميراث، وعلى النصف منه في الشهادة. وعلى المرأة الخضوع للرجل، أبا وأخا وزوجا.. (( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض، وبما أنفقوا من أموالهم)) والحق، أن في هذا التشريع قفزة بالمرأة كبيرة بالمقارنة إلى حظها سابقا، ولكنه، مع ذلك دون مراد الدين بها.
تعدد الزوجات ليس أصلا في الإسلام
والأصل في الإسلام أن المرأة كفاءة للرجل في الزواج، فالرجل كله للمرأة كلها، بلا مهر يدفعه، ولا طلاق يقع بينهما. ويلتمس منع التعدد في قوله تعالى (( فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة)) وفي قوله تعالى (( ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم)). ويلتمس منع الطلاق في قولة المعصوم (( أبغض الحلال إلى الله الطلاق)) والإشارة اللطيفة أن ما يبغضه الله لا بد مانعه، حين يصير المنع ممكنا، وعمليا. فإن الله بالغ أمره.
ويلتمس عدم إرادة الإسلام، في أصوله، المهر، في كون المهر يمثل ثمن شراء المرأة حين كانت إنما تزوج عن طريق من ثلاثة طرق.. إما أن تسبى، أو تختطف، أو تشترى، فهو بذلك من مخلفات عهد هوانها على الناس، وما ينبغي له أن يدخل معها عهد كرامتها التي أعدها لها الإسلام، حين تدخل أصوله طور التطبيق.
ولقد نزل الإسلام، أول ما نزل، على مجتمع لم تكن فيه للمرأة كرامة، على نحو ما رأينا آنفا. وإنما كانت تعامل معاملة تسلكها في عداد الرقيق.. ولم تكن العلاقة الزوجية تقوم على الإنسانية واللطف مما ينبغي لها، وإنما كان الرجل يتزوج العشر زوجات، والعشرين، يستولدهن، ويستغل عملهن.
وهناك ظاهرة أخرى وجدها الإسلام في ذلك المجتمع وهي أن عدد النساء كان يفوق عدد الرجال، لما كانت تأكل الحروب منهم. فشرع الإسلام في تقييد الإفراط في التعدد، ولكنه لم ير أن يقفز بالناس إلى زواج الواحدة، لأن ذلك لا يستقيم له في ذلك المجتمع الذي مرد على الإفراط في التعدد، ولأنه رأى لأن يكون للمرأة ربع رجلن يعفها، ويحميها، ويغذوها، خير من أن تكون عانسا تتعرض لعاديات الأيام وهي مندوحة الذيل. وكذلك قيد تعدد الزوجات بأربع، فقال عز من قائل (( فانكحوا ما طاب لكم من النساء، مثنى، وثلاث، ورباع، فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة)) وفي موضع آخر ترد إشارة غاية في اللطف تحدثنا عن صعوبة العدل بين النساء، وذلك حين قال تعالى (( ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء، ولو حرصتم، فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة، وإن تصلحوا، وتتقوا، فإن الله كان غفورا رحيما)) نزل من مستوى العدل الذي هو مطلوب الدين، والذي لم يكن وقته، بالنسبة للمجتمع، وبالنسبة للفرد، من رجل، وامرأة، قد حان يومئذ، إلى مستوى العدل في الشريعة، فأعقب قوله (( ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء، ولو حرصتم)) بقوله (( فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة)) وبذلك أصبح معنى العدل هنا يقتصر على العدل المادي.. ولا يتناول ميل القلوب، ولولا هذا التجاوز لما أصبح تشريع التعدد ممكنا، وهو، في واقع الأمر، تشريع ضروري، وبخاصة لتلك الفترة من حياة المجتمع المؤمن.
وطبيعة العدل هنا ألا يقيد بما تقيد به الحرية، لأنه هنا حق، يقابله واجب، فمن لا يعرف الواجب يسلب الحق. وكانت المرأة متخلفة كثيرا، ولم تكن في مستوى المساواة مع الرجل، وقد تضافرت عدة عوامل لوضعها ذلك الوضع المتخلف، فجاء تقييد العدل في حقها عدلا، فيه لها خدمة، ولمجتمعها خدمة. ويعتبر تشريع التعدد تشريع فترة انتقال الى فجر المساواة التامة بين الرجال والنساء، ويومها يصبح العدل في حقها يشمل العدل في ميل القلوب، وهو المعني بقوله (( ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء، ولو حرصتم)) ويجئ يومئذ القيد من قبل قوله تعالى (( فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة)) وهكذا يشرع في تحريم التعدد، إلا لدى ضرورات بعينها تلجئ إليه، وينص عليها في القانون، ويستأمر فيها الطرف المضرور بها.
الطلاق ليس أصلا في الإسلام
والأصل في الإسلام ديمومة العلاقة الزوجية بين الزوجين، ذلك بأن زوجتك إنما هي صنو نفسك. هي انبثاق نفسك عنك خارجك. هي جماع آيات الآفاق لك في مقابلة نفسك، على فحوى آية: (( سنريهم آياتنا في الآفاق، وفي أنفسهم، حتى يتبين لهم أنه الحق)) ولكنا لا نملك النور الذي به نختار في الزواج نصفنا الآخر، اختيارا صحيحا.. مثلنا في ذلك يقرب منه مثل الأعمى الذي يجلس وبين يديه (( خوابير)) بعضها مربع، وبعضها مستطيل، وبعضها مثلث، وبعضها مبروم، وبعضها نصف دائرة، وبعضها قطاعات دائرة على أحجام مختلفة، وأمامه سطح عليه (( أخرام)) يناسب كل منها (( خابورا)) من (( الخوابير)) التي بين يديه، فهو يحاول أن يضع (( الخابور)) المناسب في (( الخرم)) المناسب، فيتفق له ذلك حينا، ويعييه أحيانا، بل قد يعجز عجزا تاما عن التوفيق التام بين (( الخابور)) و (( الخرم)). وفي الحق، أن هذا المثل لا ينطبق تمام الانطباق على حالة اختيارنا الزوجة، بل أن الأعمى، في هذا المثل، أقرب إلى التوفيق، والتسديد، من أحدنا وهو يمارس تجربة الاختيار هذه. فإذا أخطأ أحدنا فوضع (( خابورا)) نصف دائري في (( خرم)) مربع، مثلا، فإنه يحتاج الى فرصة ثانية ليعيد التجربة من جديد، وإنما شرع الطلاق ليعطينا هذه الفرصة الثانية.
عندما سقط آدم بالخطيئة، وحواء، وأخرجا من الجنة، هبط كل منهما، في مكان في الأرض، منعزلا عن صاحبه، وطفقا يبحثان: آدم عن حواء، وحواء عن آدم، وبعد لأي، وجد آدم حواء، ولم يجدها. ووجدت حواء آدم، ولم تجده. ومنذ ذلك اليوم وإلى يومنا هذا، يبحث كل آدم عن حوائه، وتبحث كل حواء عن آدمها. وأبواب الضلال واسعة، وأبواب الرشاد ضيقة، ولكنا ولله الحمد، في كل يوم نستقبل مزيدا من النور، به تضيق دائرة الضلال، وتنداح دائرة الرشاد. ونور الإيمان لا يكفي - وهو لم يكف المؤمنين من قبل- لتمام التسديد في الاختيار. فإذا أتم الله نوره، فأشرقت شمس الإسلام، فيومئذ لا يقع خطأ في الاختيار، مما يحتاج إلى التصحيح بتشريع الطلاق، فالنظائر قد التقت بالنظائر والشكول ضمت إلى الشكول.. (( قد علم كل أناس مشربهم)).. فالزواج في الإسلام علاقة أزلية سابقة للزواج في الشريعة، وما الزواج في الشريعة إلا محاولة للوصول لتلك العلاقة التي كانت بين آدم وحواء، حين أخذت حواء من آدم (( يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة، وخلق منها زوجها، وبث منهما رجالا كثيرا ونساء، واتقوا الله الذي تساءلون به، والأرحام، إن الله كان عليكم رقيبا)) وما الطلاق إلا فرصة الخطأ التي أتيحت للشريكين ليتعلما، فيستغنيا عن الخطأ، فتسقط في حقهما شريعة الطلاق بعدم الحاجة إليها.
الحجاب ليس أصلا في الإسلام
والأصل في الإسلام السفور.. لأن مراد الإسلام العفة.. وهو يريدها عفة تقوم في صدور النساء والرجال، لا عفة مضروبة بالباب المقفول، والثوب المسدول. ولكن ليس الى هذه العفة الغالية من سبيل إلا عن طريق التربية والتقويم. وهذه تحتاج إلى فترة انتقال لا تتحقق أثناءها العفة إلا عن طريق الحجاب، وكذلك شرع الحجاب. فكأن الأصل ما كان عليه آدم وحواء قبل أن يزلا: (( ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة، فكلا من حيث شئتما، ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين * فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوآتهما، وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين، أو تكونا من الخالدين * وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين * فدلاهما بغرور، فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوآتهما، وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة، وناداهما ربهما: ألم أنهكما عن تلكما الشجرة، وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين؟ * قالا ربنا ظلمنا أنفسنا، وإن لم تغفر لنا، وترحمنا، لنكونن من الخاسرين * قال اهبطوا، بعضكم لبعض عدو، ولكم في الأرض مستقر، ومتاع إلى حين * قال فيها تحيون، وفيها تموتون، ومنها تخرجون * يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم، وريشا، ولباس التقوى، ذلك خير، ذلك من آيات الله، لعلهم يذكرون * يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة، ينزع عنهما لباسهما، ليريهما سوآتهما، إنه يراكم، هو وقبيله، من حيث لا ترونهم، إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون)) قوله (( ليبدي لهما)) يعني ليظهر لهما.. قوله (( ما ووري عنهما)) يعني ما غطي عنهما بلباس النور.. (( من سوآتهما)) من عوراتهما.. قوله (( فدلاهما بغرور)) نصحهما بباطل، وكذب، حتى تورطا في الخطيئة، فلما سقطا (( بدت لهما سوآتهما، وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة)) فأخذا يستران عوراتهما بورق التين، ومن يومئذ بدأ الحجاب. فهو نتيجة الخطيئة، وسيلازمها حتى يزول بزوالها، إن شاء الله. وفي ذلك قوله تعالى (( يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم))، وهو يعني قد خلقنا لكم، وفرضنا عليكم لبس ثياب القطن والصوف وغيرهما مما يواري عوراتكم.. وقوله (( ولباس التقوى)) يعني لباس التوحيد، والعفة، والعصمة المودعة في قلوبكم، قوله (( ذلك)) لباس العفة (( خير)) من لباس القطن.. (( ذلك)) يعني لباس القطن.. (( من آيات الله)) من حكمته في تشريعه.. وكل المعنى في قوله تعالى (( لعلهم يذكرون)) ويعني لعل الناس يذكرون حالة الطهر، والبراءة والعفة، التي كان عليها أمرهم قبل الخطيئة، فتكون منهم الرجعى.
والآية الأخيرة واضحة الدلالة على ما ذهبنا اليه في أمر الحجاب.. والسفور في الإسلام اصل لأنه حرية.. وقد أسلفنا القول بأنه، في الإسلام، الأصل في كل إنسان أنه حر، إلى أن يسئ التصرف في الحرية، فتصادر حريته بقانون دستوري.. وقد سلفت الإشارة إلى القانون الدستوري.. اقرأ في حكمة الحجاب قوله تعالى (( واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم، فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت، حتى يتوفاهن الموت، أو يجعل الله لهن سبيلا.)) إذا توفرت الأدلة على اعوجاج سلوكها بما لا يرقى إلى الحد تصادر حريتها بحرمانها من حقها في حرية السفور، وتحبس في المنزل (( حتى يتوفاهن الموت)) إن لم يبد من احداهن أنها قد انتفعت بالعقوبة، وأنها استقامت، مما يجعلها مرجوة لحسن التصرف في السفور.
فالحجاب عقوبة حكيمة على سوء التصرف في حرية السفور. هذا في الأصل الإسلامي. ولكنه، في التشريع الحاضر، يمثل مصادرة مستمرة لحرية السفور، لأن الشارع أراد به الى سد الذريعة، حماية للقصر من مسئولية باهظة، وثقيلة، لا ينهض بها المؤمنون، وإنما ينهض بها المسلمون، وما لهؤلاء شرع.
المجتمع المنعزل رجاله عن نسائه ليس أصلا في الإسلام
وما يقال عن السفور يقال عن الاختلاط، فان الأصل في الإسلام المجتمع المختلط، بين الرجال والنساء، ثم هو مجتمع سليم من عيوب السلوك التي إيفت بها المجتمعات المختلطة الحاضرة.
هذه جميعها مجرد أمثلة سيقت على سبيل إظهار الفرق بين الأصل والفرع، وللتدليل على أن الرسالة الأولى، إنما هي تنزل عن الرسالة الثانية، لتناسب الوقت، ولتستوعب حاجة مجتمعه، ولتتلطف بالضعف البشري يومئذ، وفيها في ذلك غناء.
Lutfi
| |
|
|
|
|
|
|
Re: استجلاء لبعض مفاهيم الجندر من خلال اللغة في : عرس الزين ضوء البيت ، مر (Re: الجندرية)
|
الاخت الجندرية اسف جدا لما فاتنى من تعليقات فى هذا البوست سعدت جدا بمقابلتك الدكتورة حكمت صباغ-يمنى العيد وتتلمذك على يديها.الحقيقة حسدتك على هذه النعمة.واعتقد بعد كتابة يمنى العيد عنك والاشادة ببحوثك،تانى ما فى كلام.يعجبنى فيك دائما التواضع،فبعد ما كتبته ،يمنى العيد،لازلت تتسولين الاراء، على حد تعبيرك.ان كان هذا تسول فما اجمل التسول اذن! انزلى ما قالته عنك ،درة النقاد،فى هذا المنبر ،واتفخشرى زى ما دايره،والماعاجبه يشرب من البحر! وسنواصل الحوار فى بوست الشاعرة اليمنية
مع عميق احترامى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: استجلاء لبعض مفاهيم الجندر من خلال اللغة في : عرس الزين ضوء البيت ، مر (Re: الجندرية)
|
ألأستاذه ألجندريه, لك الشكر على هذا الجهد البديع الذي يستفز الموات القسري فينا. لدى بعض الملاحظات المبتسرة علّها تساعدنا جميعا في الوصول لفهم أكثر حميميه لنصوص الطيب صالح فيما يتعلق بصورة المرأة لدى الآخر,هل كان الكاتب يتأمّل في صوره لكائن دون وأقل؟ أم كان يتأمّل في البنية , سمّها اجتماعيه, التي تتأطّر في محاذاة المتن الروائي عبر لغة السرد و الحوار الروائي لتضفي بعد إضافي لتفرد نساء الطيب صالح و لا نمطيتهن؟ فيما يتعلق بصورة المرأة ألجما ليه , هل تنجح الصورة ( الخلفيه) النمطية في إبراز هذا التفرد من حيث الحضور النفسى الطاغى لشخصيات الطيب صالح النسائيه ( حسنه, مريوم وحواء بنت العريبى). تتصدر هذه الشخصيات مركز قوى الجذب الميتافيزيقى. الإحتفاظ بكل سمات الجمال النمطيه ( فكأنها فى حصن منيع من تصاريف الزمان) يصدر عن قوه نفسيه هائله , فى مواجهة إغواء النمط , من قبول أو فى الحقيقه إستسلام لما هو متوقع.رفضت حواء بصرامه مطلقه الوقوع فى براثن النمط, الخواء, من أجل وجود أكثر إشباعا . وقد تجسّد هذا الأمر بوضوح فى عشقها التام لبلال من دون الأخرين . التضاد بين الصوره والكينونه يتجلّى فى قوة العين( متبرجه فى حديثها شيئا من تفحش و تغنّج) فى مقابل عشقها الصوفى لبلال رواس مراكب القدره. أمّا مريوم فيمكن أن يقال عنها أنها أكثر نساء الطيب صالح لانمطية. تتشكّل مريوم ضمن نسق إجتماعى/نفسانى مغاير لكل توقعات النمط( تسبح تقفز فوق الأشجار تدرس وتتعلم)و كأنها إرهاص مدهش للمرأه فى شعر محجوب شريف ,مثلا. وينشأ بينها وبين محجوب, شقيقها, ومحيميد, صديقه/ها, كل هذا الحب الكاسح والمتمرد على النمط. وتظل تماما فى مركز دوامة الجذب الميتافيزيقى. و نسأل هل إجتمع كل هذا الحشد, وبعضهم لأول مرّه, فى المسجد فى ذاك الفجر الساطع المبهر لمجرد الإستجابه لنداء عشا البايتات الأشتر؟ بالطبع لا حيث يظل سعيد أداه روائيه, لون إضافى يزيد من وضوح التشكيل الأساسى فى جدارية الطيب صالح الممتدّه عبر فضاءات زمانيه/مكانيه موغله فى التباين والتناسق معا لتؤرّخ للوجدان السودانى. نعرف من النص أن النداء هو نداء مريم الروح وليست الجسد!! تظلّ نساء الطيب صالح لون أساسى فى هذا التشكيل ما تفضل به الأخ عجب الفيا بصدد إن مناهج التأويل تكمل بعضها البعض صحيح تماما من حيث إن هذا التأويل ليس فقط بصدد ما يعرف تقليديا بأسم النقد الأدبى,بل هو أمر يخص من يقوم بالتأويل, سرّا, كما يفعل مجمل القرّاء, و جهّرا, كما يفعل النقاد ,وهذا لا يتعارض مع الرغبه فى تفكيك النص!!! هل دهشتى الأولى برواية موسم الهجره إلى الشمال عام 1969 مردّها إلى إستخدامى ( عدّة شغل) ميكانيكى نقد تفكيكى أم تأويل سرّى؟ دهشتى المتجدّده كتيار نهر موسمى جامح كلمّا رجعت لقراءة الروايه,, تعتمد أساسا على مفهوم تناسخ الأرواح / النصوص, أو التناص! نعم هو بعينه! و لا أرى فى ذلك ما يدمغنى بالتفكيكيه أو الحداثويه أو ما شئت من مسميات. فالمتنبى وأبونواس من جهه, و شكسبير و جوزيف كونراد من جهة اخرى و آخرين لا حصر لهم, يتجولون بحرية تامة داخل جدارية الطيب صالح, وقد أسماهم ت.س. إليوت بالشعراء الموتى فى نصّه النقدى حول التقليد والموهبه الفرديه. ماذا عن نساء الطيب صالح المهاجرات إلى مناخات إستوائيه وعوالم سحريه غامضه فى خيال أصابه كساد تجارة الإستعمار بالبوار فى منتصف القرن المنصرم؟ هل تكرمت الجندريه بأضاءة هذا الجانب من مفهوم جندرى و علما بأنهن يصدرن عن فضاء زمانى /مكانى مغاير تماما ولكم جميعا خالص الود مصطفى آدم( مستدام)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: استجلاء لبعض مفاهيم الجندر من خلال اللغة في : عرس الزين ضوء البيت ، مر (Re: الجندرية)
|
الأخ العزيز مصطفى أدم ( مستدام ) أشكرك أخي من كل قلبي على هذه المداخلة فهي من عينة ما تمنيته عند نشر هذا الجهد المتواضع هنا ..
في غمرة انشغالي بما قاله النص ( الروايات المدروسة ) لم اهتم كثيراً بتأملات الكاتب خاصة بما أسميته " البنية الاجتماعية المحاذية للمتن الروائي " ... فقد اعتقدت أنها لن تساعد في الإجابة على تساؤلات بحثي الرئيسية ، في سعيها لتسليط الضوء على إشكاليات التمايز الجندري وأسئلة الجندر الأخرى المتعلقة بالهوية .. ومفاهيمها والفجوة الجندرية وغيرها مما يلحق بهذا ؛ وكيف تمت معالجة كل ذلك فنياً داخل النص . وبصراحة لم أهتم بهذه البنية الموازية إلا بالقدر الذي اعتقدت أن النص أحالني إليه ..
هل يمكن أن يكون الروائي تعمد بث صورة جمالية نمطية لنساء الروايات، ليمنح الشخصيات ( خاصة النسائية) بعداً إضافياً ويعزز من فاعليتهن كما تفضلت ؟ !!! ولما لا ؟ قراءة محتملة ؛ وتؤيد ما ذهبت إليه بتطابق المتن الروائي مع الواقع خارجه في منطقة شمال السودان ، فالقول بأن قوة المرأة وسطوتها وقدرتها على التأثير يكمن في جمالها قول شائع وراسخ في ثقافة هذه المنطقة .. بعكس الرجل الذي لا يهم شكله أو سنه وعيبه الوحيد يكمن في جيبه حسب المثل الشعبي ( الراجل عيبه جيبه ) .. فسلطته مستمدة من هناك ..من موقعه الاقتصادي / الاجتماعي .. ولان ( الزين ) الشخصية الرئيسية في رواية عرس الزين لم يكن يتمتع بأي من تلك الصفات الجمالية أو الموقع الاجتماعي / الاقتصادي كان لابد من الاتكاء على المعجزة الصوفية ـ كحال المهمشين/ ات : سعيد البوم ونساء الرواية ـ لتحقيق فاعليته داخل المتن الروائي ... ما اقصده بالفاعلية هو قدرة الشخصية وفق بناؤها على الإسهام في الحدث والفعل الروائي ومجرى السرد وكذا المصائر والنهايات .. وهو ما سأتناوله بالتفصيل في الجزء الخاص بالشخصيات ( بتركيز على الشخصيات النسائية ) .. ولكن دعني هنا أطلق إشارات عامة . حواء بت العريبي رغم بناؤها المحكم والتناسق الكبير مع فاعليتها .. فلو لم تكنن متحررة من سلطة الأب والقبيلة ومستقلة اقتصادياً وعاملة وجرئية " قوية العين ومتبرجة " (1) لما استطاعت أن تبوح لحبها لبلال رغم الفوارق العرقية والاجتماعية .. فبلال كان ( عبداً ) ؛ لكن رغم ذلك لم تحقق فاعليتها دون توسل المعجزة الصوفية " فلما أعيتها الحيلة ذهب إلى الشيخ نصر الله ود حبيب ، فشكت له وتذللت وتضرعت ، أشار على بلال ان يتزوجها " (2) . ونعمة اتكأت أيضا على المعجزة الصوفية في تحقيق فاعليتها فالشيخ الحنين هو من تنبأ بزواجها من الزين على لسان الراوي والشخصيات في عدد من الحوارات وعُد ذلك من هبات الشيخ الحنين التي منحها للزين المبروك / الصالح ؛ وايضاً استندت نعمة في فاعليتها على مكانة اسرتها الاجتماعية والاقتصادية .. فأبوها هو الذي دفع مهرها من حر ماله " مائة جنية ذهباً وهي من حر مال حاج ابراهيم "( 3) وهو أيضاً حال الزين بقفزته الشهيرة في مشهد الاحتفال بعرسه حاملاً السوط ( رمز القوة والجاه ) من موقعه بين المهمشين / ات : عشمانة الطرشاء وموسى الاعرج وبخيت ونساء " التكل " وجالبات الماء من البئر ، إلى المركز ليصبح من الأعيان ..محدداً بذلك مصيره وانتمائه ومن ثم انزياحه من مركز المتن الروائي إلى هامشه حيث ذاب في السلطة والقوة والجاه مبرراً عدم ظهوره في الروايات الأخرى إلا عرضاً في رواية ضؤ البيت اثناء تهكم الطاهر ود الرواسي على التغيرات الدراماتيكية التي حدثت لبعض شخصيات ود حامد (4) ، ومرجحاً ميول الراويات إلى تيار الواقعية ان لم نقل الواقعية الاشتراكية .. في انحيازها للمهمشين ومحاولاتها لتصوير الواقع خارج المتن الروائي بتطابقها معه في كتير من المواقع وبالتأكيد على سطوة السلطة البطريركية وسيادتها .. ففاعلية الزين لم تتحقق وفقاً لبناء شخصيته وحسب ، او وفقاً لفاعلية الشخصية النسائية المقابلة له ( نعمة ) فقط ، بل ايضاً بالاتكاء على المعجزة الصوفية كما أسلفنا والتي يمثلها " شيخ رجل " . أما مريوم التي أطلقت عليها ـ اخي مصطفى ـ صفة اكثر نساء الروايات " لا نمطية " فهي اقلهن فاعلية .. وقدرة على كسر النمط .. رغم بدايتها القوية ( السباحة وتسلق الأشجار .. والتحايل على النظام التعليمي للحصول على حقها ) تهدلت أغصانها باكراً .. فهي لم تكمل تعليمها لان الناظر قال لا.. ولم تتزوج حبيبها لان جده قال لا ..ولم تستطيع منع اولادها من مناهضة خالهم / اخاه الذي تحب لانه انتهرها وزجرها قائلاً " ياولية امشي لبيتك " .. دائماً ثمة رجل لوأد أحلامها .. دائماً سلطته بالمرصاد لطير احلامها .. لذا كان لابد من غرسها كنخلة لتثمر في الزمن القادم ..الزمن الذي هيمنت أجوائه الحبلى بالعدل .. عندما انصف صوتها في المشهد الختامي لرواية مريود الاب ذلك الضحية " ضحية ابيه وابنه " على حد تعبير الروائي في الغلاف الثاني لرواية ضؤ البيت " أحدوثة عن كون الأب ضحية لأبيه وأبنه " ( انظر/ ي الجزء الخاص بالعتبات النصية ) .. اخي .. اتفق تماماً معك والأخ عجب الفيا في تكاملية المناهج .. خاصة عندما تكون رؤية القراءة جندرية .. هل يكون علي الالتزام بمنهج واحد ، ام استخدام كل منهج بما يعزز اضاءة تلك القراءة .. ما أفعله ببساطة هو محاولة توضيح تلك الرؤية سواء باستخدام منهج واحد أو مناهج متعددة أو احياناً بنحت ادواتي الخاصة في التحليل حتى وإن أتهمت بالتوفيقية والانتقائية واللا منهجية او الوقوع في شراكها بالفعل .. فلحين ابتكار منهج متكامل يمكنني من خلاله تحليل النصوص وفق رؤية جندرية ساتبع هذه الطرق الملتوية . اتفق ايضاً أخي ، في أن التناص ـ بكل أنواعه ـ هو أحد مكامن الادهاش في النص . والطيب صالح احتفى بالتناص الداخلي على وجه الخصوص .. فنجده بارزاً وأكثر وضوحاً في الشخصيات إلى حد إعادة انتاج الشخصية بوجه من الوجه أو التناسخ كما عبرت فـ : الجد / محميد بندر شاه / مريود / عيسى ود ضوء البيت مصطفى سعيد / ضوء البيت ضوء البيت / الزين / مصطفى سعيد الزين / الحنين / بلال / نصر الله ود حبيب مصطفى سعيد /الراوي / محميد نعمة / فاطمة بت جبر الدار / مريوم بت مجذوب / حواء بت العريبي هؤلاء التناص الداخلي بينهم / هن مدهش ومثير للجدل إلى حد يصلح بأن يكون مادة بحث منفصل . عن نساء الطيب صالح الأخريات .. حلمت ولا زلت أن يكنّ مادة بحثى للحصول على الماجستير ، إذ ان هذا الجزء من الدراسة تقدمت به لنيل الدبلوم العالي .. لكن يبدو ان هذا الحلم يتوارى في سماء المستحيل .. دعواتك ان يدني الله البعيد وأحققه .. عميق شكري لما أثرته من جاد وجميل القول .. وللأخ الحسن البكري لتجشمه عناء رفع البوست كلما غرق .. .
المصادر : (1) مريود، ص (62) . (2) السابق ، ص (63) . (3) عرس الزين ، ص ( 101) . (4) ضوء البيت ، ص (12) .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: استجلاء لبعض مفاهيم الجندر من خلال اللغة في : عرس الزين ضوء البيت ، مر (Re: الجندرية)
|
العزيزة الجندرية...........التحيات الطيبات لك الود اجزله و لك ايضا العتبى حتى ترضى , فمثل هذه مواضيع لايمكن تجاوزها مطلقا فعدم المشاركة فيها تستدعى اقصى حالات العتاب و اللوم حاولت قراءة موضوعك وما اعقبه من مداخلات بامعان و الحقيقة كان لى عدة ملاحظات لكن لا انوى تكرار افكار تم الاشارة اليها مسبقا و لكنى اؤكد مرة اخرى على رأى الاخ عجب الفيا اننا احيانا نبالغ فى تقدير سهولة او صعوبة لهجتنا العامية و حتى الواحد فينا فى الحياة العامة عندما يلتقى احد الاخوة من الدول الشقيقة يحاول ان يتكلم معه بلهجته او بلغة عربية فصيحة خوفا من الا يفهم حديثه و انا اعتقد ان مثل هذا الموقف - رغم انه احيانا يحدث لى - مبالغ فيه وما اود الاشارة اليه هنا فى مسألة اللغة خلاصة لحوار جميل فى ندوة بمركز المهن التمثيلية -امدرمان فى بداية التسعينيات فى زيارة للدكتور عبدالله على ابراهيم للسودان عندما دار النقاش حول استعمال اللغة العامية فى الاعمال الدرامية سواء كان فى المسرح او التلفزيون او الاذاعة و التى تتخذ طريقة معينة فى النطق تبدو انها لهجة عامية تنتمى لجهة محددة و لكن فى الحقيقة هى لهجة تنتمى لانسان الريف فى مقابل انسان المدنية كان قد ابتدعها د.عبدالله و اسماها اللغة الثالثة ليخرج من مأزق كيفية ايراد صورة درامية لانسان الريف فى الاعمال الدرامية دون اللجؤ للهجات الخاصة بكل منطقة فى السودان و رغم انه قد حل مشكلته حينها الا ان استعمال هذة اللغة الثالثة بشكل نمطى خلق فجوة لغوية واضحة فى الاعمال الدرامية ما اود ان اشير اليه هنا ان الطيب صالح بدوره حاول التوفيق بصناعة لغة تالتة فى اعماله لعلها تقرب النص لذهن القارئ و استتبع ذلك بنية نصية تستدعى الواقعية فى كثير من جنبات نصوصه لذلك لا يمكننا توجيه اى اتهمات بان الطيب صالح ابرز المرأة بصورة دونية او متخلفة فى اعماله فكل ما جاء به الطيب صالح هو اقرب للسرد و الحكى لبيئة الرواية مع اضافة ملكاته الشخصية طبعا فى البناء الدرامى و الحوارى فى رواياته لذلك قد نجد كثير من مهاجمى او نقاد الطيب صالح يصفون اعماله بانها تشابه لحد كبير كتابات راوئيى امريكا الاتينية امثال جورج امادو و غابريل غارسيا ماركيز و ذلك ما نتيجة الا لاشتراكهم فى البناء الاساسى للعمل الروائى و القائم على تمثيل بنية مكانية حقيقية وواقعية فى نسق ادبى رفيع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: استجلاء لبعض مفاهيم الجندر من خلال اللغة في : عرس الزين ضوء البيت ، مر (Re: الجندرية)
|
الأستاذه ألجندريه و الصديق الحسن , لكم أمتنانى و تقديرى فقد أعادتنى قراءةأهل البلاد الشاهقه وسمر الفتنه بعنوانها المحفّز على شحذ أدوات الشغب المعرفى و اخيرا مسودة احوال المحارب القديم على التلويح بالأدوات وسادلى بدلوى فى محاولة اقراءتها جهرا بعد أن نفضت الجندريه ما علق بهذه الأدوات من صدأ تدريس من لايرغب فى المعرفه أصلا. أقول يا أستاذه سنى أدواتك يوميافالكسل صنو الديكتاتوريات فى احباط مشاريع جديره بالإنجاز وقد أصاب من هم من فى أعتاب الشيخوخه- ما بعد الكهوله- مثلى ما أصابهن/م-ليس للترتيب أى أهميه- خالص ودى يا أهل ودى!!
مصطفى آدم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: استجلاء لبعض مفاهيم الجندر من خلال اللغة في : عرس الزين ضوء البيت ، مر (Re: الجندرية)
|
العزيزة يمنى كل عام وانت بالف خير وعافية اولاً اشكرك على المساهمة .. واعتذر لك مرة اخرى عن التأخر في الرد
اتفق معك في كثير مما اوردته هنا حول اللغة .. لكن باعتقادي ان استخدام اللغة في الكتابة الروائية يختلف عن الكتابة الدرامية .. وهذا امر اخر .. كتبت عزيزتي :
Quote: لذلك لا يمكننا توجيه اى اتهمات بان الطيب صالح ابرز المرأة بصورة دونية او متخلفة فى اعماله فكل ما جاء به الطيب صالح هو اقرب للسرد و الحكى لبيئة الرواية |
لذا لزمني التوضيح لمرة اخرى بأنني لم ارم بهذا البحث محاكمة الطيب صالح ولا اعماله .. ولا اتناول كل اعماله انما اقوم هنا بتفكيك روايات : عرس الزين ، ضوء البيت ، مريود من زاوية قراءة جندرية .. وبالتالي لم اطلق اي اتهام هنا .. فعندما أقول الروايات Quote: أن اللغة المستخدمة في الروايات الثلاث ( عرس الزين ، ضوء البيت ، مريود ) قد بثت صورة نمطية عن المرأة الريفية في شمال السودان ، سواء على مستوى السرد أو الوصف أو الحوار . |
( تحمل في طياتها الحكم القيمي بدونية المرأة ) فإنني اصل لهذه النتيجة بتحليل اللغة ( الحوار والسرد والوصف) في الراويات موضع الدرس ثم احاول أن افسر النتيجة هل هي نتيجة لضرورات الصدق الفني .. ام التزام الروايات منهج الواقعية التي يكون فيها تطابق كبير بين الواقع داخل وخارج المتن الروائي .. ام اسباب اخرى .. شكراُ مرة اخرى للاهتمام والقراءة والمشاركة
| |
|
|
|
|
|
|
|